حلقة 25 رمضان 1430هـ من برنامج سؤال أهل الذكر الذي يبث على تلفزيون سلطنة عمان مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان ويتكلم فيها الشيخ عن عقيدة تجسيم الله وتشبيهه بمخلوقاته
حلقة 25 رمضان 1430هـ من برنامج سؤال أهل الذكر الذي يبث على تلفزيون سلطنة عمان مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان ويتكلم فيها الشيخ عن عقيدة تجسيم الله وتشبيهه بمخلوقاته
Copyright:
Attribution Non-Commercial (BY-NC)
Available Formats
Download as DOC, PDF, TXT or read online from Scribd
حلقة 25 رمضان 1430هـ من برنامج سؤال أهل الذكر الذي يبث على تلفزيون سلطنة عمان مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان ويتكلم فيها الشيخ عن عقيدة تجسيم الله وتشبيهه بمخلوقاته
Copyright:
Attribution Non-Commercial (BY-NC)
Available Formats
Download as DOC, PDF, TXT or read online from Scribd
فالسلم عليكم أيها الخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
وأهل ومرحبا بكم في هذا اللقاء....
بالمس اتصل بنا الخ أسعد الجيثي من السعودية
وقال عندما تحدثتم عن موضوع توحيد الله تعالى والتعرف على الله سبحانه وتعالى من خلل خلقه وآياته في هذا الكون ذكر موضوعا مهما قال التجسيم الذي يذهب إليه بعض الناس ونسبة الصفات الحادثة التي يشبه فيها الخالق سبحانه وتعالى بخلقه أل يؤدي ذلك إلى اللحاد لنه عند إذن سيحصر الباري سبحانه وتعالى في صفات الخلق وهذا من شأنه أن يجعل العبد يتصور ربه سبحانه وتعالى وكأنه يتصور مخلوقا أل يؤدي ذلك إلى اللحاد وكيف يرد على مثل هذا التصور ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الحد الفرد الصمد الذي { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الخلص]4 - 3/ سبحانه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى { ]11/ل تدركه البصار وهو يدرك البصار 1 وهو اللطيف الخبير } [النعام ]103/وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلمه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فإن هذا السؤال سؤال مهم جدا ول يمكن أن تنحصر الجابة عليه في هذه الحلقة أو في حلقات معدودة بل الجابة عليه لو كتبت تستغرق مجلدات ونسأل الله تعالى التوفيق لبيان الحق بقدر المستطاع ونحن نقدم إلى الناس نبذة فيما يتعلق بهذا الجانب ول ريب أن من لم ينفعه قليل الحكمة ضره كثيرها والعاقل يستوضح الحقائق من ومضاتها ويستجليها من إشاراتها فحسب النسان أن يدفع به إلى فهم كتاب الله وإلى فهم السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يرد إلى العقل السليم والفطرة السليمة فإن ذلك مما يبصر النسان بالحقائق ويبعده عن الوهام ل ريب أن الله سبحانه وتعالى ل يشبه شيء ول يشبهه شيء نصت النصوص القرآنية القاطعة بهذا وهذا الذي يدل عليه العقل السليم فالله تعالى يقول { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى ]11/ويقول سبحانه وتعالى في حق ذاته { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الخلص ]4 - 3/ويقول { هل تعلم له سميا } [مريم ]65/فكل ما يتصوره النسان في ذهنه مما يتعلق بجلل الله عليه أن يدرك أن الله سبحانه وتعالى بخلف ذلك إذ ل يدرك الله سبحانه وتعالى بالفكار ول يمكن أن يحد بأي مقياس من المقاييس 2 لنه الله سبحانه وتعالى قد كان قبل أن يخلق أي شيء فهو الزلي البدي الذي لم يسبق وجوده عدم ول يلحقه عدم قد كان ول زمان ول مكان وهو الن على ما هو عليه كان الله سبحانه وتعالى لم يكن معه شيء في الزل قد كان الله ول شيء معه كما ثبت ذلك في حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وهذا الذي تدل عليه النصوص القاطعة لن الله تعالى وصف نفسه بأنه خالق لكل شيء وقد قال في وصف نفسه { خالق كل شيء } [غافر ]62/وقال { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } [النعام ]101/فكل ما عداه إنما هو مخلوق له هو وحده الزلي البدي وفي أزله ما كان هناك زمان ول كان هناك مكان لم تكن هناك أزمنة لن الزمنة لم تخلق بعد ولم تكن هناك أمكنة لن المكنة لم تخلق بعد فالله سبحانه وتعالى وجوده ليس وجودا ماديا حتى يقاس بوجود الماديات وحسب النسان أن ينظر إلى أسرار الله تعالى في الخلق ليستجلي هذه الحقيقة فحسب النسان أن يفكر في روحه هذه الروح يحيى بها ويحس بها وهي التي تدفع إليه الطاقات المختلفة ولكن هذه الروح مع كونها في جسمه ل يستطيع أن يبصرها بعينيه ول أن يمسها بيديه ول أن يسمعها بأذنيه ول أن يشمها بمنخريه ول أن يمصها بشفتيه ول أن يلحسها بلسانه ول يدركها بأي شيء من الطاقات الدراكية التي معه وإنما حسبه ما يرى من آثارها في نفسه فيؤمن بأنه ذو روح وإذا كانت هذه الروح هكذا مع أنها هي مخلوقه فكيف بالخالق العظيم كيف 3 بالذي خلق الروح هل يمكن أن يدرك بأي حاسة من الحواس أو يشبه بغيره في أي ناحية من النواحي كل ل يمكن أن يشبه بغيره سبحانه وتعالى لنه هو الخالق لغيره وما عداه مخلوق له كل ما عداه إنما هو من خلق الله سبحانه وتعالى فل يمكن أن يكون هناك شبه ما بينه وبين غيره ثم من ناحية أخرى كما قلنا إن الله سبحانه وتعالى كان في الزل ولم يكن هنالك يمين ول شمال ول فوق ول تحت ووجوده تعالى غير وجود مادي إذ ل يشبه الماديات حتى يفتقر إلى مكان يستقر عليه ويكون محدودا بحدود محدودا بجهة يمنى ومحدودا بجهة يسرى ومحدودا بجهة فوقية ومحدودا بجهة تحتية ومحدودا بجهة أمامية ومحدودا بجهة خلفية إنما الله تعالى وجوده وجود يختلف عن وجود كل كائن من الكائنات فلذلك ل يمكن أن يقاس بالكائنات الخرى ونحن نرى بطبيعة الحال إن هؤلء الذين يحاولون أن يحصروا الله تعالى في جهة وان يكيفوه بصفات تشبه صفات المخلوقين إنما هم بنظرتهم المادية إلى الكائنات ل يستطيعون أن يفهموا وجودا غير الوجود المادي فلذلك شبهوا الله سبحانه وتعالى بالوجود المادي وحصروه في جهة على انه يترتب على ما يقولون كثير من المحاذير مما يترتب على ذلك انه أن كان سبحانه وتعالى محدودا بحدود فهل يمكن أن يتجاوز تلك الحدود وان يتمدد ويخرج عن هذه الحدود التي كان عليها أو ل يمكن فان كان ل يمكن فهو عاجز وكل عاجز ليس باله وقد وصف الله تعالى نفسه بالقدرة المطلقة وان كان يمكن فمعنى 4 ذلك انه متغير وكل متغير ليس باله ثم ذلك الفضاء الذي يتمدد فيه ويزداد به هل هو ذاته أو خارج عن ذاته إن قيل هو ذاته فذلك مستحيل إذ الشيء ل يمكن أن يزيد في نفسه وإنما يأخذ من الفضاء الذي حوله وان قيل بأنه غير ذاته فمعنى ذلك انه محتاج إلى الغير وكل ما كان محتاجا إلى الغير فهو غير اله على أن كل ما يتغير من وضع إلى وضع ومن حال إلى حال فتغيره ذلك دليل حدوثه ولذلك نجد حجة إبراهيم عليه السلم التي حكاها الله تعالى في كتابه انه عندما أراد أن يقيم الحجة على قومه الذين كانوا يعبدون الجرام الفضائية ويؤلهونها من دون الله سبحانه وتعالى على بطلن معتقدهم انتزع لهم الدليل من حال هذه الجرام { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي } [النعام- 75/ ]76إنما قال ذلك لجل أن يقيم الحجة على قومه الذين يعتقدون بأن هذا الكوكب هو إله ثم بين لهم بعد ذلك انه ل يصلح لللوهيه{ فلما أفل قال ل أحب الفلين } [النعام ]76/مع أن أفول الكوكب لم يكن معنى ذلك انه ينعدم ويزول وإنما أفول الكوكب انه يواريه الفق على أن هذا من حركة الرض التي عليها إبراهيم عليه السلم ولكن هذه حالة أثرت على الكوكب وكل ما يتأثر بغيره فليس باله فالله سبحانه وتعالى لو كان يتأثر بغيره لو كانت الحادثات بعد أن خلقها تأثر وتغير عن ما كان عليه بسبب خلقه لهذه الكائنات لكان ذلك ناقضا للوهيته وكان ذلك دليل 5 على أن عدم أهليته لللوهيه تعالى الله عن ذلك وإنما الله سبحانه وتعالى ثابت دائم على ما كان عليه ل يعتريه التغير لي حال من الحوال ولريب انه بناءا على هذا المعتقد الذي اعتقدوه قالوا بأنه يتنقل من مكان إلى مكان بل قالوا يتحول من صورة إلى صوره ومن وضع إلى وضع آخر وقد قالوا بان الله سبحانه وتعالى ينزل بذاته من العرش الذي يحصورونه فيه إلى السماء الدنيا عندما يبقى الثلث الخير من الليل قالوا بأنه ينزل بذاته إلى السماء الدنيا عندما يبقى الثلث الخير من الليل وان كان كما يقولون فلننظر متى يكون ذلك قالوا عندما يكون الثلث الخير متى الثلث الخير؟ الثلث الخير يدور بالكرة الرضية باستمرار فالنسان في مكان ما يأتيه الثلث الخير بحسب وضعه في ذلك المكان ولكن من يقابله في تلك الجهة من يقابله في الجهة الخرى بل قد يكون ذلك الثلث الخير من النهار وقد يكون ذلك الثلث الوسط من النهار بل في مكان ذلك الثلث الول من النهار وفي مكان آخر ذلك الثلث الول من الليل وفي مكان آخر ذلك الثلث الوسط من الليل فهل معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى يبقى بين العرش وسماء الدنيا نزول وهبوطا بسحب اختلف المكنة فنحن نعلم أن الليل في اليابان واستراليا يتقدم قبل ليلنا بزمن طويل وكذلك بالنسبة إلى الوليات المتحدة المريكية يتأخر ليلهم عن ليلنا كثيرا هناك مناطق في الوليات المتحدة المريكية عندما تشرق الشمس عندنا تغرب عندهم وعندما تغرب عندنا تشرق عندهم فمعنى هذا 6 أن الرض كرة والثلث الخير من الليل متغير على أن هذه الرض لما كانت كرة هكذا فالجهات الست إنما هي نسبية الجهات الست من الفوق والتحت واليمين والشمال والمام والخلق هي أمور نسبية فما يقابل كل جهة إنما هو أعلى من تلك الجهة ولكن لو قسنا إلى الجهة المقابلة لهذه الجهة السفلى فهناك الفوق بعكس ما هنا فالفوق بالنسبة إلى من كان هناك الجهة التي هي أعلى من راسي والجهة التي هي من أعلى راسي بالنسبة الينا نحن هي الجهة التي تحت أقدامنا ونحن بالنسبة إليهم جهتنا التي هي فوقية عندنا إنما هي تحت أقدام أولئك فإذا قضية الفوقية هي قضية نسبية ليست قضية متحدة إنما هي قضية نسبية وعلى أي حال بجانب هذا نرى كثيرا من كلمهم وكثيرا من نصوصهم تدل على الحيرة في هذا المر فهم مما يقولون بان الله تعالى أيضا يأتي بذاته يوم القيامة ينزل إلى الرض سبحان الله اتسعه الرض؟ وقد رووا روايات مع السف الشديد بأنه يؤتى به محمول تحمله أربعة ملئكة محمول على سرير من ذهب تحمله أربعة ملئكة إذا كان الله تعالى بحاجة إلى سرير من ذهب فمعنى ذلك أن ذلك السرير هو أغنى من الله تعالى الله عن ذلك وإذا كان بحاجة إلى من يحمله فهو إذا مفتقر إلى أولئك هذه أمور عجيبة وهناك من يروي روايات أن الله سبحانه وتعالى تحمله أربعة ملئكة ملك في صورة إنسان وملك في صورة أسد وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وهناك رواية أيضا بان الله تعالى موجود في 7 القنطرة الرابعة من قناطر جهنم والناس يمرون عليه عندما يدخلون النار في القنطرة الرابعة هذه عقائد كلها عقائد مبنية على مواريث وثنية انتقلت من الوثنيين إلى اليهود من خلل عبادتهم للعجل وقد اثر ذلك في توراتهم المحرفة تأثيرا غريبا حتى أنهم قالوا بان الله سبحانه وتعالى حسب ما جاء في التوراة صارع إسرائيل فصرعه اسرائل وركب فوقه وطلب منه الفكاك والنفلت منه فأبى عليه إسرائيل حتى انه ضرب حقه فصار إسرائيل يعرج في مشيه قالوا ولجل ذلك ل يأكل بني إسرائيل اللحم الذي هو لحم النسا بسبب هذه الضربة إلى غير ذلك من الوهام والترهات التي ملت بها التوراة هذه الوهام انتقلت إلى هذه المة تصديقا لقول النبي صلى الله عليه ُ َ َّ وسلم " لَتَتَّبِعُ َّ ر شبِ ب ًْ ِ ْ ٍ را شب ِ م ْ ْ ْك ِ ل ب ق نمِ ن َ يِ ذ ن ال سن َ َ ن ُ بض ٍّ حَر َ خلُوا ُ ج ْ حتَّى لَوْ د َ َوَذَِراعًا بِذَِراٍع وَبَاعًا فَبَاعًا َ موه ُ " فهم قالوا كمثل ما يقول هؤلء اليهود خلْت ُ ُ لَد َ َ وهم نسوا أن اليات الصريحة آيات تنزيه لله تعالى تنفي مشابهة الله سبحان وتعالى لي شيء من مخلوقاته ل يشبه شيئا ول يشبهه شيء لن الله تعالى كان كما قلنا قبل خلق الزمان والمكان وهو على ما عليه الن كان ل يمكن أن يدرك بالحواس ول يمكن أن يقاس بأي شيء من الكائنات لن الكائنات كلها إنما هي مخلوقة لله سبحانه وتعالى ثم بجانب هذا أيضا نرى أن هؤلء كما قلنا أهملوا النصوص المحكمات واخذوا بالمتشابهات ونظروا إلى ظاهر هذه المتشابهات فانحبسوا في هذا الظاهر ولم تفضي 8 بهم عقولهم إلى الحقائق التي يراد بهذه اليات المتشابهة مع أن الله سبحان وتعالى بين في الكتاب الكريم أن اليات المتشابهة يجب أن ترد إلى اليات المحكمات قال { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه } [آل عمران ]7 /هؤلء الذين يتبعون المتشابه ويستمسكون بالمتشابه إنما في قلوبهم زيغ زاغت قلوبهم ولذلك نسوا المحكمات وعولوا على المتشابهات وفي قول الله تعالى في المحكمات هن أم الكتاب دليل على وجوب الرجوع إلى هذه المحكمات والخذ بهذه المحكمات لن لو لم يأخذ بالمحكمات وعول على المتشابهات واتبعت المتشابهات لدى ذلك إلى نقض عقيدة السلم شيئا فشيئا فالله سبحانه وتعالى وصف المسيح عليه السلم بأنه كلمة من الله وروح منه هل المسيح كلمة ملفوظة؟ ل وإنما خلقه الله بكلمة منه قال له كن فيكون { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } [آل عمران ]59/فهذا معنى كونه كلمة من الله ومعنى كونه روحا من الله انه سر من أسرار الله ول يعني ذلك بحال من الحوال انه جزء من الذات العلية فهم لو اخذوا بهذه الظواهر من مثل هذه العبارات لدى ذلك بطبيعة الحال إلى العتراف بما يعتقده النصارى من اولوهية المسيح عليه السلم ولكن يأبى الله ذلك وفي الرد على نصارى نجران عندما أرادوا أن يحاورا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المر نزل قول 9 الله تعالى { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } [آل عمران ] 7/هذا إنما انزل ردا على ما يقوله النصارى فنحن لو أخذنا بهذه المعتقدات التي يعتقدها النصارى أو أخذنا بهذا المنهج الذي عولوا عليه بحيث تجرى النصوص على ظاهرها بغير إن تأول إما كان ذلك يؤدي إلى تناقضات عجيبة كم من التناقضات نحن نرى أن هؤلء يحصرون الذات العلية في العرش ويقولون أن الله تعالى مستو على عرشه ولكن هناك نصوص لو أجروها حسب ظاهرها لدى ذلك إلى تناقض بعيد مع هذا الذي يعتقدونه فالله تعالى يقول { ونحن أقرب إليه منكم ولكن ل تبصرون } [الواقعة ]85/هل قرب هؤلء المخاطبين إل قرب حسي فلو حمل هذا اللفظ على ظاهره لدى ذلك إلى التناقض وكذلك يقول الله تعالى { ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } [ق ]16/مع أن قرب حبل الوريد قرب حسي ولكن ل يحمل هذا اللفظ على هذا المعنى ونجد ابن القيم ذكر عن أبي عمر الطلمنكي انه حكى إجماع أهل السنة على أن قول الله تعالى { وهو معكم أين ما كنتم } [الحديد ]4/وقول الله تعالى{ ونحن أقرب إليه } [ق ]16/إنما يراد به أمر الله تعالى فإذا كان هذا يحمل على المر مع انه قال ونحن وقال وهو ضمير يرجع إلى الله سبحانه وتعالى إل يعد ذلك تأويل فلماذا يمنعون التأويل في بقية 10 اليات المتشابهات ويجرونها على ظاهرها من غير أن يؤولوها أي تأويل على أن التأويل كما قلنا لبد منه فالله سبحانه وتعالى يقول { فأينما تولوا فثم وجه الله } [البقرة ]115/فهم عندما يفسرون الوجه بالجارحة ويحصرون الذات العلية في العرش هل معنى ذلك يعتقدون أن وجه الله تعالى تدلى من العرش إلى الرض فكان يمل الماكن وحيثما انصرف النسان واتجه في أي بقعة من الرض كان وجه الله تعالى في تلك البقعة هذا كلم غريب كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى يبين في كتابه العزيز بيانات تقتضي استحالة صفات النقص عليه وهناك آيات متشابهات لو حملت على ظاهرها لدت إلى وصفه تعالى بالنقائص الله نفى عن نفسه النسيان قال الله تعالى { وما كان ربك نسيا } [مريم ]64/وحكي عن موسى قوله ل يضل ربي ول ينسى } [طه ]52/ومع هذا هناك آيات فيها وصف الله تعالى بالنسيان لكن ل يجب أن يحمل هذا النسيان على المعنى الصحيح الذي ل ينافي هذا المعنى يجب أن يؤول تأويل صحيحا فالله سبحانه وتعالى يقول { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا } [العراف ]51/ويقول { إنا نسيناكم } [البقرة ]286/فكيف يجمع بين قوله { وما كان ربك نسيا } [مريم ]64/وقوله { ل يضل ربي ول ينسى } [طه ]52/وبين إثبات النسيان الحقيقي لله تعالى إل يقتضي هذا أن ينفى النسيان عن الله سبحانه وتعالى رأسا وان يؤول النسيان بما يتفق مع تنزيه الله سبحانه وتعالى ونجد في حديث رسول الله 11 صلى الله عليه وسلم الذي يحكيه عن الله سبحانه وتعالى ما يعرفنا بالمنهج الصحيح في هذا فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حدث عن الله عز وجل بأنه قال عز من قائل بأنه تعالى يقول لعبده (يوم القيامة يا عبد مرضت فلم تعدني فيقول له فكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول مرض عبدي فلن فلم تعده ولو عدته لو جدتني عنده) فنرى في الحديث نفسه أن الله سبحانه وتعالى اسند أول المرض إلى نفسه قال مرضت ثم بين أن حقيقة المرض ليس هو واقعا عليه وإنما هو واقع على عبد من عباده ثم قال لو عدتني لوجدتني عنده هل معنى ذلك انه يلقى الذات العلية هناك عند ذلك الذي يعوده؟ كذلك (يا عبد استطعمتك فلم تطعمني فيقول له فكيف اطعمك وانت رب العالمين؟ فيقول له ستطعمك عبدي فلن فلم تطعمه ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ,يا عبد استسقيتك فلم تسقني فيقول وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول استسقاك عبدي فلن فلم تسقه ولو سقيته لوجدت ذلك عندي) كذلك نجد في الحديث القدسي الثابت أن الله تعالى يقول( :من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا) فإذا كانوا يفهمون أن الوجود اللهي إنما هو وجود مادي وان وجوده سبحان وتعالى فالعرش وانه منحصر في العرش تعالى الله عن ذلك فانه يلزم على هذا إن يكون هذا التقرب بالصعود ومعنى هذا 12 الذي يصعد بالطائرات إلى أعلى أو بالمركبات الفضائية إلى أعلى هو الذي يكون أحظى عند الله تعالى بالتقرب إليه لن الله تعالى ذكر التقرب وذكر التقرب بالشبر والذراع فكيف يكون تقرب الله تعالى من هذا العبد أل يحمل هذا على المعنى الصحيح وكذلك في الحديث القدسي الذي جاء في صحيح البخاري أن الله سبحانه وتعالى يقول (ول يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجلها التي يمشي بها) فلو حمل هذا الحديث على الظاهر كيف تكون النتيجة؟ معنى ذلك إن الذي يتنفل ويتقرب إلى الله تعالى بالعمال الصالحة تكون يده هي الله وتكون عينه هي الله وتكون أذنه هي الله وتكون رجله هي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا كذلك نحن نرى بعض الشياء لو حملت على ظاهرها لدى ذلك إلى التناقض العجيب لو لم تأول الله تعالى يقول { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } [النفال ]17/ففي أول هذا النص نفي الرمي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي وسطه إثبات له وفي آخره إسناده إلى الله فهل يحمل ذلك على الظاهر؟ فإذا كان ذلك يحمل على الظاهر فمعنى ذلك أن التناقض واضح في هذا أول نفي الرمي عن الرسول ثم اثبت له ثم اسند إلى الله ولكن يحمل على المعنى الصحيح أنت ما سددت الرمية إذ رميت ولكن الله هو الذي سدد الرمية كما في قوله { أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } [الواقعة ]64/أي ما أنتم 13 الذين حافظ على هذا الزرع حتى نمى وبارك فيه فنمى إنما الله سبحانه وتعالى هو الذي فعل ذلك فعلى أي حال الدخول في مثل هذه القضايا كالدخول في متاهات عجيبة وهؤلء القوم حملوا أنفسهم أوزارا من هذه المعتقدات ومما يعجب منه أنهم يتشبثون بنصوص التوراة والنجيل فتجدهم دائما يستدلون بهذه النصوص على إثبات صفات المخلوق لله تعالى ويجعلون ذلك حجة هذا كلم عجيب حتى انه منهم من استدل بنص في النجيل" ارايتم إلى الطير فإنها تغدو خماصا وتروح بطانا فان أباكم الذي في السماء هو الذي يرزقهن وهو استدل بهذا على أن الله سبحانه وتعالى محصور في السماء وهذا نص من النجيل ومعنى هذا انه يثبت لله تعالى أبوة فهذا عكس ما دل عليه القران الله تعالى يقول { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله } [المؤمنون ]91/ويقول الله تعالى { ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك } [السراء ]111/ويقول الله سبحانه وتعالى{ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الخلص- 3/ ]4ويقول { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه } [المائدة ]18/إلى غير ذلك من النصوص التي تنفي عن الله تعالى صفة الوالدية وهذا النص معناه إثبات صفة الوالدية فهم يستدلون بهذا ثم من عجائب أمر هؤلء الناس أننا نجدهم أنهم كثيرا ما يحملون حملت شعواء على من يستدل بحديث ضعيف لفضائل العمال لو اخذ احد بحديث ضعيف في فضائل 14 العمال لشنوا عليه غارة شعواء ل تبقي ول تذر مع ذلك هم يستدلون بآثار غير ثابتة وهي معزوة ل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بل إلى الصحابة ول إلى الصحابة بل إلى بعض التابعين هناك أثار تعزى إلى بعض التابعين وجاءت من طرق ضعيفة جدا جدا جدا ويجعلون ما في هذه الثار حججا قاطعة ويكفرون من خالفهم فيها من جملة هذه الثار رواية جاءت عند الخلل عند ابن جرير الطبري من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد (أن الله سبحانه وتعالى يقعد يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم بجنبه في العرش) فهم عولوا على هذه الرواية حتى أن الخلل دندن في كتابه المسمى بالسنة نحو أربعين صفحة في ما يتعلق في هذا الجانب ونقل عن أئمتهم إثبات هذا وان كل من خالف هذا فهو كافر زنديق وحده القتل نقل عن الكثير في كتابه في هذه الصفحات أن من خالف هذه الرواية هي رواية غير ثابتة وهي رواية تعزى إلى مجاهد قول مجاهد لو ثبت ل يكون حجة لنه ل يكون حجة إل قول معصوم عليه وعلى اله وصحبه أفضل الصلة والسلم فكيف والرواية لم تثبت لنها جاءت من طريق ليث بن أبي سليم وهم بأنفسهم قالوا بان ليث بن أبي سليم ل تقبل روايته واضعف ما يكون هو ليس بشيء صرح بهذا يحيى بن معين واحمد بن حنبل وروى ذلك ابنه عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه وغيرهم من أئمة الحديث قالوا ليث بن أبي سليم ل تقبل له رواية لكن هذه الرواية لموافقتها هواهم عولوا عليها كل التعويل وجعلوها ركيزة في المعتقد 15 مع أن القضية تتعلق بالعتقاد ل تتعلق بالعمل فحسب بل تتعلق بالعتقاد وهم الذين يحملون حملت شعواء على من عمل برواية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في إسنادها ضعف ولو لم تخالف رواية صحيحة ولو لم تعارضها رواية أقوى منها فكيف هم في قضايا العتقاد يعولون على هذه الثار الباطلة التي جاءت من طرق غير صحيحة ويجعلونها حجة قاطعة حتى أفضى بهم هذا إلى تكفير الترمذي والكلم موجود في كتاب الخلل وهناك نص من عدة صفحات كتب فيه تكفير للترمذي لنه رد هذه الرواية ولم يقبلها ولم يعرج عليها فانظر كيف تجرءوا على تكفير مسلم وهو من أئمة الحديث من أجل مخالفة منه لرواية باطلة ل يصح سندها فضل عن بطلن متنها وفضل عن دللة العقول على بطلنها وعدم صحتها بأي وجه من الوجوه ومع هذا كله هم يجعلون أمثال هذه الثار الباطلة هي الحجة التي يعارضون بها نصوص القرآن بل عندما تأتيهم نصوص قرآنية تعارض هذه الثار يعرجون على هذه الثار تعريجا عجيبا فنجد البر بهاري في كتابه شرح السنة يقول إذا سمعتم الرجل يريد القرآن ول يريد الثار فاتهموه بالزندقة من يريد القرآن ول يريد الثار يتهم بالزندقة يتجاهل هو قول الله تعالى { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [السراء ]9/وقول الله سبحانه وتعالى { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [السراء ]82/وقول الله تعالى { فيه هدى للمتقين } [البقرة ]2/وقوله { هدى للناس وبينات من الهدى 16 والفرقان } [البقرة ]185/وقوله { هدى وبشرى للمؤمنين } [البقرة ]97/وقوله { هدى ورحمة للمحسنين } [لقمان ]3/يتجاهل هذه النصوص ويتجاهل قول الله تعالى { وقد آتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حمل } [طه - 100 - 99/ ] 101وقول الله سبحانه وتعالى { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } [طه ]124/وقوله { ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } [الكهف]28/ فهم يعرجون على هذه الروايات إتباعا للهوى ويقولون بأن من يتمسك بالقرآن ومن يعارض هذه الروايات بنصوص القرآن فإنه يتهم بأنه زنديق هذا أمر عجب أيقوله مؤمن يؤمن بالله وباليوم الخر بأن من يتمسك بالقرآن الكريم ومن يتبع هدى كتاب الله سبحانه وتعالى هو زنديق ويعرج على هذه الثار الباطلة ويعولوا عليها في بناء العقيدة كيف تقوم عقيدة على مثل هذه الدلة الباطلة بل هي شبهات ليست بأدلة ونحن نرى أن فتح هذا الباب أدى بهم إلى بعيد أدى بهم إلى التيان بالعجب العجاب من روايات لفقوها وعزوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبوا إليه فيها العظائم بل وصفوا الله سبحانه وتعالى فيها بالعظائم من بين هذه الروايات ما رواه الهوازي يعزوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وحاشا لرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك نسبوا إليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله 17 لما خلق الخيل أجراها فلما عرقت خلق نفسه من عرقها أعوذ بالله أي عقل يستسيغو هذا ما معنى خلق نفسه الخلق هو الخراج من العدم إلى الوجود هل معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى كان عدما ثم اخرج نفسه من العدم إلى الوجود وكون نفسه من عرق الخيل والخيل مخلوقه وعرق الخيل مخلوق خارج من مخلوق هم مع هذا يقولون بأن من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر بينما ل يرون حرجا بأن يقولوا بأن الله سبحانه وتعالى خلق نفسه من عرق الخيل لكن اللفظ الذي هو من فعل المخلوق والذي هو صوت المخلوق والذي هو من شأن المخلوق يقولون من قال بأن هذا للفظ عندما يقرأ القرآن إن قال ..هذه أمور عجيبة وعلى أي حال الكثير من الملحظات العجيبة التي تلحظ على هذا المعتقد ل يمكننا في هذه الحلقة القصيرة أن نستوفيها بل ل يمكن أن نعرج عليها ولكن نقول بأن هذا المعتقد ل ريب أنه يفتح باب اللحاد عندما يتصور النسان ربه سبحانه وتعالى تصورا ماديا ول يفهم الحقيقة اللهية إل بهذا التصور المادي وهذا بطبيعة الحال عندما تنكشف المور بخلف وهم يقولون هذا هو الله وهذه هي صفة الله وهذه هي الحقيقة اللهية عندما تنكشف الدلة الكونية دالة على خلف ذلك فبطبيعة الحال هذا يؤدي إلى أن يكفر الناس بالله تعالى الله عن ذلك علو كبيرا ونسأل الله أن يوفقنا إلى تنزيه وأن يصون عقيدة المة من هذه الترهات وأن يطهر أدمغة المة من 18 هذه المعتقدات الباطلة والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين