You are on page 1of 19

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى آله‬


‫وصحبه ومن واله‬
‫وبعد ‪..‬‬

‫فالسلم عليكم أيها الخوة الكرام ورحمة الله وبركاته‬


‫وأهل ومرحبا بكم في هذا اللقاء‪....‬‬

‫بالمس اتصل بنا الخ أسعد الجيثي من السعودية‬


‫وقال عندما تحدثتم عن موضوع توحيد الله تعالى‬
‫والتعرف على الله سبحانه وتعالى من خلل خلقه‬
‫وآياته في هذا الكون ذكر موضوعا مهما قال التجسيم‬
‫الذي يذهب إليه بعض الناس ونسبة الصفات الحادثة‬
‫التي يشبه فيها الخالق سبحانه وتعالى بخلقه أل يؤدي‬
‫ذلك إلى اللحاد لنه عند إذن سيحصر الباري سبحانه‬
‫وتعالى في صفات الخلق وهذا من شأنه أن يجعل‬
‫العبد يتصور ربه سبحانه وتعالى وكأنه يتصور مخلوقا‬
‫أل يؤدي ذلك إلى اللحاد وكيف يرد على مثل هذا‬
‫التصور ؟‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لله الواحد الحد الفرد الصمد الذي { لم يلد‬
‫ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الخلص‪]4 - 3/‬‬
‫سبحانه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }‬
‫[الشورى‪ { ]11/‬ل تدركه البصار وهو يدرك البصار‬
‫‪1‬‬
‫وهو اللطيف الخبير } [النعام‪ ]103/‬وأشهد أن ل إله‬
‫إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا‬
‫محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلمه عليه وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين أما بعد فإن هذا السؤال سؤال مهم جدا ول‬
‫يمكن أن تنحصر الجابة عليه في هذه الحلقة أو في‬
‫حلقات معدودة بل الجابة عليه لو كتبت تستغرق‬
‫مجلدات ونسأل الله تعالى التوفيق لبيان الحق بقدر‬
‫المستطاع ونحن نقدم إلى الناس نبذة فيما يتعلق‬
‫بهذا الجانب ول ريب أن من لم ينفعه قليل الحكمة‬
‫ضره كثيرها والعاقل يستوضح الحقائق من ومضاتها‬
‫ويستجليها من إشاراتها فحسب النسان أن يدفع به‬
‫إلى فهم كتاب الله وإلى فهم السنة الصحيحة الثابتة‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يرد إلى‬
‫العقل السليم والفطرة السليمة فإن ذلك مما يبصر‬
‫النسان بالحقائق ويبعده عن الوهام ل ريب أن الله‬
‫سبحانه وتعالى ل يشبه شيء ول يشبهه شيء نصت‬
‫النصوص القرآنية القاطعة بهذا وهذا الذي يدل عليه‬
‫العقل السليم فالله تعالى يقول { ليس كمثله شيء‬
‫وهو السميع البصير } [الشورى‪ ]11/‬ويقول سبحانه‬
‫وتعالى في حق ذاته { لم يلد ولم يولد ولم يكن له‬
‫كفوا أحد } [الخلص‪ ]4 - 3/‬ويقول { هل تعلم له‬
‫سميا } [مريم‪ ]65/‬فكل ما يتصوره النسان في ذهنه‬
‫مما يتعلق بجلل الله عليه أن يدرك أن الله سبحانه‬
‫وتعالى بخلف ذلك إذ ل يدرك الله سبحانه وتعالى‬
‫بالفكار ول يمكن أن يحد بأي مقياس من المقاييس‬
‫‪2‬‬
‫لنه الله سبحانه وتعالى قد كان قبل أن يخلق أي‬
‫شيء فهو الزلي البدي الذي لم يسبق وجوده عدم‬
‫ول يلحقه عدم قد كان ول زمان ول مكان وهو الن‬
‫على ما هو عليه كان الله سبحانه وتعالى لم يكن معه‬
‫شيء في الزل قد كان الله ول شيء معه كما ثبت‬
‫ذلك في حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى‬
‫عنه وهذا الذي تدل عليه النصوص القاطعة لن الله‬
‫تعالى وصف نفسه بأنه خالق لكل شيء وقد قال في‬
‫وصف نفسه { خالق كل شيء } [غافر‪ ]62/‬وقال‬
‫{ وخلق كل شيء فقدره تقديرا } [النعام‪ ]101/‬فكل‬
‫ما عداه إنما هو مخلوق له هو وحده الزلي البدي‬
‫وفي أزله ما كان هناك زمان ول كان هناك مكان لم‬
‫تكن هناك أزمنة لن الزمنة لم تخلق بعد ولم تكن‬
‫هناك أمكنة لن المكنة لم تخلق بعد فالله سبحانه‬
‫وتعالى وجوده ليس وجودا ماديا حتى يقاس بوجود‬
‫الماديات وحسب النسان أن ينظر إلى أسرار الله‬
‫تعالى في الخلق ليستجلي هذه الحقيقة فحسب‬
‫النسان أن يفكر في روحه هذه الروح يحيى بها‬
‫ويحس بها وهي التي تدفع إليه الطاقات المختلفة‬
‫ولكن هذه الروح مع كونها في جسمه ل يستطيع أن‬
‫يبصرها بعينيه ول أن يمسها بيديه ول أن يسمعها‬
‫بأذنيه ول أن يشمها بمنخريه ول أن يمصها بشفتيه ول‬
‫أن يلحسها بلسانه ول يدركها بأي شيء من الطاقات‬
‫الدراكية التي معه وإنما حسبه ما يرى من آثارها في‬
‫نفسه فيؤمن بأنه ذو روح وإذا كانت هذه الروح هكذا‬
‫مع أنها هي مخلوقه فكيف بالخالق العظيم كيف‬
‫‪3‬‬
‫بالذي خلق الروح هل يمكن أن يدرك بأي حاسة من‬
‫الحواس أو يشبه بغيره في أي ناحية من النواحي كل‬
‫ل يمكن أن يشبه بغيره سبحانه وتعالى لنه هو الخالق‬
‫لغيره وما عداه مخلوق له كل ما عداه إنما هو من‬
‫خلق الله سبحانه وتعالى فل يمكن أن يكون هناك‬
‫شبه ما بينه وبين غيره ثم من ناحية أخرى كما قلنا‬
‫إن الله سبحانه وتعالى كان في الزل ولم يكن هنالك‬
‫يمين ول شمال ول فوق ول تحت ووجوده تعالى غير‬
‫وجود مادي إذ ل يشبه الماديات حتى يفتقر إلى مكان‬
‫يستقر عليه ويكون محدودا بحدود محدودا بجهة يمنى‬
‫ومحدودا بجهة يسرى ومحدودا بجهة فوقية ومحدودا‬
‫بجهة تحتية ومحدودا بجهة أمامية ومحدودا بجهة‬
‫خلفية إنما الله تعالى وجوده وجود يختلف عن وجود‬
‫كل كائن من الكائنات فلذلك ل يمكن أن يقاس‬
‫بالكائنات الخرى ونحن نرى بطبيعة الحال إن هؤلء‬
‫الذين يحاولون أن يحصروا الله تعالى في جهة وان‬
‫يكيفوه بصفات تشبه صفات المخلوقين إنما هم‬
‫بنظرتهم المادية إلى الكائنات ل يستطيعون أن يفهموا‬
‫وجودا غير الوجود المادي فلذلك شبهوا الله سبحانه‬
‫وتعالى بالوجود المادي وحصروه في جهة على انه‬
‫يترتب على ما يقولون كثير من المحاذير مما يترتب‬
‫على ذلك انه أن كان سبحانه وتعالى محدودا بحدود‬
‫فهل يمكن أن يتجاوز تلك الحدود وان يتمدد ويخرج‬
‫عن هذه الحدود التي كان عليها أو ل يمكن فان كان ل‬
‫يمكن فهو عاجز وكل عاجز ليس باله وقد وصف الله‬
‫تعالى نفسه بالقدرة المطلقة وان كان يمكن فمعنى‬
‫‪4‬‬
‫ذلك انه متغير وكل متغير ليس باله ثم ذلك الفضاء‬
‫الذي يتمدد فيه ويزداد به هل هو ذاته أو خارج عن‬
‫ذاته إن قيل هو ذاته فذلك مستحيل إذ الشيء ل‬
‫يمكن أن يزيد في نفسه وإنما يأخذ من الفضاء الذي‬
‫حوله وان قيل بأنه غير ذاته فمعنى ذلك انه محتاج‬
‫إلى الغير وكل ما كان محتاجا إلى الغير فهو غير اله‬
‫على أن كل ما يتغير من وضع إلى وضع ومن حال‬
‫إلى حال فتغيره ذلك دليل حدوثه ولذلك نجد حجة‬
‫إبراهيم عليه السلم التي حكاها الله تعالى في كتابه‬
‫انه عندما أراد أن يقيم الحجة على قومه الذين كانوا‬
‫يعبدون الجرام الفضائية ويؤلهونها من دون الله‬
‫سبحانه وتعالى على بطلن معتقدهم انتزع لهم الدليل‬
‫من حال هذه الجرام { وكذلك نري إبراهيم ملكوت‬
‫السماوات والرض وليكون من الموقنين فلما جن‬
‫عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي } [النعام‪- 75/‬‬
‫‪ ]76‬إنما قال ذلك لجل أن يقيم الحجة على قومه‬
‫الذين يعتقدون بأن هذا الكوكب هو إله ثم بين لهم‬
‫بعد ذلك انه ل يصلح لللوهيه{ فلما أفل قال ل أحب‬
‫الفلين } [النعام‪ ]76/‬مع أن أفول الكوكب لم يكن‬
‫معنى ذلك انه ينعدم ويزول وإنما أفول الكوكب انه‬
‫يواريه الفق على أن هذا من حركة الرض التي عليها‬
‫إبراهيم عليه السلم ولكن هذه حالة أثرت على‬
‫الكوكب وكل ما يتأثر بغيره فليس باله فالله سبحانه‬
‫وتعالى لو كان يتأثر بغيره لو كانت الحادثات بعد أن‬
‫خلقها تأثر وتغير عن ما كان عليه بسبب خلقه لهذه‬
‫الكائنات لكان ذلك ناقضا للوهيته وكان ذلك دليل‬
‫‪5‬‬
‫على أن عدم أهليته لللوهيه تعالى الله عن ذلك وإنما‬
‫الله سبحانه وتعالى ثابت دائم على ما كان عليه ل‬
‫يعتريه التغير لي حال من الحوال ولريب انه بناءا‬
‫على هذا المعتقد الذي اعتقدوه قالوا بأنه يتنقل من‬
‫مكان إلى مكان بل قالوا يتحول من صورة إلى صوره‬
‫ومن وضع إلى وضع آخر وقد قالوا بان الله سبحانه‬
‫وتعالى ينزل بذاته من العرش الذي يحصورونه فيه‬
‫إلى السماء الدنيا عندما يبقى الثلث الخير من الليل‬
‫قالوا بأنه ينزل بذاته إلى السماء الدنيا عندما يبقى‬
‫الثلث الخير من الليل وان كان كما يقولون فلننظر‬
‫متى يكون ذلك قالوا عندما يكون الثلث الخير متى‬
‫الثلث الخير؟ الثلث الخير يدور بالكرة الرضية‬
‫باستمرار فالنسان في مكان ما يأتيه الثلث الخير‬
‫بحسب وضعه في ذلك المكان ولكن من يقابله في‬
‫تلك الجهة من يقابله في الجهة الخرى بل قد يكون‬
‫ذلك الثلث الخير من النهار وقد يكون ذلك الثلث‬
‫الوسط من النهار بل في مكان ذلك الثلث الول من‬
‫النهار وفي مكان آخر ذلك الثلث الول من الليل وفي‬
‫مكان آخر ذلك الثلث الوسط من الليل فهل معنى‬
‫هذا أن الله سبحانه وتعالى يبقى بين العرش وسماء‬
‫الدنيا نزول وهبوطا بسحب اختلف المكنة فنحن نعلم‬
‫أن الليل في اليابان واستراليا يتقدم قبل ليلنا بزمن‬
‫طويل وكذلك بالنسبة إلى الوليات المتحدة المريكية‬
‫يتأخر ليلهم عن ليلنا كثيرا هناك مناطق في الوليات‬
‫المتحدة المريكية عندما تشرق الشمس عندنا تغرب‬
‫عندهم وعندما تغرب عندنا تشرق عندهم فمعنى هذا‬
‫‪6‬‬
‫أن الرض كرة والثلث الخير من الليل متغير على أن‬
‫هذه الرض لما كانت كرة هكذا فالجهات الست إنما‬
‫هي نسبية الجهات الست من الفوق والتحت واليمين‬
‫والشمال والمام والخلق هي أمور نسبية فما يقابل‬
‫كل جهة إنما هو أعلى من تلك الجهة ولكن لو قسنا‬
‫إلى الجهة المقابلة لهذه الجهة السفلى فهناك الفوق‬
‫بعكس ما هنا فالفوق بالنسبة إلى من كان هناك‬
‫الجهة التي هي أعلى من راسي والجهة التي هي من‬
‫أعلى راسي بالنسبة الينا نحن هي الجهة التي تحت‬
‫أقدامنا ونحن بالنسبة إليهم جهتنا التي هي فوقية‬
‫عندنا إنما هي تحت أقدام أولئك فإذا قضية الفوقية‬
‫هي قضية نسبية ليست قضية متحدة إنما هي قضية‬
‫نسبية وعلى أي حال بجانب هذا نرى كثيرا من كلمهم‬
‫وكثيرا من نصوصهم تدل على الحيرة في هذا المر‬
‫فهم مما يقولون بان الله تعالى أيضا يأتي بذاته يوم‬
‫القيامة ينزل إلى الرض سبحان الله اتسعه الرض؟‬
‫وقد رووا روايات مع السف الشديد بأنه يؤتى به‬
‫محمول تحمله أربعة ملئكة محمول على سرير من‬
‫ذهب تحمله أربعة ملئكة إذا كان الله تعالى بحاجة‬
‫إلى سرير من ذهب فمعنى ذلك أن ذلك السرير هو‬
‫أغنى من الله تعالى الله عن ذلك وإذا كان بحاجة إلى‬
‫من يحمله فهو إذا مفتقر إلى أولئك هذه أمور عجيبة‬
‫وهناك من يروي روايات أن الله سبحانه وتعالى‬
‫تحمله أربعة ملئكة ملك في صورة إنسان وملك في‬
‫صورة أسد وملك في صورة ثور وملك في صورة‬
‫نسر وهناك رواية أيضا بان الله تعالى موجود في‬
‫‪7‬‬
‫القنطرة الرابعة من قناطر جهنم والناس يمرون عليه‬
‫عندما يدخلون النار في القنطرة الرابعة هذه عقائد‬
‫كلها عقائد مبنية على مواريث وثنية انتقلت من‬
‫الوثنيين إلى اليهود من خلل عبادتهم للعجل وقد اثر‬
‫ذلك في توراتهم المحرفة تأثيرا غريبا حتى أنهم قالوا‬
‫بان الله سبحانه وتعالى حسب ما جاء في التوراة‬
‫صارع إسرائيل فصرعه اسرائل وركب فوقه وطلب‬
‫منه الفكاك والنفلت منه فأبى عليه إسرائيل حتى انه‬
‫ضرب حقه فصار إسرائيل يعرج في مشيه قالوا‬
‫ولجل ذلك ل يأكل بني إسرائيل اللحم الذي هو لحم‬
‫النسا بسبب هذه الضربة إلى غير ذلك من الوهام‬
‫والترهات التي ملت بها التوراة هذه الوهام انتقلت‬
‫إلى هذه المة تصديقا لقول النبي صلى الله عليه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وسلم " لَتَتَّبِعُ َّ‬
‫ر‬ ‫شب‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫ًْ ِ ْ ٍ‬ ‫را‬ ‫شب‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ ْ ْ‬‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ن ال‬
‫سن َ َ‬
‫ن ُ‬
‫ب‬‫ض ٍّ‬ ‫حَر َ‬ ‫خلُوا ُ‬
‫ج ْ‬ ‫حتَّى لَوْ د َ َ‬‫وَذَِراعًا بِذَِراٍع وَبَاعًا فَبَاعًا َ‬
‫موه ُ " فهم قالوا كمثل ما يقول هؤلء اليهود‬ ‫خلْت ُ ُ‬
‫لَد َ َ‬
‫وهم نسوا أن اليات الصريحة آيات تنزيه لله تعالى‬
‫تنفي مشابهة الله سبحان وتعالى لي شيء من‬
‫مخلوقاته ل يشبه شيئا ول يشبهه شيء لن الله تعالى‬
‫كان كما قلنا قبل خلق الزمان والمكان وهو على ما‬
‫عليه الن كان ل يمكن أن يدرك بالحواس ول يمكن‬
‫أن يقاس بأي شيء من الكائنات لن الكائنات كلها‬
‫إنما هي مخلوقة لله سبحانه وتعالى ثم بجانب هذا‬
‫أيضا نرى أن هؤلء كما قلنا أهملوا النصوص‬
‫المحكمات واخذوا بالمتشابهات ونظروا إلى ظاهر‬
‫هذه المتشابهات فانحبسوا في هذا الظاهر ولم تفضي‬
‫‪8‬‬
‫بهم عقولهم إلى الحقائق التي يراد بهذه اليات‬
‫المتشابهة مع أن الله سبحان وتعالى بين في الكتاب‬
‫الكريم أن اليات المتشابهة يجب أن ترد إلى اليات‬
‫المحكمات قال { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه‬
‫آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما‬
‫الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه } [آل‬
‫عمران‪ ]7 /‬هؤلء الذين يتبعون المتشابه ويستمسكون‬
‫بالمتشابه إنما في قلوبهم زيغ زاغت قلوبهم ولذلك‬
‫نسوا المحكمات وعولوا على المتشابهات وفي قول‬
‫الله تعالى في المحكمات هن أم الكتاب دليل على‬
‫وجوب الرجوع إلى هذه المحكمات والخذ بهذه‬
‫المحكمات لن لو لم يأخذ بالمحكمات وعول على‬
‫المتشابهات واتبعت المتشابهات لدى ذلك إلى نقض‬
‫عقيدة السلم شيئا فشيئا فالله سبحانه وتعالى وصف‬
‫المسيح عليه السلم بأنه كلمة من الله وروح منه هل‬
‫المسيح كلمة ملفوظة؟ ل وإنما خلقه الله بكلمة منه‬
‫قال له كن فيكون { إن مثل عيسى عند الله كمثل‬
‫آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } [آل‬
‫عمران‪ ]59/‬فهذا معنى كونه كلمة من الله ومعنى‬
‫كونه روحا من الله انه سر من أسرار الله ول يعني‬
‫ذلك بحال من الحوال انه جزء من الذات العلية فهم‬
‫لو اخذوا بهذه الظواهر من مثل هذه العبارات لدى‬
‫ذلك بطبيعة الحال إلى العتراف بما يعتقده النصارى‬
‫من اولوهية المسيح عليه السلم ولكن يأبى الله ذلك‬
‫وفي الرد على نصارى نجران عندما أرادوا أن يحاورا‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المر نزل قول‬
‫‪9‬‬
‫الله تعالى { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات‬
‫محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين‬
‫في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة‬
‫وابتغاء تأويله } [آل عمران‪ ] 7/‬هذا إنما انزل ردا‬
‫على ما يقوله النصارى فنحن لو أخذنا بهذه‬
‫المعتقدات التي يعتقدها النصارى أو أخذنا بهذا المنهج‬
‫الذي عولوا عليه بحيث تجرى النصوص على ظاهرها‬
‫بغير إن تأول إما كان ذلك يؤدي إلى تناقضات عجيبة‬
‫كم من التناقضات نحن نرى أن هؤلء يحصرون الذات‬
‫العلية في العرش ويقولون أن الله تعالى مستو على‬
‫عرشه ولكن هناك نصوص لو أجروها حسب ظاهرها‬
‫لدى ذلك إلى تناقض بعيد مع هذا الذي يعتقدونه فالله‬
‫تعالى يقول { ونحن أقرب إليه منكم ولكن ل تبصرون‬
‫} [الواقعة‪ ]85/‬هل قرب هؤلء المخاطبين إل قرب‬
‫حسي فلو حمل هذا اللفظ على ظاهره لدى ذلك إلى‬
‫التناقض وكذلك يقول الله تعالى { ولقد خلقنا‬
‫النسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه‬
‫من حبل الوريد } [ق‪ ]16/‬مع أن قرب حبل الوريد‬
‫قرب حسي ولكن ل يحمل هذا اللفظ على هذا‬
‫المعنى ونجد ابن القيم ذكر عن أبي عمر الطلمنكي‬
‫انه حكى إجماع أهل السنة على أن قول الله تعالى {‬
‫وهو معكم أين ما كنتم } [الحديد‪ ]4/‬وقول الله‬
‫تعالى{ ونحن أقرب إليه } [ق‪ ]16/‬إنما يراد به أمر‬
‫الله تعالى فإذا كان هذا يحمل على المر مع انه قال‬
‫ونحن وقال وهو ضمير يرجع إلى الله سبحانه وتعالى‬
‫إل يعد ذلك تأويل فلماذا يمنعون التأويل في بقية‬
‫‪10‬‬
‫اليات المتشابهات ويجرونها على ظاهرها من غير أن‬
‫يؤولوها أي تأويل على أن التأويل كما قلنا لبد منه‬
‫فالله سبحانه وتعالى يقول { فأينما تولوا فثم وجه‬
‫الله } [البقرة‪ ]115/‬فهم عندما يفسرون الوجه‬
‫بالجارحة ويحصرون الذات العلية في العرش هل‬
‫معنى ذلك يعتقدون أن وجه الله تعالى تدلى من‬
‫العرش إلى الرض فكان يمل الماكن وحيثما انصرف‬
‫النسان واتجه في أي بقعة من الرض كان وجه الله‬
‫تعالى في تلك البقعة هذا كلم غريب كذلك نجد أن‬
‫الله سبحانه وتعالى يبين في كتابه العزيز بيانات‬
‫تقتضي استحالة صفات النقص عليه وهناك آيات‬
‫متشابهات لو حملت على ظاهرها لدت إلى وصفه‬
‫تعالى بالنقائص الله نفى عن نفسه النسيان قال الله‬
‫تعالى { وما كان ربك نسيا } [مريم‪ ]64/‬وحكي عن‬
‫موسى قوله ل يضل ربي ول ينسى } [طه‪ ]52/‬ومع‬
‫هذا هناك آيات فيها وصف الله تعالى بالنسيان لكن ل‬
‫يجب أن يحمل هذا النسيان على المعنى الصحيح‬
‫الذي ل ينافي هذا المعنى يجب أن يؤول تأويل صحيحا‬
‫فالله سبحانه وتعالى يقول { فاليوم ننساهم كما‬
‫نسوا لقاء يومهم هذا } [العراف‪ ]51/‬ويقول { إنا‬
‫نسيناكم } [البقرة‪ ]286/‬فكيف يجمع بين قوله { وما‬
‫كان ربك نسيا } [مريم‪ ]64/‬وقوله { ل يضل ربي ول‬
‫ينسى } [طه‪ ]52/‬وبين إثبات النسيان الحقيقي لله‬
‫تعالى إل يقتضي هذا أن ينفى النسيان عن الله‬
‫سبحانه وتعالى رأسا وان يؤول النسيان بما يتفق مع‬
‫تنزيه الله سبحانه وتعالى ونجد في حديث رسول الله‬
‫‪11‬‬
‫صلى الله عليه وسلم الذي يحكيه عن الله سبحانه‬
‫وتعالى ما يعرفنا بالمنهج الصحيح في هذا فقد جاء‬
‫في الحديث الذي رواه مسلم عن طريق أبي هريرة‬
‫رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫انه حدث عن الله عز وجل بأنه قال عز من قائل بأنه‬
‫تعالى يقول لعبده (يوم القيامة يا عبد مرضت فلم‬
‫تعدني فيقول له فكيف أعودك وأنت رب العالمين؟‬
‫فيقول مرض عبدي فلن فلم تعده ولو عدته لو‬
‫جدتني عنده) فنرى في الحديث نفسه أن الله سبحانه‬
‫وتعالى اسند أول المرض إلى نفسه قال مرضت ثم‬
‫بين أن حقيقة المرض ليس هو واقعا عليه وإنما هو‬
‫واقع على عبد من عباده ثم قال لو عدتني لوجدتني‬
‫عنده هل معنى ذلك انه يلقى الذات العلية هناك عند‬
‫ذلك الذي يعوده؟ كذلك (يا عبد استطعمتك فلم‬
‫تطعمني فيقول له فكيف اطعمك وانت رب العالمين؟‬
‫فيقول له ستطعمك عبدي فلن فلم تطعمه ولو‬
‫أطعمته لوجدت ذلك عندي‪ ,‬يا عبد استسقيتك فلم‬
‫تسقني فيقول وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟‬
‫فيقول استسقاك عبدي فلن فلم تسقه ولو سقيته‬
‫لوجدت ذلك عندي) كذلك نجد في الحديث القدسي‬
‫الثابت أن الله تعالى يقول‪( :‬من تقرب إلي شبرا‬
‫تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه‬
‫باعا) فإذا كانوا يفهمون أن الوجود اللهي إنما هو‬
‫وجود مادي وان وجوده سبحان وتعالى فالعرش وانه‬
‫منحصر في العرش تعالى الله عن ذلك فانه يلزم‬
‫على هذا إن يكون هذا التقرب بالصعود ومعنى هذا‬
‫‪12‬‬
‫الذي يصعد بالطائرات إلى أعلى أو بالمركبات‬
‫الفضائية إلى أعلى هو الذي يكون أحظى عند الله‬
‫تعالى بالتقرب إليه لن الله تعالى ذكر التقرب وذكر‬
‫التقرب بالشبر والذراع فكيف يكون تقرب الله تعالى‬
‫من هذا العبد أل يحمل هذا على المعنى الصحيح‬
‫وكذلك في الحديث القدسي الذي جاء في صحيح‬
‫البخاري أن الله سبحانه وتعالى يقول (ول يزال عبدي‬
‫يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه‬
‫الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش‬
‫بها ورجلها التي يمشي بها) فلو حمل هذا الحديث‬
‫على الظاهر كيف تكون النتيجة؟ معنى ذلك إن الذي‬
‫يتنفل ويتقرب إلى الله تعالى بالعمال الصالحة تكون‬
‫يده هي الله وتكون عينه هي الله وتكون أذنه هي الله‬
‫وتكون رجله هي الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا‬
‫كذلك نحن نرى بعض الشياء لو حملت على ظاهرها‬
‫لدى ذلك إلى التناقض العجيب لو لم تأول الله تعالى‬
‫يقول { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }‬
‫[النفال‪ ]17/‬ففي أول هذا النص نفي الرمي عن‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم وفي وسطه إثبات له‬
‫وفي آخره إسناده إلى الله فهل يحمل ذلك على‬
‫الظاهر؟ فإذا كان ذلك يحمل على الظاهر فمعنى‬
‫ذلك أن التناقض واضح في هذا أول نفي الرمي عن‬
‫الرسول ثم اثبت له ثم اسند إلى الله ولكن يحمل‬
‫على المعنى الصحيح أنت ما سددت الرمية إذ رميت‬
‫ولكن الله هو الذي سدد الرمية كما في قوله { أأنتم‬
‫تزرعونه أم نحن الزارعون } [الواقعة‪ ]64/‬أي ما أنتم‬
‫‪13‬‬
‫الذين حافظ على هذا الزرع حتى نمى وبارك فيه‬
‫فنمى إنما الله سبحانه وتعالى هو الذي فعل ذلك‬
‫فعلى أي حال الدخول في مثل هذه القضايا كالدخول‬
‫في متاهات عجيبة وهؤلء القوم حملوا أنفسهم أوزارا‬
‫من هذه المعتقدات ومما يعجب منه أنهم يتشبثون‬
‫بنصوص التوراة والنجيل فتجدهم دائما يستدلون بهذه‬
‫النصوص على إثبات صفات المخلوق لله تعالى‬
‫ويجعلون ذلك حجة هذا كلم عجيب حتى انه منهم من‬
‫استدل بنص في النجيل" ارايتم إلى الطير فإنها تغدو‬
‫خماصا وتروح بطانا فان أباكم الذي في السماء هو‬
‫الذي يرزقهن وهو استدل بهذا على أن الله سبحانه‬
‫وتعالى محصور في السماء وهذا نص من النجيل‬
‫ومعنى هذا انه يثبت لله تعالى أبوة فهذا عكس ما دل‬
‫عليه القران الله تعالى يقول { ما اتخذ الله من ولد‬
‫وما كان معه من إله } [المؤمنون‪ ]91/‬ويقول الله‬
‫تعالى { ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في‬
‫الملك } [السراء‪ ]111/‬ويقول الله سبحانه وتعالى{‬
‫لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الخلص‪- 3/‬‬
‫‪ ]4‬ويقول { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله‬
‫وأحباؤه }‬
‫[المائدة‪ ]18/‬إلى غير ذلك من النصوص التي تنفي‬
‫عن الله تعالى صفة الوالدية وهذا النص معناه إثبات‬
‫صفة الوالدية فهم يستدلون بهذا ثم من عجائب أمر‬
‫هؤلء الناس أننا نجدهم أنهم كثيرا ما يحملون حملت‬
‫شعواء على من يستدل بحديث ضعيف لفضائل‬
‫العمال لو اخذ احد بحديث ضعيف في فضائل‬
‫‪14‬‬
‫العمال لشنوا عليه غارة شعواء ل تبقي ول تذر مع‬
‫ذلك هم يستدلون بآثار غير ثابتة وهي معزوة ل إلى‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم بل إلى الصحابة ول‬
‫إلى الصحابة بل إلى بعض التابعين هناك أثار تعزى‬
‫إلى بعض التابعين وجاءت من طرق ضعيفة جدا جدا‬
‫جدا ويجعلون ما في هذه الثار حججا قاطعة ويكفرون‬
‫من خالفهم فيها من جملة هذه الثار رواية جاءت عند‬
‫الخلل عند ابن جرير الطبري من طريق ليث بن أبي‬
‫سليم عن مجاهد (أن الله سبحانه وتعالى يقعد يوم‬
‫القيامة النبي صلى الله عليه وسلم بجنبه في العرش)‬
‫فهم عولوا على هذه الرواية حتى أن الخلل دندن في‬
‫كتابه المسمى بالسنة نحو أربعين صفحة في ما يتعلق‬
‫في هذا الجانب ونقل عن أئمتهم إثبات هذا وان كل‬
‫من خالف هذا فهو كافر زنديق وحده القتل نقل عن‬
‫الكثير في كتابه في هذه الصفحات أن من خالف هذه‬
‫الرواية هي رواية غير ثابتة وهي رواية تعزى إلى‬
‫مجاهد قول مجاهد لو ثبت ل يكون حجة لنه ل يكون‬
‫حجة إل قول معصوم عليه وعلى اله وصحبه أفضل‬
‫الصلة والسلم فكيف والرواية لم تثبت لنها جاءت‬
‫من طريق ليث بن أبي سليم وهم بأنفسهم قالوا بان‬
‫ليث بن أبي سليم ل تقبل روايته واضعف ما يكون هو‬
‫ليس بشيء صرح بهذا يحيى بن معين واحمد بن حنبل‬
‫وروى ذلك ابنه عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه‬
‫وغيرهم من أئمة الحديث قالوا ليث بن أبي سليم ل‬
‫تقبل له رواية لكن هذه الرواية لموافقتها هواهم‬
‫عولوا عليها كل التعويل وجعلوها ركيزة في المعتقد‬
‫‪15‬‬
‫مع أن القضية تتعلق بالعتقاد ل تتعلق بالعمل فحسب‬
‫بل تتعلق بالعتقاد وهم الذين يحملون حملت شعواء‬
‫على من عمل برواية مأثورة عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إذا كان في إسنادها ضعف ولو لم تخالف‬
‫رواية صحيحة ولو لم تعارضها رواية أقوى منها فكيف‬
‫هم في قضايا العتقاد يعولون على هذه الثار الباطلة‬
‫التي جاءت من طرق غير صحيحة ويجعلونها حجة‬
‫قاطعة حتى أفضى بهم هذا إلى تكفير الترمذي‬
‫والكلم موجود في كتاب الخلل وهناك نص من عدة‬
‫صفحات كتب فيه تكفير للترمذي لنه رد هذه الرواية‬
‫ولم يقبلها ولم يعرج عليها فانظر كيف تجرءوا على‬
‫تكفير مسلم وهو من أئمة الحديث من أجل مخالفة‬
‫منه لرواية باطلة ل يصح سندها فضل عن بطلن‬
‫متنها وفضل عن دللة العقول على بطلنها وعدم‬
‫صحتها بأي وجه من الوجوه ومع هذا كله هم يجعلون‬
‫أمثال هذه الثار الباطلة هي الحجة التي يعارضون بها‬
‫نصوص القرآن بل عندما تأتيهم نصوص قرآنية تعارض‬
‫هذه الثار يعرجون على هذه الثار تعريجا عجيبا فنجد‬
‫البر بهاري في كتابه شرح السنة يقول إذا سمعتم‬
‫الرجل يريد القرآن ول يريد الثار فاتهموه بالزندقة‬
‫من يريد القرآن ول يريد الثار يتهم بالزندقة يتجاهل‬
‫هو قول الله تعالى { إن هذا القرآن يهدي للتي هي‬
‫أقوم } [السراء‪ ]9/‬وقول الله سبحانه وتعالى‬
‫{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }‬
‫[السراء‪ ]82/‬وقول الله تعالى { فيه هدى للمتقين }‬
‫[البقرة‪ ]2/‬وقوله { هدى للناس وبينات من الهدى‬
‫‪16‬‬
‫والفرقان } [البقرة‪ ]185/‬وقوله { هدى وبشرى‬
‫للمؤمنين } [البقرة‪ ]97/‬وقوله { هدى ورحمة‬
‫للمحسنين } [لقمان‪ ]3/‬يتجاهل هذه النصوص‬
‫ويتجاهل قول الله تعالى { وقد آتيناك من لدنا ذكرا‬
‫من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين‬
‫فيه وساء لهم يوم القيامة حمل } [طه ‪- 100 - 99/‬‬
‫‪ ] 101‬وقول الله سبحانه وتعالى { ومن أعرض عن‬
‫ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة‬
‫أعمى } [طه‪ ]124/‬وقوله { ول تطع من أغفلنا قلبه‬
‫عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } [الكهف‪]28/‬‬
‫فهم يعرجون على هذه الروايات إتباعا للهوى‬
‫ويقولون بأن من يتمسك بالقرآن ومن يعارض هذه‬
‫الروايات بنصوص القرآن فإنه يتهم بأنه زنديق هذا‬
‫أمر عجب أيقوله مؤمن يؤمن بالله وباليوم الخر بأن‬
‫من يتمسك بالقرآن الكريم ومن يتبع هدى كتاب الله‬
‫سبحانه وتعالى هو زنديق ويعرج على هذه الثار‬
‫الباطلة ويعولوا عليها في بناء العقيدة كيف تقوم‬
‫عقيدة على مثل هذه الدلة الباطلة بل هي شبهات‬
‫ليست بأدلة ونحن نرى أن فتح هذا الباب أدى بهم إلى‬
‫بعيد أدى بهم إلى التيان بالعجب العجاب من روايات‬
‫لفقوها وعزوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ونسبوا إليه فيها العظائم بل وصفوا الله سبحانه‬
‫وتعالى فيها بالعظائم من بين هذه الروايات ما رواه‬
‫الهوازي يعزوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫وحاشا لرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك‬
‫نسبوا إليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله‬
‫‪17‬‬
‫لما خلق الخيل أجراها فلما عرقت خلق نفسه من‬
‫عرقها أعوذ بالله أي عقل يستسيغو هذا ما معنى خلق‬
‫نفسه الخلق هو الخراج من العدم إلى الوجود هل‬
‫معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى كان عدما ثم اخرج‬
‫نفسه من العدم إلى الوجود وكون نفسه من عرق‬
‫الخيل والخيل مخلوقه وعرق الخيل مخلوق خارج من‬
‫مخلوق هم مع هذا يقولون بأن من قال لفظي‬
‫بالقرآن مخلوق فهو كافر بينما ل يرون حرجا بأن‬
‫يقولوا بأن الله سبحانه وتعالى خلق نفسه من عرق‬
‫الخيل لكن اللفظ الذي هو من فعل المخلوق والذي‬
‫هو صوت المخلوق والذي هو من شأن المخلوق‬
‫يقولون من قال بأن هذا للفظ عندما يقرأ القرآن إن‬
‫قال ‪ ..‬هذه أمور عجيبة وعلى أي حال الكثير من‬
‫الملحظات العجيبة التي تلحظ على هذا المعتقد ل‬
‫يمكننا في هذه الحلقة القصيرة أن نستوفيها بل ل‬
‫يمكن أن نعرج عليها ولكن نقول بأن هذا المعتقد ل‬
‫ريب أنه يفتح باب اللحاد عندما يتصور النسان ربه‬
‫سبحانه وتعالى تصورا ماديا ول يفهم الحقيقة اللهية‬
‫إل بهذا التصور المادي وهذا بطبيعة الحال عندما‬
‫تنكشف المور بخلف وهم يقولون هذا هو الله وهذه‬
‫هي صفة الله وهذه هي الحقيقة اللهية عندما تنكشف‬
‫الدلة الكونية دالة على خلف ذلك فبطبيعة الحال هذا‬
‫يؤدي إلى أن يكفر الناس بالله تعالى الله عن ذلك‬
‫علو كبيرا‬
‫ونسأل الله أن يوفقنا إلى تنزيه وأن يصون عقيدة‬
‫المة من هذه الترهات وأن يطهر أدمغة المة من‬
‫‪18‬‬
‫هذه المعتقدات الباطلة والله ولي التوفيق وصلى‬
‫الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫‪19‬‬

You might also like