Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
مما ل شك فيه أن المقاولت الصغرى والمتوسطة ) (PMEتعتبر من بين المكونات الساسية للنسيج القتصادي
المغربي ،حيث تساهم بأعداد ما الوافرة مساهمة إيجابية في النحو القتصادي وفي إحداث مناصب الشغل والتنمية
الجهوية والمحلية حيث أنها تشغل حوالي 64%من اليد العاملة وتساهم في توفير 48%من مناصب الشغل في القطاع
الخاص ،1لهذا فقد توجهت إرادة المشرع في السنوات الخيرة لسن تشريعات جديدة 2للرفع من عدد هذه المقاولت
والعمل على تأهيلها والرفع من قيمتها من أجل مواكبة تحديات المنافسة خاصة مع بدء تطبيق اتفاقية الشراكة بين
المغرب والتحاد الوروبي ،والذي يشكل بداية مرحلة انتقالية يتعين فيها على المقاولت الوطنية مواجهة تحديات
المنافسة داخل منطقة التبادل الحر المرتقبة في فق سنة .2012
لكن هذه المقاولت ل زالت تواجه بعض الصعوبات التي تحول دون أدائها لوظيفتها التنموية وتتنوع هذه
الصعوبات إلى صعوبات هيكلية ،اجتماعية واقتصادية.
وبصفة خاصة نجد :
عقلية المقاول المغربي التي يغلب عليها الطابع العائلي ♦
غياب الرغبة في التجديد ♦
غياب المهارة في التدبير والتسيير ♦
ضعف التأهيل والتسويق وتسيير الموارد البشرية ♦
التكوين الذي ل يتلءم مع طموحات وحاجيات السوق الوطنية ♦
عدم كفاية المعايير المتخذة من طرف المشرع فيما يخص الجانب الضريبي ♦
عدم وجود سوق مالية بالمقاولت الصغرى والمتوسطة ♦
يظهر المشكل الكبر وهو صعوبة تجاوب المقاولة مع النظام التمويلي التقليدي.
LE SYSTEME FINANCIER CLASSIQUEوما يفرضه ذلك من معدلت فائدة مرتفعة إضافة إلى هيمنة القروض
متوسطة المد ،هذه المعوقات يقابلها ضعف الضمانات لدى المقاولت خصوصا الصغرى من البنوك سلحا ذو حدين ل
ينفك أن يشكل الخطر الرئيسي على حياة المقاولة.
هذه الصعوبات تجعل معظم المقاولت – حتى الكبرى منها – عن المساهمة في التنمية القتصادية الوطنية ،هذه
الخيرة لن تتحقق إل بتوفر المقاول على تمويل معقلن للمقاولة طيلة فترات حياتها ،المر الذي استدعى البحث عن
طرق بديلة للتمويل بتجاوز تقنيات التمويل التقليدية الممثلة أساس في الستدانة من البنوك ،والنتقال من اقتصاد
المديونية إلى اقتصاد التمويل الذاتي وهنا تطرح الشكالية الجوهرية للموضوع.
من خلل هذا العرض سوف نتطرق على طريقة من طرق التمويل باعتبارها تسعى إلى التقليل من حدة
المديونية وتدخل في إطار طرق التحويل الحديثة وهي متعددة ومتجددة ،وأمام غياب معايير محددة للتمييز بين الطرق
التقليدية والطرق الحديثة فسنعرض إلى بعض الطرق التي تجد أساسها في الموال الذاتية للمقاولة من أجل تقوية
إمكانياتها المالية ،وتتمثل هذه العملية في تسند الديون الرهنية.
فما هو مفهوم التسنيد وأطرافه وخصائصه؟
ما هي مراحل أو آليات تسنيد الديون الرهنية وأثرها على قانون التحفيظ؟
وللقتراب من هذه الشكاليات سوف يكون موضعنا على الشكل التالي :
1مجلة التحاد العام لمقاولت المغرب ،عدد رقم 2471بتاريخ 28يناير .2005
2مثل قانون رقم 53.00يتعلق بميثاق المقاولت الصغرى والمتوسطة.
1
الفصل الول :مفهوم التسنيد وأطرافه وخصائصه
المطلب الول :مفهوم التسنيد
حسب المادة 2من قانون " 10.98فالتسنيد هو عملية المتمثلة في قيام صندوق توظيف جماعي للتسنيد
بشراء ديون رهنية يؤدي ثمنها بواسطة حصيلة إصدار حصص ممثلة لتلك الديون وعند القتضاء بواسطة حصيلة إصدار
اقتراض سندي معتمد على تلك الديون وذلك وفقا للحكام في هذا القانون"...
إذن فحسب هذه المادة فالتسنيد هو عملية مالية أو تقنية مالية تقوم بموجبها مؤسسة للئتمان بتفويت بعض
أصولها والمكونة من ديون رهنية في شكل قروض مضمونة برهون عقارية وبالرجوع على هذه المادة فهي تعرف الديون
الرهنية بأنها :الديون الممثلة لقروض مضمونة برهون عقارية من الرتبة الولى والممنوحة لغراض التالية:
تملك المساكن الفردية أو إصلحها أو توسيعها. ♦
البناء الفردي للمساكن ♦
بناء أو تملك مساكن معدة لستنجار ♦
وبهذا فالمشرع في المادة 2حدد الديون محل التسنيد على سبيل الحصر وهي ترتبط بالمجال العقاري ،وهذا يفرض
على المؤسسة التي تريد تسنيد ديونها أن تكون نشطة في الميدان العقاري بالرغم من وجود مشروع قانون لتعديل
قانون 10.98يركز على النقط التالية:
الدعوة إلى توسيع مجال الديون المسندة 1بإدخال ديون أخرى غير الديون العقارية قروض الستهلك مثل كما هو ♦
.حال في بعض الدول -و .م.أ
توسيع قاعدة المستثمرين المؤسساتيين بعدم القتصار على مؤسسات البنكية ♦
♦التمييز بين وظيفة المؤسسة المودعة ) (Etablissement dépositaireصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وبين
المؤسسة المدبرة)(Etablissement dépositaire
تقوية دور مجلس القيم المنقولة في عملية التسنيد. ♦
والتسنيد كطريقة تمويلية ظهرت أول مرة بالوليات المتحدة المريكية من طرف بعض الوكالت الفدرالية التي صنفت
في خاتمة الوكلء Les Parrainsوانتقلت بعد ذلك إلى أروبا خاصة فرنسا و بريطانيا ،أما في المغرب فقد عرف هذه
التقنية منذ 1993مع تزايد أزمة السكن حيث ظهرت بعض البناك التي ساهمت في تحقيق برنامج 200.000سكن
اجتماعي وعلى رأسها القرض العقاري والسياحي .C.I.H
وقد تعددت التعاريف التي أعطيت لهذه العملية بل حتى التسمية اختلفت فهناك من يعطيها اسم titrisationأو
titrificationأو obiliérisationوsécurisation 2
وعموما فللتسنيد معنيان عام وخاص:
المعنى العام :التسنيد هو الزيادة المتنامية للسندات القابلة للتداول في السوق المالي ،وميلد هذه (1
التقنية جاء ملزما لمسلسل إزالة الوساطة وإزالة التقنين المالي أو تكاثر السندات المالية )أسهم – سندات (...
في السوق المالي.
المعنى الخاص :التسنيد هو تحويل دين إلى سند وبصفة أدق هو ميكانيزم خاص بمؤسسات الئتمان (2
يمكنها من بيع الصول المكونة لسلفات أو قروض أو تعبئة أوراق تجارية ،Mobilisation d’effetsكما يعد بديل
1
-Rapport annuel 2003 Association professionnelle des sociétés de financement » APSF 24 JUIN 2004
2
- TABATONI (P) et Roule (F ) « La dynamique financière » édition d’organisation 1988. p 106.
2
جديدا للحصول على سيولت السوق والتقليل من المخاطر التي تتحملها مؤسسات القرض وتيسير استعمال
أحسن التمويلت طويلة المد.
حضور الوكالة الوطنية للمحافظة على الملك العقارية في عملية التسنيد خصوصا الجراءات
المتعلقة بالحفاظ على حقوق الحامل لسندات صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد من خلل المواد من
25إلى 30قانون .10.98
وبهذا يبقى التسنيد من بين أهم الوسائل التي تقوم بواسطتها المقاولة خاصة في المجال البنكي باستثمار
أموالها الذاتية والشبه الذاتية لعادة تمويل نفسها والدليل على ذلك القرض العقاري والسياحي الذي قام بعملية
تسنيد عادت عليه بمليين الدراهم دون حاجة للستدانة الخارجية ،حيث أن التسنيد كتقنية تمويلية تمكن من
تحقيق ثلث أهداف استراتيجية 1وهي :
-1المردودية :عند تفويت المؤسسة المبادرة ديونها إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد والذي يمدها
بأموال ذاتية تساعدها على تمويل مشاريعها المستقبلية.
-2المان والثقة :على اعتبار أن الديون التي يتم تفويتها إلى FPCTهي دوين من الرتبة الولى ومحمية
من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة على الملك العقارية.
-3السيولة :سندات صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد هي سندات حاملة لسيولة مما يسهل بيعها أو
تفويتها إلى المستثمرين المعتمدين.
1
-BARAKA BOUAZZA « La titrisation des créances hypothécaires ».
3
وبذلك يكون التسنيد قد جاوز فعل عائق الستدانة الذي يميز الطرق التقليدية للتمويل ،إل أن ما يعاب على
المشرع المغربي هو حصره لعملية تسنيد الديون الرهنية في مؤسسات الئتمان وهذا ما يسعى المشروع
الجديد لتعديل قانون 10.98لتجاوزه ،وإلى حين هذا التعديل تبقى عملية التسنيد من بين أهم الوسائل الكفيلة
بالنتقال من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد التحويل الذاتي.
ولتوضيح تقنية التمويل الذاتي عبر عملية تسنيد الديون الرهنية نقترح عليكم الخطاطة التالية :
مدين
Débiteur
حصول على قروض من الرتبة1-
الولى
أداء أقساط القروض +الفوائد2-
المؤسسة المبادرة
مثل -CIH-
بيع الديون الرهنية3- صندوق التوظيف
الجماعي للتسنيد
-FPCT- أداء قيمة الديون إلى مؤسسة8-
المبادرة
تحويل الرهون إلى أسهم و 4- 2
سندات
بيع السم والسندات إلى مستثمر 5-
مستثمر تبدأ بقيام المؤسسة المبادرة ببيع ديونها الرهنية إلى صندوق
مؤسساتي صندوق
خلل 7-
هذه الخطاطة فعملية التسنيد إلىيظهر من
أداء قيمة كما
التوظيف الجماعي
التوظيف الجماعي للتسنيد والذي غالبا ما يتم إنشاءه من طرف مؤسسة تدبير وإيداع )مغرب تسنيد مثل في
مؤسساتي
للتسنيد
المغرب(من أجل القيام بعملية تحويل هذه الديون إلى سندات أو أسهم ليتم بعد ذلك بيعها إلى مستثمر مؤسساتي
)صندوق اليداع والتدبير مثل ( ) ( CDGهذا الخير الذي يعمل على إعادة توظيف هذه السندات عبر طرحها للبيع في
إعادة بيع هذه السهم6- السوق الرهنية.
أو السندات في السوق
الفقرة الرابعة :حالة تطبيقية لعملية تسنيد الديون الرهنية
الرهنية
لبراز مدى أهمية عملية التسنيد كإحدى الحلول التي أتى بها المشرع للتخفيف من الكراهات التي تواجه
المقاولة وتقدم حلول بديلة للتمويل التقليدي نعطي فكرة عن أهم عملية تسنيد قام بها المغرب وبالخصوص القرض
العقاري والسياحي C.I.Hوهي عملية Crédit log IIحيث تم تسنيد ديون رهنية بقيمة ) 1.000.000,00مليار درهم(
من طرف مؤسسة التدبير واليداع " مغرب تسنيد" » « Maghreb titrisationكما سبقتها عملية أخرى Crédit log I
بقيمة 500) 500.000,00مليون درهم ).
4
نعني بآليات التسنيد المراحل التي يمر بها تحويل الديون المضمونة برهون رسمية من الدرجة الولى إلى
سندات تكتتب فيها المستثمرين ابتداء من تفويت الدين وانتهاء بالكتتاب في السندات التي يصدرها صندوق التوظيف
الجماعي للتسنيد.
-2ءءءءءء ءءءءءءءء
يجب على صندوق التوظيف الجماعي أن يؤمن نفسه ضد المخاطر المرتبطة بالديون التي تفوت إليه عن طريق
التسنيد لسيما عدم قدرة المدين على الوفاء أو التأخر فيه.7
1عائشة الشرقاوي الماقي .تسنيد الديون الرهنية "قراءة في قانون التسنيد المغربي " المجلة المغربية
للقانون و السياسة القتصاد ص 44
2انظر قانون التسنيد 10.98المادة .13
3انظر قانون التسنيد 10.98المادة .7
.......................... 4المادة .8
......................... 5المادة .10
6
مع قابلية السندات المقيدة من التحويل من حساب لخر ولكن القانون منع الحاملين لحصص أو سندات قرض
التي يصدرها من المطالبة باستردادها أو استرجاعها مبالغيا منه ،1ولعل ذلك راجع على رغبة المشرع في ضمان
الستمرار لمختلف عناصر العملية حتى تنتهي بالطريقة التي رسمها لها القانون.
ومن ناحية أخرى فقد منح المكتتبين العديد من الضمانات لحمايتهم ويرجع ذلك على عدم توفر صندوق التوظيف
على الشخصية المعنوية وقد سبق أن بينا هذه الضمانات.
1خصص المشروع الباب الرابع من قانون 10.98لتحصيل الديون الرهنية وذلك من المواد 38على .41
2خصص المشروع الباب الرابع من قانون 10.98لتحصيل الديون الرهنية وذلك من المواد 38على .41
1محمد بونبات :في الحقوق العينة سلسلة آفاق القانون 2002ص . 133
2محمد بونبات :ص . 134
3الفصل 482من قانون المسطرة المدنية .
8
ورغم أن القضاء حاول في السنتين الخيرة تقديم الدائنين المرتهنين في استفاء ديونهم بالولوية على الخزينة العامة،
ولكن ما تزال هذه الحلول على مستوى القضاء لبد من تدخل قانوني جدري لعطاء الضمانات الرهنية والقروض دفعة
جديدة تجعل جميع الفاعلين القتصاديين ل يخشون مفاجأتهم بالخزينة العامة تمارس عليهم المتيازات.1
ولكن كيف يتم حماية حقوق الطراف وخصوصا المدين الول والدائن.
يجب التأكيد أن تسنيد الديون الرهنية ل علقة له بحقوق الملكية وأن المقترض أو المدين الول سيظل يتعامل مع الدائن
المرتهن الول في نطاق اللتزام التعاقدي الرابط بينهما وأنه لن يكون للمقترض الول أي تعامل مع أي مؤسسة مالية
أخرى سوى في حالة إفلس الدائن المرتهن الول أي المؤسسة المبادرة ،حيث أعطى القانون لمؤسسة التدبير واليداع
تحصيل الدين محل المؤسسة المبادرة مع واجب إخبار المقترض المدين الول.2
أما عن الدائن المرتهن الول وتفاديا لقيام المدين الراهن الول بالتصرف بالعقار ما لم يكن محضورا عليه ذلك عليه
بمقتضى شرط مانع في عقد الرهن ولمواجهة الجراءات التحفظية التي يقوم بها الغير وللحافظ على حقوقه تجاه
المدين الول أعطاه القانون إمكانية تسجيل التفويت احتياطيا في السجل العقاري ،وهذا سيكون موضوع حديثنا في
الفقرة الثانية إضافة إلى تسجيل.
خاتمة
يعتبر تسنيد الديون الرهنية وإنشاء سوق رهني ثانوي أمرا مستحدث بالنسبة للسوق العقارية بالمغرب ،فإذا
تحققت نجاحات بهذا النظام في الدول المتقدمة فإن ذلك ل يجعلنا نندفع بكل اطمئنان في التعامل بالتسنيد إذ ل بد لنا
12
الفهرس
:المقدمة
خاتمة
13