You are on page 1of 40

‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..

‬قواعد‬ ‫‪5‬‬
‫وأساليب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫الحمد لله الذي خلق أول ما خلق القلم‬
‫ن إلى يوم‬
‫فقال‪ :‬اكتب‪ ،‬فكتب ما هو كائ ٌ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ن على‬ ‫والشكر له سبحانه الذي امت ّ‬
‫كر بها بقوله‬‫عباده بنعمة القلم والكتابة‪ ،‬وذ ّ‬
‫ن‪‬‬‫سطُُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫و َ‬‫قل َم ِ َ‬
‫وال ْ َ‬
‫سبحانه ‪‬ن َ‬
‫]سورة القلم‪ ،‬الية ‪.[1 :‬‬
‫ي المي‬ ‫صلة والسلم على النب ّ‬ ‫وال ّ‬
‫رسول الله إلى الّثقَلين النس والج ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫حة‬
‫ص َ‬
‫وعلى آله وصحبه الكرام التقياء الن ّ َ‬
‫البررة الصالحين‪.‬‬
‫وعلينا بمّنه سبحانه وجوده وفضله‬
‫وإحسانه إنه على ك ّ‬
‫ل شيء قدير‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فهذا موضوع مهم خطير مفيد‪ ،‬وُيعد ّ هو‬
‫ل شاب وشابة أرادوا معرفة‬ ‫الساس لك ّ‬
‫كتب على مختلف أشكالها‬ ‫كيف يقرءون ال ُ‬
‫وأحجامها وعلى مختلف فنونها وعلومها‪،‬‬
‫ولذا رأيت أن أتطّرق إلى جزئيات الموضوع‬
‫من حيث‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫‪ -1‬الكتاب‪.‬‬
‫‪ -2‬القراءة‪.‬‬
‫‪ -3‬الكيفية‪.‬‬
‫م أبّين الجابة على السؤال الهام ‪..‬‬
‫ث ّ‬
‫كيف تقرأ كتاًبا؟!‬
‫والله المستعان‪،،،،‬‬
‫أخوكم‬
‫د‪.‬زيد بن محمد‬
‫الرماني‬
‫ص‪.‬ب ‪ - 33662‬الرياض‬
‫‪ - 11458‬السعودية‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪7‬‬
‫وأساليب‬
‫الكتاب‬
‫وصف الكتاب‪:‬‬
‫قيل للمام عبد الله بن المبارك رحمه‬
‫الله‪ :‬إنك ُتكثر الجلوس وحدك! فغضب‬
‫وقال‪ :‬أنا وحدي؟!‪ ..‬أنا مع النبياء والولياء‬
‫ي ‪ e‬وأصحابه‪ ،‬ثم أنشد‬ ‫والحكماء والنب ّ‬
‫لمحمد بن زياد العرابي‪:‬‬
‫َ‬
‫ل‬‫م ّ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ساءُ َ‬ ‫جل َ َ‬ ‫وِلي ُ‬ ‫َ‬
‫ديث َهم ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫غي ًْبا‬ ‫ن ِ‬ ‫موُنو َ‬ ‫مأ ُ‬ ‫ُ أل ََبا َ‬
‫م ْ‬
‫ن‬ ‫دا َ‬ ‫كا‬ ‫ه َ‬ ‫نا َ‬ ‫ش‬‫ع َ‬ ‫مَ ْ‬
‫ذا ما ا و‬
‫جت َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫إ َ َ‬
‫ع‬‫ف ِ‬‫عَلى دَ ْ‬ ‫هم َ‬ ‫عي ًِنا‬ ‫ديثِِ‬ ‫م‬ ‫حسن ح ِ‬
‫ُ ْ ُ َ ُ‬
‫دا‬‫ؤي ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫م‬
‫هم‬ ‫م ِ‬ ‫ع ِل ْ ُ ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ن‬ ‫م ُْ‬ ‫هِ‬ ‫ال ُ‬ ‫دون َِني‬ ‫في ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ضىل ً وت َأ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫عل ْ‬ ‫ِ‬
‫وَرأًيا‬ ‫َ‬ ‫با‬‫ً‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول َ‬ ‫دا‬ ‫س َدّ َ‬ ‫خَ‬ ‫م ْ‬ ‫قبة أ َُ‬
‫شى َ‬ ‫ر ْ َ ٍ‬ ‫ب ِل َ ِ‬
‫ع ْ‬
‫ساًنا‬‫م لِ َ‬ ‫ه ْ‬‫من ُ‬ ‫قي ِ‬ ‫ة َ أ َت ّ ِ‬ ‫شرلٍ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ء ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ُ‬
‫دا‬ ‫ول َ‬
‫الكتابي َ‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫مدح‬
‫يقول أبو الطيب المتنبي‪:‬‬
‫في الدَّنا‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬
‫كا ٍ‬ ‫عّز َ‬‫أَ َ‬
‫في‬
‫س ِ‬‫جِلي ٍٍ‬ ‫خيُر َ‬ ‫حَ‬
‫و ٌٍ‬ ‫ج ساب‬
‫َ َِ‬
‫سْر ٌ‬‫َ‬
‫ب‬
‫ن ك َِتا ُ‬‫ما ِ‬
‫الّز َ‬
‫‪8‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬

‫ويقول الجاحظ‪:‬‬
‫لكتاب نعم الذخر والعقدة‪ ،‬ونعم‬
‫دة‪ ،‬ونعم المشتغل والحرفة‪،‬‬‫الجليس والع ّ‬
‫ونعم النس لساعة الوحدة‪ ،‬ونعم المعرفة‬
‫ببلد الغربة‪.‬‬
‫ما‪ ،‬وظرف‬‫والكتاب وعاٌء مليٌء عل ً‬
‫شي ظَرًفا‪ ،‬إن شئت كان أبين من‬ ‫ح ِ‬
‫ُ‬
‫سحبان وائل‪ ،‬وإن شئت كان أعيى من‬
‫باقل‪ ،‬ولئن شئت ضحكت من نوادره‬
‫وعجبت من غرائب فوائده‪ ،‬ومن لك‬
‫بمؤنس ل ينام إل بما تهوي؟!‬
‫ويقول عبد الله بن المعتز‪:‬‬
‫ج للبواب‪ ،‬جريٌء على‬ ‫الكتاب وال ٌ‬
‫مفّهم ل يفهم‪ ،‬وناطقٌ ل يتكّلم‪.‬‬‫جاب‪ُ ،‬‬
‫ح ّ‬‫ال ُ‬
‫ويقول المأمون‪:‬‬
‫ل شيء آثر للنفس ول أشرح للصدر‬
‫ول أوفى للعرض ول أذكى للقلب ول أبسط‬
‫للسان ول أشد ّ للجنان ول أكثر وفاًقا ول‬
‫ب تكثر‬ ‫ل خلًفا ول أكثر عبارة من كتا ٍ‬‫أق ّ‬
‫س‬
‫ل وجلي ٌ‬ ‫ث ل يم ّ‬
‫محد ّ ٌ‬
‫فائدته وتقل مؤنته‪ُ ،‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪9‬‬
‫وأساليب‬
‫ل يتحّفظ‪ ،‬ومترجم عن العقول الماضية‬
‫والحكم الخالية والمم السالفة‪ُ ،‬يحيي ما‬
‫دد ما أخلفه الدهر‪ ،‬وُيبرز‬
‫أماته الحفظ‪ ،‬وُيج ّ‬
‫ما حجبته الغبارة‪ ،‬ويدوم إذا خان الملوك‬
‫والصحاب‪.‬‬
‫مزايا الكتاب‪:‬‬
‫ق‬
‫م مخلص‪ ،‬ورفي ٌ‬ ‫الكتاب جاٌر بار‪ ،‬ومعل ٌ‬
‫مرة‬
‫مطاوع‪ ،‬وهو صاحب كفء‪ ،‬وشجرة مع ّ‬
‫مثمرة‪ ،‬يجمع الحكم الحسنة والعقول‬ ‫ُ‬
‫الناضجة‪ ،‬وأخبار القرون الماضية والبلد‬
‫المترامية‪ ،‬يجلو العقل‪ ،‬ويشحذ الذهن‬
‫وي العزيمة ويؤنس‬ ‫وسع الفق‪ ،‬ويق ّ‬ ‫وي ّ‬
‫الوحشة‪ ،‬يفيد ول يستفيد ويعطي ول يأخذ‪.‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫ت‬
‫و َ‬ ‫خل َ ْ‬‫ذا َ‬ ‫سإ َ‬ ‫م الِني ُ‬ ‫ع َ‬‫نِ ْ‬
‫ب‬ ‫ك َِتا ُ‬
‫خان َ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫هإ ْ‬ ‫هو ب ِ ِ‬ ‫ت َل ْ ُ‬
‫حاب‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫ال َ‬
‫ذا‬ ‫سّرا إ َ‬‫ْ‬ ‫شًيا ِ‬ ‫ف ِ‬‫م ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫عت َه‬
‫ودَ ْ‬‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ة‬ ‫حك ْ َ‬
‫م ً‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬ ‫وت ََنا ُ‬ ‫ُ َ‬
‫واب‬ ‫ص َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ويقول أبو بكر القفال‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫ف‬‫عا ُ‬ ‫خِليِلي ك َِتاِبي ل َ ي َ َ‬ ‫َ‬
‫وّلى‬ ‫ما ٌ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن َ‬ ‫صال َِيا‬ ‫و َ‬ ‫ِ‬
‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ِلي َ‬ ‫وإ ْ‬ ‫َ‬
‫مال ِ ُيا‬ ‫ج‬ ‫ك َِتابي أ َ ٌ َ‬
‫م‬ ‫وأ َ ّ‬ ‫ب ب َّر َ َ‬ ‫ِ‬
‫في َ‬ ‫َ‬
‫و أ ًَبا‬ ‫مأ ْ‬
‫هو إذْ ل َ أ ُ َ‬
‫ّ‬ ‫ما ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫ق ٌ‬ ‫ش ِ‬
‫سي ل َ‬ ‫يا‬ ‫جِليل ِ َ ِ‬ ‫ك َِتاِبي َ‬
‫ه‬ ‫مل َل َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫خا‬‫َ‬ ‫أَ‬
‫ف‬‫َ َ ُ‬ ‫خا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ِ ْ ٍ‬ ‫ُ َ ّ‬
‫ن‬ ‫رو‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ل َل ِالَيا‬ ‫مَر‬ ‫خ ََ‬
‫با‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫حد ّ ُ‬
‫ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫قُرو َ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫ت َأ َّني أ ََرى ت ِل ْ َ‬ ‫ض ْك‬ ‫م َ‬ ‫ال ِّتي َ‬
‫وا ِل َِيا‬ ‫خ‬
‫ك َِتابي ب ال َ‬
‫ض‬
‫في ُ‬ ‫حٌر ل َ َي ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫طاؤ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫لإ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫مال ََِيا‬ ‫ض‬ ‫ٌَ‬
‫ر‬ ‫خي ْ ِ‬
‫لى َ‬ ‫ع ََ‬ ‫غا َ‬ ‫ل‬ ‫ك َِتاِبي دَِلي‬
‫م إدْ َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫غاي َ ٍ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬ ‫ي َ‬ ‫لل ِ‬ ‫ن ثَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬
‫د‬
‫ص ِ‬ ‫ق ْ‬
‫يا‬ ‫ل َل ِ َ َ‬ ‫ن‬‫عَ ْ‬
‫غت َد‬
‫ذا ُز ْ ُ‬ ‫إ َ‬
‫لأ َ‬‫َ‬
‫هِني َردِّني‬ ‫ل ِذ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ني َ‬ ‫ن‬ ‫م ِْ‬ ‫وإ َ‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ضل َل َِيا‬ ‫ن َ‬ ‫الجاحظ‪ْ:‬‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يقول‬
‫الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال‬
‫ود‬
‫إمتاعك وشحن طباعك وبسط لسانك وج ّ‬
‫خم ألفاظك‪ ،‬وعرفت به في شهر‬ ‫بنانك وف ّ‬
‫ما ل تعرفه من أفواه الرجال في دهر‪،‬‬
‫والكتاب ُيطيعك بالليل كطاعة بالنهار‪،‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪11‬‬
‫وأساليب‬
‫ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر‪،‬‬
‫ول يعت ّ‬
‫ل بنوم ول يعتريه كلل السفر‪.‬‬
‫العلماء والكتاب‪:‬‬
‫• كان الجاحظ من أكثر الناس شغًفا‬
‫ب قط‬ ‫بمطالعة الكتب؛ فإنه لم يقع بيده كتا ٌ‬
‫إل استوفى قراءته كائًنا ما كان‪ ،‬حتى أنه‬
‫كان يكترى دكاكين الوّراقين ويبيت فيها‬
‫للنظر‪.‬‬
‫• يقول أبو هفان وكذا ورد عن المبّرد‪:‬‬
‫لم أر قط ول سمعت من أحب الكتب‬
‫والعلوم أكثر من ثلثة منهم الفتح بن‬
‫كل‪،‬‬ ‫خاقان؛ فإنه كان يحضر لمجالسة المتو ّ‬
‫مه‬‫فإذا أراد القيام لحاجةٍ أخرج كتاًبا من ك ُ ّ‬
‫كل إلى‬ ‫خّفه وقرأه في غير مجلس المتو ّ‬ ‫أو ُ‬
‫حين عوده إليه‪ ،‬حتى في الخلء!‬
‫)والثنان الخران هما الجاحظ‬
‫وإسماعيل بن إسحاق القاضي(‬
‫• ويقول الحسن اللؤلؤي‪ :‬غّبر قدمي‬
‫ت ول اّتكأت إل ّ‬
‫ما ما ِقلت ول ب ّ‬
‫أربعين عا ً‬
‫والكتاب موضوعٌ على صدري‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫*ويقول علي بن الجهم‪ :‬إذا‬
‫استحسنت الكتاب ورجوت منه الفائدة‪ ،‬فلو‬
‫تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي‬
‫من ورقة مخافة استنفاذه‪ ،‬وانقطاع المادة‬
‫من قلبه‪ ،‬وإن كان الكتاب كثير الورق فقد‬
‫م عيشي وكمل سروري‪.‬‬ ‫ت ّ‬
‫• وكان عبد الله بن المبارك يستأنس‬
‫بخلوته في البيت وحده ليشتغل بالقراءة‬
‫فقيل له‪ :‬أل تستوحش؟‬
‫ي‪e‬‬
‫فقال‪ :‬كيف أستوحش وأنا مع النب ّ‬
‫وأصحابه‪.‬‬
‫يعني بها كتب الحديث‪.‬‬
‫• وكان الزهري إذا جلس في بيته‬
‫ل شيء‬ ‫كتبه حوله فيشتغل بها عن ك ّ‬ ‫وضع ُ‬
‫ما‪:‬‬
‫من أمور الدنيا‪ ،‬فقالت له امرأته يو ً‬
‫ي من ثلث‬ ‫والله لهذه الكتب أشد ّ عل ّ‬
‫ضرائر!‬
‫• وكان أحمد بن عبد الله المهدي في‬
‫الدراسة والمطالعة آية ل يكاد يسقط‬
‫الكتاب من يده حتى عند طعامه‪.‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪13‬‬
‫وأساليب‬
‫ن محمد بن الوليد المعروف‬ ‫• وُيقال إ ّ‬
‫ما حضرته الوفاة أوصى‬‫بـ»ولد النحوي« ل َ ّ‬
‫أن ُيدفن معه كتاب سيبويه‪.‬‬
‫• وبلغ من حرص جد ّ ابن تيمية )الجد ّ‬
‫بن تيمية( على وقته ومطالعة الكتب أنه إذا‬
‫دخل الخلء أمر حفيده أن يقرأ في الكتاب‬
‫ويرفع صوته حتى يسمع‪.‬‬
‫• وكان إسماعيل بن إسحاق كما يقول‬
‫عنه أبو هفان‪ :‬ما دخلت عليه إل رأيته ينظر‬
‫في كتاب أو ُيقّلب كتاًبا أو ينفضها‪.‬‬
‫• وكان ابن الرفعة ل يفارقه الكتاب‬
‫حتى أثناء المرض‪ ،‬وكان مكّبا على‬
‫المطالعة حتى عرض له وجع المفاصل‪،‬‬
‫بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه‪،‬‬
‫ب‬
‫ب ينظر إليه‪ ،‬وربما انك ّ‬‫ومع ذلك معه كتا ٌ‬
‫على وجهه وهو ُيطالع‪.‬‬
‫• فكان ابن المبارك يستأنس بخلوته‬
‫في البيت وحده ليشتغل بالقراءة‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬أل تستوحش؟ فقال‪ :‬كيف أستوحش‬
‫وأنا مع النبي صلي الله عليه وسلم‬
‫وأصحابه‪ ،‬يعني بها كتب الحديث‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫• ويقول ابن قّيم الجوزية‪ :‬أعرف من‬
‫مى‪ ،‬وكان‬ ‫أصابه مرض من صداٍع وح ّ‬
‫الكتاب عند رأسه‪ ،‬فإذا وجد إفاقة قرأ فيه‪،‬‬
‫غلب عليه وضعه‪ ،‬فدخل عليه الطبيب‬ ‫فإذا ُ‬
‫ن هذا ل يح ّ‬
‫ل لك‪.‬‬ ‫ما وهو كذلك فقال إ ّ‬ ‫يو ً‬
‫• وكان بعض أهل العلم يشترط على‬
‫من يدعوه أن ُيوّفر له مكاًنا في المجلس‬
‫يضع فيه كتاًبا ليقرأ فيه‪.‬‬
‫• وقال ابن الجوزي‪ :‬وإني أخبر عن‬
‫حالي ما أشبع من مطالعة الكتب‪ ،‬وإذا‬
‫رأيت كتاًبا لم أره فكأني وقعت على كنـز‪،‬‬
‫ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجّلد‪،‬‬
‫كان أكثر‪ ،‬وأنا بعد في الطلب‪.‬‬
‫وكان العلماء ُينفقون في تحصيل الكتاب‬
‫الموال الطائلة‪ ،‬حتى قال بعضهم لزوجته‬
‫حين عاتبته في أكثر ما ُينفق على الكتب‪:‬‬
‫في‬ ‫ت ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ة أ َن ْ َ‬‫قائ ِل َ ٌٍ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫قل ْ ُ‬‫ف ُ‬‫ل َ‬‫ما ٍ‬
‫من َ‬ ‫ت ِ‬‫كْ‬‫و َ‬ ‫ح‬
‫مين ُ َ‬‫ماي َ ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫الك ُت ُ ِ‬
‫ها ك َِتاًبا‬ ‫ني‬
‫في َ‬
‫عي ِ ِ‬ ‫عّلي أ َ دَ‬
‫رى ِ‬ ‫لَ َ‬
‫َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ي َدُل ّ‬
‫ميِني‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫نا‬
‫ِ ً ِ َ ِ‬‫م‬‫آ‬ ‫بي‬ ‫تا‬
‫َِ ِ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫كل قارئ وله طريقة‪:‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪15‬‬
‫وأساليب‬
‫‪ -1‬شيللي‪ ،‬وهو شاعر إنجليزي معروف‪،‬‬
‫كان ُيمّزق أوراق الكتاب بعد قراءته‪ ،‬ويصنع‬
‫من الوراق زوارق صغيرة ُيطلقها في مياه‬
‫البحيرات والنهار ويتفّرج عليها وهي ُتبحر‬
‫بعيدة!‬
‫‪ -2‬إدوارد فيتزجيرالد‪ ،‬وهو أول من‬
‫ترجم رباعيات عمر الخيام‪ ،‬كان يقوم‬
‫بتمزيق الكتاب الذي ل يعجبه ويلقيه في‬
‫سلة المهملت أو في النار‪ ،‬ولذا لم يكن‬
‫في مكتبته إل بضع عشرات من الكتب التي‬
‫أحّبها!‬
‫‪ -3‬تشارلز داروين‪ ،‬صاحب نظرية أصل‬
‫النواع‪ ،‬كان يقسم الكتاب إلى النصفين‬
‫ب من جيوبه‪،‬‬ ‫ل نصف في جي ٍ‬ ‫ويحمل ك ّ‬
‫وكان يقول ل يستطيع حمل الكتاب بيده‪،‬‬
‫ومن الصعب وضع الكتاب كّله في جي ٍ‬
‫ب‬
‫واحد!‬
‫‪ -3‬برنارد شو‪ ،‬الكاتب اليرلندي‬
‫الساخر‪ ،‬كان يبدأ في قراءة الكتاب أثناء‬
‫ارتداء ملبسه‪ ،‬فيلبس القميص ويجلس‬
‫ليقرأ قليل‪ ،‬ثم يلبس السروال‪ ،‬ثم يعود‬
‫ب على‬ ‫ليقرأ‪ ،‬ثم يلبس رباط العنق وينك ّ‬
‫القراءة‪ ،‬ثم الجوارب‪ ،‬ثم الحذاء‪ ،‬ويفعل‬
‫نفس الشيء عندما يخلع ثيابه!‬
‫‪16‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫وكل كاتب وله طريقه‪:‬‬
‫‪ -1‬إميل زول الكاتب الفرنسي‪ ،‬كان‬
‫شبه مظلمة!‬
‫غرفة ِ‬ ‫يكتب في ُ‬
‫‪ -2‬الكاتب النرويجي ايش‪ ،‬لم يكن‬
‫يكتب إل إذا وضع أمامه مجموعة من‬
‫الصور الصغيرة الضاحكة!‬
‫‪ -3‬الكاتب المريكي چونسون‪ ،‬كان قبل‬
‫أن يبدأ بالكتابة يسير في الشارع ليلمس‬
‫ويعد ّ أعمدة النور!‬
‫تقييد العلم‪:‬‬
‫يقول أبو الفرج المعافا بن زكريا‪:‬‬
‫قد قيل في الكتاب إنه حاضر نفعه‪،‬‬
‫مأمون ضّره‪ ،‬ينشط بنشاطك فينبسط‬
‫إليك‪ ،‬إن أدنيته دنا‪ ،‬وإن أنأيته نأى‪ ،‬ل يبغيك‬
‫م عليك‪،‬‬‫شّرا‪ ،‬ول ُيفشي عليك سّرا‪ ،‬ول ين ّ‬
‫ول يسعى بنميمةٍ إليك‪.‬‬
‫وقال أحد الشعراء‪:‬‬
‫من‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬‫شيءَ أ َن ْ َ‬ ‫لَ َ‬
‫و‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬‫ة َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫في ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ب ي ُدَّر ُ‬ ‫ك َِتا ٍ‬
‫س‬‫دن ِ ُ‬ ‫مؤ‬ ‫لي ُ ِ ُ‬‫ما ّ‬‫خ‬‫فيدُ ك َ ِ‬
‫في ُ‬ ‫َ‬ ‫م يُ ِ‬‫س ٌ‬‫َر ْ‬
‫ن‬‫ع ِ‬‫م َ‬ ‫ص ّ‬
‫َ‬
‫مى أ َ‬ ‫ع َ‬ ‫هي أ َ ْ‬ ‫وو الن ّ َ‬ ‫ذَ ُ‬
‫س‬
‫خَر ُ‬ ‫ش أَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ال َ‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪17‬‬
‫وأساليب‬
‫‪18‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫وقال التوزي )محمد عبد الحميد(‪:‬‬
‫الكتاب نديم‪ ،‬عهد وفائه قديم‪ ،‬الكتاب‬
‫دمه بنادم‪ ،‬الكتاب حميم‪،‬‬ ‫من َنا َ‬
‫منادم‪ ،‬ليس َ‬
‫وان‪ ،‬فتفّرد به‬
‫خيره عميم‪ ،‬الكتاب أخ غير خ ّ‬
‫عن الخوان‪ ،‬الكتاب سمير‪ ،‬سليم الظاهر‬
‫والضمير‪.‬‬
‫وقال ابن المعتز‪:‬‬
‫َ‬
‫سي‬ ‫ت ك ُت ُِبي أِني ِ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫ج َ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫من دون ك ُ ّ َ‬
‫ل أِني ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى‬ ‫ت أ َْر َ‬ ‫س ُ‬ ‫لن ِّني ل َ ْ‬
‫َ‬
‫س‬
‫في ِ‬ ‫ل نَ ِ‬‫إل ّ ب ِك ُ ّ‬
‫وقال أبو بكر الشيطان‪:‬‬
‫ب ال ِ ْ‬ ‫فك ُت ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫عت َل َل ْ ُ‬ ‫إ َ‬
‫علم ِ‬ ‫ذا ا ْ‬
‫ه ُ َ‬ ‫ت ْ‬
‫ظي‬‫حا ِ‬ ‫ة أل ْ َ‬ ‫ها ن ََزا َ‬ ‫في َ‬ ‫فيِني ِ‬ ‫ش ِ‬
‫وك َت َيْزِييِني‬
‫م‬‫ه ّ‬ ‫ها ال َ‬ ‫ت إل َي ْ َ‬ ‫شت َ َ ْ ُ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫وإ َ‬ ‫َ‬
‫من حْزن‬ ‫ِ‬
‫عّزيِني‬ ‫ي تُ َ‬‫ت إل َ ّ‬ ‫مال َ ْ‬ ‫ْ ُ ٍ َ‬
‫ني‬ ‫س ّ‬
‫من دُن َْيا‬ ‫فات ِليُر ِ ِ‬ ‫وت‬
‫دُّ َ َ‬ ‫سِبي ال َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫و ِ‬
‫ها َ‬
‫من َ‬ ‫غي ب َدَل ً ِ‬ ‫ل َ أ َب ْت َ ِ‬
‫ها‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫قن ِ ْ‬
‫ِديني‬
‫بن ِثعلب‪:‬‬ ‫وقال أحمد‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪19‬‬
‫وأساليب‬
‫هوا‬
‫ك َتا ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫حب َْنا ال ُ‬ ‫ص ِ‬‫ن َ‬ ‫إ ْ‬
‫قوا‬ ‫ع ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دو َ‬ ‫ي ُ‬‫دوا ِبالّرأ ِ‬ ‫ست َب َ ّ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫س ُ‬ ‫جلي‬ ‫حب َْناال َ‬ ‫َ‬
‫عدَْنا‬ ‫جاَرِ‬ ‫ال ِت ّ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫أو َ‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫إَلى ال َ‬
‫ف ْ‬
‫ب‬ ‫سا‬
‫ِ َ ِ‬ ‫ح‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫ر‬
‫َ ِ ْ َ‬ ‫ص‬ ‫و‬
‫ف ُ‬ ‫ال ُ‬
‫خ ُ‬
‫ذ‬ ‫ست ّ ِ‬‫ل ن َِ‬ ‫لو َ‬ ‫حا‬ ‫مَنا الّر َ‬ ‫ز ْ‬ ‫فل َ ِ‬‫َ‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫مل َ ب ِ ِ‬ ‫حب َْر‬ ‫ال ِ‬
‫جوهَ الطُرو ِ‬ ‫و ُ‬‫ه ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫َ‬

‫***‬
‫‪20‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫القراءة‬
‫ماهيتها‪ :‬قرأ يقرأ قراءة فهو قارئ‬
‫والجمع‪ :‬قراءات‪ُ -‬قراء‪.‬‬
‫ك‪‬‬‫سم ِ َرب ّ َ‬ ‫وفي القرآن‪ :‬ا ْ ْ‬
‫قَرأ ِبا ْ‬
‫]سورة العلق‪ ،‬الية ‪.[1 :‬‬
‫ك‪] ‬سورة السراء‪،‬‬ ‫قَرأ ْ ك َِتاب َ َ‬
‫‪‬ا ْ‬
‫الية ‪.[14 :‬‬
‫وفي الحديث‪» :‬قرأت ليقال قارئ‪،‬‬
‫تعّلمت لُيقال عالم«‪.‬‬
‫م والجمع والتتبع‪،‬‬ ‫إذن‪ :‬القراءة تعني الض ّ‬
‫وقد تكون نظًرا أو حف ً‬
‫ظا جهًرا أو سّرا‪.‬‬
‫ومن الشتقاقات‪ :‬القرآن – القروء‪.‬‬
‫قواعد قبل القراءة‪:‬‬
‫)‪ (1‬الخلص‪.‬‬
‫)‪ (2‬وجود هدف القراءة‪.‬‬
‫)‪ (3‬الستشارة والسؤال‪.‬‬
‫)‪ (4‬التدرج في القراءة‪.‬‬
‫)‪ (5‬ليس كل ما في الكتب صواًبا‪.‬‬
‫)‪ (6‬القراءة للستفادة والتقويم‪.‬‬
‫)‪ (7‬القراءة جهاد ل شهوة‪.‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪21‬‬
‫وأساليب‬
‫)‪ (8‬القراءة قدرة وإرادة‪.‬‬
‫)‪ (9‬القراءة فن ومهارة‪.‬‬

‫عوائق القراءة‪:‬‬
‫)‪ (1‬الشتغال بالمغريات‪.‬‬
‫)‪ (2‬دنوّ الهمة‪.‬‬
‫)‪ (3‬عدم الفهم‪.‬‬
‫أسباب الخطأ في القراءة‪:‬‬
‫)‪ (1‬الجهل‪.‬‬
‫)‪ (2‬السرعة في القراءة‪.‬‬
‫)‪ (3‬عدم فهم القارئ لما يقرأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬سوء الكتابة‪.‬‬
‫)‪ (5‬قّلة البضاعة اللغوية‪.‬‬
‫لماذا نقرأ؟‪ ..‬ما هي أهمية القراءة؟‬
‫)‪ (1‬القراءة مفتاح العلم‪.‬‬
‫)‪ (2‬القراءة سبب لرفعة النسان دنيا‬
‫وآخرة‪.‬‬
‫)‪ (3‬القراءة وسيلة لمعرفة أحوال‬
‫المام السابقة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫)‪ (4‬القراءة أداة لمعرفة مكائد العداء‪.‬‬
‫)‪ (5‬القراءة أنيس ل يمل‪ ،‬وهي ترويح‬
‫للنفس‪.‬‬
‫)‪ (6‬القراءة وسيلة لستغلل وقت‬
‫الفراغ‪.‬‬
‫)‪ (7‬القراءة سبب للجر العظيم‬
‫والثواب الجزيل‪.‬‬
‫أقوال عن القراءة من الغرب‪:‬‬
‫)‪ (1‬ڤولتير‪:‬‬
‫من سيقود الجنس البشري فأجاب‪:‬‬‫سِئل ع ّ‬
‫ُ‬
‫"الذين يعرفون كيف يقرءون"‪.‬‬
‫)‪ (2‬چيڤرسون‪:‬‬
‫ن‬
‫ن الذين يقرءون هم فقط الحرار؛ ل ّ‬‫إ ّ‬
‫القراءة تطرد الجهل والخرافة‪.‬‬
‫)‪ (3‬مونتيسكو‪:‬‬
‫كي تعرف قليل ً عليك أن تقرأ كثيًرا‪.‬‬
‫)‪ (4‬سقراط‪:‬‬
‫قيل له‪ :‬كيف تحكم على إنسان؟‬
‫فأجاب‪ :‬أسأله كم كتاًبا يقرأ وماذا يقرأ؟‬
‫أقوال عن القراءة من العرب‪:‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪23‬‬
‫وأساليب‬
‫)‪ (1‬عباس محمود العقاد‪:‬‬
‫القراءة وحدها هي التي ُتعطي النسان‬
‫الواحد أكثر من حياةٍ واحدة‪ ،‬لنها تزيد‬
‫عمًقا‪ ،‬وإن كانت ل ُتطيلها‬
‫هذه الحياة ُ‬
‫بمقدار الحساب‪.‬‬
‫)‪ (2‬محمد عدنان سالم‪:‬‬
‫ن الكتاب لم‬‫من الضروري أن نعترف أ ّ‬
‫ن‬
‫يرقَ عندنا إلى مستوى الرغيف‪ ،‬وأ ّ‬
‫العقل لم يرقَ عندنا إلى مستوى المعدة‬
‫‪ ..‬علينا أن نعمل على تكوين عادة‬
‫القراءة‪.‬‬
‫كيف تكون البدايات في القراءة‬
‫صحيحة؟‬
‫من خلل البدء بـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب السهلة قبل الصعبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتب الصغيرة قبل المراجع‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫سرة في الفن قبل‬‫مي ّ‬
‫ج‪ -‬الكتب ال ُ‬
‫دمة فيه‪.‬‬ ‫الكُتب المتق ّ‬
‫ما هي أسباب اضطراب البدايات‬
‫في القراءة عند بعض الشخاص؟‬
‫‪24‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬العجلة )التي هي من الشيطان(‪.‬‬
‫ب‪ -‬فورة الحماس غير المنضبط‪.‬‬
‫ج‪ -‬المبالغة في الثقة بالنفس‪.‬‬
‫لماذا تؤّلف الكتب؟‬
‫يقول حاجي خليفة في »كشف‬
‫ن التأليف على سبعة أقسام‪ ،‬ل‬ ‫الظنون«‪ :‬إ ّ‬
‫ل إل ّ في إحداها وهي‪:‬‬
‫ص عاق ٌ‬‫يؤّلف شخ ٌ‬
‫ما شيٌء لم يسبق إليه فيخترعه‪..‬‬ ‫‪-‬إ ّ‬
‫ممه‪..‬‬‫ص ُيت ّ‬
‫‪ -‬أو شيٌء ناق ٌ‬
‫مغلقٌ يشرحه‪..‬‬
‫‪ -‬أو شيءٌ ُ‬
‫‪ -‬أو شيٌء طويل يختصره‪..‬‬
‫متفّرق يجمعه‪..‬‬ ‫‪ -‬أو شيءٌ ُ‬
‫مختلط ُيرّتبه‪..‬‬‫‪ -‬أو شيٌء ُ‬
‫مصّنفه فُيصلحه‪.‬‬‫‪ -‬أو شيٌء أخطأ فيه ُ‬
‫ل مؤّلف كتاب في ف ّ‬
‫ن سبق‬ ‫وينبغي لك ّ‬
‫إليه أل ّ يخلو من خمس فوائد‪:‬‬
‫‪ -‬استنباط شيء كان معض ً‬
‫ل‪..‬‬
‫‪ -‬أو جمعه إن كان مفّرًقا‪..‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪25‬‬
‫وأساليب‬
‫ضا‪..‬‬
‫‪ -‬أو شرحه إن كان غام ً‬
‫‪ -‬أو حسن نظم وتأليف‪..‬‬
‫‪ -‬أو إسقاط حشو وتطويل‪.‬‬
‫يقول السبكي‪:‬‬
‫ينبغي للمرء أن يّتخذ كتابة العلم عبادة‪،‬‬
‫سواء توّقع أن تترّتب عليها فائدة أم ل‪.‬‬
‫كيف تكتب؟ كيف تقرأ؟ ومتى؟‬
‫وأين؟‬
‫يقول ابن المدبر‪:‬‬
‫وابتغ لكتابك فراغ قلبك وساعة نشاطك‬
‫ن‬
‫فتجد ما يمتنع عليك بالكد ّ والتكلف؛ ل ّ‬
‫سماحة النفس بمكنونها وجود الذهان‬
‫وة المفرطة في‬ ‫بمخزونها إنما هو مع اله ّ‬
‫الشر والمحبة الغالية فيه أو الغضب‬
‫الباعث منه ذلك‪.‬‬

‫‪-‬ويقول ابن جماعة‪:‬‬


‫أجود الوقات للحفظ السحار‪ ،‬وللبحث‬
‫البكار‪ ،‬وللكتابة وسط النهار‪ ،‬وللمطالعة‬
‫والمذاكرة الليل‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫‪ -‬وكان الشافعي يجزئ الليل ثلثة‬
‫أجزاء‪ :‬الثلث الول للكتب‪ ،‬والثاني يصلي‪،‬‬
‫والثالث ينام‪.‬‬
‫‪-‬ويقول ابن جماعة‪:‬‬
‫وليس محمود الحفظ بحضرة النبات‬
‫والخضرة والنهار وقوارع الطرق وضجيج‬
‫الصوات؛ لنها تمنع من خلو القلب غالًبا‪.‬‬
‫وأجود أماكن الحفظ الغرف دون‬
‫سفل‪ ،‬وكل موضع بعيد مما يلهي‪ ،‬وخل‬ ‫ال ّ‬
‫القلب فيه مما ُيفزعه فيشغله‪ ،‬أو يغلب‬
‫عليه فيمنعه‪ ،‬وليس بالمحمود أن يحفظ‬
‫الرجل حيث النبات والخضرة‪ ،‬أو على‬
‫شواطئ النهار أو على قوارع الطرق‪،‬‬
‫فليس يعدم في هذه المواضع غالًبا ما يمنع‬
‫من خلوّ القلب وصفاء السر‪.‬‬
‫وأوقات الجوع أفضل للحفظ من أوقات‬
‫الشبع‪ ،‬وينبغي للحافظ أن يتفّقد من نفسه‬
‫حال الجوع؛ فإن بعض الناس إذا أصابه‬
‫دة الجوع والتهابه لم يحفظ‪ ،‬فلُيطفئ‬ ‫ش ّ‬
‫ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف اليسير‬
‫كتناول حبة فاكهة أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫الفقيه والمتف ّ‬
‫قه‪:‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪27‬‬
‫وأساليب‬
‫قال أبو عمرو بن العل‪:‬‬
‫حسن‬ ‫"أول العلم‪ :‬الصمت‪ ،‬والثاني‪ُ :‬‬
‫حسن الستماع‪ ،‬والرابع‪:‬‬ ‫السؤال‪ ،‬والثالث‪ُ :‬‬
‫حسن الحفظ‪ ،‬والخامس‪ :‬نشره عند أهله"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ن للحفظ ساعات ينبغي لمن‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫أراد الحفظ أن ُيراعيها‪ ،‬وللحفظ أماكن‬
‫ينبغي للحافظ أن يلزمها؛ فأجود الوقات‬
‫السحار‪ ،‬ثم بعدها وقت انتصاف النهار‪،‬‬
‫وبعدها الغدوات دون العشيات‪ ،‬وحفظ‬
‫الليل أصلح من حفظ النهار‪.‬‬
‫قيل لبعضهم‪ :‬بم أدركت العلم؟‬
‫قال‪ :‬بالمصباح والجلوس إلى الصباح‪.‬‬
‫وقيل الخر‪ :‬بما أدركت العلم؟‬
‫قال‪ :‬بالسفر والسهر والبكور في‬
‫السحر‪.‬‬
‫لماذا ينفر الناس من الكتب؟‬
‫ب منها‪:‬‬‫لسبا ٍ‬
‫‪ -1‬سرعة الملل وقّلة الصبر وفقدان‬
‫الجلد في المكث والعكوف الذي تتطّلبه‬
‫القراءة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم معرفة قيمة القراءة وفضلها‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫‪ -3‬طول الكتاب أو الموضوع‪.‬‬
‫‪ -4‬الخطأ في البتداء‪ ،‬فالبدء بالكُتب‬
‫سرة‬
‫دمة المهات قبل الكتب المي ّ‬ ‫المتق ّ‬
‫خطأ‪.‬‬
‫‪ -4‬علوّ أسلوب الكتاب في اللغة‬
‫والمضمون‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم معرفة المصطلحات المتكّررة‬
‫في الكتاب‪.‬‬
‫حّثون‬
‫‪ -6‬عدم وجود القران الذين ي ُ ِ‬
‫جعون أصحابهم على القراءة‪.‬‬ ‫وُيش ّ‬
‫‪ -7‬استبدال الغث )المجلت والصحف(‬
‫بالسمين )الكتب المفيدة(‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم الستشارة في النتقاء والبتداء‪،‬‬
‫أو استشارة من ليس بأهل‪.‬‬
‫‪ -8‬ضعف المعرفة بقواعد اللغة العربية‪،‬‬
‫ونقصان إدراك الساليب البلغية‪.‬‬
‫‪ -9‬الشرود وعدم التركيز‪.‬‬
‫مة والرضا بالدون‪.‬‬‫‪ -10‬دنوّ اله ّ‬
‫‪ -11‬النشغال بالملهيات والمغريات‪.‬‬
‫‪ -12‬العكوف على استماع الشرطة‪.‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪29‬‬
‫وأساليب‬
‫من أدوات القراءة والكتابة‪:‬‬
‫القلم والدفتر‪:‬‬
‫‪ -‬مقولت في القلم‪:‬‬
‫• القلم أحد اللسانين‪.‬‬
‫• القلم الرديء كالولد العاق‪.‬‬
‫• القلم لسان البصر ُيناجيه بما استتر‪.‬‬
‫• القلم بريد القلب‪.‬‬
‫• القلم صائغ الكلم‪.‬‬
‫• عقول الرجال تحت أسنان أقلمها‪.‬‬
‫• من خدم المحابر خدمته المنابر‪.‬‬
‫الدفتر‪:‬‬
‫ن‬
‫نظر الخليفة العباسي المأمون إلى اب ٍ‬
‫صغير له في يده دفتر‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬ما‬
‫هذا بيدك؟‬
‫جل به الفطنة‪ ،‬وينّبه‬
‫فقال‪ :‬بعض ما تس ّ‬
‫من الغفلة‪ ،‬ويؤنس من الوحشة‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬الحمد لله الذي رزقني‬
‫من ولدي من ينظر بعين عقله أكثر ما‬
‫ينظر بعين جسمه وسنه‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬

‫***‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪31‬‬
‫وأساليب‬
‫ثلثية‬
‫)الطالب ‪ -‬العلم ‪ -‬الزواج(‬
‫حاول الدكتور بكر أبو زيد حصر العلماء‬
‫غا للعلم في‬ ‫العّزاب الذين لم يتزّوجوا تفّر ً‬
‫كتاب له يحمل اسم »العلماء العزاب«‪،‬‬
‫ماه‬
‫وزاد عليه في كتاب له آخر س ّ‬
‫»النظائر«‪.‬‬
‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫وكان الخطيب رحمه الله يقول‪ُ :‬يست َ‬
‫لطالب العلم أن يكون عزًبا ما أمكنه‪ ،‬لئل ّ‬
‫يقطعه الشتغال بحقوق الزوجة وطلب‬
‫المعيشة عن إكمال الطالب‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري رحمه الله‪ :‬من‬
‫تزّوج فقد ركب البحر‪ ،‬فإن وُِلد له ولد فقد‬
‫كسر به‪.‬‬
‫وقال ابن جماعة رحمه الله‪ :‬ترك‬
‫التزويج لغير حاجةٍ إليه أو غير القادر عليه‬
‫هو الولى‪ ،‬لسيما للطالب الذي رأس ماله‬
‫جمع الخاطر واجتماع القلب واشتغال‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬

‫***‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪33‬‬
‫وأساليب‬
‫كيف تقرأ كتاًبا؟‬
‫ل‪ -‬هناك قواعد أساسية ينبغي‬ ‫أو ً‬
‫النتباه لها واللتزام بها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة فضل العلم وشرف أهله‬
‫وبيان أهمية القراءة التي منها‪:‬‬
‫النس بكلم الله وكلم أنبيائه وأقوال‬
‫العلماء‪ ،‬والتعّرف على جوانب الحكمة‬
‫وعلل الحكام الشرعية‪ ،‬وحفظ الوقات‬
‫وملؤها بالمفيد‪ ،‬والحيلولة دون قرين‬
‫السوء‪ ،‬وتعّلم العلوم الشرعية؛ إذ العلم‬
‫ت وظلمة‪.‬‬ ‫حياةٌ ونور‪ ،‬والجهل مو ٌ‬
‫‪ -2‬التشجيع على القراءة‪ ،‬وذلك من‬
‫خلل إنشاء مكتبة للمطالعة في البيت‬
‫ظم‪ ،‬وإجراء مسابقات بحثّية‪،‬‬ ‫بشكل من ّ‬
‫وإهداء كتيبات في بعض المناسبات‬
‫)كالزواج‪ ،‬رمضان‪ ،‬العقيقة‪ ،‬العيد‪...‬الخ(‪،‬‬
‫ب‬
‫وتنشئة الطفال من صغرهم على ح ّ‬
‫القراءة‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -3‬التدّرج في قراءة الكتب؛ ذلك ل ّ‬
‫مراحل القراءة عند أيّ شخص تنقسم‬
‫إلى خمس مراحل‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫أ‪ -‬تحبيب القراءة إلى النفس‬
‫والنجذاب إليها )من خلل التشويق‬
‫كتب السيرة والقصص(‪.‬‬‫والثارة‪ ،‬مثل ُ‬
‫ب‪ -‬القراءة الجادة‪ :‬بالكيفية‬
‫السليمة‪ ،‬بحيث يتوّفر التأّني والصبر‬
‫والفهم والوعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬القراءة التحصيلية‪ ،‬بحيث‬
‫يستوعب الشخص عامة ما يقرأ‪،‬‬
‫ل دقيق‪،‬‬ ‫ويفهم الموضوعات بشك ٍ‬
‫ويشعر بالترابط بين المعلومات‬
‫القديمة والحديثة‪.‬‬
‫د‪ -‬القراءة الناقدة‪ ،‬وذلك من خلل‬
‫التقويم والنقد والتوجيه باتباع موازين‬
‫دقيقة ومعايير منضبطة لتبيان المزالق‬
‫والخطاء والمزايا والحسنات‪.‬‬
‫هـ‪ -‬القراءة الستقرائية‪ ،‬من خلل‬
‫الفاق الواسعة لعالم القراءة‪ :‬كتاب‪،‬‬
‫مقالة‪ ،‬بحث‪ ،‬دراسة‪ ،‬رسالة جامعية‪،‬‬
‫مادة صوتية سمعية‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -4‬تذليل صعوبة الكلمات الغريبة‬
‫الغامضة باستخدام قواميس ومعاجم‬
‫مختصرة‪ ،‬مثل »مختار الصحاح« للرازي‪،‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪35‬‬
‫وأساليب‬
‫ن‬
‫و»المصباح المنير« للفيومي‪ ،‬خاصة وأ ّ‬
‫ل من‬ ‫هناك معاجم وقواميس خاصة لك ّ‬
‫القرآن والفقه وأصول الفقه واللغة‬
‫والداب والتاريخ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعّلم قواعد اللغة العربية‪ ،‬وإتقان‬
‫النحو والساليب البلغية‪.‬‬
‫‪ -6‬القراءة على المشايخ أو طلبة‬
‫العلم المتم ّ‬
‫كنين‪.‬‬
‫‪ -7‬الحرص على قراءة الكتب‬
‫الشرعية‪ ،‬مع البتعاد عن كُتب الفلسفة‬
‫والمنطق والِفَرق الضالة والمذاهب‬
‫المبتدعة‪.‬‬
‫‪ -8‬إتباع القراءة والعلم بالعمل‬
‫والتطبيق على صعيد الواقع‪ ،‬واللتزام‬
‫ذا وعطاًء وتعام ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫بذلك سلو ً‬
‫كا وآداًبا وأخ ً‬
‫‪ -9‬التنويع في القراءة والمطالعة؛ فقد‬
‫كان محمد بن الحسن رحمة الله قليل‬
‫النوم في الليل‪ ،‬وكان يضع عنده الدفاتر‪،‬‬
‫فإذا م ّ‬
‫ل من نوٍع نظر في نوٍع آخر‪.‬‬
‫‪ -10‬إعادة القراءة‪ :‬تثبتًنا للمعلومة‪،‬‬
‫يقول البخاري رحمه الله‪ :‬ل أعلم شيًئا‬
‫‪36‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫أنفع للحفظ من نهمة الرجل‪ ،‬ومداومة‬
‫النظر‪.‬‬
‫‪ -11‬اتخاذ الوضع المريح عند القراءة‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون النور كافًيا‪.‬‬
‫سا على‬ ‫ب‪ -‬أل ّ يكون الضوء منعك ً‬
‫صفحات الكتاب أو ُيلقي ظلل ً عليه‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يقع الضوء على الكتاب‪.‬‬
‫ما‬
‫د‪ -‬أن يكون الظهر مستقي ً‬
‫معتد ً‬
‫ل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬أن يأخذ الشخص فترة‬
‫للراحة كّلما شعر بتع ٍ‬
‫ب أو إجهاد‪.‬‬
‫‪ -12‬اختيار الوقت المناسب للقراءة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوقت الذي يعقب اليقظة من النوم‬
‫هو أفضل الوقات من القراءة في حال‬
‫النعاس‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوقت الذي يعقب الراحة أفضل‬
‫من القراءة في حالة التعب‪.‬‬
‫ج‪ -‬القراءة في وقت البكور‪.‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪37‬‬
‫وأساليب‬
‫وإن كان تخصيص الوقت أمًرا نسبّيا‬
‫ص آخر‪.‬‬ ‫ص إلى شخ ٍ‬ ‫يختلف من شخ ٍ‬
‫‪ -13‬اختيار المكان المناسب للقراءة‬
‫مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬المكان الهادئ جّيد التهوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المكان البعيد عن الضجيج‬
‫والصوات المزعجة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المكان البعيد عن الّروائح الفائحة‬
‫واللوان الزاهية‪.‬‬
‫‪ -14‬المتناع عن الشواغل والمور التي‬
‫تشتت الذهن مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬رفع سماعة الهاتف‪.‬‬
‫ب‪ -‬استقبال كل طارق للباب‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجابة أي طلب ليّ عمل‪.‬‬
‫د‪ -‬خلط القراءة بالستماع إلى أصوات‬
‫أخرى‪ ،‬وُيستثنى من ذلك ما ل بد منه مثل‬
‫ل عمل‬‫إجابة نداء الوالدين والقيام بك ّ‬
‫محمود تعلو مصلحته مصلحة القراءة‪.‬‬
‫‪ -15‬إعارة واستعارة الكتب مع اللتزام‬
‫بالداب الواردة في ذلك من مثل‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫أ‪ُ -‬‬
‫شكر المعير والدعوة له بالخير‪.‬‬
‫ب‪ -‬أل ّ يطول مقام الكتاب عند‬
‫المستعير من غير حاجة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعجيل برد ّ الكتب المستعارة‪،‬‬
‫قال الزهري مرة ليونس بن زيد‪ :‬إّياك‬
‫وغلول الكتب‪..‬‬
‫قال يونس‪ :‬وما غلول الكتب؟‬
‫قال‪ :‬حبسها عن أصحابها‪.‬‬
‫وكتب البويطي مرة للربيع بن سليمان‬
‫قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫احفظ كتابك؛ فإنه إن ذهب لك كتاب‬
‫لم تجد بركة‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬ل ت ُِعر كتابك إل ّ بعد‬
‫ن بأن المستعير ذو علم ٍ وِدين‪.‬‬ ‫يقي ٍ‬
‫ثانًيا‪ :‬طرق وأساليب ومناهج‬
‫لتلخيص الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬التعليق على الكتاب نفسه‪ ،‬سواء‬
‫ت‬
‫ت أو تعليقا ٍ‬‫ط أو إشارا ٍ‬
‫بوضع خطو ٍ‬
‫ق‬
‫مناسبة لتبيان الصواب والخطأ والح ّ‬
‫حسن والقبيح‬ ‫والباطل والخير والشر وال َ‬
‫والنفيس والخسيس والجيد والرديء‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪39‬‬
‫وأساليب‬
‫والواضح والغامض والصحيح والغلط‬
‫والمهم والهم والمنافع والمفاسد‪ ...‬وما‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل الفوائد والمختارات والنقولت‬
‫والتعليقات ووضعها على شكل نقاط في‬
‫مجموعة من الوراق الخارجية؛ وذلك‬
‫دا لدراستها وتقويمها والضافة إليها‪.‬‬
‫تمهي ً‬
‫‪ -3‬ابتكار نموذج لتلخيص الكتب يحتوي‬
‫على‪:‬‬
‫م الفكار‪.‬‬
‫أ‪ -‬أه ّ‬
‫ب‪ -‬الساليب الجميلة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تلخيص محتويات الكتاب‪.‬‬
‫د‪ -‬الفوائد والدروس والعظات‬
‫والعبر‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬أهم خطوات كيفية قراءة‬


‫الكتب هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرشد أو المتابع‪:‬‬
‫خ فاض ٌ‬
‫ل أو‬ ‫أي أن يكون هناك شي ٌ‬
‫ت معينة‬ ‫كن مّتصف بصفا ٍ‬‫متم ّ‬
‫ب علم ٍ ُ‬
‫طال ُ‬
‫ل كامل‬
‫منها أن يكون ذا دين وُتقى‪ ،‬وذا عق ٍ‬
‫‪40‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫دا‪،‬‬
‫حا ودو ً‬
‫ربة سابقة‪ ،‬وأن يكون ناص ً‬
‫مع َتج ِ‬
‫م‬
‫م قاطع أو غ ّ‬ ‫وأن يكون سليم الفكر من ه ّ‬
‫شاغل‪ ،‬وأن يكون بعيد الغراض والمطامع‪،‬‬
‫سّنه العمري مناسًبا‪ ،‬وأن يكون‬
‫وأن يكون ِ‬
‫ذا ِدراية وخبرة وعلم ومعرفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنهج‪:‬‬
‫ب‬‫ب مناس ٍ‬
‫بحيث يتم تبّني أسلو ٍ‬
‫لتلخيص الكتب وتدوين المعلومات الجّيدة‬
‫وتقييد الفوائد المهمة والللئ الجميلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الوقت‪:‬‬
‫وذلك بالرتباط بمواعيد ثابتة للقراءة‪،‬‬
‫يومية أو أسبوعية أو شهرية أو دورية متفق‬
‫عليها‪.‬‬
‫د‪ -‬التقويم أو النقد‪:‬‬
‫أي تقويم الكتب المقروءة مع بيان‬
‫مزاياها ومحاسنها وكذا عيوبها ومساوئها‪،‬‬
‫وما فيها من النقص أو الزيادة‪ ،‬والوهم‬
‫والشبه والباطل‪ ،‬والحق والصواب والخطأ‪،‬‬
‫والخير والشر‪.‬‬
‫هـ‪ -‬نقل المعلومة واستثمار الفائدة‪:‬‬
‫وذلك من خلل نقل للمعلومات‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪41‬‬
‫وأساليب‬
‫خصات المنهجية إلى‬ ‫المدّونة في المل ّ‬
‫ة‬
‫ث أو دراسةٍ أو مقال ٍ‬
‫آخرين في شكل بح ٍ‬
‫س أو حوارٍ أو مناظرة‪.‬‬
‫أو در ٍ‬
‫و‪ -‬الكيفية‪:‬‬
‫وع الكيفية المحّققة ِلما سبق من‬
‫تتن ّ‬
‫أهداف وبرامج إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬كيفية زمانية‪.‬‬
‫‪ -2‬كيفية مكانية‪.‬‬
‫‪ -3‬كيفية هيئة‪.‬‬
‫‪ -4‬كيفية أدوات‪.‬‬
‫‪ -5‬كيفية ذهنية‪.‬‬

‫***‬
‫‪42‬‬ ‫كتابا ‪..‬‬
‫ً‬ ‫كيف تقرأ‬
‫قواعد وأساليب‬
‫المراجع‬
‫)‪» (1‬كيف تقرأ كتاًبا« محمد المنجد‪.‬‬
‫)‪» (2‬تعلم كيف تقرأ« ديريك رونتري‪.‬‬
‫)‪» (3‬الكتاب في الحضارة السلمية«‬
‫الحبشي‪.‬‬
‫)‪» (4‬المختار من فوائد النقول‬
‫والخبار« محمد عوامة‪.‬‬
‫)‪» (5‬تقييد العلم« الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫)‪» (6‬جامع بيان فضل العلم« ابن عبد‬
‫البر القرطبي‪.‬‬
‫)‪» (7‬الحيوان« الجاحظ‪.‬‬
‫)‪» (8‬صيد الخاطر« ابن الجوزي‪.‬‬
‫)‪» (9‬بدائع الفوائد« ابن قيم الجوزية‪.‬‬
‫)‪» (10‬الجامع لخلق الراوي وآداب‬
‫السامع« الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫)‪» (11‬تذكرة السامع والمتكلم« ابن‬
‫جماعة‪.‬‬
‫)‪» (12‬التعالم وحلية طالب العلم«‬
‫بكر أبو زيد‪.‬‬
‫كيف تقرأ كتابا ً ‪ ..‬قواعد‬ ‫‪43‬‬
‫وأساليب‬
‫)‪» (13‬مفتاح دار السعادة« ابن قيم‬
‫الجوزية‪.‬‬
‫)‪» (14‬الفقيه والمتفّقه« الخطيب‬
‫البغدادي‪.‬‬
‫)‪» (15‬البيدر من كل حقل مزهر« د‪.‬‬
‫زيد الرماني‪.‬‬

‫***‬

You might also like