You are on page 1of 28

‫كيف تنجح‬

‫في رمضان؟‬
‫د‪ .‬عمر المديفر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫البداية معرفة الغاية‬
‫و‬
‫كية نفسه‪ ،‬والسم ّ‬‫ة خلق النسان عبادةُ رّبه‪ ،‬والتي بها تْز ِ‬‫غاي ُ‬
‫ب‬
‫كه َنهج الطريق المستقيم طلًبا ِلمرضاة ر ّ‬ ‫ِبروحه؛ حّتى يكون سلو ُ‬
‫العالمين‪.‬‬
‫جد ّ متواصل‪،‬‬
‫وهذه الغاية دوَنها جهاد ُ النفس‪ ،‬بإرادة قوّية‪ ،‬و ِ‬
‫ددة‪.‬‬ ‫ل ذلك طاقة متج ّ‬ ‫ويلزم لك ّ‬
‫ل ينابيع هذه ال ّ‬
‫طاقة فيما‬ ‫جع َ َ‬
‫حمة الله تعالى بعباِده أن َ‬
‫ومن ر ْ‬
‫ض علي ِْهم من شرائعَ وتكاليف‪ ،‬والتي منها شهر رمضان‪ ،‬ساحة‬ ‫افْت ََر َ‬
‫الخير الّرحب‪ ،‬وفضاء انطلقةِ الّروح‪ ،‬اجتناًء للثمار الروحّية الشهّية‬
‫سّية‪ ،‬والمعنوية‪.‬‬ ‫وانِعتاًقا من شهوات الجسد‪ :‬الح ّ‬
‫ة سانحة لتغيير النفس من عادات‬ ‫لذلك يأتي رمضان فرص ً‬
‫خ ُ‬
‫طوات عملّية بسيطة‬ ‫مستعبدة‪ ،‬وسلوك غير مرضي عنه‪ ،‬عَب َْر ُ‬
‫سه‪.‬‬ ‫َيستطيُعها ك ّ‬
‫ل جاد ّ في إسعاد نف ِ‬
‫دك على أن َتجعل‬ ‫ع ُ‬‫ددة تسا ِ‬
‫مح ّ‬‫ت ُ‬ ‫وفي هذه الورقات خطوا ٌ‬
‫ض ما ُتريد ُ َتغييَره في‬
‫رمضان الفرصة السانحة بداية ِلتغِْيير بع ِ‬
‫كك‪.‬‬
‫سلو ِ‬
‫سك و ُ‬
‫نف ِ‬
‫متفاوتة‪ ،‬وبتلقائّية‬ ‫ق ُ‬
‫طر ٍ‬‫م الكثيرون مّنا ِلواقِِعهم ب ِ ُ‬‫َيستسل ِ ُ‬
‫ث َيعرفون أو ل َيعرفون‪ُ ،‬يدِركون أو ل ي ُد ِْركون‪،‬‬ ‫ُيمارسوَنها من حي ُ‬
‫جُبه‪ ،‬أو‬
‫ت ل ُتع ِ‬ ‫ل فردٍ مّنا سلوكّيا ٍ‬ ‫ن هناك لدى ك ّ‬ ‫منا هنا أ ّ‬‫ولكن ما يه ّ‬
‫تقصيًرا يرغب في القضاء عليه‪ ،‬ولكّنه ينهزم أمامه لسبب أو لخر‪،‬‬
‫بل الكثير منا يشعر بالعجز عن تْغيير هذا السلوك أو القضاء على‬
‫ص َ‬
‫ل‬ ‫جزِ حّتى ي ِ‬ ‫شعور بالعَ ْ‬‫م هذا ال ّ‬ ‫الّتقصير في بعض المور‪ ،‬ويتراك َ ُ‬
‫دنا إلى حد ّ الي َْأس‪ ،‬ويتوّقف حّتى عن الّتفكير في الّتغيير‪،‬‬ ‫أح ُ‬
‫سا ومعنى‪.‬‬ ‫مح ّ‬ ‫وتسيطر عليه حالة استسلم تا ّ‬
‫ن تغييُره‪ ..‬إ ً‬
‫ذا‪ :‬هل لك أن ُتحاِول مّرة‬ ‫حقيقة‪ :‬أيّ سلوك ُيمك ُ‬
‫أخرى؟‬
‫جد ّ وعزيمة أن‬ ‫دا‪ ،‬وب ِ ِ‬
‫كر معي جي ّ ً‬ ‫أخي‪ /‬أختي‪َ ..‬أدعوك أن ت َُف ّ‬
‫خَرى هي‬ ‫محاولة مّرة ت ِل ْوَ أ ُ ْ‬ ‫خرى تغييَر هذا السلوك‪ ..‬فال ُ‬ ‫ل مّرة أ ُ ْ‬
‫ُتحاوِ َ‬
‫محاولة؛ إذ‬ ‫الخيار الوحيد أمامي وأمامك‪ ..‬فل ُيمكُنك أن تتغير بدون ُ‬
‫مفاجآت في تغيير السلوك النساني‪ ،‬بل‬ ‫حرّية أو ُ‬
‫س ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ل يوجد حلو ٌ‬
‫محاولة تفشل ُتضيف‬ ‫المحاولة هي الحل وهي الممكن‪ ..‬وك ّ‬
‫ل ُ‬
‫دا من المعرفة لديك‪ ،‬وليست هباًء منثوًرا كما َيعتقد‬ ‫دا جدي ً‬
‫رصي ً‬
‫الكثيرون‪.‬‬

‫هل تعلم‪:‬‬
‫ما‬
‫ت ‪ 13‬عا ً‬
‫ن دعوة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬استمّر ْ‬
‫‪-‬أ ّ‬
‫في مكة بدون استجابة ظاهرة‪ ،‬ولكّنه أصّر وأكمل مسيرته لينجح‬
‫في النهاية‪.‬‬
‫ما‪ ،‬ولم‬
‫دة ‪ 950‬عا ً‬
‫م ّ‬ ‫سلم ‪ -‬طال َ ْ‬
‫ت لِ ُ‬ ‫ن دعوةَ نوح ‪ -‬عليه ال ّ‬
‫‪-‬أ ّ‬
‫ل أو يكل عليه السلم‪.‬‬ ‫يم ّ‬
‫ن أديسون قال عندما ف َ‬
‫شل آلف المّرات في اكِتشاف‬ ‫‪-‬أ ّ‬
‫الكهرباء‪" :‬تعلمت آلف الطرق التي ل تؤدي لكتشاف المصباح"‪.‬‬
‫شلة‪ ،‬وال ِّتي‬
‫خَترعين أجَرُوا الكثيَر من الّتجارب الفا ِ‬
‫م ْ‬ ‫نك ّ‬
‫ل ال ُ‬ ‫‪-‬أ ّ‬
‫مراِدهم‪.‬‬
‫قاد َت ُْهم ِللمحاولة من جديد حّتى َنجحوا في َتحقيق ُ‬

‫بشرى‪:‬‬
‫اعلم أن الله يحب منك المحاولة وتكرارها‪ ،‬وعدم اليأس‪،‬‬
‫ل الله أن ي ُِثيَبك على ذلك شيًئا يفوقُ ما‬
‫مهما كانت الظروف‪ ،‬بل لع ّ‬
‫َيجلبه لك النجاح المباشر والسريع‪.‬‬
‫قال رسول الله – صلى الله عليه وسّلم ‪)) :-‬والذي نفسي‬
‫بيده‪ ،‬لو لم ت ُذ ِْنبوا لذهب الله بكم‪ ،‬ولجاء بقوم ٍ يذنبون‪ ،‬فيستغفرون‬
‫الله فيغفر لهم((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ن الصبر‪ ،‬سواء في محاولة التغيير أو بعد التغيير‪ ،‬له‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫ن‬ ‫ما ي ُوَّفى ال ّ‬
‫صاب ُِرو َ‬ ‫أجر عظيم‪ ،‬وليس لحسابه حد‪ ،‬قال تعالى‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫ب{ ]الزمر‪.[10 :‬‬ ‫َ‬
‫سا ٍ‬
‫ح َ‬‫م ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫جَرهُ ْ‬
‫أ ْ‬

‫عدم النجاح ليس النهاية‬


‫حمني الله وإّياك ‪ -‬أن الشيطان يحب أن يزرع في‬ ‫اعلم ‪ -‬ر ِ‬
‫سك اليأس‪ ،‬وهذا من أعظم ما َيفَرح به‪ ،‬فاليأس ي ُِعيُقك حّتى عن‬ ‫نف ِ‬
‫خرى‪ ،‬ويبّرُر لك بينك وبين نفسك أن تتمادى في‬ ‫أمور اليمان ال ُ ْ‬
‫صِبح ذلك طبًعا لك‪.‬‬ ‫الخطأ حّتى ي ُ ْ‬
‫فمث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫ل؛ فيقوده ذلك إلى عدم التحّرز والمِتناع‬ ‫ل ل ُيصّلي تكا ُ‬
‫س ً‬ ‫‪ -‬رج ٌ‬
‫ل أك َْبر‬
‫خرى‪ ،‬فتبتعد عنه التوبة‪ ،‬ويضعف إيمانه ِبشك ْ ٍ‬ ‫عن أيّ معصية أ ُ ْ‬
‫ل طاعة تدفع معصية‪،‬‬ ‫جّر أخَتها‪ ،‬وك ّ‬
‫ل معصية ت َ ُ‬ ‫نك ّ‬ ‫من ذي قبل؛ ل ّ‬ ‫ِ‬
‫والشيطان لك بالمرصاد‪.‬‬
‫ك الصلة؛‬‫دها ذلك إلى ت َْر ِ‬ ‫‪ -‬امرأةٌ ل تتسّتر ستًرا كافًيا‪ ،‬فيقو ُ‬
‫ة‬
‫م بدل أن تكون عاصي ً‬ ‫ن ثَ ّ‬‫م ْ‬‫مل اليمان‪ ،‬و ِ‬ ‫لّنها ترى أّنها لم َتست َك ْ ِ‬
‫ن قد وقعت في الكفر‪.‬‬ ‫فَق ْ‬
‫ط‪ُ ،‬رّبما تكو ُ‬
‫ئ ِللغاية يقع في‬‫سه أّنه سي ّ ٌ‬
‫درات‪ ،‬ولحسا ِ‬ ‫ل يتعاطى المخ ّ‬ ‫‪ -‬رج ٌ‬
‫ُ‬
‫مة من دينه‪ ،‬بل ُرّبما يقع في الك ُْف ِ‬
‫ر‪.‬‬ ‫مه ِ ّ‬
‫كبائَر أخرى‪ ،‬ويترك أركاًنا ُ‬
‫ب الله لتوبة‬
‫ح ّ‬
‫حه إل المعرفة ب ِ ُ‬ ‫وشّر ال ّ‬
‫شيطان هذا ل ُيكافِ ُ‬
‫العبد‪.‬‬
‫ح ِبك وُيحّبك‪،‬‬
‫ن الله يفَر ُ‬
‫ت في التوبة فإ ّ‬
‫شَرعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫اعل َ ْ‬
‫م أّنك إ ْ‬
‫دكم من أحدكم بضاّلته‬ ‫حا بتوبة أح ِ‬
‫ه أشد فر ً‬‫والدليل حديث‪ ..)) :‬ل َل ّ ُ‬
‫إذا وجدها((؛ رواه مسلم‪.(2675) :‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :-‬قال رسول الله – صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لو لم ُتذنبوا لذهب الله‬
‫رواه مسلم )‬ ‫بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم((؛‬
‫‪ (5749‬من كتاب‪ :‬التوبة‪.‬‬

‫ت الن على التوبة من فعل منكر أو ترك‬


‫ذا اعلم أّنك إن عزم َ‬ ‫إ ً‬
‫ن الله ُيحّبك‪.‬‬
‫واجب أ ّ‬
‫مها الصرار‬ ‫ن أه َ ّ‬‫م ْ‬ ‫وسائ َ‬
‫ل كثيرةٍ ِ‬ ‫شيطان ب ِ َ‬ ‫مكافحة ال ّ‬ ‫وعلي ْ َ‬
‫ك بِ ُ‬
‫ه حّتى‬ ‫م ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫خَرى‪ ،‬وثالثة‪ ،‬ورابعة‪ ،‬ول ي َ َ‬ ‫على الّتوبة‪ ،‬والّتوبة مّرة أ ُ ْ‬
‫م ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫نَ َ‬
‫إ ً‬
‫ذا هل تسمح لنا أن نساعدك؟‬
‫ك‬
‫ن ت َْر ِ‬‫ل أو توبةٍ عَ ْ‬‫ن باط ٍ‬
‫ن ما ننشده جميًعا من توبةٍ عَ ْ‬‫فأ ّ‬
‫اعرِ ْ‬
‫مل‬ ‫ت ل ُتصّلي فل ِ َ‬ ‫ممتنع؛ فالحل بّين وسهل‪ :‬إن ُ‬
‫كن َ‬ ‫واجب أمٌر سهل ُ‬
‫ُتصّلي‪ ..‬إن كنت ل تدرك تكبيرة الحرام حاول أن تدركها‪ ..‬إن كنت‬
‫من أهل الفعل المحرم فلم ل تتركه‪ ..‬وإن كنت مغتاًبا بطبعك‬
‫ت ِبهذه البساطة‪ ،‬وكثيًرا ما تدور‬ ‫فتوقف عن ذلك‪ ..‬لكن المور ليس ْ‬
‫في حلقة مفرغة كالتالي‪:‬‬

‫عا إلى الستمرار‬


‫وهذه الحلقة المفرغة تقودنا جمي ً‬
‫في الفعل الخاطئ‪ ،‬ولها أسباب كثيرة من أهمها‪:‬‬
‫‪ – 1‬عدم تخّيل قدرتنا على التغيير‪ :‬مثل ً ل يتخّيل أحد ٌ ما قُد َْرُته‬
‫جماعة يومّيا‪.‬‬
‫على أداء الفجر في َ‬
‫دا‪:‬‬
‫محاولة الت ّغِْيير الجذري أو القويّ خلل فترة قصيرة ج ّ‬
‫‪ُ –2‬‬
‫مثل ً محاولة النتقال من ترك الصلة إلى قيام الليل فجأة‪ ،‬فيفشل‬
‫ثم يحبط‪.‬‬
‫‪ – 3‬عدم فهم الفكار الكامنة خلف الحباط‪ ،‬مثال‪ :‬العِتقاد أن‬
‫ن الّتدّين‬
‫ترك بعض الملهيات المحرمة يحرمك من المتعة‪ ،‬أو أ ّ‬
‫سلو ً‬
‫كا عادّيا‪.‬‬ ‫لْيس ُ‬
‫م الشعور‬‫‪ – 4‬عدم الجد ّّية في الّتغيير في البداية‪ ،‬ومن ث َ ّ‬
‫ك الّتدخين‪ ،‬ولكن‬ ‫بالفشل واليأس‪ ،‬مثال‪ :‬است ِْغلل وقت رمضان لت َْر ِ‬
‫عدم الجد ّّية في ذلك ومن ث َ ّ‬
‫م العودة بسهولة للّتدخين‪ ،‬فيشعر‬
‫النسان بأّنه ل ُيمك ُِنه ترك التدخين‪.‬‬

‫والسباب والمثلة كثيرة للغاية ولكن إليك‪:‬‬


‫قواعد مهملة في تغيير النفس‬
‫ن الن ّّية مفتاح‬
‫ص على َتحسينها؛ فإ ّ‬ ‫‪ (1‬ابحث في ني ِّتك واحرِ ْ‬
‫مة تقول‪) :‬النية مطّية(‪ ،‬وحديث النبي‬ ‫التغيير ومفتاح التوفيق‪ ،‬والعا ّ‬
‫ئ‬
‫ل امر ٍ‬‫– صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إّنما العمال بالن ّّيات‪ ،‬وإّنما لك ّ‬
‫ت هجرته إلى الله ورسوله‪ ،‬فهجرُته إلى الله‬ ‫ن كان َ ْ‬
‫م ْ‬
‫ما نوى‪ ،‬ف َ‬
‫ورسوِله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها‪ ،‬فهجرته‬
‫إلى ما هاجر إليه((؛ رواه البخاري ومسلم‪ 1907 :‬وغيرهم‪.‬‬
‫فالبعض مّنا يتجه إلى تغيير بعض أموره بنية غير خالصة لله‪،‬‬
‫مثل‪ :‬محاولة إرضاء من حوله أو لسباب صحية أو عملية أخرى‪،‬‬
‫ورّبما يلجأ لفكرة التغيير استجابة لعموم أفكار الناس‪ ،‬لكن عليك‬
‫أن تراعي أن تقوم بعملية التغيير لديك فيما يتعلق بأمور الدين من‬
‫محاولة‬ ‫دين فعلي ْ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ما غي ُْر أمور ال ّ‬
‫أجل الله جل وعل فقط ل غير‪ ،‬وأ ّ‬
‫ت‪ ،‬وبإرادِتك أنت بعد عون الله‪ ،‬وليس‬ ‫ب َيتعّلق ب َ‬
‫ك أن ْ َ‬ ‫َتغييرها بسب ٍ‬
‫جل الخرين‪.‬‬ ‫من أ ْ‬

‫دة‬
‫مضا ّ‬ ‫فكرة َ‬
‫شْيطانّية ُ‬
‫قد يقول الشيطان لك‪ :‬ها‪ ..‬إ ً‬
‫ذا ل يمكن أن ُتحاول تغيير نفسك‬
‫إل بنية صافية لله‪ ..‬وهذا شبه مستحيل‪ ..‬وإذا قمت بذلك فستكون‬
‫ذا اترك هذا المر كله‪ ،‬ول تحاول التغيير حتى ل تصبح‬‫منافًقا‪ ..‬إ ً‬
‫منافًقا‪.‬‬

‫وليخسأ الشيطان؛ فقد سأل الصحابة النبي – صلى الله عليه‬


‫ش ّ‬
‫ك في النّية والوساوس‬ ‫وسلم – سؤال ً يشبه هذا فأخبرهم أ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫الشيطانّية دللة على صريح اليمان عن أبي هريرة – رضي الله‬
‫عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال‪ :‬يا‬
‫ب‬
‫خّر من السماء أح ّ‬
‫رسول الله‪ ،‬إني أحدث نفسي بالحديث لن أ ِ‬
‫ي من أن أتكلم به‪ ،‬قال‪)) :‬ذلك صريح اليمان((؛ أحمد‪،397 /2 :‬‬‫إل ّ‬
‫رقم ‪.9145‬‬
‫م‬
‫ن من الّنفاق كان عنه أبعد؛ فعلْيك أن ت ُْرِغ َ‬ ‫فكّلما خاف النسا ُ‬
‫شيءٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ل في ك ّ‬ ‫سك في الت ّغِْيير ِللفْ َ‬
‫ض ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طان‪ ،‬وأن ُتجاهِد َ نْف َ‬ ‫ف ال ّ‬
‫أن َ‬
‫حّتى في نّيتك؛ فالنية تتغير كما يتغير السلوك‪ ،‬فعليك بصيانتها‬
‫والحرص على صفائها‪ ،‬ودعاء الله جل وعل أن يجعلها خالصة له‬
‫وأن يحميك من النفاق‪ ،‬قال الفضيل بن عياض – رحمه الله تعالى‬
‫‪" :-‬ترك العمل من أجل الناس رياء‪ ،‬والعمل من أجل الناس شرك‪،‬‬
‫والخلص أن ُيعافيك الله منهما"‪.‬‬
‫واعلم أن صلح النية ِبحسب المستطاع – فالكمال لله –‬
‫وصلحها أو محاولة إصلحها سبب في توفيق الله جل وعل لك‬
‫مهما طال الطريق وشق وصعب‪ ،‬وفي هذا قال الله جل وعل عن‬
‫حد‬ ‫من لم يخرجوا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في أ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ك َرِهَ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه عُد ّةً وَل َك ِ ْ‬‫دوا ل َ ُ‬‫ج َلعَ ّ‬ ‫خُرو َ‬ ‫دوا ال ْ ُ‬
‫الغزوات‪} :‬وَل َوْ أَرا ُ‬
‫ن{ ]التوبة‪ ،[46 :‬فهؤلء‬ ‫دي َ‬
‫ع ِ‬‫معَ ال َْقا ِ‬‫دوا َ‬ ‫ل اقْعُ ُ‬ ‫م وَِقي َ‬ ‫م فَث َب ّط َهُ ْ‬
‫ان ْب َِعاث َهُ ْ‬
‫مُهم‬
‫م َ‬
‫م أحبط الله هِ َ‬ ‫لم يكن في باطنهم نّية الخروج للجهاد‪ ،‬ومن ث َ ّ‬
‫ل وعل‪ ،‬وكانوا ضرًرا‬ ‫أن َيخرجوا؛ لّنهم لو خرجوا خرجوا لغير الله ج ّ‬
‫على المسلمين فلم يوفّْقُهم الله للخروج‪.‬‬
‫ة كّلما وّفقك الله في‬ ‫ذا كّلما جاهدت أن تكون نّيتك خالص ً‬ ‫إ ً‬
‫مثاًبا من الله سبحانه‪.‬‬ ‫ت ُ‬ ‫َتحقيق الّتغيير المطلوب‪ ،‬وك ُن ْ َ‬

‫‪ (2‬هل لدْيك نّية حقيقّية جازمة للتغّير؟‬


‫دعي رغْب ََته في الّتغّير‪ ،‬ولكن في حقيقة حاله يفتقر‬
‫الكثير مّنا ي ّ‬
‫للجدية في هذا الجانب‪ ،‬ولهذا علج ناجع بإذن الله‪ ...‬أل وهو‬
‫ذكرى والمعرفة‪ ،‬فإذا كنت ممن تراوده نفسه أن يتغير في بعض‬ ‫ال ّ‬
‫مْثل الهِتمام بالصلة‪ ،‬والتحكم باللسان وصيانة‬ ‫شأنه للفضل ِ‬
‫سيطرة على‬ ‫العراض‪ ،‬غض البصر‪ ،‬إحسان العشرة مع الّناس‪ ،‬وال ّ‬
‫الغضب‪ ،‬إفشاء السلم أو ما شابه ذلك فَل َ َ‬
‫ك أن ت َْفَرح بذِلك؛ لّنها‬
‫ف‪ ،‬لكّنه‬‫م ِبخيرٍ والّتفكير فيه‪ ،‬وإن كان غير كا ٍ‬ ‫ة خي ْرٍ لك‪ ،‬فاله ّ‬
‫علم ُ‬
‫ن لهذا‬‫يدل على رغبتك في الخير في بواطن نفسك‪ ،‬بل أبشرك أ ّ‬
‫ل عليه قول الحبيب – صلى الله‬ ‫التفكير والنية أجًرا بإذن الله‪ ،‬ويد ّ‬
‫من مات ولم يغُز‪ ،‬ولم يحدث به نفسه مات على‬ ‫عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫شعبة من نفاق((؛ رواه مسلم‪ ،‬فحّتى الّتفكير بالغْزوِ كان سبًبا في‬
‫رفع الحرج وصفة السوء عن النسان‪.‬‬
‫صنف فعليك أن تعمل على رفع مستوى‬ ‫ت من هذا ال ّ‬‫فإذا ك ُن ْ َ‬
‫هذا الهاجس وهذه النية إلى مستوى أقرب للجدية‪ ،‬وهذا يكون‬
‫ل القرآن‬‫ؤمنين‪ ،‬وك ّ‬ ‫م ْ‬ ‫رفة واسِتماع الذكرى‪ ،‬فالذ ّ ْ‬
‫كرى ت َن َْفعُ ال ُ‬ ‫بالمع ِ‬
‫س باليجابّية‬
‫ح ّ‬‫رطة وك ُُتب َتجعَُلك ت ُ ِ‬ ‫تذكير‪ ،‬وعليك الّتركيز على أ ْ‬
‫ش ِ‬
‫َنحو ما ُتريد أن تتغّير نحوه‪ ..‬وإليك أمثلة في هذا الشأن‪:‬‬
‫ت ُتريد أن َتجعل مستوى إيمانك أكثر فاقرأ ِ الك ُُتب التي‬ ‫‪ -‬إذا ك ُن ْ َ‬
‫ما وبأحوال الّناس في الَقب ْرِ ويوم‬‫ضل اليمان عمو ً‬ ‫تذك ُّرك ب َِف ْ‬
‫َ‬
‫القيامة‪ ،‬وسيرة أقْ ِ‬
‫وياء اليمان وما شابه ذلك‪.‬‬
‫ت ُتريد أن ُتحسن صلتك أو أن تبدأ في الصلة فعليك أن‬ ‫‪ -‬إذا ك ُن ْ َ‬
‫تقرأ الكتب التي فيها أجر الصلة وعظمتها وكاّفة المور المتعّلقة‬
‫ِبالصلة‪.‬‬
‫ك قراءة أْبحاث تتعّلق‬
‫حمك فعلي ْ َ‬ ‫‪ -‬إذا ك ُن ْ َ‬
‫ت ُتريد ُ أن تكون واصل ً ر ِ‬
‫بذلك والقصص حول ذلك‪.‬‬
‫ضا بالِقراءة في‬ ‫ت ُتريد ُ أن تكون حافِ ً‬
‫ظا لساَنك فعليك أي ً‬ ‫‪ -‬إذا كن َ‬
‫هذا الشأن وفضل حفظ اللسان وحال الكثيرين معه‪ ،‬وكيف يمكنك‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ت ُتريد أن تتعّلم كبح الغضب فل بد أن تقرأ حول هذا‬
‫‪ -‬إذا كن َ‬
‫الشأن وفضل كظم الغيظ وما جاء فيه من قصص وأخبار‪ ،‬وعن‬
‫أساليب ذلك وخطواته‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫الكثير من الناس يقول‪ :‬مللت من التنظير والتفكير‪ ،‬وأريد‬
‫حلول ً عملية‪ ،‬وأنا أعتقد أن بداية الحل العملي هو تكوين نّية صادقة‬
‫صل إل من خلل معرَِفتك ِلما ُيحّفزك على‬‫وإرادة جازمة وهذه ل َتح ُ‬
‫متك إلى العلى‪.‬‬ ‫الّتغيير ويدفع هِ ّ‬
‫ن العادات تحكم‬
‫مْهما كان شأنه رحلة شاقة؛ ل ّ‬‫والّتغيير َ‬
‫ما‪.‬‬
‫النسان فعليك بالزاد الذي يدفعك إلى الصبر والمضي قد ً‬

‫سك لبلوغ السمو‬


‫ض نف َ‬
‫حّر ْ‬
‫ما بينك وبين‬ ‫سا لك وحديًثا دائ ً‬ ‫اجعل حفز النفس هدًفا رئي ً‬
‫موّ ومعانيه‪ ،‬وبالفضل الذي َتسعى إلْيه‪ ،‬ول‬ ‫نفسك‪ ،‬فحد ّْثها بال ّ‬
‫س ُ‬
‫ض الّنفس مثيًرا للحباط لديك بل انتقد نفسك ِبما َيدفعك‬ ‫ن َتحري ُ‬‫ي َك ُ ْ‬
‫شِعرك بالعجز واليأس‪ ،‬وإذا قالت نفسك‪ :‬ل‬ ‫إلى المام ل ِبما ي ُ ْ‬
‫ن‬
‫ت في أمور وشؤون أخرى‪ ،‬فإ ْ‬ ‫ل ما استطاعَ ْ‬‫شها حو َ‬ ‫أستطيع‪ ،‬ناقِ ْ‬
‫ل َلها‪ :‬وما بالك إن كانت‬ ‫ت‪ :‬ل أستطيع القيام لصلة الفجر‪ ،‬فُق ْ‬ ‫قال ْ‬
‫هناك رحلة طائرة أو التزام برحلة ب َّر أو ما شابه ذلك استيقظت‬
‫بدون منّبه‪ ،‬وإذا قالت‪ :‬ل أستطيع أن أصلي ‪ 8‬ركعات بعد العشاء؛‬
‫فهو متعب‪ ،‬فقل لها‪ :‬وما بالك تل ْعَِبين وَتمرحين ِبما يفوق ذلك من‬
‫تعب‪ ،‬فالشباب يلعبون الكرة والنساء يقطعن السواق‪.‬‬

‫ن من وسائل َتحريض النفس تخيل نتائج العمل الذي‬ ‫واعلم أ ّ‬


‫ترغب الوصول إليه‪ ،‬فتخيل أن تتعلم أن يكون لسانك عفيًفا‪ ،‬وكم‬
‫وا على نفسك‪ ،‬وتخيل أنك استطعت‬ ‫سيكون طعم هذا حل ً‬
‫الستمرار على قيام الليل؛ فكم سيعود عليك هذا بنفع عظيم في‬
‫وة إيمان وفي الخرة بأجر‬‫الدنيا من هدوء وطمأنينة وسعة بال وق ّ‬
‫عظيم ومنازل عالية‪ ،‬بل وبقوة نفسية هائلة في مواجهة يومك‬
‫وحياتك‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫النفوس ثلثة‪:‬‬
‫‪ – 1‬نفس مطمئّنة بالطاعات واليمان‪.‬‬
‫وامة تلوم المؤمن على خطئه‪.‬‬
‫‪ – 2‬نفس ل ّ‬
‫‪ – 3‬نفس أمارة بالسوء‪.‬‬

‫وامة‬
‫مارة بالسوء إلى نفس ل ّ‬ ‫فاعمل على أن تحول نفسك ال ّ‬
‫ن وراء علوّ رتبة‬
‫ل سبب لذلك؛ فإ ّ‬ ‫لك ّ‬‫تلومك على التفريط‪ ،‬وابذ ُ ْ‬
‫ة‪ ،‬ثم اعمل على بلوغ مرتبة‬ ‫ة وسعادةً أخروي ً‬ ‫النفس سعادةً دنيوي ً‬
‫النفس المطمئنة‪ ،‬وذلك نعيم الدنيا والخرة‪ ،‬رزقنا الله ذلك‬
‫أجمعين‪!..‬‬

‫رف ً‬
‫قا بنفسك‪:‬‬
‫إذا حققت ما سبق فأنشأت داخل نفسك نية صادقة للتغّير‬
‫إلى الفضل وحرضت نفسك على أن تلين في يدك وتصبر على‬
‫ذلك فانتقل إلى خطوة‪:‬‬

‫ماذا تريد؟‬
‫ل مّنا مهما كان لدي ْهِ نقص شديد في أمور‬ ‫ن الك ّ‬‫وهنا أذكرك أ ّ‬
‫كثيرة ونواح متعددة‪ ،‬فإن آفاق التغيير إلى الفضل واسعة كثيرة‬
‫ليس لها حد ول عد‪ ..‬ولكن أي راغب في تحسين حاله عليه أن‬
‫ب دبيًبا ويضع أهداًفا بسيطة للغاية‬
‫يتدرج بشكل معقول؛ فل هو يد ّ‬
‫ن ِبها‪ ،‬ول أن يضع أهداًفا مثالية ويستعجل‬ ‫سه َتستهي ُ‬
‫ن نف َ‬‫لدرجة أ ّ‬
‫تحسين حاله‪.‬‬
‫ضا من القواعد المهمة‪:‬‬
‫وهنا أعطيك بع ً‬
‫فّر ً‬
‫طا في‬ ‫م َ‬ ‫م‪ ،‬فمثل ً إذا ك ُن ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫مْرت َب ِ ً‬
‫طا باله ّ‬ ‫ن هدُفك ُ‬
‫‪ – 1‬لبد ّ أن يكو َ‬
‫ف الول‪ ،‬ول تجعل هدفك أن‬ ‫صلِتك فاجعل الصلة والحفاظ عليها الهد َ‬
‫دق أو أن تصل رحمك‪ ،‬فالصلة هي الهم بدون شك‪.‬‬ ‫تتص ّ‬
‫وكذلك فيما يتعلق بعلقاتك فل تجعل حسن العشرة مع‬
‫أصدقائك هدَفك الول وأنت عاقّ لوالد َْيك بل بّر الوالدين هو الهم‪.‬‬
‫تذكر‪ :‬لكل منا أسرار داخل نفسه‪ ،‬وبينه وبين ربه؛ فعليك أن‬
‫تعتني بإصلح باطنك كإصلح ظاهرك‪ ،‬وربما يكون تعلم إحسان‬
‫الظن بالناس والتحول إليه أهم من أن تحفظ حديًثا فقهّيا‪ ،‬مع العلم‬
‫أن كل خير تتجه إليه ينفعك في إصلح أحوال أخرى داخل نفسك‪.‬‬
‫ل مّنا له طبيعة مختلفة غير‬ ‫رف نم َ‬
‫طك وطبيعََتك‪ :‬فك ّ‬ ‫‪ – 2‬اع ِ‬
‫الخرين‪ ،‬وابحث عن التغيير المناسب لك ولطبعك‪ ،‬فل تطل ُ ْ‬
‫ب من‬
‫سك ما يصعب عليها في البداية‪ ،‬بل اجعل الخطوة الولى أسهل‬ ‫نف ِ‬
‫من الّناس من يسهل عليه الصوم‪ ،‬ومنهم من‬ ‫من التي بعدها‪ ،‬ف ِ‬
‫تسهل عليه الصدقة‪ ،‬ومنهم غير ذلك فاعرف نمطك‪ ،‬وابدأ بما‬
‫يسهل عليك‪.‬‬
‫‪ – 3‬كن واقعّيا‪ ،‬فل تطلب من نفسك أمًرا يستحيل تطبيقه‪،‬‬
‫ما بعد يوم قد يكون هدفه هذا سبًبا في‬
‫فمن يرغب بالصوم يو ً‬
‫عا كامل ً ويغضب إذا لم يحصل‬
‫فشله أو من يتوّقع من نفسه خشو ً‬
‫ذلك فهو غير واقعي‪.‬‬
‫‪ – 4‬التدّرج والنطلق‪ ،‬فالناس بين نقيضين‪ ،‬فهناك من يتوّقع‬
‫ع‬
‫ض ُ‬
‫هناك العكس من ل ي َ َ‬ ‫ل سريع‪ ،‬و ُ‬ ‫من نفسه التغّير المفاجئ وبشك ْ ٍ‬
‫جة التدّرج‪،‬‬ ‫ح ّ‬
‫دا ب ِ ُ‬
‫ما وأب ً‬
‫طلق‪ ،‬وإّنما يتساهل مع نفسه دو ً‬ ‫ت للن ْ ِ‬
‫خطوا ٍ‬
‫من ُيباِلغ في الندفاع‬ ‫من ُْهم َ‬
‫وغالب فشل الخلق في هذا الباب؛ ف ِ‬
‫ن هذا‬‫فيصدق عليه قول عبدالله بن عمرو – رضي الله عنه ‪" :-‬إ ّ‬
‫الدين متين فأوغلوا فيه برفق‪ ،‬ول تبّغضوا إلى أنفسكم عبادةَ الله‪،‬‬
‫ضا قطع ول ظهًرا أبقى"؛ كتاب الزهد‪ ،‬فمن يحاول‬ ‫ت ل أر ً‬ ‫ن المنب ّ‬
‫فإ ّ‬
‫أن يركب فرسه لمسافة طويلة بدون توّقف فإّنه يفشل بسبب‬
‫ع‬
‫مت‪ ،‬ول هو قط َ‬ ‫ان ِْهيار الفرس ورّبما موتها‪ ،‬فل الَفرس سل َ‬
‫م النسان الطبيعة النسانّية بالتدّرج في‬
‫المسافة‪ ،‬والغاية أن َيحت َرِ َ‬
‫ن‬
‫ج في قول النبي – صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إ ّ‬ ‫الّتغيير‪ ،‬وهذا يندرِ ُ‬
‫هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق((؛ رواه أحمد‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫مها بينك وبين‬
‫ن هناك أموًرا أساسية ومنهجّية َيجب حس ُ‬ ‫تذ ّ‬
‫كر أ ّ‬
‫ول‬‫نفسك‪ ،‬فمن ل يصلي البتة ل يتدّرج في اللتزام بالصلة بل يتح ّ‬
‫مباشرة إلى أداء الصلة‪ ،‬ولكن يتدّرج في إجادِتها وَتحسينها فقد‬ ‫ُ‬
‫ل(‪ ،‬ولو بدون خشوع ولو‬ ‫يصّر على أداِئها ولو في البيت )إن كان رج ً‬
‫بدون اهتمام جيد بها كخطوة أساسية للعودة إلى أداء الصلة؛ فقد‬
‫رأيت الكثيرين من يعتذر لنفسه أنه لن يخشع‪ ،‬وأن الصلة إما أن‬
‫دى بشكل ممتاز أو ل تؤّدى‪ ،‬وهكذا يستدرجهم الشيطان إلى‬ ‫تؤ ّ‬
‫عدم البدء بأي خطوة‪.‬‬
‫‪ – 5‬إذا كانت هناك ظروف محيطة تدفَُعك لما تحب أن تتركه‬
‫دك عما تحب فعله فعليك النظر في كيفية تغيير هذه‬ ‫أو تص ّ‬
‫ما من عملية التغيير يرتكز على المحّفزات‬ ‫ن جزًءا مه ّ‬
‫الظروف؛ ل ّ‬
‫من يفشلون في تغيير بعض أمورهم‬ ‫م ّ‬
‫والمحيطات من حوِلك فكثيٌر ِ‬
‫يخفقون في تعديل بعض الظروف المحيطة بهم والتي تدفعهم إلى‬
‫العودة لما يريدون التوّقف عنه كالسهر مع المدخنين بالنسبة‬
‫من َيستخفون بالصلة وأنت تحاول اللتزام‬ ‫للمدخن‪ ،‬أو معاشرة َ‬
‫بها‪ ،‬أو التساهل في القرب من بعض الفتن رغم ضعفك أمامها‪.‬‬
‫وبعض الظروف ل تقهر فقط بالبعد عنها بل تقهر بتغيير‬
‫ت زميل ً لك‬ ‫فكرتك عنها فمثل ً بدل ً من أن تشُعر بالخجل إذا ردد َ‬
‫ن أن تشعر بالفخر؛ لنك ابتدأت رحلة الّتوّقف‬ ‫ُيعطي َ‬
‫ك سيجارة ُيمك ِ ُ‬
‫ت التدخين‪ ،‬ومن ل يصلون‬ ‫عن التدخين‪ ،‬وتقول له‪ :‬أبشرك‪ ،‬ترك ُ‬
‫تفخر أنك تقاومهم ذاهًبا إلى المسجد بدل ً من أن تخجل أنك من‬
‫المصلين‪ ،‬وهكذا كل تغيير للفضل‪.‬‬
‫‪ – 6‬الرغبة الحقيقية الجادة هي مفتاح وصولك للنتيجة التي‬
‫كد من أنك‬ ‫تريد‪ ،‬لذلك عليك بالعمل على تقويتها وتعميقها‪ ،‬والتأ ّ‬
‫طا في‬‫ت قراًرا حقيقّيا للتغيير‪ ،‬فعليك حينما تقطع شو ً‬‫اّتخذ ْ َ‬
‫ل الهداف المرحلية والنهائية أن تعيد‬ ‫المفاوضات مع نفسك حو َ‬
‫حماس‬‫فهم موقفك النفسي وأن تبدأ الخطوات الساسية بقناعة و َ‬
‫للّنجاح في َتحقيق ما تريد‪.‬‬
‫لماذا رمضان؟!‬
‫ذات على المستوى اليماني‬ ‫مناسب للت ّغِْيير بال ّ‬‫رمضان شهر ُ‬
‫والعمل الصالح والسلوك الفاضل‪ ،‬فهو موسم للطاعات وأجرها‬
‫ددة تساعد على التغيير مثل‪:‬‬ ‫مضاعف‪ ،‬وفيه عوامل متع ّ‬

‫‪ – 1‬كسر العادات‪ :‬من المعروف أّنه عندما تكسر العادة يكون‬


‫دا كّلما صعب تغييره‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬وكّلما كان ن َ َ‬
‫مط حياتك واح ً‬ ‫رها أسه َ‬
‫كسُر غي ِ‬
‫مط حياتك بفريضة الصيام لهذا يكون‬ ‫ولهذا في رمضان يتغّير ن َ َ‬
‫التغيير سهل ً ميسوًرا‪.‬‬

‫شياطين‬‫داعي إلى الخير أقوى‪ :‬ففي رمضان تصّفد ُ ال ّ‬ ‫‪ – 2‬ال ّ‬


‫ويفتح مجال الداعي إلى الخير؛ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم‬
‫‪)) :-‬إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة‬
‫الجن‪ ،‬وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب‪ ،‬وفتحت أبواب الجنة‪،‬‬
‫فلم يغلق منها باب‪ ،‬وينادي مناٍد‪ ،‬يا باغي الخير‪ ،‬أقبل‪ ،‬ويا باغي‬
‫عتقاء من النار وذلك كل ليلة((؛ رواه الترمذي‪،‬‬ ‫صْر‪ ،‬ول ِّله ُ‬
‫الشر‪ ،‬أق ِ‬
‫وهل هناك أفضل من هذه الظروف؟‬

‫‪ – 3‬يرتفع مستوى اليمان‪ :‬وهذا عند أغلب الناس خلل شهر‬


‫رمضان‪ ،‬بسبب الجو اليماني‪ ،‬وفريضة الصوم‪ ،‬ولهذا يسهل التغيير‬
‫في هذا الشهر الكريم‪.‬‬

‫‪ – 4‬رمضان شهر نصر للمسلمين‪ :‬والمسلم أولى بالنتصار‬


‫دتها بقية الشهور‪.‬‬
‫على شهوات نفسه خلل الشهر ومن ثم كسر ح ّ‬

‫‪ – 5‬الصوم بحد ذاته يعطيك شعوًرا حقيقّيا بقدرتك على كبح‬


‫ما‬
‫ت عاز ً‬‫جماح النفس وتغيير عاداتك‪ ،‬وهذا يقوي إرادتك؛ فإذا كن َ‬
‫على أن تكون أفضل فعليك بهذه الفرصة السانحة انتهزها‪.‬‬
‫د‪ :‬ما هد ُ‬
‫فك؟‬ ‫الن حدّ ْ‬
‫ك في بداية هذا‬ ‫ن علي ْ َ‬‫الت ّْغيير ُيمكن أن يشمل أيّ شيء لك ْ‬
‫كير ملّيا‬ ‫خره وعلي ْ َ‬
‫ك بالت ّْف ِ‬ ‫حد ّد َ أهداًفا تبلغها في آ ِ‬
‫الشهر الكريم أن ت ُ َ‬
‫خ ّ‬
‫طة‪.‬‬ ‫زم ِبهذه ال ُ‬ ‫قبل أن تلت َ ِ‬
‫حا حول حياتك وعلقاتك‪ ،‬مع الله‪،‬‬ ‫أو ً‬
‫ل‪ :‬عليك أن تجري مس ً‬
‫مع نفسك‪ ،‬مع بيتك‪ ،‬مع أقاربك والناس‪ ،‬مع جسدك‪ ،‬مع عملك‪ ،‬مع‬
‫تعلمك وتطورك‪.‬‬

‫ف ُيمكُنك الستمرار عليه بعد رمضان‪،‬‬‫ثانًيا‪ :‬ابحث عن هد ٍ‬


‫فرمضان شهر خير عميم‪ ،‬والمسلم فيه ذو خير كثير لكن عليك‬
‫صة برمضان إضافة الهداف التي تسعى أن‬ ‫إضافة إلى العبادة الخا ّ‬
‫تبَقى علْيها في غير رمضان‪.‬‬

‫ث يكون الخرون؛‬ ‫ث تكون أنت ل من حي ُ‬ ‫ثالًثا‪ :‬ابدأ من حي ُ‬


‫ن‬
‫ف ثالثة ول ُتقارِ ْ‬
‫ض ْ‬‫فإذا كنت تقرأ صفحتين من القرآن يومّيا فأ ِ‬
‫سك ِبمن يقرأ جزًءا في اليوم مث ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫نف َ‬

‫سن في معظم أمورك ولو تدريجّيا؛‬ ‫عا‪ :‬حاول أن تتح ّ‬


‫راب ً‬
‫ل تغيير‪ ،‬ولو كان‬‫نك ّ‬
‫وبتعبيرٍ بسيط‪ :‬علماء التغيير يقولون‪ :‬إ ّ‬
‫طا‪ ،‬يجّر معه تغييرات كثيرة في ذات التجاه‪ ،‬فحاول وضع‬ ‫بسي ً‬
‫أهداف معقولة لكثير من شؤونك ليصلح حالك بإذن الله‪.‬‬

‫ل النتائج عنه ووضع حد ّ‬‫سا‪ :‬يمكن وضع إطار للتغيير ل تق ّ‬‫خام ً‬


‫أعلى تهدف إليه؛ فيمكن مثل ً أن تهدف إلى أن تصّلي ‪ 7‬رك ََعات كل‬
‫ليلة كقيام لليل‪ ،‬لكن ل تسمح لنفسك أن تكون أقل من ‪ 3‬مثل ً‬
‫كحد أدنى‪.‬‬

‫ما‪ ،‬بل خط ّ ْ‬
‫ط‬ ‫مساندَتك دائ ً‬‫سا‪ :‬ل تنتظ ِْر من الخرين ُ‬ ‫ساد ً‬
‫خرين‬‫ن العِتماد على ال َ‬‫م نفسك؛ ل ّ‬‫دا على الله ث ُ ّ‬
‫ِللّتغيير اعِتما ً‬
‫ذر نفسك عن ك ّ‬
‫ل تقصير باعتبار أّنهم لم‬ ‫مساندِتهم َيجعلك تع ُ‬‫و ُ‬
‫يقوموا ِبما عليهم‪.‬‬
‫حدد الهدف المناسب‬
‫الهدف الناضج‪:‬‬
‫‪ – 1‬يكون على أساس الّنتيجة المطلوبة‪ ،‬وليس الجهود‪،‬‬
‫محافِ ً‬
‫ظا على الصلة أكثر"‪ ،‬وليس‬ ‫فيكون الهدف هو "أن أكون ُ‬
‫محاولة أن أحاِفظ على الصلة أكثر"‪.‬‬
‫الهدف " ُ‬
‫دا‪ :‬فل يكفي أن تقول‪" :‬هدفي أن أكون‬ ‫‪ – 2‬يكون محد ً‬
‫دا؛ وذلك‬ ‫محافظا على الصلة أكثر"‪ ،‬بل أن تجعل هذا المر محد ً‬
‫بأن تحدد مثل ً "أن أؤدي كل صلة في وقتها"‪ ،‬هذا إذا كنت من‬
‫جماعة في‬ ‫ل صلة َ‬‫المفرطين في ذلك‪ ،‬أو تقول‪" :‬أن أصّلي ك ّ‬
‫المسجد )للرجال(" إذا كنت من الذين يصلون في الوقت ولكن‬
‫ليس في المسجد‪.‬‬
‫كنك أن تقول‪" :‬هدفي أن أ ُد ِْرك‬ ‫م ِ‬ ‫وإذا كنت أفضل حال ً في ُ ْ‬
‫ل مع المام"‪ ،‬والبقية طبًعا‬ ‫ت يومّيا على الق ّ‬ ‫تكبيرةَ الحرام ‪ 3‬صلوا ٍ‬
‫تكون في المسجد مع الجماعة‪ ،‬وهكذا َتحديد الهدف بصورة‬
‫واضحة يسهل عليك الوصول إليه ومحاسبة نفسك على ذلك‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون لتحقيق النتيجة المحددة مدة زمنية محددة‪ ،‬فل‬
‫تقل‪" :‬سأكون أفضل السنة القادمة أو أكون أفضل من الماضي"‪،‬‬
‫بل أن تقول‪" :‬خلل ‪ 3‬أشهر سأقوم بتحقيق هذا الهدف المحدد‪ ،‬أو‬
‫خلل رمضان سأحقق هذا"‪.‬‬
‫ت‬
‫قياس بقدر المستطاع؛ فلو كن َ‬ ‫‪ – 4‬أن يكون الهدف قابل ً لل ِ‬
‫ُتحاول التقليل من وقوعك في الغيبة والنميمة فل بد ّ أن تضع‬
‫حًقا‪.‬‬
‫ح هذا ل ِ‬ ‫سا تدونه كل يوم وسن ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫لنفسك مقيا ً‬
‫ما لدْيك كي ل تستحِقره وتتهاون فيه‬
‫‪ – 5‬أن يكون الهدف مه ّ‬
‫سخ ذلك في ذهنك "أنك فاشل"‪.‬‬ ‫ثُ ّ‬
‫م تفشل ويتر ّ‬
‫‪ – 6‬أن يكون الهدف قابل ً للتحقيق وواقعّيا‪ ،‬ل هدًفا مثالّيا‬
‫مستحي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫م َتحقيقه‬
‫أخيًرا‪ ..‬ما ت َ ّ‬
‫من المفترض الن أّنك كونت فكرة عامة عن ما يمكنك القيام‬
‫ي‬
‫به لتغيير ما تريد تغييره‪ ،‬وأنك كونت إرادة قوّية في اتجاه إيجاب ّ‬
‫لستغلل رمضان في ذلك‪ ،‬وأنك بدأت تحاور نفسك حول بعض‬
‫الهداف التي قد تكون مناسبة لك وترغب في تحقيقها خلل هذا‬
‫الشهر الكريم‪.‬‬
‫أقترح عليك أن تكتب الشياء التي ُتؤذيك في قرارة نفسك‬
‫وتريد تغييرها‪ ،‬أو أهدافك الخرى التي تود تحقيقها‪.‬‬

‫مث ً‬
‫ل‪ :‬فكر بالمور التالية‪ ،‬وهل تناسبك كأهداف؟!‬
‫‪ -‬تحسين صلتك إما بأدائها جماعة أو إدراك تكبيرة الحرام أو‬
‫التبكير إلى المسجد‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على الورد اليومي وورد الّنوم‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة القرآن يومّيا‪.‬‬
‫‪ -‬طلب العلم الشرعي الضروري لك إما باستماع الشرطة أو‬
‫قراءة كتب محددة وبإطار زمني محدد‪.‬‬
‫‪ -‬أن تصبح واصل ً للرحم وباّرا بوالديك‪ ،‬ووضع مقياس محدد‬
‫لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أن تحسن علقتك مع زوجك‪ /‬زوجتك وأولدك وبناتك‪ ،‬وكذلك‬
‫وضع مقياس محدد لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أن تخطط لللتزام بشيء من النوافل‪ /‬صوم‪ /‬صدقة‪ /‬صلة‪/‬‬
‫دعاء بظهر الغيب‪ /‬تعليم الناس‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقلل من صفات ل تحبها مثل شح النفس‪ ،‬سوء الظن‪،‬‬
‫والبخل‪ ،‬الغيبة‪ ،‬النميمة‪ ،‬الكذب‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫الن ابدأ رحلة التغيير‬
‫‪ -‬إذا وصلت إلى مستوى إرادة جيد لتغيير بعض شؤون حياتك‬
‫خلل هذا الشهر الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬حدد هدًفا أو أهداًفا بعينها للتغيير‪.‬‬
‫‪ -‬وعليك أن تبدأ رحلة التغيير والوسائل المعينة لك لمواصلة‬
‫هذه الرحلة‪.‬‬

‫ولبدء التغيير أنت بحاجة إلى‪:‬‬


‫ف واضح وصريح‪.‬‬
‫‪ – 1‬هد ٍ‬
‫‪ – 2‬مدى زمني محدد‪.‬‬
‫‪ – 3‬طريقة متابعة وتقييم تساعدك على تحقيق الهدف خلل‬
‫الفترة الزمنية المحددة‪.‬‬
‫ن الهداف جيدة‪.‬‬
‫‪ – 4‬أن تكو َ‬
‫وإليك أمثلة للهداف الجيدة وغير الجيدة فيما يلي‪:‬‬
‫أهداف غير جيدة‬ ‫أهداف جيدة‬
‫أن أصلي‬ ‫أن أصلي الصلوات الخمس في وقتها‬
‫يومّيا‬
‫أن أدرك تكبيرة‬ ‫أن أدرك تكبيرة الحرام مع الجماعة ثلث‬
‫الحرام‬ ‫مرات يومّيا‬
‫أن أصل رحمي‬ ‫أن أزور قريًبا لصلة الرحم‬
‫أن أصلي على‬ ‫أن أصلي على جنازة مرة أسبوعّيا‬
‫الجنائز‬
‫أن أخفف من الغيبة‬ ‫دا‬
‫دا أب ً‬
‫أن ل أغتاب أح ً‬
‫أن أصلي الوتر‬ ‫أن أصلي ‪ 3‬ركعات وتر يومّيا‬

‫* لحظ الّتحديد بالتفصيل )الهدف عملي ويمكن قياسه(‪.‬‬


‫كيف تتابع التغيير؟!‬
‫سك به عليك مراقبته‬
‫أي سلوك تحتاج لتغييره أو تهدف أن تتم ّ‬
‫بواسطة مذكرة أو جدول يومي‪ ،‬وهذا يمكن أن يكون عبارة عن‪:‬‬
‫‪ -‬عبارة واحدة وأبواب عليها مثل‪:‬‬
‫قراءة القرآن ‪ -‬تمت‬

‫ويكون الجدول يومّيا كما في المثال أدناه‬


‫المقدار‬ ‫قراءة القرآن‬ ‫اليوم‬
‫جزء‪ /‬حزب‬ ‫السبت‬
‫الحد‬
‫‪ -‬أو أن يكون جدول ً تفصيلّيا‪ ،‬وإليك نموذ ً‬
‫جا لموضوع مثل‬
‫الصلة‪:‬‬
‫تكبيرة إحرام‬ ‫جماعة‬ ‫في وقتها‬ ‫الصلة‬ ‫اليوم‬
‫‪O‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪ 1‬رمضان‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫الظهر‬ ‫‪ 1‬رمضان‬
‫‪O‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫العصر‬ ‫‪ 1‬رمضان‬
‫المغرب‬ ‫‪ 1‬رمضان‬
‫العشاء‬ ‫‪ 1‬رمضان‬
‫الفجر‬ ‫‪ 2‬رمضان‬
‫الظهر‬
‫العصر‬
‫المغرب‬
‫العشاء‬

‫أو أن يكون جدول ً يشمل ع ّ‬


‫دة أمور ويعطي كل شيء درجة من‬
‫‪ ،10‬على أن تكون العشرة‪ :‬هي أفضل شيء ممكن‪ ،‬وصفر‪ :‬لم‬
‫يتم عمل شيء‪.‬‬
‫قراءة‬
‫غض البصر كف اللسان صلة الرحم‬ ‫الصلة‬ ‫أعمال‬
‫القرآن‬
‫‪10 – 1‬‬ ‫‪10 – 1‬‬ ‫‪10 - 1‬‬ ‫‪10 – 1‬‬ ‫اليوم‬
‫‪10 – 1‬‬
‫‪10 /9‬‬ ‫‪10 /6‬‬ ‫‪10 /5‬‬ ‫‪10 /5‬‬ ‫‪10 /8‬‬ ‫السبت ‪9 /1‬‬

‫فمثل ً تكون قراءة جزء كامل من القرآن ‪ 10‬ونصف جزء ‪،5‬‬


‫وكف اللسان يتم تقديرها بينك وبين نفسك وكذلك غض‬
‫ضعُ َلها تصوًّرا إ ّ‬
‫ما بزيارة يومّيا‬ ‫حم فَت َ َ‬
‫صلة الّر ِ‬
‫ما ِ‬
‫البصر‪ ،‬أ ّ‬
‫وتستحقّ ‪ 10‬أو مكالمة وتكون الدرجة ‪ 5‬أو ما شابه ذلك‪.‬‬
‫والمقصود بالجدول‪:‬‬
‫ن الكثير مّنا‬
‫دد؛ ل ّ‬
‫‪ – 1‬معرفة واقِعك على حقيقِته وبقياس مح ّ‬
‫يعتِقد مثل ً أّنه يقرأ القرآن كثيًرا‪ ،‬لكن إذا قاس ذلك بالجدول وجد‬
‫أنه ل يقرأ ُ القرآن بالحد الذي كان يتوقعه‪.‬‬
‫وكذلك إدراك تكبيرة الحرام أو صلة الجماعة يعتقد أكث َُرنا أّنه‬
‫يواظب عليها‪ ،‬لكن إذا قام بمراقبة ذلك بشكل دقيق وجد أّنه غير‬
‫مصيب أو مبالغ فيما يظن أنه يفعله‪.‬‬
‫‪ – 2‬متابعة السلوك بشكل دقيق إلى حد ّ ما‪ ،‬وهذا بحد ّ ذاته‬
‫ت الجدول‬ ‫من شأنه أن يساعد في َتحسين السلوك؛ لّنك إذا فتح َ‬
‫مست أكثر للقراءة‪ ،‬وكذلك‬ ‫س َتح ّ‬
‫ووجدت أّنك لم تقرأ القرآن أم ِ‬
‫المتناع عن المعاصي‪ ،‬حينما تمتنع وترى ذلك في الجدول يصيبك‬
‫ضا وإن وجدت أّنك عدت إلى سلوكك‬ ‫نوع من الفخر والقدرة أي ً‬
‫مست للتغيير وللمحاولة مّرة أخرى‬ ‫تكراًرا ومراًرا زادت همتك وتح ّ‬
‫في حال صدق العزيمة وعلوّ الهمة‪.‬‬
‫أيضا و ‪ – 3‬الّتقييم المتوازن المرحلي فمثل ً كل أسبوع أو ‪10‬‬
‫ما بالّنظرة العامة‬
‫م َتحقيُقه وقياس ذلك إ ّ‬
‫أّيام ُيمك ُِنك الّنظر فيما ت َ ّ‬
‫ضِع مقاييس عامة مثل‪.‬‬ ‫للجدول أو بوَ ْ‬
‫‪ -‬جمع نقاط اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬جمع نقاط السبوع‪.‬‬
‫المهم‪:‬‬
‫‪ -‬أن تضع جدول ً يناسبك ويناسب أهدافك‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقوم بتعبئته يومّيا على القل‪.‬‬
‫‪ -‬أو عند كل مهمة‪ ،‬مثل ً إذا قرأت قرآن تكتب في الجدول أو‬
‫بعد كل صلة تكتب ما هو مطلوب منك‪.‬‬
‫ل غير مثالي وقد يكون غير دقيق ‪ -‬مما يؤثر على‬‫‪ -‬وكح ّ‬
‫النتائج ‪ُ -‬يمكنك تعبئة الجدول قبل النوم مث ً‬
‫ل‪ ،‬لكن هذا غير محبذ‬
‫ما‪.‬‬
‫عمو ً‬
‫‪ -‬أحد أسباب الفشل عدم تعبئة الجدول بشكل منتظم‬
‫أين تضع الجدول‪:‬‬
‫احرص على أن يكون الجدول في متناول يدك ويفضل أن‬
‫ما‪ ،‬ويمكن أن‬‫يكون في جيبك أو شنطة اليد التي تأخذها معك دائ ً‬
‫يكون الجدول في جهاز جوالك ِإن كان مما يمكن برمجُته أو على‬
‫طاولتك أو في أي مكان تترّدد عليه مراًرا وتكراًرا‪.‬‬

‫وهذه نقطة مهمة لن الجدول الذي ليس معك أو بعيد عنك‬


‫مل قليل ً‬
‫حماسك؛ لّنك عندما ت ُهْ ِ‬ ‫يكثر أن تنسى تعبئته ومن ث َ ّ‬
‫م تفقد َ‬
‫تصاب باليأس أنه ل يمكن النجاح ومن ثم تتوقف بسرعة ول تكمل‬
‫المحاولة‪.‬‬
‫عوائق متوقعة‪:‬‬
‫‪ – 1‬هدف غير واضح‪.‬‬
‫‪ – 2‬هدف غير مناسب‪.‬‬
‫‪ – 3‬عدم القدرة على فهم الجدول‪.‬‬
‫‪ – 4‬نسيان الجدول‪.‬‬
‫‪ – 5‬تغيير الهدف مرات متعددة‪.‬‬
‫‪ – 6‬عدم التركيز في عملية التغيير‪.‬‬
‫‪ – 7‬عدم وجود قناعة كافية من البداية‪.‬‬
‫‪ – 8‬الصعوبة في التغيير‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫كل تجربة هي رصيد مهم لك مهما كانت‪ ،‬فعليك أن تستفيد منها‬
‫وتعتبرها خبرة‪.‬‬
‫جدول متابعة أداء الصلوات‪:‬‬
‫اليوم الفج الظه العص المغر العش السنن التراوي المجموع الكامل‬
‫‪ 40‬درجة‬ ‫ح‬ ‫اء الرواتب‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫السبت‬
‫الحد‬
‫الثنين‬
‫الثلثاء‬
‫الربعا‬
‫ء‬
‫الخمي‬
‫س‬
‫الجمعة‬

‫* تعليمات المتابعة‪:‬‬
‫‪ – 1‬الدرجة لكل فريضة أو أداء عمل ‪ 5‬درجات‪.‬‬
‫در لنفسك من صفر إلى ‪ 5‬بحسب أداء العمل‪ ،‬مثل ً بالنسبة‬
‫‪–2‬ق ّ‬
‫لصلة الفريضة‪:‬‬
‫‪ -‬أدركت الجماعة مع السنة الراتبة‪ 5 :‬درجات‪.‬‬
‫‪ -‬أدركت القامة‪ 4 :‬درجات‪.‬‬
‫‪ -‬فاتتك ركعات‪ 3 :‬درجات‪.‬‬
‫دا‪ 2 :‬درجة‪.‬‬
‫‪ -‬صليت منفر ً‬
‫‪ -‬أخرت الصلة عن وقتها‪ :‬صفر‪.‬‬
‫‪ -‬اجمع مجموع الدرجات نهاية السبوع‪.‬‬
‫ن المقصود التحسن في إتقان العبادات والقيام بالواجبات‬‫تذكر أ ّ‬
‫وصول ً لتغيير الذات‪.‬‬
‫* كّررِ الجدول على مدار السابيع الربعة في رمضان‬
‫جدول متابعة أعمال البر وعبادات أخر‪:‬‬
‫الثلثاء الربعاء الخميس الجمعة‬ ‫الثنين‬ ‫الحد‬ ‫السبت‬ ‫أعمال البر‬
‫قراءة القرآن‬
‫حفظ اللسان‬
‫غض البصر‬
‫صلة الرحم‪:‬‬
‫الوالدين‪ /‬السرة‬
‫الصدقة‬
‫زيارة مريض‬
‫اتباع جنازة‬
‫أعمال أخرى‬

‫* تعليمات المتابعة‪:‬‬
‫الدرجة الكاملة للعمل في اليوم‪ 5 :‬درجات‪.‬‬
‫قدر لنفسك من ‪ 0‬إلى ‪ 5‬بحسب أداء العمل على أساس أفضل‬
‫شيء متوقع يساوي ‪ ،5‬وعدم القيام بالعمل تكون الدرجة صفًرا‪.‬‬
‫ن المقصود التحسن في إتقان العبادات والقيام بالواجبات‬
‫* تذكر أ ّ‬
‫وصول ً إلى تغير الذات‪.‬‬
‫* كرر الجدول على مدار السابيع الربعة في رمضان‬
‫خاتمة وذكرى‬

‫وأذكرك‪ ،‬أخي الكريم‪ ،‬بحديث عظيم رواه أهل السنة‪ ،‬وهو‬


‫كما جاء في صحيح ابن خزيمة من رواية الصحابي الجليل أبو‬
‫هريرة – رضي الله عنه ‪)) :-‬أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم‬
‫– رقي المنبر فقال‪)) :‬آمين آمين آمين((‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫غم الله أنف عبد أو‬‫ما كنت تصنع هذا فقال‪)) :‬قال لي جبريل‪ :‬أر َ‬
‫بعد؛ دخل رمضان فلم يغفر له‪ ،‬فقلت آمين‪ ،‬ثم قال‪ :‬رغم أنف عبد‬
‫أو بعد‪ ،‬أدرك والديه أو أحدهما؛ لم يدخله الجنة‪ ،‬فقلت‪ :‬آمين‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬رغم أنف عبد أو بعد؛ ذكرت عنده فلم يصل عليك‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫آمين((؛ صحيح ابن خزيمة ‪.1888‬‬

You might also like