You are on page 1of 15

‫المبحث الثالث‬

‫لماذا نغض البصر؟‬

‫َّ‬
‫غض بصره أنار هللا بصيرته‪ ،‬ونو ُر البصيرة يسير به العبد إلى •‬ ‫ألن من‬
‫سيرًا جميالً؛ قال أحد السلف‪ :‬من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه هللا‬
‫بدوام المراقبة‪ ،‬وغض بصره عن الحرام ونفسه عن الشهوات‪ ،‬واعتاد‬
‫ي إلى الحق في كل شيء بإذن ]‪ [1‬الحالل ‪ -‬لم ُتخطئ فِراسته‬ ‫؛ أي‪ُ :‬‬
‫ه ِد َ‬
‫‪.‬هللا‬

‫في الطرقات والمجالت وعلى الشاشات؛ ألن الحرام نغض أبصارنا عن •‬


‫ن ﴿ ‪:‬هللا أمر بذلك المؤمنين والمؤمنات؛ قال تعالى‬ ‫ضوا ِم ْ‬ ‫م ْؤ ِمنِينَ ي َُغ ُّ‬
‫ل لِ ْل ُ‬‫ُق ْ‬
‫ن َّ َ‬ ‫م إ َّ‬ ‫م َذلِ َ َ‬ ‫َح َفظُوا ُف ُروج ُ‬ ‫َ‬ ‫و َُق ْ‬
‫ون‬‫ص َن ُع َ‬
‫خبِي ٌر بِمَا يَ ْ‬‫َّللا َ‬ ‫ك أ ْز َكى لَ ُه ْ ِ‬ ‫َه ْ‬ ‫م َوي ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل * أ ْبص ِ‬
‫َار ِ‬
‫ظنَ ُف ُرو َ‬
‫ج ُه َّ‬ ‫َح َف ْ‬‫ن َوي ْ‬ ‫ه َّ‬ ‫ضنَ ِم ْ َ‬ ‫ض ْ‬‫ت ي َْغ ُ‬ ‫‪].‬النور‪ ﴾[311 ،30 :‬لِ ْل ُ‬
‫م ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ن‬ ‫ن أ ْبص ِ‬
‫َار ِ‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية في تفسير هذه اآلية‪" :‬فالنظر داعية إلى‬
‫‪"[2].‬فساد القلوب‬

‫جا على‬ ‫قد يظن البعض أن في غض البصر تضيي ًقا على النفس‪ ،‬وتحري ً‬
‫التمتع المباح بمباهج الدنيا‪ ،‬ولكن‬ ‫ُّ‬ ‫الناس في حرياتهم التي يرون أنها من‬
‫المتأمل في حكمة التشريع يرى في ذلك الهدي القرآني توسي ًعا على‬
‫‪.‬الخلق‪ ،‬وخيرًا لهم عندما ُيع َّوضون عن ذلك سالمة الصدر وصحة القلوب‬
‫وجاء في صحيح مسلم أن جرير بن عبدهللا سأل رسول هللا صلى هللا‬
‫(اصرف بصرَك‬‫ِ‬ ‫جأَة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫‪).‬عليه وسلم عن نظر ال َف ْ‬
‫ي قال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬ال تُ ْتبِعِ النظر َة النظر َة؛ فإنما‬ ‫وفي حديث عل ّ‬
‫خرة)؛ رواه أبو داود‪ ،‬وسنده صحيح‬ ‫‪.‬األولى لك وليست لك اآل ِ‬

‫قال قيس بن حازم‪" :‬كان يقال‪ :‬النظرة األولى هي التي ال يَملكها‬


‫الخاصة التي ال النظرة صاحبها"‪ ،‬وهي تَعداد الزمن لحظة‪ ،‬فهي‬
‫لإلنسان فيها‪ ،‬فإذا تمت هذه النظرة وجب غض البصر‪ ،‬فإذا نظرت دخل‬
‫بعد النظرة األولى الفجائية أو الخاصة‪ ،‬أتعبت نفسك وعصيت ربك‪ ،‬ودامت‬
‫‪.‬حسرتك‬
‫بل تأمل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو يجعل النظرة المحرمة من‬
‫قبيل الزنا ‪ -‬عيا ًذا باهلل ‪ -‬ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول هللا‬
‫(كتِب على ابن آدم حظه من الزنا‪ ،‬فهو مدرك‬ ‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ُ :‬‬
‫ذلك ال محالة‪ ،‬فزنا العينين النظر‪ ،‬وزنا اللسان المنطق‪ ،‬والنفس تهوى‬
‫‪.‬وتتمنى‪ ،‬والفرج ُيصدق ذلك أو ُيكذبه)؛ واللفظ لمسلم‬
‫هذا ولقد نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات‬
‫لهذا السبب‪ ،‬فقال كما في الصحيحين‪( :‬إياكم والجلوسَ في الطرقات)‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ما لنا ُب ٌّد؛ إنما هي مجالسنا نتحدث فيها‪ ،‬فقال‪ :‬رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪( :‬فإذا أبيتم إال الجلوس‪ ،‬فأعطوا الطريق َّ‬
‫حقه)‪ ،‬قالوا‪ :‬وما‬
‫ض البصر ‪ -‬فبدأ به‪ ،‬فإذا وقفت في‬ ‫حق الطريق يا رسول هللا؟ قال‪َ ( :‬غ ُّ‬
‫فغض بصرك عن نساء الناس‪ ،‬واعلم أن هللا يراك ‪ -‬وكف‬ ‫َّ‬ ‫طريق الناس‪،‬‬
‫‪).‬األذى‪ ،‬ورد السالم‪ ،‬واألمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‬

‫فأين نحن من هذه الحقوق الواجبة‪ ،‬هل إذا مررنا بطريق الناس أو وقفنا‬
‫أبصارنا؟ هل نكف األذى؟ هل نرد السالم؟ هل نأمر بالمعروف فيه‪ ،‬نغض‬
‫!وننهى عن المنكر؟‬

‫‪:‬نغض أبصارنا ألن البصر نعمة •‬


‫وغض البصر من قبيل شكر هذه النعمة‪ ،‬والعبد إن لم يشكر نِعم هللا عليه؛‬
‫ما على نِ َعمه‬ ‫‪:‬فإما أن ُيعذب بها أو ُيحرمها‪ ،‬ولكن إن شكر زاده هللا نِع ً‬
‫م َأل َ ِزيدَن َّ ُكم ﴿‬ ‫ش َ‬
‫ك ْرتُ ْ‬ ‫ن َ‬‫‪].‬إبراهيم‪ ﴾[77 :‬لَئِ ْ‬
‫ل النعم‪ ،‬فهل سرت يو ًما في طريق‪ ،‬فشاهدت فاقد‬ ‫ج ِّ‬
‫فالبصر نعمة من أ َ‬
‫البصر؟ هل تذكرت ما أنت فيه من نعمة؟ هل حمدت هللا عليها؟ إ ًذا لماذا‬
‫تستخدمها في عصيان هللا؟ أما تستحيي من هللا؟‬

‫ولقد أدرك سلفنا رضي هللا عنهم هذه النعمة‪ ،‬فح ِفظوها حتى ح ِفظها هللا‬
‫عليهم؛ فعن حسان بن سنان أنه خرج يوم العيد‪ ،‬فلما رجع قيل له‪ :‬يا أبا‬
‫عبدهللا‪ ،‬ما رأينا عي ًدا أكثر نسا ًء منه‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان هللا ما تلقتني امرأة‬
‫‪.‬حتى رجع‬
‫وعن وكيع قال‪ :‬خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد‪ ،‬فقال‪ :‬إن أول ما‬
‫‪.‬نبدأ به في يومنا غض أبصارنا‬
‫‪:‬نغض أبصارنا ألن إطالق البصر من أوسع مداخل الشيطان‬
‫فالبصر جارحة ال ُت ْمأل وال تكتفي‪ ،‬بخالف البطن فإنها متى امتألت لم يكن‬
‫لها في الطعام إرادة‪ ،‬وأما العين فلو تركت لم تَفتر عن النظر أب ًدا‪ ،‬وبالنظرة‬
‫لكن الشيطان ِملحاح‬ ‫َّ‬ ‫يدخل جند الشيطان القلب؛ ليجاور جند اإليمان‪،‬‬
‫ومخادع‪ ،‬يظل يتربص بالعبد‪ ،‬و ُيزين له‪ ،‬و ُيلبس عليه‪ ،‬إلى أن يحتل القلب‬
‫‪.‬كله‪ ،‬فيا أخي الكريم‪ ،‬ال تجعل للشيطان عليك سبيال ً‬
‫نغض أبصارنا ألن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس‪ :‬فمن غض بصره‬
‫‪.‬أورَثه هللا تعالى حالوة يجد طعمها في قلبه‬
‫‪:‬نغض أبصارنا ألن أشباه يوسف قد َقلُّوا أو ُقل‪ :‬نَدَروا‬
‫أما أشباه امرأة العزيز‪ ،‬فقد أطللنَ من شاشات التلفاز وصفحات الجرائد‬
‫صم وال‬ ‫بهن الطرقات‪ ،‬فيا يوسف هذا العصر‪ ،‬استع ِ‬ ‫َّ‬ ‫والمجالت‪ ،‬وعجت‬
‫هد نفسك في هللا؛ حتى تستقيم لك‪ ،‬فإن‬ ‫تَغ َّرنَّك كثرة الهالكين‪ ،‬وجا ِ‬
‫ف طريق االستقامة‬ ‫فداوم على مجاهدتها؛ حتى تَ ْألَ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬استقامت‬
‫ع ﴿ ‪:‬نغض أبصارنا ألننا مسؤولون عنه يوم القيامة؛ قال تعالى •‬ ‫م َ‬ ‫الس ْ‬ ‫َّ‬ ‫إ َّ‬
‫ن‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َس ُؤوالً‬‫ان َع ْن ُه م ْ‬ ‫َ‬
‫ك ك َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص َر وَال ُف َؤا َد كل أول ِئ َ‬ ‫ْ‬
‫اإلسراء‪ ،]366 :‬فهل [﴾ وَالبَ َ‬
‫لهذا السؤال جوابًا؟ وإن هللا تعالى ُيهددنا بتهديد عظيم إن لم نطع أعددنا‬
‫م ﴿ ‪:‬أمره‪ ،‬ونذعن لحكمه‪ ،‬فيقول تعالى‬ ‫م َع ُك ْ‬ ‫س ْ‬ ‫خ َذ َّ ُ‬
‫َّللا َ‬ ‫م إِ ْن أَ َ‬ ‫ل أَرَأَ ْي ُت ْ‬
‫ُق ْ‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫َّللا ي َْأتِ ُ‬
‫يك ْ‬ ‫ه َغ ْي ُر َّ ِ‬ ‫َن إِلَ ٌ‬
‫مم ْ‬ ‫م َعلَى ُقلُوبِ ُك ْ‬ ‫م َو َ‬
‫خ َت َ‬ ‫‪].‬األنعام‪ ﴾[466 :‬وَأَ ْبصَار َُك ْ‬
‫نغض أبصارنا ألن النظر أصل عامة الحوادث؛ فإن النظرة تولد خطرة‪،‬‬
‫والخطرة تولد فكرة‪ ،‬والفكرة تولد شهوة‪ ،‬والشهوة تولد إرادة‪ ،‬ثم تقوى‬
‫فتصير عزيمة جازمة‪ ،‬فيقع الفعل وال بد ما لم يمنع من وقوعه مانع‪ ،‬لذا‬
‫م ما بعده‬ ‫‪" .‬قيل‪" :‬الصبر على غض البصر أيس ُر من الصبر على ألَ ِ‬
‫فما سرق السارق إال بعد نظر‪ ،‬وما سخط الساخط إال بعد نظر‪ ،‬وما ظلم‬
‫حرمات هللا جمي ًعا إال بعد نظرودكر ابن‬ ‫‪.‬الظالم إال بعد نظر‪ ،‬وما ان ُت ِهكت ُ‬
‫القيم رحمه هللا أن رجال ً كان يلزم مسج ًدا لألذان‪ ،‬وكان عليه بهاء الطاعة‬
‫وأنوار العبادة‪ ،‬فرقي يو ًما المنارة كعادته لألذان‪ ،‬وكان تحت المنارة دار‬
‫لنصراني‪ ،‬فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها‪ ،‬فلما انتهى من‬
‫األذان‪ ،‬نزل إليها ودخل الدار عليها‪ ،‬فقالت‪ :‬ما شأنك؟ وما تريد؟ قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫سلبتِ لُبي وأخذتِ بمجامع قلبي‪ ،‬قالت‪ :‬ال أجيبك إلى ريبة أب ًدا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صر‪ ،‬فقالت‪ :‬إن‬ ‫تز َّوجك‪ ،‬قالت‪ :‬أنت مسلم وأبي ال ُيز ِوّجني منك‪ ،‬قال‪ :‬أتن َّ‬
‫صر ليتز َّوجها‪ ،‬وأقام معهم في دارهم‪ ،‬فلما كان هذا‬ ‫فعلت أفعل‪ ،‬فتن َّ‬ ‫َ‬
‫ص ِعد على سطح كان في الدار؛ ليقضي لهم حاجة‪ ،‬فسقط مي ًتا‪،‬‬ ‫اليوم‪َ ،‬‬
‫"فلم يظفر بها وفات دينه‬
‫اسم البحث ‪ :‬غض البصر‬
‫اعداد الطالبة ‪ :‬عزة سالم محمد محمد‬
‫اشراف الدكتور ‪ :‬ابراهيم حامد نور الدين‬
‫مادة الدعوة‬
‫الفرقة االولى‬
‫المبحث الثانى‬
‫فوائد غض البصر البن القيم [‪]1‬‬

‫الفائدة األولى‪:‬‬
‫نورا وإشراقًا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوار‬ ‫أنه يورث القلب ً‬
‫ح‪ ،‬كما أن إطالق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه‪ ،‬ولهذا وهللا أعلم ذكر هللا‬
‫ض﴾ عقيب قوله ﴿ قُ أل ِل أل ُم أؤ ِم ِن َ‬
‫ين‬ ‫ت َو أاأل َ أر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫َّللاُ نُ ُ‬
‫ور ال ه‬ ‫سبحانه آية النور في قوله تعالى‪ ﴿ :‬ه‬
‫ص ِار ِه أم ﴾ وجاء الحديث مطابقًا لهذا حتى كأنه مشتق منه وهو قوله‪« :‬النظرة‬ ‫ضوا ِم أن أ َ أب َ‬
‫يَغُ ُّ‬
‫نورا»‬‫سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث هللا قلبه ً‬
‫الحديث‪.‬‬

‫الفائدة الثانية‪:‬‬
‫أنه يورث صحة الفراسة؛ فإنها من النور وثمراته‪ ،‬وإذا استنار القلب صحت الفراسة؛ قال‬
‫شجاع الكرماني‪ :‬من ع همر ظاهره باتباع السنة‪ ،‬وباطنه بدوام المراقبة‪ ،‬وغض بصره عن‬
‫وكف نفسه عن الشهوات‪ ،‬وأكل من الحالل لم تخطئ فراسته‪ .‬وكان شجاع ال تخطئ‬ ‫ه‬ ‫المحارم‪،‬‬
‫له فراسة‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنسه‪ ،‬فمن غض بصره‬
‫عن المحارم عوضه هللا سبحانه وتعالى إطالق نور بصيرته‪ ،‬ومن حبس بصره هلل أطلق هللا‬
‫نور بصيرته‪ ،‬ومن أطلق بصره في المحارم حبس هللا عنه بصيرته‪.‬‬

‫الفائدة الثالثة‪:‬‬
‫تخليص القلب من ألم الحسرة؛ فإن من أطلق نظره دامت حسرته‪ ،‬فأضر شيء على القلب‬
‫إرسال البصر‪ ،‬فإنه يريه ما يشتد طلبه وال صبر له عنه وال وصول له إليه‪ ،‬وذلك غاية ألمه‬
‫وعذابه‪ ،‬والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية‪ ،‬فإن لم تقتله جرحته‪ ،‬وهي بمنزلة‬
‫الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس‪ ،‬فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه‪ ،‬والناظر يرمي‬
‫من نظره بسهام غرضُها قلبه وهو ال يشعر‪ ،‬فهو إنما يرمي قلبه‪.‬‬
‫الفائدة الرابعة‪:‬‬
‫أنه يورث القلب قوته وثباته وشجاعته‪ ،‬فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة‪ ،‬وفي‬
‫األثر أن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله‪ ،‬ولهذا يوجد في المتبع لهواه من ذل القلب‬
‫وضعفه ومهانة النفس وحقارتها ما جعله هللا لمن آثر هواه‪.‬‬
‫الفائدة الخامسة‪:‬‬
‫سرورا وفرحة وانشرا ًحا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر‪ ،‬وذلك‬ ‫ً‬ ‫أنه يورث القلب‬
‫كف لذته وحبس شهوته هلل ‪-‬‬ ‫لقهره عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه‪ ،‬وأيضًا فإنه لما ه‬
‫وفيها مسرة نفسه األمارة بالسوء‪ -‬أعاضه هللا سبحانه مسرة ولذة أكمل منها‪ ،‬كما قال‬
‫بعضهم‪ :‬وهللا للذة العفة أعظم من لذة الذنب‪ .‬وال ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك‬
‫وسرورا ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى بما ال نسبة بينهما‪ ،‬وها هنا يمتاز العقل من‬
‫ً‬ ‫فر ًحا‬
‫الهوى‪.‬‬
‫الفائدة السادسة‪:‬‬
‫أنه يسد عنه بابًا من أبواب جهنم؛ فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل المحرم‪،‬‬
‫وشرعه حجاب مانع من الوصول‪ ،‬فمتى هتك الحجاب اجترأ على المحظور‪ ،‬ولم تقف نفسه‬
‫منه عند غاية؛ فإن النفس في هذا الباب ال تقنع بغاية تقف عندها‪ ،‬فغض البصر يغلق هذا‬
‫الباب من األساس‪.‬‬
‫ومن مفاسد عدم غض البصر‪:‬‬
‫فساد القلب ‪ -‬تشتت النفس ‪ -‬فقدان حالوة اإليمان ‪ -‬فقدان لذة العبادة والخشوع ‪ -‬نسيان العلم‬
‫وضعف الذاكرة ‪ -‬قسوة القلب والغفلة عن اآلخرة ‪ -‬الوحشة ‪ -‬الظلمة ‪ -‬القلق االكتئاب ‪ -‬فتح‬
‫مدخل من مداخل الشيطان‪ ...‬إلخ‪ ،‬فصاحب القلب السليم دائ ًما يغض الطرف‪ ،‬وصاحب القلب‬
‫المريض يستلذ بهذا السهم الذي فيه هالكه‪ ،‬تما ًما كما يستلذ األجرب بحك الجلد‪ ،‬وحك الجلد‬
‫ضررا؛ ألنه يعمل على توسيع الطريق للحشرة حتى تتوغل فيه تحت جلده‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يزيد المرض‬
‫فاألجرب يستلذ بهذا الحك وهو في الحقيقة يضر نفسه‪ ،‬كذلك الذي يطلق بصره فيما حرم هللا‬
‫فإنه يضر نفسه ويقع في الفاحشة‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من شر سمعنا ومن شر بصرنا‪.‬‬
‫[‪ ]1‬منقول بتصرف واختصار من روضة المحبين البن القيم (‪.)97/ 1‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫كيف نغض البصر؟‬
‫• استعن باهلل‪ ،‬فلن تتمكن من تهذيب شهوتك‪ ،‬ولن تقدر على غض بصرك ‪ -‬إال بإعانة هللا لك‪،‬‬
‫ين ﴾ [يوسف‪:‬‬ ‫أب إِ َل أي ِه هن َوأَك أُن ِم َن ا أل َجا ِه ِل َ‬
‫ف عَنِي َك أي َد ُه هن أَص ُ‬
‫قل كما قال يوسف‪َ ﴿ :‬وإِ هال تَص ِأر أ‬
‫‪.]333‬‬

‫سرت في طريق من الطرق أو في الجامعة‪ ،‬فتذكر أن ربك مطلع عليك‪ ،‬ناظر‬ ‫• راقِب ربهك‪ ،‬فإذا ِ‬
‫ُور ﴾ [غافر‪.]199 :‬‬
‫صد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إليك؛ قال تعالى‪ ﴿ :‬يَ أع َل ُم َخائِنَة أاأل أعيُ ِن َو َما ت ُ أخ ِفي ال ُّ‬
‫قال ابن عباس‪ :‬هو الرجل يكون في القوم‪ ،‬فتمر بهم المرأة‪ ،‬فيُريهم أنه يغض بصره عنها‪،‬‬
‫غض بصره‪ ،‬وقد اطلع هللا من قلبه‬ ‫ه‬ ‫فإن رأى منهم غفلة نظر إليها‪ ،‬فإن خاف أن َيفطنوا إليه‬
‫أنه يَ َو ُّد أن ينظر إليها"[‪.]1‬‬
‫ق إلى ما تنظر‬ ‫سئِل ال ُجنيد‪ :‬بِ َم يُستعان على غض البصر؟ قال‪ :‬ب ِعلمك أن نظر هللا إليك أسب ُ‬ ‫ُ‬
‫إليه[‪.]2‬‬

‫• اجت ِنب ُرفقاء السوء الذين يهربون من هللا‪ ،‬الذين يُفضلون األرصفة والشوارع على بيوت‬
‫النيرة‪ ،‬مع األلسنة‬
‫س أر في طريق االلتزام مع تلك القلوب النقية‪ ،‬مع الوجوه الطيبة ِ‬
‫هللا‪ ،‬ثم ِ‬
‫النظيفة الرطبة الذاكرة من أهل الخير والصالح؛ فالمرء على دين خليله‪.‬‬

‫ترك النظرة المحرمة ‪ -‬خوفًا من هللا‬ ‫خيرا منه‪ ،‬ف َمن َ‬


‫عوضه هللا ً‬ ‫• اعلم أن من ترك شيئ ًا هلل ه‬
‫خيرا من ذلك في الدنيا بحالوة يجدها سراعًا في قلبه‪،‬‬ ‫عوضه هللا ً‬ ‫تعالى‪ ،‬ورغبة في ثوابه ‪ -‬ه‬
‫وفي اآلخرة بال ُحور العين‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬إن األمر شاق‪ ،‬أجاب ابن القيم رحمه هللا‪" :‬إنما يجد المشقة في ترك المألوفات‬
‫صا‪ ،‬فإنه ال‬‫فضال عن المحرمات‪َ ،‬من تركها لغير هللا‪ ،‬أما من تركها هلل صادقًا مخل ً‬ ‫ً‬ ‫والعادات‬
‫يجد في تركها مشقة إال أول وهلة؛ ليُمت َ َح َن‪ :‬أصادق هو في تركها‪ ،‬أم كاذب؟ فإن صبر على‬
‫تحولت إلى لذة"[‪.]3‬‬ ‫تلك المشقة ً‬
‫قليال‪ ،‬ه‬

‫القلوب‪،‬‬
‫َ‬ ‫• الخوف من هللا وتعلُّق القلب باآلخرة‪ :‬قال ابن القيم رحمه هللا‪" :‬إذا سكن الخوف‬
‫أحرق فيها مواضع الشهوات"[‪.]4‬‬
‫النار‪ :‬عين بكت من خشية هللا‪ ،‬وعين باتت‬
‫َ‬ ‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ثالثة ال تَرى أعينُهم‬
‫تحرس في سبيل هللا‪ ،‬وعين كفت عن محارم هللا"؛ رواه الطبراني‪ ،‬وقال األلباني في صحيح‬
‫الترغيب والترهيب حسن لغيره‪.‬‬

‫ويسارا؟‪ ..‬فإن النبي‬


‫ً‬ ‫يركَ ما الداعي إلى االلتفات يمينًا‬
‫س ِ‬‫• ما تريد غير موضع قدمك؟‪ ..‬أثناء َ‬
‫صلبه‪ ]5[ )..‬فكما أن اللقيمات يُقمن‬ ‫صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬بحسب ابن آدام لُقيمات يُقمن ُ‬
‫شدانك في طريق سيرك‪.‬‬ ‫صلبك‪ ،‬فكذلك النظر‪ ،‬أما قدماك فتُر ِ‬
‫الزواج أو الصيام‪ :‬ففي الصحيحين أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬يا معشر الشباب‪َ ،‬من‬
‫فليتزوج‪ ،‬و َمن لَم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له ِوجاء)؛ أي‪ :‬وقاية من‬
‫ه‬ ‫استطاع منكم الباءة‬
‫الفتن‪.‬‬
‫تغيرا؟ نقول‪ :‬اتههموا أنفسكم وصوموا بصدق‪ ،‬صوموا بجوارحكم كما‬ ‫ً‬ ‫فإن قيل نصوم وال نجد‬
‫يحب هللا ورسوله‪.‬‬
‫اإلكثار من السنن والنوافل‪ :‬فقد جاء في الحديث القدسي أن هللا تعالى قال‪" :‬وال يزال عبدي‬
‫يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يُبصر‬
‫به‪"...‬؛ (رواه البخاري)‪.‬‬

‫• الصبر على غض البصر‪ :‬فوهللاِ ما أحلى مرارة الصبر في سبيل هللا! وما ألذ نتيجته؛ إذ قال‬
‫ون أَجأ َر ُه أم ِبغَ أي ِر ِح َ‬
‫ساب ﴾ [الزمر‪!]100 :‬‬ ‫تعالى‪ِ ﴿ :‬إنه َما يُ َوفهى ال ه‬
‫صا ِب ُر َ‬

‫• تذكر الحور العين‪ :‬قال ابن عباس‪" :‬إن في الجنة حوراء لو بزقت في البحر لعذب ماؤه‪،‬‬
‫كله مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي‪ ،‬فليعمل بطاعة ربي عز وجل"[‪.]6‬‬

‫‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫َّللاَ َخ ِبير‬ ‫ظوا فُ ُرو َج ُه أم ذَ ِلكَ أَ أز َكى َل ُه أم ِإ هن ه‬ ‫ص ِار ِه أم َويَحأ َف ُ‬ ‫ضوا ِم أن أ َ أب َ‬ ‫ين يَغُ ُّ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬قُ أل ِل أل ُم أؤ ِمنِ َ‬
‫ِين ِزينَت َ ُه هن إِ هال‬‫ص ِار ِه هن َويَحأ فَ أظ َن فُ ُرو َج ُه هن َو َال يُ أبد َ‬ ‫ض َن ِم أن أ َ أب َ‬ ‫ض أ‬ ‫ت يَ أغ ُ‬ ‫ون * َوقُ أل ِل أل ُم أؤ ِمنَا ِ‬ ‫صنَعُ َ‬ ‫بِ َما يَ أ‬
‫ِين ِزينَت َ ُه هن ِإ هال ِلبُعُولَ ِت ِه هن أ َ أو آ َبا ِئ ِه هن أ َ أو‬
‫علَى ُجيُو ِب ِه هن َو َال يُ أبد َ‬ ‫ض ِر أب َن ِب ُخ ُم ِر ِه هن َ‬ ‫ظ َه َر ِم أن َها َو أل َي أ‬‫َما َ‬
‫اء بُعُو َلتِ ِه هن أ َ أو إِ أخ َوانِ ِه هن أ َ أو بَنِي إِ أخ َوانِ ِه هن أ َ أو َبنِي أ َ َخ َواتِ ِه هن أ َ أو‬ ‫اء بُعُولَتِ ِه هن أ َ أو أَ أبنَائِ ِه هن أ َ أو أ َ أب َن ِ‬‫آبَ ِ‬
‫الط أف ِل الهذِي َن لَ أم‬ ‫الر َجا ِل أ َ ِو ِ‬ ‫اإل أربَ ِة ِم َن ِ‬ ‫غ أي ِر أُو ِلي أ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫سائِ ِه هن أ َ أو َما َملَكَتأ أ َ أي َمانُ ُه هن أ َ ِو التهابِ ِع َ‬ ‫نِ َ‬
‫ين ِم أن ِزينَتِ ِه هن َوتُوبُوا ِإلَى ه ِ‬
‫َّللا‬ ‫َ‬
‫ض ِر أب َن ِبأ أر ُج ِل ِه هن ِليُ أعلَ َم َما يُ أخ ِف َ‬ ‫اء َو َال يَ أ‬ ‫س ِ‬ ‫الن َ‬
‫ت ِ‬ ‫علَى ع أَو َرا ِ‬ ‫يَ أظ َه ُروا َ‬
‫ون ﴾ [النور‪.]31 ،30 :‬‬ ‫ون لَعَله ُك أم ت ُ أف ِل ُح َ‬ ‫َج ِميعًا أَيُّ َه ا أل ُم أؤ ِمنُ َ‬

‫ضوا ِم أن أ َ أب َ‬
‫ص ِار ِه أم ﴾‪ :‬أي يخفضوا من أبصارهم حتى ال ينظروا إلى نساء ال يحل لهم أن‬ ‫﴿ يَغُ ُّ‬
‫ينظروا إليهن‪.‬‬

‫ظوا فُ ُرو َج ُه أم ﴾‪ :‬أي يصونونها من النظر إليها ومن إتيان الفاحشة الزنى واللواط‪.‬‬
‫﴿ َويَحأ فَ ُ‬

‫﴿ ذَ ِلكَ أ َ أزكَى َل ُه أم ﴾‪ :‬أي أكثر تزكية لنفوسهم من فعل المندوبات والمستحبات‪.‬‬

‫ِين ِزي َنت َ ُه هن ﴾‪ :‬أي مواضع الزينة الساقين حيث يوضع الخلخال‪ ،‬وكالكفين والذراعين‬
‫﴿ َو َال يُ أبد َ‬
‫حيث األساور والخواتم والحناء والرأس حيث الشعر واألقراط في األذنين‪.‬‬

‫﴿ إِ هال َما َ‬
‫ظ َه َر ِم أن َها ﴾‪ :‬أي بالضرورة دون اختيار وذلك كالكفين لتناول شيئا ً‪ ،‬والثياب الظاهرة‬
‫كالخمار والعباءة‪.‬‬

‫ع َلى ُجيُوبِ ِه هن ﴾‪ :‬أي على فتحات الثياب في الصدر وغيره حتى ال يبدو‬ ‫﴿ َو أليَ أ‬
‫ض ِر أب َن بِ ُخ ُم ِر ِه هن َ‬
‫شيء من جسمها‪.‬‬

‫﴿ ِلبُعُو َلتِ ِه هن ﴾‪ :‬أي أزواجهن‪.‬‬

‫﴿ أ َ أو ِن َ‬
‫سائِ ِه هن ﴾‪ :‬أي المسلمات فيخرج الذميات‪ ،‬فال تتكشف المسلمة أمامهن‪.‬‬

‫﴿أ َ أو َما َملَكَتأ أَ أي َمانُ ُه هن ﴾‪ :‬أي العبيد والجواري‪.‬‬

‫غ أي ِر أُو ِلي أ ِ‬
‫اإل أربَ ِة ﴾‪ :‬أي التابعين ألهل البيت يطعمونهم ويسكنونهم ممن ال حاجة‬ ‫﴿ أ َ ِو التها ِب ِع َ‬
‫ين َ‬
‫لهم إلى النساء‪.‬‬

‫اء ﴾‪ :‬أي لم يبلغوا سنا ً تدعوهم إلى االطالع‬


‫س ِ‬ ‫ِين َل أم يَ أظ َه ُروا َ‬
‫علَى ع أَو َرا ِ‬
‫ت النِ َ‬ ‫﴿ أ َ ِو ِ‬
‫الط أف ِل الهذ َ‬
‫على عورات النساء للتلذذ بهن‪.‬‬
‫المبحث االول‬
‫غض البصر وجوبه‪ ،‬وحال السلف معه‬

‫أوال‪ :‬وجوب غض البصر‪:‬‬


‫‪ -1‬غض البصر فريضة أوجبها هللا علينا‪:‬‬
‫َّللاَ َخ ِبير‬ ‫َ‬
‫ظوا فُ ُرو َج ُه أم ذَ ِلكَ أ أزكَى لَ ُه أم ِإ هن ه‬ ‫ص ِار ِه أم َويَحأ فَ ُ‬ ‫ضوا ِم أن أ َ أب َ‬ ‫ين يَغُ ُّ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬قُ أل ِل أل ُم أؤ ِمنِ َ‬
‫ِين ِزينَت َ ُه هن إِ هال‬‫ص ِار ِه هن َويَحأ فَ أظ َن فُ ُرو َج ُه هن َو َال يُ أبد َ‬ ‫ض َن ِم أن أ َ أب َ‬ ‫ض أ‬ ‫ت يَ أغ ُ‬ ‫ون * َوقُ أل ِل أل ُم أؤ ِمنَا ِ‬ ‫صنَعُ َ‬ ‫بِ َما يَ أ‬
‫ِين ِزينَت َ ُه هن ِإ هال ِلبُعُولَ ِت ِه هن أ َ أو آ َبا ِئ ِه هن أ َ أو‬
‫علَى ُجيُو ِب ِه هن َو َال يُ أبد َ‬ ‫ض ِر أب َن ِب ُخ ُم ِر ِه هن َ‬ ‫ظ َه َر ِم أن َها َو أل َي أ‬‫َما َ‬
‫اء بُعُو َلتِ ِه هن أ َ أو إِ أخ َوانِ ِه هن أ َ أو بَنِي إِ أخ َوانِ ِه هن أ َ أو َبنِي أ َ َخ َواتِ ِه هن أ َ أو‬ ‫اء بُعُولَتِ ِه هن أ َ أو أَ أبنَائِ ِه هن أ َ أو أ َ أب َن ِ‬‫آبَ ِ‬
‫الط أف ِل الهذِي َن لَ أم‬ ‫الر َجا ِل أ َ ِو ِ‬ ‫اإل أربَ ِة ِم َن ِ‬ ‫غ أي ِر أُو ِلي أ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫سائِ ِه هن أ َ أو َما َملَكَتأ أ َ أي َمانُ ُه هن أ َ ِو التهابِ ِع َ‬ ‫نِ َ‬
‫ين ِم أن ِزينَتِ ِه هن َوتُوبُوا ِإلَى ه ِ‬
‫َّللا‬ ‫َ‬
‫ض ِر أب َن ِبأ أر ُج ِل ِه هن ِليُ أعلَ َم َما يُ أخ ِف َ‬ ‫اء َو َال يَ أ‬ ‫س ِ‬ ‫الن َ‬
‫ت ِ‬ ‫علَى ع أَو َرا ِ‬ ‫يَ أظ َه ُروا َ‬
‫ون ﴾ [النور‪. ]31 ،30 :‬‬ ‫ون لَعَله ُك أم ت ُ أف ِل ُح َ‬ ‫َج ِميعًا أَيُّ َه ا أل ُم أؤ ِمنُ َ‬

‫قال الحافظ ابن كثير‪« :‬هذا أمر من هللا تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما‬
‫حرم عليهم‪ ،‬فال ينظروا إال إلى ما أباح لهم النظر إليه‪ ،‬وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم‪،‬‬
‫ِ‬
‫حرم من غير قصد‪ ،‬فليصرف بصره عنه سريعًا»[‪.]1‬‬ ‫فإن اتفق أن وقع البصر على ُم ه‬

‫قال اإلمام القرطبي‪« :‬غض البصر هو الباب األكبر إلى القلب‪ ،‬وأَع َم ُر طرق الحواس إليه‪،‬‬
‫وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته‪ ،‬ووجب التحذير منه‪ ،‬وغضه واجب عن جميع‬
‫المحرمات‪ ،‬وكل ما يخشى الفتنة من أجله» [‪.]2‬‬

‫سأ َ ألتُ َر ُ‬
‫سو َل‬ ‫ع أب ِد هللا رضي هللا عنه قَا َل‪َ « :‬‬ ‫ير أب ِن َ‬ ‫وروى اإلمام مسلم في صحيحه ع أَن َج ِر ِ‬
‫ص ِرى»[‪.]3‬‬ ‫ظ ِر ا ألفُ َجا َء ِة‪ ،‬فَأ َ َم َر ِني أ َ أن أَص ِأر َ‬
‫ف َب َ‬ ‫هللاِ صلى هللا عليه وسلم ع أَن نَ َ‬
‫ِإثأم‬ ‫غ أير َقصأد‪ ،‬فَ َال‬‫علَى أاألَجأ نَ ِبيهة ِم أن َ‬ ‫ظر ا ألفَجأ أَة أ َ أن يَ َقع بَ َ‬
‫صره َ‬ ‫قال اإلمام النووي‪َ « :‬و َم أعنَى نَ َ‬
‫إِثأم‬ ‫ف فِي ا أل َحال‪ ،‬فَ َال‬ ‫صره فِي ا أل َحال‪ ،‬فَ ِإ أن َ‬
‫ص َر َ‬ ‫علَ أي ِه أ َ أن يَص ِأرف بَ َ‬ ‫علَ أي ِه فِي أ َ هول ذَ ِلكَ ‪َ ،‬ويَ ِجب َ‬ ‫َ‬
‫ظر أ َ ِث َم ِل َهذَا ا أل َحدِيث»[‪.]4‬‬ ‫ستَدَا َم النه َ‬
‫علَ أي ِه‪َ ،‬و ِإ أن اِ أ‬ ‫َ‬

‫‪ -2‬غض البصر ضمان لدخول الجنة‪:‬‬


‫َ‬
‫ت رضي هللا عنه ‪ ،‬أ هن النه ِب هي صلى هللا‬ ‫ام ِ‬ ‫ص ِ‬‫عبَا َدةَ أب ِن ال ه‬ ‫فقد روى اإلمام أحمد بسند حسن ع أَن ُ‬
‫ص ُدقُوا إِذَا َح هدثأت ُ أم‪َ ،‬وأَ أوفُوا إِذَا‬‫ض َم أن لَ ُك ُم ا أل َجنه َة‪ :‬ا أ‬
‫س ُك أم أَ أ‬
‫ستًّا ِم أن أ َ أنفُ ِ‬
‫ض َمنُوا ِلي ِ‬ ‫عليه وسلم قَا َل‪« :‬ا أ‬
‫ار ُك أم‪َ ،‬و ُكفُّوا أ َ أي ِد َي ُك أم»[‪.]5‬‬
‫ص َ‬‫ضوا أ َ أب َ‬ ‫غ ُّ‬‫ظوا فُ ُرو َج ُك أم‪َ ،‬و ُ‬ ‫ع أدت ُ أم‪َ ،‬وأَدُّوا ِإذَا أ‬
‫اؤت ُ ِم أنت ُ أم‪َ ،‬واحأ فَ ُ‬ ‫َو َ‬

‫‪ -3‬غض البصر حق من حقوق الطريق‪:‬‬


‫س ِعيد ا أل ُخد ِأري ِ رضي هللا عنه ‪ ،‬ع َِن النه ِبي ِ صلى هللا عليه وسلم قَا َل‪:‬‬ ‫فقد روى الشيخان ع أَن أ َ ِبي َ‬
‫هث فِي َها‪ ،‬قَا َل‪:‬‬ ‫ت»‪ ،‬فَقَالُوا‪َ :‬ما َلنَا بُدٌّ‪ ،‬إِنه َما ِه َي َم َجا ِل ُ‬
‫سنَا‪ ،‬نَت َ َحد ُ‬ ‫ط ُرقَا ِ‬
‫علَى ال ُّ‬ ‫وس َ‬‫«إِيها ُك أم َوا أل ُجلُ َ‬
‫ض ا أل َب َ‬
‫ص ِر‪،‬‬ ‫يق؟ قَا َل‪َ « :‬‬
‫غ ُّ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫ق ال ه‬‫ط ِريقَ َحقه َها» قَالُوا‪َ :‬و َما َح ُّ‬ ‫طوا ال ه‬‫س‪ ،‬فَأ َ أع ُ‬‫«فَ ِإذَا أ َ َب أيت ُ أم ِإاله المجأ ِل َ‬
‫وف‪َ ،‬و َنهأي ع َِن الم أنك َِر»[‪.]6‬‬ ‫سالَ ِم‪َ ،‬وأ َ أمر ِبالم أع ُر ِ‬‫َف األَذَى‪َ ،‬و َر ُّد ال ه‬ ‫َوك ُّ‬

‫‪ -4‬غض البصر من أعظم الوصايا النبوية‪:‬‬


‫سو ُل هللاِ صلى هللا‬‫فقد روى اإلمام أبو داود بسند حسن ع َِن بُ َر أي َدةَ رضي هللا عنه قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬
‫ستأ لَكَ ِ‬
‫اآلخ َرةُ»[‪.]7‬‬ ‫ع ِل ُّي الَ تُتأ ِب ِع النه أظ َرةَ النه أظ َرةَ‪ ،‬فَ ِإ هن َلكَ األُولَى‪َ ،‬ولَ أي َ‬
‫عليه وسلم ِل َع ِلي‪َ « :‬يا َ‬

‫س ِعيد ا أل ُخد ِأري ِ رضي هللا عنه أَ هن َر ُ‬


‫سو َل هللا صلى هللا‬ ‫وروى اإلمام مسلم في صحيحه ع أَن أَبِي َ‬
‫المرأ َ ِة»[‪.]8‬‬
‫المرأَةُ ِإلَى ع أَو َر ِة أ‬
‫الر ُج ُل ِإلَى ع أَو َر ِة ال هر ُج ِل‪َ ،‬والَ أ‬ ‫عليه وسلم قَا َل‪« :‬الَ يَ أن ُ‬
‫ظ ُر ه‬

‫المرأَة‪،‬‬
‫أ‬ ‫المرأَة ِإلَى ع أَو َرة‬‫الر ُجل‪َ ،‬و أ‬ ‫الر ُجل ِإ َلى ع أَو َرة ه‬ ‫ظر ه‬ ‫قال اإلمام النووي‪« :‬فَ ِفي ِه تَحأ ِريم نَ َ‬
‫الر ُجل َح َرام‬ ‫المرأَة إِلَى ع أَو َرة ه‬ ‫المرأَة َو أ‬‫أ‬ ‫الر ُجل إِلَى ع أَو َرة‬ ‫ظر ه‬ ‫َو َهذَا َال ِخ َالف فِي ِه‪َ ،‬و َكذَ ِلكَ نَ َ‬
‫المرأَة‬
‫ظ ِر ِه إِلَى ع أَو َرة أ‬ ‫علَى َن َ‬‫الر ُجل َ‬‫الر ُجل إِلَى ع أَو َرة ه‬ ‫اإلجأ َماعِ َونَبههَ صلى هللا عليه وسلم ِبنَ َ‬
‫ظ ِر ه‬ ‫بِ أ ِ‬
‫ظر‬ ‫ان فَ ِلك ُِل َو ِ‬
‫احد ِم أن ُه َما النه َ‬ ‫غ أير أاأل َ أز َواج‪ ،‬أ َ هما ه‬
‫الز أو َج ِ‬ ‫يم أَ أولَى‪َ ،‬و َهذَا التهحأ ِريم فِي َحق َ‬ ‫َوذَ ِلكَ ِبالتهحأ ِر ِ‬
‫احبه َج ِميع َها[‪.]9‬‬ ‫ص ِ‬ ‫إِلَى ع أَو َرة َ‬

‫س هرة‬‫الر ُجل َما بَ أين ال ُّ‬ ‫ض أبط ا ألعَ أو َرة فِي َحق أاألَ َجانِب‪ ،‬فَعَ أو َرة ه‬
‫الر ُجل َم َع ه‬ ‫وقال رحمه هللا‪َ « :‬وأ َ هما َ‬
‫المرأَة فَ َح َرام فِي كُل ش أَيء ِم أن بَدَن َها‪،‬‬
‫الر ُجل إِلَى أ‬ ‫ظر ه‬ ‫المرأَة‪َ .‬وأ َ هما نَ َ‬
‫المرأَة َم َع أ‬
‫أ‬ ‫الر أكبَة‪َ ،‬و َكذَ ِلكَ‬
‫َو ُّ‬
‫شه َأوة أ أمَ‬ ‫ظره َونَ َ‬
‫ظر َها ِب َ‬ ‫َان نَ َ‬
‫س َواء ك َ‬ ‫ظر ِإلَى كُل ش أَيء ِم أن بَدَنه َ‬ ‫فَ َكذَ ِلكَ يَحأ ُرم َ‬
‫علَ أي َها النه َ‬
‫بِغَ أي ِر َها»[‪.]10‬‬

‫‪ -5‬غض البصر أشد من حفظ اللسان‪:‬‬


‫روى ابن أبي الدنيا في كتاب الورع عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه أنه قال‪« :‬حفظ‬
‫البصر أشد من حفظ اللسان»[‪.]11‬‬

‫‪ -6‬الذي ال يغض بصره ال يستحي من هللا‪:‬‬


‫ذكر الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري أن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما قال‪« :‬قوله‬
‫ُور ﴾ [غافر‪ ،]19:‬هو الرجل ينظر إلى المرأة‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬يَ أعلَ ُم َخائِ َن َة أاأل َ أعيُ ِن َو َما ت ُ أخ ِفي ال ُّ‬
‫صد ُ‬
‫الحسناء تمر به‪ ،‬أو يدخل بيتا هي فيه‪ ،‬فإذا فطن له غض بصره‪ ،‬وقد علم هللا تعالى أنه يود‬
‫لو اطلع على فرجها‪ ،‬وإن قدر عليها لو زنى بها»‬

‫ثانيا‪ :‬فوائد غض البصر‪:‬‬


‫غض البصر له فوائد كثيرة‪ ،‬منها[‪:]13‬‬
‫‪ -1‬حالوة اإليمان ولذته‪ ،‬التي هي أطيب وأحلى مما تركه هلل‪ ،‬فإن من ترك شيئا هلل عوضه هللا‬
‫خيرا منه‪.‬‬

‫‪ -2‬نور القلب وال ِفراسة‪ ،‬ولذلك ذكر هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬عقب آيات غض البصر التي في‬
‫ص ِار ِه هن َويَحأ فَ أظ َن فُ ُرو َج ُه هن َو َال‬ ‫ض َن ِم أن أ َ أب َ‬ ‫ض أ‬ ‫ت يَ أغ ُ‬ ‫سورة النور قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وقُ أل ِل أل ُم أؤ ِم َنا ِ‬
‫ِين ِزينَتَ ُه هن إِ هال‬ ‫علَى ُجيُوبِ ِه هن َو َال يُ أبد َ‬ ‫ض ِر أب َن بِ ُخ ُم ِر ِه هن َ‬ ‫ِين ِزينَت َ ُه هن إِ هال َما َظ َه َر ِم أن َها َو أليَ أ‬ ‫يُ أبد َ‬
‫اء بُعُو َل ِت ِه هن أ َ أو ِإ أخ َوا ِن ِه هن أ َ أو َب ِني ِإ أخ َوا ِن ِه هن‬ ‫اء بُعُولَ ِت ِه هن أ َ أو أ َ أب َنا ِئ ِه هن أ َ أو أ َ أبنَ ِ‬
‫ِلبُعُولَ ِت ِه هن أ َ أو آ َبا ِئ ِه هن أ َ أو آ َب ِ‬
‫الر َجا ِل أ َ ِو‬
‫اإل أربَ ِة ِم َن ِ‬ ‫غ أي ِر أُو ِلي أ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫سائِ ِه هن أ َ أو َما َملَكَتأ أ َ أي َمانُ ُه هن أ َ ِو الت ها ِب ِع َ‬ ‫أ َ أو بَنِي أ َ َخ َواتِ ِه هن أ َ أو نِ َ‬
‫ين ِم أن ِزينَتِ ِه هن ﴾‬ ‫ض ِر أب َن بِأ َ أر ُج ِل ِه هن ِليُ أع َل َم َما يُ أخ ِف َ‬ ‫اء َو َال يَ أ‬ ‫س ِ‬ ‫ت النِ َ‬ ‫علَى ع أَو َرا ِ‬ ‫ِين لَ أم يَ أظ َه ُروا َ‬ ‫الط أف ِل الهذ َ‬ ‫ِ‬
‫[النور‪ ،]31 :‬وذلك ألن هللا عز وجل يجزي العبد على عمله بما هو من جنسه‪ ،‬فلما منع العبد‬
‫نور بصره أن ينفذ إلى ما ال يحل‪ ،‬أطلق نور بصيرته وفتح عليه باب العلم والمعرفة‪.‬‬

‫‪ -3‬يبدل هللا صاحبه نورا يجد حالوته في قلبه‪.‬‬

‫‪ -4‬فيه طاعة هلل ورسوله يترتب عليها محبة توصله إلى الجنة‪.‬‬

‫‪ -5‬يصون المحارم ويجنب الوقوع في الزلل‪.‬‬

‫‪ -6‬يصون المجتمع من انتشار الزنى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حال السلف مع غض البصر‪:‬‬


‫قال عبد هللا بن أبي الهذيل‪ :‬دخل عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه على مريض يعوده ومعه‬
‫قوم‪ ،‬وفي البيت امرأة‪ ،‬فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة‪ ،‬فقال عبد هللا رضي هللا عنه ‪:‬‬
‫«لو انفقأت عينك كان خيرا لك»[‪.]14‬‬

‫وقال أبو حكيم‪ « :‬خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد‪ ،‬فلما رجع‪ ،‬قالت له امرأته‪ :‬كم من‬
‫امرأة حسنة قد نظرت اليوم؟ فلما أكثرت‪ ،‬قال‪ :‬ويحك ما نظرت إال في إبهامي منذ خرجت من‬
‫عندك حتى رجعت إليك»[‪.]15‬‬

‫وقال وكيع ابن الجراح‪ :‬خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد‪ ،‬فقال‪« :‬إن أول ما نبدأ به في‬
‫يومنا غض أبصارنا»‪.‬‬

‫وقال معروف الكَرخي‪« :‬غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى»‬

‫وقال داود الطائي‪« :‬كانوا يكرهون فضول النظر»‬

‫وقال بعض السلف‪َ « :‬م أن حفظ بصره‪ ،‬أورثه هللا ً‬


‫نورا في بصيرته‪ ،‬أو في قلبه»‬

‫المصادر‬

‫مصادر المبحث االول‬


‫القران الكريم‬
‫[‪ ]1‬ينظر‪ :‬تفسير ابن كثير (‪.)41/6‬‬
‫[‪ ]2‬ينظر‪ :‬تفسير القرطبي (‪.)203/15‬‬
‫[‪ ]3‬صحيح‪ :‬رواه مسلم (‪.)2159‬‬
‫[‪ ]4‬ينظر‪ :‬المنهاج (‪.)139/14‬‬
‫[‪ ]5‬حسن‪ :‬رواه أحمد في مسنده (‪ ،)323/5‬وحسنه األلباني في صحيح الجامع (‪.)1018‬‬
‫[‪ ]6‬متفق عليه‪ :‬رواه البخاري (‪ ،)6229 ، 2465‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2121‬‬
‫[‪ ]7‬حسن‪ :‬رواه أبو داود (‪ ،)2151‬والترمذي (‪ ،)2777‬وحسنه األلباني‪.‬‬
‫[‪ ]8‬صحيح‪ :‬رواه مسلم (‪.)338‬‬
‫[‪ ]9‬ينظر‪ :‬المنهاج (‪.)30/40‬‬
‫[‪ ]10‬ينظر‪ :‬المنهاج (‪.)31/40‬‬
‫[‪ ]11‬رواه ابن أبي الدنيا في الورع (‪.)61‬‬
‫[‪ ]12‬ينظر‪ :‬فتح الباري (‪.)9/11‬‬
‫[‪ ]13‬ينظر‪ :‬نضرة النعيم (‪.)3076/7‬‬
‫[‪ ]14‬ينظر‪ :‬ذم الهوى صـ (‪.)87‬‬
‫[‪ ]15‬ينظر‪ :‬ذم الهوى صـ (‪.)88‬‬
‫مصادر المبحث الثانى‬
‫[‪ ]1‬منقول بتصرف واختصار من روضة المحبين البن القيم (‪97/ 1‬‬
‫مصادر المبحث الثالث‬
‫‪.‬الداء والدواء ص‪[1] 417‬‬
‫‪.‬مجموع الفتاوى ج‪ 15‬ص‪[2] 395‬‬
‫بشارة الشباب بما في غض البصر من الثواب ص‪ 17‬ألبي ]‪[3‬‬
‫‪.‬الدمشقي؛ نقال ً عن الحلية الحسنات‬
‫‪.‬المرجع السابق ]‪[4‬‬
‫إصالح القلوب؛ عبدالهادي حسن ص‪55‬؛ نقال ً عن الداء والدواء‪[5] ،‬‬
‫‪.‬ص‪350‬‬
‫الداء والدواء ص‪ ،391‬والكبائر للذهبي‪ ،‬والتذكرة في أحوال الموتى ]‪[6‬‬
‫‪.‬وأمور اآلخرة؛ القرطبي ص‪444‬‬
‫روضة المحبين؛ ابن القيم ص‪ ،97‬أدب الدنيا والدين؛ المارودي ص ]‪[7‬‬
‫‪407.‬‬

‫مصادر المبحث الرابع‬


‫[‪ ]1‬ذم الهوى؛ ابن الجوزي ص‪.92‬‬
‫[‪ ]2‬كلمة اإلخالص؛ ابن رجب ص‪ ،50‬التقوى؛ أحمد فريد ص‪ ]3[26‬الفوائد ص‪.107‬‬
‫[‪ ]4‬مدارج السالكين ج‪ 1‬ص‪.509‬‬
‫[‪ ]5‬رواه أحمد والترمذي وغيرهما‪ ،‬وصححه األلباني‬
‫[‪ ]6‬التذكرة للقرطبي ص‪.556‬‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬
‫المقدمة‪1...............................................‬‬
‫التمهيد‪2................................................‬‬
‫مبحث االول‬
‫غض البصر وجوبه وحال السلف‪..............‬‬
‫مبحث ثانى‬
‫فوائد غض البصر‪................................‬‬
‫مبحث ثالث‬
‫لمادا غض البصر‪.................................‬‬
‫مبحث رابع‬
‫كيف نغض البصر‪..................................‬‬

You might also like