Professional Documents
Culture Documents
حســن الهضـــيبي
نـو النــور
www.lewaeddin.4t.com
الفهرس
– 2دســتورنا 8 ...................................
2
تعريف بالمام الرشد حسن الضيب رحه ال
3
إل أ سيوط فالزقاز يق فاليزة عام 1933ح يث ا ستقر سكنه
بعدها ف القاهرة.
تدرج فـ مناصـب القضاء فكان مديـر إدارة النيابات فرئيـس
التفتيـش القضائي فمسـتشارا بحكمـة السـتئناف فمسـتشارا
بحكمة النقض.
استقال من سلك القضاء عام 1950بعد انتخابه ليكون مرشدا
عاما وبايعه الخوان السلمون جيعا ف مقار شعبهم.
اعتقل للمرة الول مع إخوانه ف 13يناير عام 1954وأفرج
عنـه فـ شهـر مارس مـن نفـس السـنة ,حيـث زاره كبار ضباط
الثورة معتذرين.
اعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954حيث حوكم وصدر عليه
الكم بالعدام ث خفف إل الؤبد.
نقل بعد عام من السجن إل القامة البية لصابته بالذبة ولكب
سنة.
رفعت عنه القامة البية عام .1961
أع يد اعتقاله يوم 23أغ سطس سنة 1965ف ال سكندرية
وحو كم بته مة إحياء التنظ يم ر غم أ نه كان قد جاوز ال سبعي ,
اخرج خلل ا لدة خ سة ع شر يو ما إل ال ستشفى ث إل داره ث
4
أعيد لتام سجنه.
مددت مدة سجنه حت تاريخ 15أكتوبر عام 1971حيث
ت الفراج عنه.
انت قل إل رح ة ر به تعال ف ال ساعة ال سابعة صباح يوم الم يس
14شوال 1393هجرية الوافق 11نوفمب سنة 1973
عن عمر يناهز الثانية والثماني عاما ..رحه ال رحة واسعة ..
وأسكنه فسيح جناته ..
5
- 1تيــة وواجــب
6
رأي ,وقابلوا إ ساءة الناس بر فق ..فالر فق ما د خل ف ش يء إل
زانه ,وليؤد كل منكم حق الدعوة عليه ,ويبذل نفسه وماله ف
سبيلها ,ويقوم ف شعبته با يُعهد إليه متسبا ف ذلك وقته وجهده
ل ..
وال يفظكم ويرعاكم
أخـوكم :حسـن الضيب
الرشد العام للخوان السلمي
7
- 2دســـتورنـا
بِســمِ الِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
القرآن دستورنا
ف هذه اليام الت يكثر فيها الكلم عن الدستور ,ولنة الدستور
,وكيفية وضعه ,وماذا ينص عليه فيه ,يتساءل الناس عن معن
قول الخوان السـلمي( :القرآن دسـتورنا) ,ومكان هذا الكلم
من الدستور الرتقب ,وما ينبغي أن يكون عليه الدستور الديد
حت يكون متفقا مع ما جاء بالقرآن الكري من أحكام.
ليست دعوة الخوان السلمي شيئا جديدا ,وإنا هي الدعوة الت
أمر نا ال تعال ب ا إل آ خر الزمان (وَلْتَ ُك ْن مِنْكُ مْ ُأمّةٌ يَ ْدعُو نَ إِلَى
ـ الْ ُمنْ َكرِ) (آل عمران: ـ عَن ِ ـ وََيْن َهوْن َ
ـ بِالْ َم ْعرُوف ِ
اْلخَْي ِر وَيَ ْأ ُمرُون َ
, )104وقـد أذن ال لذه الدعوة أن تنشـأ فـ مصـر ثـ تتاز
حدودهـا إل جيـع البلد السـلمية ,حتـ ل يعـد (الخوان
السلمون) اسا لمعية أو هيئة ف مصر ,ولكنه أصبح علما على
8
بعـث فكرة السـلم الاص النقـي ,ونضـة السـلمي فـ جيـع
مشارق الرض ومغاربا.
ولا كان هذه البعث ل يتفق مع ما وقع فيه السلمون ـ بسبب
تركهم دينهم وعدم اتباع أوامره ونواهيه والخذ بفضائله ـ من
ج هل وذل وا ستعباد ,كان أعداء ال سلم وال ستعمرون وطلب
النافع الرام والهلة من كباء السلمي حربا على دعوة الدين ..
يشوهون من مقا صدها ,وين سبون ل ا ما ل يس من ها ,بالكذب
والفتراء وتزي يف الوقائع ,ح ت ل قد أ خبن ب عض العائد ين من
ال سويد أن الرائد نشرت صور ن فر من الناس مقطو عي اليدي
يظـن أنمـ مـن مشوهـي الرب ,وكتبـت تتهـا :هكذا يقطعون
اليدي فـ القاهرة مـن أجـل السـرقة .وأخـبن بعـض مراسـلي
الصـحف الجنبيـة أن القوم فـ إنلترا يعتقدون أن دعوة الخوان
السـلمي هـي دعوة إل ترك جيـع مظاهـر الدنيـة والرجوع إل
معيشة البدو ف الصحراء ...فرأيت لذلك أن أعب عما يكن أن
يشتمل عليه الدستور الديد من مبادئ مأخوذة من القرآن.
9
نوـ سـتة آلف آيـة ومموع آيات الحكام فيـه ل يزيـد عـن
ـ كثيا ل يتلف ل خسـمائة آ ية ف صلها العلماء وبنوا علي ها فقه ا
يتلف إل ف قليل عن أحكام العصور الديثة.
وإن ا قام القرآن على تذ يب الخلق وتزك ية النفوس وتطهي ها ,
وإ صلح الجت مع من الفا سد والع مل على سد الذرائع للجرائم
كلية ,وما العقوبات الت وردت فيه إل عقوبات صارمة ,الغرض
من ها كف الناس عن ال شر إن ل يث مر في هم التهذ يب وتاوزوا
حدهم بعد أن استوفوا حقوقهم.
فنحن حي نطالب بالعمل بالكتاب وسنة رسول ال ل نسعى من
وراء ذلك إل ت طبيق الحكام الواردة ف القرآن فح سب ,ولكن نا
نرجو أن يعل القرآن منهاجا يسار عليه ف الياة يطبق بذافيه.
وكان هذا ح سبنا من كل د ستور آ خر لن القرآن هو الد ستور
الكامـل الشامـل الذي ل يترك صـغية وكـبية فـ بناء المـة إل
عال ها ,تارة بالتف صيل ,وتارة بالجال تار كا ل ا أن ت ضي ف
التفا صيل على ما تقض يه م صالها ول تتعارض مع ال صول ال ت
وضعها.
10
هل الكم بالقرآن فرض؟
ولنذ كر اليات الت تدل على أن الخذ بكتاب ال فرض علي نا ل
يق لنا أن نتحلل منه بأي وجه من الوجوه ,ول ينبغي أن نتعلل
فــ عدم تطــبيقه بالظروف والناســبات ,لن هذه الظروف
واللبسات من فعلنا ويب العمل على إزالتها .
هذه هي اليات فاقرأها إن شئت:
ـ (يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُوا أَطِيعُوا الَ وَأَطِيعُوا الرّ سُو َل وَأُولِي ا َل ْمرِ
مِنْكُ مْ فَإِ نْ تَنَا َز ْعتُ ْم فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى الِ وَالرّ سُولِ إِ نْ ُكنْتُ مْ
ْسـ ُن تَ ْأوِيلً) (النسـاء: ِكـ َخْي ٌر وَأَح َ ْمـ ال ِخ ِر ذَل َ ُونـ بِالِ وَاْلَيو ُِت ْؤمِن َ
.)59
ـ (وَاعَْتصِمُوا بِحَْبلِ الِ َجمِيعا وَل َت َفرّقُوا) (آل عمران.)103:
ص الَ َورَ سُوَلهُ َويََتعَدّ حُدُودَ هُ يُ ْدخِلْ هُ نَارا خَالِدا فِيهَا ـ ( َومَ نْ َيعْ ِ
وََلهُ عَذَابٌ ُم ِهيٌ) (النساء.)14:
ـ (وَأَْنزَلْنَا إِلَيْ كَ الْكِتَا بَ بِالْحَقّ مُ صَدّقا لِمَا بَيْ َن يَدَيْ ِه مِ نَ الْ ِكتَا بِ
َو ُمهَيْمِنا عََليْ هِ فَاحْكُ مْ بَْيَنهُ مْ بِمَا َأْنزَلَ الُ وَل تَتّبِ عْ َأ ْهوَا َءهُ ْم عَمّ ا
جَاءَ َك مِنَ اْلحَقّ) (الائدة.)48:
ـ (وَأَنِ ا ْحكُمْ بَْيَنهُمْ بِمَا َأْنزَلَ الُ وَل َتتّبِعْ َأ ْهوَا َءهُمْ وَاحْ َذ ْرهُمْ أَنْ
11
َيفِْتنُو َك عَ نْ َبعْ ضِ مَا أَْنزَ َل الُ ِإلَيْ كَ َفإِ نْ َت َوّلوْا فَا ْعلَ مْ َأنّمَا ُيرِي ُد الُ
ض ذُنُوِبهِمْ وَإِنّ َكثِيا مِ َن النّاسِ َلفَا ِسقُونَ ,أَفَحُ ْكمَ أَنْ يُصِيَبهُمْ بَِبعْ ِ
اْلجَاهِِليّ ِة يَْبغُو َن َومَ نْ أَ ْح سَ ُن مِ نَ الِ حُكْما ِل َقوْ مٍ يُوقِنُو نَ) (الائدة:
.)50-49
ب مُفَ صّلً ـ (َأَفغَْيرَ الِ أَْبَتغِي حَكَما َو ُهوَ الّذِي َأْنزَلَ إِلَيْ ُك مُ الْكِتَا َ
وَالّذِي نَ آَتيْنَاهُ مُ الْكِتَا بَ َيعْلَمُو نَ َأنّ ُه مَُنزّ ٌل مِ ْن رَبّ كَ بِالْحَقّ فَل
تَكُونَ ّن مِنَ الْمُ ْمَترِينَ) (النعام.)114:
صرَاطِي مُ سَْتقِيما فَاتِّبعُو ُه وَل تَتِّبعُوا ال سّبُلَ َفَت َفرّ قَ ـ (وَأَنّ هَذَا ِ
بِكُ ْم عَ ْن سَبِيِلهِ ذَِلكُ ْم َوصّاكُمْ ِبهِ َلعَلّكُمْ َتّتقُونَ) (النعام.)153:
ـ ( َوهَذَا كِتَا بٌ َأْنزَلْنَا ُه مُبَارَ ٌك فَاتِّبعُو ُه وَاّتقُوا َلعَلّكُ مْ ُترْ َحمُو نَ)
(النعام.)155:
ج مِنْهُ لُِتنْ ِذرَ
ـ (الص ,كِتَابٌ ُأْنزِلَ ِإلَيْكَ فَل يَكُنْ فِي صَ ْدرِكَ َحرَ ٌ
بِ ِه َوذِ ْكرَى لِلْ ُم ْؤمِنِيَ ,اتِّبعُوا مَا ُأْنزِلَ إِلَيْ ُك مْ مِ ْن رَبّكُ ْم وَل تَتِّبعُوا
ل مَا تَذَ ّكرُونَ) (لعراف.)3-1: مِنْ دُوِنهِ َأوِْليَاءَ قَلِي ً
ـ ( َومَ نْ لَ مْ يَحْكُ ْم بِمَا أَْنزَ َل الُ فَأُوَلئِ كَ هُ ُم الْكَاِفرُو نَ) (الائدة:
.)44
ك هُ ُم الظّالِمُو نَ) (الائدة: ـ ( َومَ نْ لَ مْ َيحْكُ ْم بِمَا أَْنزَلَ الُ فَأُوَلئِ َ
.)45
12
ـ ( َومَ نْ لَ مْ يَحْكُ ْم بِمَا أَْنزَ َل الُ فَأُوَلئِ كَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ) (الائدة:
.)47
ـ (إِنّ الّذِي نَ ُيحَادّو نَ الَ َورَ سُوَلهُ كُِبتُوا كَمَا ُكبِ تَ الّذِي نَ مِ نْ
ب ُمهِيٌ) (الجادلة: ت وَلِ ْلكَاِفرِي نَ عَذَا ٌ
َقبِْلهِ ْم وَقَدْ َأْنزَلْنَا آيَا تٍ َبيّنَا ٍ
..)5
هذه آيات بينات فيها أقطع برهان على وجوب الكم بكتاب ال
,ول يقول بغي ذلك إل من رضي لنفسه بالكفر والظلم والفسق
,ومادة ال ورسوله وعدم العتصام ببل ال ..فهو قليل الظ
من التوفيق والداية.
أحـكام القـرآن
اشت مل القرآن ـ في ما اشت مل عل يه ـ على أحكام عمل ية ي كن
تلخيصها فيما يأت:
– 1العبادات:
وهي ما شرعه ال لتنظيم علقته بلقه كالصلة والصوم والزكاة
والصدقات والج ...ال
13
– 2العاملت:
وهـي الحكام التـ تنظـم علقـة الناس بعضهـم ببعـض ,وتقيـم
الروابط بينهم على العدل والرحة والتعاون والحبة ,ورفع أسباب
الضر والعدوان ,واجتلب الي والنفعة للناس جيعا ,ويدخل ف
ذلك نوعان:
العاملت الدن ية :من ب يع وإجارة ور هن وشر كة ..ال ,وهذه
القوان ي ف الشري عة كأحدث القوان ي ف الع صر الا ضر ,إل ما
حرم ال فهو حرام إل يوم القيامة.
والحوال الشخصـية :مـن زواج وطلق وعدة وثبوت نسـب ..
ال ,وهذه وقد أمرنا فيها بترك الناس وما يدينون فإن جاءوا إلينا
حكمنا عليهم با أنزل ال.
– 3العقوبات:
وقد شرعت لفظ حياة الناس وأعراضهم وأموالم ,تأديبا للناس
وزجرا لم عن ارتكاب الرائم مثل عقوبات القتل والسرقة وقطع
الطريق وأهل الفساد والزنا والقذف أي القصاص والدود.
14
– 4أحكام نظمت العلقة بي الاكم والحكوم:
وبيان حقوق ول المـر على الرعيـة ,وحقوق الرعيـة على ول
المر ,وأحكام الشورى والعدل والساواة بي الناس.
15
يعرف فـ ذلك كـبيا ول صـغيا كلهـم عنده سـواسية كأسـنان
الشط.
ـ وكذلك ي نص ف يه على أن القوان ي ت صدرها شرائع ال سلم ,
وشرائع ال سلم من الطول والعرض ب يث تت سع لحكام الزمان
جيعا ,فما اتفق منها مع أصولا كان شرعا بإقرار ول المر له ,
و ما ل يت فق أطرحناه اعتقادا م نا بأن ال ما أراد ل نا أن نتجن به إل
لي أراده لنا.
ـ وي نص على وجوب تعل يم الر جل والرأة شرائع ال سلم على
السواء ,أما العلوم الخرى فهي فرض كفاية يتحمل السلمون إث
التقصي ف تصيلها إل أن يصلها من بينهم من يفي باجة المة
ف كل فرع وفن.
ـ وينص على حق الفقراء جيعا من السلمي وغي السلمي ف
العمل وف السكن وف اللبس والأكل.
ــ وينـص فيـه على احترام الديان الخرى وحريـة أهلهـا فـ
عقائدهم ,وعصمة أرواحهم وأعراضهم وأموالم إل بالق.
ولست ف ذلك أضع مواد الدستور فذلك مال آخر ,وإنا أشي
إل بعض السائل الت يظنها الناس من ميزات العصر الاضر وما
هي كذلك ,وإنا هي من قواعد السلم وأصوله ,يأث تاركها
16
ويعاقبه ال على عصيانه فيها ولو كانت العصية بينه وبي نفسه.
17
على الكومـة أن تُدخـل هذا التعليـم بصـورة جديـة فـ الدارس
البتدائية والثانوية للمسلمي والسيحيي على السواء.
العاملت
وأ ما العاملت م ثل الب يع والجارة والر هن فل يس للم سيحية في ها
نصوص ,لذلك كان الخذ با تراه الغلبية ف مصلحتها واجبا ..
يأخذه السلمون على أنه دين ,ويأخذه السيحيون على أنه قانون
,ولعله من الي لم أن يأخذه السلمون على إنه دين لن هذه
الفكرة تعصمهم من الزلل ف تنفيذه ,وعي ال الساهرة ترقبهم ل
رهبة الاكم الت يكن التخلص منها ف كثي من الحيان ,على
أن العاملت ف شري عة ال سلم غا ية ف ال سمو والعدالة ,ول يس
18
للمسيحيي أن يشكوا من أنا ترم الربا ,فهو مرم ف ديانتهم ,
و قد أقام ال سيحيون على ذلك ثل ثة ع شر قر نا ,ح ت أ صبحت
شرائع ال سلم ف هذه الناح ية بالن سبة ل م ف هذه الناح ية شرائع
قومية.
العقـوبات
وأمـا العقوبات ..فأكثـر مـا يعترض باـ علينـا قطـع يـد السـارق
ورجم الزان الحصن ,وقد بينا ف كثي من الناسبات أنه ل تقطع
يد سارق إل إذا ا ستوف ح قه من التعل يم و من ال سكن والأ كل
والعلج ,وسداد دينه إذا كان مدينا ,ولذلك ل يثبت ف تاريخ
السلم أن قطعت أيدي أكثر من ستة أشخاص ,ورهبة العقوبة
مانعة من التعدي.
وأما حد الزنا فحسبنا أنه ل يثبت ول مرة واحدة بشهادة الشهود
ـ و هم أربعة ل بد أن يروا رأي العي ـ فهذه عقوبات تديدية
ل كي تبي للناس فدا حة الرم إن هم أقدم عل يه ,وعادلة لن ا ل
تطبـق إل فـ متمـع إسـلمي متكامـل توافرت فيـه دعائم التربيـة
السليمة ,وأسباب الستقرار الجتماعي الادي والدب.
ووراء الدود القليلة ـ الت نص عليها الكتاب وبينتها السنة ـ
19
باب واسع لنظام العقوبة ف السلم اسه (التعزير) استفاضت فيه
بوث فقهاء السلم ,وبلغت حدا من الغن والدقة يعز معها على
دارس القانون أن يرى جهل السلمي وغفلتهم عن الستفادة منها
,وآراء الفقهاء ال ت تقا بل الراء العمول ب ا ف القوان ي القائ مة ,
فماذا علينا لو تلمسنا الرأي النفع فيما عندنا قبل أن نتسول من
عند غينا ,فنكون بذلك قد أرضينا ربنا الذي قال( :وَأَ ِن احْكُ مْ
َبيَْنهُ مْ بِمَا َأْنزَلَ الُ) (الائدة , )49:ول ي قل ب ثل ما أنزل ال ,
ونكون كذلك قد حفظنا لمتنا عزتا القومية ,وأمانتها ف رعاية
الياث العزيز الذي ألقاه التاريخ أليها ..
وبعد ,فإ نه ي ب أن يتبي الناس أغراضنا من الدعوة إل السلم
والكـم بشرائعـه ..إناـ الدعوة إل العلم والعمـل ,وإل النظام
الليـ الحكـم فـ ماربـة الهـل والرذيلة والرض ...دعوة إل
الطهر والستقامة والي للناس كافة ..
وال يتولنا بتأييده ..
حسـن الضـيب
20
أل قى فضيلة الر شد العام ال ستاذ ح سن الض يب هذا الطاب ف
الحتفال بذكرى مولد الرسـول عليـه الصـلة والسـلم وحضره
الرئيس ممد نيب وعدد من رجال العروبة والسلم ...
21
يدركون قول ال تعال( :يَا أَّيهَا النّبِيّ إِنّا َأ ْر سَ ْلنَاكَ شَاهِدا َومُبَشّرا
َسـرَاجا مُنِيا) (الحزاب-45: ِهـ و ِ
وَنَذِيرا َ ,ودَاعِيا إِلَى الِ بِِإ ْذن ِ
.)46
وكانوا يدركون قول الرسول عليه السلم( :إنا أنا رحة مهداة) ,
ولك نا قد ن سينا ما جاء به الر سول ون سينا أ نه رح ة مهداة إل
الناس كافـة فاتذنـا هذا الحتفال لنذكـر فيـه ذلك ونذكـر بـه
ونتمـع على كلمـة ال وبيان حقائق السـلم نليهـا للناس كمـا
بلغها رسول ال صلى ال عليه وسلم( :وَأَْنزَلْنَا إِلَيْ كَ الذّ ْكرَ لُِتبَيّ نَ
س مَا ُنزّلَ إَِلْيهِ مْ وََل َعّلهُ مْ يََتفَ ّكرُو نَ ) (النحل , )44:والخوان لِلنّا ِ
ف بيان ذلك وتذكي الناس به قوم عمليون يريدون أن يفهم الناس
أن تلب ية دا عي ال ل يكون إل عمل ,وأن م م سئولون أن يأخذوا
ُونـ َحتّىـ ّكـ ل ُي ْؤمِن َ أنفسـهم وأوضاعهـم بأحكام ال (فَل َورَب َ
سهِمْ َحرَجا مِمّ ا جرَ َبيَْنهُ مْ ثُمّ ل يَجِدُوا فِي أَْنفُ ِ حكّمُو كَ فِيمَا شَ َ يُ َ
سلّمُوا تَسْلِيما) (النساء.)65: ت وَيُ َ
َقضَْي َ
22
ما من ح كم ف يه إل و هو متر تب على أحكا مه الخرى ول ت د
عقوبة إل وقد سدت الذريعة إليها وأسقط الان ف جنايتها.
واجبات ول المر
التعليـم وأسباب العلوم الخرى
وأول ذلك هو التعليم ,وهو واجب على كل مسلم ومسلمة حق
لما ل يوز أن يرما منه ,وعلى ول المر أن يهيئ لما أسباب
تعلم السلم وأحكامه وبلوغ دعوته إل الناس ,وهذا فرض عي
على كل أحد ويب أن تكون مهمة التعليم الول هي تعلم إقامة
الوازع النفسي ف الناس حت يكون إقبالم على طاعة ال والتخلق
بالخلق الفاضلة مبنيـا على هذا الوازع فإذا غاب الوازع عنـد
ب عض الناس جاء دور العقو بة .و قد ذ كر ال تعال العقوبات ف
آيات معدودات ول يذكرهـا إل مرة واحدة ولكـن القران بعـد
ذلك مليـء بناجاة النفوس وحضهـا على اليـ والب والخلق
الفاضلة.
ْسـةٍ إِل ُهوَ
ُمـ وَل َخم َ جوَى ثَلثَةٍ إِل ُه َو رَاِب ُعه ْ ِنـ َن ْ
ُونـ م ْ
(م َا َيك ُ
ك وَل أَكَْثرَ إِل ُهوَ َم َعهُ مْ َأيْ َن مَا كَانُوا سَادِ ُسهُ ْم وَل َأدْنَى مِ ْن ذَلِ َ
ثُمّ يَُنبُّئهُمْ بِمَا عَمِلُوا َيوْمَ اْلقِيَامَةِ إِنّ الَ بِكُ ّل شَ ْيءٍ َعلِيمٌ) (الجادلة:
23
.)7
24
والعلج الذي يلزمه إذا مرض.
هذه حقوقا لزمة ف عنق الدولة وليست صدقات يأتيها الناس أو
ل يأتونا ,والسبيل إل توفيها لم هو العمل ,فكل إنسان عليه
وا جب ال صول على عي شه من طر يق الع مل اللل ب سب ما
تؤهله له مواهبه وتيئه له ظروف حياته ,ويب على العمل إذا هو
ق عد ع نه ،فال سلم ل ي ب القاعد ين (وَُقلِ اعْ َملُوا َف سََيرَى الُ
عَمَلَكُ ْم َورَسُوُل ُه وَالْ ُم ْؤمِنُونَ) (التوبة.)105:
كفالة من ل يد
فإذا كان ع مل العا مل ل يكف يه أو ل ي د عمل أو كان غ ي قادر
على الع مل أ صل ف هو ف كفالة ال سلمي عا مة و ف كفالة الدولة
25
تده با يتاج إليه من نقص ف حاجاته الضرورية.
عقـوبة السـرقة
إن عقو بة ال سرقة ال ت يرت ف من ها الناس عقو بة في ها غا ية الرح ة
بالناس ,لناـ ل يصـح إنزالاـ بالسـارق إل إذا كان قـد اسـتوف
حقوقه الت ذكرنا كلها ,ووفر له الجتمع تعليمه ولباسه وطعامه
ومسكنه وعلجه ،بل وسد عنه دينه وهى بعد عقوبة زاجرة تنع
البغاة الذ ين نالوا حقوق هم من الما عة من أن يفكروا ف ال سرقة
27
سبَا نَكَا ًل مِ نَ الِ
و من ف عل من هم فعل يه الزاء ال ق ( َجزَاءً بِمَا َك َ
ل َعزِيزٌ حَكِيمٌ) (الائدة.)38:
وَا ُ
وتاريـخ السـلمي الذي كان فيـه هذا النوع مـن الياة مسـتقرا ل
تنفذ فيه عقوبة القطع إل نو ست مرات.
فل ما ن سي حكام ال سلمي أن يهيئوا للناس تلك الياة الجتماع ية
النظيفـة الراقيـة ,وجدوا أن عقوبـة القطـع ل تتفـق مـع أحوال
ـ وهـم على حق ف منعهـا ولكنهـم كانوا بغاة ال سلمي فمنعوه ا
ظاليـ فـ حرمانمـ مـن حقوقهـم فـ التعليـم وضروريات الياة
وكانوا بذلك مسئولي عن تعطيل حدود ال.
الربـا
أيها الخوان:
إن الربا ف معاملتنا حرام ل شك فيه ول ينبغي لنا أن ندافع عنه
بال من الحوال ،بل ي ب أن نتنا هى ع نه ك ما نتنا هى عن أي
من كر ،ول يس الر با حرا ما ف دين نا فح سب ,ولك نه حرام ف
ال سيحية كذلك و ف كل الديان( :يَا أَيّهَا الّذِي نَ آمَنُوا اّتقُوا الَ
َو َذرُوا مَا َبقِ يَ مِ نَ الرّ با إِ نْ كُنُْت ْم ُم ْؤمِنِيَ َ ,فإِ نْ لَ مْ َت ْفعَلُوا فَ ْأذَنُوا
28
ب مِنَ الِ َورَسُوِل ِه وَإِنْ تُْبتُمْ َفلَكُ ْم ُرؤُوسُ َأ ْموَاِلكُمْ ل تَ ْظلِمُو َن
حرْ ٍ
بِ َ
ُونـ) (البقرة , )279-278:وعلينـا أن نـبي للناس وَل تُ ْظلَم َ
فضائل ديننـا وفلسـفته العاليـة فـ تريهـ ,وفوق ذلك ندل الناس
ـة على الناس ـل الذي يل ـ مله ويكون خيا وبركـ على التعامـ
أجعي.
29
الاصـة ,والفات الزراعيـة التـ تأكـل الكثيـ ماـ تنبتـه الرض
خرُ جُ إِل
ج نَبَاتُ هُ بِِإذْ نِ َربّ ِه وَالّذِي خَبُ ثَ ل يَ ْ
خرُ ُ
(وَالَْبلَدُ الطّيّ بُ يَ ْ
نَكِدا) (لعراف.)58:
فما نكسبه من الرام يذهب ف الرام( :إن ال طيب ل يقبل إل
طيبا ,وكل لم نبت من حرام فالنار أول به).
ل يظلم عدوه
ومن أروع اليات الت نزلت ف تقيق العدالة ما نزل ف قصة ابن
أبيق يك شف للر سول عن حقي قة ال مر في ها و ما دبره الائنون
لصرفه عن الق حت كادوا يوقعونه ف ظلم بريء ل يستحق إثا
31
ويسمهم ب ا هم أهله :سرق ابن أبيق در عا لار له فأمر رسول
ال صلى ال عليه و سلم بق طع يده ففر ،وجاء قومه إل الرسول
وزعموا أ نه ل ي سرق الدرع وإن ا الذي سرقها هو فلن اليهودي
و ما زالوا به ح ت مال إل قول م فأنزل ال هذه اليات ال ت تع تب
دسـتورا لعظـم نوع مـن العدل الصـرف الذي يشمـل النسـانية
كل ها ،العدل الالص الب يء من الوى (إِنّ ا أَْنزَلْنَا ِإلَيْ كَ الْكِتَا بَ
بِالْحَقّ لِتَحْ ُكمَ َبيْ َن النّاسِ بِمَا َأرَا َك الُ وَل َتكُنْ ِللْخَائِِنيَ خَصِيما ,
وَا سَْت ْغ ِفرِ الَ إِنّ الَ كَا َن َغفُورا رَحِيما ,وَل تُجَادِ ْل عَ نِ الّذِي نَ
َانـ َخوّانا أَثِيما , َنـ ك َ ُسـهُمْ إِن ّ ال َ ل يُحِب ّ م ْ ُونـ َأْنف َ
ختَان َ يَ ْ
خفُونَ مِنَ الِ َو ُه َو َم َعهُمْ ِإذْ يَُبيّتُونَ مَا
س وَل يَسَْت ْ خفُونَ مِنَ النّا ِ يَسَْت ْ
ل َي ْرضَى مِنَ اْل َقوْ ِل وَكَانَ الُ بِمَا َيعْ َملُونَ مُحِيطا ,هَا أَنْتُ ْم َهؤُلءِ
جَادَْلتُ ْم عَْنهُمْ فِي الْحَيَا ِة الدّْنيَا فَمَ ْن يُجَادِ ُل الَ َعْنهُمْ َيوْمَ اْلقِيَامَةِ أَمْ
سهُ ثُمّ ل َ ,ومَ نْ َيعْمَ ْل سُوءا َأوْ يَ ْظلِ ْم َنفْ َ مَ نْ َيكُو ُن عََلْيهِ ْم وَكِي ً
ْسـبْ إِثْما فَِإنّمَا َنـ يَك ِ َسـ ْغفِرِ الَ يَجِ ِد الَ َغفُورا رَحِيما َ ,وم ْ ي َْت
سبْ خَطِيئَةً س ِه وَكَا نَ الُ عَلِيما حَكِيما َ ,ومَ نْ يَكْ ِ سُبهُ عَلَى َنفْ ِيَ ْك ِ
َأوْ إِثْما ثُمّ َيرْمِ بِهِ َبرِيئا َفقَدِ احْتَمَ َل ُبهْتَانا وَإِثْما مُبِينا ,وََلوْل َفضْلُ
ك َورَحْمَتُ هُ َلهَمّ تْ طَاِئفَ ٌة مِْنهُ مْ أَ ْن ُيضِلّو َك َومَا ُيضِلّو نَ إِل الِ عََليْ َ
َابـ ْكـ الْ ِكت َ ِنـ شَ ْي ٍء وَأَْنزَ َل ال ُ َعلَي ََكـ م ْ ضرّون َ ُسـهُ ْم وَم َا َي ُ
أَْنف َ
32
ك عَظِيما)
ك مَا لَمْ تَكُنْ َتعْلَ ُم وَكَا َن َفضْلُ الِ عَلَيْ َ
وَاْلحِكْمَ َة َوعَلّمَ َ
(النساء)113-105:
33
السلم والصال الشروعة للناس
أيها الخوان:
إن هذا العدل يقتضينــا أن نرص الرص كله على الصــال
الشروعة للناس كافة ..نرص على أرواحهم وأموالم وأعراضهم
,فكل ذلك حرام على السلمي إل بالق ,ولكن ليس لم أن
يدعونـا إل التسـامح معهـم فيمـا نىـ ال عنـه ماـ جـر على بلد
السلمي تلل الخلق بإشاعة الفساد ف الرض ,فإننا نقاوم هذا
الفساد بكل قوة حت نحوه فإنه أضر علينا من جيوش الحتلل ,
بـل الحتلل ل يكـن ليعيـش فـ بلدنـا لول إفسـاده الخلق
وإفشائه النكرات بي الناس.
34
ل عَاِقبَ ُة ا ُلمُورِ) (الج.)41-40:
عَنِ اْلمُنْ َك ِر وَ ِ
حسـن الضـيب
35
- 4ف ذكـرى غـزوة بـدر
36
يسـتمع إل قول الثبطيـ الذيـن ل يريدون قتال فـ سـبيل نصـرة
عقائدهم.
ثـ أنـه ذهـب يريـد شيئا وأراد ال شيئا آخـر ,أراد الرسـول
وأصحابه أن يلحقوا بعي أب سفيان تعويضا لم عما أخذت قريش
من أموال م ح ي الجرة ,ول كن أ با سفيان اناز إل الشا طئ ,
وأتت قريش بيلها ورجلها تريد أن تارب لرسول وتقضي على
دعوته ,وهنا يقع ف قلوب بعض الناس أن الغاية الت جاءوا من
أجل ها قد انت هت ,وأن أ با سفيان قد فات م ب ا م عه من عروض
التجارة التـ كانوا يطمعون فـ غنمهـا ,وأنـه ل ضرورة لقتال
قر يش لن م الفئة ذات الشو كة ال ت إن انز مت ف قد انزم الشرك
ـبيلها إل الذيوع والنتشار وف ـ ذلك كله ,وأخذت الدعوة سـ
ُمـ
ْنـ أَنّه َا لَك ْ ُمـ ال ُ ِإحْدَى الطّاِئفَتَي ِيقول ال تعال( :وَِإذْ َيعِدُك ُ
شوْ َكةِ تَكُونُ لَكُ ْم َوُيرِيدُ الُ أَ ْن يُحِقّ الْحَقّ
وََت َودّونَ أَنّ َغْيرَ ذَاتِ ال ّ
بِ َكلِمَاِت ِه وََيقْطَ َع دَاِبرَ الْكَاِفرِينَ) (النفال.)7:
الت قى المعان وكان ال سلمون قلة آم نت ب ق ,وكان الشركون
كثرة تم عت على با طل ,لذلك و جد ال بن يقا تل أباه ,والخ
يقاتل أخاه ,ووجدت صلة الخوة ف ال بي السلمي أقوى من
صلة الدم ,أقوى من القرابة القريبة (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وََأبْنَاؤُكُمْ
37
ُمـ وََأ ْموَالٌ اقَْترَ ْفتُمُوه َا وَِتجَا َرةٌ
ُمـ َو َعشِيَتُك ْ
ُمـ وََأ ْزوَاجُك ْوَإِ ْخوَانُك ْ
ضوَْنهَا أَ َحبّ إِلَيْكُ ْم مِ َن الِ َورَ سُوِلهِ
شوْ نَ كَ سَا َدهَا َومَ سَا ِكنُ َت ْر َ
خَتَ ْ
وَ ِجهَادٍ فِي َسبِيِلهِ فََترَّبصُوا َحتّى يَ ْأتِيَ الُ بَِأ ْم ِرهِ) (التوبة.)24:
عوامل النصر
انتصر السلمون ..انتصر الق على الباطل ..فلنتأمل ف عوامل
هذا النصر لعلنا نفيد منها شيئا.
اليـان
فأول هذه العوامـل ــ اليان :اليان الذي ل يالهـ شـك .إن
قلوب الؤمن ي كا نت عامرة باليان ,كل هم آ من بأن الوت حق
وأن الروب تق صر الجال ,وأن القعود ف البيوت ل يطيل ها :
ِمـ اْلقَْتلُ إِلَى
ِبـ عََلْيه ُ
ِينـ كُت َ
ُمـ لََب َرزَ الّذ َ
ُمـ ف ِي بُيُوتِك ْ
(قُلْ َلوْ كُْنت ْ
ـ) (آل عمران( , )154:إن روح القدس نفـث فـ مَضَا ِج ِعهِم ْ
رو عي إنه لن توت نفس حت تستوف أجلها ورزقها وعمل ها) ,
والذيـن ينون على أمتهـم بأنمـ ضحوا بأرواحهـم ل يقدموا فـ
حقي قة الوا قع شيئا .وإن ا ي ب علي هم أن يشكروا ال أن وفق هم
لذه التضح ية ,فلنؤ من بال وبق نا ,ولنؤد ما يفر ضه علي نا ال ق
38
تعال غ ي خائف ي من الوت ول م ا ي يف الناس عادة ( ,ل يبلغ
الع بد حقي قة اليان ح ت يعلم أن ما أ صابه ل ي كن ليخطئه أبدا ,
و ما أخطأه ل ي كن لي صيبه ل ي كن لي صيبه أبدا ,طو يت القلم
وجفت الصحف).
الضـي
ومن عوامل النصر أنه يب علينا أنه يب علينا حي نعتقد أمرا ل
نلت فت إل ت ثبيط الثبط ي ول تذ يل الخذل ي ,بل ن ضي في ما
اعتزمنا بعد تدبر وتفكر نزود عن أفكار نا ما ع سى أن يكون قد
علق با من دواعي القعود ,وأن للمثبطي والخذلي طرقا غاية ف
البا عة يلب سون في ها ال ق بالبا طل ح ت يشت به ال مر على الناس ,
فليحذر الخوان أن يستمعوا إل شيء من ذلك أو أن يسرعوا إل
تصديق الخبار الت تذاع فإن أغلبها ما يرجف به الغرضون.
التفويـض
ومـن دواعـي النصـر تفويـض المـر ل تعال والرضـى باـ اختار
والعتقاد بأن الي كله ف ذلك ,فالي الذي نم عن فوات أب
سـفيان للرسـول وكان قـد خرج للقائه ,ثـ لقاء قريـش وحرباـ
39
والنت صار علي ها و هي الفئة ذات الشو كة ل ي كن هي نا ف تار يخ
ال سلم ,بل كان شيئا خطيا ,ف قد انت صرت فئة قليلة على فئة
كانت ثلثة أضعافها فأدى ذلك إل علو مكانة السلم وهيبته ف
نفوس العرب وإلقاء الرعب ف نفوس العاندين ..وهذا وذلك من
عوامل قوة الدعوة وإضعاف خصومها.
العـدة
ُمـ م َا إن ال تعال قـد أمرنـا أن نتخـذ العدة فقال( :وََأعِدّوا َله ْ
خيْلِ ُت ْرهِبُو نَ بِ ِه عَ ُدوّ الِ َوعَ ُدوّكُ مْط الْ َ
ا سَْت َطعْتُ ْم مِ نْ ُق ّو ٍة َومِ ْن رِبَا ِ
وَآ َخرِي َن مِ نْ دُوِنهِ مْ ل َتعْلَمُوَنهُ ُم الُ َيعْلَ ُمهُ مْ) (النفال, )60:
وهذه هي سنة ال الكون ية ف ال مم والشعوب ,وإعداد القوة ل
يقتصـر على القوة الاديـة ,ولعـل قوة النفـس باليان وتصـينها
بالتقوى والبعـد عـن العاصـي تقـع فـ الرتبـة الول مـن وسـائل
العداد ,ول كن ل يب أن نعتقد أن العدة وحدها كفيلة بالنصر
صرَكُمُ الُ بِبَ ْدرٍ ,وقد ذكر ال ف آيات كثية من القرآن (وََلقَدْ نَ َ
صرَكُمُ اللّ هُ فِي َموَاطِ نَ وَأَنُْت مْ َأذِلّةٌ) (آل عمرانَ( , )123:لقَدْ نَ َ
ُمـ شَيْئاْنـ عَنْك َْمـ ُتغ ِ
ُمـ َفل ْ
ُمـ كَْث َرتُك ْْنـ ِإذْ َأعْجََبتْك ْ
ْمـ حَُني ٍ كَثِ َي ٍة وََيو َ
ت عََليْكُ ُم الَْأرْضُ بِمَا رَ ُحبَتْ ثُمّ وَلّْيتُ ْم مُدِْبرِينَ ,ثُمّ أَْنزَلَ الُ َوضَاقَ ْ
40
سَكِينََت ُه عَلَى َر سُوِلهِ َوعَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ) (التو بة( , )26-25:فَلَ ْم
َتقُْتلُوهُ ْم وَلَكِنّ الَ َقتََلهُ ْم وَمَا َرمَيْ تَ ِإذْ َرمَيْ تَ َولَكِنّ الَ رَمَى)
(النفال.)17:
لذلك كان رسول ال عليه الصلة والسلم يدعو ال ف عريشه أن
ينصر السلمي ويبالغ ف دعائه مع أن ال قد وعده بالنصر ,ولعله
ف عل ذلك ما فة أن يتلج قلب م سلم بال ظن بأن العدة كاف ية ,أو
أن يتلج قلب مسلم معصية فيحبط عمله ,فعلينا أيها الخوان أن
نزود أنفســـنا بالقوة :قوة اليان وقوة التقوى وقوة الخلق
والستقامة ,وأخيا القوة الادية بميع أنواعها.
41
ـ ل ألفاظـا ,
..)24ومـن ثـ يقرؤه الخوان السـلمون معان ٍ
يقرؤو نه وطن ية وأخل قا واجتما عا ,و ما أ شد حا جة الناس إل
هدا ية القرآن ف هذه النوا حي لو كان أعداؤ نا يعرفون أن القرآن
يقرؤه ال سلمون اليوم ك ما كان يقرؤه ال سلمون ف ال صدر الول
ويتأثرون به ك ما كانوا يتأثرون وأن قراءتـه تزـ شعرة واحدة فـ
أبدان السـلمي لاـ أذاعتـه على السـلمي إذاعات لندن وباريـس
وإ سرائيل ,ولكن هم يذيعو نه على أن ال سلمي يطربون له كأنغام
توقع للتسلية وتقضى با أيام الآت والفراح ث ل شيء وراء ذلك.
42
و هو أن م ل ي ستطيعون اليوم ن ضة بدون ال سلم فال سلم ف
حقيقته ضرورة وطنية واجتماعية وإنسانية.
43
ير صون على الروح العنو ية ف جيوش هم ف و سائلهم الا صة ,
ونن السلمي ل ند أذكى لذه الروح من الدين حي يفهم على
وجهه الصحيح.
44
يترك أمرها لضمائر الناس حي تغفل القيام بواجبها.
ول عل م ا يهله كث ي من الناس أن من مقا صد الهاد ف ال سلم
رفع الظلم بختلف أنوعه عن الضعفاء والظلومي ف الرض ( َومَا
ضعَ ِفيَ مِ نَ الرّجَا ِل وَالنّ سَاءِ سَت ْ
لَكُ مْ ل ُتقَاِتلُو نَ فِي سَبِيلِ الِ وَالْمُ ْ
وَاْلوِلْدَا ِن الّذِي َن َيقُولُو َن رَبّنَا أَ ْخرِ ْجنَا مِ ْن هَذِ هِ اْلقَرَْيةِ الظّالِ مِ َأهُْلهَا
وَا ْجعَلْ لَنَا مِ نْ لَدُنْ كَ َولِيّا وَا ْجعَلْ لَنَا مِ نْ لَ ُدنْ كَ نَ صِيا) (الن ساء:
.)75
45
الفاضلة التـ نادت باـ الشرائع جيعـا مـن أن يعيشوا فـ متمـع
مفكك كمجتمعنا الاضر الذي يفيض بالآسي والظال.
و من الضرورات الجتماع ية ال ت ت تم ال ستفادة من ال سلم ف
وضع نا القائم أ نه خ ي علج للقضاء على التع صب الدي ن الذم يم
والنعرات الطائف ية البغي ضة ,فال سلم قدر القي قة الواق عة و هي
اختلف الناس ف أديانم ,وقدر الاجة إل تعاونم ف الياة مع
اختلف أديان م فأ مر ال سلمي باحترام عقائد الخر ين ,وحر ية
عباداتم ,بل أوجب علينا اليان بالنبياء السابقي وكتبهم النلة
(قُولُوا آمَنّ ا بِالِ وَمَا أُْنزِلَ إَِليْنَا وَمَا أُْنزِلَ إِلَى إِْبرَاهِي َم وَإِ سْمَاعِيلَ
ط َومَا أُوتِ َي مُو سَى َوعِي سَى َومَا أُوِت يَ ق َوَيعْقُو بَ وَالَ ْسبَا ِ وَإِ سْحَا َ
النِّبيّو نَ مِ ْن رَّبهِ مْ ل ُن َفرّ قُ بَيْ نَ أَ َحدٍ ِمْنهُ مْ َونَحْ نُ لَ ُه مُ سْلِمُونَ)
(البقرة , )136:ومن أجل ذل كان الجمع عليه ف السلم أنه
ل يوز شتـم أهـل الكتاب فـ دينهـم وأنـبيائهم وكتبهـم ,ومـن
الظواهر البارزة ف تاريخ السلم كله أنه ل تاول دولة من الدول
السـلمية سـواء فـ عصـور العزة والعلم أم فـ عصـور الضعـف
والهالة أن تتدخل ف شئون غي السلمي الدينية بل كانت تترك
لم حرية التحاكم إل ماكمهم اللّية ف أحوالم الشخصية ,وكل
ماله علقة بعقائدهم.
46
ف عل ال سلمون هذا ف متلف الع صور ل ماملة ول تفضل ..بل
نزول على ح كم ال سلم ولو أمر هم ال سلم بغ ي ذلك لفعلوا ,
ونز يد على ذلك أن ما أوج به ال سلم على ال سلمي من آداب
العاملة ف الوار ل يفرق فيه بي مسلم وغي مسلم ,قال الرسول
عليه السلم( :السلم من سلم الناس من لسانه ويده) ..هذا هو
مو قف ال سلم وعمله ف القضاء على التع صب الطائ في ل ك ما
يظنه الغرضون على السلم والاهلون به.
47
سُُبلَ ال سّلمِ) (الائدة ..)16-15:ولذا و جب على ال سلمي
كافـة أن يدخلوا فـ السـلم ول يوز لمـ ول يوز لمـ القتال إل
دفعا للعدوان عن أنفسهم وعن غيهم.
وإناـ يعكـر صـفو السـلم بيـ شعوب الرض اليوم أن قادة هذه
الشعوب ل ينظرون إل مصلحة النسانية متمعة وإنا ينظرون إل
مصلحتهم ومصلحة شعوبم ,فهم يدعون إل السلم ف جو من
ال قد وال شع والتع صب ,و هي من أ كب عوا مل الروب ب ي
الشعوب ..فهذه الدعوة الت تتصاعد هنا وهناك للسلم من رجال
يصرون على استعمار الشعوب واستلب خياتا ,والعدوان على
كرامتها ليست إل نفاقا وخداعا يستحق الرثاء.
48
الاضر ..
49
فإن الخوان يرون فـ قيامهـم بنصـيبهم فـ تلك العركـة عبادة
يتقربون با إل ال ويشترون با النة.
50
اسـتعدادنا للعمـل على تريـر الشعوب العربيـة والسـلمية مـن
ال ستعمار والحتلل ح ت يتبوأ العال ال سلمي مكا نه اللئق ف
عال ال ق وال ي ,و ما دام ال سلم يع تب معر كة الر ية ف بلد
السلم واحدة ل تتجزأ فإن على كل مسلم أن يساهم بنصيبه ف
ترير الوطن السلمي من قيود الستعمار وآثار الطغيان.
وصـية
أيها الخوان ...
إن ال قد جعلكم جنودا لقضية الق والفضيلة والعزة ف وطنكم
و ف العال ال سلمي كله ,وإذا كان من وا جب الندي الخلص
أن يكون مستعدا دائما للقيام بواجبه ف خوض العركة ,فإن من
واجب كم أن تكونوا م ستعدين دائ ما ل ا يؤدي ب كم إل الن صر ف
ميادين الصلح والتحرير ..
فزكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم وحاربوا أهوائكم وشهواتكم قبل
أن تاربوا أعدائكـم ,فإن مـن انزم بينـه وبيـ نفسـه فـ ميدان
ال صلح أع جز من أن ينت صر على عدوه ف معر كة ال سلح ,
وكونوا مثل ح يا بأقوال كم للخلق القرآن ية ح ت يعرف كم الناس
51
بأخلقكم قبل أن يعرفوكم بأقوالكم ...
حسـن الضـيب
52
- 5ف ذكـرى الجـرة
أيها الخوان:
السلم عليكم ورحة ال وبركاته ..
53
يا إخوان..
كنـا زمانـا فـ الدرسـة الثانويـة ,وحيـث ل تكـن هناك وقتهـا
احتفالت بالعام الجري ,بدرت عندنـا فكرة مـن الغيـظ مـن
الحتلل ..فكرة نتنفس با ف جانب من جوانب الياة ..فقلنا
نتفل بالعام الجري ,وبعد تعب أجبنا إل أن نتفل بذا العيد ,
ث مرت أيام ,وأنا فكرت :ما الذي استفدناه من الحتفال بالعام
الجري؟ وجدت أول أنـه ل فائدة لذا الحتفال بالرة ..ندخـل
الحتفال عُ صاة ونرج م نه عُ صاة ,يع ن مثل ك نا ند خل بغ ي
صلة الغرب ونرج ول ن صل العشاء ,وك نا ند خل ول علم ل نا
بآ ية واحدة من القرآن ونرج بن فس الال ول نعرف أ ية واحدة
من القرآن ..
كنا ندرس القانون ف مدرسة القوق ول نشعر بأنه ينقصنا شيء
,وما كنا نشغر بأن هناك دين اسه السلم يستوجب علينا أن
ندرس شريعة السلم على اعتبار أنا قانون حي ..على اعتبار أنا
قانون لزم للحياة ..فمـا فائدة هذه الحتفالت؟ ..وبقينـا على
هذه الال وكل ما مر الو قت قلّ أملي ف هذه الحتفالت ,لن
الكلم الذي يقال فيهـا "يدخـل مـن أُذن ويرج مـن أُذن" ,ول
نتقدم به شيئا ..أليس هذا هو الق؟ ..نعم هو الق وهو الواقع ,
54
وجاءت أحداث بالبلد أمّل نا في ها خيا ,فلم ين تج عن ها خ ي ,إل
أن وقعت على دعوة الخوان السلمي ,فعلمت أن هذا قبس من
نور ,وأن هذا النور يوشـك أن يهدي الناس كمـا هداهـم أول
المر..
55
أنم جنود ال حقا..
الدعوة السلمية دعوة تشمل الياة كلها ..تدخل على النسان
..تغي من عقيدته كما غيت عقيدة عبدة الوثان وعبدة الناس
..تدخل ف قلوب الناس فتني بصائرهم ..تدخل ف قلوب الناس
فتريهم الق حقا والباطل باطل ..تريهم الق فيتبعونه ,وتريهم
البا طل فيجتنبو نه ,هذه هي دعوة الخوان السلمي ال ت نتحدث
عنها ,ونقيم هذا الحتفال ف القيقة ل لنقول ل م العام الجري
فحسب ,إنا لنبيت شيئا من حقيقة دعوة الخوان السلمي ,ول
أيد أن أطيل ف هذا المر ,إنا أريد أن نرجع إل يوم الجرة فقط
لعرض بعض اعتبارات نستفيدها من الجرة.
56
الدعوة أن يهب ها وينح ها كل وق ته و كل جهده و كل ماله و كل
نفسه ,فل نكتفي بالضور إل الشعبة فيمكث الواحد فيها طول
النهار ,إنا يب أن ينح الدعوة كل وقته ,وليس معن كلمي
الوا حد يدور ف الشوارع ينادي بدعوة الخوان ال سلمي ول أن
ين صرف عن أعماله ول ي عل له من سبيل إل الكلم عن دعوة
الخوان ال سلمي ,ول كن أقول مع ذلك أ نه ي ب أن ي نح دعوة
الخوان كل وقته وكل جهده وكل ماله وكل نفسه ,وذلك بأن
ي قق ف نف سه و ف عمله و ف سائر النشاط الذي يعمله ف يو مه
معلن القرآن العظيم.
ي ب أن ي نح الوا حد هذه الدعوة ..ي نح هذا الد ين كل الو قت
ليحقق الثل العلى الذي بينه القرآن ونن ف هذا الطريق لنا مثل
أعلى ,وفينا من هو مثل أعلى ,وفينا من يصلح وفينا من ل يطيق
,ولكـن كلنـا يريـد الوصـول ل سـبحانه وتعال ,وكلنـا يريـد
الصعود إل جبل ..فمنا من يصل إل القمة ,ومنا من يصل إل
منتصف البل ,ومنا من يظل ف السفح ,ومنا من يبدأ ,لكننا
جيعا لنا وجهة واحدة هي وجهة ال (أَل لِ الدّي ُن الْخَالِصُ).
57
الد ين الالص يقتضي نا أن ف التجارة و ف الزرا عة ,و ف معاملت نا
للناس ,التلميـذ فـ مدرسـته ,الزارع فـ زرعـه يعبـد ال بإتقان
عمله ..ويعبد ال بأن يفكر دائما ف ال حي يعمل العمل فيعمله
لوجهه تعال ,إذن نكون قد منحنا الدعوة كل وقتنا وكل جهدنا
و كل مال نا ,فل يد خل على الياة ز يف من ها ,ول يد خل علي نا
الغرور من أي جانب من جوانب أنفسنا ..فيجب علينا دائما أن
نكون مستغرقي ف دعوة ال سبحانه وتعال كما كان رسول ال
عل يه ال سلم مان ا كل وق ته بالل يل والنهار ,كل حا جة ..كل
عمل من أعماله كان خالصا لوجهه تعال ف تارته ..ف نشاطه
..ف كل عمل من أعماله ..كان خالصا لوجهه تعال ,وكان
يؤدي هذا الوا جب عن ط يب خا طر و هو شغوف به ,في جب
كذلك أن يكون ل نا ف ر سول ال أ سوة ح سنة ,وأن نت جه إل
ال العلي العظيم بكل أنفسنا وكل قلوبنا وبكل أرواحنا وبكل ما
نلك ونع مل لذه الدعوة ,وبذلك ي كن أن نقول أن نا أدي نا شيئا
نلقى ال به بوجه حسن..
58
الدعوة كما سعتم يا إخوان ل تزال كما كانت ف أول المر ,
تفهـا العقبات وتفهـا الصـعاب ..وأراكـم حيـ تشمون طعـم
العاف ية تطمعوا ف هذا ,وتفكروا أن كم و صلتم إل ش يء كبي ..
فأنا أتن لكم الشدائد حت تستحقوا أن تكونوا الخوان السلمي.
فنسأل ال أن يدي علينا الشدائد حت يدي علينا اليان الكامل ,
فل نسـتطيع أن نضـي فـ دعوتنـا إل ال إل إذا أيقنـا أننـا أمام
عقبات كثية و صعوبات ج ة وي ب أن نتاز ها ..وال صعوبات
والعقبات تتجدد كل يوم ليس فقط اليوم ,وليس فقط صعوبات
ـ الكثيـ مـن هذه وعقبات إبراه يم ع بد الادي ,إناـ مازال أمامن ا
ال صعوبات والعقبات , ,في جب علي نا أن نف كر ف ذلك ,وي ب
علينـا أن نكون مسـتعدين لذلك ..ودعوة الخوان السـلمي ل
تتاج إل إل يقظتهـم ,ول تتاج إل إل عنايتهـم بعـد عنايـة ال
بطبيعة الال ,لن دعوة الخوان السلمي أصبحت من الدعوات
ـ ,إنالعاليـة التـ ل يكـن لشخـص مـن الشخاص أن ينال منه ا
دعوة الخوان ل تعـد دعوة جاعـة أو جعيـة فـ مصـر يقال لاـ
الخوان السـلمون ,إناـ أصـبحت دعوة عاليـة ..دعوة يعرفهـا
الشرق والغرب ,دعوة ينتظرها الناس جيعا شرقيهم وغربيهم ..
دعوة ينتظرها السلمون لنقاذهم من كل ما هم فيه من بلء ..
59
ينتظرونا ف مراكش وف تونس وف الغرب القصى وف ليبيا وف
خل يج العرب و ف إندوني سيا و ف ترك يا و ف باك ستان و ف كل
مكان ينتظرون دعوة الخوان ال سلمي ..ويعتقدون أ نه ل سبيل
لنقاذ هم إل بالخوان ال سلمي ,فإذا كان هذا هو اعتقاد الناس
فيكـم ,وإذا كان هذا أمـل الناس فيكـم فيجـب أن تققوا أمـل
الناس ,ويبـ أن تققوا رجاء الناس ,ويبـ أن تتموا بالدعوة
وتتفانوا فيهـا ,وحينئذ ل يسـتطيع أن يسـكم أحـد ,إن دعوة
الخوان ال سلمي ل ست شع با ولي ست مكا تب إدار ية ,ولي ست
مك تب إرشاد ,ولي ست حا جة ا سها جا عة الخوان ال سلمي ,
إنا هي دعوة أصبحت ف القلوب ,ل يكن أن يِلّها إل ال ,قد
تكفل ل بلها ولكن بصيانتها ,أنكم إن فعلتم كنتم ماهدين ف
سبيل ال ,وال تعال وعد الجاهدين بالي الكثي فقال (وَالّذِي نَ
جَاهَدُوا فِينَا لََنهْدَِيّنهُ ْم سُُبلَنَا وَإِنّ الَ لَمَ عَ الْ ُمحْ سِِنيَ) ,فإن فعلتم
ذلك فلينصـركم ال ,وال قد تكفـل بالنصـر ,لن النصـر ليـس
بالكثرة ول بالقلة ,وليس بيد ملوق ,وإنا هو بيد ال تعال ,ف
آيات القرآن الكري جيعا أنه اختص نفسه بالنصر ,فل ينحه إل
لعباده العامليـ ,إل لعباده التقيـ ,إل لعباده الذيـن ينصـرونه
ص ُرهُ إِنّ الَ َل َق ِويّ َعزِيزٌ ,الّذِينَ
ل مَنْ َينْ ُ
صرَنّ ا ُ
وينصرون دينه (وَلََينْ ُ
60
ـ أَقَامُوا الصـّلةَ وَآَتوُا الزّكَا َة وََأ َمرُوا ـ فِـي ا َلرْض ِ ـ مَكّنّاهُم ْ إِن ْ
ل عَاقَِبةُ ا ُلمُورِ).
ف وََن َهوْا عَ ِن الْمُنْ َك ِر وَ ِ
بِالْ َم ْعرُو ِ
فدعوة الخوان السـلمي ل تصـبح لعبـة فـ يـد الناس ,وإناـ
أصبحت حقيقة ف هذا البلد ,وحقيقة ف بلد العال السلمي ,
ول بد من أن ننت صر ,ول بد من أن ننال حق نا وواجب نا بت طبيق
كتاب ال تعال إن عاجل أو آجل..
يا إخوان..
فـ كثيـ مـن الحيان يسـأل الخوان ويسـأل الناس عـن علقتنـا
بالكومات وعلقتنـا باليئة ,وهذا سـؤال أرجـو مـن الخوان
السـلمي أل يكثروا ترديده ..مـا شأننـا بالناس سـؤال ل يبـ
ن سأله كثيا ,فإذا ك نا سائلي ,في جب أن ن سأل أنف سنا أول ما
علقت نا بال تعال ,إذا ك نا ن سأل أنف سنا هذا ال سؤال ونقول ما
علقتنا بال تعال ونقف عند هذه السألة لنرى مقدار علقتنا بال
تعال ,فل نسـأل عـن علقتنـا بالناس أبدا ,إن علقتنـا بال هـي
ال مر الوا جب الن ظر ف يه أول ,ث نترك أمور نا ب عد ذلك على ال
..نعمل الواجب علينا ونسأل عن علقتنا بال ..نعمل مثل ذلك
الراعـي الذي قيـل له :لاذا ل ترس غنمـك ,فقال :أنـا وال
61
أصلحت ما بين وبي ال فأصلح ال ما بي الغنم والذئب ,فإذا ما
اتبع نا هذا القول الك يم ..أتبع نا أل ن سأل إل ال ول نرص إل
على مرضا ته ,فإ نه سيصلح ب ي الذئب وغنم نا ..و مع ذل فإ ن
أراكم تبحثوا وتسألوا.
بناسبة ما قيل أن بي الخوان السلمي وبي رجال اليش سوء
تفا هم أو عدم ان سجام أو عدم تعاون ..أ نا ف الوا قع يا إخوان
أقوال ل كم :ال ق أ ن أب ث عن سبب وا حد يقت ضي هذا القول
فل أجد ف نفسي شيئا مطلقا ,وأنا أتدى كل فرد بذا القول ..
مـا هـو المـر الذي طلب مـن الخوان السـلمي أن يفعلوه فلم
يفعلوه؟ ..ولاـ يكون فيـه غضـب ,نقول سـبب الغضـب على
ماذا؟ ..ماذا طلبتم ؟ ..ما الذي طلبوه منا؟ ..أنا ل أريد أن أقول
ـ واحدا يت فق مع دعوت نا اتفق نا عليـه ول ين فذ! ..بل ل
أن طلب ا
يطلب منـا أي طلب ,فـ الواقـع أن بعـض الناس حل لمـ هذا
الكلم وأخذوا يكررون ف يه ح ت أصـبح حقي قة فـ رؤو سهم ل
غي ها ..عند هم وحد هم لن نا ل ن د له أثرا ف أنف سنا ول ف
تصرفاتنا ,هيئة التحرير ,نن اتفقنا مقدما مع بعض على أن يظل
الخوان هيئة قائمـة بذاتاـ حيـث اعترف بأناـ هيئة مفيدة وهيئة
عاملة ,ول ينكر عملها إل مكابر ,اتفقنا على أنم يريدون إنشاء
62
هيئة ترير ..وهذا أمر ل يهمنا ,لكن ف القيقة ,ل يرجى من
الخوان السلمي ,وإذا قلت :ل يرجى من الخوان أن يساعدوا
على إنشاء هيئة التحر ير ,فذلك لن م أ صحاب دعوة ول ي كن
أن نعيـ دعوة أخرى أو منظمـة أخرى تالف دعوتنـا ..هذا ,
والمر الثان :أننا قد أعطي نا أوامر صارمة للخوان السلمي بأل
يعترضوا مطلقا على إنشاء هيئة التحرير ..بل كان بعض القائمي
ف لقائ هم بالخوان ال سلمي يعاك سون هيئة التحر ير ..ولي سوا
راضي عن هيئة التحرير ..وهذا حقيقة المر ,حقيقة الواقع ..
ل كن من جانب نا نقول ما هو الع مل الوا حد الذي عمله الخوان
السلمون لكي يضايقوا به هيئة التحرير أو يعاكسوها ..ل يوجد
غ ي هذا الكلم ..الكلم الفارغ ..الكلم الذي ل يس ف يه ش يء
من الصحة.
فك نت أعال ه ,ول كن ل يدث ش يء من ذلك مطل قا ..كل ها
إشاعات ..كله كلم ل أ صل له ف القي قة ,بل هو أوهام ف
رؤوس ب عض الناس ,وأوهام ت سمت ف النفوس ح ت ظنوا أن ا
حقي قة ..ل ش يء ف ذلك بالرة ..وإن ا أقول ل كم أ نه ف كل
حالة ,و ف كل حالة تقضي ها الدعوة ..مثل :البلد ف حا جة إل
الدفاع فنحـن مـع اليـش فـ هذا الدفاع ..هناك حاجـة لزرع
63
ال صحراء فن حن م ستعدون لزرع ال صحراء ..هناك حا جة لك نس
الشوارع فن حن م ستعدون إل ك نس الشوارع ..هناك حا جة إل
إضاءة بلمبات كبية و صغية فن حن م ستعدون أن نوقد ها م عا ..
نن مستعدون إل أن نضع يدنا ف يد أي عامل لصحة هذا البلد
لننا ل نعمل لغي ال ..نن ل نعمل شيئا نتملق به أحدا ,ونن
ل نعمل شيئا من أجل شخص معي ,إنا نعمل ل فقط والعمل
ل ل يتلف فيـه اثنان ..تريدون الرب نارب معكـم ,تريدون
ال صلح ن صلح مع كم ..تريدون أي ش يء من هذا فن حن مع كم
لن ا م سائل يقبل ها ال سلم ,نعمل ها بنيات نا ال سلمية ويعمل ها
غينا كيفما أراد..
64
التاد وإل فعـل اليـ ..البلد تتاج إل أعمال كثية جدا ,ول
تتاج لكلمـة واحدة مـن كلمات التثـبيط ,ول تتاج واحدة مـن
كلمات التهديد.
ن ن يا إخوان ل سنا متلفي مع أ حد ,ونريد أن ن د أيدي نا لكل
عامـل فـ البلد ..نريـد أن نيـي موات هذا البلد بجهوداتنـا
ومهودات الناس جيعا ..فقط ل نريد أكثر من ذلك .
وب عد هذا أ ستطيع أن أقول ك ما بدأت :ل سنا ن ن ف غ ضب من
ال يش وإذا كان هناك غ ضب ف ناح ية فل نعر فه .ول كن ل سنا
غاضبي من جهتنا.
إن أغلب ظ ن أنل يو جد غ ضب من ج هة ال يش ..أغلب ظ ن
أن اليهود هم الذين ينشرون هذه القاويل وهي فت إنليزية ,فل
يصـح أن نعيـش على سـاع القوال ,ول يصـح أن نعيـش على
الريـب والظنون ,ول يصـح أن نعيـش على اتام السـرائر ,ول
يصـح أن نعيـش على سـاع كلم مـن الناس ونبنـ عليـه ونعله
حقائق ( ..يَا أَيّهَا الّذِي نَ آمَنُوا إِ ْن جَاءَكُ مْ فَا ِسقٌ بَِنبَأٍ َفتَبَيّنُوا أَ نْ
جهَالَ ٍة فَُتصْبِحُوا َعلَى مَا َفعَ ْلتُمْ نَا ِد ِميَ).
ُتصِيبُوا َقوْما بِ َ
65
ل يبق إل أن أؤكد عليكم أن النسان ل يدعو بالطب مثلما قال
الزم يل سيد ق طب ,ول يد عو باللسان ,إن ا ي ب أن تتم ثل في نا
أخلق القرآن فـ جاعـة السـلمي فهذا حسـبهم ,لنمـ يدلون
الناس على أن الدعوة السـلمية قـد بلغـت مـن نفوسـهم البلغ
الطلوب والبلغ الرجـو ,وعلموا أن دعوة السـلم حـق ,وأناـ
ت صلح من النفوس مال ي صلحه أي قانون ف البلد ..ن ن ف بلد
أصـبحت توطهـا حالة عسـية جدا لن تربيـة الخوان السـلمي
ليست بينة .
67
- 7رسـالة الطـلب
68
فإن هذا الور حري أن يعقبنا بطء ف الدراك وقلة ف التصور.
بذا النظام الذي نتوخاه مـن حياتنـا نسـتطيع أن نثـب إل المام
وثبات مباركـة ,وليعلم كـل واحـد منـا أن انصـرافه إل الدرس
وعكوفـه على طلب العلم عبادة مـن أج ّل العبادات وقربـ إل ال
تعال من أج ّل القرب ,وعمل لدعوة السلم من أفضل العمال
...ذلك بأننا إذا أردنا أن نقيم دولة السلم فلنقمها ـ فيما تقام
عليه ـ على العلم النافع الذي يب أن نفيده من غينا أو بأنفسنا
,والكمة ضالة الؤمن يأخذها حيث يدها ,ورسول ال صلى
ال عليـه وسـلم يقول( :ل طلعـت علي شسـ يوم ل أزدد فيـه
علما).
69
ولت كن معاملت نا لخوان نا من اليئات الخرى م ا يرت فع به الع ن
الزب من نفوسنا ونفوسهم لننا أصحاب دعوة إل كتاب ال ,
وهـي دعوة يبـ أن تطمئن إليهـا القلوب عاجل أو آجل ,فل
ينبغي لحدنا أن يصد عنها إنسانا با ينفره منها ,ويبعده عنها ,
بل ينب غي أن نع مل الناس بال سن ,ونب صرهم بالكل مة الطي بة ,
ومن ل يقتنع اليوم فسيقتنع غدا إن شاء ال.
ح سََن ُة وَل ال سّيَّئةُ ادَْف عْ بِالّتِي هِ يَ أَ ْح سَنُ فَِإذَا الّذِي
(وَل َت سَْتوِي الْ َ
ك وََبيْنَ هُ عَدَا َوةٌ كََأنّ ُه وَلِيّ حَمِي ٌم َ ,ومَا يَُلقّاهَا إِل الّذِي َن صََبرُوا
َبيْنَ َ
َومَا يَُلقّاهَا إِل ذُو َحظّ عَظِيمٍ)
والسلم عليكم ورحة ال وبركاته..
حسـن الضـيب
70
- 7تذكـرة الخـوان
71
مـن أجـل ذلك كانـت باجـة إل جهاد قوم مؤمنيـ يلصـون ل
دين هم ويهبو نه أرواح هم طي بة بذلك نفو سهم ,ل تزيد هم ال حن
إل ثباتـا على حقهـم وازدراء لباطـل خصـومهم ,وكانوا فـ
عزائمهـم أشـد وأقوى ,وإل ربمـ أقرب وأدنـ ,وبانتصـارهم
يؤمنون ,وعلى ربم يتوكلون ( ..حَتّى ِإذَا ا ْستَيَْأسَ الرّ سُ ُل وَظَنّوا
صرُنَا َفنُجّ َي مَ نْ َنشَاءُ وَل ُي َردّ بَ ْأ ُسنَا عَ نِ
أَّنهُ مْ قَدْ كُ ِذبُوا جَا َءهُ مْ نَ ْ
ج ِرمِيَ).اْل َق ْومِ الْ ُم ْ
72
حقّ وََأنْتُ ْم َتعْلَمُونَ).
وَتَ ْكتُمُونَ الْ َ
ق يل :يا ر سول ال ..أيكون الؤ من جبا نا؟ ..قال :ن عم ,ق يل:
أيكون بيل؟ ..قال:نعم ,قيل :أيكون كذابا؟ ..قال :ل ِ( ..إنّمَا
ك هُمُ اْلكَاذِبُونَ).
ل وَأُولَِئ َ
َيفَْترِي الْكَ ِذبَ الّذِينَ ل ُي ْؤمِنُونَ بِآياتِ ا ِ
فل تنوا ول تزنوا ..فلن يبلغ الكذب من دعوت كم شيئا ,إن كم
ُسـَلنَا
ْصـرُ ر ُ
على القـ بإذن ال ,ولن يلف ال وعده ِ( ..إنّاـ لَنَن ُ
حيَاةِ الدّنْيَا َوَي ْومَ َيقُومُ الَ ْشهَادُ).
وَالّذِي َن آمَنُوا فِي الْ َ
73
أيها الخوان ...
(اصِْبرُوا َوصَاِبرُوا َورَابِطُوا وَاّتقُوا الَ َلعَلّكُ ْم ُتفْلِحُونَ)
74