You are on page 1of 74

‫رســائل المام الرشد‬

‫حســن الهضـــيبي‬

‫الرشد الثان للخوان السلمي ف الفترة (‪-1950‬‬


‫‪1973‬م)‬

‫نـو النــور‬
‫‪www.lewaeddin.4t.com‬‬
‫الفهرس‬

‫تعريف بالمام الرشد ‪3 .................................‬‬

‫‪ – 1‬تية وواجب ‪6 ...................................‬‬

‫‪ – 2‬دســتورنا ‪8 ...................................‬‬

‫‪ -3‬ف ذكرى الولـد ‪21 ...............................‬‬

‫‪ – 4‬ف ذكرى غزوة بدر ‪36 ............................‬‬

‫‪ – 5‬ف ذكرى الجـرة ‪53 .............................‬‬

‫‪ – 6‬رسـالة الطلب ‪68 ...............................‬‬

‫‪ – 7‬تذكرة الخـوان ‪71 ..............................‬‬

‫‪2‬‬
‫تعريف بالمام الرشد حسن الضيب رحه ال‬

‫ولد حسن الضيب ف عرب الصوالة مركز شبي القناطر مافظة‬


‫القليوبية عام ‪ 1309‬هجرية الوافق لعام ‪ 1891‬ميلدية ‪.‬‬
‫قرأ الن ف كتاب القرية‪.‬‬
‫الت حق بعد ها بالز هر الشر يف ل ا كان يلوح ف يه من روح دين ية‬
‫وتقى مبكر‪.‬‬
‫ث تول إل الدرا سة الدن ية ح يث ح صل على الشهادة البتدائ ية‬
‫عام ‪.1907‬‬
‫الت حق بالدر سة الديو ية الثانو ية وح صل على شهادة البكالور يا‬
‫عام ‪.1911‬‬
‫التحق بدرسة القوق وترج فيها عام ‪.1915‬‬
‫قضى فترة التمرين بالحاماة بالقاهرة حيث ترج ماميا‪.‬‬
‫عمـل فـ حقـل الحاماة فـ مركـز شـبي القناطـر لفترة قصـية ‪,‬‬
‫ور حل من ها إل سوهاج ‪ ,‬وب قي في ها ح ت عام ‪ 1924‬ح يث‬
‫التحق بسلك القضاء‪.‬‬
‫كان أول عمله بالقضاء بقنا وانتقل إل نع حادي عام ‪1925‬‬
‫ث إل النصورة عام ‪ 1930‬وبقي ف النيا سنة واحدة ث انتقل‬

‫‪3‬‬
‫إل أ سيوط فالزقاز يق فاليزة عام ‪ 1933‬ح يث ا ستقر سكنه‬
‫بعدها ف القاهرة‪.‬‬
‫تدرج فـ مناصـب القضاء فكان مديـر إدارة النيابات فرئيـس‬
‫التفتيـش القضائي فمسـتشارا بحكمـة السـتئناف فمسـتشارا‬
‫بحكمة النقض‪.‬‬
‫استقال من سلك القضاء عام ‪ 1950‬بعد انتخابه ليكون مرشدا‬
‫عاما وبايعه الخوان السلمون جيعا ف مقار شعبهم‪.‬‬
‫اعتقل للمرة الول مع إخوانه ف ‪ 13‬يناير عام ‪ 1954‬وأفرج‬
‫عنـه فـ شهـر مارس مـن نفـس السـنة ‪ ,‬حيـث زاره كبار ضباط‬
‫الثورة معتذرين‪.‬‬
‫اعتقل للمرة الثانية أواخر عام ‪ 1954‬حيث حوكم وصدر عليه‬
‫الكم بالعدام ث خفف إل الؤبد‪.‬‬
‫نقل بعد عام من السجن إل القامة البية لصابته بالذبة ولكب‬
‫سنة‪.‬‬
‫رفعت عنه القامة البية عام ‪.1961‬‬
‫أع يد اعتقاله يوم ‪ 23‬أغ سطس سنة ‪ 1965‬ف ال سكندرية‬
‫وحو كم بته مة إحياء التنظ يم ر غم أ نه كان قد جاوز ال سبعي ‪,‬‬
‫اخرج خلل ا لدة خ سة ع شر يو ما إل ال ستشفى ث إل داره ث‬

‫‪4‬‬
‫أعيد لتام سجنه‪.‬‬
‫مددت مدة سجنه حت تاريخ ‪ 15‬أكتوبر عام ‪ 1971‬حيث‬
‫ت الفراج عنه‪.‬‬
‫انت قل إل رح ة ر به تعال ف ال ساعة ال سابعة صباح يوم الم يس‬
‫‪ 14‬شوال ‪ 1393‬هجرية الوافق ‪ 11‬نوفمب سنة ‪1973‬‬
‫عن عمر يناهز الثانية والثماني عاما ‪ ..‬رحه ال رحة واسعة ‪..‬‬
‫وأسكنه فسيح جناته ‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ - 1‬تيــة وواجــب‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَـنِ الرّحِيـمِ‬


‫أيها الخوان ‪..‬‬
‫أحييكم أحسن تية وأرجو أن أبعث إليكم جيعا بب ووفائي ‪..‬‬
‫وأدعو ال أن يعيننا على ما فيه خي دعوته وإعلء كلمته ويهدينا‬
‫صراطه الستقيم ‪..‬‬

‫إن عليكم واجبا ‪ ..‬وعلينا واجبا ‪..‬‬


‫فأمـا واجبنـا ‪ ..‬فأن نكون عامليـ لدعوة الخوان السـلمي مـا‬
‫وسعنا الهد ‪ ,‬مستعيني بكل مقبل علينا راغب ف معاونتنا باذل‬
‫نفسه وماله ‪ ,‬ومن ل يد ف نفسه هذا القبال وتلك الرغبة فليس‬
‫له أن يدعي الخوة ف ال ‪.‬‬
‫وأما واجبكم يا إخوان ‪ ..‬فهو أن تعيشوا ف القرآن تتلونه تلوة‬
‫تدبر وفهم وإمعان ‪ ,‬وتتخذونه منهجا لكم ف حياتكم ‪ ,‬وتققون‬
‫ما أمكنكم تقيقه من أوامره ونواهيه ‪ ,‬وأن تعلوا الخوة والب‬
‫شعاركـم ‪ ..‬فعليهـا تقوم اللفـة بينكـم ‪ ,‬وأن تتنبوا اللغـو مـن‬
‫الكلم ‪ ,‬ول تذكروا أحدا بسـوء ‪ ,‬ول تبغضوا مـن يالفكـم فـ‬

‫‪6‬‬
‫رأي ‪ ,‬وقابلوا إ ساءة الناس بر فق ‪ ..‬فالر فق ما د خل ف ش يء إل‬
‫زانه ‪ ,‬وليؤد كل منكم حق الدعوة عليه ‪ ,‬ويبذل نفسه وماله ف‬
‫سبيلها ‪ ,‬ويقوم ف شعبته با يُعهد إليه متسبا ف ذلك وقته وجهده‬
‫ل ‪..‬‬
‫وال يفظكم ويرعاكم‬
‫أخـوكم‪ :‬حسـن الضيب‬
‫الرشد العام للخوان السلمي‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 2‬دســـتورنـا‬
‫بِســمِ الِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ‬

‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال ‪...‬‬

‫القرآن دستورنا‬
‫ف هذه اليام الت يكثر فيها الكلم عن الدستور ‪ ,‬ولنة الدستور‬
‫‪ ,‬وكيفية وضعه ‪ ,‬وماذا ينص عليه فيه ‪ ,‬يتساءل الناس عن معن‬
‫قول الخوان السـلمي‪( :‬القرآن دسـتورنا) ‪ ,‬ومكان هذا الكلم‬
‫من الدستور الرتقب ‪ ,‬وما ينبغي أن يكون عليه الدستور الديد‬
‫حت يكون متفقا مع ما جاء بالقرآن الكري من أحكام‪.‬‬
‫ليست دعوة الخوان السلمي شيئا جديدا ‪ ,‬وإنا هي الدعوة الت‬
‫أمر نا ال تعال ب ا إل آ خر الزمان (وَلْتَ ُك ْن مِنْكُ مْ ُأمّةٌ يَ ْدعُو نَ إِلَى‬
‫ـ الْ ُمنْ َكرِ) (آل عمران‪:‬‬ ‫ـ عَن ِ‬ ‫ـ وََيْن َهوْن َ‬
‫ـ بِالْ َم ْعرُوف ِ‬
‫اْلخَْي ِر وَيَ ْأ ُمرُون َ‬
‫‪ , )104‬وقـد أذن ال لذه الدعوة أن تنشـأ فـ مصـر ثـ تتاز‬
‫حدودهـا إل جيـع البلد السـلمية ‪ ,‬حتـ ل يعـد (الخوان‬
‫السلمون) اسا لمعية أو هيئة ف مصر ‪ ,‬ولكنه أصبح علما على‬

‫‪8‬‬
‫بعـث فكرة السـلم الاص النقـي ‪ ,‬ونضـة السـلمي فـ جيـع‬
‫مشارق الرض ومغاربا‪.‬‬
‫ولا كان هذه البعث ل يتفق مع ما وقع فيه السلمون ـ بسبب‬
‫تركهم دينهم وعدم اتباع أوامره ونواهيه والخذ بفضائله ـ من‬
‫ج هل وذل وا ستعباد ‪ ,‬كان أعداء ال سلم وال ستعمرون وطلب‬
‫النافع الرام والهلة من كباء السلمي حربا على دعوة الدين ‪..‬‬
‫يشوهون من مقا صدها ‪ ,‬وين سبون ل ا ما ل يس من ها ‪ ,‬بالكذب‬
‫والفتراء وتزي يف الوقائع ‪ ,‬ح ت ل قد أ خبن ب عض العائد ين من‬
‫ال سويد أن الرائد نشرت صور ن فر من الناس مقطو عي اليدي‬
‫يظـن أنمـ مـن مشوهـي الرب ‪ ,‬وكتبـت تتهـا‪ :‬هكذا يقطعون‬
‫اليدي فـ القاهرة مـن أجـل السـرقة‪ .‬وأخـبن بعـض مراسـلي‬
‫الصـحف الجنبيـة أن القوم فـ إنلترا يعتقدون أن دعوة الخوان‬
‫السـلمي هـي دعوة إل ترك جيـع مظاهـر الدنيـة والرجوع إل‬
‫معيشة البدو ف الصحراء ‪ ...‬فرأيت لذلك أن أعب عما يكن أن‬
‫يشتمل عليه الدستور الديد من مبادئ مأخوذة من القرآن‪.‬‬

‫وقبـل ذلك يبـ أن نعلم أن القرآن ل يقـم على القوانيـ ومـا‬


‫اشتملت عليه من عقوبات ومعاملت وعبادات فقط ‪ ,‬فإن القرآن‬

‫‪9‬‬
‫نوـ سـتة آلف آيـة ومموع آيات الحكام فيـه ل يزيـد عـن‬
‫ـ كثيا ل يتلف ل‬ ‫خسـمائة آ ية ف صلها العلماء وبنوا علي ها فقه ا‬
‫يتلف إل ف قليل عن أحكام العصور الديثة‪.‬‬
‫وإن ا قام القرآن على تذ يب الخلق وتزك ية النفوس وتطهي ها ‪,‬‬
‫وإ صلح الجت مع من الفا سد والع مل على سد الذرائع للجرائم‬
‫كلية ‪ ,‬وما العقوبات الت وردت فيه إل عقوبات صارمة ‪ ,‬الغرض‬
‫من ها كف الناس عن ال شر إن ل يث مر في هم التهذ يب وتاوزوا‬
‫حدهم بعد أن استوفوا حقوقهم‪.‬‬
‫فنحن حي نطالب بالعمل بالكتاب وسنة رسول ال ل نسعى من‬
‫وراء ذلك إل ت طبيق الحكام الواردة ف القرآن فح سب ‪ ,‬ولكن نا‬
‫نرجو أن يعل القرآن منهاجا يسار عليه ف الياة يطبق بذافيه‪.‬‬
‫وكان هذا ح سبنا من كل د ستور آ خر لن القرآن هو الد ستور‬
‫الكامـل الشامـل الذي ل يترك صـغية وكـبية فـ بناء المـة إل‬
‫عال ها ‪ ,‬تارة بالتف صيل ‪ ,‬وتارة بالجال تار كا ل ا أن ت ضي ف‬
‫التفا صيل على ما تقض يه م صالها ول تتعارض مع ال صول ال ت‬
‫وضعها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫هل الكم بالقرآن فرض؟‬
‫ولنذ كر اليات الت تدل على أن الخذ بكتاب ال فرض علي نا ل‬
‫يق لنا أن نتحلل منه بأي وجه من الوجوه ‪ ,‬ول ينبغي أن نتعلل‬
‫فــ عدم تطــبيقه بالظروف والناســبات ‪ ,‬لن هذه الظروف‬
‫واللبسات من فعلنا ويب العمل على إزالتها ‪.‬‬
‫هذه هي اليات فاقرأها إن شئت‪:‬‬

‫ـ (يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُوا أَطِيعُوا الَ وَأَطِيعُوا الرّ سُو َل وَأُولِي ا َل ْمرِ‬
‫مِنْكُ مْ فَإِ نْ تَنَا َز ْعتُ ْم فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى الِ وَالرّ سُولِ إِ نْ ُكنْتُ مْ‬
‫ْسـ ُن تَ ْأوِيلً) (النسـاء‪:‬‬ ‫ِكـ َخْي ٌر وَأَح َ‬ ‫ْمـ ال ِخ ِر ذَل َ‬ ‫ُونـ بِالِ وَاْلَيو ِ‬‫ُت ْؤمِن َ‬
‫‪.)59‬‬
‫ـ (وَاعَْتصِمُوا بِحَْبلِ الِ َجمِيعا وَل َت َفرّقُوا) (آل عمران‪.)103:‬‬
‫ص الَ َورَ سُوَلهُ َويََتعَدّ حُدُودَ هُ يُ ْدخِلْ هُ نَارا خَالِدا فِيهَا‬ ‫ـ ( َومَ نْ َيعْ ِ‬
‫وََلهُ عَذَابٌ ُم ِهيٌ) (النساء‪.)14:‬‬
‫ـ (وَأَْنزَلْنَا إِلَيْ كَ الْكِتَا بَ بِالْحَقّ مُ صَدّقا لِمَا بَيْ َن يَدَيْ ِه مِ نَ الْ ِكتَا بِ‬
‫َو ُمهَيْمِنا عََليْ هِ فَاحْكُ مْ بَْيَنهُ مْ بِمَا َأْنزَلَ الُ وَل تَتّبِ عْ َأ ْهوَا َءهُ ْم عَمّ ا‬
‫جَاءَ َك مِنَ اْلحَقّ) (الائدة‪.)48:‬‬
‫ـ (وَأَنِ ا ْحكُمْ بَْيَنهُمْ بِمَا َأْنزَلَ الُ وَل َتتّبِعْ َأ ْهوَا َءهُمْ وَاحْ َذ ْرهُمْ أَنْ‬

‫‪11‬‬
‫َيفِْتنُو َك عَ نْ َبعْ ضِ مَا أَْنزَ َل الُ ِإلَيْ كَ َفإِ نْ َت َوّلوْا فَا ْعلَ مْ َأنّمَا ُيرِي ُد الُ‬
‫ض ذُنُوِبهِمْ وَإِنّ َكثِيا مِ َن النّاسِ َلفَا ِسقُونَ ‪ ,‬أَفَحُ ْكمَ‬ ‫أَنْ يُصِيَبهُمْ بَِبعْ ِ‬
‫اْلجَاهِِليّ ِة يَْبغُو َن َومَ نْ أَ ْح سَ ُن مِ نَ الِ حُكْما ِل َقوْ مٍ يُوقِنُو نَ) (الائدة‪:‬‬
‫‪.)50-49‬‬
‫ب مُفَ صّلً‬ ‫ـ (َأَفغَْيرَ الِ أَْبَتغِي حَكَما َو ُهوَ الّذِي َأْنزَلَ إِلَيْ ُك مُ الْكِتَا َ‬
‫وَالّذِي نَ آَتيْنَاهُ مُ الْكِتَا بَ َيعْلَمُو نَ َأنّ ُه مَُنزّ ٌل مِ ْن رَبّ كَ بِالْحَقّ فَل‬
‫تَكُونَ ّن مِنَ الْمُ ْمَترِينَ) (النعام‪.)114:‬‬
‫صرَاطِي مُ سَْتقِيما فَاتِّبعُو ُه وَل تَتِّبعُوا ال سّبُلَ َفَت َفرّ قَ‬ ‫ـ (وَأَنّ هَذَا ِ‬
‫بِكُ ْم عَ ْن سَبِيِلهِ ذَِلكُ ْم َوصّاكُمْ ِبهِ َلعَلّكُمْ َتّتقُونَ) (النعام‪.)153:‬‬
‫ـ ( َوهَذَا كِتَا بٌ َأْنزَلْنَا ُه مُبَارَ ٌك فَاتِّبعُو ُه وَاّتقُوا َلعَلّكُ مْ ُترْ َحمُو نَ)‬
‫(النعام‪.)155:‬‬
‫ج مِنْهُ لُِتنْ ِذرَ‬
‫ـ (الص ‪ ,‬كِتَابٌ ُأْنزِلَ ِإلَيْكَ فَل يَكُنْ فِي صَ ْدرِكَ َحرَ ٌ‬
‫بِ ِه َوذِ ْكرَى لِلْ ُم ْؤمِنِيَ ‪ ,‬اتِّبعُوا مَا ُأْنزِلَ إِلَيْ ُك مْ مِ ْن رَبّكُ ْم وَل تَتِّبعُوا‬
‫ل مَا تَذَ ّكرُونَ) (لعراف‪.)3-1:‬‬ ‫مِنْ دُوِنهِ َأوِْليَاءَ قَلِي ً‬
‫ـ ( َومَ نْ لَ مْ يَحْكُ ْم بِمَا أَْنزَ َل الُ فَأُوَلئِ كَ هُ ُم الْكَاِفرُو نَ) (الائدة‪:‬‬
‫‪.)44‬‬
‫ك هُ ُم الظّالِمُو نَ) (الائدة‪:‬‬ ‫ـ ( َومَ نْ لَ مْ َيحْكُ ْم بِمَا أَْنزَلَ الُ فَأُوَلئِ َ‬
‫‪.)45‬‬

‫‪12‬‬
‫ـ ( َومَ نْ لَ مْ يَحْكُ ْم بِمَا أَْنزَ َل الُ فَأُوَلئِ كَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ) (الائدة‪:‬‬
‫‪.)47‬‬
‫ـ (إِنّ الّذِي نَ ُيحَادّو نَ الَ َورَ سُوَلهُ كُِبتُوا كَمَا ُكبِ تَ الّذِي نَ مِ نْ‬
‫ب ُمهِيٌ) (الجادلة‪:‬‬ ‫ت وَلِ ْلكَاِفرِي نَ عَذَا ٌ‬
‫َقبِْلهِ ْم وَقَدْ َأْنزَلْنَا آيَا تٍ َبيّنَا ٍ‬
‫‪..)5‬‬
‫هذه آيات بينات فيها أقطع برهان على وجوب الكم بكتاب ال‬
‫‪ ,‬ول يقول بغي ذلك إل من رضي لنفسه بالكفر والظلم والفسق‬
‫‪ ,‬ومادة ال ورسوله وعدم العتصام ببل ال ‪ ..‬فهو قليل الظ‬
‫من التوفيق والداية‪.‬‬

‫أحـكام القـرآن‬
‫اشت مل القرآن ـ في ما اشت مل عل يه ـ على أحكام عمل ية ي كن‬
‫تلخيصها فيما يأت‪:‬‬

‫‪ – 1‬العبادات‪:‬‬
‫وهي ما شرعه ال لتنظيم علقته بلقه كالصلة والصوم والزكاة‬
‫والصدقات والج‪ ...‬ال‬

‫‪13‬‬
‫‪ – 2‬العاملت‪:‬‬
‫وهـي الحكام التـ تنظـم علقـة الناس بعضهـم ببعـض ‪ ,‬وتقيـم‬
‫الروابط بينهم على العدل والرحة والتعاون والحبة ‪ ,‬ورفع أسباب‬
‫الضر والعدوان ‪ ,‬واجتلب الي والنفعة للناس جيعا ‪ ,‬ويدخل ف‬
‫ذلك نوعان‪:‬‬
‫العاملت الدن ية‪ :‬من ب يع وإجارة ور هن وشر كة ‪ ..‬ال ‪ ,‬وهذه‬
‫القوان ي ف الشري عة كأحدث القوان ي ف الع صر الا ضر ‪ ,‬إل ما‬
‫حرم ال فهو حرام إل يوم القيامة‪.‬‬
‫والحوال الشخصـية‪ :‬مـن زواج وطلق وعدة وثبوت نسـب ‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬وهذه وقد أمرنا فيها بترك الناس وما يدينون فإن جاءوا إلينا‬
‫حكمنا عليهم با أنزل ال‪.‬‬

‫‪ – 3‬العقوبات‪:‬‬
‫وقد شرعت لفظ حياة الناس وأعراضهم وأموالم ‪ ,‬تأديبا للناس‬
‫وزجرا لم عن ارتكاب الرائم مثل عقوبات القتل والسرقة وقطع‬
‫الطريق وأهل الفساد والزنا والقذف أي القصاص والدود‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ – 4‬أحكام نظمت العلقة بي الاكم والحكوم‪:‬‬
‫وبيان حقوق ول المـر على الرعيـة ‪ ,‬وحقوق الرعيـة على ول‬
‫المر ‪ ,‬وأحكام الشورى والعدل والساواة بي الناس‪.‬‬

‫‪ – 5‬وأحكام شرعت للحرب والقتال‪ :‬وتنظيم العلقة السلمي‬


‫بغي السلمي‪..‬‬

‫علقة الاكم بالحكوم‬


‫ول ا كان هذا الد ستور الراد وض عه ين ظم عل قة الا كم بالحكوم‬
‫جريا على ما تري عليه المم الغربية وتسب أنا سباقة إليه كما‬
‫يسب جهلة السلمي ‪ ,‬فليس من المتنع علينا أن نضع الحكام‬
‫من القرآن و نبز في ها العا ن اله مة ال ت تقوم علي ها حياة ال مة‬
‫وصلح حالا‪.‬‬
‫ــ فينـص فيـه على أن المـة تتار الاكـم لدة مدودة أو غيـ‬
‫مدودة على أن يكون ما سبا ل يس ف قط على أعماله ال سياسية بل‬
‫على أعماله النائية والدنية ‪ ,‬وياكم أمام أية مكمة عادية ‪ ,‬بل‬
‫إن لي إن سان أن ير فع عل يه الدعوى أمام الحا كم ‪ ,‬فال سلم ل‬

‫‪15‬‬
‫يعرف فـ ذلك كـبيا ول صـغيا كلهـم عنده سـواسية كأسـنان‬
‫الشط‪.‬‬
‫ـ وكذلك ي نص ف يه على أن القوان ي ت صدرها شرائع ال سلم ‪,‬‬
‫وشرائع ال سلم من الطول والعرض ب يث تت سع لحكام الزمان‬
‫جيعا ‪ ,‬فما اتفق منها مع أصولا كان شرعا بإقرار ول المر له ‪,‬‬
‫و ما ل يت فق أطرحناه اعتقادا م نا بأن ال ما أراد ل نا أن نتجن به إل‬
‫لي أراده لنا‪.‬‬
‫ـ وي نص على وجوب تعل يم الر جل والرأة شرائع ال سلم على‬
‫السواء ‪ ,‬أما العلوم الخرى فهي فرض كفاية يتحمل السلمون إث‬
‫التقصي ف تصيلها إل أن يصلها من بينهم من يفي باجة المة‬
‫ف كل فرع وفن‪.‬‬
‫ـ وينص على حق الفقراء جيعا من السلمي وغي السلمي ف‬
‫العمل وف السكن وف اللبس والأكل‪.‬‬
‫ــ وينـص فيـه على احترام الديان الخرى وحريـة أهلهـا فـ‬
‫عقائدهم ‪ ,‬وعصمة أرواحهم وأعراضهم وأموالم إل بالق‪.‬‬
‫ولست ف ذلك أضع مواد الدستور فذلك مال آخر ‪ ,‬وإنا أشي‬
‫إل بعض السائل الت يظنها الناس من ميزات العصر الاضر وما‬
‫هي كذلك ‪ ,‬وإنا هي من قواعد السلم وأصوله ‪ ,‬يأث تاركها‬

‫‪16‬‬
‫ويعاقبه ال على عصيانه فيها ولو كانت العصية بينه وبي نفسه‪.‬‬

‫التربية الدينية هي الساس‬


‫قلت إن ال سلم ل ي قم نظا مه على العقوبات بل قام ف حقي قة‬
‫المر على تذيب النفس وتطهي القلب‪.‬‬
‫وقد قال الرسول عليه السلم‪( :‬ما تركت من خي إل وأمرتكم به‬
‫‪ ,‬وما تركت من شر إل ونيتكم عنه) ‪ ,‬فالتربية كفيلة بتنشئة الرء‬
‫على حب الي ومساعدة الناس ومودتم والحسان إليهم ‪ ,‬وهي‬
‫التـ تلق فيـه روح التسـامح وتبعده مـن روح البغـي ‪ ,‬وكلمـا‬
‫تعصـب السـلم لعقيدتـه بعـد عـن التعصـب ضـد الناس واحترم‬
‫عقائد هم وأموال م وأعراض هم وأرواح هم ‪ ,‬أ ما العقوبات ف هي ل‬
‫تأ ت إل ف القام الخ ي لن ا إن ا وض عت لشواذ الناس الذ ين ل‬
‫تردهم الوعظة السنة‪.‬‬
‫والديان كلهـا سـواء فـ ذلك ‪ ,‬فإذا طالبنـا بكـم القرآن فإننـا‬
‫نطالب ب ا أ مر ال به ف سائر الديان من الفضيلة والن هي عن‬
‫الرذيلة ‪ ,‬والبغي دائما يصاحب الهل ‪ ,‬والعتداء ل يتأتى إل من‬
‫عدم الشعور بالواجـب ‪ ,‬وإنـه ليـ للمسـلمي والسـيحيي أن‬
‫يتهذبوا بتهذ يب دين هم ح ت يلتقوا على ال ي والفضيلة ‪ ,‬وي ب‬

‫‪17‬‬
‫على الكومـة أن تُدخـل هذا التعليـم بصـورة جديـة فـ الدارس‬
‫البتدائية والثانوية للمسلمي والسيحيي على السواء‪.‬‬

‫الحوال الشخصية لغي السلمي‬


‫إن ما أتى به السلم فيما يعتب من العاملت ما يسمى بقواني‬
‫الحوال الشخصـية ‪ ,‬وهذا ل ينطبـق على السـيحيي ول على‬
‫غي هم بل ينط بق على ح كم ديانت هم ‪ ,‬لذلك أمر نا بترك هم و ما‬
‫يدينون ‪ ,‬فماداموا متفقي على التحاكم فليس لنا بم شأن ‪ ,‬وأما‬
‫إذا جاءونا فإننا نكم بينهم با أنزل ال‪.‬‬

‫العاملت‬
‫وأ ما العاملت م ثل الب يع والجارة والر هن فل يس للم سيحية في ها‬
‫نصوص ‪ ,‬لذلك كان الخذ با تراه الغلبية ف مصلحتها واجبا ‪..‬‬
‫يأخذه السلمون على أنه دين ‪ ,‬ويأخذه السيحيون على أنه قانون‬
‫‪ ,‬ولعله من الي لم أن يأخذه السلمون على إنه دين لن هذه‬
‫الفكرة تعصمهم من الزلل ف تنفيذه ‪ ,‬وعي ال الساهرة ترقبهم ل‬
‫رهبة الاكم الت يكن التخلص منها ف كثي من الحيان ‪ ,‬على‬
‫أن العاملت ف شري عة ال سلم غا ية ف ال سمو والعدالة ‪ ,‬ول يس‬

‫‪18‬‬
‫للمسيحيي أن يشكوا من أنا ترم الربا ‪ ,‬فهو مرم ف ديانتهم ‪,‬‬
‫و قد أقام ال سيحيون على ذلك ثل ثة ع شر قر نا ‪ ,‬ح ت أ صبحت‬
‫شرائع ال سلم ف هذه الناح ية بالن سبة ل م ف هذه الناح ية شرائع‬
‫قومية‪.‬‬

‫العقـوبات‬
‫وأمـا العقوبات ‪ ..‬فأكثـر مـا يعترض باـ علينـا قطـع يـد السـارق‬
‫ورجم الزان الحصن ‪ ,‬وقد بينا ف كثي من الناسبات أنه ل تقطع‬
‫يد سارق إل إذا ا ستوف ح قه من التعل يم و من ال سكن والأ كل‬
‫والعلج ‪ ,‬وسداد دينه إذا كان مدينا ‪ ,‬ولذلك ل يثبت ف تاريخ‬
‫السلم أن قطعت أيدي أكثر من ستة أشخاص ‪ ,‬ورهبة العقوبة‬
‫مانعة من التعدي‪.‬‬
‫وأما حد الزنا فحسبنا أنه ل يثبت ول مرة واحدة بشهادة الشهود‬
‫ـ و هم أربعة ل بد أن يروا رأي العي ـ فهذه عقوبات تديدية‬
‫ل كي تبي للناس فدا حة الرم إن هم أقدم عل يه ‪ ,‬وعادلة لن ا ل‬
‫تطبـق إل فـ متمـع إسـلمي متكامـل توافرت فيـه دعائم التربيـة‬
‫السليمة ‪ ,‬وأسباب الستقرار الجتماعي الادي والدب‪.‬‬
‫ووراء الدود القليلة ـ الت نص عليها الكتاب وبينتها السنة ـ‬

‫‪19‬‬
‫باب واسع لنظام العقوبة ف السلم اسه (التعزير) استفاضت فيه‬
‫بوث فقهاء السلم ‪ ,‬وبلغت حدا من الغن والدقة يعز معها على‬
‫دارس القانون أن يرى جهل السلمي وغفلتهم عن الستفادة منها‬
‫‪ ,‬وآراء الفقهاء ال ت تقا بل الراء العمول ب ا ف القوان ي القائ مة ‪,‬‬
‫فماذا علينا لو تلمسنا الرأي النفع فيما عندنا قبل أن نتسول من‬
‫عند غينا ‪ ,‬فنكون بذلك قد أرضينا ربنا الذي قال‪( :‬وَأَ ِن احْكُ مْ‬
‫َبيَْنهُ مْ بِمَا َأْنزَلَ الُ) (الائدة‪ , )49:‬ول ي قل ب ثل ما أنزل ال ‪,‬‬
‫ونكون كذلك قد حفظنا لمتنا عزتا القومية ‪ ,‬وأمانتها ف رعاية‬
‫الياث العزيز الذي ألقاه التاريخ أليها ‪..‬‬
‫وبعد ‪ ,‬فإ نه ي ب أن يتبي الناس أغراضنا من الدعوة إل السلم‬
‫والكـم بشرائعـه ‪ ..‬إناـ الدعوة إل العلم والعمـل ‪ ,‬وإل النظام‬
‫الليـ الحكـم فـ ماربـة الهـل والرذيلة والرض ‪ ...‬دعوة إل‬
‫الطهر والستقامة والي للناس كافة ‪..‬‬
‫وال يتولنا بتأييده ‪..‬‬
‫حسـن الضـيب‬

‫‪ - 3‬ف ذكـرى الولـد‬

‫‪20‬‬
‫أل قى فضيلة الر شد العام ال ستاذ ح سن الض يب هذا الطاب ف‬
‫الحتفال بذكرى مولد الرسـول عليـه الصـلة والسـلم وحضره‬
‫الرئيس ممد نيب وعدد من رجال العروبة والسلم ‪...‬‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَـنِ الرّحِيـ ِم‬


‫والصـلة والسـلم على أشرف الرسـلي ‪ ..‬وعلى سـائر رسـله‬
‫وأنبيائه أجعي ‪..‬‬
‫أيها الخوان‪:‬‬
‫أحييكم بتحية السلم ‪ ،‬فتح ية طي بة مباركة من ع ند ال تعال ‪،‬‬
‫فال سلم علي كم ورح ة ال وبركا ته ‪ ،‬ول كم جز يل الش كر على‬
‫تشريفكم حفلنا وجزاكم ال عنا خي الزاء‪.‬‬

‫هدف إحياء ذكرى الولد‬


‫ل يكن أسلفنا القدمون يقيمون مثل هذا الحتفال بولد الرسول‬
‫عل يه ال سلم أو هجر ته من م كة إل الدي نة ‪ ,‬لن م ل يكونوا ف‬
‫حا جة إل من يذكر هم ب طر هذا اليلد وب طر هذه الجرة و ما‬
‫حاجت هم إل ذلك و قد كانوا يعيشون كل يوم في ما ت قق للناس‬
‫كا فة من خ ي ف ر سالة م مد عل يه ال صادة وال سلم ‪ ،‬وكانوا‬

‫‪21‬‬
‫يدركون قول ال تعال‪( :‬يَا أَّيهَا النّبِيّ إِنّا َأ ْر سَ ْلنَاكَ شَاهِدا َومُبَشّرا‬
‫َسـرَاجا مُنِيا) (الحزاب‪-45:‬‬ ‫ِهـ و ِ‬
‫وَنَذِيرا ‪َ ,‬ودَاعِيا إِلَى الِ بِِإ ْذن ِ‬
‫‪.)46‬‬
‫وكانوا يدركون قول الرسول عليه السلم‪( :‬إنا أنا رحة مهداة) ‪,‬‬
‫ولك نا قد ن سينا ما جاء به الر سول ون سينا أ نه رح ة مهداة إل‬
‫الناس كافـة فاتذنـا هذا الحتفال لنذكـر فيـه ذلك ونذكـر بـه‬
‫ونتمـع على كلمـة ال وبيان حقائق السـلم نليهـا للناس كمـا‬
‫بلغها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬وَأَْنزَلْنَا إِلَيْ كَ الذّ ْكرَ لُِتبَيّ نَ‬
‫س مَا ُنزّلَ إَِلْيهِ مْ وََل َعّلهُ مْ يََتفَ ّكرُو نَ ) (النحل‪ , )44:‬والخوان‬ ‫لِلنّا ِ‬
‫ف بيان ذلك وتذكي الناس به قوم عمليون يريدون أن يفهم الناس‬
‫أن تلب ية دا عي ال ل يكون إل عمل ‪ ,‬وأن م م سئولون أن يأخذوا‬
‫ُونـ َحتّىـ‬ ‫ّكـ ل ُي ْؤمِن َ‬ ‫أنفسـهم وأوضاعهـم بأحكام ال (فَل َورَب َ‬
‫سهِمْ َحرَجا مِمّ ا‬ ‫جرَ َبيَْنهُ مْ ثُمّ ل يَجِدُوا فِي أَْنفُ ِ‬ ‫حكّمُو كَ فِيمَا شَ َ‬ ‫يُ َ‬
‫سلّمُوا تَسْلِيما) (النساء‪.)65:‬‬ ‫ت وَيُ َ‬
‫َقضَْي َ‬

‫مغزى الطالبة بالخذ بكتاب ال‬


‫وإنا ل نطلب بالخذ بكتاب ال تعال لنتشفى بالعقوبات الصارمة‬
‫الت سنها ال تعال ‪ ،‬بل نطلب الخذ به كل ل يقبل التجزئة لنه‬

‫‪22‬‬
‫ما من ح كم ف يه إل و هو متر تب على أحكا مه الخرى ول ت د‬
‫عقوبة إل وقد سدت الذريعة إليها وأسقط الان ف جنايتها‪.‬‬

‫واجبات ول المر‬
‫التعليـم وأسباب العلوم الخرى‬
‫وأول ذلك هو التعليم ‪ ,‬وهو واجب على كل مسلم ومسلمة حق‬
‫لما ل يوز أن يرما منه ‪ ,‬وعلى ول المر أن يهيئ لما أسباب‬
‫تعلم السلم وأحكامه وبلوغ دعوته إل الناس ‪ ,‬وهذا فرض عي‬
‫على كل أحد ويب أن تكون مهمة التعليم الول هي تعلم إقامة‬
‫الوازع النفسي ف الناس حت يكون إقبالم على طاعة ال والتخلق‬
‫بالخلق الفاضلة مبنيـا على هذا الوازع فإذا غاب الوازع عنـد‬
‫ب عض الناس جاء دور العقو بة ‪ .‬و قد ذ كر ال تعال العقوبات ف‬
‫آيات معدودات ول يذكرهـا إل مرة واحدة ولكـن القران بعـد‬
‫ذلك مليـء بناجاة النفوس وحضهـا على اليـ والب والخلق‬
‫الفاضلة‪.‬‬
‫ْسـةٍ إِل ُهوَ‬
‫ُمـ وَل َخم َ‬ ‫جوَى ثَلثَةٍ إِل ُه َو رَاِب ُعه ْ‬ ‫ِنـ َن ْ‬
‫ُونـ م ْ‬
‫(م َا َيك ُ‬
‫ك وَل أَكَْثرَ إِل ُهوَ َم َعهُ مْ َأيْ َن مَا كَانُوا‬ ‫سَادِ ُسهُ ْم وَل َأدْنَى مِ ْن ذَلِ َ‬
‫ثُمّ يَُنبُّئهُمْ بِمَا عَمِلُوا َيوْمَ اْلقِيَامَةِ إِنّ الَ بِكُ ّل شَ ْيءٍ َعلِيمٌ) (الجادلة‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪.)7‬‬

‫وعلى ول المر كذلك أن يهيئ أسباب العلوم الخرى الت تتاج‬


‫إلي ها ال مة ف شئون حيات ا من ف زرا عة وتارة و طب وهند سة‬
‫وطيان وفنون حرب إل غي ذلك ‪ .‬وهذا فرض على الكفاية يلزم‬
‫السلمي جيعا ول يسقط عنهم إث تركه إل حي يتعلم منهم من‬
‫يسد حاجة المة ف كل فن‪.‬‬
‫لذلك يبـ على ول المـر أن يكون حريصـا أشـد الرص على‬
‫إيفاء كل جانب من جوانب الياة حقه من التعليم ‪ ,‬فل يق لنا‬
‫أن نشكو من نقص ف عدد الطباء أو الهندسي أو الكيمائيي أو‬
‫اليكانيكيي أو الضباط أو العساكر‪.‬‬

‫السهر على توفي الرزاق‬


‫والوا جب الثا ن على ول ال مر‪ :‬هو أن ي سهر على توف ي الرزاق‬
‫للناس فإن شريعـة ال تقضـي بأن يكون لكـل إنسـان فـ الدولة‬
‫مسلما كان أو غي مسلم الق ف منل يرد عنه حر الصيف وبرد‬
‫الشتاء وينع عنه العداء والتطفلي ‪ ,‬والغذاء الذي لبد منه لفظ‬
‫كيانـه وصـحته ‪ ،‬والكسـاء الذي لبـد منـه للشتاء والصـيف ‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫والعلج الذي يلزمه إذا مرض‪.‬‬

‫هذه حقوقا لزمة ف عنق الدولة وليست صدقات يأتيها الناس أو‬
‫ل يأتونا ‪ ,‬والسبيل إل توفيها لم هو العمل ‪ ,‬فكل إنسان عليه‬
‫وا جب ال صول على عي شه من طر يق الع مل اللل ب سب ما‬
‫تؤهله له مواهبه وتيئه له ظروف حياته ‪ ,‬ويب على العمل إذا هو‬
‫ق عد ع نه ‪ ،‬فال سلم ل ي ب القاعد ين (وَُقلِ اعْ َملُوا َف سََيرَى الُ‬
‫عَمَلَكُ ْم َورَسُوُل ُه وَالْ ُم ْؤمِنُونَ) (التوبة‪.)105:‬‬

‫تدبي فرص العمل‬


‫فإذا فرض ب عد ذلك أن ل ي د أ حد عمل كان على ول ال مر أن‬
‫يدبر له العمل ‪ ,‬ويهيئ له وسائله ويده بأدواته ث يتعهده ف ذلك‬
‫كله لكي يتحقق أنه ناجح ف عمله مستريح فيه كما فعل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وما فعله إل إشارة لوا جب الاكم ف‬
‫هذا الشأن وإن كانت أساليب العمل تتلف‪.‬‬

‫كفالة من ل يد‬
‫فإذا كان ع مل العا مل ل يكف يه أو ل ي د عمل أو كان غ ي قادر‬
‫على الع مل أ صل ف هو ف كفالة ال سلمي عا مة و ف كفالة الدولة‬
‫‪25‬‬
‫تده با يتاج إليه من نقص ف حاجاته الضرورية‪.‬‬

‫واجب الدولة إذا ل تكف الزكاة‬


‫و سبيل الدولة إل ذلك هو الزكاة ال ت ي ب على كل م سلم أن‬
‫يؤديها ويب على الكومة أن تصلها ‪ ،‬وللفقراء حق معلوم منها‬
‫ل يوز بال من الحوال أن يرموا منه ‪ ,‬ول أن ينقص شيء منه‬
‫قبل أن يستوفوا حقوقهم الت ذكرناها ‪ ,‬فإن ل تكف الزكاة فقد‬
‫أ صبح واج با على كل من عنده ف ضل من ال سلمي أن يعود به‬
‫على إخوانه ف النسانية با يوفر لم حاجاتم‪.‬‬

‫الزكاة تصرف ف الكان الذي جعت فيه‬


‫والا كم م سئول أن ي قق ل م ذلك ‪ ،‬والزكاة ت صرف ف الكان‬
‫الذي جعت فيه ول تنقل إل جهة أخرى إل إذا استغن أهل الهة‬
‫ال ت ج عت في ها ـ و هو أحدث ما أ خذ به ف معال ة الف قر ف‬
‫الزمنة الديثة ـ أما تنظيم ذلك كله فهو من المور الت تضع‬
‫لظروف الزمان والكان‪.‬‬

‫السلم يرفع الياة الجتماعية للناس‬


‫وهكذا أيهـا الخوان‪ ..‬يرفـع السـلم الياة الجتماعيـة للناس‬
‫‪26‬‬
‫بالعلم وبلوغ الدعوة لعطاء الفقيـ حقـه ‪ ,‬ويعال المور مـن‬
‫أسـاسها بطريقـة عادلة ميسـورة ‪ ,‬ثـ هـو يطلق القوى والواهـب‬
‫لتحصيل العيش كما يريد النسان‪.‬‬

‫للمسلم أن يمع من الثروة ما شاء بشرط أن يكون من حلل‬


‫و كل أ حد من ال سلمي له حق ف أن ي مع من الثروة ما شاء‬
‫بشرط أن يكسـب ماله مـن حلل وينفقـه فـ اللل ‪ ,‬فل يباح‬
‫لحد أن يصرف ف غي الوجه الت أحلها ال تعال ـ فل خر‬
‫ول مي سر ول ش يء م ا تعارف الناس على عده من الباحات ـ‬
‫فإذا ف عل ذلك وأدى حق ال ف يه فإن ال سلم ي مى ماله ويق طع‬
‫اليد الت تتد إليه‪.‬‬

‫عقـوبة السـرقة‬
‫إن عقو بة ال سرقة ال ت يرت ف من ها الناس عقو بة في ها غا ية الرح ة‬
‫بالناس ‪ ,‬لناـ ل يصـح إنزالاـ بالسـارق إل إذا كان قـد اسـتوف‬
‫حقوقه الت ذكرنا كلها ‪ ,‬ووفر له الجتمع تعليمه ولباسه وطعامه‬
‫ومسكنه وعلجه ‪ ،‬بل وسد عنه دينه وهى بعد عقوبة زاجرة تنع‬
‫البغاة الذ ين نالوا حقوق هم من الما عة من أن يفكروا ف ال سرقة‬

‫‪27‬‬
‫سبَا نَكَا ًل مِ نَ الِ‬
‫و من ف عل من هم فعل يه الزاء ال ق ( َجزَاءً بِمَا َك َ‬
‫ل َعزِيزٌ حَكِيمٌ) (الائدة‪.)38:‬‬
‫وَا ُ‬
‫وتاريـخ السـلمي الذي كان فيـه هذا النوع مـن الياة مسـتقرا ل‬
‫تنفذ فيه عقوبة القطع إل نو ست مرات‪.‬‬
‫فل ما ن سي حكام ال سلمي أن يهيئوا للناس تلك الياة الجتماع ية‬
‫النظيفـة الراقيـة ‪ ,‬وجدوا أن عقوبـة القطـع ل تتفـق مـع أحوال‬
‫ـ وهـم على حق ف منعهـا ولكنهـم كانوا بغاة‬ ‫ال سلمي فمنعوه ا‬
‫ظاليـ فـ حرمانمـ مـن حقوقهـم فـ التعليـم وضروريات الياة‬
‫وكانوا بذلك مسئولي عن تعطيل حدود ال‪.‬‬

‫الربـا‬
‫أيها الخوان‪:‬‬
‫إن الربا ف معاملتنا حرام ل شك فيه ول ينبغي لنا أن ندافع عنه‬
‫بال من الحوال ‪ ،‬بل ي ب أن نتنا هى ع نه ك ما نتنا هى عن أي‬
‫من كر ‪ ،‬ول يس الر با حرا ما ف دين نا فح سب ‪ ,‬ولك نه حرام ف‬
‫ال سيحية كذلك و ف كل الديان‪( :‬يَا أَيّهَا الّذِي نَ آمَنُوا اّتقُوا الَ‬
‫َو َذرُوا مَا َبقِ يَ مِ نَ الرّ با إِ نْ كُنُْت ْم ُم ْؤمِنِيَ ‪َ ,‬فإِ نْ لَ مْ َت ْفعَلُوا فَ ْأذَنُوا‬

‫‪28‬‬
‫ب مِنَ الِ َورَسُوِل ِه وَإِنْ تُْبتُمْ َفلَكُ ْم ُرؤُوسُ َأ ْموَاِلكُمْ ل تَ ْظلِمُو َن‬
‫حرْ ٍ‬
‫بِ َ‬
‫ُونـ) (البقرة‪ , )279-278:‬وعلينـا أن نـبي للناس‬ ‫وَل تُ ْظلَم َ‬
‫فضائل ديننـا وفلسـفته العاليـة فـ تريهـ ‪ ,‬وفوق ذلك ندل الناس‬
‫ـة على الناس‬ ‫ـل الذي يل ـ مله ويكون خيا وبركـ‬ ‫على التعامـ‬
‫أجعي‪.‬‬

‫بعض علماء الغرب نقدوا نظام الربا‬


‫إن بعـض علماء النليـز وبعـض علماء اللان نقدوا هذا النظام‬
‫وردوا إل يه الضطراب ف أحوال العال القت صادية واقترحوا إلغاءه‬
‫بالتدريـج ‪ ،‬وهـم فـ ذلك يعودون إل أصـول الديان مـن عدم‬
‫التعامل بالربا ‪ ,‬وإن كانوا يبنون آراءهم على فكرة تنمية العمال‬
‫القتصـادية فـ العال ‪ ,‬ومـا مـن شـك فـ أن فـ مقدور العمـل‬
‫الن سان أن يل من العاملت الناجحة ف القتصاد ما يغن عن‬
‫الربا‪.‬‬
‫وي ب علي نا أن نتخلص م نه ف قد ح قق ال وعيده إذ أذن نا برب‪:‬‬
‫هذه الرب الاثلة فـ انيار الخلق وعدم تمـل التبعات ‪ ،‬وفـ‬
‫الختلسـات التـ ل يظهـر منهـا إل القليـل الفينـة بعـد الفينـة ‪,‬‬
‫وال سرقات ال ت أ صبحت من لوازم العمال الكوم ية والعمال‬

‫‪29‬‬
‫الاصـة ‪ ,‬والفات الزراعيـة التـ تأكـل الكثيـ ماـ تنبتـه الرض‬
‫خرُ جُ إِل‬
‫ج نَبَاتُ هُ بِِإذْ نِ َربّ ِه وَالّذِي خَبُ ثَ ل يَ ْ‬
‫خرُ ُ‬
‫(وَالَْبلَدُ الطّيّ بُ يَ ْ‬
‫نَكِدا) (لعراف‪.)58:‬‬
‫فما نكسبه من الرام يذهب ف الرام‪( :‬إن ال طيب ل يقبل إل‬
‫طيبا ‪ ,‬وكل لم نبت من حرام فالنار أول به)‪.‬‬

‫مقترحات الخوان ف هذا الشأن‬


‫وفـ اعتقادي أن عنـد الخوان السـلمي مـن القترحات فـ هذا‬
‫الشأن ما فيه مصلحة المة ويرضى عنه الجانب والصريون على‬
‫السواء‪.‬‬

‫ارتباط أحكام السلم بعضها ببعض‬


‫هذه م ثل من أمثلة ارتباط أحكام ال سلم بعض ها بب عض وتو قف‬
‫النصوص على الخذ بأصولا جيعا ول الثل العلى ـ ول أحب‬
‫أن استقصي كل هذه الشئون فلستقصائها مال آخر‪.‬‬

‫فضائل السلم ـ العـدل‬


‫أيها الخوان‪:‬‬
‫أر يد أن أحدث كم حديثا آ خر عن فضائل السلم ف العدل الذي‬
‫‪30‬‬
‫يرجى أن يسبغه السلم على‬
‫السلمي وعلى غيهم‪:‬‬
‫إن عدل ال سلم عدل إل ي شا مل كا مل ل ي تص ال به فري قا‬
‫دون فريق ‪ ،‬يشمل الناس جيعا غنيهم وفقيهم ‪ ،‬قريبهم وبعيدهم‬
‫‪ ،‬عدو هم و صديقهم ‪ ،‬م سلمهم وغ ي م سلمهم ‪ .‬قال ال تعال‪:‬‬
‫(إِنّ الَ يَ ْأ ُمرُكُ مْ أَ نْ ُت َؤدّوا ا َلمَانَا تِ إِلَى َأ ْهلِهَا وَِإذَا حَكَ ْمتُ مْ بَْي نَ‬
‫حكُمُوا بِاْلعَدْلِ) (النساء‪ , )58:‬فهذا عدل لكل الناس‬ ‫النّا سِ أَ نْ تَ ْ‬
‫ليس للمسلمي وحدهم ‪ ،‬وف النهى عن ماباة القارب يقول ال‬
‫َانـ ذَا ُقرْب َى وَِب َعهْدِ ال ِ َأوْفُوا)‬ ‫ُمـ فَاعْدِلُوا وََلوْ ك َ‬ ‫تعال‪( :‬وَِإذَا قُ ْلت ْ‬
‫(النعام‪ , )152:‬ويقول فـ النهـى عـن ظلم العداء‪( :‬يَا َأيّهَا‬
‫ج ِرمَنّكُ مْ شَنَآ نُ‬
‫سطِ وَل َي ْ‬ ‫الّذِي َن آمَنُوا كُونُوا َقوّا ِميَ لِ ُشهَدَاءَ بِاْلقِ ْ‬
‫َبـ لِلّت ْقوَى وَاّتقُوا الَ إِنّ الَ‬ ‫ْمـ عَلَى أَل َتعْدِلُوا اعْ ِدلُوا ُهوَ أَ ْقر ُ‬ ‫َقو ٍ‬
‫خَِبيٌ بِمَا َتعْ َملُونَ) (الائدة‪.)8:‬‬

‫ل يظلم عدوه‬
‫ومن أروع اليات الت نزلت ف تقيق العدالة ما نزل ف قصة ابن‬
‫أبيق يك شف للر سول عن حقي قة ال مر في ها و ما دبره الائنون‬
‫لصرفه عن الق حت كادوا يوقعونه ف ظلم بريء ل يستحق إثا‬

‫‪31‬‬
‫ويسمهم ب ا هم أهله‪ :‬سرق ابن أبيق در عا لار له فأمر رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم بق طع يده ففر ‪ ،‬وجاء قومه إل الرسول‬
‫وزعموا أ نه ل ي سرق الدرع وإن ا الذي سرقها هو فلن اليهودي‬
‫و ما زالوا به ح ت مال إل قول م فأنزل ال هذه اليات ال ت تع تب‬
‫دسـتورا لعظـم نوع مـن العدل الصـرف الذي يشمـل النسـانية‬
‫كل ها ‪ ،‬العدل الالص الب يء من الوى (إِنّ ا أَْنزَلْنَا ِإلَيْ كَ الْكِتَا بَ‬
‫بِالْحَقّ لِتَحْ ُكمَ َبيْ َن النّاسِ بِمَا َأرَا َك الُ وَل َتكُنْ ِللْخَائِِنيَ خَصِيما ‪,‬‬
‫وَا سَْت ْغ ِفرِ الَ إِنّ الَ كَا َن َغفُورا رَحِيما ‪ ,‬وَل تُجَادِ ْل عَ نِ الّذِي نَ‬
‫َانـ َخوّانا أَثِيما ‪,‬‬ ‫َنـ ك َ‬ ‫ُسـهُمْ إِن ّ ال َ ل يُحِب ّ م ْ‬ ‫ُونـ َأْنف َ‬
‫ختَان َ‬ ‫يَ ْ‬
‫خفُونَ مِنَ الِ َو ُه َو َم َعهُمْ ِإذْ يَُبيّتُونَ مَا‬
‫س وَل يَسَْت ْ‬ ‫خفُونَ مِنَ النّا ِ‬ ‫يَسَْت ْ‬
‫ل َي ْرضَى مِنَ اْل َقوْ ِل وَكَانَ الُ بِمَا َيعْ َملُونَ مُحِيطا ‪ ,‬هَا أَنْتُ ْم َهؤُلءِ‬
‫جَادَْلتُ ْم عَْنهُمْ فِي الْحَيَا ِة الدّْنيَا فَمَ ْن يُجَادِ ُل الَ َعْنهُمْ َيوْمَ اْلقِيَامَةِ أَمْ‬
‫سهُ ثُمّ‬ ‫ل ‪َ ,‬ومَ نْ َيعْمَ ْل سُوءا َأوْ يَ ْظلِ ْم َنفْ َ‬ ‫مَ نْ َيكُو ُن عََلْيهِ ْم وَكِي ً‬
‫ْسـبْ إِثْما فَِإنّمَا‬ ‫َنـ يَك ِ‬ ‫َسـ ْغفِرِ الَ يَجِ ِد الَ َغفُورا رَحِيما ‪َ ,‬وم ْ‬ ‫ي َْت‬
‫سبْ خَطِيئَةً‬ ‫س ِه وَكَا نَ الُ عَلِيما حَكِيما ‪َ ,‬ومَ نْ يَكْ ِ‬ ‫سُبهُ عَلَى َنفْ ِ‬‫يَ ْك ِ‬
‫َأوْ إِثْما ثُمّ َيرْمِ بِهِ َبرِيئا َفقَدِ احْتَمَ َل ُبهْتَانا وَإِثْما مُبِينا ‪ ,‬وََلوْل َفضْلُ‬
‫ك َورَحْمَتُ هُ َلهَمّ تْ طَاِئفَ ٌة مِْنهُ مْ أَ ْن ُيضِلّو َك َومَا ُيضِلّو نَ إِل‬ ‫الِ عََليْ َ‬
‫َابـ‬ ‫ْكـ الْ ِكت َ‬ ‫ِنـ شَ ْي ٍء وَأَْنزَ َل ال ُ َعلَي َ‬‫َكـ م ْ‬ ‫ضرّون َ‬ ‫ُسـهُ ْم وَم َا َي ُ‬
‫أَْنف َ‬

‫‪32‬‬
‫ك عَظِيما)‬
‫ك مَا لَمْ تَكُنْ َتعْلَ ُم وَكَا َن َفضْلُ الِ عَلَيْ َ‬
‫وَاْلحِكْمَ َة َوعَلّمَ َ‬
‫(النساء‪)113-105:‬‬

‫أكثر الناس ل يعدلون إل مع بن جنسهم‬


‫فليعلم كل مسلم أنه ل يكون مسلما حقا إل إذا أصبحت عقيدته‬
‫جزءا ل يتجزأ من أخلقه وسلوكه فيكون عادل مع جيع الناس‪.‬‬
‫ويذر نوازع الوى أن ت يل به عن هذا العدل إل غيه من أنواع‬
‫الظلم ال ت يرتكب ها الن سان مع ب ن جن سه ‪ ,‬فإن أك ثر الناس ل‬
‫يعدلون إن عدلوا إل بي بن جنسهم‪.‬‬

‫عدل النليز والمريكان‬


‫فعدل النليز للنليز خاصة ‪ ,‬وللفرنسيي خاصة ‪ ,‬وللمريكيي‬
‫خاصة ‪ ,‬أما غيهم فل عدل فيهم ‪ ،‬ففي كينيا وقناة السويس أو‬
‫فل سطي عدل غ ي العدل ف الزائر البيطان ية ‪ ,‬و ف شال إفريق يا‬
‫عدل غي العدل الذي للفرنسيي ‪ ،‬وف أمريكا عدل للبيض وعدل‬
‫للسود ‪ ,‬أما عدل ال فهو رحة للعالي ‪ ,‬وصدق ال العظيم (إِنّ‬
‫هَذَا اْل ُقرْآنَ َيهْدِي لِلّتِي هِيَ أَ ْق َومُ) (السراء‪.)9:‬‬

‫‪33‬‬
‫السلم والصال الشروعة للناس‬
‫أيها الخوان‪:‬‬
‫إن هذا العدل يقتضينــا أن نرص الرص كله على الصــال‬
‫الشروعة للناس كافة ‪ ..‬نرص على أرواحهم وأموالم وأعراضهم‬
‫‪ ,‬فكل ذلك حرام على السلمي إل بالق ‪ ,‬ولكن ليس لم أن‬
‫يدعونـا إل التسـامح معهـم فيمـا نىـ ال عنـه ماـ جـر على بلد‬
‫السلمي تلل الخلق بإشاعة الفساد ف الرض ‪ ,‬فإننا نقاوم هذا‬
‫الفساد بكل قوة حت نحوه فإنه أضر علينا من جيوش الحتلل ‪,‬‬
‫بـل الحتلل ل يكـن ليعيـش فـ بلدنـا لول إفسـاده الخلق‬
‫وإفشائه النكرات بي الناس‪.‬‬

‫حركة اليش تت بنجاح ويب أن تستمر بنجاح‬


‫أيها الخوان‪..‬‬
‫إن حركة اليش قد تت بنجاح ويب أن تستمر بنجاح ‪ ,‬ويب‬
‫أن يدـ الناس فـ الخوان السـلمي قومـا يعملون ول يتكلمون‬
‫ويقون الق ويبطلون الباطل ولو كره الناس أجعون‪.‬‬
‫صرَنّ الُ مَ نْ َينْ صُ ُرهُ إِنّ الَ َل َقوِيّ َعزِيزٌ ‪ ,‬الّذِي نَ إِ ْن مَكّنّاهُ مْ‬
‫(وََليَنْ ُ‬
‫ُوفـ وََن َهوْا‬
‫ْضـ َأقَامُوا الصـّل َة وَآَتوُا الزّكَا َة وََأمَرُوا بِالْ َم ْعر ِ‬
‫فِي ا َلر ِ‬

‫‪34‬‬
‫ل عَاِقبَ ُة ا ُلمُورِ) (الج‪.)41-40:‬‬
‫عَنِ اْلمُنْ َك ِر وَ ِ‬
‫حسـن الضـيب‬

‫‪35‬‬
‫‪ - 4‬ف ذكـرى غـزوة بـدر‬

‫نص بيان الستاذ حسن الضيب الرشد العام للخوان السلمي ف‬


‫ذكرى غزوة بدر‬
‫رمضان ‪ 1372‬ـ يونية ‪1953‬‬

‫ف رحاب غزوة بدر‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَـنِ الرّحِيـ ِم‬


‫ل ا خرج الر سول عل يه ال صلة وال سلم إل لقاء أعدائه ف موق عة‬
‫بدر ل يلـ هذا الروج مـن متاعـب ‪ ,‬فقـد جادله فـ القـ قوم‬
‫ـ ذلك يقول ال تعال‪( :‬كَمَـا‬ ‫ـه ‪ ,‬وفـ‬ ‫وكرهوا أن يرجوا معـ‬
‫ك مِ نْ بَْيتِ كَ بِالْحَقّ وَإِنّ َفرِيقا مِ نَ الْ ُم ْؤمِِنيَ لَكَا ِرهُو نَ‬
‫ك رَبّ َ‬
‫أَ ْخرَجَ َ‬
‫حقّ َبعْ َد مَا تََبيّنَ كََأنّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْ َم ْوتِ َوهُمْ‬‫‪ ,‬يُجَادِلُوَنكَ فِي الْ َ‬
‫َينْ ُظرُو نَ) (النفال‪ , )6-5:‬فهو قد أخرجه ال من بيته بالق ‪,‬‬
‫ووجد قوما يادلونه بعد ما تبي لم الق جدال عنيفا يريدون أل‬
‫يرجوا ‪ ,‬فلم يتأثـر رسـول ال عليـه الصـلة والسـلم بذلك ول‬

‫‪36‬‬
‫يسـتمع إل قول الثبطيـ الذيـن ل يريدون قتال فـ سـبيل نصـرة‬
‫عقائدهم‪.‬‬
‫ثـ أنـه ذهـب يريـد شيئا وأراد ال شيئا آخـر ‪ ,‬أراد الرسـول‬
‫وأصحابه أن يلحقوا بعي أب سفيان تعويضا لم عما أخذت قريش‬
‫من أموال م ح ي الجرة ‪ ,‬ول كن أ با سفيان اناز إل الشا طئ ‪,‬‬
‫وأتت قريش بيلها ورجلها تريد أن تارب لرسول وتقضي على‬
‫دعوته ‪ ,‬وهنا يقع ف قلوب بعض الناس أن الغاية الت جاءوا من‬
‫أجل ها قد انت هت ‪ ,‬وأن أ با سفيان قد فات م ب ا م عه من عروض‬
‫التجارة التـ كانوا يطمعون فـ غنمهـا ‪ ,‬وأنـه ل ضرورة لقتال‬
‫قر يش لن م الفئة ذات الشو كة ال ت إن انز مت ف قد انزم الشرك‬
‫ـبيلها إل الذيوع والنتشار وف ـ ذلك‬ ‫كله ‪ ,‬وأخذت الدعوة سـ‬
‫ُمـ‬
‫ْنـ أَنّه َا لَك ْ‬ ‫ُمـ ال ُ ِإحْدَى الطّاِئفَتَي ِ‬‫يقول ال تعال‪( :‬وَِإذْ َيعِدُك ُ‬
‫شوْ َكةِ تَكُونُ لَكُ ْم َوُيرِيدُ الُ أَ ْن يُحِقّ الْحَقّ‬
‫وََت َودّونَ أَنّ َغْيرَ ذَاتِ ال ّ‬
‫بِ َكلِمَاِت ِه وََيقْطَ َع دَاِبرَ الْكَاِفرِينَ) (النفال‪.)7:‬‬
‫الت قى المعان وكان ال سلمون قلة آم نت ب ق ‪ ,‬وكان الشركون‬
‫كثرة تم عت على با طل ‪ ,‬لذلك و جد ال بن يقا تل أباه ‪ ,‬والخ‬
‫يقاتل أخاه ‪ ,‬ووجدت صلة الخوة ف ال بي السلمي أقوى من‬
‫صلة الدم ‪ ,‬أقوى من القرابة القريبة (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وََأبْنَاؤُكُمْ‬

‫‪37‬‬
‫ُمـ وََأ ْموَالٌ اقَْترَ ْفتُمُوه َا وَِتجَا َرةٌ‬
‫ُمـ َو َعشِيَتُك ْ‬
‫ُمـ وََأ ْزوَاجُك ْ‬‫وَإِ ْخوَانُك ْ‬
‫ضوَْنهَا أَ َحبّ إِلَيْكُ ْم مِ َن الِ َورَ سُوِلهِ‬
‫شوْ نَ كَ سَا َدهَا َومَ سَا ِكنُ َت ْر َ‬
‫خَ‬‫تَ ْ‬
‫وَ ِجهَادٍ فِي َسبِيِلهِ فََترَّبصُوا َحتّى يَ ْأتِيَ الُ بَِأ ْم ِرهِ) (التوبة‪.)24:‬‬

‫عوامل النصر‬
‫انتصر السلمون ‪ ..‬انتصر الق على الباطل ‪ ..‬فلنتأمل ف عوامل‬
‫هذا النصر لعلنا نفيد منها شيئا‪.‬‬

‫اليـان‬
‫فأول هذه العوامـل ــ اليان‪ :‬اليان الذي ل يالهـ شـك ‪ .‬إن‬
‫قلوب الؤمن ي كا نت عامرة باليان ‪ ,‬كل هم آ من بأن الوت حق‬
‫وأن الروب تق صر الجال ‪ ,‬وأن القعود ف البيوت ل يطيل ها ‪:‬‬
‫ِمـ اْلقَْتلُ إِلَى‬
‫ِبـ عََلْيه ُ‬
‫ِينـ كُت َ‬
‫ُمـ لََب َرزَ الّذ َ‬
‫ُمـ ف ِي بُيُوتِك ْ‬
‫(قُلْ َلوْ كُْنت ْ‬
‫ـ) (آل عمران‪( , )154:‬إن روح القدس نفـث فـ‬ ‫مَضَا ِج ِعهِم ْ‬
‫رو عي إنه لن توت نفس حت تستوف أجلها ورزقها وعمل ها) ‪,‬‬
‫والذيـن ينون على أمتهـم بأنمـ ضحوا بأرواحهـم ل يقدموا فـ‬
‫حقي قة الوا قع شيئا ‪ .‬وإن ا ي ب علي هم أن يشكروا ال أن وفق هم‬
‫لذه التضح ية ‪ ,‬فلنؤ من بال وبق نا ‪ ,‬ولنؤد ما يفر ضه علي نا ال ق‬

‫‪38‬‬
‫تعال غ ي خائف ي من الوت ول م ا ي يف الناس عادة ‪( ,‬ل يبلغ‬
‫الع بد حقي قة اليان ح ت يعلم أن ما أ صابه ل ي كن ليخطئه أبدا ‪,‬‬
‫و ما أخطأه ل ي كن لي صيبه ل ي كن لي صيبه أبدا ‪ ,‬طو يت القلم‬
‫وجفت الصحف)‪.‬‬

‫الضـي‬
‫ومن عوامل النصر أنه يب علينا أنه يب علينا حي نعتقد أمرا ل‬
‫نلت فت إل ت ثبيط الثبط ي ول تذ يل الخذل ي ‪ ,‬بل ن ضي في ما‬
‫اعتزمنا بعد تدبر وتفكر نزود عن أفكار نا ما ع سى أن يكون قد‬
‫علق با من دواعي القعود ‪ ,‬وأن للمثبطي والخذلي طرقا غاية ف‬
‫البا عة يلب سون في ها ال ق بالبا طل ح ت يشت به ال مر على الناس ‪,‬‬
‫فليحذر الخوان أن يستمعوا إل شيء من ذلك أو أن يسرعوا إل‬
‫تصديق الخبار الت تذاع فإن أغلبها ما يرجف به الغرضون‪.‬‬

‫التفويـض‬
‫ومـن دواعـي النصـر تفويـض المـر ل تعال والرضـى باـ اختار‬
‫والعتقاد بأن الي كله ف ذلك ‪ ,‬فالي الذي نم عن فوات أب‬
‫سـفيان للرسـول وكان قـد خرج للقائه ‪ ,‬ثـ لقاء قريـش وحرباـ‬

‫‪39‬‬
‫والنت صار علي ها و هي الفئة ذات الشو كة ل ي كن هي نا ف تار يخ‬
‫ال سلم ‪ ,‬بل كان شيئا خطيا ‪ ,‬ف قد انت صرت فئة قليلة على فئة‬
‫كانت ثلثة أضعافها فأدى ذلك إل علو مكانة السلم وهيبته ف‬
‫نفوس العرب وإلقاء الرعب ف نفوس العاندين ‪ ..‬وهذا وذلك من‬
‫عوامل قوة الدعوة وإضعاف خصومها‪.‬‬

‫العـدة‬
‫ُمـ م َا‬ ‫إن ال تعال قـد أمرنـا أن نتخـذ العدة فقال‪( :‬وََأعِدّوا َله ْ‬
‫خيْلِ ُت ْرهِبُو نَ بِ ِه عَ ُدوّ الِ َوعَ ُدوّكُ مْ‬‫ط الْ َ‬
‫ا سَْت َطعْتُ ْم مِ نْ ُق ّو ٍة َومِ ْن رِبَا ِ‬
‫وَآ َخرِي َن مِ نْ دُوِنهِ مْ ل َتعْلَمُوَنهُ ُم الُ َيعْلَ ُمهُ مْ) (النفال‪, )60:‬‬
‫وهذه هي سنة ال الكون ية ف ال مم والشعوب ‪ ,‬وإعداد القوة ل‬
‫يقتصـر على القوة الاديـة ‪ ,‬ولعـل قوة النفـس باليان وتصـينها‬
‫بالتقوى والبعـد عـن العاصـي تقـع فـ الرتبـة الول مـن وسـائل‬
‫العداد ‪ ,‬ول كن ل يب أن نعتقد أن العدة وحدها كفيلة بالنصر‬
‫صرَكُمُ الُ بِبَ ْدرٍ‬ ‫‪ ,‬وقد ذكر ال ف آيات كثية من القرآن (وََلقَدْ نَ َ‬
‫صرَكُمُ اللّ هُ فِي َموَاطِ نَ‬ ‫وَأَنُْت مْ َأذِلّةٌ) (آل عمران‪َ( , )123:‬لقَدْ نَ َ‬
‫ُمـ شَيْئا‬‫ْنـ عَنْك ْ‬‫َمـ ُتغ ِ‬
‫ُمـ َفل ْ‬
‫ُمـ كَْث َرتُك ْ‬‫ْنـ ِإذْ َأعْجََبتْك ْ‬
‫ْمـ حَُني ٍ‬ ‫كَثِ َي ٍة وََيو َ‬
‫ت عََليْكُ ُم الَْأرْضُ بِمَا رَ ُحبَتْ ثُمّ وَلّْيتُ ْم مُدِْبرِينَ ‪ ,‬ثُمّ أَْنزَلَ الُ‬ ‫َوضَاقَ ْ‬

‫‪40‬‬
‫سَكِينََت ُه عَلَى َر سُوِلهِ َوعَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ) (التو بة‪( , )26-25:‬فَلَ ْم‬
‫َتقُْتلُوهُ ْم وَلَكِنّ الَ َقتََلهُ ْم وَمَا َرمَيْ تَ ِإذْ َرمَيْ تَ َولَكِنّ الَ رَمَى)‬
‫(النفال‪.)17:‬‬
‫لذلك كان رسول ال عليه الصلة والسلم يدعو ال ف عريشه أن‬
‫ينصر السلمي ويبالغ ف دعائه مع أن ال قد وعده بالنصر ‪ ,‬ولعله‬
‫ف عل ذلك ما فة أن يتلج قلب م سلم بال ظن بأن العدة كاف ية ‪ ,‬أو‬
‫أن يتلج قلب مسلم معصية فيحبط عمله ‪ ,‬فعلينا أيها الخوان أن‬
‫نزود أنفســـنا بالقوة ‪ :‬قوة اليان وقوة التقوى وقوة الخلق‬
‫والستقامة ‪ ,‬وأخيا القوة الادية بميع أنواعها‪.‬‬

‫الخوان دعوة قرآنية‬


‫أيها الخوان‪..‬‬
‫إن ما تتاز به دعوتكم أنا تذكر الناس بقرآنم وسنة رسولم ‪..‬‬
‫هذا القرآن طالا قرأه الناس على الموات ‪ ,‬وما أنزله ال إل ليقرأه‬
‫الحياء فيكون ل م به حياة ‪ ,‬و صدق ال العظ يم‪( :‬يَا أَيّهَا الّذِي نَ‬
‫حيِيكُ مْ) (النفال‪:‬‬ ‫آمَنُوا ا ْستَجِيبُوا لِ وَلِلرّ سُولِ ِإذَا َدعَاكُ مْ لِمَا يُ ْ‬

‫‪41‬‬
‫ـ ل ألفاظـا ‪,‬‬
‫‪ ..)24‬ومـن ثـ يقرؤه الخوان السـلمون معان ٍ‬
‫يقرؤو نه وطن ية وأخل قا واجتما عا ‪ ,‬و ما أ شد حا جة الناس إل‬
‫هدا ية القرآن ف هذه النوا حي لو كان أعداؤ نا يعرفون أن القرآن‬
‫يقرؤه ال سلمون اليوم ك ما كان يقرؤه ال سلمون ف ال صدر الول‬
‫ويتأثرون به ك ما كانوا يتأثرون وأن قراءتـه تزـ شعرة واحدة فـ‬
‫أبدان السـلمي لاـ أذاعتـه على السـلمي إذاعات لندن وباريـس‬
‫وإ سرائيل ‪ ,‬ولكن هم يذيعو نه على أن ال سلمي يطربون له كأنغام‬
‫توقع للتسلية وتقضى با أيام الآت والفراح ث ل شيء وراء ذلك‪.‬‬

‫الخوان دعوة إسلمية عالية‬


‫أيها الخوان ‪...‬‬
‫إن دعوة الخوان السـلمي ل تعـد دعوة مليـة فـ حدود وطـن‬
‫صغي ‪ ,‬وإنا أصبحت دعوة عالية تشمل الوطن السلمي بأسره‬
‫‪ ,‬وتوقظ ف السلمي روح العزة والكرامة والتقوى ‪ ,‬فهي اليوم‬
‫عنوان انبعاث ل نوم بعده ‪ ,‬وترر ل عبودية معه ‪ ,‬وعلم ل جهل‬
‫وراءه‪ .‬ول يعـد مـن السـهل على أي طاغيـة أن يول دون انتشار‬
‫هذه الروح أو امتدادها ‪ ,‬وما ذلك إل لنا تعبي صادق عن شعور‬
‫عميق يل نفوس السلمي جيعا ويستول على مشاعرهم وعقولم‬

‫‪42‬‬
‫و هو أن م ل ي ستطيعون اليوم ن ضة بدون ال سلم فال سلم ف‬
‫حقيقته ضرورة وطنية واجتماعية وإنسانية‪.‬‬

‫السلم ضرورة وطنية‬


‫هـو ضرورة وطنيـة لن الوطـن فـ حاجـة إل قلوب أبنائه‬
‫وسـواعدهم وتضحيات م ‪ ,‬وليـس كالديـن عا مل قوي يبعـث ف‬
‫نفوس الثقفي وعامة الشعب على السواء حب الوطن والتضحية‬
‫ف سبيله والذود عن كيا نه ‪ ,‬والتار يخ ال سلمي القد ي وعظم ته‬
‫ليست إل أثرا بينا لا أوجده الدين ف نفوس السلمي الوائل من‬
‫هذه الياة الليئة بأروع معان التضحية واليثار‪.‬‬
‫وفـ عصـرنا الاضـر اسـتطاعت الدعوة السـلمية أن تيـي هذه‬
‫العانـ باـ رآه الناس مـن ضروب التضحيـة والفداء فـ حرب‬
‫فلسطي ومعركة القنال الول على أيدي الخوان السلمي ‪ ,‬ولو‬
‫أن جيع من اشتركوا ف حرب فلسطي كانت تل نفوسهم تلك‬
‫الروح الت بثها الدين ف نفوس الخوان السلمي لتغي مصي هذه‬
‫العركة من هزية إل نصر‪.‬‬
‫إن اليوش ل تنت صر بقوة ال سلح فح سب ‪ ,‬ولكن ها تنت صر بقوة‬
‫الروح العنو ية ق بل كل ش يء وقادة اليوش ف الع صر الد يث‬

‫‪43‬‬
‫ير صون على الروح العنو ية ف جيوش هم ف و سائلهم الا صة ‪,‬‬
‫ونن السلمي ل ند أذكى لذه الروح من الدين حي يفهم على‬
‫وجهه الصحيح‪.‬‬

‫السلم ضرورة اجتماعية‬


‫والديـن ضرورة اجتماع ية ‪ ,‬ف كل الغيور ين على م صال الش عب‬
‫وكرامتـه يشعرون معنـا بأن متمعنـا ملئ بالنقائص والفاسـد وأن‬
‫الوا جب ي تم علي نا البادرة إل معال ة هذه النقائص والفا سد من‬
‫الواجـب مـن أقرب طريـق وأحكمـه‪ .‬ول يشـك كـل مـن درس‬
‫السلم بروح منصفة وعرفه على حقيقته من مصادره الصافية ف‬
‫أنه خي وسيلة لصلح العيوب الت نشعر با ف وطننا ‪ ,‬وأسرع‬
‫طريق للوصول إل الصلح الذي ننشده ‪ ,‬ذلك لنه يكفل لكل‬
‫موا طن ح قه من العلم والعقيدة والعبادة والياة الكري ة ال ت من‬
‫ضرورتا ف السلم السكن الصال والغذاء الصال واللبس الصال‬
‫والعلج الكاف ‪ ,‬كما أنه من ضرورتا توفي الكرامة لكل إنسان‬
‫حت ل يهان بشتم أو تقي أو عقوبة بغي حق ‪ ,‬والسلم يسخر‬
‫قوى الدولة كلهـا لتحقيـق هذه الضرورات للمواطنيـ جيعـا ول‬

‫‪44‬‬
‫يترك أمرها لضمائر الناس حي تغفل القيام بواجبها‪.‬‬
‫ول عل م ا يهله كث ي من الناس أن من مقا صد الهاد ف ال سلم‬
‫رفع الظلم بختلف أنوعه عن الضعفاء والظلومي ف الرض ( َومَا‬
‫ضعَ ِفيَ مِ نَ الرّجَا ِل وَالنّ سَاءِ‬ ‫سَت ْ‬
‫لَكُ مْ ل ُتقَاِتلُو نَ فِي سَبِيلِ الِ وَالْمُ ْ‬
‫وَاْلوِلْدَا ِن الّذِي َن َيقُولُو َن رَبّنَا أَ ْخرِ ْجنَا مِ ْن هَذِ هِ اْلقَرَْيةِ الظّالِ مِ َأهُْلهَا‬
‫وَا ْجعَلْ لَنَا مِ نْ لَدُنْ كَ َولِيّا وَا ْجعَلْ لَنَا مِ نْ لَ ُدنْ كَ نَ صِيا) (الن ساء‪:‬‬
‫‪.)75‬‬

‫إن هذه البادئ الت ينادي با السلم لصلح الجتمع هي جزء‬


‫من نظامه العام وعقيدته الشاملة ‪ ,‬وهو بذلك يلمس عقائد الناس‬
‫‪ ,‬فال ستجابة إل هذه البادئ ال ت ينادي ب ا ال سلم هي ن ظر‬
‫السـلم فرض يبـ تقيقـه كالصـلة والصـيام‪ ..‬فلماذا نترك هذا‬
‫السلح الفعال السريع ف إصلح أحوالنا؟‬
‫أمـا الوف مـن أن تؤدي السـتفادة مـن السـلم فـ إصـلحنا‬
‫الجتماعي إل الساءة إل إخواننا الواطني من غي السلمي فهو‬
‫خوف ل م ل له لن ما ي ستفيده الجت مع من إ صلح ال سلم‬
‫يشمـل الناس جيعـا ‪ ,‬وخيـ لغيـ السـلمي أن يعيشوا فـ متمـع‬
‫تكفل فيه أسباب السعادة والعيش الكري وتكمه مبادئ الخلق‬

‫‪45‬‬
‫الفاضلة التـ نادت باـ الشرائع جيعـا مـن أن يعيشوا فـ متمـع‬
‫مفكك كمجتمعنا الاضر الذي يفيض بالآسي والظال‪.‬‬
‫و من الضرورات الجتماع ية ال ت ت تم ال ستفادة من ال سلم ف‬
‫وضع نا القائم أ نه خ ي علج للقضاء على التع صب الدي ن الذم يم‬
‫والنعرات الطائف ية البغي ضة ‪ ,‬فال سلم قدر القي قة الواق عة و هي‬
‫اختلف الناس ف أديانم ‪ ,‬وقدر الاجة إل تعاونم ف الياة مع‬
‫اختلف أديان م فأ مر ال سلمي باحترام عقائد الخر ين ‪ ,‬وحر ية‬
‫عباداتم ‪ ,‬بل أوجب علينا اليان بالنبياء السابقي وكتبهم النلة‬
‫(قُولُوا آمَنّ ا بِالِ وَمَا أُْنزِلَ إَِليْنَا وَمَا أُْنزِلَ إِلَى إِْبرَاهِي َم وَإِ سْمَاعِيلَ‬
‫ط َومَا أُوتِ َي مُو سَى َوعِي سَى َومَا أُوِت يَ‬ ‫ق َوَيعْقُو بَ وَالَ ْسبَا ِ‬ ‫وَإِ سْحَا َ‬
‫النِّبيّو نَ مِ ْن رَّبهِ مْ ل ُن َفرّ قُ بَيْ نَ أَ َحدٍ ِمْنهُ مْ َونَحْ نُ لَ ُه مُ سْلِمُونَ)‬
‫(البقرة‪ , )136:‬ومن أجل ذل كان الجمع عليه ف السلم أنه‬
‫ل يوز شتـم أهـل الكتاب فـ دينهـم وأنـبيائهم وكتبهـم ‪ ,‬ومـن‬
‫الظواهر البارزة ف تاريخ السلم كله أنه ل تاول دولة من الدول‬
‫السـلمية سـواء فـ عصـور العزة والعلم أم فـ عصـور الضعـف‬
‫والهالة أن تتدخل ف شئون غي السلمي الدينية بل كانت تترك‬
‫لم حرية التحاكم إل ماكمهم اللّية ف أحوالم الشخصية ‪ ,‬وكل‬
‫ماله علقة بعقائدهم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ف عل ال سلمون هذا ف متلف الع صور ل ماملة ول تفضل ‪ ..‬بل‬
‫نزول على ح كم ال سلم ولو أمر هم ال سلم بغ ي ذلك لفعلوا ‪,‬‬
‫ونز يد على ذلك أن ما أوج به ال سلم على ال سلمي من آداب‬
‫العاملة ف الوار ل يفرق فيه بي مسلم وغي مسلم ‪,‬قال الرسول‬
‫عليه السلم‪( :‬السلم من سلم الناس من لسانه ويده) ‪ ..‬هذا هو‬
‫مو قف ال سلم وعمله ف القضاء على التع صب الطائ في ل ك ما‬
‫يظنه الغرضون على السلم والاهلون به‪.‬‬

‫السلم ضرورة إنسانية‬


‫والسـلم ضرورة إنسـانية فإنـه أمـر بالتعاون بيـ الشعوب على‬
‫أساس الق والكرامة ‪ ,‬ومبادئ العدالة الطلقة الت ل تتأثر بالصال‬
‫الشخ صية والفروق الن سية (يَا أَيّهَا النّا سُ ِإنّ ا َخَلقْنَاكُ ْم مِ ْن ذَ َكرٍ‬
‫ُمـ عِنْ َد ال ِ‬‫ُمـ ُشعُوبا وََقبَائِلَ ِلَتعَارَفُوا إِن ّ أَ ْك َرمَك ْ‬
‫وَأُنْث َى وَ َجعَ ْلنَاك ْ‬
‫أَْتقَاكُمْ) (الجرات‪.)13:‬‬
‫و هو د ين سلم ‪ ,‬ولذلك كا نت ت ية ال سلمي ال سلم ‪ ,‬وختام‬
‫عبادتم السلم ‪ ,‬واسم ل السلم ‪ ,‬وتيته لعباده يوم يلقونه سلم‬
‫‪ ,‬بـل إن هدف السـلم هـو إيصـال الناس لطرق السـلم (قَدْ‬
‫ضوَانَ هُ‬
‫جَاءَكُ مْ مِ نَ الِ نُو ٌر وَكِتَا بٌ مُِبيٌ ‪َ ,‬يهْدِي بِ هِ الُ مَ نِ اتّبَ َع ِر ْ‬

‫‪47‬‬
‫سُُبلَ ال سّلمِ) (الائدة‪ ..)16-15:‬ولذا و جب على ال سلمي‬
‫كافـة أن يدخلوا فـ السـلم ول يوز لمـ ول يوز لمـ القتال إل‬
‫دفعا للعدوان عن أنفسهم وعن غيهم‪.‬‬
‫وإناـ يعكـر صـفو السـلم بيـ شعوب الرض اليوم أن قادة هذه‬
‫الشعوب ل ينظرون إل مصلحة النسانية متمعة وإنا ينظرون إل‬
‫مصلحتهم ومصلحة شعوبم ‪ ,‬فهم يدعون إل السلم ف جو من‬
‫ال قد وال شع والتع صب ‪ ,‬و هي من أ كب عوا مل الروب ب ي‬
‫الشعوب‪ ..‬فهذه الدعوة الت تتصاعد هنا وهناك للسلم من رجال‬
‫يصرون على استعمار الشعوب واستلب خياتا ‪ ,‬والعدوان على‬
‫كرامتها ليست إل نفاقا وخداعا يستحق الرثاء‪.‬‬

‫مهمتنا ف الوقت الاضر‬


‫أيها الخوان ‪..‬‬
‫ن ن ن يي هذه الذكريات لنتحدث عن الا ضي فنع تب به ‪ ,‬و عن‬
‫الاضر فنذكر أنفسنا يا يب علينا القيام به ‪ ...‬وقد حدثتكم عن‬
‫العـب السـتفادة مـن وقعـة بدر ‪ ,‬وعـن السـلم كضرورة وطنيـة‬
‫واجتماعيـة وإنسـانية ‪ ..‬والن أحدثكـم عمـا يهمنـا مـن شئون‬

‫‪48‬‬
‫الاضر ‪..‬‬

‫ف سبيل ترير مصر‬


‫لقد كنا نود أن تنتهي الحادثات الت جرت بي الكومة الصرية‬
‫والنليزية بالعتراف بق مصر ف اللء الناجز فنوفر على البلد‬
‫مهودات ا وأموال ا وأوقات ا لتدع يم نضت نا ف ال صلح والتعم ي ‪,‬‬
‫وتكيـ مصـر مـن خدمـة قضايـا شقيقاتاـ العربيـة والسـلمية‬
‫وال ساهة ف قض ية ال سلم العام الذي يتطلع إل يه العال ‪ ,‬ولكـن‬
‫الطا مع ال ستعمارية تغل بت على النل يز وأ بت أن تعترف بق نا‬
‫ـ ‪ ,‬وتذرعـت بأسـطورة الدفاع عن‬ ‫بال سيادة القيق ية على أرضن ا‬
‫العال ال ر لتب قى جيوش ها مثل للعدوان على ش عب حر ير يد أن‬
‫يعيش قويا كريا ‪ ,‬وبذلك أصبحت مصر ف حل من أن تسلك‬
‫كل طريق كل طريق يؤدي با إل تطهي أرضها من الغاصبي‪.‬‬
‫والخوان السلمون يضعون كل إمكانياتم رهن وصول مصر إل‬
‫حقها الكامل ‪ ,‬ل يضنون ف سبيل ذلك بدمائهم ول بأموالم ول‬
‫بهودهم ‪ ,‬وإن لم من إيانم وصدق وطنيتهم وقوة تربيتهم ما‬
‫يعلهم قادرين على تمل العباء السيمة ف معركة مصر القبلة ‪,‬‬
‫وإذا كان غيهم يعتب قيامه بذا الواجب ما تفرضه عليه الوطنية ‪,‬‬

‫‪49‬‬
‫فإن الخوان يرون فـ قيامهـم بنصـيبهم فـ تلك العركـة عبادة‬
‫يتقربون با إل ال ويشترون با النة‪.‬‬

‫ف سبيل الصلح الداخلي‬


‫وإننا مع هذا نتا بع جهود نا ف ميدان ال صلح الداخلي متعاوني‬
‫مع كل من ير يد ال صلح وال ي لذا الو طن ‪ ,‬مؤيد ين رجال‬
‫العهـد الاضـر فـ ذلك تأييـد الكريـ للكريـ ‪ ,‬ل يألوه عونـا إن‬
‫أصاب ول نصحا خالصا إن أخطأ ‪ ,‬معرضي عن كل ما ياوله‬
‫أعداء الصـلح فـ عهده الديـد مـن إيغار الصـدور وتفريـق‬
‫الصفوف ‪ ,‬وموقفنا هذا ما يفرضه حق المة والوطن على جاعة‬
‫تدعـو إل ال وتمـل لواء السـلم ل تبتغـي مـن الناس جزاء ول‬
‫شكورا ‪ ,‬ول يس علي نا ب عد ذلك أن تكون ن صيحتنا مقبولة أو غ ي‬
‫مقبولة ‪ ,‬ون ن ل ند عي الع صمة ف الرأي وإن ا ن سأل ال التوف يق‬
‫والسداد‪.‬‬

‫ف سبيل ترير الشعوب العربية والسلمية‬


‫وإذا كنا قد أعلنا عن استعدادنا للعمل لتحرير مصر من كل أثر‬
‫للحتلل ‪ ,‬فإننـا نعلن بذه القوة نفسـها وهذا العزم نفسـه عـن‬

‫‪50‬‬
‫اسـتعدادنا للعمـل على تريـر الشعوب العربيـة والسـلمية مـن‬
‫ال ستعمار والحتلل ح ت يتبوأ العال ال سلمي مكا نه اللئق ف‬
‫عال ال ق وال ي ‪ ,‬و ما دام ال سلم يع تب معر كة الر ية ف بلد‬
‫السلم واحدة ل تتجزأ فإن على كل مسلم أن يساهم بنصيبه ف‬
‫ترير الوطن السلمي من قيود الستعمار وآثار الطغيان‪.‬‬

‫وصـية‬
‫أيها الخوان ‪...‬‬
‫إن ال قد جعلكم جنودا لقضية الق والفضيلة والعزة ف وطنكم‬
‫و ف العال ال سلمي كله ‪ ,‬وإذا كان من وا جب الندي الخلص‬
‫أن يكون مستعدا دائما للقيام بواجبه ف خوض العركة ‪ ,‬فإن من‬
‫واجب كم أن تكونوا م ستعدين دائ ما ل ا يؤدي ب كم إل الن صر ف‬
‫ميادين الصلح والتحرير ‪..‬‬
‫فزكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم وحاربوا أهوائكم وشهواتكم قبل‬
‫أن تاربوا أعدائكـم ‪ ,‬فإن مـن انزم بينـه وبيـ نفسـه فـ ميدان‬
‫ال صلح أع جز من أن ينت صر على عدوه ف معر كة ال سلح ‪,‬‬
‫وكونوا مثل ح يا بأقوال كم للخلق القرآن ية ح ت يعرف كم الناس‬

‫‪51‬‬
‫بأخلقكم قبل أن يعرفوكم بأقوالكم ‪...‬‬

‫حسـن الضـيب‬

‫‪52‬‬
‫‪ - 5‬ف ذكـرى الجـرة‬

‫خطاب فضيلة السـتاذ الرشـد حســن الضيـب فـ الحتفال‬


‫بذكرى الجرة بضور عدد مـن قيادات الخوان منهـم السـتاذ‬
‫سيد قطب‪.‬‬
‫النصورة ـ الحرم ‪ 1373‬ـ سبتمب ‪1953‬‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَـنِ الرّحِيـمِ‬

‫أيها الخوان‪:‬‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪..‬‬

‫الستاذ سيد قطب كان يقول ف كلمته أننا ل يب أن نتم كثيا‬


‫بالطـب ‪ ,‬ول ننشـر الديـن بالطـب ‪ ,‬ولذا فسـأكلمكم وأنـا‬
‫جالس لنـ ل أريـد أن أكون خطيبـا ‪ ,‬ول أحـب أن أكون‬
‫خطيبا‪..‬‬

‫‪53‬‬
‫يا إخوان‪..‬‬
‫كنـا زمانـا فـ الدرسـة الثانويـة ‪ ,‬وحيـث ل تكـن هناك وقتهـا‬
‫احتفالت بالعام الجري ‪ ,‬بدرت عندنـا فكرة مـن الغيـظ مـن‬
‫الحتلل ‪ ..‬فكرة نتنفس با ف جانب من جوانب الياة ‪ ..‬فقلنا‬
‫نتفل بالعام الجري ‪ ,‬وبعد تعب أجبنا إل أن نتفل بذا العيد ‪,‬‬
‫ث مرت أيام ‪ ,‬وأنا فكرت‪ :‬ما الذي استفدناه من الحتفال بالعام‬
‫الجري؟ وجدت أول أنـه ل فائدة لذا الحتفال بالرة ‪ ..‬ندخـل‬
‫الحتفال عُ صاة ونرج م نه عُ صاة ‪ ,‬يع ن مثل ك نا ند خل بغ ي‬
‫صلة الغرب ونرج ول ن صل العشاء ‪ ,‬وك نا ند خل ول علم ل نا‬
‫بآ ية واحدة من القرآن ونرج بن فس الال ول نعرف أ ية واحدة‬
‫من القرآن ‪..‬‬
‫كنا ندرس القانون ف مدرسة القوق ول نشعر بأنه ينقصنا شيء‬
‫‪ ,‬وما كنا نشغر بأن هناك دين اسه السلم يستوجب علينا أن‬
‫ندرس شريعة السلم على اعتبار أنا قانون حي‪ ..‬على اعتبار أنا‬
‫قانون لزم للحياة ‪ ..‬فمـا فائدة هذه الحتفالت؟‪ ..‬وبقينـا على‬
‫هذه الال وكل ما مر الو قت قلّ أملي ف هذه الحتفالت ‪ ,‬لن‬
‫الكلم الذي يقال فيهـا "يدخـل مـن أُذن ويرج مـن أُذن" ‪ ,‬ول‬
‫نتقدم به شيئا ‪ ..‬أليس هذا هو الق؟‪ ..‬نعم هو الق وهو الواقع ‪,‬‬

‫‪54‬‬
‫وجاءت أحداث بالبلد أمّل نا في ها خيا ‪ ,‬فلم ين تج عن ها خ ي ‪ ,‬إل‬
‫أن وقعت على دعوة الخوان السلمي ‪ ,‬فعلمت أن هذا قبس من‬
‫نور ‪ ,‬وأن هذا النور يوشـك أن يهدي الناس كمـا هداهـم أول‬
‫المر‪..‬‬

‫يا إخوان ‪..‬‬


‫إن دعوة الخوان السـلمي ليسـت شيئا جديدا ‪ ..‬إناـ الديـن‬
‫الالص ‪ ..‬الدين الذي ليس فيه كتب لطالعتها ليل ونارا ونرجع‬
‫إليها ‪ ..‬إن ا قول ب سيط جدا‪ :‬ل إله إل ال ممد ر سول ال وإقام‬
‫الصلة وإيتاء الزكاة ‪ ..‬إنا الخلق ‪ ..‬أنا الفطرة السليمة ‪ ..‬إنا‬
‫شيء عملي نعمه كل يوم‪.‬‬
‫و قد نظر نا حول نا فوجد نا أن الخوان ال سلمي أوجدوا ف البلد‬
‫حياة ‪ ..‬أوجدوا فـ البلد طائفـة مـن الشباب اسـتعدت بالروح‬
‫وبالسم وبالسم وبالال لفتداء الدين والوطن ‪ ,‬ووجدنا أن هذه‬
‫الفئة ثابتة ل تتكلم ‪ ,‬ل تتف باسم أحد ‪ ,‬ول تعظم شخصا ول‬
‫تيّي إنسـانا ‪ ,‬إناـ تيّي ال سـبحانه وتعال ‪ ,‬تيتهـم هتاف ل‬
‫سبحانه وتعال ‪ ,‬عاملي منيبي طيبي يتوجهون ل بالعمل الطيب‬
‫‪ ,‬ويعملون ف صمت و سكون ‪ ,‬إل أن أ تت الحداث فأثب تت‬

‫‪55‬‬
‫أنم جنود ال حقا‪..‬‬
‫الدعوة السلمية دعوة تشمل الياة كلها ‪ ..‬تدخل على النسان‬
‫‪ ..‬تغي من عقيدته كما غيت عقيدة عبدة الوثان وعبدة الناس‬
‫‪ ..‬تدخل ف قلوب الناس فتني بصائرهم ‪ ..‬تدخل ف قلوب الناس‬
‫فتريهم الق حقا والباطل باطل ‪ ..‬تريهم الق فيتبعونه ‪ ,‬وتريهم‬
‫البا طل فيجتنبو نه ‪ ,‬هذه هي دعوة الخوان السلمي ال ت نتحدث‬
‫عنها ‪ ,‬ونقيم هذا الحتفال ف القيقة ل لنقول ل م العام الجري‬
‫فحسب ‪ ,‬إنا لنبيت شيئا من حقيقة دعوة الخوان السلمي ‪ ,‬ول‬
‫أيد أن أطيل ف هذا المر ‪ ,‬إنا أريد أن نرجع إل يوم الجرة فقط‬
‫لعرض بعض اعتبارات نستفيدها من الجرة‪.‬‬

‫يا إخوان ‪..‬‬


‫الاجة الول الت نستفيدها من كلم أخي عبد العز وكلم أخي‬
‫سيد ‪ ..‬استفدنا أن الرسول صلى ال عليه وسلم منح الدعوة كل‬
‫وقته وكل روحه وكل جسمه وكل ماله إن كان عنده مال‪.‬‬
‫فيا أيها الخوان ل تظنوا أن كلمي لكم تلقا ‪ ,‬إن أمامكم الشيء‬
‫الكث ي الذي ي ب أن تفعلوه ‪ ,‬ول تظنوا أن من انت سب إل دعوة‬
‫الخوان السلمي قد بلغ منها ح ظه حقا ‪ ,‬يب على من يد خل‬

‫‪56‬‬
‫الدعوة أن يهب ها وينح ها كل وق ته و كل جهده و كل ماله و كل‬
‫نفسه ‪ ,‬فل نكتفي بالضور إل الشعبة فيمكث الواحد فيها طول‬
‫النهار ‪ ,‬إنا يب أن ينح الدعوة كل وقته ‪ ,‬وليس معن كلمي‬
‫الوا حد يدور ف الشوارع ينادي بدعوة الخوان ال سلمي ول أن‬
‫ين صرف عن أعماله ول ي عل له من سبيل إل الكلم عن دعوة‬
‫الخوان ال سلمي ‪ ,‬ول كن أقول مع ذلك أ نه ي ب أن ي نح دعوة‬
‫الخوان كل وقته وكل جهده وكل ماله وكل نفسه ‪ ,‬وذلك بأن‬
‫ي قق ف نف سه و ف عمله و ف سائر النشاط الذي يعمله ف يو مه‬
‫معلن القرآن العظيم‪.‬‬
‫ي ب أن ي نح الوا حد هذه الدعوة ‪ ..‬ي نح هذا الد ين كل الو قت‬
‫ليحقق الثل العلى الذي بينه القرآن ونن ف هذا الطريق لنا مثل‬
‫أعلى ‪ ,‬وفينا من هو مثل أعلى ‪ ,‬وفينا من يصلح وفينا من ل يطيق‬
‫‪ ,‬ولكـن كلنـا يريـد الوصـول ل سـبحانه وتعال ‪ ,‬وكلنـا يريـد‬
‫الصعود إل جبل ‪ ..‬فمنا من يصل إل القمة ‪ ,‬ومنا من يصل إل‬
‫منتصف البل ‪ ,‬ومنا من يظل ف السفح ‪ ,‬ومنا من يبدأ ‪ ,‬لكننا‬
‫جيعا لنا وجهة واحدة هي وجهة ال (أَل لِ الدّي ُن الْخَالِصُ)‪.‬‬

‫فيا أيها الخوان ‪..‬‬

‫‪57‬‬
‫الد ين الالص يقتضي نا أن ف التجارة و ف الزرا عة ‪ ,‬و ف معاملت نا‬
‫للناس ‪ ,‬التلميـذ فـ مدرسـته ‪ ,‬الزارع فـ زرعـه يعبـد ال بإتقان‬
‫عمله‪ ..‬ويعبد ال بأن يفكر دائما ف ال حي يعمل العمل فيعمله‬
‫لوجهه تعال ‪ ,‬إذن نكون قد منحنا الدعوة كل وقتنا وكل جهدنا‬
‫و كل مال نا ‪ ,‬فل يد خل على الياة ز يف من ها ‪ ,‬ول يد خل علي نا‬
‫الغرور من أي جانب من جوانب أنفسنا‪ ..‬فيجب علينا دائما أن‬
‫نكون مستغرقي ف دعوة ال سبحانه وتعال كما كان رسول ال‬
‫عل يه ال سلم مان ا كل وق ته بالل يل والنهار ‪ ,‬كل حا جة ‪ ..‬كل‬
‫عمل من أعماله كان خالصا لوجهه تعال ف تارته ‪ ..‬ف نشاطه‬
‫‪ ..‬ف كل عمل من أعماله ‪ ..‬كان خالصا لوجهه تعال ‪,‬وكان‬
‫يؤدي هذا الوا جب عن ط يب خا طر و هو شغوف به ‪ ,‬في جب‬
‫كذلك أن يكون ل نا ف ر سول ال أ سوة ح سنة ‪ ,‬وأن نت جه إل‬
‫ال العلي العظيم بكل أنفسنا وكل قلوبنا وبكل أرواحنا وبكل ما‬
‫نلك ونع مل لذه الدعوة ‪ ,‬وبذلك ي كن أن نقول أن نا أدي نا شيئا‬
‫نلقى ال به بوجه حسن‪..‬‬

‫يا أيها الخوان ‪..‬‬

‫‪58‬‬
‫الدعوة كما سعتم يا إخوان ل تزال كما كانت ف أول المر ‪,‬‬
‫تفهـا العقبات وتفهـا الصـعاب ‪ ..‬وأراكـم حيـ تشمون طعـم‬
‫العاف ية تطمعوا ف هذا ‪ ,‬وتفكروا أن كم و صلتم إل ش يء كبي ‪..‬‬
‫فأنا أتن لكم الشدائد حت تستحقوا أن تكونوا الخوان السلمي‪.‬‬
‫فنسأل ال أن يدي علينا الشدائد حت يدي علينا اليان الكامل ‪,‬‬
‫فل نسـتطيع أن نضـي فـ دعوتنـا إل ال إل إذا أيقنـا أننـا أمام‬
‫عقبات كثية و صعوبات ج ة وي ب أن نتاز ها ‪ ..‬وال صعوبات‬
‫والعقبات تتجدد كل يوم ليس فقط اليوم ‪ ,‬وليس فقط صعوبات‬
‫ـ الكثيـ مـن هذه‬ ‫وعقبات إبراه يم ع بد الادي ‪ ,‬إناـ مازال أمامن ا‬
‫ال صعوبات والعقبات ‪ , ,‬في جب علي نا أن نف كر ف ذلك ‪ ,‬وي ب‬
‫علينـا أن نكون مسـتعدين لذلك ‪ ..‬ودعوة الخوان السـلمي ل‬
‫تتاج إل إل يقظتهـم ‪ ,‬ول تتاج إل إل عنايتهـم بعـد عنايـة ال‬
‫بطبيعة الال ‪ ,‬لن دعوة الخوان السلمي أصبحت من الدعوات‬
‫ـ ‪ ,‬إن‬‫العاليـة التـ ل يكـن لشخـص مـن الشخاص أن ينال منه ا‬
‫دعوة الخوان ل تعـد دعوة جاعـة أو جعيـة فـ مصـر يقال لاـ‬
‫الخوان السـلمون ‪ ,‬إناـ أصـبحت دعوة عاليـة ‪ ..‬دعوة يعرفهـا‬
‫الشرق والغرب ‪ ,‬دعوة ينتظرها الناس جيعا شرقيهم وغربيهم ‪..‬‬
‫دعوة ينتظرها السلمون لنقاذهم من كل ما هم فيه من بلء ‪..‬‬

‫‪59‬‬
‫ينتظرونا ف مراكش وف تونس وف الغرب القصى وف ليبيا وف‬
‫خل يج العرب و ف إندوني سيا و ف ترك يا و ف باك ستان و ف كل‬
‫مكان ينتظرون دعوة الخوان ال سلمي ‪ ..‬ويعتقدون أ نه ل سبيل‬
‫لنقاذ هم إل بالخوان ال سلمي ‪ ,‬فإذا كان هذا هو اعتقاد الناس‬
‫فيكـم ‪ ,‬وإذا كان هذا أمـل الناس فيكـم فيجـب أن تققوا أمـل‬
‫الناس ‪ ,‬ويبـ أن تققوا رجاء الناس ‪ ,‬ويبـ أن تتموا بالدعوة‬
‫وتتفانوا فيهـا ‪ ,‬وحينئذ ل يسـتطيع أن يسـكم أحـد ‪ ,‬إن دعوة‬
‫الخوان ال سلمي ل ست شع با ولي ست مكا تب إدار ية ‪ ,‬ولي ست‬
‫مك تب إرشاد ‪ ,‬ولي ست حا جة ا سها جا عة الخوان ال سلمي ‪,‬‬
‫إنا هي دعوة أصبحت ف القلوب ‪ ,‬ل يكن أن يِلّها إل ال ‪ ,‬قد‬
‫تكفل ل بلها ولكن بصيانتها ‪ ,‬أنكم إن فعلتم كنتم ماهدين ف‬
‫سبيل ال ‪ ,‬وال تعال وعد الجاهدين بالي الكثي فقال (وَالّذِي نَ‬
‫جَاهَدُوا فِينَا لََنهْدَِيّنهُ ْم سُُبلَنَا وَإِنّ الَ لَمَ عَ الْ ُمحْ سِِنيَ) ‪ ,‬فإن فعلتم‬
‫ذلك فلينصـركم ال ‪ ,‬وال قد تكفـل بالنصـر ‪ ,‬لن النصـر ليـس‬
‫بالكثرة ول بالقلة ‪ ,‬وليس بيد ملوق ‪ ,‬وإنا هو بيد ال تعال ‪ ,‬ف‬
‫آيات القرآن الكري جيعا أنه اختص نفسه بالنصر ‪ ,‬فل ينحه إل‬
‫لعباده العامليـ ‪ ,‬إل لعباده التقيـ ‪ ,‬إل لعباده الذيـن ينصـرونه‬
‫ص ُرهُ إِنّ الَ َل َق ِويّ َعزِيزٌ ‪ ,‬الّذِينَ‬
‫ل مَنْ َينْ ُ‬
‫صرَنّ ا ُ‬
‫وينصرون دينه (وَلََينْ ُ‬

‫‪60‬‬
‫ـ أَقَامُوا الصـّلةَ وَآَتوُا الزّكَا َة وََأ َمرُوا‬ ‫ـ فِـي ا َلرْض ِ‬ ‫ـ مَكّنّاهُم ْ‬ ‫إِن ْ‬
‫ل عَاقَِبةُ ا ُلمُورِ)‪.‬‬
‫ف وََن َهوْا عَ ِن الْمُنْ َك ِر وَ ِ‬
‫بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫فدعوة الخوان السـلمي ل تصـبح لعبـة فـ يـد الناس ‪ ,‬وإناـ‬
‫أصبحت حقيقة ف هذا البلد ‪ ,‬وحقيقة ف بلد العال السلمي ‪,‬‬
‫ول بد من أن ننت صر ‪ ,‬ول بد من أن ننال حق نا وواجب نا بت طبيق‬
‫كتاب ال تعال إن عاجل أو آجل‪..‬‬

‫يا إخوان‪..‬‬
‫فـ كثيـ مـن الحيان يسـأل الخوان ويسـأل الناس عـن علقتنـا‬
‫بالكومات وعلقتنـا باليئة ‪ ,‬وهذا سـؤال أرجـو مـن الخوان‬
‫السـلمي أل يكثروا ترديده ‪ ..‬مـا شأننـا بالناس سـؤال ل يبـ‬
‫ن سأله كثيا ‪ ,‬فإذا ك نا سائلي ‪ ,‬في جب أن ن سأل أنف سنا أول ما‬
‫علقت نا بال تعال ‪ ,‬إذا ك نا ن سأل أنف سنا هذا ال سؤال ونقول ما‬
‫علقتنا بال تعال ونقف عند هذه السألة لنرى مقدار علقتنا بال‬
‫تعال ‪ ,‬فل نسـأل عـن علقتنـا بالناس أبدا ‪ ,‬إن علقتنـا بال هـي‬
‫ال مر الوا جب الن ظر ف يه أول ‪ ,‬ث نترك أمور نا ب عد ذلك على ال‬
‫‪ ..‬نعمل الواجب علينا ونسأل عن علقتنا بال ‪ ..‬نعمل مثل ذلك‬
‫الراعـي الذي قيـل له‪ :‬لاذا ل ترس غنمـك ‪ ,‬فقال‪ :‬أنـا وال‬

‫‪61‬‬
‫أصلحت ما بين وبي ال فأصلح ال ما بي الغنم والذئب ‪,‬فإذا ما‬
‫اتبع نا هذا القول الك يم ‪ ..‬أتبع نا أل ن سأل إل ال ول نرص إل‬
‫على مرضا ته ‪ ,‬فإ نه سيصلح ب ي الذئب وغنم نا ‪ ..‬و مع ذل فإ ن‬
‫أراكم تبحثوا وتسألوا‪.‬‬
‫بناسبة ما قيل أن بي الخوان السلمي وبي رجال اليش سوء‬
‫تفا هم أو عدم ان سجام أو عدم تعاون ‪ ..‬أ نا ف الوا قع يا إخوان‬
‫أقوال ل كم ‪ :‬ال ق أ ن أب ث عن سبب وا حد يقت ضي هذا القول‬
‫فل أجد ف نفسي شيئا مطلقا ‪ ,‬وأنا أتدى كل فرد بذا القول ‪..‬‬
‫مـا هـو المـر الذي طلب مـن الخوان السـلمي أن يفعلوه فلم‬
‫يفعلوه؟ ‪ ..‬ولاـ يكون فيـه غضـب ‪ ,‬نقول سـبب الغضـب على‬
‫ماذا؟‪ ..‬ماذا طلبتم ؟‪ ..‬ما الذي طلبوه منا؟‪ ..‬أنا ل أريد أن أقول‬
‫ـ واحدا يت فق مع دعوت نا اتفق نا عليـه ول ين فذ!‪ ..‬بل ل‬
‫أن طلب ا‬
‫يطلب منـا أي طلب ‪ ,‬فـ الواقـع أن بعـض الناس حل لمـ هذا‬
‫الكلم وأخذوا يكررون ف يه ح ت أصـبح حقي قة فـ رؤو سهم ل‬
‫غي ها ‪ ..‬عند هم وحد هم لن نا ل ن د له أثرا ف أنف سنا ول ف‬
‫تصرفاتنا ‪ ,‬هيئة التحرير ‪ ,‬نن اتفقنا مقدما مع بعض على أن يظل‬
‫الخوان هيئة قائمـة بذاتاـ حيـث اعترف بأناـ هيئة مفيدة وهيئة‬
‫عاملة ‪ ,‬ول ينكر عملها إل مكابر ‪ ,‬اتفقنا على أنم يريدون إنشاء‬

‫‪62‬‬
‫هيئة ترير ‪ ..‬وهذا أمر ل يهمنا ‪ ,‬لكن ف القيقة ‪ ,‬ل يرجى من‬
‫الخوان السلمي ‪ ,‬وإذا قلت‪ :‬ل يرجى من الخوان أن يساعدوا‬
‫على إنشاء هيئة التحر ير ‪ ,‬فذلك لن م أ صحاب دعوة ول ي كن‬
‫أن نعيـ دعوة أخرى أو منظمـة أخرى تالف دعوتنـا‪ ..‬هذا ‪,‬‬
‫والمر الثان‪ :‬أننا قد أعطي نا أوامر صارمة للخوان السلمي بأل‬
‫يعترضوا مطلقا على إنشاء هيئة التحرير ‪ ..‬بل كان بعض القائمي‬
‫ف لقائ هم بالخوان ال سلمي يعاك سون هيئة التحر ير ‪ ..‬ولي سوا‬
‫راضي عن هيئة التحرير ‪ ..‬وهذا حقيقة المر ‪ ,‬حقيقة الواقع ‪..‬‬
‫ل كن من جانب نا نقول ما هو الع مل الوا حد الذي عمله الخوان‬
‫السلمون لكي يضايقوا به هيئة التحرير أو يعاكسوها ‪ ..‬ل يوجد‬
‫غ ي هذا الكلم ‪ ..‬الكلم الفارغ ‪ ..‬الكلم الذي ل يس ف يه ش يء‬
‫من الصحة‪.‬‬
‫فك نت أعال ه ‪ ,‬ول كن ل يدث ش يء من ذلك مطل قا ‪ ..‬كل ها‬
‫إشاعات ‪ ..‬كله كلم ل أ صل له ف القي قة ‪ ,‬بل هو أوهام ف‬
‫رؤوس ب عض الناس ‪ ,‬وأوهام ت سمت ف النفوس ح ت ظنوا أن ا‬
‫حقي قة ‪ ..‬ل ش يء ف ذلك بالرة ‪ ..‬وإن ا أقول ل كم أ نه ف كل‬
‫حالة ‪ ,‬و ف كل حالة تقضي ها الدعوة ‪ ..‬مثل‪ :‬البلد ف حا جة إل‬
‫الدفاع فنحـن مـع اليـش فـ هذا الدفاع ‪ ..‬هناك حاجـة لزرع‬

‫‪63‬‬
‫ال صحراء فن حن م ستعدون لزرع ال صحراء ‪ ..‬هناك حا جة لك نس‬
‫الشوارع فن حن م ستعدون إل ك نس الشوارع ‪ ..‬هناك حا جة إل‬
‫إضاءة بلمبات كبية و صغية فن حن م ستعدون أن نوقد ها م عا ‪..‬‬
‫نن مستعدون إل أن نضع يدنا ف يد أي عامل لصحة هذا البلد‬
‫لننا ل نعمل لغي ال ‪ ..‬نن ل نعمل شيئا نتملق به أحدا ‪ ,‬ونن‬
‫ل نعمل شيئا من أجل شخص معي ‪ ,‬إنا نعمل ل فقط والعمل‬
‫ل ل يتلف فيـه اثنان ‪ ..‬تريدون الرب نارب معكـم ‪ ,‬تريدون‬
‫ال صلح ن صلح مع كم ‪..‬تريدون أي ش يء من هذا فن حن مع كم‬
‫لن ا م سائل يقبل ها ال سلم ‪ ,‬نعمل ها بنيات نا ال سلمية ويعمل ها‬
‫غينا كيفما أراد‪..‬‬

‫فيا أيها الخوان ‪..‬‬


‫إذا سعتم شيئا من هذا القبيل فأرجو أن يكون ردكم هكذا بسيطا‬
‫‪ ..‬ما العمل الذي طلبتموه منا ول نعمله؟ ‪ ..‬ما هو؟ ‪ ..‬اسألوا‬
‫عن التفصيل ‪ ..‬اسألوا لاذا اليش غضبان من الخوان السلمي؟‬
‫‪ ..‬هذه إشاعات مغرضة القصد منها التفريق بي الناس ‪ ,‬تفريق‬
‫أهـل الوطـن الواحـد ‪..‬لكـي ل تتمـع كلمتهـم ول يتفقوا على‬
‫مصلحة من مصال البلد ‪ ,‬ونن ف زمن أحوج ما نكون فيه إل‬

‫‪64‬‬
‫التاد وإل فعـل اليـ ‪ ..‬البلد تتاج إل أعمال كثية جدا ‪ ,‬ول‬
‫تتاج لكلمـة واحدة مـن كلمات التثـبيط ‪ ,‬ول تتاج واحدة مـن‬
‫كلمات التهديد‪.‬‬
‫ن ن يا إخوان ل سنا متلفي مع أ حد ‪ ,‬ونريد أن ن د أيدي نا لكل‬
‫عامـل فـ البلد ‪ ..‬نريـد أن نيـي موات هذا البلد بجهوداتنـا‬
‫ومهودات الناس جيعا ‪ ..‬فقط ل نريد أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫وب عد هذا أ ستطيع أن أقول ك ما بدأت‪ :‬ل سنا ن ن ف غ ضب من‬
‫ال يش وإذا كان هناك غ ضب ف ناح ية فل نعر فه ‪ .‬ول كن ل سنا‬
‫غاضبي من جهتنا‪.‬‬
‫إن أغلب ظ ن أنل يو جد غ ضب من ج هة ال يش ‪ ..‬أغلب ظ ن‬
‫أن اليهود هم الذين ينشرون هذه القاويل وهي فت إنليزية ‪ ,‬فل‬
‫يصـح أن نعيـش على سـاع القوال ‪ ,‬ول يصـح أن نعيـش على‬
‫الريـب والظنون ‪ ,‬ول يصـح أن نعيـش على اتام السـرائر ‪ ,‬ول‬
‫يصـح أن نعيـش على سـاع كلم مـن الناس ونبنـ عليـه ونعله‬
‫حقائق ‪( ..‬يَا أَيّهَا الّذِي نَ آمَنُوا إِ ْن جَاءَكُ مْ فَا ِسقٌ بَِنبَأٍ َفتَبَيّنُوا أَ نْ‬
‫جهَالَ ٍة فَُتصْبِحُوا َعلَى مَا َفعَ ْلتُمْ نَا ِد ِميَ)‪.‬‬
‫ُتصِيبُوا َقوْما بِ َ‬

‫يا إخوان ‪..‬‬

‫‪65‬‬
‫ل يبق إل أن أؤكد عليكم أن النسان ل يدعو بالطب مثلما قال‬
‫الزم يل سيد ق طب ‪ ,‬ول يد عو باللسان ‪ ,‬إن ا ي ب أن تتم ثل في نا‬
‫أخلق القرآن فـ جاعـة السـلمي فهذا حسـبهم ‪ ,‬لنمـ يدلون‬
‫الناس على أن الدعوة السـلمية قـد بلغـت مـن نفوسـهم البلغ‬
‫الطلوب والبلغ الرجـو ‪ ,‬وعلموا أن دعوة السـلم حـق ‪ ,‬وأناـ‬
‫ت صلح من النفوس مال ي صلحه أي قانون ف البلد‪ ..‬ن ن ف بلد‬
‫أصـبحت توطهـا حالة عسـية جدا لن تربيـة الخوان السـلمي‬
‫ليست بينة ‪.‬‬

‫أيها الخوان ‪..‬‬


‫تربية الخوان السلمي توطها الصعاب والعقبات ‪ ..‬إن كل شيء‬
‫فـ هذا البلد يضرب تربيتهـم ‪ ..‬السـينما الفاحشـة تضربمـ ‪..‬‬
‫المارات ‪ ..‬الرا قص ‪ ..‬الف ساد ف الشوارع ‪ ..‬كل هذا يضرب‬
‫هذه التربيـة فلمـا ندـ واحدا مـن الخوان السـلمي يافـظ على‬
‫كتاب ال يب أن نسميه بطل من البطال‪.‬‬

‫يا أيها الخوان ‪..‬‬


‫ل أر يد أن أط يل عليكم ‪ ,‬وأر جو أن أراكم ب ي وأقول قول هذا‬
‫‪66‬‬
‫واستغفر ال ل ولكم‪..‬‬

‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪..‬‬


‫حسـن الضيب‬

‫‪67‬‬
‫‪ - 7‬رسـالة الطـلب‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ‬


‫من فضيلة الرشد العام إل الخوان الطلب‪:‬‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن‬
‫واله ‪..‬‬

‫أيها الخوان ‪:‬‬


‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ..‬وبعد‪:‬‬
‫أصبحت ناية العام الدراسي تقترب رويدا رويدا ‪ ,‬وتضيق الشقة‬
‫بين نا وبين ها ‪ ,‬وكأن نا نر يد أن ت قف حر كة اليام ح ت يت سع ل نا‬
‫الو قت ل ستذكار درو سنا وت صيل ما فات نا ‪ ..‬ول كن هيهات أن‬
‫يكون لنا من الوقت إل ما يضيق شيئا فشيئا ‪ ,‬فل تأخذنا الية ‪,‬‬
‫ول يعترينا الرتباك ‪ ,‬ولنبادر إل تنظيم أوقاتنا تنظيما دقيقا مكما‬
‫يكننا من التعب ومن الراحة ‪ ,‬ومن أن نأخذ حظنا من متع الياة‬
‫البيئة ‪ ,‬فل يط غى ش يء ف ذلك على ش يء ‪ ,‬فو قت لل ستذكار‬
‫ندده ونعرف مقداره ‪ ,‬ووقـت لغيـ ذلك مـن الشئون ندده‬
‫ونعرف مقداره ‪ ,‬ول ينب غي أن يور أ حد م نا على ساعات نو مه‬

‫‪68‬‬
‫فإن هذا الور حري أن يعقبنا بطء ف الدراك وقلة ف التصور‪.‬‬
‫بذا النظام الذي نتوخاه مـن حياتنـا نسـتطيع أن نثـب إل المام‬
‫وثبات مباركـة ‪ ,‬وليعلم كـل واحـد منـا أن انصـرافه إل الدرس‬
‫وعكوفـه على طلب العلم عبادة مـن أج ّل العبادات وقربـ إل ال‬
‫تعال من أج ّل القرب ‪ ,‬وعمل لدعوة السلم من أفضل العمال‬
‫‪ ...‬ذلك بأننا إذا أردنا أن نقيم دولة السلم فلنقمها ـ فيما تقام‬
‫عليه ـ على العلم النافع الذي يب أن نفيده من غينا أو بأنفسنا‬
‫‪ ,‬والكمة ضالة الؤمن يأخذها حيث يدها ‪ ,‬ورسول ال صلى‬
‫ال عليـه وسـلم يقول‪( :‬ل طلعـت علي شسـ يوم ل أزدد فيـه‬
‫علما)‪.‬‬

‫وعلينا أل نغفل لظة عن تعهد أنفسنا وأخذها بالخلق القرآنية‬


‫العظيمـة‪ :‬العزة ‪ ,‬والكرامـة ‪ ,‬والصـدق ‪ ,‬والمانـة ‪ ,‬والوفاء ‪,‬‬
‫والنجدة ‪ ,‬والكف عن الحرمات والغيبة والنميمة وقول الزور ‪...‬‬
‫إل آ خر ما أ مر ال به أو ن ى ع نه ‪ ,‬وأن نتم يز عن غي نا بذه‬
‫الخلق الكري ة ‪ ,‬فل يتاج الخ ال سلم إل أن يقول أ نه كذلك‬
‫‪ ,‬وإن ا ي ب عل يه أن يدع هم يعرفون ذلك من أفعاله ‪ ,‬ول يس‬
‫أصدق من الفعال حديثا عند الناس‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ولت كن معاملت نا لخوان نا من اليئات الخرى م ا يرت فع به الع ن‬
‫الزب من نفوسنا ونفوسهم لننا أصحاب دعوة إل كتاب ال ‪,‬‬
‫وهـي دعوة يبـ أن تطمئن إليهـا القلوب عاجل أو آجل ‪ ,‬فل‬
‫ينبغي لحدنا أن يصد عنها إنسانا با ينفره منها ‪ ,‬ويبعده عنها ‪,‬‬
‫بل ينب غي أن نع مل الناس بال سن ‪ ,‬ونب صرهم بالكل مة الطي بة ‪,‬‬
‫ومن ل يقتنع اليوم فسيقتنع غدا إن شاء ال‪.‬‬
‫ح سََن ُة وَل ال سّيَّئةُ ادَْف عْ بِالّتِي هِ يَ أَ ْح سَنُ فَِإذَا الّذِي‬
‫(وَل َت سَْتوِي الْ َ‬
‫ك وََبيْنَ هُ عَدَا َوةٌ كََأنّ ُه وَلِيّ حَمِي ٌم ‪َ ,‬ومَا يَُلقّاهَا إِل الّذِي َن صََبرُوا‬
‫َبيْنَ َ‬
‫َومَا يَُلقّاهَا إِل ذُو َحظّ عَظِيمٍ)‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪..‬‬
‫حسـن الضـيب‬

‫‪70‬‬
‫‪ - 7‬تذكـرة الخـوان‬

‫بِســمِ الِ الرّحْمَـنِ الرّحِيـ ِم‬


‫ال مد ل رب العال ي ‪ ,‬وال صلة وال سلم على أشرف الر سلي ‪,‬‬
‫وعلى آله وصحبه ودعا بدعوته إل يوم الدين ‪..‬‬

‫أيها الخوان ‪..‬‬


‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ ,‬وبعد ‪..‬‬
‫فأسـأل ال تبارك وتعال أن تكونوا على خيـ مـا يبـ لعباده‬
‫الؤمن ي الخل صي الجاهد ين من ال صب والحت ساب ‪ ,‬وأن ينل‬
‫السـكينة فـ قلوبكـم لتزدادوا إيانـا مـع إيانكـم ‪ ,‬ول جنود‬
‫السماوات والرض وكان ال عليما حكيما‪.‬‬

‫إن دعوة الخوان ال سلمي ـ و هي دعوة الر سول عل يه ال صلة‬


‫وال سلم ل تزد ول تن قص ـ كا نت ول تزال صراعا ب ي ال ق‬
‫والباطل ‪ ,‬بي اليان واللاد ‪ ,‬بي العروف والنكر ‪ ,‬بي العقل‬
‫والوى ‪ ,‬بي اللق القوي والتحلل الذميم ‪ ,‬بي النسانية الفاضلة‬
‫والنانية الاسرة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مـن أجـل ذلك كانـت باجـة إل جهاد قوم مؤمنيـ يلصـون ل‬
‫دين هم ويهبو نه أرواح هم طي بة بذلك نفو سهم ‪ ,‬ل تزيد هم ال حن‬
‫إل ثباتـا على حقهـم وازدراء لباطـل خصـومهم ‪ ,‬وكانوا فـ‬
‫عزائمهـم أشـد وأقوى ‪ ,‬وإل ربمـ أقرب وأدنـ ‪ ,‬وبانتصـارهم‬
‫يؤمنون ‪ ,‬وعلى ربم يتوكلون ‪( ..‬حَتّى ِإذَا ا ْستَيَْأسَ الرّ سُ ُل وَظَنّوا‬
‫صرُنَا َفنُجّ َي مَ نْ َنشَاءُ وَل ُي َردّ بَ ْأ ُسنَا عَ نِ‬
‫أَّنهُ مْ قَدْ كُ ِذبُوا جَا َءهُ مْ نَ ْ‬
‫ج ِرمِيَ)‪.‬‬‫اْل َق ْومِ الْ ُم ْ‬

‫وإن مذكركم ـ فالذكرى تنفع الؤمني ـ ببعض ما توحي به‬


‫الظروف التـ خلقهـا أعداء الدعوة حتـ تكونوا على بينـة مـن‬
‫طريقكم الق ‪ ..‬ول تروا مع خصوم دعوتكم فيما جروا فيه من‬
‫الث والبغي بغي الق افتراء على ال ‪ ,‬أذكركم بالصدق ف القول‬
‫والع مل وترك الدل واللجا جة مع الخالف ي ‪ ..‬ا صدقوا أنف سكم‬
‫ِينـ آمَنُوا اّتقُوا الَ‬
‫واصـدقوا ال واصـدقوا الناس ‪( ..‬يَا َأيّهَا الّذ َ‬
‫وَكُونُوا مَعَ الصّادِِقيَ)‪.‬‬

‫إن خصـوم الدعوة توهوا أنمـ بأكاذيبهـم يغلبون حقكـم فاتموا‬


‫السرائر واختلقوا الوقائع (يَا َأهْ َل الْ ِكتَابِ لِمَ َتلْبِسُو َن الْحَقّ بِالْبَاطِلِ‬

‫‪72‬‬
‫حقّ وََأنْتُ ْم َتعْلَمُونَ)‪.‬‬
‫وَتَ ْكتُمُونَ الْ َ‬
‫ق يل‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬أيكون الؤ من جبا نا؟‪ ..‬قال‪ :‬ن عم ‪ ,‬ق يل‪:‬‬
‫أيكون بيل؟‪ ..‬قال‪:‬نعم ‪ ,‬قيل‪ :‬أيكون كذابا؟‪ ..‬قال‪ :‬ل ‪ِ( ..‬إنّمَا‬
‫ك هُمُ اْلكَاذِبُونَ)‪.‬‬
‫ل وَأُولَِئ َ‬
‫َيفَْترِي الْكَ ِذبَ الّذِينَ ل ُي ْؤمِنُونَ بِآياتِ ا ِ‬
‫فل تنوا ول تزنوا ‪ ..‬فلن يبلغ الكذب من دعوت كم شيئا ‪ ,‬إن كم‬
‫ُسـَلنَا‬
‫ْصـرُ ر ُ‬
‫على القـ بإذن ال ‪ ,‬ولن يلف ال وعده ‪ِ( ..‬إنّاـ لَنَن ُ‬
‫حيَاةِ الدّنْيَا َوَي ْومَ َيقُومُ الَ ْشهَادُ)‪.‬‬
‫وَالّذِي َن آمَنُوا فِي الْ َ‬

‫و قد ذكرنا هم بال ق فكرهوه وضا قت به صدورهم ‪ ,‬وظنوا أن‬


‫ب مَنِ ا ْفَترَى)‪.‬‬
‫الكذب ينجيهم ‪ ,‬وال تعال يقول‪( :‬وََقدْ خَا َ‬

‫وليـس الكذب على الشخاص وحدهـم ‪ ,‬فقـد حرص خصـوم‬


‫دعوتكـم على أن ينسـبوا أخطاء السـلمي فـ بعـض العصـور إل‬
‫الد ين نف سه ‪ ,‬وظنوا أن ذلك ي صرفكم عن دعوت كم إل ال سلم‬
‫دينا ودولة ‪...‬‬
‫فانتبهوا لاـ توحـي بـه هذه التاهات ‪ ,‬وتفهموا مـا وراء هذا ماـ‬
‫حيَاةِ‬
‫ت الُ الّذِي َن آمَنُوا بِاْل َقوْلِ الثّابِ تِ فِي الْ َ‬
‫يضمره البطلون ‪( ,‬يُثَبّ ُ‬
‫ل مَا يَشَاءُ)‪.‬‬‫ي وََي ْفعَلُ ا ُ‬ ‫الدّنْيَا َوفِي ال ِخ َرةِ وَُيضِ ّل الُ الظّالِ ِم َ‬

‫‪73‬‬
‫أيها الخوان ‪...‬‬
‫(اصِْبرُوا َوصَاِبرُوا َورَابِطُوا وَاّتقُوا الَ َلعَلّكُ ْم ُتفْلِحُونَ)‬

‫أخـوكم‪ :‬حسـن الضيب‬


‫الرشد العام للخوان السلمي‬

‫تت بمد ال‬

‫‪74‬‬

You might also like