Professional Documents
Culture Documents
المقاربة بالكفاءات أية ممارسة جديدة
المقاربة بالكفاءات أية ممارسة جديدة
.إهداء :إلى كل مر ّ
-كثيرة هي المصطلحات التي جاءت ضمن المناهج الجديدة في إطار إصالح المنظومة التربوية ،و التي تدخل في تطبيق بيداغوجيا المقاربة
بالكفاءات ،و ما يزال مفهوم الكثير منها محل اختالف بين المختصين أنفسهم في علوم التربية ال سيما المصطلحين " :الكفاءة"و " القدرة" ،
فكيف بالمعلمين ؟
-حتى إن أحدهم يقول " إن الكفاءة لم تستقر بعد عند معنى دقيق ألن بعضهم ال يفرقون بين " كفاءات " و " قدرات " ،و البعض اآلخر بفرقون
بينهما و لكن يسمون "كفاءة" ما أسميه هنا " قدرة" ،في المدرسة يقبل القول بأننا نعمل بالقدرات أكثر منها كفاءات ،فما يعرف بكفاءات في
إصالح المناهج تتحدد عند قدرات عرضية و موادية ،إذن ال يوجد تنمية لكفاءات حقيقية بالمعنى الذي أحدده.Perrenoud.. Ph"..
بعض هذه االختالفات في وجهات النظر قد تجعل المربين في حيرة من أمرهم كما أن العديد منهم يجدون صعوبة في ترجمها ،و نزوال عند
الحاجة الملحة ،و سعيا منا إلى المساهمة في محاولة إزالة بعضا من هذا الغموض و اللبس ،اتبعنا في هذا العمل المتواضع منهجية ميسرة لقراءة
المصطلح و بيان مفهومه الشائع بعد مقارنة بعض التعاريف ثم االنتقال من مستوى المفهوم إلى مستوى التطبيق الميداني ،أي من الشرح
النظري للمصطلح إلى كيفية ترجمته في الميدان ألن ما يهم المعلمين بالدرجة األولى هي الممارسة و التوظيف.
-قبل التعرض إلى ممارسة بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات ينبغي علينا تحديد بوضوح مفاهيم المصطلحات األربعة المحورية و هي :الكفاءة –
القدرة-هدف التعلم-وضعية التعلم و ما يدور حولها من مفاهيم أخرى.
-يستحيل أن ننجح في تطبيق هذه المقاربة إذا كنا ال ندرك مفاهيم المصطلحات المتعلقة بها ،فالبدء في التكوين من زاوية "كيفية التطبيق" ال
يحقق شيئا ،فاألجدر و األولى أن نبدأ من" مفاهيم المصطلحات " حتى نقربها إلى األذهان و نذللها بكيفية تسمح لنا بتوظيفها في
الميدان( التعليمية) و ذلك عامل أساسي في استراتيجية التكوين ،و االتجاه المنطقي لمستويات القدرات , ،فال نعمل بالمقولة :الغاية تبرر
الوسيلة ،بل نعمل بالمقولة :الوسيلة المالئمة للغاية .
-لقد تناثرت هذه المصطلحات كالوابل فوق رؤوس المربين و في ظرف ضيق ،لم يكنوا مستعدين بعد لمواكبة قطار اإلصالح و إال فكيف بالمعلم
الذي ال يمتلك أدوات العمل -و بالخصوص مفاهيم المصطلحات المتداولة في المناهج الجديدة -أن يتوصل إلى بناء وضعية تعلمية أو إدماجية أو
تقييمية أو وضعية مشكل مثال تستجيب لمعايير المقاربة الجديدة ؟
-إنها مقاربة حديثة و معقدة ،جديدة علينا و ليست في متناول الجميع في بداية التجربة ،و تقتضي ممارستها الحيطة ( نظرا لتعقدها و صعوبة
تطبيقها و تقييمها) و الحذر(حتى ال ننزلق في متاهات ال نحدد موقعنا منها) ،و الجديد ال يعني أنه ال يخلو من مفاجآت غير مرغوب فيها .
"-تطبيق المقاربة بالكفاءات ال يعني ضرب عرض الحائط كل الخ برات و التج ارب الس ابقة ،و إدراة الظه ر للمع ارف ،و إنم ا هي متابع ة
وتجديد لمقاربات سابقة ،كما قال أحد علماء التربية ":هي صناعة الجديد بواسطة القديم ".
-نتمنى -بهذا العمل المتواضع -أن نكون في مستوى اإلجابة عن بعض من التساؤالت حول المقاربة بالكفاءات ونحن في بداية ممارستها...
2
لماذا المقاربة بالكفاءات ؟
" نستطيع أن نعرف تقنيات و قواعد تسيير محاسبة و لكن نجهل تطبيقها في الوقت المناسب ،كل يوم تظهر التجربة أن أشخاصا حائزين على
معارف و قدرات غير قادرين على تسخيرها بشكل فعال و في الوقت الضروري ،عند مواجهة وضعيات عمل " Perrenoud
-لقد أجابنا بيرينو عن دواعي تغيير الممارسة البيداغوجية ،و ضرورة االنتقال إلى المقاربة بالكفاءات ،و تتلخص فيما يلي :
–ربط التعلم بالواقع و الحياة * -من أجل إعطاء داللة للتعلم .
* -من أجل جعل التعلمات أكثر فعالية - :ضمان أحسن لتثبيت للمكتسبات .
-الكفاءات محدودة
( لم يأن بعد تحديدها بدقة ألننا في طور التجربة) * -فعالية المقاربة بالكفاءات :
-التالميذ (:في تونس) حصلوا على تقدم في :تثبيت المكتسبات ،زيادة في معدل التحصيل ،وضوح الفروق بين المتعلمين .
-المعلمون :مقاربة المعارف بمثابة الموارد التي يجب تجنيدها ،العمل بواسطة وضعيات المشكل ،تطبيق تقييم الكفاءات .
. Perrenoud إن المقاربة بالكفاءات تُح ّول جزءا من المعارف الدراسية إلى موارد لح ّل مشاكل أو تحقيق مشاريع أو اتخاذ قرارات " ...
" ّ
-“ -مجموع ة من التص رفات االجتماعي ة/الوجداني ة ،و من المه ارات المعرفي ة ،أو من المه ارات النفس ية الحس/حركي ة ال تي تم ّكن من
"ممارسة دور ،وظيفة ،نشاط ،مه ّمة أو عمل معقّد على أكمل وجه(.تعريف مكيّف انطالقا من تعريف( ”.)Louis d’hainault
" -مجموعة من المعارف و من القدرات ال ّدائمة و من المهارات المكتسبة عن طريق استيعـاب معــارف وجيهـة وخبــرات مرتبطـة
فيمــا بينها في مـجال".)DE ketele( .
-تحديد كفاءة ال يكتمل إذا لم نستطع أن نقول أي موارد معرفية تستدعي،و هي أنواع مختلفة :
-أ-معارف (تصريحية،شرطية،كيفية،إعالمية)
3
( ج -موارد أخرى ( عادات ،قيم،قواعد،سلوكات)...
Philippe Perrenoud:
.الكفاءة تجند موارد مختلفة لمواجهة وضعية خاصة ،إنها مهارة التجنيد -
Une compétence mobilise des ressources diverses pour faire face à une situation singulière, c’est
un savoir-mobiliser (Le Boterf, 1994).
التوجيه،تعليمات)*- ينجز ،في سياق خاص،نشاطات مهنية حسب أشكال العملية المطلوبة ( مقاييس
.يحقق نتائج ( خدمات ،إنتاجات)،مرضية بمعايير من األداء ،موجهة لزبون أو متلق ( Guy Le Boterf,).*-
فعلية(مهارات)ومعارف * الكفاءة هي قدرة الشخص على تجنيد و تفعيل جملة منظمة من معارف ومعارف
.سلوكية( سلوكيات ،مواقف) تسمح له بأداء مهمة أو مجموعة مهام
- الكفاءة إذن ليست معارف و قدرات جامدة ،بل يجب أن تحول إلى ممارسات ميدانية في سياق خاص( لها
عالقة بالمهنة ،بالدراسة،بضغوط ظرفية ،إنها تبرز عند تفعيلها ،و الكفاءة من المنظور المدرسي هي مجموعة مندمجة من تعلمات
تتحقّق في نهاية فترة تعلّميّة أو مرحلة دراسية و تظهر في صيغة وضعيات تواصليّة دالّة ،لها عالقة بحياة التّلميذ،فهي ليست مجرد معارف تبقى
.حبيسة التذكر ،و إنما أفعال تظهر في سلوكه
. لحل مشكلة ما -)...، تتناسب مع حقل من الوضعيات المعقدة (عائالت من الوضعيات ( نكون أكفاء إلنتاج نص خبري،
-تتحدد بجملة من المعارف( قواعد لغوية،تقنيات عملية),,،و نشاطات ذهنية(تخطيط،تقديم فرضيات ),,
-في الواقع نحن نمارس كفاءات في حياتنا اليومية – بغض النظر عن كوننا قد ننجح أو نفشل في ذلك -و هذه الكفاءات تتطور و تتركب أو تنشأ
كلما واجهنا وضعيات جديدة مهنية و عادية ،و لئن كانت الوضعية تبدو لنا معيشة مألوفة فهي في الحقيقة وضعية خاصة ألننا نواجهها بشكل
مغاير و في سياق مغاير فنستخدم معارفنا و خبراتنا القبلية إلبداع حلول أصيلة نسبيا مما يجعلنا ال نقع في بساطة تكرار و إعادة نفس الحركات و
نفس القرارات و لكن بين القديم المكرر والجديد المبدع .
" -هذا االرتباط بالعائلة يمكننا من مواجهة بنجاح وضعيات غير مألوفة ،وبشكل حدسي يسمح لنا بتجنيد موارد( معارف،مواقف ،عادات )...ثم بناؤها عن
طريق تجربة قبلية .هذه الموارد ال تمكن من إيجاد فورا إجابة مناسبة ،إنها ال تندمج في عملية جديدة إال بفعل التحويل (;Mendelsohn, 1996
.)Perrenoud, 1997
،فسائق سيارة األجرة وسط المدينة يمارس كفاءة السياقة ،وحتى و لو كان يسوق كل يوم فإنه يواجه وضعيات خاصة -ليست مألوفة و لكن
ليست أيضا غريبة لدرجة تبدو فيها غير معروفة تماما -يقابلها بخبرته القبلية و في نفس الوقت بإبداع في التصرف معها كونها جديدة عليه،
و كذالك المعلم عند تعليم األطفال،و الطبيب عند فحص المرضى ،و ربة البيت عند تدبير البيت ،و التالميذ أيضا يواجهون وضعيات يوظفون
فيها كفاءات مدرسية و يكتسبون أخرى جديدة يجب أن يتحكموا فيها في نهاية تعلمهم ،و هكذا كل واحد من هؤالء يجند موارد اتجاه وضعية ما
ألداء مهمته على أكمل وجه ،فإذا نجح صار يتحكم في تلك الكفاءة .
-و لنوضح أكثر الكفاءة المدرسية نسوق هنا مثاال من منهاج السنة الرابعة ابتدائي في مادة التربية العلمية و التكنولوجية:
4
انطالقا من وضعية معيشة مرتبطة باستعمال مواد التغليف و أثرها على البيئة،يكون التلميذ قادرا على تحديد المشكل و اقتراح الحلول المناسبة
* -في هذه النص نجد أن المتعلم ال يصل إلى اكتساب الكفاءة المستهدفة في نهاية التعلم إال إذا جند جملة من الموارد:
-1معارف محضة (بمفهوم البيئة ،التلوث،تركيب مواد التغليف و مخاطرها،طرق استعمالها ا )...
- 2معارف فعلية أو مهارات ( استغالل السندات ،تصنيف المعلومات و معالجتها ،تحليل ،استنتاج ،تواصل و تبليغ شفويا /كتابيا ) ...،
-3معارف سلوكية أو سلوكات ( التحلي بموقف إيجابية نحو البيئة، ،االقتصاد في استعمال مواد التغليف روح النقد ،العمل في إطار الفوج )...
غالبا ما تكون خاصة بالمادة ( موادية) على عكس القدرة .
يمكن تقييمها ( قابلة للتقييم) بالنظر إلى عدم قابلية تقييم القدرة.
-يتضمن المنهاج كفاءات محدودة من 6-5كفاءات في المادة الواحدة و تضم من 20إلى 30هدفا ،و على عكس الهدف الذي يصاغ من أجل
أن يتحقق في نهاية تعلم ،فالكفاءة ال تتحقق كليا بل نسبيا ،ألنها تتركب و تنمو على مدى الحياة و مستوى نموها يتميز باختالف و تعقد السياقات
التي يمكن أن يوجد فيها ،بواسطة خصائص الموارد التي توظفها .لضمان هذا النمو المتواصل ،يعمد التعليم على االرتكاز على المعارف القبلية
-يجب أيضا تجنيد الكفاءات نفسها باستمرار ،مع ضمان التدرج في اختالف السياقات و تعقد المهام في وضعيات مجددة .
-الموارد المختلفة المجندة من طرف التلميذ من أجل إنتاج ،أو حل مشكل يصادفه في ممارسته المدرسية أو حياته اليومية يجب أن يكون ذا داللة .
*أمثلة لكفاءات - :حل مشكالت بالنسبة و التناسب و األطوال – .إنتاج نص كتابي موجه إلى جمهور معين يعالج ظاهرة التسرب المدرسي.
-تسيير جمعية عامة ألولياء التالميذ -.تنظيم جولة مع التالميذ من أجل زيارة ثقافية .
-و لكي تقيس المهام كفاءات فعال ،و ليس فقط معارف أو سلوكات ،يجب أن تحتوي على خصائص ،يحددها لنا ()J.Beckers ;2002
-أن تكون :جديدة (غير مألوفة) فيما يخص المواضيع المعالجة و لكن كذلك ضمن السياق و دور التالميذ للعب فيها .
إدماجية و معقدة :يجب أن يوظف التالميذ معارف مكتسبة ،أدوات متاحة ،استراتيجيات...،
نهائية و موجهة نحو العملية :تنجز المهام من أجل غاية ،و ليست ارتجالية غير محددة .
تشخيصية :بعد أداء المهمة ،تقيم بفضل تغذية راجعة عن طريق معايير و مؤشرات .
-و عليه فإن المهمة تقتضي تطبيق معارف و توظيف موارد الوضعية .
5
مثال :استعمال محرار لقياس درجة حرارة الماء المتجمد.
في هذه الوضعية تتوفر لدى التالميذ كل المعطيات الضرورية ألداء المهمة و فال يجب أن يقوم بأي بحث لبلوغ الهدف المحدد:
المشكل:
-هو الظرف حيث ال يستطيع المتعلم أن يتقدم في الوضعية بدون أن يقوم بخطة للبحث ،و التعلم إليجاد العناصر التي تنقصه لمعالجة الوضعية .
-يوجد مشكل إذا كانت الوضعية ال تقدم المعلومات الكافية أو أن المتعلم ال يمتلك المعارف الضرورية إلنجاز المهمة .
-المشكل ينشأ دائما عند مواجهة التلميذ لمهمة ال يمكنه إنجازها بشكل فوري .
* إذا كان المتعلم غير قادر على قراءة مستوى السائل في المحرار عند قياس درجة الماء،تصبح هذه المهمة مشكال بالنسبة لهذا التلميذ .
الوضعية :
-هي مجموعة ظروف،شبكة أحداث حيث يلتمس الشخص النشط معطيات ينظمها بشكل منسجم تمكنه من تنمية تصور لمهمة .
-مجموعة منظمة وذات داللة من الموارد –اتجاه في مجال من معارف التالميذ .
-مثال لوضعية :بواسطة وسائل ورشة التربية العلمية ،البحث عن خصائص الماء.
-إذن فهي مشكلة أو على األقل أقرب ما تكون من هذا المعنى،كما أن للوضعية عالقة بالكفاءة ،فال معنى للكفاءة إال بوجود وضعية معقدة .
إن الشخص يواجه وضعيات مختلفة في حياته اليومية و في كل لحظة يعيشها و عليه أن يتصرف بشكل يساعده على اجتياز المشكل التي يعترضه
بسيطا كان أو معقدا ،فالوضعية إذن مرادفة للمشكلة ،و لذلك غالبا ما تقرن بها (،الوضعية -المشكل)
-يعرف لنا (( Philippe Meirieuوضعية مشكل بكل بساطة هكذا :الشخص ،و هو يقوم بمهمة ،يواجه عائقا.
-هي مجموعة من المعلومات في سياق معين ،و التي يجب استغاللها من أجل مهمة محدودة ،إذن هي حالة،مشكلة يجب حلها ،مشروع ... ،
-وضعية مشكل هي وضعية للتعلم .
-ذات داللة بالنسبة للمتعلم :تمثل تحديا،و تبين له ألي غرض تصلح المعارف ولمهارات .
" L. LEGRAND *" الشرح ال يساوي شيئا بدون حاجة تستدعيه و تعطيه معناه
6
«L'explication ne vaut rien sans le besoin qui l'appelle et qui lui donne son sens
-وضعية المشكل تقتضي القيام بمهمة معقدة (تستدعي عدة معارف ) ،هي ذات داللة ( بالنسبة للتلميذ تمثل تحديا واقعيا يصادفه في الحياة)،
-يمكن القول إذن إن الوضعية المشكل هي وسيلة من الوسائل التعليمية ،و حسب التعريف نستخلص أن للوضعية المشكل عناصر :
أ -المهمة :و هي التعليمة الموضحة لطبيعة العمل الذي يجب أن ينجزه المتعلم .
ب -العائق :الحاجز الذي ال تتم المهمة إال باجتيازه و الذي يمثل الهدف الحقيقي لبناء التعلم.بالنسبة للمعلم.
د -القيد :الشرط الذي يفرض اتباع نظام عمل يجعل المتعلم مضطرا على مواجه العائق .
ج -السند :الوسيلة التي تكون في حوزة المتعلم و تساعده على اجتياز العائق .
"هو ما ينبغي أن يعرفه التّلميذ أو يكون قادرا على فعله أو تفضيله أو اعتقاده عند تعلّم معيّن ،إنّه يتعلّق بتغيير يريد المد ّرس إحداثه لدى التّلميذ و
الّذي يوصف بصيغة سلوك" تعريف . W.J.Popham
-من الصعب أن نعلم إذا كانت تنقصنا النية و اإلرادة–عند االنطالق -على تحويل و تحسين قدرات المتعلمين في اتجاه معين ،هذه النية و اإلرادة
تشكل منطلق الهدف ( ،اليوم أعلم التالميذ عملية الجمع) و لكن يجب أن يكون الهدف أكثر دقة حتى يكون التعلم أكثر إفادة .
-الهدف هو إحداث سلوك منتظر عند المتعلم في نهاية التعلم ،هذا السلوك جديد لم يكن عنده في بداية التعلم .
--ويشمل هدف التعلم الهدف العام و الهدف الخاص و الهدف اإلجرائي ،و الهدف المرحلي،و الهدف النهائي ،و بعبارة أخرى أهداف التعلم يجب
أن تحدد عند المتعلمين مكتسب التعلم ( القدرة أو القدرات ) ،و بصفة عامة يوجد دائما هدف عام يبين بصفة إجمالية الكفاءة التي ينبغي التحكم
فيها في النهاية .
-الهدف يمثل قدرة أو قدرات يكتسبها المتعلم مثال :إجراء عملية الجمع باالحتفاظ ،إذن يجب أن نقول :في نهاية الدرس يكون المتعلم قادرا على
جمع عددين أو أكثر باالحتفاظ .
-نالحظ في المثال السابق أن الهدف هو قدرة مطبقة على محتوى :جمع (قدرة) ،عددين أو أكثر باالحتفاظ ( محتوى) ،و نضيف أمثلة أخرى
يلخص (قدرة) قصة النملة و الصرصور ( محتوى) -يجرب(قدرة) أجسام تطفو و أخرى تغوص ( محتوى) –
مثال لسياق مدرسي :ورشة ،حل مشكلة متعلقة بالبيئة ،تربية علمية و تكنولوجية ،فترة صباحية... ،
أثناء ندوة تربوية في مادة الرياضيات حضرها المعلمون في إطار التكوين ،وزعت معلمة على تالميذها ( السنة الثانية من التعليم االبتدائي )
بطاقات لرسوم تمثل عددا من الكويرات ( ) 95ثم طلبت منهم إيجاد عدد الكويرات و حددت لهم مدة اإلنجاز.
-شرع المتعلمون في البحث ،و لكن قبل أن ينتهوا ،انتهت المدة المحددة ،فتساءلوا لماذا لم يتوصلوا إلى الحل ثم طالبتهم إيجاد كيفية أسرع ،بعد
أن سمحت لهم باستعمال قلم رصاص والبحث في شكل أفواج ذات. 4
7
نالحظ هنا أن المعلمة بدأت أوال بجعل المتعلمين في وضعية تحد للمشكل فرادى حتى يواجه كل واحد منهم الصعوبة ،و بذلك
تتابعهم فرادى و هم يحاولون ،باعتبار أن كال منهم له تصوره الخاص السترتيجية الحل ،ثم في شكل أفواج ليتبادلوا تجاربهم من
أجل الحل األمثل للمشكل عن طريق التجميع ( و هنا ال تهم طريقة التجميع)
-في هذه الوضعية طلبت المعلمة من المتعلمين القيام بمهمة :عرض كيفية أمثل لحساب مجموع ،هذه المهمة ال يمكن القيام بها إال باجتياز عائق
(التجميع) و هو هدف التعلم بالنسبة للمعلمة.
و بفضل الشرط ( القيد) المدة المحددة) حتىال تسمح لهم بعد الكويرات واحدة واحدة)فإن المتعلمين ال يمكنهم القيام بالمهمة على أكمل وجه بدون
مواجهة العائق ،و بواسطة وجود وسيلة ( قلم الرصاص) تمكنوا من اجتياز العقبة.
-يمكن اقتراح نص قصير على شكل قصة يتعمد فيها المعلم تكرار اسم أو أسماء ،و مطالبة المتعلمين بحذف التكرار و تعويض األسماء
بضمائر ،مثال عند دراسة الضمائر و تصريف األفعال ( هدف التعلم) .
-هذه الخطة ال تكون مفيدة إال إذا كان الهدف (العائق) مختارا بدقة :إذا عجز المتعلمون عن تجاوزه ( يجهلون الضمائر تماما) أو كانوا قد تخطوا العائق من
قبل ( تعرضوا إلى نفس الوضعية) ،فإن وضعية المشكل ال تكون لها أية فائدة .
-نسوق بعض الشروط لـ Ph.Meirieuعند بناء وضعية مشكل و األسئلة التي يجب طرحها :
-ينبغي التأكد ،في الوقت نفسه ،من وجود مشكل للحل ،و استحالة حل المشكل بدون تعلم .
.Cela impose que l'on s'assure, à la fois, de l'existence d'un problème à résoudre et de l'impossibilité de
résoudre le problème sans apprendre. Ph.Meirieu .
*اجتياز الصعوبة يجب أن يشكل طورا جديدا في تنمية معارف التلميذ (.التجميع باألساس عشرة في الوضعية السابقة مثال)
فائدة* .إذا كان التالميذ عاجزين على اجتياز الحاجز أو أنهم تعرفوا على الوضعية من قبل ،فإنها تفقد كل
*يتم اجتياز الحائل إذا كانت األدوات و التعليمات تثير العملية الذهنية الضرورية عند التالميذ (.مقارنة،مقابلة،تجربة ،استنتاج),,,
* في وضعية مشكل ،بفضل الوسائل و التعليمات المقترحة ،يوظف المتعلمون كفاءات و قدرات لديهم من أجل اكتساب أخرى جديدة
(. -ما هو هدفي ؟ ما الشيء الذي أريد أن يكتسبه المتعلم ؟ ) التعلمات المستهدفة
( ما هي المهمة المقترحة و التي تحقق الهدف ؟ ) ...تواصل ،لغز ،حل ،تركيب
ما هي الترتيبات التي يجب وضعها للعملية الذهنية حتى يتم إنجاز المهمة التي ستحقق الهدف ؟
ما هي الوسائل التي أجعلها تحت تصرف المتعلم ( الوثائق و األدوات )...
8
ما العوائق التي أقحمها حتى ال يتم اجتياز الحاجز بشكل فوري ( الموانع ،الشروط)
األدوات ،السيرورات( ،ما هي النشاطات التي أقترحها و التي تمكن من التفاوض مع عدة استراتيجيات ؟كيفية تغيير
-مثلها مثل األدوات األخرى ،الوضعية-المشكل تمثل بصفة عامة مرحلة من مراحل سياق لبناء معارف .
:كمرحلة من أجل إثارة التعلم و االهتمام (.اإلرساء) * .في بداية سياق تعلمي
:مرحلة دفع للبحث،للتجربة،الكتساب معارف ،هيكلة معارف ،بناء مفاهيم و نظريات *.في صميم سياق تعلمي
إشهادي* .في نهاية سياق تعلمي :مرحلة إلدماج معارف و تقويم كفاءات ،تقييم
الثالثة :لها وظيفة تحررية :تسمح لكل فرد بالبناء الشخصي إلجراءات الحل تدريجيا .
-أسلوب -اكتساب أسلوب استعمال دراسة نص تحرير حوار بين لغة عربية
التواصل مع الحوار أسلوب حواري حواري اثنين
-الممارسة -بناء خطة للحل -استخراج -نص المسألة معالجة مسألة رياضيات
اليومية المعطيات
-استعمال المعلومات ( حول العملة
المناسبة
-اجتناب -التعرف على الهواء -إثبات وجود -مروحة ورقية إثبات وجود تربية علمية
الهواء الضار كمادة الهواء تدور-ماء
الهواء و تكنولوجية
-احترام -بناء استراتيجية -البحث عن -مشهد كيف يمكن معالجة تربية مدنية
قواعد للتوعية األسباب لقاذورات في ظاهرة القاذورات
الحي .
النظافة و
9
المحافظة المتراكمة في
على المحيط حينا .
-مثال ثان لوضعيات من نفس العائلة :لتحقيق الكفاءة " ...التعرف على مخاطر استعمال مواد التغليف على البيئة ،واقتراح الحلول ، ...يتعرض
المتعلم إلى جملة من الوضعيات لمعالجة الموضوع منها :معاينة الظاهرة ،التحقيق حول كمية و أنواع المواد المستعملة ،التحقيق في أسباب
اإلفراط ،البحث عن الحلول المناسبة ....
-في كال المثالين السابقين ،تشكل الوضعيات المعالجة عائلة (وضعية معقدة)ألنها تسير في منحى واحد إذ بواسطتها يتم توظيف و بناء معارف أو
قدرات تصب كلها في هيكلة الكفاءة المستهدفة ,
-و لهذه الوضعيات عناصر ثابتة و أخرى متغيرة فالثابتة هي التي ال تتغير بتغير الوضعية أما المتغيرة فتلك التي تميز كل وضعية عن أخرى،
و هذه األخيرة ال تؤثر على حل الوضعية ويمكن أن نشبهها بالمالبس عند اإلنسان ،فال يتغير بتغيير مالبسه.
في وضعية المشكل التالية ، a + b = x :اآللية و هي عملية الجمع ثابتة في الوضعية ،أما االعددان aو bفهما متغيران .
-في أي وضعية معقدة نجد مقاطع وضعيات تعلمية تعتبر كل منها مرحلة اكتساب معارف و تنتهي عند هدف تعلم ،و في آخر المطاف عند
الكفاءة المستهدفة ( .سيأتي تفصيل ذلك في العنوان :من األهداف إلى الكفاءة)
النشاط اإلدماجي :هو نشاط تعلّمي ،تتمثّل وظيفته األساسية في جعل المتعلّم يجنّد مجموعة من المكتسبات (معارف ،مهارات ،مواقف) تحصل
عليها في تعل ّمات منفصلة قصد تكوين كل منسجم من العناصر ،فالمكتسبات هنا مدمجة و ليست مجموعة .
الوضعية اإلدماجية :هي عملية توظيف نتائج تعلمات بشكل متصل في وضعيات ،هذه التعلمات المكتسبة تكون إما من موضوعات دراسية من نفس
المجال أو من مجاالت مختلفة ،و هي من خصائص بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات ،و التي تتيح الفرصة للفرد لدمج موارده الكتساب كفاءة ما .
* عند اقتراح وضعية إدماجية للسنة الخامسة (:حل مشكلة حسابية تتعلق بالعمليات األربع و العملة) ،يستعدي المتعلمون موارد مختلفة لحل
المشكلة ( آليات الجمع،الطرح ،الضرب ،القسمة ،أوراق و قطع العملة ،تحديد المعطيات ،اكتشاف المطالب ،تصميم ، )...،هذه التعلمات كانت
من قبل منفصلة ألنهم اكتسبوها في حصص سابقة (بعضها على األقل)،و عليهم أن يدمجوا كل هذه المكتسبات في هذه الوضعية لمعالجتها ،كما
أن عند إنتاج نص توظف فيه صيغ و قواعد لغوية ،و أسلوب معين ،يوجب على التالميذ استدعاء مكتسبات مناسبة لهذه الوضعية و ربطها في
سياق تفاعلي .
-و وضعية اإلدماج يجب أن تتميز بالداللة ( تعطي معنى الكتسابها) فال تكون مدرية محضة ،بل وضعية جديدة متوقعة في حياة التلميذ ،كما
تكون ذات مرجعية إلى فئة من المشكالت الخاصة بالمادة أو جملة من المواد .
10
-هذه الخصائص تجعلنا نميز بين ما هو –في درس الرياضيات أو التربية العلمية – تدريب على مجرد تطبيق قاعدة أو نظرية ،و ما هو تدريب
على حل مشكلة يعني التمرن على الكفاءة في حد ذاتها ،و وضعية اإلدماج هي أفضل فرصة لتنصيب الكفاءة و إعطاء المتعلم مناسبة التروض
عليها ،كما يقول ) " , LE BOTERF (1995على عكس البطارية المعروفة جدا ،فالكفاءة ال تستهلك إال بعدم توظيفها .
" "À la différence de la pile bien connue, la compétence ne s'use que si on ne l'utilise pas
-يجب إذن التمرن على الكفاءة حتى ال تتقلص أو تختفي تماما و ذلك باقتراح مشكالت تستدعي مجموعة معارف ،قواعد،إجراءات،صيغ ... ،
و التي ينتقي منها المتعلم ما يدخل في حل المشكل ،و يقصي المعلومات الزائدة ،كما تكون المشكالت ذات داللة للتلميذ فتدفعه إلى استثمار
مكتسباته و التفاعل مع الوضعيات ،و أال نقتصر و نبقى عند تطبيق قاعدة بسيطة ،فذلك ال يمت بصلة إلى الكفاءة و ال يبقيها .
* وضعية اإلدماج هي صورة للوضعية حيث يدعى المتعلم لمارسة الكفاءة .
* -تجند مجموعة من مكتسبات ،هذه المكتسبات مدمجة و ليست مضافة إلى بعضها .
* -موجهة بواسطة المهمة ،هي ذات داللة وتتضمن بعدا اجتماعيا ،و معنى لمسار التلميذ الحياتي و المهني ،وال تعني تعلما مدرسيا محضا .
-إن الكفاءة هي القدرة الفعالة لمواجهة وضعية معقدة( عائلة من الوضعيات ) ،و التي نستطيع أن نتحكم فيها ألننا نمتلك من جهة المعارف
الضرورية (و أحيانا نصنعها) و من جهة أخرى لدينا القدرة على تجنيدها عن دراية ،و في الوقت المناسب ،لتحديد مشاكل حقيقية و حلها .
-إذن فتحقيق الكفاءة ال يتم إال بحل وضعية مشكل معقدة ،أو إنجاز مشروع (بيداغوجيا المشروع ) ،ففي المثال األخير نالحظ أن المتعلمين أمام
مشكل "ظاهرة القاذورات المتراكمة" و هي وضعية معقدة ،و عليهم أن يتخطونه بالبحث عن األسباب (معارف) ثم بناء استراتيجية لمكافحة
الظاهرة ( مهارات)و أخيرا التحلي بقواعد النظافة(سلوك) ،فإذا توصلوا إلى ذلك كله نقول إن الكفاءة قد تحققت .
.Perrenoud Ph " التعلم نشاط يقدم مستوى من الصعوبة لكنه في متناول المتعلم "
.Perrenoud Ph " وضعية يتعامل معها المتعلم بصفة شخصية و دائمة" .
.Perrenoud Ph " يقتضي تعلم ،بواسطة الفعل ،فعل ما ال نعرف فعله ".
"" .Il s’agit d’apprendre, en le faisant , à faire ce qu’on ne sait pas faire
-و وضعية التعلم هي كل وضعية تتاح فيها فرصة التعلم للتلميذ ،فوضعية المشكل مثال هي وضعية تعلم أو على األقل نوع منها ،و إنجاز
مشروع بيداغوجي هو وضعية للتعلم و التعلم هو النشاط المركز على المتعلم أي أنه هو الصانع لتعلماته( الذي يبني المعارف بنفسه) ،أما التعليم
فهو النشاط المركز على المعلم الذي يكتفي بدورالوسيط بين المتعلم و المعرفة ( يساعد المتعلم على بناء المعرفة) .كما هو معلوم في مثلث التعليمية
. -و قد يطلق على الوضعية التعلمية مسميات مختلفة مثل سيناريو بيداغوجي ،وضعية تعليمية /تعلمية ،وضعيةتقييمية ،إلخ، ...
و للفصل في هذا األمر ذهبت األغلبية إلى تسميتها :حصة تعلمية/تقييمية ،ذلك ألن كل تعلم ينتهي إلى تقييم ،هذا باإلضافة إلى العالقة بين التعلم
و الوضعية (المشكل) كما ذكرنا ،كما أن هناك وضعيات أخرى تواصلية تتوجها الكفاءة سوف يأتي الحديث عنها .
11
-ما هي القدرة ؟ :
* ) هي القوة ،االستطاعة ،التكمن من فعل الشيء ،هو نشاط نقوم به :تعريف،مقارنة،تذكر،مالحظة هي قدرات ،العبارتان :تمكن و مهارة
(.قريبة المعنى من القدرة Xavier ROEGIERS
* -القدرة هي نشاط ذهني كامن،قابل لالسترجاع في حقول مختلفة من المعارف ،و هي عبارة مستخدمة غالبا كمرادف ل"معارف فعلية" ،
ال توجد أي قدرة بحالة خالصة،وكل قدرة ال تظهر إال عند تفعيلها على محتويات ((.Philippe Meirieu
*-فلنوضح أيضا أنه ،إذا كان العدد الكبير من القدرات التي تتم تنميتها في التعليم هي قدرات معرفية ،يجب أن ال ننسى القدرات الحركية (حسية
حركية)،و القدرات االجتماعية الوجدانية (.)GERARD, 1998
-نقول إن فالنا قادر على التسيير (أي له قدرة التسيير ) ،أو قادر على التحليل (قدرة التحليل) أو فالنة قادرة على التدبير(قدرة التدبير)
قدرة التذكر،قدرة المالحظة،قدرة التمييز ..إذن فالقدرة هي القوة و االستطاعة على فعل الشيء ،هذا الفعل الذي نقوم به يكون ذهنيا أو حركيا .
-و هكذا نعبر عن قدرة ما بواسطة مصدر فعل مسبوق بعبارة القدرة على ،و أحيانا بفعل وحده يدل على معرفة تكرار :فعل ،قول ( حفظ،
سرد،نقل )،أو معرفة إدراكية(تحديد،مقارنة ،تركيب) أو معرفة حركية ( قذف ،كتابة ،قفز) أو معرفة سلوك أو موقف(احترام ،تقدير ،إقناع) ،
و لكن القدرة ال تظهر إال إذا طبقت على محتوى فنالحظ من خالل األمثلة أن الفعل أو المصدروحده له مفهوم واسع فكلمة تحليل ال تعني شيئا
(يحلل ماذا؟ ) إال إذا تم تطبيقها على محتوى :يحلل جملة،يحلل نصا أدبيا ،يحلل مشكلة ،يحلل مشروعا ،...و لكن عندما نقيده بالمحتوى يمكن
حينئذ مالحظة القدرة و تقييمها .
-باإلضافة إلى أن القدرات المعرفية التي تمثل الجزء األكبر ،توجد أيضا قدرات حسية -حركية و قدرات وجدانية .
-كل قدرة قابلة للنمو كلما واجهنا وضعيات جديدة أي عند تطبيقها على محتويات مختلفة ،مثال لتنمية قدرة التحليل عند التلميذ ،ال شيء أحسن من
أن ندربه على تسخيرها في مواد مختلفة ( لغة ،تاريخ،جغرافيا،رياضيات ، )...و هذه خاصية من خصائص القدرة .
خاصية العرضية :أي يمكن تجنيدها في مواد مختلفة و بدرجات متفاوتة (قلما تكون خاصة بمادة) .
خاصية النمو :تنمو مع نموالشخص و تتطور( قدرة المالحظة عند طفل ذي سنة واحدة ،تكون أكثر تطورا و حدة عندما يبلغ ثالث سنوات ) .
خاصية التحول ( قابلية للتحول) تنمو في محاور أخرى غير محور الزمن و تفاعل مع قدرات أخرى ( مثل القراءة،الكتابة )...،
خاصية عدم قابلية التقييم ( :غير قابلة للتقييم) صعوبة قياس درجة التحكم فيها إال عند تفعيلها على محتوى دقيق .
-إذا أضيفت القدرة إلى محتوى ،فإنها تشكل هدفا خاصا :قراءة تعليمة،مالحظة تجربة ،مقارنة أطوال .
-حتى و لو كان هناك فرق بين المقاربة بالقدرات و المقاربة بالكفاءات ،فإن بينها ارتباطا وثيقا ،و تكامال ،ألن الكفاءة تنمو بفضل القدرات التي
تؤسسها و تتفاعل مع وضعيات مختلفة فتصبح إجرائية (ممارسة من طرف المتعلم) ،و من جهة أخرى أثبتت دراسات أن هذه القدرات أيضا تنمو
بفضل مواجهة التالميذ وضعيات حادة ،يعني أتيحت لهم فرصة ممارسة كفاءات .هكذا تستند القدرات بدورها إلى الكفاءات ،و التحكم فيها بصفة
دائمة يمر بتعلم الكفاءات يقتضي مجابهة التالميذ بوضعيات متنوعة .
-إذن التعليم الفعال يجب أن يستند إلى التوازن بين اكتساب معارف و تنمية قدرات و كفاءات مركزة على استثمار بواسطة وضعيات اكتساب من
كل طراز :معارف،قدرات ،خبرات،مواقف ...
12
-سبق أن عرفنا عائلة الوضعيات ،وكأننا نكرر و نعود إليها ،ألن كل وضعية منها تنتهي عند اكتساب قدرة و تحقق هدفا في سياق تواصلي داخل
حقل وضعية تعلمية معقدة ،فتشكل مجموعة األهداف الناتجة عنها هدفا عاما إدماجيا هو الكفاءة .
-إذن كل كفاءة تضم عدة أهداف ،فلتحقيق كفاءة ما ال بد من العمل على تحقيق األهداف المكونة لها و بما أن الكفاءة تبقى كال متكامال تاما ،فال
يجب الفصل بين هذه األهداف و ذلك من خصائص المقاربة الجديدة ( دمج التعلمات)
"حل مشكالت جمع و ضرب متعلقة بالعملة و الميزانية " . الكفاءة :
حل مشاكل تحديد مطالب المشكل تنظيم معطيات في جدول معرفة األوراق و القطع
جمعية النقدية
استعمال العملة حساب مجموع عددين متناسبين في جداول الضرب .
الوحدة
13
بناء وضعية من أجل تحقيق كفاءة :
وصف في هذا السياق و بصفة عامة وضعية ذات داللة بالنسبة إلى المتعلم .4
الهدف الكفاءة
-يوظف معارف بسيطة (معرفة أومهارة) -الكفاءة توظف عدة معارف ( موارد)
14
* التعرف على المعارف تسمية العملية لكل تحديد عائلة وضع المهارات
من المحتويات الوضعيات حيث ضمن المهام .
المعرفة يأخذ المحتوى داللته
-و في السياق نفسه نقول ال يمكن أن نعيش بدون مشروع ،فحياتنا تفرض علينا أن ننجز أشياء مهنية أو
شخصية،و نعد لها العدة ،أليس ذلك يدخل في إطار المشروع ؟
"طموح عملي ،فردي أو جماعي ،من أجل مستقبل مرغوب فيه "
-إذن هو التصور و التسيير في الزمان و المكان ،هو سيرورة دينامية ألن بواسطته ،يستهدف الشخص وضعية
مستقبلية oمن جهة ،و ينظم من جهة أخرى بشكل عملي جملة من العمليات من أجل إحداث هذه الوضعية .
-المشروع قابل للتغيير ،فهو ليس عقدا ،هو سائق تطوري متغير لسناريو ممكن .
-و من منظور oآخر بناء مشروع يفترض البحث في محيط مفتوح ،و أن الشخص يستطيع التفاعل مع محيطه
،كما أن خطة المشروع هي خطة عامة و خاصة في الوقت نفسه :
عامة :ألن المشروع كل بين الغرض المستهدف و الخطة المعمولة لبلوغه ،فهو يضم بناء و إنجاز و تسيير و
تقييم العملية .
-انتقل العمل بالمشروع من الميدان الصناعي و ظهر في المؤسسات التربوية منذ السبعينيات و الثمانينيات،
أثناء مرحلة التدريس باألهداف ،المركزة على المتعلم و غايات التعلم ،حينها دخلت التجارب األولى لمشاريع
جديدة في الثانويات مثل :مشروع النشاط الثقافي و التربوي،مشروع العمل التربوي مشروع المناطق ذات
األولوية ،مشروع المؤسسة و مشروع التلميذ ...فصار الكل معنيا بالمشروع وعلى كل المستويات :التلميذ في
مساره التعلمي ،و المعلم في ممارسته البيداغوجية ،و المدير في تنظيم و تسيير مؤسسته ...
-أما المقاربة بالمشروع البيداغوجي فهو في صميم المقاربة بالكفاءات ،باعتباره وسيلة تتيح للتلميذ فرصة يكون
فيها طرفا فاعال،ال يتلقى التوجيهات بل يصنعها بنفسه ،هو ليس فقط oتلميذ ،فمشروعه يعطيه شخصية .
-المشروع البيداغوجي هو أداة تقييم تستجيب إلى المشروع التربوي و أهداف المنظومة التربوية ،ألنه يركز
على الوضعية التعلمية
و الممارسة المهنية للمعلم ،فهو إذن يهتم بشكل خاص بالتالميذ و معلميهم ،و يفتج آفاق المحيط أمام
المؤسسات ،و ينمي روح المبادرة
15
-و حسب Marc Bruو ،Louis Notإلإن بيداغوجيا المشروع يمكن أن تضم اثنين أو ثالثة من المميزات التالية :
* -تنظم النشاطات التي يتمرن عليها التالميذ في شكل مشروع :إذن المشروع يصبح إطار عمل .
* -تضمن تربية التالميذ بنفس صفة النشاطات الرياضية :المشروع هو حينئذ وسيلة للتربية .
* -تنطلق من مشروع التالميذ من أجل تنظيم نشاطاتهم التعلمية :المشروع هو دافع و طريقة عمل .
John Dewey -يقتضي الحال جعل اهتمام التلميذ محركا لتعماته .
-البيداغوجيا التي تنفصل عن المعلم و تتمركز حول التلميذ ،و سيرورته و طموحاته )Françoise Cros ( .
- *-و في الخالصة ،لممارسة بيداغوجيا المشروع التي تدخل في صميم المقاربة بالكفاءات يجب االنخراط
فعال في النظريات الحديثة التي توصلت إلى التميز بين التعليم و التعلم ،هذا التمييز يغير بصفة جذرية العالقة
في المثلث الديداكتيكي "معلم-متعلم-معرفة" من عدة وجوه :
-إنه ليس غاية في حد ذاته ،و إنما هو وسيلة تعلم ( ال تهم النتيجة بقدر ما تهم مرحلة اإلنجاز و بناء التعلمات)
-يمثل منعرجا حيث يواجه التالميذ عائقا (إذن وضعية تحدي للتالميذ و دافع لالنخراط ).
-يستدعي وضعيات تعلم تواصلية (المحتويات ليست مجزأة و لكن مرتبطة من أجل حل مشكل)
. -حقل لتنمية كفاءات جديدة ( توظيف موارد و اكتساب معارف ،مهارات ،مواقف )...
-إعطاء داللة للتعلم (.يصبح مشروع التالميذ ،يراهنون على النجاح فيه) .
-تغير دور المعلم ( لم يعد المرجعية الوحيدة للمعرفة ،بل منظم للنشاطات و موجه بغرض دفع عجلة التعلمات )
16
-اكتشاف و تحليل المحيط الخارجي الطبيعي و االجتماعي .
-حسب Baudelotو Parmentierو Van der Borghtيمكن تحديد أربع مراحل أساسية :
-يولد المشروع عن رغبة جماعية ،تنسجم مع الواقع االقتصادي و االجتماعي ،إذن يجب البدء في تعلم
التعبير عن هذه الرغبة للشعور أننا معنيون بالمشروع .
-أساس المشروع هو الرغبة الجماعية ،مما يقتضي العمل الجماعي من أجل بناء مجتمع على أسس جديدة
،و عندما نعبر عن الرغبة يجب إيجاد التقارب من أجل اإلحساس معا بالمشروع .
-يجب الوصول إلى اختيار عملية تضم كل أعضاء الفريق ،إذن تنجز من طرف الكل ،هذا االختيار نتيجة التفاوض
الذي يخضع إلى التغيير أثاء تقدمه.
-يجب تحليل العوائق التشريعية(التوقيت،الوسائل ،تنظيم وتسيير القسم) oو اجتيازها .
-في الواقع مازلنا بصدد التجربة و لكن ظهرت بعض النتائج في األفق .
-لإلجابة على السؤال نقول :بما أننا انخرطنا في تعميم تطبيق المقاربة بالكفاءات في مؤسساتنا التربوية في كل مستوياتها و أطوارها ،فما لنا
بد من تقييمها ،فماذا يساوي تعليم بدون تقييم يتناسب معه؟ و لكن تقييم الكفاءات يختلف تماما عما تعودنا عليه في التقييم التقليدي للمعارف
في المقاربات السابقة ،مما يتطلب منا تغيير ممارساتنا تماما .
17
التقييم :
يفترض عند كل عملية تقييم إقامة عالقة بين مرجع و عناصر مستخرجة من إنتاج ملحوظ ،من أجل الحصول على معلومة موضحة لإلنتاج
(حاجي . )1990
-قراءة هذا التعريف يجعلنا نستخلص أنه انطالقا من معطيات ،يجب أن نحدد عناصر و نرتبها حتى تتم عملية التقييم :
أوال -:المرجعية (المقيس عليه) يتضمن تعريف الكفاءة(الكفاءات)ـ المستهدفة و الصفات أي معايير النجاح لإلنتاج المنتظر ،الناتج عن مهمة
محددة شاهدة على تفعيل هذه الكفاءة .
ثانيا - :الملحوظ( المقيس) ( :اإلنتاج المنجز) المحدد بجملة من المؤشرات التي تدل على المعايير،فالمؤشرات هي الترجمة الملموسة
للمعايير،و المؤشر يبين إذا ما كان الشيء يستجيب للمعيار.
-يمكن ترجمة معيار بأكثر من مؤشر ،كما يمكن أن يكون لعدة معايير مؤشر مشترك.
* -قياس الفرق :فحص صالحية المالءمة بين هذه المعلومات و جملة المعايير المالئمة ألهداف التقييم .
* -الحكم و أخذ قرار :توجيه -تعديل -إشهاد ( نجاح ،انتقال) .
-تتميز المعلومات ب- * :الموضوعية :هل النتائج تسمح باتخاذ القرار الذي يجب اتخاذه ؟
* -االستقاللية :أال تخضع المعلومات المجموعة للتأثير بعناصر مشوشة،بسياق معين،بالمصحح نفسه .
-تقييم األهداف :تقييم مجزأ ،منعزل عن السياق ،بأسئلة ال عالقة لبعضها مع البعض اآلخر .
-تقييم الكفاءات :تقييم يستدعي معارف مختلفة ،متعدد األبعاد ،بشكل إدماجي (،تقييم حالة ،مشكلة للحل ،مشروع ،إبداع )...
تقييم كفاءة يعني مطالبة التلميذ بإنجاز إنتاج معقد ،يعني وضع التلميذ أمام وضعية منبثقة من فئة من الوضعيات تحدد الكفاءة ،ثم
مالحظة و مراقبة كيف يتصرف اتجاه هذه الوضعية ،و تحليل ما ينتجه بالنسبة للوضعية المقترحة .
-يقول فيليب بيرينو في هذا السياق " :إذا أردنا تقييم كفاءة فال ينبغي أن نقف عند اقتراح مجرد سؤال معرفي ،بل يجب طرح عمل معقد ،ثم
متابعة المتعلمين و هم يحاولون إنجازه" ...
* -هل يمكن تقييم الكفاءة و اجتناب الرسوب و النجاح على أساس عالمة جزافية ممنوحة ؟ ثم ماذا يجب أن نقيم الكفاءة أم المعرفة أم القدرة ؟
-إن المقاربة بالكفاءات تهدف إلى معالجة هذا العجز ،و لكن كيف ؟
-باقتراح على التلميذ وضعيات معقدة تتيح له فيها المناسبة لتجنيد معارفه و مهاراته و سلوكاته التي امتلكها في المدرسة .بهذه الكيفية نظن أنه
كما يقال :بضرب الحديد يصبح المرء حدادا ،و بالمثل نقول :بحل الوضعيات المعقدة يصبح التلميذ كفئا.
هذا اإلجراء التعلمي مفيد و لكن بشرط أن يسمح للتالميذ بالعمل ضمن أفواج مصغرة أحيانا و لكن فرادى أحيانا أخرى ،ألنهم ، ،يجب أن
يصبحوا أكفاء و هم فرادى.
-على مستوى التقويم يطرح سؤال مهم :هل يمكن تقويم كفاءة المتعلم ؟
كان األمر سهال عندما نقترح عليه قائمة من األسئلة حول معارف ( استرجاع ) و مهارات ( تطبيق) ،و لكن تقويم الكفاءة ،هل هذا ممكن ؟
18
-الجواب :نعم ،و لكن بشروط :
* يجب أوال أن تصاغ الكفاءات بكيفية تمكن من تقويمها .مثال صياغة كفاءة على هذا النحو " :أن يحترم التلميذ محيطه" ،ال يسمح بتقويمها
إال إذا تابعنا تصرفات المتعلمين في حاالتهم الطبيعية و في كل وقت و مكان و ذلك شيء مستحيل ،فالفعل "يحترم "هنا غير ملموس و غير
قابل للمالحظة و التقييم في أوانه ،لذا فإذا كنا نريد فعال تقويم هذه الكفاءة يجدر بنا أن نصوغها بكيفية مختصرة و ملموسة وواقعية ،مثال :
" انطالقا من وضعية مرتبطة باحترام المحيط ،يحلل التلميذ األسباب ويقترح الحلول المناسبة للعالج ،بتوظيف معارفه المكتسبة".
هذه الصياغة من جهة معقدة ( يجب على التلميذ أن يعالج التعقيد بدون تأويل) و من جهة أخرى ملموسة فهي إذن قابلة للتقويم .
* باإلضافة يجب أن يكون عدد الكفاءات محدودا (من 2إلى 3في كل مادة سنويا كحد أقصى) ،كثرة الكفاءات تقلص من التعقيد و تجزئ
األشياء ،مما يجعلنا نقوم قدرات أكثر مما نقوم كفاءات .
* -اختبارات التقويم يجب أن تكون هي األخرى مركبة من وضعيات معقدة و دالة على الكفاءة المستهدفة ،فكثيرا ما يقال عن ممارسات ،أنها
حديثة ومؤسسة على طرق حية ،غير أنها تنتهي بتقويم تقليدي ،ألن المعلم ال يعرف كيف يتصرف بغير ما اعتاد عليه و بذلك تكون الفائدة
محدودة عندما نعرف أن المتعلمين و المعلم يتكيفون حسب نوع التقويم .
* -ال شك أن الوضعيات المقترحة على التلميذ ليست طبيعية و ال معيشة دائما،و لكن قريبة من الواقع ،كوضعية معقدة تستند إلى وثائق لم
يسبق معاينتها ،على سبيل المثال ( نصوص،صور )...،يتم معالجتها من طرف التلميذ .
*-و أخيرا يجب صياغة اختبارات التقويم صياغة تسمح بتقويم كفاءات التالميذ بدقة,،فمثال عندما ال نعطي إلى التلميذ إال فرصة واحدة للتحقق
من تحكمه في الكفاءة ،ال يمكن استنتاج درجة تحكمه فعال في تلك الكفاءة (سيأتي التفصيل عن ذلك).
-تلك هي المبادئ التي تستند إليها بيداغوجبا اإلدماج و تقييم الكفاءات ،و يجب أن نلفت االنتباه إلى السؤال الذي قد يطرح نفسه بين وضعية
إدماج و وضعية تقييم :الشيء واضح إذا كان تقييم التلميذ من حيث بالكفاءة ،فوضعية التقييم هنا هي بنفس شكل وضعية اإلدماج .بعبارة
أخرى يجب أن تكون الصورة الوفية للوضعية حيث يمارس التلميذ الكفاءة .
في بعض الحاالت يقع الخلط بين وضعية التقييم و وضعية إدماج ،حيث يدعى التلميذ إلى إنجاز عمل شخصي يجند فيه جميع مكتسباته يبين
فيها كفاءته ،كإنتاج بحث مثال في موضوع معين يوظف فيه معارف و مهارات ،و بصفة خاصة فإنه ينظر إلى وضعية اإلدماج مثل ما ينظر إلى
وضعية التقييم طالما نقيم الكفاءات .
فالكفاءة إذن– و إن كانت قابلة التقييم – هي في الواقع صعبة التحديد و التقييم نظرا لتعقدها ،مما يفرض اللجوء إلى استعمال معايير أو
مقاييس (مميزات)و مؤشرات موضوعية تمثل عالمات قابلة للمالحظة تمكننا من معرفة مستوى و درجة اكتساب كفاءة معينة .
-المعايير و المؤشرات تتطور بحسب مراحل و أطوار التعليم و عتبة النجاح المحددة و المستهدفة في آخر التعلم ،فالكفاءات تتماشى مع تطور
المؤشرات التي تكون مركزة أكثر فأكثر و عليه فإن التعلم و اكتساب الكفاءة مرتبطان بالمدة المحددة لهما.
-عندما نذكر وضعية معقدة نعني إنتاجا من طرف التلميذ :حل مشكل ،إبداع شخصي ،اقتراحات لموضوع ما :...هذا اإلنتاج يجب أن يقدر
بواسطة قراءة و مجموعة من وجهات نظر :و هذا دور المعايير ،التي تسمى أيضا مقاييس التصحيح .
مفهوم المعيار :مقياس التصحيح و يحدد النوعية المنتظرة في إنتاج التلميذ :إنتاج دقيق ،إنتاج منسجم ،إنتاج إبداعي ،يعني تحديد قيمتها .
* -المعيار هو إذن وجهة نظر بواسطتها نقف على تقدير إنتاج .يمكن تشبيه ذلك بمنظار نضعه لفحص إنتاج ما :فإذا كنا نريد تقويم كفاءة
بواسطة عدة مقاييس ،علينا أن نغير هذا المنظار كل مرة .نختار هذه المنظار حسب الكيفية التي تمكننا من نظرة كاملة :إذا أردنا تقويم إنتاج
كتابي لتلميذ :يمكن فحص هذا اإلنتاج من عدة وجهات نظر( مقاييس) :احترام الموضوع ،جودة الخط ،تسلسل األفكار ...هكذا كأننا نضع
19
عدة منظارات لذلك .يجب أن تكون هذه المعايير مستقلة عن بعضها حتى ال نقوم مرتين الشيء نفسه ،و معاقبة التلميذ مرتين على نفس الخطأ ،
على سبيل المثال :التلميذ الذي يكتب خارج الموضوع ،يجب أن يعاقب مرة واحدة ،بمعيار المالءمة ،كما يجب تقويم إنتاجه من نواحي أخرى
(عدم وجود أخطاء ) حتى
و لو كان خارج الموضوع ،فهو ال يحقق الحد األدنى و لكن يجب أن نعترف أنه حقق جزءا على األقل من النجاح في إنجازه.
*مميزات المعايير :حتى تمكن من الحكم على قيمة من أجل هدف ،يجب أن تكون :
-مالئمة.
-مستقلة عن بعضها ( كيال يعاقب التلميذ أكثر من مرة من أجل الخطأ نفسه في عدة معايير)
-قليلة
-صفة ذات داللة :مالءمة -انسجام -دقة )... -لصياغة معيار نستعمل :
-يجب أن نفرق بين المعيار و الهدف :توظيف صيغ في إنتاج كتابي هو هدف ،بينما مالءمة التراكيب ،فهو معيار مرتبط بهذا الهدف .
-لفهم كيفية استعمال تقويم الكفاءة ال بد من التمييز بين معيار الحد األدنى و معيار اإلتقان.
* المعيار األدنى :هو جزء من مركبات التقويم ،بواسطته يقرر إذا ما كان التلميذ كفءا .
* -معيار اإلتقان :و هو معيار ال يشترط التحكم في الكفاءة و لكن لتحديد مستوى أعلى .فمثال لكي نقرر أن شخصا ما قد اكتسب كفاءة السياحة
بدرجة أدنى يوجد معياران للحد األدنى :معيار الحركة ( يجب أن يتحرك) و معيار التوازن ( ال يجب أن يغرق) ،هناك معايير أخرى يمكن أن
تدخل في الحسبان و لكنها غير مهمة كمعيار السرعة و معيار األناقة و معيار التبديل (للسباحة) ...إنها معايير اإلتقان.
-كثيرا ما نلجأ إلى تضخيم المعايير باعتبار أن كل شيء مهم ،فنكثر منها ،على أننا يجب أن نقلص منها ،حتى ال يكون التقويم قاسيا .
تحديد قائمة من المعايير المستنفدة و المالئمة لكل المواد و المستويات شيء غير مجد ،بل مستحيل ،وفي المقابل يمكن تعيين بعض المعايير
كمرجعية للتقويم .
-لمعرفة إذا ما كان للمعيار حد أدنى يكفي أن تلقي السؤال التالي :التلميذ الذي رسب في هذا المعيار هل يمكن أن يعتبر كفءا ؟
وبعبارة أخرى :التلميذ الذي ينجز إنتاجا كتابيا جيدا في مادة علمية و يرتكب كثيرا من األخطاء اللغوية ،هو ال يستحق العالمة الكاملة طبعا ،
20
-متى نقول :قد تم التحكم في معيار ما؟ :
-السؤال حول التحكم في معيار ما مهم جدا و مثير للغاية ،فهل يستدعي التحقيق إذا ما كان التلميذ فعال يتحكم في المعيار مرة واحدة ؟
و في هذه الحالة يجب أن نترصد التلميذ في أية مناسبة لنراه يتحكم في المعيار فنجزم أنه نجح في اإلتقان ،و ال نحقق إذا ما كان ذلك فقط
بمحو الصدفة ...و عكس ذلك ،أيجب اإلقرار للتلميذ تحكمه في المعيار بشرط أن يتحكم فيه في كل مناسبة ؟ و هنا نجعل من هذا التحكم كامال
أي أن التلميذ الكفء يجب أن ال يرتكب أي خطأ .على أن الكفاءة ليست الكمال ،حتى األكفاء ال ينجحون دائما .فمن هو الالعب الكبير الذي لم
يضيع ضربة جزاء؟ و من هو الطباخ الماهر الذي لم يضيع طبخة؟ هل يتعقل أن ال تسمح المدرسة للمتعلمين ما سمح به للمتخصصين الكبار ؟
-التقدير بأن التلميذ تحكم في معيار ما شيء عصب ،ففي بعض الحاالت ال نحتاج إلى تحقيق ذلك ،فمعرفة المعلم لتالمذته تكفي بفضل التجربة
و الخبرة المكتسبة ،و لكن في أغلب الحاالت يجب أن اللجوء إلى التحقيق ،إن قاعدة ⅔ المقترحة من طرف De Keteleو مصححة
إمبريقيا ،تعطينا إجابات مهمة عن هذا السؤال .
-إن هذه القاعدة تقول ما يلي :من أجل اإلقرار لتلميذ أنه كفء يجب أن يتحكم في كل معايير الحد األدنى ،و لكي يكون كل معيار أدنى محترما
يجب أن يشهد للتلميذ -في ثالث محاوالت مستقلة للتحقيق من المعيار -تحكمه في محاولتين على األقل من الثالث .
و ذلك يعني أنه بالنسبة لواضع اختبار التقويم ،يجب أن يقترح ثالث محاوالت للتحقق من كل معيار :ثالث وضعيات مشكل (في حل مشكلة
رياضية) أو وضعية واحدة بثالث تعليمات مستقلة ،تلخيص ثالثة نصوص في اللغة ،تحليل ثالث وضعيات ...
-إن استنتاج التحكم في كفاءة ال يتوقف على دقة المعالم التي ترتبط بها الوضعية فحسب و لكن أيضا على مرحلة التكوين :في السنة
األولى من التعليم االبتدائي في مادة الرياضيات ،نوضح أن وضعيات المشكل تقتضي جمع أعداد محصورة بين 1و ،10حسب الصياغة أ+ب =
س ،في حين ،بالنسبة للسنة السادسة ،يقتصر على القول :وضعيات مشكل تتطلب عمليات الجمع و الطرح و الضرب أو /و القسمة ،و هكذا
تكون صياغة المعالم الخاصة بالوضعية دقيقة أو عامة حسب ما نقصد تقويمه " كفء مبتدئ " أو "كفء خبير " .
-هناك قاعدة أخرى مدرجة من طرف ) De Ketele (1996في هذا السياق ،إنها قاعدة ¾ ،و التي تقترح أال يتعدى وزن معايير اإلتقان
الربع من مجموع النقاط .
* معايير القاعدة األساسية تحتسب لـ ¾ النقطة في سلم التنقيط ،بينما معايير اإلتقان المعقدة تتم ¼ الباقي .
-كما سبق ذكره ال يجب بالضرورة جعل قائمة طويلة من المعايير للتقويم ،غير أن هناك معايير أساسية منها اثنان ضروريان مهما كان
المستوى و المادة و كفاءة التقويم :
أ -المالءمة :مطابقة اإلنتاج للوضعية (خاصة بالتعليمة) و التي تقتضي اإلجابة على السؤال :هل نفذ التلميذ المطلوب منه بشكل جيد؟
ب -الصحة :استعمال المفاهيم و أدوات المادة بشكل صحيح :هل قام التلميذ بالعمل بشكل صحيح ( حتى و لو كان عمله ال يستجيب كليا لما
طلب منه) ،هذا المعيار يستند إلى اإلمالء الصحيح ،االستعمال السليم لتقنيات العمليات ،الدقة العلمية في التحقيق ...
*-إلى جانب هذين المعيارين األساسيين ،هناك معياران مهمان ،و لكن درجتهما تختلف باختالف المادة المعنية و مستوى التالميذ إلخ ...
ج -االنسجام :يعني استعمال ترتيب منطقي ،ال يحتمل التناقض ،االختيار المنسجم لألدوات ،تسلسلها ،وحدة اإلنتاج .
21
-وأخيرا يمكن تحديد عدد معين من المعايير ذات أهمية بحسب األهداف المتبعة ،و القيم ذات األولوية ،والشروط الخاصة ،...،في غالب األحيان
تعتبر هذه المعايير معايير إتقان ،يعني أنها ال يتحكم فيها بصفة ضرورية لإلشهاد بالكفاءة ،و لكن يبقى التحكم فيها أفضل ،من بين هذه
المعايير نذكر بصفة غير محددة :
* -الفائدة االجتماعية وعمق االقتراحات المقدمة ،عند معالجة وضعيات اجتماعية ،تاريخية ،جيوسياسية،بيئية ....
-هذه المعايير متغير ،بعبارة أخرى ليس لها نفس الوزن و ال األهمية ،و ذلك حسب المادة و المستوى فمثال المعيار "جودة العرض":
أ -يمكن اعتباره معيار حد أدنى ،أي يجب التحكم فيه الكتساب الكفاءة عند تقييم كاتبة عند تحرير رسالة .
ب -يمكن أن نحدده كمعيار إتقان عندما ننتظر صفة الجودة من طرف التلميذ ،دون أن يحدد بذلك النجاح .
ج -يمكن أال يعتبر إطالقا ،مثال عندما نفضل كمية اإلنتاج و عفويته .
- 1نقاط أكثر صحة (مصداقية) :يحدد التالميذ الذين لهم فعال مكتسبات النجاح ،و التالميذ الذين ال يمتلكونها ،على عكس التقييم التقليدي .
- 2تثمين النقاط اإليجابية :يثمن العناصر اإليجابية في إنتاجات التالميذ (يعطيها قيمتها الحقيقية)
- 3تحديد أمثل للتالميذ ذوي الصعوبات :يشخص بصفة فعالة حاالت التالميذ ذوي الصعوبات و التعرض إلى الرسوب و معالجتها .
يكون المؤشر إما كيفيا عندما يوضح واجهة المعيار ،فيعكس وجود أو عدم وجود عنصر ما ،أو درجة لصفة ما ،و عندما يوظف من أجل عنصر
الوصف ،يصبح مهما حيث يساعد على تحديد الخطأ و معالجته .
-مثال المعيار :صحة التركيب اللغوي لإلنتاج ،يمكن أجرأته بكيفية وصفية باستعمال المؤشرات :سالمة تصريف األفعال-استعمال صحيح
للصفة
يكون المؤشر أيضا كميا عندما يعطينا توضيحات عن عتبة نجاح المعيار،يعبر حينئذ عن عدد أو نسبة أو طول ..
-المعيار السابق ،يمكن أجرأته بكمية عددية باستعمال المؤشرات :منح نقطتين من ثالث عندما يكون تركيب ثلثي الجمل صحيحا .
و لكن استمال هذا المؤشر بسيط جدا ،أقل قياسا للوصف من األول.
22
-المعيار يكون غير دقيق ،غير ملموس :مالءمة اإلنتاج مثال هو معيار لعمل كتابي .
-إذا كان المعيار غير ملموس عموما ،فإن المؤشر ملموس و سياقي ،فبواسطته –لقياس إنتاج التلميذ مثال –نحدد المعلومات حول تحمكه في
الكفاءة لتقييم وضعية معقدة من أجل معرفة مستوى التحكم في الكفاءة ،ما نقيمه في الواقع ليس التحكم في المؤشر ،وإنما التحكم في
المعيار ،فالمؤشر ليس إال دليال يسمح للمصحح أن يقدر( يحكم) درجة التحكم في المعيار ،و على هذا األساس ال يجب أن نتخذ المؤشر
ضروريا لإلشهاد بالنجاح .
-لنوضح ذلك بالمثال التالي :انطالقا من قراءة نص عن حدث ما ،يطلب من التالميذ إنتاج كتابي يلخصون فيه الحادثة .
معايير الحد األدنى المحددة :مالءمة اإلنتاج للوضعية – االنسجام -صحة اللغة – ( 3نقاط لكل معيار)
مالءمة الوضعية :احتواء أفكار النص ،اتباع هيكلة النص . -مؤشرات معايير الحد األدنى :
-جودة العرض :وضوح الخط ،تنظيم فضاء الورقة عل شكل فقرات ... مؤشرات معيار اإلتقان :
(. -بمنظور تقييم كفاءات التالميذ،تدعى "وضعية تقييم" وضعية إدماجية أو أكثر ،وهي وضعيات معقدة ،بواسطتها يبرهن التلميذ على كفاءته
)Roegiers, 2003
-هذه الوضعيات تستجيب إلى شروط ،و بالخصوص إلى الثالثة األساسية التالية :
* -توظف قيم إيجابية ،باعتبارها مفتوحة على حياة التالميذ ،يجب أن تدمج قيما تستند إليها المنظومة التربوية :المواطنة،احترام المحيط ...،
-يقترح علينا) (Xaviers Roegiersالمراحل التالية لخطة بناء وضعية هدفها تقييم كفاءة :
* -الحرص على التحقيق مع كل معيار عدة مرات ،بشكل منفرد ( على األقل ثالث مرات حسب القاعدة . ⅔:
* -تحرير بعناية السندات و التعليمات حتى تظهر المهمة المراد إنجازها واضحة للتلميذ .
* -توضيح المؤشرات التي يعتمد عليها المعلم عند تصحيح النسخة .
23