You are on page 1of 10

‫فرص تجسيد مجتمع المعلومات داخل المؤسسة‬

-----------------------------------------

‫مشس ضيات خـلـفـالوي‬


‫جامعة باجي خمتار عنابة‬
‫اجلزائر‬

Abstract

Live now in society of the information, that society who investment


depends on new technological for information and the communic -
tion in production of the plentiful information and her connection
for the sake of presentation of all the services on towards fast and
effective.

So the information of element not wealth about him in any vitality


practice him, so she basis the scientific researches, and rule unde -
taking of the right deposits, so from the correct information in the
suitable time possesses, the control in suppliers of the nature and the
dominance can on her for his gathered investigation his of services.

key words:

information- intelligence information- NTIC.

413
‫مقدمة إشكالية‪:‬‬

‫نعيش اآلن يف جمتمع املعلومات‪ ،‬ذلك اجملتمع الذي يعتمد على استثمار التكنولوجيات‬ ‫ ‬
‫احلديثة لإلعالم واالتصال يف إنتاج املعلومات الوفرية وإيصاهلا من أجل تقديم كافة اخلدمات‬
‫على حنو سريع وفعال ‪ ،‬وهذه احلقيقة يلمسها كل فرد يعيش أحوال هذا اجملتمع املتغري‪،‬‬
‫فاملعلومات عنصر ال غنى عنه يف أي نشاط منارسه‪ ،‬فهي أساس البحوث العلمية‪ ،‬وقاعدة اختاذ‬
‫القرارات الصائبة‪ ،‬فمن ميلك املعلومات الصحيحة يف الوقت املناسب‪ ،‬يستطيع التحكم يف موارد‬
‫الطبيعة والسيطرة عليها لتحقيق مصاحله ومصاحل جمتمعه‪.‬‬
‫ويرى كثري من املراقبني أن جمتمع املعلومات هو البديل اجلديد للمجتمع الصناعي الذي‬
‫عايشناه معظم القرن العشرين‪ ،‬ويعتمد اقتصاد املعلومات على نظام هائل ومعقد‪ ،‬وهذا النظام‬
‫قائم على التسهيالت اليت أتاحتها التكنولوجيا احلديثة يف النصف الثاني من القرن العشرين‬
‫‪ ،‬وتكمن طاقة هذا النظام يف القدرة على مجع البيانات وتصنيفها‪ ،‬وختزينها واسرتجاعها‪،‬‬
‫وبثها بأكرب كميات ممكنة ألكرب عدد ممكن من األفراد‪ ،‬ويف أقل وقت ممكن مهما كانت‬
‫املسافة‪.‬‬

‫وهذه املادة األولية أصبحت ودون جدال‪ ،‬حجر الزاوية ونقطة االرتكاز يف بناء اجملتمعات‬
‫وتطويرها خاصة وأنها ختتلف عن مثيالتها من املواد األولية بأنها مورد ال ينتهي‪ ،‬فهي قابلة‬
‫للزيادة وأصبح من ميتلكها ويطوعها ميتلك القوة‪ ،‬حيث يالحظ عامل املستقبليات األمريكي‬
‫املشهور ملفني توفلر يف كتابه «السلطة اجلديدة» الصادر يف مطلع التسعينات أن املوجة الثالثة‬
‫تعتمد على معيار املعلومة أي التقنيات االتصالية اجلديدة‪ ،‬اليت غريت جذريا طبيعة اجملتمعات‬
‫احلديثة من حيث قاعدة اإلنتاج العاملي والبنية االقتصادية والسياسية وأفاق املعرفة والتواصل‬
‫الثقايف‪ ،‬فلقد أصبحت املعرفة أكثر من جمرد مصدر للسلطة وإمنا كذلك العامل األهم‬
‫للقوة والثروة ‪.‬‬

‫وميثل جمتمع املعلومات حتديا لنا مجيعا وال سيما فيما يتعلق باجلوانب األمنية واإلقتصاد‬
‫العاملي‪ ،‬وكذلك األنشطة اإلجتماعية والثقافية‪ ،‬فالتطورات التقنية اليت إجتاحت العامل‬
‫املاضي وعلى وجه التحديد ظهور طريق املعلومات السريعة‪ ،‬أدت إىل إعادة تنظيم اجملتمع على‬
‫حنو يؤثر يف العالقات بني األفراد واجلماعات والدول‪ ،‬ولكن هذه الثورة لن تتمكن من خدمة‬
‫البشرية إال إذا توافرت هلا كل متطلبات النجاح مع األخذ باالعتبار املخاطر احملتملة‪.‬‬
‫واجلزائر كغريها من الدول ليست مبنأى عن هذه التحوالت العلمية اليت تفرض عليها‬
‫التأقلم مع مستجداتها وإعادة النظر يف كل بناها وممارساتها‪ ،‬حتى ال تبقى على هامش‬
‫التفاعل العاملي واالكتفاء بدور املستهلك تكنولوجيا ومعرفيا‪ ،‬غري أن طرح إشكالية دخول‬

‫‪414‬‬
‫اجلزائر جمتمع املعلومات يفرض علينا الدراسة املعمقة لكل خصائص ومميزات هذا اجملتمع‬
‫ودراسة الفرص والتهديدات اليت يطرحها كما يستوجب حتليل النقط اإلجيابية والسلبية‪.‬‬
‫كما يدفعنا كذلك إىل تفكيك الواقع الذي نريد دراسته والذي يتكون من عدة جوانب‪ ،‬وهذا‬
‫يستدعى منا حتليال خلصائص جمتمع املعلومات‪ ،‬حيث جند أن إشكاالت عديدة تطرح على‬
‫مستوى كل خاصية‪ ،‬باعتبار أن هذه اخلصائص هي معايري أو قياسات ميكن من خالهلا التنبؤ‬
‫بدخول اجملتمع أو حتوله أو تطوره إىل جمتمع املعلومات‪ .‬حيث جند عدة تصنيفات ميكن‬
‫وضعها لتحديد جمتمع املعلومات‪ ،‬غري أن املعيار الذي تتفق عليه أغلب هذه التصنيفات أوال‬
‫هو املعيار التقين‪ ،‬والذي يتمثل يف االعتماد املتزايد على تكنولوجيا املعلومات كمصدر للعمل‬
‫والثروة والبنية التحتية املعلوماتية مبا يف ذلك اهليكل الفيزيقي والتخيلي‪ ،‬والذي يشمل‬
‫الشبكات املالية وشبكات اهلاتف واالنرتنت‪ ،‬باإلضافة إىل الرقمنة واالستخدام الواسع للشبكة‪،‬‬
‫وهذا سيؤدي تدرجييا إىل االبتعاد عن الورق يف التخاطب والرتكيز على املعلومة املرسلة‬
‫إلكرتونيا‪.‬‬

‫ويطرح هذا املعيار يف جممله تساؤالت هامة عن مدى إمكانية حتصل املؤسسات‬ ‫ ‬
‫على هذه اهلياكل القاعدية وإرساء قواعدها األساسية‪ ،‬كما نتساءل هنا عن فاعلية وكثافة‬
‫استخدام شبكة االنرتنت من قبل الفاعلني يف هذه القطاعات (عمال‪ ،‬مسؤولني)‪ ،‬كذلك عن‬
‫مدى استعمال احلواسب يف إجناز أعماهلم اإلدارية والعلمية ونسبة أمن احلاسوب‪ .‬والشك أن‬
‫هذا اجلانب التقين الغنى عنه لتجسيد جمتمع املعلومات‪ ،‬غري أن هذا اجلانب املادي سرتافقه‬
‫تغريات كبرية وجوهرية يف ذهنيات األفراد وأفكارهم كما سيتوجب تغيريا ظاهرا يف سلوكهم‬
‫وممارساتهم‪ ،‬حيث أن االعتماد على املعلومات كمصدر أساسي للقوة وكمادة أولية للمعرفة‬
‫مع الرتكيز على العمليات اليت تطبق عليها ألجل‪ :‬جلب‪ ،‬حفظ‪ ،‬توليد وإستتمار املعلومة‪ ،‬ومع‬
‫تعقد هذه املعلومات وتعقد مصادرها فإن ذلك جيعلنا أمام واقع جديد متاما مليء بالتهديدات‪،‬‬
‫كما أنه مليء بالفرص‪ ،‬وعلى إنسان هذا العصر أن يواكب هذا التغيري اجلاري من خالل‬
‫التفكري بصورة جديدة والعمل بأسلوب خمتلف – الذكاء اإلعالمي‪ .-‬ومما سبق سنحاول‬
‫اإلجابة على التساؤل التالي‪ :‬ماهية وأهمية الذكاء اإلعالمي بالنسبة للمؤسسات‪ ،‬وما أفاق‬
‫وحتديات جمتمع املعلومات بالنسبة للمؤسسات يف اجلزائر؟‬

‫‪415‬‬
‫تحديد المفاهيم‪:‬‬

‫املعلومـات‪:‬‬
‫وفقا لتعريفات املعجم املوسوعي ملصطلحات املكتبات واملعلومات هي‪« :‬البيانات اليت متت‬
‫معاجلتها لتحقيق هدف معني أو الستعمال حمدد‪ ،‬ألغراض اختاذ القرارات‪ ،‬أي البيانات اليت‬
‫أصبح هلا قيمة بعد حتليلها‪ ،‬أو تفسريها‪ ،‬أو جتميعها يف شكل ذي معنى واليت ميكن تداوهلا‬
‫وتسجيلها ونشرها وتوزيعها يف صورة رمسية أو غري رمسية ويف أي شكل» ‪.‬‬
‫وكذلك املعلومـات‪ ،‬هي يف حقيقة األمر عبارة عن بيانات متنح صفة املصداقية ويتم تقدميها‬
‫لغرض حمدد‪ ،‬فاملعلومات يتم تطويرها وترقى ملكانة املعرفة عندما تستخدم للقيام باملقارنة‪،‬‬
‫وتقييم نتائج مسبقة وحمددة‪ ،‬أو لغرض االتصال أو املشاركة يف حوار أو نقاش‪ .‬فاملعلومات‬
‫هي بيانات توضع يف إطار وحمتوى واضح وحمدد وذلك من أجل استخدامها الختاذ القرار‪.‬‬
‫وميكن تقديم املعلومات يف أشكال متعددة «كتابيا‪ ،‬شفهيا‪ ،‬صورة‪....‬أخل»‪.‬‬

‫الذكاء اإلعالمي‪:‬‬
‫هو جمموعة من الصفات واملعايري اليت متكننا من التعرف على‪ :‬ماهية املعلومة املطلوبة‪،‬‬
‫كيفية متوقعها‪ ،‬تقييم واستعمال املعلومة املوجودة يف إطار مقاربة حلل مشكل تكون نتيجته‬
‫إيصال معلومة معاجلة ومعروفة‪ .‬وهذه اجملموعة ميكنها أن جتسد يف أجزاء من املؤهالت اليت‬
‫متكن الفرد من التعايش بنجاح ضمن جمتمع املعلومات ‪.‬‬

‫جمتمع املعلومات‪:‬‬
‫على الرغم من ظهور هذا املصطلح منذ ثالثني عاما‪ ،‬إال أن التطورات اهلائلة اليت حدثت يف تلك‬
‫الفرتة قد عظمت من استخدام هذا املصطلح‪ ،‬فضال عن ظهور مصطلحات كالعوملة‪ ،‬الرقمنة‪،‬‬
‫وعلى الرغم من تداول هذا املصطلح إال أنه حيمل مفاهيم غري واضحة أحيانا‪ ،‬وغري متفق‬
‫عليها‪.‬‬

‫متيز جمتمع املعلومات بـ‪»:‬الرتكيز على العمليات اليت تعاجل فيها املعلومات‪ ،‬واملادة اخلام‬
‫األساسية هي املعلومة‪ ،‬اليت يتم استثمارها حبيث تولد املعرفة‪ ،‬معرفة جديدة‪ ،‬وهذا عكس‬
‫املواد األساسية يف اجملتمعات األخرى‪ ،‬حيث تنضب بسبب االستهالك‪ ،‬أما يف جمتمع املعلومات‬
‫فاملعلومات تولد معلومات‪ ،‬مما جيعل مصادر اجملتمع املعلوماتي متجددة وال تنضب» ‪.‬‬

‫ويقصد أيضا‪« :‬جمتمع املعلومات مجيع األنشطة‪ ،‬والتدابري واملمارسات املرتبطة باملعلومات‬
‫إنتاجا‪ ،‬ونشرا‪ ،‬وتنظيما‪ ،‬واستثمارا‪ ،‬ويشمل إنتاج املعلومات‪ ،‬أنشطة البحث واجلهود اإلبداعية‬

‫‪416‬‬
‫والتأليف املوجه خلدمة األهداف التعليمية والتثقيفية ‪.‬‬

‫كما مت تعريف جمتمع املعلومات‪« :‬كدائرة متحدة تهتم باألوضاع العامة من حشود وروابط‬
‫ومصادر متنوعة تتشكل مابني املؤسسات واألفراد لرعاية اهتمامات اجملتمع حول توفري وتبادل‬
‫املعلومات‪ ،‬واملعرفة اهلادفة إىل سرعة احلصول على املعلومات‪ ،‬وزيادة املعرفة» ‪.‬‬

‫التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال‪:‬‬


‫هي جممل املعارف واخلربات املرتاكمة واملتاحة‪ ،‬واألدوات والوسائل املادية والتنظيمية‬
‫واإلدارية املستخدمة يف مجع املعلومات ومعاجلتها وإنتاجها وختزينها واسرتجاعها ونشرها‬
‫وتبادهلا أي توصيلها إىل األفراد واجملتمعات‪.‬‬

‫املنهج‪:‬‬
‫تعتمد هذه الدراسة على املنهج الوصفي‪ ،‬من خالل حماولة التعرف على واقع‬ ‫ ‬
‫جمتمع املعلومات من خالل استعمال املعلومات والتكنولوجيا احلديثة لإلعالم واالتصال من‬
‫طرف األطراف الفاعلني يف اجلامعة‪ ،‬وعن مدى استغالهلم إياها يف ممارستهم اليومية وعن‬
‫الظروف احمليطة بهذا االستعمال‪.‬‬
‫ومن األدوات املستخدمة يف هذه الدراسة املصغرة املقابلة واليت متثل األداة األساسية جلمع‬
‫البيانات‪ .‬وكانت املقابالت قصدية مع عينة تتكون من ‪ 30‬عامال جبامعة باجي خمتار عنابة‪.‬‬

‫وقد ركزنا على حمورين أساسيني هما‪:‬‬


‫‪ -‬دور التكنولوجيا يف جتسيد جمتمع املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬دور املعلومات يف جتسيد الذكاء اإلعالمي‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫لتكنولوجيا املعلومات دور مهم يف تطوير وتنمية املؤسسة‪ ،‬من خالل توفر املعلومات‬ ‫ ‬
‫املناسبة يف الوقت املناسب ودعم وحتسني عمليات اختاذ القرارات‪ ،‬وتنشيط حركة االتصاالت‬
‫باملؤسسة حيث تساهم املعلومات احلديثة يف جتسيد جمتمع املعلومات يف املؤسسة‪ ،‬وهذا‬
‫ماستظهره النتائج التالية‪:‬‬

‫• •فيما يتعلق مبدى مالئمة قنوات االتصال الحتياجات الفرد داخل العمل‪ ،‬فقد أكدت نسبة‬
‫‪% 70‬من أفرد العينة عن مالئمة قنوات االتصال الحتياجاتهم اليومية أحيانا‪.‬‬
‫• •أما بالنسبة لتوفري اجلامعة لألفراد أدوات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬فكانت نسبة‬

‫‪417‬‬
‫‪ 46.66%‬من عدد أفراد العينة قد نفت توفري هذه األدوات‪ ،‬باملقابل جند عدد أفراد العينة‬
‫املتبقيني عربوا عن مدى توفري اجلامعة نوعا ما هلذه األدوات‪ ،‬حيث من املالحظ توفري هذه‬
‫األدوات بطريقة حمتشمة ويف بعض األحيان نقص كبري وواضح يف وجود هذه التكنولوجيات‬
‫داخل إدارة اجلامعة ومكتبتها‪ ،‬وهذا يعين عدم االستغالل املناسب ألدوات تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال يف جمال العمل مما ينعكس سلبا على سريورة وسرعة العمل إضافة النعكاسها على‬
‫أداء املوظفني الذين اشتكوا من ضياع اجلهد والوقت أثناء أدائهم لعملهم‪ ،‬وهذا العتمادهم على‬
‫األدوات التقليدية‪ ،‬كما أنهم عربوا عن مدى احتياجهم هلذه األدوات لتسهيل العمل وبالتالي‬
‫توفري اجلهد والوقت‪.‬‬

‫• •ومن النتائج كذلك نسبة ‪ 30%‬من عدد أفراد العينة عربوا أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫هي الطريقة اليت تساعدهم على التحفيز للمشاركة يف املعلومات واملعرفة داخل العمل‪ ،‬أما‬
‫نسبة ‪ % 32‬عربت أن زمالء العمل هم الذين يساعدون على التحفيز للمشاركة يف املعلومات‪،‬‬
‫وذلك من خالل تقاسم اخلربات واملعلومات‪ .‬يف حني أن نسبة ‪ 38%‬من عدد أفراد العينة أكدوا‬
‫على اعتمادهم على قدراتهم الفردية واليت حتفزهم للمشاركة يف املعلومات‪.‬‬

‫• •أما خبصوص دور تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ملساعدة الفرد ألداء عمله‪ ،‬نالحظ أن النسبة‬
‫الغالبة ألفراد العينة واليت تقدر ب ‪ 60%‬ترى أن هذه األخرية تساعدها على أداء عملها بصفة‬
‫دائمة‪ .‬وهذا دليل على إدراك أفراد العينة بالدور الذي تقوم به تكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف‬
‫تسهيل وتبسيط العمل‪ ،‬وتفهمهم ألهميتها‪.‬‬

‫• •رغم نقص إتقان أفراد العينة هلذه التكنولوجيا بصورة جيدة‪ ،‬إال أنها ترغب يف إتقانها‬
‫واستخدامها وذلك من خالل توفري اإلمكانيات الالزمة‪ ،‬ولتحقيق ذلك أظهر أفراد العينة‬
‫رغبتهم الشديدة يف القيام بدورات تكوينية يف هذا اجملال‪ ،‬وذلك من اجل حتسني أدائهم يف‬
‫العمل من خالل جتديد املعلومات‪ ،‬وهلذا على املؤسسة تبين االسرتاتيجيات املناسبة لتوفري هذه‬
‫اإلمكانيات الالزمة واليت تعد من بني املؤشرات األساسية لدخول جمتمع املعلومات مهما كانت‬
‫طبيعة التنظيم (خدمات‪ ،‬اقتصادي‪.)...،‬‬

‫وفيما يتعلق باألشكال اليت حيصل فيها الفرد على املعلومات يف إطار عمله‪ ،‬وجدنا أن نسبة‬
‫‪ 46.66%‬عربت عن وجود صعوبة نوعا ما يف حصوهلا على املعلومة يف إطار عملها‪ ،‬وهذا مامتت‬
‫مالحظته أن هناك صعوبة واضحة يف حصول الفرد على املعلومات اليت حيتاجها يف إطار عمله‬
‫نظرا لنقص أدوات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال وكذلك احتكار املعلومات من طرف بعض‬
‫األفراد وهذا لعدم تغري دهنيات هؤالء‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫أما فيما خيص استغالل الفرد للمعلومات يف اطار عمله نالحظ أن نسبة عالية من افراد العينة‬
‫أكدوا استغالهلم هلذه املعلومات عندما تصل يف الوقت املناسب‪ ،‬يف حني جند نسبة ‪13.33%‬‬
‫من عدد أفراد العينة ال تستغل املعلومات داخل العمل وهذا راجع اىل طبيعة العمل الروتيين‪،‬‬
‫وانعدام االبداع واالبتكار وهذا لشعورهم بالالمباالة والسلبية نتيجة ترسبات سابقة‪.‬‬
‫ ‬
‫• •أما فيما خيص تعامل الفرد مع املشاكل عندما تعرتضه أثناء العمل‪ ،‬وجدنا نسبة ‪33.33%‬‬
‫حتله باالتصال مع الرئيس املباشر أو مع زمالء العمل‪ ،‬وهذا يدل على تعاون مجاعة العمل‬
‫خبلق تقارب يف االفكار واالراء‪.‬‬
‫ ‬
‫• •وفيما يتعلق بتقييم أفراد العينة ألنواع الوسائل املستخدمة يف ختزين املعلومات املتمثلة‬
‫يف‪ :‬الذاكرة االلكرتونية‪ ،‬الذاكرة الورقية‪ ،‬الذاكرة الشخصية‪ ،‬حيث وجدنا تأكيد على‬
‫اجيابية استخدام الذاكرة االلكرتونية من حيث ربح الوقت وتوفري اجلهد‪ ،‬يف حني تباينت‬
‫االراء حول سلبية الذاكرة الورقية من حيث ربح الوقت أو توفري اجلهد‪ ،‬ولكن املالحظ أن‬
‫الذاكرة الورقية مازال يعتمد عليها وبطريقة كبرية خاصة وأن االدارة تتعامل مع املكتوب‪.‬‬
‫ويف االخري يتم االعتماد على الذاكرة الشخصية‪.‬‬
‫ ‬
‫• •ويف املقابل وجدنا ‪ 40%‬من أفراد العينة تسرتجع املعلومات عند احلاجة اليها يف اطار‬
‫العمل بسهولة نوعا ما‪ ،‬ونسبة ‪ 26.66%‬أكدت على اسرتجاعها للمعلومات بسهولة‪ ،‬أما باقي‬
‫عدد أفراد العينة أكدوا على صعوبة اسرتجاع املعلومات وهذا لصعوبة الطرق واالساليب اليت‬
‫تستخدمها أثناء اجرائها للعمل‪ ،‬وهذا يعود سلبا على سريورة العمل ويعطله لصعوبة اسرتجاع‬
‫املعلومات يف الوقت املناسب‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة املصغرة ملوضوع الذكاء اإلعالمي يف ظل جمتمع املعلومات داخل‬
‫اجلامعة‪ ،‬ومن خالل خالصة هذه النتائج ميكننا القول بانه أصبح من الضروري التأكيد‬
‫على املشروعات املبنية على ادارة املعلومات اليت اصبحت ضرورة الميكن االستغناء عنها داخل‬
‫اجلامعة‪ ،‬ولكن ال بد من التأكيد على أن فعالية هذه االدارة ال تتم إال من خالل مدخلني‬
‫أساسيني هما‪:‬‬

‫• • املدخل القائم على التكنولوجيا‪ :‬والذي يركز على التطرق ألنظمة املعلومات‪ ،‬وكذلك‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫• •املدخل القائم على االفراد‪ :‬حيث جتدر االشارة هنا ألهمية االفراد يف جتديد وانشاء املعلومات‬
‫واملعرفة‪ ،‬واليت تفوق القدرة التكنولوجية يف جتميع املعلومات وتصنيفها واسرتجاعها واعادة‬
‫استخدامها‪.‬‬

‫كما تبني من خالل التحليل السابق أن هناك متطلبات لكي نتمكن من احلديث عن جمتمع‬
‫املعلومات داخل اجلامعة حيث تتمثل يف‪ :‬أن يكون اهليكل التنظيمي مرنا وافقيا‪ ،‬وان تكون‬
‫قيادة واعية ومهتمة يتطبيق الذكاء االعالمي داخل اجلامعة ومشجعة لتبادل املعلومات بني‬
‫العاملني بها‪ ،‬ألن جمتمع املعلومات ال يقتصر فقط على اجلانب التقين أي توفري تكنولوجيا‬
‫االعالم واالتصال‪ ،‬وامنا هناك معايري اخرى االقتصادي‪ ،‬السياسي‪ ،‬الثقايف واالجتماعي وكل‬
‫معيار حيتوي على مؤشرات من الصعب قياسها ميدانيا يف الوقت احلاىل‪.‬‬

‫ومن أجل جتسيد الذكاء االعالمي يف اجلامعة علينا اتباع اخلطوات التالية‪:‬‬

‫•تشخيص وصياغة احلاجات االعالمية‪.‬‬ ‫•‬


‫• حتديد املوارد واالدوات جلمع هذه املعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫•صياغة اسرتاتيجيات للبحث عن املعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫•االستخدام االفضل للتكنولوجيات املتوفرة‪.‬‬ ‫•‬
‫•تقييم نتائج البحث عن املعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫• تنظيم وتسيري املعلومات املتوفرة‪.‬‬ ‫•‬
‫• دمج املعلومات اجلديدة اىل املعارف احلالية‪.‬‬ ‫•‬
‫• توصيل واستخدام املعلومات بطريقة اخالقية‪.‬‬ ‫•‬
‫• تطبيق مبدأ احلرص االعالمي‪.‬‬ ‫•‬

‫‪420‬‬
‫المالحق‪:‬‬

‫دليل املقابلة‬

‫احملور األول‪ :‬دور التكنولوجيا يف جتسيد جمتمع املعلومات‪:‬‬

‫•هل توفر املؤسسة أدوات تكنولوجيا االعالم واالتصال؟‬ ‫•‬


‫•هل قنوات االتصال يف املؤسسة مالئمة لالحتياجات اليومية؟‬ ‫•‬
‫•ماهي الطرق اليت تساعدك على التحفيز لتشارك يف تقاسم املعلومات داخل املؤسسة؟‬ ‫•‬
‫•هل تكنولوجيا االعالم واالتصال تساعدك يف اداء العمل داخل املؤسسة؟‬ ‫•‬
‫•هل تتقن استخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال؟‬ ‫•‬

‫احملور الثاني‪ :‬دور التكنولوجيا يف جتسيد الذكاء االعالمي‪:‬‬

‫•كيف حتصل على املعلومات يف اطار عملك؟‬ ‫•‬


‫•هل حتصل على املعلومات يف اطار عملك االداري يف الوقت املناسب؟‬ ‫•‬
‫•عندما يعرتضك مشكل أثناء العمل كيف تتعامل معه؟‬ ‫•‬
‫•ماهي الطريقة اليت تعتمد عليها يف ختزين املعلومات؟‬ ‫•‬
‫•كيف تسرتجع املعلومات عند احلاجة اليها يف جمال عملك؟‬ ‫•‬

‫‪421‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪1-Alex Mucchielli, Les Sciences De L’information Et De La Co -‬‬


‫‪munication, Hachette, France, 2001.‬‬

‫‪2 .2‬حسن عماد مكاوى‪ :‬تكنولوجيا االتصال احلديثة يف عصر املعلومات‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪،‬‬
‫مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪3 .3‬السيد ولد أباه‪ :‬اجتاهات العوملة‪ ،‬إشكلية األلفية اجلديدة‪ ،‬املركز الثقايف لعربي املغرب‪،‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪4 -Franck Bulinge: « Pour une culture de l’information dans les petites‬‬
‫‪et moyennes organisations : un modèle incrémental d’intelligence‬‬
‫‪économique », thèse pour l’obtention du doctorat en sciences de‬‬
‫‪l’information et de la communication, Laboratoire Lepont – Unive -‬‬
‫‪sité de Toulon-Var, décembre 2002.‬‬

‫‪5 .5‬حممد فتحي عبد اهلادي‪ :‬جمتمع املعلومات بني النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪6 .6‬مفتاح حممد دياب‪ :‬جمتمع املعلومات دراسة يف نشأته ومفهومه وخصائصه‪ ،‬جملة املكتبات‬
‫واملعلومات العربية‪ ،‬العدد ‪.1997 ،01‬‬
‫‪7 .7‬حممد شومان وآخرون‪ :‬االتصال اجلماهريي‪ :‬اجتاهات نظرية ومنهجية‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪8 .8‬حممد لعقاب‪ :‬جمتمع اإلعالم واملعلومات‪ ،‬دار اهلومة للطباعة والنشر‪ ،‬اجلزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪422‬‬

You might also like