You are on page 1of 53

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪300‬‬

‫لئن سبحت صم البال ميبة ‪ ...‬لداود أو لن الديد الصفح ‪ ...‬فإن الصخور الصم لنت بكفه ‪ ...‬وإن الصا ف كفه ليسبح ‪ ...‬وإن كان موسى أنبع الا من العصا ‪ ...‬فمن كفه قد أصبح‬
‫الاء يطفح ‪ ...‬وإن كانت الريح الرخاء مطيعة ‪ ...‬سليمان ل تألو تروح وتسرح ‪ ...‬فإن الضبا كانت لنصر نبينا ‪ ...‬برعب على شهر به الصم يكلح ‪ ...‬وإن أوت اللك العظيم وسخرت‬
‫‪ ...‬له الن تشفي مارضيه وتلدح ‪ ...‬فإن مفاتيح الكنوز بأسرها ‪ ...‬أتته فرد الزاهد الترجح ‪ ...‬وإن كان إبراهيم أعطي خلة ‪ ...‬وموسى بتكليم على الطور ينح ‪ ...‬فهذا حبيب بل خليل‬
‫مكلم ‪ ...‬وخصص بالرؤيا وبالق أشرح ‪ ...‬وخصص بالوض العظيم وباللوا ‪ ...‬ويشفع للعاصي والنار تلفح ‪ ...‬وبالقعد العلى القرب عنده ‪ ...‬عطاء ببشراه أقر وأفرح ‪ ...‬وبالرتبة‬
‫‪ ...‬العليا السيلة دونا ‪ ...‬مراتب أرباب الواهب تلمح ‪ ...‬وف جنة الفردوس أول داخل ‪ ...‬له سائر البواب بالار تفتح‬
‫وهذا آخر ما يسر ال جعه من الخبار بالغيبات الت وقعت إل زماننا ما يدخل ف دلئل النبوة وال الادي وإذا فرغنا إن شاء ال من إيراد الادثات من بعد موته عليه السلم إل زماننا نتبع‬
‫ذلك بذكر الفت واللحم الواقعة ف آخر الزمان ث نسوق بعد ذلك أشراط الساعة ث نذكر البعث والنشور ث ما يقع يوم القيامة من الهوال وما فيه من العظمة ونذكر الوض واليزان‬
‫والصراط ث نذكر صفة النار ث صفة النة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪301‬‬

‫كتاب تاريخ السلم الول من الوادث الواقعة ف الزمان ووفيات الشاهي والعيان سنة إحدى عشرة من الجرة‬
‫تقدم ما كان ف ربيع الول منها من وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الثني وذلك لثان عشر منه على الشهور وقد بسطنا الكلم ف ذلك با فيه كفاية وبال التوفيق‬
‫خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه وما فيها من الوادث‬
‫قد تقدم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم توف يوم الثني وذلك ضحى فاشتغل الناس ببيعة أب بكر الصديق ف سقيفة بن ساعدة ث ف السجد البيعة العامة ف بقية يوم الثني وصبيحة‬
‫الثلثاء كما تقدم ذلك بطوله ث أخذوا ف غسل رسول ال صلى ال عليه وسلم وتكفينه والصلة عليه صلى ال عليه وسلم تسليما بقية يوم الثلثاء ودفنوه ليلة الربعاء كما تقدم ذلك‬
‫مبهنا ف موضعه وقال ممد بن إسحاق بن يسار حدثن الزهري حدثن أنس بن مالك قال لا بويع أبو بكر ف السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أب بكر فحمد ال وأثن‬
‫عليه با هو أهله ث قال أيها الناس إن قد قلت لكم بالمس مقالة ما كانت وما وجدتا ف كتاب ال ول كانت عهدا عهده إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ولكن قد كنت أرى أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا وإن ال قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول ال صلى ال عليه وسلم فان اعتصمتم به هداكم ال لا كان هداه ال وإن ال قد جع‬
‫أمركم على خيكم صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وثان اثني إذ ها ف الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة ث تكلم أبو بكر فحمد ال وأثن عليه بالذي هو‬
‫أهله ث قال أما بعد أيها الناس فأن قد وليت عليكم ولست بيكم فان أحسنت فأعينون وإن أسأت فقومون الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حت أرجع عليه حقه‬
‫إن شاء ال والقوي فيكم ضعيف حت آخذ الق منه إن شاء ال ل يدع قوم الهاد ف سبيل ال إل خذلم ال بالذل ول تشيع الفاحشة ف قوم إل عمهم ال بالبلء أطيعون ما أطعت ال‬
‫ورسوله فاذا عصيت ال ورسوله فل طاعة ل عليكم قوموا ال صلتكم يرحكم ال وهذا إسناد صحيح وقد اتفق الصحابة رضي ال عنهم على بيعة الصديق ف ذلك الوقت حت علي بن أب‬
‫طالب والزبي بن العوام رضي ال عنهما والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال أنبأنا أبو السي علي بن ممد بن علي الافظ السفرايين ثنا أبو علي السي بن علي الافظ ثنا أبو‬
‫بكر بن خزية وإبراهيم بن أب طالب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪302‬‬

‫قال ثنا بندار بن يسار ثنا أبو هشام الخزومي ثنا وهيب ثنا داود بن أب هند ثنا أبو نصرة عن أب سعيد الدري قال قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم واجتمع الناس ف دار سعد بن عبادة‬
‫وفيهم أبو بكر وعمر قال فقام خطيب النصار فقال أتعلمون أنا أنصار رسول ال صلى ال عليه وسلم فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره قال فقام عمر بن الطاب فقال صدق قائلكم ولو‬
‫قلتم غي هذا ل نبايعكم فأخذ بيد أب بكر وقال هذا صاحبكم فبايعوه فبايعه عمر وبايعه الهاجرون والنصار وقال فصعد أبو بكر النب فنظر ف وجوه القوم فلم ير الزبي قال فدعا الزبي فجاء‬
‫قال قلت ابن عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم أردت أن تشق عصا السلمي قال ل تثريب يا خليفة رسول ال فقام فبايعه ث نظر ف وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلي بن أب طالب قال‬
‫قلت ابن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا السلمي قال ل تثريب يا خليفة رسول ال فبايعه هذا أو معناه قال الافظ أبو علي النيسابوري سعت ابن‬
‫خزية يقول جاءن مسلم بن الجاج فسألن عن هذا الديث فكتبته له ف رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يساوي بدنة فقلت يسوى بدنة بل هذا يسوي بدرة وقد رواه المام أحد عن‬
‫الثقة عن وهيب متصرا وأخرجه الاكم ف مستدركه من طريق عفان بن مسلم عن وهيب مطول كنحو ما تقدم وروينا من طريق الحاملي عن القاسم بن سعيد بن السيب عن علي بن‬
‫عاصم عن الريري عن أب نصرة عن أب سعيد فذكره مثله ف مبايعة علي والزبي رضي ال عنهما يومئذ وقال موسى بن عقبة ف مغازيه عن سعد بن إبراهيم حدثن أب أن أباه عبد الرحن بن‬
‫عوف كان مع عمر وأن ممد بن مسلمة كسر سيف الزبي ث خطب أبو بكر واعتذر إل الناس وقال وال ما كنت حريصا على المارة يوما ول ليلة ول سألتها ال ف سر ول علنية فقبل‬
‫الهاجرون مقالته وقال علي والزبي ما إل لننا أخرنا عن الشورة وإنا نرى أبا بكر احق الناس با إنه لصاحب الغار وإنا لنعرف شرفه وخيه ولقد أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالصلة بالناس وهو حي وهذا اللئق بعلي رضي ال عنه والذي يدل عليه الثار من شهوده معه الصلوات وخروجه معه إل ذي القصة بعد موت رسول ال صلى ال عليه وسلم كما‬
‫سنورده وبذله له النصيحة والشورة بي يديه وأما ما يأت من مبايعته إياه بعد موت فاطمة وقد ماتت بعد أبيها عليه السلم بستة اشهر فذلك ممول على أنا بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع‬
‫من وحشة بسبب الكلم ف الياث ومنعه إياهم ذلك بالنص عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله ل نورث ما تركنا فهو صدقة كما تقدم إيراد اسانيده وألفاظه ول المد وقد كتبنا‬
‫هذه الطرق مستقصاة ف الكتاب الذي أفردناه ف سية الصديق رضي ال عنه وما أسنده من الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وما روي عنه من الحكام مبوبة على أبواب العلم‬
‫ول المد والنة وقال سيف بن عمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪303‬‬

‫التميمي عن أب ضمرة عن أبيه عن عاصم بن عدي قال نادى منادي أب بكر من الغد من متوف رسول ال صلى ال عليه وسلم ليتمم بعث أسامة أل ل يبقي بالدينة أحد من جيش أسامة إل‬
‫خرج إل عسكره بالرف وقام أبو بكر ف الناس فحمد ال وأثن عليه وقال أيها الناس إنا أنا مثلكم وان لعلكم تكلفونن ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطيق إن ال اصطفى ممدا‬
‫على العالي وعصمه من الفات وإنا أنا متبع ولست ببتدع فان استقمت فبايعون وإن زغت فقومون وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبض وليس أحد من هذه المة يطلبه بظلمة ضربة‬
‫سوط فما دونا وإن ل شيطانا يعترين فإذا أتان فاجتذون ل أؤثر ف أشعاركم وأبشاركم وإنكم تغدون وتروحون ف أجل قد غيب عنكم علمه وإن استطعتم أن ل يضي إل وأنتم ف عمل‬
‫صال فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إل بال وسابقوا ف مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إل انقطاع العمال فان قوما نسوا آجالم وجعلوا أعمالم بعدهم فإياكم أن تكونوا أمثالم‬
‫الد الد النجاة النجاة الوحا الوحا فإن وراءكم طالبا حثيثا وأجل أمره سريع احذروا الوت واعتبوا بالباء والبناء والخوان ول تطيعوا الحياء إل با تطيعوا به الموات قال وقام أيضا‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال ل يقبل من العمال إل ما أريد به وجهه فأريدوا ال بأعمالكم فإنا أخلصتم لي فقركم وحاجتكم اعتبوا عباد ال بن مات منكم وتفكروا فيمن كان‬
‫قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين البارون الذين كان لم ذكر القتال والغلبة ف مواطن الروب قد تضعضع بم الدهر وصاروا رميما قد تولت عليهم العالت البيثات للخبيثي‬
‫والبيثون للخبيثات وأين اللوك الذين اثاروا الرض وعمروها قد بعدوا ونسي ذكرهم وصاروا كل شيء ال أن ال عز وجل قد أبقى عليهم التبعات وقطع عنهم الشهوات ومضوا‬
‫والعمال أعمالم والدنيا دنيا غيهم وبعثنا خلفا بعدهم فان نن اعتبنا بم نونا وإن اندرنا كنا مثلهم أين الوضاءة السنة وجوههم العجبون بشبابم صاروا ترابا وصار ما فرطوا فيه‬
‫حسرة عليهم أين الذين بنوا الدائن وحصنوها بالوائط وجعلوا فيها العاجيب قد تركوها لن خلفهم فتلك مساكنهم خاوية وهم ف ظلمات القبور هل تس منهم من أحد أو تسمع لم‬
‫ركزا أين من تعرفون من آبائكم وإخوانكم قد انتهت بم آجالم فوردوا على ما قدموا فحلوا عليه وأقاموا للشقوة أو السعادة بعد الوت أل إن ال ل شريك له ليس بينه وبي أحد من خلقه‬
‫سبب يعطيه به خيا ول يصرف به عنه سوءا إل بطاعته واتباع أمره واعلموا أنكم عبيد مدينون وأن ما عنده ل يدرك إل بطاعته أما آن لحدكم أن تسر عنه النار ول تبعد عنه النة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪304‬‬

‫فصل ف تنفيذ جيش اسامة بن زيد‬


‫الذين كانوا قد امرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسي ال توم البلقاء من الشام حيث قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة فيغتزوا على تلك الراضي فخرجوا إل الرف فخيموا به‬
‫وكان بينهم عمر بن الطاب ويقال وأبو بكر الصديق فاستثناه رسول ال منهم للصلة فلما ثقل رسول ال صلى ال عليه وسلم أقاموا هنالك فلما مات عظم الطب واشتد الال ونم‬
‫النفاق بالدينة وارتد من ارتد من أحياء العرب حول الدينة وامتنع آخرون من أداء الزكاة إل الصديق ول يبق للجمعة مقام ف بلد سوى مكة والدينة وكانت جواثا من البحرين أول قرية‬
‫اقامت المعة بعد رجوع الناس ال الق كما ف صحيح البخاري عن ابن عباس كما سيأت وقد كانت ثقيف بالطائف ثبتوا على السلم ل يفروا ول ارتدوا والقصود أنه لا وقعت هذه‬
‫المور أشار كثي من الناس على الصديق أن ل ينفذ جيش أسامة لحتياجه إليه فيما هو أهم لن ما جهز بسببه ف حال السلمة وكان من جلة من اشار بذلك عمر بن الطاب فامتنع الصديق‬
‫من ذلك وأب أشد الباء إل أن ينفذ جيش أسامة وقال وال ل أحل عقدة عقدها رسول ال صلى ال عليه وسلم ولو أن الطي تطفنا والسباع من حول الدينة ولو أن الكلب جرت بأرجل‬
‫أمهات الؤمني لجهزن جيش أسامة وآمر الرس يكونون حول الدينة فكان خروجه ف ذلك الوقت من أكب الصال والالة تلك فساروا ل يرون بي من أحياء العرب إل أرعبوا منهم‬
‫وقالوا ما خرج هؤلء من قوم إل وبم منعة شديدة فقاموا أربعي يوما ويقال سبعي يوما ث أتوا سالي غاني ث رجعوا فجهزهم حينئذ مع الحياء الذين أخرجهم لقتال الرتدة وما نعي الزكاة‬
‫على ما سيأت تفصيله قال سيف بن عمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال لا بويع أبو بكر وجع النصار ف المر الذي افترقوا فيه قال ليتم بعث اسامة وقد ارتدت العرب إما عامة وإما‬
‫خاصة ف كل قبيلة ونم النفاق واشرأبت اليهودية والنصرانية والسلمون كالغنم الطية ف الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى ال عليه وسلم وقلتهم وكثرة عدوهم فقال له الناس إن هؤلء جل‬
‫السلمي والعرب على ما ترى قد انتقصت بك وليس ينبغي لك أن تفرق عنك جاعة السلمي فقال والذي نفس أب بكر بيده لو ظننت أن السباع تطفن لنفذت بعث أسامة كما أمر به‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ولو ل يبق ف القرى غيي لنفذته وقد روى هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ومن حديث القاسم وعمرة عن عائشة قالت لا قبض رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشربت النفاق وال لقد نزل ب ما لو نزل بالبال الراسيات لاضها وصار أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪305‬‬

‫كأنم معزى مطية ف وحش ف ليلة مطية بأرض مسبعة فوال ما اختلفوا ف نقطة ال طار أب بطلها وعنانا وفصلها ث ذكرت عمر فقالت من رأى عمر علم أنه خلق غن للسلم كان وال‬
‫أحوذيا نسيج وحده قد أعد للمور أقرانا وقال الافظ أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد ال الافظ أنا أبو العباس ممد بن يعقوب ثنا ممد بن علي اليمون ثنا الفرياب ثنا عباد بن كثي عن أب‬
‫العرج عن أب هريرة قال وال الذي ل إله إل هو لول أن أبا بكر استخلف ما عبد ال ث قال الثانية ث قال الثالثة فقيل له مه يا أبا هريرة فقال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم وجه أسامة‬
‫بن زيد ف سبعمائة إل الشام فلما نزل بذي خشب قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم وارتدت العرب حول الدينة فاجتمع إليه أصحاب رسول ال فقالوا يا أبا بكر رد هؤلء توجه هؤلء‬
‫إل الروم وقد ارتدت العرب حول الدينة فقال والذي ل إله غيه لو جرت الكلب بأرجل أزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم ما رددت جيشا وجهه رسول ال ول حللت لواء عقده‬
‫رسول ال فوجه أسامة فجعل ل ير بقبيل يريدون الرتداد إل قالوا لول أن لؤلء قوة ما خرج مثل هؤلء من عندهم ولكن ندعهم حت يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا‬
‫سالي فثبتوا على السلم عباد بن كثي هذا أظنه البمكي لرواية الفرياب عنه وهو متقارب الديث فأما البصري الثقفي فمتروك الديث وال أعلم وروى سيف بن عمر عن أب ضمرة وأب‬
‫عمرو وغيها عن السن البصري أن أبا بكر لا صمم على تهيز جيش أسامة قال بعض النصار لعمر قل له فليؤمر علينا غي أسامة فذكر له عمر ذلك فيقال أنه أخذ بلحيته وقال ثكلتك‬
‫أمك يا ابن الطاب أؤمر غي أمي رسول ال صلى ال عليه وسلم ث نض بنفسه إل الرف فاستعرض جيش أسامة وأمرهم بالسي وسار معهم ماشيا واسامة راكبا وعبد الرحن بن عوف‬
‫يقود براحلة الصديق فقال أسامة يا خليفة رسول ال إما أن تركب وإما أن أنزل فقال وال لست بنازل ولست براكب ث استطلق الصديق من أسامة عمر بن الطاب وكان مكتتبا ف جيشه‬
‫فأطلقه له فلهذا كان عمر ل يلقاه بعد ذلك إل قال السلم عليك أيها المي‬
‫مقتل السود العنسي التنب الكذاب‬
‫قال أبو جعفر بن جرير حدثن عمرو بن شيبة النميي ثنا علي بن ممد يعن الدائن عن أب معشر ويزيد بن عياض عن جعد به وغسان بن عبد الميد وجويرية بن أساء عن مشيختهم قالوا‬
‫أمضى أبو بكر جيش اسامة بن زيد ف آخر ربيع الول وأتى مقتل السود ف آخر ربيع الول بعد مرج اسامة فكان ذلك أول فتح فتح أبو بكر وهو بالدينة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪306‬‬

‫صفة خروجه وتليكه ومقتله‬


‫قد أسلفنا فيما تقدم أن اليمن كانت لمي وكانت ملوكهم يسمون التبابعة وتكلمنا ف أيام الاهلية على طرف صال من هذا ث إن ملك البشة بعث أميين من قواده وها أبرهة الشرم‬
‫وارياط فتملكا له اليمن من حي وصار ملكها للحبشة ث اختلف هذان الميان فقتل ارياط واستقل أبرهة بالنيابة وبن كنيسة ساها العانس لرتفاعها وأراد أن يصرف حج العرب إليها دون‬
‫الكعبة فجاء بعض قريش فاحدث ف هذه الكنيسة فلما بلغه ذلك حلف ليخربن بيت مكة فسار إليه ومعه النود والفيل ممود فكان من أمرهم ما قص ال ف كتابه وقد تقدم بسط ذلك ف‬
‫موضعه فرجع ابرهة ببعض من بقي من جيشه ف اسوأ حال وشر خيبة وما زال تسقط أعضاؤه أنلة أنلة فلما وصل إل صنعاء انصدع صدره فمات فقام باللك بعده ولده بلسيوم بن أبرهة ث‬
‫أخوه مسروق بن أبرهة فيقال إنه استمر ملك اليمن بأيدي البشة سبعي سنة ث ثار سيف بن ذي يزن الميي فذهب إل قيصر ملك الروم يستنصره عليهم فأب ذلك عليه لا بينه وبينهم من‬
‫الجتماع ف دين النصرانية فسار إل كسرى ملك الفرس فاستغاث به وله معه مواقف ومقامات ف الكلم تقدم بسط بعضها ث اتفق الال على أن بعث معه من بالسحون طائفة تقدمهم‬
‫رجل منهم يقال له وهرز فاستنقذ ملك اليمن من البشة وكسر مسروق بن أبرهة وقتله ودخلوا إل صنعاء وقرروا سيف بن ذي يزن ف اللك على عادة آبائه وجاءت العرب تنئه من كل‬
‫جانب غي أن لكسرى نوايا على البلد فاستمر الال على ذلك حت بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقام بكة ما أقام ث هاجر إل الدينة فلما كتب كتبه إل الفاق يدعوهم إل عبادة‬
‫ال وحده ل شريك له فكتب ف جلة ذلك إل كسرى ملك الفرس‬
‫بسم ال الرحن الرحيم من ممد رسول ال إل كسرى عظيم الفرس سلم على من اتبع الدى أما بعد فأسلم تسلم إل آخره فلما جاءه الكتاب قال ما هذا قالوا هذا كتاب جاء من عند‬
‫رجل بزيرة العرب يزعم أنه نب فلما فتح الكتاب فوجده قد بدأ باسه قبل اسم كسرى غضب كسرى غضبا شديدا وأخذ الكتاب فمزقه قبل أن يقرأه وكتب إل عامله على اليمن وكان‬
‫اسه باذام أما بعد فاذا جاءك كتاب هذا فابعث من قبلك أمي إل هذا الرجل الذي بزيرة العرب الذي يزعم أنه نب فابعثه إل ف جامعة فلما جاء لكتاب إل باذام بعث من عنده أميين عاقلي‬
‫وقال اذهبا ال هذا الرجل فانطرا ما هو فإن كان كاذبا فخذاه ف جامعة حت تذهبا به ال كسرى وإن كان غي ذلك فارجعا إل فاخبان ما هو حت أنظر ف أمره فقدما على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ال الدينة فوجداه على أسد الحوال وأرشدها ورأيا منه امورا عجيبة يطول ذكرها ومكثا عنده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪307‬‬

‫شهرا حت بلغا ما جاءا له ث تقاضاه الواب بعد ذلك فقال لما ارجعا إل صاحبكما فأخباه أن رب قد قتل الليلة ربه فأرخا ذلك عندها ث رجعا سريعا إل اليمن فأخبا باذام با قال لما‬
‫فقال احصوا تلك الليلة فان ظهر المر كما قال فهو نب فجاءت الكتب من عند ملكهم أنه قد قتل كسرى ف ليلة كذا وكذا لتلك الليلة وكان قد قتله بنوه ولذا قال بعض الشعراء ‪...‬‬
‫‪ ...‬وكسرى إذ تقاسه بنوه ‪ ...‬بأسياف كما اقتسم اللحام ‪ ...‬تخضت النون له بيوم ‪ ...‬أن ولكل حاملة تام‬
‫وقام باللك بعده ولده يزدجرد وكتب إل باذام أن خذ ل البيعة من قبلك واعمد إل ذلك الرجل فل تنه واكرمه فدخل السلم ف قلب باذام وذريته من أبناء فارس من باليمن وبعث إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بأسلمه فبعث إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بنيابة اليمن بكمالا فلم يعزله عنها حت مات فلما مات استناب ابنه شهر بن باذام على صنعاء وبعض‬
‫ماليف وبعث طائفة من أصحابه نوابا على ماليف أخر فبعث أول ف سنة عشر عليا وخالدا ث أرسل معاذا وأبا موسى الشعري وفرق عمالة اليمن بي جاعة من الصحابة فمنهم شهر بن‬
‫باذام وعامر بن شهر المذان على هذان وأبو موسى على مأرب وخالد بن سعيد بن العاص على عامر نران ورفع وزبيد ويعلى ابن أمية على الند والطاهر بن أب هالة على عل والشعريي‬
‫وعمرو بن حرام على نران وعلى بلد حضرموت زياد بن لبيد وعلى السكاسك عكاشة بن مور بن أخضر وعلى السكون معاوية بن كندة وبعث معاذ بن جبل معلما لهل البلدين اليمن‬
‫وحضرموت يتنقل من بلد إل بلد ذكره سيف بن عمر وذلك كله ف سنة عشر وآخر حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم فبينما هم على ذلك إذ نم هذا اللعي السود العنسي‬
‫خروج السود العنسي‬
‫واسه عبهلة بن كعب بن غوث من بلد يقال لا كهف حنان ف سبعمائة مقاتل وكتب إل عمال النب صلى ال عليه وسلم أيها التمردون علينا أمسكوا علينا ما أخذت من أرضنا ووفروا ما‬
‫جعتم فنحن أول به وأنتم على ما أنتم عليه ث ركب فتوجه إل نران فأخذها بعد عشر ليال من مرجه ث قصد إل صنعاء فخرج اليه شهر بن باذام فتقاتل فغلبه السود وقتله وكسر جيشه‬
‫من البناء واحتل بلدة صنعاء لمس وعشرين ليلة من مرجه ففر معاذ بن جبل من هنالك واجتاز بأب موسى الشعري فذهبا ال حضرموت واناز عمال رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫الطاهر ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إل الدينة واستوثقت اليمن بكمالا للسود العنسي وجعل أمره يستطي استطارة الشرارة وكان جيشه يوم لقي شهرا سبعمائة فارس‬
‫وأمراؤه قيس بن عبد يغوث ومعاوية‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪308‬‬

‫ابن قيس ويزيد بن مرم بن حصن الارثي ويزيد بن الفكل الزدي واشتد ملكه واستغلظ أمره وارتد خلق من أهل اليمن وعامله السلمون الذين هناك بالتقية وكان خليفته على مذحج‬
‫عمرو بن معدي كرب واسند أمر الند ال قيس بن عبد يغوث وأسند أمر البناء ال فيوز الديلمي وداذويه وتزوج بامرأة شهر بن باذام وهي ابنة عم فيوز الديلمي واسها زاذ وكانت‬
‫امرأة حسناء جيلة وهي مع ذلك مؤمنة بال ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم ومن الصالات قال سيف بن عمر التميمي وبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم كتابه حي بلغه خب السود‬
‫العنسي مع رجل يقال له وبر بن ينس الديلمي يأمر السلمي الذين هناك بقاتلة السود العنسي ومصاولته وقام معاذ بن جبل بذا الكتاب أت القيام وكان قد تزوج امرأة من السكون يقال‬
‫لا رملة فحزبت عليه السكون لصبه فيهم وقاموا معه ف ذلك وبلغوا هذا الكتاب إل عمال النب صلى ال عليه وسلم ومن قدروا عليه من الناس واتفق اجتماعهم بقيس بن عبد يغوث أمي‬
‫الند وكان قد غضب على السود واستخف به وهم بقتله وكذلك كان أمر فيوز الديلمي قد ضعف عنده أيضا وكذا داوذيه فلما أعلم وبر بن نيس قيس بن عبد يغوث وهو قيس بن‬
‫مكشوح كان كأنا نزلوا عليه من السماء ووافقهم على الفتك بالسود وتوافق السلمون على ذلك وتعاقدوا عليه فلما أيقن ذلك ف الباطن اطلع شيطان السود للسود على شيء من ذلك‬
‫فدعا قيس بن مشكوح فقال له يا قيس ما يقول هذا قال وما يقول قال يقول عمدت إل قيس فأكرمته حت إذا دخل منك كل مدخل وصار ف العز مثلك مال ميل عدوك وحاول ملكك‬
‫وأضمر على الغدر إنه يقول يا أسود يا أسود يا سوآه يا سوآه فطف به وخذ من قيس أعله وإل سلبك وقطف قلبك فقال له قيس وحلف له فكذب وذي المار لنت أعظم ف نفسي‬
‫وأجل عندي من أن أحدث بك نفسي فقال له السود ما إخالك تكذب اللك فقد صدق اللك وعرف الن أنك تائب عما اطلع عليه منك ث خرج قيس من بي يديه فجاء إل أصحابه‬
‫فيوز وداوذيه وأخبهم با قال له ورد عليه فقالوا إنا كلنا على حذر فما الرأي فبينما هم يشتورون إذ جاءهم رسوله فأحضرهم بي يديه فقال أل أشرفكم على قومكم قالوا بلى قال فماذا‬
‫يبلغن عنكم فقالوا أقلنا مرتنا هذه فقال ل يبلغن عنكم فأقيلكم قال فخرجنا من عنده ول نكد وهو ف ارتياب من أمرنا ونن على خطر فبينما نن ف ذلك إذ جاءتنا كتب من عامر بن شهر‬
‫أمي هدان وذي ظليم وذي كلع وغيهم من أمراء اليمن يبذلون لنا الطاعة والنصر على مالفة السود وذلك حي جاءهم كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يثهم على مصاولة السود‬
‫العنسي فكتبنا اليهم أ ل يدثوا شيئا حت نبم المر قال قيس فدخلت على امرأته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪309‬‬

‫ازاذ فقلت يا ابنة عمي قد عرفت بلء هذا الرجل عند قومك قتل زوجك وطأطأ ف قومك القتل وفضح النساء فهل عندك مالة عليه قالت على أي أمر قلت إخراجه قالت أو قتله قلت أو‬
‫قتلة قالت نعم وال ما خلق ال شخصا هو أبغض إل منه فما يقوم ل علي حق ول ينتهي له عن حرمة فاذا عزمتم أخبون أعلمكم با ف هذا المر قال فأخرج فاذا فيوز وداوذيه ينتظران‬
‫يريدون أن يناهضوه فما استقر اجتماعه بما حت بعث اليه السود فدخل ف عشرة من قومه فقال أل أخبك بالق وتبن بالكذابة إنه يقال يا سوأة يا سوأة إن ل تقظع من قيس يده يقطع‬
‫رقبتك العليا حت ظن قيس أنه قاتله فقال إنه ليس من الق أن أهلك وأنت رسول ال فقتلي أحب إل من مرتات أموتا كل يوم فرق له وأمره بالنصارف فخرج إل أصحابه فقال اعملوا‬
‫عملكم فبينما هم وقوف بالباب يشتورون إذ خرج السود عليهم وقد جع له مائة ما بي بقرة وبعي فقام وخط وأقيمت من ورائه وقام دونا فنحرها غي مبسة ول معلقة ما يقتحم الط‬
‫منها شيء فجالت إل أن زهقت أرواحها قال قيس فما رأيت أمرا كان أفظع منه ول يوما أوحش منه ث قال السود أحق ما بلغن عنك يا فيوز لقد همت أن أنرك فألقك بذه البهيمة‬
‫وأبدي له الربة فقال له فيوز اخترتنا لصهرك وفضلتنا على البناء فلو ل تكن نبيا ما بعنا نصيبنا منك بشيء فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الخرة والدنيا فل تقبل علينا أمثال ما يبلغك فأنا‬
‫بيث تب فرضي عنه وأمره بقسم لوم تلك النعام ففرقها فيوز ف أهل صنعاء ث اسرع اللحاق به فاذا رجل يرضه على فيوز ويسعى إليه فيه واستمع له فيوز فإذا السود يقول أنا قاتله‬
‫غدا وأصحابه فاغد علي به ث التفت فاذا فيوز فقال مه فأخبه فيوز با صنع من قسم ذلك اللحم فدخل السود داره ورجع فيوز إل أصحابه فأعلمهم با سع وبا قال وقيل له فاجتمع‬
‫رأيهم على أن عاودوا الرأة ف أمره فدخل أحدهم وهو فبوز إليها فقالت إنه ليس من الدار بيت إل والرس ميطون به غي هذا البيت فأن ظهره إل مكان كذا وكذا من الطريق فأذا‬
‫أمسيتم فانقبوا عليه من دون الرس وليس من دون قتله شيء وإن سأضع ف البيت سراجا وسلحا فلما خرج من عندها تلقاه السود فقال له ما أدخلك على أهلي ووحأ رأسه وكان‬
‫السود شديدا فصاحت الرأة فأدهشته عنه ولول ذلك لقتله وقالت ابن عمي جاءن زائرا فقال اسكت ل أبالك قد وهبته لك فخرج على أصحابه فقال النجاء النجاء وأخبهم الب فحاروا‬
‫ماذا يصنعون فبعثت الرأة إليهم تقول لم ل تنثنوا عما كنتم عازمي عليه فدخل عليها فيوز الديلمي فاستثبت منها الب ودخلوا إل ذلك البيت فنقبوا داخله بطائن ليهون عليهم النقب من‬
‫خارج ث جلس عندها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪310‬‬

‫جهرة كالزائر فدخل السود فقال وما هذا فقالت إنه أخي من الرضاعة وهو ابن عمي فنهره وأخرجه فرجع إل أصحابه فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا فوجدوا فيه سراجا تت‬
‫جفنة فتقدم اليه فيوز الديلمي والسود نائم على فراش من حرير قد غرق رأسه ف جسده وهو سكران يغط والرأة جالسة عنده فلما قام فيوز على الباب أجلسه شيطانه وتكلم على لسانه‬
‫وهو مع ذلك يغط فقال مال ومالك يا فيوز فخشي إن رجع يهلك وتلك الرأة فعاجله وخالطه وهو مثل المل فأخذ رأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه ف ظهره حت قتله ث قام ليخرج إل‬
‫أصحابه ليخبهم فأخذت الرأة بذيله وقالت أين تذهب عن حرمتك فظنت أنا ل تقتله فقال أخرج لعلمهم بقتله فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه فحركه شيطانه فاضطرب فلم يضبطوا أمره حت‬
‫جلس اثنان على ظهره وأخذت الرأة بشعره وجعل يببر بلسانه فاحتز بلسانه فاحتز الخر رقبته فخار كأشد خوار ثور سع قط فابتدر الرس إل القصورة فقالوا ما هذا ما هذا فقالت الرأة‬
‫النب يوحي إليه فرجعوا وجلس قيس داذويه وفيوز يأترون كيف يعملون أشياعهم فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبي السلمي فلما كان الصباح قام أحدهم‬
‫وهو قيس على سور الصن فنادى بشعارهم فاجتمع السلمون والكافرون حول الصن فنادى قيس ويقال وبر بن ينش الذان اشهد أن ممدا رسول ال وأن عبهلة كذاب وألقى إليهم‬
‫رأسه فانزم أصحابه وتبعهم الناس يأخذونم ويرصدونم ف كل طريق يأسرونم وظهر السلم وأهله وتراجع نواب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أعمالم وتنازع أولئك الثلثة ف‬
‫المارة ث اتفقوا على معاذ ابن جبل يصلي بالناس وكتبوا بالب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد أطلعه ال على الب من ليلته كما قال سيف بن عمر التميمي عن أب القاسم الشنوي‬
‫عن العلء بن زيد عن ابن عمر أتى الب إل النب صلى ال عليه وسلم من السماء الليلة الت قتل فيها العنسي ليبشرنا فقال قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركي قيل‬
‫ومن قال فيوز فيوز وقد قيل إن مدة ملكه منذ ظهر إل أن قتل ثلثة أشهر ويقال أربعة اشهر فال أعلم وقال سيف بن عمر عن الستني عن عروة عن الضحاك عن فيوز قال قتلنا السود‬
‫وعاد أمرنا ف صنعاء كما كان إل أنا أرسلنا إل معاذ بن جبل فتراضينا عليه فكان يصلي بنا ف صنعاء فوال ما صلى بنا إل ثلثة أيام حت أتانا الب بوفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فانتقضت الموروأنكرنا كثيا ما كنا نعرف واضطربت الرض وقد قدمنا أن خب العنسي جاء إل الصديق ف أواخر ربيع الول بعد ما جهز جيش أسامة وقيل بل جاءت البشارة إل الدينة‬
‫صبيحة توف رسول ال صلى ال عليه وسلم والول أشهر وال أعلم والقصود أنه ل يئهم فيما يتعلق بصالهم واجتماع كلمتهم وتأليف ما بينهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪311‬‬

‫والتمسك بدين السلم إل الصديق رضي ال عنه وسيأت إرساله إليهم من يهد المور الت اضطربت ف بلدهم ويقوي أيدي السلمي ويثبت أركان دعائم السلم فيهم رضي ال عنهم‬
‫فصل ف تصدي الصديق لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة‬
‫قد تقدم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا توف ارتدت أحياء كثية من العراب ونم النفاق بالدينة واناز إل مسيلمة الكذاب بنو حنيفة وخلق كثي باليمامة والتفت على طليحة‬
‫السدي بنو أسد وطيء وبشر كثي أيضا وادعى النبوة أيضا كما ادعاها مسيلمة الكذاب وعظم الطب واشتدت الال ونفذ الصديق جيش أسامة فقل الند عند الصديق فطمعت كثي من‬
‫العراب ف الدينة وراموا أن يهجموا عليها فجعل الصديق على أنقاب الدينة حراسا يبيتون باليوش حولا فمن أمراء الرس علي بن أب طالب والزبي بن العوام وطلحة بن عبد ال وسعد‬
‫بن أب وقاص وعبد الرحن بن عوف وعبد ال بن مسعود وجعلت وفود العرب تقدم الدينة يقرون بالصلة ويتنعون من أداء الزكاة ومنهم من امتنع من دفعها إل الصديق وذكر أن منهم من‬
‫احتج بقوله تعال خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با وصل عليهم إن صلتك سكن لم قالوا فلسنا ندفع زكاتنا ال إل من صلته سكن لنا وأنشد بعضهم ‪ ...‬أطعنا رسول ال إذ‬
‫‪ ...‬كان بيننا ‪ ...‬فواعجبا ما بال ملك أب بكر‬
‫وقد تكلم الصحابة مع الصديق ف أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حت يتمكن اليان ف قلوبم ث هم بعد ذلك يزكون فامتنع الصديق من ذلك وأباه وقد روى الماعة ف‬
‫كتبهم سوى ابن ماجه عن أب هريرة أن عمر بن الطاب قال لب بكر علم تقاتل الناس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممدا رسول ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها فقال أبو بكر وال لو منعون عناقا وف رواية عقال كانوا يؤدونه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلنهم على منعها‬
‫إن الزكاة حق الال وال لقاتلن من فرق بي الصلة والزكاة قال عمر فما هو ال أن رأيت ال قد شرح صدر أب بكر للقتال فعرفت أنه الق قلت وقد قال ال تعال فإن تابوا وأقاموا الصلة‬
‫وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وثبت ف الصحيحي بن السلم على خس شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد روى الافظ‬
‫ابن عساكر من طريقي عن شبابة ابن سوار ثنا عيسى بن يزيد الدين حدثن صال بن كيسان قال لا كانت الردة قام أبو بكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪312‬‬

‫ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال المد ل الذي هدى فكفى وأعطى فأغن إن ال بعث ممد صلى ال عليه وسلم والعلم شريد والسلم غريب طريد قد رث حبله وخلق عهده وضل‬
‫أهله منه ومقت ال أهل الكتاب فل يعطيهم خيا لي عندهم ول يصرف عنهم شرا لشر عندهم قد غيوا كتابم وألقوا فيه ما ليس منه والعرب المنون يسبون أنم ف منعة من ال ل‬
‫يعبدونه ول يدعونه فأجهدهم عيشا وأضلهم دينا ف ظلف من الرض مع ما فيه من السحاب فختمهم ال بحمد وجعلهم المة الوسطى نصرهم بن اتبعهم ونصرهم على غيهم حت قبض‬
‫ال نبيه صلى ال عليه وسلم فركب منهم الشيطان مركبه الذي أنزله عليه وأخذ بأيديهم وبغى هلكتهم وما ممد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم‬
‫ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئا وسيجزي ال الشاكرين إن من حولكم من العرب منعوا شاتم وبعيهم ول يكونوا ف دينهم وإن رجعوا إليه أزهد منهم يومهم هذا ول تكونوا ف‬
‫دينكم أقوى منكم يومكم هذا على ما قد تقدم من بركة نبيكم صلى ال عليه وسلم وقد وكلكم إل الول الكاف الذي وجده ضال فهداه وعائل فأغناه وكنتم على شفا حفرة من النار‬
‫فأنقذكم منها الية وال ل أدع أن أقاتل على أمر ال حت ينجز ال وعده ويوف لنا عهده ويقتل من قتل منا شهيدا من أهل النة ويبقى من بقي منها خليفته وذريته ف أرضه قضاء ال الق‬
‫وقوله الذي ل خلف له وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض الية ث نزل وقال السن وقتادة وغيها ف قوله تعال يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن‬
‫دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه الية قالوا الراد بذلك أبو بكر وأصحابه ف قتالم الرتدين ومانعي الزكاة وقال ممد بن إسحاق ارتدت العرب عند وفاة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ما خل أهل السجدين مكة والدينة وارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة بن خويلد السدي الكاهن وارتدت كندة ومن يليها وعليهم الشعث بن قيس الكندي وارتدت مذحج ومن‬
‫يليها وعليهم السود بن كعب العنسي الكاهن وارتدت ربيعة مع العرور ابن النعمان بن النذر وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذاب وارتدت سليم مع الفجأة واسه‬
‫أنس بن عبد ياليل وارتدت بنو تيم مع سجاح الكاهنة وقال القاسم بن ممد اجتمعت أسد وغطفان وطيء على طليحة السدي وبعثوا وفودا إل الدينة فنلوا على وجوه الناس فأنزلوهم إل‬
‫العباس فحملوا بم إل أب بكر على أن يقيموا الصلة ول يؤتوا الزكاة فعزم ال لب بكر على الق وقال لو منعون عقال لاهدتم فردهم فرجعوا إل عشائرهم فأخبوهم بقلة أهل الدينة‬
‫وطمعوهم فيها فجعل أبو بكر الرس على أنقاب الدينة وألزم أهل الدينة بضور السجد وقال إن الرض كافرة وقد رأى وفدهم منكم قلة وإنكم ل تدرون ليل يأتون أم نارا وأدناهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪313‬‬


‫منكم على بريد وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم فاستعدوا وأعدوا فما لبثوا إل ثلثا حت طرقوا الدينة غارة وخلفوا نصفهم بذي حسي ليكونوا ردءا لم‬
‫وأرسل الرس ال أب بكر يبونه بالغارة فبعث إليهم أن الزموا مكانكم وخرج أبو بكر ف أهل السجد على النواضح إليهم فانفش العدو واتبعهم السلمون على إبلهم حت بلغوا ذا حسي‬
‫فخرج عليهم الردء فالتقوا مع المع فكان الفتح وقد قال ‪ ...‬أطعنا رسول ال ما كان وسطنا ‪ ...‬فيالعباد ال ما لب بكر ‪ ...‬أيورثنا بكرا إذا مات بعده ‪ ...‬وتلك لعمر ال قاصمة الظهر‬
‫‪ ... ...‬فهل رددت وفدنا بزمانه ‪ ...‬وهل خشيتم حس راعية البكر ‪ ...‬وإن الت سألوكمو فمنعتمو ‪ ...‬لكالتمر أو أحلى إل من التمر‬
‫وف جادى الخرة ركب الصديق ف أهل الدينة وأمراء النقاب إل من حول الدينة من العراب الذين أغاروا عليها فلما تواجه هو وأعداؤه من بن عبس وبن مرة وذبيان ومن ناصب معهم‬
‫من بن كنانة وأمدهم طليحة بابنه حبال فلما تواجه القوم كانوا قد صنعوا مكيدة وهي أنم عمدوا إل أناء فنفخوها ث أرسلوها من رءوس البال فلما رأتا إبل أصحاب الصديق نفرت‬
‫وذهبت كل مذهب فلم يلكوا من أمرها شيئا إل الليل وحت رجعت إل الدينة فقال ف ذلك الطيل بن أوس ‪ ...‬فدى لبن ذبيان رحلي وناقت ‪ ...‬عشية يدى بالرماح أبو بكر ‪ ...‬ولكن‬
‫‪ ...‬يدهدى بالرجال فهبنه ‪ ...‬إل قدر ما تقيم ول تسري ‪ ...‬ول أجناد تذاق مذاقه ‪ ...‬لتحسب فيما عد من عجب الدهر ‪ ...‬أطعنا رسول ال ما كان بيننا ‪ ...‬فيالعباد ال ما لب بكر‬
‫فلما وقع ما وقع ظن القوم بالسلمي الوهن وبعثوا إل عشائرهم من نواحي أخر فاجتمعوا وبات أبو بكر رضي ال عنه قائما ليله يعب الناس ث خرج على تعبئة من آخر الليل وعلى ميمنته‬
‫النعمان ابن مقرن وعلى اليسرة أخوه عبد ال بن مقرن وعلى الساقة أخوها سويد بن مقرن فما طلع الفجر إل وهم والعدو ف صعيد واحد فما سعوا للمسلمي حسا ول هسا حت وضعوا‬
‫فيهم السيوف فما طلعت الشمس حت ولوهم الدبار وغلبوهم على عامة ظهرهم وقتل حبال واتبعهم أبو بكر حت نزل بذي القصة وكان أول الفتح وذل با الشركون وعز با السلمون‬
‫ووثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من السلمي فقتلوهم وفعل من وراءهم كفعلهم فحلف أبو بكر ليقتلن من كل قبيلة بن قتلوا من السلمي وزيادة ففي ذلك يقول زياد بن حنظلة‬
‫التميمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪314‬‬

‫‪ ...‬غداة سعى أبو بكر إليهم ‪ ...‬كما يسعى لوتته حلل ‪ ...‬أراح على نواهقها عليا ‪ ...‬ومج لن مهجته حبال‬
‫وقال أيضا ‪ ...‬أقمنا لم عرض الشمال فكبكبوا ‪ ...‬ككبكبة الغزى أناخوا على الوفر ‪ ...‬فما صبوا للحرب عند قيامها ‪ ...‬صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر ‪ ...‬طرقنا بن عبس بأدن نباجها‬
‫‪ ... ...‬وذبيان ننهنا بقاصمة الظهر‬
‫فكانت هذه الوقعة من أكب العون على نصر السلم وأهله وذلك أنه عز السلمون ف كل قبيلة وذل الكفار ف كل قبيلة ورجع أبو بكر إل الدينة مؤيدا منصورا سالا غانا وطرقت الدينة ف‬
‫الليل صدقات عدي بن حات وصفوان والزبرقان إحداها ف أول الليل والثانية ف أوسطه والثالثة ف آخره وقدم بكل واحدة منهن بشي من أمراء النقاب فكان الذي بشر بصفوان سعد ابن‬
‫أب وقاص والذي بشر بالزبرقان عبد الرحن بن عوف والذي بشر بعدي بن حات عبد ال ابن مسعود ويقال أبو قتادة النصاري رضي ال عنه وذلك على رأس ستي ليلة من متوف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ث قدم أسامة بن زيد بعد ذلك بليال فاستخلفه أبو بكر على الدينة وأمرهم أن يريوا ظهرهم ث ركب أبو بكر ف الذين كانوا معه ف الوقعة التقدمة إل ذي القصة فقال‬
‫له السلمون لو رجعت إل الدينة وأسلت رجل فقال وال ل أفعل ولواسينكم بنفسي فخرج ف تعبئته ال ذي حسي وذي القصة والنعمان وعبد ال وسويد بنو مقرن على ما كانوا عليه حت‬
‫نزل على أهل الربذة بالبرق وهناك جاعة من بن عبس وذبيان وطائفة من بن كنانة فاقتتلوا فهزم ال الارث وعوفا وأخذ الطيئة أسيا فطارت بنو عبس وبنو بكر وأقام أبو بكر على‬
‫البرق أياما وقد غلب بن ذبيان على البلد وقال حرام على بن ذبيان أن يتملكوا هذه البلد إذ غنمناها ال وحى البرق بيول السلمي وأرعى سائر بلد الربذة ولا فرت عبس وذبيان‬
‫صاروا إل مؤازرة طلحة وهو نازل على بزاخة وقد قال ف يوم البرق زياد بن حنظلة ‪ ...‬ويوم بالبارق قد شهدنا ‪ ...‬على ذبيان يلتهب التهابا ‪ ...‬أتيناهم بداهية نسوف ‪ ...‬مع الصديق إذ‬
‫ترك العتابا ‪ ...‬خروجه ال ذي القصة حي عقد ألوية المراء الحد عشر‬
‫وذلك بعد ما جم جيش اسامة واستراحوا وركب الصديق أيضا ف اليوش السلمية شاهرا سيفه مسلول من الدينة إل ذي القصة وهي من الدينة على مرحلة وعلي بن أب طالب يقود‬
‫براحلة الصديق رضي ال عنهما كما سيأت فسأله الصحابة منهم علي وغيه وألوا عليه أن يرجع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪315‬‬

‫إل الدينة وأن يبعث لقتال العراب غيه من يؤمره من الشجعان البطال فأجابم ال ذلك وعقد لم اللوية لحد عشر أميا على ما سنفصله قريبا إن شاء ال وقد روى الدارقطن من‬
‫حديث عبد الوهاب بن موسى الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن السيب عن ابن عمر قال لا برز أبو بكر إل القصة واستوى على راحلته أخذ علي بن أب طالب بزمامها وقال‬
‫إل أين يا خليفة رسول ال أقول لك ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد ل سيفك ول تفجعنا بنفسك وارجع إل الدينة فوال لئن فجعنا بك ل يكون للسلم نظام أبدا فرجع‬
‫هذا حديث غريب من طريق مالك وقد رواه زكريا الساجي من حديث عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحن بن عوف [ و ] الزهري أيضا عن أب الزناد عن هشام‬
‫بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرج أب شاهرا سيفه راكبا على راحلته ال وادي القصة فجاء علي بن أب طالب فأخذ بزمام راحلته فقال إل أين يا خليفة رسول ال أقول لك ما قال‬
‫رسول ال يوم أحد ل سيفك ول تفجعنا بنفسك فوال لئن أصبنا بك ل يكون للسلم بعدك نظام أبدا فرجع وأمضى اليش وقال سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن القاسم بن ممد لا‬
‫استراح اسامة وجنده وقد جاءت صدقات كثية تفضل عنهم قطع أبو بكر البعوث وعقد اللوية فعقد أحد عشر لواء عقد لالد بن الوليد وامره بطليحة ابن خويلد فاذا فرغ سار إل مالك‬
‫بن نويرة بالبطاح إن اقام له ولعكرمة بن أب جهل وأمره بسيلمة وبعث شرحبيل بن حسنة ف أثره إل مسيلمة الكذاب ث إل بن قضاعة وللمهاجرين أب أمية وامره بنود العنسي ومعونة‬
‫البناء على قيس بن مكشوح قلت وذلك لنه كان قد نزع يده من الطاعة على ما سيأت قال ولالد بن سعيد بن العاص إل مشارف الشام ولعمرو بن العاص إل جاع قضاعة ووديعة‬
‫والارث ولذيفة بن مصن الغطفان وأمره بأهل دبا وبعرفجة وهرثة وغي ذلك ولطرفة بن حاجب وأمره ببن سليم ومن معهم من هوازن ولسويد بن مقرن وأمره بتهامة اليمن وللعلء بن‬
‫الضرمى وأمره بالبحرين رضي ال عنهم وقد كتب لكل أمي كتاب عهده على حدته ففصل كل أمي بنده من ذي القصة ورجع الصديق ال الدينة وقد كتب معهم الصديق كتابا ال الربذة‬
‫وهذه نسخته بسم ال الرحن الرحيم من أب بكر خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل من بلغه كتاب هذا من عامة وخاصة أقام على إسلمه او رجع عنه سلم على من اتبع الدى ول‬
‫يرجع بعد الدى ال الضللة والوى فان أحد ال إليكم الذي ل إله إل هو واشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله نقر با جاء به ونكفر من أب ذلك وناهده أما‬
‫بعد فأن ال أرسل بالق من عنده ال خلقه بشيا ونذيرا وداعيا ال ال بأذنه وسراجا منيا لينذر من كان حيا ويق القول على الكافرين فهدى ال بالق من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪316‬‬

‫أجاب إليه وضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم من أدبر عنه حت صار إل السلم طوعا وكرها ث توف ال رسوله وقد نفذ لمر ال ونصح لمته وقضى الذي عليه وكان ال قد بي له‬
‫ذلك ولهل السلم ف الكتاب الذي أنزل فقال إنك ميت وإنم ميتون وقال وما جعلنا لبشر من قبلك اللد أفأن مت فهم الالدون وقال للمؤمني وما ممد إل رسول قد خلت من قبله‬
‫الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئا وسيجزي ال الشاكرين فمن كان إنا يعبد ممدا فأن ممدا قد مات ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل‬
‫يوت ول تأخذه سنة ول نوم حافظ لمره منتقم من عدوه وإن أوصيكم بتقوى ال وحظكم ونصيبكم وما جاءكم به نبيكم صلى ال عليه وسلم وأن تتدوا بداه وأن تعتصموا بدين ال فأن‬
‫كل من ل يهده ال ضال وكل من ل يعنه ال مذول ومن هداه غي ال كان ضال قال ال تعال من يهد ال فهو الهتدي ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا ولن يقبل له ف الدنيا عمل [ عبد ]‬
‫حت يقر به ول يقبل له ف الخرة صرف ول عدل وقد بلغن رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالسلم وعمل به اغترارا بال وجهل بأمره وإجابة للشيطان قال ال تعال وإذ قلنا‬
‫للملئكة اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس كان من الن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دون وهم لكم عدو بئس للظالي بدل وقال إن الشيطان لكم عدو فاتذوه عدوا إنا‬
‫يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعي وإن بعثت إليكم ف جيش من الهاجرين والنصار والتابعي بأحسان وأمرته أن ل يقبل من أحد ال اليان بال ول يقتله حت يدعوه إل ال عز وجل‬
‫فإن أجاب وأقر وعمل صالا قبل منه وأعانه عليه وإن أب حاربه عليه حت يفيء إل أمر ال ث ل يبقى على أحد منهم قدر عليه وأن يرقهم بالنار وأن يقتلهم كل قتلة وأن يسب النساء‬
‫والذراري ول يقبل من أحد غي السلم فمن اتبعه فهو خي له ومن تركه فلن يعجز ال وقد أمرت رسول أن يقرأ كتابه ف كل ممع لكم والداعية الذان فاذا أذن السلمون فكفوا عنهم‬
‫وإن ل يؤذنوا فسلوهم ما عليهم فان أبوا عاجلوهم وإن أقروا حل منهم على ما ينبغي لم رواه سيف بن عمر عن عبد ال بن سعيد عن عبد الرحن بن كعب بن مالك‬
‫فصل ف مسية المراء من ذي القصة على ما عوهدوا عليه‬
‫وكان سيد المراء ورأس الشحعان الصناديد أبو سليمان خالد بن الوليد روى المام أحد من طريق وحشي بن حرب أن أبا بكر الصديق لا عقد لالد بن الوليد على قتال أهل الردة قال‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول نعم عبد ال وأخو العشية خالد بن الوليد سيف من سيوف ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪317‬‬

‫سله ال على الكفار والنافقي ولا توجه خالد من ذي القصة وفارقه الصديق وأعده أنه سيلقاه من ناحية خيب بن معه من المراء وأظهروا ذلك ليعبوا العراب وأمره أن يذهب أول ال‬
‫طليحة السدي ث يذهب بعده إل بن تيم وكان طليحة بن خويلد ف قومه بن أسد وف غطفان وانضم إليهم بنو عبس وذيبان وبعث إل بن جديلة والغوث وطيء يستدعيهم إليه فبعثوا‬
‫أقواما منهم بي أيديهم ليلحقوا على أثرهم سريعا وكان الصديق قد بعث عدي بن حات قبل خالد بن الوليد وقال له أدرك قومك ل يلحقوا بطليحة فيكون دمارهم فذهب عدي إل قومه بن‬
‫طيء فأمرهم أن يبايعوا الصديق وأن يراجعوا أمر ال فقالوا ل نبايع أبا الفضل أبدا يعنون أبا بكر رضي ال عنه فقال وال ليأتينكم جيش فل يزالون يقاتلونكم حت تعلموا أنه أبو الفحل‬
‫الكب ول يزل عدي يفتل لم ف الذروة والغارب حت لنوا وجاء خالد ف النود وعلى مقدمة النصار الذين معه ثابت بن قيس بن شاس وبعث بي يديه ثابت بن أقرم وعكاشة بن مصن‬
‫طليعة فتلقاها طليحة وأخوه سلمة فيمن معهما فلما وجدا ثابتا وعكاشة تبارزوا فقتل عكاشة جبال بن طليحة وقيل بل كان قتل جبال قبل ذلك وأخذ ما معه وحل عليه طليحة فقتله وقتل‬
‫هو وأخوه سلمة ثابت بن أقرم وجاء خالد بن معه فوجدوها صريعي فشق ذلك على السلمي وقد قال طليحة ف ذلك ‪ ...‬عشية غادرت ابن أقرم ثاويا ‪ ...‬وعكاشة العمي تت مال ‪...‬‬
‫‪ ...‬أقمت له صدر المالة إنا ‪ ...‬معودة قبل الكماة نزال ‪ ...‬فيوم تراها ف اللل مصونة ‪ ...‬ويوم تراها ف ظلل عوال ‪ ...‬وإن يك أولد أصب ونسوة ‪ ...‬فلم يذهبوا فرغا بقتل حبال‬
‫ومال خالد إل بن طيء فخرج اليه عدي بن حات فقال أنظرن ثلثة ايام فأنم قد استنظرون حت يبعثوا إل من تعجل منهم إل طليحة حت يرجعوا إليهم فأنم يشون إن تابعوك أن يقتل‬
‫طليحة من سار إليه منهم وهذا أحب إليك من أن يعجلهم ال النار فلما كان بعد ثلث جاءه عدي ف خسمائة مقاتل من راجع الق فانضافو إل جيش خالد وقصد خالد بن جديلة فقال له‬
‫يا خالد أجلن أياما حت آتيهم فلعل ال أن ينقذهم كما أنقذ طيئا فأتاهم عدي فلم يزل بم حت تابعوه فجاء خالدا باسلمهم ولق بالسلمي منهم ألف راكب فكان عدي خي مولود‬
‫وأعظمه بركة على قومه رضي ال عنهم قالوا ث سار خالد حت نزل بأجأ وسلمى وعب جيشه هنالك والتقى مع طليحة السدي بكان يقال له بزاخة ووقفت أحياء كثية من العراب‬
‫ينظرون على من تكون الدائرة وجاء طليحة فيمن معه من قومه ومن التف معهم وانضاف إليهم وقد حضر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪318‬‬

‫معه عيينة بن حصن ف سبعمائة من قومه بن فزارة واصطف الناس وجلس طليحة ملتفا ف كساء له يتنبأ لم ينظر ما يوحى إليه فيما يزعم وجعل عيينة يقاتل ما يقاتل حت إذا ضجر من القتال‬
‫ييء إل طليحة وهو ملتف ف كسائه فيقول أجاءك جبيل فيقول ل فيجع فيقاتل ث يرجع فيقول له مثل ذلك ويرد عليه مثل ذلك فلما كان ف الثالثة قال له هل جاءك جبيل قال نعم قال‬
‫فما قال لك قال قال ل إن لك رحاء كرحاه وحديثا ل تنساه قال يقول عيينة أظن أن قد علم ال سيكون لك حديث ل تنساه ث قال يا بن فزارة انصرفوا وانزم وانزم الناس عن طليحة‬
‫فلما جاءه السلمون ركب على فرس كان قد أعدها له وأركب امرأته النوار على بعي له ث انزم با ال الشام وتفرق جعه وقد قتل ال طائفة من كان معه فلما أوقع ال بطليحة وفزارة ما‬
‫أوقع قالت بنو عامر وسليم وهوازن ندخل فيما خرجنا منه ونؤمن بال ورسوله ونسلم لكمه ف أموالنا وأنفسنا قلت وقد كان طليحة السدي ارتد ف حياة النب صلى ال عليه وسلم فلما‬
‫مات رسول ال صلى ال عليه وسلم قام بؤازرته عيينة بن حصن من بدر وارتد عن السلم وقال لقومه وال لنب من بن أسد أحب إل من نب من بن هاشم وقد مات ممد وهذا طليحة‬
‫فاتبعوه فوافق قومه بنو فزارة على ذلك فلما كسرها خالد هرب طليحة بامرأته إل الشام فنل على بن كلب وأسر خالد عيينة بن حصن وبعث به إل الدينة مموعة يداه إل عنقه فدخل‬
‫الدينة وهو كذلك فجعل الولدان والغلمان يطعنونه بأيديهم ويقولون أي عدو ال ارتددت عن السلم فيقول وال ما كنت آمنت قط فلما وقف بي يدي الصديق استتابه وحقن دمه ث‬
‫حسن إسلمه بعد ذلك وكذلك من علي قرة بن هبية وكان أحد المراء مع طليحة فأسره مع عيينة وأما طليحة فأنه راجع السلم بعد ذلك أيضا وذهب إل مكة معتمرا أيام الصديق‬
‫واستحيي أن يواجهه مدة حياته وقد رجع فشهد القتال مع خالد وكتب الصديق ال خالد أن استشره ف الرب ول تؤمره يعن معاملته له بنقيض ما كان قصده من الرياسة ف الباطن وهذا‬
‫من فقه الصديق رضي ال عنه وأرضاه وقد قال خالد بن الوليد لبعض أصحاب طليحة من أسلم وحسن إسلمه أخبنا عما كان يقول لكم طليحة من الوحي فقال إنه كان يقول المام‬
‫واليمام والصرد والصوام قد صمن قبلكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام إل غي ذلك من الرافات والذيانات السمجة وقد كتب أبو بكر الصديق ال خالد بن الوليد حي جاءه أنه‬
‫كسر طليحة ومن كان ف صفه وقام بنصره فكتب إليه ليزدك ما أنعم ال به خيا واتق ال ف أمرك فان ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون جد ف أمرك ول تلن ول تظفر باحد من‬
‫الشركي قتل من السلمي ال نكلت به ومن أخذت من حاد ال أو ضاده من يرى أن ف ذلك صلحا فاقتله فأقام خالد ببزاخة شهرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪319‬‬

‫يصعد فيها ويصوب ويرجع إليها ف طلب الذين وصاه بسبيهم الصديق فجعل يتردد ف طلب هؤلء شهرا يأخذ بثأر من قتلوا من السلمي الذين كانوا بي أظهرهم حي ارتدوا فمنهم من‬
‫حرقه بالنار ومنهم من رضخه بالجارة ومنهم من رمى به من شواهق البال كل هذا ليعتب بم من يسمع ببهم من مرتدة العرب رضي ال عنه وقال الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق‬
‫بن شهاب قال لا قدم وفد بزاخة أسد وغطفان على أب بكر يسألونه الصلح خيهم أبو بكر بي حرب ملية أو حطة مزية فقالوا يا خليفة رسول ال أما الرب الجلية فقد عرفناها فما الطة‬
‫الخزية قال تؤخذ منكم اللقة والكراع وتتركون أقواما يتبعون أذناب البل حت يرى ال خليفة نبيه والؤمني أمرا يعذرونكم به وتؤدون ما أصبتم منا ول نؤدي ما اصبنا منكم وتشهدون أن‬
‫قتلنا ف النة وقتلكم ف النار وتدون قتلنا ول ندي قتلكم فقال عمر أما قولك تدون قتلنا فإن قتلنا قتلوا على أمر ال ل ديات لم فامتنع عمر وقال عمر ف الثان نعم ما رأيت ورواه‬
‫البخاري من حديث الثوري بسنده متصرا‬
‫وقعة اخرى‬
‫كان قد اجتمع طائفة كثية من الفلل يوم بزاخة من أصحاب طليحة من بن غطفان فاجتمعوا إل امرأة يقال لا أم زمل سلمة بنت ملك بن حذيفة وكانت من سيدات العرب كأمها أم قرفة‬
‫وكان يضرب بأمها الثل ف الشرف لكثرة أولدها وعزة قبيلتها وبيتها فلما اجتمعوا إليها ذمرتم لقتال خالد فهاجوا لذلك وناشب إليهم آخرون من بن سليم وطيء وهوازن وأسد فصاروا‬
‫جيشا كثيفا وتفحل أمر هذه الرأة فلما سع بم خالد بن الوليد سار إليهم واقتتلوا قتال شديدا وهي راكبة على جل أمها الذي كان يقال له من يس جلها فله مائة من البل وذلك لعزها‬
‫فهزمهم خالد وعقرجلها وقتلها وبعث بالفتح ال الصديق رضي ال عنه‬
‫قصة الفجاءة‬
‫واسه إياس بن عبد ال بن عبد ياليل بن عمية بن خفاف من بن سليم قاله ابن اسحاق وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع ف الدينة وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم وسأل منه‬
‫أن يهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة فجهز معه جيشا فلما سار جعل ل ير بسلم ول مرتد إل قتله وأخذ ماله فلما سع الصديق بعث وراءه جيشا فرده فلما أمكنه بعث به ال البقيع‬
‫فجمعت يداه ال قفاه وألقي ف النار فحرقه وهو مقموط‬
‫قصة سجاح وبن تيم‬
‫كانت بنو تيم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة فمنهم من ارتد ومنع الزكاة ومنهم من بعث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪320‬‬

‫بأموال الصدقات إل الصديق ومنهم من توقف لينظر ف أمره فبينما هم كذلك إذ أقبلت سجاح بنت الارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الزيرة وهي من نصارى العرب وقد ادعت‬
‫النبوة ومعها جنود من قومها ومن التف بم وقد عزموا على غزو أب بكر الصديق فلما مرت ببلد بن تيم دعتهم إل أمرها فاستجاب لا عامتهم وكان من استجاب لا مالك بن نويرة‬
‫التميمي وعطارد بن حاجب وجاعة من سادات أمراء بن تيم وتلف آخرون منهم عنها ث اصطلحوا على أن ل حرب بينهم ال أن مالك بن نويرة لا وادعها ثناها عن عودها وحرضها على‬
‫بن يربوع ث اتفق الميع على قتال الناس وقالوا بن نبدأ فقالت لم فيما تسجعه أعدوا الركاب واستعدوا للنهاب ث أغيوا على الرباب فليس دونم حجاب ث إنم تعاهدوا على نصرها‬
‫فقال قائل منهم ‪ ...‬أتتنا أخت تغلب ف رجال ‪ ...‬جلئب من سراة بن أبينا ‪ ...‬وارست دعوة فينا سفاها ‪ ...‬وكانت من عمائر آخرينا ‪ ...‬فما كنا لنرزيهم زبال ‪ ...‬وما كانت لتسلم إذ‬
‫‪ ...‬أتينا ‪ ...‬أل سفهت حلومكم وضلت ‪ ...‬عشية تشدون لا ثبينا‬
‫‪ ...‬وقال عطارد بن حاجب ف ذلك ‪ ...‬أمست نبيتنا أنثى نطيف با ‪ ...‬وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا‬
‫ث إن سجاح قصدت بنودها اليمامة لتأخذها من مسيلمة بن حبيب الكذاب فهابه قومها وقالوا إنه قد استفحل أمره وعظم فقالت لم فيما تقوله عليكم باليمامة دفوا دفيف المامة فإنا‬
‫غزوة صرامة ل تلحقكم بعدها ملمة قال فعمدوا لرب مسيلمة فلما سع بسيها إليه خافها على بلده وذلك أنه مشغول بقاتلة ثامة بن أثال وقد ساعده عكرمة بن أب جهل بنود‬
‫السلمي وهم نازلون ببعض بلده ينتظرون قدوم خالد كما سيأت فبعث إليها يستأمنها ويضمن لا أن يعطيها نصف الرض الذي كان لقريش لو عدلت فقد رده ال عليك فحباك به وراسلها‬
‫ليجتمع با ف طائفة من قومه فركب اليها ف أربعي من قومه وجاء إليها فاجتمعا ف خيمة فلما خل با وعرض عليها ما عرض من نصف الرض وقبلت ذلك قال مسيلمة سع ال لن سع‬
‫وأطمعه بالي إذا طمع ول يزال أمره ف كل ما يسر متمع رآكم ربكم فحياكم ومن وحشته أخلكم ويوم دينه أناكم فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار ل أشقياء ول فجار يقومون‬
‫الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والمطار وقال أيضا لا رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت قلت لم ل النساء تأتون ول المر تشربون ولكنكم معشر‬
‫أبرار تصومون فسبحان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪321‬‬

‫ال إذا جاءت الياة كيف تيون وإل ملك السماء كيف ترقون فلو أنا حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما ف الصدور ولكثر الناس فيها الثبور وقد كان مسيلمة لعنه ال شرع لن اتبعه أن‬
‫العزب يتزوج فاذا ولد له ذكر فيحرم عليه النساء حينئذ ال أن يوت ذلك الولد الذكر فتحل له النساء حت يولد له ذكر هذا ما اقترحه لعنه ال من تلقاء نفسه ويقال إنه لا خل بسجاح‬
‫سألا ماذا يوحى إليها فقالت وهل يكون النساء يبتدئن بل أنت ماذا أوحي إليك فقال أل تر إل ربك كيف فعل بالبلى أخرج منها نسمة تسعى من بي صفاق وحشا قالت وماذا فقال إن ال‬
‫خلق للنساء أفراجا وجعل الرجال لن أزواجا فنول فيهن قعسا إيلجا ث نرجها إذا نشاء إخراجا فينتجن لنا سخال إنتاجا فقالت اشهد أنك نب فقال لا هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي‬
‫وقومك العرب قالت نعم فقال ‪ ...‬أل قومي إل النيك فقد هيي لك الضجع ‪ ...‬فإن شئت ففي البيت وإن شئت ففي الخدع ‪ ...‬وإن شئت سلقناك وإن شئت على أربع ‪ ...‬وإن شئت بثلثيه‬
‫‪ ...‬وإن شئت به أجع‬
‫فقالت بل به أجع فقال بذلك أوحي إل واقامت عنده ثلثة ايام ث رجعت إل قومها فقالوا ما أصدقك فقالت ل يصدقن شيئا فقالوا إنه قبيح على مثلك أن تتزوج بغي صداق فبعثت إليه‬
‫تسأله صداقا فقال ارسلي إل مؤذنك فبعثته إليه وهو شبت بن ربعي فقال ناد ف قومك إن مسيلمة بن حبيب رسول ال قد وضع عنكم صلتي ما أتاكم به ممد يعن صلة الفجر وصلة‬
‫العشاء الخرة فكان هذا صداقها عليه لعنهما ال ث انثنت سجاح راجعة إل بلدها وذلك حي بلغها دنو خالد من أرض اليمامة فكرت راجعة ال الزيرة بعد ما قبضت من مسيلمة نصف‬
‫خراج أرضه فأقامت ف قومها بن تغلب إل زمان معاوية فأجلهم منها عام الماعة كما سيأت بيانه ف موضعه‬
‫فصل ف خب مالك بن نويرة اليبوعي التميمي‬
‫كان قد صانع سجاح حي قدمت من أرض الزيرة فلما اتصلت بسيلمة لعنهما ال ث ترحلت إل بلدها فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره وتلوم ف شأنه وهو نازل‬
‫بكان يقال له البطاح فقصدها خالد بنوده وتأخرت عنه النصار وقالوا إنا قد قضينا ما أمرنا به الصديق فقال لم خالد ان هذا أمر ل بد من فعله وفرصة ل بد من انتهازها وإنه ل يأتن فيها‬
‫كتاب وأنا المي وإل ترد الخبار ولست بالذي أجبكم على السي وأنا قاصد البطاح فسار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪322‬‬

‫يومي ث لقه رسول النصار يطلبون منه النتظار فلحقوا به فلما وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة فبث خالد السرايا ف البطاح يدعون الناس فاستقبله أمراء بن تيم بالسمع والطاعة‬
‫وبذلوا الزكوات إل ما كان من مالك بن نويرة فأنه متحي ف أمره متنح عن الناس فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة الرث بن ربعي‬
‫النصاري أنم أقاموا الصلة وقال آخرون إنم ل يؤذنوا ول صلوا فيقال إن السارى باتوا ف كبولم ف ليلة شديدة البد فنادى منادي خالد إن أدفئوا أسراكم فظن القوم أنه أراد القتل‬
‫فقتلوهم وقتل ضرار بن الزور مالك بن نويرة فلما سع الداعية خرج وقد فرغو منهم فقال إذا أراد ال أمرا أصابه واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة وهي أم تيم ابنة النهال وكانت جلية‬
‫فلما حلت بن با ويقال بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح وعلى منعه الزكاة وقال أل تعلم أنا قرينة الصلة فقال مالك إن صاحبكم كان يزعم ذلك‬
‫فقال أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار اضرب عنقه فضربت عنقه وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليهب بذلك العراب من الرتدة‬
‫وغيهم ويقال إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إل أن نضج لم القدر ول تفرغ الشعر لكثرته وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاول ف ذلك حت ذهب أبو قتادة فشكاه إل‬
‫الصديق وتكلم عمر مع أب قتادة ف خالد وقال الصديق اعزله فإن ف سيفه رهقا فقال أبو بكر ل أشيم سيفا سله ال على الكفار وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إل الصديق خالدا وعمر‬
‫يساعده وينشد الصديق ما قال ف أخيه من الراثي فوداه الصديق من عنده ومن قول متمم ف ذلك ‪ ...‬وكنا كندمان جذية برهة ‪ ...‬من الدهر حت قيل لن يتصدعا ‪ ...‬وعشنا بي ما حيينا‬
‫‪ ...‬وقبلنا ‪ ...‬أباد النايا قوم كسرى وتبعا ‪ ...‬فلما تفرقنا كأن ومالكا ‪ ...‬لطول اجتماع ل نبت ليلة معا‬
‫وقال أيضا ‪ ...‬لقد لمن عند العبور على البكى ‪ ...‬رفيقي لتذراف الدموع السوافك ‪ ...‬وقال أتبكي كل قب رأيته ‪ ...‬لقب ثوي بي اللوى فالدكادك ‪ ...‬فقلت له إن السى يبعث السى‬
‫‪ ... ...‬فدعن فهذا كله قب مالك‬
‫والقصود أنه ل يزل عمر بن الطاب رضي ال عنه يرض الصديق ويذمره على عزل خالد عن المرة ويقول إن ف سيفه لرهقا حت بعث الصديق إل خالد بن الوليد فقدم عليه الدينة وقد‬
‫لبس درعه الت من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء وغرز ف عمامته النشاب الضمخ بالدماء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪323‬‬

‫فلما دخل السجد قام إليه عمر بن الطاب فانتزع السهم من عمامة خالد فحطمها وقال أرياء قتلت امرأ مسلما ث نزوت على امرأته وال لرجنك بالنادل وخالد ل يكلمه ول يظن إل أن‬
‫رأي الصديق فيه كرأي عمر حت دخل على أب بكر فاعتذر إليه فعذره وتاوز عنه ما كان منه ف ذلك وودى مالك بن نويرة فخرج من عنده وعمر جالس ف السجد فقال خالد هلم إل يا‬
‫ابن أم شلة فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه واستمر أبو بكر بالد على المرة وإن كان قد اجتهد ف قتل مالك بن نويرة وأخطأ ف قتله كما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لا بعثه إل أب جذية فقتل أولئك السارى الذين قالوا صبأنا صبأنا ول يسنوا أن يقولوا اسلمنا فوداهم رسول ال صلى ال عليه وسلم حت رد إليهم ميلغة الكلب ورفع يديه وقال اللهم إن‬
‫أبرأ إليك ما صنع خالد ومع هذا ل يعزل خالدا عن المرة‬
‫مقتل مسيلمة الكذاب لعنه ال‬
‫لا رضي الصديق عن خالد بن الوليد وعذره با اعتذر به بعثه إل قتال بن حنيفة باليمامة وأوعب معه السلمون وعلى النصار ثابت بن قيس بن شاس فسار ل ير بأحد من الرتدين إل نكل‬
‫بم وقد اجتاز بيول لصحاب سجاح فشردهم وأمر باخراجهم من جزيرة العرب وأردق الصديق خالدا بسرية لتكون ردءا له من وراءه وقد كان بعث قبله إل مسيلمة عكرمة بن أب جهل‬
‫وشرحبيل بن حسنة فلم يقاوما بن حنيفة لنم ف نو أربعي ألفا من القاتلة فعجل عكرمة بن أب جهل ميء صاحبه شرحبيل فناجزهم فنكب فانتظر خالدا فلما سع مسيلمة بقدوم خالد‬
‫عسكر بكان يقال له عقربا ف طرف اليمامة والريف وراء ظهورهم وندب الناس وحثهم فحشد له أهل اليمامة وجعل على منبت جيشة الحكم بن الطفيل والرجال من عنفوة بن نشل‬
‫وكان الرجال هذا صديقه الذي شهد له أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إنه قد اشرك معه مسيلمة بن حبيب ف المر وكان هذا اللعون من أكب ما أضل أهل اليمامة حت اتبعوا‬
‫مسيلمة لعنهما ال وقد كان الرجال هذا قد وفد إل النب صلى ال عليه وسلم وقرأ البقرة وجاء زمن الردة إل أب بكر فبعثه إل أهل اليمامة يدعوهم إل ال ويثبتهم على السلم فارتد مع‬
‫مسيلمة وشهد له بالنبوة قال سيف بن عمر عن طلحة عن عكرمة عن أب هريرة كنت يوما عند النب صلى ال عليه وسلم ف رهط معنا الرجال بن عنفوة فقال إن فيكم لرجل ضرسه ف النار‬
‫أعظم من أحد فهلك القوم وبقيت انا والرجال وكنت متخوفا لا حت خرج الرجال مع مسيلمة وشهد له بالنبوة فكانت فتنة الرجال أعظم من فتنة مسيلمة رواه ابن اسحاق عن شيخ عن‬
‫أب هريرة وقرب خالد وقد جعل على القدمة شرحبيل بن حسنة وعلى الجنبتي زيدا وأبا حذيفة وقد مرت القدمة ف الليل بنحو من أربعي وقيل ستي فارسا عليهم ماعة بن مرارة وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪324‬‬

‫قد ذهب لخذ ثأر له ف بن تيم وبن عامر وهو راجع إل قومه فأخذوهم فلما جيء بم ال خالد عن آخرهم فاعتذروا اليه فلم يصدقهم وأمر بضرب أعناقهم كلهم سوى ماعة فإنه استبقاه‬
‫مقيدا عنده لعلمه بالرب والكيدة وكان سيدا ف بن حنيفة شريفا مطاعا ويقال إن خالدا لا عرضوا عليه قال لم ماذا تقولون يا بن حنيفة قالوا نقول منا نب ومنكم نب فقتلهم إل واحدا‬
‫اسه سارية فقال له ايها الرجل إن كنت تريد عدا بعدول هذا خيا أو شرا فاستبق هذا الرجل يعن ماعة بن مرارة فستبقاه خالد مقيدا وجعله ف اليمة مع امرأته وقال استوصي به خيا فلما‬
‫تواجه اليشان قال مسيلمة لقومه اليوم يوم الغية اليوم إن هزمتم تستنكح النساء سبيات وينكحن غي حظيات فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم وتقدم السلمون حت نزل بم خالد‬
‫على كثيب يشرف على اليمامة فضرب به عسكره وراية الهاجرين مع سال مول أب حذيفة وراية النصار مع ثابت بن قيس بن شاس والعرب على راياتا وماعة بن مرارة مقيد ف اليمة مع‬
‫أم تيم امرأة خالد فاصطدم السلمون والكفار فكانت جولة وانزمت العراب حت دخلت بنو حنيفة خيمة خالد بن الوليد وهوا بقتل أم تيم حت أجارها ماعة وقال نعمت الرة هذه وقد‬
‫قتل الرجال بن عنفوة لعنه ال ف هذه الولة قتله زيد بن الطاب ث تذامر الصحابة بينهم وقال ثابت بن قيس بن شاس بئس ما عودت أقرانكم ونادوا من كل جانب اخلصنا يا خالد‬
‫فخلصت ثلة من الهاجرين والنصار وحى الباء بن معرور وكان إذا رأى الرب أخذته العرواء فيجلس على ظهر الرحال حت يبول ف سراويله ث يثور كما يثور السد وقاتلت بنو حنيفه‬
‫قتال ل يعهد مثله وجعلت الصحابة يتواصون بينهم ويقولون يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم وحفر ثابت ابن قيس لقدميه ف الرض إل أنصاف ساقية وهو حامل لواء النصار بعد‬
‫ما تنط وتكفن فلم يزل ثابتا حت قتل هناك وقال الهاجرون لسال مول أب حذيفة أتشى أن نؤتى من قبلك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وقال زيد بن الطاب أيها الناس عضوا على‬
‫أضراسكم واضربوا ف عدوكم وامضوا قدما وقال وال ل أتكلم حت يهزمهم ال أو ألقى ال فأكلمه بجت فقتل شهيدا رضي ال عنه وقال أبو حذيفة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال‬
‫وحل فيهم حت أبعدهم وأصيب رضي ال عنه وحل خالد بن الوليد حت جاوزهم وسار لبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ث رجع ث وقف بي الصفي ودعا الباز وقال أنا ابن‬
‫الوليد العود أنا ابن عامر وزيد ث نادى بشعار السلمي وكان شعارهم يومئذ يا ممداه وجعل ل يبز لم أحد إل قتله ول يدنو منه شيء إل أكله ودارت رحى السلمي ث اقترب من مسيلمة‬
‫فعرض عليه النصف والرجوع إل الق فجعل شيطان مسيلمة يلوي عنقه ل يقبل منه شيئا وكلما أراد مسيلمة يقارب من المر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪325‬‬

‫صرفه عنه شيطانه فانصرف عنه خالد وقد ميز خالد الهاجرين من النصار من العراب وكل بن أب على رايتهم يقاتلون تتها حت يعرف الناس من أين يؤتون وصبت الصحابة ف هذا‬
‫الوطن صبا ل يعهد مثله ول يزالوا يتقدمون إل نور عدوهم حت فتح ال عليهم وول الكفار الدبار واتبعوهم يقتلون ف أقفائهم ويضعون السيوف ف رقابم حيث شاءوا حت ألأوهم إل‬
‫حديقة الوت وقد أشار عليهم مكم اليمامة وهم مكم بن الطفيل لعنه ال بدخولا فدخلوها وفيها عدو ال مسيلمة لعنه ال وأدرك عبد الرحن بن اب بكر مكم بن الطفيل فرماه بسهم ف‬
‫عنقه وهو يطب فقتله وأغلقت بنو حنيفة الديقة عليهم وأحاط بم الصحابة وقال الباء بن مالك يا معشر السلمي ألقون عليهم ف الديقة فاحتملوه فوق الحف ورفعوها بالرماح حت‬
‫ألقوه عليهم من فوق سورها فلم يزل يقاتلهم دون بابا حت فتحه ودخل السلمون الديقة من حيطانا وأبوابا يقتلون من فيها من الرتدة من أهل اليمامة حت خلصوا إل مسيلمة لعنه ال‬
‫وإذا هو واقف ف ثلمة جدار كأنه جل أورق وهو يريد يتساند ل يعقل من الغيظ وكان إذا اعتراه شيطانه أزبد حت يرج الزبد من شدقيه فتقدم إليه وحشي بن حرب مول جبي بن مطعم‬
‫قاتل حزة فرماه بربته فاصابه وخرجت من الانب الخر وسارع إليه أبو دجانة ساك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط فنادت امرأة من القصر واأمي الوضاءة قتله العبد السودفكان جلة‬
‫من قتلوا ف الديقة وف العركة قريبا من عشرة آلف مقاتل وقيل احد وعشرون ألفا وقتل من السلمي ستمائة وقيل خسمائة فال أعلم وفيهم من سادات الصحابة وأعيان الناس من يذكر‬
‫بعد وخرج خالد وتبعه ماعة بن مرارة يرسف ف قيوده فجعل يريه القتلى ليعرفه بسيلمة فلما مروا بالرجال بن عنفوة قال له خالد أهذا هو قال ل وال هذا خي منه هذا الرجال بن عنفوة‬
‫قال سيف بن عمر ث مروا برجل أصفر أخنس فقال هذا صاحبكم فقال خالد قبحكم ال على اتباعكم هذا ث بعث خالد اليول حول اليمامة يلتقطون ما حول حصونا من مال وسب ث عزم‬
‫على غزو الصون ول يكن بقي فيها إل النساء والصبيان والشيوخ الكبار فخدعه ماعة فقال أنا ملى رجال ومقاتلة فهلم فصالن عنها فصاله خالد لا رأى بالسلمي من الهد وقد كلوا‬
‫من كثرة الروب والقتال فقال دعن حت أذهب إليهم ليوافقون على الصلح فقال اذهب فسار إليهم ماعة فأمر النساء أن يلبسن الديد ويبزن على رؤوس الصون فنظر خالد فإذا‬
‫الشرفات متلئة من رؤوس الناس فظنهم كما قال ماعة فانتظر الصلح ودعاهم خالد إل السلم فأسلموا عن اخرهم ورجعوا إل الق ورد عليهم خالد بعض ما كان أخذ من السب وساق‬
‫الباقي إل الصديق وقد تسرى علي بن أب طالب بارية منهم وهي ام ابنه ممد الذي يقال له ممد بن النفية رضي ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪326‬‬

‫عنه وقد قال ضرار بن الزور ف غزوة اليمامة هذه ‪ ...‬فلو سئلت عنا جنوب لخبت ‪ ...‬عشية سالت عقرباء وملهم ‪ ...‬وسال بفرع الواد حت ترقرت ‪ ...‬حجارته فيه من القوم بالدم ‪...‬‬
‫عشية ل تغن الرماح مكانا ‪ ...‬ول النبل إل الشرف الصمم ‪ ...‬فإن تبتغي الكفار غي مسيلمة ‪ ...‬جنوب فإن تابع الدين مسلم ‪ ...‬أجاهد إذ كان الهاد غنيمة ‪ ...‬ول بالرء الجاهد أعلم‬
‫‪...‬‬
‫وقد قال خليفة بن حناط وممد بن جرير وخلق من السلف كانت وقعة اليمامة ف سنة إحدى عشرة وقال ابن قانع ف آخرها وقال الواقدي وآخرون كانت ف سنة ثنت عشرة والمع بينها‬
‫أن ابتداءها ف سنة إحدى عشرة والفراغ منها ف سنة ثنت عشرة وال أعلم ولا قدمت وفود بن حنيفة على الصديق قال لم أسعونا شيئا من قرآن مسيلمة فقالوا أوتعفينا يا خليفة رسول ال‬
‫فقال ل بد من ذلك فقالوا كان يقول يا ضفدع بنت الضفدعي نقي لكم نقي ل الاء تكدرين ول الشارب تنعي رأسك ف الاء وذنبك ف الطي وكان يقول والبذرات زرعا والاصدات‬
‫حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والابزات خبزا والثاردات ثردا واللقمات لقما إهالة وسنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل الدر رفيقكم فامنعوه والعتر فآووه والناعي‬
‫فواسوه وذكروا أشياء من هذه الرافات الت يأنف من قولا الصبيان وهم يلعبون فيقال إن الصديق قال لم ويكم اين كان يذهب بقولكم إن هذا الكلم ل يرج من أل وكان يقول والفيل‬
‫وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل وكان يقول والليل الدامس والذئب الامس ما قطعت أسد من رطب ول يابس وتقدم قوله لقد أنعم ال على البلى اخرج منها نسمة تسعى من بي صفاق‬
‫وحشى وأشياء من هذا الكلم السخيف الركيك البارد السميج وقد أورد أبو بكر ابن الباقلن رحه ال ف كتابه إعجاز القرآن أشياء من كلم هؤلء الهلة التنبئي كمسيلمة وطليحة‬
‫والسود وسجاح وغيهم ما يدل على ضعف عقولم وعقول من اتبعهم على ضللم ومالم وقد روينا عن عمرو بن العاص أنه وفد ال مسيلمة ف ايام جاهليته فقال له مسيلمة ماذا أنزل‬
‫على صاحبكم ف هذا الي فقال له عمرو لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال وما هي قال أنزل عليه والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين آمنوا وعملوا الصالات وتواصوا بالق‬
‫وتواصوا بالصب قال ففكر مسيلمة ساعة ث رفع رأسه فقال ولقد أنزل على مثلها فقال له عمرو وما هي فقال مسيلمة ياوبر ياوبر إنا أنت ايراد وصدر وسائرك حفر نقر ث قال كيف ترى يا‬
‫عمرو فقال له عمرو وال إنك لتعلم أن أعلم أنك تكذب وذكر علماء التاريخ أنه كان يتشبه بالنب صلى ال عليه وسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪327‬‬

‫بلغه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بصق ف بئر فغزر ماؤه فبصق ف بئر فغاض ماؤه بالكلية وف أخرى فصار ماؤه أجاجا وتوضأ وسقى بوضوئه نل فيبست وهلكت وأتى بولدان يبك‬
‫عليهم فجعل يسح رءوسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه ويقال إنه دعا لرجل أصابه وجع ف عينيه فمسحهما فعمي وقال سيف بن عمر عن خليد بن زفر النمري عن عمي بن‬
‫طلحة عن أبيه أنه جاء إل اليمامة فقال أين مسيلمة فقال مه رسول ال فقال ل حت اراه فلما جاء قال أنت مسيلمة فقال نعم قال من ياتيك قال رجس قال أف نور أو ف ظلمة فقال ف ظلمة‬
‫فقال أشهد أنك كذاب وان ممدا صادق ولكن كذاب ربيعة احب إلينا من صادق مضر واتبعه هذا العراب اللف لعنه ال حت قتل معه يوم عقربا ل رحه ال‬
‫ذكر ردة أهل البحرين وعودهم إل السلم‬
‫كان من خبهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان قد بعث العلء بن الضرمي إل ملكها النذر بن ساوى العبدي وأسلم على يديه وأقام فيهم السلم والعدل فلما توف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم توف النذر بعده بقليل وكان قد حضر عنده ف مرضه عمرو بن العاص فقال له يا عمرو هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعل للمريض شيئا من ماله قال نعم‬
‫الثلث قال ماذا أصنع به قال إن شئت تصدقت به على أقربائك وإن شئت على الحاويج وإن شئت جعلته صدقة من بعدك حبسا مرما فقال إن أكره ان أجعله كالبحية والسائبة والوصيلة‬
‫والام ولكن أتصدق به ففعل ومات فكان عمرو بن العاص يتعجب منه فلما مات النذر ارتد أهل البحرين وملكوا عليهم الغرور وهو النذر ابن النعمان بن النذر وقال قائلهم لو كان ممد‬
‫نبيا ما مات ول يبق با بلدة على الثبات سوى قرية يقال لا جواثا كانت أول قرية اقامت المعة من أهل الردة كما ثبت ذلك ف البخاري عن ابن عباس وقد حاصرهم الرتدون وضيقوا‬
‫عليهم حت منعوا من القوات وجاعوا جوعا شديدا حت فرج ال وقد قال رجل منهم يقال له عبد ال بن حذف أحد بن بكر بن كلب وقد اشتد عليه الوع ‪ ...‬أل أبلغ أبا بكر رسول ‪...‬‬
‫وفتيان الدينة أجعينا ‪ ...‬فهل لكم إل قوم كرام ‪ ...‬قعود ف جواثا مصرينا ‪ ...‬كأن دماءهم ف كل فج ‪ ...‬شعاع الشمس يغشى الناظرينا ‪ ...‬توكلنا على الرحن إنا ‪ ...‬قد وجدنا الصب‬
‫‪ ...‬للمتوكلينا‬
‫وقد قام فيهم رجل من أشرافهم وهو الارود بن العلى وكان من هاجروا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم خطيبا وقد جعهم قال يا معشر عبد القيس إن سائلكم عن أمر فأخبون إن‬
‫علمتوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪328‬‬

‫ول تيبون إن ل تعلموه فقالوا سل قال أتعلمون أنه كان ل أنبياء قبل ممد قالوا نعم قال تعلمونه أم ترونه قالوا نعلمه قال فما فعلوا قالوا ماتوا قال فان ممدا صلى ال عليه وسلم مات كما‬
‫ماتوا وإن أشهد أن ل إله إل ال وان ممدا رسول ال فقالوا ونن أيضا نشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وأنت أفضلنا وسيدنا وثبتوا على إسلمهم وتركوا بقية الناس فيما هم فيه‬
‫وبعث الصديق رضي ال عنه كما قدمنا إليهم العلء بن الضرمي فلما دنا من البحرين جاء إليه ثامة بن أثال ف مفل كبي وجاء كل أمراء تلك النواحي فانضافوا إل جيش العلء بن‬
‫الضرمي فأكرمهم العلء وترحب بم وأحسن إليهم وقد كان العلء من سادات الصحابة العلماء العباد ماب الدعوة اتفق له ف هذه الغزوة أنه نزل منل فلم يستقر الناس على الرض حت‬
‫نفرت البل با عليها من زاد اليش وخيامهم وشرابم وبقوا على الرض ليس معهم شيء سوى ثيابم وذلك ليل ول يقدروا منها على بعي واحد فركب الناس من الم والغم ما ل يد ول‬
‫يوصف وجعل بعضهم يوصي إل بعض فنادى منادي العلء فاجتمع الناس إليه فقال أيها الناس ألستم السلمي ألستم ف سبيل ال ألستم أنصار ال قالوا بلى قال فأبشروا فوال ل يذل ال‬
‫من كان ف مثل حالكم ونودي بصلة الصبح حي طلع الفجر فصلى بالناس فلما قضى الصلة جثا على ركبتيه وجثا الناس ونصب ف الدعاء ورفع يديه وفعل الناس مثله حت طلعت‬
‫الشمس وجعل الناس ينظرون إل سراب الشمس يلمع مرة بعد أخرى وهو يتهد ف الدعاء فلما بلغ الثالثة إذا قد خلق ال إل جانبهم غديرا عظيما من الاء القراح فمشى ومشى الناس إليه‬
‫فشربوا واغتسلوا فما تعال النهار حت أقبلت البل من كل فج با عليها ل يفقد الناس من أمتعتهم سلكا فسقوا البل علل بعد نل فكان هذا ما عاين الناس من آيات ال بذه السرية ث لا‬
‫اقترب من جيوش الرتدة وقد حشدوا وجعوا خلقا عظيما نزل ونزلوا وباتوا متجاورين ف النازل فبينما السلمون ف الليل إذ سع العلء أصواتا عالية ف جيش الرتدين فقال من رجل يكشف‬
‫لنا خب هؤلء فقام عبد ال ابن حذف فدخل فيهم فوجدهم سكارى ل يعقلون من الشراب فرجع إليه فأخبه فركب العلء من فوره واليش معه فكبسوا أولئك فقتلوهم قتل عظيما وقل‬
‫من هرب منهم واستول على جيع أموالم وحواصلهم وأثقالم فكانت غنيمة عظيمة جسيمة وكان الطم بن ضبيعة أخو بن قيس بن ثعلبة من سادات القوم نائما فقام دهشا حي اقتحم‬
‫السلمون عليهم فركب جواده فانقطع ركابه فجعل يقول من يصلح ل ركاب فجاء رجل من السلمي ف الليل فقال أنا أصلحها لك ارفع رجلك فلما رفعها ضربه بالسيف فقطعها مع قدمه‬
‫فقال له أجهز علي فقال ل أفعل فوقع صريعا كلما مر به أحد يسأله أن يقتله فيأب حت مر به قيس بن عاصم فقال له أنا الطم فاقتلن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪329‬‬

‫فقتله فلما وجد رجله مقطوعة ندم على قتله وقال واسوأتاه لو أعلم ما به ل أحركه ث ركب السلمون ف آثار النهزمي يقتلونم بكل مرصد وطريق وذهب من فر منهم أو أكثرهم ف البحر‬
‫إل دارين ركبوا اليها السفن ث شرع العلء بن الضرمي ف قسم الغنيمة ونقل الثقال وفرغ من ذلك وقال للمسلمي اذهبوا بنا إل دارين لنغزو من با من العداء فأجابوا إل ذلك سريعا‬
‫فسار بم حت أتى ساحل البحر ليكبوا ف السفن فرأى أن الشقة بعيدة ل يصلون إليهم ف السفن حت يذهب أعداء ال فاقتحم البحر بفرسه وهو يقول يا ارحم الراحي يا حكيم يا كري يا‬
‫أحد يا صمد يا ميي يا قيوم يا ذا اللل والكرام ل إله إل أنت يا ربنا وامر اليش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ففعلوا ذلك فأجاز بم الليج بأذن ال يشون على مثل رملة دمثة فوقها ماء ل‬
‫يغمر أخفاف البل ول يصل إل ركب اليل ومسيته للسفن يوم وليلة فقطعه إل الساحل الخر فقاتل عدوه وقهرهم واحتاز غنائمهم ث رجع فقطعه إل الانب الخر فعاد إل موضعه الول‬
‫وذلك كله ف يوم ول يترك من العدو مبا واستاق الذراري والنعام والموال ول يفقد السلمون ف البحر شيئا سوى عليقة فرس لرجل من السلمي ومع هذا رجع العلء فجاءه با ث قسم‬
‫غنائم السلمي فيهم فأصاب الفارس ألفي والراجل ألفا مع كثرة اليش وكتب إل الصديق فأعلمه بذلك فبعث الصديق يشكره على ما صنع وقد قال رجل من السلمي ف مرورهم ف‬
‫‪ ...‬البحر وهو عفيف بن النذر ‪ ...‬أل تر أن ال ذلل بره ‪ ...‬وأنزل بالكفار إحدى اللئل ‪ ...‬دعونا ال شق البحار فجاءنا ‪ ...‬بأعجب من فلق البحار الوائل‬
‫وقد ذكر سيف بن عمر التميمي أنه كان مع السلمي ف هذه الواقف والشاهد الت رأوها من أمر العلء وما أجرى ال على يديه من الكرامات رجل من أهل هجر راهب فأسلم حينئذ فقيل‬
‫له ما دعاك إل السلم فقال خشيت إن ل افعل أن يسخن ال لا شاهدت من اليات قال وقد سعت ف الواء وقت السحر دعاء قالوا وما هو قال اللهم أنت الرحن الرحيم ل إله غيك‬
‫والبديع ليس قبلك شيء والدائم غي الغافل والذي ل يوت وخالق ما يرى وما ل يرى وكل يوم أنت ف شأن وعلمت اللهم كل شيء علما قال فعلمت أن القوم ل يانعوا باللئكة إل وهم‬
‫على أمر ال قال فحسن إسلمه وكان الصحابة يسمعون منه‬
‫ذكر ردة أهل عمان ومهرة اليمن‬
‫أما أهل عمان فنبغ فيهم رجل يقال له ذو التاج لقيط بن مالك الزدي وكان يسمى ف الاهلية اللندي فادعى النبوة أيضا وتابعه الهلة من أهل عمان فتغلب عليها وقهر جيفرا وعبادا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪330‬‬

‫وألأها إل أطرافها من نواحي البال والبحر فبعث جيفر إل الصديق فأخبه الب واستجاشه فبعث إليه الصديق بأميين وها حذيفة بن مصن الميي وعرفجة البارقي من الزد حذيفة إل‬
‫عمان وعرفجة إل مهرة وأمرها أن يتمعا ويتفقا ويبتدئا بعمان وحذيفة هو المي فإذا ساروا إل بلد مهرة فعرفجة المي وقد قدمنا أن عكرمة بن أب جهل لا بعثه الصديق إل مسيلمة‬
‫وأتبعه بشرحبيل بن حسنة عجل عكرمة وناهض مسيلمة قبل ميء شرحبيل ليفوز بالظفر وحده فناله من مسيلمة قرح والذين معه فتقهقر حت جاء خالد بن الوليد فقهر مسيلمة كما تقدم‬
‫وكتب إليه الصديق يلومه على تسرعه قال ل أرينك ول أسعن بك ال بعد بلء وأمره أن يلحق بذيفة وعرفجة إل عمان وكل منكم أمي على جيشه وحذيفة ما دمتم بعمان فهو أمي الناس‬
‫فأذا فرغتم فاذهبوا إل مهرة فإذا ف فرغتم منها فاذهب إل اليمن وحضرموت فكن مع الهاجر بن أب أمية ومن لقيته من الرتدة بي عمان إل حضرموت فنكل به فسار عكرمة لا أمره به‬
‫الصديق فلحق حذيفة وعرفجة قبل أن يصل إل عمان وقد كتب إليهما الصديق أن ينتهيا إل رأي عكرمة بعد الفراغ من السي من عمان أو القام با فساروا فلما اقتربوا من عمان راسلوا‬
‫جيفرا وبلغ لقيط بن مالك ميء اليش فخرج ف جوعه فعسكر بكان يقال له دبا وهي مصر تلك البلد وسوقها العظمى وجعل الذراري والموال وراء ظهورهم ليكون أقوى لربم‬
‫واجتمع جيفر وعباد بكان يقال له صحار فعسكرا به وبعثا ال امراء الصديق فقدموا على السلمي فتقابل اليشان هنالك وتقاتلوا قتال شديدا وابتلى السلمون وكادوا أن يولوا فمن ال‬
‫بكرمه ولطفه أن بعث إليهم مددا ف الساعة الراهنة من بن ناجية وعبد القيس ف جاعة من المراء فلما وصلوا إليهم كان الفتح والنصر فول الشركون مدبرين وركب السلمون ظهورهم‬
‫فقتلوا من عشرة آلف مقاتل وسبوا الذراري وأخذوا الموال والسوق بذافيها وبعثوا بالمس إل الصديق رضي ال عنه مع أحد المراء وهو عرفجة ث رجع إل أصحابه وأما مهرة فأنم‬
‫لا فرغوا من عمان كما ذكرنا سار عكرمة بالناس إل بلد مهرة بن معه من اليوش ومن أضيف إليها حت اقتحم على مهرة بلدها فوجدهم جندين على أحدها وهم الكثر أمي يقال له‬
‫الصبح أحد بن مارب وعلى الند الخر أمي يقال له شخريت وها متلفان وكان هذا الختلف رحة على الؤمني فراسل عكرمة شخريت فأجابه وانضاف إل عكرمة فقوي بذلك‬
‫السلمون وضعف جأش الصبح فبعث إليه عكرمة يدعوه إل ال وإل السمع والطاعة فاغتر بكثرة من معه ومالفة لشخريت فتمادى على طغيانه فسار إليه عكرمة بن معه من النود فاقتتلوا‬
‫مع الصبح أشد من قتال دبا التقدم ث فتح ال بالظفر والنصر ففر الشركون وقتل الصبح وقتل خلق كثي من قومه وغنم السلمون أموالم فكان ف‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪331‬‬

‫جلة ما غنموا ألفا نيبة فخمس عكرمة ذلك كله وبعث بمسه إل الصديق مع شخريت وأخبه با فتح ال عليه والبشارة مع رجل يقال له السائب من بن عابد من مزوم وقد قال ف ذلك‬
‫رجل يقال له علجوم ‪ ...‬جزى ال شخريتا وأفناء هاشا ‪ ...‬وفرضم إذ سارت إلينا اللئب ‪ ...‬جزاء مسيء ل يراقب لذمة ‪ ...‬ول يرجها فيما يرجى القارب ‪ ...‬أعكرم لول جع قومي‬
‫‪ ...‬وفعلهم ‪ ...‬لضاقت عليكم بالفضاء الذاهب ‪ ...‬وكنا كمن اقتاد كفا بأختها ‪ ...‬وحلت علينا ف الدهور النوائب‬
‫وأما أهل اليمن فقد قدمنا أن السود العنسي لعنه ال لا نبغ باليمن أضل خلقا كثيا من ضعفاء العقول والديان حت ارتد كثي منهم أو أكثرهم عن السلم وأنه لا قتله المراء الثلثة قيس‬
‫بن مكشوح وفيوز الديلمي وداذويه وكان ما قدمنا ذكره ولا بلغهم موت رسول ال صلى ال عليه وسلم ازداد بعض أهل اليمن فيما كانوا فيه من الية والشك أجارنا ال من ذلك وطمع‬
‫قيس بن مكشوح ف المرة باليمن فعمل لذلك وارتد عن السلم وتابعه عوام أهل اليمن وكتب الصديق إل المراء والرؤساء من أهل اليمن أن يكونوا [ عونا إل ] فيوز والبناء على‬
‫قيس بن مكشوح حت تأتيهم جنوده سريعا وحرص قيس على قتل الميين الخيين فلم يقدر إل على داذويه واحترز منه فيوز الديلمي وذلك أنه عمل طعاما وأرسل إل داذويه أول فلما‬
‫جاءه عجل عليه فقتله ث أرسل إل فيوز ليحضر عنده فلما كان ببعض الطريق سع امرأة تقول لخرى وهذا أيضا وال مقتول كما قتل صاحبه فرجع من الطريق وأخب أصحابه بقتل داذويه‬
‫وخرج إل أخواله خولن فتحصن عندهم وساعدته عقيل وعك وخلق وعمد قيس إل ذراري فيوز وداذويه والبناء فأجلهم عن اليمن وأرسل طائفة ف الب وطائفة ف البحر فاحتد فيوز‬
‫فخرج ف خلق كثي فتصادف هو وقيس فاقتتلوا قتال شديدا فهزم قيسا وجنده من العوام وبقية جند السود العنسي فهزموا ف كل وجه وأسر قيس وعمرو بن معدي كرب وكان عمرو قد‬
‫ارتد أيضا وبايع السود العنسي وبعث بما الهاجر بن اب أمية إل أب بكر أسيين فعنفهما وأنبهما فاعتذرا إليه فقبل منهما علنيتهما ووكل سرائرها إل ال عز وجل وأطلق سراحهما‬
‫وردها إل قومهما ورجعت عمال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذين كانوا باليمن إل أماكنهم الت كانوا عليها ف حياته عليه السلم بعد حروب طويلة لو استقصينا إيرادها لطال ذكرها‬
‫وملخصها أنه ما من ناحية من جزيرة العرب إل وحصل ف أهلها ردة لبعض الناس فبعث الصديق إليهم جيوشا وأمراء يكونون عونا لن ف تلك الناحية من الؤمني فل يتواجه الشركون‬
‫والؤمنون ف موطن من تلك الواطن إل غلب جيش الصديق لن هناك من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪332‬‬

‫الرتدين ول المد والنة وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وغنموا مغان كثية فيتقوون بذلك على من هنالك ويبعثون بأخاس ما يغنمون إل الصديق فينفقه ف الناس فيحصل لم قوة أيضا ويستعدون‬
‫به على قتال من يريدون قتالم من العاجم والروم على ما سيأت تفصيله ول يزل المر كذلك حت ل يبق بزيرة العرب إل أهل طاعة ل ولرسوله وأهل ذمة من الصديق كأهل نران وما‬
‫جرى مراهم ول المد وعامة ما وقع من هذه الروب كان ف أواخر سنة إحدى عشرة وأوائل سنة ثنت عشرة ولنذكر بعد إيراد هذه الوادث من توف ف هذه السنة من العيان والشاهي‬
‫وبال الستعان وفيها رجع معاذ بن جبل من اليمن وفيها استبقى أبو بكر الصديق عمر بن الطاب رضي ال عنهما‬
‫ذكر من توف ف هذه السنة‬
‫أعن سنة إحدى عشرة من العيان والشاهي وذكرنا معهم من قتل باليمامة لنا كانت ف سنة إحدى عشرة على قول بعضهم وإن كان الشهور أنا ف ربيع سنة ثنت عشرة توف فيها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ممد بن عبد ال سيد ولد آدم ف الدنيا والخرة وذلك ف ربيعها الول يوم الثني ثان عشره على الشهور كما قدمنا بيانه وبعده بسته أشهر على الشهر توفيت‬
‫ابنته فاطمة رضي ال عنها وتكن بأم أبيها وقد كان صلوات ال وسلمه عليه عهد إليها أنا أول أهله لوقا به وقال لا مع ذلك أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة وكانت أصغر‬
‫بنات النب صلى ال عليه وسلم على الشهور ول يبق بعده سواها فلهذا عظم اجرها لنا أصيبت به عليه السلم ويقال إنا كانت توأما لعبد ال ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم وليس له‬
‫عليه السلم نسل إل من جهتها قال الزبي ابن بكار وقد روى أنه عليه السلم ليلة زفاف علي على فاطمة توضأ وصب عليه وعلى فاطمة ودعا لما أن يبارك ف نسلهما وقد تزوجها ابن‬
‫عمها علي بن أب طالب بعد الجرة وذلك بعد بدر وقيل بعد أحد وقيل بعد تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم عائشة بأربعة اشهر ونصف وبن با بعد ذلك بسبعة اشهر ونصف‬
‫فأصدقها درعه الطمية وقيمتها أربعمائة درهم وكان عمرها إذ ذاك خس عشرة سنة وخسة اشهر وكان علي اسن منها بست سني وقد وردت أحاديث موضوعة ف تزويج علي بفاطمة ل‬
‫نذكرها رغبة عنها فولدت له حسنا وحسينا ومسنا وأم كلثوم الت تزوج با عمر بن الطاب بعد ذلك وقد قال المام أحد حدثنا عفان أنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول ال‬
‫لا زوجه فاطمة بعث معها بميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحى وسقاء وجرتي فقال علي لفاطمة ذات يوم وال لقد سنوت حت لقد استكيت صدري وقد جاء ال أباك بسب فاذهب‬
‫فاستخدميه فقالت وأنا وال لقد طحنت حت ملت يداي فأتت النب صلى ال عليه وسلم فقال ما جاء بك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪333‬‬

‫أي بنية قالت جئت لسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقال ما فعلت قالت استحييت أن أسأله فأتياه جيعا فقال علي يا رسول ال وال لقد سنوت حت اشتكيت صدري وقالت‬
‫فاطمة لقد طحنت حت ملت يداي وقد جاءك ال بسب وسعة فاخذ منا فقال وال ل أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونم ل أجد ما أنفق عليهم فرجعا فأتاها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وقد دخل ف قطيفتهما إذا غطت رءوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطت أقدامهما تكشفت رءوسهما فثارا فقال مكانكما ث قال أل أخبكم بي ما سألتمان قال بلى قال كلمات‬
‫علمنيهن جبيل تسبحان ال ف دبر كل صلة عشرا وتمدان عشرا وتكبان عشرا وإذا آويتما إل فراشكما فسبحا ثلثا وثلثي واحدا ثلثا وثلثي وكبا أربعا وثلثي قال فوال ما‬
‫تركتهن منذ علمنيهن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فقال له ابن الكوا ول ليلة صفي فقال قاتلكم ال يا أهل العراق نعم ول ليلة صفي وآخر هذا الديث ثابت ف الصحيحي من غي‬
‫هذا الوجه فقد كانت فاطمة صابرة مع علي على جهد العيش وضيقه ول يتزوج عليها حت ماتت ولكنه أراد أن يتزوج ف وقت بدرة بنت أب جهل فأنف رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫ذلك وخطب الناس فقال ل أحرم حلل ول أحل حراما وإن فاطمة بضعة من يريبن ما رابا ويؤذين ما آذاها وإن اخشى أن تفت عن دمها ولكن إن أحب ابن أب طالب أن يطلقها ويتزوج‬
‫بنت أب جهل فأنه وال ل تتمع بنت نب ال وبنت عدو ال تت رجل واحد أبدا قال فترك علي الطبة ولا مات رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألت من أب بكر الياث فأخبها أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل نورث ما تركنا فهو صدقة فسألت أن يكون زوجها ناظرا على هذه الصدقة فأب ذلك وقال غن أعول من كان رسول ال يعول وإن اخشى إن تركت‬
‫شيئا ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعله أن أضل ووال لقرابة رسول ال صلى ال عليه وسلم أحب إل أن أصل من قرابت فكأنا وجدت ف نفسها من ذلك فلم تزل تبغضه مدة‬
‫حياتا فلما مرضت جاءها الصديق فدخل عليها فجعل يترضاها وقال وال ما تركت الدار والال والهل والعشية إل ابتغاء مرضاة ال ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت فرضيت رضي‬
‫ال عنهما رواه البيهقي من طريق إساعيل بن أب خالد عن الشعب ث قال وهذا مرسل حسن بإسناد صحيح ولا حضرتا الوفاة أوصت إل أساء بنت عميس امرأة الصديق ان تغسلها فغسلتها‬
‫هي وعلي بن أب طالب وسلمى أم رافع قيل والعباس بن عبد الطلب وما روي من أنا اغتسلت قبل وفاتا وأوصت أن ل تغسل بعد ذلك فضعيف ل يعول عليه وال أعلم وكان الذي صلى‬
‫عليها زوجها علي وقيل عمها العباس وقيل أبو بكر الصديق فال أعلم ودفنت ليل وذلك ليلة الثلثاء لثلث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪334‬‬

‫وقيل إنا توفيت بعده عليه السلم بشهرين وقيل بسبعي يوما وقيل بمسة وسبعي يوما وقيل بثلثة أشهر وقيل بثمانية أشهر والصحيح ما ثبت ف الصحيح من طريق الزهري عن عروة عن‬
‫عائشة أن فاطمة عاشت بعد النب صلى ال عليه وسلم ستة أشهر ودفنت ليل ويقال إنا ل تضحك ف مدة بقائها بعده عليه السلم وأنا كانت تذوب من حزنا عليه وشوقها إليه واختلف ف‬
‫مقدار سنها يومئذ فقيل سبع وقيل ثان وقيل تسع وعشرون وقيل ثلثون وقيل خس وثلثون وهذا بعيد وما قبله أقرب منه وال أعلم ودفنت بالبقيع وهي أول من ستر سريرها وقد ثبت ف‬
‫الصحيح أن عليا كان له فرجة من الناس حياة فاطمة فلما ماتت التمس مبايعة الصديق فبايعه كما هو مروي ف البخاري وهذه البيعة لزالة ما كان وقع من وحشة حصلت بسبب الياث ول‬
‫ينفي ما ثبت من البيعة التقدمة عليها كما قررنا وال أعلم‬
‫ومن توف هذه السنة أم أين‬
‫بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصي بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان مولة رسول ال صلى ال عليه وسلم ورثها من أبيه وقيل من أمه وحضنته وهو صغي وكذلك بعد ذلك وقد‬
‫شربت بوله فقال لا لقد احتضرت بضار من النار وقد أعتقها وزوجها عبيدا فولدت منه ابنها أين فعرفت به ث تزوجها زيد بن حارثة مول رسول ال فولدت اسامة بن زيد وقد هاجرت‬
‫الجرتي ال البشة والدينة وكانت من الصالات وكان عليه السلم يزورها ف بيتها ويقول هي أمي بعد أمي وكذلك كان أبو بكر وعمر يزورانا ف بيتها كما تقدم ذلك ف ذكر الوال وقد‬
‫توفيت بعده عليه السلم بمسة أشهر وقيل بستة اشهر‬
‫ومنهم ثابت بن أقرم بن ثعلبة‬
‫ابن عدي بن العجلن البلوي حليف النصار شهد بدرا وما بعدها وكان من حضر مؤتة فلما قتل عبد ال بن رواحة دفعت الراية إليه فسلمها لالد بن الوليد وقال أنت أعلم بالقتال من وقد‬
‫‪ ...‬تقدم أن طليحة السدي قتله وقتل معه عكاشة بن مصن وذلك حي يقول طليحة ‪ ...‬عشية غادرت ابن قرم ساويا ‪ ...‬وعكاشة الغنمي تت مال‬
‫وذلك ف سنة إحدى عشرة وقيل سنة ثنت عشرة وعن عروة أنه قتل ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وهذا غريب والصحيح الول وال أعلم‬
‫ومنهم ثابت بن قيس بن شاس‬
‫النصاري الزرجي أبو ممد خطيب النصار ويقال له أيضا خطيب النب صلى ال عليه وسلم وقد ثبت عنه عليه السلم أنه بشره بالشهادة وقد تقدم الديث ف دلئل النبوة فقتل يوم‬
‫اليمامة شهيدا وكانت راية النصار يومئذ بيده وروى الترمذي بأسناد على شرط مسلم عن أب هريرة أن رسول ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪335‬‬

‫قال نعم الرجل ثابت بن قيس بن شاس وقال أبو القاسم الطبان ثنا أحد بن العلى الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحن ثنا الوليد بن مسلم حدثن عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن عطاء‬
‫الراسان قال قدمت الدينة فسألت عمن يدثن بديث ثابت بن قيس بن شاس فأرشدون إل ابنته فسألتها فقالت سعت أب يقول لا أنزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال ل يب‬
‫كل متال فخور اشتدت على ثابت وغلق عليه بابه وطفق يبكي فأخب رسول ال فسأله فأخبه با كب عليه منها وقال أنا رجل أحب المال وأنا أسود قومي فقال إنك لست منهم بل تعيش‬
‫بي وتوت بي ويدخلك ال النة فلما أنزل على رسول ال يا أيها الذين آمنوا ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب ول تهروا له بالقول فعل مثل ذلك فأخب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأرسل إليه فأخبه با كب عليه منها وأنه جهي الصوت وأنه يتخوف أن يكون من حبط عمله فقال إنك لست منهم بل تعيش حيدا وتقتل شهيدا ويدخلك ال النة فلما استنفر أبو بكر‬
‫السلمي إل أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت فيمن سار فلما لقوا مسيلمةوبن حنيفة هزموا السلمي ثلث مرات فقال ثابت وسال مول أب حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فجعل لنفسهما حفرة فدخل فيها فقاتل حت قتل قالت ورأى رجل من السلمي ثابت بن قيس ف منامه فقال إن لا قتلت بالمس مر ب رجل من السلمي‬
‫فانتزع من درعا نفيسه ومنله ف أقصى العسكر وعند منله فرس بت ف طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البمة رحل وأئت خالد بن الوليد فليبعث إل درعي فليأخذها فأذا‬
‫قدمت على حذيفة رسول ال فأعلمه أن علي من الدين كذا ول من الال كذا وفلن من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه قال فأتى خالد فوجه إل الدرع فوجدها كما ذكر‬
‫وقدم على أب بكر فأخبه فأنفذ أبو بكر وصيته بعد موته فل نعلم أحدا جازت وصيته بعد موته إل ثابت بن قيس بن شاس ولذا الديث وهذا القصة شواهد أخر والديث التعلق بقوله ل‬
‫ترفعوا اصواتكم فوق صوت النب ف صحيح مسلم عن أنس وقال حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن ثابت بن قيس بن شاس جاء يوم اليمامة وقد تنط ونشر أكفانه وقال اللهم إن أبرأ‬
‫اليك ما جاء به هؤلء وأعتذر اليك ما صنع هؤلء فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال إن درعي ف قدر تت الكانون ف مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فطلبوا‬
‫الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا رواه الطبان أيضا‬
‫ومنهم حزن بن أب وهب‬
‫ابن عمرو بن عامر بن عمران الخزومي له هجرة ويقال أسلم عام الفتح وهو جد سعيد بن السيب أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يسميه سهل فامتنع وقال ل أغي اسا سانيه أبواي‬
‫فلم تزل الزونة فينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪336‬‬

‫استشهد يوم اليمامة وقتل معه أيضا ابناه عبد الرحن ووهب وابن ابنه حكيم بن وهب بن حزن ومن استشهد ف هذه السنة داذويه الفارسي أحد أمراء اليمن الذين قتلوا السود العنسي قتله‬
‫غيلة قيس بن مكشوح حي ارتد قبل أن يرجع قيس إل السلم فلما عنفه الصديق على قتله أنكر ذلك فقبل علنيته وإسلمه‬
‫ومنهم زيد بن الطاب‬
‫ابن نفيل القرشي العدوي أبو ممد وهو أخو عمر بن الطاب لبيه وكان زيد أكب من عمر أسلم قديا وشهد بدرا وما بعدها وقد آخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي معن بن‬
‫عدي النصاري وقد قتل جيعا باليمامة وقد كانت راية الهاجرين يومئذ بيده فلم يزل يتقدم با حت قتل فسقطت فأخذها سال مول أب حذيفة وقد قتل زيد يومئذ الرجال بن عنفوة واسه‬
‫نار وكان الرجال هذا قد أسلم وقرأ البقرة ث ارتد ورجع فصدق مسيلمة وشهد له بالرسالة فحصل به فتنة عظيمة فكانت وفاته على يد زيد رضي ال عن زيد ث قتل زيدا رجل يقال له أبو‬
‫مري النفي وقد أسلم بعد ذلك وقال لعمر يا أمي الؤمني إن ال أكرم زيدا بيدي ول يهن على يده وقيل إنا قتله سلمة بن صبيح ابن عم أب مري هذا ورجحه أبو عمر وقال لن عمر‬
‫استقضى أبا مري وهذا ل يدل على نفي ما تقدم وال أعلم وقد قال عمر لا بلغه مقتل زيد بن الطاب سبقن إل السنيي أسلم قبلي واستشهد قبلي وقال لتمم بن نويرة حي جعل يرثي‬
‫أخاه مالكا بتلك البيات التقدم ذكرها لو كنت أحسن الشعر لقلت كما قلت فقال له متمم لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه فقال له عمر ما عزان أحد بثل ما‬
‫عزيتن به ومع هذا كان عمر يقول ما هبت الصبا إل ذكرتن زيد بن الطاب رضي ال عنه‬
‫ومنهم سال بن عبيد‬
‫ويقال ابن يعمل مول أب حذيفة بن عتبة بن ربيعة وإنا كان معتقا لزوجته ثبيتة بنت يعاد وقد تبناه أبو حنيفة وزوجه بابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة فلما أنزل ال ادعوهم لبائهم‬
‫جاءت امرأة أب حذيفة سهلة بنت سهل بن عمرو فقالت يا رسول ال إن سالا يدخل علي وأنا غفل فأمرها أن ترضعه فأرضعته فكان يدخل عليها بتلك الرضاعة وكان من سادات السلمي‬
‫أسلم قديا وهاجر إل الدينة قبل رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يصلي بن با من الهاجرين وفيهم عمر بن الطاب لكثرة حفظه القرآن وشهد بدرا وما بعدها وهو أحد الربعة الذين‬
‫قال فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم استقرئوا القرآن من أربعة فذكر منهم سالا مول أب حذيفة وروى عن عمر أنه قال لا احتضر لو كان سال حيا لا جعلتها شورى قال أبو عمر بن‬
‫عبد الب معناه أنه كان يصدر عن رأيه فيمن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪337‬‬

‫يوليه اللفة ولا أخذ الراية يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الطاب قال له الهاجرون أتشى أن نؤتى من قبلك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا انقطعت يده اليمن فاخذها بيساره فقطعت‬
‫فاحتضنها وهو يقول وما ممد إل رسول قد خلت من قبله الرسل وكأين من نب قاتل معه ربيون كثي فلما صرع قال لصحابه ما فعل أبو حذيفة قالوا قتل قال فما فعل فلن قالوا قتل قال‬
‫فأضجعون بينهما وقد بعث عمر بياثه إل مولته الت اعتقته بثينة فردته وقالت إنا اعتقته سائبة فجعله عمر ف بيت الال‬
‫ومنهم أبو دجانة ساك بن خرشة‬
‫ويقال ساك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الزرج بن ساعدة بن كعب بن الزرج النصاري الزرجي شهد بدرا وأبلى يوم أحد وقاتل شديدا وأعطاه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يومئذ سيفا فأعطاه حقه وكان يتبختر عند الرب فقال عليه السلم إن هذه لشية يبغضها ال إل ف هذا الوطن وكان يعصب رأسه بعصابة حراء شعارا له بالشجاعة‬
‫وشهد اليمامة ويقال إنه من اقتحم على بن حنيفة يومئذ الديقة فانكسرت رجله فلم يزل يقاتل حت قتل يومئذ وقد قتل مسيلمة مع وحشي بن حرب رماه وحشي بالرية وعله أبو دجانة‬
‫بالسيف قال وحشي فربك أعلم أينا قتله وقد قيل إنه عاش حت شهد صفي مع علي والول أصح وأما ما يروى عنه من ذكر الرز النسوب إل أب دجانة فاسناده ضعيف ول يلتفت إليه‬
‫وال أعلم‬
‫ومنهم شجاع بن وهب‬
‫ابن ربيعة السدي حليف بن عبد شس أسلم قديا وهاجر وشهد بدرا وما بعدها وكان رسول رسول ال إل الارث بن أب شر الغسان فلم يسلم وأسلم حاجبه سوى واستشهد شجاع بن‬
‫وهب يوم اليمامة عن بضع وأربعي سنة وكان رجل طوال نيفا أحن‬
‫ومنهم الطفيل بن عمرو بن طريف‬
‫ابن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهر بن غنم بن دوس الدوسي أسلم قديا قبل الجرة وذهب إل قومه فدعاهم إل ال فهداهم ال على يديه فلما هاجر النب صلى ال عليه وسلم إل الدينة‬
‫جاءه بتسعي أهل بيت من دوس مسلمي وقد خرج عام اليمامة مع السلمي ومعه ابنه عمرو فرأى الطفيل ف النام كأن راسه قد حلق وكأن امرأة أدخلته ف فرجها وكأن ابنه يتهد أن‬
‫يلحقه فلم يصل فأولا بأنه سيقتل ويدفن وأن ابنه يرص على الشهادة فل ينالا عامه ذلك وقد وقع المر كما أولا ث قتل ابنه شهيدا يوم اليموك كما سيأت‬
‫ومنهم عباد بن بشر بن وقش النصاري‬
‫أسلم على يدي مصعب بن عمي قبل الجرة قبل إسلم معاذ وأسيد بن الضي وشهد بدرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪338‬‬


‫وما بعدها وكان من قتل كعب بن الشرف وكانت عصاه تضيء له إذا خرج من عند رسول ال ف ظلمة قال موسى بن عقبة عن الزهري قتل يوم اليمامة شهيدا عن خس وأربعي سنة وكان‬
‫له بلء وعناء وقال ممد بن إسحاق عن ممد بن جعفر بن الزبي عن عباد بن عبد ال بن الزبي عن عائشة قالت تجد رسول ال فسمع صوت عباد فقال اللهم اغفر له‬
‫ومنهم السائب بن عثمان بن مظعون‬
‫بدري من الرماة أصابه يوم اليمامة سهم فقتله وهو شاب رحه ال‬
‫ومنهم السائب بن العوام‬
‫أخو الزبي بن العوام استشهد يومئذ رحه ال‬
‫ومنهم عبد ال بن سهيل بن عمرو‬
‫ابن عبد شس بن عبدود القرشي العامري أسلم قديا وهاجر ث استضعف بكة فلما كان يوم بدر خرج معهم فلما توجهوا فر إل السلمي فشهدها معهم وقتل يوم اليمامة فلما حج أبو بكر‬
‫عزى اباه فيه فقال سهيل بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن الشهيد ليشفع لسبعي من أهله فأرجو أن يبدأ ب‬
‫ومنهم عبد ال بن عبد ال بن أب بن سلول‬
‫النصاري الزرجي كان من سادات الصحابة وفضلئهم شهد بدرا وما بعدها وكان أبوه رأس النافقي وكان أشد الناس على أبيه ولو اذن له رسول ال فيه لضرب عنقه وكان اسه الباب‬
‫فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال وقد استشهد يوم اليمامة رضي ال عنه‬
‫ومنهم عبد ال بن أب بكر الصديق‬
‫أسلم قديا ويقال إنه الذي كان يأت بالطعام والشراب والخبار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وإل أب بكر وها بغار ثور ويبيت عندها ويصبح بكة كبائت فل يسمع بأمر يكادان به‬
‫إل أخبها به وقد شهد الطائف فرماه رجل يقال له أبا مجن الثقفي بسهم فذوى منها فاندملت ولكن ل يزل منها حتا حت مات ف شوال سنة إحدى عشرة‬
‫ومنهم عكاشة بن مصن‬
‫ابن حرثان بن قيس بن مرة بن كثي بن غنم بن دودان بن أسد بن خزية السدي حليف بن عبد شس يكن أبا مصن وكن من سادات الصحابة وفضلئهم هاجر وشهد بدرا وأبلى يومئذ‬
‫بلء حسنا وانكسر سيفه فأعطاه رسول ال يومئذ عرجونا فعاد ف يده سيفا أمضى من الديد شديد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪339‬‬

‫الت وكان ذلك السيف يسمى العون وشهد أحدا والندق وما بعدها ولا ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم السبعي ألفا الذين يدخلون النة بغي حساب فقال عكاشة يا رسول ال ادع‬
‫ال أن يعلن منهم فقال اللهم اجعله منهم ث قام رجل آخر فقال يا رسول ال ادع ال أن يعلن منهم فقال سبقك با عكاشة والديث مروي من طرق تفيد القطع وقد خرج عكاشة مع‬
‫خالد يوم إمرة الصديق بذي القصة فبعثه وثابت بن أقرم بي يديه طليعة فتلقاها طليحة السدي وأخوه سلمة فقتلها وقد قتل عكاشة قبل مقتله حبال بن طليحة ث أسلم طليحة بعد ذلك‬
‫كما ذكرنا وكان عمر عكاشة يومئذ أربعا وأربعي سنة وكان من أجل الناس رضي ال عنه‬
‫ومنهم معن بن عدي‬
‫ابن العد بن عجلن بن ضبيعة البلوي حليف بن عمرو بن عوف وهو أخو عاصم بن عدي شهد العقبة وبدرا وأحدا والندق وسائر الشاهد وكان قد آخى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بينه وبي زيد ابن الطاب فقتل جيعا يوم اليمامة رضي ال عنهما وقال مالك عن ابن شهاب عن سال عن أبيه قال بكى الناس على رسول ال صلى ال عليه وسلم حي مات وقالوا وال‬
‫وددنا أنا متنا قبله ونشى أن نفتت بعده فقال معن بن عدي لكن وال ما أحب أن أموت قبله لصدقه ميتا كما صدقناه حيا ومنهم الوليد وأبو عبيدة ابنا عمارة بن الوليد بن الغية قتل مع‬
‫عمهما خالد بن الوليد بالبطاح وأبوها عمارة بن الوليد وهو صاحب عمرو بن العاص إل النجاشي وقضيته مشهورة‬
‫ومنهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة‬
‫ابن عبد شس القرشي العبشمي أسلم قديا قبل دار الرقم وهاجر إل البشة وإل الدينة وشهد بدرا وما بعدها وآخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي عباد بن بشر وقد قتل‬
‫شهيدين يوم اليمامة وكان عمر أب حذيفة يومئذ ثلثا أو أربعا وخسي سنة وكان طويل حسن الوجه أثعل وهو الذي له سن زائدة وكان اسه هشيم وقيل هاشم‬
‫ومنهم ابو دجانة واسه ساك بن خرشة تقدم قريبا وبالملة فقد قتل من السلمي يوم اليمامة أربعمائة وخسون من حلة القرآن ومن الصحابة وغيهم وإنا أوردنا هؤلء لشهرتم وبال‬
‫الستعان‬
‫قلت ومن استشهد يومئذ من الهاجرين مالك بن عمرو حليف بن غنم مهاجري بدري ويزيد بن رقيش بن رباب السدي بدري والكم بن سعيد بن العاص بن أمية الموي وحسن بن مالك‬
‫بن بينة أخو عبد ال بن مالك الزدي حليف بن الطلب بن عبد مناف وعامر بن البكر الليثي حليف بن عدي بدري ومالك بن ربيعة حليف بن عبد شس وأبو أمية صفوان بن أمية بن‬
‫عمرو ويزيد بن أوس حليف بن عبد الدار وحيي ويقال معلى بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪340‬‬

‫حارثة الثقفي وحبيب بن أسيد بن حارثة الثقفي والوليد بن عبد شس الخزومي وعبد ال بن عمرو بن برة العدوي وأبو قيس بن الارث بن قيس السهمي وهو من مهاجرة البشة وعبد ال‬
‫بن الارث بن قيس وعبد ال بن مرمة بن عبد العزى بن أب قيس بن عبدود بن نصر العامري من الهاجرين الولي شهد بدرا وما بعدها وقتل يومئذ وعمرو بن أويس بن سعد بن أب سرح‬
‫العامري وسليط بن عمرو العامري وربيعة بن أب خرشة العامري وعبد ال بن الارث بن رحضة من بن عامر‬
‫ومنهم النصار‬
‫غي من ذكرنا تراجهم عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري وهو أخو عمرو بن حزم كانت معه راية قومه يوم الفتح وقد شهد بدرا وقتل يومئذ وعقبة بن عامر بن ناب بن زيد بن حرام‬
‫السلمي شهد العقبة الول وشهد بدرا وما بعدها وثابت بن هزال من بن سال بن عوف بدري ف قول وأبو عقيل بن عبد ال بن ثعلبة من بن جحجب شهد بدرا وما بعدها فلما كان يوم‬
‫اليمامة أصابه سهم فنعه ث تزم وأخذ سيفه فقاتل حت قتل وقد أصابته جراحات كثية وعبد ال بن عتيك ورافع بن سهل وحاجب بن يزيد الشهلي وسهل بن عدي ومالك بن أوس وعمر‬
‫بن أوس وطلحة بن عتبة من بن جحجب ورباح مول الارث ومعن بن عدي وجزء بن مالك بن عامر من بن جحجب وورقة بن إياس بن عمرو الزرجي بدري ومروان بن العباس وعامر بن‬
‫ثابت وبشر بن عبد ال الزرجي وكليب بن تيم وعبد ال بن عتبان وإياس بن وديعة وأسيد بن يربوع وسعد بن حارثة وسهل بن حان وماسن بن حي وسلمة بن مسعود وقيل مسعود بن‬
‫سنان وضمرة بن عياض وعبد ال بن أنيس وأبو جبة بن غزية الازن وخباب ابن زيد وحبيب بن عمرو بن مصن وثابت بن خالد وفروة بن النعمان وعائذ بن ماعص ويزيد بن ثابت بن‬
‫الضحاك أخو زيد بن ثابت قال خليفة بن حناط فجميع من استشهد من الهاجرين والنصار يوم اليمامة ثانية وخسون رجل يعن وبقية الربعمائة والمسي من غيهم وال أعلم وقد قتل‬
‫من الكفار فيما سقنا من الواطن الت التقى فيها السلمون الشركون ف هذه وأوائل الت قبلها ما ينيف على خسي ألفا ول المد والنة وبه التوفيق والعصمة فمن مشاهيهم السود العنسي‬
‫لعنه ال واسه عبهلة بن كعب بن غوث خرج أول مرجه من بلدة باليمن يقال لا كهف خبان ومعه سبعمائة مقاتل فما مضى شهر حت تلك صنعاء ث استوثقت به اليمن بذافيها ف أقصر‬
‫مدة وكان معه شيطان يذق له ولكن خانه أحوج ما كان إليه ث ل تض له ثلثة أشهر أو أربعة أشهر حت قتله ال على يدي إخوان صدق وأمراء حق كما قدمنا ذكره وهم دازويه الفارسي‬
‫وفيوز الديلمي وقيس بن مكشوح الرادي وذلك ف ربيع الول من سنة إحدى عشرة قبل وفاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪341‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بليال وقيل بليلة فال أعلم وقد أطلع ال رسوله ليلة قتله على ذلك كما أسلفناه‬
‫ومنهم مسيلمة بن حبيب اليمامي الكذاب‬
‫قدم الدينة وافدا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم مع قومه بن حنيفة وقد وقف عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فسمعه وهو يقول إن جعل ل ممد المر من بعده اتبعته فقال له لو‬
‫سألتن هذا العود لعرجون ف يده ما أعطيتكه ولئن أدبرت ليعقرنك ال وإن لراك الذي رأيت فيه ما رأيت وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد رأى ف النام كأن ف يده سوارين من‬
‫ذهب فأهه شأنما فأوحى ال إليه ف النام انفخهما فنفخهما فطارا فأولما بكذابي يرجان وها صاحب صنعاء وصاحب اليمامة وهكذا وقع فإنما ذهبا وذهب أمرها أما السود فذبح ف‬
‫داره وأما مسيلمة فعقره ال على يدي وحشي بن حرب رماه بالربة فأنفذه كما تعقر البل وضربه أبو دجانة على رأسه ففلقه وذلك بعقر داره ف الديقة الت يقال لا حديقة الوت وقد‬
‫وقف عليه خالد بن الوليد وهو طريح أراه إياه من بي القتلى ماعة بن مرارة ويقال كان أصفر أخينس وقيل كان ضخما أسر اللون كأنه جل أورق ويقال إنه مات وعمره مائة وأربعون سنة‬
‫فال أعلم وقد قتل قبله وزيراه ومستشاراه لعنهما ال وها مكم بن الطفيل الذي يقال له مكم اليمامة قتله عبد الرحن بن أب بكر رماه بسهم وهو يطب قومه يأمرهم بصال حربم فقتله‬
‫والخر نار بن عنفوة الذي يقال له الرجال بن عنفوة وكان من أسلم ث ارتد وصدق مسيلمة لعنهما ال ف هذه الشهادة وقد رزق ال زيد بن الطاب قتله قبل أن يقتل زيد رضي ال عنه‬
‫وما يدل على كذب الرجال ف هذه الشهادة الضرورة ف دين السلم وما رواه البخاري وغيه أن مسيلمة كتب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بسم ال الرحن الرحيم من مسيلمة‬
‫رسول ال إل ممد رسول ال سلم عليك أما بعد فأن قد اشركت معك ف المر فلك الدر ول الوبر ويروى فلكم نصف الرض ولنا نصفها ولكن قريشا قوم يعتدون فكتب إليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بسم ال الرحن الرحيم من ممد رسول ال إل مسيلمة الكذاب سلم على من اتبع الدى أما بعد فإن الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي وقد قدمنا ما‬
‫كان يتعاطاه مسيلمة ويتعاناه لعنه ال من الكلم الذي هو اسخف من الذيان ما كان يزعم أنه وحي من الرحن تعال ال عما يقوله وأمثاله علوا كبيا ولا مات رسول ال صلى ال عليه‬
‫‪ ...‬وسلم زعم أنه استقل بالمر من بعده واستخف قومه فأطاعوه وكان يقول ‪ ...‬خذي الدف يا هذه والعب ‪ ...‬وبثي ماسن هذا النب ‪ ...‬تول نب بن هاشم ‪ ...‬وقام نب بن يعرب‬
‫فلم يهله ال بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قليل حت سلط ال عليه سيفا من سيوفه وحتفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪342‬‬

‫من حتوفه فبعج بطنه وفلق رأسه وعجل ال بروحه إل النار فبئس القرار قال ال تعال فمن أظلم من افترى على ال كذبا أو قال أوحي إل ول يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال‬
‫ولو ترى إذ الظالون ف غمرات الوت واللئكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تزون عذاب الون با كنتم تقولون على ال غي الق وكنتم عن آياته تستكبون فمسيلمة والسود‬
‫وأمثالما لعنهم ال أحق الناس دخول ف هذه الية الكرية وأولهم بذه العقوبة العظيمة‬
‫سنة ثنت عشرة من الجرة النبوية‬
‫استهلت هذه السنة وجيوش الصديق وأمراؤه الذين بعثهم لقتال أهل الرجة جوالون ف البلد يينا وشال لتمهيد قواعد السلم وقتال الطغاة من النام حت رد شارد الدين بعد ذهابه ورجع‬
‫الق ال نصابه وتهدت جزيرة العرب وصار البعيد القصى كالقريب الدن وقد قال جاعة من علماء السي والتواريخ إن وقعة اليمامة كانت ف ربيع الول من هذه السنة وقيل إنا كانت ف‬
‫أواخر الت قبلها والمع بي القولي أن ابتداءها كان ف السنة الاضية وانتهاءها وقع ف هذه السنة التية وعلى هذا القول ينبغي أن يذكروا ف السنة الاضية كما ذكرناه لحتمال أنم قتلوا ف‬
‫الاضية ومبادرة ال استيفاء تراجهم قبل أن يذكروا مع من قتل بالشام والعراق ف هذه السنة على ما سنذكر إن شاء ال وبه الثقة وعليه التكلن وقد قيل إن وقعة جواثا وعمان ومهرة وما‬
‫كان من الوقائع الت اشرنا إليها إنا كانت ف سنة ثنت عشرة وفيها كان قتل اللوك الربعة حد ومرس وأبضعة ومشرحا وأختهم العمردة الذين ورد الديث ف مسند أحد بلعنهم وكان‬
‫الذي قتلهم زياد بن لبيد النصاري‬
‫بعث خالد بن الوليد ال العراق‬
‫لا فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث إليه الصديق أن يسي ال العراق وأن يبدأ بفرج الند وهي البلة ويأت العراق من اعاليها وأن يتألف الناس ويدعوهم إل ال عز وجل فان أجابوا وإل‬
‫أخذ منهم الزية فان امتنعوا عن ذلك قاتلهم وأمره أن ل يكره أحدا على السي معه ول يستعي بن ارتد عن السلم وإن كان عاد إليه وأمره أن يستصحب كل امرئ مر به من السلمي‬
‫وشرع أبو بكر ف تهيز السرايا والبعوث واليوش إمدادا لالد رضي ال عنه قال الواقدي اختلف ف خالد فقائل يقول مضى من وجهه ذلك من اليمامة إل العراق وقائل يقول رجع من‬
‫اليمامة ال الدينة ث سار ال العراق من الدينة فمر على طريق الكوفة حت انتهى إل الية قلت والشهور الول وقد ذكر الدائن بأسناده أن خالدا توجه ال العراق ف الحرم سنة اثنت‬
‫عشرة فجعل طريقه البصرة وفيها قطبة بن قتادة وعلى الكوفة الثن بن حارثة الشيبان وقال ممد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪343‬‬

‫إسحاق عن صال بن كيسان إن أبا بكر كتب إل خالد أن يسي إل العراق فمضى خالد يريد العراق حت نزل بقريات من السواد يقال لا بانقيا وبارسوما وصاحبها حابان فصاله أهلها قلت‬
‫وقد قتل منهم السلمون قبل الصلح خلقا كثيا وكان الصلح على ألف درهم وقيل دينار ف رجب وكان الذي صاله بصبهري بن صلوبا ويقال صلوبا بن بصبهري فقبل منهم خالد وكتب‬
‫لم كتابا ث أقبل حت نزل الية فخرج إليه اشرافها مع قبيصة بن إياس بن حية الطائي وكان أمره عليها كسرى بعد النعمان بن النذر فقال لم خالد أدعوكم إل ال وإل السلم فإن أجبتم‬
‫إليه فأنتم من السلمي لكم ما لم وعليكم ما عليهم فإن أبيتم فالزية فإن أبيتم فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الوت منكم على الياة جاهدناكم حت يكم ال بيننا وبينكم فقال له قبيصة‬
‫مالنا بربك من حاجة بل نقيم على ديننا ونعطيكم الزية فقال لم خالد تبا لكم إن الكفر فلة مضلة فأحق العرب من سلكها فلقيه رجلن أحدها عرب والخر أعجمي فتركه واستبدل‬
‫بالعجمي ث صالهم على تسعي ألفا وف رواية مائت ألف درهم فكانت أول جزية أخذت من العراق وحلت إل الدينة ف والقريات قبلها الت صال عليها ابن صلوبا قلت وقد كان مع نائب‬
‫كسرى على الية من وفد إل خالد عمرو بن عبد السيح بن حبان بن بقيلة وكان من نصارى العرب فقال له خالد من أين أثرك قال من ظهر أب قال ومن أين خرجت قال من بطن أمي‬
‫قال ويك على أى شيء أنت قال على الرض قال ويك وف أى شيء أنت قال ف ثياب تعقل قال نعم وأقيد قال إنا أسألك قال وأنا أجيبك قال أسلم أنت أم حرب قال بل سلم قال فما‬
‫هذه الصون الت أرى قال بنيناها للسفيه نبسه حت ييء الليم فينهاه ث دعاهم إل السلم أو الزية أو القتال فأجابوا إل الزية بتسعي أو مائت ألف كما تقدم ث بعث خالد ابن الوليد‬
‫كتابا إل أمراء كسرى بالدائن ومرازبته ووزرائه كما قال هشام بن الكلب عن أب منف عن مالد عن الشعب قال أقرأن بنو بقيلة كتاب خالد بن الوليد إل أهل الدائن من خالد ابن الوليد‬
‫إل مرازبة أهل فارس سلم على من اتبع الدى أما بعد فالمد ل الذي فض خدمكم وسلب ملككم ووهن كيدكم وان من صلى صلتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم السلم الذي له‬
‫مالنا وعليه ما علينا أما بعد فاذا جاءكم كتاب فابعثوا إل بالرهن واعتقدوا من الذمة وإل فوالذي ل إله غيه لبعثن إليكم قوما يبون الوت كما تبون أنتم الياة فلما قرأوا الكتاب أخذوا‬
‫يتعجبون وقال سيف بن عمر عن طليحة العلم عن الغية بن عيينة وكان قاضي أهل الكوفة قال فرق خالد مرجه من اليمامة ال العراق جنده ثلث فرق ول يملهم على طريق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪344‬‬

‫واحدة فسرح الثن قبله بيومي ودليلة ظفر وسرح عدي بن حات وعاصم بن عمرو ودليلها مالك بن عباد وسال بن نصر أحدها قبل صاحبه بيوم وخرج خالد يعن ف آخرهم ودليله رافع‬
‫فواعدهم جيعا الفي ليجتمعوا به ويصادموا عدوهم وكان فرج الند أعظم فروج فارس بأسا واشدها شوكة وكان صاحبه يارب ف الب والند ف البحر وهو هرمز فكتب إليه خالد فبعث‬
‫هرمز بكتاب خالد إل شيي بن كسرى وأردشي بن شيي وجه هرمز وهو نائب كسرى جوعا كثية وسار بم إل كاظمة وعلى منبتيه قباذ وأنوشجان وها من بيت اللك وقد تفرق‬
‫اليش ف السلسل لئل يفروا وكان هرمز هذا من أخبث الناس طوية واشدهم كفرا وكان شريفا ف الفرس وكان الرجل كلما ازداد شرفا زاد ف حليته فكانت قلنسوة هرمز بائة ألف وقدم‬
‫خالد ومن معه من اليش وهم ثانية عشر ألفا فنل تاههم على غي ماء فشكى أصحابه ذلك فقال جالدوهم حت تلوهم عن الاء فأن ال جاعل الاء لصب الطائفتي فلما استقر بالسلمي‬
‫النل وهم ركبان على خيولم بعث ال سحابة فأمطرتم حت صار لم غدران من ماء فقوي السلمون بذلك وفرحوا فرحا شديدا فلما تواجه الصفان وتقاتل الفريقان ترجل هرمز ودعا إل‬
‫النال فترجل خالد وتقدم إل هرمز فاختلفا ضربتي واحتضنه خالد وجاءت حامية هرمز فما شغله عن قتله وحل القعقاع بن عمرو على حامية هرمز فاناموهم وانزم أهل فارس وركب‬
‫السلمون أكتافهم إل الليل واستحوذ السلمون وخالد على أمتعتهم وسلحهم فبلغ وقر ألف بعي وسيت هذه الغزوة ذات السلسل لكثرة من سلسل با من فرسان فارس وأفلت قباذ‬
‫وأنوشجان ولا رجع الطلب نادى منادي خالد بالرحيل فسار بالناس وتبعته الثقال حت نزل بوضع السر العظم من البصرة اليوم وبعث بالفتح والبشارة والمس مع زر ابن كليب إل‬
‫الصديق وبعث معه بفيل فلما رآه نسوة أهل الدينة جعلن يقلن أمن خلق ال هذا أم شيء مصنوع فرده الصديق مع زر وبعث أبو بكر لا بلغه الب إل خالد فنفله سلب هرمز وكانت‬
‫قلنسوته بائة ألف وكانت مرصعة بالوهر وبعث خالد المراء يينا وشال ياصرون حصونا هنالك ففتحوها عنوة وصلحا وأخذوا منها أموال جة ول يكن خالد يتعرض للفلحي من ل يقاتل‬
‫منهم ول أولدهم بل للمقاتلة من أهل فارس ث كانت وقعة الذار ف صفر من هذه السنة ويقال لا وقعة الثن وهو النهر قال ابن جرير ويومئذ قال الناس صفر الصفار فيه يقتل كل جبار‬
‫على ممع النار وكان سببها أن هرمزا كان قد كتب إل أردشي وشيي بقدوم خالد نوه من اليمامة فبعث إليه كسرى بدد مع أمي يقال له قارن بن قريانس فلم يصل إل هرمز حت كان‬
‫من أمره مع خالد ما تقدم وفر من فر من الفرس فتلقاهم قارن فالتفوا عليه فتذامروا واتفقوا على العود إل خالد فساروا إل موضع يقال له الذار وعلى منبت قارن قباذ وأنوشجان فلما انتهى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪345‬‬

‫الب إل خالد قسم ما كان معه من أربعة أخاس غنيمة يوم ذات السلسل وأرسل إل الصديق ببه مع الوليد بن عقبة وسار خالد بن معه من اليوش حت نزل على الذار وهو على تعبئته‬
‫فاقتتلوا قتال حنق وحفيظة وخرج قارن يدعو إل الباز فبز إليه خالد وابتدره الشجعان من المراء فقتل معقل بن العشى بن النباش قارنا وقتل عدي بن حات قباذ وقتل عاصم أنوشجان‬
‫وفرت الفرس وركبهم السلمون ف ظهورهم فقتلوا منهم يومئذ ثلثي ألفا وغرق كثي منهم ف النار والياه واقام خالد بالذار وسلم السلب إل من قتل وكان قارن قد انتهى شرفه ف ابناء‬
‫فارس وجع بقية الغينمة وخسها وبعث بالمس والفتح والبشارة إل الصديق مع سعيد بن النعمان أخي بن عدي بن كعب وأقام خالد هناك حت قسم أربعة الخاس وسب ذراري من حصره‬
‫من القاتلة دون الفلحي فإنه أقرهم بالزية وكان ف هذا السب حبيب أبو السن البصري وكان نصرانيا ومافنه مول عثمان وأبو زياد مول الغية بن شعبة ث أمر على الند سعيد بن‬
‫النعمان وعلى الزية سويد ابن مقرن وأمره أن ينل الفي ليجب إليه الموال وأقام خالد يتجسس الخبار عن العداء ث كان أمر الولة ف صفر أيضا من هذه السنة فيما ذكره ابن جرير‬
‫وذلك لنه لا انتهى الب با كان بالذار من قبل قارن وأصحابه إل أردشي وهو ملك الفرس يومئذ بعث أميا شجاعا يقال له الندرزعر وكان من أبناء السواد ولد بالدائن ونشأ با وأمده‬
‫بيش آخر مع أمي يقال له بمن جاذويه فساروا حت بلغوا مكانا يقال له الولة فسمع بم خالد فسار بن معه من النود ووصى من استخلفه هناك بالذر وقلة الغفلة فنازل أنذرزعر ومن‬
‫ناشب معه واجتمع عنده بالولة فاقتتلوا قتال شديدا هو أشد ما قبله حت ظن الفريقان أن الصب قد فرغ واستبطأ كمينه الذي كان قد أرصدهم وراءه ف موضعي فما كان إل يسيا حت‬
‫خرج الكمينان من هاهنا ومن هاهنا فقرت صفوف العاجم فأخذهم خالد من أمامهم والكمينان من ورائهم فلم يعرف رجل منهم مقتل صاحبه وهرب النذرزعر من الوقعة فمات عطشا‬
‫وقام خالد ف الناس خطيبا فرغبهم ف بلد العاجم وزهدهم ف بلد العرب وقال أل ترون ما هاهنا من الطعمات وبال لو ل يلزمنا الهاد ف سبيل ال والدعاء إل السلم ول يكن إل‬
‫العاش لكان الرأي أن نقاتل على هذا الريف حت نكون اول به ونول الوع والقلل من توله من اثاقل عما أنتم عليه ث خس الغنيمة وقسم أربعة أخاسها بي الغاني وبعث المس إل‬
‫الصديق وأسر من أسر من ذرارى القاتلة وأقر الفلحي بالزية وقال سيف بن عمر عن عمرو عن الشعب قال بارز خالد يوم الولة رجل من العاجم يعدل بألف رجل فقتله ث اتكأ عليه‬
‫وأتى بغدائه فأكله وهو متكئ عليه بي الصفي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪346‬‬

‫ث كانت وقعة أليس ف صفر أيضا وذلك أن خالدا كان قد قتل يوم الولة طائفة من بكر بن وائل من نصارى العرب من كان مع الفرس فاجتمع عشائرهم وأشدهم حنقا عبد السود العجلي‬
‫وكان قد قتل له ابن بالمس فكاتبوا العاجم فأرسل إليهم اردسي جيشا فاجتمعوا بكان يقال له أليس فبينما هم قد نصبوا لم ساطا فيه طعام يريدون أكله إذ غافلهم خالد بيشه فلما رأوه‬
‫أشار من أشار منهم بأكل الطعام وعدم العتناء بالد وقال أمي كسرى بل ننهض إليه فلم يسمعوا منه فلما نزل خالد تقدم بي يدي جيشه ونادى بأعلى صوته لشجعان من هنالك من‬
‫العراب أين فلن أين فلن فكلهم تلكأوا عنه إل رجل يقال له مالك بن قيس من بن جذرة فأنه برز إليه فقال له خالد يا ابن البيثة ما جرأك على من بينهم وليس فيك وفاء فضربه فقتله‬
‫ونفرت العاجم عن الطعام وقاموا إل السلح فاقتتلوا قتال شديدا جدا والشركون يرقبون قدوم بمن مددا من جهة اللك إليهم فهم ف قوة وشدة وكلب ف القتال وصب السلمون صبا‬
‫بليغا وقال خالد اللهم لك علي إن منحتنا أكتافهم أن ل أستبقي منهم أحدا أقدر عليه حت أجري نرهم بدمائهم ث ان ال عز وجل منح السلمي أكتافهم فنادى منادي خالد السر السر ل‬
‫تقتلوا إل من امتنع من السر فأقبلت اليول بم أفواجا يساقون سوقا وقد وكل بم رجال يضربون أعناقهم ف النهر ففعل ذلك بم يوما وليلة ويطلبهم ف الغد ومن بعد الغد وكلما حضر‬
‫منهم أحد ضربت عنقه ف النهر وقد صرف ماء النهر إل موضع آخر فقال له بعض المراء إن النهر ل يري بدمائهم حت ترسل الاء على الدم فيجري معه فتب بيمينك فأرسله فسال النهر‬
‫دما عبيطا فلذلك سى نر الدم إل اليوم فدارت الطواحي بذلك الاء الختلط بالدم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلثة أيام وبلغ عدد القتلى سبعي ألفا ولا هزم خالد اليش ورجع من‬
‫رجع من الناس عدل خالد إل الطعام الذي كانوا قد وضعوه ليأكلوه فقال للمسلمي هذا نفل فانزلوا فكلوا فنل الناس فأكلوا عشاء وقد جعل العاجم على طعامهم مرققا كثيا فجعل من‬
‫يراه من أهل البادية من العراب يقولون ما هذه الرقع يسبونا ثيابا فيقول لم من يعرف ذلك من أهل الرياف والدن أما سعتم رقيق العيش قالوا بلى قالوا فهذا رقيق العيش فسموه يومئذ‬
‫رقاقا وإنا كانت العرب تسميه العود وقد قال سيف بن عمر عن عمرو بن ممد عن الشعب عمن حدث عن خالد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نفل الناس يوم خيب البز والبطيخ‬
‫والشواء وما أكلوا غي ذلك غي متأثليه وكان كل من قتل بذه الوقعة يوم أليس من بلدة يقال لا أمغيشيا فعدل إليها خالد وأمر برابا واستول على ما با فوجدوا با مغنما عظيما فقسم بي‬
‫الغاني فأصاب الفارس بعد النفل ألفا وخسمائة غي ما تيأ له ما قبله وبعث خالد إل الصديق بالبشارة والفتح والمس من الموال والسب مع رجل يقال له جندل من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪347‬‬

‫بن عجل وكان دليل صارما فلما بلغ الصديق الرسالة وأدى المانة أثن عليه وأجازه جارية من السب وقال الصديق يا معشر قريش إن أسدكم قد عدا على السد [ فغلبه على خراذيله ]‬
‫عجزت النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد ث جرت أمور طويلة لالد ف أماكن متعددة يل ساعها وهو مع ذلك ل يكل ول يل ول يهن ول يزن بل كلما له ف قوة وصرامة وشدة‬
‫وشهامة ومثل هذا إنا خلقه ال عزا للسلم وأهله وذل للكفر وشتات شله فصل‬
‫ث سار خالد فنل الورنق والسدير وبالنجف وبث سراياه هاهنا وهاهنا ياصرون الصون من الية ويستنلون أهلها قسرا وقهرا وصلحا ويسرا وكان ف جلة ما نزل بالصلح قوم من‬
‫نصارى العرب فيهم ابن بقيلة التقدم ذكره وكتب لهل الية كتاب أمان فكان الذي راوده عليه عمرو بن عبد السيح ابن نقيلة ووجد خالد معه كيسا فقال ما ف هذا وفتحه خالد فوجد‬
‫فيه شيئا فقال ابن بقيلة هو سم الساعة فقال ول استصحبته معك فقال حت إذا رأيت مكروها ف قومي أكلته فالوت أحب إل من ذلك فأخذه خالد ف يده وقال إنه لن توت نفس حت تأت‬
‫على أجلها ث قال بسم ال خي الساء رب الرض والسماء الذي ليس يضر مع اسه داء الرحن الرحيم قال وأهوى إليه المراء ليمنعوه منه فبادرهم فابتلعه فلما رأى ذلك ابن بقيلة قال‬
‫وال يا معشر العرب لتملكن ما أردت ما دام منكم أحد ث التفت إل أهل الية فقال ل أر كاليوم أوضح إقبال من هذا ث دعاهم وسألوا خالدا الصلح فصالهم وكتب لم كتابا بالصلح‬
‫وأخذ منهم أربعمائة ألف درهم عاجلة ول يكن صالهم حت سلموا كرامة بنت عبد السيح إل رجل من الصحابة يقال له شويل وذلك أنه لا ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم قصور‬
‫الية كان شرفها أنياب الكلب فقال له يا رسول ال هب ل ابنة بقيلة فقال هي لك فلما فتحت ادعاها شويل وشهد له اثنان من الصحابة فامتنعوا من تسليمها إليه وقالوا ما تريد إل امرأة‬
‫ابنة ثاني سنة فقالت لقومها ادفعون إليه فأن سأفتدى منه وإنه قد رآن وأنا شابة فسلمت إليه فلما خل با قالت ما تريد إل امرأة بنت ثاني سنة وأنا أفتدى منك فاحكم با أردت فقال‬
‫وال ل أفديك بأقل من عشر مائة فاستكثرتا خديعة منها ث أتت قومها فأحضروا له ألف درهم ولمه الناس وقالوا لو طلبت أكثر من مائة ألف لدفعوها إليك فقال وهل عدد أكثر من عشر‬
‫مائة وذهب إل خالد وقال إنا أردت أكثر العدد فقال خالد أردت أمرا وأراد ال غيه وإنا نكم بظاهر قولك ونيتك عند ال كاذبا أنت أم صادقا وقال سيف بن عمر عن عمرو بن ممد‬
‫عن الشعب لا افتتح خالد الية صلى ثان ركعات بتسليمة واحدة وقد قال عمرو بن القعقاع ف هذه اليام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪348‬‬

‫ومن قتل من السلمي با وأيام الردة ‪ ...‬سقى ال قتلى بالفرات مقيمة ‪ ...‬وأخرى بأثباج النجاف الكوانف ‪ ...‬ونن وطئنا بالكواظم هرمزا ‪ ...‬وبالثن قرن قارن بالوارف ‪ ...‬ويوم أحطنا‬
‫بالقصور تتابعت ‪ ...‬على الية الروحاء إحدى الصارف ‪ ...‬حططناهم منها وقد كان عرشهم ‪ ...‬ييل بم فعل البان الخالف ‪ ...‬رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا ‪ ...‬غبوق النايا حول تلك‬
‫‪ ...‬الحارف ‪ ...‬صبيحة قالوا نن قوم تنلوا ‪ ...‬إل الريف من أرض العريب القانف‬
‫وقد قدم جرير بن عبد ال البجلي على خالد بن الوليد وهو بالية بعد الوقعات التعددة والغنائم التقدم ذكرها ول يضر شيئا منها وذلك لنه كان قد بعثه الصديق مع خالد بن سعيد بن‬
‫العاص إل الشام فاستأذن خالد بن سعيد ف الرجوع إل الصديق ليجمع له قومه من بيلة فيكونوا معه فلما قدم على الصديق فسأله ذلك غضب الصديق وقال أتيتن لتشغلن عما هو أرضى‬
‫ل من الذي تدعون إليه ث سيه الصديق إل خالد بن الوليد بالعراق قال سيف بأسانيده ث جاء ابن صلوبا فصال خالدا على بانقيا وبسما وما حول ذلك على عشرة آلف دينار وجاءه‬
‫دهاقي تلك البلد فصالوه على بلدانم وأهاليهم كما صال أهل الية واتفق ف تلك اليام الت كان قد تكن بأطراف العراق واستحوذ على الية وتلك البلدان وأوقع بأهل أليس والثن‬
‫وما بعدها بفارس ومن ناشب معهم ما أوقع من القتل الفظيع ف فرسانم أن عدت فارس على ملكهم الكب أردشي وابنه شيين فقتلوها وقتلوا كل من ينسب إليهما وبقيت الفرس حائرين‬
‫فيمن يولوه أمرهم واختلفوا فيما بينهم غي أنم قد جهزوا جيوشا تكون حائلة بي خالد وبي الدائن الت فيها إيوان كسرى وسرير ملكته فحينئذ كتب خالد إل من هنالك من الرازبة‬
‫والمراء والدولة يدعوهم إل ال وال الدخول ال دين السلم ليثبت ملكهم عليهم وإل فليدفعوا الزية وإل فليعلموا وليستعدوا لقدومه عليهم بقوم يبون الوت كما يبون هم الياة‬
‫فجعلوا يعجبون من جرأة خالد وشجاعته ويسخرون من ذلك لماقتهم ورعونتهم ف أنفسهم وقد أقام خالد هنالك بعد صلح الية سنة يتردد ف بلد فارس هاهنا وهاهنا ويوقع بأهلها من‬
‫البأس الشديد والسطوة الباهرة ما يبهر البصار لن شاهد ذلك ويشنف اساع من بلغه ذلك ويي العقول لن تدبره‬
‫فتح خالد للنبار وتسمى هذه الغزوات ذات العيون‬
‫ركب خالد ف جيوشه فسار حت انتهى إل النبار وعليها رجل من أعقل الفرس واسودهم ف أنفسهم يقال له شيزاذ فأحاط با خالد وعليها خندق وحوله أعراب من قومهم على دينهم‬
‫واجتمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪349‬‬

‫معهم أهل أرضهم فمانعوا خالدا أن يصل ال الندق فضرب معهم رأسا ولا تواجه الفريقان أمر خالد أصحابه فرشقوهم بالنبال حت فقأوا منهم ألف عي فتصايح الناس ذهبت عيون أهل‬
‫النبار وسيت هذه الغزوة ذات العيون فراسل شيزاذ خالدا ف الصلح فاشترط خالد امورا امتنع شيزاذ من قبولا فتقدم خالد ال الندق فاستدعي برذايا الموال من البل فذبها حت ردم‬
‫الندق با وجاز هو وأصحابه فوقها فلما رأى شيزاذ ذلك أجاب إل الصلح على الشروط الت اشترطها خالد وسأله أن يرده إل مأمنه فوف له خالد بذلك وخرج شيزاذ من النبار‬
‫وتسلمها خالد فنلا واطمأن با وتعلم الصحابة من با من العرب الكتابة العربية وكان أولئك العرب قد تعلموها من عرب قبلهم وهم بنو إياد كانوا با ف زمان بتنصر حي أباح العراق‬
‫‪ ...‬للعرب وأنشدوا خالدا قول بعض إياد يتدح قومه ‪ ...‬قومي إياد لو أنم أمم ‪ ...‬أو لو أقاموا فتهزل النعم ‪ ...‬قوم لم باحة العراق إذا ‪ ...‬ساروا جيعا واللوح والقلم‬
‫ث صال خالد أهل البوازيج وكلواذي قال ث نقض اهل النبار ومن حولم عهدهم لا اضرابت بعض الحوال ول يبق على عهده سوى البوازيج وبانقيا قال سيف عن عبد العزيز بن سياه عن‬
‫حبيب بن أب ثابت قال ليس لحد من أهل السواد عهد قبل الوقعة ال بنو صلوبا وهم أهل الية وكلواذي ذي وقرى من قرى الفرات غدروا حت دعوا ال الذمة بعد ما غدروا وقال سيف‬
‫عن ممد بن قيس قلت للشعب أخذ السواد وعنوة وكل أرض ال بعض القلع والصون قال بعض صال وبعض غالب قلت فهل لهل السواد ذمة اعتقدوها قبل الرب قال ل ولكنهم لا‬
‫دعوا ورضوا بالراج وأخذ منهم صاروا ذمة‬
‫وقعة عي التمر‬
‫لا استقل خالد بالنبار استناب عليها الزبرقان بن بدر وقصد عي التمر وبا يومئذ مهران بن برام جوبي ف جع عظيم من العرب وحولم من العراب طوائف من النمر وتغلب وإياد ومن‬
‫لقاهم وعليهم عقة بن أب عقة فلما دنا خالد قال عقة لهران إن العرب أعلم بقتال العرب فدعنا وخالدا فقال له دونكم وإياهم وإن احتجتم إلينا أعناكم فلمت العجم أميهم على هذا‬
‫فقال دعوهم فأن غلبوا خالدا فهو لكم وإن غلبوا قاتلنا خالدا وقد ضعفوا ونن أقوياء فاعترفوا له بفضل الرأي عليهم وسار خالد وتلقاه عقة فلما تواجهوا قال خالد لجنبتيه احفظوا مكانكم‬
‫فأن حامل وأمر حاته أن يكونوا من ورائه وحل على عقة وهو يسوي الصفوف فاحتضنه وأسره وانزم جيش عقة من غي قتال فأكثروا فيهم السر وقصد خالد حصن عي التمر فلما بلغ‬
‫مهران هزية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪350‬‬

‫عقة وجيشه نزل من الصن وهرب وتركه ورجعت فلل نصارى العراب إل الصن فوجدوه مفتوحا فدخلوه واحتموا به فجاء خالد وأحاط بم وحاصرهم اشد الصار فلما رأوا ذلك‬
‫سألوه الصلح فأب إل أن ينلوا على حكمه فجعلوا ف السلسل وتسلم الصن ث أمر فضربت عنق عقة ومن كان أسر معه والذين نزلوا على حكمه أيضا أجعي وغنم جيع ما ف ذلك‬
‫الصن ووجد ف الكنيسة الت به أربعي غلما يتعلمون النيل وعليهم باب مغلق فكسره خالد وفرقهم ف المراء وأهل الغناء وكان حران صار إل عثمان بن عفان من المس ومنهم سيين‬
‫والد ممد بن سيين أخذه أنس بن مالك وجاعة آخرون من الوال الشاهي أراد بم وبذراريهم خيا ولا قدم الوليد بن عقبة على الصديق بالمس رده الصديق إل عياض بن غنم مددا له‬
‫وهو ماصر دومة الندل فلما قدم عليه وجده ف ناحية من العراق ياصر قوما وهم قد أخذوا عليه الطرق فهو مصور أيضا فقال عياض للوليد إن بعض الرأي خي من جيش كثيف ماذا ترى‬
‫فيما نن فيه فقال له الوليد اكتب ال خالد يدك بيش من عنده فكتب اليه يستمده فقدم كتابه على خالد عقب وقعة عي التمر وهو يستغيث به فكتب إليه من خالد إل عياض إياك أريد ‪...‬‬
‫‪ ...‬لبث قليل تأتك اللئب ‪ ...‬يملن آسادا عليها القاشب ‪ ...‬كتائب تتبعها كتائب‬
‫خب دومة الندل‬
‫لا فرغ خالد من عي التمر قصد إل دومة الندل واستخلف على عي التمر عوير بن الكاهن السلمي فلما سع أهل دومة الندل بسيه إليهم بعثوا إل أحزابم من براء وتنوخ وكلب‬
‫وغسان والضجاعم فأقبلوا إليهم وعلى غسان وتنوخ ابن اليهم وعلى الضجاعم ابن الدرجان وجاع الناس بدومة إل رجلي أكيدر بن عبد اللك والودي بن ربيعة فاختلفا فقال أكيدر أنا‬
‫أعلم الناس بالد ل أحد أين طائر منه ف حرب ول أحد منه ول يرى وجه خالد قوم أبدا قلوا أم كثروا إل انزموا عنه فأطيعون وصالوا القوم فأبوا عليه فقال لن أمالئكم على حرب خالد‬
‫وفارقهم فبعث إليه خالد عاصم بن عمرو فعارضه فأخذه فلما أتى به خالدا أمر فضربت عنقه وأخذ ما كان معه ث تواجه خالد وأهل دومة الندل وعليهم الودى بن ربيعة وكل قبيلة مع‬
‫أميها من العراب وجعل خالد دومة بينه وبي جيش عياض بن غنم وافترق جيش العراب فرقتي فرقة نو خالد وحل خالد على من قبله وحل عياض على أولئك فأسر خالد الودي‬
‫وأسر القرع بن حابس وديعة وفرت العراب إل الصن فملوه وبقي منهم خلق ضاق عليهم فعطفت بنو تيم على من هو خارج الصن فأعطوهم مية فنجا بعضهم وجاء خالد فضرب‬
‫أعناق من وجده خارج الصن وأمر بضرب عنق الودي ومن كان معه من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪351‬‬

‫السارى إل اسارى بن كلب فإن عاصم بن عمرو والقرع بن حابس وبن تيم أجاروهم فقال لم خالد مال ومالكم أتفظون أمر الاهلية وتضيعون أمر السلم فقال له عاصم بن عمرو‬
‫أتسدونم العافية وتوذونم الشيطان ث أطاف خالد بالباب فلم يزل عنه حت اقتلعه واقتحموا الصن فقتلوا من فيه من القاتلة وسبوا الذراري فبايعوهم بينهم فيمن يزيد واشترى خالد‬
‫يومئذ ابنة الودي وكانت موصوفة بالمال وأقام بدومة الندل ورد القرع إل النبار ث رجع خالد إل الية فتلقاه أهلها من أهل الرض بالتقليس فسمع رجل منهم يقول لصاحبه مر بنا‬
‫فهذا يوم فرح الشر‬
‫خب وقعت الصيد والضيح‬
‫قال سيف عن ممد وطلحة والهلب قالوا وكان خالد أقام بدومة الندل فظن العاجم به وكاتبوا عرب الزيرة فاجتمعوا لربه وقصدوا النبار يريدون انتزاعها من الزبرقان وهو نائب خالد‬
‫عليها فلما بلغ ذلك الزبرقان كتب ال القعقاع بن عمرو نائب خالد على الية فبعث القعقاع أعبد ابن فدكي السعدي وأمره بالصيد وبعث عروة بن أب العد ابارقي وأمره بالنافس‬
‫ورجع خالد من دومة إل الية وهو عازم على مصادمة أهل الدائن ملة كسرى لكنه يكره أن يفعل ذلك بغي إذن أب بكر الصديق وشغله ما قد اجتمع من جيوش العاجم مع نصارى‬
‫العراب يريدون حربه فبعث القعقاع بن عمرو أميا على الناس فالتقوا بكان يقال له الصيد وعلى العجم رجل منهم يقال له روزبه وأمده أمي آخر يقال له زرمهر فاقتتلوا قتال شديدا‬
‫وهزم الشركون فقتل منهم السلمون خلقا كثيا وقتل القعقاع بيده زرمهر وقتل رجل يقال له عصمة بن عبد ال الضب رزوبه وغنم السلمون شيئا كثيا وهرب من هرب من العجم فلجأوا‬
‫إل مكان يقال له خنافس فسار إليهم أبو ليلى بن فدكي السعدي فلما أحسوا بذلك ساروا إل الضيح فلما استقروا با بن معهم من العاجم والعارب قصدهم خالد بن الوليد بن معه من‬
‫النود وقسم اليش ثلث فرق وأغار عليهم ليل وهم نائمون فأنامهم ول يفلت منهم إل اليسي فما شبهوا إل بغنم مصرعة وقد روى ابن جرير عن عدي بن حات قال انتهينا ف هذه الغارة‬
‫إل رجل يقال له حرقوص بن النعمان النمري وحوله بنوه وبناته وامرأته وقد وضع لم جفنة من خر وهم يقولون أحد يشرب هذه الساعة وهذه جيوش خالد قد أقبلت فقال لم اشربوا‬
‫‪ ...‬شرب وداع فما ارى أن تشربوا خرا بعدها فشربوا وجعل يقول ‪ ...‬أل يا اسقيان قبل نائرة الفجر ‪ ...‬لعل منايانا قريب ول ندري‬
‫القصيدة إل آخرها قال فهجم الناس عليه فضرب رجل رأسه فاذا هو ف جفنته وأخذت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪352‬‬

‫بنوه وبناته وامرأته وقد قتل ف هذه العركة رجلن كانا قد أسلما ومعهما كتاب من الصديق بالمان ول يعلم بذلك السلمون وها عبد العزى بن أب رهم بن قرواش قتله جرير بن عبد ال‬
‫البجلي والخر لبيد بن جرير قتله بعض السلمي فلما بلغ خبها الصديق وداها وبعث بالوصاة بأولدها وتكلم عمر بن الطاب ف خالد بسببهما كما تكلم فيه بسبب مالك بن نويرة فقال‬
‫له الصديق كذلك يلقى من يساكن أهل الرب ف ديارهم أي الذنب لما ف ماورتما الشركي وهذا كما ف الديث أنا بريء من كل من ساكن الشرك ف داره وف الديث الخر ل ترى‬
‫نارها أي ل يمتع السلمون والشركون ف ملة واحدة ث كانت وقعة الثن والزميل وقد بيتوهم فقتلوا من كان هنالك من العراب والعاجم فلم يفلت منهم أحد ول انبعث بب ث بعث‬
‫خالد بالمس من الموال والسب إل الصديق وقد اشترى علي بن أب طالب من هذا السب جارية من العرب وهي ابنة ربيعة بن بي التغلب فاستولدها عمر ورقية رضي ال عنهم أجعي‬
‫وقعة الفراض‬
‫ث سار خالد بن معه من السلمي إل وقعة الفراض وهي توم الشام والعراق والزيرة فأقام هنالك شهر رمضان مفطرا لشغله بالعداء ولا بلغ الروم أمر خالد ومضيه إل قرب بلدهم حوا‬
‫وغضبوا وجعوا جوعا كثية واستمدوا تغلب وإياد والتمر ث ناهدوا خالدا فحالت الفرات بينهم فقالت الروم لالد اعب إلينا وقال خالد للروم بل اعبوا أنتم فعبت الروم إليهم وذلك‬
‫للنصف من ذي القعدة سنة ثنت عشرة فاقتتلوا هنالك قتال عظيما بليغا ث هزم ال جوع الروم وتكن السلمون من اقتفائهم فقتل ف هذه العركة مائة ألف وأقام خالد بعد ذلك بالفراض‬
‫عشرة أيام ث أذن بالقفول إل الية لمس بقي من ذي القعدة وأمر عاصم بن عمرو أن يسي ف القدمة وأمر شجرة بن العز أن يسي ف الساقة وأظهر خالد أنه يسي ف الساقة وسار خالد‬
‫ف عدة من أصحابه وقصد شطر السجد الرام وسار إل مكة ف طريق ل يسلك قبله قط ويأت له ف ذلك أمر ل يقع لغيه فجعل يسي متعسفا على غي جادة حت انتهى ال مكة فأدرك الج‬
‫ف هذه السنة ث عاد فأدرك أمر الساقة قبل أن يصلوا ال الية ول يعلم أحد بج خالد هذه السنة إل القليل من الناس من كان معه ول يعلم أبو بكر الصديق بذلك أيضا إل بعدما رجع أهل‬
‫الج من الوسم فبعث يعتب عليه ف مفارقته اليش وكانت عقوبته عنده أن صرفه من غزو العراق إل غزو الشام وقال له فيما كتب إليه يقول له وإن الموع ل تشج بعون ال شجيك‬
‫فليهنئك أبا سليمان النية والظوة فأتم يتمم ال لك ول يدخلنك عجب فتخسر وتذل وإياك أن تدل بعمل فان ال له الن وهو ول الزاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪353‬‬

‫فصل فيما كان من الوادث ف هذه السنة‬


‫فيها أمر الصديق زيد بن ثابت أن يمع القرآن من اللحاف والعسب وصدور الرجال وذلك بعد ما استحر القتل ف القراء يوم اليمامة كما ثبت به الديث ف صحيح البخاري وفيها تزوج‬
‫علي بن أب طالب بأمامة بنت زينب بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي من أب العاص بن الربيع بن عبد شس الموي وقد توف أبوها ف هذا العام وهذه هي الت كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يملها ف الصلة فيضعها إذا سجد ويرفعها إذا قام وفيها تزوج عمر بن الطاب عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وهي ابنة عمه وكان لا مبا وبا معجبا وكان ل ينعها من‬
‫الروج إل الصلة ويكره خروجها فجلس لا ذات ليلة ف الطريق ف ظلمة فلما مرت ضرب بيده على عجزها فرجعت إل منلا ول ترج بعد ذلك وقد كانت قبله تت زيد بن الطاب‬
‫فيما قيل فقتل عنها وكانت قبل زيد تت عبد ال ابن أب بكر فقتل عنها ولا مات عمر تزوجها بعده الزبي فلما قتل خطبها علي بن أب طالب فقالت إن أرغب بك عن الوت وامتنعت عن‬
‫التزوج حت ماتت وفيها اشترىعمر موله أسلم ث صار منه أن كان أحد سادات التابعي وابنه زيد بن أسلم أحد الثقات الرفعاء وفيها حج بالناس أبو بكر الصديق رضي ال عنه واستخلف‬
‫على الدينة عثمان بن عفان رواه ابن اسحاق عن العلء بن عبد الرحن بن يعقوب مول الرقة عن رجل من بن سهم عن أب ماجدة قال حج بنا أبو بكر ف خلفته سنة ثنت عشرة فذكر‬
‫حديثا ف القصاص من قطع الذن وأن عمر حكم ف ذلك بأمر الصديق قال ابن اسحاق وقال بعض الناس ل يج أبو بكر ف خلفته وأنه بعث على الوسم السنة ثنت عشرة عمر بن الطاب‬
‫أو عبد الرحن بن عوف‬
‫فصل فيمن توف ف هذه السنة‬
‫قد قيل إن وقعة اليمامة وما بعدها كانت ف سنة ثنت عشرة فليذكر هاهنا من تقدم ذكره ف سنة إحدى عشرة من قتل اليمامة وما بعدها ولكن الشهور ما ذكرناه‬
‫بشي بن سعد بن ثعلبة الزرجي‬
‫والد النعمان بن بشي شهد العقبة الثانية وبدرا وما بعدها ويقال إنه أول من أسلم من النصار وهو اول من بايع الصديق يوم السقيفة من النصار وشهد مع خالد حروبه إل أن قتل بعي‬
‫التمر رضي ال عنه وروى له النسائي حديث النحل والصعب بن جثامة الليثي أخو مكم بن جثامة له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أحاديث قال أبو حات هاجر وكان نزل ودان ومات‬
‫ف خلفة الصديق‬
‫ابو مرثد الغنوي‬
‫واسه معاذ بن الصي ويقال ابن الصي بن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف بن خيلن بن غنم بن غن بن أعصر بن سعد بن قيس بن غيلن بن مضر بن نزار أبو‬
‫مرثد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 6‬صفحة ‪354‬‬

‫الغنوي شهد هو وابنه مرثد بدرا ول يشهدها رجل هو وابنه سواها واستشهد ابنه مرثد يوم الرجيع كما تقدم وابن ابنه أنيس بن مرثد بن أب مرثد له صحبة أيضا شهد الفتح وحنينا وكان‬
‫عي رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أوطاس فهم ثلثة نسقا وقد كان أبو مرثد حليفا للعباس بن عبد الطلب وروى له عن النب صلى ال عليه وسلم حديث واحد انه قال ل تصلوا إل‬
‫القبور ول تلسوا إليها قال الواقدي توف سنة ثنت عشرة زاد غيه بالشام وزاد غيه عن ست وستي سنة وكان رجل طويل كثي الشعر قلت وف قبلي دمشق قب يعرف بقب كثي والذي‬
‫قرأته على قبه هذا قب كناز بن الصي صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم ورأيت على ذلك الكان روحا وجللة والعجب أن الافظ ابن عساكر ل يذكره ف تاريخ الشام فال أعلم‬
‫ومن توف ف هذه السنة ابو العاص بن الربيع‬
‫ابن عبد العزى بن عبد شس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي زوج أكب بنات رسول ال صلى ال عليه وسلم زينب وكان مسنا إليها ومبا لا ولا أمره السلمون بطلقها حي بعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أب عليهم ذلك وكان ابن أخت خدية بنت خويلد واسم أمه هالة ويقال هند بنت خويلد واختلف ف اسه فقيل لقيط وهو الشهر وقيل مهشم وقيل هشيم‬
‫وقد شهد بدرا من ناحية الكفار فأسر فجاء أخوه عمرو بن الربيع ليفاديه وأحضر معه الفداء قلدة كانت خدية أخرجتها مع ابنتها زينب حي تزوج أبو العاص با فلما رآها رسول ال رق‬
‫لا رقة شديدة وأطلقه بسببها واشترط عليه أن يبعث له زينب إل الدينة فوف له بذلك واستمر أبو العاص على كفره بكة إل قبيل الفتح بقليل فخرج ف تارة لقريش فاعترضه زيد بن حارثة‬
‫ف سرية فقتلوا جاعة من أصحابه وغنموا العي وفر أبو العاص هاربا إل الدينة فاستجار بامرأته زينب فأجارته فأجاز رسول ال جوارها ورد عليه ما كان معه من أموال قريش فرجع با أبو‬
‫العاص إليهم فرد كل مال إل صاحبه ث تشهد شهادة الق وهاجر إل الدينة ورد عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم زينب بالنكاح الول وكان بي فراقها له وبي اجتماعها ست سني‬
‫وذلك بعد سنتي من وقت تري السلمات على الشركي ف عمرة الديبية وقيل إنا ردها عليه بنكاح جديد فال أعلم وقد ولد له من زينب علي بن أب العاص وخرج مع علي إل اليمن‬
‫حي بعثه إليها رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يثن عليه خيا ف صهارته ويقول حدثن فصدقن وواعدن فوفان وقد توف ف أيام الصديق سنة ثنت‬
‫عشرة وف هذه السنة تزوج علي بن أب طالب بابنته أمامة بنت أب العاص بعد وفاة خالتها فاطمة وما أدري هل كان ذلك قبل وفاة أب العاص أو بعده فال أعلم * ت الزء السادس من‬
‫* البداية والنهاية ويلية الزء السابع وأوله سنة ثلث عشرة من الجرة النبوية نسأل ال التوفيق والعانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪354‬‬


‫بسم ال الرحن الرحيم سنة ثلث عشرة من الجرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪2‬‬

‫استهلت هذه السنة والصديق عازم على جع النود ليبعثهم ال الشام وذلك بعد مرجعه من الج عمل بقوله تعال يا ايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة‬
‫واعلموا ان ال مع التقي وبقوله تعال قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر الية واقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم فانه جع السلمي لغزو الشام وذلك عام تبوك حت وصلها‬
‫ف حر شديد وجهد فرجع عامه ذلك ث بعث قبل موته اسامة بن زيد موله ليغزو توم الشام كما تقدم ولا فرغ الصديق من امر جزيرة العرب بسط يينه ال العراق فبعث اليها خالد بن‬
‫الوليد ث اراد ان يبعث ال الشام كما بعث ال العراق فشرع ف جع المراء ف اماكن متفرقة من جزيرة العرب وكان قد استعمل عمرو بن العاص على صدقات قضاعة معه الوليد بن عقبة‬
‫فيهم فكتب اليه يستنفره ال الشام ان كنت قد رددتك على العمل الذي ولكه رسول ال صلى ال عليه وسلم مرة وساه لك اخرى وقد احببت ابا عبدال ان افرغك لا هو خي لك ف‬
‫حياتك ومعادك منه ال ان يكون الذي انت فيه احب اليك فكتب اليه عمرو بن العاص ان سهم من سهام السلم وانت عبد ال الرامي با والامع لا فانظر اشدها واخشاها فارم ب فيها‬
‫وكتب ال الوليد بن عقبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪3‬‬

‫بثل ذلك ورد عليه مثله واقبل بعدما استخلفا ف عملهما ال الدينة وقدم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن فدخل الدينة وعليه جبة ديباج فلما رآها عمر عليه امر من هناك من الناس‬
‫بتحريقها عنه فغضب خالد بن سعيد وقال لعلي بن اب طالب يا ابا السن اغلبتم يا بن عبدمناف عن المرة فقال له علي امغالبة تراها او خلفة فقال ل يغالب على هذا المر اول منكم‬
‫فقال له عمر بن الطاب اسكت فض ال فاك وال ل تزال كاذبا توض فيما قلت ث ل تضر ال نفسك وابلغها عمر ابا بكر فلم يتأثر لا ابو بكر ولا اجتمع عند الصديق من اليوش ما اراد‬
‫قام ف الناس خطيبا فانن على ال با هو اهله ث حث الناس على الهاد فقال ال لكل امر جوامع فمن بلغها فهي حسبه ومن عمل ال كفاه ال عليكم بالد والقصد فان القصد ابلغ ال انه ل‬
‫دين لحد ل ايان له ول ايان لن خشيه له ول عمل لن ل نية له ال وان ف كتاب ال من الثواب على الهاد ف سبيل ال لا ينبغي للمسلم ان يب ان يص به هي النجاة الت دل ال عليها‬
‫اذ نى با من الزي والق با الكرامة‬
‫ث شرع الصديق ف تولية المراء وعقد اللوية والرايات فيقال ان اول لواء عقده لالد بن سعيد بن العاص فجاء عمر بن الطاب فثناه عنه وذكره با قال فلم يتأثر به الصديق كما تأثر به‬
‫عمر بل عزله عن الشام ووله ارض تيماء يكون با فيمن معه من السلمي حت يأتيه امره ث عقد لواء يزيد بن اب سفيان ومعه جهور من الناس ومعه سهيل بن عمرو واشباهه من اهل مكة‬
‫وخرج معه ماشيا يوصيه با اعتمده ف حربه ومن معه من السلمي وجعل له دمشق وبعث ابا عبيدة بن الراح على جند آخر وخرج معه ماشيا يوصيه وجعل له نيابة حص وبعث عمرو بن‬
‫العاص ومعه جند آخر وجعله على فلسطي وامر كل امي ان يسلك طريقا غي طريق الخر لا لظ ف ذلك تداخل من الصال وكان الصديق اقتدى ف ذلك بنب ال يعقوب حي قال لبنيه يا‬
‫بن ل تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة وما اغن عنكم من ال من شىء ان الكم ال ل عليه توكلت وعليه فليتوكل التوكلون فكان سلوك يزيد بن اب سفيان على تبوك‬
‫فال الدائن باسناده عن شيوخه قالوا وكان بعث اب بكر هذه اليوش ف اول سنة ثلث عشرة قال ممد بن اسحاق عن صال بن كيسان خرج ابو بكر ماشيا ويزيد بن اب سفيان راكبا‬
‫فجعل يوصيه فلما فرغ قال اقرئك السلم واستودعك ال ث انصرف ومضى يزيد واجد السي ث تبعه شرحبيل بن حسنة ث ابو عبيدة مددا لما فسلكوا غي ذلك الطريق وخرج عمرو بن‬
‫العاص حت نزل العرمات من ارض الشام ويقال ان يزيد بن اب سفيان نزل البلقاء اول ونزل شرحبيل بالردن ويقال ببصرى ونزل ابو عبيدة بالابية وجعل الصديق يدهم باليوش وامر كل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪4‬‬

‫واحد منهم ان ينضاف ال من احب من المراء ويقال ان ابا عبيدة لا مر بارض البلقاء قاتلهم حت صالوه وكان اول صلح وقع بالشام‬
‫ويقال ان اول حرب وقع بالشام ان الروم اجتمعوا بكان يقال له العرية من ارض فلسطي فوجه اليهم ابا امامة ف سرية فقتلهم وغنم منهم وقتل منهم بطريقا عظيما ث كانت بعد هذه وقعة‬
‫مرج الصفراء استشهد فيها خالد بن سعيد بن العاص وجاعة من السلمي ويقال ان الذي استشهد ف مرج الصفراء ابن لالد بن سعيد واما هو ففر حت اناز ال ارض الجاز فال اعلم‬
‫حكاه ابن جرير قال ابن جرير ولا انتهى خالد بن سعيد ال تيماء اجتمع له جنود من الروم ف جع كثي من نصارى العرب من غيا وتنوخ وبن كلب وسليح ولم وجذام وغسان فتقدم‬
‫اليهم خالد بن سعيد فلما اقترب منهم تفرقوا عنه ودخل كثي منهم ف السلم وبعث ال الصديق يعلمه با وقع من الفتح فامره الصديق ان يتقدم ول بجم وامده بالوليد بن عتبة وعكرمة‬
‫بن اب جهل وجاعة فسار ال قريب من ايلياء فالتقى هو وامي من الروم يقال له ماهان فكسره ولأ ماهان ال دمشق فلحقه خالد بن سعيد وبادر اليوش ال لوق دمشق وطلب الظوة‬
‫فوصلوا ال مرج الصفراء فانطوت عليه مسال ماهان واخذوا عليهم الطريق وزحف ماهان ففر خالد بن سعيد فلم يرد ال ذى الروة واستحوذ الروم على جيشهم ال من فر على اليل‬
‫وثبت عكرمة بن اب جهل وقد تقهقر عن الشام قريبا وبقي رداءا لن نفر اليه واقبل شرحبيل بن حسنة من العراق من عند خالد بن الوليد ال الصديق فأمره على جيشه وبعثه ال الشام فلما‬
‫مر بالد بن سعيد بذي الروة اخذ جهور اصحابه الذين هربوا معه ال ذي الروة ث اجتمع عند الصديق طائفة من الناس فأمر عليهم معاوية بن اب سفيان وارسله وراء اخيه زيد بن اب سفيان‬
‫ولا مر بالد بن سعيد اخذ من كان بقي معه بذى الروة ال الشام ث اذن الصديق لالد بن سعيد ف الدخول ال الدينة وقال كان عمر اعلم بالد‬
‫وقعة اليموك‬
‫على ما ذكره سيف بن عمر ف هذه السنة قبل فتح دمشق وتبعه على ذلك ابو جعفر بن جرير رحه ال واما الافظ ابن عساكر رحه ال فانه نقل عن يزيد بن اب عبيدة والوليد وابن ليعة‬
‫والليث واب معشر انا كانت ف سنة خسة عشرة بعد فتح دمشق وقال ممد بن اسحاق كانت ف رجب سنة خس عشرة وقال خليفة بن خياط قال ابن الكلب كانت وقعة اليموك يوم‬
‫الثني لمس مضي من رجب سنة خس عشرة قال ابن عساكر وهذا هو الحفوظ واما ما قاله سيف من انا قبل فتح دمشق سنة ثلث عشرة فلم يتابع عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪5‬‬

‫قلت وهذا ذكر سياق سيف وغيه على ما اورده ابن جرير وغيه قال ولا توجهت هذه اليوش نو الشام افزع ذلك الروم وخافوا خوفا شديدا وكتبوا ال هرقل يعلمونه با كان من المر‬
‫فيقال انه كان يومئذ بمص ويقال كان حج عامه ذلك ال بيت القدس فلما انتهى اليه الب قال لم ويكم ان هؤلء اهل دين جديد وانم لقبل الحد بم فأطيعون وصالوهم با‬
‫تصالونم على نصف خراج الشام ويبقى لكم جبال الروم وان أنتم ابيتم ذلك اخذوا منكم الشام وضيقوا عليكم جبال الروم فنخروا من ذلك نرة حر الوحش كما هي عاداتم ف قلة‬
‫العرفة والرأي بالرب والنصرة ف الدين والدنيا فعند ذلك سار ال حص وامر هرقل بروج اليوش الرومية صحبة المراء ف مقابلة كل امي من السلمي جيش كثيف فبعث ال عمرو بن‬
‫العاص اخا له لبويه تذارق ف تسعي ألفا من القاتلة وبعث جرجه بن بوذيها ال ناحية يزيد بن اب سفيان فعسكر بارائه ف خسي الفا او ستي الفا وبعث الدارقص ال شرحبيل بن حسنة‬
‫وبعث اللقيقار ويقال القيقلن قال ابن اسحاق وهو خصي هرقل نسطورس ف ستي الفا ال اب عبيدة بن الراح وقالت الروم وال لنشغلن ابا بكر عن ان يورد اليول ال ارضنا وجيع‬
‫عساكر السلمي احد وعشرون الفا سوىاليش الذي مع عكرمة بن اب جهل وكان واقفا ف طرف الشام ردءا للناس ف سنة آلف فكتب المراء ال ابو بكر وعمر يعلمونما با وقع من‬
‫المر العظيم فكتب اليهم ان اجتمعوا وكونوا جندا واحدا والقواد جنود الشركي فانتم انصار ال وال ينصر من نصره وخاذل من كفره ولن يؤتى مثلكم عن قلة ولكن من تلقاء الذنوب‬
‫فاحترسوا منها وليصل كل رجل منكم باصحابه وقال الصديق وال لشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بالد بن الوليد وبعث اليه وهو بالعراق ليقدم ال الشام فيكون المي على من به‬
‫فاذا فرغ عاد ال عمله بالعراق فكان ما سنذكره ولا بلغ هرقل ما امر به الصديق امراءه من الجتماع بعث ال امرائه ان يتمعوا ايضا وان ينلوا باليش منل واسع العطن واسع الطرد‬
‫ضيق الهرب وعلى الناس اخوه بندارق وعلى القدمة جرجه وعلى الجنبتي ماهان والدارقص وعلى البحر القيقلن‬
‫وقال ممد بن عائد عن عبدالعلى عن سعيد بن عبدالعزيز ان السلمي كانوا اربعة وعشرين الفا وعليهم ابو عبيدة والروم كانوا عشرين ومائة الف عليهم ماهان وسقلب يوم اليموك‬
‫وكذا ذكر ابن اسحاق ان سقلب الصي كان على الروم يومئذ ف مائة الف وعلى القدمة جرجه من ارمينية ف اثن عشر الفا ومن الستعربة اثن عشر الفا عليهم جبلة بن اليهم والسلمون‬
‫ف اربعة وعشرين الفا فقاتلوا قتال شديدا حت قاتلت النساء من ورائهم اشد القتال وقال الوليد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪6‬‬

‫عن صفوان عن عبدالرحن بن جبي قال بعث هرقل مائت الف عليهم ماهان الرمن قال سيف فسارت الروم فنلوا الواقوصة قريبا من اليموك وصار الوادي خندقا عليهم وبعث الصحابة‬
‫ال الصديق يستمدونه ويعلمونه أن يستنيب على العراق وأن يقفل بن معه إل الشام فإذا وصل اليهم فهو المي با اجتمع من جيش الروم باليموك فكتب الصديق عند ذلك إل خالد بن‬
‫الوليد عليهم فاستناب الثن بن الارثة على العراق وسار خالد مسرعا ف تسعة آلف وخسمائة ودليله رافع بن عمية الطائي فاخذ به على السماق حت انتهى ال قراقر وسلك به اراضي ل‬
‫يسلكها قبله احد فاجتاب الباري والقفار وقطع الودية وتصعد على البال وسار ف غي مهيع وجعل رافع يدلم ف مسيهم على الطريق وهو ف مفاوز معطشة وعطش النوق وسقاها الاء‬
‫عدل بعد نل وقطع مشارفها وكعمها حت ل تتز رحل ادبارها ويقال بل سقاه اليل وشربوا ما كانت تمله من الاء واكلوا لومها واستاقها معه فلما فقدوا الاء نرها فشربوا ما ف أجوافها‬
‫من الاء ووصل ول المد والنة ف خسة ايام فخرج على الروم من ناحية تدمر فصال اهل تدمر واركه ولا مر بعذراء اباحها وغنم لغسان اموال عظيمة وخرج من شرقي دمشق ث سار حت‬
‫وصل ال قناة بصرى فوجد الصحابة تاربا فصاله صاحبها وسلمها اليه فكانت اول مدينة فتحت من الشام ول المد‬
‫وبعث خالد بأخاس ما غنم من غسان مع بلل بن الرث الزن ال الصديق ث سار خالد وابو عبيدة ومرثد وشرحبيل ال عمرو بن العاص وقد قصده الروم بأرض العربا من العور فكانت‬
‫واقعة اجنادين وقد قال رجل من السلمي ف مسيهم هذا مع خالد ‪ ...‬ل عينا رافع ان اهتدى ‪ ...‬فوز من قراقر ال نوى ‪ ...‬خسا اذا ماسارها اليش بكى ‪ ...‬ما سارها قبلك انسي ارى‬
‫‪...‬‬
‫وقد كان بعض العرب قال له ف هذا السي ان انت اصبحت عن الشجرة الفلنية نوت انت ومن معك وان ل تدركها هلكت انت ومن معك فسار خالد بن معه وسروا سروة عظيمة‬
‫فاصبحوا عندها فقال خالد عند الصباح يمد القوم السرى فارسلها مثل وهو اول من قالا رضى ال عنه ويقول ابن اسحاق كسيف بن عمر واب نيف وغيها ف تكميل السياق الول‬
‫حي اجتمعت الروم قريبا من الروم ف طريقهم الذي ليس لم طريق غيه فقال عمرو بن العاص ابشروا مع أمرائها بالواقوصة وانتقل الصحابة من منلم الذي كانوا فيه فنلوا ايها الناس فقد‬
‫حصرت وال الروم وقلما جاء مصور بي ويقال ان الصحابة لا اجتمعوا للمشورة ف كيفية السي ال الروم جلس المراء لذلك فجاء ابو سفيان فقال ما كنت اظن ان اعمر حت ادرك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪7‬‬

‫قوما يتمعون لرب ول احضرهم ث اشار ان يتجزأ اليش ثلثة اجزاء فيسي ثلثه فينلون تاه الروم ث تسي الثقال والذرارى ف الثلث الخر ويتأخر خالد يالثلث الخر حت اذا وصلت‬
‫الثقال ال اولئك سار بعدهم ونزلوا ف مكان تكون البيه من وراء ظهورهم لتصل اليهم البد والدد فامتثلوا ما اشار به ونعم الرأي هو‬
‫وذكر الوليد عن صفوان عن عبدالرحن بن جبي ان الروم نزلوا فيما بي دير ايوب واليموك ونزل السلمون من وراء النهر من الانب الخر واذرعات خلفهم ليصل اليهم الدد من الدينة‬
‫ويقال ان خالدا انا قدم عليهم بعدما نزل الصحابة تاه الروم بعدما صابروهم وحاصروهم شهر ربيع الول بكماله فلما انسلخ وامكن القتال لقلة الاء بعثوا ال الصديق يستمدونه فقال خالد‬
‫لا فبعث ال خالد فقدم عليهم ف ربيع الخر فعند وصول خالد اليهم اقبل ماهان مددا للروم ومعه القساقسة والشمامسة والرهبان يثونم ويرضونم على القتال لنصر دين النصرانية‬
‫فتكامل جيش الروم اربعون ومائتا الف وثانون الفا مسلسل بالديد والبال وثانون الفا فارس وثانون الفا راجل‬
‫قال سيف وقيل بل كان الذين تسلسلوا كل عشرة سلسلة لئل يفرون ثلثي الفا فال اعلم‬
‫قال سيف وقدم عكرمة بن معه من اليوش فتكامل جيش الصحابة ستة وثلثي الفا ال الربعي الفا‬
‫وعند ابن اسحاق والداين ايضا ان وقعة اجنادين قبل وقعة اليموك وكانت واقعة اجنادين لليلتي بقيتا من جادى الول سنة ثلث عشرة وقتل با بشر كثي من الصحابة وهزم الروم وقتل‬
‫اميهم القيقلن وكان قد بعث رجل من نصارى العرب يس له امر الصحابة فلما رجع اليه قال وجدت قوما رهبانا بالليل فرسانا بالنهار وال لو سرق فيهم ابن ملكهم لقطعوه او زن‬
‫لرجوه فقال له القيقلن وال لئن كنت صادقا لبطن الرض خي من ظهرها وقال سيف بن عمر ف سياقه ووجد خالد اليوش متفرقة فجيش اب عبيدة وعمرو بن العاص ناحية وجيش يزيد‬
‫وشرحبيل ناحية فقام خالد ف الناس خطيبا فأمرهم بالجتماع وناهم عن التفرق والختلف فاجتمع الناس وتصافوا مع عدوهم ف اول جادى الخرة وقام خالد بن الوليد ف الناس فحمد‬
‫ال واثن عليه وقال ان هذا يوم من ايام ال ل ينبغي فيه الفخر ول البغى اخلصوا جهادكم واريدوا ال بعملكم وان هذا يوم له ما بعده لو رددناهم اليوم ال خندقهم فل نزال نردهم وان‬
‫هزمونا ل نفلح بعدها ابدا فتعالوا فلنتعاور المارة فليكن عليها بعضنا اليوم والخر غدا والخر بعد غد حت يتأمر كلكم ودعون اليوم اليكم فامروه عليهم وهم يظنون ان المر يطول جدا‬
‫فخرجت الروم ف تعبئة ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪8‬‬

‫ير مثلها قبلها قط وخرج خالد ف تعبئة ل تعيها العرب من قبل ذلك فخرج ف ستة وثلثي كردوسا ال الربعي كل كردوس الف رجل عليهم امي وجعل ابا عبيدة ف القلب وعلى اليمنة‬
‫عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة وعلى اليسرة يزيد بن اب سفيان وامر على كل كردوس اميا وعلى الطلئع قباب بن اشيم وعلى القباض عبدال بن مسعود والقاضي يومئذ ابو‬
‫الدرداء وقاصهم الذي يعظهم ويثهم على القتال ابو سفيان بن حرب وقارئهم الذي يدور على الناس فيقرأ سورة النفال وآيات الهاد القداد بن السود‬
‫وذكر اسحاق بن يسار باسناده ان امراء الرباع يومئذ كانوا اربعة ابو عبيدة وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن اب سفيان وخرج الناس على راياتم وعلى اليمنة معاذ بن جبل‬
‫وعلى اليسرة نفاثة بن اسامة الكنان وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن اب وقاص وعلى اليالة خالد بن الوليد وهو الشي ف الرب الذي يصدر الناس كلهم عن رأيه ولا اقبلت الروم ف‬
‫خيلئها وفخرها قد سدت اقطار تلك البقعة سهلها ووعرها كانم غمامة سوداء يصيحون باصوات مرتفعة ورهبانم يتلون النيل ويثونم على القتال وكان خالد ف اليل بي يدي اليش‬
‫فساق بفرسه ال اب عبيدة فقال له ان مشي بامر فقال قل امرك ال اسع لك واطيع فقال له خالد ان هؤلء القوم ل بد لم من حلة عظيمة ل ميد لم عنها وان اخشى على اليمنة واليسرة‬
‫وقد رايت ان افرق اليل فرقتي واجعلها وراء اليمنة واليسرة حت اذا صدموهم كانوا لم ردءا فناتيهم من ورائهم فقال له نعم ما رايت فكان خالد ف احد اليلي من وراء اليمنة وجعل‬
‫قيس بن هبية ف اليل الخرى وامر ابا عبيدة ان يتاخر عن القلب ال وراء اليش كله لكي اذا رآه النهزم استحى منه ورجع ال القتال فجعل ابو عبيدة مكانه ف القلب سعيد بن زيد احد‬
‫العشر رضى ال عنهم وساق خالد ال النساء من وراء اليش ومعهن عدد من السيوف وغيها فقال لن من رايتموه موليا فاقتلنه ث رجع ال موقفه رضي ال عنه‬
‫ولا تراءى المعان وتبارز الفريقان وعظ ابو عبيدة السلمي فقال عباد ال انصروا ال ينصركم ويثبت اقدامك يا معشر السلمي اصبوا فان الصب منجاة من الكفر مرضاة للرب ومدحضة‬
‫للعا ول تبحوا مصافكم ول تطوا اليهم خطوة ول تبدأوهم بالقتال وشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت ال من ذكر ال ف انفسكم حت آمركم ان شاء ال تعال قالوا وخرج‬
‫معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول يا اهل القرآن ومتحفظي الكتاب وانصار الدى والق ان رحة ال ل تنال وجنته ل تدخل بالمان ول يؤتى ال الغفرة والرحة الواسعة ال‬
‫الصادق الصدق ال تسمعوا لقول ال وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفهم ف الرض كما استخلف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪9‬‬

‫الذين من قبلهم الية فاستحيوا رحكم ال من ربكم ان يراكم فرارا من عدوكم وانتم ف قبضته وليس لكم ملتحد من دونه ول عز بغيه‬
‫وقال عمرو بن العاص يا ايها السلمون غضوا البصار واجثوا على الركب واشرعوا الرماح فاذا حلوا عليكم فامهلوهم حت اذا ركبوا اطراف السنة فثبوا اليهم وثبة السد فوالذي يرضى‬
‫الصدق ويثيب عليه ويقت الكذب ويزي بالحسان احسانا لقد سعت ان السلمي سيفتحونا كفرا كفرا وقصرا قصرا فل يهلوكم جوعهم ول عددهم فانكم لو صدقتموهم الشد تطايروا‬
‫تطاير اولد الجل‬
‫وقال ابو سفيان يا معشر السلمي انتم العرب وقد اصبحتم ف دار العجم منقطعي عن الهل نائي عن امي الؤمني وامداد السلمي وقد وال اصبحتم بازاء عدو كثي عدده شديد عليكم‬
‫حنقه وقد وترتوهم ف انفسهم وبلدهم ونسائهم وال ل ينجيكم من هؤلء القوم ول يبلغ بكم رضوان ال غدا ال بصدق اللقاء والصب ف الواطن الكروهة ال وانا سنة لزمة وان الرض‬
‫ورائكم بينكم وبي امي الؤمني وجاعة السلمي صحارى وبراري ليس لحد فيها معقل ول معدل ال الصب ورجاء ما وعد ل فهو خي معول فامتنعوا بسيوفكم وتعاونوا ولتكن هي الصون‬
‫ث ذهب ال النساء فوصاهم ث عاد فنادى يا معاشر اهل السلم حضر ما ترون فهذا ارسول ال والنة امامكم والشيطان والنار خلفكم ث سار ال موقفه رحه ال‬
‫وقد وعظ الناس ابو هريرة ايضا فجعل يقول سارعوا ال الور العي وجوار ربكم عز وجل ف جنات النعيم ما انتم ال ربكم ف موطن بأحب اليه منكم ف مثل هذا الوطن ال وان للصابرين‬
‫فضلهم قال سيف بن عمر اسناده عن شيوخه انم قالوا كان ف ذلك المع الف رجل من الصحابة منهم مائة من اهل بدر وجعل ابو سفيان يقف على كل كردوس ويقول ال ال انكم دارة‬
‫العرب وانصار السلم وانم دارة الروم وانصار الشرك اللهم ان هذا يوم من ايامك اللهم انزل نصرك على عبادك قالوا ولا اقبل خالد من العراق قال رجل من نصارى العرب لالد بن‬
‫الوليد ما اكثر الروم واقل السلمي فقال خالد ويلك اتوفن بالروم انا تكثر النود بالنصر وتقل بالذ ل بعدد الرجال وال لوددت ان الشقر برا من توجعه وانم اضعفوا ف العدد وكان‬
‫فرسه قد حفا واشتكى ف ميئه من العراق ولا تقارب الناس تقدم ابو عبيدة ويزيد بن اب سفيان ومعهما ضرار بن الزور والارث بن هشام وابو جندل بن سهيل ونادوا انا نريد اميكم‬
‫لنجتمع به فاذن لم ف الدخول على تذارق واذا هو جالس ف خيمة من حرير فقال الصحابة ل نستحل دخولا فامر لم بفرش بسط من حرير فقالوا ول نلس على هذه فجلس معهم حيث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪10‬‬

‫احبوا وتراضوا على الصلح ورجع عنهم الصحابة بعد ما دعوهم ال ال عز وجل فلم يتم ذلك‬
‫وذكر الوليد بن مسلم ان ماهان طلب خالدا ليبز اليه فيما بي الصفي فيجتمعا ف مصلحة لم فقال ماهان انا قد علمنا ان ما اخرجكم من بلدكم الهد والوع فهلموا ال أن اعطي كل‬
‫رجل منكم عشرة دناني وكسوة وطعام وترجعون ال بلدكم فاذا كان من العام القبل بعثنا لكم بثلها فقال خالد انه ل يرجنا من بلدنا ما ذكرت غي انا قوم نشرب الدماء وانه بلغنا ان ل‬
‫دم اطيب من دم الروم فجئنا لذلك فقال اصحاب ماهان هذا وال ما كنا ندث به العرب‬
‫قالوا ث تقدم خالد ال عكرمة بن اب جهل والقعقاع بن عمرو وها على منبت القلب ان ينشئا القتال فبدرا يرتزان ودعوا ال الباز وتنازل البطال وتاولوا وحى الرب وقامت على ساق‬
‫هذا خالد مع كردوس من الماة الشجعان البطال بي يدي الصفوف والبطال يتصاولون من الفريقي بي يديه وهو ينظر ويبعث ال كل قوم من اصحابه با يعتمدونه من الفاعيل ويدبر امر‬
‫الرب ات تدبي‬
‫وقال اسحاق بن بشي عن سعيد بن عبدالعزيز عن قدماء مشايخ دمشق قالوا ث زحف ماهان فخرج ابو عبيدة وقد جعل على اليمنة معاذ بن جبل وعلى اليسرة قباب بن اشيم الكنان وعلى‬
‫الرجالة هاشم بن عتبة بن اب وقاص وعلى اليل خالد بن الوليد وخرج الناس على راياتم وسار ابو عبيدة بالسلميي وهو يقول عباد ال انصرو ال ينصركم ويثبت اقدامكم يا معاشر‬
‫السلمي اصبوا وصابروا فان الصب منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار ول تبحوا مصافكم ول تطوا اليهم خطوة ول تبدؤوهم بالقتال واشرعوا الرماح واستتروا بالدرق‬
‫والزموا الصمت ال من ذكر ال وخرج معاذ بن جبل فجعل يذكرهم ويقول يا أهل القرآن ومستحفظي الكتاب وانصار الدى والق ان رحة ال ل تنال وجنته ل تدخل بالمان ول يؤتى‬
‫ال الغفرة والرحة الواسعة ال للصادق الصدق ال تسمعوا لقول ال عز وجل وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ال لآخر الية فاستحيوا رحكم ال من ربكم ان يراكم فرارا من‬
‫عدوكم وانتم ف قبضته وليس لكم ملتحد من دونه وسار عمرو بن العاص ف الناس وهو يقول ايها السلمون غضوا البصار واجثوا على الراكب واشرعوا الرماح فاذا حلوا عليكم‬
‫فأمهلوهم حت اذا ركبو اطراف السنة فثبوا وثبة السد فوالذي يرضى الصدق ويثيت عليه ويقت الكذب ويزي الحسان احسانا لقد سعت ان السلمي سيفتحونا كفرا كفرا وقصرا‬
‫قصرا فل يهولنكم جوعهم ول عددهم فانكم لو صدقتموهم الشد لتطايروا تطاير اولد الجل ث تكلم ابو سفيان فاحسن وحث على القتال فابلغ ف كلم طويل ث قال حي تواجه الناس يا‬
‫معشر اهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪11‬‬

‫السلم حضر ما ترون فهذا رسول ال والنة امامكم والشيطان والنار خلفكم وحرض ابو سفيان النساء وقال من رايتنه فارا فاضربنه بذه الحجار والعصي حت يرجع‬
‫واشار خالد ان يقف ف القلب سعيد بن زيد وان يكون ابو عبيدة من وراء الناس ليد النهزم وقسم خالد اليل قسمي فجعل فرقة وراء اليمنة وفرقة وراء اليسرة لئل يفر الناس وليكونوا‬
‫ردءا لم من ورائهم فقال له اصحابه افعل ما اراك ال وامتثلوا ما اشار به خالد رضى ال عنه واقبلت الروم رافعة صلبانا ولم اصوات مزعجة كالرعد والقساقسة والبطارقة ترضهم على‬
‫القتال وهم ف عدد وعدد ل ير مثله فال الستعان وعليه التكلن‬
‫وقد كان فيمن شهد اليموك الزبي بن العوام وهو افضل من هناك من الصحابة وكان من فرسان الناس وشجعانم فاجتمع اليه جاعة من البطال يومئذ فقالوا ال تمل فنحمل معك فقال‬
‫انكم ل تثبتون فقالوا بلى فحمل وحلوا فلما واجهوا صفوف الروم احجموا واقدم هو فاخترق صفوف الروم حت خرج من الانب الخر وعاد ال اصحابه ث جاؤوا اليه مرة ثانية ففعل كما‬
‫فعل ف الول وجرح يومئذ جرحي بي كتفيه وف رواية جرح وقد روى البخاري معن ما ذكرناه ف صحيحه وجعل معاذ بن جبل كلما سع اصوات القسيسي والرهبان يقول اللهم زلزل‬
‫اقدامهم وارعب قلوبم وانزل علينا السكينة والزمنا كلمة التقوى وحبب الينا اللقاء وارضنا بالقضاء وخرج ماهان فامر صاحب اليسرة وهو الدبريان وكان عدو ال متنسكا فيهم فحمل‬
‫على اليمنة وفيها الزد ومذحج وحضرموت وخولن فثبتوا حت صدقوا اعداء ال ث ركبهم من الروم امثال البال فزال وثبت صور من السلمي عظيم يقاتلون تت راياتم وانكشف زبيد‬
‫ث تنادوا السلمون من اليمنة ال ناحية القلب وانكشف طائفة من الناس إل العسكر فتراجعوا وحلوا حت ننهوا من امامهم من الروم واشغلوهم عن اتباع من انكشف من الناس واستقبل‬
‫‪ ...‬النساء من انزم من سرعان الناس يضربنهم بالشب والجارة وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول ‪ ...‬يا هاربا عن نسوة تقيات ‪ ...‬فعن قليل ما ترى سبيات ‪ ...‬ول حصيات ول رضيات‬
‫قال فتراجع الناس ال مواقفهم وقال سيف بن عمر عن اب عثمان العسان عن ابيه قال قال عكرمة بن اب جهل يوم اليموك قاتلت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مواطن وافر منكم اليوم‬
‫ث نادى من يبايع على الوت فبايعه عمه الارث بن هشام وضرار بن الزور ف اربعمائة من وجوه السلمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪12‬‬

‫وفرسانم فقاتلوا قدام فسطاط خالد حت اثبتوا جيعا جراحا وقتل منهم خلق منهم ضرار بن الزور رضى ال عنهم وقد ذكر الواقدي وغيه انم لا صرعوا من الراح استسقوا ماء فجىء‬
‫اليهم بشربة ماء فلما اقتربت ال احدهم نظر اليه الخر فقال ادفعها اليه فلما دفعت اليه نظر اليه الخر فقال ادفعها اليه فتدافعوها كلهم من واحد ال واحد حت ماتوا جيعا ول يشربا احد‬
‫منهم رضى ال عنهم اجعي‬
‫ويقال ان اول من قتل من السلمي يومئذ شهيدا رجل جاء ال ابو عبيدة فقال ان قد تيأت لمري فهل لك من حاجة ال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال نعم تقرئه السلم وتقول يا‬
‫رسول ال انا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا قال فتقدم هذا الرجل حت قتل رحه ال قالوا وثبت كل القوم على رايتهم حت صارت الروم تدور كانا الرحا فلم تر يوم اليموك ال ما ساقطا‬
‫ومعصما نادرا وكفا طائرة من ذلك الوطن ث حل خالد بن معه من اليالة على اليسرة الت حلت على ميمنة السلمي فازالوهم ال القلب فقتل من الروم ف حلته هذه ستة آلف منهم ث‬
‫قال والذي نفسي بيده ل يبق عندهم من الصب واللد غي ما رايتم وان لرجو ان ينحكم ال اكتافهم ث اعترضهم فحمل بائة فارس معه على نو من مائة الف فما وصل اليهم حت انفض‬
‫جعهم وحل السلمون عليهم حلة رجل واحد فانكشفوا وتبعهم السلمون ل يتنعون منهم‬
‫قالوا وبينما هم ف جولة الرب وحومة الوغى والبطال يتصاولون من كل جانب اذ قدم البيد من نو الجاز فدفع ال خالد بن الوليد فقال له ما الب فقال له فيما بينه وبينه ان الصديق‬
‫رضى ال عنه قد توف واستخلف عمر واستناب على اليوش ابا عبيدة عامر بن الراح فاسرها خالد ول يبد ذلك للناس لئل يصل ضعف ووهن ف تلك الال وقال له الناس يسمعون‬
‫احسنت واخذ منه الكتاب فوضعه ف كنانته واشتغل با كان فيه من تدبي الرب والقاتلة واوقف الرسول الذي جاء بالكتاب وهو منجمة بن زنيم ال جانبه كذا ذكره ابن جرير باسانيده‬
‫قالوا وخرج جرحه احد المراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء اليه حت ختلفت اعناق فرسيهما فقال جرجه يا خالد اخبن فاصدقن ول تكذبن فان الر ل يكذب ول‬
‫تادعن فان الكري ل يادع السترسل بال هل انزل ال على نبيكم سيفا من السماء فاعطاكه فل تسله على احد ال هزمتهم قال ل قال فبم سيت سيف ال قال ان ال بعث فينا نبيه فدعانا‬
‫فنفرنا ومنه وناينا عنه جيعا ث ان بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا كذبه وباعده فكنت فيمن كذبه وباعده ث ان ال اخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه فقال ل انت سيف من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪13‬‬

‫سيوف ال سله على الشركي ودعا ل بالنصر فسميت سيف ال بذلك فانا من اشد السلمي على الشركي‬
‫فقال جرجه يا خالد ال ما تدعون قال ال شهادة ان ل اله ال ال وان ممدا عبده ورسوله والقرار با جاء به من عند ال عز وجل قال فمن ل يبكم قال فالزية وننعهم قال فان ل يعطها‬
‫قال نؤذنه بالرب ث نقاتله قال فما منلة من ييبكم ويدخل ف هذا المر اليوم قال منلتنا واحدة فيما افترض ال علينا شريفنا ووضيعنا واولنا واخرنا قال جرجه فلمن دخل فيكم اليوم من‬
‫الجر مثل ما لكم من الجر والذخر قال نعم وافضل قال وكيف يساويكم وقد سبقتموه فقال خالد انا قبلنا هذا المر عنوة وبايعنا نبينا وهو حي بي اظهرنا تاتيه اخبار السماء ويبنا‬
‫بالكتاب ويرينا اليات وحق لن راى ما راينا وسع ما سعنا ان يسلم ويبايع وانكم انتم ل تروا ما راينا ول تسمعوا ما سعنا من العجائب والجج فمن دخل ف هذا المر منكم بقيقة ونية‬
‫كان افضل منا فقال جرجه بال لقد صدقتن ول تادعن قال تال لقد صدقتك وان ال ول ما سالت عنه فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال علمن السلم فمال به خالد ال‬
‫فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ث صلى به ركعتي وحلت الروم مع انقلبه ال خالد وهم يرون انا منه حلة فازالوا السلمي عن مواقفهم ال الحامية عليهم عكرمة بن اب جهل والرث بن‬
‫هشام فركب خالد وجرجه معه والروم خلل السلمي فتنادى الناس وثابوا وتراجعت الروم ال مواقفهم وزحف خالد بالسلمي حت تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن‬
‫ارتفاع النهار ال جنوح الشمس للغروب وصلى السلمون صلة الظهر وصلة العصر اياء واصيب جرجه رحه ال ول يصل ل ال تلك الركعتي مع خالد رضي ال عنهما وضعضعت الروم‬
‫عند ذلك ث ند خالد بالقلب حت صار ف وسط خيول الروم فعند ذلك هربت خيالتهم واسندت بم ف تلك الصحراء وافرج السلمون بيولم حت ذهبوا واخر الناس صلت العشاءين حت‬
‫استقر الفتح وعمد خالد ال رحل الروم وهم الرجالة ففصلوهم حت آخرهم حت صاروا كانم حائط قد هدم ث تبعوا من فر من اليالة واقتحم خالد عليهم خندقهم وجاء الروم ف ظلم‬
‫الليل ال الواقوصة فجعل الذين تسلسلوا وقيدوا بعضهم ببعض اذا سقط واحد منهم سقط الذين معه قال ابن جرير وغيه فسقط فيها وقتل عندها مائة الف وعشرون الفا سوى من قتل ف‬
‫العركة وقد قاتل نساءالسلمي ف هذا اليوم وقتلوا خلقا كثيا من الروم وكن يضربن من انزم من السلمي ويقلن اين تذهبون وتدعوننا للعلوج فاذا زجرنم ل يلك احد نفسه حت يرجع‬
‫ال القتال‬
‫قال وتلل القيقلن واشراف من قومه من الروم ببانسهم وقالوا اذا ل نقدر على نصر دين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪14‬‬

‫النصرانية فلنمت على دينهم فجاء السلمون فقتلوهم عن اخرهم قالوا وقتل ف هذ ‪ 1‬ا اليوم من السلمي ثلثة الف منهم عكرمةوابنه عمرو وسلمة بن هشام وعمرو بن سعيد وابان بن‬
‫سعيد واثبت خالد بن سعيد فل يدري اين ذهب وضرار بن الزور وهشام بن العاص وعمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي وحقق ال رؤيا ابيه يوم اليمامة وقد اتلف ف هذا اليوم جاعة من‬
‫الناس انزم عمرو بن العاص ف اربعة حت وصلوا إل النساء ث ت رجعوا حي وعظهم المي بقوله تعال ان ال اشترى من الؤمني انفسهم واموالم الية‬
‫وثبت يومئذ يزيد بن اب سفيان وقاتل قتال شديدا وذلك ان اباه مر به فقال له يا بن عليك بتقوى ال والصب فانه ليس رجل بذا الوادي من السلمي ال مفوفا بالقتال فكيف بك‬
‫وبأشباهك الذين ولو امور السلمي اولئك احق الناس بالصب والنصيحة فاتق ال يا بن ول يكونن احد من اصحابك بارغب ف الجر والصب ف الرب ول اجرا على عدو السلم منك‬
‫فقال افعل ان شاء ال فقاتل يومئذ قتال شديدا وكان من ناحية القلب رضي ال عنه‬
‫قال سعيد بن السيب عن ابيه قال هدأت الصوات يوم اليموك فسمعنا صوتا يكاد يل العسكر يقول يا نصر ال اقترب الثبات الثبات يا معشر السلمي قال فنظرنا فاذ هو ابو سفيان تت‬
‫راية ابنه يزيد واكمل خالد ليلته ف خيمة تدارق اخى هرقل وهو امي الروم كلهم يومئذ هرب فيمن هرب وباتت اليول تول نو خيمة خالد يقتلون من مر بم من الروم حت اصبحو وقتل‬
‫تدارق وكان له ثلثون سرادقا وثلثون رواقا من ديباج با فيها من الفرش والرير فلما كان الصباح حازوا ما كان هنالك من الغنائم وما فرحوا با وجدوا بقدر حزنم على الصديق حي‬
‫اعلمهم خالد بذلك ولكن عوضهم ال بالفاروق رضى ال عنه‬
‫وقال خالد حي عزى السلمي ف الصديق المد ال الذي قضى على اب بكر بالوت وكان احب ال من عمر والمد ل الذي ول عمر وكان ابغض ال من اب بكر والزمن حبه‬
‫وقد اتبع خالد من انزم من الروم حت وصل ال دمشق فخرج اليه اهلها فقالوا نن على عهدنا وصلحنا قال نعم ث اتبعهم ال ثنية العقاب فقتل منهم خلقا كثيا ث ساق وراءهم ال حص‬
‫فخرج اليه اهلها فصالهم كما صال اهل دمشق وبعث ابو عبيدة عياض بن غنم وراءهم ايضا فساق حت وصل ملطية فصاله اهلها ورجع فلما بلغ هرقل ذلك بعث ال مقاتليها فحضروا‬
‫بي يديه وامر بلطية فحرقت وانتهت الروم منهزمة ال هرقل وهو بمص والسلمون ف آثارهم يقتلون ويأسرون ويغنمون فلما وصل الب ال هرقل ارتل من حص وجعلها بينه وبي‬
‫السلمي وترس با وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪15‬‬

‫هرقل اما الشام فل شام وويل للروم من الولود الشئوم‬


‫وما قيل من الشعار ف يوم اليموك قول القعقاع بن عمرو ‪ ...‬ال ترنا على اليموك فزنا ‪ ...‬كما فزنا بأيام العراق ‪ ...‬وعذراء الدائن قد فتحنا ‪ ...‬ومرج الصفر على العتاق ‪ ...‬فتحنا قبلها‬
‫بصرى وكانت ‪ ...‬مرمة الناب لدى النعاق ‪ ...‬قتلنا من اقام لنا وفينا ‪ ...‬نابم باسياف وقاق ‪ ...‬قتلنا الروم حت ما تساوى ‪ ...‬على اليموك معروق الوراق ‪ ...‬فضضنا جعهم لا‬
‫‪ ...‬استجالوا ‪ ...‬على الواقوص بالبتر الرقاق ‪ ...‬غداة تافتوا فيها فصاروا ‪ ...‬ال امر يعضل بالذواق‬
‫وقال السود بن مقرن التميمي ‪ ...‬وكم اغرنا غارة بعد غارة ‪ ...‬يوما ويوما قد كشفنا اهاوله ‪ ...‬ولول رجال كان عشو غنيمة ‪ ...‬لدى مأقط رجت علينا اوائله ‪ ...‬لقيناهم اليموك لا‬
‫‪ ...‬تضايقت ‪ ...‬بن حل باليموك منه حائله ‪ ...‬فل يعد من منا هرقل كتائبا ‪ ...‬اذارامها رام الذي ل ياوله‬
‫‪ ...‬وقال عمرو بن العاص ‪ ...‬القوم لم وجذام ف الرب ‪ ...‬ونن والروم برج نضطرب با ل نصطحب ‪ ...‬بل نعصب الفرار بالضرب الكرب‬
‫وروى احد بن مروان الالكي ف الجالسة حدثنا ابو اساعيل الترمذي حدثنا ابو معاوية بن عمرو عن اب اسحاق قال كان اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يثبت لم العدو فواق‬
‫ناقة عند اللقاء فقال هرقل وهو على انطاكية لا قدمت منهزمة الروم ويلكم اخبون عن هؤلء القوم الذين يقاتلونكم اليسوا بشرا مثلكم قالوا بلى قال فانتم اكثر ام هم قالوا بل نن اكثر‬
‫منهم اضعافا ف كل موطن قال فما بالكم تنهزمون فقال شيخ من عظمائهم من اجل انم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويامرون بالعروف وينهون عن النكر ويتناصفون بينهم‬
‫ومن اجل انا نشرب المر ونزن ونركب الرام وننقض العهد ونغصب ونظلم ونامر بالسخط وننهى عما يرضى ال ونفسد ف الرض فقال انت صدقتن ز‬
‫وقال الوليد بن مسلم اخبن من سع يي بن يي الغسان يدث عن رجلي من قومه قال لا نزل السلمون بناحية الردن تدثنا بيننا ان دمشق ستحاصر فذهبنا نتسوق منها قبل ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪16‬‬

‫فبينا نن فيها اذ ارسل الينا بطريقها فجئناه فقال انتما من العرب قلنا نعم قال وعلى النصرانية قلنا نعم فقال ليذهب احدكما فليتجسس لنا عن هؤلء القوم ورأيهم وليثبت الخر على متاع‬
‫صاحبه ففعل ذلك احدنا فلبث مليا ث جاءه فقال جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيول عتاقا اما الليل فرهبان واما النهار ففرسان يريشون النبل ويبونا ويثقفون القنا لو حدثت‬
‫جليسك حديثا ما فهمه عنك لا عل من اصواتم بالقرآن والذكر قال فالتفت ال اصحابه وقال اتاكم منهم مال طاقة لكم به‬
‫انتقال امرة الشام من خالد ال اب عبيدة بعد وقعة اليموك‬
‫وصيورة المرة بالشام ال ابو عبيدة فكان ابو عبيدة اول من سي امي المراء‬
‫وقد تقدم ان البيد قدم بوت الصديق والسلمون مصافو الروم يوم اليموك وان خالدا كتم ذلك عن السلمي لئل يقع وهن فلما اصبحوا اجلى لم المر وقال ما قال ث شرع ابو عبيدة ف‬
‫جع الغنيمة وتميسها وبعث بالفتح والمس مع قباب بن اشيم ال الجاز ث نودى بالرحيل ال دمشق فساروا حت نزلوا مرج الصفر وبعث ابو عبيدة بي يديه طليعة ابا امامة الباهلي ومعه‬
‫رجلن من اصحابه قال ابو امامة فسرت فلما كان ببعض الطريق امرت الخر فكمن هناك وسرت انا وحدي حت جئت باب البلد وهو مغلق ف الليل وليس هناك احد فنلت وغرزت رمي‬
‫بال رض ونزعت لام فرسي وعلقت عليه ملته ونت فلما اصبح الصباح قمت فتوضأت وصليت الفجر فاذا باب الدينة يقعقع فلما فتح حلت على البواب فطعنته بالرمح فقتلته ث رجعت‬
‫والطلب ورائي فلما انتهينا ال الرجل الذي ف الطريق من اصحاب ظنوا انه كمي فرجعوا عن ث سرنا حت اخذنا الخر وجئت ال ابو عبيدة فاخبته با رايت فاقام ابو عبيدة ينتظر كتاب‬
‫عمر فيما يعتمده من امر دمشق فجاءه الكتاب يامره بالسي اليها فساروا اليها حت احاطوا با واستخلف ابو عبيدة على اليموك بشي بن كعب ف خيل هناك‬
‫وقعة جرت بالعراق بعد مىء خالد ال الشام‬
‫وذلك ان اهل فارس اجتمعوا بعد مقتل ملكهم وابنه على تليك شهريار بن ازدشي بن شهريار واستغنموا غيبة خالد عنهم فبعثوا ال نائبه الثن بن حارثة جيشا كثيفا نوا من عشرة الف‬
‫عليهم هرمز بن حادويه وكتب شهريار ال الثن ان قد بعثت اليك جندا من وحش اهل فارس انا هم رعاة الدجاج والنازير ولست اقاتلك إل بم فكتب اليه الثن من الثن ال شهريار ( ‪1‬‬
‫) كذا ف الصلي ولعل فيه سقطا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪17‬‬

‫انا انت احد رجلي اما باغ لذلك شر لك وخي لنا واما كاذب فأعظم الكاذبي عقوبة وفضيحة عند ال ف الناس واللوك واما الذي يدلنا عليه الراي فانكم انا اضطررت اليهم فالمد ال‬
‫الذي رد كيدكم ال رعاة الدجاج والنازير قال فجزع اهل فارس من هذا الكتاب ولموا شهريار على كتابه اليه واستهجنوا رأيه وسار الثن من الرة ال بابل ولا التقى الثن وجيشهم‬
‫بكان عند عدوة الصراة الول اقتتلواا قتال شديدا جدا وارسل الفرس فيل بي صفوف اليل ليفرق خيول السلمي فحمل عليه امي السلمي الثن بن الارثة فقتله وامر السلمي فحملوا‬
‫فلم تكن ال هزية الفرس فقتلوهم قتل ذريعا وغنموا منهم مال عظيما وفرت الفرس حت انتهوا ال الدائن ف شراحا له ووجدوا اللك قد مات فملكوا عليهم ابنة كسرى بوران بنت ابرويز‬
‫فاقامت العدل واحسنت السية فاقامت سنة وسبع شهور ث ماتت فملكوا عليهم اختها ازرميدخت زنان فلم ينتظم لم امر فملكوا عليهم سابور بن شهريار وجعلوا امره ال الفرخزاذ بن‬
‫البندوان فزوجه سابور بابنه كسرى ازرميدخت فكرهت ذلك وقالت انا هذا عبد من عبيدنا فلما كان ليلة عرسها عليه هوا اليه فقتلوه ث ساروا ال سابور فقتلوه ايضا وملكوا عليهم هذه‬
‫الرأة وهي ازرمدخيت ابنة كسرى ولعبت فارس بلكها لعبا كثيا وآخر ما استقر امرهم عليه ف هذه السنة ان ملكوا امرأة وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم‬
‫امرأة وف هذه الوقعة الت ذكرنا يقول عبدة بن الطبيب السعدي وكان قد هاجر لهاجرة حليلة له حت شهد وقعة بابل هذه فلما آيسته رجع ال البادية وقال ‪ ...‬هل حبل خولة بعد البي‬
‫موصول ‪ ...‬ام انت عنها بعيدالدار مشغول ‪ ...‬وللحبة ايام تذكرها ‪ ...‬وللنوى قبل يوم البي تأويل ‪ ...‬حلت خويلة ف حي عهدتم ‪ ...‬دون الدينة فيها الديك والفيل ‪ ...‬يقارعون رؤس‬
‫‪ ...‬العجم ضاحية ‪ ...‬منهم فوارس ل عزل ول ميل‬
‫‪ ...‬وقد قال الفرزدق ف شعره يذكر قتل الثن ذلك الفيل ‪ ...‬وبيت الثن قاتل الفيل عنوة ‪ ...‬ببابل اذ ف فارس ملك بابل‬
‫ث الثن بن حارثة استبطأ اخبار الصديق لتشاغله باهل الشام وما فيه من حرب اليموك التقدم ذكره فسار الثن بنفسه ال الصديق واستناب على العراق بشي بن الصاصية وعلى السال‬
‫سعيد بن مرة العجلي فلما انتهى الثن ال الدينة وجد الصديق ف آخر مرض الوت وقد عهد ال عمر بن الطاب ولا رأى الصديق الثن قال لعمر اذا أنامت فل تسي حت تندب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪18‬‬

‫الناس لرب اهل العراق مع الثن واذا فتح ال على امرائنا بالشام فاردد اصحاب خالد ال العراق فانم اعلم بربه‬
‫فلما مات الصديق ندب عمر السلمي ال الهاد بارض العراق لقلة من بقي فيه من القاتلة بعد خالد بن الوليد فانتدب خلقا وامر عليهم ابا عبيدة بن مسعود وكان شابا شجاعا خبيا‬
‫بالرب والكيدة وهذا آخر ما يتعلق بب العراق ال آخر ايام الصديق واول دولة الفاروق‬
‫خلفة عمر بن الطاب رضى ال عنه‬
‫وكانت وفاة الصديق رضى ال عنه ف يوم الثني عشية وقيل بعد الغرب ودفن من ليلته وذلك لثمان بقي من جادى الخرة سنة ثلث عشرة بعد مرض خسة عشر يوما وكان عمر بن‬
‫الطاب يصلي عنه فيها بالسلمي وف اثناء هذا الرض عهد بالمر من بعده ال عمر بن الطاب وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان وقرىء على السلمي فاقروا به وسعوا له واطاعوا‬
‫فكانت خلفة الصديق سنتي وثلثة اشهر وكان عمره يوم توف ثلثا وستي سنة للسن الذي توف فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد جع ال بينهما ف التربة كما جع بينهما ف الياة‬
‫فرضي ال عنه وارضاه‬
‫قال ممد بن سعد عن اب قطن عمرو بن اليثم عن ربيع بن حسان الصائغ قال كان نقش خات اب بكر نعم القادر ال وهذا غريب وقد ذكرنا ترجة الصديق رضي ال عنه وسيته وايامه وما‬
‫روى من الحاديث وما روى عنه من الحكام ف ملد ول المد والنة فقام بالمر من بعده أت القيام الفاروق امي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه وهو اول من سي بامي الؤمني‬
‫وكان اول من حياه با الغية بن شعبة وقيل غيه كما بسطنا ذلك ف ترجة عمر بن الطاب وسيته الت افردناها ف ملد ومسنده والثار الروية مرتبا على البواب ف ملد آخر ول المد‬
‫وقد كتب بوفاة الصديق ال امراء الشام مع شداد بن اوس وممد بن جريح فوصل والناس مصافون وجيوش الروم يوم اليموك كما قدمنا وقد امر عمر على اليوش ابا عبيدة حي وله‬
‫وعزل خالد بن الوليد وذكر سلمة عن ممد بن اسحاق ان عمر انا عزل خالد لكلم بلغه عنه ولا كان من امر مالك بن نويرة وما كان يعتمده ف حربه فلما ول عمر كان اول ما تكلم به‬
‫ان عزل خالدا وقال ل يلي ل عمل ابدا وكتب عمر ال اب عبيدة ان اكذب خالد نفسه فهو امي علىما كان عليه وان ل يكذب نفسه فهو معزول فانزع عمامته عن راسه وقاسه ماله‬
‫نصفي فلما قال ابو عبيدة ذلك لالد قال له خالد امهلن حت استشي اخت فذهب ال اخته فاطمة وكانت تت الارث بن هشام فاستشارها ف ذلك فقالت له ان عمر ل يبك ابدا وانه‬
‫سيعزلك وان كذبت نفسك فقال لا صدقت وال فقاسه ابو عبيدة حت اخذ احدى نعليه وترك له الخرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪19‬‬

‫وخالد يقول سعا وطاعة لمي الؤمني‬


‫وقد روى ان جرير عن صال بن كيسان انه قال اول كتاب كتبه عمر ال اب عبيدة حي وله وعزل خالدا ان قال واوصيك بتقوى ال الذي يبقى ويفن ما سواه الذي هدانا من الضللة‬
‫واخرجنا من الظلمات ال النور وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد فقم بامرهم الذي يق عليك ل تقدم السلمي هلكة رجاء غنيمة ول تنلم منل قبل ان تستريده لم وتعلم كيف‬
‫ماتاه ول تبعث سرية ال ف كنف من الناس واياك والقاء السلمي ف اللكة وقد ابلك ال ب وابلن بك فغض بصرك عن الدنيا واله قلبك عنها واياك ان تلكك كما اهلكت من كان قبلك‬
‫فقد رايت مصارعهم وامرهم بالسي ال دمشق وكان بعد ما بلغه الب بفتح اليموك وجاءته به البشارة وحل المس إليه وقد ذكر ابن اسحاق ان الصحابة قاتلوا بعد اليموك اجنادين ث‬
‫بفحل من ارض الغور قريبا من بيسان بكان يقال له الردغة سى بذلك لكثرة ما لقوا من الوحال فيها فاغلقوها عليهم واحاط با الصحابة قال حينئذ جاءت المارة الب عبيدة من جهة‬
‫عمر وعزل خالد وهذا الذي ذكره بن اسحاق من مىء المارة اب عبيدة ف حصار دمشق هو الشهور‬
‫فتح دمشق‬
‫قال سيف بن عمر لا ارتل ابو عبيدة من اليموك فنل بالنود على مرج الصفر وهو عازم على حصار دمشق اذ اتاه الب بقدوم مددهم من حص وجاءه الب بانه قد اجتمع طائفة كبية‬
‫من الروم بفحل من ارض فلسطي وهو ل يدري باي المرين يبدا فكتب ال عمر ف ذلك فجاء الواب ان ابدا بدمشق فانا حصن الشام وبيت ملكتهم فاند لا واشغلوا عنكم اهل فحل‬
‫بيول تكون تلقاءهم فإن فتحها ال قبل دمشق فذلك الذي يب وان فتحت دمشق قبلها فسر انت ومن معك واستخلف على دمشق فاذا فتح ال عليكم فحل فسر انت وخالد ال حص‬
‫واترك عمرا وشرحبيل على الردن وفلسطي‬
‫قال فسرح ابو عبيدة ال فحل عشرة امراء مع كل امي خسة امراء وعلى الميع عمارة بن مشي الصحاب فساروا من مرج الصفر ال فحل فوجدوا الروم هنالك قريبا من ثاني الفا وقد‬
‫ارسلوا الياه حولم حت اردغت الرض فسموا ذلك الوضع الردغة وفتحها ال على السلمي فكانت اول حصن فتح قبل دمشق على ما سيأت تفصيله وبعث ابو عبيدة جيشا يكون بي‬
‫دمشق وبي فلسطي وبعث ذا الكلع ف جيش يكون بي دمشق وبي حص ليد من يرد اليهم من الدد من جهة هرقل ث سار ابو عبيدة من مرج الصفر قاصدا دمشق وقد جعل خالد بن‬
‫الوليد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪20‬‬

‫ف القلب وركب ابو عبيدة وعمرو بن العاص ف الجنبتي وعلى اليل عياض بن غنم وعلى الرجالة شرحبيل بن حسنة فقدموا دمشق وعليها نسطاس بن نسطوس فنل خالد بن الوليد على‬
‫الباب الشرقي واليه كيسان ايضا ونزل ابو عبيدة على باب الابية الكبي ونزل يزيد بن اب سفيان على باب الابية الصغي ونزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على بقية ابواب البلد‬
‫ونصبوا الجانيق والدبابات وقد ارصد ابو عبيدة ابا الدرداء على جيش ببزة يكونون ردءا له وكذا الذي بينه وبي حص وحاصروها حصارا شديدا سبعي ليلة وقيل اربعة اشهر وقيل ستة‬
‫اشهر وقيل اربعة عشر شهرا فال اعلم واهل دمشق متنعون منهم غاية المتناع ويرسلون ال ملكهم هرقل وهو مقيم بمص يطلبون منه الدد فل يكن وصول الدد اليهم من ذي الكلع‬
‫الذي قد ارصده ابو عبيدة رضى ال عنه بي دمشق وبي وحص عن دمشق ليلة فلما ايقن اهل دمشق انه ل يصل اليهم مدد ابلسوا وفشلوا وضعفوا وقوى السلمون واشتد حصارهم وجاء‬
‫فصل الشتاء واشتد البد وعسر الال وعسر القتال فقدر ال الكبي التعال ذو العزة واللل ان ولد لبطريق دمشق مولود ف تلك الليال فصنع لم طعاما وسقاهم بعده شرابا وباتوا عنده ف‬
‫وليمته قد اكلوا وشربوا وتعبوا فناموا عن مواقفهم واشتغلوا عن اماكنهم وفطن لذلك امي الرب خالد بن الوليد فانه كان ل ينام ول يترك احدا ينام بل مراصد لم ليل ونارا وله عيون‬
‫وقصاد يرفعون اليه احوال القاتلة صباحا ومساءا فلما راى حدة تلك الليلة وانه ل يقاتل على السور احد كان قد اعد سلليم من حبال فجاء هو واصحابه من الصناديد البطال مثل‬
‫القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وقد احضر جيشه عند الباب وقال لم اذا سعتم تكبينا فوق السور فارقوا الينا ث ند هو واصحابه فقطعوا الندق سباحة بقرب ف اعناقهم فنصبوا تلك‬
‫السلل واثبتوا اعاليها بالشرفات واكدوا اسافلها خارج الندق وصعدوا فيها فلما استووا على السور رفعوا اصواتم بالتكبي وجاء السلمون فصعدوا ف تلك السلل واندر خالد واصحابه‬
‫الشجعان من السور ال البوابي فقتلوهم وقطع خالد واصحابه اغاليق الباب بالسيوف وفتحوا الباب عنوة فدخل اليش الالدي من الباب الشرقى ولا سع اهل البلد التكبي ثاروا وذهب‬
‫كل فريق ال اماكنهم من السور ل يدرون ما الب فجعل كلما قدم احد من اصحاب الباب الشرقي قتله اصحاب خالد ودخل خالد البلدة عنوة فقتل من وجده وذهب اهل كل باب فسالوا‬
‫من اميهم الذي عند الباب من خارج الصلح وقد كان السلمون دعوهم ال الشاطرة فيابون عليهم فلما دعوهم ال ذلك اجابوهم ول يعلم بقية الصحابة ما صنع خالد ودخل السلمون من‬
‫كل جانب وباب فوجدوا خالدا وهو يقتل من وجده فقالوا له انا قد امناهم فقال ان فتحتها عنوة والتقت المراء ف وسط البلد عند كنيسة القسلط بالقرب من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪21‬‬

‫درب الريان اليوم هكذا ذكره سيف بن عمرو وغيه وهو الشهور ان خالدا فتح الباب قسرا‬
‫وقال اخرون بال الذي فتحها عنوة ابو عبيدة وقيل زيد بن اب سفيان وخالد صال اهل البلد فعكسوا الشهور العروف وال اعلم‬
‫وقد اختلف الصحابة فقال قائلون هي صلح يعن على ما صالهم المي ف نفس المر وهو ابو عبيدة وقال آخرون بل عنوة لن خالدا افتتحها بالسيف اول كما ذكرنا فلما احسوا بذلك‬
‫ذهبوا ال بقية المراء ومعهم ابو عبيدة فصالوهم فاتفقوا فيما بينهم على ان جعلوا نصفها صلحا ونصفها عنوة فملك اهلها نصف ما كان بايديهم واقروا عليه واستقرت يد الصحابة على‬
‫النصف‬
‫ويقوى هذا ما ذكره سيف بن عمرو من ان الصحابة كانوا يطلبون اليهم ان يصالوهم على الشاطرة فيابون فلما احسوا بالياس انابوا ال كانت الصحابة دعوهم اليه فبادروا ال اجابتهم ول‬
‫تعلم الصحابة با كان من خالد اليهم وال اعلم‬
‫ولذا اخذ الصحابة نصف الكنيسة العظمى الت كانت بدمشق ةتعرف بكنيسة يوحنا فاتذوا الانب الشرقي منها مسجدا وابقوا لم النصف الغرب كنيسة وقد ابقوا لم مع ذلك اربع عشرة‬
‫كنيسة اخرى مع نصف الكنيسة العروفة بيوحنا وهي جامع دمشق اليوم وقد كتب الم خالد بن الوليد كتابا وكتب فيه شهادته ابو عبيدة وعمرو بن العاص ويزيد بن اب سفيان وشرحبيل‬
‫احداها كنيسة القسلط الت اجتمع عندها امراء الصحابة وكانت مبنية على ظهر السوق الكبي وهذه القناطر الشاهدة ف سوق الصابونيي من بقية القناطر الت كانت تتها ث بادت فيما‬
‫بعد واخذت حجارتا ف العمارات الثانية كنيسة كانت ف رأس درب القرشيي وكانت صغية قال الافظ ابن عساكر وبعضها باق ال اليوم وقد تشعثت الثالثة كانت بدار البطيخ العتيقة‬
‫قلت وهى داخل البلد بقرب الكوشك واظنها هي السجد الذي قبل هذا الكان الذكور فانا خربت من دهر وال اعلم الرابعة كانت بدرب بن نصر بي درب البالي ودرب التميمي قال‬
‫الافظ ابن عساكر وقد ادركت بعض بنيانا وقد خرب اكثرها الامسة كنيسة بولص قال ابن عساكر وكانت غرب القيسارية الفخرية وقد ادركت من بنيانا بعض اساس النية السادسة‬
‫كانت ف موضع دار الوكالة وتعرف اليوم بكنيسة القلنسيي قلت والقلنسيي هى الواحي اليوم السابعة الت بدرب السقيل اليوم وتعرف بكنيسة حيد بن درة سابقا لن هذا الدرب كان‬
‫اقطاعا له وهو حيد بن عمرو بن مساحق القرشي العامري ودرة امه وهي درة ابنة هاشم بن عتبة بن ربيعة فابوها خال معاوية وكان قد اقطع هذا الدرب فنسبت هذه الكنيسة اليه وكان‬
‫مسلما ول يبق لم اليوم سواها وقد خرب اكثرها ولليعقوبية منهم كنيسة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪22‬‬

‫داخل باب توما بي رحبة وخالد وهو خالد بن اسيد بن اب العيص وبي درب طلحة بن عمرو بن مرة الهن وهي الكنيسة الثامنة وكان لليعقوبيي كنيسة اخرى فيما بي التنوى وسوق علي‬
‫قال ابن عساكر قد بقي من بنائها بعضه وقد خربت منذ دهر وهى الكنيسة التاسعة واما العاشرة فهي الكنيسة الصلبة قال الافظ ابن عساكر وهي باقية ال اليوم بي الباب الشرقي وباب‬
‫توما بقرب النيبطن عند السور والناس اليوم يقولون النيطون قال ابن عساكر وقد خرب اكثرها هكذا قال وقد خرجت هذه الكنيسة وهدمت ف ايام صلح الدين فاتح القدس بعد الثماني‬
‫وخسمائة بعد موت الافظ ابن عساكر رحه ال‬
‫الادية عشرة كنيسة مري داخل الباب الشرقى قال ابن عساكر وهى من اكب ما بقي بايديهم قلت ث خربت بعد موته بدهر ف ايام اللك الظاهر ركن الدين بيبس البندقداري على ما سيأت‬
‫بيانه‬
‫الثانية عشرة كنيسة اليهود الت بايديهم اليوم ف حارتم وملها معروف بالقرب من الب وتسية الناس اليوم بستان القط وكانت لم كنيسة ف درب البلغة ل تكن داخلة ف العهد فهدمت‬
‫فيما بعد وجعل مكانا السجد العروف بسجد ابن السهر وردي والناس يقولون درب الشاذوري قلت وقد اخربت لم كنيسة كانوا قد احدثوها ل يذكرها احد من علماء التاريخ ل ابن‬
‫عساكر ول غيه وكان اخرابا ف حدود سنة سبع عشرة وسبعمائة ول يتعرض الافظ ابن عساكر لذكر كنيسة السامرة برة ث قال ابن عساكر وما احدث يعن النصارى كنيسة بناها ابو‬
‫جعفر النصور بن قطيطا ف الفريق عند قناة صال قريبا من دازبا وارمن اليوم قال وما أحدث كنيستنا العباد إحداها عند دار ابن وقد اخربت فيما بعد وجعلت مسجدا يعرف بسجد النيق‬
‫وهو مسجد أب اليمن الشال وقد جعلت مسجدا والخرى الت ف راس درب النقاشي وقد جعلت مسجدا‬
‫انتهى ما ذكره الافظ ابن عساكر الدمشقي رحه ال قلت وظاهر سياق ما نص عليه المهور من أنا فتحت ف نصف رجب سنة أربع عشرة كذا حكاه الافظ سيف ابن عمر يقتضي ان‬
‫فتح دمشق وقع ف سنة ثلث عشرة ولكن نص سيف على بن عساكر من طريق ممد ين عائذ القرشي الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصي بن غلق عن يزيد بن عبيدة قال‬
‫فتحت دمشق سنة اربع عشرة ورواه دحيم عن الوليد قال سعت اشياخا يقولون ان دمشق فتحت سنة اربع عشرة وهكذا قال سعيد بن عبدالعزيز وابو معشر وممد بن اسحاق ومعمر‬
‫الموي وحكاه عن مشايه وابن الكلب وخليفة بن خياط وابو عبيد القاسم بن سلم ان فتح دمشق كان ف سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪23‬‬

‫اربع عشرة وزاد سعيد بن عبدالعزيز وابو معشر والموي وكانت اليموك بعدها بسنة وقال بعضهم بل كان فتحها ف شوال سنة اربع عشرة وقال خليفة حاصرهم ابو عبيدة ف رجب‬
‫وشعبان ورمضان وت الصلح ف ذي القعدة وقال الموي ف مغازيه كانت وقعة اجنادين ف جادى الول ووقعة فحل ف ذي القعدة سنة ثلث عشرة يعن ووقعة دمشق سنة اربع عشرة وقال‬
‫دحيم عن الوليد حدثن الموي ان وقعة فحل واجنادين كانت ف خلفة اب بكر ث مضى السلمون ال دمشق فنلوا عليها ف رجب سنة ثلث عشرة يعن ففتحوها ف سنة اربع عشرة‬
‫وكانت االيموك سنة خس عشرة وقدم عمر ال بيت القدس سنة ست عشرة فصل‬
‫واختلف العلماء ف دمشق هل فتحت صلحا او عنوة فاكثر العلماء على انه استقر امرها على الصلح لنم شكوا ف التقدم على الخر افتحت عنوة ث عدل الروم ال الصالة او فتحت‬
‫صلحا او اتفق الستيلء من الانب الخر قسرا فلما شكوا ف ذلك جعلوها صلحا احتياطا‬
‫وقيل بل جعل نصفها صلحا ونصفها عنوة وهذا القول قد يظهر من صنع الصحابة ف الكنيسة العظمى الت كانت اكب معابدهم حي اخذوا نصفها وتركوا لم نصفها وال اعلم‬
‫ث قيل ان ابا عبيدة هو الذي كتب لم كتاب الصلح وهذا هو النسب والشهر فان خالدا كان قد عزل عن المرة وقيل بل الذي كتب لم الصلح خالد بن الوليد ولكن اقره على ذلك ابو‬
‫عبيدة فال اعلم‬
‫وذكر ابو حذيفة اسحاق بن بشر ان الصديق توف قبل فتح دمشق وان عمر كتب ال اب عبيدة يعزيه والسلمي ف الصديق وانه استنابه على من بالشام وامره ان يستشي خالدا ف الرب‬
‫فلما وصل الكتاب ال اب عبيدة كتمه من خالد حت فتحت دمشق بنحو من عشرين ليلة فقال له خالد يرحك ال ما منعك ان تعلمن حي جاءك فقال ان كرهت ان اكسر عليك حربك‬
‫وما سلطان الدنيا اريد ول للدنيا اعمل وما ترى سيصي ال زوال وانقطاع وانا نن اخوان وما يضر الرجل ان يليه اخوه ف دينه ودنياه‬
‫ومن اعجب ما يذكر ههنا ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبداللك ابن ممد حدثنا راشد بن داود الصنعان حدثن ابو عثمان الصنعان شراحيل بن مرثد قال‬
‫بعث ابو بكر خالد بن الوليد ال اهل اليمامة وبعث يزيد بن اب سفيان ال الشام فذكر الراوى فقال خالد لهل اليمامة ال ان قال ومات ابو بكر واستخلف عمر فبعث ابا عبيدة ال الشام‬
‫فقدم دمشق فاستمد ابو عبيدة عمر فكتب عمر ال خالد بن الوليد ان يسي ال اب عبيدة بالشام فذكر مسي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪24‬‬

‫خالد من العراق ال الشام كما تقدم وهذا غريب جدا فان الذي ل يشك فيه ان الصديق هو الذي بعث ابا عبيدة وغيه من المراء ال الشام وهو الذي كتب ال خالد بن الوليد ان يقدم من‬
‫العراق ال الشام ليكون مددا لن به واميا عليهم ففتح ال تعال عليه وعلى يديه جيع الشام على ما سنذكره ان شاء ال تعال‬
‫وقال ممد بن عائذ قال الوليد بن مسلم اخبن صفوان بن عمرو عن عبدالرحن بن جبي بن نفي ان السلمي لا افتتحوا مدينة دمشق بعثوا ابا عبيدة بن الراح وافدا ال اب بكر بشيا‬
‫بالفتح فقدم الدينة فوجد ابا بكر قد توف واستخلف عمر بن الطاب فاعظم ان يتامر احد من الصحابة عليه فوله جاعة الناس فقدم عليهم فقالوا مرحبا بن بعثناه بريدا فقدم علينا اميا‬
‫وقد روى الليث وابن ليعة وحيوة بن شريح ومفضل بن فضالة وعمر بن الارث وغي واحد عن يزيد بن اب حبيب عن عبدال بن الكم عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر انه بعثه ابو‬
‫عبيدة بريدا بفتح دمشق قال فقدمت على عمر يوم المعة فقال ل منذ كم ل تنع خفيك فقلت من يوم المعة وهذا يوم المعة فقال اصبت السنة‬
‫قال الليث وبه ناخذ يعن ان السح على الفي للمسافر ل يتاقت بل له ان يسح عليهما ما شاء واليه ذهب الشافعي ف القدي وقد روى احد وابو داود عن اب عمارة مرفوعا مثل هذا‬
‫والمهور على ما رواه مسلم عن على ف تأقيت السح للمسافر ثلثة ايام بلياليهن وللمقيم يوم وليلة ومن الناس من فصل بي البيد ومن ف معناه وغيه فقال ف الول ل يتاقت وفيما عداه‬
‫بتأقت لديث عقبة وحديث علي وال اعلم فصل‬
‫ث ان ابا عبيدة بعث خالد بن الوليد ال البقاع ففتحه بالسيف وبعث سرية فالتقوا مع الروم بعي ميسنون وعلى الروم رجل يقال له سنان تدر على السلمي من عقبة بيوت فقتل من‬
‫السلمي يومئذ جاعة من الشهداء فكانوا يسمون عي ميسنون عي الشهداء واستخلف ابو عبيدة على دمشق يزيد بن اب سفيان كما وعده با الصديق وبعث يزيد دحية بن خليفة ال تدمر‬
‫ف سرية ليمهدوا امرها وبعث ابا الزهراء القشيي ال البثينة وحوران فصال اهلها‬
‫قال ابو عبيدة القاسم بن سلم رحه ال افتتح خالد دمشق صلحا وهكذا سائر مدن الشام كانت صلحا دون ارضيها فعلى يدي يزيد بن اب سفيان وشرحبيل بن حسنة واب عبيدة وقال‬
‫الوليد بن مسلم اخبن غي واحد من شيوخ دمشق بينما هم على حصار دمشق اذ اقبلت خيل من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪25‬‬

‫عقبة السلمية ممرة بالرير فثار اليهم السلمون فالتقوا فيما بي بيت ليا والعقبة الت اقبلوا منها فهزموهم وطردوهم ال ابواب حص فلما راى اهل حص ذلك ظنوا انم قد فتحوا دمشق‬
‫فقال لم اهل حص انا نصالكم على ما صالتم عليه اهل دمشق ففعلوا‬
‫وقال خليفة بن خياط حدثن عبدال بن الغية عن ابيه قال افتتح شرحبيل بن حسنة الردن كلها عنوة ما خل طبية فإن اهلها صالوه وهكذا قال ابن الكلب وقال بعث ابو عبيدة خالدا‬
‫فغلب على ارض البقاه وصاله اهل بعلبك وكتب لم كتابا وقال ابن الغية عن ابيه وصالهم على انصاف منازلم وكنائسهم ووضع الراج وقال ابن اسحاق وغيه وف سنة اربع عشرة‬
‫فتحت حص وبعلبك صلحا على يدي اب عبيدة ف ذي القعدة قال خليفة ويقال ف سنة خس عشرة‬
‫( ) وقعة فحل‬
‫وقد ذكرها كثي من علماء السي قبل فتح دمشق وانا ذكرها المام ابو جعفر بن جرير بعد فتح دمشق وتبع ف ذلك سياق سيف بن عمر فيما رواه عن اب عثمان ييزيد بن اسيد الغسان‬
‫واب حارثة القيسي قال خلف الناس يزيد بن اب سفيان ف خيله ف دمشق وسار نو فحل وعلى الناس الذين هم بالغور شرحبيل بن حسنة وسار ابو عبيدة وقد جعل على القدمة خالد بن‬
‫الوليد وابو عبيدة على اليمنة وعمرو بن العاص على اليسرة وعلى اليل ضرار بن الزور وعلى الرجالة عياض بن غنم فوصلوا ال فحل وهي بلدة بالغور وقد اناز الروم ال بيسان وارسلوا‬
‫مياه تلك الراضي على هنالك من الراضي فحال بينهم وبي السلمي وارسل السلمون ال عمر يبونه با هم فيه من مصابرة عدوهم وما صنعه الروم من تلك الكيدة ال ان السلمي ف‬
‫عيش رغيد ومدد كبي وهم على اهبة من امرهم وامي هذا الرب شرحبيل بن حسنة وهو ل يبيت ول يصبح ال على تعبئة‬
‫وظن الروم ان السلمي على غرة فركبوا ف بعض الليال ليبيتوهم وعلى الروم سقلب بن مراق فهجموا على السلمي فنهضوا اليهم نصفه رجل واحد كأنم على اهبة دائما فقاتلوهم حت‬
‫الصباح وذلك اليوم بكماله ال الليل فلما اظلم الليل فر الروم وقتل اميهم سقلب وركب السلمون اكتافهم واسلمتهم هزيتهم ال ذلك الوحل الذي كانوا قد كادوا به السلمي فغرقهم‬
‫ال فيه وقتل منهم السلمي باطراف الرماح ما قارب الثماني الفا ل ينج منهم ال الشريد وغنموا منهم شيئا كثيا ومال جزيل وانصرف ابو عبيدة وخالد بن معهم من اليوش نو حص كما‬
‫امر امي الؤمني عمر ابن الطاب واستخلف ابو عبيدة على الردن شرحبيل بن حسنة فسار شرحبيل ومعه عمرو بن العاص فحاصر بيسان فخرجوا اليه فقتل منهم مقتلة عظيمة ث صالوه‬
‫على مثل ما صالت عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪26‬‬

‫دمشق وضرب عليهم الزية والراج على اراضيهم وكذلك فعل ابو العور السلمي باهل طبية سواء‬
‫ما وقع بارض العراق آنذاك من القتال‬
‫وقد قدمنا ان الثن بن حارثة لا سار خالد من العراق بن صحبه ال الشام وقد قيل انه سار بتسعة آلف وقيل بثلثة آلف وقيل بسبعمائة وقيل بأقل ال انم صناديد جيش العراق‬
‫فأقام الثن بن بقي فاستقل عددهم وخاف من سطو الفرس لول اشتغالم بتبديل ملوكهم وملكاتم واستبطأ الثن خب الصديق فسار ال الدينة فوجد الصديق ف السياق فاخبه بامر العراق‬
‫فأوصى الصديق عمر ان يندب الناس لقتال اهل العراق فلما مات الصديق ودفن ليلة الثلثاء اصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال اهل العراق وحرضهم ورغبهم ف الثواب على ذلك‬
‫فلم يقم احد لن الناس كانوا يكرهون قتال الفرس لقوة سطوتم وشدة قتالم ث ندبم ف اليوم الثان والثالث فلم يقم احد وتكلم الثن بن حارثة فاحسن واخبهم با فتح ال تعال على يد‬
‫خالد من معظم ارض العراق ومالم هنالك من الموال والملك والمتعة والزاد فلم يقم احد ف اليوم الثالث فلما كان اليوم الرابع كان اول من انتدب من السلمي ابو عبيدة بن مسعود‬
‫الثقفي ث تتابع الناس ف الجابة امر عمر طائفة من اهل الدينة وامر على الميع ابا عبيد هذا ول يكن صحابيا فقيل لعمر هل امرت عليهم رجل من الصحابة فقال انا اومر اول من استجاب‬
‫انكم انا سبقتم الناس بنصرة هذا الدين وان هذا هو الذي استجاب قبلكم ث دعاه فوصاه ف خاصة نفسه بتقوى ال وبن معه من السلمي خيا وامره ان يستشي اصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وان يستشي سليط بن قيس فانه رجل باشر الروب فسار السلمون ال ارض العراق وهم سبعة الف رجل وكتب عمر ال أب عبيدة ان يرسل من كان بالعراق من قدم مع‬
‫خالد ال العراق فجهز عشرة الف عليهم هاشم ابن عتبة وارسل عمر جرير بن عبدال البجلي ف اربعة الف ال العراق فقدم الكوفة ث خرج منها فواقع هرقران الدار فقتله وانزم جيشه‬
‫وغرق اكثرهم ف دجلة فلما وصل الناس ال العراق وجدوا الفرس مضطربي ف ملكهم وآخر ما استقر عليه امرهم ان ملكوا عليهم بوران بنت كسرى بعدما قتلوا الت كانت قبلها‬
‫ازرميدخت وفوضت بوران امر اللك عشر سني ال رجل منهم يقال له رستم بن فرخزاذ على ان يقوم بامر الرب ث يصي اللك ال آل كسرى فقبل ذلك وكان رستم هذا منجما يعرف‬
‫النجوم وعلمها جيدا فقيل له ما حلك على هذا يعنون وانت تعلم ان هذا المر ل يتم لك فقال الطمع وحب الشرف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪27‬‬

‫وقعة النمارق‬
‫بعث رستم اميا يقال له جابان وعلى منبته رجلن يقال الحدها حشنس ماه ويقال للخر مردانشاه وهو خصي امي حاجب الفرس فالتقوا مع اب عبيد بكان يقال له النمارق بي الية‬
‫والقادسية وعلى اليل الثن بن حارثة وعلى اليسرة عمرو بن اليثم فاقتتلوا هنالك قتال شديدا وهزم ال الفرس واسر جابان ومردانشاه فأما مردانشاه فانه قتله الذي اسره واما جابان فانه‬
‫خدع الذي اسره حت اطلقه فامسكه السلمون فقالوا قتله فإنه المي فقال وإن كان المي فإن ل أقتله وقد أمنه وابوا ان يطلقوه وقالوا ان هذا هو المي وجاؤا به ال اب عبيد رجل من‬
‫السلمي ف آثار من انزم منهم وقد لاوا ال مدينة كسكر الت لبن خالة كسرى واسه نرسي فوازرهم نرسي على قتال اب عبيد فقهرهم ابو عبيد وغنم منهم شيئا كثيا واطعمات كثية‬
‫جدا ول المد وبعث بمس ما غنم من الال والطعام ال عمر بن الطاب بالدينة وقد قال ف ذلك رجل من السلمي ‪ ...‬لعمري وما عمري على بي ‪ ...‬لقد صبحت بالزي أهل النمارق‬
‫‪ ... ...‬بايدي رجال هاجروا نو ربم ‪ ...‬يوسونم ما بي درنا وبارق ‪ ...‬قتلناهم ما بي مرج مسلح ‪ ...‬وبي الوان من طريق الندارق‬
‫فالتقوا بكان بي كسكر والسفاطية وعلى ميمنة نرسي وميسرته ابنا خاله بندويه وبيويه اولد نظام وكان رستم قد جهز اليوش مع الالينوس فلما بلغ ابو عبيد ذلك اعجل نرسي بالقتال‬
‫قبل وصولم فاقتتلوا قتال شديدا فانزمت الفرس وهرب نرسي والالينوس ال الدائن بعد وقعة جرت من اب عبيد مع الالينوس بكان يقال له باروسا فبعث ابو عبيد الثن بن حارثة وسرايا‬
‫اخر ال متاخم تلك الناحية كنهر جور ونوها ففتحها صلحا وقهرا وضربوا الزية والراج وغنموا الموال الزيلة ول المد والنة وكسروا الالينوس الذي جاء لنصره جابان وغنموا‬
‫جيشه وامواله وكر هاربا ال قومه حقيا ذليل‬
‫وقعة جسر اب عبيد ومقتل امي السلمي وخلق كثي منهم‬
‫لا رجع الالينوس هاربا ما لقي من السلمي تذامرت الفرس بينهم واجتمعوا ال رستم فارسل جيشا كثيفا عليهم ذا الاجب بمس حادويه واعطاه راية افريدون وتسمى درفش كابيان‬
‫وكانت الفرس تتيمن با وحلوا معم راية كسرى وكانت من جلود النمور عرضها ثانية اذرع فوصلوا ال السلمي وبينهم النهر وعليه جسر فارسلوا اما ان تعبوا الينا واما ان نعب اليكم‬
‫فقال السلمون لميهم اب عبيد أأمرهم فليعبوا هم الينا فقال ما هم باجرا على الوت منا ث اقتحم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪28‬‬

‫اليهم فاجتمعوا ف مكان ضيق هنالك فاقتتلوا قتال شديدا ل يعهد مثله السلمون ف نو من عشرة الف وقد جاءت الفرس معهم بافيلة كثية عليها اللجل قائمة لتذعر خيول السلمي‬
‫فجعلوا كلما حلوا على السلمي فرت خيولم من الفيلة وما تسمع من اجلجل الت عليها ول يثبت منها ال القليل على قسر واذا حل السلمون عليهم ل تقدم خيولم على الفيلة ورشقتهم‬
‫الفرس بالنبل فنالوا منهم خلقا كثيا وقتل السلمون منه مع ذلك ستة الف وامر ابو عبيد السلمي ان يقتلوا الفيلة اول فاحتوشوها فقتلوها عن اخرها وقد قدمت الفرس بي ايديهم فيل‬
‫عظيما ابيض فتقدم اليه ابو عبيد فضربه بالسيف فقطع ذلومه فحمى الفيل وصاح صيحة هائلة وحل فتخبطه برجليه فقتله ووقف فوقه فحمل علي الفيل خليفة اب عبيد الذي كان اوصى ان‬
‫يكون اميا بعده فقتل ث آخر ث آخر حت قتل سبعة من ثقيف كان قد نص ابو عبيد عليهم واحدا بعد واحد ث صارت ال الثن بن حارثة بقتضى الوصية ايضا وقد كانت دومة امرأة اب‬
‫عبيد رات مناما يدل على ما وقع سواء بسواء فلما راى السلمون ذلك وهنوا عند ذلك ول يكن بقي ال الظفر بالفرس وضعف امرهم وذهب ريهم وولوا مدبرين وساقت الفرس خلفهم‬
‫فقتلوا بشرا كثيا وانكشف الناس فكان امرا بليغا وجاؤا ال السر فمر بعض الناس ث انكسر السر فتحكم فيمن وراءه الفرس فقتلوا من السلمي وغرق ف الفراة نو من اربعة الف فانا‬
‫ل وانا اليه راجعون وسار الثن بن حارثة فوقف عند السر الذي جاؤا منه وكان الناس لا انزموا جعل بعضهم يلقي بنفسه ف الفرات فيغرق فنادى الثن ايها الناس على هينتكم فان واقف‬
‫على فم السر ل اجوزه حت ل يبقى منكم احد ههنا فلما عدى الناس ال الناحية الخرى سار الثن فنل بم اول منل وقام يرسهم هو وشجعان السلمي وقد جرح اكثرهم واثخنوا ومن‬
‫الناس من ذهب ف البية ل يدري اين ذهب ومنهم من رجع ال الدينة النبوية مذعورا وذهب بالب عبدال بن زيد بن عاصم الازن ال عمر بن الطاب فوجده على النب فقال له عمر ما‬
‫وراءك يا عبدال بن زيد فقال اتاك الب اليقي يا امي الؤمني ث صعد اليه النب فاخبه الب سرا ويقال كان اول من قدم بب الناس عبدال بن يزيد بن الصي الطمي فال أعلم‬
‫قال سيف بن عمر وكانت هذه الوقعة ف شعبان من سنة ثلث عشرة بعد اليموك باربعي يوما فال اعلم وتراجع السلمون بعضهم ال بعض وكان منهم من فر ال الدينة فلم يؤنب عمر‬
‫الناس بل قال انا فيئكم واشغل ال الجوس بامر ملكهم وذلك ان اهل الدائن عدوا على رستم فخلعوه ث ولوه واضافوا اليه الفيزان واختلفوا على فرقتي فركب الفرس ال الدائن ولقهم‬
‫الثن بن حارثة ف نفر من السلمي فعارضه اميان من امرائهم ف جيشهم فاسرها واسر معهما بشرا كثيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪29‬‬

‫فضرب اعناقهم ث ارسل الثن ال من بالعراق من امراء السلمي يستمدهم فبعثوا اليه المداد وبعث اليه عمر بن الطاب بدد كثي فيهم جرير بن عبدال البجلي ف قومه بلية بكمالا وغيه‬
‫من سادات السلمي حت كثر جيشه‬
‫وقعت البويب الت اقتص فيها السلمون من الفرس‬
‫فلما سع بذلك امراء الفرس وبكثرة جيوش الثن بعثوا اليه جيشا اخر مع رجل يقال له مهران فتوافوا هم واياهم بكان يقال له البويت قريب من مكان الكوفة اليوم وبينهما الفرات فقالوا‬
‫اما ان تعبوا الينا او نعب اليكم فقال السلمون با اعبوا الينا فعبت الفرس اليهم فتواقفوا وذلك ف شهر رمضان فعزم الثن على السلمي ف الفطر فافطروا عن اخرهم ليكون اقوى لم‬
‫وعب اليش وجعل ير على كل راية من رايات المراء على القبائل ويعظهم ويثهم على الهاد والصب والصمت وف القوم جرير بن عبدال البجلي ف بلة وجاعة من سادات السلمي‬
‫وقال الثن لم ان مكب ثلث تكبيات فتهيأوا فاذا كبت الرابعة فاحلوا فقابلوا قوله بالسمع والطاعة والقبول فلما كب او تكبية عاجلتهم الفرس فحملوا حت غالقوهم واقتتلوا قتال‬
‫شديدا وراى الثن ف بعض صفوفه خلل فبعث اليهم رجل يقول المي يقرا عليكم السلم ويقول لكم ل تفضحوا العرب اليوم فاعتدلوا فلما راى ذلك منهم وهم بنو عجل اعجبه وضحك‬
‫وبعث اليهم يقول يا معشر السلمي عاداتكم انصروا ال ينصركم وجعل الثن السلمون يدعون ال بالظفر والنصر فلما طالت مدة الرب جع الثن جاعة من اصحابه البطال يمون ظهره‬
‫وحل على مهران فازاله عن موضعه حت دخل اليمنة وحل غلم من بن تغلب نصران فقتل مهران وركب فرسه كذا ذكره سيف بن عمر‬
‫وقال ممد بن اسحاق بل حل عليه النذر بن حسان بن ضرار الضب فطعنه واحتز راسه جرير بن عبدال البجلي واختصما ف سلبه فاخذ جرير السلح واخذ النذر منطفه وهربت الجوس‬
‫وركب السلمون اكتافهم يفصلونم فصل وسبق الثن بن حارثة ال السر فوقف عليه ليمنع الفرس من الواز عليه ليتمكن منهم السلمون فركبوا اكتافهم بقية ذلك اليوم وتلك الليلة ومن‬
‫ابعد ال الليل فيقال انه قتل منهم يومئذ وغرق قريب من مائة الف ول المد والنة وغنم السلمون مال جزيل وطعاما كثيا وبعثوا بالبشارة والخاس ال عمر رضى ال عنه وقد قتل من‬
‫سادات السلمي هذا اليوم بشر كثي ايضا وذلت لذه الوقعة رقاب الفرس وتكن الصحابة من الغارات ف بلدهم فيما بي الفرات ودجلة فغنموا شيئا عظيما ل يكن حصره وجرت امور‬
‫يطول ذكرها بعد يوم البويت وكانت هذه الوقعة بالعراق نظي اليموك بالشام وقد قال العور الشن العبدي ف ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪30‬‬

‫هاجت لعور دار الي احزانا ‪ ...‬واستبدلت بعد عبد القيس حسانا ‪ ...‬وقد ارانا با الشمل متمع ‪ ...‬اذ بالنخيلة قتلى جند مهرانا ‪ ...‬اذ كان سار الثن باليول لم ‪ ...‬فقتل الزحف من‬
‫فرس وجيلنا ‪ ...‬سا لهران واليش الذي معه ‪ ...‬حت ابادهم مثن ووحدانا ‪ ...‬فصل‬
‫ث بعث امي الؤمني عمر بن الطاب سعد بن اب وقاص الزهري احد العشرة ف ستة آلف اميا على العراق وكتب ال جرير عبدال والثن بن حارثة ان يكونا تبعا له وان يسمعا له ويطيعا‬
‫فلما وصل ال العراق كانا معه وكانا قد تنازعا المرة فالثن يقول لرير انا بعثك امي الؤمني مددا ال ويقول جرير انا بعثن اميا عليك فلما قدم سعد وقاص على امر العراق انقطع‬
‫نزاعهما قال ابن اسحاق وتوف الثن بن حارثة ف هذه السنة كذا قال ابن اسحق والصحيح ان بعث عمر سعدا انا كان ف اول سنة اربع عشرة كما سيأت‬
‫ذكر اجتماع الفرس على يزدجر بعد اختلفهم‬
‫كان شيين قد جع آل كسرى ف القصر البيض وامر بقتل ذكرانم كلهم وكانت ام يزدجر فيهم ومعها ابنها وهو صغي فواعدت اخواله فجاؤا واخذوه منها وذهبوا ال بلدهم فلما وقع‬
‫ما وقع يوم البويب وقتل من قتل منهم كما ذكرنا وركب السلمون اكتافهم وانتصروا عليهم وعلى اخذ بلدانم ومالم واقاليمهم ث سعوا بقدوم سعد بن اب وقاص من جهة عمر اجتمعوا‬
‫فيما بينهم واحضروا الميين الكبيين فيهم ووها رستم والفيزان فتذامروا فيما بينهم وتواصوا وقالوا لما لئن ل تقوما بالرب كما ينبغي لنقتلنكم ونشتفى بكما ث رأوا فيما بينهم ان‬
‫يبعثوا خلف نساء كسرى من كل فج ومن كل بقعة فمن كان لا ولد من آل كسرى ملكوه عليهم فجعلوا اذا اتوا بالرأة عاقبوها هل لا ولد وهي تنكر ذلك خوفا على ولدها ان كان لا‬
‫ولد فلم يزالوا حت دلوا على ام يزدجرد فاحضروها واحضروا ولدها فملكوه عليهم وهو ابن احدى وعشرين سنة وهو من ولد شهريار بن كسرى وعزلوا بوران واستوثقت المالك له‬
‫واجتمعوا عليه وفرحوا به وقاموا بي يديه بالنصر ات قيام واستفحل امره فيهم وقويت شوكتهم به وبعثوا ال القاليم والرساتيق فخلعوا الطاعة للصحابة ونقضوا عهودهم وذمهم وبعث‬
‫الصحابة ال عمر بالب فامرهم عمر ان يتبزوا من بي ظهرانيهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪31‬‬

‫وليكونوا على اطراف البلد حولم على الياه وان تكون كل قبيلة تنظر ال الخرى بيث اذا حدث حدث على قبيلة ل يفى امرها على جيانم وتفاقم الال جدا وذلك ف ذي القعدة من‬
‫سنة ثلث عشرة وقد حج بالناس عمر ف هذه السنة وقيل بل حج بم عبدالرحن بن عوف ول يج عمر هذه السنة وال اعلم‬
‫ما وقع سنة ثلث عشرة من الوادث‬
‫كانت فيها وقائع تقدم تفصيلها ببلد العراق على يدي خالد بن الوليد رضى ال عنه فتحت فيها الية والنبار وغيها من المصار وفيها سار خالد بن الوليد من العراق ال الشام على‬
‫الشهور وفيها كانت وقعة اليموك ف قول سيف بن عمر واختيار ابن جرير وقتل با من قتل من العيان من يطول ذكرهم وتراجهم رضى ال عنهم اجعي وفيها توف ابو بكر الصديق وقد‬
‫افردنا سيته ف ملد ول المد وفيها ول عمر بن الطاب رضى ال عنه يوم الثلثاء لثمان بقي من جادى الخرة منها فول قضاء الدينة علي بن اب طالب رضى ال عنه واستناب على‬
‫الشام ابا عبيدة عامر بن عبدال بن الراح الفهري وعزل عنها خالد بن الوليد الخزومي وأبقاه على شورى الرب وفيها فتحت بصرى صلحا وهي اول مدينة فتحت من الشام وفيها فتحت‬
‫دمشق ف قول سيف بن عمر وغيه كما قدمنا واستنيب فيها يزيد بن اب سفيان فهو اول من وليها من أمراء السلمي رضى ال عنهم وفيها كانت وقعت وقعة الفحل من ارض الغور وقتل‬
‫با جاعة من الصحابة وغيهم وفيها كانت وقعة جسر اب عبيد فقتل فيها اربعة الف من السلمي منهم اميهم ابو عبيد بن مسعود الثقفي وهو والد صفية امرأة عبدال بن عمر وكانت‬
‫امرأة صالة رحهما ال ووالد الختار بن اب عبيد كذاب ثقيف وقد كان نائبا على العراق ف بعض وقعات العراق كما سيأت وفيها توف الثن بن حارثة ف قول ابن اسحاق وقد كان نائبا‬
‫على العراق استخلفه خالد بن الوليد حي سار ال الشام وقد شهد مواقف مشهورة وله ايام مذكورة ول سيما يوم البويت بعد جسر اب عبيد قتل فيه من الفرس وغرق بالفراة قريب من مائة‬
‫الف الذي عليه المهور انه بقي ال سنة اربع عشرة كما سيأت بيانه وفيها حج بالناس عمر بن الطاب ف قول بعضهم وقيل بل حج عبدالرحن بن عوف وفيها استنفر عمر قبائل العرب‬
‫لغزو العراق الشام فاقبلوا من كل النواحي فرمى بم الشام والعراق وفيها كانت وقعة اجنادين ف قول ابن اسحاق يوم السبت لثلث من جادى الول منها وكذا عند الواقدي فيما بي‬
‫الرملة وبي جسرين على الروم القيقلن وامي السلمي عمرو بن العاص وهو ف عشرين الفا ف قول فقتل القيقلن انزمت الروم وقتل منهم خلق كثي واستشهد من السلمي ايضا جاعة‬
‫منهم هشام بن العاص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪32‬‬

‫والفضل بن العباس وابان بن سعيد واخواه خالد وعمرو ونعيم بن عبدال بن النحام والطفيل بن عمرو وعبدال بن عمرو الدوسيان وضرار بن وصخر بن نصر وتيم وسعيد ابنا الارث بن‬
‫قيس رضى ال عنهم الزور وعكرمة بن أب جهل وعمه سلمة بن هشام وهبار بن سفيان‬
‫وقال ممد بن سعد قتل يومئذ طليب بن عمرو وامه اروى بنت عبدالطلب عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن قتل يومئذ عبدال بن الزبي بن عبدالطلب وكان عمره يومئذ ثلثي سنة‬
‫فيما ذكره الواقدي قال ول يكن له رواية وكان من صب يوم حني قال ابن جرير وقتل يومئذ عثمان بن طلحة بن اب طلحة والارث بن اوس بن عتيك رضى ال عنهم وفيها كانت وقعة‬
‫مرج الصفر ف قول خليفة بن خياط وذلك لثنت عشرة بقيت من جادى الول وامي الناس خالد بن سعيد بن العاص فقتل يومئذ وقيل انا قتل اخوه عمرو وقيل ابنه فال اعلم‬
‫قال ابن اسحاق وكان امي الروم قلقط فقتل من الروم مقتلة عظيمة حت جرت طاحون هناك من دمائهم والصحيح ان وقعة مرج الصفر ف اول سنة اربع عشرة كما ستأت‬
‫ذكر التوفي ف هذه السنة مرتبي على الروف كما ذكرهم الافظ الذهب‬
‫ابان بن سعيد بن العاص بن امية الموي ابو الوليد الكي صحاب جليل وهو الذي اجار عثمان ابن عفان يوم الديبية حت دخل مكة لداء رسالة رسول ال صلى ال عليه وسلم اسلم بعد‬
‫مرجع اخويه من البشة خالد وعمرو فدعوه ال السلم فاجابما وساروا فوجدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد فتح خيب وقد استعمله رسول ال صلى ال عليه وسلم سنة تسع على‬
‫البحرين وقتل باجنادين انسة مول رسول ال صلى ال عليه وسلم الشهور انه قتل ببدر فيما ذكره البخاري وغيه وزعم الواقدي فيما نقله عن اهل العلم انه شهد احدا وانه بقي بعد ذلك‬
‫زمانا قال وحدثن ابن اب الزناد عن ممد بن يوسف ان انسة مات ف خلفة اب بكر الصديق وكان يكن ابا مسروح وقال الزهري كان يأذن للناس على النب صلى ال عليه وسلم تيم بن‬
‫الارث بن قيس السهمي واخوه قيس صحابيان جليلن هاجرا ال البشة وقتل باجنادين الارث بن اوس بن عتيك من مهاجرة البشة قتل باجنادين خالد بن سعيد بن العاص الموي من‬
‫السابقي الولي من هاجر ال البشة واقام با بضع عشرة سنة ويقال انه كان على صنعاء من جهة رسول ال صلى ال عليه وسلم وامره الصديق على بعص الفتوحات كما تقدم قتل يوم‬
‫مرج الصفر ف قول وقيل بل هرب فلم يكنه الصديق من دخول الدينة تعزيرا له فاقام شهرا ف بعض ظواهرها حت اذن له ويقال ان الذي قتله اسلم وقال رايت له حي قتلته نورا ساطعا ال‬
‫السماء رضى ال عنه سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن اب خزية ويقال حارثة بن خزية بن ثعلبة بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪33‬‬

‫طريف بن الزرج بن ساعدة بن كعب بن الزرج النصاري الزرجي سيدهم ابو ثابت ويقال ابو قيس صحاب جليل كان احد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا ف قول عروة وموسى بن عقبة‬
‫والبخاري وابن ماكول وروى ابن عساكر من طريق حجاج بن ارطاة عن الكم عن مقسم عن ابن عباس ان راية الهاجرين يوم بدر كانت مع علي وراية النصار مع سعد بن عبادة رضى‬
‫ال عنهما‬
‫قلت والشهور ان هذا كان يوم الفتح وال اعلم وقال الواقدي ل يشهدها لنه نسته حية فشغلته عنها بعد ان تهز لا فضرب له رسول ال صلى ال عليه وسلم بسهمه واجره وشهد احدا‬
‫وما بعدها وكذا قال خليفة بن خياط وكانت له جفنة تدور مع النب صلى ال عليه وسلم حيث دار من بيوت نسائه بلحم وثريد او لب وخبز او خبز وسن او بل وزيت وكان ينادي عند‬
‫اطمة كل ليلة لن اراد القرى وكان يسن الكتابة بالعرب والرمي والسباحة وكان يسمى من احسن ذلك كامل وقد ذكر ابو عمر بن عبد الب ما ذكره غي واحد من علماء التاريخ انه تلف‬
‫عن بيعة الصديق حت خرج ال الشام فمات بقرب من حوران سنة ثلث عشرة ف خلفة الصديق قاله ابن اسحاق والدائن وخليفة قال وقيل ف اول خلفة عمر وقيل سنة اربع عشرة وقيل‬
‫سنة خس عشرة وقال الفلس وابن بكر سنة ست عشرة‬
‫قلت اما بيعة الصديق فقد روينا ف مسند المام احد انه سلم للصديق ما قاله من ان اللفاء من قريش واما موته بارض الشام فمحقق والشهور انه بوران قال ممد بن عائذ الدمشقي عن‬
‫عبد العلى عن سعيد بن عبدالعزيز انه قال اول مدينة فتحت من الشام بصرى وبا توف سعد بن عبادة وعند كثي من اهل زماننا انه دفن بقرية من غوطة دمشق يقال لا النيحة وبا قب‬
‫مشهور به ول ار الافظ بن عساكر تعرض لذكر هذا القب ف ترجته بالكلية فال اعلم قال ابن عبدالب ول يتلفوا انه وجد ميتا ف مغتسله وقد اخضر جسده ول يشعروا بوته حت سعوا قائل‬
‫يقول ‪ ...‬قتلنا سيد الزرج سعد بن عبادة ‪ ...‬رميناه بسهم فلم يطىء فؤاده ‪ ...‬قال ابن جريج سعت عطاء يقول سعت ان الن قالوا ف سعد بن عبادة هذين البيتي له عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم احاديث وكان رضى ال عنه من اشد الناس غية ما تزوج امرأة بكرا ول طلق امرأة فتجاسر احد ان يطبها بعده وقد روى انه لا خرج من الدينة قسم ماله بي بنيه فلما توف‬
‫ولد له ولد فجاء ابو بكر وعمر ال ابنه قيس بن سعد فامراه ان يدخل هذا معهم فقال ان ل اغي ما صنع سعد ولكن نصيب لذا الولد سلمة بن هشام بن الغية اخو اب جهل بن هشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪34‬‬

‫اسلم سلمة قديا وهاجر ال البشة فلما رجع منها حبسه اخوه واجاعه فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدعو له ف القنوت ولماعة معه من الستضعفي ث انسل فلحق رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بالدينة بعد الندق وكان معه با وقد شهد اجنادين وقتل با رضى ال عنه ضرار بن الزور السدي كان من الفرسان الشهورين والبطال الذكورين له ومواقف مشهودة‬
‫واحوال ممودة ذكر عروة وموسى بن عقبة انه قتل باجنادين له حديث ف استحباب ابقاء شىء من اللب ف الضرع عند اللب طليب ابن عمي بن وهب بن كثي بن هند بن قصي القرشي‬
‫العبدي امه اروى بنت عبدالطلب عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم اسلم قديا وهاجر ال البشة الجرة الثانية وشهد بدرا قاله ابن اسحاق والواقدي والزبي بن بكار ويقال انه اول من‬
‫ضرب مشركا وذلك ان ابا جهل سب النب صلى ال عليه وسلم فضربه طليب بلحى جل فشجه استشهد طليب باجنادين وقد شاخ رضى ال عنه عبدال بن الزبي بن عبدالطلب بن هاشم‬
‫القرشي الاشي ابن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم كان من البطال الذكورين والشجعان الشهورين قتل يوم اجنادين بعدما قتل عشرة من الروم مبارزة كلهم بطارقة ابطال وله من‬
‫العمر يومئذ بضع وثلثون سنة عبدال بن عمرو الدوسي قتل باجنادين وليس هذا الرجل معروفا عثمان بن طلحة العبدري الجب قيل انه قتل باجنادين والصحيح انه تاخر ال ما بعد‬
‫الربعي عتاب بن اسيد بن اب العيص بن امية الموي ابو عبدالرحن امي مكة نيابة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم استعمله عليها عام الفتح وله من العمر عشرون سنة فحج بالناس‬
‫عامئذ واستنابه عليها ابو بكر بعده عليه السلم وكانت وفاته بكة قيل يوم توف ابو بكر رضى ال عنهما له حديث واحد رواه اهل السنن الربعة عكرمة بن اب جهل عمرو بن هشام بن‬
‫الغية بن عبدال بن عمر بن مزوم ابو عثمان القرشي الخزومي كان من سادات الاهلية كابيه ث اسلم عام الفتح بعدما فر ث رجع ال الق واستعمله الصديق على عمان حي ارتدوا فظفر‬
‫بم كما تقدم ث قدم الشام وكان اميا على بعض الكراديس ويقال انه ل يعرف له ذنب بعدما اسلم وكان يقبل الصحف ويبكي ويقول كلم رب كلم رب احتج بذا المام احد على جواز‬
‫تقبيل الصحف ومشروعيته وقال الشافعي كان عكرمة ممود البلء ف السلم قال عروة قتل باجنادين وقال غيه باليموك بعدما وجد به بضع وسبعون ما بي ضربة وطعنة رضى ال عنه‬
‫الفضل بن العباس بن عبدالطلب قيل انه توف ف هذه السنة والصحيح انه تاخر ال سنة ثان عشرة نعيم بن عبدال بن النحام احد بن عدي اسلم قديا قبل عمرو ولا يتهيا له هجرة ال ما‬
‫بعد الديبية وذلك لنه كان فيه بر باقاربه فقالت له قريش اقم عندنا على اي دين شئت فوال ل يتعرضك احد ال ذهبت انفسنا دونك استشهد يوم اجنادين وقيل يوم اليموك رضى ال‬
‫عنه هبار بن السود بن اسد ابو السود القرشي السدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪35‬‬

‫هذا الرجل كان قد طعن راحلة زينب بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم خرجت من مكة حت اسقطت ث اسلم بعد فحسن اسلمه وقتل باجنادين رضى ال عنه هبار بن سفيان بن‬
‫عبدالسود الخزومي ابن اخي ام سلمة اسلم قديا وهاجر ال البشة واستشهد يوم اجنادين على الصحيح وقيل قتل يوم مؤتة وال اعلم هشام بن العاص بن وائل السهمي اخو عمرو بن‬
‫مؤمنان وقد أسلم هشام قبل عمرو وهاجر ال البشة فلما رجع منها احتبس بكة ث هاجر بعد الندق العاص روى الترمذي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ابنا العاص وقد ارسله‬
‫الصديق ال ملك الروم وكان من الفرسان وقتل باجنادين وقيل باليموك والول اصح وال اعلم ابو بكر الصديق رضي ال عنه تقدم وله ترجة مفردة ول المد سنة اربع عشرة من الجرة‬
‫استهلت هذه السنة والليفة عمر بن الطاب يث الناس ويرضهم على جهاد اهل العراق وذلك لا بلغه من قتل اب عبيد يوم السر وانتظام شل الفرس واجتماع امرهم على يزدجر الذي‬
‫اقاموه من بيت اللك ونقض اهل الذمة بالعراق عهودهم ونبذهم الواثيق الت كانت عليهم وآذوا السلمي واخرجوا العمال من بي اظهرهم وقد كتب عمر ال من هنالك من اليش ان‬
‫يتبزوا من بي اظهرهم ال اطراف البلد قال ابن جرير رحه ال وركب عمر رضى ال عنه ف اول يوم من الحرم هذه السنة ف اليوش من الدينة فنل على ماء يقال له صرار فعسكر به‬
‫عازما على غزو العراق بنفسه واستخلف على الدينة علي بن اب طالب واستصحب عثمان بن عفان وسادات الصحابة ث عقد ملسا لستشارة الصحابة فيما عزم القيام به ونودى أن الصلة‬
‫جامعة وقد ارسل ال علي فقدم من الدينة ث استشارهم فكلهم وافقوه على الذهاب ال العراق ال عبدالرحن الرض وإن أرى أن تبعث رجل وترجع أنت إل الدينة فارثا عمر والناس عند‬
‫ذلك واستصوبوا رأي ابن عوف فقال عمر فمن ترى ان نبعث ال العراق فقال قد و بن عوف فإنه قال له إن أخشى إن كسرت أن تضعف السلمون ف سائر اقطار وجدته قال من هو قال‬
‫السد ف براثنه سعد بن مالك الزهري فاستجاد قوله وارسل ال سعد فأمره على العراق واوصاه فقال يا سعد بن وهيب ل يغرنك ومن ال ان قيل خال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وصاحبه فان ال ل يحو السىء بالسيء ولكن يحو السىء بالسن وان ال ليس بينه وبي احد نسب ال بطاعته فالناس شريفهم ووضيعهم ف ذات ال سواء ال ربم وهم عباده يتفاضلون‬
‫بالعافية ويدركون ما عند ال بالطاعة فانظر المر الذي رايت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪36‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم منذ بعث ال ان فارقنا عليه فالزمه فانه امر هذه عظت اياك ان تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الاسرين ولا اراد فراقه قال له انك ستقدم على‬
‫امر شديد فالصب الصب على ما اصابك ونابك تمع لك خشية ال واعلم ان خشية ال تتمع ف امرين ف طاعته واجتناب معصيته وانا طاعة من اطاعه ببغض الدنيا وحب الخرة وانا‬
‫عصيان من عصاه بب الدنيا وبغض الخرة وللقلوب حقائق ينشئها ال انشاء منها للسر ومنها العلنية فاما العلنية فان يكون حامده وذامه ف الق سواء واما السر فيعرف بظهور الكمة‬
‫من قلبه على لسانه وبحبة الناس ومن مبة الناس فل تزهد ف التحبب فان النبيي قد سالوا مبتهم وان ال اذا احب عبدا حببه واذا ابغض عبدا بغضه فاعتب منلتك عند ال بنلتك‬
‫عندالناس قالوا فسار سعد نو العراق ف اربعة الف ثلثة الف من اهل اليمن والف من سائر الناس وقيل ف ستة الف وشيعهم عمر من صرار ال العوص وقام عمر ف الناس خطيبا هنالك‬
‫فقال ان ال انا ضرب لكم المثال وصرف لكم القول لتحي القلوب فان القلوب ميتة ف صدورها حت ييها ال من علم شيئا فلينفع به فان للعدل امارات وتباشي فاما المارات فالياء‬
‫والسخاء والي واللي واما التباشي فالرحة وقد جعل ال لكل امر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل العتبار ومفتاحه الزهد والعتبار ذكر الوت والستعداد بتقدي الموال والزهد‬
‫اخذ الق من كل احد قبله حق والكتفاء با يكفيه من الكفاف فان ل يكفه الكفاف ل يغنه شىء ان بينكم وبي ال وليس بين وبينه احد وان ال قد الزمن دفع الدعاء عنه فانوا شكاتكم‬
‫الينا فمن ل يستطع فال من يبلغانا ناخذ له الق غي متعتع ث سار سعد ال العراق ورجع عمر بن معه من السلمي ال الدينة ولا انتهى سعد ال نر زرود ول يبق بينه وبي ان يتمع بالثن‬
‫بن حارثة ال اليسي وكل منهما مشتاق ال صاحبه انتقض جرح الثن بن حارثة الذي كان جرحه يوم السر فمات رحه ال ورضى ال عنه واستخلف على اليش بشي بن الصاصية ولا‬
‫بلغ سعدا موته ترحم عليه وتزوج زوجته سلمى ولا وصل سعد ال ملة اليوش انتهت اليه رياستها وامرتا ول يبق بالعراق امي من سادات العرب ال تت امره وامده عمر بامداد اخر حت‬
‫اجتمع معه يوم القادسية ثلثون الفا وقيل ستة وثلثون وقال عمر وال لرمي ملوك العجم بلوك العرب وكتب ال سعد ان يعل المراء على القبائل والعرفاء على كل عشرة عريفا على‬
‫اليوش وان يواعدهم ال القادسية ففعل ذلك سعد عرف العرفاء وامر على القبائل وول على الطلئع والقدمات والجنبات والساقات والرجالة والركبان كما امر امي الؤمني عمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪37‬‬

‫قال سيف باسناده عن مشايه قالوا وجعل عمر على قضاء الناس عبدالرحن بن ربيعة الباهلي ذا النون وجعل اليه الفباض وقسمة الفىء وجعل داعية الناس وقاصهم سلمان الفارسي وجعل‬
‫الكاتب زياد بن اب سفيان قالوا وكان ف هذا اليش كله من الصحابة ثلثمائة وبضعة عشر صحابيا منهم بضعة وسبعون بدريا وكان فيه سبعمائة من ابناء الصحابة رضى ال عنهم وبعث عمر‬
‫كتابه ال سعد يامره بالبادرة إل القادسية والقادسية باب فارس ف الاهلية وان يكون بي الجر والدر وان ياخذ الطرق والسالك على فارس وان يبدروهم بالضرب والشدة ول يهولنك‬
‫كثرة عددهم وعددهم فانم قوم خدعة مكرة وان انتم صبت واحسنتم ونويتم المانة رجوت ان تنصروا عليهم ث ل يتمع لم شلهم ابدا ال ان يتمعوا وليست معهم قلوبم وان كانت‬
‫الخرى فارجعوا ال ما وراءكم حت تصلوا ال الجر فانكم عليه اجرأ وانم عنه اجب وبه اجهل حت يات ال بالفتح عليهم ويرد لكم الكره وامره بحاسبة نفسه وموعظة جيشه وامرهم‬
‫بالنية السنة والصب فان النصر يات من ال على قدر النية والجر على قدر السبة وسلوا ال العافية واكثروا من قول ل حول ول قوة ال بال العلي العظيم واكتب ال بميع احوالكم‬
‫وتفاصيلها وكيف تنلون واين يكون منكم عدوكم واجعلن بكتبك ال كان انظر اليكم واجعلن من امركم على اللية وخف ال وارجه ول تدل بشىء واعلم الن ال قد توكل لذا المر‬
‫با ل خلف له فاحذر ان يصرفه عنك ويستبدل بكم غيكم فكتب اليه سعد يصف له كيفية تلك النازل والراضي بيث كانه يشاهدها وكتب اليه يبه بان الفرس قد جردوا لربه رستم‬
‫وامثاله فهم يطلبوننا ونن نطلبهم وامر ال بعد ماض وقضاؤه مسلم ال ما قدر لنا وعلينا فنسال ال خي القضاء وخي القدر ف عافية‬
‫وكتب اليه عمر قد جاءن كتابك وفهمته فإذا لقيت عدوك ومنحك ال ادبارهم فانه قد القى ف روعى انكم ستهزمونم فل تشكن ف ذلك فاذا هزمتهم فل تنع عنهم حت تقتحم عليهم‬
‫الدائن فانه خرابا ان شاء ال وجعل عمر يدعو لسعد خاصة وله وللمسلمي عامة‬
‫ولا بلغ سعد العذيب اعترض للمسلمي جيش للفرس مع شيزاذ بن اراذويه فغنموا ما معه شيئا كثيا ووقع منهم موقعا كبيا فخمسها سعد وقسم اربعة اخاسها ف الناس واستبشر الناس‬
‫بذلك وفرحوا وتفاءلوا وافرد سعد سرية تكون حياطة لن معهم من الري على هذه السرية غالب بن عبدال الليثي‬
‫غزوة القادسية‬
‫ث سار سعد فنل القادسية وبث سراياه واقام با شهرا ل ير احدا من الفرس فكتب ال عمر بذلك والسرايا تأت بالية من كل مكان فعجت رعايا الفرس اطراف بلدهم ال يزدجرد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪38‬‬

‫من الذين يلقون من السلمي من النهب والسب وقالوا ان ل تنجدونا وإل اعطينا ما بأيدينا وسلمنا اليهم الصون واجتمع راى الفرس على ارسال رستم اليهم فبعث إليه يزدجرد فامره على‬
‫اليش فاستعفى رستم من ذلك وقال ان هذا ليس براى ف الرب ان ارسال اليوش بعد اليوش اشد على العرب من ان يكسروا جيشا كثيفا مرة واحدة فاب اللك ال ذلك فتجهز رستم‬
‫للخروج ث بعث سعد كاشفا ال الية ال صلوبا فاتاه الب بان اللك قد امر على الرب رستم بن الفرخزاذ الرمن وامده بالعساكر فكتب سعد ال عمر بذلك فكتب اليه عمر ل يكربنك‬
‫ما يأتيك عنهم ول ما يأتونك به واستعن بال وتوكل عليه وابعث اليه رجال من اهل النظر والراى واللد يدعونه فان ال جاعل دعائهم توهينا لم وفلجا عليهم واكتب ال ف كل يوم ولا‬
‫اقترب رستم بيوسه وعسكر بساباط كتب سعد ال عمر يقول ان رستم قد عسكر بساباط وجر اليول والفيول وزحف علينا با وليس شىء اهم عندي ول اكثر ذكرا من لا احببت ان‬
‫اكون عليه من الستعانة والتوكل وعبأ رستم فجعل على القدمة وهي اربعون الفا الالنوس وعلى اليمنة الرمزان وعلى اليسرة مهران بن برام وذلك ستون الفا وعلى الساقة البندران ف‬
‫عشرين الفا فاليش كله ثانون الفا فيما ذكره سيف وغيه وف رواية كان رستم ف مائة الف وعشرين الفا يتبعها ثانون الفا وكان معه ثلث وثلثون فيل منها فيل ابيض كان لسابور فهو‬
‫اعظمها واقدمها وكانت الفيلة تالفه ث بعث سعد جاعة من السادات منهم النعمان بن مقرن وفرات بن حبان وحنظلة بن الربيع التميمي وعطارد بن حاجب والشعث بن قيس والغية بن‬
‫شعبة وعمرو بن معدي كرب يدعون رستم ال ال عز وجل فقال لم رستم ما اقدمكم فقالوا جئنا لوعود ال ايانا اخذ بلدكم وسب نسائكم وابنائكم واخذ اموالكم فنحن على يقي من‬
‫ذلك وقد راى رستم ف منامه كان ملكا نزل من السماء فختم على سلح الفرس كله ودفعه ال رسول ال صلى ال عليه وسلم فدفعه رسول ال صلى ال عليه وسلم ال عمر وذكر سيف‬
‫بن عمر ان رستم طاول سعدا ف اللقاء حت كان بي خروجه من الدائن وملتقاه سعدا بالقادسية اربعة اشهر كل ذلك لعله يضجر سعدا ومن معه ليجعوا ولول ان اللك استعجله ما التقاه لا‬
‫يعلم من غلبة السلمي لم ونصرهم عليهم لا راى ف منامه ولا يتوسه ولا سع منهم ولا عنده من علم النجوم الذي يعتقد صحته ف نفسه لا له من المارسة لذا الفن ولا دنا جيش رستم من‬
‫سعد احب سعد ان يطلع على اخبارهم على اللية فبعث رجل سرية لتاتيه برجل من الفرس وكان ف السرية طليحة السدي الذي كان ادعى النبوة ث تاب وتقدم الارث مع اصحابه حت‬
‫رجعوا فلما بعث سعد السرية اخترق طليحة اليوش والصفوف وتطى اللوف وقتل جاعة من البطال حت اسر احدهم وجاء به ل يلك من نفسه شيئا فساله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪39‬‬

‫سعد عن القوم فجعل يصف شجاعة طليحة فقال دعنا من هذا واخبنا عن رستم فقال هو ف مائة الف وعشرين الفا ويتبعها مثلها واسلم الرجل من فوره رحه ال‬
‫قال سيف عن شيوخه ولا تواجه اليشان بعث رستم ال سعد ان يبعث اليه برجل عاقل عال با اساله عنه فبعث اليه الغية بن شعبة رضى ال عنه فلما قدم عليه جعل رستم يقول له انكم‬
‫جياننا وكنا نسن اليكم ونكف الذى عنكم فارجعوا ال بلدكم ول ننع تارتكم من الدخول ال بلدنا فقال له الغية انا ليس طلبنا الدنيا وانا هنا وطلبنا الخرة وقد بعث ال الينا‬
‫رسول قال له ان قد سلطت هذه الطائفة على من ل يدن بدين فانا منتقم بم منهم واجعل لم الغلبة ما داموا مقرين به وهو دين الق ل يرغب عنه احد ال ذل ول يعتصم به ال عز فقال له‬
‫رستم فما هو فقال اما عموده الذي ل يصلح شىء منه ال به فشهادة ان ل اله ال ال وان ممدا رسول ال والقرار با جاء من عندال فقال ما احسن هذا واي شىء ايضا قال واخراج‬
‫العباد من عبادة العباد ال عبادة ال قال وحسن ايضا واي شىء ايضا قال والناس بنو آدم فهم اخوة لب وأم وقال حسن ايضا ث قال رستم ارايت ان دخلنا ف دينكم اترجعون عن بلدنا‬
‫قال اي وال ث ل نقرب بلدكم ال ف تارة او حاجة قال وحسن ايضا قال ولا خرج الغية من عنده ذاكر رستم رؤساء قومه ف السلم فانفوا ذلك وابوا ان يدخلوا فيه قبحهم ال‬
‫واخزاهم وقد فعل‬
‫قالوا ث بعث اليه سعد رسول اخر بطلبه وهو ربعي بن عامر فدخل عليه وقد زينوا ملسه بالنمارق الذهبة والزراب الرير واظهر اليواقيت والللء الثمينةى والزينة العظيمة وعليه تاجه وغي‬
‫ذلك من المتعة الثمينة وقد جلس على سرير من ذهب ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصية ول يزل راكبها حت داس با على طرف البساط ث نزل وربطها ببعض تلك‬
‫الوسائد واقبل وعليه سلحه ودرعه وبيضته على رأسه فقالوا له ضع سلحك فقال ان ل آتكم وانا جئتكم حي دعوتون فان تركتمون هكذا وال رجعت فقال رستم ائذنوا له فاقبل يتوكأ‬
‫على رمه فوق النمارق فحرق عامتها فقالوا له ما جاء بكم فقال ال ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد ال عبادة ال ومن ضيق الدنيا ال سعتها ومن جور الديان ال عدل السلم‬
‫فارسلنا بدينه ال خلقه لتدعوهم اليه فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن اب قاتلناه ابدا حت نفضى ال موعود ال قالوا وما موعود ال قال النة لن مات على قتال من اب والظفر لن‬
‫بقي فقال رستم قد سعت مقالتكم فهل لكم ان تؤخروا هذا المر حت ننظر فيه وتنظروا قال نعم كم احب اليكم يوما او يومي قال ل بل حت نكاتب اهل راينا رؤساء قومنا فقال‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪40‬‬

‫ما سن لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ان نؤخر العداء عند اللقاء اكثر من ثلث فانظر ف امرك وامرهم واختر واحدة من ثلث بعد الجل فقال اسيدهم انت قال ل ولكن السلمون‬
‫كالسد الواحد يي ادناهم على اعلهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رايتم قط اعز وارجح من كلم هذا الرجل فقالوا معاذ ال ان تيل ال شىء من هذا تدع دينك ال هذا الكلب‬
‫اما ترى ال ثيابه فقال ويلكم ل تنظرون ال الثياب وانظروا ال الرأي والكلم والسية ان العرب يستخفون بالثياب والأكل ويصونون الحساب ث بعثوا يطلبون ف اليوم الثان رجل فبعث‬
‫اليهم حذيفة بن مصن فتكلم نو ما قال ربعي وف اليوم الثالث الغية بن شعبة فتكلم بكلم حسن طويل قال فيه رستم للمغية انا مثلكم ف دخولكم ارضنا كمثل الذباب راى العسل فقال‬
‫من يوصلن اليه وله درهان فلما سقط عليه غرق فيه فجعل يطلب اللص فل يده وجعل يقول من يلصن وله اربعة دراهم ومثلكم كمثل الثعلب ضعيف دخل جحرا ف كرم فلما رآه‬
‫صاحب الكرم ضعيفا رحه فتركه فلما سن افسد شيئا كثيا فجاء بيشه واستعان عليه بغلمانه فذهب ليخرج فلم يستطع لسمنه فضربه حت قتله فهكذا ترجون من بلدنا ث استشاط غضبا‬
‫واقسم بالشمس لقتلنكم فقال الغية ستعلم ث قال رستم للمغية قد امرت لكم بكسوة ولميكم بالف دينار وكسوة ومركوب وتنصرفون عنا فقال الغية ابعد ان اوهنا ملككم وضعفنا‬
‫( عزكم ولنامدة نو بلدكم وناخذ الزية منكم عن يد وانتم صاغرون وستصيون لنا عبيدا على رغمكم فلما قال ذلك استشاط غضبا ( ‪1‬‬
‫وقال ابن جرير حدثن ممد بن عبدال بن صفوان الثقفي ثنا امية بن خالد ثنا ابو عوانة عن حصيب بن عبدالرحن قال قال ابو وائل جاء سعد حت نزل القادسية ومعه الناس قال ل ادري‬
‫لعلنا ل نزيد على سبعة الف او ثان الف بي ذلك والشركون ثلثون الفا ونوذلك فقالوا ل يد لكم ول قوة ول سلح ما جاء بكم ارجعوا قال قلنا ما نن براجعي فكانوا يضحكون من‬
‫نبلنا ويقولون دوك دوك وشبهونا بالغازل فلما ابينا عليهم ان نرجع قالوا ابعثوا الينا رجل من عقلئكم يبي لنا ما جاء بكم فقال الغية بن شعبة انا فعب اليهم فقعد مع رستم على السرير‬
‫فنخروا وصاحوا فقال ان هذا ل يزدن رفعة ول ينقص صاحبكم فقال رستم صدق ما جاء بكم فقال انا كنا قوما ف شر وضللة فبعث ال الينا نبيا فهدانا ال به ورزقنا على يديه فكان فيما‬
‫رزقنا حبة تنبت ف هذا البلد فلما اكلناها واطعمناها اهلينا قالوا ل صب لنا عنها انزلونا هذه الرض حت ناكل من هذه البة فقال رستم اذا نقتلكم قال ان قتلتمونا دخلنا النة وان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪41‬‬

‫قتلناكم دخلتم النار واديتم الزية قال فلما قال واديتم الزية نروا وصاحوا وقالوا ل صلح بيننا وبينكم فقال الغية تعبون الينا او نعب اليكم فقال رستم بل نعب اليكم فاستاخر السلمون‬
‫حت عبوا فحملوا عليهم فهزموهم‬
‫وذكر سيف ان سعدا كان به عرق النسا يومئذ وانه خطب الناس وتلى قوله تعال ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر ان الرض يرثها عبادي الصالون وصلى بالناس الظهر ث كب اربعا‬
‫وحلوا بعد ان امرهم ان يقولوا ل حول ول قوة ال بال ف طردهم اياهم وقتلهم اياهم وقعودهم لم كل مرصد وحصرهم لبعضهم ف بعض الماكن حت اكلوا الكلب والسناني وما رد‬
‫شاردهم حت وصل ال ناوند ولا اكثرهم ال الدائن ولقهم السلمون ال ابوابا وكان سعد قد بعث طائفة من اصحابه ال كسرى يدعونه ال ال قبل الوقعة فاستاذنوا على كسرى فاذن‬
‫لم وخرج اهل البلد ينظرون ال اشكالم وارديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم والنعال ف ارجلهم وخيولم الضعيفة وخبطها الرض بارجلها وجعلوا يتعجبون منها غاية العجب كيف‬
‫مثل هؤلء يقهرون جيوشهم مع كثرة عددها وعددها ولا استاذنوا على اللك يزدجرد اذن لم واجلسهم بي يديه وكان متكبا قليل الدب ث جعل يسالم عن ملبسهم هذه ما اسها عن‬
‫الردية والنعال والسياط ث كلما قالوا شيئا من ذلك تفاءل فرد ال فاله على راسه ث قال لم ما الذي اقدمكم هذه البلد اظننتم انا لا تشاغلنا بأنفسنا اجترأت علينا فقال له النعمان بن مقرن‬
‫ان ال رحنا فأرسل الينا رسول يدلنا على الي ويامرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على اجابته خي الدنيا والخرة فلم يدع ال ذلك قبيلة ال صاروا فرقتي فرقة تقاربه وفرقة تباعده‬
‫ول يدخل معه ف دينه ال الواص فمكث كذلك ما شاء ال ان يكث ث امر ان ينهد ال من خالفه من العرب ويبدا بم ففعل فدخلوا معه جيعا على وجهي مكروه عليه فاغتبط وطائع اياه‬
‫فازداد فعرفنا جيعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق وامرنا ان نبدأ بن يلينا من المم فندعوهم ال النصاف فنحن ندعوكم ال دينا وهو دين السلم حسن السن‬
‫وقبح القبيح كله فان ابيتم فامر من الشر هو اهون من آخر شر منه الزاء فإن ابيتم فالناجزة وان واجبتم ال دينننا خلفنا فيكم كتاب ال واقمنكم عليه على ان تكموا باحكامه ونرجع‬
‫عنكم وشانكم وبلدكم وان اتيتمونا بالزي قبلنا ومنعناكم وال قاتلناكم قال قتلكم يزدجر فقال ان ل اعلم ف الرض امة كانت اشقى ول اقل عددا ول اسوأ ذات بي منكم قد كنا نوكل‬
‫بكم قرى الضواحي ليكفوناكم ل تغزوكم فارس ول تطعمون ان تقوموا لم فان كان عددكم كثر فل يغرنكم منا وان كان الهد دعا كم فرضنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪42‬‬

‫لكم قوتا ال خصبكم واكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فاسكت القوم فقام الغية بن شعبة فقال ايها اللك ان الشراف الشراف ويعظم حقوق الشراف‬
‫الشراف وليس كل ما ارسلوا له جعوه لك هؤلء رؤس العرب وجوههم وهم اشراف يستحيون من الشراف وإنا يكرم ول كل ما تكلمت به اجابوك عليه وقد احسنوا ول يسن بثلهم‬
‫ال ذلك فجاوبن فاكون انا الذي ابلغك ويشهدون على ذلك انك قد وصفتنا صفة ل تكن با عالا فاما ما ذكرت من سوء الال فما كان اسوا حال منا واما جوعنا فلم يكن يشبه الوع‬
‫كنا ناكل النافس والعلن والعقارب واليات ونرى ذلك طعامنا واما النازل فانا هى ظهر الرض ول نلبس ال ما غزلنا من اوبار البل واشعار الغنم ديننا ان يقتل بعضنا بعضا وان يبغى‬
‫بعضنا على بعض وان كان احدنا ليدفن ابنته وهى حية كراهية ان تاكل من طعامه وكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وف العاد على ما ذكرت لك فبعث ال الينا رجل معروفا نعرف‬
‫نسبه ونعرف وجهه ومولده فارضه خي ارضنا وحسبه خي احسابنا وبيته خي بيوتنا وقبيلته خي قبائلنا وهو نفسه كان خينا ف الال الت كان فيها اصدقنا واحلمنا فدعانا ال امر فلم يبه‬
‫احد اول ترب كان له الليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا ال كان فقذف ال ف قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا وبي رب العالي فما قال لنا فهو‬
‫قول ال وما امرنا فهو امر ال فقال لنا ان ربكم يقول انا ال وحدي ل شريك ل كنت اذ ل يكن شىء وكل شىء هالك ال وجهي وانا خلقت كل شىء وال يصي كل شىء وان رحت‬
‫ادركتكم فبعثت اليكم هذا الرجل لدلكم على السبيل الت انيكم با بعد الوت من عذاب ولحلكم داري دار السلم فنشهد عليه انه جاء بالق من عند الق وقال من تابعكم على هذا فله‬
‫مالكم وعليه ما عليكم ومن اب فاعرضوا عليه الزية ث امنعوه ما تنعون منه انفسكم ومن اب فقاتلوه فانا الكم بينكم فمن قتل منكم ادخلته جنت ومن بقي منكم اعقبته النصر على من‬
‫ناوأه فاختر ان شئت الزية وانت صاغر وان شئت فالسيف او تسلم فتنجي نفسك فقال يزدجر اتستقبلن بثل هذا فقال ما استقبلت ال من كلمن ولو كلمن غيك ل استقبلك به فقال‬
‫لول ان الرسل ل تقتل لقتلتكم ل شىء لكم عندى وقال ائتون بوقر من تراب فاحلوه على اشرف هؤلء ث سوقوه حت يرج من ابيات الدائن ارجعوا ال صاحبكم فاعلموه ان مرسل اليه‬
‫رستم حت يدفنه وجنده ف خندق القادسية وينكل به وبكم من بعد ث اورده بلدكم حت اشغلكم ف انفسكم باشد ما نالكم من سابور ث قال من اشرفكم فسكت القوم فقال عاصم بن‬
‫عمرو واقتات ليأخذ التراب انا اشرفهم انا سيد هؤلء فحملنيه فقال اكذلك قالوا نعم فحمله على عنقه فخرج به من اليوان والدار حت اتى راحلته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪43‬‬

‫فحمله عليها ث انذب ف السي لياتوا به سعدا وسبقهم عاصم فمر باب قديس فطواه وقال بشروا المي بالظفر ظفرنا ان شاء ال تعال ث مضى حت جعل التراب ف الجر ث رجع فدخل‬
‫على سعد فأخبه الب فقال ابشروا فقد وال اعطانا ال اقاليد ملكهم وتفاءلوا بذلك اخذ بلدهم ث ل يزل امر الصحابة يزداد ف كل يوم علوا وشرفا ورفعة وينحط امر الفرس سفل وذل‬
‫ووهنا ولا رجع رستم ال اللك يساله عن حل من راى من السلمي فذكر له عقلهم وفصاحتهم وحدة جوابم وانم يرومون امرا يوشك ان يدركوه وذكر ما امر به اشرفهم من حل التراب‬
‫وانه استحمق اشرفهم ف حله التراب على راسه ولوشاء اتقى بغيه وانا ل اشعر فقال له رستم انه ليس احق وليس هو باشرفهم انا اراد ان يفتدي قومه بنفسه ولكن وال ذهبوا بفاتيح‬
‫ارضنا وكان رستم منجما ث ارسل رجل وراءهم وقال ان ادرك التراب فرده تداركنا امرنا وان ذهبوا به ال اميهم غلبونا على ارضنا قال فساق وراءهم فلم يدركهم بل سبقوه ال سعد‬
‫بالتراب وساء ذلك فارس وغضبوا من ذلك اشد الغضب واستهجنوا راي اللك فصل‬
‫كانت وقعة القادسية وقعة عظيمة ل يكن بالعراق اعجب منها وذلك انه لا تواجه الصفان كان سعد رضى ال عنه قد اصابه عرق النسا ودمامل ف جسده فهو ل يستطيع الركوب وانا هو ف‬
‫قصر متكىء على صدره فوق وسادة وهو ينظر ال اليش ويدبر امره وقد جعل امر الرب ال خالد بن عرفطة وجعل على اليمنة جرير بن عبدال البجلي وعلى اليسرة قيس بن مكشوح‬
‫وكان قيس والغية بن شعبة قد قدما على سعد مددا من عند ابو عبيدة من الشام بعدما شهدا وقعة اليموك‬
‫وزعم ابن اسحاق ان السلمي كانوا ما بي السبعة الف ال الثمانية الف وان رستما كان ف ستي الفا فصلى سعد بالناس الظهر ث خطب الناس فوعظهم وحثهم وتل قوله تعال ولقد كتبنا‬
‫ف الزبور من بعد الذكر ان الرض يرثها عبادي الصالون وقرأ القراء آيات الهاد وسوره ث كب سعدا اربعا ث حلوا بعد الرابعة فاقتتلوا حت كان الليل فتحاجزوا وقد قتل من الفرقي بشر‬
‫كثي ث أصبحوا ال مواقفهم فاقتتلوا يومهم ذلك وعامة ليلتهم ث اصبحوا كما امسوا على مواقفهم فاقتتلوا حت امسوا ث اقتتلوا ف اليوم الثالث كذلك وامست هذه الليلة تسمى ليلة الرير‬
‫فلما اصبح اليوم الرابع اقتتلوا قتال شديدا وقد قاسوا من الفيلة بالنسبة ال اليول العربية بسبب نفرتا منها امرا بليغا وقد اباد الصحابة الفيلة ومن عليها وقلعوا عيونا وابلى جاعة من‬
‫الشجعان ف هذه اليام مثل طليحة السدي وعمرو بن معدي كرب والقعقاع بن عمرو وجرير بن عبدال البجلي وضرار بن الطاب وخالد بن عرفطة واشكالم واضرابم فلما كان وقت‬
‫الزوال من هذا اليوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪44‬‬

‫ويسمى يوم القادسية وكان يوم الثني من الحرم سنة اربع عشرة كما قاله سيف بن عمر التميمي هبت ريح شديدة فرفعت خيام الفرس عن اماكنها والقت سرير رستم الذي هو منصوب له‬
‫فبادر فركب بغلته وهرب فأدركه السلمون فقتلوه وقتلوا جالينوس مقدمة الطلئع القادسية وانزمت الفرس ول المد والنة عن بكرة ابيهم ولقهم السلمون ف اقفائهم فقتل يومئذ‬
‫السلسلون بكمالم وكانوا ثلثي الفا وقتل ف العركة عشرة الف وقتلوا قبل ذلك قريبا من ذلك وقتل من السلمي ف هذا اليوم وما قبله من اليام الفان وخسمائة رحهم ال وساق‬
‫السلمون خلفهم النهزمي حت دخلوا وراءهم مدينة اللك وهى الدائن الت فيها اليوان الكسروى وقد اذن لن ذكرنا عليه فكان منهم اليه ما قدمنا وقد غنم السلمون من وقعة القادسية‬
‫هذه من الموال والسلح ما ل يد ول يوصف كثره فحصلت الغنائم بعد صرف السلب وخست وبعث بالمس والبشارة ال امي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه وكان عمر‬
‫رضى ال عنه يستخب عن امر القادسية كل من لقيه من الركبان ويرج من الدينة ال ناحية العراق يستنشق الب فينما هو ذات يوم من اليام اذا هو براكب يلوح من بعد فاستقبله عمر‬
‫فاستخبه فقال له فتح ال على السلمي بالقادسية وغنموا غنائم كثية وجعل يدثه وهو ل يعرف عمر وعمر ماش تت راحلته فلما اقتربا من الدينة جعل الناس ييون عمر بالمارة فعرف‬
‫الرجل عمر فقال يرحك ال يا امي الؤمني هل اعلمتن انك الليفة فقال ل حرج عليك يا اخي‬
‫وقد تقدم ان سعدا رضى ال عنه كان به قروح وعرق النسا فمنعه من شهود القتال لكنه جالس ف راس القصر ينظر ف مصال اليش وكان مع ذلك ل يغلق عليه باب القصر لشجاعته ولو‬
‫فر الناس لخذته الفرس قبضا باليد ل يتنع منهم وعنده امرأته سلمى بنت حفص الت كانت قبله عند الثن بن حارثة فلما فر بعض اليل يومئذ فزعت وقالت وامثنياه ول مثن ل اليوم‬
‫فغضب سعد من ذلك ولطم وجهها فقالت اغية وجبنا يعن انا تعيه بلوسه ف القصر يوم الرب وهذا عناد منها فإنا اعلم الناس بعذره وما هو فيه من الرض الانع من ذلك وكان عنده ف‬
‫القصر رجل مسجون على الشراب كان قد حد فيه مرات متعددة يقال سبع مرات فامر به سعد فقيد واودع ف القصر فلما راى اليول تول حول حى القصر وكان من الشجعان البطال‬
‫قال ‪ ...‬كفى حزنا ان تدحم اليل بالفت ‪ ...‬واترك مشدودا علي وثاقيا ‪ ...‬اذا قمت غنان الديد وغلقت ‪ ...‬مصاريع من دون تصم الناديا ‪ ...‬وقد كنت ذا مال كثي واخوة ‪ ...‬وقد‬
‫‪ ...‬تركون مفردا ل اخاليا‬
‫ث سأل من زبراء ام ولد سعد ان تطلقه وتعيه فرس سعد وحلف لا انه يرجع آخر النهار فيضع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪45‬‬


‫رجله ف القيد فاطلقته وركب فرس سعد وخرج فقاتل قتال شديدا وجعل سعد ينظر ال فرسه فيعرفها وينكرها ويشبهه باب محن ولكن يشك لظنه انه ف القصر موثق فلما كان آخر النهار‬
‫رجع فوضع رجله ف قيدها ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال ما هذا فذكروا له قصة ابو مجن فرضى عنه واطلقه رضى ال عنهما‬
‫‪ ...‬وقد قال رجل من السلمي ف سعد رضى ال عنه ‪ ...‬نقاتل حت انزل ال نصره ‪ ...‬وسعد بباب القادسية معصم ‪ ...‬فأبنا وقد آمت نساء كثية ‪ ...‬ونسوة سعد ليس فيهم اي‬
‫فيقال ان سعدا نزل ال الناس فاعتذر اليهم ما فيه من القروح ف فخذيه واليتيه فعذره الناس ويذكر انه دعا على قائل هذين البيتي وقال اللهم ان كان كاذبا او قال الذي قال رياء وسعة‬
‫وكذبا فاقطع لسانه ويده فجاءه سهم وهو واقف بي الصفي فوقع ف لسانه فبطل شقه فلم يتكلم حت مات رواه سيف عن عبداللك بن عمي عن قبيصة بن جابر فذكره وقال سيف عن‬
‫‪ ...‬القدام بن شريح الارثي عن ابيه قال قال جرير بن عبدال البجلي ‪ ...‬انا جرير وكنيت ابو عمرو ‪ ...‬قد فتح ال وسعد ف القصر‬
‫فاشرف سعد من قصره وقال ‪ ...‬وما ارجو بيلة غي ان ‪ ...‬اومل اجرها يوم الساب ‪ ...‬وقد لقيت خيولم خيول ‪ ...‬وقد وقع الفوارس ف الضراب ‪ ...‬وقد دلفت بعرصتهم خيول ‪...‬‬
‫‪ ...‬كان زهاءها ابل الراب ‪ ...‬فلول جع قعقاع بن عمرو ‪ ...‬وحال للجوا ف الركاب ‪ ...‬ولول ذاك الفيتم رعاعا ‪ ...‬تسيل جوعكم مثل الذباب‬
‫وقد روى ممد بن اسحاق عن اساعيل بن اب خالد عن قيس بن اب حازم البجلي وكان من شهد القادسية قال كان معنا رجل من ثقيف فلحق بالفرس مرتدا فاخبهم ان باس الناس ف‬
‫الانب الذي فيه بيلة قال وكنا ربع الناس قال فوجهوا الينا ستة عشر فيلا وجعلوا يلقون تت ارجل خيولنا حسك الديد ويرشقوننا بالنشاب فلكأنه الطر وقربوا خيولم بعضها ال بعض‬
‫لئل يفروا قال وكان عمرو بن معد يكرب الزبيدي ير بنا فيقول يا معشر الهاجرين كونوا اسودا فانا الفارسي تيس قال وكان فيهم اسوار ل تكاد تسقط له النشاب فقلنا له يا ابا ثور نق‬
‫ذاك الفارس فانه ل يسقط له نشابة فوجه اليه الفارس ورماه بنشابة فاصاب ترسه وحل عليه عمرو فاعتنقه فذب فاستلبه سوارين من ذهب ومنطقة من ذهب ويلمقا من ديباج قال وكان‬
‫السلمون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪46‬‬

‫ستة آلف او سبعة الف فقتل ال رستما وكان الذي قتله رجل يقال له هلل بن علقمة التميمي رماه رستم بنشابه فاصاب قدمه وحل عليه هلل فقتله واحتز راسه وولت الفرس فاتبعهم‬
‫السلمون يقتلونم فادركوهم ف مكان قد نزلوا فيه واطمانوا فينما هم سكارى قد شربوا ولعبوا اذ هجم عليهم السلمون فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وقتل هنالك الالينوس قتله زهرة بن حوية‬
‫التميمي ث ساروا خلفهم فكلما تواجه الفريقان نصر ال حزب الرحن وخذل حزب الشيطان وعبدة النيان واحتاز السلمون من الموال ما يعجز عن حصره ميزان وقبان حت ان منهم من‬
‫يقول من يقايض بيضاء بصفراء لكثرةو ما غنموا من الفرسان ول يزالوا يتبعونم حت جازوا الفرات وراءهم وفتحوا الدائن وجلولء على ما سيأت تفصيله ف موضعه ان شاء ال تعال وبه‬
‫الثقة‬
‫وقال سيف بن عمرو عن سليمان بن بشي عن ام كثي امراة هام بن الارث النخعى قالت شهدنا القادسية مع سعد مع ازواجنا فلما اتانا ان قد فرغ من الناس شددنا علينا ثيابنا واخذنا‬
‫الراوي ث اتينا القتلى فمن كان من السلمي سقيناه ورفعناه ومن كان من الشركي اجهزنا عليه ومعنا الصبيان فنوليهم ذلك تعن استلبم لئل يكشفن عن عورات الرجال‬
‫وقال سيف باسانيده عن شيوخه قالوا وكتب سعد ال عمر يبه بالفتح وبعدة من قتلوا من الشركي وبعدة من قتل من السلمي بعث بالكتاب مع سعد بن عميلة الفزاري وصورته اما بعد‬
‫فان ال نصرنا على اهل فارس ومنحناهم سنن من كان قبلهم من اهل دينهم بعد قتال طويل وزلزال شديد وقد لقوا السلمي بعدة ل ير الراؤن مثل زهائها فلم ينفعهم ال بذلك بل سلبوه‬
‫ونقله عنهم ال السلمي واتبعهم السلمون على النار وصفوف الجام وف الفجاج واصيب من السلمي سعد بن عبيد القاري وفلن وفلن ورجال من السلمي ل يعلمهم ال ال فانه بم‬
‫عال كانوا يدوون بالقرآن اذا جن عليهم الليل كدوى النحل وهم آساد ف النهار ل تشبههم السود ول يفضل من مضى منهم من بقي ال بفضل الشهادة اذا ل تكتب لم‬
‫فيقال ان عمر قرأ هذه البشارة على الناس فوق النب رضى ال عنهم ث قال عمر للناس ان حريص على ان ل ارى حاجة ال سددتا ما اتسع بعضنا لبعض فاذا عجز ذلك عنا تاسينا ف عيشنا‬
‫حت نستوى ف الكفاف ولوددت انكم علمتم من نفسي مثل الذي وقع فيها لكم ولست معلمكم ال بالعمل ان وال لست بلك فاستعبدكم ولكن عبد ال عرض على المانة فإن ابيتها‬
‫ورددتا عليكم واتبعتكم حت تشبعوا ف بيوتكم وترووا سعدت بكم وان انا حلتها واستتبعتكم ال بيت شقيت بكم ففرحت قليل وحزنت طويل فبقيت ل اقال ول ارد فأستعتب‬
‫وقال سيف عن شيوخه قالوا وكانت العرب من العذيب ال عدن ابي يتربصون وقعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪47‬‬

‫القادسية هذه يرون أن ثبات ملكهم وزواله با وقد بعث اهل كل بلدة قاصدا يكشف ما يكون من خبهم فلما كان ما كان من الفتح سبقت الن بالبشارة ال اقصى البلد قبل رسل النس‬
‫فسمعت امرأة ليل بصنعاء على راس جبل وهى تقول ‪ ...‬فحييت عنا عكرم ابنة خالد ‪ ...‬وما خي زاد بالقليل الصرد ‪ ...‬وحييت عن الشمس عند طلوعها ‪ ...‬وحييت عن كل تاج مفرد‬
‫‪ ...‬وحيتك عن عصبة نعية ‪ ...‬حسان الوجوه آمنوا بحمد ‪ ...‬اقاموا لكسرى يضربون حنوده ‪ ...‬بكل رقيق الشفرتي مهند ‪ ...‬اذا ثوب الداعي اناخوا بكلكل ‪ ...‬من الوت مسود‬
‫‪ ...‬الغياطل اجرد‬
‫قالوا وسع اهل اليمامة متازا يغن بذه البيات ‪ ...‬وجدنا ال كرمي بن تيم ‪ ...‬غداة الروع اكثرهم رجال ‪ ...‬هوا ساروا بارعن مكفهر ‪ ...‬ال لب يرونم رعال ‪ ...‬بور لللكاسر من‬
‫‪ ...‬رجال ‪ ...‬كاسد الغاب تسبهم جبال ‪ ...‬تركن لم بقادس عز وفخر ‪ ...‬وباليفي اياما طوال ‪ ...‬مقطعة اكفهم وسوق ‪ ...‬برد حيث قابلت الرجال‬
‫قالوا وسع ذلك ف سائر بلد العرب وقد كانت بلد العراق بكاملها الت فتحها خالد نقضت العهود والذمم والواثيق الت كانوا اعطوها لالد سوى اهل بانقيا وبرسا واهل اليس والخرة ث‬
‫عاد الميع بعد هذه الواقعة الت اوردناها وادعوا ان الفرس اجبوهم على نقض العهود واخذوا منهم الراج وغي ذلك فصدقوهم ف ذلك تالفا لقلوبم وسنذكر حكم اهل السواد ف كتابنا‬
‫الحكام الكبي ان شاء ال تعال وقد ذهب ابن اسحاق وغيه ال ان وقعة القادسية كانت ف سنة خس عشرة وزعم الواقدي انا كانت ف سنة ستة عشرة واما سيف بن عمرو وجاعة‬
‫فذكروها ف سنة اربع عشرة وفيها ذكرها ابن جرير فال اعلم‬
‫قال ابن جرير والواقدي ف سنة اربع عشرة جع عمر بن الطاب الناس على اب بن كعب ف التراويح وذلك ف شهر رمضان منها وكتب ال سائر المصار يامرهم بالجتماع ف قيام شهر‬
‫رمضان قال ابن جرير وفيها بعث عمر بن الطاب عتبة بن غزوان ال البصرة وامره ان ينل فيها بن معه من السلمي وقطع مادة اهل فارس عن الذين بالدائن ونواحيها منهم ف قول الدائن‬
‫وروايته قال وزعم سيف ان البصرة انا مصرت ف ربيع من سنة ست عشرة وان عتبة بن غزوان انا خرج ال البصرة من الدائن بعد فراغ سعد من جلولء وتكريت وجهه اليها سعد بامر‬
‫من عمر رضى ال عنهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪48‬‬

‫وقال ابو منف عن مالد عن الشعب رضى ال عنهم ان عمر بعث عتبة بن غزوان ال ارض البصرة ف ثلثمائة وبضعة عشر رجل وسار اليه من العراب ما كمل معه خسمائة فنلا ف ربيع‬
‫الول سنة اربع عشرة والبصرة يومئذ تدعى ارض الند فيها حجارة بيض خشنة وجعل يرتاد لم منل حت جاؤا حيال السر الصغي فاذا فيه حلفا وقصب نابت فنلوا فركب اليهم صاحب‬
‫الفرات ف اربعة الف اسوار فالتقاه عتبة بعدما زالت الشمس وامر الصحابة فحملوا عليهم فقتلوا الفرس عن آخرهم واسروا صاحب الفرات وقام عتبة خطيبا فقال ف خطبته ان الدنيا قد‬
‫آدت بصرم وولت حذاء ول يبق منها ال صبابة كصبابة الناء وانكم منتقلون منها ال دار القرار فانتقلوا عما بضرتكم فقد ذكر ل لو ان صخرة القيت من شفي جهنم هوت سبعي خريفا‬
‫ولتملنه او عجبتم ولقد ذكر ل ان ما بي مصراعي من مصاريع النة مسية اربعي عاما ولياتي عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رايتن وانا سابع سبعة وانا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ما لنا طعام ال ورق السمر حت تفرحت اشداقنا والتقطت بردة فشققتها بين وبي سعد فما منا من اولئك السبعة من احد ال هو امي على مصر من المصار وسيجربون الناس‬
‫بعدنا وهذا الديث ف صحيح مسلم بنحو من هذا السياق‬
‫وروى على بن ممد الدائن ان عمر كتب ال عتبة بن غزوان حي وجهه ال البصرة يا عتبة ان استعملتك على ارض الند وهى حومة من حومة العدو وارجو ان يكفيك ال ما حولا وان‬
‫يعينك عليها وقد كتبت ال العلء بن الضرمي يدك بعرفجة بن هرثة فاذا قدم عليك فاستشره وقربه وادع ال ال فمن اجابك فاقبل منه ومن اب فالزية عن صغار وذلة وال فالسيف ف‬
‫غي هوادة واتق ال فيما وليت واياك ان تنازعك نفسك ال كب فتفسد عليك اخرتك وقد صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم فعززت بعد الذلة وقويت بعد الضعف حت صرت اميا‬
‫مسلطا وملكا مطاعا نقول فيسمع منك وتامر فيطاع امرك فيالا نعمة اذا ل ترق فوق قدرك وتبطر على من دونك احتفظ من النعمة احتفاظك من العصية وهى اخوفهما عندي عليك ان‬
‫يستدرجك ويدعك فتسقط سقط فتصي با ال جهنم اعيذك بال ونفسي من ذلك ان الناس اسرعوا ال ال حت رفعت لم الدنيا فارادوها فأرد ال ول ترد الدنيا واتق مصارع الظالي‬
‫وقد فتح عتبة البلة ف رجب او شعبان من هذه السنة ولا مات عتبة بن غزوان ف هذه السنة استعمل عمر على البصرة الغية بن شعبة سنتي فلما رمى با رمى به عزله وول عليها ابا موسى‬
‫الشعري رضى ال عنهم وف هذه السنة ضرب عمر بن الطاب ابنه عبيدال ف الشراب هو وجاعة معه وفيها ضرب ابا محن الثقفي ف الشراب ايضا سبع مرات وضرب معه ربيعة بن امية‬
‫بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪49‬‬

‫خلف وفيها نزل سعد بن اب وقاص الكوفة وحج بالناس ف هذه السنة عمر بن الطاب قال وكان بكة عتاب بن اسيد وبالشام ابو عبيدة وبالبحرين عثمان بن اب العاص وقيل العلء بن‬
‫الضرمي وعلى العراق سعد وعلى عمان حذيفة بن مصن‬
‫ذكرى من توف ف هذا العام من الشاهي‬
‫ففيها توف سعد بن عبادة ف قول والصحيح ف الت قبلها وال اعلم عتبة بن غزوان بن جابر بن هيب الازن حليف بن عبد شس صحاب بدري واسلم قديا بعد سنة وهاجر ال ارض البشة‬
‫وهو اول من اختط البصرة عن امر عمر ف امراته له على ذلك كما تقدم وله فضائل ومآثر وتوف سنة اربع عشرة وقيل سنة خس عشرة وقيل سنة سبع عشرة وقيل سنة عشرين فال اعلم‬
‫وقد جاوز المسي وقيل بلغ ستي سنة رضى ال عنه عمرو بن أم مكتوم العمى ويقال اسه عبدال صحاب مهاجر هاجر بعد مصعب بن عمي قبل النب صلى ال عليه وسلم فكان يقرىء‬
‫الناس القرآن وقد استخلفه رسول ال صلى ال عليه وسلم على الدينة غي مرة فيقال ثلث عشرة مرة وشهد القادسية مع سعد زمن عمر فيقال انه قتل با شهيدا ويقال انه رجع ال الدينة‬
‫وتوف با وال اعلم الثن بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الشيبان نائب خالد على العراق وهو الذي صارت اليه المرة بعد اب عبيد يوم السر فدارى‬
‫بالسلمي حت خلصهم من الفرس يومئذ وكان احد الفرسان البطال وهو الذي ركب ال الصديق فحرضه على غزو العراق ولا توف تزوج سعد بن اب وقاص بامرأته سلمى بنت حفص‬
‫رضى ال عنهما وارضاها وقد ذكره ابن الثي ف كتابه الغابة ف اساء الصحابه ابو زيد النصاري النجاري احد القراء الربعة الذين حفظوا القرآن من النصار ف عهد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كما ثبت ذلك ف حديث انس بن مالك وهم معاذ بن جبل واب بن كعب وزيد بن ثابت وابو زيد قال انس احد عمومت قال الكلب واسم اب زيد هذا قيس بن السكن بن قيس‬
‫بن زعوراء بن حزم بن جندب بن غنم بن عدي بن النجار شهد بدرا قال بعض الناس أبو زيد الذي يمع القرآن سعد بن عبيد وردوا هذا برواية قتادة موسى بن عقبة واستشهد يوم جسر‬
‫اب عبيد وهي عنده ف سنة أربع عشرة وقال عن انس بن مالك قال افتخرت الوس والزرج فقالت الوس منا غسيل اللئكة حنظلة بن اب عامر ومنا الذى حته الدبر عاصم بن ثابت بن‬
‫اب الفلح ومنا الذي اهتز له عرش الرحن سعد بن معاذ ومنا الذي جعلت شهادته شهادة رجلي خزية بن ثابت فقالت الزرج منا اربعة جعوا القرآن على عهد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم اب وزيد بن ثابت ومعاذ وابو زيد رضى ال عنهم اجعي أبو عبيد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪50‬‬


‫مسعود بن عمر الثقفي والد الختار بن اب عبيد امي العراق ووالد صفية امرأة عبدال بن عمر اسلم ابو عبيد ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وذكره الشيخ ابو عمر بن عبدالب ف‬
‫الصحابة‬
‫قال شيخنا الافظ ابو عبدال الذهب ول يبعد ان يكون له رواية وال اعلم‬
‫ابو قحافة والد الصديق واسم اب بكر الصديق عبدال بن اب قحافة عثمان بن عامر بن صخر ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب اسلم ابو قحافة عام الفتح فجاء به‬
‫الصديق يقوده ال النب صلى ال عليه وسلم فقال هل اقررت الشيخ ف بيته حت كنا نن ناتيه تكرمه لب بكر رضى ال عنه فقال بل هو احق بالسعي اليك يا رسول ال فاجلسه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي يديه وراسه كالثغامة بياضا ودعا له وقال غيوا هذا الشيب بشىء وجنبوه السواد ولا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وصارت اللفة ال الصديق اخبه‬
‫السلمون بذلك وهو بكة فقال او أقرت بذلك بنو هاشم بنو مزوم قالوا نعم ذلك فضل من ال يؤتيه من يشاء ث اصيب ابنه الصديق رضى ال عنه ث توف ابو قحافة ف مرم وقيل ف رجب‬
‫سنة اربع عشرة بكة عن اربع وسبعي سنة رحه ال واكرم مثواه‬
‫ومن ذكر شيخنا ابو عبدال الذهب من الستشهدين ف هذه السنة مرتبي على الروف اوس بن اوس بن عتيك قتل يوم السر بشي بن عنبس بن يزيد الظفري احدى وهو ابن عم قتادة بن‬
‫النعمان ويعرف بفارس الواء اسم فرسه ثابت بن عتيك من بن عمرو بن مبذول صحاب قتل يوم السر ثعلبة بن عمرو بن مصن النجاري بدري قتل يومئذ الارث بن عتيك ابن النعمان‬
‫النجاري شهد احدا قتل يومئذ الارث بن مسعود بن عبدة صحاب أنصاري قتل يومئذ الارث بن عدي بن مالك انصاري احدى قتل يومئذ خالد بن سعيد بن العاص قيل استشهد يوم مرج‬
‫الصفر وكان ف سنة اربع عشرة ف قول خزية بن اوس الشهلي قتل يوم السر ربيعة بن الارث بن عبدالطلب ارخ وفاته ف هذه السنة ابن قانع زيد بن سراقة يوم السر سعد بن سلمة‬
‫بن وقش الشهلي سعد بن عبادة ف قول سلمة بن اسلم بن حريش يوم السر ضمرة بن غزية يوم السر عباد وعبدال وعبدالرحن بنو مريع بن قيظي قتلوا يومئذ عبدال بن صعصعه بن‬
‫وهب النصاري النجاري شهدا احدا وما بعدها قال ابن الثي ف الغابة وقتل يوم السر عتبة بن غزوان تقدم عقبة واخوه عبدال حضرا السر مع ابيهما قيظي بن قيس وقتل يومئذ العلء‬
‫الضرمي توف ف هذه السنة ف قول وقيل بعدها وسيات عمرو بن اب اليسر قتل يوم السر قيس بن السكن ابو زيد النصاري رضى ال عنه تقدم الثن بن حارثة الشيبان توف ف هذه السنة‬
‫رحه ال وقد تقدم نافع بن غيلن قتل يومئذ نوفل بن الارث بن عبدالطلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪51‬‬

‫وكان اسن من عمه العباس قيل انه توف ف هذه السنة والشهور قبلها كما تقدم واقد بن عبدال قتل يوم ( ‪ ) 1‬يزيد بن قيس بن الطيم النصاري الظفري شهد احدا وما بعدها قتل يوم‬
‫السر وقد اصابه يوم احد جراحات كثية وكان ابوه شاعرا مشهورا ابو عبيد بن مسعود الثقفي امي يوم السر وبه عرف لقتله عنده تبطه الفيل حت قتله رضى ال عنه بعدما قطع‬
‫خرطومه بسيفه خرطومه كما تقدم ابو قحافة التيمي والد اب بكر الصديق توف ف هذه السنة رضي ال عنه هند بنت عتبة بن ربيعة ابن عبد شس بن امية الموية والدة معاوية بن اب سفيان‬
‫وكانت من سيدات نساء قريش ذات راي ودهاء ورياسة ف قومها وقد شهدت يوم احد مع زوجها وكان لا تريض على قتل السلمي يومئذ ولا قتل حزة مثلت به واخذت من كبده‬
‫فلكتها فلم تستطيع اساغتها لنه كان قد قتل اباها واخاها يوم بدر ث بعد ذلك كله اسلمت وحسن اسلمها عام الفتح بعد زوجها بليلة ولا ارادات الذهاب ال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لتبايعه استاذنت ابا سفيان فقال لا قد كنت بالمس مذكبة بذا المر فقالت وال ما رايت ال عبد حق عبادته بذا السجد قبل هذه الليلة وال لقد باتوا ليلهم كلهم يصلون فيه فقال‬
‫لا انك قد فعلت ما فعلت فل تذهب وحدكي فذهبت ال عثمان ابن عفان ويقال ال اخيها اب حذيفة بن عتبة فذهب معها فدخلت وهي متنقبة فلما بايعها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مع غيها من النساء قال على ان ل تشركن بال شيئا ول تسرقن ول تزني فقالت او تزن الرة ول تقتلن اولدكن قالت قد ربيناهم صغارا نقتلهم كبارا فتبسم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ول ياتي ببهتان يفترينه بي ايديهن وارجلهن ول يعصينك فبادرت وقالت ف معروف فقال ف معروف وهذا من فصاحتها وحزمها وقد قالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم وال يا‬
‫ممد ما كان على ظهر الرض اهل خباء احب ال من ان يذلوا من اهل خبائك فقد وال اصبح اليوم وما على ظهر اللرض من اهل خباء احب ال من ان يعزوا من اهل خبائك فقال‬
‫وكذلك والذي نفسي بيده وشكت من شح اب سفيان فامرها ان تاخذ ما يكفيها ويكفي بنيها بالعروف وقصتها مع الفاكه بن الغية مشهورة وقد شهدت اليموك مع زوجها ووماتت يوم‬
‫مات ابو قحافة ف سنة اربع عشرة وهى ام معاوية بن اب سفيان‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة‬
‫قال ابن جرير قال بعضهم فيها مصر سعد بن اب وقاص الكوفة دلم عليها ابن بقيلة قال لسعد ادلك على ارض ارتفعت عن البق واندرت عن الفلة فدلم على موضع الكوفة اليوم قال‬
‫وفيها كانت وقعة مرج الروم وذلك لا انصرف ابو عبيدة وخالد من وقعة فحل قاصدين ال حص حسب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪52‬‬

‫ما امر به امي الؤمني عمر بن الطاب رضى ال عنه كما تقدم ف رواية سيف بن عمر فسارا حت نزل على ذي الكلع فبعث هرقل بطريقا يقال له توذرا ف جيش معه فنل برج دمشق‬
‫وغربا وقد هجم الشتاء فبدأ ابو عبيد برج الروم وجاء امي اخر من الروم يقال له شنس وعسكر معه كثيف فنازله ابو عبيدة فاشتغلوا به عن توذرا فسار توذرا نو دمشق لينازلا وينتزعها‬
‫من يزيد ابن اب سفيان فاتبعه خالد بن الوليد وبرر اليه يزيد بن اب سفيان من دمشق فاقتتلوا وجاء خالد وهم ف العركة فجعل يقتلهم من ورائهم ويزيد يفصل فيهم من امامهم حت أناموهم‬
‫ول يفلت منهم ال الشارد وقتل خالد توذرا واخذوا من الروم اموال عظيمة فاقتسماها ورجع يزيد ال دمشق وانصرف خالد ال اب عبيدة فوجده قد واقع شنس برج الروم فقاتلهم فيه‬
‫مقاتلة عظيمة حت انتنت الرض من زههم وقتل ابو عبيدة شنس وركبوا اكتافهم ال ال حص فنل عليها ياصرها‬
‫وقعة حص الول‬
‫لا وصل ابو عبيدة ف اتباعه الروم النهزمي ال حص نزل حولا ياصرها ولقه خالد بن الوليد فحاصروها حصارا شديدا وذلك ف زمن البد الشديد وصابر اهل البلد رجاء ان يصرفهم‬
‫عنهم شدة البد وصب الصحابة صبا عظيما بيث انه ذكر غي واحد ان من الروم من كان يرجع وقد سقطت رجله وهي ف الف والصحابة ليس ف ارجلهم شىء سوى النعال ومع هذا ل‬
‫يصب منهم قدم ول اصبع ايضا ول يزالوا كذلك حت انسلخ فصل الشتاء فاشتد الصار واشار بعض كبار اهل حص عليهم بالصافحة فابوا عليه ذلك وقالوا انصال واللك منا قريب فيقال‬
‫إن الصحابة كبوا ف بعض اليام تكبية ارتت منها الدينة حت تفطرت منها بعض الدران ث تكبية اخرى فسقطت بعض الدور فجاءت عامتهم ال خاصتهم فقالوا ال تنظرون ال ما نزل‬
‫بنا وما نن فيه ال تصالون القوم عنا قال فصالوهم على ما صالوا عليه اهل دمشق على نصف النازل وضرب الراج على الراضي واخذ الزية على الرقاب بسب الغن والفقر وبعث‬
‫ابو عبيدة بالخاس والبشارة ال عمر مع عبدال بن مسعود وانزل ابو عبيدة بمص جيشا كثيفا يكون با مع جاعة من المراء منهم بلل والقداد وكتب ابو عبيدة ال عمر يبه بان هرقل‬
‫قد قطع الاء ال الزيرة وانه يظهر تارة ويفى اخرى فبعث اليه عمر يامره بالقام ببلده وقعة قنسرين لا فتح ابو عبيدة حص بعث خالد بن الوليد ال قنسرين فلما جاءها ثار اليه اهلها ومن‬
‫عندهم من نصارى العرب فقاتلهم خالد فيها قتال شديدا وقتل منهم خلقا كثيا فاما من هناك من الروم فابادهم وقتل اميهم ميتاس واما العراب فانم اعتذروا اليه بان هذا القتال ل يكن‬
‫عن راينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪53‬‬

‫فقبل منهم خالد وكف عنهم ث خلص ال البلد فتحصنوا فيه فقال لم خالد انكم لو كنتم ف السحاب لملنا ال اليكم او لنزلكم الينا ول يزل بم حت فتحها ال عليه ول المد‬
‫فلما بلغ عمر ما صنعه خالد ف هذه الوقعة قال يرحم ال ابا بكر كان اعلم بالرجال من وال ان ل اعزله عن ريبة ولكن خشيت ان يوكل الناس اليه وف هذه السنة تقهقر هرقل بنوده‬
‫وارتل عن بلد الشام ال بلد الروم هكذا ذكره ابن جرير عن ممد بن اسحاق قال قال سيف كان ذلك ف سنة ست عشرة قالوا وكان هرقل كلما حج ال بيت القدس وخرج منها يقول‬
‫عليك السلم يا سورية تسليم مودع ل يقض منك وطرا وهو عائد فلما عزم على الرحيل من الشام وبلغ الرها طلب من اهلها ان يصحبوه ال الروم فقالوا ان بقاءنا هاهنا انفع لك من‬
‫رحيلنا معك فتركهم فلما وصل ال ششان وعل على شرف هنالك التفت ال نو بيت القدس وقال عليك السلم يا سورية سلما ل اجتماع بعده ال ان اسلم عليكم تسليم الفارق ول‬
‫يعود اليك رومى ابدا ال خائفا حت يولد الولود الشؤوم وياليته ل يولد ما احلى فعله وامر عاقبته على الروم ث سار هرقل حت نزل القسطنطينية واستقر با ملكه وقد سال رجل من اتبعه‬
‫كان قد اسر مع السلمي فقال اخبن عن هؤلء القوم فقال اخبك كانك تنظر اليهم هم فرسان بالنهار رهبان بالليل ل ياكلون ف ذمتهم ال بثمن ول يدخلون ال بسلم يقفون على من‬
‫حاربوه حت ياتوا عليه فقال لئن كنت صدقتن ليملكن موضع قدمي هاتي‬
‫قلت وقد حاصر السلمون قسطنطينية ف زمان بن امية فلم يلكوها ولكن سيملكها السلمون ف اخر الزمان كما سنبينه ف كتاب اللحم وذلك قبل خروج الدجال بقليل على ما صحت به‬
‫الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صحيح مسلم وغيه من الئمة وال المد والنة‬
‫وقد حرم ال على الروم ان يلكوا بلد الشام برمتها ال اخر الدهر كما ثبت به الديث ف الصحيحي عن اب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا هلك كسرى فل كسرى‬
‫بعده واذا هلك قيصر فل قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزها ف سبيل ال عز وجل وقد وقع ما اخب به صلوات ال وسلمه عليه كما رايت وسيكون ما اخب به جزما ل يعود‬
‫ملك القياصره ال الشام ابدا لن قيصر علم جنس عند العرب يطلق على كل من ملك الشام مع بلد الروم فهذا ل يعود لم ابدا‬
‫وقعة قيسارية‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة امر عمر معاوية بن اب سفيان على قيسارية وكتب اليه اما بعد فقد وليتك قيسارية فسر اليها واستنصر ال عليهم واكثر من قول ل حول ول قوة ال بال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪54‬‬

‫العلي العظيم ال ربنا وثقتنا ورجاؤنا ومولنا فنعم الول ونعم النصي فسار اليها فحاصرها وزاحفه اهلها مرات عديدة وكان اخرها وقعة ان قاتلوا قتال عظيما وصمم عليهم معاوية واجتهد‬
‫ف القتال حت فتح ال عليه فما انفصل الال حت قتل منهم نوا من ثاني الفا وكمل الائة اللف من الذين انزموا عن العركة وبعث بالفتح والخاس ال امي الؤمني عمر رضى ال عنه‬
‫قال ابن جرير وفيها كتب عمر بن الطاب ال عمر بن العاص بالسي ال ايليا ومناجزة صاحبها فاجتاز ف طريقه عندالرملة بطائفة من الروم فكانت‬
‫وقعة اجنادين‬
‫وذلك انه سار بيشه وعلى ميمنته ابنه عبدال بن عمرو وعلى ميسرته جنادة بن تيم الالكي من بن مالك بن كنانة ومعه شرحبيل بن حسنة واستخلف على الردن ابا العور السلمي فلما‬
‫وصل ال الرملة وجد عندها جعا من الروم عليهم الرطبون وكان ادهى الروم وابعدها غورا وانكاها فعل وقد كان وضع بالرملة جندا عظيما وبايلياء جندا عظيما فكتب عمرو ال عمر‬
‫بالب فلما جاءه كتاب عمرو قال قد رمينا ارطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج وبعث إيلياء وأبا أيوب الالكي إل الرملة وعليها التذارق فكانوا بإزائهم ليشغلوهم عن عمرو‬
‫بن العاص وجيشه وجعل عمرو كلما قدم عليه امدادا من جهة عمر عمرو بن العاص علقمة بن حكيم الفراسي ومسروق بن بلل العكي على قتال أهل يبعث منهم طائفة ال هؤلء وطائفة‬
‫ال هؤلء واقام عمرو على اجنادين ل يقدر من الرطبون على سقطة ول تشفيه الرسل فوليه بنفسه فدخل عليه كانه رسول فابلغه ما يريد وسع كلمه وتامل حضرته حت عرف ما اراد‬
‫وقال الرطبون ف نفسه وال ان هذا لعمرو أو انه الذي ياخذ عمر برايه وما كنت لصيب القوم بامر هو اعظم من قتله فدعا حرسيا فساره فامره بفتكه فقال اذهب فقم ف مكان كذا وكذا‬
‫فاذا مر بك فاقتله ففطن عمرو ابن العاص فقال للرطبون ايها المي ان قد سعت كلمك وسعت كلمي وان واحد من عشرة بعثنا عمر بن الطاب لنكون مع هذا الوال لنشهد اموره وقد‬
‫احببت ان آتيكم بم ليسمعوا كلمك ويروا ما رايت فقال الرطبون نعم فاذهب فاتن بم ودعا رجل فساره فقال اذهب ال فلن فرده وقام عمرو فذهب ال جيشه ث تقق الرطبون انه‬
‫عمرو بن العاص فقال خدعن الرجل هذا وال ادهى العرب وبلغت عمر بن الطاب فقال ل در عمرو ث ناهضه عمرو فاقتتلوا باجنادين قتال عظيما كقتال اليموك حت كثرت القتلى بينهم‬
‫ث اجتمعت بقية اليوش ال عمرو ابن العاص وذلك حي اعياهم صاحب ايليا وتصن منهم بالبلد وكثر جيشه فكتب الرطبون ال عمرو بأنك صديقي ونظيي انت ف قومك مثلي ف قومي‬
‫وال ل تفتح من فلسطي شيئا بعد‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪55‬‬

‫اجنادين فارجع ول تغر فتلقى مثل ما لقي الذي قبلك من الزية فدعا عمرو رجل يتكلم بالرومية فبعثه ال ارطبون وقال اسع ما يقول لك ث ارجع فاخبن وكتب اليه معه جاءن كتابك‬
‫وانت نظيي ومثلي ف قومك لو اخطاتك خصلة تاهلت فضيلت وقد علمت ان صاحب فتح هذه البلد واقرا كتاب هذا بحضر من اصحابك ووزرائك فلما وصله الكتاب جع وزراءه‬
‫وقرا عليهم الكتاب فقالوا للرطبون من اين علمت انه ليس بصاحب فتح هذه البلد فقال صاحبها رجل اسه على ثلثة احرف فرجع الرسول ال عمرو فاخبه با قال فكتب عمرو ال عمر‬
‫يستمده ويقول له ان اعال حربا كؤدا صدوما وبلدا ادخرت لك فرايك فلما وصل الكتاب ال عمر علم ان عمرا ل يقل ذلك ال لمر علمه فعزم عمر على الدخول ال الشام لفتح بيت‬
‫القدس كما سنذكر تفصيله‬
‫قال سيف بن عمر عن شيوخه وقد دخل عمر الشام اربع مرات الول كان راكبا فرسا حي فتحت بيت القدس والثانية على بعي والثالثة وصل ال سرع ث رجع لجل ما وقع بالشام من‬
‫الوباء والرابعة دخلها على حار هكذا نقله ابن جرير عنه‬
‫فتح بيت القدس على يدي عمر بن الطاب‬
‫ذكره ابو جعفر بن جرير ف هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيه ان ابا عبيدة لا فرغ من دمشق كتب ال اهل ايليا يدعوهم ال ال وال السلم او يبذلون الزية‬
‫او يؤذنون برب فابوا ان ييبوا ال ما دعاهم اليه فركب اليهم ف حنوده واستخلف على دمشق سعيد بن زيد ث حاصر بيت القدس وضيق عليهم حت اجابوا ال الصلح بشرط ان يقدم‬
‫اليهم امي الؤمني عمر بن الطاب فكتب اليه ابو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس ف ذلك فاشار عثمان بن عفان بان ل يركب اليهم ليكون احقر لم وارغم لنوفهم واشار علي بن اب‬
‫طالب بالسي اليهم ليكون اخف وطأة على السلمي ف حصارهم بينهم فهوى ما قال علي ول يهو ما قال عثمان وسار باليوش نوهم واستخلف على الدينة علي بن اب طالب وسار العباس‬
‫بن عبدالطلب على مقدمته فلما وصل ال الشام تلقاه ابو عبيدة ورؤس المراء كخالد بن الوليد ويزيد بن اب سفيان فترجل ابو عبيدة وترجل عمر فاشار ابو عبيدة ليقبل يد عمر فهم عمر‬
‫بتقبيل رجل اب عبيدة فكف ابو عبيدة فكف عمر ث سار حت صال نصارى بيت القدس واشترط عليهم اجلء الروم ال ثلث ث دخلها اذ دخل السجد من الباب الذي دخل منه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ليلة السراء ويقال انه لب حي دخل بيت القدس فصلى فيه تية السجد بحراب داود وصلى بالسلمي فيه صلة الغداة من الغد فقرأ ف الول بسورة ص وسجد‬
‫فيها والسلمون معه وف الثانية بسورة بن اسرائيل ث جاء ال الصخرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪56‬‬

‫فاستدل على مكانا من كعب الحبار واشار عليه كعب ان يعل السجد من ورائه فقال ضاهيت اليهودية ث جعل السجد ف قبلي بيت القدس وهو العمري اليوم ث نقل التراب عن الصخرة‬
‫ف طرف ردائه وقبائة ونقل السلمون معه ف ذلك وسخر اهل الردن ف نقل بقيتها وقد كانت الروم جعلوا الصخرة مزبلة لنا قبلة اليهود حت ان الرأة كانت ترسل خرقة حيضتها من‬
‫داخل الوز لتلقى ف الصخرة وذلك مكافأة لا كانت اليهود عاملت به القمامة وهى الكان الذي كانت اليهود صلبوا فيه الصلوب فجعلوا يلقون على قبه القمامة فلجل ذلك سى ذلك‬
‫الوضع القمامة وانسحب السم على الكنيسة الت بناها النصارى هنالك‬
‫وقد كان هرقل حي جاءه الكتاب النبوي وهو بايلياء وعظ النصارى فيما كانوا قد بالغوا ف القاء الكناسة على الصخرة حت وصلت ال مراب داود قال لم انكم لليق ان تقتلوا على هذه‬
‫الكناسة ما امتهنتم هذا السجد كما قتلت بنو اسرائيل على دم يي بن زكريا ث امروا بازالتها فشرعوا ف ذلك فما ازالوا ثلثها حت فتحها السلمون فازالا عمر بن الطاب وقد استقصى‬
‫هذا كله باسانيده ومتونه الافظ باء الدين بن الافظ اب القاسم بن عساكر ف كتابه الستقصى ف فضائل السجد القصى‬
‫وذكر سيف ف سياقه ان عمر رضى ال عنه ركب من الدينة على فرس ليسرع السي بعد ما استخلف عليها علي بن اب طالب فسار حت قدم الابية فنل با وخطب بالابية خطبة طويلة‬
‫بليغة منها ايها الناس اصلحوا سرائركم تصلح علنيتكم واعملوا لخرتكم تكفوا امر دنياكم واعلموا ان رجل ليس بينه وبي آدم اب حي ول بينه وبي ال هوادة فمن اراد لب طريق وجه‬
‫النة فليلزم الماعة فان الشيطان مع الواحد وهو مع الثني ابعد ول يلون احدكم بامرأة فان الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن وهي خطبة طويلة اختصرناها ث‬
‫صال عمر اهل الابية ورحل ال بيت القدس وقد كتب ال امراء الجناد ان يوافوه ف اليوم الفلن ال الابية فتوافوا أجعون ف ذلك اليوم ال الابية فكان اول من تلقاه يزيد بن اب سفيان‬
‫ث ابو عبيدة ث خالد بن الوليد ف خيول السلمي وعليهم يلمق الديباج فسار اليهم عمر ليحصبهم فاعتذروا اليه بان عليهم السلح وانم يتاجون اليه ف حروبم فسكت عنهم واجتمع‬
‫المراء كلهم بعدما استخلفوا على اعمالم سوى عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة فانما مواقفان الرطبون باجنادين فينما عمر ف الالبية اذا بكردوس من الروم بايديهم سيوف مسللة‬
‫فسار اليهم السلمون بالسلح فقال عمر ان هؤلء قوم يستامنون فساروا نوهم فاذا هم جند من بيت القدس يطلبون المان والصلح من امي الؤمني حي سعوا بقدومه فاجابم عمر رضى‬
‫ال عنه ال ما سالوا وكتب لم كتاب امان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪57‬‬

‫ومصالة وضرب عليهم الزية واشترط عليهم شروطا ذكرها ابن جرير وشهد ف الكتاب خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحن بن عوف ومعاوية بن اب سفيان وهو كاتب الكتاب‬
‫وذلك سنة خس عشرة ث كتب لهل لد ومن هنالك من الناس كتابا آخر وضرب عليهم الزية ودخلوا فيما صال عليه اهل ايلياء وفر الرطبون ال بلد مصر فكان با حت فتحها عمرو‬
‫بن العاص ث فر ال البحر فكان يلي بعض السرايا الذين يقاتلون السلمي فظفر به رجل من قيس فقطع يد القيسي وقتله القيسي وقال ف ذلك ‪ ...‬فان يكن ارطبون الروم افسدها ‪ ...‬فان‬
‫‪ ...‬فيها بمد ال منتفعا ‪ ...‬وان يكن ارطبون الروم قطعها ‪ ...‬فقد تركت با او صالة قطعا‬
‫ولا صال اهل الرملة وتلك البلد اقبل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة حت قدما الابية فوجد امي الؤمني عمر بن الطاب راكبا فلما اقتربا منه اكبا على ركبتيه فقبلها واعتنقهما‬
‫عمر معا رضى ال عنهم قال سيف ث سار عمر ال بيت القدس من الابية وقد توحى فرسه فاتوه ببذون فركبه فجعل يهملج به فنل عنه وضرب وجهه وقال ل علم ال من علمك هذا من‬
‫اليلء ث ل يركب برذونا قبله ول بعده ففتحت ايلياء وارضها على يديه ماخل اجنادين فعلى يدي عمرو وقيسارية فعلى يدي معاوية هذا سياق سيف بن عمر وقد خالفه غيه من ائمة السي‬
‫فذهبوا ال ان فتح بيت القدس كان ف سنة ست عشرة‬
‫قال ممد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصن بن علن قال يزيد بن عبيدة فتحت بيت القدس سنة ست عشرة وفيها قدم عمر بن الطاب الابية وقال ابو زرعة الدمشقي عن‬
‫دحيم عن الوليد ين مسلم قال ث عاد ف سنة سبع عشرة فرجع من سرع ث قدم سنة ثان عشرة فاجتمع اليه المراء وسلموا اليه ما اجتمع عندهم من الموال فقسمها وجند الجناد ومصر‬
‫المصار ث عاد ال الدينة‬
‫وقال يعقوب بن سفيان ث كان فتح الابية وبيت القدس سنة ست عشرة وقال ابو معشر ث كان عمواس والابية ف سنة ست عشرة ث كانت سرع ف سبع عشرة ث كان عام الرمادة ف‬
‫سنة ثان عشرة قال وكان فيها طاعون عمواس يعن فتح البلدة العروفة بعمواس فاما الطاعون النسوب اليها فكان ف سنة ثان عشرة كما سيات قريبا ان شاء ال تعال‬
‫قال ابو منف لا قدم عمر الشام فراى غوطة دمشق ونظر ال الدينة والقصور والبساتي تل قوله تعال كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كري ونعمة كانوا فيها فاكهي كذلك‬
‫واورثناها قوما آخرين ث انشد قول النابغة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪58‬‬

‫‪ ...‬ها فتيا دهر يكر عليهما ‪ ...‬نار وليل يلحقان التواليا ‪ ...‬اذا ما ها مرا بي بغبطة ‪ ...‬اناخا بم حت يلقوا الدواهيا‬
‫وهذا يقتضى بادى الراى انه دخل دمشق وليس كذلك فانه ل ينقل احد انه دخلها ف شىء من قدماته الثلث ال الشام اما الول وهى هذه فانه سار من الابية ال بيت القدس كما ذكر‬
‫سيف وغيه وال اعلم وقال الواقدي اما رواية غي اهل الشام فهى ان عمر دخل الشام مرتي ورجع الثالثة من سرع سنة سبع عشرة وهم يقولون دخل ف الثالثة دمشق وحص وانكر‬
‫الواقدي ذلك‬
‫قلت ول يعرف انه دخل دمشق ال ف الاهلية قبل اسلمه كما بسطنا ذلك ف سيته وقد روينا ان عمر حي دخل بيت القدس سال كعب الحبار عن مكان الصخرة فقال يا امي الؤمني‬
‫اذرع من وادي جهنم كذا وكذا ذراعا فهي ث فذرعوا فوجدوها وقد اتذها النصارى مزبلة كما فعلت اليهود بكان القمامة وهو الكان الذي صلب فيه الصلوب الذي شبه بعيسى‬
‫فاعتقدت النصارى واليهود انه السيح وقد كذبوا ف اعتقادهم هذا كما نص ال نص ال تعال على خطئهم ف ذلك والقصود ان النصارى لا حكموا على بيت القدس قبل البعثة بنحو من‬
‫ثلثمائة سنة طهروا مكان القمامة واتذوه كنيسة هائلة بنتها ام اللك قسطنطي بان الدينة النسوبة اليه واسم امه هيلنة الرانية البندقانية وامرت ابنها فبن للنصارى بيت لم على موضع‬
‫اليلد وبنت هي على موضع القب فيما يزعمون والغرض انم اتذوا مكان قبلة اليهود مزبلة ايضا ف مقابلة ما صنعوا ف قدي الزمان وحديثه فلما فتح عمر بيت القدس وتقق موضع‬
‫الصخرة امر بازالة ما عليها من الكناسة حت قيل انه كنسها بردائه ث استشار كعبا اين يضع السجد فاشار عليه با يعله وراء الصخرة فضرب ف صدره وقال يا ابن أم كعب ضارعت اليهود‬
‫وامر ببنائه ف مقدم بيت القدس‬
‫قال المام احد حدثنا اسود بن عامر ثنا حاد بن سلمة عن اب سنان عن عبيد بن آدم واب مري واب شعيب ان عمر بن الطاب كان بالابية فذكر فتح بيت القدس قال قال ابن سلمة‬
‫فحدثن ابو سنان عن عبيد بن آدم سعت عمر يقول لكعب اين ترى ان اصلى قال ان اخذت عن صليت خلف الصخرة وكانت القدس كلها بي يديك فقال عمر ضاهيت اليهودية ل ولكن‬
‫اصلي حيث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فتقدم ال القبلة فصلى ث جاء فبسط ردائه وكنس الكناسة ف ردائه وكنس الناس وهذا اسناد جيد اختاره الافظ ضياء الدين القدسي ف‬
‫كتابه الستخرج وقد تكلمنا على رجاله ف كتابنا الذي افردناه ف مسند عمر ما رواه من الحاديث الرفوعة وما روى عنه من الثار الوقوفة مبوبا على ابواب الفقه ول المد والنة‬
‫وقد روى سيف بن عمر عن شيوخه عن سال قال لا دخل عمر الشام تلقاه رجل من يهود دمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪59‬‬

‫فقال السلم عليك يا فاروق انت صاحب ايلياء ل هال ل ترجع حت يفتح ال عليك ايلياء وقد روى احد بن مروان الدينوري عن ممد بن عبدالعزيز عن ابيه عن اليثم بن عدي عن اسامة‬
‫ابن يزيد بن اسلم عن ابيه عن جده اسلم مول عمر بن الطاب انه قدم دمشق ف تار من قريش فلما خرجوا تلف عمر لبعض حاجته فينما هو ف البلد اذا ببطريق ياخذ بعنقه فذهب ينازعه‬
‫فلم يقدر فادخله دارا فيها تراب وفاس ومرفة وزنبيل وقال له حول هذا من ههنا ال ههنا وغلق عليه الباب وانصرف فلم يىء ال نصف النهار قال وجلست مفكرا ول افعل ما قال ل شيئا‬
‫فلما جاء قال مالك ل تفعل ولكمن ف راسي بيده قال فاخذت الفاس فضربته با فقتلته وخرجت على وجهى فجئت ديرا لراهب فجلست عنده من العشي فاشرف على فنل وادخلن الدير‬
‫فاطعمي وسقان واتفن وجعل يقق النظر ف وسالن عن امري فقلت ان ضللت اصحاب فقال انك لتنظر بعي خائف وجعل يتوسن ث قال لقد علم اهل دين النصرانية ان اعلمهم بكتابم‬
‫وان لراك الذي ترجنا من بلدنا هذه فهل لك ان تكتب ل كتاب امان على ديري هذا فقلت يا هذا لقد ذهبت غي مذهب فلم يزل ب حت كتبت له صحيفة با طلب من فلما كان وقت‬
‫النصراف اعطان اتانا فقال ل اركبها فاذا وصلت ال اصحابك فابعث ال با وحدها فانا ل تر بدير ال اكرموها ففعلت ما امرن به فلما قدم عمر لفتح بيت القدس اتاه ذلك الراهب وهو‬
‫بالابية بتلك الصحيفة فامضاها له عمر واشترط عليه ضيافة من ير به من السلمي وان من يرشدهم ال الطريق رواه ابن عساكر وغيه وقد ساقه ابن عساكر من طريق اخرى ف ترجة يي‬
‫بن عبيد ال بن اسامة القرشي البلقاوي عن زيد بن اسلم عن ابيه فذكر حديثا طويل عجيبا هذ بعضه وقد ذكرنا الشروط العمرية على نصارى الشام مطول ف كتابنا الحكام وافردنا له‬
‫مصنفا على حدة ول المد والنة‬
‫وقد ذكرنا خطبته ف الابية بالفاظها واسانيدها ف الكتاب الذي افردناه لسند عمر وذكرنا تواضعه ف دخوله الشام ف السية الت افردناها له‬
‫وقال ابو بكر بن اب الدنيا حدثن الربيع بن ثعلب نا ابو اساعيل الؤدب عن عبدال بن مسلم ابن هرمز الكي عن اب الغالية الشامي قال قدم عمر بن الطاب الابية على طريق ايلياء على‬
‫جل اورق تلوح صلعته للشمس ليس عليه قلنسوة ول عمامة تصطفق رجله بي شعبت الرحل بل ركاب وطاؤه كساء انبجان ذو صوف هو وطاؤه اذا ركب وفراشه اذا نزل حقيبته نرة او‬
‫شلة مشوة ليفا هي حقيبته اذا ركب ووسادته اذ نزل وعليه قميص من كرابيس قد رسم وترق جنبه فقال ادعوا ل راس القوم فدعوا له اللومس فقال اغسلوا قميصي وخيطوه واعيون‬
‫ثوبا او قميصا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪60‬‬

‫فاتى بقميص كتان فقال ما هذا قالوا كتان قال وما الكتان فاخبوه فنع قميصه فغسل ورقع واتى به فنع قميصهم ولبس قميصه فقال له اللومس انت ملك العرب وهذه البلد ل تصلح‬
‫با البل فلو لبست شيئا غي هذا وركبت برذونا لكان ذلك اعظم ف اعي الروم فقال نن قوم اعزنا ال بالسلم فل نطلب بغي ال بديل فاتى ببذون فطرح عليه قطيفة بل سرج ول رحل‬
‫فركبه با فقال احبسوا احبسوا ما كنت ارى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فاتى بمله فركبه‬
‫وقال اساعيل بن ممد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا سفيان عن ايوب الطائي عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب قال لا قدم عمر الشام عرضت له ماضة فنل عن بعيه ونزع‬
‫موقيه فامسكهما بيده وخاض الاء ومعه بعيه فقال له ابو عبيدة قد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند اهل الرض صنعت كذا وكذا قال فصك ف صدره وقال اولو غيك يقولا يا ابا عبيدة‬
‫انكم كنتم اذل الناس واحقر الناس واقل الناس فاعزكم ال بالسلم فمهما تطلبوا العز بغي يذلكم ال‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة اعن سنة خس عشرة كانت بي السلمي وفارس وقعات ف قول سيف بن عمر وقال ابن اسحاق والواقدي انا كان ذلك ف سنة ست عشرة ث ذكر ابن جرير‬
‫وقعات كثية كانت بينهم وذلك حي بعث عمر بن الطاب ال سعد بن اب وقاص يامره بالسي ال الدائن وان يلف النساء والعيال بالعقيق ف خيل كثية كثيفة فلما تفرغ سعد من‬
‫القادسية بعث على القدمة زهرة بن حوية ث اتبعه بالمراء واحدا بعد واحدا ث سار ف اليوش وقد جعل هاشم بن عتبة بن اب وقاص على خلفته مكان خالد بن عرفطة وجعل خالدا هذا‬
‫على الساقة فساروا ف خيول عظيمة وسلح كثي وذلك ليام بقي من شوال من هذه ف جيش من فارس فهزمهم زهرة وذهبت الفرس ف هريتهم ال بابل وبا جع كثي السنة فنلوا الكوفة‬
‫وارتل زهرة بي أيديهم نو الدائن فلقيه با يصبهرى من انزم يوم القادسية قد جعلوا عليهم الفيزان فبعث زهرة ال سعد فاعلمه باجتماع النهزمي ببابل فسار سعد باليوش ال بابل‬
‫فتقابل هو الفيزان عند بابل فهزمهم كاسرع من لفة الرداء وانزموا بي يديه فرقتي فرقة ذهبت ال الدائن واخرى سارت ال ناوند واقام سعد ببابل اياما ث سار منها نو الدائن فلقوا جعا‬
‫آخر من الفرس فاقتتلوا قتال شديدا وبارزوا امي الفرس وهو شهريار فبز اليه رجل من السلمي يقال له نائل العرجي ابو نباتة من شجعان تيم فتجاول ساعة بالرماح ث القياها فانتصبا‬
‫سيفيهما وتصاول بما ث تعانقا وسقطا عن فرسيهما ال الرض فوقع شهريار على صدر أب نباتة واخرج خنجرا ليذبه با فوقعت اصبعه ف فم اب نباتة فقضمها حت شغله عن نفسه واخذ‬
‫النجر فذبح شهريار با واخذ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪61‬‬

‫فرسه وسواريه وسبله وانكشف اصحابه فهزموا فأقسم سعد على نائل ليلبس سواري شهريار وسلحه وليكب فرسه اذا كان حرب فكان يفعل ذلك قالوا وكان اول من تسور بالعراق‬
‫وذلك بكان يقال له كوثى وزار الكان الذي حبس فيه الليل وصلى عليه وعلى سائر النبياء وقرأ وتلك اليام نداولا بي الناس الية‬
‫( ) وقعة نر شي‬
‫قالوا ث قدم سعد زهرة بي يديه من كوثى ال نر شي فمضى ال القدمة وقد تلقاه شيزاذ ال ساباط بالصلح والزية فبعثه ال سعد فامضاه ووصل سعد بالنود ال مكان يقال له مظلم‬
‫ساباط فوجدوا هنالك كتائب كثية لكسرى يسمونا بوران وهم يقسمون كل يوم ل يزول ملك فارس ما عشنا ومعهم اسد كبي لكسرى يقال له القرط قد ارصدوه ف طريق السلمي‬
‫فتقدم اليه ابن اخي سعد وهو هاشم بن عتبة فقتل السد والناس ينظرون وسي يومئذ سيفه التي ( ‪ ) 2‬وقبل سعد يومئذ راس هاشم وقبل هاشم قدم سعد وحل هاشم على الفرس فازالم‬
‫عن اماكنهم وهزمهم وهو يتلو قوله تعال اول تكونوا اقسمتم من قبل مالكم من زوال فلما كان الليل ارتل السلمون ونزلوا نر شي فجعلوا كلما وقفوا كبوا وكذلك حت كان آخرهم مع‬
‫سعد فاقاموا با شهرين ودخلوا ف الثالث وفرغت وفرغت السنة‬
‫قال ابن جرير وفيها حج بالناس عمر وكان عامله فيها على مكة عتبة بن اسيد وعلى الشام ابو عبيدة وعلى الكوفة والعراق سعد وعلى الطائف يعلي بن امية ( ‪ ) 2‬وعلى البحرين واليمامة‬
‫عثمان بن اب العاص وعلى عمان حذيفة بن حصي‬
‫بن سعد وابن ليعة واب معشر والوليد بن قلت وكانت وقعة اليموك ف سنة خس عشرة ف رجب منها عند الليث مسلم ويزيد بن عبيدة وخليفة بن خياط وابن الكلب وممد بن عائذ وابن‬
‫عساكر وشيخنا اب عبدال الذهب الافظ واما سيف بن عمر وابو جعفر بن جرير فذكروا وقعة اليموك ف سنة ثلث عشرة وقد قدمنا ذكرها هنالك تبعا لبن جرير وهكذا وقعة القادسية‬
‫عند بعض الفاظ انا كانت ف اواخر هذه السنة سنة خس عشرة وتبعهم ف ذلك شيخنا الافظ الذهب والشهور انا كانت ف سنة اربع عشرة كما تقدم ث ذكر شيخنا الذهب من توف هذه‬
‫السنة مرتبي على الروف سعد بن عبادة النصاري الزرجي وهو احد اقوال الؤرخي وقد تقدم سعد بن عبيد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪62‬‬

‫النعمان ابو زيد النصاري الوسي قتل بالقادسية ويقال انه ابو زيد القارى احد الربعة الذين جعوا القرآن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وانكر آخرون ذلك ويقال انه والد‬
‫عمي بن سعد الزاهد امي حص وذكر ممد بن سعد وفاته بالقادسية وقال كانت سنة ست عشرة وال اعلم سهيل بن عمرو بن عبدشس بن عبدود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي ابو‬
‫يزيد العامري احد خطباء قريش واشرافهم اسلم يوم الفتح وحسن اسلمه وكان سحا جوادا فصيحا كثي الصلة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء ويقال انه قام وصام حت شحب‬
‫لونه وله سعي مشكور ف صلح الديبية ولا مات رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب الناس بكة خطبة عظيمة تثبت الناس على السلم وكانت خطبته بكة قريبا من خطبة الصديق‬
‫بالدينة ث خرج ف جاعة ال الشام ماهدا فحضر اليموك وكان اميا على بعض الكراديس ويقال انه استشهد يومئذ وقال الواقدي والشافعي توف بطاعون عمواس عامر بن مالك بن اهيب‬
‫الزهري اخي سعد بن اب وقاص هاجر ال البشة وهو الذي قدم بكتاب عمر ال اب عبيدة بوليته على الشام وعزل خالد عنها واستشهد يوم اليموك عبدال بن سفيان بن عبد السد‬
‫الخزومي صحاب هاجر ال البشة مع عمه اب سلمة بن عبد السد روى عنه عمرو بن دينار منقطعا لنه قتل يوم اليموك عبدالرحن بن العوام اخو الزبي ابن العوام حضر بدرا مشركا ث‬
‫اسلم واستشهد يوم اليموك ف قول عتبة بن غزوان توف فيها ف قول عكرمة بن اب جهل استشهد باليموك ف قول عمرو بن ام مكتوم استشهد يوم القادسية وقد تقدم ويقال بل رجع ال‬
‫الدينة عمرو بن الطفيل بن عمرو تقدم عامر بن اب ربيعة تقدم فراس بن النضر بن الارث يقال استشهد يوم اليموك قيس بن عدي بن سعد بن سهم من مهاجرة البشة قتل باليموك قيس‬
‫بن اب صعصعة عمرو بن زيد بن عوف النصاري الازن شهد العقبة وبدرا وكان احد امراء الكراديس يوم اليموك وقتل يومئذ وله حديث قال قلت يا رسول ال ف كم اقرأ القرآن قال ف‬
‫خس عشرة الديث قال شيخنا ابو عبدال الذهب ففيه دليل على انه من جع القرآن ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم نصي بن الارث بن علقمة بن كلدة ابن عبدمناف بن عبدالدار‬
‫بن قصي القرشي العبدري اسلم عام الفتح وكان من علماء قريش واعطاه رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني مائة من البل فتوقف ف اخذها وقال ل ارتشي على السلم ث قال وال‬
‫ما طلبتها ول سالتها وهي عطية رسول ال صلى ال عليه وسلم فاخذها وحسن اسلمه واستشهد يوم اليموك نوفل بن الارث بن عبدالطلب ابن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان‬
‫اسن من اسلم من بنىعبدالطلب وكان من اسر يوم بدر ففاداه العباس ويقال انه هاجر ايام الندق وشهد الديبية والفتح واعان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني بثلثة الف رمح‬
‫وثبت يومئذ وتوف سنة خس عشرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪63‬‬

‫وقيل سنة عشرين وال اعلم توف بالدينة وصلى عليه عمر ومشى ف جنازته ودفن بالبقيع وخلف عدة اولد فضلء واكابر هشام بن العاص اخو عمرو بن العاص تقدم وقال ابن سعد قتل‬
‫يوم اليموك ث دخلت سنة ست عشرة‬
‫استهلت هذه السنة وسعد بن اب وقاص منازل مدينة نر شي وهى احدى مدينت كسرى ما يلي دجلة من الغرب وكان قدوم سعد اليها ف ذى الجة من سنة خس عشرة واستهلت هذه‬
‫السنة وهو نازل عندها وقد بعث السرايا واليول ف كل وجه فلم يدوا واحدا من الند بل جعوامن الفلحي مائة الف فحبسوا حت كتب ال عمر ما يفعل بم فكتب اليه عمر ان من كان‬
‫من الفلحي ل يعن عليكم وهو مقيم ببلده فهو امانه ومن هرب فادركتموه فشأنكم به فاطلقهم سعد بعدما دعاهم ال السلم فابوا ال الزية ول يبقى من غرب دجلة ال ارض العرب احد‬
‫من الفلحي ال تت الزية والراج وامتنعت نر شي من سعد اشد المتناع وقد بعث اليهم سعد سلمان الفارسي فدعاهم ال ال عز وجل او الزية او القاتلة فابوا ال القاتلة والعصيان‬
‫ونصبوا الجانيق والدبابات وامر سعد بعمل الجانيق فعملت عشرون منجنيقا ونصبت على نرشي واشتد الصار وكان اهل نرشي يرجون فيقاتلون قتال شديدا ويلفون ان ل يفروا ابدا‬
‫فاكذبم ال وهزمهم زهرة بن حوية بعدما اصابه سهم وقتل بعد مصابه كثيا من الفرس وفروا بي يديه ولاوا ال بلدهم فكانوا ياصرون فيه اشد الصار وقد انصر اهل البلد حت اكلوا‬
‫الكلب والسناني وقد اشرف رجل منهم على السلمي فقال يقول لكم اللك هل لكم ال الصالة على ان لنا ما يلينا من دجلة ال جبلنا ولكم ما يليكم من دجلة ال جبلكم اما شبعتم ل‬
‫اشبع ال بطونكم قال فبدر الناس رجل يقال له ابو مقرن السود بن قطبة فانطقه ال بكلم ل يدر ما قال لم قال فرجع الرجل ورايناهم يقطعون من نرشي ال الدائن فقال الناس لب مقرن‬
‫ما قلت لم فقال والذي بعث ممد بالق ما ادري ما قلت لم فقال ال ان على سكينة وانا ارجو ان اكون قد أنطقت بالذي هو خي وجعل الناس ينتابونه يسالونه عن ذلك وكان فيمن ساله‬
‫سعد بن اب وقاص وجاءه سعد ال منله فقال يا ابا مقرن ما قلت فوال انم هراب فحلف له انه ل يدري ما قال فنادى سعد ف الناس وند بم ال البلد والجانيق تضرب ف البلد فنادى‬
‫رجل من البلد بالمان فامناه فقال وال ما بالبلد احد فتسور الناس السور فما وجدنا فيها احد ال قد هربوا ال الدائن وذلك ف شهر صفر من هذه السنة فسالنا ذلك الرجل واناسا من‬
‫السارى فيها لي شىء هربوا قالوا بعث اللك اليكم يعرض عليكم الصلح فاجابه ذلك الرجل بانه ل يكون بينكم وبينه صلح ابدا حت ناكل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪64‬‬

‫عسل افريذين بأترج كوثى فقال اللك يا ويله ان اللئكة لتتكلم على السنتهم ترد علينا وتيبنا عن العرب ث امر الناس بالرحيل من هناك ال الدائن فجازوا ف السفن منها اليها وبينهما‬
‫دجلة وهي قريبة منها جدا ولا دخل السلمون نرشي لح لم القصر البيض من الدائن وهو قصر اللك الذي ذكره رسول ال صلى ال عليه وسلم انه سيفتحه ال على امته وذلك قرب‬
‫الصباح فكان اول من رآه من السلمي ضرار بن الطاب فقال ال اكب ابيض كسرى هذا ما وعدنا ال ورسوله ونظر الناس اليه فتتابعوا التكبي ال الصبح‬
‫ذكر فتح الدائن‬
‫لا فتح نرسي واستقر با ذلك ف صفة ل يد فيها احدا ول شيئا ما يغنم بل قد تولوا بكماهم ال الدائن وركبوا السفن وضموا السفن اليهم ول يد سعد رضى ال عنه شيئا من السفن‬
‫وتعذر عليه تصيل شىء منها بالكلية وقد زادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها ورمت بالزبد من كثرة الاء با واخب سعد بأن كسرى يزدجر عازم على اخذ الموال والمتعة من الدائن‬
‫ال حلوان وانك ان ل تدركه قبل ثلث فات عليك وتفارط المر فخطب سعد السلمي على شاطىء دجلة فحمد ال واثن عليه وقال ان عدوكم قد اعتصم منكم بذا البحر فل تلصون‬
‫اليهم معه وهم يلصون اليكم اذا شاؤا فينا وشونكم ف سفنهم وليس وراءكم شىء تافون ان تؤتوا منه وقد رايت ان تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل ان تصركم الدنيا ال ان قد عزمت‬
‫على قطع هذا البحر اليهم فقالوا جيعا عزم ال لنا ولك على الرشد فافعل فعند ذلك ندب سعد الناس ال العبور ويقول من يبدا فيحمي لنا الفرائض يعن ثغرة الخاضة من الناحية الخرى‬
‫ليجوز الناس اليهم آمني فانتدب عاصم بن عمرو ذو الباس من الناس قريب من ستمائة فامر سعد عليهم عاصم ابن عمرو فوقفوا على حافة دجلة فقال عاصم من ينتدب معى لنكون قبل‬
‫الناس دخول ف الذكورين والعاجم وقوف صفوفا من الانب الخر فتقدم رجل من السلمي هذا البحر فنحمى الفراض من الانب الخر فانتدب له ستون من الشجعان وقد احجم الناس‬
‫عن الوض ف دجلة فقال اتافون من هذه النطفة ث تل قوله تعال وما مان لنفس ان توت ال باذن ال كتابا مؤجل ث اقحم فرسه فيها واقتحم الناس وقد افترق الستون فرقتي اصحاب‬
‫اليل الذكور واصحاب اليل الناث فلما راهم الفرس يطفون على وجه الاء قالوا ديوانا ديوانا يقولون ماني ماني ث قالوا وال ما تقاتلون انسا بل تقاتلون جنا ث ارسلوا فرسانا منهم ف‬
‫الاء يلتقون اول السلمي ليمنعوهم من الروج من الاء فامر عاصم بن عمرو واصحابه ان يشرعو لم الرماح ويتوخوا العي ففعلوا ذلك بالفرس فقلعوا عيون خيولم فرجعوا امام السلمي‬
‫ل يلكون كف خيولم حت خرجوا من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪65‬‬

‫من الاء واتبعهم عاصم واصحابه فساقوا وراءهم حت طردوهم عن الانب الخر ووقفوا على حافة الدجلة من الانب الخر ونزل بقية اصحاب عاصم من الستمائة ف دجلة فخاضوها حت‬
‫وصلوا ال اصحابم من الانب الخر فقاتلوا مع اصحابم حت نفوا الفرس عن ذلك الانب وكانوا يسمون الكتيبة الول كتيبة الهوال واميها عاصم بن عمرو والكتيبة الثانية إل ما‬
‫يصنع هؤلء الفرسان بالفرس وسعد واقف على شاطيء دجلة ث نزل سعد ببقية اليش وذلك الرساء واميها القعقاع بن عمرو وهذا كله وسعد والسلمون ينظرون حي نظروا ال الانب‬
‫الخر قد تصن بن حصل فيه من الفرسان السلمي وقد امر سعد السلمي عند دخول الاء ان يقولوا نستعي بال ونتوكل عليه حسبنا ال ونعم الوكيل ول حول ول قوة ال بال العلي‬
‫العظيم ث اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس ل يتخلف عنه احد فساروا فيها كانا يسيون على وجه الرض حت ملؤا ما بي الانبي فل يرى وجه الاء من الفرسان والرجالة وجعل الناس‬
‫يتحدثون على وجه الاء كما يتحدثون على وجه الرض وذلك لا حصل لم الطمانينة والمن والوثوق بامر ال ووعده ونصره وتاييده ولن اميهم سعد بن اب وقاص احد العشرة الشهود‬
‫لم بالنة وقد توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عنه راض ودعا له فقال اللهم اجب دعوته وسدد رميته والقطوع به ان سعدا دعا ليشه هذا ف هذا اليوم بالسلمة والنصر وقد رمى‬
‫بم ف هذا اليم فسددهم ال وسلمهم فلم يفقد من السلمي رجل واحد غي ان رجل واحدا يقال له غرقدة البارقي ذل عن فرس له شقراء فاخذ القعقاع بن عمرو بلجامها واخذ بيد الرجل‬
‫حت عدله على فرسه وكان من الشجعان فقال عجز النساء ان يلدن مثل القعقاع بن عمرو ول يعدم السلمي شىء من امتعتهم غي قدح من خشب لرجل يقال له مالك بن عامر كانت‬
‫علقته رثة فاخذه الوج فدعا صاحبه ال عز وجل وقال اللهم ل تعلن من بينهم يذهب متاعي فرده الوج ال الانب الذي يقصدونه فاخذه الناس ث ردوه على صاحبه بعينه وكان الفرس‬
‫اذا اعيا وهو ف الاء يقبض ال له مثل النشز الرتفع فيقف عليه فيستريح وحت ان بعض اليل ليسي وما يصل الاء ال حزامها وكان يوما عظيما وامرا هائل وخطبا جليل وخارقا باهرا‬
‫ومعجزة لرسول ال صلى ال عليه وسلم خلقها ال لصحابه ل ير مثلها ف تلك البلد ول ف بقعة من البقاع سوى قضية العلء بن الضرمي التقدمة بل هذا اجل واعظم فان هذا اليش‬
‫كان اضعاف ذلك قالوا وكان الذي يساير سعد ابن اب وقاص ف الاء سلمان الفارسي فجعل سعد يقول حسبنا ال ونعم الوكيل وال لينصرن ال وليه وليظهرن ال دينه وليهزمن ال عدوه‬
‫ان ل يكن ف اليش بغى او ذنوب تغلب السنات فقال له سلمان ان السلم جديد ذلك لم وال البحور كما ذلل لم الب اما والذي نفس سليمان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪66‬‬

‫بيده ليخرجن منه افواجا كما دخلوا افواجا فخرجوا منه كما قال سليمان ل يغرق منهم احد ول يفقدوا شيئا‬
‫ولا استقل السلمون على وجه الرض خرجت اليول تنفض اعرافها صاهلة فساقوا وراء العاجم حت دخلوا الدائن فلم يدوا با احدابل قد اخذ كسرى اهله وما قدروا عليه من الموال‬
‫والمتعة والواصل وتركوا ما عجزوا عنه من النعام والثياب والتاع والنية واللطاف والدهان مال يدري قيمته وكان ف خزنة كسرى ثلثة الف الف الف ألف دينار ثلث مرات‬
‫فاخذوا من ذلك ما قدروا عليه وتركوا ما عجزوا عنه وهو مقدار النصف من ذلك او ما يقاربه فكان اول من دخل الدائن كتيبة الهوال ث الكتيبة الرساء فاخذوا ف سككها ل يلقون‬
‫احدا ول يشونه غي القصر البيض ففيه مقاتلة وهو مصن‬
‫فلما جاء سعد باليش دعا اهل القصر البيض ثلث ايام على لسان سلمان الفارسي فلما كان اليوم الثالث نزلوا منه وسكنه سعد واتذ اليوان مصلى وحي دخله تل قوله تعال كم تركوا‬
‫من جنات وعيون وزروع ومقام كري ونعمة كانوا فيها فاكهي كذلك واورثناها قوما اخرين ث تقدم ال صدره فصلى ثان ركعات صلة الفتح وذكر سيف ف روايته انه صلها بتسليمة‬
‫واحدة وانه جع باليوان ف صفر من هذه السنة فكانت اول جعة جعت بالعراق وذلك لن سعدا نوى القامة با وبعث ال العيالت فانزلم دور الدائن واستطوطنوها حت فتحوا جلولء‬
‫وتكريت والوصل ث تولوا ال الكوفة بعد ذلك كما سنذكره ثن ارسل السرايا ف اثر كسرى يزدجر فلحق بم طائفة فقتلوهم وشردوهم واستلبوا منهم اموال عظيمة واكثر ما استرجعوا‬
‫من ملبس كسرى وتاجه وحليه وشرع سعد ف تصيل ما هنالك من الموال والواصل والتحف ما ل يقوم ول يد ول يوصف كثرة وعظمة وقد روينا انه كان هناك تاثيل من جص فنظر‬
‫سعد ال احدها واذا هو يشي باصبعه ال مكان فقال سعد ان هذا ل يوضع هكذا سدى فاخذوا ما يسامت اصبعه فوجدوا قبالتها كنا عظيما من كنوز الكاسرة الوائل فاخرجوا منه اموال‬
‫عظيمة جزيلة وحواصل باهرة وتفا فاخرة واستحوذ السلمون على ما هنالك مكال بالواهر النفيسة الت تي البصار ومنطقته كذلك مكال وسيفه وسواره اجع ما ل ير احد ف الدنيا‬
‫اعجب منه وكان ف جلة ذلك تاج كسرى وهو وقباؤه وبساط إيوانه وكان مربعا ستون ذراعا ف مثلها من كل جانب والبساط مثله سواء وهو منسوج بالذهب والللء والواهر الثمينة‬
‫وفيه مصور جيع مالك كسرى بلده بانارها وقلعها واقاليمها وكنوزها وصفة الزروع والشجار الت ف بلده فكان اذا جلس على كرسي ملكته ودخل تت تاجه وتاجه معلق بسلسل‬
‫من ذهب لنه كان ل يستطيع ان يقله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪67‬‬

‫على راسه لثقله بل كان يىء فيجلس تته ث يدخل راسه تت التاج والسلسل الذهب تمله عنه وهو يستره حال لبسه فاذا رفع الجاب عنه خرت له المراء سجودا وعليه النطقة‬
‫والسواران والسيف والقباء الرصع بالواهر فينظر ف البلدان واحدة واحدة فيسال عنها ومن فيها من النواب وهل حدث فيها شىء من الحداث فيخبه بذلك ولة المور بي يديه ث ينتقل‬
‫ال الخرى وهكذا حت يسال عن احوال بلده ف كل وقت ل يهمل امر الملكة وقد وضعوا هذا البساط بي يديه تذكارا له بشان المالك وهو اصلح جيد منهم ف امر السياسة فلما جاء‬
‫قدر ال زالت تلك اليدي عن تلك المالك والراضي وتسلمها السلمون من ايديهم قسرا وكسروا شوكتهم عنها واخذوها بأمر ال صافية ضافية ول المد والنة وقد جعل سعد بن اب‬
‫وقاص على القباض عمرو بن عمرو بن مقرن فكان اول ما حصل ما كان ف القصر البيض ومنازل كسرى وسائر دور الدائن وما كان باليوان ما ذكرنا وما يفد من السرايا الذين ف‬
‫صحبة زهرة بن حوية وكان فيما رد زهرة بغل كان قد ادركه وغصبه من الفرس وكانت توطه بالسيوف فاستنقذه منهم وقال ان لذا لشأنا فرده ال القباض واذا عليه سفطان فيهما ثياب‬
‫كسرى وحليه ولبسه الذي كان يلبسه على السرير كما ذكرنا وبغل اخر عليه تاجه الذي ذكرنا ف سفطي ايضا ردا من الطريق ما استلبه اصحاب السرايا وكان فيما ردت السرايا اموال‬
‫عظيمة وفيها اكثر اثاث كسرى وامتعته والشياء النفيسة الت استصحبوها معهم فلحقهم السلمون فاستلبوها منهم ول تقدر الفرس على حل البساط لثقله عليهم ول حل الموال لكثرتا‬
‫فانه كان السلمون ييئون بعض تلك الدور فيجدون البيت ملنا ال اعله من اوان الذهب والفضة ويدون من الكافور شيئا كثيا فيحسبونه ملحا وربا استعمله بعضهم ف العجي فوجدوه‬
‫مرا حت تبينوا امره فتحصل الفىء على امر عظيم من الموال وشرع سعد فخمسه وامر سلمان الفارسي ( ‪ ) 1‬فقسم الربعة الخاس بي الغاني فحصل لكل واحد من الفرسان اثنت عشرة‬
‫الفا وكانوا كلهم فرسانا ومع بعضهم جنائب واستوهب سعد اربعة اخاس البساط ولبس كسرى من السلمي ليبعثه ال عمر واالسلمي بالدينة لينظروا اليه ويتعجبوا منه فطيبوا له ذلك‬
‫واذنوا فيه فبعثه سعد ال عمر مع المس مع بشي بن الصاصية وكان الذي بشر بالفتح قبله حليس بن فلن السدي فروينا ان عمر لا نظر ال ذلك قال ان قوما ادوا هذا لمناء فقال له‬
‫علي بن اب طالب انك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت ث قسم عمر ذلك ف السلمي فاصاب عليا قطعة من البساط فباعها بعشرين الفا وقد ذكر سيف بن عمر ان عمر بن الطاب‬
‫البس ثياب كسرى لشبة ونصبها امامه ليى الناس ما ف هذه الزينة من العجب وما عليها من زهرة الياة الدنيا الفانية وقد روينا ان عمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪68‬‬

‫البس ثياب كسرى لسراقة بن مالك بن جعشم امي بن مدل رضى ال عنه‬
‫قال الافظ ابو بكر البيهقي ف دلئل النبوة اخبنا عبدال بن يوسف الصبهان حدثنا ابو سعيدابن العراب قال وجدت ف كتاب بط يدي عن اب داود حدثنا ممد بن عبيد حدثنا حاد‬
‫حدثنا يونس عن السن ان عمر بن الطاب اتى بفروة كسرى فوضعت بي يديه وف القوم سراقة بن مالك بن جعشم قال فالقى اليه سواري كسرى بن هرمز فجعلهما ف يده فبلغا منكبيه‬
‫فلما راها ف يدي سراقة قال المد ل سواري كسرى بن هرمز ف يدي سراقة بن مالك بن جعشم اعراب من بن مدل وذكر الديث هكذا ساقة البيهقي ث حكى الشافعي انه قال وانا‬
‫البسهما سراقة لن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لسراقة ونظر ال ذراعيه كان بك وقد البست سواري كسرى قال الشافعي وقد قال عمر لسراقة حي البسه سواري كسرى قل ال‬
‫اكب فقال ال اكب ث قال قل المد ل الذي سلبهما كسرى بن هرمز والبسهما سراقة بن مالك العراب من بن مدل وقال اليثم بن عدي اخبنا اسامة بن زيد الليثي حدثنا القاسم بن ممد‬
‫بن اب بكر قال بعث سعد بن اب وقاص ايام القادسية ال عمر بقباء كسرى وسيفه ومنطقته وسواريه وسراويله وقميصه وتاجه وخفيه قال فنظر عمر ف وجوه القوم وكان اجسمهم وابدنم‬
‫قامة سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا سراق قم فالبس قال سراقة فطمعت فيه فقمت فلبست فقال ادبر فادبرت ث قال اقبل فاقبلت ث قال بخ بخ اعياب من بن مدل عليه قباء كسرى‬
‫وسراويله وسيفه ومنطقته وتاجه وخفاه رب يوم يا سراق بن مالك لو كان عليك فيه هذا من متاع كسرى وآل كسرى كان شرفا لك ولقومك تنع فنعت فقال اللهم منعت هذا رسولك‬
‫ونبيك وكان احب اليك من واكرم عليك من ومنعته ابا بكر وكان احب اليك من واكرم اليك من واعطيتنيه فأعوذ بك ان تكون اعطيتنيه لتمكر ب ث بكى حت رحه من كان عنده ث قال‬
‫لعبد الرحن بن عوف اقسمت عليك لا بعته ث قسمته قبل ان تسى‬
‫وذكر سيف بن عمر التميمي ان عمر حي ملك تلك اللبس والواهر حىء بسيف كسرى ومعه عدة سيوف منها سيف النعمان بن النذر نائب كسرى على الية وان عمر قال المد ال‬
‫الذي جعل سيف كسرى فيما يضره ول ينفعه ث قال ان قوما ادوا هذا لمناء او لذوا امانة ث قال ان كسرى ل يزد على أن تشاغل با اوتى عن آخرته فجمع لزوج امرأته او زوج ابنته ول‬
‫يقدم لنفسه ولو قدم لنفسه ووضع الفضول ف مواضعها لصل له وقد قال بعض السلمي وهو ابو نيد نافع بن السود ف ذلك ‪ ...‬واملنا على الدائن خيل ‪ ...‬برها مثل برهن اريضا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪69‬‬

‫فانتشلنا خزائن الرء كسرى ‪ ...‬يوم ولوا وحاص منا جر يضا ‪ ...‬وقعة جلولء‬
‫لا سار كسرى وهو يزدجرد بن شهريار من الدائن هاربا ال حلوان شرع ف أثناء الطريق ف جع رجال واعوان وجنود من البلدان الت هناك فاجتمع اليه خلق كثي وجم غفي من الفرس‬
‫وامر على الميع مهران وسار كسرى ال حلوان فاقام المع الذي جعه بينه وبي السلمي ف جلولء واحتفروا خندقا عظيما حولا واقاموا با ف العدد والعدد والت الصار فكتب سعد‬
‫ال عمر يبه بذلك فكتب اليه عمر ان يقيم هو بالدائن ويبعث ابن اخيه هاشم بن عتبة اميا على اليش الذي يبعثه ال كسرى ويكون على القدمة القعقاع بن عمرو وعلى اليمنة سعد بن‬
‫مالك وعلى اليسرة اخوه عمر بن مالك وعلى الساقة عمرو بن مرة الهن ففعل سعد ذلك وبعث مع ابن اخيه جيشا كثيفا يقارب اثن عشر الفا من سادات السلمي ووجوه الهاجرين‬
‫والنصار ورءوس العرب وذلك ف صفر من هذه السنة بعد فراغهم من امر الدائن فساروا حت انتهوا ال الجوس وهم بلولء قد خندقوا عليهم فحاصرهم هاشم بن عتبة وكانوا يرجون‬
‫من بلدهم للقتال ف كل وقت فيقاتلون قتال ل يسمع بثله وجعل كسرى يبعث اليهم المداد وكذلك سعد يبعث الدد ال ابن اخيه مرة بعد اخرى وحى القتال واشتد النال واضطرمت نار‬
‫الرب وقام ف الناس هاشم فخطبهم غي مرة فحرضهم على القتال والتوكل على ال وقد تعاقدت الفرس وتعاهدت وحلفوا بالنار ان ل يفروا ابدا حت يفنوا العرب فلما كان الوقف الخي‬
‫وهو يوم الفيصل والفرقان تواقفوا من اول النهار فاقتتلوا قتال شديدا ل يعهد مثله حت فن النشاب من الطرفي وتقصفت الرماح من هؤلء ومن هؤلء وصاروا ال السيوف والطبزنيات‬
‫وحانت صلة الظهر فصلى السلمون اياءا وذهبت فرقة الجوس وجاءت مكانا اخرى فقام القعقاع بن عمرو ف السلمي فقال اهالكم ما رايتم ايها السلمون قالوا نعم انا كالون وهم‬
‫مريون فقال بل انا حاملون عليهم ومدون ف طلبهم حت يكم ال بيننا فاحلوا عليهم حلة رجل واحد حت نالطهم فحمل وحل الناس فأما القعقاع بن عمرو فانه صمم الملة ف جاعة من‬
‫الفرسان والبطال والشجعان حت انتهى ال باب الندق واقبل الليل بظلمه وجالت بقية البطال بن معهم ف الناس وجعلوا ياخذون ف التحاجز من اجل اقبال الليل وف البطال يومئذ‬
‫طليحة السدي وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وقيس بن مكشوح وحجر بن عدي ول يعلموا با صنعه القعقاع ف ظلمة الليل ول يشعروا بذلك لول مناديه ينادي اين ايها السلمون هذا‬
‫اميكم على باب خندقهم فلما سع ذلك الجوس فروا وحل السلمون نو القعقاع بن عمرو فاذا هو على باب الندق قد ملكه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪70‬‬

‫عليهم وهربت الفرس كل مهرب واخذهم السلمون من كل وجه وقعدوا لم كل مرصد فقتل منهم ف ذلك الوقف مائة الف حت جللوا وجه الرض بالقتلى فلذلك سيت جلولء وغنموا‬
‫من الموال والسلح والذهب والفضة قريبا ما غنموا من الدائن قبلها‬
‫وبعث هاشم بن عتبة القعقاع بن عمرو ف اثر من انزم منهم وراء كسرى فساق خلفهم حت ادرك مهران منهزما فقتله القعقاع بن عمرو وافلتهم الفيزان فاستمر منهزما واسر سبايا كثية‬
‫بعث با ال هاشم بن عتبة وغنموا دواب كثية جدا ث بعث هاشم بالغنائم والموال ال عمه سعد بن اب وقاص فنفل سعد ذوى النجدة ث امر بقسم ذلك على الغاني‬
‫قال الشعب كان الال التحصل من وقعه جلولء ثلثي الف الف فكان خسه ستة الف الف وقال غيه كان الذي اصاب كل فارس يوم جلولء نظي ما حصل له يوم الدائن يعن اثن عشر‬
‫الفا لكل فارس وقيل اصاب كل فارس تسعة الف وتسع دواب وكان الذي ول قسم ذلك بي السلمي وتصيله سلمان الفارسي رضى ال عنه ث وبعث بالخاس من الال والرقيق‬
‫والدواب مع زياد بن اب سفيان وقضاعي بن عمرو واب مقرن السود فلما قدموا على عمر سال عمر زياد بن اب سفيان عن كيفية الوقعة فذكرها له وكان زياد فصيحا فاعجب ايراده لا‬
‫عمر بن الطاب رضى ال عنه واحب أن يسمع السلمون منه ذلك فقال اتستطيع ان تطب الناس با اخبتن به قال نعم يا امي الؤمني انه ليس احد على وجه الرض اهيب عندي منك‬
‫فكيف ل اقوى على هذا مع غيك فقام ف الناس فقص عليهم خب الوقعة وكم قتلوا وكم غنموا بعبارة عظيمة بليغة فقال عمر ان هذا لو الطيب الصقع يعن الفصيح فقال زياد ان جندنا‬
‫اطلقوا بالفعال لساننا ث حلف عمر بن الطاب ان ل ين هذا الال الذي جاؤا به سقف حت يقسمه فبات عبدال بن ارقم وعبدالرحن بن عوف يرسانه ف السجد فلما اصبح جاء عمر ف‬
‫الناس بعدما صلى الغداة وطلعت الشمس فامر فكشف عنه جلبيبه فلما نظر ال ياقوته وزبرجده وذهبه الصفر وفضته البيضاء بكى عمر فقال له عبدالرحن ما يبكيك يا امي الؤمني فوال‬
‫ان هذا لوطن شكر فقال عمر وال ما ذاك يبكين وتال ما اعطي ال هذا قوما ال تاسدوا وتباغضوا ول تاسدوا ال لقي بأسهم بينهم ث قسمه كما قسم اموال القادسية‬
‫وروى سيف بن عمرو عن شيوخه انم قالوا وكان فتح جلولء ف ذي القعدة من سنة ستة عشر وكان بينه وبي فتح الدائن تسعة اشهر وقد تكلم ابن جرير ههنا فيما رواه عن سيف على ما‬
‫يتعلق بارض السواد وخراجها وموضع ترير ذلك كتاب الحكام‬
‫وقد قال هاشم بن عتبة ف يوم جلولء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪71‬‬

‫‪ ...‬يوم جلولء وي رستم ‪ ...‬ويوم زحف الكوفة القدم ‪ ...‬ويوم عرض الشهر الحرم ‪ ...‬وايام خلت من بينهن صرم ‪ ...‬شيب اصدغي فهى هرم ‪ ...‬مثل ثغام البلد الحرم‬
‫وقال ابو نيد ف ذلك ‪ ...‬ويوم جلولء الوقيعة اصبحت ‪ ...‬كتائبنا تردى باسد عوابس ‪ ...‬فضضت جوع الفرس ث ائمتهم ‪ ...‬فتبا لجساد الجوس النجائس ‪ ...‬وافلتهن الفيزان برعة‬
‫‪ ...‬ومهران اردت يوم حز القوانس ‪ ...‬اقاموا بدار للمنية موعد ‪ ...‬وللترب تثوها خجوج الروامس ‪ ...‬ذكر فتح حلوان‬
‫ولا انقضت الوقعة اقام هشام بن عتبة بلولء عن امر عمر بن الطاب ف كتابه إل سعد وتقدم القعقاع بن عمرو ال حلوان عن امر ايطا ليكون ردءا للمسلمي هنالك ومرابطا لكسرى‬
‫حيث هرب فسار كما قدمنا وادرك امي الوقعة وهو مهران الرازي فقتله وهرب الفيزان فلما وصل ال كسرى واخبه باكان من امر جلولء وما جرى على الفرس بعده وكيف قتل منهم‬
‫مائة الف وادرك مهران فقتل هرب عند ذلك كسرى من حلوان ال الرى واستناب على حلوان اميا يقال له خسروشنوم فتقدم اليه القعقاع بن عمرو وبزر اليه خسروشنوم ال مكان خارج‬
‫حلوان فاقتتلوا قتال شديدا ث فتح ال ونصر السلمي وانزم خسروشنوم وساق القعقاع ال حلوان فتسلمها ودخلها السلمون فغنموا وسبوا واقاموا ف السلم فأبوا إل الزية فلم يزل‬
‫القعقاع با حت تول سعد من الدائن با وضربوا الزية على من حولا من الكور والقاليم بعد ما دعوا إل الدخول فسار اليها كما سنذكره ان شاء ال تعال‬
‫فتح تكريت والوصل‬
‫لا افتتح سعد الدائن بلغه ان اهل الوصل قد اجتمعوا بتكريت على رجل من الكفرة يقال له النطاق فكتب ال عمر بامر جلولء واجتماع الفرس با وبامر اهل الوصل فتقدم ذكرناه من‬
‫كتاب عمر ف اهل جلولء وما كان من امرها وكتب عمر ف قضية اهل الوصل الذين قد اجتمعوا بتكريت على النطاق ان يعي جيشا لربم ويؤمر عليه عبدال بن العتم وان يعل يعل‬
‫على مقدمته ربعي بن الفكل الغزى وعلى اليمنة الارث بن حسان الذهلي وعلى اليسرة فرات بن حيان العجلي وعلى الساقة هانء بن قيس وعلى اليل عرفجة بن هرثة ففصل عبدال ابن‬
‫العتم ف خسة الف من الدائن فسار ف اربع حت نزل بتكريت على النطاق وقد اجتمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪72‬‬

‫اليه جاعة من الروم ومن الشهارجة ومن نصارى العرب من اياد وتغلب والنمر وقد احدقوا بتكريت فحاصرهم عبدال بن العتم اربعي يوما وزاحفوه ف هذه الدة اربعة وعشرين مرة ما من‬
‫مرة ال وينتصر عليهم وراسل عبدال بن العنم إل من هنالك من العراب فدعاهم ال الدخول معه ف النصرة ويفل جوعهم فضعف جانبهم وعزمت الروم على الذهاب ف السفن بأموالم‬
‫على اهل البلد فجاءت القصاد اليه عنهم بالجابة ال ذلك فارسل اليهم ان كنتم صادقي فيما قلتم فاشهدوا ان ل اله ال ال وان ممدا رسول ال واقروا با جاء من عند ال فرجعت القصاد‬
‫اليه بانم قد اسلموا فبعث إليهم ان كنتم صادقي فاذا كبنا وحلنا على البلد الليلة فامسكوا علينا ابواب السفن وامنعوهم ان يركبوا فيها واقتلوا منهم من قدرت على قتله ث شد عبدال‬
‫واصحابه وكبوا تكبية رجل واحد وحلوا على البلد فكبت العراب من الناحية الخرى فحار اهل البلد واخذوا ف الروج من البواب الت تلي دجلة فتلقنهم اياد والنمر وتغلب‬
‫فقتلوهم قتل ذريعا وجاء عبدال بن العتم باصحابه من البواب الخر فقتل جيع اهل البلد عن بكرة ابيهم ول يسلم ال من اسلم من العراب من اياد وتغلب والنمر وقد كان عمر عهد ف‬
‫كتابه اذا نصروا على تكريت ان يبعثوا ربعي بن الفكل ال الصني وهى الوصل سريعا فسار اليها كما امر عمر ومعه سرية كثية وجاعة من البطال فسار اليها حت فجئها قبل وصول‬
‫الخبار اليها فما كان ال ان واقفها حت اجابوا ال الصلح فضربت عليهم الذمة عن يد وهم صاغرون ث قسمت الموال الت تصلت من تكريت فبلغ سهم الفارس ثلثة الف وسهم‬
‫الراجل الف درهم وبعثوا بالخاس مع فرات بن حيان وبالفتح مع الارث بن حسان وول امرة حرب الوصل ربعى بن الفكل وول الراج با عرفجة بن هرثة‬
‫فتح ماسبذان من ارض العراق لا رجع هاشم بن عتبة من جلولء ال عمر بالدائن بلغ سعدا ان آذين بن الرمزان قد جع طائفة من الفرس فكتب ال عمر ف ذلك فكتب اليه ان ابعث جيشا‬
‫وامر عليهم ضرار ابن الطاب فخرج ضرار ف جيش من الدائن وعلى مقدمته ابن الزيل السدي فتقدم ابن الزيل بي يدي اليش فالتقى مع آذين واصحابه قبل وصول ضرار اليه فكسر‬
‫ابن الزيل طائفة الفرس واسراذين بن الرمزان وفرعنه اصحابه وامر ابن ماسبذان وهي مدينة كبية فأخذها عنوة وهرب اهلها ف رءوس البال والشعاب فدعاهم الزيل فضرب عنق اذين‬
‫بي يديه وساق وراء النهزمي حت انتهى إل فاستجابوا له وضرب على من ل يسلم الزية واقام نائبا عليها حت تول سعد من الدائن ال الكوفة كما سيأت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪73‬‬

‫فتح قرقيسيا وهيت ف هذه السنة‬


‫قال ابن جرير وغيه لا رجع هاشم من جلولء ال الدائن وكان اهل الزيرة قد امدوا اهل حص على قتال اب عبيدة وخالد لا كان هرقل بقنسرين واجتمع اهل الزيرة ف مدينة هيت كتب‬
‫سعد ال عمر ف ذلك فكتب اليه ان يبعث اليهم جيشا وان يؤمر عليهم عمر بن مالك ابن عتبة بن نوفل بن عبد مناف فسار فيمن معه من السلمي ال هيت فوجدهم قد خندقوا عليهم‬
‫فحاصرهم حينا فلم يظفر بم فسار ف طائفة من اصحابه واستخلف على ماصرة هيت الارث ابن يزيد فراح عمر بن مالك ال قرقيسيا فاخذها عنوة وانابوا ال بذل الزية وكتب ال نائبه‬
‫على هيت ان ل يصالوا ان يفر من وراء خندقهم خندقا ويعل له ابوابا من ناحيته فلما بلغهم ذلك انابوا ال الصالوا‬
‫قال شيخنا ابو عبدال الافظ الذهب وف هذه السنة بعث ابو عبيدة عمرو بن العاص بعد فراغه من اليموك ال قنسرين فصال اهل حلب ومنبج وانطاكية على الزية وفتح سائر بلد‬
‫قنسرين عنوة قال وفيها افتتحت سروج والرها على يدي عياض بن غنم‬
‫قال وفيها فيما ذكر ابن الكلب سار ابو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد فحاصر ايليا فسالوا الصلح على ان يقدم عمر فيصالهم على ذلك فكتب ابو عبيدة ال عمر فقدم حت صالهم‬
‫واقام اياما ث رجع ال الدينة قلت قد تقدم هذا فيما قبل هذه السنة وال اعلم‬
‫قال الواقدي وف هذه السنة حى عمر الربذة بيل السلمي وفيها غرب عمر ابا مجن الثقفي ال باضع وفيها تزوج عبدال بن عمر صفية بنت اب عبيد قلت الذي قتل يوم السر وكان امي‬
‫السرية وهى اخت الختار بن اب عبيد امي العراق فيما بعد وكانت امرأة صالة وكان اخوها فاجرا وكافرا ايضا قال الواقدي وفيها حج عمر بالناس واستخلف على الدينة زيد بن ثابت قال‬
‫وكان نائبه على مكة عتاب وعلى الشام ابو عبيدة وعلى العراق سعد وعلى الطائف عثمان ابن اب العاص وعلى اليمن يعلي بن امية وعلى اليمامة والبحرين العلء بن الضرمي وعلى عمان‬
‫حذيفة بن مصن وعلى البصرة الغية بن شعبة وعلى الوصل ربعى الفكل وعلى الزيرة عياض بن غنم الشعري‬
‫قال الواقدي وف ربيع الول من هذه السنة اعن سنة ست عشرة كتب عمر بن الطاب التاريخ وهو اول من كتبه قلت قد ذكرنا سببه ف سية عمر وذلك انه رفع ال عمر صك مكتوب‬
‫لرجل على آخر بدين يل عليه ف شعبان فقال اي شعبان امن هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪74‬‬

‫ام الت قبلها ام الت بعدها ث جع الناس فقال ضعوا للناس شيئا يعرفون فيه حلول ديونم فيقال انم اراد بعضهم ان يؤرخ كما تؤرخ الفرس بلوكهم كلما هلك ملك ارخوا من تاريخ ولية‬
‫الذي بعده فكرهوا ذلك ومنهم من قال ارخوا بتاريخ الروم من زمان اسكندر فكرهوا ذلك ولطوله ايضا وقال قائلون ارخوا من مولد رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال اخرون من مبعثه‬
‫عليه السلم واشا رعلي بن اب طالب واخرون ان يؤرخ من هجرته من مكة ال الدينة لظهوره لكل احد فانه اظهر من الولد والبعث فاستحسن ذلك عمر والصحابة فامر عمر ان يؤرخ من‬
‫هجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم وارخوا من اول تلك السنة من مرمها وعند مالك رحه ال فيما حكاه عن السهيلي وغيه ان اول السنة من ربيع الول لقدومه عليه السلم ال الدينة‬
‫والمهور على ان اول السنة من الحرم لنه اضبط لئل تتلف الشهور فان الحرم اول السنة الللية العربية وف هذه السنة اعن سنة ست عشرة توفيت مارية ام ابراهيم بن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وذلك ف الحرم منها فيما ذكره الواقدي وابن جرير وغي واحد وصلى عليها عمر بن الطاب وكان يمع الناس لشهود جنازتا ودفنت بالبقيع رضى ال عنها وارضاها وهي‬
‫مارية القبطية اهداها صاحب اسكندرية وهو جريج بن مينا ف جلة تف وهدايا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقبل ذلك منه وكان معها اختها شيين الت وهبها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لسان بن ثابت فولدت له ابنه عبدالرحن بن حسان ويقال اهدى القوقس معهما جاريتي اخرتي فيحتمل انما كانتا خادمتي لارية ويرين واهدى معهن غلما خصيا اسه مابور واهدى‬
‫مع ذلك بغلة شهباء اسها الدلدل واهدى حلة حرير من عمل السكندرية وكان قدوم هذه الدية ف سنة ثان فحملت مارية من رسول ال صلى ال عليه وسلم بابراهيم عليهالسلم فعاش‬
‫عشرين شهرا ومات قبل ابيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بسنة سواء وقد حزن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وبكى عليه وقال تدمع العي ويزن القلب ول نقول ال ما يرضى ربنا‬
‫وانا بك يا ابراهيم لحزونون وقد تقدم ذلك ف سنة عشر وكانت مارية هذه من الصالات اليات السان وقد حظيت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم واعجب با وكانت جيلة ملحة‬
‫أى حلوة وهى تشابه هاجر سرية الليل فان كل منهما من ديار مصر وتسراها نب كري وخليل جليل عليهما السلم‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة‬
‫ف الحرم منها انتقل سعد بن اب وقاص من الدائن ال الكوفة وذلك ان الصحابة استوخوا الدائن وتغيت الوانم وضعفت ابدانم لكثرة ذبابا وغبارها فكتب سعد ال عمر ف ذلك فكتب‬
‫عمر ان العرب ل تصلح ال حيث يوافق ابلها فيعث سعد حذيفة وسلمان بن زياد يرتادان للمسلمي منل مناسبا يصلح لقامتهم فمرا على ارض الكوفة وهى حصباء ف رملة حراء‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪75‬‬

‫فاعجبتهما ووجد هنالك ديرات ثلث دير حرقة بنت النعمان ودير ام عمرو ودير سلسلة وبي ذلك خصاص خلل هذه الكوفة فنل فصليا هنالك وقال كل واحد منهما اللهم رب السماء‬
‫وما اظلت ورب الرض وما اقلت ورب الريح وما ذرت والنجوم وما هوت والبحار وما جرت والشياطي وما كتبا إل سعد بالب فأمر سعد باختطاط الكوفة وسار اليها ف اول اضلت‬
‫والصاص وما اجنت بارك لنا ف هذه الكوفة واجعلها منل ثبات ث هذه السنة ف مرمها فكان اول بناء وضع فيها السجد وامر سعد رجل راميا شديد الرمي فرمى من السجد ال الربع‬
‫جهات فحيث سقط سهمه بن الناس منازلم وعمر قصرا تلقاء مراب السجد للمارة وبيت الال فكان اول ما بنوا النازل بالقصب فاحترقت ف اثناء السنة فبنوها باللب عن امر عمر بشرط‬
‫ان ل يسرفوا ول ياوزوا الد وبعث سعد ال المراء والقبائل فقدموا عليه فانزلم الكوفة وامر سعد ابا هياج الوكل بانزال الناس فيها ان يعمروا ويدعوا للطريق النهج وسع اربعي ذراعا‬
‫ولا دون ذلك ثلثي وعشرين ذراعا وللزقة سبعة اذرع وبن لسعد قصر قريب من السوق فكانت غوغاء الناس تنع سعدا من الديث فكان يغلق بابه ويقول سكن الصويت فلما بلغت‬
‫هذه الكلمة عمر بن الطاب بعث ممد بن مسلمة فامره اذا انتهى إل الكوفة ان يقدح زناده ويمع حطبا ويرق باب القصر ث يرجع من فوره فلما نتهى ال الكوفة فعل ما امره به عمر‬
‫وامر سعدا ان ل يغلق بابه عن الناس ول يعل على بابه احدا ينع الناس عنه فامتثل ذلك سعد وعرض على ممد بن مسلمة شيئا من الال فامتنع من قبوله ورجع ال الدينة واستمر سعيد بعد‬
‫ذلك ف الكوفة ثلث سني ونصف حت عزله عنها عمر من غي عجز ول خيانة‬
‫ابو عبيدة وحصر الروم له بمص وقدوم عمر ال الشام‬
‫وذلك ان جعا من الروم عزموا على حصار اب عبيدة بمص واستجاشوا باهل الزيرة وخلق من هنالك وقصدوا ابا عبيدة فبعث ابو عبيدة ال خالد فقدم عليه من قنسرين وكتب ال عمر‬
‫بذلك واستشار ابو عبيدة السلمي ف ان يناجز الروم او يتحصن بالبلد حت يىء امر عمر فكلهم اشار بالتحصن ال خالدا فانه اشار بناجزتم فعصاه واطاعهم وتصن بمص واحاط به‬
‫الروم وكل بلد من بلدان الشام مشغول اهله عنه بامرهم ولو تركوا ما هم فيه واقبلوا ال حص ل نرم النظام ف الشام كله وكتب عمر ال سعد ان يندب الناس مع القعقاع بن عمرو‬
‫ويسيهم ال حص من يوم يقدم عليه الكتاب ندة لب عبيدة فانه مصور وكتب اليه ان يهز جيشا ال اهل الزيرة الذين مالوا الروم على حصار اب عبيدة ويكون امي اليش ال الزيرة‬
‫عياض ابن غنم فخرج اليشان معا من الكوفة القعقاع ف اربعة الف نو حص لنجدة اب عبيدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪76‬‬

‫وخرج عمر بنفسه من الدينة لينصر ابا عبيدة فبلغ الابية وقيل انا بلغ سرع قاله ابن اسحاق وهو اشبه وال اعلم فلما بلغ اهل الزيرة الذين مع الروم على حص ان اليش قد طرق‬
‫بلدهم انشمروا ال بلدهم وفارقوا الروم وسعت الروم بقدوم امي الؤمني عمر لينصر نائبه عليهم فضعف جانبهم جدا واشار خالد على اب عبيدة بان يبز اليهم ليقاتلهم ففعل ذلك ابو‬
‫عبيدة ففتح ال عليه ونصره وهزمت الروم هزية فظيعة وذلك قبل ورود عمر عليهم وقبل وصول المداد اليهم بثلث بعد ثلث ليال وسأله هل يدخلهم ف القسم معهم ما افاء ال عليهم‬
‫فجاء الواب ليال فكتب أبو عبيدة إل عمر وهو بالابية يبه بالفتح وأن الدد وصل إليهم بان يدخلهم معهم ف الغنيمة فان العدو انا يضعف وانا انشمر عنه الدد من خوفهم منهم‬
‫فاشركهم ابو عبيدة ف الغنيمة وقال عمر جزى ال اهل الكوفة خيا يمون حوزتم ويدون اهل المصار‬
‫فتح الزيرة‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة فتحت الزائر فيما قاله سيف بن عمر قال ابن جرير ف ذى الجة من سنة سبع عشرة فوافق سيف بن عمر ف كونا ف هذه السنة وقال ابن اسحاق كان ذلك‬
‫ف سنة تسع عشرة سار اليها عياض بن غنم وف صحبته ابو موسى الشعري وعمر بن سعد ابن اب وقاص وهو غلم صغي السن ليس اليه من المر شىء وعثمان بن اب العاص فنل الرها‬
‫فصاله اهلها على الزية وصالت حران على ذلك ث بعث ابا موسى الشعري ال نصيبي وعمر بن سعد ال راس العي وسار بنفسه ال دارا فافتتحت هذه البلدان وبعث عثمان بن اب‬
‫العاص ال ارمينية فكان عندها شىء من قتال قتل فيه صفوان بن العطل السلمي شهيدا ث صالهم عثمان بن اب العاص على الزية على كل اهل بيت دينار‬
‫وقال سيف ف روايته جاء عبدال بن عبدال بن غسان فسلك على رجليه حت انتهى ال الوصل فعب ال بلد حت انتهى ال نصيبي فلقوه بالصلح وصنعوا كما صنع اهل الرقة وبعث ال عمر‬
‫برءوس النصارى من عرب اهل الزيرة فقال لم عمر ادوا الزية فقالوا ابلغنا مامننا فوال لئن وضعت علينا الزية لندخلن ارض الروم وال لتفضحنا من بي العرب فقال لم انتم فضحتم‬
‫انفسكم وخالفتم امتكم وال لتؤدن الزية وانتم صغرة قمئة ولئن هربتم ال الروم لكتب فيكم ث لسبينكم قالوا فخذ منا شيئا ول تسميه جزية فقال اما نن فنسميه جزية واما انتم فسموه‬
‫ما شئتم فقال له علي بن اب طالب أل يضعف عليهم سعد الصدقة قال بلى واصغى اليه ورضى به منهم‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة قدم عمر بن الطاب رضى ال عنه ال الشام فوصل ال سرع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪77‬‬

‫ف قول ممد بن اسحاق وقال سيف وصل ال الابية قلت والشهر انه وصل سرع وقد تلقاه امراء الجناد ابو عبيدة ويزيد بن اب سفيان وخالد بن الوليد ال سرع فاخبوه ان الوباء قد‬
‫وقع ف الشام فاستشار عمر الهاجرين والنصار فاختلفوا عليه فمن قائل يقول انت قد جئت لمر فل ترجع عنه ومن قائل يقول ل نرى ان تقدم بوجوه اصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على هذا الوباء فيقال ان عمر امر الناس بالرجوع من الغد فقال ابو عبيدة افرارا من قدر ال قال نعم نفر من قدر ال ال قدر ال ارايت لو هبطت واديا ذا عدوتي احداها مصبة‬
‫والخرى مدبة فان رعيت الصبة رعيتها بقدر ال وان انت رعيت الدبة رعيتها بقدر ال ث قال لو غيك يقولا يا ابا عبيدة‬
‫قال ابن اسحاق ف روايته وهو ف صحيح البخاري وكان عبدالرحن بن عوف متغيبا ف بعض شانه فلما قدم قال ان عندي من ذلك علما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول اذا‬
‫سعتم به بارض قوم فل تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم فيها ل ترجوا فرارا منه فحمد ال عمر يعن لكونه وافق رايه ورجع بالناس وقال المام احد ثنا وكيع ثنا سفيان بن حسي بن اب‬
‫ثابت عن ابراهيم بن سعد عن سعد بن مالك بن اب وقاص وخزية بن ثابت واسامة بن زيد قالوا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به قوم قبلكم‬
‫فاذا وقع بارض انتم فيها ل ترجوا منها فرارا منه واذا سعتم به بارض فل تدخلوا عليه ورواه المام احد ايضا من حديث سعيد بن السيب ويي بن سعيد عن سعد بن اب وقاص به قال‬
‫سيف بن عمر كان الوباء قد وقع بالشام ف الحرم من هذه السنة ث ارتفع وكان سيفا يعتقد ان هذا الوباء هو طاعون عمواس الذي هلك فيه خلق من المراء ووجوه السلمي وليس المر‬
‫كما زعم بل طاعون عمواس من السنة الستقبلة بعد هذه كما سنبينه ان شاء ال تعال وذكر سيف بن عمر ان امي الؤمني عمر كان قد عزم على ان يطوف البلدان ويزور المراء وينظر‬
‫فيما اعتمدوه وما آثروا من الي فاختلف عليه الصحابة فمن قائل يقول ابدا بالعراق ومن قائل يقول بالشام فعزم عمر على قدوم الشام لجل قسم مواريث من مات من السلمي ف طاعون‬
‫عمواس فانه اشكل قسمها على السلمي بالشام فعزم على ذلك وهذا يقتضى ان عمر عزم على قدوم الشام بعد طاعون عمواس وقد كان الطاعون ف سنة ثان عشرة كما سيأت فهو قدوم‬
‫آخر غي قدوم سرع وال اعلم‬
‫قال سيف عن اب عثمان واب حارثة والربيع بن النعمان قالوا قال عمر ضاعت مواريث الناس بالشام ابدا با فاقسم الواريث واقيم لم ما ف نفسي ث ارجع فاتقلب ف البلد وانبذ اليهم‬
‫امري قالوا فاتى عمر الشام اربع مرات مرتي ف سنة ست عشرة ومرتي ف سنة سبع‬

You might also like