Professional Documents
Culture Documents
1
فضائل القرآن
قال البخارى رحه ال كيف نزل الوحى وأول ما نزل قال ابن عباس :الهيمن المي القرآن
أمي على كل كتاب قبله.
حدثنا عبيد ال بن موسى عن شيبان عن يي عن أب سلمه قال :أخبتن عائشة و ابن عباس
قال :لبث النب صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني ينل عليه القرآن ،وبالدينة عشرا .
ذكر البخارى رحه ال كتاب فضائل القرآن بعد كتاب التفسي لن التفسيأهم فلهذا بدأ به،
فجرينا على منواله وسننه مقتضي به ،وقول ابن عباس ف الهيمن :إنا يريد به البخارى قوله
تعال ف الائدة بعد ذكر التوراة والنيل وأنزلنا إليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه من
الكتاب ومهيمنا عليه قال المام أبو جعفر بن جرير رحه ال:ثنا الثن ثنا عبد ال بن صال
حدثن معاويه عن علي يعن ابن أب طلحة عن ابن عباس قوله ومهيمنا عليه قال :الهيمن
المي قال :القرآن أمي على كل كتاب قبله وف رواية شهيدا عليه .وقال سفيان الثورى
وغي واحد من الئمة عن أب اسحاق السبيعي عن التميمى عن ابن عباس ومهيمنا عليه قال:
مؤتنا ،وبنحو ذلك قال ماهد و السدى و قتادة و ابن جريج و السن البصرى وغي واحد
من أئمة السلف وأصل اليمنة الفظ والرتقاب ،يقال إذا ارقب الرجل الشىء وحفظه
وشهده :قد هيمن فلن عليه ،فهو مهيمن هيمنة ،وهو عليه مهيمن ،وف أساء ال تعال
الهيمن وهو الشهيد على كل شىء الرقيب الفيظ بكل شىء.
وأما الديت الذى اسنده البخارى أنه عليه السلم أقام بكة عشر سني ينل عليه القرآن
وبالدينة عشرا ،فهو ما انقرد به البخارى دون مسلم وإنا رواه النسائى من حديث شيبان
وهو ابن عبد الرحن عن يي وهو ابن كثي عن أب سلمة عنهما ،وقال أبوعبيد القاسم بن
سلم :ثنا يزيد عن داود بن أبىهند عن عكرمة عن ابن عباس قال :أنزل القران جلة واحدة
إل ساء الدنيا ف ليلة القدر ،ث نزل بعد ذلك ف عشرين سنة .ث قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على
الناس على مكث ونزلناه تنيل هذا إسناد صحيح أما إقامته بالدينة عشرا فهذا ما ل خلف
2
فيه .وأما إقامته بكة بعد النبوة فالشهور ثلث عشرة سنة ،لنه عليه السلم أوحى إليه وهو
ابن أربعي سنة ،وتوف وهو ابن ثلث وستي سنة على الصحيح ،ويتمل أنه حذف ما زاد
على العشر اختصارا ف الكلم ،لن العرب كثيا ما يذفون الكسور ف كلمهم ،أو أنما
اعتباقرن جبيل عليه السلم ،فإنه قد روى المام أحد أنه قرن به عليه السلم ميكائيل ف
ابتداء المر يلقى اليه الكلمة وشىء ث قرن به جبيل .ووجه مناسبة هذا الديث بـ فضائل
القرآن أنه ابتدئ بنوله ف مكان شريف وهو البلد الرام ،كما أنه ف زمن شريف ،وهو شهر
رمضان ،فاجتمع له شرف الزمان والكان.
ولذا يستحب إكثار تلوة القرآن ف شهر رمضان ،لنه ابتدئ بنوله ،ولذا كان جبيل
يعارض به رسول ال ف كل سنة ف شهر رمضان ،فلما كانت السنة الت توف فيها عارضه
مرتي تأكيدا وتثبيتا وأيضا ففى الديث بيان أنه من القرآن مكى ،ومنه مدن ،فالكى ما نزل
قبل الجرة ،والدن ما نزل بعد الجرة سواء كان بالدينة أو بغيها من أى البلد كان ،حت
ولوكان بكة أو عرفة.
وقد أجعوا على سور أنا من الكى وأخر أنا من الدن ،واختلفوا ف أخر وأراد بعضهم ضبط
ذلك بضوابط ف تقييدها عسر ونظر ولكن قال بعضهم :كل سورة ف أولا شىء من الروف
القطعة فهى مكية ،إل البقرة وآل عمران ،كما أن كل سورة فيها يا أيها الذين آمنوا فهى
مدنية ،وما فيه يا أيها الناس فيحتمل أن تكون من هذا ومن هذا ،والغالب أنه مكى ،وقد
يكون مدنيا كما ف البقرة :يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم
تتقون -يا أيها الناس كلوا ما ف الرض حلل طيبا ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم
عدو مبي .
قال أبوعبيد :ثنا أبومعاوية ثنا من سع العمش يدث عن إبراهيم عن علقمة :كل شىء ف
القرآن يا أيها الذين آمنوا فانه أنزل بالدينة ،وما كان منها يا أيها الناس فانه أنزل بكة ث قال:
ثنا على بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران قال :ما كان ف القرآن يا أيها الناس و يا
بن آدم فإنه مكى وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدن.
ومنهم من يقول :إن بعض السور نزل مرتي :مرة بالدينة ومرة بكة ،وال أعلم .ومنهم من
3
يستثن من الكى آيات ،يدعى أنا من الدن ،كما ف سورة الج وغيها.
والق ف ذلك ما دل عليه الدليل الصحيح ،فال أعلم.
وقال أبوعبيد :حدثنا عبد ال بن صال عن معاوية بن صال عن على بن أب طلحة قال:
نزلت بالدينة سورة البقرة ،وال عمران والنساء ،وا لائدة ،والنفال ،والتوبة ،والج ،وا لنور،
والحزاب ،والذ ين كفروا ،والفتح ،والد يد ،والجادلة ،والشر ،والمتحنة ،والواريون،
والتغابن ،و يا أيها النب إذا طلقتم النساء و يا أيها النب ل ترم و الفجر ،و الليل إذا يغشى و
إنا أنزلناه ف ليلة القدر و ل يكن .و إذا زلزلت و إذا جاء نصر ال والفتح .وسائر ذلك
بكة ،هذا إسناد صحيح عن ابن أب طلحة مشهور ،وهو أحد أصحاب ابن عباس الذين رووا
عنه التفسي.
وقد ذكر ف الدن سورا ف كونا مدنية نظر .وما به الجرات العوذات.
الديث الثان
وقال البخارى :ثنا موسى بن إساعيل ثنا معتمر قال :سعت أبىعن أب عثمان قال ،قال:
أنبئت أن جبيل عليه السلم أتى النب صلى ال عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث،
فقال النب صلى ال عليه وسلم لم سلمة :من هذا أو كما قال ،قالت :هذا دحيه ،فلما قام
قالت :وال ما حسبته إل إياه حت سعت خطبة النب صلى ال عليه وسلم يب خب جبيل أو
كما قال قال أب :قلت لبىعثمان :من سعت هذا؟ قال :من أسامة بن زيد رضي ال عنه .
وهكذا رواه أيضا ف علمات النبوة عن عباس بن الوليد النرسى و مسلم ف فضائل أم سلمة
عن عبدالعلى بن حاد و ممد بن عبد العلى كلهم عن معتمر بن سليمان به .والغرض من
ايراده هذا الديث ههنا أن السفي بي ال وبي ممد صلى ال عليه وسلم جبيل عليه
السلم ،وهو ملك كري ،ذو وجاهة وجللة ومكانة ،كما قال تعال :نزل به الروح المي *
على قلبك لتكون من النذرين وقال تعال :إنه لقول رسول كري * ذي قوة عند ذي العرش
مكي * مطاع ث أمي * وما صاحبكم بجنون اليات.
4
فمدح الرب تبارك وتعال عبديه ورسوليه جبيل وممدا صلى ال وسلم عليهما ،وسنستقصى
الكلم على تفسيهذا الكان ف موضعه إذا وصلنا إليه إن شاء ال تعال وبه الثقة وف الديث
فضيلة عظيمة لم سلمة رضى ال عنها -كما بينه مسلم رحه ال ،لرؤيتها هذا اللك العظيم
وفضيلة أيضا لدحية بن خليفة الكلب وذلك أن جبيل عليه السلم كان كثيا ما يأتى إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم على صورة دحية وكان جيل الصورة رضى ال عنه ،وكان
من قبيلة أسامة بن زيد بن حارثة الكلب وهم من قبيلة قضاعة ،وقضاعة قيل :إنم من عدنان،
وقيل من قحطان ،كلهم ينسبون إل كلب بن وبره ،وقيل بطن مستقل بنفسه ،وال أعلم.
الديث الثالث
حدثنا عبد ال بن يوسف ثنا الليث ثنا سعيد القبى عن أبيه ،عن أب هريرة قال ،قال النب
صلى ال عليه وسلم :ما من النبياء نب إل أعطى من اليات ما مثله آمن عليه البشر ،وإنا
كان الذى أوتيت وحيا أوحاه ال إل ،فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ورواه أيضا
ف العتصام عن عبد العزيز بن عبد ال و مسلم و النسائى عن قتيبة جيعا عن الليث بن سعد
عن سعيد بن أب سعيد عن أبيه واسه كيسان القبى به.
وف هذا الديث فضيلة عظيمة للقرآن الجيد على كل معجزة أعطيها بن من النبياء وعلى
كل كتاب أنزله ،وذلك أن معن الديث :ما من نب إل أعطى -أى من العجزات -ما آمن
عليه البشر ،أى ما كان دليل على تصديقه فيما جاءهم به واتبعه من اتبعه من البشر ،ث لا
مات النبياء ل تبق لم معجزة بعدهم إل ما يكيه أتباعهم عما شاهدوه ف زمانه .
وأما الرسول الات للرسالة ممد صلى ال عليه وسلم فإنا كان معظم
ما آتاه ال وحيا منه إليه منقول ال الناس بالتواتر ،ففى كل حي هو كما أنزل .فلهذا قال:
فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا وكذلك وقع فإن أتباعه أكثر من أتباع النبياء لعموم رسالته،
ودوامها ال قيام الساعة واستمرار معجزته .ولذا قال ال تعال :تبارك الذي نزل الفرقان على
عبده ليكون للعالي نذيرا وقال تعال :قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا
القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا .
ث تقاصر معهم إل عشر سور منه فقال أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات
5
وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم صادقي ث تداهم إل أن يأتوا بسورة من مثله
فعجزوا ،فقال أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم
صادقي وقصر التحدى على هذ القام ف السور الكية -كما ذكرنا ف الدنية أيضا ،كما ف
سورة البقرة حيث قال تعال :وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله
وادعوا شهداءكم من دون ال إن كنتم صادقي * فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
وقودها الناس والجارة أعدت للكافرين وأخبهم أنم عاجزون عن معارضته بثله وأنم ل
يفعلون ذلك ف الستقبل أيضا.
هذا وهم أفصح اللق وأعلمهم بالبلغة والشعر وقريض الكلم وضروبه ،لكن جاءهم من ال
مال قبل لحد من البشر به من الكلم الفصيح البليغ الوجيز الحتوى على العلوم الكثية
الصحيحة النافعة ،والخبار الصادقة ،عن الغيوب الاضية والتية ،والحكام العادلة الحكمة،
كما قال تعال :وتت كلمة ربك صدقا وعدل .
وقال المام أحد بن حنبل :ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أب ،ثنا ممد بن اسحاق قال :ذكر
ممد بن كعب القرظى عن الارث بن عبد ال العور قال :قلت لتي أمي الؤمني فل سألنه
عما سعت العشية ،قال :فجئته بعد العشاء فدخلت عليه ،فذكر الديث .قال ث قال :سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :أتان جبيل فقال :ياممد إن أمتك متلفة بعدك-
قال -فقلت له :فأين الخرج يا جبيل؟ قال :فقال :كتاب ال ،به يقصم ال كل جبار ،من
اعتصم به نا ،ومن تركه هلك -مرتي -قول فصل ،وليس بالزل ،ل تلقه اللسن ،ول تفن
عجائبه ،فيه نبأ من كان قبلكم ،وفصل مابينكم ،وخبماهو كائن بعدكم رواه المام أحد .
وقد قال أبوعيسى الترمذى :ثنا عبد بن حيد ثنا حسي بن على العفى ثنا حزة الزيات عن
أب الختار الطائى عن ابن أخى الارث العور عن الارث العور قال :مررت إل السجد
فاذا الناس يوضون ف الحاديث ،فدخلت على علي فقلت :يا أمي الؤمني أل ترى الناس قد
خاضو ف الحاديث؟ قال :أوقد فعلوها؟ قلت :نعم ،قال :أما إن قد سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول:أل إنا ستكون فتنة فقلت :فما الخرج منها يارسول ال؟ قال :كتاب
ال فيه نبأ ماقبلكم ،وخب مابعدكم وحكم مابينكم ،وهو الفصل ،ليس بالزل ،من تركه من
6
جبارقصمة ال ،ومن ابتغى الدى ف غيه أضله ال .وهو حبل ال التي .وهو الذكر الكيم،
وهو الصراط الستقيم هو الت ل تزيغ به الهواء ،ول تلتبس به اللسنه ،ول يشبع منه العلماء،
ول يلق عن كثرة الرد ،ول تنقضى عجائبه ،هو الذى ل تنته الن إذا سعته حت قالوا إنا
سعنا قرآنا عجبا * يهدي إل الرشد فآمنا به من قال به صدق ،ومن عمل به أجر .ومن حكم
به عدل ،ومن دعا إليه هدى إل صراط مستقيم خذها اليك يا أعور .ث قال :هذا حديث
غريب ل نعرفه إل من حديث حزة الزيات وإسناده مهول ،وف حديث الارث مقال.
قلت :ل ينفرد بروايته حزة بن حبيب الزيات بل قد رواه ممد بن إسحاق عن ممد بن
كعب القرظى عن الارث العور فبئ حزة من عهدته على أنه وإن كان ضعيف الديث
فإنه إمام ف القراءة .والديث مشهور من رواية الارث العور وقد تكلموا فيه بل قد كذبه
بعضهم من جهة رأيه واعتقاده ،أما أنه تعمد الكذب ف الديث فل ،وال أعلم.
وقصارى هذا الديث أنا يكون من كلم أمي الؤمني على رضى ال عنه ،وقد وهم بعضهم
ف رفعه ،وهو كلم حسن صحيح على أنه قد روى له شاهد عن عبد ال بن مسعود رضي
ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم.
قال المام العلم أبوعبيد ال القاسم بن سلم رحه ال ف كتابة فضائل القرآن :ثنا أبو
اليقظان عمار بن ممد الثورى أو غيه عن أب إسحاق الجرى عن أب الحوص عن عبد ال
بن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال :إن هذا القرآن مأدبة ال فتعلموا من مأدبته ما
استطعتم ،إن هذا القرآن حبل ال ،وهو النور البي ،والشفاء النافع ،عصمة لن تسك به،
وناة لن تبعه ،ل يعوج فيقوم ول يزيغ فيستعتب ول تنقضى عجائبه ،ول يلق عن كثرة
الرد ،فاتلوه فإن ال يأجركم على تلوته بكل حرف عشر حسنات ،أما أن ل أقول :ال،
حرف ،ولكن ألف عشر ولم عشر وميم عشر .
وهذا غريب من هذا الوجه ،ورواه ممد بن تفضيل عن أب إسحاق الجرى واسه إبراهيم بن
مسلم وهو أحد التابعي ،ولكن تكلموا فيه كثيا ،وقال أبو حات الرازى :لي ليس بالقوى.
وقال أبو الفتح الزدى :رفاع كثي الوهم.
قلت :فيحتمل -وال أعلم -أن يكون وهم ف رفع هذا الديث وإنا هو من كلم بن مسعود
7
ولكن له شاهد من وجه أخر وال أعلم.
وقال أبو عبيد أيضا :ثنا حجاج عن إسرائيل عن أب اسحاق عن عبد ال بن يزيد عن عبد ال
بن مسعود قال :ل يسأل عبد عن نفسه ال القرآن فإن كان يب القرآن فإنه يب ال
ورسوله.
الديث الرابع
قال البخارى :ثنا عمرو بن ممد ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا أب عن صال بن كيسان عن ابن
شهاب قال :أخبن أنس بن مالك أن ال تابع الوحى على رسوله صلى ال عليه وسلم قبل
وفاته حت توفاه أكثر ما كان الوحى ث توف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعده .
وهكذا رواه مسلم عن عمرو بن ممد هكذا وهوالناقد و حسن اللوان و عبد بن حيد و
النسائى عن اسحاق بن منصور الكوسج أربعتهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرى به.
ومعناه أن ال تعال تابع نزول الوحى على رسوله صلى ال عليه وسلم شيئا بعد شىء كل
وقت با يتاج اليه ،ول تقع فترة بعد الفترة الول الت كانت بعد نزول اللك أول مرة بقوله
تعال اقرأ باسم ربك فإنه استلبث الوحى بعدها حينا ،يقال قريبا من سنتي أو أكثر ،ث حى
الوحى وتتابع ،وكان أول شىء نزل بعد تلك الفترة يا أيها الدثر * قم فأنذر .
الديث الامس
قال البخارى :حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن السود بن قيس قال سعت جندبا يقول:
إشتكى رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتي ،فأتته امرأة فقالت :ياممد ما
أرى شيطانك ال تركك فأنزل ال تعال :والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما
قلى .
وقد رواه البخارى ف غي موضع و مسلم و الترمذى و النسائى من طرق أخر عن سفيان
وهو الثورى و شعبة بن الجاج كلها عن قيس العبدى عن جندب بن عبد ال البجلى به.
وقد تقدم الكلم على هذا الديث ف تفسي سورة الضحى.
والناسبة ف ذكر هذا الديث والذى قبله ف فضائل القرآن أن ال تعال له برسوله عناية
عظيمة ومبة شديدة ،حيث جعل الوحى متابعا عليه ول يقطعه عنه ولذا إنا أنزل عليه القرآن
8
مفرقا ليكون ذلك أبلغ ف العناية والكرام.
قال البخارى رحه ال :نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عرب مبي.
حدثنا أبواليمان ثنا شعيب عن الزهرى أخبن أنس بن مالك قال :فأمر عثمان بن عفان زيد
بن ثابت و سعيد بن العاص و عبد ال بن الزبي و عبد ال بن الارث بن هشام أن ينسخوها
من الصاحف وقال لم :إذا اختلفتم أنتم و زيد ف عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان
قريش ،فإن القرآن نزل بلسانم ،ففعلوا .
هذا الديث قطعة من حديث سيأتى قريبا الكلم عليه ومقصود البخارى منه ظاهر ،وهو أن
القرآن الكري نزل بلغة قريش وقريش خلصة العرب ،ولذا قال :أبوبكر بن أب داود :حدثنا
عبد ال بن ممد بن خلد ثنا يزيد أخبنا شيبان عن عبدالالك بن عمي عن جابر بن سرة
قال :سعت عمربن الطاب يقول :ل يلي ف مصاحفنا هذه إل غلمان قريش أو غلمان
ثقيف وهذا إسناد صحيح.
وقال أيضا :حدثنا إساعيل بن أسد ثنا هوذة ثنا عوف عن عبد ال ابن فضالة قال :لا أراد
عمر أن يكتب المام أقعد له نفرا من أصحابه وقال :إذا اختلفتم ف اللغة فاكتبوها بلغة مضر
فإن القرآن نزل بلغة رجل من مصر وقد قال ال تعال :قرآنا عربيا غي ذي عوج لعلهم يتقون
وقال تعال :وإنه لتنيل رب العالي * نزل به الروح المي * على قلبك لتكون من النذرين *
بلسان عرب مبي وقال تعال :وهذا لسان عرب مبي وقال تعال :ولو جعلناه قرآنا أعجميا
لقالوا لول فصلت آياته أأعجمي وعرب الية ،إل غي ذلك من اليات الدالة على ذلك.
ث ذكر البخارى رحه ال حديث يعلى بن أمية أنه كان يقول :ليتن أرى رسول ال صلى ال
عليه وسلم حي ينل عليه الوحى ،فذكر الديث ف الذى سأل عمن أحرم بعمرة وهو
متضمخ بطيب وعليه جبة ،قال :فنظررسول ال ساعة ث فجأة الوحى ،فأشار عمر إل يعلى-
أى تعال -فجاء يعلى .فأدخل رأسه فإذا هو ممر الوجه يغط كذلك ساعة ،ث سرى عنه
فقال:
أين الذى سألن عن العمرة آنفا فذكر أمره بنع البة وغسل الطيب .
وهذا الديث رواه جاعة من طرق عديدة ،والكلم عليه ف كتاب الج ول تظهر مناسبة ما
9
بينه وبي هذه الترجة ،ول يكاد ولو ذكر ف الترجة الت قبلها لكان أظهر وأبي ،وال أعلم .
جع القرآن
قال البخاري :حدثنا موسى بن اساعيل عن إبراهيم بن سعد ،ثنا ابن شهاب عن عبيد بن
السباق أن زيد بن ثابت قال :أرسل إل أبوبكر مقتل أهل اليمامة ،فإذا عمر بن الطاب
عنده ،فقال أبوبكر :إن عمر بن الطاب أتان ،فقال :إن القتل قد استحر بقراء القرآن ،وإن
أخشى أن يستحر القتل بالقراء ف الواطن ،فيذهب كثي من القرآن ،وإن أرى أن تأمر بمع
القرآن ،قلت لعمر :كيف نفعل شيئًا ل يفعله رسول ال؟ قال عمر :هذا وال خي؟ فلم يزل
عمر يراجعن حت شرح ال صدري لذلك ،ورأيت ف ذلك الذى رأى عمر ،قال زيد :قال
أبوبكر :إنك رجل شاب عاقل لنتهمك ،وقد كنت تكتب الوحى لرسول ال صلى ال عليه
وسلم فتتبع القرآن فاجعه ،فوال لو كلفون نقل جبل من البال ما كان على أثقل ما أمرن
به من جع القرآن ،قلت :كيف تفعلون شيئًا ل يفعله رسول ال صلى ال عليه وسلم قال؟
هو وال خي .فلم يزل أبوبكر يراجعن حت شرح ال صدرى للذى شرح له صدرأب بكر
وعمر رضى ال عنهما ،فتتبعت القرآن أجعه من العسب واللخاف وصدور الرجال،
ووجدت آخر سورة التوبة مع أب خزية النصارى ل أجدها مع غيه لقد جاءكم رسول من
أنفسكم حت خاتة براءة.
فكانت الصحف عند أب بكرحت توفاه أل ث عند عمرحياته ث عند حفصة بنت عمررضى
ال عنهم.
وقد روى البخارى هذا فىغي موضع من كتابه .ورواه المام أحد والترمذى والنسائى من
طرق عن الزهرى به .وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضى ال عنه ،فإنه أقامه
ال تعال بعد النب صلى ال عليه وسلم مقاما ل ينبغى لحد من بعده :قاتل العداء من مانعى
الزكاة والرتدين والفرس والروم ،ونفذ اليوش ،وبعث البعوث والسرايا ،ورد المر إل
نصابه ،بعد الوف من تفرقه وذهابه ،وجع القرآن العظيم من أماكنه التفرقة حت تكن
القارىء من حفظه كله .وكان هذا من سر قوله تعال :إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون .
10
فجمع الصديق الي وكف الشرور ،رضى ال عنه وأرضاه ،ولذا روى عن غي واحد من
الئمة منهم وكيع وابن زيد وقبيصة عن سفيان الثورى عن إساعيل بن عبدالرحن السدى
الكبي ،عن عبد خي عن على بن أب طالب رضى ال عنه أنه قال :أعظم الناس أجرًا ف
الصاحف أبوبكر ،إن أبا بكر كان أول من جع القرآن بي اللوحي هذا إسناد صحيح.
وقال أبو بكر بن أب داود ف كتاب الصاحف :حدثنا هارون بن إسحاق ،ثنا عبدة عن
هشام عن أبيه أن أبا بكر رضىال عنه هو الذى جع القرآن بعد النب صلى ال عليه وسلم
يقول :ختمه صحيح أيضًا ،وكان عمر بن الطاب رضى ال عنه هو الذى تنبه لذلك لا
استحرالقتل بالقراء ،أى اشتد القتل وكثرف قراء القرآن يوم اليمامة ..يعن يوم قتال مسيلمة
الكذاب وأصحابه بن حنيفة ،بأرض اليمامة ف حديقة الوت.
وذلك أن مسيلمة التف معه من الرتدين قريب من مائة ألف .فجهز الصديق لقتاله خالد بن
الوليد ف قريب من ثلثة عشرألفا ،فالتقوا معهم ،فانكشف اليش السلمى لكثرة من فيه من
العراب .فنادى القراء من كبار الصحابة :ياخالد خلصنا ،يقولون ميزنا من هؤلء العراب.
فتميزوا منهم وانفردوا ،فكانوا قريبا من ثلثة آلف .ث صدقوا الملة وقاتلوا قتال شديدا،
وجعلوا يتنادون:يا أصحاب سورة البقرة ،فلم يزل ذلك دأبم ،حت فتح ال عليهم ،وول
جيش الكفار فارًا ،واتبعتهم السيوف السلمة ف أقفيتهم قتلً وأسرًا ،وقتل ال مسيلمةوفرق
شل أصحابه ،ث رجعوا إل السلم.
ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خسمائة رضى ال عنهم ،فلهذا أشار عمرعلى الصديق،
بأن يمع القرآن لئل يذهب منه بسبب موت من يكون يفظه من الصحابة بعد ذلك ف
مواطن القتال .فإذا كتب وحفظ صار مفوظا ،فل فرق بي حياة من بلغه أو موته .فراجعه
الصديق قليل ليستثبت المر ،ث وافقه وكذلك راجعهما زيد بن ثابت ف ذلك .ث صار إل
ما رأياه رضى ال عنهم أجعي .وهذا القام من أعظم فضائل زيد بن ثابت النصارى ،ولذا
قال أبو بكر بن أب داود :حدثنا يزيد بن مبارك ،عن فضالة عن السن أن عمر بن الطاب
سأل عن آية من كتاب ال ،فقيل كانت مع فلن فقتل يوم اليمامة ،فقال :إنا ل ،ث أمر
بالقرآن فجمع فكان أول من جعه ف الصحف وهذا منقطع فإن السن ل يدرك عمر ومعناه
11
أنه أشار بمعه فجمع ،ولذا كان مهيمنًا على حفظه وجعه كما رواه ابن أب داود حيث
قال:ثنا أبو الطاهر ،ثنا ابن وهب ،ثنا عمر بن طلحة الليثى ،عن ممد بن عمرو بن علقمة
،عن يي بن عبد الرحن بن حاطب ،أن عمر لا جع القرآن ،كان ليقبل من أحد شيئًا
حت يشهد شاهدان،وذلك عن أمر الصديق له ف ذلك .كما قال أبو بكر بن أب داود :ثنا
أبو الطاهر ،أنا ابن وهب ،
أخبن ابن أب الزناد ،عن هشام ابن عروة عن أبيه قال :لا استحر القتل بالقراء يومئذ فرق
أبوبكر رضى ال عنه أن يضيع فقال لعمر بن الطاب ولزيد بن ثابت:فمن جاءكما بشاهدين
على شىء من كتاب ال فاكتباه ،منقطع حسن.
ولذا قال زيد بن ثابت :ووجدت آخر سورة التوبة -يعن قوله تعال :لقد جاءكم رسول
من أنفسكم إل آخر اليتي -مع أب خزية النصارى .وف رواية مع خزية بن ثابت الذى
جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهادته بشهادتي ل أجدها مع غيه .فكتبوها عنه لنه
جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهادته بشهادتي ف قصة الفرس الت ابتاعها رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
من العراب ،فأنكر العراب البيع ،فشهد خزية هذا بتصديق رسول ال صلى ال عليه وسلم،
فأمضى شهادته وقبض الفرس من العراب.
والديث رواه أهل السنن وهو مشهور.
وروى أبو جعفر الرازى عن الربيع ،عن أب العالية أن أب بن كعب أملها عليهم مع خزية
بن ثابت .وقد روى ابن وهب عن عمر بن طلحة الليثى عن ممد بن عمرو بن علقمة عن
يي بن عبد الرحن بن حاطب ،أن عثمان شهد بذلك أيضًا.
وأما قول زيد بن ثابت :فتتبعت القرآن أجعه من العسب واللخاف وصدور الرجال .وف
رواية :من العسب والرقاع والضلع .وف رواية :من الكتاف والقتاب وصدور الرجال.
أما العسب فجمع عسيب ،قال أبونصر اساعيل بن حاد الوهرى وهو من السعف فويق
الكرب ،ل ينبت عليه الوص ،وما نبت عليه الوص فهو السعف .واللخاف جع لفة ،وهى
القطعة من الجارة مستدقة ،كا نوا يكتبون عليها وعلى العسب وغي ذلك مايكنهم الكتابة
12
عليه با يناسب ما يسمعونه من القرآن من رسول ال صلى ال عليه وسلم.
ومنهم من ل يكن يسن الكتابة أو يثق بفظه ،فكان يفظه،فتلقاه زيد هذا من عسبه ،وهذا
من لافه ،ومن صدر هذا ،أى من حفظه وكانوا أحرص شىء على أداء المانات .وهذا من
أعظم المانة ،لن الرسول صلى ال عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إل من بعده ،كما قال
تعال :يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ففعل صلوات ال وسلمه عليه .
ولذا سألم ف حجة الوداع يوم عرفة على رؤوس الشهاد ،والصحابة أوفر ما كانوامتمعي،
فقال :إنكم مسئولون عن فما أنتم قائلون قالوا :نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت .فجعل
يشي بأصبعه إل السماء عليهم ويقول :اللهم اشهد ،اللهم اشهد ،اللهم اشهد رواه مسلم بن
جابر وقد أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب وقال :بلغوا عن ولو آية يعن ولو ل يكن مع
أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إل من وراءه ،فبلغوا عنه أمرهم به ،فأدوا القرآن قرآنا،
والسنة سنة ،ل يلبسوا هذا بذا.
ولذا قال عليه السلم :من كتب عن سوى القرآن فليمحه أى لئل يتلط بالقرآن ،وليس
معناه أن ل يفظوا السنة ويرووها ،وال أعلم ،فلهذا نعلم بالضرورة أنه ل يبق من القرآن ما
أداه الرسول صلى ال عليه وسلم إليهم -إل وقد بلغوه إلينا ،ول المد والنة.
فكان الذى فعله الشيخان أبوبكر وعمر رضى ال عنهما من أكب الصال الدينية وأعظمها من
حفظهما كتاب ال ف الصحف لئل يذهب منه شىء بوت من تلقاه عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ث كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته ،ث أخذها عمر بعده ،فكانت
عنده مروسة معظمة مكرمة ،فلما مات كانت عند حفصة أم الؤمني ،لنا كانت وصيته من
أولده على أوقافه وتركته ،وكانت عند أم الؤمني حت أخذها أمي الؤمني عثمان بن عفان
رضى ال عنه كما سنذكره إن شاء ال.
13
كتابة عثمان رضي ال عنه للمصاحف
قال البخارى رحه ال:
ثنا موسى بن إساعيل ،ثنا إبراهيم ثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه ،أن حذيفة بن
اليمان قدم على عثمان بن عفان رضى ال عنهما ،وكان يغازى أهل الشام ف فتح أرمينيه
وأذربيجان مع أهل العراق ،فأفزع حذيفة اختلفهم ف القراءة ،فقال حذيفة لعثمان :يا أمي
الؤمني أدرك هذه المة قبل أن يتلفوا ف الكتاب اختلف اليهود والنصارى .فأرسل عثمان
إل حفصة :أن ارسلى الينا بالصحف فننسخها ،ث نردها إليك ،فأرسلت با حفصة إل
عثمان ،فأمر زيد بن ثابت وعبدال بن الزبي وسعيد ابن العاص وعبدالرحن بن الرث بن
هشام فنسخوها ف الصاحف.
وقال عثمان للرهط القريشيي الثلثة :إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت ف شىء من القرآن
فاكتبوه بلسان قريش فإنا أنزل بلسانم ،ففعلوا ،حت إذا نسخوا الصحف ف الصاحف رد
عثمان الصحف إل حفصة ،وأرسل إل كل أفق
بصحف ما نسخوا ،وأمر با سواه من القرآن ف كل صحيفة أومصحف أن يرق.
قال ابن شهاب الزهرى :فأخبن خارجة بن زيد بن ثابت سع زيد بن ثابت فقال :فقدت
آية من الحزاب حي نسخنا الصحف ،قد كنت أسع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ
با ،فالتمسناها فوجدناها مع خزية بن ثابت النصارى من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا
ال عليه فألقناها ف سورتا بالصحف .وهذا أيضا من أكب مناقب أمي الؤمني عثمان بن
عفان رضى ال عنه.
فإن الشيخي سبقاه إل حفظ القرآن أن يذهب منه شىء؟ وهو جع الناس على قراءة واحدة
لئل يتلفوا ف القرآن ،ووافقه على ذلك جيع الصحابة .وانا روى عن عبدال بن مسعود
شيء من التغضب بسبب أنه ل يكن من كتب الصاحف وأمرأصحابه بغل مصاحفهم لا أمر
عثمان برق ما عدا الصحف المام .ث رجع ابن مسعود إل الوفاق حت قال على بن أب
طالب :لو ل يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا .فاتفق الئمة الربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلى
على أن ذلك من مصال الدين وهم اللفاء الذين قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :عليكم
14
بسنت وسنة اللفاءالراشدين من بعدى ،وكان السبب ف هذا حذيفة بن اليمان رضى ال
عنه .فإنه لا كان غازيا ف فتح أرمينية وأذربيجان وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق،
وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شت ،ورأى منهم اختلفا وافتراقا ،فلما رجع
إل عثمان أعلمه ،وقال لعثمان :أدرك هذه المة قبل أن يتلفوا ف الكتاب اختلف اليهود
والنصارى.
وذلك أن اليهود والنصارى متلفون فيما بأيديهم من الكتب ،فاليهود بأيديهم نسخة من
التوراة والسامرة يالفونم ف ألفاظ كثية ومعان أيضا ،وليس ف توراة السامرة حروف
المزة ،ول حرف الاء ول الياء ،والنصارى أيضا بأيديهم توراة يسمونا العتيقة وهى مالفة
لنسخت اليهود والسامرة.
وأما الناجيل الت بأيدى النصارى فأربعة :إنيل مرقس ،وإنيل لوقا ،وإنيل مت ،وإنيل
يوحنا ،وهى متلفة أيضا اختلفا كثيا .وهذه الناجيل الربعة كل منها لطيف الجم منها ما
هو قريب من أربع عشرة ورقة بط متوسط ومنها ما هو أكثر من ذلك ،إما بالنصف أو
الضعف .ومضمونا سية عيسى عليه السلم ،وأيامه ،وأحكامه ،وكلمه ،ومعه شىء قليل ما
يدعون أنه كلم ال ،وهى مع هذا متلفة كما قلنا .وكذلك التوراة مع ما فيها من التحريف
والتبديل ،ث ها منسوخان بعد ذلك بذه الشريعة الحمدية الطهرة.
فلما قال حذيفة لعثمان أفزعه ،وأرسل إل حفصة أم الؤمني أن ترسل إليه بالصحف الت
عندها ما جعه الشيخان ليكتب ذلك ف مصحف واحد ،وينفذه إل الفاق ويمع الناس على
القراءة به وترك ما سواه ،ففعلت حفصة.
وأمر عثمان هؤلء الربعة ،وهم زيد بن ثابت النصارى ،أحد كتاب الوحى لرسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وعبدال بن الزبي بن العوام القرشى السدى أحد فقهاء الصحابة
ونبائهم علما وعمل ،وأصل وفضل ،وسعيد بن العاص ابن أمية القرشى الموى وكان كريا
جوادا مدحا ،وكان أشبه الناس لجة برسول ال صلى ال عليه وسلم ،وعبدالرحن بن
الارث بن هشام بن الغية بن عبدال بن عمر بن مزوم القرشى الخزومى .
فجلس هؤلء النفر الربعة يكتبون بالقرآن نسخًا .وإذا اختلفوا ف موضع الكتابة على أى لغة
15
رجعوا إل عثمان ،كما اختلفوا ف التابوت ،أيكتبونه بالتاء أو الاء؟ فقال زيد بن ثابت :إنا
هو التابوه ،وقال الثلثة القرشيون :إنا هو التابوت ،فتراجعوا إل عثمان فقال :اكتبوه بلغة
قريش ،فإن القرآن نزل بلغتهم .وكان عثمان رضى ال عنه -وال أعلم -رتب السور ف
الصحف ،وقدم السبع الطول ،وثن بالئي.
ولذا روى ابن جرير وأبو داود والترمذى والنسائى من حديث غي واحد من الئمة الكتاب:
عن عوف العراب عن يزيد الفارسى عن ابن عباس قال :قلت لعثمان ابن عفان :ما حلكم
على أن عمدت إل النفال ،وهى من الثان ،وإل براءة وهى من الئي فقرنتم بينهما ول
تكتبوا بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم ووضعتموها ف السبع الطول ،ما حلكم على
ذلك؟ فقال عثمان :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يأتى عليه الزمان وهو ينل عليه
السور ذوات العدد ،فكان إذا نزل عليه الشىء دعا بعض من كان يكتب فيقول :ضعوا هؤلء
اليات ف السورة الت يذكر فيها كذا وكذا .
وكانت النفال من أول ما نزلت بالدينة ،وكانت براءة من آخر القرآن ،وكانت قصتها
شبيهة بقصتها ،وحسبت أنا منها ،فقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يتبي لنا أنا
منها ،فمن أجل ذلك قرنت بينهما ،ول أكتب بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم ،فوضعتها
ف السبع الطول.ففهم من هذا الديث أن ترتيب اليات ف الصور أمر توقيفى متلقىعن النب
صلى ال عليه وسلم.
وأما ترتيب السور فمن أمي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه ولذا ليس لحد أن يقرأ
القرآن إل مرتبا آياته .فإن نكسه أخطأ كثيًا وأما ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان
رضى ال عنه .والول إذا قرأ أن يقرأ متواليا ،كما قرأ عليه السلم ف صلة المعة بسورة
المعة والنافقي ،وتارة بسبح ،و هل أتاك حديث الغاشية .فإن فرق جاز ،كما صح أن
رسول ال قرأ ف العيد بقاف و اقتربت الساعة ،رواه مسلم عن أب قتادة .وف الصحيحي
عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف صلة الصبح يوم المعة أل
السجدة و هل أتى على النسان .وان قدم بعض السور على بعض جازأيضًا ،فقد روى
حذيفة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ البقرة ث النساء ث آل عمران ،أخرجه مسلم
16
.وقرأ عمر ف الفجر بسورة النحل ث بيوسف.
ث إن عثمان رضى ال عنه رد الصحف إل حفصة رضى ال عنها ،فلم تزل عندها حت أرسل
إليها مروان بن الكم يطلبها فلم تعطه حت ماتت ،فأخذها من عبدال بن عمر فحرقها لئل
يكون فيها شىء يالف الصاحف الئمة الت نفذها عثمان إل الفاق ،مصحفا إل مكة،
ومصحفا إل البصرة ،وآخرإل الكوفة ،وآخر إل الشام ،وآخر إل اليمن ،وآخر إل البحرين،
وترك عند أهل الدينة مصحفا .رواه أبو بكر بن أب داود عن أب حات السجستان ،سعه
يقوله .وصحح القرطب أنه إنا نفذ إل الفاق أربعة مصاحف -وهذا غريب -وأمر با عدا
ذلك من مصاحف الناس أن يرق لئل تتلف قراءات الناس ف الفاق .وقد وافقه الصحابة ف
عصره على ذلك ول ينكره أحد منهم .وإنا نقم عليه ذلك الرهط الذين تالؤا عليه وقتلوه-
قاتلهم ال -وذلك ف جلة ما أنكروا مال أصل له .وأما سادات السلمي من الصحابة ومن
نشأ ف عصرهم ذلك .من التابعي ،فكلهم وافقوه.
قال أبو داود الطيالسى وابن مهدى وغندر عن شعبة ،عن علقمة ابن مرثد عن رجل عن
سويد بن غفلة :قال على حي حرق عثمان الصاحف :لو ل يصنعه هو لصنعته.
وقال أبو بكر بن أب داود :ثنا أحد بن سنان ،ثنا عبدالرحن ثنا شعبة عن أب إسحق عن
مصعب بن سعد بن أب وقاص قال :أدركت الناس متوافرين حي حرق عثمان الصاحف،
فأعجبهم ذلك أو قال ل ينكر ذلك منهم أحد ،وهذا اسناد صحيح.وقال أيضًا :حدثنا
اسحق بن ابراهيم الصواف ،ثنا بن كثي ،ثنا ثابت بن عمارة النفى قال :سعت غنيم بن
قيس الازن قال :قرأت القرآن على الرفي جيعا ،وال ما يسرن أن عثمان ل يكتب
الصحف وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلم فأصبح له مثل ماله .قال :قلنا له يا أبا العنب
ل؟ قال لو ل يكتب عثمان الصحف لطفق الناس يقرءون الشعر.وحدثنا يعقوب بن سفيان
حدثنا ممدبن عبدال -حدثن عمران بن حدير عن أب ملز قال :لول أن عثمان كتب
القران للفيت الناس يقرءون الشعر.
وحدثنا أحد بن سنان ،سعت ابن مهدى يقول :خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لب بكر
وللعمر :صبه نفسه حت قتل مظلوما ،وجعه الناس على الصحف .وأما عبدال بن مسعود
17
رضى ال عنه ،فقد قال إسرائيل عن أب إسحاق عن حيد بن مالك قال :لا أمر بالصاحف-
يعن بتحريقها -ساء ذلك عبدال بن مسعود وقال :من استطاع منكم أن يغل مصحفا
فليغلل ،فإنه من غل شيئًا جاء با غل يوم القيامة ،ث قال عبدال له :لقد قرأت القرآن من ف
رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعي سورة وزيد صب ،أفأترك ما أخذت من ف رسول ال
صلى ال عليه وسلم.وقال أبو بكر :ثنا ممد بن عبدال بن ممد بن النضر ،ثنا سعيد بن
سليمان ،ثنا ابن شهاب عن العمش عن أب وائل قال :خطبنا ابن مسعود على النب فقال:
من يغلل يأت با غل يوم القيامة ،غلوا مصاحفكم ،وكيف تأمرون أن أقرأ على قراءة زيد بن
ثابت وقد قرأت القرآن من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم بضعا وسبعي سورة وأن زيد
بن ثابت ليأتى مع الغلمان له ذؤابتان ،وال ما نزل من القرآن شىء إل وأنا أعلم ف أى شىء
نزل ،وما أحد أعلم بكتاب ال من ،وما أنا بيكم ،ولو أعلم مكانا تبلغه البل أعلم بكتاب
ال من لتيته قال أبو وائل :فلما نزل عن النب جلست ف اللق ،فما أحد ينكر ما قال.
أصل هذا مرج ف الصحيحي ،وعندها :ولقد علم أصحاب ممد صلىال عليه وسلم أن
من أعلمهم بكتاب ال.
وقول أب وائل :فما أحد ينكرما قال ،يعن من فضله وحفظه وعلمه ،وال أعلم ،وأما أمره
بغل الصاحف وكتمانا فقد أنكره عليه غي واحد.
قال العمش عن إبراهيم عن علقمة قال :قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فقال :كنا نعد
عبدال جبانا فما باله يواثب المراء؟ وقال أبو بكر بن أب داود ،باب رضى عبدال بن
مسعود بمع عثمان الصاحف بعد ذلك.
حدثنا عبدال بن سعيد و ممد بن عثمان بن حسان العامرى عن فلفلة العفى قال :فزعت
فيمن فزع إل عبدال ف الصاحف ،فدخلنا عليه فقال رجل من القوم :انا ل نأتك زائرين،
ولكننا جئنا حي راعنا هذا الب ،فقال :إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على
سبعة أحرف -أو حروف -وإن الكتاب قبلكم كان ينل -أو نزل -من باب واحد على
حرف واحد .وهذا الذى استدل به أبو بكر رحه ال على رجوع ابن مسعود فيه نظرمن
جهة أنه ل تظهرمن هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه ،وال أعلم.
18
وقال أبو بكر أيضًا :حدثن عمى ،ثنا أبو رجاء ،أنا اسرائيل عن أب إسحق عن مصعب بن
سعد قال :قام عثمان فخطب الناس فقال :أيها الناس عهد نبيكم منذ ثلث عشرة وأنتم
تترون ف القرآن وتقولون قراءة أب وقراءة عبدال ،يقول الرجل :وال ما يقيم قراءتك وأعزم
على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب ال شىء لا جاء به فكان الرجل يىء بالورقة
والدي فيه القرآن حت تمع من ذلك شىء كثي ،ث دخل عثمان فدعاهم رجل رجل
فناشدهم :لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو أمله عليك فيقول نعم فلما فرغ من
ذلك عثمان قيل من أكتب الناس قال كاتب رسول ال صلى ال عليه وسلم زيد بن ثابت
قال فأي الناس أعرب قالوا :سعيد بن العاص ،قال عثمان :فليمل سعيد وليكتب زيد
مصاحفا ففرقها -ف الناس ،فسمعت بعض أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقولون :قد أحسن ،إسناد صحيح.
وقال أيضًا :ثنا إسحق بن إبراهيم بن زيد ،ثنا أبو بكر بن هشام بن حسان عن ممد بن
سيين عن كثي بن أفلح قال :لا أراد عثمان أن يكتب الصاحف جع له اثن عشر رجل من
قريش والنصار فيهم أب بن كعب وزيد بن ثابت ،قال :فبعثوا إل الربعة الت ف بيت عمر
فجىء با ،قال :وكان عثمان يتعاهدهم ،فكانوا إذا تدارءوا ف شىء أخروه ،قال ممد:
فقلت لكثي وكان فيهم فيمن يكتب :هل تدرون ل كانوا يؤخرونه؟ قال :ل ،قال ممد:
فظننت ظنًا كانوا يؤخرونا لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الخية فيكتبونا على قوله صحيح
أيضًا.
قلت :الربعة هى الكتب الجتمعة ،وكانت عند حفصة رضى ال عنها ،فلما جعها عثمان
رضى ال عنه فىالصحف ردها إليها ول يرقها ف جلة ما حرقه ما سواها لنا هى بعينها
الذى كتبه وانا رتبه ،ث أنه كان قد عاهدها على أن يردها إليها ،فمازالت عندها حت ماتت،
ث أخذها مروان بن الكم فحرقها وتأول ف ذلك ما تأول عثمان ،كما رواه أبو بكر بن أب
داود :حدثنا ممد بن عوف ،ثنا أبو اليمان ،ثنا شعيب عن الزهرى ،أخبن سال بن
عبدال أن مروان كان يرسل إل حفصة يسألا عن الصحف الت كتب منها القرآن فتأب
حفصة أن تعطيه اياها ،قال سال :فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها ،أرسل مروان
19
بالعزية إل عبدال ابن عمر ليسلن إليه بتلك الصحف ،فأرسل با إليه عبدال بن عمر ،فأمر
با مروان فشققت.وقال مروان :إنا فعلت هذا لن ما فيها قد كتب وحفظ بالصحف،
فخشيت ان طال بالناس زمان أن يرتاب ف شأن هذه الصحف مرتاب ،أو يقول إنه قد كان
شىء منها ل يكتب ،إسناد صحيح .
وأما ما رواه الزهرى عن خارجة عن أبيه ف شأن آية الحزاب والاقهم إياها ف سورتا،
فذكره لذا بعد جع عثمان فيه نظر ،وإنا هذا كان حال جع الصديق الصحف كما جاء
مصرحا به ف غي هذه الرواية عن الزهرى عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت ،والدليل
على ذلك أنه قال فالقناها ف سورتا من الصحف ،وليست هذه الية ملحقة ف الاشية
فىالصاحف العثمانية.
فهذه الفعال من أكب القربات الت بادر إليها الئمة الراشدون :أبوبكروعمر رضى ال عنهما.
حفظا على الناس القرآن وجعاه لئل يذهب منه شىء و عثمان رضى ال عنه جع قراءات
الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الخية الت عارض با جبيل رسول ال
صلى ال عليه وسلم ف آخر رمضان من عمره عليه السلم ،فإنه عارضه به عامئذ مرتي،
ولذا قال رسول ال لفاطمة ابنته لا مرض :وما أرى ذلك إل لقتراب أجلى أخرجاه ف
الصحيحي .
وقد روى أن عليا رضى ال عنه أراد أن يمع القرآن بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم
مرتبا حسب نزوله أول فأول ،كما رواه ابن أب داود رحه ال حيث قال :ثنا ممد بن
اساعيل الحسى ،ثنا ابن تفضيل عن أشعث عن ممد ابن سيين قال :لا توف النب صلى
ال عليه وسلم أقسم علي أن ل يرتدى برداء إل لمعة حت يمع القرآن ف مصحف ففعل،
فأرسل إليه أبو بكر رضى ال عنه أيام أكرهت إمارتى يا أبا السن؟ فقال :ل وال ،إل أن
أقسمت أن ل أرتدى برداء إل لمعة ،فبايعه ث رجع .هكذا رواه وفيه انقطاع .ث قال ل
يذكر الصحف أحد إل أشعث وهو لي الديث ،وإنا رووا حت أجع القرآن ،يعن أت
حفظه ،فإنه يقال للذى يمع القرآن قد جع قلت وهذا الذى قاله أبو بكر أظهر ،وال أعلم،
فإن عليا ل ينقل عنه مصحف علىما قيل ول غيذلك ولكن قد توجد مصاحف على الوضع
20
العثمان يقال انا بط علي رضى ال عنه ،وف ذلك نظر فإن ف بعضهم (كتبه علي بن أب
طالب) وهذا لن من الكلم ،وعلي رضى ال عنه من أبعد الناس عن ذلك ،فإنه كما هو
الشهور عنه هو أول من وضع علم النحو فيما رواه عنه السود ظال بن عمرو الدؤل ،وأنه
قسم الكلم إل اسم وفعل وحرف ،وذكر أشياء أخر تمها أبو السود بعده ،ث أخذ الناس
عن أب السود فوسعوه ووضحوه ،وصار علما مستقل.
وأما الصاحف العثمانية الئمة فأشهرها اليوم الذى ف الشام بامع دمشق عند الركن ،شرقى
القصورة العمورة بذكر ال ،وقد كان قديا بدينة طبية ،ث نقل منها إل دمشق ف حدود
ثان عشرة وخسمائة ،وقد رأيته كتابا عزيزا جليل عظيمًا ضخمًا بط حسن مبي قوى بب
مكم ،ف رق أظنه من جلود البل ،وال أعلم ،زاده ال تشريفًا وتعظيمًا وتكريًا.فأما عثمان
رضى ال عنه ،فيما يعرف أنه كتب بطه هذه الصاحف،وإنا كتبها زيد بن ثابت ف أيامه
وغيه ،فنسبت إل عثمان لنا بأمره واشارته ،ث قرئت على الصحابة بي يدى عثمان ،ث
نفذت إل الفاق رضى ال عنه.
وقد قال أبو بكر بن أب داود :ثنا على بن حرب الطائى ثنا قريش بن أنس ،ثنا سليمان
التيمى عن أب نضرة عن أب سعيد مول بن أسيد قال :لا دخل الصريون على عثمان ضربوه
بالسيف على يده ،فوقعت على فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم فمد يده وقال :وال إنا
لول يدخطت الفصل.وقال أيضًا :ثنا أبو الطاهر ،ثنا ابن وهب قال :سألت مالكا عن
مصحف عثمان فقال ل :ذهب ،يتمل أنه سأله عن الصحف الذى كتبه بيده ويتمل أن
يكون سأله عن الصحف الذى تركه ف الدينة ،وال أعلم.
قلت :وقد كانت الكتابة ف العرب قليلة جدا ،وإنا أول ما تعلموا ذلك ما ذكره هشام بن
ممد بن السائب الكلب وغيه أن بشر ابن عبداللك أخا أكيدر دومة تعلم الط من النبار،
ث قدم مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أب سفيان صخر بن حرب بن أمية،
فعلمه حرب بن أمية وابنه سفيان ،وتعلمه عمر بن الطاب من حرب ابن أمية ،وتعلمه من
عمه سفيان بن حرب ،وقيل :إن أول من تعلمه من النبار قوم من طيئ من قرية هناك يقال
لا بقة ث هذبوه ونشروه ف جزيرة العرب ،فتعلمه الناس ولذا قال أبو بكر بن أب داود :ثنا
21
عبد ال بن ممد الزهرى ،ثنا سفيان عن ماهد عن الشعب قال :سألنا الهاجرون :من أين
تعلمتم الكتابة؟ قالوا :من أهل النبار.قلت :والذى كان يغلب على زمان السلف الكتابة
الكتوبة ،ث هذبا أبو على بن مقلة الوزير ،وصار له ف ذلك نج وأسلوب ف الكتابة ،ث
قربا على بن هلل البغدادى العروف بابن البواب ،وسلك الناس وراءه ،وطريقته ف ذلك
واضحة جيدة .والغرض أن الكتابة لا كانت ف ذلك الزمان ل تكم جيدا ،وقع ف كتابة
الصاحف اختلف ف وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة ل من حيث العن ،وصنف
الناس ف ذلك .واعتن بذلك المام أبو بكر بن أب داود رحه ال ،فبوبا على ذلك ،وذكر
قطعة صالة هى من صناعة القرآن ليست مقصدنا ههنا.
ولذا نص المام مالك على أنه لتوضع الصاحف إل على وضع كتابة المام .ورخص غيه
ف ذلك واختلفوا ف الشكل والنقط ،فمن مرخص ومن مانع.
فأما كتابة السورة وآياتا والتعشي والجزاء والحزاب فكثي من مصاحف زماننا .والول
اتباع السلف الصال .ث قال البخارى
22
السلم على حرف فراجعته ،فلم أزل أستزيده ويزيدن حت انتهى إل سبعة أحرف
وقد رواه أيضًا ف بدء اللق ،ومسلم من حديث يونس ،ومسلم أيضًا عن معمر ،كلها
عن الزهرى بنحوه ،ورواه ابن جرير من حديث الزهرى به ،ث قال الزهرى :بلغن أن تلك
السبعة الحرف إنا هى ف المر الذي يكون واحدا ل يتلف ف حلل ول ف حرام ،وهذا
مبسوط ف الديث الذى رواه المام أبو عبيد القاسم بن سلم حيث قال:
حدثنا يزيد ويي بن سعيد ،كلها عن حيد الطويل عن أنس بن مالك عن أب بن كعب
قال :ما حك ف صدرى شىء منذ أسلمت ،إل أنن قرأت آية وقرأها آخر غي قراءتى،
فقلت :أقرأنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال أقرأتن آية كذا وكذا؟
قال :نعم .وقال الخر :أليس تقرئن آية كذا وكذا قال :نعم فقال:إن جبيل وميكائيل أتيان
فقعد جبيل عن يين وميكائيل عن يسارى ،فقال جبيل :أقرأ القرآن على حرف ،فقال
ميكائيل :استزده حت بلغ سبعة أحرف ،وكل حرف كاف شاف .
وقد رواه النسائى من حديث يزيد -وهو ابن هارون -ويي بن سعيد القطان ،كلها عن
حيد الطويل عن أنس عن أب بن كعب بنحوه وكذا رواه ابن أب عدى وممود بن ميمون
الزعفران ويي بن أيوب كلهم عن حيد به .وقال ابن جرير ثنا ممد بن مرزوق ،ثنا أبو
الوليد ،ثنا
حاد بن سلمة بن حيد عن أنس بن عبادة بن الصامت عن أب بن كعب قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :أنزل القرآن على سبعة أحرف فأدخل بينهما عبادة بن الصامت وقال
المام أحد بن حنبل رحه ال:
ثنا يي بن سعيد عن إساعيل بن أب خالد ،حدثن عبدال بن عيسى عن عبد الرحن بن أب
ليلى عن أب بن كعب ،قال :كنت ف السجد ،فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتا عليه ،ث دخل
آخرفقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ،فقمنا جيعا فدخلنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقلت :يا رسول ال إن هذا قرأ قراءة أنكرتا عليه ،ث دخل هذا فقرأ سوى قراءة صاحبه،
فقال لما النب صلى ال عليه وسلم :اقرءا -فقرءا فقال -أصبتما فلما قال لما النب صلى ال
عليه وسلم الذى قال ،كب على ول إذا كنت ف الاهلية ،فلما رأى الذي غشين ضرب ف
23
صدرى ،ففضت عرقا .وكأنا أنظر إل ال فرقا ،فقال:يا أب إن ال أرسل إل أن اقرأ القران
على حرف ،فرددت إليه أن هون على أمت ،فأرسل إل أن أقرأ على حرفي ،فرددت إليه أن
هون على أمت ،فأرسل ن أقرأه على سبعة أحرف ،ولك بكل ردة مسألة تسألينها -قال-
قلت :اللهم اغفر لمت ،اللهم اغفر لمت ،وأخرت الثالثة ليوم يرغب إل فيه اللق حت
إبراهيم عليه السلم .وهكذا رواه مسلم من حديث إساعيل بن أب خالد به.
وقال ابن جرير :حدثنا أبو كريب ،ثنا ممد بن تفضيل عن اساعيل بن أب خالد ،عن عبد
ال بن عيسى بن عبد الرحن بن أب ليلى عن أبيه عن جده ،عن أب بن كعب قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم:
إن ال أمرن أن اقرأ القرآن على حرف واحد ،فقلت :رب خفف عن أمت ،فقال :اقرأه على
حرفي ،فقلت :رب خفف عن أمت ،فأمرن أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب
النة ،كلها شاف كاف .
وقال ابن جرير :حدثن يونس عن ابن وهب ،أخبن هشام بن سعد عن عبيد ال ابن عمر ،
عن عبد الرحن بن أب ليلى عن أب بن كعب أنه قال :سعت رجل يقرأ ف سورة النحل قراءة
تالف قراءتى ،ث سعت آخر يقرؤها بلف ذلك ،فانطلقت بما إل رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقلت :إن سعت هذين يقرآن ف سورة النحل ،فسألتهما من أقرأها؟ فقال:
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت :لذهب بكما إل رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ
خالفتما ما أقرأن رسول ال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لحدها :أقرأ -فقرأ
فقال -أحسنت -ث قال للخر اقرأ -فقرأ -فقال -أحسنت قال أب :فوجدت ف نفسى
وسوسة الشيطان حت احر وجهى ،فعرف ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وجهى،
فضرب يده ف صدرى ،ث قال :اللهم أخسىء الشيطان عنه ،يا أب أتان آت من رب فقال:
إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ،فقلت :رب خفف عن أمت ،ث أتان الثانية
فقال :إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفي ،فقلت :رب خفف عن أمت ،ث أتان الثالثة
فقال مثل ذلك ،وقلت مثل ذلك ،ث أتان الرابعة فقال :إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على
سبعة أحرف ولك بكل ردة مسألة -فقال -يارب اللهم اغفر لمت ،يارب اغفر لمت،
24
واختبأت الثالثة شفاعة لمت يوم القيامة اسناد صحيح.
قلت :وهذا الشك الذى حصل لب ف تلك الساعة هو -وال أعلم -السبب الذى لجله قرأ
عليه رسول ال قراءة اعلم وابلغ ودواء لا كان حصل له سورة ل يكن إل آخرها لشتمالا
على قوله تعال
رسول من ال يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة ،وهذا نظي تلوته سورة الفتح حي
أنزلت مرجعه من الديبية على عمر بن الطاب ،وذلك لا كان تقدم له من السئلة لرسول
ال صلى ال عليه وسلم ولب بكر الصديق ،وفيها قوله تعال لقد صدق ال رسوله الرؤيا
بالق لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني .وقال ابن جرير :
ثنا ممد بن مثن ،ثنا ممد بن جعفر ،ثنا شعبة عن الكم عن ماهد عن ابن أب ليلى عن
أب بن كعب أن رسول ال كان عند أضاة بن غفار ،فأتاه جبيل فقال :إن ال يأمرك أن
تقرئ أمتك القرآن على حرف ،قال :أسأل
ال معافاته ومغفرته فإن أمت ل تطيق ذلك ،قال :ث أتاه الثانية فقال :إن ال يأمرك أن تقرئ
أمتك القرآن على حرفي ،قال :أسأل ال معافاته ومغفرته ان أمت ،ل تطيق ذلك ،ث جاءه
الثالثة فقال :إن ال يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلثة أحرف ،قال :أسأل ال معافاته
ومغفرته ،إن أمت ل تطيق ذلك ،ث جاءه الرابعة فقال :إن ال يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن
على سبعة أحرف فأيا حرف قرءوا عليه فقد أصابوا .
وأخرجه مسلم و أبو داود والنسائى من رواية شعبة به.
وف لفظ لب داود عن أب بن كعب قال :قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم :إن اقرئت
القرآن ،فقيل :على حرف أو حرفي؟ فقال اللك الذى معى :قل على حرفي ،فقيل ل :على
حرفي أو ثلثة؟ فقال اللك الذى معى :قل على ثلثة حت بلغ سبعة أحرف ،ث قال :ليس
منها ال شاف كاف ان قلت سيعا عليما عزيزا حكيما ما ل تلط آية عذاب برحة أو آية
رحة بعذاب .
وقد روى ثابت بن قاسم نوا من هذا عن أب هريرة عن النب صلى اله عليه وسلم ومن كلم
ابن مسعود نو ذلك.
25
وقال المام أحد :حدثنا حسي بن على العفى عن زائدة عن عاصم ،عن زر عن أب قال:
لقى رسول ال صلى ال عليه وسلم جبيل عند أحجار الرا فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم لبيل:
إن بعثت إل أمة أميي ،فيهم الشيخ (الفان) والعجوز الكبية والغلم ،فقال :مرهم فليقرءوا
القرآن على سبعة أحرف .وأخرجه الترمذى من حديث عاصم بن أب النجود عن زر عن
حذيفة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لقى جبيل عند احجار الرا ،فذكر الديث ،وال
أعلم ،وهكذا رواه أحد عن خالد عن حاد عن عاصم عن زر ،عن حذيفة أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال :لقيت جبيل عندأحجار الرا فقلت يا جبيل ان أرسلت أمة أمية،
الرجل والرأة والغلم والارية والشيخ (الفان)الذي ل يقرأ كتابا قط ،فقال :إن القرآن أنزل
على سبعة أحرف
وقال أحد أيضًا:ثنا وكيع وعبد الرحن عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن ربعي ابن
خراش قال :حدثن من ل يكذبن -حذيفة -قال :لقى النب صلى ال عليه وسلم عند أحجار
الرا فقال:ان أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف ،فمن قرأ منهم فليقرأ كما علم ول
يرجع عنه .وقال عبد الرحن :إن من أمتك الضعيف فمن قرأعلى حرف فل يتحول عنه إل
غيه رغبة عنه هذا إسناد صحيح ول يرجوه.
(حديث آخر) ف معناه عن سليمان بن صرد :قال ابن جرير :ثنا إساعيل بن موسى السدى
،ثنا شريك عن أب إسحاق ،عن سليمان بن صرد يرفعه قال:
أتان ملكان فقال أحدها :اقرأ ،قال :على كم؟ قال :على حرف ،قال :زده ،حت انتهى إل
سبعة أحرف
ورواه النسائى ف اليوم والليلة عن عبد الرحن بن ممد بن سلم ،عن اسحاق الزرق عن
العوام بن حوشب ،عن أب إسحاق عن سليمان ابن صرد ،قال :أتىأب ابن كعب رسول
ال صلى ال عليه وسلم برجلي اختلفا ف القراءة ،فذكر الديث .
وهكذا رواه أحد بن منيع عن يزيد بن هارون عن العوام ،عن أب اسحاق ،عن سليمان بن
صرد ،عن أب أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم برجلي ،فذكره.
26
وقال ابن جرير :ثنا أبو كريب ،ثنا ييي بن آدم ،ثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن فلن
العبدى -قال ابن جرير :ذهب عن اسه -عن سليمان بن صرد عن أب بن كعب ،قال :
رحت إل السجد فسمعت رجل يقرأ ،فقلت :من أقرأك؟ قال :رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،فانطلقت به إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت :استقرىء هذا ،قال :فقرأ،
فقال :أحسنت قال :قلت :إنك اقرأتن كذا وكذا فقال :وأنت قد أحسنت .قال :فقلت :قد
أحسنت قد أحسنت قال :فضرب بيده على صدرى ث قال :اللهم أذهب عن أب الشك قال:
ففضت عرقا ،وامتل جوف فرقًا ،قال الخر :زده ،قال :قلت زدن ،فقال :اقرأه على حرفي،
حت بلغ سبعة أحرف ،اقرأه على سبعة أحرف .
وقد رواه أبو عبيد عن حجاج عن إسرائيل ،عن أب اسحاق عن سقي العبدى عن سليمان بن
صرد ،عن أب عن النب صلى ال عليه وسلم بنحو ذلك .
ورواه أبو داوود عن أب الوليد الطيالسى عن هام عن قتادة ،عن يي بن عمر عن سليمان
بن صرد ،عن أب بن كعب بنحوه.
فهذا الديث مفوظ من حيث الملة عن أب ابن كعب ،والظاهر أن سليمان بن صرد
الزاعى شاهد ذلك وال أعلم.
(حديث آخر عن أب بكرة ) -قال المام أحد :ثنا عبد الرحن عفان بن مهدى عن حاد بن
سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحن ابن أب بكرة عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم
قال :أتان جبيل وميكائيل عليهما السلم ،فقال جبيل :اقرأ القرآن على حرف واحد ،فقال
ميكائيل :استزده ،قال :اقرأ القرآن على سبعة أحرف ،كلها شاف كاف ،ما ل تتم آية رحة
بعذاب ،أو آية عذاب برحة .وهكذا رواه ابن جرير عن أب كريب عن زيد بن الباب عن
حاد بن سلمة به ،وزاد ف آخره كقولك :هلم وتعال .
(حديث آخر عن سرة ) -قال المام أحد :ثنا بز -وعفان ،كلها عن حاد بن سلمة ،
أنا قتادة عن السن عن سرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :أنزل القرآن على سبعة
أحرف إسناد صحيح ،ول يرجوه(.حديث آخر عن أب هريرة ) -قال المام أحد :
ثنا أنس بن عياض ،حدثن أبو حازم عن أب سلمة ل أعلمه إل عن أب هريرة أن رسول ال
27
صلى ال عليه وسلم قال:
نزل القرآن على سبعة أحرف ،الراء ف القرآن كفر -ثلث مرات -فما علمتم منه فاعملوا
وما جهلتم منه فردوه إل عاله .رواه النسائى عن قتيبة عن أب ضمرة أنس بن عياض به.
(حديث آخر عن أم أيوب) -قال المام أحد :حدثنا سفيان عن عبيد ال -وهو ابن أب
يزيد -عن أبيه عن أم أيوب -يعن امرأة أب أيوب النصارية -أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال:
أنزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أجزاك .
وهذا إسناد صحيح ،ول يرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
(حديث آخر عن أب جهم ) -قال أبوعبيد :ثنا إساعيل بن جعفر عن يزيد ابن خصيفة عن
مسلم بن سعيد .مول الضرمى -وقال غيه عن بسر بن سعيد -عن أب جهم النصارى
أن رجلي اختلفا ف آية من القرآن ،كلها يزعم أنه تلقاها من رسول ال صلى ال عليه
وسلم فمشيا جيعا حت أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر أبو جهم أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال:
إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ،فل تاروا ،فإن مراء فيه كفر .
وهكذا رواه أبو عبيد على الشك ،وقد رواه المام أحد على الصواب فقال :حدثنا أبو سلمة
الزاعى ،ثنا سليمان بن بلل ،حدثن يزيد بن خصيفة أخبن بسر بن سعيد حدثن أبو
جهم أن رجلي اختلفا ف آية من القرآن قال هذا :تلقيتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم،
وقال هذا:
تلقيتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأل النب صلى ال عليه وسلم فقال:القرآن يقرأ
على سبعة أحرف ،فل تاروا ف القرآن ،فإن مراء ف القرآن كفر .وهذا إسناد صحيح أيضًا،
ول يرجوه.
ث قال أبو عبيد :ثنا عبد بن صال عن الليث عن يزيد بن الاد ،عن ممد بن ابراهيم عن بسر
بن سعيد ،عن أب قيس مول عمرو بن العاص أن رجل قرأ آية من القرآن فقال عمرو -يعن
بن العاص :-إنا هى كذا وكذا بغي ما قرأ الرجل ،فقال الرجل :هكذا أقرأنيها رسول ال
28
صلى ال عليه وسلم فخرجا ال رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أتياه فذكرا ذلك له فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ،فأى ذلك قرأت أصبتم،
فل تاروا ف القرآن فإن مراء فيه كفر .
ورواه المام أحد عن أب سلمة الزاعى عن عبدال بن جعفر عبد الرحن بن السور بن مرمة
،عن يزيد بن عبد ال بن أسامة بن الاد عن بسر بن سعيد عن أب قيس مول عمرو بن
العاص به نوه ،فإن الراء فيه كفر إنه الكفر به .
وهذا أيضًا جيد(.حديث آخرعن ابن مسعود ) -قال ابن جرير :ثنا يونس بن عبد العلى أنا
ابن وهب ،أخبن حيوة بن شريح عقيل بن خالد عن سلمة بن عبد الرحن عن أبيه ،عن ابن
مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال:
كان الكتاب الول نزل من باب واحد وعلى حرف ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة
أحرف :زاجر وآمر وحلل وحرام ومكم ومتشابه وأمثال ،فأحلوا حلله وحرموا حرامه،
وافعلوا ما أمرت به ،وانتهوا عما نيتم عنه،واعتبوا بأمثاله ،واعملوا بحكمه ،وآمنوا بتشابه ،
وقولوا:آمنا به كل من عند ربنا .
ث رواه عن أب كريب عن الحارب عن ضمرة بن حبيب عن القاسم بن عبد الرحن ،عن ابن
مسعود من كلمه وهو أشبه ،وال أعلم.
فصل
قال أبو عبيد :قد تواترت هذه الحاديث كلها على الحرف السبعة ال حديثا واحدًا يروى
عن سرة ) (ما) حدثن عفان عن حاد بن سلمة عن قتادة ،عن السن عن سرة بن جندب
عن النب صلى ال عليه وسلم قال:
نزل القرآن على ثلثة أحرف
قال أبو عبيد :ول نرى الحفوظ إل السبعة لناالشهورة وليس معن تلك(السبعة) أن يكون
الرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه وهذا شيءغي موجود ،ولكنه عندنا أنه نزل على
سبع لغات متفرقة ف جيع القرآن من لغات العرب -فيكون الرف الواحد منها بلغة قبيلة
أخرى والثان بلغة أخرى سوى الول ،والثالثة بلغة أخرى سواها كذلك إل السبعة وبعض
29
الحياء أسعد با وأكثر حظا فيها من بعض ،وذلك بي ف أحاديث تترى.
قال :وقد روى الكلب عن أب صال عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات منها خس
بلغة العجرمن هوازن،قال أبوعبيد والعجر هم بنوا أسعد بن بكر وخيثم بن بكرونصر بن
معاوية وثقيف وهم علياء هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلء أفصح العرب علياء هوازن
وسفلى تيم يعن بن دارم ،ولذا قال عمر :ل يلى ف مصاحفنا إل غلمان قريش أو ثقيف،
قال ابن جرير :واللغتان الخرتان قريش وخزاعه رواه قتادة عن ابن عباس ولكن ل يلقه.
قال أبوعبيد :ثنا هشيم عن حصي بن عبد الرحن عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة ،عن ابن
عباس أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر.
قال أبوعبيد :يعن أنه كان يستشهد به على التفسي.
وحدثنا هشيم عن أب بشر عن سعيد أو ماهد عن ابن عباس ف قوله :والليل وما وسق قال:
ما جع أنشد :قد اتسقن لو يدن سائقا.
حدثنا هشيم :أنا حصي عن عكرمة ،عن ابن عباس ف قوله تعال فإذا هم بالساهرة قال:
الرض ،قال :وقال ابن عباس :قال أمية بن أب الصلت .
عندهم لم بر ولم ساهرة.
حدثنا يي بن سعيد عن سفيان عن ابراهيم بن مهاجر عن ابن عباس قال :كنت ل أدرى ما
فاطر السموات والرض؟ حت أتان أعرابيان يتصمان ف بئر ،فقال أحدها :أنا فطرتا ،أنا
ابتدأتا إسناد جيد أيضًا.
وقال المام أبو جعفر بن جرير الطبى رحه ال بعد ما أورد طرفا ما تقدم :وصح وثبت أن
الذى نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون المع ،إذ كان معلوما أن ألسنتها
ولغاتا أكثر من سبع با يعجز عن إحصائه.
ث قال :وما برهانك على ما قلته دون
أن يكون معناه ما قاله مالفوك من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل ،ونو
ذلك من القوال فقد علمت قائل ذلك عن سلف الئمة وخيار الئمة؟ قيل له :إن الذين قالوا
ذلك ل يدعوا أن تأويل الخبار الت تقدم ذكرها هو ما زعمت أنم قالوه ف الحرف السبعة
30
الت نزل باالقرآن دون غيه،فيكون ذلك لقولنا مالفا ،وإنا أخبوا أن القرآن نزل على سبعة
أحرف يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه،والذى قالوا من ذلك كما قالوا ،وقد روينا
بثل الذى قالوا من ذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وعن جاعة من الصحابة من أنه
نزل من سبعة أبواب النة كما تقدم .يعن كما تقدم ف رواية أب بن كعب وعبدال بن
مسعود أن القرآن نزل من سبعة أبواب النة.
قال ابن جرير :والبواب السبعة من النة هى العان الت فيها من المر والنهى ،والترغيب
والترهيب ،والقصص والثل ،الت إذا عمل با العامل وانتهى إل حدودها النتهى استوجب به
النة .ث بسط القول ف هذا با حاصله أن الشارع رخص للمة التلوة على سبعة أحرف.
ث لا رأى المام أمي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه إختلف الناس ف القراءة،
وخاف من تفرق كلمتهم جعهم على حرف واحد ،وهو هذا الصحف المام .قال:
واستوسقت له المة على ذلك ،بل أطاعت ورأت أن فيما فعله الرشد والداية ،وتركت
القراءة بالحرف الستة .الت عزم عليها إمامها العادل ف تركها طاعة منها له ،ونظرا منها
لنفسها ولن بعدها من سائر أهل ملتها ،حت درست من المة معرفتها ،وانعفت آثارها .فل
سبيل اليوم لحد إل القراءة با ،لدثورها وعفو آثارها -إل أن قال :فإن قال من ضعفت
معرفته :وكيف جاز لم ترك قراءة أقرأهوها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأمرهم بقراءتا؟
قيل ان أمره أياهم بذلك ل يكن أمر إياب وفرض ،وإنا إباحة ورخصة ،لن القراءة با لو
كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العمل بكل حرف من تلك الحرف السبعة عند من
تقوم بنقله الجة ،ويقطع خبه العذر ويزيل الشك من قراءة المة .وف تركهم نقل ذلك ف
كذلك أوضح دليل على أنم كانوا ف القراءة با ميين -إل أن قال -فأما ما كان من
اختلف القراءة ف رفع حرف ونصبه وجره ،وتسكي حرف وتريكه ،ونقل حرف إل آخر
مع اتفاق الصورة ،فعن معن قول النب صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة
أحرف بعزل ،لن الراء ف مثل هذا ليس بكفر ف قول أحد من علماء المة .وقد أوجب
صلى ال عليه وسلم بالراء ف الحرف السبعة الكفر كما تقدم .
الديث الثان
31
قال البخارى رحه ال:
ثنا سعيد بن عفي ،ثنا الليث ،حدثن عقيل عن ابن شهاب قال :أخبن عروة بن الزبي أن
السور بن مرمة وعبد الرحن بن عبد القارى حدثاه أنما سعا عمر بن الطاب يقول :سعت
هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان ف حياة النب صلى ال عليه وسلم فاستمعت لقراءته ،فإذا
هو يقرأ على حروف كثية ل يقرئنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم فكدت أساوره ف
الصلة .فتصبت حت سلم فلببته بردائه ،فقلت :من أقرأك هذه السورة الت سعتك تقرأ؟
قال :اقرأنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقلت :كذبت ،فإن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قد أقرأنيها على غي ما قرأت ،فانطلقت به أقوده إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقلت :إن سعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف ل تقرئنيها ،فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم :أرسله .
اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة الت سعته يقرأ ،فقال صلى ال عليه وسلم :كذلك أنزلت ث
قال :اقرأ يا عمر فقرأت القراءة الت أقرأن ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :كذلك
أنزلت ،إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ماتيسر منه .
وقد رواه المام أحد والبخارى أيضًا ومسلم وأبوداود والنسائى والترمذى من طرق عن
الزهرى ،ورواه المام أحد أيضًا عن ابن مهدى عن مالك عن الزهرى عن عروة عن
عبدالرحن بن عبد (القارئ) عن عمر ،فذكر الديث بنحوه.
وقد قال المام أحد :
ثنا عبد الصمد ،ثنا حرب بن ثابت ،ثنا إسحاق بن عبد ال ابن أب طلحة عن أبيه عن جده
قال :قرأ رجل عند عمر فغي عليه ،فقال :قرأت على رسول ال فلم يغي على ،قال :فاجتمعنا
عند النب صلى ال عليه وسلم فقرأ الرجل على النب صلى ال عليه وسلم فقال له :قد
أحسنت قال :فكأن عمر وجد من ذلك ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم له يا عمر إن
القرآن كله صواب ما ل يعل عذاب مغفرة ،ومغفرة عذابا وهذا إسناد حسن .و حرب بن
ثابت هذا يكن بأب ثابت لنعرف أحدا جرحه.
32
أقوال العلماء ف معن السبعة الحرف
وقد إختلف العلماء ف معن هذه السبعة الحرف وما أريد منها على أقوال .قال أبو عبدال
ممد بن أب بكر بن فرح النصارى القرطب الالكى ف مقدمات تفسيه :وقد اختلف العلماء
ف الراد بالحرف السبعة على خسة وثلثي قولً ذكرها أبو حات ممد بن حبان البست ،
ونن نذكر منها خسة أقوال.
قلت :ث سردها القرطب وحاصلها ما أنا مورده ملخصا:
(الول) وهو قول أكثرأهل العلم منهم سفيان بن عيينة وعبدال ابن وهب وأبو جعفر ممد
بن جرير والطحاوى :أن الراد سبعة أوجه من العان التقاربة بألفاظ متلفة نو أقبل وتعال
وهلم .وقال الطحاوى :وأبي ما ذكرف ذلك حديث أب بكرة قال :جاء جبيل إل رسول
ال صلى ال عليه وسلم فقال :اقرأ على حرف ،فقال ميكائيل :استزده ،فقال :اقرأ على
حرفي ،فقال ميكائيل :استزده .حت بلغ سبعة أحرف فقال :اقرأ فكل كاف شاف إل أن
تلط آية رحة بآية عذاب ،أو آية عذاب بآية رحة ،نو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع
وعجل.
وروى ورقاء عن أب نيح عن ماهد عن ابن عباس عن أب بن كعب أنه كان يقرأ يوم يقول
النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم :للذين أمنوا أمهلونا ،للذين
آمنواأخرونا ،للذين آمنوا أرقبونا ،وكان يقرأ كلما أضاء لم مشوا فيه :مروا فيه ،سعوا فيه،
قال الطحاوى وغيه :وإنا كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات ،وذلك لا
كان يتعسر على كثي من الناس التلوة على لغة قريش وقراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم
لعدم علمهم بالكتابة والضبط واتقان الفظ ،وقد ادعى الطحاوى والقاضى والباقلن والشيخ
أبو عمر بن عبد الب أن ذلك كان رخصة ف أول المر ،ث نسح بزوال العذر وتيسي الفظ
وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
قلت :وقال بعضهم :إنا كان الذى جعهم على قراءة واحدة أمي الؤمني عثمان بن عفان
أحد اللفاء الراشدين الهديي الأمور بإتباعهم وإنا جعهم عليها لا رأى من اختلفهم ف
القراءة الفضية إل تفرق المه وتكفي بعضهم بعضا .فرتب لم الصاحف الئمة على العرضة
33
الخي الت عارض با جبيل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف آخر رمضان كان من عمره
علمه السلم وعزم عليهم أن ليقرءوا بغيها .وأن ل يتعاطوا الرخصة الت كانت لم فيها
سعة .ولكنها أدت إل الختلف والفرقة ،كما ألزم عمر الطاب الناس بالطلق الثلث
الجموعة حت تتابعوا فيها وأكثروا منها قال :فلو أنا أمضيناه عليهم ،وأمضاه عليهم ،وكذلك
كان ينهى عن التعه ف أشهر الج لئل تقطع زيارة البيت ف غي أشهر الج .وقد كان أبو
موسى يبيح التمتع ،فترك فتياه اتباعًا لمي الؤمني وسعًا وطاعة للئمة الهديي.
(القول الثان) -أن القرآن نزل على سبعة أحرف ،وليس الراد أن جيعه يقرأ على سبعة
أحرف ،ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر ،قال الطاب :وقد يقرأ بعضه
بالسبع لغات كما ف قوله
وعبد الطاغوت ،و يرتع ويلعب قال القرطب :ذهب إل هذا القول أبو عبيد ،واختاره ابن
عطية قال أبو عبيد :وبعض اللغات أسعد به من بعض ،وقال القاضى الباقلن :ومعن قول
عثمان إنه نزل بلسان قريش أى معظمه ،ول يقم دليل على أن جيعه بلغة قريش كله ،قال ال
تعال :قرآنا عربيا ول يقل قرشيا ،قال :واسم العرب يتناول جيع القبائل تناولً واحدا يعن
حجازها وينها ،وكذا قال الشيخ أبو عمر بن عبد الب ،قال :لن لغة غي قريش موجودة ف
صحيح القراءات كتحقيق المزات ،فإن قريشا ل تمز ،وقال ابن عطية :قال ابن عباس :ما
كنت أدرى معن فاطر السماوات والرض حت سعت أعرابيا يقول لبئرابتدأ حفرها :أنا
فطرتا.
(القول الثالث) -إن لغات القرآن السبع منحصرة ف مضر على اختلف قبائله خاصة ،لقول
عثمان أن القرآن نزل بلغة قريش ،وقريش هم بنو النضر ابن الارث على الصحيح من أقوال
أهل النسب ،كما ينطق به الديث ف سنن ابن ماجه وغيه .
(القول الرابع) -وحكاه الباقلن عن بعض العلماء أن وجوه القراءات ترجع إل سبعة أشياء
منها ما لتتغيحركته ولتتغيصورته ول معناه ،مثل (ويضيق صدرى) ويضيق ومنها ما ل
تتغيصورته ويتلف معناه ،مثل (فقالوا ربنا باعد -وباعد -بي أسفارنا) وقد يكون
الختلف ف الصورة والعن بالرف ،مثل ننشزها وننشرها أوبالكلمة مع بقاء العن مثل
34
(كالعهن النفوش -أو -كالصوف النقوش) أو باختلف الكلمة وإختلف العان ،مثل
(وطلح منضود -وطلع منضود) أو بالتقدم والتأخر :مثل (وجاءت سكرة الوت بالق -أو -
سكرة الق بالوت) أو بالزيادة ،مثل (تسع وتسعون نعجة -أنثى -وأما الغلم فكان
كافرأوكان أبواه مؤمني -فإن ال بعد اكراههن لن غفور رحيم).
(القول الامس) -أن الراد بالحرف السبعة معان القرآن ،وهى أمر ،ونى ووعد ،ووعيد،
وقصص ،ومادلة ،وأمثال ،قال ابن عطية :وهذا ضعيف لن هذه لتسمى .حروفا ،وأيضا
فالجاع أن التوسعة ل تقع ف تليل حلل ،ول ف تغييشىء من العان ،وقد أورد القاضى
الباقلن ف هذا حديثا ،ث قال :وليست هذه هى الت أجاز لم القراءة با.
فصل
قال القرطب :قال كثي من علمائنا كالداودى وابن أب صفرة وغيها :هذه القراءات السبع
ليست هى الحرف السبعة الت اتسعت الصحابة ف القراءة با ،وإنا هى راجعة إل حرف
واحد من السبعة وهو الذى جع عليه عثمان الصحف ،ذكره ابن النحاس وغيه ،قال
القرطب :وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الخر وأجازها .وإنا اختار القراءة
النسوبة إلية لنه رآها أحسن وأول عنده ،قال:ولقد أجع السلمون ف هذه المصار على
العتماد على ما صح عن هؤلء الئمة فيما رووه ورأوه من القراءات ،وكتبوا ف ذلك
مصنفات،واستمر الجاع على الصواب ،وحصل ما وعد ال من حفظه الكتاب.
تأليف القرآن
قال البخارى رحه ال:حدثنا ابراهيم بن موسى ،أنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبهم
قال وأخبون يوسف بن ماهك قال :إن عند عائشة أم الؤمني رضى ال عنها اذ جاءها
عراقى فقال :أى الكفن خي؟ قالت ويك ما يضرك؟ قال ياأم الؤمني أرين مصحفك،
فقالت :ل؟ قال :لعلى أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غي مؤلف ،قالت :وما يضرك أية قرأت
قبل؟ إنا نزل منه سورة من الفصل فيها ذكر النة والنار حت إذا ثاب الناس ال السلم نزل
اللل والرام ،ولو نزل أول شىء نزل :ل تشربوا لقالوا ل ندع المر أبدا ،ولو نزل ل
35
تزنوا ،لقالوا لندع الزنا أبدًا.لقد نزل بكة على ممد صلى ال عليه وسلم وإن لارية ألعب
بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إل وانا عنده،
قال:فأخرجت له الصحف فأملت عليه آى السور.
والراد من التأليف ههنا -ترتيب سوره ،وهذا العراقي سأل أول عن أي الكفن خي أو أفضل،
فأخبته عائشة رضى ال عنها أن هذا ما ل ينبغى أن يعتن بالسؤال عنه ول القصد له ول
الستعداد ،فإن ف هذا تكلفا لطائل تته ،وكانوا ف ذلك الزمان يصفون أهل العراق بالتعنت
ف السئلة ،كما سأل بعضهم عبدال بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ،فقال ابن عمر :
انظروا إل أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول ال صلى ال عليه
وسلم ولذا ل تبالغ معه عائشة رضى ال عنها ف الكلم لئل يظن أن ذلك أمر مهم ،وإل فقد
روى أحد وأهل السنن من حديث سرة وابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
البسوا من ثيابكم البياض ،وكفنوا فيها موتاكم ،فإنا أطهر وأطيب وصححه الترمذى من
الوجهي ،وف الصحيحي عن عائشة أنا قالت :كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ثلثة
أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة ،وهذا مرر 1ف باب الكفن من كتاب
النائز .ث سألا عن ترتيب القرآن ،فانتقل إل سؤال كبي ،وأخبها أنه يقرأ غي مؤلف أى
مرتب السور ،وكأن هذا قبل أن يبعث أمي الؤمني عثمان رضى ال عنه إل الفاق
بالصاحف الئمة الؤلفة على هذا الترتيب الشهور اليوم وقبل اللزام به ،وال أعلم ،ولذا
أخبته أنه ل يضرك بأى سورة بدأت ،وأن أول سورة نزلت فيها ذكر النة والنار وهذه إن
ل تكن (اقرأ) فقد يتمل أنا أرادت اسم جنس لسور الفصل الت فيها الوعد والوعيد .ث لا
انقاد الناس إل التصديق أمروا ونوا بالتدريج أول فأول ،وهذا من حكمة ال ورحته ،ومعن
هذا الكلم أن هذه السورة أو السور الت فيها ذكر النة والنار ليست البداءة با ف أوائل
الصاحف مع أنا من أول ما نزلت ،وهذه البقرة والنساء من أوائل ما ف
الصحف وقد نزلت عليه ف الدينة وأنا عنده.
فأما ترتيب اليات ف السور ،فليس ف ذلك رخصة بل هو أمر توقيعى عن رسول ال صلى
36
ال عليه وسلم كما تقدم تقرير ذلك ،ولذا ل ترخص له ف ذلك ،بل أخرجت له مصحفها
فأملت عليه أى السور ،وال أعلم ،وقول عائشة :ل يضرك بأى سورة بدأت يدل على أنه لو
قدم بعض السور أو كما يدل عليه حديث حذيفة وهو ف الصحيح أخرعليه السلم قرأ ف
قيام الليل البقرة ث النساء ث آل عمران .
وقد حكى القرطب عن أب بكر بن التبارى ف كتاب الرد أنه
قال :فمن آخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم اليات ،وغي الروف
والكلمات ،وكان مستنده اتباع مصحف عثمان رضى ال عنه ،فإنه مرتب على هذا النحو
الشهور.
والظاهر أن ترتيب السور منه ما هو راجع إل رأى عثمان رضىال عنه ،وذلك ظاهر ف
سؤال ابن عباس له عن ترك البسلمة ف أول براءة وذكره النفال من الطول ،والديث ف
الترمذى وغيه بإسناد جيد قوى.
وقد ذكرنا عن على أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بسب نزوله ولذا حكى القاضى
الباقلن أن أول مصحفه كان اقرأ باسم ربك الكرم وأول مصحف ابن مسعود مالك يوم
الدين ث البقرة ث النساء على ترتيب متلف ،وأول مصحف أب المد ل ث النساء ث آل
عمران ث النعام ث الائدة ث كذا على اختلف شديد.
ث قال القاضى :ويتمل أن ترتيب السور ف الصحف على ماهو عليه اليوم من اجتهاد
الصحابة رضى ال عنهم .وكذا ذكر مكى ف تفسي سورة براءة ،قال :فأما ترتيب اليات
والبسملة ف الوائل فهو من النب صلى ال عليه وسلم .وقال ابن وهب ف طائفة :سعت
سليمان بن بلل يقول :سئل ربيعة ل قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثانون
سورة؟ فقال :قدمتا وألف القرآن على علم من ألفه ،وقد أجعوا على العلم بذلك ،فهذا ما
ينتهى إليه ول يسئل عنه ،قال ابن وهب :وسعت مالكا يقول :إنا ألف القرآن على ما كانوا
يسمعونه من النب صلى ال عليه وسلم قال أبو السن ابن بطال :إنا ند تأليف سورة ف
الرسم والط خاصة ،ول نعلم أن أحدًا قال إن ترتيب ذلك واجب ف الصلة وف القرآن
ودرسه ،وأنه ل يل لحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة ،ول الج بعد الكهف ،أل ترى إل
37
قول عائشة :ليضرك أية قرأت قبل ،وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الصلة
السورة ف ركعة ،ث يقرأ ف الركعة الخرى بغي السورة الت تليها ،قال :وأما ما روى عن
ابن مسعود وابن عمر أنما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا ،وقال :إنا ذلك منكوس القلب،
فإنا عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتذئ بآخرها إل أولا ،فإن ذلك حرام مظور(.ث
قال البخارى :ثنا آدم عن شعبة عن أب اسحاق ،قال :سعت عبدالرحن بن يزيد قال:
سعت ابن مسعود يقول ف بن إسرائيل والكهف ومري وطه والنبياء انن من العتاق الول
وهن من تلدى.
انفرد بإخراجه البخارى ،والراد منه ذكر ترتيب هذه السور ف مصحف ابن مسعود
كالصاحف العثمانية ،وقوله من العتاق الول أى من قدي ما نزل ،وقوله وهن من تلدى ،أى
من قدي ماقنيت وحفظت والتالد ف لغتهم قدي الال والتاع ،والطارق حديثه وجديده وال
أعلم.
حدثنا أبو الوليد ،ثنا شعبة ،أنا أبو اسحق سع الباء بن عازب رضىال عنه يقول :تعلمت
سبح اسم ربك العلى قبل أن يقدم النب صلى ال عليه وسلم وهذا متفق عليه وهو قطعة من
حديث الجرة .والراد منه أن سبح اسم ربك العلى سورة مكية نزلت قبل الجرة ،وال
أعلم.
(ث قال) ثنا عبدان عن أب حزة عن العمش عن شقيق قال :قال عبدال :لقد علمت النظائر
الت كان النب صلى ال عليه وسلم يقرؤهن اثني اثني ف كل ركعة ،فقام عبدال ودخل معه
علقمة ،وخرج علقمة فسألناه فقال :عشرون سورة من أول الفصل على تأليف ابن مسعود،
آخرهن من الواميم حم الدخان وعم يتساءلون .
هذا التأليف الذى عن ابن مسعود غريب مالف لتأليف عثمان رضى ال عنه ،فان الفصل ف
مصحف عثمان رضى ال عنه من سورة الجرات إل آخره وسورة الدخان ل تدخل فيه
بوجه ،والدليل على ذلك ما رواه المام أحد :ثنا عبدالرحن بن مهدى ،ثنا عبدال بن
عبدالرحن الطائفى عن عثمان بن عبدال ابن أوس الثقفى عن جده أوس بن حذيفة قال:
كنت ف الوفد الذين اتوا النب صلى ال عليه وسلم فذكر حديثا فيه أن النب صلى ال عليه
38
وسلم كان سر معهم بعد العشاء ،فمكث عنا ليلة ل يأتنا حت طال ذلك علينا بعد
العشاء،قال :قلنا ما أمكثك عنا يارسول ال؟ قال طرأ على حزب من القرآن فأردت أن ل
أخرج حت أقضيه قال :فسألنا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أصبحنا ،قال:
قلنا كيف ترجون
القرآن؟ قالوا نزبه ثلث سور ،وخس سور ،وسبع سور ،وتسع سور ،وإحدى عشرة سورة
وثلث عشرة سورة ،وحزب الفصل من (ق) حت يتم .ورواه أبو داود وابن ماجه من
حديث عبدال بن عبدالرحن بن يعلى الطائفى به ،وهذا إسناد حسن.
فصل
فأما نقط الصحف وشكله ،فيقال أن أول من أمر به عبداللك ابن مروان فتصدى لذلك
الجاج وهو بواسط ،فأمر السن البصرى ويي ابن يعمر ففعل ذلك ،ويقال أن أول من
نقط الصحف أبو السود الدول ،وذكروا أنه كان لحمد بن سيين مصحف قد نقطه له
يي ابن يعمر ،وال أعلم.
وأما كتابة العشار على الواشى ،فينسب إل الجاج أيضًا وقيل :بل أول من فعله الأمون ،
وحكى أبوعمرو الدان عن ابن مسعود أنه كره التعشي ف الصحف وكان يكه ،وكره
ماهد ذلك أيضًا ،وقال مالك :ل بأس به بالب فأما باللوان الصبغة فل .واكره تعداد آى
السور ف أولا ف الصاحف المهات ،فأما ما يتعلم فيه الغلمان فل أرى به بأسًا ،وقال قتادة
:بدأوا فنقطوا ث خسوا ث عشروا .وقال يي بن كثي أول ما أحدثوا النقط ،وقال :هو نور
له ،ث أحدثوا النقط عند آخر الى ،ث أحدثوا الفواتح والوات ،ورأى إبراهيم النخعى فاتة
سورة كذا فأمر بحوها ،وقال :قال ابن مسعود :ل تلطوا بكتاب ال ما ليس فيه .قال أبو
عمرو الدان :ث قد أطبق السلمون ف ذلك ف سائر الفاق على جواز ذلك ف المهات
وغيها.
39
مسروق عن فاطمه عن عائشة :أسر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن جبيل كان
يعارضن بالقرآن كل سنة ،وإنه عارضن العام مرتي ،ول أراه إل حضر أجلى هكذا ذكره
معلقا ،وقد أسند ف مواضع أخر ،ث قال :ثنا يي بن قزعة ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهرى
عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال :كان النب صلى ال عليه وسلم أجود الناس
بالي ،وأجود ما يكون ف رمضان ،لن جبيل كان يلقاه ف كل ليلة ف شهررمضان حت
ينسلخ يعرض عليه رسول ال القرآق فإذا لقيه جبيل كان أجود بالي من الريح الرسلة وهذا
الديث متفق عليه ،وقد تقدم الكلم عليه ف أول الصحيح وما فيه من الكم والفوائد ،وال
أعلم.
ث قال :ثنا خالد بن يزيد ،ثنا أبو بكر عن أب حصي عن أب صال عن أب هريرة قال :كان
يعرض على النب صلى ال عليه وسلم القرآن كل عام مره فعرض عليه مرتي ف العام الذى
قبض فيه وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين ف العام الذى قبض .
ورواه أبو داود و النسائى و ابن ماجه من غي وجه عن أب بكر وهو ابن عياش عن أب
حصي واسه عثمان بن عاصم به .والراد من معارضته له بالقرآن كل سنة مقابلته على ما
أوحاه إليه عن ال تعال ليبقى ما بقى ،ويذهب ما نسخ توكيدا واستثباتا وحفظا .ولذا
عارضه ف السنة الخية من عمره عليه السلم على جبيل مرتي وعارضه به جبيل كذلك،
ولذا فهم عليه السلم اقتراب أجله.
وعثمان رضي ال عنه جع الصحف المام على العرضة الخية رضىال عنه وأرضاه،
وخص بذلك رمضان من بي الشهور ،لن ابتداء الياء كان فيه ،ولذا يستحب دراسة
القرآن وتكراره فيه ،ومن ث كثر اجتهاد الئمة ف تلوة القرآن ،كما تقدم ذكرنا لذلك.
40
عنهم .
وقد أخرجه البخارى ف الناقب ف غي موضع و مسلم و النسائى من حديث العمش بن أب
وائل عن مسروق به .فهؤلء أربعة :اثنان من الهاجرين الولي عبد ال بن مسعود و سال
مول أب حذيفة وقد كان سال هذا من سادات السلمي وكان يؤم الناس قبل مقدم النب
صلى ال عليه وسلم الدينة ،واثنان من النصار معاذ بن جبل و أب بن كعب وها سيدان
كبيان رضى ال عنهم أجعي.
ث قال :حدثنا عمر بن حفص ،ثنا أب ،ثنا العمش ثنا شقيق بن سلمة قال :خطبنا عبدال
فقال :وال لقد أخذت من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم بضعا وسبعي سورة .وال لقد
علم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن من أعلمهم بكتاب ال وما أنا بيهم .قال شقيق
:فجلست ف اللق أسع ما يقولون ،فما سعت رادا يقول غيذلك .
حدثنا ممد بن كثي ،ثنا سفيان عن العمش عن إبراهيم عن علقمة قال :كنا بمص فقرأ
ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل :ما هكذا أنزلت ،فقال :قرأت على رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقال أحسنت ووجد منه ريح المر فقال :أتترئ أن تكذب بكتاب ال وتشرب
المر؟ فجلده الد .
حدثنا عمر بن حفص ثنا أب ،ثنا العمش ،ثنا مسلم عن مسروق قال :قال عبدال :والذى
ل إله غيه ما أنزلت سورة من كتاب ال إل وأنا أعلم أين انزلت ،ول أنزلت آية من كتاب
ال إل وأنا أعلم فيم أنزلت ،ولو أعلم أحدا أعلم من بكتاب ال تبلغه البل لركبت إليه .
وهذا كله حق وصدق وهو من أخبار الرجل عما يعلم من نفسه ما قد يهله غيه ،فيجوز
ذلك للحاجة كما قال تعال إخبارا عن يوسف كما قال لصاحب مصر اجعلن على خزائن
الرض إن حفيظ عليم ويكفيه مدحا وثناء قول رسول ال صلى ال عليه وسلم استقرئوا
القرآن من أربعة فبدأ به .وقال أبو عبيد ثنا مصعب بن القدام عن سفيان عن العمش عن
ابراهيم عن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم :من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل
فليقرأ على قراءة ابن أم عبد وهكذا رواه المام أحد عن أب معاوية عن العمش به مطول،
وفيه قصة .وأخرجه الترمذي و النسائى من حديث أب معاوية به ،وصححه الدارقطن وقد
41
ذكرته ف مسند عمر وف مسند المام أحد أيضا عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال:
من أحب يقرأ القرآن غضا كما أنزل ،فليقرأ على قراءة ابن أم عبد وابن أم عبد هو عبدال بن
مسعو كان يعرف بذلك.
ث قال البخارى :ثنا حفص بن عمر ،ثنا هام ،ثنا قتادة قال :سألت أنس بن مالك :من
جع القرآن على عهد النب صلى ال عليه وسلم قال :أربعة كلهم من النصار :أب بن كعب
،ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت و أبو زيد ورواه مسلم من حديث هام .ث قال البخارى
تابعه الفضل عن حسي بن واقد عن ثامة عن أنس بن مالك حدثنا معلى بن أسد ثنا عبدال
بن الثن ثنا ثابت و ثامة عن أنس بن مالك قال :مات النب صلى ال عليه وسلم ول يمع
القرآن غي أربعة أبوالدرداء و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد قال :ونن ورثناه.
فهذا الديث ظاهره أنه ل يمع القرآن من الصحابة سوى هؤلء الربعة فقط وليس هذا
هكذا بل الذي ليشك فيه أنه جعه غي واحد من الهاجرين أيضا ،ولعل مراده ل يمع
القرآن من النصار وهم أب ابن كعب ف الرواية الول التفق عليها .وف الثانية من أفراد
البخارى أبو الدرداء و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد وكلهم مشهورون ،إل أبا
زيد هذا فإنه غي معروف إل ف هذا الديث ،وقد اختلف ف اسه فقال الواقدي وأسه قيس
بن السكن بن قيس بن ذعور بن حرام بن جندب ابن عامر غنم بن عدى بن النجار وقال ابن
ني :اسه سعد بن عبيدابن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية من الوس وقيل :ها
اثنان جعا القرآن ،حكاه أبوعمر بن عبدالب وهذا بعيد ،وقول الواقدى أصح ،لنه خزرجى
لن أنسا قال :نن ورثناه وهم من الزرج ،وف اللفاظ :وكان أحد عمومت ،وقال قتادة عن
أنس قال افتخر اليان الوس والزرج ،فقالت الوس :منا غسيل اللئكة حنظلة بن أب عامر
ومنا الذى حته الدبر عاصم بن ثابت ،ومنا الذى اهتز لوته العرش سعد بن معاذ ومنا من
اجيزت شهادته بشهادة رجلي خزية بن ثابت فقالت الزرج :منا أربعة جعوا القرآن على
عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم :أب بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد
فهذا كله يدل على صحة قول الواقدى وقد شهد أبوزيد هذا -بدرا فيما ذكره غي
42
واحد ،وقال موسى بن عقبة عن الزهرى قتل أبوزيد قيس بن السكن يوم جسر أب عبيد على
رأس خس عشرة سنة من الجرة.
والدليل على أن من الهاجرين من جع القرآن أن الصديق رضي ال عنه قدمه رسول ال ف
مرضه إماما على الهاجرين والنصار مع أنه قال :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال فلول أنه كان
اقرأهم لكتاب ال لا قدمه عليهم .هذا مضمون ما قرره الشيخ أبو السن على بن إساعيل
الشعرى ،وقد بسطت تقريرذلك ف مسند الشيخي رضى ال عنهما.
ومنهم عثمان بن عفان قد قرأه ف ركعة كما سنذكره ،وعلى بن أب طالب يقال أنه جعه
على ترتيب ما أنزل ،وقد قدمنا هذا.
ومنهم عبدال بن مسعود وقد تقدم عنه أنه قال :ما من آية من كتاب ال إل وأنا أعلم أين
نزلت وفيم أنزلت ،ولو علمت أحدًا أعلم من بكتاب ال تبلغه الطى لذهبت إليه .
ومنهم سال مول أب حذيفة ،وكان من السادات النجباء ،والئمة النقباء ،وقد قتل يوم
اليمامة شهيدًا.
ومنهم الب البحر عبدال بن عباس بن عبدالطلب بن عم الرسول وترجان القرآن ،وقد تقدم
عن ماهد أنه قال :عرضت القرآن على ابن عباس مرتي أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
ومنهم عبدال بن عمرو ،كما رواه النسائى وابن ماجة من حديث ابن جريج عن عبدال بن
أب مليكة ،عن يي بن حكيم بن صفوان ،عن عبدال بن عمرو قال :جعت القرآن فقرأت
به كل ليلة فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :اقرأه ف شهر وذكر تام الديث.
ث قال البخارى :حدثنا صدقة بن الفضل ،أنا يي عن سفيان عن حبيب ابن أب ثابت ،عن
سعيد بن جبي عن ابن عباس قال :قال عمر :على أقضانا ،وأب أقرؤنا ،وإنا لندع من لن
أب وأب يقول أخذته من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم فل أتركه لشىء قال ال تعال ما
ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها وهذا يدل على أن الرجل الكبي قد يقول
الشىء يظنه صوابا وهو خطأ ف نفس المر ،ولذا قال المام مالك :ما
من أحد إل يؤخذ من قوله ويرد إل قول صاحب هذا القب أى فكله مقبول صلوات ال
43
وسلمه عليه.
ث ذكر البخارى فضل فاتة الكتاب وغيها ،وذكرنا ف كل سورة عندها ليكون ذلك
أنسب .ث قال:
44
وقد رواه النسائى ف فضائل القرآن عن ممد بن عبدال بن عبدالكم عن شعيب بن الليث ،
وعن على بن ممد بن على عن داود بن منصور ،كلها عن الليث عن خالد بن يزيد عن
سعيد بن أب هلل عن يزيدابن عبدال -وهو ابن الاد عن عبدال بن خباب عن أب سعيد
عن أسيد به ،ورواه يي بن بكي عن الليث كذلك أيضًا ،فجمع بي السنادين ورواه ف
الناقب عن أحد بن سعيد الرباطى عن يعقوب بن ابراهيم ،عن أبيه ،عن يزيد ابن الاد ،عن
عبدال بن خباب ،عن أب سعيد أن أسيد ابن حضي بينما هو ليلة يقرأ ف مربده ..الديث
ول يقل عن أسيد ،ولكن ظاهره أنه عنه ،وال أعلم.
وقال أبو عبيد :حدثن عبدال بن صال عن الليث عن ابن شهاب عن أب كعب بن مالك
عن أسيد بن حضي أنه كان يقرأ على ظهر بيته ،يقرأ القرآن وهو حسن الصوت .ث ذكر مثل
هذا الديث أو نوه .
وحدثنا قبيصة عن حاد بن سلمة عن ثابت البنان ،عن عبدالرحن ابن أب ليلى عن أسيد بن
حضي قال :قلت يا رسول ال بينما أنا اقرأ البارحة بسورة ،فلما انتهيت إل آخرها سعت
وجبة من خلفى حت ظننت أن فرسى تطلق ،فقال رسول صلى ال عليه وسلم :اقرأ أبا عتيك
مرتي قال:فالتفت فرأيت الىأمثال الصابيح ما بي السماء والرض ،فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم :إقرأ أبا عتيك فقال :وال ما استطعت أن أمضى ،فقال :تلك اللئكة تنلت
لقراءة القرآن ،أما أنك لو مضيت لرأيت العاجيب
وقال أبو داود الطيالسى :
ثنا شعبة عن أب إسحق سع الباء يقول :بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته
تركض -أو قال فرسه يركض -فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة ،فذكر ذلك لرسول
ال ،فقال :تلك السكينة تنلت للقرآن -أو تنلت على القرآن .
وقد أخرجه صاحبا الصحيح من حديث شعبة .
والظاهر أن هذا هو أسيد بن الضي رضي ال عنه ،فهذا يتعلق بصناعة السناد وهذا من
أغرب تعليقات البخارى رحه ال ،ث سياقه ظاهر فيما ترجم عليه من نزول السكينة واللئكة
عند القراءة ،وقد اتفق نو هذا الذى وقع لسيد بن الضي لثابت بن قيس بن شاس ،كما
45
قال أبو عبيد :ثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن يزيد أن أشياخ أهل
الدينة حدثوه أن رسول ال قيل له :أل تر ثابت بن قيس ابن شاس؟ ل تزل داره البارحة تزهر
مصابيح قال :فلعله قرأ سورة البقرة قال فسئل ثابت فقال :قرأت سورة البقرة.
وف الديث الشهور الصحيح
ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم إل تنلت عليهم
السكينة وغشيتهم الرحة وحفتهم اللئكة وذكرهم ال فيمن عنده .
رواه مسلم عن أب هريرة ،ولذا قال ال تعال :وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا
جاء ف بعض التفاسيأن اللئكة تشهده.وقد جاء ف الصحيحي عن أب هريرة قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :يتعاقبون فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار ويتمعون ف
صلة الصبح وصلة العصر ،فيعرج إليه الذين نزلوا فيكم ،فيسألم وهو أعلم بكم كيف
تركتم عبادى؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون .
46
فالنبياء عليهم السلم ل يلقوا للدنيا يمعونا ويورثونا ،وإنا خلقوا للخرة يدعون اليها
ويرغبون فيها،ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما تركنا فهو صدقة وكان أول من
أظهر هذه الحاسن من هذا الوجه أبوبكر الصديق رضى ال عنه لا سئل مياث رسول ال
صلى ال عليه وسلم فأخب عنه بذلك ،ووافقه على نقله عنه عليه السلم غي واحد من
الصحابة منهم عمر وعثمان وعلى والعباس وطلحة والزبي وعبدالرحن بن عوف وأبو هريرة
وعائشة وغيهم ،وهذا ابن عباس يقوله أيضا عنه عليه السلم ،رضى ال عنهم أجعي.
47
وف السند والسنن عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :
أنتم توفون سبعي أمة ،أنتم خيها وأكرمها على ال .وإنا فازوا بذا ببكة الكتاب العظيم
القرآن الذى شرفه ال على كل كتاب أنزله ،وجعله مهيمنًا عليه وناسخًا له وخاتًا له ،لن
كل الكتب التقدمة نزلت إل الرض جلة واحدة ،وهذا القرآن نزل بسب الوقائع لشدة
العتناء به وبن أنزل عليه ،فكل مرة كنول كتاب من الكتب التقدمة .وأعظم المم التقدمة
هم اليهود والنصارى ،فاليهود استعملهم ال من لدن موسى إل زمان عيسى ،والنصارى من
ث إل أن بعث ممدا صلى ال عليه وسلم ث استعمل أمته إل قيام الساعة وهو الشبه بآخر
النهار ،وأعطى التقدمي قياطا قياطًا ،وأعطى هؤلء قياطي ضعفى ما أعطى أولئك ،فقالوا،
أى ربنا ما لنا أكثر عمل وأقل أجرًا؟ فقال :هل ظلمتكم من أجركم شيئًا؟ قالوا :ل ،قال:
فذاك فضلى -أى الزائد على ما أعطيتكم أوتيه من اشاء كما قال تعال :يا أيها الذين آمنوا
اتقوا ال وآمنوا برسوله يؤتكم كفلي من رحته ويعل لكم نورا تشون به ويغفر لكم وال
غفور رحيم * لئل يعلم أهل الكتاب أل يقدرون على شيء من فضل ال وأن الفضل بيد ال
يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم .
48
لن المر كان ظاهرًا من إشاراته واياءاته إل الصديق ولذا لا هم بالوصية إل أب بكر ث
عدل عن ذلك قال :يأب ال والؤمنون إل أبا بكر وكان كذلك وإنا أوصى الناس باتباع
كلم ال.
49
بالقرآن من صاحب القينة إل قينته .
وقول سفيان بن عيينة أن الراد بالتغن به فان أرادأنه يستغن به عن الدنيا وهو الظاهرمن
كلمه الذي تابعه عليه أبوعبيدالقاسم بن سلم وغيه ،فخلف الظاهر من مراد الديث لنه
قد فسر بعض رواته بالهر وهوتسي القراءة والتحزين با قال حرملة سعت ابن عيينة يقول
معناه يستغن به ،فقال ل الشافعى ليس هو هكذا ولو كان هكذا لكان يتغان ،إنا هو يتحزن
ويترن به قال حرملة وسعت ابن وهب يقول :يترن به ،وهكذا نقل الزن والربيع عن الشافعى
رحه ال.
وعلى هذا فتصدير البخارى الباب بقوله تعال أول يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم
إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم يؤمنون فيه نظر لن هذه الية ذكرت ردا على الذين سألو
آيات تدل على صدقه حيث قال وقالوا لول أنزل عليه آيات من ربه قل إنا اليات عند ال
وإنا أنا نذير مبي * أول يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الية ومعن ذلك أو ل
يكفهم آية دالة على صدقك إنزالنا القرآن عليك وأنت رجل أمي وما كنت تتلو من قبله من
كتاب ول تطه بيمينك إذا لرتاب البطلون أى وقد جئت فيه بب الولي والخرين فأين
هذا من التغن بالقرآن وهو تسي الصوت به أو الستغناء به عما عداه من أمور الدنيا؟ فعلى
كل تقدير تصدير الباب بذه الية فيه نظر.
فصل
ف إيراد أحاديث ف معن الباب وذكر أحكام التلوة بالصوات.
قال أبو عبيد :حدثنا عبدال بن صال عن قباث بن رزين عن على بن رباح اللخمى عن عقبة
بن عامر قال :خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما ونن ف السجد نتدارس.
القرآن قال:
تعلموا كتاب ال واقتنوه -قال :وحسبت أنه قال وتغنوا به -فوالذى نفسى بيده لو اشد تفلتا
من الخاض العقل .وحدثنا عبدال بن صال عن موسى بن على عن أبيه عن عقبة عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم مثل ذلك إل أنه قال:
واقتنوه وتغنوا به ول يشك.
50
وهكذا رواه النسائى ف كتاب فضائل القرآن من حديث موسى بن على عن أبيه به ومن
حديث عبدال بن يزيد القرى عن قباث بن رزين عن على ابن رباح عن عقبة -وف بعض
ألفاظه :خرج علينا ونن نقرأ القرآن فسلم علينا وذكرالديث ،ففيه دللة على السلم على
القارىء وقال أبو عبيد :ثنا أبو اليمان عن أب بكر بن عبدال بن أب مري الهاجر ابن حبيب
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا أهل القرآن ل توسدوا القرآن واتلوه حق تلوته
آناء الليل والنهار وتغنوه وتقنوه واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون وهذا مرسل ،ث قال أبو عبيد
:قوله تغنوه أى اجعلوه غناءكم من الفقر ولتعدوا القلل معه فقرًا .وقوله وتقنوه
يقول:اقتنوه كما تقتنوا الموال ،إجعلوه ما لكم.
وقال أبوعبيد :حدثن هشام بن عمار بن يي بن حرة عن الوزاعى قال :حدثن إساعيل بن
عبيد ال بن أب الهاجر عن فضالة بن عبيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال :ل أشد أذنًا
ال الرجل السن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إل قينته .
قال أبو عبيد :هذا الديث بعضهم يزيد ف إسناده يقول عن إساعيل عبيد الل ه عن مول
فضالة عن فضالة .وهكذا رواه ابن ماجة عن راشد سعيد بن أب راشد عن الوليد عن
الوزاعى عن إساعيل بن عبيد ال عن ميسرة مول فضالة عن فضالة عن النب صلى ال عليه
وسلم :ل أشد أذنا إل الرجل السن الصوت بالقرأن من صاحب القينة إل قينته .
قال أبو عبيد :يعن الستماع ،وقوله ف الديث الخر ما أذن ال لشىء أى ما استمع.
وقال أبو القاسم البغوى :حدثنا ممد بن حيد ،ثنا سلمة بن الفضل ثنا عبدال بن
عبدالرحن بن أب مليكة ،حدثنا القاسم بن ممد ،حدثن السائب قال :قال ل سعد :يا ابن
أخى هل قرأت القرآن؟ قلت :نعم قال :غن به فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول :غنوا بالقرآن ،ليس منا من ل يغن بالقرآن ،وابكوا فإن ل تقدروا على البكاء فتباكوا .
وقد روى أبو داود من حديث الليث عن عبدال بن أب مليكة عن عبدال بن أب نيك عن
سعد بن أب وقاص قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
إن هذا القرآن نزل بزن فإذا قرأتوه فابكوا فإن ل تبكو فتباكوا ،وتغنوا به فمن ل يتغن به
فليس منا وف الديث كلم طويل يتعلق بسنده ليس هذا موضعه ،وال أعلم.
51
وقال أبو داود :ثنا عبد العلى بن حاد ،ثنا عبدالبار بن الورد قال :سعت ابن أب مليكة
يقول :قال عبيد ال بن أب زيد :مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حت دخل بيته ،فدخلنا عليه ،فإذا
رجل رث البيت رث اليئة (فانتسبنا له ،فقال :تار كسبة) فسمعته يقول :سعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول :ليس منا من ل يتغن بالقرآن قال :فقلت لبن أب مليكة يا أبا
ممد أرأيت إذا ل يكن حسن الصوت ،قال :يسنه ما استطاع .تفرد به أبو داود .فقد فهم
من هذا أن السلف رضى ال عنهم إنا فهموا من التغن بالقرآن إنا هو تسي الصوت به
وتزينه ،كما قال الئمة رحهم ال .ويدل على ذلك أيضًا ما رواه أبو داود حيث قال :ثنا
عثمان بن أب شيبة ،ثنا جرير عن العمش عن طلحة عن عبدالرحن بن عوسجة عن الباء
بن عازب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :زينوا القرآن بأصواتكم .
وأخرجه النسائى وأبن ماجة من حديث شعبة عن طلحة ،وهذا اسناد جيد .وقد وثق
النسائى وابن حبان عبدالرحن بن عوسجة هذا.ونقل الزدى عن يي بن سعيد القطان أنه
قال :سألت عنه بالدينة فلم يمدونه.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلم :حدثنا يي بن سعيد عن شعبة قال نان أيوب أن أحدث
بذا الديث زينوا القرآن بأصواتكم قال أبو عبيد :وانا كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس
بذا الديث الرخصة من رسول ال صلى ال عليه وسلم ف اللان البتدعة ،فلهذا ناه أن
يدث به(.قلت) :ث إن شعبة رحه ال ،روى الديث متوكل على ال كما روى له ،وولو
ترك كل حديث يتأوله مبطل لترك من السنة شيء كثي ،بل قد تطرقوا إل تأويل آيات كثية
من القرآن وحلوها على ماملها الشرعية الرادة ،وبال الستعان وعليه التكلن ،ول حول ول
قوة إل بال .والراد تسي الصوت بالقرآن تطريبه وتزينه والتخشع به،كما رواه الافظ
الكبي تقى بن ملد رحه ال حيث قال :ثنا أحد بن ابراهيم عن أب موسى عن أبيه قال :قال
ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم:يا أبا موسى لو رأيتن وأنا أستمع قراءتك البارحة
قلت أما وال لو علمت آنك تسمع قراءتى لبتا لك تبيًا.
رواه مسلم من حديث طلحة به .وزاد لقد أوتيت مزمارًا من مزامي آل داود وسيأتى هذا
ف -بابه حيث يذكره البخارى .والغرض أن أبا موسى قال :لو أعلم أنك تسمعه لبته لك
52
تبيًا ،فدل على جواز تعاطى ذلك وتكلفه وقد كان أبو موسى كما قال عليه السلم :قد
أعطى صوتا حسنا -كما سأذكره إن شاء ال -مع خشية تامة ورقة أهل اليمن ،فدل على أن
هذامن المور الشرعية.قال أبو عبيد :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن يونس عن ابن
شهاب عن أب سلمة قال :كان عمر إذا رأى أبا موسى قال :ذكرنا ربنا يا أبا موسى ،فيقرأ
عنده .قال أبو عبيد :ثنا سليمان التيمى أو نبئت عنه ،ثنا أبو عثمان النهدى كان أبو موسى
يصلى بنا ،فلو قلت أن ل أسع صوت صنج قط وليربط قط ولشيئًا قط أحسن من صوته .
وقال ابن ماجه :حدثنا العباس بن الدمشقى ،ثنا الوليد بن مسلم حدثن حنظلة بن أب
سفيان أنه سع عبدالرحن بن سابط المحي يدث عن عائشة قالت :ابطأت على رسول ال
ليلة بعدالعشاء ث جئت فقال:أين كنت؟ قلت :كنت أسع قراءة رجل من أصحابك مثل
قراءته وصوته من أحد ،قالت :فقام فقمت معه حت أستمع له ث التفت إل فقال:هذا سال
مول أب حذيفة ،المد ل الذى جعل ف أمت مثل هذا إسناد جيد.وف الصحيحي عن جبي
بن مطعم قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الغرب بالطور فما سعت أحدًا
أحسن صوتًا أو قراءًة منه وفىبعض ألفاظه فلما بلغ هذه الية أم خلقوا من غي شيء أم هم
الالقون * أم خلقوا السموات والرض بل ل يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم
الصيطرون كاد قلب أن يطي وكان جبي لا سع هذا بعد مشركا على دين قومه وإنا كان
قدم ف فداء الساري بعد بدر ،وناهيك بن تؤثر قراءته ف الشرك الصر على الكفر هذا
سبب هدايته ،ولذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع القلب كما قال قال أبو عبيد :
ثنا إساعيل بن إبراهيم عن ليث عن طاوس قال :أحسن الناس صوتًا بالقرآن أخشاهم ل
وحدثنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه ،وعن السن بن مسلم عن
طاوس قال :سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم أى الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال:
الذى إذا سعته رأيته يشى ال .
وقد روى هذا متصل من وجه آخر فقال ابن ماجه حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثنا عبدال بن
جعفر الدين ثنا ابراهيم بن اساعيل بن ممع عن الزبي عن جابر قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم :ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذى إذا سعتموه يقرأ حسبتموه يشى ال
53
ولكن عبدال بن جعفر هذا -وهو والد على بن الدين -وشيخه ضعيفان وال أعلم.والغرض
أن الطلوب شرعا إنا هو التحسي بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والشوع
والضوع والنقياد للطاعة.فأما الصوات بالنغمات الحدثة الركبة على الوزان والوضاع
اللهية والقانون الوسيقائى فالقرآن ينه عن هذا ويل ويعظم أن يسلك ف أدائه هذا الذهب.
وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك كما قال المام العلم عبيد القاسم بن سلم رحه ال
حدثنا نعيم بن حاد عن بقية ابن الوليد عن حصي بن مالك الفزارى قال سعت شيخا يكن
أبا ممد يدث عن حذيفة بن اليمان قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :اقرءوا
القرآن بلحون العرب وأصواتا ،وإياكم ولون أهل الفسق وأهل الكبائر وسيجىء قوم من
بعدى بالقرآن يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح،لياوز حناجرهم مفتونة
قلوبم وقلوب الذين يعجبهم شأنم .
وحدثنا يزيد عن شريك عن أب اليقظان عثمان بن عمي زاذان أب عمر عن عليم قال :كنا
على سطح ومعنا رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال يزيد ل أعلمه ال قال
عابس الغفارى فرأى الناس يرجون ف الطاعون قال :ما هولء؟ قال يفرون من الطاعون
فقال يا طاعون خذن فقالوا أتتمن الوت وقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول:
ليتمني أحدكم الوت فقال :إن أبادر خصالً سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يتخوفهن على أمته بيع الكم والستخفاف بالدم وقطيعة الرحم وقوم يتخذون القرآن مزامي،
يقدمون أحدهم ليس بافقههم ول أفضلهم إل ليغنيهم به غناء ،وذكر خلتي آخرتي .وحدثنا
يعقوب بن إبراهيم عن ليث بن أب سليم عن عثمان بن عمي عن زاذان عن عابس الغفارى
عن النب صلى ال عليه وسلم مثل ذلك أو نوه وحدثنا يعقوب عن ابراهيم عن العمش عن
رجل عن أنس أنه سع رجلً يقرأالقرآن
بذه اللان الت أحدث الناس فأنكر
ذلك ونى عنه .وهذه طرق حسنة
باب الترهيب.وهذا يدل على أنه مذور كبي وهو قراءة القرآن باللان الت يسلك با
مذاهب الغناء ،وقد نص الئمة رحهم ال على النهى عنه ،فأما إن خرج به إل التمطيط
54
الفاحش الذى يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا فقد اتفق العلماء على تريه ،وال أعلم.
وقال الافظ أبو بكر البزار :ثنا ممد بن معمر ،ثنا روح ،ثنا عبيدال بن الخنس عن ابن
أب مليكة عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
ليس منا من ل يتغن بالقرآن ث قال:إنا ذكرنا هذا لتبيي الختلف على ابن أب مليكة فيه
فرواه عبدالبار بن الورد عنه ،عن ابن أب مليكة عن أب لبابة ورواه عمرو بن دينار ،والليث
عنه عن أب نيك عن سعد ،ورواه عسل بن سفيان عنه عن عائشة ،ورواه نافع مول ابن
عمر عنه عن ابن الزبي .
55
القاصرة وهو تلوة القرآن آناء الليل والنهاروالنعمة التعدية ،وهى نفاق الال بالليل والنهار ،
كما قال تعال إن الذين يتلون كتاب ال وأقاموا الصلة وأنفقوا ما رزقناهم سرا وعلنية
يرجون تارة لن تبور .
وقد روى نو هذا من وجه آخر ،فقال عبد ال بن المام أحد :وجدت ف كتاب أب بط
يده :كتب إل أبو توبة الربيع بن نافع ،فكان ف كتابه :حدثنا اليثم بن حيد عن زيد بن
واقد عن سليمان بن موسى عن كثي بن مرة عن يزيد بن الخنس أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال :ل تنافس بينكم إل ف اثنتي :رجل آعطاه ل القرآن فهو يقوم به آناء الليل
والنهار ،ويتبع ما فيه فيقول رجل :لوأن ال أعطان مثل ما أعطى فلنا .فأقوم به كما يقوم
به ،ورجل أعطاه ال ما ًل فهو ينفق ويتصدق ،فيقول رجل :لو أن ال
أعطان مثل ما أعطى فلنا فأتصدق به .وقريب من هذا ما قال المام أحد :ثنا عبدال بن
ممد بن ني ثنا عبادة بن مسلم ،وحدثن يونس بن حباب عن سعيد أب البحترى الطائى عن
أب بن كبشة قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول:
ثلث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه فأما الثلث الت أقسم عليهن فإنه ما نقص مال
عبد من صدقة ،ول ظلم أحد مظلمة فيصب عليها ال زاده ال با عزًا ،ول يفتح عبدًا باب
مسألة إل فتح ال له باب فقر -وأما الذى أحدثكم حديثا فاحفظوه فإنه قال -إنا الدنيا
لربعة نفر :عبد رزقه ال مالً وعلمًا ،فهو يتقى فيه ربه ويصل رحه ويعلم ل فيه حقه -
قال -فهذا بأفضل النازل وعبد رزقه ال علمًا ول يرزقه مالً ،فهو يقول :لو كان ل مال
عملت بعمل فلن -قال -فأجرها سواء ،وعبد رزقه ال مالًا ول يرزقه علمًا فهو يبط ف
ماله بغيعلم ،ليتقى فيه ربه ،ول يصل فيه رحه ،ول يعلم ال فيه حقه ،فهذا بأخبث النازل
وعبد ل يرزقه ال ما ًل ول علمًا ،فهو يقول :لو كان ل مال لفعلت بعمل فلن -قال -هى
نيته فوزرها فيه سواء .
وقال أيضًا :حدثنا وكيع ،ثنا العمش عن سال بن أب العد عن أب كبشة النارى قال-:
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :مثل هذه المة مثل أربعة نفر :رجل آتاه ال مالً وعلمًا،
فهو يعمل به ف ماله فينفقه ف حقه ،ورجل آتاه ال علمًا ول يؤته مالً ،فهو يقول :لو كان
56
ل مثل هذا عملت فيه مثل الذى يعمل قال رسول ال -فهما ف الجر سواء ،ورجل آتاه ال
مالً ول يؤته علمًا ،فهو يبط فيه ينفقه ف غي حقه ،ورجل ل يؤته ال مالً ول علمًا ،فهو
يقول لو كان ل مثل مال هذا عملت فيه مثل الذى يعمل -قال :قال رسول ال -فهما ف
الوزر سواء إسناد صحيح ،ول المد والنة.
57
أن ينتفع ،كما قال تعال
الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال زدناهم عذابا فوق العذاب وكما قال تعال وهم ينهون
عنه وينأون عنه ف أصح قول الفسرين ف هذا هو أنم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع
نأيهم وبعدهم عنه أيضًا ،فجمعوا بي التكذيب والصد ،كما قال تعال فمن أظلم من كذب
بآيات ال وصدف عنها فهذا شأن شرار الكفار ،كما أن شأن الخيار البرار أن يتكمل ف
نفسه ،وأن يسعى ف تكميل غيه كما قال عليه السلم خيكم من تعلم القرآن وعلمه وكما
قال تعال ومن أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي فجمع بي
الدعوة إل ال سواء كان بالذان أو بغيه من أنواع الدعوة إل ال تعال من تعليم القرآن
والديث والفقه وغي ذلك ما يبتغى به وجه ال ،وعمل هو ف نفسه صالًا ،وقال قولً
صالًا أيضًا فل أحد أحسن حالً من هذا .وقد كان أبو عبدالرحن عبدال بن حبيب السلمى
الكوف أحد أئمة السلم ومشايهم من رغب ف هذا القام فقعد يعلم الناس من إمارة عثمان
إل أيام الجاج .قالوا :وكان مقدار ذلك الذى مكث يعلم فيه القرآن سبعي سنة رحه ال
وأثابه ،وآتاه ما طلبه ورامه آمي.
قال البخارى :حدثنا عمرو بن عون ،ثنا حاد بن أب حازم عن سهل ابن سعد قال :أتت
النب صلى اال عليه وسلم امرأة فقالت إنا قد وهبت نفسها ل ولرسوله ،فقال:
مال ف النساء من حاجة فقال رجل :زوجنيها قال أعطها ثوبا قال :ل أجده قال :أعطها ولو
خاتا من حديد فاعتل له ،فقال:ما معك من القرآن قال :كذا وكذا قد زوجتكها با معك من
القرآن .
وهذا الديث متفق على صحة إخراجه من طرق عديدة ،والغرض منه الذى قصده البخارى
أن هذا الرجل تعلم الذى تعلمه من القرآن ،وأمره النب صلى ال عليه وسلم ان يعلم تلك
الرأة ويكون ذلك صداقا لا على ذلك ،وهذا فيه نزاع بي العلماء :هل يوز أن يعل صداقا؟
أو هل يوز أخذ الجرة على تعليم القرآن؟ وهل هذا كان خاصا بذلك الرجل؟ وما معن
قوله عليه السلم زوجتكها با معك من القرآن أى بسبب ما معك ،كما قاله أحد بن حنبل :
نكرمك بذلك أو بعوض ما معك ،وهذا أقوى لقوله ف صحيح مسلم فعلمها وهذا هو الذى
58
أراده البخاري ههنا ،وترير باقى اللف مذكور ف باب النكاح والجارات ،وبال
الستعان.
القراءة عن ظهرقلب
إنا أورد البخارى ف هذه الترجة حديث أب حازم عن سهل ابن سعد الديث الذى تقدم
الن ،وفيه أنه عليه السلم قال للرجل :فما معك من القرآن؟ قال :معى سورة كذا وسورة
كذا لسور عدها ،قال:اتقرأهن عن ظهر قلب؟ قال :نعم ،اذهب قد ملكتها با معك من
القرآن وهذه الترجة من البخارى رحه ال مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل ،
وال أعلم .ولكن الذى صرح به كثيون من العلماء أن قراءة القرآن من الصحف أفضل لنه
يشتمل على التلوة والنظر ف الصحف ،وهو عبادة كما صرح به غي واحد من السلف،
وكرهوا أن يضى على الرجل يوم لينظرف مصحفه.واستدلوا على أفضلية التلوة ف
الصحف با رواه المام العلم أبو عبيد رحه ال ف كتابه فضائل القرآن :حدثنا نعيم بن حاد
عن بقية ابن الوليد عن معاوية بن يي عن سليم بن مسلم عن عبدال بن عبد الرحن عن
بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال :قال النب صلى ال عليه وسلم :فضل قراءة
القرآن نظرًا على من يقرؤه ظهرًا كفضل الفريضة على النافلة ،وهذا السناد فيه ضعف فإن
معاوية ابن يي هذا هو الصدف أو الطرابلسى وأيا ما كان فهو ضعيف .وقال الثورى عن
عاصم عن زر عن ابن مسعود قال :أديوا النظر ف الصحف .وقال حاد بن سلمة عن على
بن زيد عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس عن عمر أنه كان إذا دخل بيته نشر الصحف
فقرأ فيه .وقال حاد أيضًا عن ثابت عن عبدالرحن بن أب ليلى عن ابن مسعود أنه كان إذا
اجتمع اليه إخوانه نشروا الصحف فقرأ أو فسر لم .إسناد صحيح.وقال حاد بن سلمة عن
حجاج بن أرطاة ،عن ثوير بن أب فاخته عن ابن عمر ،قال :إذا رجع أحدكم من سوقه
فلينشر الصحف وليقرأ.وقال العمش عن خيثمة :دخلت على ابن عمرو وهو يقرأ ف
الصحف فقال :هذا جزئى الذى أقرأ به الليلة.
فهذه الثار تدل على أن هذا أمر مطلوب لئل يعطل الصحف فل يقرأ منه ولعله قد يقع
59
لبعض الفظة نسيان فيستذكر منه ،أو تريف كلمة أو آية أو تقدي أو تأخي فالستثبات أول
والرجوع إل الصحف أثبت من أفواه الرجال.فأما تلقي القرآن فمن فم اللقن أحسن ،لن
الكتابة ل تدل على الداء كما أن الشاهد من كثي من يفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه
وغلطه ،وإذا أدى الال إل هذا منع منه إذا وجد شيخًا يوقفه على ألفاظ القرآن .فأما عند
العجز عما يلقن فل يكلف ال نفسًا إل وسعها ،فيجوز عند الضرورة ما ل يوز عند
الرفاهية ،فاذا قرأ ف الصحف والالة هذه فل حرج عليه ،ولو فرض أنه قد يرف بعض
الكلمات عن لفظها على لغته ولفظه ،فقد قال المام أبوعبيد :حدثن هشام بن إساعيل
الدمشقى عن ممد بن شعيب عن الوزاعى أن رجل صحبهم ف سفر ،قال :فحدثنا حديثا.
ما أعلمه إل رفعه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ،
كتبه اللك كما أنزل وحدثنا حفص بن أب غياث عن الشيبان عن بكي بن الخنس قال كان
يقال إذا قرأ العجمى والذى ليقيم القرآن كتبه اللك كما أنزل وقال بعض العلماء :الدار
ف هذه السئلة على الشوع ،فإن كان الشوع أكثر عند القرا ة عن ظهر قلب فهو أفضل،
وإن كان عند النطر ف الصحف أكثر فهو أفضل .فإن استويا فالقراءة نظرًا أول لنا أثبت
وتتاز بالنظر إل الصحف.قال الشيخ أبو زكريا النواوى رحه ال ف التبيان :والظاهر أن
كلم السلف وفعلهم ممول على هذا التفضيل.
تنبيه إن كان البخارى رحه ال أراد بذكره حديث سهل الدللة على أن تلوة القرآن عن
ظهرقلب أفضل منها ف الصحف ففيه نظر ،لنا قضية عي ،فيحتمل أن ذلك الرجل كان ل
يسن الكتابة ويعلم ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم منه ،فل يدل على أن التلوة عن
ظهرقلب أفضل مطلقًا ف حق من يسن ،إذ لو دل على هذا لكان ذكر حال رسول ال
وتلوته عن ظهر قلب -لنه أمى ليدرك الكتابة -أول من ذكر هذا الديث بفرده .
الثان:إن سياق الديث إنا هو لجل استثبات أنه يفظ تلك السورعن ظهر قلب ليمكنه
تعليمها لزوجته ،وليس الراد ههنا أن هذا أفضل من التلوة نظرًا ول عدمه ،وال سبحانه
وتعال أعلم.
60
استذكار القرآن وتعاهده
حدثنا عبدال بن يوسف ،أنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال :إنا مثل صاحب القرآن كمثل صاحب البل العقلة ،إن عاهد عليها أمسكها ،وإن
أطلقها ذهبت .
هكذا رواه مسلم والنسائى من حديث مالك به .وقال المام أحد :ثنا عبدالرزاق ،أنا معمر
عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :مثل القرآن إذا
عاهد عليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار كمثل رجل له ابل ،فإن عقلها حفظها وإن أطلق عقالا
ذهبت ،فكذلك صاحب القرآن أخرجاه ،قاله ابن الوزى ف جامع السانيد ،وإنا هو من
أفراد مسلم من حديث عبد الرزاق به.حدثنا ممد بن عرعرة ،ثنا شعبة عن منصور عن أب
وائل عن عبدال قال :قال النب صلى ال عليه وسلم :بئس ما لحدهم أن يقول نسيت آية
كيت وكيت بل نسى ،واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم .تابعه
بشر هو ابن ممد السختيان عن ابن البارك عن شعبة ،وقد رواه الترمذى عن ممود بن
غيلن عن أب داود الطيالسى عن شعبة به ،وقال :حسن صحيح.
وأخرجه النسائى من رواية شعبة ،وحدثنا عثمان بن جرير عن منصور مثله وهكذا رواه
مسلم عن عثمان وزهي بن حرب وإسحاق بن إبراهيم عن جرير به .،وستأتى رواية البخارى
له عن أب نعيم عن سفيان الثورى عن منصور به ،والنسائى من رواية ابن عيينه عن منصور
به ،فقد رواه هؤلء عن منصور به مرفوعا ف رواية هولء كلهم ،وقد رواه النسائى عن قتيبة
،
عن حاد بن زيد عن منصور ،عن أب وائل عن عبدال موقوفًا ،وهذا غريب وف مسند أب
يعلى فإنا هو نسى بالتخفيف ،وتابعه ابن جريج عن عبدة عن شقيق قال :سعت عبدال قال:
سعت النب صلى ال عليه وسلم وهكذا أسنده مسلم من حديث ابن جريج به.ورواه النسائي
ف اليوم والليلة ،من حديث ممد بن جارة عن عبدة وهو ابن اب لبابة حدثنا ممد بن العلء
حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أب بردة عن أب موسى عن النب صلى ال عليه وسلم قال:
تعاهدوا القرآن فوالذى نفسى بيده .لو أشد تفصيًا من البل ف عقلها .
61
وهكذا رواه مسلم عن أب كريب ممد بن العلء وعبدال بن براد الشعري كلها عن أب
أسامة حاد بن أسامة به.
وقال المام أحد ثنا على بن إسحاق ،أنا عبدال بن البارك ،أنا موسى بن على سعت أب
يقول :سعت عقبة بن عامر يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :تعلموا كتاب ال
وتعاهدوا وتغنوا به ،فوالذى نفسى بيده لوأشد تفلتا من الخاض ف العقل .
ومضمون هذه الحاديث الترغيب ف كثرة تلوة القرآن واستذكاره وتعاهده لئل يعرضه
حافظة للنسيان ،فإن ذلك خطأ كبي نسأل ال العافية منه ،فإنه قال المام أحد :حدثنا
خلف بن الوليد ،ثنا خالد عن يزيد بن أب زياد عن عيسى بن فايد عن رجل عن سعد بن
عبادة رضى ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما من أمي عشرة إل يؤتى به
يوم القيامة مغلولً ل يفكه من ذلك الغل إل العدل وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إل لقى ال
يوم يلقاه وهو أجذم ،وهكذا رواه جرير بن عبدالميد وممد بن فضيل عن يزيد بن أب زياد
،كما رواه خالد بن عبدال وقد أخرجه أبو داود عن ممد بن العلء عن ابن ادريس عن
يزيد بن أب زياد عن عيسى بن فايد عن سعد بن عبادة عن النب صلى ال عليه وسلم بقصة
نسيان القرآن ،ول يذكر الرجل البهم ،وكذا رواه أبو بكر بن عياش عن يزيد عن أب زياد
وقد رواه سعيد عن زيد ،ووهم ف إسناده ،ورواه وكيع عن أصحابه عن يزيد عن عيسى بن
فايد عن النب صلى ال عليه وسلم مرسلً ،وقد رواه المام أحد ف مسند عبادة بن الصامت
فقال :ثنا عبد الصمد ثنا عبدالعزيز بن مسلم ،ثنا يزيد بن أب زياد
عن عيسى بن فايد عن عبادة بن الصامت قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
ما من أميعشرة إل يؤتى به يوم
القيامة مغلولً ل يفكه منها إل عدله ،وما من رجل تعلم القرآن ث نسيه إل لقى ال القيامة
أجذم وكذا رواه أبو عوانة عن يزيد بن أب زياد ،ففيه اختلف لكن هذا ف باب الترهيب
مقبول ،وال أعلم ،لسيما ان كان له شاهد من آخر ،كما قال أبو عبيد :ثنا حجاج عن ابن
جريج قال :حدثت عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :عرضت
على أجور أمت حت القذاة والعبة يرجها الرجل من السجد ،وعرضت على ذنوب أمت فلم
62
أر ذنبًا أكب من آية أو سورة من كتاب ال أوليتها رجل فنسيها .قال ابن جريج :وحدثت
عن سلمان الفارسى قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
من أكب ذنوب تواف به أمت يوم القيامة سورة من كتاب ال كانت مع أحدهم فنسيها .وقد
روى أبوداود والترمذى وأبو يعلى والبزار وغيهم من حديث ابن أب رواد عن ابن جريج عن
الطلب بن عبدال بن حنطب عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
عرضت على أجور أمت حت القذاة يرجها الرجل من السجد ،وعرضت على ذنوب أمت
فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ث نسيها .
قال الترمذى :غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه،وذاكرت به البخارى فاستغربه.
وحكى الوابلى عن عبدال بن عبدالرحن الدارمى أنه أنكر ساع الطلب من أنس بن مالك
قلت :وقد رواه ممد بن يزيد الدمى عن ابن أب (رواد) عن ابن جريج عن الزهرى عن أنس
عن النب صلى ال عليه وسلم به ،فال أعلم.وقد أدخل بعض الفسرين هذاالعن ف قوله تعال
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى * قال رب ل حشرتن
أعمى وقد كنت بصيا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وهذا الذى قاله
هذا وان ل يكن هو الراد جيعه فهو بعضه ،فإن العراض عن تلوة القرآن وتعريضه للنسيان
وعدم العتناء به فيه تاون كبي وتفريط شديد نعوذ بال منه ،ولذا قال عليه السلم :تعاهدوا
القرآن وف لفظ استذكروا القرآن ،فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم .التقصى
التخلص :يقال تفصى فلن من البلية إذا تلص منها تقصى النوى من الثمرة إذا تلص منها،
أي أن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غي عقال.
وقال أبو عبيد :ثنا أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم قال عبدال له يعن ابن مسعود -إن
لمقت القارىء أن أراه سينًا نسيًا للقرآن .وحديث عبدال بن البارك عن عبدالعزيز بن أب
داود قال :سعت الضحاك بن مزاحم يقول :ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إل بذنب يدثه،
لن ال تعال يقول وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وإن نسيان القرآن من أعظم
الصائب .ولذا قال اسحاق ابن راهويه وغيه :يكره للرجل أن يرعليه أربعون يومًا ل يقرأ
63
فيها القرآن ،كما أنه يكره له أن يقرأه ف أقل من ثلثة أيام ،كما سيأتى هذا حيث يذكره
البخارى بعد هذا ،وكان الليق أن يتبعه هذا الباب ،ولكن ذكر بعد هذا قوله:
64
سعيد بن جبي عن ابن عباس قال جعت الحكم ف عهد النب صلى ال عليه وسلم فقلت له:
وما الحكم ؟ قال الفصل انفرد بإخراجه البخارى ،وفيه دللة على جواز تعلم الصبيان
القرآن لن ابن عباس أخبعن سنه حي موت رسول ال وقد كان جع الفصل وهو من
الجرات ،كما تقدم ذلك ،وعمره إذ ذاك عشر سني.
وقد روى البخارى أنه قال :توف رسول ال وأنا متون ،وكانوا ليتنون حت يتلم فيحتمل
أنه احتلم لعشر سني جعًا بي هذه الرواية وتلك ويتمل أنه توز ف هذه الرواية بذكر العشر
وترك مازاد عليها من الكسر ،وال أعلم.
وعلى كل تقدير ففيه دللة على جواز
تعليم القرآن ف الصبا ،وهو ظاهر بل قد يكون مستحبا أو واجبا ،لن الصب إذا تعلم القرآن
بلغ وهويعرف ما يصلى به ،وحفظه ف الصغر أول من حفظه كبيا وأشد علوقا باطره،
وأرسخ وأثبت كما هو العهود من حال الناس.وقد استحب بعض السلف أن يترك الصب ف
ابتداء عمره قليل للعب ،ث توفر هته على القراءة لئل يلزم أولً بالقراءة فيملها ويعدل عنها
إل اللعب ،وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو ليعقل ما يقال له ،ولكن يترك حت إذا عقل
وميزعلم قليل بسب هته ونمته وحفظه وجودة ذهنه.واستحب عمر بن الطاب رضى ال
عنه أن يلقن خس آيات ،رويناه عنه بسند جيد.
65
كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا .ورواه مسلم من حديث أب أسامة حاد بن أسامة .
(الديث الثان) حدثنا أبو نعيم ،ثنا سفيان عن منصور عن أب وائل عن عبدال رضى ال
عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :بئس ما لحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت
بل هو نسى .ورواه مسلم والنسائى من حديث منصور به ،وقد تقدم .وف مسند أب يعلى إنا
هو نسى بالتخفيف هذا لفظه وف هذا الديث والذى قبله دليل على أن حصول النسيان
للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الجتهاد والرص.وف حديث ابن مسعود أدب ف
التعبي عن حصول ذلك ،فل يقول نسيت كذا ،فإن النسيان ليس من فعل العبد ،وقد تصدر
عنه أسبابه من التناسى والتغافل والتهاون الفضى إل ذلك ،فأما النسيان نفسه فليس بفعله،
ولذا قال ،بل هو نسى مبن لا ل يسم فاعله ،وأدب أيضًا ف ترك إضافة ذلك إل ال تعال،
وقد أسند النسيان إل العبد ف قوله تعال :واذكر ربك إذا نسيت وهو -وال أعلم -من باب
الجاز الشائع بذكر السبب وإرادة السبب ،لن النسيان عن سبب قد يكون ذنبا ،كما تقدم
عن الضحاك بن مزاحم فأمر ال تعال بذكره ليذهب الشيطان عن القلب كما يذهب عند
النداء بالذان ،والسنة تذهب السيئة ،فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشىء
بسبب ذكر ال تعال ،وال أعلم.
66
(الديث الثالث) -ما رواه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة سع رسول ال
صلى ال عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل ف السجد فقال:رحه ال ،أذكرن كذا وكذا آية،
كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا وهكذا ف الصحيحي عن ابن مسعود أنه كان يرمى
المرة من الوادى ويقول :هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة .وكره بعض السلف
ذلك ،ول يروا أن يقال إل السورة الت يذكر فيها كذا وكذا ،كما جاء وتقدم من رواية يزيد
الفارسى عن ابن عباس عن عثمان أنه قال :إذا نزل من القرآن شىء يقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم :اجعلوا هذا ف السورة الت يذكر فيها كذا وكذا .ولشك أن هذا أحوط وأول،
ولكن قد صحت أحاديث بالرخصة ف الخر وعليه عمل الناس اليوم ف ترجة السور ف
مصاحفهم .وبال التوفيق.
الترتيل ف القراءة
وقوله عزوجل ،ورتل القرآن ترتيل .وقوله ،وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث وما
يكره أن يهذ كهذ الشر( .يفرق فيها) يفصل ،قال ابن عباس (فرقناه) فصلناه.حدثنا أبو
النعمان ،ثنا مهدى بن ميمون ،ثنا واصل عن أب وائل عن عبدال قال :غدونا على عبدال
فقال رجل :قرأت الفصل البارحة فقال :هذا كهذ الشعر؟ إنا قد سعنا القراءة وإن لحفظ
القرناء اللتى كان يقرأ بن النب صلى ال عليه وسلم ثان عشرة سورة من الفصل ،
وسورتي من آل حم .ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن مهدى بن ميمون عن واصل
وهو ابن حبان الحدب عن أب وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.وقال المام أحد :
ثنا قتيبة ،ثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد عن زياد بن نعيم عن مسلم بن مراق عن عائشة
أنه ذكر لا أن ناسًا يقرءون القرآن ف الليل مرة أو مرتي ،فقالت :أولئك قرأوا ول يقرأوا،
كنت أقوم مع النب صلى ال عليه وسلم ليلة التمام ،فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران
والنساء ،فل ير بآية فيها توف إل دعا ال واستعاذ ،ول ير بآية فيها استبشار إل دعا ال
ورغب إليه.
(الديث الثان) -ثنا قتيبة ثنا جرير عن موسى بن أب عائشة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس
67
ف قوله تعال ل ترك به لسانك لتعجل به كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نزل
جبيل بالوحى كان يرك به لسانه أو شفتيه فيشتد عليه ،وذكر تام الديث كما سيأت وهو
متفق عليه ،وفيه وف الذى قبله دليل على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غي هذرمة
ول بسرعة مفرطة بل بتأمل وتفكر ،قال ال تعال كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته
وليتذكر أولو اللباب وقال المام أحد :ثنا عبدالرحن عن سفيإن عن عاصم عن زر عن
عبدال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم قال :يقال لصاحب القرآن :اقرأ وأرق ورتل
كما كنت ترتل ف الدنيا فإن منلك عند آخرآية تقرؤها .
وقال أبو عبيد :ثنا جرير عن مغية عن إبراهيم قال :قرأ علقمة على عبد ال فكأنه عجل،
فقال عبد الل ه :فداك أب وأمى ،رتل فإنه زين القرآن .قال :وكان علقمة حسن الصوت
بالقرآن
وحدثنا اساعيل بن ابراهيم عن أيوب عن أب حزة قال ،قلت لبن عباس :إن سريع القراءة،
وإن أقرأ القرآن ف ثلث ،فقال :لن اقرأ البقرة ف ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إل من أن أقرأ
كما تقول.وحدثنا حجاج عن شعبة وحاد بن سلمة عن أب حزة عن ابن عباس نو ذلك إل
أن ف حديث حاد أحب إل من أن أقرأ القرآن أجع هذرمة.
ث قال البخارى
مد القراءة
حدثنا مسلم بن ابراهيم ،ثنا جرير بن حازم الزدى ،ثنا قتادة :سألت أنس بن مالك عن
قراءة النب صلى ال عليه وسلم فقال :كان يد مدًا .
وهكذا رواه أهل السنن من حديث جرير بن حازم به ،حدثنا عمرو بن عاصم ،ثنا هام عن
قتادة قال :سئل أنس بن مالك :كيف كان قراءة النب صلى ال عليه وسلم؟ فقال :كانت
مدًا ث قرأ بسم ال الرحن الرحيم يد ببسم ال ويد الرحان ويد الرحيم انفرد به البخارى
من هذا الوجه .وف معناه الديث الذى رواه المام أبو عبيد ،ثنا أحد بن عثمان عن عبد ال
بن البارك عن الليث بن سعد عن ابن أب مليكة عن يعلى بن ملك عن أم سلمة أنا نعتت
68
قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا وهكذا رواه المام أحد بن حنبل
عن يي بن إسحق وأبو داود بن يزيد بن خالد الرملى والترمذى والنسائى كلها عن قتيب ة
كلهم عن الليث بن سعد به ،وقال الترمذى :حسن صحيح.ث قال أبو عبيد :وحدثنا يي
بن سعيد الموى عن ابن جريج عن ابن اب مليكة عن أم سلمة قالت :كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقطع قراءته بسم ال الرحن الرحيم * المد ل رب العالي * الرحن الرحيم
* مالك يوم الدين وهكذا رواه أبو داود من حديث ابن جريج ،وقال الترمذى :غريب
وليس إسناده بتصل ،يعن أن عبد ال بن عبيد ال بن أب مليكة ل يسمعه من أم سلمة انا
رواه عن يعلى بن ملك كما تقدم ،وال تعال أعلم.
الترجيع
حدثنا آدم بن أب إياس ،حدثنا شعبة ،حدثنا أبو إياس قال :سعت عبدال بن مغفل قال
رأيت النب صلى ال عليه وسلم وهويقرأ سورة الفتح على ناقته أو جله و يسي به وهو يقرأ
سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع .وقد تقدم هذا الديث ف القراءة على
الدابة ،وأنه من التفق عليه وفيه أن ذلك كان يوم الفتح ،وأما الترجيع فهو الترديد ف
الصوت ،كما جاء أيضًا ف البخارى أنه جعل يقول :وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تته،
فدل على جواز التلوة عليه وإن أفضى إل ذلك ول يكون ذلك من باب الزيادة ف الروف
بل ذلك مغتفرللحاجة كما يصلى على الدابة حيث توجهت به مع إمكان تأخي ذلك،
والصلة إل القبلة ،وال أعلم.
69
عن أب بردة عن موسى وفيه قصة ،وقد تقدم الكلم على تسي الصوت عند قول البخارى :
من ل يتغن بالقرآن ،وذكرت هناك أحكاما أغن عن إعادتا ههنا ،وال تعال أعلم.
70
ل رسول ال صلى ال عليه وسلم :اقرأ على فقلت :يا رسول ال اقرأ عليك وعليك أنزل؟
قال :نعم فقرأت عليه سورة النساء حت أتيت إل هذه الية فكيف إذا جئنا من كل أمة
بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا قال :حسبك الن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان .
أخرجه الماعة إل ابن ماجة من رواية العمش به ،ووجه الدللة ظاهر ،وكذا الديث
الخر اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم عليه فإذا اختلفتم فقوموا .
ف كم يقرأ القرآن
وقول ال تعال فاقرؤوا ما تيسر منه حدثنا علي ،حدثنا سفيان قال قال ل ابن شبمة نظرت
كم يكفى الرجل من القرآن؟ فلم أجد سورة أقل من ثلث آيات فقلت ل عن ابراهيم عن
عبدالرحن بن يزيد أخبه علقمة عن أب مسعود فلقيته وهو يطوف بالبيت ،فذكر النب صلى
ال عليه وسلم أن:
من قرأ باليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة كفتاه .وقد تقدم أن هذا الديث متفق عليه وقد
جع البخارى فيما بي عبدالرحن بن يزيد وعلقمة عن ابن مسعود وهو صحيح لن عبد
الرحن سعه أول من علقمة ،ث لقى أبا مسعود وهو يطوف فسمعه منه وعلى هذا هو ابن
الدين وشيخه سفيان ابن عيينة وما قاله عبد ال قاضي الكوفة وفقيه الكوفة ف زمانه استنباط
حسن.
وقد جاء ف حديث ف السنن ل صلة إل بفاتة الكتاب وثلث آيات ولكن هذا الديث-
أعن حديث أب مسعود -أصح وأشهر وأخص ،ولكن وجه مناسبته للترجة الت ذكرها
البخارى فيه نظر وال أعلم ،والديث الثان أظهر ف الناسبة وهو قوله:حدثنا موسى بن
إساعيل ،ثنا أبو عوانة عن مغية عن ماهد عن عبدال ابن عمرو قال :أنكحن أب امرأة ذات
حسب ،فكان يتعاهدها كبنته فيسألا عن بعلها ،فتقول :نعم الرجل من رجل ،ل يطأ لنا
فراشاول يفتش لنا كنفا منذ اتيناه .فلما طال ذلك عليه ذكرللنب صلى ال عليه وسلم
فقال:القن به فلقيته بعد ،فقال :كيف تصوم؟ قال :كل يوم .قال :كيف تتم؟ .قال :كل
ليلة ،قال :صم كل شهر ثلثة ،واقرأ القرآن ف كل شهر قال :قلت :ان أطيق أكثر من
71
ذلك،قال :صم ثلثة أيام ف المعة قلت :أطيق أكثر من ذلك ،قال :أفطر يومي وصم يوما
قلت :أطيق أكثر من ذلك قال :صم ،أفضل الصوم صوم داود :صيام يوم وإفطار يوم ،واقرأ
ف كل سبع ليال مرة فليتن قبلت رخصة رسول ال صلى ال عليه وسلم وذلك أن كبت
وضعفت ،فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار ،والذى يقرأ يعرضه بالنهار
ليكون أخف عليه بالليل ،وإذا أراد أن
يتقوى أفطرأياما وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النب صلى ال عليه
وسلم وقال بعضهم :ف ثلث وف خس ،وأكثرهم على سبع .
وقد رواه ف الصوم ،والنسائى أيضًا عن بندار عن غندر عن شعبة عن مغية ،والنسائى من
حديث حصي ،كلها عن ماهد به.
ث روى البخارى ومسلم وأبو داود من حديث يي بن أب كثي عن ممد بن عبدالرحن
مول بن زهرة عن أب سلمة قال :وأحسبن سعت أنا من أب سلمة عن عبدال ابن عمرو
قال :قال النب صلى ال عليه وسلم :اقرأ القرآن ف شهر قلت :إن أجد قوة ،قال :فاقرأه ف
سبع ول تزد على ذلك فهذا السياق ظاهره يقتضى النع من قراءة القرآن ف أقل من سبع،
وهكذا الديث الذى رواه أبو عبيد :ثنا حجاج وعمر بن طارق ويي بن بكي كلهم عن
ابن ليعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن قيس بن أب صعصعة أنه قال للنب صلى ال عليه
وسلم يا رسول ال ف كم اقرأ القرآن؟ قال :ف كل خس عشرة قال :إن أجدن أقوى من
ذلك ،قال :ففى كل جعة .
وحدثنا حجاج عن شعبة عن ممد بن ذكوان رجل من أهل الكوفة قال :سعت عبدالرحن
بن عبدال بن مسعود يقول :كان عبدال بن مسعود يقرأ القرآن ف غي رمضان من المعة إل
المعة .وعن حجاج عن شعبة عن أيوب ،سعت أبا قلبة عن أب الهلب قال :كان أب بن
كعب يتم القرآن ف كل ثان ،وكان تيم الدارى يتمه ف كل سبع ،وحدثنا هشيم عن
العمش عن ابراهيم قال :كان السود يتم القرآن ف كل ست ،وكان علقمة يتمه ف كل
خس ،فلو تركنا ومرد هذا لكان المرف ذلك جليا ،ولكن دلت أحاديث أخر على جواز
قراءته فيما دون ذلك ،كما رواه المام أحد ف مسنده :حدثنا حسن ،ثنا ابن ليعة ،حدثنا
72
حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن النذر النصارى أنه قال :يا رسول ال اقرأ القرآن ف
ثلث؟ قال :نعم قال :فكان يقرؤه حت توف وهذا إسناد جيد قوى حسن ،فإن حسن بن
موسى الشيب ثقة متفق على جللته ،روى له الماعة ،وابن ليعة إنا يشى من تدليسه
أوسوء حفظه ،وقد صرح ههنا بالسماع ،وهو من أئمة العلماء بالديار الصرية ف زمانه،
وشيخه حبان بن واسع بن حبان وأبوه ،كلها من رجال مسلم والصحاب ل يرج له أحد
من أهل الكتب الستة ،وهذا على شرط كثي منهم ،وال أعلم.
وقد رواه أبو عبيد رحه ال عن ابن بكي عن ابن ليعة عن حبان واسع عن أبيه عن سعد بن
النذرالنصارى أنه قال :يا رسول ال أقرأ ف ثلث؟ قال :نعم إن استطعت قال :فكان يقرؤه
كذلك حت توف .
(حديث آخر) -قال أبو عبيد :ثنا يزيد عن هام عن قتادة عن يزيد بن عبدال بن الشخي عن
عبدال بن عمرو قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يفقه من قرأه ف أقل من ثلث
وهكذا أخرجه أحد وأصحاب السنن الربعة من حديث قتادة به ،وقال الترمذى :حسن
صحيح.
(حديث آخر) -قال أبو عبيد :ثنا يوسف بن العرق عن الطيب ابن سليمان قال :حدثتنا
عمرة بنت عبدالرحن أناسعت عائشة تقول :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ليتم
القرآن ف أقل من ثلث .هذا حديث غريب جدًا وفيه ضعف ،فإن الطيب بن سليمان هذا
بصرى ضعفه الدارقطن وليس هو بذاك الشهور ،وال أعلم.
وقد كره غي واحد من السلف قراءة القرآن ف أقل من ثلث ،كماهو مذهب أب عبيد
وإسحاق بن راهويه وغيها من اللف أيضًا.
قال أبوعبيد :ثنا يزيد عن هشام بن حسان عن حفصة بن أب العالية عن معاذ بن جبل أنه
كان يكره أن يقرأ القرآن ف أقل من ثلث ،صحيح.
وحدثنا يزيد عن سفيان عن على بن بذية عن أب عبيدة قال عبدال :من قرأ القرآن ف أقل
من ثلث فهو راجز .وحدثنا حجاج عن شعبة عن على بن بذية عن أب عبيدة عن عبدال له
مثله ،وحدثنا حجاج عن شعبة عن ممد بن ذكوان عن عبدال بن مسعود عن أبيه أنه كان
73
يقرأ القرآن ف رمضان ف ثلث .إسناد صحيح.
فصل
وقد ترخص جاعات من السلف ف تلوة القرآن ف أقل من ذلك،منهم أمي الؤمني عثمان
رضى ال عنه قال أبو عبيد رحه ال :حدثنا حجاج عن ابن جريج ،أخبن ابن خصيفة عن
السائب بن يزيد أن رجل سأل عبد الرحن بن عثمان التيمى عن صلة طلحة بن عبيد ال
فقال :إن شئت أخبتك عن صلة عثمان رضى ال عنه ،فقال :نعم ،قال :قلت لغلب الليلة
على الجرفقمت ،فلما قمت إذا أنا برجل مقنع يزحن ،فنظرت فإذا عثمان بن عفان رضى
ال عنه ،فتأخرت عنه فصلى ،فإذا هو يسجد سجود القرآن حت إذا قلت :هذه هوادى
الفجرأوتر بركعة ل يصل غيها .وهذا إسناد صحيح.
ث قال :ثنا هشيم ،أنا منصور عن ابن سيين قال :قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حي
دخلوا على عثمان ليقتلوه :إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يي الليل كله بركعة يمع فيها
القرآن .وهذا حسن.
وقال أيضًا :حدثنا أبو معاوية عاصم بن سليمان عن ابن سيين أن تيما الدارى قرأ القرآن ف
ركعة .حدثنا حجاج عن شعبة عن حاد عن سعيد بن جبي أنه قال :قرأت القرآن ف ركعة.
حدثنا حجاج عن شعبة عن حاد عن سعيد بن جبي أنه قال :قرأت القرآن ف ركعة ف
البيت ،يعن الكعبة .
وحدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أنه قرأ القرآن ف ليلة ،طاف بالبيت أسبوعًا،
ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بالئي ،ث طاف أسبوعًا ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بالثان ،ث
طاف بالبيت أسبوعًا ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن وهذه كلها أسانيد صحيحة.
ومن أغرب ما ههنا ما رواه أبو عبيد رحه ال ،حدثنا سعيد بن غفي عن بكر عن مضر أن
سليم بن عترالتجيب كان يقرأ القرآن ف ليلة ثلث مرات ،ويامع ثلث مرات ،قال :فلما
مات قالت امرأته :رحك ال إن كنت لترضى ربك وترضى أهلك ،قالوا :وكيف ذلك؟
قالت :كان يقوم من الليل فيختم بالقرآن ،ث يلم بأهله ث يغتسل ويعود فيقرأ حت يتم ،ث
يلم بأهله ،ث يغتسل ويعود فيقرأحت يتم ،ث يلم بأهله ،ث يغتسل ويرج إل صلة الصبح.
74
(قلت) :كان سليم بن عتر تابعيا جليل ثقة نبيل وكان قاضيا بصر أيام معاوية وقاصها ،قال
أبو حات :روى عن أب الدرداء وعنه ابن زحر ،ث قال :حدثن ممد بن عون عن أب صال
كاتب الليث ،حدثن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال :كان سليم بن عتر من خي
التابعي وذكره ابن يونس ف تاريخ مصر -وقد روى ابن أب داود عن ماهد أنه كان يتم
القرآن فيما بي الغرب والعشاء ،وعن منصور قال :كان على الزدى يتم فيما بي الغرب
والعشاء كل ليلة من رمضان ،وعن إبراهيم بن سعد قال :كان أب يتب فما يل حبوته حت
يتم القرآن.
قلت :وروى عن منصور بن زاذان أنه كان يتم فيما بي الظهر والعصر ،ويتم أخرى فيما
بي الغرب والعشاء ،وكانوا يؤخرونا قليل ،وعن المام الشافعى رحه ال أنه كان يتم ف
اليوم والليلة من شهررمضان ختمتي وف غيه ختمة .وعن أب عبدال البخارى صاحب
الصحيح أنه كان يتم ف الليلة ويومها من رمضان ختمة.
ومن غريب هذا وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبدالرحن السلمى الصوف قال سعت الشيخ أبا
عثمان الغرب يقول :كان ابن الكاتب يتم بالنهار أربع ختمات ،وبالليل أربع ختمات ،وهذا
نادر جدا ،فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف ممول .إما على أنه ما بلغهم ف ذلك
حديث ما تقدم ،أو أنم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة ،وال
سبحانه وتعال أعلم.
قال الشيخ أبو زكريا النواوى ف كتابه البيان بعد ذكر طرف ما تقدم ،والختيار أن ذلك
يتلف باختلف الشخاص فمن كان له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر
يصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغول بنشر العلم وغيه من مهمات الدين
ومصال السلمي العامة فليقتصر على قدر ل يصل بسببه إخلل با هو مرصد له ،وإن ل
يكن من هؤلء فليستكثر ما أمكنه من غيخروج إل حد اللل والذرمة .ث قال البخاري
رحه ال:
75
البكاء عند قراءة القرآن
وأورد فيه من رواية العمش عن إبراهيم (عن) عبيدة عن عبدال هو ابن مسعود -قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :اقرأ علي قلت :اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال :إن أشتهى أن
أسعه من غيي قال:فقرأت النساء حت إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا
بك على هؤلء شهيدا قال ل :كف أو أمسك فإذا عيناه تذرفان ،وهذا من التفق عليه كما
تقدم ،وكما سيأتى إن شاء ال.
76
القرآن ويعمل به ،كالتمرة طعمها طيب ول ريح لا ،ومثل النافق الذى يقرأ القرآن كالريانة
ريها طيب وطعمها مر ،ومثل النافق الذى ل يقرأ القرآن كالنظلة طعمها مر أو خبيث-
وريها مر .
ورواه ف موضع آخرمع بقية الماعة من طرق عن قتادة به
ومضمون هذه الحاديث التحذير من الراءاة بتلوة القرآن الت هى من أعظم القرب ،كما
جاء ف الديث واعلم أنك لن تتقرب إل ال بأعظم ماخرج منه يعن القرآن .والذكورون ف
حديث على وأب سعيد هم الوارج وهم الذين ياوز إيانم حناجرهم ،وقد قال ف الرواية
الخرى يقرأحدكم قراءته مع قراءتم ،وصلته مع صلتم ،وصيامه مع صيامهم .ومع هذا
أمر بقتلهم لنم مراءون ف أعمالم ف نفس المر وإن كان بعضهم قد ليقصد ذلك إل أنم
أسسوا أعمالم على اعتقاد غي صال ،فكانوا ف ذلك كالذمومي ف قوله أفمن أسس بنيانه
على تقوى من ال ورضوان خي أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانار به ف نار
جهنم وال ل يهدي القوم الظالي وقد اختلف العلماء ف تكفي الوارج وتفسيقهم ورد
رواياتم ،كما سيأتى تفصيله ف موضعه إن شاء ال تعال.
والنافق الشبه بالريانة الت لا ريح ظاهر وطعمها مر هو الرائى بتلوته ،كما قال تعال إن
النافقي يادعون ال وهو خادعهم وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال يراؤون الناس ول
يذكرون ال إل قليل ث قال البخارى :
77
تابعه الارث بن عبيد و سعيد بن زيد عن أب عمران ول يرفعه حاد بن سلمة وأبان .وقال
غندر عن شعبة عن أب عمران قال :سعت جندبا قوله وقال ابن عون عن أب عمران عن
عبدال بن الصامت عن عمر قوله ،و جندب أكثر وأصح.
وقد رواه ف مواضع أخر و مسلم كلها عن إسحق بن منصور عن عبدالصمد عن هام عن
أب عمران به ،و مسلم أيضا عن يي بن يي عن الارث ابن عبيد أب قدامة عن أب عمران
ورواه مسلم أيضا عن أحد بن سعيد بن حبان بن هلل عن أبان العطار عن أب عمران به
مرفوعا ،وقد حكى البخارى أن أبانا و حاد بن سلمة ل يرفعاه ،فال أعلم ،ورواه النسائى و
الطبان من حديث مسلم بن ابراهيم عن هارون بن موسى العور النحوى عن أب عمران
به .ورواه النسائى أيضا من طرق عن سفيان عن الجاج بن قرافصة عن أب عمران به
مرفوعا ،وف رواية عن هارون ابن زيد بن أب الزرقاء عن أبيه عن سفيان عن حجاج عن أب
عمران عن جندب موقوفا .ورواه عن ممد بن إساعيل بن إبراهيم عن إسحق ابن الزرق عن
عبدال بن عون عن أب عمران عن عبدال بن الصامت عن عمر قوله ،قال أبوبكر بن أب داود
ل يطىء ابن عون ف حديث قط إل ف هذا ،والصواب عن جندب .ورواه الطبان عن
على بن عبدالعزيز عن مسلم بن إبراهيم و سعيد بن منصور قال :ثنا الارث بن عبيد عن أب
عمران عن جندب مرفوعا .فهذا ما تيسر من ذكرطرق هذا الديث على سبيل الختصار.
والصحيح منها ما أرشد إليه شيخ هذه الصناعة أبو عبدال البخارى من الكثر والصح أنه
عن جندب بن عبدال مرفوعا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم .
ومعن الديث أنه عليه السلم أرشد وحض أمته على تلوة القرآن إذا كانت القلوب متمعة
على تلوته متفكرة متدبرة له ل ف حال شغلها ومللا ،فإنه ليصل القصود من التلوة
بذلك ،كما ثبت ف الديث أنه قال عليه السلم :اكلفوا من العمل ما تطيقون ،فإن ال ل
يل حت تلوا وقال :أحب العمال إل ال ما داوم عليه صاحبه -وف اللفظ الخر -أحب
العمال إل ال أدومها وإن قل .
ث قال البخارى :ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبداللك ابن ميسرة عن النال بن سبة
عن عبدال هو ابن مسعود أنه سع رجل يقرأ آية سع من النب صلى ال عليه وسلم خلفها،
78
فأخذت بيده فانطلقت إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :كلكما مسن فاقرآ أكب علمى
قال فإن من قبلكم اختلفوا فيه فأهلكهم ال عزوجل .
وأخرجه النسائى من رواية شعبة به .وهذا ف معن الديث الذى تقدمه ،وأنه ينهى عن
الختلف ف القراءة والنازعة ف ذلك والراء فيه ،كما تقدم ف النهى عن ذلك ،وال أعلم.
وقريب من هذا ما رواه عبدال بن المام أحد ف مسند أبيه ،ثنا أبو ممد سعيد بن ممد
الرمى ثنا يي بن سعيد الموى عن العمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال :قال عبدال
بن مسعود :تارينا ف سورة من القرآن فقلنا :خس وثلثون آية ،ست وثلثون اية ،قال:
فانطلقنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجدنا عليا يناجيه ،فقلنا له :اختلفنا ف القراءة
فاحر وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال على :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم
يأمركم أن تقرءوا كما علمتم .وهذا آخر ما أورده البخارى رحه ال ف كتاب فضائل
القرآن ،ول المد والنة.
79
وقال أحد :ثنا حجاج ،ثنا ليث ،حدثن يزيد بن أب حبيب عن أب الي عن أب الطاب
عن أب سعيد أنه قال :أن رسول ال عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إل نلة ،فقال:
أل أخبكم بي الناس وشر الناس؟ إن خي الناس رجل عمل ف سبيل ال على ظهرفرسه أو
ل فاجرا يقرأ كتاب ال على ظهر بعيه أو على قدميه حت يأتيه الوت ،وإن من شر الناس رج ً
ل يرعوى إلىشىء منه .
وقال الافظ أبو بكر البزار :ثنا ممد بن عمر بن هياج الكوف ،ثنا السي بن عبد العلى ،
ثنا ممد بن السن المدان عن عمرو بن قيس عن عطية عن أب سعيد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :من شغله قراءة القرآن عن دعائى أعطيته أفضل ثواب الشا كرين .
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن فضل كلم ال على سائر الكلم كفضل ال على
خلقه .
ث قال :تفرد به ممد بن السن ول يتابع عليه.
وقال المام أحد :ثنا أبو عبيدة الداد ،حدثن عبد الرحن ابن بديل ابن ميسرة ،حدثن أب
عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن ل اهلي من الناس قيل :من
هم يا رسول ال قال :أهل القرآن هم أهل ال وخاصته
وقال أبو القاسم الطبان :ثنا ممد بن على بن شعيب السمسار ،ثنا خالد بن خداش ،ثنا
جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضى ال عنه كان إذا ختم القرآن جع أهله
وولده فدعا لم .وقال الافظ أبو القاسم الطبان :ثنا عبدال بن أحد بن حنبل ،ثنا ممد
بن عباد الكى ،ثنا حات بن اساعيل عن شريك عن العمش عن يزيد بن أبان عن السن عن
أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :القرآن غن ل فقر بعده ولغن بدونه
وقال الافظ أبو بكر البزار :ثنا سلمة بن شبيب ،ثنا عبدالرزاق ،ثنا عبدال بن الحرر عن
قتادة عن أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لكل شىء حلية ،وحلية القرآن
الصوت السن ابن الحرر ضعيف.
وقال المام أحد :حدثنا حسن :ثنا ابن ليعة ،ثنا بكر بن سوادة عن وفاء الولن عن
80
أنس بن مالك قال :بينما نن (نقرأ) فينا العرب والعجمى والسود والبيض إذ خرج علينا
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :أنتم ف خي تقرءون كتاب ال وفيكم رسول ال،
وسيأتى على الناس زمان يثقفونه كما يثقف القدح يتعجلون اجورهم ول يتأجلونا
وقال الافظ أبو بكر البزار :ثنا يوسف بن موسى ،ثنا عبدال بن الهم ،ثنا عمرو بن أب
قيس عن عبد ربه بن عبدال عن عمر بن نبهان عن السن عن أنس أن النب صلى ال عليه
وسلم قال :أن البيت الذى يقرأ فيه القرآن يكثر خيه ،والبيت الذى ليقرأ فيه القرآن يقل
خيه
وقال الافظ أبو يعلى :حدثنا الفضل بن الصبح ،حدثنا أبو عبيدة ،حدثن يزيد الرقاشى
عن أنس قال :قعد أبو موسى ف بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال :فأتى
رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل فقال :يا رسول ال أل أعجبك من أب موسى أنه قعد
ف بيت واجتمع إليه ناس ،فأنشأ فقرأ عليهم القرآن قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
:
أتستطيع أن تقعدن حيث ل يران منهم أحد؟ قال نعم قال :فخرج رسول صلى ال عليه
وسلم فأقعده الرجل حيث ل يراه منهم أحد ،فسمع قراءة أب موسى فقال :إنه ليقرأ على
مزمار من مزامي داود عليه السلم .
وقال المام أحد :حدثنا مصعب بن سلم ،ثنا جعفر هو ابن ممد ابن على بن السي عن
أبيه عن جابر بن عبدال قال :خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فحمد ال وأثن عليه با
هوأهله ،ث قال :أما بعد فإن أصدق الديث كتاب ال ،وأن أفضل الدى هدى ممد ،وشر
المور مدثاتا ،وكل بدعة ضللة ،ث يرفع صوته وتمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة
كانه منذر جيش قال :ث يقول أتتكم الساعة ،بعثت أنا والساعة هكذا -وأشار بإصبعيه
السبابة والوسطى -صبحتكم الساعة ومستكم ،من ترك مالً لهله ومن ترك دينًا أو ضياعًا
فإل وعلي
وقال المام أحد :ثنا عبدالوهاب -يعن ابن عطاء -أنا أسامة ابن زيد الليثى عن ممد بن
النكدر عن جابر بن عبدال قال :دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد ،فإذا قوم
81
يقرءون القرآن قال:اقرأوا القرآن وابتغوا به ال عز وجل من قبل أن يأتى قوم يقيمونه إقامة
القدح يتعجلونه ول يتأجلونه
وقال أحد أيضًا :ثنا خلف بن الوليد ،ثنا خالد عن حيد العرج عن ممد بن النكدر عن
جابر بن عبدال قال :خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن نقرأ القرآن وفينا
العجمى والعراب قال فاستمع ،قال :فقال:
اقرأوا فكل حسن ،وسيأتى قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ول يتأجلونه .
وقال أبو بكر البزار :ثنا أبو كريب ممد بن العلء ،ثنا عبدال بن الجلح عن العمش عن
العلى الكندى ،عن عبدال بن مسعود قال :إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إل
النة ،ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نوها-؟دح ف قفاه إل النار .وحدثنا أبو كريب
،ثنا عبدال بن الجلح عن العمش عن أب سفيان عن جابر عن عبدال عن النب صلى ال
عليه وسلم نوه.
وقال الافظ أبو يعلى :ثنا أحد بن عبدالعزيز بن مروان أبو صخر ،حدثن بكي عن يونس
عن موسى بن على عن أبيه ،عن يي بن أب كثي اليمامى ،عن جابر عن عبدال أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال :من قرأ ألف آية كتب له قنطارًا ،والقنطار مائة رطل والرطل
ثنتا عشرة أوقية ،والوقية ستة دناني ،والدينار أربعة وعشرون قياطًا ،والقياط مثل أحد،
ومن قرأ ثلثائة قال ال للئكته :نصب عبدى كى أشهدكم يا ملئكت أن قد غفرت له،
ومن بلغه عن ال فضيلة فعمل با إيانًا به ورجاء ثوابه أعطاه ال ذلك ،وإن ل يكن ذلك
كذلك .
وقال أحد :ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :إن الرجل الذى ليس ف جوفه شىء من القرأن كالبيت الرب .
قال البزار :ل نعلمه يروى عن ابن عباس إل من هذا الوجه.
وقال الطبان :ثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة ،حدثن أب قال :وجدت ف كتاب أب بطه
عن عمران بن أب عمران عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :من اتبع كتاب ال هداه ال من الضللة ،ووقاه سوء الساب يوم القيامة ،وذلك أن
82
ال عزوجل يقول ،فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى وقال الطبان :ثنا ( عثمان بن يي
بن صال ) ،ثنا أب ثنا ابن ليعة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال :إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به وقال أيضًا :حدثن
أبو زيد القراطيسى ،ثنا نعيم بن حاد ،ثنا ( عبدة ابن سليمان ) عن سعيد أب سعد البقال ،
عن الضحاك عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أحسنوا الصوات
بالقرآن وروى أيضًا بسنده إل الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا أشراف أمت حلة القرآن .
وقال الطبان :ثنا معاذ بن الثن ،ثنا ( ابراهيم بن أب سويد الذارع ) ثنا صال الرى عن
قتادة عن زرارة بن أوف عن ابن عباس قال :سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال:
أى العمال أحب إل ال؟ فقال :الال الرتل قال :يارسول ال ما الال الرتل؟
قال:صاحب القرآن يضرب ف أوله حت يبلغ آخره ،وف آخره حت يبلغ أوله .
83
فإنه ليعينن على اليغيك ،ول موفق له إل أنت ،فافعل ذلك ثلث جع أو خسا أو سبعا
تفظه بإذن ال وما اخطأ مؤمنا قط .فأتى النب صلى ال عليه وسلم بعد ذلك بسبع جع
فأخبه بفظ القرآن والديث ،فقال النب صلى ال عليه وسلم :مؤمن ورب الكعبة ،علم أبا
السن علم أبا السن .هذا سياق الطبان.
وقال أبوعيسى الترمذى ف كتاب الدعوات من جامعه ،حدثنا احد ابن السن ثنا سليمان بن
عبدالرحن الدمشقى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن عطاء بن أب رباح و عكرمة مول
ابن عباس عن ابن عباس أنه قال :بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ جاءه على
بن أب طالب فقال :بأب أنت وأمى ،تفلت هذا القرآن من صدرى فما أجدن أقدر عليه؟
فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا أبا السن ،أفل أعلمك كلمات ينفعك ال بن
وتنفع بن من علمته ويثبت ما تعلمت ف صدرك قال :أجل يا رسول ال فعلمن قال -إذا
كانت ليلة المعة فإن استطعت أن تقوم ف ثلث الليل الخر فإنا ساعة مشهودة والدعاء فيها
مستجاب وقال أخى يعقوب لبنيه ،سوف أستغفر لكم رب يقول حت تأتى ليلة المعة ،فإن
ل تستطع فقم ف وسطها ،فإن ل تستطع فقم ف أولا فصل أربع ركعات تقرأ ف الول
بفاتة الكتاب وسورة يس ،وف الركعة الثانية بفاتة الكتاب وحم الدخان ،وف الركعة الثالثة
بفاتة الكتاب وأل تنيل السجدة ،وف الركعة الرابعة بفاتة الكتاب وتبارك الفصل ،فإذا
فرغت من التشهد فاحد ال وأحسن الثناء على ال ،وصل على وأحسن وعلى سائر النبيي،
واستغفر للمؤمني والؤمنات ولخوانك الذين سبقوك باليان ،ث قل ف آخر ذلك :اللهم
ارحن بترك العاصى أبدا ما أبقيتن ،وارحن أن أتكلف ما ليعنين ،وارزقن حسن النظر فيما
يرضيك عن ،اللهم بديع السماوات والرض ذا اللل والكرام ،والعزة الت لترام ،أسألك
يا ال يا رحان بللك ونور وجهك أن تلزم قلب حفظ كتابك كما علمتن ،وارزقن أن
أتلوه على النحو الذي يرضيك عن .اللهم بديع السموات والرض ذا اللل والكرام والعزة
الت ل ترام أسألك يا ال يا رحان بللك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى ،وأن تطلق
به لسان ،وأن تفرج به عن قلب ،وأن تشرح به صدرى ،وأن تغسل به بدن ،فإنه ليعينن
على الي غيك ول يؤتيه ال أنت ،ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم ،يا أبا السن
84
تفعل ذلك ثلث جع أو خسا أو سبعا تاب بإذن ال ،والذى بعثن بالق ما أخطأ مؤمنا قط
.قال ابن عباس :فوال ما لبث على إل خسا أو سبعا حت جاء رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف ذلك الجلس فقال :يا رسول ال وال إن كنت فيما خل ل آخذ إل أربع آيات أو
نوهن :فإذا قرأتن على نفسى تفلت وأنا أتعلم اليوم أربعي آية أو نوها فإذا قرأتا على
نفسى فكأنا كتاب ال بي عين ،ولقد كنت أسع الديث فإذا قرأته تفلت ،وأنا اليوم أسع
الحاديث فإذا تدثت با ل أحزم منها حرفا .فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم عند
ذلك :مؤمن ورب الكعبة أبا السن ث قال الترمذى :هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل
من حديث الوليد ابن مسلم كذا قال ،وقد تقدم من غي طريق .ورواه الاكم ف مستدركه
من طريق الوليد ث قال :على شرط الشيخي ،ولشك ،أن سنده من الوليد على شرط
الشيخي حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج فال أعلم فإنه من البي غرابته بل نكارته
وال أعلم.
وقال المام أحد :حدثنا وكيع :ثنا العمرى عن نافع عن ابن عمر قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم :مثل القرآن مثل البل العقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها ،وإن تركها ذهبت
.
ورواه أيضا عن ممد بن عبيد و يي بن سعيد عن عبدال العمر به ورواه أيضا عن عبدالرزاق
عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بنحوه.
وقال البزار :ثنا ممد بن معمر ثنا حيد بن حاد بن أب الوار ثنا مسعر عن عبدال بن دينار
عن ابن عمر قال :سئل رسول ال :أى الناس أحسن قراءة قال :من إذا سعته يقرأ رؤيت أنه
يشى ال عز وجل .
قال المام أحد :ثنا عبدالرحن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبدال بن عمرو عن النب
صلى ال عليه وسلم قال :يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل ف الدنيا،
فإن منلتك عند آخر آية تقرؤها .
وقال أحد :ثنا حسن ثنا ابن ليعة حدثن حي بن عبدال .عن أب عبدالرحن عن عبدال بن
عمرو قال :جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال إن أقرأ القرآن
85
فل أجد قلب يعقل عليه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:إن قلبك حشى اليان وإن
العبد يعطى اليان قبل القرآن .
وبذا السناد أن رجل جاء بابن له فقال :يا رسول ال إن ابن يقرأ الصحف بالنهار ،ويبيت
بالليل ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما تنقم إن ابنك يظل ذاكرا ويبيت سالا .
وقال أحد :ثنا موسى بن داود ثنا ابن ليعة عن حي عن أب عبدالرحن عن عبدال بن عمرو
أن النب صلى ال عليه وسلم قال :الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،يقول الصيام:
أى رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعن فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعن
فيه قال فيشفعان .
وقال أحد :ثنا حسن ثنا ابن ليعة عن عبد الرحن بن جبي عن عبد ال بن عمرو سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :أكثر منافقى أمت قراؤها .
وقال أحد :ثنا وكيع حدثن هام عن قتادة عن يزيد بن عبدال ابن الشخي عن عبدال بن
عمرو قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من قرأ القرآن ف أقل من ثلث ل يفقهه
ورواه أيضا عن غندر عن شعبة عن قتادة به ،وقال الترمذى :حسن صحيح.
وقال أبو القاسم الطبان :ثنا ممد بن إسحاق بن راهويه ثنا أب ثنا عيسى بن يونس و يي
بن أب حجاج التميمى عن اساعيل بن رافع عن اساعيل بن عبدال بن أب الهاجر عن عبدال
بن عمرو عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :من قرأ القرآن فكأنا استدرجت النبوة بي
جنبيه غي أنه ليوحى إليه .ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل ما أعطى ،فقد عظم
ما صغرال وصغرما عظم ال ،وليس ينبغى لامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن
يغضب ،أو يتد فيمن يتد ،ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن .
وقال المام أحد :ثنا أبو سعيد مول بن هاشم م ثنا عباد بن ميسرة عن السن عن أب
هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :من استمع إل آية من كتاب ال كتبت له
حسنة مضاعفة ،ومن تلها كانت له نورا يوم القيامة .
وقال البزار :حدثنا ممد بن حرب ثنا يي بن التوكل ثنا عنبسة بن مهران عن الزهرى عن
شعبة و أب سلمة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال :مراء ف القرآن كفر .ث
86
قال :عنبسة هذا ليس بالقوى .وعنده فيه إسناد آخر.
وقال الافظ أبو يعلى :ثنا أبو بكر بن أب إدريس ثنا القبى عن جده عن أب هريرة قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أعربوا القرآن والتمسواغرائبه
وقال الطبان :ثنا موسى بن خازم الصبهان ثنا ممد بن بكي الضرمى ثنا اساعيل بن
عياش عن يي بن الارث الذمارى عن القاسم أب عبد الرحن عن فضالة بن عبيد و تيم
الدارى عن النب صلى ال عليه وسلم قال :من قرأ عشر آيات ف ليلة ،كتب له قنطار،
والقنطار خي من الدنيا وما فيها ،فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل :اقرأ وارق بكل
آية درجة حت ينتهى إل آخر آية معه ،يقول ربك اقبض ،فيقول العبد بيده يارب أنت أعلم،
(فيقول) بذه اللد وبذه النعيم .
آخر فضائل القرآن للحافظ العلمة الرحلة الهبذ مفيد الطالبي الشيخ عماد الدين إساعيل
الشهي بابن كثي كثر ال فوائده.
ت بمد ال.
87