You are on page 1of 87

‫فضائل القرآن‬

‫للحافظ ابن كثي‬

‫‪1‬‬
‫فضائل القرآن‬

‫قال البخارى رحه ال كيف نزل الوحى وأول ما نزل قال ابن عباس ‪ :‬الهيمن المي القرآن‬
‫أمي على كل كتاب قبله‪.‬‬
‫حدثنا عبيد ال بن موسى عن شيبان عن يي عن أب سلمه قال‪ :‬أخبتن عائشة و ابن عباس‬
‫قال‪ :‬لبث النب صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني ينل عليه القرآن‪ ،‬وبالدينة عشرا ‪.‬‬
‫ذكر البخارى رحه ال كتاب فضائل القرآن بعد كتاب التفسي لن التفسيأهم فلهذا بدأ به‪،‬‬
‫فجرينا على منواله وسننه مقتضي به‪ ،‬وقول ابن عباس ف الهيمن‪ :‬إنا يريد به البخارى قوله‬
‫تعال ف الائدة بعد ذكر التوراة والنيل وأنزلنا إليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه من‬
‫الكتاب ومهيمنا عليه قال المام أبو جعفر بن جرير رحه ال‪:‬ثنا الثن ثنا عبد ال بن صال‬
‫حدثن معاويه عن علي يعن ابن أب طلحة عن ابن عباس قوله ومهيمنا عليه قال‪ :‬الهيمن‬
‫المي قال‪ :‬القرآن أمي على كل كتاب قبله وف رواية شهيدا عليه ‪ .‬وقال سفيان الثورى‬
‫وغي واحد من الئمة عن أب اسحاق السبيعي عن التميمى عن ابن عباس ومهيمنا عليه قال‪:‬‬
‫مؤتنا‪ ،‬وبنحو ذلك قال ماهد و السدى و قتادة و ابن جريج و السن البصرى وغي واحد‬
‫من أئمة السلف وأصل اليمنة الفظ والرتقاب‪ ،‬يقال إذا ارقب الرجل الشىء وحفظه‬
‫وشهده‪ :‬قد هيمن فلن عليه‪ ،‬فهو مهيمن هيمنة‪ ،‬وهو عليه مهيمن‪ ،‬وف أساء ال تعال‬
‫الهيمن وهو الشهيد على كل شىء الرقيب الفيظ بكل شىء‪.‬‬
‫وأما الديت الذى اسنده البخارى أنه عليه السلم أقام بكة عشر سني ينل عليه القرآن‬
‫وبالدينة عشرا‪ ،‬فهو ما انقرد به البخارى دون مسلم وإنا رواه النسائى من حديث شيبان‬
‫وهو ابن عبد الرحن عن يي وهو ابن كثي عن أب سلمة عنهما‪ ،‬وقال أبوعبيد القاسم بن‬
‫سلم ‪ :‬ثنا يزيد عن داود بن أبىهند عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬أنزل القران جلة واحدة‬
‫إل ساء الدنيا ف ليلة القدر‪ ،‬ث نزل بعد ذلك ف عشرين سنة‪ .‬ث قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على‬
‫الناس على مكث ونزلناه تنيل هذا إسناد صحيح أما إقامته بالدينة عشرا فهذا ما ل خلف‬

‫‪2‬‬
‫فيه‪ .‬وأما إقامته بكة بعد النبوة فالشهور ثلث عشرة سنة‪ ،‬لنه عليه السلم أوحى إليه وهو‬
‫ابن أربعي سنة‪ ،‬وتوف وهو ابن ثلث وستي سنة على الصحيح‪ ،‬ويتمل أنه حذف ما زاد‬
‫على العشر اختصارا ف الكلم‪ ،‬لن العرب كثيا ما يذفون الكسور ف كلمهم‪ ،‬أو أنما‬
‫اعتباقرن جبيل عليه السلم‪ ،‬فإنه قد روى المام أحد أنه قرن به عليه السلم ميكائيل ف‬
‫ابتداء المر يلقى اليه الكلمة وشىء ث قرن به جبيل ‪ .‬ووجه مناسبة هذا الديث بـ فضائل‬
‫القرآن أنه ابتدئ بنوله ف مكان شريف وهو البلد الرام‪ ،‬كما أنه ف زمن شريف‪ ،‬وهو شهر‬
‫رمضان‪ ،‬فاجتمع له شرف الزمان والكان‪.‬‬
‫ولذا يستحب إكثار تلوة القرآن ف شهر رمضان‪ ،‬لنه ابتدئ بنوله‪ ،‬ولذا كان جبيل‬
‫يعارض به رسول ال ف كل سنة ف شهر رمضان‪ ،‬فلما كانت السنة الت توف فيها عارضه‬
‫مرتي تأكيدا وتثبيتا وأيضا ففى الديث بيان أنه من القرآن مكى‪ ،‬ومنه مدن‪ ،‬فالكى ما نزل‬
‫قبل الجرة‪ ،‬والدن ما نزل بعد الجرة سواء كان بالدينة أو بغيها من أى البلد كان‪ ،‬حت‬
‫ولوكان بكة أو عرفة‪.‬‬
‫وقد أجعوا على سور أنا من الكى وأخر أنا من الدن‪ ،‬واختلفوا ف أخر وأراد بعضهم ضبط‬
‫ذلك بضوابط ف تقييدها عسر ونظر ولكن قال بعضهم‪ :‬كل سورة ف أولا شىء من الروف‬
‫القطعة فهى مكية‪ ،‬إل البقرة وآل عمران‪ ،‬كما أن كل سورة فيها يا أيها الذين آمنوا فهى‬
‫مدنية‪ ،‬وما فيه يا أيها الناس فيحتمل أن تكون من هذا ومن هذا‪ ،‬والغالب أنه مكى‪ ،‬وقد‬
‫يكون مدنيا كما ف البقرة‪ :‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم‬
‫تتقون ‪ -‬يا أيها الناس كلوا ما ف الرض حلل طيبا ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم‬
‫عدو مبي ‪.‬‬
‫قال أبوعبيد ‪ :‬ثنا أبومعاوية ثنا من سع العمش يدث عن إبراهيم عن علقمة ‪ :‬كل شىء ف‬
‫القرآن يا أيها الذين آمنوا فانه أنزل بالدينة‪ ،‬وما كان منها يا أيها الناس فانه أنزل بكة ث قال‪:‬‬
‫ثنا على بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران قال‪ :‬ما كان ف القرآن يا أيها الناس و يا‬
‫بن آدم فإنه مكى وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدن‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬إن بعض السور نزل مرتي‪ :‬مرة بالدينة ومرة بكة‪ ،‬وال أعلم‪ .‬ومنهم من‬
‫‪3‬‬
‫يستثن من الكى آيات‪ ،‬يدعى أنا من الدن‪ ،‬كما ف سورة الج وغيها‪.‬‬
‫والق ف ذلك ما دل عليه الدليل الصحيح‪ ،‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبوعبيد ‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن معاوية بن صال عن على بن أب طلحة قال‪:‬‬
‫نزلت بالدينة سورة البقرة‪ ،‬وال عمران والنساء‪ ،‬وا لائدة‪ ،‬والنفال‪ ،‬والتوبة‪ ،‬والج‪ ،‬وا لنور‪،‬‬
‫والحزاب‪ ،‬والذ ين كفروا‪ ،‬والفتح‪ ،‬والد يد‪ ،‬والجادلة‪ ،‬والشر‪ ،‬والمتحنة‪ ،‬والواريون‪،‬‬
‫والتغابن‪ ،‬و يا أيها النب إذا طلقتم النساء و يا أيها النب ل ترم و الفجر ‪ ،‬و الليل إذا يغشى و‬
‫إنا أنزلناه ف ليلة القدر و ل يكن ‪ .‬و إذا زلزلت و إذا جاء نصر ال والفتح ‪ .‬وسائر ذلك‬
‫بكة‪ ،‬هذا إسناد صحيح عن ابن أب طلحة مشهور‪ ،‬وهو أحد أصحاب ابن عباس الذين رووا‬
‫عنه التفسي‪.‬‬
‫وقد ذكر ف الدن سورا ف كونا مدنية نظر‪ .‬وما به الجرات العوذات‪.‬‬

‫الديث الثان‬
‫وقال البخارى ‪ :‬ثنا موسى بن إساعيل ثنا معتمر قال‪ :‬سعت أبىعن أب عثمان قال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أنبئت أن جبيل عليه السلم أتى النب صلى ال عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث‪،‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم لم سلمة ‪ :‬من هذا أو كما قال‪ ،‬قالت‪ :‬هذا دحيه‪ ،‬فلما قام‬
‫قالت‪ :‬وال ما حسبته إل إياه حت سعت خطبة النب صلى ال عليه وسلم يب خب جبيل أو‬
‫كما قال قال أب‪ :‬قلت لبىعثمان ‪ :‬من سعت هذا؟ قال‪ :‬من أسامة بن زيد رضي ال عنه ‪.‬‬

‫وهكذا رواه أيضا ف علمات النبوة عن عباس بن الوليد النرسى و مسلم ف فضائل أم سلمة‬
‫عن عبدالعلى بن حاد و ممد بن عبد العلى كلهم عن معتمر بن سليمان به‪ .‬والغرض من‬
‫ايراده هذا الديث ههنا أن السفي بي ال وبي ممد صلى ال عليه وسلم جبيل عليه‬
‫السلم‪ ،‬وهو ملك كري‪ ،‬ذو وجاهة وجللة ومكانة‪ ،‬كما قال تعال‪ :‬نزل به الروح المي *‬
‫على قلبك لتكون من النذرين وقال تعال‪ :‬إنه لقول رسول كري * ذي قوة عند ذي العرش‬
‫مكي * مطاع ث أمي * وما صاحبكم بجنون اليات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فمدح الرب تبارك وتعال عبديه ورسوليه جبيل وممدا صلى ال وسلم عليهما‪ ،‬وسنستقصى‬
‫الكلم على تفسيهذا الكان ف موضعه إذا وصلنا إليه إن شاء ال تعال وبه الثقة وف الديث‬
‫فضيلة عظيمة لم سلمة رضى ال عنها‪ -‬كما بينه مسلم رحه ال‪ ،‬لرؤيتها هذا اللك العظيم‬
‫وفضيلة أيضا لدحية بن خليفة الكلب وذلك أن جبيل عليه السلم كان كثيا ما يأتى إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم على صورة دحية وكان جيل الصورة رضى ال عنه‪ ،‬وكان‬
‫من قبيلة أسامة بن زيد بن حارثة الكلب وهم من قبيلة قضاعة‪ ،‬وقضاعة قيل‪ :‬إنم من عدنان‪،‬‬
‫وقيل من قحطان‪ ،‬كلهم ينسبون إل كلب بن وبره‪ ،‬وقيل بطن مستقل بنفسه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫الديث الثالث‬
‫حدثنا عبد ال بن يوسف ثنا الليث ثنا سعيد القبى عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ ،‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما من النبياء نب إل أعطى من اليات ما مثله آمن عليه البشر‪ ،‬وإنا‬
‫كان الذى أوتيت وحيا أوحاه ال إل‪ ،‬فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ورواه أيضا‬
‫ف العتصام عن عبد العزيز بن عبد ال و مسلم و النسائى عن قتيبة جيعا عن الليث بن سعد‬
‫عن سعيد بن أب سعيد عن أبيه واسه كيسان القبى به‪.‬‬
‫وف هذا الديث فضيلة عظيمة للقرآن الجيد على كل معجزة أعطيها بن من النبياء وعلى‬
‫كل كتاب أنزله‪ ،‬وذلك أن معن الديث‪ :‬ما من نب إل أعطى‪ -‬أى من العجزات‪ -‬ما آمن‬
‫عليه البشر‪ ،‬أى ما كان دليل على تصديقه فيما جاءهم به واتبعه من اتبعه من البشر‪ ،‬ث لا‬
‫مات النبياء ل تبق لم معجزة بعدهم إل ما يكيه أتباعهم عما شاهدوه ف زمانه ‪.‬‬
‫وأما الرسول الات للرسالة ممد صلى ال عليه وسلم فإنا كان معظم‬
‫ما آتاه ال وحيا منه إليه منقول ال الناس بالتواتر‪ ،‬ففى كل حي هو كما أنزل‪ .‬فلهذا قال‪:‬‬
‫فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا وكذلك وقع فإن أتباعه أكثر من أتباع النبياء لعموم رسالته‪،‬‬
‫ودوامها ال قيام الساعة واستمرار معجزته‪ .‬ولذا قال ال تعال‪ :‬تبارك الذي نزل الفرقان على‬
‫عبده ليكون للعالي نذيرا وقال تعال‪ :‬قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا‬
‫القرآن ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيا ‪.‬‬
‫ث تقاصر معهم إل عشر سور منه فقال أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات‬
‫‪5‬‬
‫وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم صادقي ث تداهم إل أن يأتوا بسورة من مثله‬
‫فعجزوا‪ ،‬فقال أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم‬
‫صادقي وقصر التحدى على هذ القام ف السور الكية‪ -‬كما ذكرنا ف الدنية أيضا‪ ،‬كما ف‬
‫سورة البقرة حيث قال تعال‪ :‬وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله‬
‫وادعوا شهداءكم من دون ال إن كنتم صادقي * فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت‬
‫وقودها الناس والجارة أعدت للكافرين وأخبهم أنم عاجزون عن معارضته بثله وأنم ل‬
‫يفعلون ذلك ف الستقبل أيضا‪.‬‬
‫هذا وهم أفصح اللق وأعلمهم بالبلغة والشعر وقريض الكلم وضروبه‪ ،‬لكن جاءهم من ال‬
‫مال قبل لحد من البشر به من الكلم الفصيح البليغ الوجيز الحتوى على العلوم الكثية‬
‫الصحيحة النافعة‪ ،‬والخبار الصادقة‪ ،‬عن الغيوب الاضية والتية‪ ،‬والحكام العادلة الحكمة‪،‬‬
‫كما قال تعال‪ :‬وتت كلمة ربك صدقا وعدل ‪.‬‬
‫وقال المام أحد بن حنبل ‪ :‬ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أب‪ ،‬ثنا ممد بن اسحاق قال‪ :‬ذكر‬
‫ممد بن كعب القرظى عن الارث بن عبد ال العور قال‪ :‬قلت لتي أمي الؤمني فل سألنه‬
‫عما سعت العشية‪ ،‬قال‪ :‬فجئته بعد العشاء فدخلت عليه‪ ،‬فذكر الديث‪ .‬قال ث قال‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬أتان جبيل فقال‪ :‬ياممد إن أمتك متلفة بعدك‪-‬‬
‫قال‪ -‬فقلت له‪ :‬فأين الخرج يا جبيل؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬كتاب ال‪ ،‬به يقصم ال كل جبار‪ ،‬من‬
‫اعتصم به نا‪ ،‬ومن تركه هلك‪ -‬مرتي‪ -‬قول فصل‪ ،‬وليس بالزل‪ ،‬ل تلقه اللسن‪ ،‬ول تفن‬
‫عجائبه‪ ،‬فيه نبأ من كان قبلكم‪ ،‬وفصل مابينكم‪ ،‬وخبماهو كائن بعدكم رواه المام أحد ‪.‬‬
‫وقد قال أبوعيسى الترمذى ‪ :‬ثنا عبد بن حيد ثنا حسي بن على العفى ثنا حزة الزيات عن‬
‫أب الختار الطائى عن ابن أخى الارث العور عن الارث العور قال‪ :‬مررت إل السجد‬
‫فاذا الناس يوضون ف الحاديث‪ ،‬فدخلت على علي فقلت‪ :‬يا أمي الؤمني أل ترى الناس قد‬
‫خاضو ف الحاديث؟ قال‪ :‬أوقد فعلوها؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما إن قد سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪:‬أل إنا ستكون فتنة فقلت‪ :‬فما الخرج منها يارسول ال؟ قال‪ :‬كتاب‬
‫ال فيه نبأ ماقبلكم‪ ،‬وخب مابعدكم وحكم مابينكم‪ ،‬وهو الفصل‪ ،‬ليس بالزل‪ ،‬من تركه من‬
‫‪6‬‬
‫جبارقصمة ال‪ ،‬ومن ابتغى الدى ف غيه أضله ال‪ .‬وهو حبل ال التي‪ .‬وهو الذكر الكيم‪،‬‬
‫وهو الصراط الستقيم هو الت ل تزيغ به الهواء‪ ،‬ول تلتبس به اللسنه‪ ،‬ول يشبع منه العلماء‪،‬‬
‫ول يلق عن كثرة الرد‪ ،‬ول تنقضى عجائبه‪ ،‬هو الذى ل تنته الن إذا سعته حت قالوا إنا‬
‫سعنا قرآنا عجبا * يهدي إل الرشد فآمنا به من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪ .‬ومن حكم‬
‫به عدل‪ ،‬ومن دعا إليه هدى إل صراط مستقيم خذها اليك يا أعور ‪ .‬ث قال‪ :‬هذا حديث‬
‫غريب ل نعرفه إل من حديث حزة الزيات وإسناده مهول‪ ،‬وف حديث الارث مقال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ل ينفرد بروايته حزة بن حبيب الزيات بل قد رواه ممد بن إسحاق عن ممد بن‬
‫كعب القرظى عن الارث العور فبئ حزة من عهدته على أنه وإن كان ضعيف الديث‬
‫فإنه إمام ف القراءة‪ .‬والديث مشهور من رواية الارث العور وقد تكلموا فيه بل قد كذبه‬
‫بعضهم من جهة رأيه واعتقاده‪ ،‬أما أنه تعمد الكذب ف الديث فل‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقصارى هذا الديث أنا يكون من كلم أمي الؤمني على رضى ال عنه‪ ،‬وقد وهم بعضهم‬
‫ف رفعه‪ ،‬وهو كلم حسن صحيح على أنه قد روى له شاهد عن عبد ال بن مسعود رضي‬
‫ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قال المام العلم أبوعبيد ال القاسم بن سلم رحه ال ف كتابة فضائل القرآن ‪ :‬ثنا أبو‬
‫اليقظان عمار بن ممد الثورى أو غيه عن أب إسحاق الجرى عن أب الحوص عن عبد ال‬
‫بن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن هذا القرآن مأدبة ال فتعلموا من مأدبته ما‬
‫استطعتم‪ ،‬إن هذا القرآن حبل ال‪ ،‬وهو النور البي‪ ،‬والشفاء النافع‪ ،‬عصمة لن تسك به‪،‬‬
‫وناة لن تبعه‪ ،‬ل يعوج فيقوم ول يزيغ فيستعتب ول تنقضى عجائبه‪ ،‬ول يلق عن كثرة‬
‫الرد‪ ،‬فاتلوه فإن ال يأجركم على تلوته بكل حرف عشر حسنات‪ ،‬أما أن ل أقول‪ :‬ال‪،‬‬
‫حرف‪ ،‬ولكن ألف عشر ولم عشر وميم عشر ‪.‬‬
‫وهذا غريب من هذا الوجه‪ ،‬ورواه ممد بن تفضيل عن أب إسحاق الجرى واسه إبراهيم بن‬
‫مسلم وهو أحد التابعي‪ ،‬ولكن تكلموا فيه كثيا‪ ،‬وقال أبو حات الرازى ‪ :‬لي ليس بالقوى‪.‬‬
‫وقال أبو الفتح الزدى ‪ :‬رفاع كثي الوهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيحتمل‪ -‬وال أعلم‪ -‬أن يكون وهم ف رفع هذا الديث وإنا هو من كلم بن مسعود‬
‫‪7‬‬
‫ولكن له شاهد من وجه أخر وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد أيضا‪ :‬ثنا حجاج عن إسرائيل عن أب اسحاق عن عبد ال بن يزيد عن عبد ال‬
‫بن مسعود قال‪ :‬ل يسأل عبد عن نفسه ال القرآن فإن كان يب القرآن فإنه يب ال‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫الديث الرابع‬
‫قال البخارى ‪ :‬ثنا عمرو بن ممد ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا أب عن صال بن كيسان عن ابن‬
‫شهاب قال‪ :‬أخبن أنس بن مالك أن ال تابع الوحى على رسوله صلى ال عليه وسلم قبل‬
‫وفاته حت توفاه أكثر ما كان الوحى ث توف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعده ‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم عن عمرو بن ممد هكذا وهوالناقد و حسن اللوان و عبد بن حيد و‬
‫النسائى عن اسحاق بن منصور الكوسج أربعتهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرى به‪.‬‬
‫ومعناه أن ال تعال تابع نزول الوحى على رسوله صلى ال عليه وسلم شيئا بعد شىء كل‬
‫وقت با يتاج اليه‪ ،‬ول تقع فترة بعد الفترة الول الت كانت بعد نزول اللك أول مرة بقوله‬
‫تعال اقرأ باسم ربك فإنه استلبث الوحى بعدها حينا‪ ،‬يقال قريبا من سنتي أو أكثر‪ ،‬ث حى‬
‫الوحى وتتابع‪ ،‬وكان أول شىء نزل بعد تلك الفترة يا أيها الدثر * قم فأنذر ‪.‬‬
‫الديث الامس‬
‫قال البخارى ‪ :‬حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن السود بن قيس قال سعت جندبا يقول‪:‬‬
‫إشتكى رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتي‪ ،‬فأتته امرأة فقالت‪ :‬ياممد ما‬
‫أرى شيطانك ال تركك فأنزل ال تعال‪ :‬والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما‬
‫قلى ‪.‬‬
‫وقد رواه البخارى ف غي موضع و مسلم و الترمذى و النسائى من طرق أخر عن سفيان‬
‫وهو الثورى و شعبة بن الجاج كلها عن قيس العبدى عن جندب بن عبد ال البجلى به‪.‬‬
‫وقد تقدم الكلم على هذا الديث ف تفسي سورة الضحى‪.‬‬
‫والناسبة ف ذكر هذا الديث والذى قبله ف فضائل القرآن أن ال تعال له برسوله عناية‬
‫عظيمة ومبة شديدة‪ ،‬حيث جعل الوحى متابعا عليه ول يقطعه عنه ولذا إنا أنزل عليه القرآن‬
‫‪8‬‬
‫مفرقا ليكون ذلك أبلغ ف العناية والكرام‪.‬‬
‫قال البخارى رحه ال‪ :‬نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عرب مبي‪.‬‬
‫حدثنا أبواليمان ثنا شعيب عن الزهرى أخبن أنس بن مالك قال‪ :‬فأمر عثمان بن عفان زيد‬
‫بن ثابت و سعيد بن العاص و عبد ال بن الزبي و عبد ال بن الارث بن هشام أن ينسخوها‬
‫من الصاحف وقال لم‪ :‬إذا اختلفتم أنتم و زيد ف عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان‬
‫قريش ‪ ،‬فإن القرآن نزل بلسانم‪ ،‬ففعلوا ‪.‬‬
‫هذا الديث قطعة من حديث سيأتى قريبا الكلم عليه ومقصود البخارى منه ظاهر‪ ،‬وهو أن‬
‫القرآن الكري نزل بلغة قريش وقريش خلصة العرب‪ ،‬ولذا قال‪ :‬أبوبكر بن أب داود ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد ال بن ممد بن خلد ثنا يزيد أخبنا شيبان عن عبدالالك بن عمي عن جابر بن سرة‬
‫قال‪ :‬سعت عمربن الطاب يقول‪ :‬ل يلي ف مصاحفنا هذه إل غلمان قريش أو غلمان‬
‫ثقيف وهذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا إساعيل بن أسد ثنا هوذة ثنا عوف عن عبد ال ابن فضالة قال‪ :‬لا أراد‬
‫عمر أن يكتب المام أقعد له نفرا من أصحابه وقال‪ :‬إذا اختلفتم ف اللغة فاكتبوها بلغة مضر‬
‫فإن القرآن نزل بلغة رجل من مصر وقد قال ال تعال‪ :‬قرآنا عربيا غي ذي عوج لعلهم يتقون‬
‫وقال تعال‪ :‬وإنه لتنيل رب العالي * نزل به الروح المي * على قلبك لتكون من النذرين *‬
‫بلسان عرب مبي وقال تعال‪ :‬وهذا لسان عرب مبي وقال تعال‪ :‬ولو جعلناه قرآنا أعجميا‬
‫لقالوا لول فصلت آياته أأعجمي وعرب الية‪ ،‬إل غي ذلك من اليات الدالة على ذلك‪.‬‬
‫ث ذكر البخارى رحه ال حديث يعلى بن أمية أنه كان يقول‪ :‬ليتن أرى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حي ينل عليه الوحى‪ ،‬فذكر الديث ف الذى سأل عمن أحرم بعمرة وهو‬
‫متضمخ بطيب وعليه جبة‪ ،‬قال‪ :‬فنظررسول ال ساعة ث فجأة الوحى‪ ،‬فأشار عمر إل يعلى‪-‬‬
‫أى تعال‪ -‬فجاء يعلى ‪ .‬فأدخل رأسه فإذا هو ممر الوجه يغط كذلك ساعة‪ ،‬ث سرى عنه‬
‫فقال‪:‬‬
‫أين الذى سألن عن العمرة آنفا فذكر أمره بنع البة وغسل الطيب ‪.‬‬
‫وهذا الديث رواه جاعة من طرق عديدة‪ ،‬والكلم عليه ف كتاب الج ول تظهر مناسبة ما‬
‫‪9‬‬
‫بينه وبي هذه الترجة‪ ،‬ول يكاد ولو ذكر ف الترجة الت قبلها لكان أظهر وأبي‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫جع القرآن‬
‫قال البخاري ‪ :‬حدثنا موسى بن اساعيل عن إبراهيم بن سعد ‪ ،‬ثنا ابن شهاب عن عبيد بن‬
‫السباق أن زيد بن ثابت قال‪ :‬أرسل إل أبوبكر مقتل أهل اليمامة‪ ،‬فإذا عمر بن الطاب‬
‫عنده‪ ،‬فقال أبوبكر‪ :‬إن عمر بن الطاب أتان‪ ،‬فقال‪ :‬إن القتل قد استحر بقراء القرآن‪ ،‬وإن‬
‫أخشى أن يستحر القتل بالقراء ف الواطن‪ ،‬فيذهب كثي من القرآن‪ ،‬وإن أرى أن تأمر بمع‬
‫القرآن‪ ،‬قلت لعمر‪ :‬كيف نفعل شيئًا ل يفعله رسول ال؟ قال عمر‪ :‬هذا وال خي؟ فلم يزل‬
‫عمر يراجعن حت شرح ال صدري لذلك‪ ،‬ورأيت ف ذلك الذى رأى عمر‪ ،‬قال زيد‪ :‬قال‬
‫أبوبكر‪ :‬إنك رجل شاب عاقل لنتهمك‪ ،‬وقد كنت تكتب الوحى لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فتتبع القرآن فاجعه‪ ،‬فوال لو كلفون نقل جبل من البال ما كان على أثقل ما أمرن‬
‫به من جع القرآن‪ ،‬قلت‪ :‬كيف تفعلون شيئًا ل يفعله رسول ال صلى ال عليه وسلم قال؟‬
‫هو وال خي‪ .‬فلم يزل أبوبكر يراجعن حت شرح ال صدرى للذى شرح له صدرأب بكر‬
‫وعمر رضى ال عنهما‪ ،‬فتتبعت القرآن أجعه من العسب واللخاف وصدور الرجال‪،‬‬
‫ووجدت آخر سورة التوبة مع أب خزية النصارى ل أجدها مع غيه لقد جاءكم رسول من‬
‫أنفسكم حت خاتة براءة‪.‬‬
‫فكانت الصحف عند أب بكرحت توفاه أل ث عند عمرحياته ث عند حفصة بنت عمررضى‬
‫ال عنهم‪.‬‬
‫وقد روى البخارى هذا فىغي موضع من كتابه‪ .‬ورواه المام أحد والترمذى والنسائى من‬
‫طرق عن الزهرى به‪ .‬وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضى ال عنه‪ ،‬فإنه أقامه‬
‫ال تعال بعد النب صلى ال عليه وسلم مقاما ل ينبغى لحد من بعده‪ :‬قاتل العداء من مانعى‬
‫الزكاة والرتدين والفرس والروم‪ ،‬ونفذ اليوش‪ ،‬وبعث البعوث والسرايا‪ ،‬ورد المر إل‬
‫نصابه‪ ،‬بعد الوف من تفرقه وذهابه‪ ،‬وجع القرآن العظيم من أماكنه التفرقة حت تكن‬
‫القارىء من حفظه كله‪ .‬وكان هذا من سر قوله تعال‪ :‬إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فجمع الصديق الي وكف الشرور‪ ،‬رضى ال عنه وأرضاه‪ ،‬ولذا روى عن غي واحد من‬
‫الئمة منهم وكيع وابن زيد وقبيصة عن سفيان الثورى عن إساعيل بن عبدالرحن السدى‬
‫الكبي ‪ ،‬عن عبد خي عن على بن أب طالب رضى ال عنه أنه قال‪ :‬أعظم الناس أجرًا ف‬
‫الصاحف أبوبكر‪ ،‬إن أبا بكر كان أول من جع القرآن بي اللوحي هذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب داود ف كتاب الصاحف ‪:‬حدثنا هارون بن إسحاق ‪ ،‬ثنا عبدة عن‬
‫هشام عن أبيه أن أبا بكر رضىال عنه هو الذى جع القرآن بعد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ :‬ختمه صحيح أيضًا ‪ ،‬وكان عمر بن الطاب رضى ال عنه هو الذى تنبه لذلك لا‬
‫استحرالقتل بالقراء‪ ،‬أى اشتد القتل وكثرف قراء القرآن يوم اليمامة‪ ..‬يعن يوم قتال مسيلمة‬
‫الكذاب وأصحابه بن حنيفة‪ ،‬بأرض اليمامة ف حديقة الوت‪.‬‬
‫وذلك أن مسيلمة التف معه من الرتدين قريب من مائة ألف‪ .‬فجهز الصديق لقتاله خالد بن‬
‫الوليد ف قريب من ثلثة عشرألفا‪ ،‬فالتقوا معهم‪ ،‬فانكشف اليش السلمى لكثرة من فيه من‬
‫العراب‪ .‬فنادى القراء من كبار الصحابة‪ :‬ياخالد خلصنا‪ ،‬يقولون ميزنا من هؤلء العراب‪.‬‬
‫فتميزوا منهم وانفردوا‪ ،‬فكانوا قريبا من ثلثة آلف‪ .‬ث صدقوا الملة وقاتلوا قتال شديدا‪،‬‬
‫وجعلوا يتنادون‪:‬يا أصحاب سورة البقرة‪ ،‬فلم يزل ذلك دأبم‪ ،‬حت فتح ال عليهم‪ ،‬وول‬
‫جيش الكفار فارًا‪ ،‬واتبعتهم السيوف السلمة ف أقفيتهم قتلً وأسرًا‪ ،‬وقتل ال مسيلمةوفرق‬
‫شل أصحابه‪ ،‬ث رجعوا إل السلم‪.‬‬
‫ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خسمائة رضى ال عنهم‪ ،‬فلهذا أشار عمرعلى الصديق‪،‬‬
‫بأن يمع القرآن لئل يذهب منه بسبب موت من يكون يفظه من الصحابة بعد ذلك ف‬
‫مواطن القتال‪ .‬فإذا كتب وحفظ صار مفوظا‪ ،‬فل فرق بي حياة من بلغه أو موته‪ .‬فراجعه‬
‫الصديق قليل ليستثبت المر‪ ،‬ث وافقه وكذلك راجعهما زيد بن ثابت ف ذلك‪ .‬ث صار إل‬
‫ما رأياه رضى ال عنهم أجعي‪ .‬وهذا القام من أعظم فضائل زيد بن ثابت النصارى ‪ ،‬ولذا‬
‫قال أبو بكر بن أب داود ‪:‬حدثنا يزيد بن مبارك ‪ ،‬عن فضالة عن السن أن عمر بن الطاب‬
‫سأل عن آية من كتاب ال‪ ،‬فقيل كانت مع فلن فقتل يوم اليمامة‪ ،‬فقال‪ :‬إنا ل‪ ،‬ث أمر‬
‫بالقرآن فجمع فكان أول من جعه ف الصحف وهذا منقطع فإن السن ل يدرك عمر ومعناه‬
‫‪11‬‬
‫أنه أشار بمعه فجمع‪ ،‬ولذا كان مهيمنًا على حفظه وجعه كما رواه ابن أب داود حيث‬
‫قال‪:‬ثنا أبو الطاهر ‪ ،‬ثنا ابن وهب ‪ ،‬ثنا عمر بن طلحة الليثى ‪ ،‬عن ممد بن عمرو بن علقمة‬
‫‪ ،‬عن يي بن عبد الرحن بن حاطب ‪ ،‬أن عمر لا جع القرآن‪ ،‬كان ليقبل من أحد شيئًا‬
‫حت يشهد شاهدان‪،‬وذلك عن أمر الصديق له ف ذلك ‪ .‬كما قال أبو بكر بن أب داود ‪:‬ثنا‬
‫أبو الطاهر ‪ ،‬أنا ابن وهب ‪،‬‬
‫أخبن ابن أب الزناد ‪ ،‬عن هشام ابن عروة عن أبيه قال‪ :‬لا استحر القتل بالقراء يومئذ فرق‬
‫أبوبكر رضى ال عنه أن يضيع فقال لعمر بن الطاب ولزيد بن ثابت‪:‬فمن جاءكما بشاهدين‬
‫على شىء من كتاب ال فاكتباه ‪ ،‬منقطع حسن‪.‬‬
‫ولذا قال زيد بن ثابت ‪ :‬ووجدت آخر سورة التوبة‪ -‬يعن قوله تعال‪ :‬لقد جاءكم رسول‬
‫من أنفسكم إل آخر اليتي‪ -‬مع أب خزية النصارى ‪ .‬وف رواية مع خزية بن ثابت الذى‬
‫جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهادته بشهادتي ل أجدها مع غيه ‪ .‬فكتبوها عنه لنه‬
‫جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهادته بشهادتي ف قصة الفرس الت ابتاعها رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫من العراب‪ ،‬فأنكر العراب البيع‪ ،‬فشهد خزية هذا بتصديق رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫فأمضى شهادته وقبض الفرس من العراب‪.‬‬
‫والديث رواه أهل السنن وهو مشهور‪.‬‬
‫وروى أبو جعفر الرازى عن الربيع ‪ ،‬عن أب العالية أن أب بن كعب أملها عليهم مع خزية‬
‫بن ثابت ‪ .‬وقد روى ابن وهب عن عمر بن طلحة الليثى عن ممد بن عمرو بن علقمة عن‬
‫يي بن عبد الرحن بن حاطب ‪ ،‬أن عثمان شهد بذلك أيضًا‪.‬‬
‫وأما قول زيد بن ثابت ‪ :‬فتتبعت القرآن أجعه من العسب واللخاف وصدور الرجال‪ .‬وف‬
‫رواية‪ :‬من العسب والرقاع والضلع‪ .‬وف رواية‪ :‬من الكتاف والقتاب وصدور الرجال‪.‬‬
‫أما العسب فجمع عسيب‪ ،‬قال أبونصر اساعيل بن حاد الوهرى وهو من السعف فويق‬
‫الكرب‪ ،‬ل ينبت عليه الوص‪ ،‬وما نبت عليه الوص فهو السعف‪ .‬واللخاف جع لفة‪ ،‬وهى‬
‫القطعة من الجارة مستدقة‪ ،‬كا نوا يكتبون عليها وعلى العسب وغي ذلك مايكنهم الكتابة‬
‫‪12‬‬
‫عليه با يناسب ما يسمعونه من القرآن من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ومنهم من ل يكن يسن الكتابة أو يثق بفظه‪ ،‬فكان يفظه‪،‬فتلقاه زيد هذا من عسبه‪ ،‬وهذا‬
‫من لافه‪ ،‬ومن صدر هذا‪ ،‬أى من حفظه وكانوا أحرص شىء على أداء المانات‪ .‬وهذا من‬
‫أعظم المانة‪ ،‬لن الرسول صلى ال عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إل من بعده‪ ،‬كما قال‬
‫تعال‪ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ففعل صلوات ال وسلمه عليه ‪.‬‬
‫ولذا سألم ف حجة الوداع يوم عرفة على رؤوس الشهاد‪ ،‬والصحابة أوفر ما كانوامتمعي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنكم مسئولون عن فما أنتم قائلون قالوا‪ :‬نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت‪ .‬فجعل‬
‫يشي بأصبعه إل السماء عليهم ويقول‪ :‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد رواه مسلم بن‬
‫جابر وقد أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب وقال‪ :‬بلغوا عن ولو آية يعن ولو ل يكن مع‬
‫أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إل من وراءه‪ ،‬فبلغوا عنه أمرهم به‪ ،‬فأدوا القرآن قرآنا‪،‬‬
‫والسنة سنة‪ ،‬ل يلبسوا هذا بذا‪.‬‬
‫ولذا قال عليه السلم‪ :‬من كتب عن سوى القرآن فليمحه أى لئل يتلط بالقرآن‪ ،‬وليس‬
‫معناه أن ل يفظوا السنة ويرووها‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬فلهذا نعلم بالضرورة أنه ل يبق من القرآن ما‬
‫أداه الرسول صلى ال عليه وسلم إليهم ‪ -‬إل وقد بلغوه إلينا‪ ،‬ول المد والنة‪.‬‬
‫فكان الذى فعله الشيخان أبوبكر وعمر رضى ال عنهما من أكب الصال الدينية وأعظمها من‬
‫حفظهما كتاب ال ف الصحف لئل يذهب منه شىء بوت من تلقاه عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ث كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته‪ ،‬ث أخذها عمر بعده‪ ،‬فكانت‬
‫عنده مروسة معظمة مكرمة‪ ،‬فلما مات كانت عند حفصة أم الؤمني‪ ،‬لنا كانت وصيته من‬
‫أولده على أوقافه وتركته‪ ،‬وكانت عند أم الؤمني حت أخذها أمي الؤمني عثمان بن عفان‬
‫رضى ال عنه كما سنذكره إن شاء ال‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫كتابة عثمان رضي ال عنه للمصاحف‬
‫قال البخارى رحه ال‪:‬‬
‫ثنا موسى بن إساعيل ‪ ،‬ثنا إبراهيم ثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه‪ ،‬أن حذيفة بن‬
‫اليمان قدم على عثمان بن عفان رضى ال عنهما‪ ،‬وكان يغازى أهل الشام ف فتح أرمينيه‬
‫وأذربيجان مع أهل العراق‪ ،‬فأفزع حذيفة اختلفهم ف القراءة‪ ،‬فقال حذيفة لعثمان‪ :‬يا أمي‬
‫الؤمني أدرك هذه المة قبل أن يتلفوا ف الكتاب اختلف اليهود والنصارى‪ .‬فأرسل عثمان‬
‫إل حفصة‪ :‬أن ارسلى الينا بالصحف فننسخها‪ ،‬ث نردها إليك‪ ،‬فأرسلت با حفصة إل‬
‫عثمان‪ ،‬فأمر زيد بن ثابت وعبدال بن الزبي وسعيد ابن العاص وعبدالرحن بن الرث بن‬
‫هشام فنسخوها ف الصاحف‪.‬‬
‫وقال عثمان للرهط القريشيي الثلثة‪ :‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت ف شىء من القرآن‬
‫فاكتبوه بلسان قريش فإنا أنزل بلسانم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬حت إذا نسخوا الصحف ف الصاحف رد‬
‫عثمان الصحف إل حفصة‪ ،‬وأرسل إل كل أفق‬
‫بصحف ما نسخوا‪ ،‬وأمر با سواه من القرآن ف كل صحيفة أومصحف أن يرق‪.‬‬
‫قال ابن شهاب الزهرى ‪ :‬فأخبن خارجة بن زيد بن ثابت سع زيد بن ثابت فقال‪ :‬فقدت‬
‫آية من الحزاب حي نسخنا الصحف‪ ،‬قد كنت أسع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ‬
‫با‪ ،‬فالتمسناها فوجدناها مع خزية بن ثابت النصارى من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا‬
‫ال عليه فألقناها ف سورتا بالصحف ‪ .‬وهذا أيضا من أكب مناقب أمي الؤمني عثمان بن‬
‫عفان رضى ال عنه‪.‬‬
‫فإن الشيخي سبقاه إل حفظ القرآن أن يذهب منه شىء؟ وهو جع الناس على قراءة واحدة‬
‫لئل يتلفوا ف القرآن‪ ،‬ووافقه على ذلك جيع الصحابة‪ .‬وانا روى عن عبدال بن مسعود‬
‫شيء من التغضب بسبب أنه ل يكن من كتب الصاحف وأمرأصحابه بغل مصاحفهم لا أمر‬
‫عثمان برق ما عدا الصحف المام‪ .‬ث رجع ابن مسعود إل الوفاق حت قال على بن أب‬
‫طالب ‪ :‬لو ل يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا‪ .‬فاتفق الئمة الربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلى‬
‫على أن ذلك من مصال الدين وهم اللفاء الذين قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عليكم‬
‫‪14‬‬
‫بسنت وسنة اللفاءالراشدين من بعدى ‪ ،‬وكان السبب ف هذا حذيفة بن اليمان رضى ال‬
‫عنه‪ .‬فإنه لا كان غازيا ف فتح أرمينية وأذربيجان وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق‪،‬‬
‫وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شت‪ ،‬ورأى منهم اختلفا وافتراقا‪ ،‬فلما رجع‬
‫إل عثمان أعلمه‪ ،‬وقال لعثمان‪ :‬أدرك هذه المة قبل أن يتلفوا ف الكتاب اختلف اليهود‬
‫والنصارى‪.‬‬
‫وذلك أن اليهود والنصارى متلفون فيما بأيديهم من الكتب‪ ،‬فاليهود بأيديهم نسخة من‬
‫التوراة والسامرة يالفونم ف ألفاظ كثية ومعان أيضا‪ ،‬وليس ف توراة السامرة حروف‬
‫المزة‪ ،‬ول حرف الاء ول الياء‪ ،‬والنصارى أيضا بأيديهم توراة يسمونا العتيقة وهى مالفة‬
‫لنسخت اليهود والسامرة‪.‬‬
‫وأما الناجيل الت بأيدى النصارى فأربعة‪ :‬إنيل مرقس‪ ،‬وإنيل لوقا‪ ،‬وإنيل مت‪ ،‬وإنيل‬
‫يوحنا‪ ،‬وهى متلفة أيضا اختلفا كثيا‪ .‬وهذه الناجيل الربعة كل منها لطيف الجم منها ما‬
‫هو قريب من أربع عشرة ورقة بط متوسط ومنها ما هو أكثر من ذلك‪ ،‬إما بالنصف أو‬
‫الضعف‪ .‬ومضمونا سية عيسى عليه السلم‪ ،‬وأيامه‪ ،‬وأحكامه‪ ،‬وكلمه‪ ،‬ومعه شىء قليل ما‬
‫يدعون أنه كلم ال‪ ،‬وهى مع هذا متلفة كما قلنا‪ .‬وكذلك التوراة مع ما فيها من التحريف‬
‫والتبديل‪ ،‬ث ها منسوخان بعد ذلك بذه الشريعة الحمدية الطهرة‪.‬‬
‫فلما قال حذيفة لعثمان أفزعه‪ ،‬وأرسل إل حفصة أم الؤمني أن ترسل إليه بالصحف الت‬
‫عندها ما جعه الشيخان ليكتب ذلك ف مصحف واحد‪ ،‬وينفذه إل الفاق ويمع الناس على‬
‫القراءة به وترك ما سواه‪ ،‬ففعلت حفصة‪.‬‬
‫وأمر عثمان هؤلء الربعة‪ ،‬وهم زيد بن ثابت النصارى ‪ ،‬أحد كتاب الوحى لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وعبدال بن الزبي بن العوام القرشى السدى أحد فقهاء الصحابة‬
‫ونبائهم علما وعمل‪ ،‬وأصل وفضل‪ ،‬وسعيد بن العاص ابن أمية القرشى الموى وكان كريا‬
‫جوادا مدحا‪ ،‬وكان أشبه الناس لجة برسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وعبدالرحن بن‬
‫الارث بن هشام بن الغية بن عبدال بن عمر بن مزوم القرشى الخزومى ‪.‬‬
‫فجلس هؤلء النفر الربعة يكتبون بالقرآن نسخًا‪ .‬وإذا اختلفوا ف موضع الكتابة على أى لغة‬
‫‪15‬‬
‫رجعوا إل عثمان ‪ ،‬كما اختلفوا ف التابوت‪ ،‬أيكتبونه بالتاء أو الاء؟ فقال زيد بن ثابت ‪ :‬إنا‬
‫هو التابوه‪ ،‬وقال الثلثة القرشيون‪ :‬إنا هو التابوت‪ ،‬فتراجعوا إل عثمان فقال‪ :‬اكتبوه بلغة‬
‫قريش‪ ،‬فإن القرآن نزل بلغتهم‪ .‬وكان عثمان رضى ال عنه‪ -‬وال أعلم‪ -‬رتب السور ف‬
‫الصحف‪ ،‬وقدم السبع الطول‪ ،‬وثن بالئي‪.‬‬
‫ولذا روى ابن جرير وأبو داود والترمذى والنسائى من حديث غي واحد من الئمة الكتاب‪:‬‬
‫عن عوف العراب عن يزيد الفارسى عن ابن عباس قال‪ :‬قلت لعثمان ابن عفان‪ :‬ما حلكم‬
‫على أن عمدت إل النفال‪ ،‬وهى من الثان ‪ ،‬وإل براءة وهى من الئي فقرنتم بينهما ول‬
‫تكتبوا بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم ووضعتموها ف السبع الطول‪ ،‬ما حلكم على‬
‫ذلك؟ فقال عثمان‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يأتى عليه الزمان وهو ينل عليه‬
‫السور ذوات العدد‪ ،‬فكان إذا نزل عليه الشىء دعا بعض من كان يكتب فيقول‪ :‬ضعوا هؤلء‬
‫اليات ف السورة الت يذكر فيها كذا وكذا ‪.‬‬
‫وكانت النفال من أول ما نزلت بالدينة‪ ،‬وكانت براءة من آخر القرآن‪ ،‬وكانت قصتها‬
‫شبيهة بقصتها‪ ،‬وحسبت أنا منها‪ ،‬فقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يتبي لنا أنا‬
‫منها‪ ،‬فمن أجل ذلك قرنت بينهما‪ ،‬ول أكتب بينهما سطر بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬فوضعتها‬
‫ف السبع الطول‪.‬ففهم من هذا الديث أن ترتيب اليات ف الصور أمر توقيفى متلقىعن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وأما ترتيب السور فمن أمي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه ولذا ليس لحد أن يقرأ‬
‫القرآن إل مرتبا آياته‪ .‬فإن نكسه أخطأ كثيًا وأما ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان‬
‫رضى ال عنه‪ .‬والول إذا قرأ أن يقرأ متواليا‪ ،‬كما قرأ عليه السلم ف صلة المعة بسورة‬
‫المعة والنافقي‪ ،‬وتارة بسبح‪ ،‬و هل أتاك حديث الغاشية ‪ .‬فإن فرق جاز‪ ،‬كما صح أن‬
‫رسول ال قرأ ف العيد بقاف و اقتربت الساعة ‪ ،‬رواه مسلم عن أب قتادة ‪.‬وف الصحيحي‬
‫عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف صلة الصبح يوم المعة أل‬
‫السجدة و هل أتى على النسان ‪ .‬وان قدم بعض السور على بعض جازأيضًا ‪ ،‬فقد روى‬
‫حذيفة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ البقرة ث النساء ث آل عمران ‪ ،‬أخرجه مسلم‬
‫‪16‬‬
‫‪.‬وقرأ عمر ف الفجر بسورة النحل ث بيوسف‪.‬‬
‫ث إن عثمان رضى ال عنه رد الصحف إل حفصة رضى ال عنها‪ ،‬فلم تزل عندها حت أرسل‬
‫إليها مروان بن الكم يطلبها فلم تعطه حت ماتت‪ ،‬فأخذها من عبدال بن عمر فحرقها لئل‬
‫يكون فيها شىء يالف الصاحف الئمة الت نفذها عثمان إل الفاق‪ ،‬مصحفا إل مكة‪،‬‬
‫ومصحفا إل البصرة‪ ،‬وآخرإل الكوفة‪ ،‬وآخر إل الشام‪ ،‬وآخر إل اليمن‪ ،‬وآخر إل البحرين‪،‬‬
‫وترك عند أهل الدينة مصحفا‪ .‬رواه أبو بكر بن أب داود عن أب حات السجستان ‪ ،‬سعه‬
‫يقوله‪ .‬وصحح القرطب أنه إنا نفذ إل الفاق أربعة مصاحف‪ -‬وهذا غريب‪ -‬وأمر با عدا‬
‫ذلك من مصاحف الناس أن يرق لئل تتلف قراءات الناس ف الفاق‪ .‬وقد وافقه الصحابة ف‬
‫عصره على ذلك ول ينكره أحد منهم‪ .‬وإنا نقم عليه ذلك الرهط الذين تالؤا عليه وقتلوه‪-‬‬
‫قاتلهم ال‪ -‬وذلك ف جلة ما أنكروا مال أصل له‪ .‬وأما سادات السلمي من الصحابة ومن‬
‫نشأ ف عصرهم ذلك‪ .‬من التابعي‪ ،‬فكلهم وافقوه‪.‬‬
‫قال أبو داود الطيالسى وابن مهدى وغندر عن شعبة ‪ ،‬عن علقمة ابن مرثد عن رجل عن‬
‫سويد بن غفلة ‪ :‬قال على حي حرق عثمان الصاحف‪ :‬لو ل يصنعه هو لصنعته‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أب داود ‪ :‬ثنا أحد بن سنان ‪ ،‬ثنا عبدالرحن ثنا شعبة عن أب إسحق عن‬
‫مصعب بن سعد بن أب وقاص قال‪ :‬أدركت الناس متوافرين حي حرق عثمان الصاحف‪،‬‬
‫فأعجبهم ذلك أو قال ل ينكر ذلك منهم أحد ‪ ،‬وهذا اسناد صحيح‪.‬وقال أيضًا‪ :‬حدثنا‬
‫اسحق بن ابراهيم الصواف ‪ ،‬ثنا بن كثي ‪ ،‬ثنا ثابت بن عمارة النفى قال‪ :‬سعت غنيم بن‬
‫قيس الازن قال‪ :‬قرأت القرآن على الرفي جيعا‪ ،‬وال ما يسرن أن عثمان ل يكتب‬
‫الصحف وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلم فأصبح له مثل ماله‪ .‬قال‪ :‬قلنا له يا أبا العنب‬
‫ل؟ قال لو ل يكتب عثمان الصحف لطفق الناس يقرءون الشعر‪.‬وحدثنا يعقوب بن سفيان‬
‫حدثنا ممدبن عبدال ‪ -‬حدثن عمران بن حدير عن أب ملز قال‪ :‬لول أن عثمان كتب‬
‫القران للفيت الناس يقرءون الشعر‪.‬‬
‫وحدثنا أحد بن سنان ‪ ،‬سعت ابن مهدى يقول‪ :‬خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لب بكر‬
‫وللعمر‪ :‬صبه نفسه حت قتل مظلوما‪ ،‬وجعه الناس على الصحف ‪.‬وأما عبدال بن مسعود‬
‫‪17‬‬
‫رضى ال عنه‪ ،‬فقد قال إسرائيل عن أب إسحاق عن حيد بن مالك قال‪ :‬لا أمر بالصاحف‪-‬‬
‫يعن بتحريقها‪ -‬ساء ذلك عبدال بن مسعود وقال‪ :‬من استطاع منكم أن يغل مصحفا‬
‫فليغلل‪ ،‬فإنه من غل شيئًا جاء با غل يوم القيامة‪ ،‬ث قال عبدال له‪ :‬لقد قرأت القرآن من ف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعي سورة وزيد صب‪ ،‬أفأترك ما أخذت من ف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬وقال أبو بكر ‪ :‬ثنا ممد بن عبدال بن ممد بن النضر ‪ ،‬ثنا سعيد بن‬
‫سليمان ‪ ،‬ثنا ابن شهاب عن العمش عن أب وائل قال‪ :‬خطبنا ابن مسعود على النب فقال‪:‬‬
‫من يغلل يأت با غل يوم القيامة‪ ،‬غلوا مصاحفكم‪ ،‬وكيف تأمرون أن أقرأ على قراءة زيد بن‬
‫ثابت وقد قرأت القرآن من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم بضعا وسبعي سورة وأن زيد‬
‫بن ثابت ليأتى مع الغلمان له ذؤابتان‪ ،‬وال ما نزل من القرآن شىء إل وأنا أعلم ف أى شىء‬
‫نزل‪ ،‬وما أحد أعلم بكتاب ال من‪ ،‬وما أنا بيكم‪ ،‬ولو أعلم مكانا تبلغه البل أعلم بكتاب‬
‫ال من لتيته قال أبو وائل ‪ :‬فلما نزل عن النب جلست ف اللق‪ ،‬فما أحد ينكر ما قال‪.‬‬
‫أصل هذا مرج ف الصحيحي‪ ،‬وعندها‪ :‬ولقد علم أصحاب ممد صلىال عليه وسلم أن‬
‫من أعلمهم بكتاب ال‪.‬‬
‫وقول أب وائل ‪ :‬فما أحد ينكرما قال‪ ،‬يعن من فضله وحفظه وعلمه‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وأما أمره‬
‫بغل الصاحف وكتمانا فقد أنكره عليه غي واحد‪.‬‬
‫قال العمش عن إبراهيم عن علقمة قال‪ :‬قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فقال‪ :‬كنا نعد‬
‫عبدال جبانا فما باله يواثب المراء؟ وقال أبو بكر بن أب داود ‪ ،‬باب رضى عبدال بن‬
‫مسعود بمع عثمان الصاحف بعد ذلك‪.‬‬
‫حدثنا عبدال بن سعيد و ممد بن عثمان بن حسان العامرى عن فلفلة العفى قال‪ :‬فزعت‬
‫فيمن فزع إل عبدال ف الصاحف‪ ،‬فدخلنا عليه فقال رجل من القوم‪ :‬انا ل نأتك زائرين‪،‬‬
‫ولكننا جئنا حي راعنا هذا الب‪ ،‬فقال‪ :‬إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على‬
‫سبعة أحرف‪ -‬أو حروف‪ -‬وإن الكتاب قبلكم كان ينل‪ -‬أو نزل‪ -‬من باب واحد على‬
‫حرف واحد ‪ .‬وهذا الذى استدل به أبو بكر رحه ال على رجوع ابن مسعود فيه نظرمن‬
‫جهة أنه ل تظهرمن هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫وقال أبو بكر أيضًا‪ :‬حدثن عمى‪ ،‬ثنا أبو رجاء ‪ ،‬أنا اسرائيل عن أب إسحق عن مصعب بن‬
‫سعد قال‪ :‬قام عثمان فخطب الناس فقال‪ :‬أيها الناس عهد نبيكم منذ ثلث عشرة وأنتم‬
‫تترون ف القرآن وتقولون قراءة أب وقراءة عبدال ‪ ،‬يقول الرجل‪ :‬وال ما يقيم قراءتك وأعزم‬
‫على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب ال شىء لا جاء به فكان الرجل يىء بالورقة‬
‫والدي فيه القرآن حت تمع من ذلك شىء كثي‪ ،‬ث دخل عثمان فدعاهم رجل رجل‬
‫فناشدهم‪ :‬لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو أمله عليك فيقول نعم فلما فرغ من‬
‫ذلك عثمان قيل من أكتب الناس قال كاتب رسول ال صلى ال عليه وسلم زيد بن ثابت‬
‫قال فأي الناس أعرب قالوا ‪ :‬سعيد بن العاص ‪،‬قال عثمان ‪ :‬فليمل سعيد وليكتب زيد‬
‫مصاحفا ففرقها ‪ -‬ف الناس‪ ،‬فسمعت بعض أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقولون‪ :‬قد أحسن ‪ ،‬إسناد صحيح‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬ثنا إسحق بن إبراهيم بن زيد ‪ ،‬ثنا أبو بكر بن هشام بن حسان عن ممد بن‬
‫سيين عن كثي بن أفلح قال‪ :‬لا أراد عثمان أن يكتب الصاحف جع له اثن عشر رجل من‬
‫قريش والنصار فيهم أب بن كعب وزيد بن ثابت ‪ ،‬قال‪ :‬فبعثوا إل الربعة الت ف بيت عمر‬
‫فجىء با‪ ،‬قال‪ :‬وكان عثمان يتعاهدهم ‪ ،‬فكانوا إذا تدارءوا ف شىء أخروه‪ ،‬قال ممد‪:‬‬
‫فقلت لكثي وكان فيهم فيمن يكتب‪ :‬هل تدرون ل كانوا يؤخرونه؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال ممد‪:‬‬
‫فظننت ظنًا كانوا يؤخرونا لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الخية فيكتبونا على قوله صحيح‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الربعة هى الكتب الجتمعة‪ ،‬وكانت عند حفصة رضى ال عنها‪ ،‬فلما جعها عثمان‬
‫رضى ال عنه فىالصحف ردها إليها ول يرقها ف جلة ما حرقه ما سواها لنا هى بعينها‬
‫الذى كتبه وانا رتبه‪ ،‬ث أنه كان قد عاهدها على أن يردها إليها‪ ،‬فمازالت عندها حت ماتت‪،‬‬
‫ث أخذها مروان بن الكم فحرقها وتأول ف ذلك ما تأول عثمان‪ ،‬كما رواه أبو بكر بن أب‬
‫داود ‪ :‬حدثنا ممد بن عوف ‪ ،‬ثنا أبو اليمان ‪ ،‬ثنا شعيب عن الزهرى ‪ ،‬أخبن سال بن‬
‫عبدال أن مروان كان يرسل إل حفصة يسألا عن الصحف الت كتب منها القرآن فتأب‬
‫حفصة أن تعطيه اياها‪ ،‬قال سال ‪ :‬فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها‪ ،‬أرسل مروان‬
‫‪19‬‬
‫بالعزية إل عبدال ابن عمر ليسلن إليه بتلك الصحف‪ ،‬فأرسل با إليه عبدال بن عمر ‪ ،‬فأمر‬
‫با مروان فشققت‪.‬وقال مروان ‪ :‬إنا فعلت هذا لن ما فيها قد كتب وحفظ بالصحف‪،‬‬
‫فخشيت ان طال بالناس زمان أن يرتاب ف شأن هذه الصحف مرتاب‪ ،‬أو يقول إنه قد كان‬
‫شىء منها ل يكتب‪ ،‬إسناد صحيح ‪.‬‬
‫وأما ما رواه الزهرى عن خارجة عن أبيه ف شأن آية الحزاب والاقهم إياها ف سورتا‪،‬‬
‫فذكره لذا بعد جع عثمان فيه نظر‪ ،‬وإنا هذا كان حال جع الصديق الصحف كما جاء‬
‫مصرحا به ف غي هذه الرواية عن الزهرى عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت ‪ ،‬والدليل‬
‫على ذلك أنه قال فالقناها ف سورتا من الصحف‪ ،‬وليست هذه الية ملحقة ف الاشية‬
‫فىالصاحف العثمانية‪.‬‬
‫فهذه الفعال من أكب القربات الت بادر إليها الئمة الراشدون‪ :‬أبوبكروعمر رضى ال عنهما‪.‬‬
‫حفظا على الناس القرآن وجعاه لئل يذهب منه شىء و عثمان رضى ال عنه جع قراءات‬
‫الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الخية الت عارض با جبيل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف آخر رمضان من عمره عليه السلم‪ ،‬فإنه عارضه به عامئذ مرتي‪،‬‬
‫ولذا قال رسول ال لفاطمة ابنته لا مرض‪ :‬وما أرى ذلك إل لقتراب أجلى أخرجاه ف‬
‫الصحيحي ‪.‬‬
‫وقد روى أن عليا رضى ال عنه أراد أن يمع القرآن بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مرتبا حسب نزوله أول فأول‪ ،‬كما رواه ابن أب داود رحه ال حيث قال‪ :‬ثنا ممد بن‬
‫اساعيل الحسى ‪ ،‬ثنا ابن تفضيل عن أشعث عن ممد ابن سيين قال‪ :‬لا توف النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أقسم علي أن ل يرتدى برداء إل لمعة حت يمع القرآن ف مصحف ففعل‪،‬‬
‫فأرسل إليه أبو بكر رضى ال عنه أيام أكرهت إمارتى يا أبا السن؟ فقال‪ :‬ل وال‪ ،‬إل أن‬
‫أقسمت أن ل أرتدى برداء إل لمعة‪ ،‬فبايعه ث رجع ‪ .‬هكذا رواه وفيه انقطاع‪ .‬ث قال ل‬
‫يذكر الصحف أحد إل أشعث وهو لي الديث‪ ،‬وإنا رووا حت أجع القرآن‪ ،‬يعن أت‬
‫حفظه‪ ،‬فإنه يقال للذى يمع القرآن قد جع قلت وهذا الذى قاله أبو بكر أظهر‪ ،‬وال أعلم‪،‬‬
‫فإن عليا ل ينقل عنه مصحف علىما قيل ول غيذلك ولكن قد توجد مصاحف على الوضع‬
‫‪20‬‬
‫العثمان يقال انا بط علي رضى ال عنه‪ ،‬وف ذلك نظر فإن ف بعضهم (كتبه علي بن أب‬
‫طالب) وهذا لن من الكلم‪ ،‬وعلي رضى ال عنه من أبعد الناس عن ذلك‪ ،‬فإنه كما هو‬
‫الشهور عنه هو أول من وضع علم النحو فيما رواه عنه السود ظال بن عمرو الدؤل ‪ ،‬وأنه‬
‫قسم الكلم إل اسم وفعل وحرف‪ ،‬وذكر أشياء أخر تمها أبو السود بعده‪ ،‬ث أخذ الناس‬
‫عن أب السود فوسعوه ووضحوه‪ ،‬وصار علما مستقل‪.‬‬
‫وأما الصاحف العثمانية الئمة فأشهرها اليوم الذى ف الشام بامع دمشق عند الركن‪ ،‬شرقى‬
‫القصورة العمورة بذكر ال‪ ،‬وقد كان قديا بدينة طبية‪ ،‬ث نقل منها إل دمشق ف حدود‬
‫ثان عشرة وخسمائة‪ ،‬وقد رأيته كتابا عزيزا جليل عظيمًا ضخمًا بط حسن مبي قوى بب‬
‫مكم‪ ،‬ف رق أظنه من جلود البل‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬زاده ال تشريفًا وتعظيمًا وتكريًا‪.‬فأما عثمان‬
‫رضى ال عنه‪ ،‬فيما يعرف أنه كتب بطه هذه الصاحف‪،‬وإنا كتبها زيد بن ثابت ف أيامه‬
‫وغيه‪ ،‬فنسبت إل عثمان لنا بأمره واشارته‪ ،‬ث قرئت على الصحابة بي يدى عثمان‪ ،‬ث‬
‫نفذت إل الفاق رضى ال عنه‪.‬‬
‫وقد قال أبو بكر بن أب داود ‪ :‬ثنا على بن حرب الطائى ثنا قريش بن أنس ‪ ،‬ثنا سليمان‬
‫التيمى عن أب نضرة عن أب سعيد مول بن أسيد قال‪ :‬لا دخل الصريون على عثمان ضربوه‬
‫بالسيف على يده‪ ،‬فوقعت على فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم فمد يده وقال‪ :‬وال إنا‬
‫لول يدخطت الفصل‪.‬وقال أيضًا‪ :‬ثنا أبو الطاهر ‪ ،‬ثنا ابن وهب قال‪ :‬سألت مالكا عن‬
‫مصحف عثمان فقال ل‪ :‬ذهب‪ ،‬يتمل أنه سأله عن الصحف الذى كتبه بيده ويتمل أن‬
‫يكون سأله عن الصحف الذى تركه ف الدينة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد كانت الكتابة ف العرب قليلة جدا‪ ،‬وإنا أول ما تعلموا ذلك ما ذكره هشام بن‬
‫ممد بن السائب الكلب وغيه أن بشر ابن عبداللك أخا أكيدر دومة تعلم الط من النبار‪،‬‬
‫ث قدم مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أب سفيان صخر بن حرب بن أمية‪،‬‬
‫فعلمه حرب بن أمية وابنه سفيان‪ ،‬وتعلمه عمر بن الطاب من حرب ابن أمية‪ ،‬وتعلمه من‬
‫عمه سفيان بن حرب ‪ ،‬وقيل‪ :‬إن أول من تعلمه من النبار قوم من طيئ من قرية هناك يقال‬
‫لا بقة ث هذبوه ونشروه ف جزيرة العرب‪ ،‬فتعلمه الناس ولذا قال أبو بكر بن أب داود ‪ :‬ثنا‬
‫‪21‬‬
‫عبد ال بن ممد الزهرى ‪ ،‬ثنا سفيان عن ماهد عن الشعب قال‪ :‬سألنا الهاجرون‪ :‬من أين‬
‫تعلمتم الكتابة؟ قالوا‪ :‬من أهل النبار‪.‬قلت‪ :‬والذى كان يغلب على زمان السلف الكتابة‬
‫الكتوبة‪ ،‬ث هذبا أبو على بن مقلة الوزير ‪ ،‬وصار له ف ذلك نج وأسلوب ف الكتابة‪ ،‬ث‬
‫قربا على بن هلل البغدادى العروف بابن البواب‪ ،‬وسلك الناس وراءه‪ ،‬وطريقته ف ذلك‬
‫واضحة جيدة‪ .‬والغرض أن الكتابة لا كانت ف ذلك الزمان ل تكم جيدا‪ ،‬وقع ف كتابة‬
‫الصاحف اختلف ف وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة ل من حيث العن‪ ،‬وصنف‬
‫الناس ف ذلك‪ .‬واعتن بذلك المام أبو بكر بن أب داود رحه ال‪ ،‬فبوبا على ذلك‪ ،‬وذكر‬
‫قطعة صالة هى من صناعة القرآن ليست مقصدنا ههنا‪.‬‬
‫ولذا نص المام مالك على أنه لتوضع الصاحف إل على وضع كتابة المام‪ .‬ورخص غيه‬
‫ف ذلك واختلفوا ف الشكل والنقط‪ ،‬فمن مرخص ومن مانع‪.‬‬
‫فأما كتابة السورة وآياتا والتعشي والجزاء والحزاب فكثي من مصاحف زماننا‪ .‬والول‬
‫اتباع السلف الصال‪ .‬ث قال البخارى‬

‫ذكركتاب النب صلى ال عليه وسلم‬


‫وأورد فيه من حديث الزهري ‪،‬عن ابن السباق عن زيد بن ثابت أنأبا بكرالصديق قال له‪:‬‬
‫وكنت تكتب الوحى لرسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر نو ما تقدم ف جعه القرآن وقد‬
‫تقدم ‪ ،‬وأورد حديث زيد بن ثابت ف نزول ل يستوي القاعدون من الؤمني غي أول الضرر‬
‫ول يذكر البخارى أحدًا من الكتاب ف هذا الباب سوى زيد بن ثابت وهذا عجب‪ ،‬وكأنه‬
‫ل يقع له حديث يورده سوى هذا‪ ،‬وال أعلم‪ .‬وموضع هذا ف كتاب السية عند ذكر كتابه‬
‫عليه الصلة والسلم ‪.‬‬
‫ث قال البخارى رحه ال أنزل القرآن على سبعة أحرف‪.‬‬
‫حدثنا سعيد بن عفي ‪ ،‬ثنا الليث ‪ ،‬حدثن عقيل عن ابن شهاب قال حدثن عبيد ال بن‬
‫عبدال أن عبدال بن عباس حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أقرأن جبيل عليه‬

‫‪22‬‬
‫السلم على حرف فراجعته‪ ،‬فلم أزل أستزيده ويزيدن حت انتهى إل سبعة أحرف‬
‫وقد رواه أيضًا ف بدء اللق‪ ،‬ومسلم من حديث يونس ‪ ،‬ومسلم أيضًا عن معمر ‪ ،‬كلها‬
‫عن الزهرى بنحوه‪ ،‬ورواه ابن جرير من حديث الزهرى به‪ ،‬ث قال الزهرى ‪ :‬بلغن أن تلك‬
‫السبعة الحرف إنا هى ف المر الذي يكون واحدا ل يتلف ف حلل ول ف حرام‪ ،‬وهذا‬
‫مبسوط ف الديث الذى رواه المام أبو عبيد القاسم بن سلم حيث قال‪:‬‬
‫حدثنا يزيد ويي بن سعيد ‪ ،‬كلها عن حيد الطويل عن أنس بن مالك عن أب بن كعب‬
‫قال‪ :‬ما حك ف صدرى شىء منذ أسلمت‪ ،‬إل أنن قرأت آية وقرأها آخر غي قراءتى‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬أقرأنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أقرأتن آية كذا وكذا؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬وقال الخر‪ :‬أليس تقرئن آية كذا وكذا قال‪ :‬نعم فقال‪:‬إن جبيل وميكائيل أتيان‬
‫فقعد جبيل عن يين وميكائيل عن يسارى‪ ،‬فقال جبيل‪ :‬أقرأ القرآن على حرف‪ ،‬فقال‬
‫ميكائيل‪ :‬استزده حت بلغ سبعة أحرف‪ ،‬وكل حرف كاف شاف ‪.‬‬
‫وقد رواه النسائى من حديث يزيد ‪ -‬وهو ابن هارون‪ -‬ويي بن سعيد القطان ‪ ،‬كلها عن‬
‫حيد الطويل عن أنس عن أب بن كعب بنحوه وكذا رواه ابن أب عدى وممود بن ميمون‬
‫الزعفران ويي بن أيوب كلهم عن حيد به‪ .‬وقال ابن جرير ثنا ممد بن مرزوق ‪،‬ثنا أبو‬
‫الوليد ‪ ،‬ثنا‬
‫حاد بن سلمة بن حيد عن أنس بن عبادة بن الصامت عن أب بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنزل القرآن على سبعة أحرف فأدخل بينهما عبادة بن الصامت وقال‬
‫المام أحد بن حنبل رحه ال‪:‬‬
‫ثنا يي بن سعيد عن إساعيل بن أب خالد ‪ ،‬حدثن عبدال بن عيسى عن عبد الرحن بن أب‬
‫ليلى عن أب بن كعب ‪ ،‬قال‪ :‬كنت ف السجد‪ ،‬فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتا عليه‪ ،‬ث دخل‬
‫آخرفقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه‪ ،‬فقمنا جيعا فدخلنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال إن هذا قرأ قراءة أنكرتا عليه‪ ،‬ث دخل هذا فقرأ سوى قراءة صاحبه‪،‬‬
‫فقال لما النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقرءا‪ -‬فقرءا فقال‪ -‬أصبتما فلما قال لما النب صلى ال‬
‫عليه وسلم الذى قال‪ ،‬كب على ول إذا كنت ف الاهلية‪ ،‬فلما رأى الذي غشين ضرب ف‬
‫‪23‬‬
‫صدرى‪ ،‬ففضت عرقا‪ .‬وكأنا أنظر إل ال فرقا‪ ،‬فقال‪:‬يا أب إن ال أرسل إل أن اقرأ القران‬
‫على حرف‪ ،‬فرددت إليه أن هون على أمت‪ ،‬فأرسل إل أن أقرأ على حرفي‪ ،‬فرددت إليه أن‬
‫هون على أمت ‪ ،‬فأرسل ن أقرأه على سبعة أحرف‪ ،‬ولك بكل ردة مسألة تسألينها‪ -‬قال‪-‬‬
‫قلت‪ :‬اللهم اغفر لمت‪ ،‬اللهم اغفر لمت ‪ ،‬وأخرت الثالثة ليوم يرغب إل فيه اللق حت‬
‫إبراهيم عليه السلم ‪ .‬وهكذا رواه مسلم من حديث إساعيل بن أب خالد به‪.‬‬
‫وقال ابن جرير ‪ :‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬ثنا ممد بن تفضيل عن اساعيل بن أب خالد ‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن عيسى بن عبد الرحن بن أب ليلى عن أبيه عن جده‪ ،‬عن أب بن كعب قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫إن ال أمرن أن اقرأ القرآن على حرف واحد‪ ،‬فقلت‪ :‬رب خفف عن أمت‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأه على‬
‫حرفي‪ ،‬فقلت‪ :‬رب خفف عن أمت‪ ،‬فأمرن أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب‬
‫النة‪ ،‬كلها شاف كاف ‪.‬‬
‫وقال ابن جرير ‪:‬حدثن يونس عن ابن وهب ‪ ،‬أخبن هشام بن سعد عن عبيد ال ابن عمر ‪،‬‬
‫عن عبد الرحن بن أب ليلى عن أب بن كعب أنه قال‪ :‬سعت رجل يقرأ ف سورة النحل قراءة‬
‫تالف قراءتى ‪ ،‬ث سعت آخر يقرؤها بلف ذلك‪ ،‬فانطلقت بما إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقلت‪ :‬إن سعت هذين يقرآن ف سورة النحل‪ ،‬فسألتهما من أقرأها؟ فقال‪:‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬لذهب بكما إل رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ‬
‫خالفتما ما أقرأن رسول ال‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لحدها‪ :‬أقرأ‪ -‬فقرأ‬
‫فقال‪ -‬أحسنت‪ -‬ث قال للخر اقرأ‪ -‬فقرأ‪ -‬فقال‪ -‬أحسنت قال أب‪ :‬فوجدت ف نفسى‬
‫وسوسة الشيطان حت احر وجهى ‪ ،‬فعرف ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وجهى‪،‬‬
‫فضرب يده ف صدرى ‪ ،‬ث قال‪ :‬اللهم أخسىء الشيطان عنه‪ ،‬يا أب أتان آت من رب فقال‪:‬‬
‫إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد‪ ،‬فقلت‪ :‬رب خفف عن أمت‪ ،‬ث أتان الثانية‬
‫فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفي‪ ،‬فقلت‪ :‬رب خفف عن أمت‪ ،‬ث أتان الثالثة‬
‫فقال مثل ذلك‪ ،‬وقلت مثل ذلك‪ ،‬ث أتان الرابعة فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تقرأ القرآن على‬
‫سبعة أحرف ولك بكل ردة مسألة‪ -‬فقال‪ -‬يارب اللهم اغفر لمت‪ ،‬يارب اغفر لمت‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫واختبأت الثالثة شفاعة لمت يوم القيامة اسناد صحيح‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا الشك الذى حصل لب ف تلك الساعة هو‪ -‬وال أعلم‪ -‬السبب الذى لجله قرأ‬
‫عليه رسول ال قراءة اعلم وابلغ ودواء لا كان حصل له سورة ل يكن إل آخرها لشتمالا‬
‫على قوله تعال‬
‫رسول من ال يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة ‪ ،‬وهذا نظي تلوته سورة الفتح حي‬
‫أنزلت مرجعه من الديبية على عمر بن الطاب ‪ ،‬وذلك لا كان تقدم له من السئلة لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ولب بكر الصديق‪ ،‬وفيها قوله تعال لقد صدق ال رسوله الرؤيا‬
‫بالق لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني ‪.‬وقال ابن جرير ‪:‬‬
‫ثنا ممد بن مثن ‪ ،‬ثنا ممد بن جعفر ‪ ،‬ثنا شعبة عن الكم عن ماهد عن ابن أب ليلى عن‬
‫أب بن كعب أن رسول ال كان عند أضاة بن غفار‪ ،‬فأتاه جبيل فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن‬
‫تقرئ أمتك القرآن على حرف‪ ،‬قال‪ :‬أسأل‬
‫ال معافاته ومغفرته فإن أمت ل تطيق ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ث أتاه الثانية فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تقرئ‬
‫أمتك القرآن على حرفي‪ ،‬قال‪ :‬أسأل ال معافاته ومغفرته ان أمت‪ ،‬ل تطيق ذلك‪ ،‬ث جاءه‬
‫الثالثة فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلثة أحرف‪ ،‬قال ‪ :‬أسأل ال معافاته‬
‫ومغفرته‪ ،‬إن أمت ل تطيق ذلك‪ ،‬ث جاءه الرابعة فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن‬
‫على سبعة أحرف فأيا حرف قرءوا عليه فقد أصابوا ‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم و أبو داود والنسائى من رواية شعبة به‪.‬‬
‫وف لفظ لب داود عن أب بن كعب قال‪ :‬قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن اقرئت‬
‫القرآن‪ ،‬فقيل‪ :‬على حرف أو حرفي؟ فقال اللك الذى معى‪ :‬قل على حرفي‪ ،‬فقيل ل‪ :‬على‬
‫حرفي أو ثلثة؟ فقال اللك الذى معى‪ :‬قل على ثلثة حت بلغ سبعة أحرف‪ ،‬ث قال‪ :‬ليس‬
‫منها ال شاف كاف ان قلت سيعا عليما عزيزا حكيما ما ل تلط آية عذاب برحة أو آية‬
‫رحة بعذاب ‪.‬‬
‫وقد روى ثابت بن قاسم نوا من هذا عن أب هريرة عن النب صلى اله عليه وسلم ومن كلم‬
‫ابن مسعود نو ذلك‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫وقال المام أحد ‪:‬حدثنا حسي بن على العفى عن زائدة عن عاصم ‪ ،‬عن زر عن أب قال‪:‬‬
‫لقى رسول ال صلى ال عليه وسلم جبيل عند أحجار الرا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لبيل‪:‬‬
‫إن بعثت إل أمة أميي‪ ،‬فيهم الشيخ (الفان) والعجوز الكبية والغلم‪ ،‬فقال‪ :‬مرهم فليقرءوا‬
‫القرآن على سبعة أحرف ‪.‬وأخرجه الترمذى من حديث عاصم بن أب النجود عن زر عن‬
‫حذيفة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لقى جبيل عند احجار الرا‪ ،‬فذكر الديث‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪ ،‬وهكذا رواه أحد عن خالد عن حاد عن عاصم عن زر ‪ ،‬عن حذيفة أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لقيت جبيل عندأحجار الرا فقلت يا جبيل ان أرسلت أمة أمية‪،‬‬
‫الرجل والرأة والغلم والارية والشيخ (الفان)الذي ل يقرأ كتابا قط‪ ،‬فقال‪ :‬إن القرآن أنزل‬
‫على سبعة أحرف‬
‫وقال أحد أيضًا‪:‬ثنا وكيع وعبد الرحن عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن ربعي ابن‬
‫خراش قال‪ :‬حدثن من ل يكذبن‪ -‬حذيفة‪ -‬قال‪ :‬لقى النب صلى ال عليه وسلم عند أحجار‬
‫الرا فقال‪:‬ان أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬فمن قرأ منهم فليقرأ كما علم ول‬
‫يرجع عنه ‪ .‬وقال عبد الرحن ‪ :‬إن من أمتك الضعيف فمن قرأعلى حرف فل يتحول عنه إل‬
‫غيه رغبة عنه هذا إسناد صحيح ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف معناه عن سليمان بن صرد ‪ :‬قال ابن جرير ‪:‬ثنا إساعيل بن موسى السدى‬
‫‪ ،‬ثنا شريك عن أب إسحاق ‪ ،‬عن سليمان بن صرد يرفعه قال‪:‬‬
‫أتان ملكان فقال أحدها‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال‪ :‬على كم؟ قال‪ :‬على حرف‪ ،‬قال‪ :‬زده‪ ،‬حت انتهى إل‬
‫سبعة أحرف‬
‫ورواه النسائى ف اليوم والليلة عن عبد الرحن بن ممد بن سلم ‪ ،‬عن اسحاق الزرق عن‬
‫العوام بن حوشب ‪ ،‬عن أب إسحاق عن سليمان ابن صرد ‪ ،‬قال‪ :‬أتىأب ابن كعب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم برجلي اختلفا ف القراءة‪ ،‬فذكر الديث ‪.‬‬
‫وهكذا رواه أحد بن منيع عن يزيد بن هارون عن العوام ‪ ،‬عن أب اسحاق ‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫صرد ‪ ،‬عن أب أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم برجلي‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫وقال ابن جرير ‪:‬ثنا أبو كريب ‪ ،‬ثنا ييي بن آدم‪ ،‬ثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن فلن‬
‫العبدى ‪ -‬قال ابن جرير ‪ :‬ذهب عن اسه‪ -‬عن سليمان بن صرد عن أب بن كعب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫رحت إل السجد فسمعت رجل يقرأ‪ ،‬فقلت‪ :‬من أقرأك؟ قال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فانطلقت به إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬استقرىء هذا‪ ،‬قال‪ :‬فقرأ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أحسنت قال‪ :‬قلت‪ :‬إنك اقرأتن كذا وكذا فقال‪ :‬وأنت قد أحسنت‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬قد‬
‫أحسنت قد أحسنت قال‪ :‬فضرب بيده على صدرى ث قال‪ :‬اللهم أذهب عن أب الشك قال‪:‬‬
‫ففضت عرقا‪ ،‬وامتل جوف فرقًا‪ ،‬قال الخر‪ :‬زده‪ ،‬قال‪ :‬قلت زدن‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأه على حرفي‪،‬‬
‫حت بلغ سبعة أحرف‪ ،‬اقرأه على سبعة أحرف ‪.‬‬
‫وقد رواه أبو عبيد عن حجاج عن إسرائيل‪ ،‬عن أب اسحاق عن سقي العبدى عن سليمان بن‬
‫صرد ‪ ،‬عن أب عن النب صلى ال عليه وسلم بنحو ذلك ‪.‬‬
‫ورواه أبو داوود عن أب الوليد الطيالسى عن هام عن قتادة ‪ ،‬عن يي بن عمر عن سليمان‬
‫بن صرد ‪ ،‬عن أب بن كعب بنحوه‪.‬‬
‫فهذا الديث مفوظ من حيث الملة عن أب ابن كعب ‪ ،‬والظاهر أن سليمان بن صرد‬
‫الزاعى شاهد ذلك وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر عن أب بكرة )‪ -‬قال المام أحد ‪:‬ثنا عبد الرحن عفان بن مهدى عن حاد بن‬
‫سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحن ابن أب بكرة عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬أتان جبيل وميكائيل عليهما السلم‪ ،‬فقال جبيل‪ :‬اقرأ القرآن على حرف واحد‪ ،‬فقال‬
‫ميكائيل‪ :‬استزده‪ ،‬قال‪ :‬اقرأ القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬كلها شاف كاف‪ ،‬ما ل تتم آية رحة‬
‫بعذاب‪ ،‬أو آية عذاب برحة ‪.‬وهكذا رواه ابن جرير عن أب كريب عن زيد بن الباب عن‬
‫حاد بن سلمة به‪ ،‬وزاد ف آخره كقولك‪ :‬هلم وتعال ‪.‬‬
‫(حديث آخر عن سرة )‪ -‬قال المام أحد ‪:‬ثنا بز ‪ -‬وعفان ‪ ،‬كلها عن حاد بن سلمة ‪،‬‬
‫أنا قتادة عن السن عن سرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أنزل القرآن على سبعة‬
‫أحرف إسناد صحيح‪ ،‬ول يرجوه‪(.‬حديث آخر عن أب هريرة )‪ -‬قال المام أحد ‪:‬‬
‫ثنا أنس بن عياض ‪ ،‬حدثن أبو حازم عن أب سلمة ل أعلمه إل عن أب هريرة أن رسول ال‬
‫‪27‬‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫نزل القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬الراء ف القرآن كفر‪ -‬ثلث مرات‪ -‬فما علمتم منه فاعملوا‬
‫وما جهلتم منه فردوه إل عاله ‪ .‬رواه النسائى عن قتيبة عن أب ضمرة أنس بن عياض به‪.‬‬
‫(حديث آخر عن أم أيوب)‪ -‬قال المام أحد ‪:‬حدثنا سفيان عن عبيد ال ‪ -‬وهو ابن أب‬
‫يزيد ‪ -‬عن أبيه عن أم أيوب‪ -‬يعن امرأة أب أيوب النصارية ‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪:‬‬
‫أنزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أجزاك ‪.‬‬
‫وهذا إسناد صحيح‪ ،‬ول يرجه أحد من أصحاب الكتب الستة‪.‬‬
‫(حديث آخر عن أب جهم )‪ -‬قال أبوعبيد ‪:‬ثنا إساعيل بن جعفر عن يزيد ابن خصيفة عن‬
‫مسلم بن سعيد ‪ .‬مول الضرمى‪ -‬وقال غيه عن بسر بن سعيد ‪ -‬عن أب جهم النصارى‬
‫أن رجلي اختلفا ف آية من القرآن‪ ،‬كلها يزعم أنه تلقاها من رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فمشيا جيعا حت أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر أبو جهم أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف‪ ،‬فل تاروا‪ ،‬فإن مراء فيه كفر ‪.‬‬
‫وهكذا رواه أبو عبيد على الشك‪ ،‬وقد رواه المام أحد على الصواب فقال‪ :‬حدثنا أبو سلمة‬
‫الزاعى ‪ ،‬ثنا سليمان بن بلل ‪ ،‬حدثن يزيد بن خصيفة أخبن بسر بن سعيد حدثن أبو‬
‫جهم أن رجلي اختلفا ف آية من القرآن قال هذا‪ :‬تلقيتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وقال هذا‪:‬‬
‫تلقيتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬القرآن يقرأ‬
‫على سبعة أحرف‪ ،‬فل تاروا ف القرآن‪ ،‬فإن مراء ف القرآن كفر ‪ .‬وهذا إسناد صحيح أيضًا‪،‬‬
‫ول يرجوه‪.‬‬
‫ث قال أبو عبيد ‪:‬ثنا عبد بن صال عن الليث عن يزيد بن الاد ‪ ،‬عن ممد بن ابراهيم عن بسر‬
‫بن سعيد ‪ ،‬عن أب قيس مول عمرو بن العاص أن رجل قرأ آية من القرآن فقال عمرو‪ -‬يعن‬
‫بن العاص ‪ :-‬إنا هى كذا وكذا بغي ما قرأ الرجل‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬هكذا أقرأنيها رسول ال‬
‫‪28‬‬
‫صلى ال عليه وسلم فخرجا ال رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أتياه فذكرا ذلك له فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف‪ ،‬فأى ذلك قرأت أصبتم‪،‬‬
‫فل تاروا ف القرآن فإن مراء فيه كفر ‪.‬‬
‫ورواه المام أحد عن أب سلمة الزاعى عن عبدال بن جعفر عبد الرحن بن السور بن مرمة‬
‫‪ ،‬عن يزيد بن عبد ال بن أسامة بن الاد عن بسر بن سعيد عن أب قيس مول عمرو بن‬
‫العاص به نوه‪ ،‬فإن الراء فيه كفر إنه الكفر به ‪.‬‬
‫وهذا أيضًا جيد‪(.‬حديث آخرعن ابن مسعود )‪ -‬قال ابن جرير ‪ :‬ثنا يونس بن عبد العلى أنا‬
‫ابن وهب ‪ ،‬أخبن حيوة بن شريح عقيل بن خالد عن سلمة بن عبد الرحن عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫كان الكتاب الول نزل من باب واحد وعلى حرف ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة‬
‫أحرف‪ :‬زاجر وآمر وحلل وحرام ومكم ومتشابه وأمثال‪ ،‬فأحلوا حلله وحرموا حرامه‪،‬‬
‫وافعلوا ما أمرت به‪ ،‬وانتهوا عما نيتم عنه‪،‬واعتبوا بأمثاله‪ ،‬واعملوا بحكمه‪ ،‬وآمنوا بتشابه ‪،‬‬
‫وقولوا‪:‬آمنا به كل من عند ربنا ‪.‬‬
‫ث رواه عن أب كريب عن الحارب عن ضمرة بن حبيب عن القاسم بن عبد الرحن ‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود من كلمه وهو أشبه ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫فصل‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬قد تواترت هذه الحاديث كلها على الحرف السبعة ال حديثا واحدًا يروى‬
‫عن سرة ) (ما) حدثن عفان عن حاد بن سلمة عن قتادة ‪ ،‬عن السن عن سرة بن جندب‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫نزل القرآن على ثلثة أحرف‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬ول نرى الحفوظ إل السبعة لناالشهورة وليس معن تلك(السبعة) أن يكون‬
‫الرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه وهذا شيءغي موجود‪ ،‬ولكنه عندنا أنه نزل على‬
‫سبع لغات متفرقة ف جيع القرآن من لغات العرب‪ -‬فيكون الرف الواحد منها بلغة قبيلة‬
‫أخرى والثان بلغة أخرى سوى الول‪ ،‬والثالثة بلغة أخرى سواها كذلك إل السبعة وبعض‬
‫‪29‬‬
‫الحياء أسعد با وأكثر حظا فيها من بعض‪ ،‬وذلك بي ف أحاديث تترى‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد روى الكلب عن أب صال عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات منها خس‬
‫بلغة العجرمن هوازن‪،‬قال أبوعبيد والعجر هم بنوا أسعد بن بكر وخيثم بن بكرونصر بن‬
‫معاوية وثقيف وهم علياء هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلء أفصح العرب علياء هوازن‬
‫وسفلى تيم يعن بن دارم‪ ،‬ولذا قال عمر ‪ :‬ل يلى ف مصاحفنا إل غلمان قريش أو ثقيف‪،‬‬
‫قال ابن جرير ‪ :‬واللغتان الخرتان قريش وخزاعه رواه قتادة عن ابن عباس ولكن ل يلقه‪.‬‬
‫قال أبوعبيد ‪:‬ثنا هشيم عن حصي بن عبد الرحن عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر‪.‬‬
‫قال أبوعبيد ‪ :‬يعن أنه كان يستشهد به على التفسي‪.‬‬
‫وحدثنا هشيم عن أب بشر عن سعيد أو ماهد عن ابن عباس ف قوله‪ :‬والليل وما وسق قال‪:‬‬
‫ما جع أنشد‪ :‬قد اتسقن لو يدن سائقا‪.‬‬
‫حدثنا هشيم ‪ :‬أنا حصي عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ف قوله تعال فإذا هم بالساهرة قال‪:‬‬
‫الرض‪ ،‬قال‪ :‬وقال ابن عباس ‪ :‬قال أمية بن أب الصلت ‪.‬‬
‫عندهم لم بر ولم ساهرة‪.‬‬
‫حدثنا يي بن سعيد عن سفيان عن ابراهيم بن مهاجر عن ابن عباس قال‪ :‬كنت ل أدرى ما‬
‫فاطر السموات والرض؟ حت أتان أعرابيان يتصمان ف بئر‪ ،‬فقال أحدها‪ :‬أنا فطرتا‪ ،‬أنا‬
‫ابتدأتا إسناد جيد أيضًا‪.‬‬
‫وقال المام أبو جعفر بن جرير الطبى رحه ال بعد ما أورد طرفا ما تقدم‪ :‬وصح وثبت أن‬
‫الذى نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون المع‪ ،‬إذ كان معلوما أن ألسنتها‬
‫ولغاتا أكثر من سبع با يعجز عن إحصائه‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬وما برهانك على ما قلته دون‬
‫أن يكون معناه ما قاله مالفوك من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل‪ ،‬ونو‬
‫ذلك من القوال فقد علمت قائل ذلك عن سلف الئمة وخيار الئمة؟ قيل له‪ :‬إن الذين قالوا‬
‫ذلك ل يدعوا أن تأويل الخبار الت تقدم ذكرها هو ما زعمت أنم قالوه ف الحرف السبعة‬
‫‪30‬‬
‫الت نزل باالقرآن دون غيه‪،‬فيكون ذلك لقولنا مالفا‪ ،‬وإنا أخبوا أن القرآن نزل على سبعة‬
‫أحرف يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه‪،‬والذى قالوا من ذلك كما قالوا‪ ،‬وقد روينا‬
‫بثل الذى قالوا من ذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وعن جاعة من الصحابة من أنه‬
‫نزل من سبعة أبواب النة كما تقدم ‪ .‬يعن كما تقدم ف رواية أب بن كعب وعبدال بن‬
‫مسعود أن القرآن نزل من سبعة أبواب النة‪.‬‬
‫قال ابن جرير ‪ :‬والبواب السبعة من النة هى العان الت فيها من المر والنهى‪ ،‬والترغيب‬
‫والترهيب‪ ،‬والقصص والثل‪ ،‬الت إذا عمل با العامل وانتهى إل حدودها النتهى استوجب به‬
‫النة‪ .‬ث بسط القول ف هذا با حاصله أن الشارع رخص للمة التلوة على سبعة أحرف‪.‬‬
‫ث لا رأى المام أمي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه إختلف الناس ف القراءة‪،‬‬
‫وخاف من تفرق كلمتهم جعهم على حرف واحد‪ ،‬وهو هذا الصحف المام‪ .‬قال‪:‬‬
‫واستوسقت له المة على ذلك‪ ،‬بل أطاعت ورأت أن فيما فعله الرشد والداية‪ ،‬وتركت‬
‫القراءة بالحرف الستة‪ .‬الت عزم عليها إمامها العادل ف تركها طاعة منها له‪ ،‬ونظرا منها‬
‫لنفسها ولن بعدها من سائر أهل ملتها‪ ،‬حت درست من المة معرفتها‪ ،‬وانعفت آثارها‪ .‬فل‬
‫سبيل اليوم لحد إل القراءة با‪ ،‬لدثورها وعفو آثارها‪ -‬إل أن قال‪ :‬فإن قال من ضعفت‬
‫معرفته‪ :‬وكيف جاز لم ترك قراءة أقرأهوها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأمرهم بقراءتا؟‬
‫قيل ان أمره أياهم بذلك ل يكن أمر إياب وفرض‪ ،‬وإنا إباحة ورخصة‪ ،‬لن القراءة با لو‬
‫كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العمل بكل حرف من تلك الحرف السبعة عند من‬
‫تقوم بنقله الجة‪ ،‬ويقطع خبه العذر ويزيل الشك من قراءة المة‪ .‬وف تركهم نقل ذلك ف‬
‫كذلك أوضح دليل على أنم كانوا ف القراءة با ميين‪ -‬إل أن قال‪ -‬فأما ما كان من‬
‫اختلف القراءة ف رفع حرف ونصبه وجره‪ ،‬وتسكي حرف وتريكه‪ ،‬ونقل حرف إل آخر‬
‫مع اتفاق الصورة‪ ،‬فعن معن قول النب صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة‬
‫أحرف بعزل‪ ،‬لن الراء ف مثل هذا ليس بكفر ف قول أحد من علماء المة‪ .‬وقد أوجب‬
‫صلى ال عليه وسلم بالراء ف الحرف السبعة الكفر كما تقدم ‪.‬‬
‫الديث الثان‬
‫‪31‬‬
‫قال البخارى رحه ال‪:‬‬
‫ثنا سعيد بن عفي ‪ ،‬ثنا الليث ‪ ،‬حدثن عقيل عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن عروة بن الزبي أن‬
‫السور بن مرمة وعبد الرحن بن عبد القارى حدثاه أنما سعا عمر بن الطاب يقول‪ :‬سعت‬
‫هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان ف حياة النب صلى ال عليه وسلم فاستمعت لقراءته‪ ،‬فإذا‬
‫هو يقرأ على حروف كثية ل يقرئنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم فكدت أساوره ف‬
‫الصلة‪ .‬فتصبت حت سلم فلببته بردائه‪ ،‬فقلت‪ :‬من أقرأك هذه السورة الت سعتك تقرأ؟‬
‫قال‪ :‬اقرأنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬كذبت‪ ،‬فإن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قد أقرأنيها على غي ما قرأت‪ ،‬فانطلقت به أقوده إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقلت‪ :‬إن سعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف ل تقرئنيها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬أرسله ‪.‬‬
‫اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة الت سعته يقرأ‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬كذلك أنزلت ث‬
‫قال‪ :‬اقرأ يا عمر فقرأت القراءة الت أقرأن‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬كذلك‬
‫أنزلت‪ ،‬إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ماتيسر منه ‪.‬‬
‫وقد رواه المام أحد والبخارى أيضًا ومسلم وأبوداود والنسائى والترمذى من طرق عن‬
‫الزهرى ‪ ،‬ورواه المام أحد أيضًا عن ابن مهدى عن مالك عن الزهرى عن عروة عن‬
‫عبدالرحن بن عبد (القارئ) عن عمر ‪ ،‬فذكر الديث بنحوه‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد ‪:‬‬
‫ثنا عبد الصمد ‪ ،‬ثنا حرب بن ثابت ‪ ،‬ثنا إسحاق بن عبد ال ابن أب طلحة عن أبيه عن جده‬
‫قال‪ :‬قرأ رجل عند عمر فغي عليه‪ ،‬فقال‪ :‬قرأت على رسول ال فلم يغي على‪ ،‬قال‪ :‬فاجتمعنا‬
‫عند النب صلى ال عليه وسلم فقرأ الرجل على النب صلى ال عليه وسلم فقال له‪ :‬قد‬
‫أحسنت قال‪ :‬فكأن عمر وجد من ذلك‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم له يا عمر إن‬
‫القرآن كله صواب ما ل يعل عذاب مغفرة‪ ،‬ومغفرة عذابا وهذا إسناد حسن‪ .‬و حرب بن‬
‫ثابت هذا يكن بأب ثابت لنعرف أحدا جرحه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أقوال العلماء ف معن السبعة الحرف‬
‫وقد إختلف العلماء ف معن هذه السبعة الحرف وما أريد منها على أقوال‪ .‬قال أبو عبدال‬
‫ممد بن أب بكر بن فرح النصارى القرطب الالكى ف مقدمات تفسيه‪ :‬وقد اختلف العلماء‬
‫ف الراد بالحرف السبعة على خسة وثلثي قولً ذكرها أبو حات ممد بن حبان البست ‪،‬‬
‫ونن نذكر منها خسة أقوال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ث سردها القرطب وحاصلها ما أنا مورده ملخصا‪:‬‬
‫(الول) وهو قول أكثرأهل العلم منهم سفيان بن عيينة وعبدال ابن وهب وأبو جعفر ممد‬
‫بن جرير والطحاوى ‪ :‬أن الراد سبعة أوجه من العان التقاربة بألفاظ متلفة نو أقبل وتعال‬
‫وهلم‪ .‬وقال الطحاوى ‪ :‬وأبي ما ذكرف ذلك حديث أب بكرة قال‪ :‬جاء جبيل إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬اقرأ على حرف‪ ،‬فقال ميكائيل‪ :‬استزده‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ على‬
‫حرفي‪ ،‬فقال ميكائيل‪ :‬استزده‪ .‬حت بلغ سبعة أحرف فقال‪ :‬اقرأ فكل كاف شاف إل أن‬
‫تلط آية رحة بآية عذاب‪ ،‬أو آية عذاب بآية رحة‪ ،‬نو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع‬
‫وعجل‪.‬‬
‫وروى ورقاء عن أب نيح عن ماهد عن ابن عباس عن أب بن كعب أنه كان يقرأ يوم يقول‬
‫النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ‪ :‬للذين أمنوا أمهلونا‪ ،‬للذين‬
‫آمنواأخرونا‪ ،‬للذين آمنوا أرقبونا‪ ،‬وكان يقرأ كلما أضاء لم مشوا فيه ‪ :‬مروا فيه‪ ،‬سعوا فيه‪،‬‬
‫قال الطحاوى وغيه‪ :‬وإنا كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات‪ ،‬وذلك لا‬
‫كان يتعسر على كثي من الناس التلوة على لغة قريش وقراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لعدم علمهم بالكتابة والضبط واتقان الفظ‪ ،‬وقد ادعى الطحاوى والقاضى والباقلن والشيخ‬
‫أبو عمر بن عبد الب أن ذلك كان رخصة ف أول المر‪ ،‬ث نسح بزوال العذر وتيسي الفظ‬
‫وكثرة الضبط وتعلم الكتابة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬إنا كان الذى جعهم على قراءة واحدة أمي الؤمني عثمان بن عفان‬
‫أحد اللفاء الراشدين الهديي الأمور بإتباعهم وإنا جعهم عليها لا رأى من اختلفهم ف‬
‫القراءة الفضية إل تفرق المه وتكفي بعضهم بعضا‪ .‬فرتب لم الصاحف الئمة على العرضة‬
‫‪33‬‬
‫الخي الت عارض با جبيل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف آخر رمضان كان من عمره‬
‫علمه السلم وعزم عليهم أن ليقرءوا بغيها‪ .‬وأن ل يتعاطوا الرخصة الت كانت لم فيها‬
‫سعة‪ .‬ولكنها أدت إل الختلف والفرقة‪ ،‬كما ألزم عمر الطاب الناس بالطلق الثلث‬
‫الجموعة حت تتابعوا فيها وأكثروا منها قال‪ :‬فلو أنا أمضيناه عليهم‪ ،‬وأمضاه عليهم‪ ،‬وكذلك‬
‫كان ينهى عن التعه ف أشهر الج لئل تقطع زيارة البيت ف غي أشهر الج‪ .‬وقد كان أبو‬
‫موسى يبيح التمتع‪ ،‬فترك فتياه اتباعًا لمي الؤمني وسعًا وطاعة للئمة الهديي‪.‬‬
‫(القول الثان)‪ -‬أن القرآن نزل على سبعة أحرف‪ ،‬وليس الراد أن جيعه يقرأ على سبعة‬
‫أحرف‪ ،‬ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر‪ ،‬قال الطاب ‪ :‬وقد يقرأ بعضه‬
‫بالسبع لغات كما ف قوله‬
‫وعبد الطاغوت ‪ ،‬و يرتع ويلعب قال القرطب ‪ :‬ذهب إل هذا القول أبو عبيد ‪ ،‬واختاره ابن‬
‫عطية قال أبو عبيد ‪ :‬وبعض اللغات أسعد به من بعض‪ ،‬وقال القاضى الباقلن ‪ :‬ومعن قول‬
‫عثمان إنه نزل بلسان قريش أى معظمه‪ ،‬ول يقم دليل على أن جيعه بلغة قريش كله‪ ،‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬قرآنا عربيا ول يقل قرشيا‪ ،‬قال‪ :‬واسم العرب يتناول جيع القبائل تناولً واحدا يعن‬
‫حجازها وينها‪ ،‬وكذا قال الشيخ أبو عمر بن عبد الب ‪ ،‬قال‪ :‬لن لغة غي قريش موجودة ف‬
‫صحيح القراءات كتحقيق المزات‪ ،‬فإن قريشا ل تمز‪ ،‬وقال ابن عطية ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬ما‬
‫كنت أدرى معن فاطر السماوات والرض حت سعت أعرابيا يقول لبئرابتدأ حفرها‪ :‬أنا‬
‫فطرتا‪.‬‬
‫(القول الثالث)‪ -‬إن لغات القرآن السبع منحصرة ف مضر على اختلف قبائله خاصة‪ ،‬لقول‬
‫عثمان أن القرآن نزل بلغة قريش‪ ،‬وقريش هم بنو النضر ابن الارث على الصحيح من أقوال‬
‫أهل النسب‪ ،‬كما ينطق به الديث ف سنن ابن ماجه وغيه ‪.‬‬
‫(القول الرابع)‪ -‬وحكاه الباقلن عن بعض العلماء أن وجوه القراءات ترجع إل سبعة أشياء‬
‫منها ما لتتغيحركته ولتتغيصورته ول معناه‪ ،‬مثل (ويضيق صدرى) ويضيق ومنها ما ل‬
‫تتغيصورته ويتلف معناه‪ ،‬مثل (فقالوا ربنا باعد‪ -‬وباعد‪ -‬بي أسفارنا) وقد يكون‬
‫الختلف ف الصورة والعن بالرف‪ ،‬مثل ننشزها وننشرها أوبالكلمة مع بقاء العن مثل‬
‫‪34‬‬
‫(كالعهن النفوش‪ -‬أو‪ -‬كالصوف النقوش) أو باختلف الكلمة وإختلف العان‪ ،‬مثل‬
‫(وطلح منضود‪ -‬وطلع منضود) أو بالتقدم والتأخر‪ :‬مثل (وجاءت سكرة الوت بالق‪ -‬أو ‪-‬‬
‫سكرة الق بالوت) أو بالزيادة‪ ،‬مثل (تسع وتسعون نعجة‪ -‬أنثى‪ -‬وأما الغلم فكان‬
‫كافرأوكان أبواه مؤمني‪ -‬فإن ال بعد اكراههن لن غفور رحيم)‪.‬‬
‫(القول الامس)‪ -‬أن الراد بالحرف السبعة معان القرآن‪ ،‬وهى أمر‪ ،‬ونى ووعد‪ ،‬ووعيد‪،‬‬
‫وقصص‪ ،‬ومادلة‪ ،‬وأمثال‪ ،‬قال ابن عطية‪ :‬وهذا ضعيف لن هذه لتسمى‪ .‬حروفا‪ ،‬وأيضا‬
‫فالجاع أن التوسعة ل تقع ف تليل حلل‪ ،‬ول ف تغييشىء من العان‪ ،‬وقد أورد القاضى‬
‫الباقلن ف هذا حديثا‪ ،‬ث قال‪ :‬وليست هذه هى الت أجاز لم القراءة با‪.‬‬
‫فصل‬
‫قال القرطب ‪ :‬قال كثي من علمائنا كالداودى وابن أب صفرة وغيها‪ :‬هذه القراءات السبع‬
‫ليست هى الحرف السبعة الت اتسعت الصحابة ف القراءة با‪ ،‬وإنا هى راجعة إل حرف‬
‫واحد من السبعة وهو الذى جع عليه عثمان الصحف‪ ،‬ذكره ابن النحاس وغيه‪ ،‬قال‬
‫القرطب ‪ :‬وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الخر وأجازها‪ .‬وإنا اختار القراءة‬
‫النسوبة إلية لنه رآها أحسن وأول عنده‪ ،‬قال‪:‬ولقد أجع السلمون ف هذه المصار على‬
‫العتماد على ما صح عن هؤلء الئمة فيما رووه ورأوه من القراءات‪ ،‬وكتبوا ف ذلك‬
‫مصنفات‪،‬واستمر الجاع على الصواب‪ ،‬وحصل ما وعد ال من حفظه الكتاب‪.‬‬

‫تأليف القرآن‬
‫قال البخارى رحه ال‪:‬حدثنا ابراهيم بن موسى ‪ ،‬أنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبهم‬
‫قال وأخبون يوسف بن ماهك قال‪ :‬إن عند عائشة أم الؤمني رضى ال عنها اذ جاءها‬
‫عراقى فقال‪ :‬أى الكفن خي؟ قالت ويك ما يضرك؟ قال ياأم الؤمني أرين مصحفك‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬ل؟ قال‪ :‬لعلى أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غي مؤلف‪ ،‬قالت‪ :‬وما يضرك أية قرأت‬
‫قبل؟ إنا نزل منه سورة من الفصل فيها ذكر النة والنار حت إذا ثاب الناس ال السلم نزل‬
‫اللل والرام‪ ،‬ولو نزل أول شىء نزل‪ :‬ل تشربوا لقالوا ل ندع المر أبدا‪ ،‬ولو نزل ل‬

‫‪35‬‬
‫تزنوا‪ ،‬لقالوا لندع الزنا أبدًا‪.‬لقد نزل بكة على ممد صلى ال عليه وسلم وإن لارية ألعب‬
‫بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إل وانا عنده‪،‬‬
‫قال‪:‬فأخرجت له الصحف فأملت عليه آى السور‪.‬‬
‫والراد من التأليف ههنا‪ -‬ترتيب سوره‪ ،‬وهذا العراقي سأل أول عن أي الكفن خي أو أفضل‪،‬‬
‫فأخبته عائشة رضى ال عنها أن هذا ما ل ينبغى أن يعتن بالسؤال عنه ول القصد له ول‬
‫الستعداد‪ ،‬فإن ف هذا تكلفا لطائل تته‪ ،‬وكانوا ف ذلك الزمان يصفون أهل العراق بالتعنت‬

‫ف السئلة‪ ،‬كما سأل بعضهم عبدال بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب‪ ،‬فقال ابن عمر ‪:‬‬
‫انظروا إل أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ولذا ل تبالغ معه عائشة رضى ال عنها ف الكلم لئل يظن أن ذلك أمر مهم‪ ،‬وإل فقد‬
‫روى أحد وأهل السنن من حديث سرة وابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫البسوا من ثيابكم البياض‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم‪ ،‬فإنا أطهر وأطيب وصححه الترمذى من‬
‫الوجهي‪ ،‬وف الصحيحي عن عائشة أنا قالت‪ :‬كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ثلثة‬
‫أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة ‪ ،‬وهذا مرر ‪1‬ف باب الكفن من كتاب‬
‫النائز‪ .‬ث سألا عن ترتيب القرآن‪ ،‬فانتقل إل سؤال كبي‪ ،‬وأخبها أنه يقرأ غي مؤلف أى‬
‫مرتب السور‪ ،‬وكأن هذا قبل أن يبعث أمي الؤمني عثمان رضى ال عنه إل الفاق‬
‫بالصاحف الئمة الؤلفة على هذا الترتيب الشهور اليوم وقبل اللزام به‪ ،‬وال أعلم ‪ ،‬ولذا‬
‫أخبته أنه ل يضرك بأى سورة بدأت‪ ،‬وأن أول سورة نزلت فيها ذكر النة والنار وهذه إن‬
‫ل تكن (اقرأ) فقد يتمل أنا أرادت اسم جنس لسور الفصل الت فيها الوعد والوعيد‪ .‬ث لا‬
‫انقاد الناس إل التصديق أمروا ونوا بالتدريج أول فأول‪ ،‬وهذا من حكمة ال ورحته‪ ،‬ومعن‬
‫هذا الكلم أن هذه السورة أو السور الت فيها ذكر النة والنار ليست البداءة با ف أوائل‬
‫الصاحف مع أنا من أول ما نزلت‪ ،‬وهذه البقرة والنساء من أوائل ما ف‬
‫الصحف وقد نزلت عليه ف الدينة وأنا عنده‪.‬‬
‫فأما ترتيب اليات ف السور‪ ،‬فليس ف ذلك رخصة بل هو أمر توقيعى عن رسول ال صلى‬
‫‪36‬‬
‫ال عليه وسلم كما تقدم تقرير ذلك‪ ،‬ولذا ل ترخص له ف ذلك‪ ،‬بل أخرجت له مصحفها‬
‫فأملت عليه أى السور‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وقول عائشة‪ :‬ل يضرك بأى سورة بدأت يدل على أنه لو‬
‫قدم بعض السور أو كما يدل عليه حديث حذيفة وهو ف الصحيح أخرعليه السلم قرأ ف‬
‫قيام الليل البقرة ث النساء ث آل عمران ‪.‬‬
‫وقد حكى القرطب عن أب بكر بن التبارى ف كتاب الرد أنه‬
‫قال‪ :‬فمن آخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم اليات‪ ،‬وغي الروف‬
‫والكلمات ‪ ،‬وكان مستنده اتباع مصحف عثمان رضى ال عنه‪ ،‬فإنه مرتب على هذا النحو‬
‫الشهور‪.‬‬
‫والظاهر أن ترتيب السور منه ما هو راجع إل رأى عثمان رضىال عنه‪ ،‬وذلك ظاهر ف‬
‫سؤال ابن عباس له عن ترك البسلمة ف أول براءة وذكره النفال من الطول ‪ ،‬والديث ف‬
‫الترمذى وغيه بإسناد جيد قوى‪.‬‬
‫وقد ذكرنا عن على أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بسب نزوله ولذا حكى القاضى‬
‫الباقلن أن أول مصحفه كان اقرأ باسم ربك الكرم وأول مصحف ابن مسعود مالك يوم‬
‫الدين ث البقرة ث النساء على ترتيب متلف‪ ،‬وأول مصحف أب المد ل ث النساء ث آل‬
‫عمران ث النعام ث الائدة ث كذا على اختلف شديد‪.‬‬
‫ث قال القاضى ‪ :‬ويتمل أن ترتيب السور ف الصحف على ماهو عليه اليوم من اجتهاد‬
‫الصحابة رضى ال عنهم‪ .‬وكذا ذكر مكى ف تفسي سورة براءة‪ ،‬قال‪ :‬فأما ترتيب اليات‬
‫والبسملة ف الوائل فهو من النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقال ابن وهب ف طائفة‪ :‬سعت‬
‫سليمان بن بلل يقول‪ :‬سئل ربيعة ل قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثانون‬
‫سورة؟ فقال‪ :‬قدمتا وألف القرآن على علم من ألفه‪ ،‬وقد أجعوا على العلم بذلك‪ ،‬فهذا ما‬
‫ينتهى إليه ول يسئل عنه‪ ،‬قال ابن وهب ‪ :‬وسعت مالكا يقول‪ :‬إنا ألف القرآن على ما كانوا‬
‫يسمعونه من النب صلى ال عليه وسلم قال أبو السن ابن بطال ‪ :‬إنا ند تأليف سورة ف‬
‫الرسم والط خاصة‪ ،‬ول نعلم أن أحدًا قال إن ترتيب ذلك واجب ف الصلة وف القرآن‬
‫ودرسه‪ ،‬وأنه ل يل لحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة‪ ،‬ول الج بعد الكهف‪ ،‬أل ترى إل‬
‫‪37‬‬
‫قول عائشة‪ :‬ليضرك أية قرأت قبل ‪ ،‬وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الصلة‬
‫السورة ف ركعة‪ ،‬ث يقرأ ف الركعة الخرى بغي السورة الت تليها ‪ ،‬قال‪ :‬وأما ما روى عن‬
‫ابن مسعود وابن عمر أنما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا‪ ،‬وقال‪ :‬إنا ذلك منكوس القلب‪،‬‬
‫فإنا عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتذئ بآخرها إل أولا‪ ،‬فإن ذلك حرام مظور‪(.‬ث‬
‫قال البخارى ‪ :‬ثنا آدم عن شعبة عن أب اسحاق ‪ ،‬قال‪ :‬سعت عبدالرحن بن يزيد قال‪:‬‬
‫سعت ابن مسعود يقول ف بن إسرائيل والكهف ومري وطه والنبياء انن من العتاق الول‬
‫وهن من تلدى‪.‬‬
‫انفرد بإخراجه البخارى ‪ ،‬والراد منه ذكر ترتيب هذه السور ف مصحف ابن مسعود‬
‫كالصاحف العثمانية‪ ،‬وقوله من العتاق الول أى من قدي ما نزل‪ ،‬وقوله وهن من تلدى‪ ،‬أى‬
‫من قدي ماقنيت وحفظت والتالد ف لغتهم قدي الال والتاع‪ ،‬والطارق حديثه وجديده وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد ‪ ،‬ثنا شعبة ‪ ،‬أنا أبو اسحق سع الباء بن عازب رضىال عنه يقول‪ :‬تعلمت‬
‫سبح اسم ربك العلى قبل أن يقدم النب صلى ال عليه وسلم وهذا متفق عليه وهو قطعة من‬
‫حديث الجرة‪ .‬والراد منه أن سبح اسم ربك العلى سورة مكية نزلت قبل الجرة‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫(ث قال) ثنا عبدان عن أب حزة عن العمش عن شقيق قال‪ :‬قال عبدال ‪ :‬لقد علمت النظائر‬
‫الت كان النب صلى ال عليه وسلم يقرؤهن اثني اثني ف كل ركعة‪ ،‬فقام عبدال ودخل معه‬
‫علقمة‪ ،‬وخرج علقمة فسألناه فقال‪ :‬عشرون سورة من أول الفصل على تأليف ابن مسعود‪،‬‬
‫آخرهن من الواميم حم الدخان وعم يتساءلون ‪.‬‬
‫هذا التأليف الذى عن ابن مسعود غريب مالف لتأليف عثمان رضى ال عنه‪ ،‬فان الفصل ف‬
‫مصحف عثمان رضى ال عنه من سورة الجرات إل آخره وسورة الدخان ل تدخل فيه‬
‫بوجه‪ ،‬والدليل على ذلك ما رواه المام أحد ‪ :‬ثنا عبدالرحن بن مهدى ‪ ،‬ثنا عبدال بن‬
‫عبدالرحن الطائفى عن عثمان بن عبدال ابن أوس الثقفى عن جده أوس بن حذيفة قال‪:‬‬
‫كنت ف الوفد الذين اتوا النب صلى ال عليه وسلم فذكر حديثا فيه أن النب صلى ال عليه‬
‫‪38‬‬
‫وسلم كان سر معهم بعد العشاء‪ ،‬فمكث عنا ليلة ل يأتنا حت طال ذلك علينا بعد‬
‫العشاء‪،‬قال‪ :‬قلنا ما أمكثك عنا يارسول ال؟ قال طرأ على حزب من القرآن فأردت أن ل‬
‫أخرج حت أقضيه قال‪ :‬فسألنا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أصبحنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلنا كيف ترجون‬
‫القرآن؟ قالوا نزبه ثلث سور‪ ،‬وخس سور‪ ،‬وسبع سور‪ ،‬وتسع سور‪ ،‬وإحدى عشرة سورة‬
‫وثلث عشرة سورة‪ ،‬وحزب الفصل من (ق) حت يتم ‪ .‬ورواه أبو داود وابن ماجه من‬
‫حديث عبدال بن عبدالرحن بن يعلى الطائفى به‪ ،‬وهذا إسناد حسن‪.‬‬
‫فصل‬
‫فأما نقط الصحف وشكله‪ ،‬فيقال أن أول من أمر به عبداللك ابن مروان فتصدى لذلك‬
‫الجاج وهو بواسط‪ ،‬فأمر السن البصرى ويي ابن يعمر ففعل ذلك‪ ،‬ويقال أن أول من‬
‫نقط الصحف أبو السود الدول ‪ ،‬وذكروا أنه كان لحمد بن سيين مصحف قد نقطه له‬
‫يي ابن يعمر ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما كتابة العشار على الواشى‪ ،‬فينسب إل الجاج أيضًا وقيل‪ :‬بل أول من فعله الأمون ‪،‬‬
‫وحكى أبوعمرو الدان عن ابن مسعود أنه كره التعشي ف الصحف وكان يكه‪ ،‬وكره‬
‫ماهد ذلك أيضًا‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬ل بأس به بالب فأما باللوان الصبغة فل‪ .‬واكره تعداد آى‬
‫السور ف أولا ف الصاحف المهات‪ ،‬فأما ما يتعلم فيه الغلمان فل أرى به بأسًا‪ ،‬وقال قتادة‬
‫‪ :‬بدأوا فنقطوا ث خسوا ث عشروا‪ .‬وقال يي بن كثي أول ما أحدثوا النقط‪ ،‬وقال‪ :‬هو نور‬
‫له‪ ،‬ث أحدثوا النقط عند آخر الى‪ ،‬ث أحدثوا الفواتح والوات‪ ،‬ورأى إبراهيم النخعى فاتة‬
‫سورة كذا فأمر بحوها‪ ،‬وقال‪ :‬قال ابن مسعود ‪ :‬ل تلطوا بكتاب ال ما ليس فيه‪ .‬قال أبو‬
‫عمرو الدان ‪ :‬ث قد أطبق السلمون ف ذلك ف سائر الفاق على جواز ذلك ف المهات‬
‫وغيها‪.‬‬

‫معارضة جبيل النب صلى ال عليه وسلم القرآن‬


‫ث قال البخارى رحه ال كان جبيل يعرض القرآن على النب صلى ال عليه وسلم قال‬

‫‪39‬‬
‫مسروق عن فاطمه عن عائشة‪ :‬أسر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن جبيل كان‬
‫يعارضن بالقرآن كل سنة‪ ،‬وإنه عارضن العام مرتي‪ ،‬ول أراه إل حضر أجلى هكذا ذكره‬
‫معلقا‪ ،‬وقد أسند ف مواضع أخر‪ ،‬ث قال‪ :‬ثنا يي بن قزعة ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهرى‬
‫عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم أجود الناس‬
‫بالي‪ ،‬وأجود ما يكون ف رمضان‪ ،‬لن جبيل كان يلقاه ف كل ليلة ف شهررمضان حت‬
‫ينسلخ يعرض عليه رسول ال القرآق فإذا لقيه جبيل كان أجود بالي من الريح الرسلة وهذا‬
‫الديث متفق عليه‪ ،‬وقد تقدم الكلم عليه ف أول الصحيح وما فيه من الكم والفوائد‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬ثنا خالد بن يزيد ‪ ،‬ثنا أبو بكر عن أب حصي عن أب صال عن أب هريرة قال‪ :‬كان‬
‫يعرض على النب صلى ال عليه وسلم القرآن كل عام مره فعرض عليه مرتي ف العام الذى‬
‫قبض فيه وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين ف العام الذى قبض ‪.‬‬
‫ورواه أبو داود و النسائى و ابن ماجه من غي وجه عن أب بكر وهو ابن عياش عن أب‬
‫حصي واسه عثمان بن عاصم به‪ .‬والراد من معارضته له بالقرآن كل سنة مقابلته على ما‬
‫أوحاه إليه عن ال تعال ليبقى ما بقى‪ ،‬ويذهب ما نسخ توكيدا واستثباتا وحفظا‪ .‬ولذا‬
‫عارضه ف السنة الخية من عمره عليه السلم على جبيل مرتي وعارضه به جبيل كذلك‪،‬‬
‫ولذا فهم عليه السلم اقتراب أجله‪.‬‬
‫وعثمان رضي ال عنه جع الصحف المام على العرضة الخية رضىال عنه وأرضاه‪،‬‬
‫وخص بذلك رمضان من بي الشهور‪ ،‬لن ابتداء الياء كان فيه‪ ،‬ولذا يستحب دراسة‬
‫القرآن وتكراره فيه‪ ،‬ومن ث كثر اجتهاد الئمة ف تلوة القرآن‪ ،‬كما تقدم ذكرنا لذلك‪.‬‬

‫القراء من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‬


‫حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق ذكر عبدال ابن عمر و‬
‫عبدال بن مسعود فقال‪ :‬ل أزال أحبه‪ ،‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫خذوا القرآن من أربعة‪ :‬عبد ال بن مسعود وسال ومعاذ بن جبل وأب بن كعب رضى ال‬

‫‪40‬‬
‫عنهم ‪.‬‬
‫وقد أخرجه البخارى ف الناقب ف غي موضع و مسلم و النسائى من حديث العمش بن أب‬
‫وائل عن مسروق به‪ .‬فهؤلء أربعة‪ :‬اثنان من الهاجرين الولي عبد ال بن مسعود و سال‬
‫مول أب حذيفة وقد كان سال هذا من سادات السلمي وكان يؤم الناس قبل مقدم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم الدينة‪ ،‬واثنان من النصار معاذ بن جبل و أب بن كعب وها سيدان‬
‫كبيان رضى ال عنهم أجعي‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬حدثنا عمر بن حفص ‪ ،‬ثنا أب‪ ،‬ثنا العمش ثنا شقيق بن سلمة قال‪ :‬خطبنا عبدال‬
‫فقال‪ :‬وال لقد أخذت من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم بضعا وسبعي سورة‪ .‬وال لقد‬
‫علم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن من أعلمهم بكتاب ال وما أنا بيهم‪ .‬قال شقيق‬
‫‪ :‬فجلست ف اللق أسع ما يقولون‪ ،‬فما سعت رادا يقول غيذلك ‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن كثي ‪ ،‬ثنا سفيان عن العمش عن إبراهيم عن علقمة قال‪ :‬كنا بمص فقرأ‬
‫ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل‪ :‬ما هكذا أنزلت‪ ،‬فقال‪ :‬قرأت على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال أحسنت ووجد منه ريح المر فقال‪ :‬أتترئ أن تكذب بكتاب ال وتشرب‬
‫المر؟ فجلده الد ‪.‬‬
‫حدثنا عمر بن حفص ثنا أب‪ ،‬ثنا العمش ‪ ،‬ثنا مسلم عن مسروق قال‪ :‬قال عبدال ‪ :‬والذى‬
‫ل إله غيه ما أنزلت سورة من كتاب ال إل وأنا أعلم أين انزلت‪ ،‬ول أنزلت آية من كتاب‬
‫ال إل وأنا أعلم فيم أنزلت‪ ،‬ولو أعلم أحدا أعلم من بكتاب ال تبلغه البل لركبت إليه ‪.‬‬
‫وهذا كله حق وصدق وهو من أخبار الرجل عما يعلم من نفسه ما قد يهله غيه‪ ،‬فيجوز‬
‫ذلك للحاجة كما قال تعال إخبارا عن يوسف كما قال لصاحب مصر اجعلن على خزائن‬
‫الرض إن حفيظ عليم ويكفيه مدحا وثناء قول رسول ال صلى ال عليه وسلم استقرئوا‬
‫القرآن من أربعة فبدأ به‪ .‬وقال أبو عبيد ثنا مصعب بن القدام عن سفيان عن العمش عن‬
‫ابراهيم عن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل‬
‫فليقرأ على قراءة ابن أم عبد وهكذا رواه المام أحد عن أب معاوية عن العمش به مطول‪،‬‬
‫وفيه قصة‪ .‬وأخرجه الترمذي و النسائى من حديث أب معاوية به‪ ،‬وصححه الدارقطن وقد‬
‫‪41‬‬
‫ذكرته ف مسند عمر وف مسند المام أحد أيضا عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪:‬‬
‫من أحب يقرأ القرآن غضا كما أنزل‪ ،‬فليقرأ على قراءة ابن أم عبد وابن أم عبد هو عبدال بن‬
‫مسعو كان يعرف بذلك‪.‬‬
‫ث قال البخارى ‪ :‬ثنا حفص بن عمر ‪ ،‬ثنا هام ‪ ،‬ثنا قتادة قال‪ :‬سألت أنس بن مالك ‪ :‬من‬
‫جع القرآن على عهد النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أربعة كلهم من النصار‪ :‬أب بن كعب‬
‫‪ ،‬ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت و أبو زيد ورواه مسلم من حديث هام ‪ .‬ث قال البخارى‬
‫تابعه الفضل عن حسي بن واقد عن ثامة عن أنس بن مالك حدثنا معلى بن أسد ثنا عبدال‬
‫بن الثن ثنا ثابت و ثامة عن أنس بن مالك قال‪ :‬مات النب صلى ال عليه وسلم ول يمع‬
‫القرآن غي أربعة أبوالدرداء و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد قال‪ :‬ونن ورثناه‪.‬‬
‫فهذا الديث ظاهره أنه ل يمع القرآن من الصحابة سوى هؤلء الربعة فقط وليس هذا‬
‫هكذا بل الذي ليشك فيه أنه جعه غي واحد من الهاجرين أيضا‪ ،‬ولعل مراده ل يمع‬
‫القرآن من النصار وهم أب ابن كعب ف الرواية الول التفق عليها‪ .‬وف الثانية من أفراد‬
‫البخارى أبو الدرداء و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد وكلهم مشهورون‪ ،‬إل أبا‬
‫زيد هذا فإنه غي معروف إل ف هذا الديث‪ ،‬وقد اختلف ف اسه فقال الواقدي وأسه قيس‬
‫بن السكن بن قيس بن ذعور بن حرام بن جندب ابن عامر غنم بن عدى بن النجار وقال ابن‬
‫ني ‪ :‬اسه سعد بن عبيدابن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية من الوس وقيل‪ :‬ها‬
‫اثنان جعا القرآن‪ ،‬حكاه أبوعمر بن عبدالب وهذا بعيد‪ ،‬وقول الواقدى أصح‪ ،‬لنه خزرجى‬
‫لن أنسا قال‪ :‬نن ورثناه وهم من الزرج‪ ،‬وف اللفاظ‪ :‬وكان أحد عمومت‪ ،‬وقال قتادة عن‬
‫أنس قال افتخر اليان الوس والزرج‪ ،‬فقالت الوس‪ :‬منا غسيل اللئكة حنظلة بن أب عامر‬
‫ومنا الذى حته الدبر عاصم بن ثابت ‪ ،‬ومنا الذى اهتز لوته العرش سعد بن معاذ ومنا من‬
‫اجيزت شهادته بشهادة رجلي خزية بن ثابت فقالت الزرج‪ :‬منا أربعة جعوا القرآن على‬
‫عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أب بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد‬
‫فهذا كله يدل على صحة قول الواقدى وقد شهد أبوزيد هذا‪ -‬بدرا فيما ذكره غي‬
‫‪42‬‬
‫واحد‪ ،‬وقال موسى بن عقبة عن الزهرى قتل أبوزيد قيس بن السكن يوم جسر أب عبيد على‬
‫رأس خس عشرة سنة من الجرة‪.‬‬
‫والدليل على أن من الهاجرين من جع القرآن أن الصديق رضي ال عنه قدمه رسول ال ف‬
‫مرضه إماما على الهاجرين والنصار مع أنه قال‪ :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال فلول أنه كان‬
‫اقرأهم لكتاب ال لا قدمه عليهم‪ .‬هذا مضمون ما قرره الشيخ أبو السن على بن إساعيل‬
‫الشعرى ‪ ،‬وقد بسطت تقريرذلك ف مسند الشيخي رضى ال عنهما‪.‬‬
‫ومنهم عثمان بن عفان قد قرأه ف ركعة كما سنذكره‪ ،‬وعلى بن أب طالب يقال أنه جعه‬
‫على ترتيب ما أنزل‪ ،‬وقد قدمنا هذا‪.‬‬
‫ومنهم عبدال بن مسعود وقد تقدم عنه أنه قال‪ :‬ما من آية من كتاب ال إل وأنا أعلم أين‬
‫نزلت وفيم أنزلت‪ ،‬ولو علمت أحدًا أعلم من بكتاب ال تبلغه الطى لذهبت إليه ‪.‬‬
‫ومنهم سال مول أب حذيفة ‪ ،‬وكان من السادات النجباء‪ ،‬والئمة النقباء‪ ،‬وقد قتل يوم‬
‫اليمامة شهيدًا‪.‬‬
‫ومنهم الب البحر عبدال بن عباس بن عبدالطلب بن عم الرسول وترجان القرآن‪ ،‬وقد تقدم‬
‫عن ماهد أنه قال‪ :‬عرضت القرآن على ابن عباس مرتي أقفه عند كل آية وأسأله عنها‪.‬‬
‫ومنهم عبدال بن عمرو ‪ ،‬كما رواه النسائى وابن ماجة من حديث ابن جريج عن عبدال بن‬
‫أب مليكة ‪ ،‬عن يي بن حكيم بن صفوان ‪ ،‬عن عبدال بن عمرو قال‪ :‬جعت القرآن فقرأت‬
‫به كل ليلة فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬اقرأه ف شهر وذكر تام الديث‪.‬‬

‫ث قال البخارى ‪ :‬حدثنا صدقة بن الفضل ‪ ،‬أنا يي عن سفيان عن حبيب ابن أب ثابت ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال عمر ‪ :‬على أقضانا‪ ،‬وأب أقرؤنا‪ ،‬وإنا لندع من لن‬
‫أب وأب يقول أخذته من ف رسول ال صلى ال عليه وسلم فل أتركه لشىء قال ال تعال ما‬
‫ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها وهذا يدل على أن الرجل الكبي قد يقول‬
‫الشىء يظنه صوابا وهو خطأ ف نفس المر‪ ،‬ولذا قال المام مالك ‪ :‬ما‬
‫من أحد إل يؤخذ من قوله ويرد إل قول صاحب هذا القب أى فكله مقبول صلوات ال‬
‫‪43‬‬
‫وسلمه عليه‪.‬‬
‫ث ذكر البخارى فضل فاتة الكتاب وغيها‪ ،‬وذكرنا ف كل سورة عندها ليكون ذلك‬
‫أنسب‪ .‬ث قال‪:‬‬

‫نزول السكينة واللئكة عند القراءة‬


‫وقال الليث ‪ :‬حدثن يزيد بن الاد بن ممد بن ابراهيم عن الضي قال‪ :‬بينما هو يقرأ من‬
‫الليل سورة البقرة‪ ،‬وفرسه مربوط عنده اذ جالت الفرس‪،‬فسكت فسكنت‪ ،‬فقرأ فجالت‬
‫الفرس‪ ،‬فسكت فسكنت ث قرأ فجالت الفرس فانصرف‪ ،‬وكان ابنه ييىقريبا منها فأشفق أن‬
‫تصيبه فلمااجتره رفع رأسه إل السماء حت يراها فلما أصبح حدث النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪:‬اقرأ يا ابن حضي‪،‬اقرأ يا ابن حضي قال‪:‬فأشفقت أن تطأ يي وكان منها قريبًا‪ ،‬فرفعت‬
‫رأسى فانصرفت إليه‪ ،‬فرفعت رأسي ال السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال الصابيح فخرجت‬
‫حت ل أراها قال وتدرى ما ذاك قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬تلك اللئكة دنت لصوتك‪ ،‬ولو قرأت‬
‫لصبحت ينظر الناس إليها ل تتوارى منهم ‪.‬‬
‫قال ابن الاد ‪ :‬وحدثن هذا الديث عبدال بن خباب عن أب سعيد الدرى عن أسيد بن‬
‫الضي ‪.‬‬
‫هكذاأورد البخارى هذا الديث معلقًا وفيه انقطاع ف الرواية الول فان ممدا بن ابراهيم بن‬
‫الارث التيمى الدن تابعى صغي ل يدرك أسيدا لنه مات سنة عشرين‪ ،‬وصلى عليه أمي‬
‫الؤمني عمر بن الطاب رضى ال عنهما ث فيه غرابة من حيث انه قال‪ :‬وقال الليث ‪ :‬حدثن‬
‫يزيد بن الاد ‪ ،‬ول أره بسند متصل عن الليث بذلك إل ما ذكره الافظ أبو القاسم بن‬
‫عساكر ف الطراف أن يي بن عبدال بن بكي رواه عن الليث كذلك‪.‬‬
‫وقد رواه المام أبو عبيد ف فضائل القرآن فقال‪ :‬وحدثنا عبدال بن صال ويي بن بكي عن‬
‫الليث عن يزيد بن عبدال بن أسامة بن الاد عن ممد بن ابراهيم بن الارث التيمى عن أسيد‬
‫بن حضي ‪ ،‬فذكر الديث إل آخره ‪ ،‬ث قال‪ :‬قال ابن الاد ‪ :‬وحدثن عبدال بن خباب عن‬
‫أب سعيد بن أسيد بن حضي بذا الديث‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وقد رواه النسائى ف فضائل القرآن عن ممد بن عبدال بن عبدالكم عن شعيب بن الليث ‪،‬‬
‫وعن على بن ممد بن على عن داود بن منصور ‪ ،‬كلها عن الليث عن خالد بن يزيد عن‬
‫سعيد بن أب هلل عن يزيدابن عبدال ‪ -‬وهو ابن الاد عن عبدال بن خباب عن أب سعيد‬
‫عن أسيد به‪ ،‬ورواه يي بن بكي عن الليث كذلك أيضًا‪ ،‬فجمع بي السنادين ورواه ف‬
‫الناقب عن أحد بن سعيد الرباطى عن يعقوب بن ابراهيم ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يزيد ابن الاد ‪ ،‬عن‬
‫عبدال بن خباب ‪ ،‬عن أب سعيد أن أسيد ابن حضي بينما هو ليلة يقرأ ف مربده‪ ..‬الديث‬
‫ول يقل عن أسيد‪ ،‬ولكن ظاهره أنه عنه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد ‪ :‬حدثن عبدال بن صال عن الليث عن ابن شهاب عن أب كعب بن مالك‬
‫عن أسيد بن حضي أنه كان يقرأ على ظهر بيته‪ ،‬يقرأ القرآن وهو حسن الصوت‪ .‬ث ذكر مثل‬
‫هذا الديث أو نوه ‪.‬‬
‫وحدثنا قبيصة عن حاد بن سلمة عن ثابت البنان ‪ ،‬عن عبدالرحن ابن أب ليلى عن أسيد بن‬
‫حضي قال‪ :‬قلت يا رسول ال بينما أنا اقرأ البارحة بسورة‪ ،‬فلما انتهيت إل آخرها سعت‬
‫وجبة من خلفى حت ظننت أن فرسى تطلق‪ ،‬فقال رسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقرأ أبا عتيك‬
‫مرتي قال‪:‬فالتفت فرأيت الىأمثال الصابيح ما بي السماء والرض‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬إقرأ أبا عتيك فقال‪ :‬وال ما استطعت أن أمضى‪ ،‬فقال‪ :‬تلك اللئكة تنلت‬
‫لقراءة القرآن‪ ،‬أما أنك لو مضيت لرأيت العاجيب‬
‫وقال أبو داود الطيالسى ‪:‬‬
‫ثنا شعبة عن أب إسحق سع الباء يقول‪ :‬بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته‬
‫تركض‪ -‬أو قال فرسه يركض‪ -‬فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة‪ ،‬فذكر ذلك لرسول‬
‫ال‪ ،‬فقال‪ :‬تلك السكينة تنلت للقرآن‪ -‬أو تنلت على القرآن ‪.‬‬
‫وقد أخرجه صاحبا الصحيح من حديث شعبة ‪.‬‬
‫والظاهر أن هذا هو أسيد بن الضي رضي ال عنه‪ ،‬فهذا يتعلق بصناعة السناد وهذا من‬
‫أغرب تعليقات البخارى رحه ال‪ ،‬ث سياقه ظاهر فيما ترجم عليه من نزول السكينة واللئكة‬
‫عند القراءة‪ ،‬وقد اتفق نو هذا الذى وقع لسيد بن الضي لثابت بن قيس بن شاس ‪ ،‬كما‬
‫‪45‬‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬ثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن يزيد أن أشياخ أهل‬
‫الدينة حدثوه أن رسول ال قيل له‪ :‬أل تر ثابت بن قيس ابن شاس؟ ل تزل داره البارحة تزهر‬
‫مصابيح قال‪ :‬فلعله قرأ سورة البقرة قال فسئل ثابت فقال‪ :‬قرأت سورة البقرة‪.‬‬
‫وف الديث الشهور الصحيح‬
‫ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم إل تنلت عليهم‬
‫السكينة وغشيتهم الرحة وحفتهم اللئكة وذكرهم ال فيمن عنده ‪.‬‬
‫رواه مسلم عن أب هريرة ‪ ،‬ولذا قال ال تعال‪ :‬وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا‬
‫جاء ف بعض التفاسيأن اللئكة تشهده‪.‬وقد جاء ف الصحيحي عن أب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يتعاقبون فيكم ملئكة بالليل وملئكة بالنهار ويتمعون ف‬
‫صلة الصبح وصلة العصر‪ ،‬فيعرج إليه الذين نزلوا فيكم‪ ،‬فيسألم وهو أعلم بكم كيف‬
‫تركتم عبادى؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ‪.‬‬

‫من قال ل يترك النب صلى ال عليه وسلم إل ما بي الدفتي‬


‫حدثنا قتيبة بن سعيد ‪ ،‬ثنا سفيان عن عبدالعزيز بن رفيع قال‪ :‬دخلت وشداد بن معقل على‬
‫ابن عباس ‪ ،‬فقال له شداد بن معقل ‪ :‬أترك النب صلى ال عليه وسلم من شىء؟ قال‪ :‬ما ترك‬
‫إل ما بي الدفتي‪ .‬قال‪ :‬ودخلنا على ممد بن النفية فسألناه‪ ،‬فقال‪ :‬ما ترك إل ما بي‬
‫الدفتي ‪.‬‬
‫تفرد به البخارى ‪ ،‬ومعناه أنه صلى ال عليه وسلم ما ترك مالً ول شيئًا يورث عنه‪ ،‬كما قال‬
‫عمرو بن الارث أخو جويرية ‪ :‬ما ترك رسول ال صلى ال عليه وسلم دينارًا ول درهًا ول‬
‫عبدًا ول أمة ول شيئًا‪.‬وف حديث أب الدرداء ‪:‬‬
‫إن النبياء ل يورثوا دينارًا ول درهًا‪ ،‬إنا ورثوا العلم فمن أخذه بظ وافر‪ .‬ولذا قا ل ابن‬
‫عباس ‪ :‬وإنا ترك ما بي الدفتي يعن القرآن‪ ،‬والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة‪ ،‬أى تابعة له‪.‬‬
‫والقصود العظم كتاب ال تعال‪ ،‬كما قال تعال‪ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا‬
‫الية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فالنبياء عليهم السلم ل يلقوا للدنيا يمعونا ويورثونا‪ ،‬وإنا خلقوا للخرة يدعون اليها‬
‫ويرغبون فيها‪،‬ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما تركنا فهو صدقة وكان أول من‬
‫أظهر هذه الحاسن من هذا الوجه أبوبكر الصديق رضى ال عنه لا سئل مياث رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فأخب عنه بذلك‪ ،‬ووافقه على نقله عنه عليه السلم غي واحد من‬
‫الصحابة منهم عمر وعثمان وعلى والعباس وطلحة والزبي وعبدالرحن بن عوف وأبو هريرة‬
‫وعائشة وغيهم‪ ،‬وهذا ابن عباس يقوله أيضا عنه عليه السلم‪ ،‬رضى ال عنهم أجعي‪.‬‬

‫فضل القرآن على سائر الكلم‬


‫حدثنا هدبة بن خالد أبو خالد ‪ ،‬ثنا هام ( ثنا قتادة ) ثنا أنس بن مالك عن أب موسى رضى‬
‫ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬مثل الذى يقرأ القرآن كمثل الترجة طعمها‬
‫طيب وريها طيب‪ ،‬والذى ليقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ول ريح لا‪ .‬ومثل الفاجر‬
‫الذى يقرأ القرآن كمثل الريانة ريها طيب وطعمها مر‪ ،‬ومثل الفاجر الذى ليقرأ القرآن‬
‫كمثل النظلة طعمها مرولريح لا ‪.‬‬
‫وهكذا رواه ف مواضع أخر مع بقية الماعة من طرق عن قتادة به‪ ،‬ووجه مناسبة الباب لذا‬
‫الديث أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودًا وعدمًا‪ ،‬فدل على شرفه على ما سواه من‬
‫الكلم الصادر من الب والفاجر‪ .‬ث قال‪:‬ثنا مسدد ‪ ،‬ثنا يي عن سفيان ‪،‬حدثن عبدال بن‬
‫دينار قال‪:‬سعت ابن عمر رضى ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬انا أجلكم ف‬
‫أجل من خل من المم كما بي صلة العصر ومغرب الشمس‪ ،‬ومثلكم ومثل اليهود‬
‫والنصارى كمثل رجل استعمل عمالً فقال‪ :‬من يعمل ل إل نصف النهار على قياط؟فعملت‬
‫اليهود‪ ،‬فقال‪ :‬من يعمل ل من نصف النهار إل العصر؟ فعملت النصارى‪ ،‬ث أنتم تعملون من‬
‫العصر إل الغرب بقياطي قياطي‪ ،‬قالوا‪ :‬نن أكثر عمل وأقل عطاء‪ ،‬قال‪:‬هل ظلمتكم من‬
‫حقكم شيئًا؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فذاك فضلى أوتيته من شئت ‪.‬‬
‫تفرد به من هذا الوجه‪ .‬ومناسبته للترجة أن هذه المة مع قصر مدتا فضلت المم الاضية مع‬
‫طول مدتا‪،‬كما قال تعال‪ :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وف السند والسنن عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫أنتم توفون سبعي أمة‪ ،‬أنتم خيها وأكرمها على ال ‪ .‬وإنا فازوا بذا ببكة الكتاب العظيم‬
‫القرآن الذى شرفه ال على كل كتاب أنزله‪ ،‬وجعله مهيمنًا عليه وناسخًا له وخاتًا له‪ ،‬لن‬
‫كل الكتب التقدمة نزلت إل الرض جلة واحدة‪ ،‬وهذا القرآن نزل بسب الوقائع لشدة‬
‫العتناء به وبن أنزل عليه‪ ،‬فكل مرة كنول كتاب من الكتب التقدمة‪ .‬وأعظم المم التقدمة‬
‫هم اليهود والنصارى‪ ،‬فاليهود استعملهم ال من لدن موسى إل زمان عيسى‪ ،‬والنصارى من‬
‫ث إل أن بعث ممدا صلى ال عليه وسلم ث استعمل أمته إل قيام الساعة وهو الشبه بآخر‬
‫النهار‪ ،‬وأعطى التقدمي قياطا قياطًا‪ ،‬وأعطى هؤلء قياطي ضعفى ما أعطى أولئك‪ ،‬فقالوا‪،‬‬
‫أى ربنا ما لنا أكثر عمل وأقل أجرًا؟ فقال‪ :‬هل ظلمتكم من أجركم شيئًا؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فذاك فضلى‪ -‬أى الزائد على ما أعطيتكم أوتيه من اشاء كما قال تعال‪ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫اتقوا ال وآمنوا برسوله يؤتكم كفلي من رحته ويعل لكم نورا تشون به ويغفر لكم وال‬
‫غفور رحيم * لئل يعلم أهل الكتاب أل يقدرون على شيء من فضل ال وأن الفضل بيد ال‬
‫يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم ‪.‬‬

‫الوصاة بكتاب ال‬


‫حدثنا ممد بن يوسف ‪ ،‬ثنا مالك بن مغول ‪ ،‬ثنا طلحة هو ابن مصرف سألت عبدال بن أب‬
‫أوف ‪ :‬أوصى النب صلى ال عليه وسلم؟ قال‪:‬ل قال‪:‬قلت فكيف كتب على الناس الوصية‬
‫أمروا با ول يوص؟ قال‪ :‬أوصى بكتاب ال عز وجل ‪.‬‬
‫وقد رواه ف مواضع أخر مع بقية الماعة إل أبا داود من طرق عن مالك ابن مغول به‪،‬‬
‫وهذانظي ما تقدم عن ابن عباس أنه ما ترك إل ما بي الدفتي‪ .‬وذلك أن الناس كتب عليهم‬
‫الوصية ف أموالم كما قال تعالىكتب عليكم إذا حضر أحدكم الوت إن ترك خيًا الوصية‬
‫للوالدين والقربي وأما هو صلى ال عليه وسلم فلم يترك شيئًا يورث عنه‪ ،‬وأما له صدقة‬
‫جارية من بعده فلم يتج إل وصية ف ذلك‪ ،‬ول يوص ال خليفة يكون بعده على التنصيص‬

‫‪48‬‬
‫لن المر كان ظاهرًا من إشاراته واياءاته إل الصديق ولذا لا هم بالوصية إل أب بكر ث‬
‫عدل عن ذلك قال‪ :‬يأب ال والؤمنون إل أبا بكر وكان كذلك وإنا أوصى الناس باتباع‬
‫كلم ال‪.‬‬

‫من ل يتغن بالقرآن‬


‫وقول ال تعال أول يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ‪.‬‬
‫حدثنا يي بن بكي ‪ :‬ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ‪ ،‬قال أخبن أبو سلمة بن‬
‫عبدالرحن عن أب هريرة رضى ال عنه أنه كان يقول‪ :‬قال رسول ال؟‬
‫ل يأذن ال لشىء ما أذن لنب يتغن بالقرآن وقال صاحب له‪ :‬يريد يهر به‪ ،‬فرد من هذا‬
‫الوجه‪ ،‬ث رواه عن على بن عبدال بن الدين عن سفيان بن عيينة عن الزهرى به‪ .‬قال سفيان‬
‫‪ :‬تفسيه يستغن به‪.‬‬
‫وقد أخرجه مسلم والنسائى من حديث سفيان بن عيينه به‪ ،‬ومعناه أن ال تعال ما استمع‬
‫لشىء كاستماعه لقراءة نب يهر بقراءته ويسنها‪،‬وذلك أنه يتمع ف قراءة النبياء طيب‬
‫الصوت لكمال خلقهم وتام الشية‪ ،‬وذلك هو الغاية ف ذلك‪ ،‬وهو سبحانه وتعال يسمع‬
‫أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم‪ ،‬كما قالت عائشة رضى ال عنها‪ :‬سبحان الذى وسع‬
‫سعه الصوات‪ .‬ولكن استماعه لقراءة عباده الؤمني أعظم‪ ،‬كما قال تعال وما تكون ف شأن‬
‫وما تتلوا منه من قرآن ول تعملون من عمل إل كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه الية‪ ،‬ث‬
‫استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الديث العظيم‪،‬ومنهم من فسرالذن ههنا‬
‫بالمر‪ ،‬والول أول لقوله‪:‬‬
‫ما أذن ال لشىء‪ ،‬ما أذن لنب يتغن بالقرآن أى يهر والذن الستماع لدللة السياق عليه‪،‬‬
‫وكما قال تعال إذا السماء انشقت * وأذنت لربا وحقت * وإذا الرض مدت * وألقت ما‬
‫فيها وتلت * وأذنت لربا وحقت أى استمعت لربا وحقت أى وحق لا أن تستمع أمره‬
‫وتطيعه‪ ،‬فالذن ههنا هو الستماع‪ .‬ولذا جاء ف حديث رواه ابن ماجه بسند جيدعن فضالة‬
‫بن عبيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل أشد أذنا إل الرجل السن الصوت‬

‫‪49‬‬
‫بالقرآن من صاحب القينة إل قينته ‪.‬‬
‫وقول سفيان بن عيينة أن الراد بالتغن به فان أرادأنه يستغن به عن الدنيا وهو الظاهرمن‬
‫كلمه الذي تابعه عليه أبوعبيدالقاسم بن سلم وغيه‪ ،‬فخلف الظاهر من مراد الديث لنه‬
‫قد فسر بعض رواته بالهر وهوتسي القراءة والتحزين با قال حرملة سعت ابن عيينة يقول‬
‫معناه يستغن به‪ ،‬فقال ل الشافعى ليس هو هكذا ولو كان هكذا لكان يتغان‪ ،‬إنا هو يتحزن‬
‫ويترن به قال حرملة وسعت ابن وهب يقول‪ :‬يترن به‪ ،‬وهكذا نقل الزن والربيع عن الشافعى‬
‫رحه ال‪.‬‬
‫وعلى هذا فتصدير البخارى الباب بقوله تعال أول يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم‬
‫إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم يؤمنون فيه نظر لن هذه الية ذكرت ردا على الذين سألو‬
‫آيات تدل على صدقه حيث قال وقالوا لول أنزل عليه آيات من ربه قل إنا اليات عند ال‬
‫وإنا أنا نذير مبي * أول يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الية ومعن ذلك أو ل‬
‫يكفهم آية دالة على صدقك إنزالنا القرآن عليك وأنت رجل أمي وما كنت تتلو من قبله من‬
‫كتاب ول تطه بيمينك إذا لرتاب البطلون أى وقد جئت فيه بب الولي والخرين فأين‬
‫هذا من التغن بالقرآن وهو تسي الصوت به أو الستغناء به عما عداه من أمور الدنيا؟ فعلى‬
‫كل تقدير تصدير الباب بذه الية فيه نظر‪.‬‬
‫فصل‬
‫ف إيراد أحاديث ف معن الباب وذكر أحكام التلوة بالصوات‪.‬‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬حدثنا عبدال بن صال عن قباث بن رزين عن على بن رباح اللخمى عن عقبة‬
‫بن عامر قال‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما ونن ف السجد نتدارس‪.‬‬
‫القرآن قال‪:‬‬
‫تعلموا كتاب ال واقتنوه‪ -‬قال‪ :‬وحسبت أنه قال وتغنوا به‪ -‬فوالذى نفسى بيده لو اشد تفلتا‬
‫من الخاض العقل ‪.‬وحدثنا عبدال بن صال عن موسى بن على عن أبيه عن عقبة عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مثل ذلك إل أنه قال‪:‬‬
‫واقتنوه وتغنوا به ول يشك‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫وهكذا رواه النسائى ف كتاب فضائل القرآن من حديث موسى بن على عن أبيه به ومن‬
‫حديث عبدال بن يزيد القرى عن قباث بن رزين عن على ابن رباح عن عقبة ‪ -‬وف بعض‬
‫ألفاظه‪ :‬خرج علينا ونن نقرأ القرآن فسلم علينا وذكرالديث ‪ ،‬ففيه دللة على السلم على‬
‫القارىء وقال أبو عبيد ‪ :‬ثنا أبو اليمان عن أب بكر بن عبدال بن أب مري الهاجر ابن حبيب‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا أهل القرآن ل توسدوا القرآن واتلوه حق تلوته‬
‫آناء الليل والنهار وتغنوه وتقنوه واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون وهذا مرسل‪ ،‬ث قال أبو عبيد‬
‫‪ :‬قوله تغنوه أى اجعلوه غناءكم من الفقر ولتعدوا القلل معه فقرًا‪ .‬وقوله وتقنوه‬
‫يقول‪:‬اقتنوه كما تقتنوا الموال‪ ،‬إجعلوه ما لكم‪.‬‬
‫وقال أبوعبيد ‪ :‬حدثن هشام بن عمار بن يي بن حرة عن الوزاعى قال‪ :‬حدثن إساعيل بن‬
‫عبيد ال بن أب الهاجر عن فضالة بن عبيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ل أشد أذنًا‬
‫ال الرجل السن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إل قينته ‪.‬‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬هذا الديث بعضهم يزيد ف إسناده يقول عن إساعيل عبيد الل ه عن مول‬
‫فضالة عن فضالة‪ .‬وهكذا رواه ابن ماجة عن راشد سعيد بن أب راشد عن الوليد عن‬
‫الوزاعى عن إساعيل بن عبيد ال عن ميسرة مول فضالة عن فضالة عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬ل أشد أذنا إل الرجل السن الصوت بالقرأن من صاحب القينة إل قينته ‪.‬‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬يعن الستماع‪ ،‬وقوله ف الديث الخر ما أذن ال لشىء أى ما استمع‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوى ‪ :‬حدثنا ممد بن حيد ‪ ،‬ثنا سلمة بن الفضل ثنا عبدال بن‬
‫عبدالرحن بن أب مليكة ‪ ،‬حدثنا القاسم بن ممد ‪ ،‬حدثن السائب قال‪ :‬قال ل سعد ‪ :‬يا ابن‬
‫أخى هل قرأت القرآن؟ قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬غن به فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ :‬غنوا بالقرآن‪ ،‬ليس منا من ل يغن بالقرآن‪ ،‬وابكوا فإن ل تقدروا على البكاء فتباكوا ‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود من حديث الليث عن عبدال بن أب مليكة عن عبدال بن أب نيك عن‬
‫سعد بن أب وقاص قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫إن هذا القرآن نزل بزن فإذا قرأتوه فابكوا فإن ل تبكو فتباكوا‪ ،‬وتغنوا به فمن ل يتغن به‬
‫فليس منا وف الديث كلم طويل يتعلق بسنده ليس هذا موضعه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫وقال أبو داود ‪ :‬ثنا عبد العلى بن حاد ‪ ،‬ثنا عبدالبار بن الورد قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة‬
‫يقول‪ :‬قال عبيد ال بن أب زيد ‪ :‬مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حت دخل بيته‪ ،‬فدخلنا عليه‪ ،‬فإذا‬
‫رجل رث البيت رث اليئة (فانتسبنا له‪ ،‬فقال‪ :‬تار كسبة) فسمعته يقول‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬ليس منا من ل يتغن بالقرآن قال‪ :‬فقلت لبن أب مليكة يا أبا‬
‫ممد أرأيت إذا ل يكن حسن الصوت‪ ،‬قال‪ :‬يسنه ما استطاع‪ .‬تفرد به أبو داود ‪ .‬فقد فهم‬
‫من هذا أن السلف رضى ال عنهم إنا فهموا من التغن بالقرآن إنا هو تسي الصوت به‬
‫وتزينه‪ ،‬كما قال الئمة رحهم ال‪ .‬ويدل على ذلك أيضًا ما رواه أبو داود حيث قال‪ :‬ثنا‬
‫عثمان بن أب شيبة ‪ ،‬ثنا جرير عن العمش عن طلحة عن عبدالرحن بن عوسجة عن الباء‬
‫بن عازب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬زينوا القرآن بأصواتكم ‪.‬‬
‫وأخرجه النسائى وأبن ماجة من حديث شعبة عن طلحة ‪ ،‬وهذا اسناد جيد‪ .‬وقد وثق‬
‫النسائى وابن حبان عبدالرحن بن عوسجة هذا‪.‬ونقل الزدى عن يي بن سعيد القطان أنه‬
‫قال‪ :‬سألت عنه بالدينة فلم يمدونه‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد القاسم بن سلم ‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن شعبة قال نان أيوب أن أحدث‬
‫بذا الديث زينوا القرآن بأصواتكم قال أبو عبيد ‪ :‬وانا كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس‬
‫بذا الديث الرخصة من رسول ال صلى ال عليه وسلم ف اللان البتدعة‪ ،‬فلهذا ناه أن‬
‫يدث به‪(.‬قلت)‪ :‬ث إن شعبة رحه ال‪ ،‬روى الديث متوكل على ال كما روى له‪ ،‬وولو‬
‫ترك كل حديث يتأوله مبطل لترك من السنة شيء كثي‪ ،‬بل قد تطرقوا إل تأويل آيات كثية‬
‫من القرآن وحلوها على ماملها الشرعية الرادة‪ ،‬وبال الستعان وعليه التكلن‪ ،‬ول حول ول‬
‫قوة إل بال‪ .‬والراد تسي الصوت بالقرآن تطريبه وتزينه والتخشع به‪،‬كما رواه الافظ‬
‫الكبي تقى بن ملد رحه ال حيث قال‪ :‬ثنا أحد بن ابراهيم عن أب موسى عن أبيه قال‪ :‬قال‬
‫ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم‪:‬يا أبا موسى لو رأيتن وأنا أستمع قراءتك البارحة‬
‫قلت أما وال لو علمت آنك تسمع قراءتى لبتا لك تبيًا‪.‬‬
‫رواه مسلم من حديث طلحة به‪ .‬وزاد لقد أوتيت مزمارًا من مزامي آل داود وسيأتى هذا‬
‫ف‪ -‬بابه حيث يذكره البخارى ‪ .‬والغرض أن أبا موسى قال‪ :‬لو أعلم أنك تسمعه لبته لك‬
‫‪52‬‬
‫تبيًا‪ ،‬فدل على جواز تعاطى ذلك وتكلفه وقد كان أبو موسى كما قال عليه السلم‪ :‬قد‬
‫أعطى صوتا حسنا‪ -‬كما سأذكره إن شاء ال‪ -‬مع خشية تامة ورقة أهل اليمن‪ ،‬فدل على أن‬
‫هذامن المور الشرعية‪.‬قال أبو عبيد ‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن يونس عن ابن‬
‫شهاب عن أب سلمة قال‪ :‬كان عمر إذا رأى أبا موسى قال‪ :‬ذكرنا ربنا يا أبا موسى ‪ ،‬فيقرأ‬
‫عنده ‪.‬قال أبو عبيد ‪ :‬ثنا سليمان التيمى أو نبئت عنه‪ ،‬ثنا أبو عثمان النهدى كان أبو موسى‬
‫يصلى بنا‪ ،‬فلو قلت أن ل أسع صوت صنج قط وليربط قط ولشيئًا قط أحسن من صوته ‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه ‪ :‬حدثنا العباس بن الدمشقى ‪ ،‬ثنا الوليد بن مسلم حدثن حنظلة بن أب‬
‫سفيان أنه سع عبدالرحن بن سابط المحي يدث عن عائشة قالت‪ :‬ابطأت على رسول ال‬
‫ليلة بعدالعشاء ث جئت فقال‪:‬أين كنت؟ قلت‪ :‬كنت أسع قراءة رجل من أصحابك مثل‬
‫قراءته وصوته من أحد‪ ،‬قالت‪ :‬فقام فقمت معه حت أستمع له ث التفت إل فقال‪:‬هذا سال‬
‫مول أب حذيفة ‪ ،‬المد ل الذى جعل ف أمت مثل هذا إسناد جيد‪.‬وف الصحيحي عن جبي‬
‫بن مطعم قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الغرب بالطور فما سعت أحدًا‬
‫أحسن صوتًا أو قراءًة منه وفىبعض ألفاظه فلما بلغ هذه الية أم خلقوا من غي شيء أم هم‬
‫الالقون * أم خلقوا السموات والرض بل ل يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم‬
‫الصيطرون كاد قلب أن يطي وكان جبي لا سع هذا بعد مشركا على دين قومه وإنا كان‬
‫قدم ف فداء الساري بعد بدر‪ ،‬وناهيك بن تؤثر قراءته ف الشرك الصر على الكفر هذا‬
‫سبب هدايته‪ ،‬ولذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع القلب كما قال قال أبو عبيد ‪:‬‬
‫ثنا إساعيل بن إبراهيم عن ليث عن طاوس قال‪ :‬أحسن الناس صوتًا بالقرآن أخشاهم ل‬
‫وحدثنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه‪ ،‬وعن السن بن مسلم عن‬
‫طاوس قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم أى الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال‪:‬‬
‫الذى إذا سعته رأيته يشى ال ‪.‬‬
‫وقد روى هذا متصل من وجه آخر فقال ابن ماجه حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثنا عبدال بن‬
‫جعفر الدين ثنا ابراهيم بن اساعيل بن ممع عن الزبي عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذى إذا سعتموه يقرأ حسبتموه يشى ال‬
‫‪53‬‬
‫ولكن عبدال بن جعفر هذا‪ -‬وهو والد على بن الدين ‪ -‬وشيخه ضعيفان وال أعلم‪.‬والغرض‬
‫أن الطلوب شرعا إنا هو التحسي بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والشوع‬
‫والضوع والنقياد للطاعة‪.‬فأما الصوات بالنغمات الحدثة الركبة على الوزان والوضاع‬
‫اللهية والقانون الوسيقائى فالقرآن ينه عن هذا ويل ويعظم أن يسلك ف أدائه هذا الذهب‪.‬‬
‫وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك كما قال المام العلم عبيد القاسم بن سلم رحه ال‬
‫حدثنا نعيم بن حاد عن بقية ابن الوليد عن حصي بن مالك الفزارى قال سعت شيخا يكن‬
‫أبا ممد يدث عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اقرءوا‬
‫القرآن بلحون العرب وأصواتا‪ ،‬وإياكم ولون أهل الفسق وأهل الكبائر وسيجىء قوم من‬
‫بعدى بالقرآن يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح‪،‬لياوز حناجرهم مفتونة‬
‫قلوبم وقلوب الذين يعجبهم شأنم ‪.‬‬
‫وحدثنا يزيد عن شريك عن أب اليقظان عثمان بن عمي زاذان أب عمر عن عليم قال‪ :‬كنا‬
‫على سطح ومعنا رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال يزيد ل أعلمه ال قال‬
‫عابس الغفارى فرأى الناس يرجون ف الطاعون قال‪ :‬ما هولء؟ قال يفرون من الطاعون‬
‫فقال يا طاعون خذن فقالوا أتتمن الوت وقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ليتمني أحدكم الوت فقال‪ :‬إن أبادر خصالً سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يتخوفهن على أمته بيع الكم والستخفاف بالدم وقطيعة الرحم وقوم يتخذون القرآن مزامي‪،‬‬
‫يقدمون أحدهم ليس بافقههم ول أفضلهم إل ليغنيهم به غناء‪ ،‬وذكر خلتي آخرتي ‪.‬وحدثنا‬
‫يعقوب بن إبراهيم عن ليث بن أب سليم عن عثمان بن عمي عن زاذان عن عابس الغفارى‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم مثل ذلك أو نوه وحدثنا يعقوب عن ابراهيم عن العمش عن‬
‫رجل عن أنس أنه سع رجلً يقرأالقرآن‬
‫بذه اللان الت أحدث الناس فأنكر‬
‫ذلك ونى عنه‪ .‬وهذه طرق حسنة‬
‫باب الترهيب‪.‬وهذا يدل على أنه مذور كبي وهو قراءة القرآن باللان الت يسلك با‬
‫مذاهب الغناء‪ ،‬وقد نص الئمة رحهم ال على النهى عنه‪ ،‬فأما إن خرج به إل التمطيط‬
‫‪54‬‬
‫الفاحش الذى يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا فقد اتفق العلماء على تريه‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار ‪ :‬ثنا ممد بن معمر ‪ ،‬ثنا روح ‪ ،‬ثنا عبيدال بن الخنس عن ابن‬
‫أب مليكة عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ليس منا من ل يتغن بالقرآن ث قال‪:‬إنا ذكرنا هذا لتبيي الختلف على ابن أب مليكة فيه‬
‫فرواه عبدالبار بن الورد عنه‪ ،‬عن ابن أب مليكة عن أب لبابة ورواه عمرو بن دينار ‪ ،‬والليث‬
‫عنه عن أب نيك عن سعد ‪ ،‬ورواه عسل بن سفيان عنه عن عائشة‪ ،‬ورواه نافع مول ابن‬
‫عمر عنه عن ابن الزبي ‪.‬‬

‫اغتباط صاحب القرآن‬


‫حدثنا أبواليمان ‪ ،‬أنا شعيب عن الزهرى ‪ ،‬حدثن سال بن عبد ال أن عبدال بن عمر قال‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلىال عليه وسلم يقول‪ :‬لحسد إل على اثنتي‪ :‬رجل آتاه ال الكتاب‬
‫فهو يقوم به آناء الليل والنهار‪ ،‬ورجل اعطاه ال مال فهو يتصدق به آناء الليل والنهار انفرد‬
‫به البخارى من هذا الوجه واتفقا على إخراجه من رواية سفيان عن الزهرى ‪.‬ث قال البخارى‬
‫‪ :‬ثنا على بن إبراهيم ‪ ،‬ثنا روح ‪ ،‬ثنا شعبة عن سليمان قال‪ :‬سعت ذكوان عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ل حسد إل ف اثنتي‪ :‬رجل علمه ال القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه جار له فقال‪:‬‬
‫ليتن أوتيت مثلما أوتيت فلن‪ ،‬فعملت مثل ما يعمل‪ ،‬ورجل آتاه ال ما ًل فهو يهلكه ف‬
‫الق‪،‬فقال رجل‪:‬ليتن أوتيت مثل ماأوتى فلن فعملت مثل ما يعمل ‪ .‬ومضمون هذين‬
‫الديثي أن صاحب القرآن ف غبطة‪ ،‬وهى حسن الال‪ ،‬فينبغى أن يكون شديد الغتباط با‬
‫هو فيه‪ ،‬ويستحب تغبيطه بذلك‪ ،‬يقال‪ :‬غبطه يغبطه بالكسر غبطًا إذا تن مثل ما هوفيه من‬
‫النعمة‪،‬وهذا بلف السد الذموم‪ ،‬وهو تن زوال نعمة الحسود عنه سواء حصلت لذلك‬
‫الاسد أول‪ ،‬وهذا مذموم شرعًا مهلك‪ ،‬وهو أول معاصى ابليس حي حسد آدم على ما‬
‫منحه ال تعال من الكرامة والحترام والعظام‪ .‬والسد الشرعى المدوح هو تن حال مثل‬
‫ذاك الذى هو على حالة سارة‪ ،‬ولذا قال عليه السلم‪ :‬ل حسد إل ف اثنتي فذكر النعمة‬

‫‪55‬‬
‫القاصرة وهو تلوة القرآن آناء الليل والنهاروالنعمة التعدية‪ ،‬وهى نفاق الال بالليل والنهار ‪،‬‬
‫كما قال تعال إن الذين يتلون كتاب ال وأقاموا الصلة وأنفقوا ما رزقناهم سرا وعلنية‬
‫يرجون تارة لن تبور ‪.‬‬
‫وقد روى نو هذا من وجه آخر‪ ،‬فقال عبد ال بن المام أحد ‪ :‬وجدت ف كتاب أب بط‬
‫يده‪ :‬كتب إل أبو توبة الربيع بن نافع ‪ ،‬فكان ف كتابه‪ :‬حدثنا اليثم بن حيد عن زيد بن‬
‫واقد عن سليمان بن موسى عن كثي بن مرة عن يزيد بن الخنس أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬ل تنافس بينكم إل ف اثنتي‪ :‬رجل آعطاه ل القرآن فهو يقوم به آناء الليل‬
‫والنهار‪ ،‬ويتبع ما فيه فيقول رجل‪ :‬لوأن ال أعطان مثل ما أعطى فلنا‪ .‬فأقوم به كما يقوم‬
‫به‪ ،‬ورجل أعطاه ال ما ًل فهو ينفق ويتصدق‪ ،‬فيقول رجل‪ :‬لو أن ال‬
‫أعطان مثل ما أعطى فلنا فأتصدق به ‪.‬وقريب من هذا ما قال المام أحد ‪ :‬ثنا عبدال بن‬
‫ممد بن ني ثنا عبادة بن مسلم ‪ ،‬وحدثن يونس بن حباب عن سعيد أب البحترى الطائى عن‬
‫أب بن كبشة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ثلث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه فأما الثلث الت أقسم عليهن فإنه ما نقص مال‬
‫عبد من صدقة‪ ،‬ول ظلم أحد مظلمة فيصب عليها ال زاده ال با عزًا‪ ،‬ول يفتح عبدًا باب‬
‫مسألة إل فتح ال له باب فقر‪ -‬وأما الذى أحدثكم حديثا فاحفظوه فإنه قال‪ -‬إنا الدنيا‬
‫لربعة نفر‪ :‬عبد رزقه ال مالً وعلمًا‪ ،‬فهو يتقى فيه ربه ويصل رحه ويعلم ل فيه حقه ‪-‬‬
‫قال‪ -‬فهذا بأفضل النازل وعبد رزقه ال علمًا ول يرزقه مالً‪ ،‬فهو يقول‪ :‬لو كان ل مال‬
‫عملت بعمل فلن‪ -‬قال‪ -‬فأجرها سواء‪ ،‬وعبد رزقه ال مالًا ول يرزقه علمًا فهو يبط ف‬
‫ماله بغيعلم‪ ،‬ليتقى فيه ربه‪ ،‬ول يصل فيه رحه‪ ،‬ول يعلم ال فيه حقه‪ ،‬فهذا بأخبث النازل‬
‫وعبد ل يرزقه ال ما ًل ول علمًا‪ ،‬فهو يقول‪ :‬لو كان ل مال لفعلت بعمل فلن‪ -‬قال‪ -‬هى‬
‫نيته فوزرها فيه سواء ‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬ثنا العمش عن سال بن أب العد عن أب كبشة النارى قال‪-:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬مثل هذه المة مثل أربعة نفر‪ :‬رجل آتاه ال مالً وعلمًا‪،‬‬
‫فهو يعمل به ف ماله فينفقه ف حقه‪ ،‬ورجل آتاه ال علمًا ول يؤته مالً‪ ،‬فهو يقول‪ :‬لو كان‬
‫‪56‬‬
‫ل مثل هذا عملت فيه مثل الذى يعمل قال رسول ال‪ -‬فهما ف الجر سواء‪ ،‬ورجل آتاه ال‬
‫مالً ول يؤته علمًا‪ ،‬فهو يبط فيه ينفقه ف غي حقه ‪ ،‬ورجل ل يؤته ال مالً ول علمًا‪ ،‬فهو‬
‫يقول لو كان ل مثل مال هذا عملت فيه مثل الذى يعمل‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال‪ -‬فهما ف‬
‫الوزر سواء إسناد صحيح‪ ،‬ول المد والنة‪.‬‬

‫خيكم من تعلم القرآن وعلمه‬


‫حدثنا حجاج بن منهال ‪ ،‬ثنا شعبة ‪ ،‬أخبن علقمة بن مرثد سعت سعد ابن عبيدة عن أب‬
‫عبد الرحن عن عثمان بن عفان رضى ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬خيكم من‬
‫تعلم القرآن وعلمه وأقرأ أبو عبدالرحن إمرة عثمان رضى ال عنه حت كان الجاج ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وذلك الذى أقعدن مقعدى هذا‪.‬‬
‫وقد أخرج الماعة هذا الديث سوى‬
‫مسلم من رواية شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أب عبدالرحن وهو عبدال‬
‫بن حبيب السلمى رحه ال‪.‬وحدثنا أبو نعيم ‪ ،‬ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أب‬
‫عبدالرحن السلمى عن عثمان بن عفان رضى ال عنه قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه وهكذا رواه الترمذى والنسائى وابن ماجه من طرق عن‬
‫سفيان عن علقمة عن أب عبد الرحن من غيذكر سعد بن عبيدة ‪ ،‬كما رواه شعبة ول‬
‫يتلف عليه فيه‪ ،‬وهذا القام ما حكم لسفيان الثورى فيه على شعبة ‪ .‬وخطأ بندار يي بن‬
‫سعيد ف روايته ذلك عن سفيان عن علقمة عن سعد ابن عبيدة عن أب عبدالرحن ‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫رواه الماعة من أصحاب سفيان بإسقاط سعد بن عبيدة ورواية سفيان أصح‪ .‬وف هذا القام‬
‫التعلق بصناعة السناد طول لول الللة لذكرناه‪ .‬وفيما ذكر كفاية وإرشاد إل ما ترك‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫والغرض أنه عليه الصلة والسلم قال‪ :‬خيكم من تعلم القرآن وعلمه ‪ .‬وهذه صفات الؤمني‬
‫التبعي للرسل وهم الكمل ف أنفسهم الكملي لغيهم‪ ،‬وذلك جع بي النفع القاصر‬
‫والتعدى‪ ،‬وهذا بلف صفة الكفار البارين الذين لينفعون ول يتركون أحدًا من أمكنهم‬

‫‪57‬‬
‫أن ينتفع‪ ،‬كما قال تعال‬
‫الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال زدناهم عذابا فوق العذاب وكما قال تعال وهم ينهون‬
‫عنه وينأون عنه ف أصح قول الفسرين ف هذا هو أنم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع‬
‫نأيهم وبعدهم عنه أيضًا‪ ،‬فجمعوا بي التكذيب والصد‪ ،‬كما قال تعال فمن أظلم من كذب‬
‫بآيات ال وصدف عنها فهذا شأن شرار الكفار‪ ،‬كما أن شأن الخيار البرار أن يتكمل ف‬
‫نفسه‪ ،‬وأن يسعى ف تكميل غيه كما قال عليه السلم خيكم من تعلم القرآن وعلمه وكما‬
‫قال تعال ومن أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي فجمع بي‬
‫الدعوة إل ال سواء كان بالذان أو بغيه من أنواع الدعوة إل ال تعال من تعليم القرآن‬
‫والديث والفقه وغي ذلك ما يبتغى به وجه ال‪ ،‬وعمل هو ف نفسه صالًا‪ ،‬وقال قولً‬
‫صالًا أيضًا فل أحد أحسن حالً من هذا‪ .‬وقد كان أبو عبدالرحن عبدال بن حبيب السلمى‬
‫الكوف أحد أئمة السلم ومشايهم من رغب ف هذا القام فقعد يعلم الناس من إمارة عثمان‬
‫إل أيام الجاج‪ .‬قالوا‪ :‬وكان مقدار ذلك الذى مكث يعلم فيه القرآن سبعي سنة رحه ال‬
‫وأثابه‪ ،‬وآتاه ما طلبه ورامه آمي‪.‬‬
‫قال البخارى ‪ :‬حدثنا عمرو بن عون ‪،‬ثنا حاد بن أب حازم عن سهل ابن سعد قال‪ :‬أتت‬
‫النب صلى اال عليه وسلم امرأة فقالت إنا قد وهبت نفسها ل ولرسوله‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫مال ف النساء من حاجة فقال رجل‪ :‬زوجنيها قال أعطها ثوبا قال‪ :‬ل أجده قال‪ :‬أعطها ولو‬
‫خاتا من حديد فاعتل له‪ ،‬فقال‪:‬ما معك من القرآن قال‪ :‬كذا وكذا قد زوجتكها با معك من‬
‫القرآن ‪.‬‬
‫وهذا الديث متفق على صحة إخراجه من طرق عديدة‪ ،‬والغرض منه الذى قصده البخارى‬
‫أن هذا الرجل تعلم الذى تعلمه من القرآن‪ ،‬وأمره النب صلى ال عليه وسلم ان يعلم تلك‬
‫الرأة ويكون ذلك صداقا لا على ذلك‪ ،‬وهذا فيه نزاع بي العلماء‪ :‬هل يوز أن يعل صداقا؟‬
‫أو هل يوز أخذ الجرة على تعليم القرآن؟ وهل هذا كان خاصا بذلك الرجل؟ وما معن‬
‫قوله عليه السلم زوجتكها با معك من القرآن أى بسبب ما معك‪ ،‬كما قاله أحد بن حنبل ‪:‬‬
‫نكرمك بذلك أو بعوض ما معك‪ ،‬وهذا أقوى لقوله ف صحيح مسلم فعلمها وهذا هو الذى‬
‫‪58‬‬
‫أراده البخاري ههنا‪ ،‬وترير باقى اللف مذكور ف باب النكاح والجارات ‪ ،‬وبال‬
‫الستعان‪.‬‬

‫القراءة عن ظهرقلب‬
‫إنا أورد البخارى ف هذه الترجة حديث أب حازم عن سهل ابن سعد الديث الذى تقدم‬
‫الن‪ ،‬وفيه أنه عليه السلم قال للرجل‪ :‬فما معك من القرآن؟ قال‪ :‬معى سورة كذا وسورة‬
‫كذا لسور عدها‪ ،‬قال‪:‬اتقرأهن عن ظهر قلب؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬اذهب قد ملكتها با معك من‬
‫القرآن وهذه الترجة من البخارى رحه ال مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل ‪،‬‬
‫وال أعلم‪ .‬ولكن الذى صرح به كثيون من العلماء أن قراءة القرآن من الصحف أفضل لنه‬
‫يشتمل على التلوة والنظر ف الصحف‪ ،‬وهو عبادة كما صرح به غي واحد من السلف‪،‬‬
‫وكرهوا أن يضى على الرجل يوم لينظرف مصحفه‪.‬واستدلوا على أفضلية التلوة ف‬
‫الصحف با رواه المام العلم أبو عبيد رحه ال ف كتابه فضائل القرآن ‪ :‬حدثنا نعيم بن حاد‬
‫عن بقية ابن الوليد عن معاوية بن يي عن سليم بن مسلم عن عبدال بن عبد الرحن عن‬
‫بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬فضل قراءة‬
‫القرآن نظرًا على من يقرؤه ظهرًا كفضل الفريضة على النافلة ‪ ،‬وهذا السناد فيه ضعف فإن‬
‫معاوية ابن يي هذا هو الصدف أو الطرابلسى وأيا ما كان فهو ضعيف‪ .‬وقال الثورى عن‬
‫عاصم عن زر عن ابن مسعود قال‪ :‬أديوا النظر ف الصحف‪ .‬وقال حاد بن سلمة عن على‬
‫بن زيد عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس عن عمر أنه كان إذا دخل بيته نشر الصحف‬
‫فقرأ فيه‪ .‬وقال حاد أيضًا عن ثابت عن عبدالرحن بن أب ليلى عن ابن مسعود أنه كان إذا‬
‫اجتمع اليه إخوانه نشروا الصحف فقرأ أو فسر لم‪ .‬إسناد صحيح‪.‬وقال حاد بن سلمة عن‬
‫حجاج بن أرطاة ‪ ،‬عن ثوير بن أب فاخته عن ابن عمر ‪ ،‬قال‪ :‬إذا رجع أحدكم من سوقه‬
‫فلينشر الصحف وليقرأ‪.‬وقال العمش عن خيثمة ‪ :‬دخلت على ابن عمرو وهو يقرأ ف‬
‫الصحف فقال‪ :‬هذا جزئى الذى أقرأ به الليلة‪.‬‬
‫فهذه الثار تدل على أن هذا أمر مطلوب لئل يعطل الصحف فل يقرأ منه ولعله قد يقع‬

‫‪59‬‬
‫لبعض الفظة نسيان فيستذكر منه‪ ،‬أو تريف كلمة أو آية أو تقدي أو تأخي فالستثبات أول‬
‫والرجوع إل الصحف أثبت من أفواه الرجال‪.‬فأما تلقي القرآن فمن فم اللقن أحسن‪ ،‬لن‬
‫الكتابة ل تدل على الداء كما أن الشاهد من كثي من يفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه‬
‫وغلطه‪ ،‬وإذا أدى الال إل هذا منع منه إذا وجد شيخًا يوقفه على ألفاظ القرآن‪ .‬فأما عند‬
‫العجز عما يلقن فل يكلف ال نفسًا إل وسعها‪ ،‬فيجوز عند الضرورة ما ل يوز عند‬
‫الرفاهية‪ ،‬فاذا قرأ ف الصحف والالة هذه فل حرج عليه‪ ،‬ولو فرض أنه قد يرف بعض‬
‫الكلمات عن لفظها على لغته ولفظه‪ ،‬فقد قال المام أبوعبيد ‪ :‬حدثن هشام بن إساعيل‬
‫الدمشقى عن ممد بن شعيب عن الوزاعى أن رجل صحبهم ف سفر‪ ،‬قال‪ :‬فحدثنا حديثا‪.‬‬
‫ما أعلمه إل رفعه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ‪،‬‬
‫كتبه اللك كما أنزل وحدثنا حفص بن أب غياث عن الشيبان عن بكي بن الخنس قال كان‬
‫يقال إذا قرأ العجمى والذى ليقيم القرآن كتبه اللك كما أنزل وقال بعض العلماء‪ :‬الدار‬
‫ف هذه السئلة على الشوع‪ ،‬فإن كان الشوع أكثر عند القرا ة عن ظهر قلب فهو أفضل‪،‬‬
‫وإن كان عند النطر ف الصحف أكثر فهو أفضل‪ .‬فإن استويا فالقراءة نظرًا أول لنا أثبت‬
‫وتتاز بالنظر إل الصحف‪.‬قال الشيخ أبو زكريا النواوى رحه ال ف التبيان ‪ :‬والظاهر أن‬
‫كلم السلف وفعلهم ممول على هذا التفضيل‪.‬‬
‫تنبيه إن كان البخارى رحه ال أراد بذكره حديث سهل الدللة على أن تلوة القرآن عن‬
‫ظهرقلب أفضل منها ف الصحف ففيه نظر‪ ،‬لنا قضية عي‪ ،‬فيحتمل أن ذلك الرجل كان ل‬
‫يسن الكتابة ويعلم ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم منه‪ ،‬فل يدل على أن التلوة عن‬
‫ظهرقلب أفضل مطلقًا ف حق من يسن‪ ،‬إذ لو دل على هذا لكان ذكر حال رسول ال‬
‫وتلوته عن ظهر قلب‪ -‬لنه أمى ليدرك الكتابة‪ -‬أول من ذكر هذا الديث بفرده ‪.‬‬
‫الثان‪:‬إن سياق الديث إنا هو لجل استثبات أنه يفظ تلك السورعن ظهر قلب ليمكنه‬
‫تعليمها لزوجته‪ ،‬وليس الراد ههنا أن هذا أفضل من التلوة نظرًا ول عدمه‪ ،‬وال سبحانه‬
‫وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫استذكار القرآن وتعاهده‬
‫حدثنا عبدال بن يوسف ‪ ،‬أنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬إنا مثل صاحب القرآن كمثل صاحب البل العقلة‪ ،‬إن عاهد عليها أمسكها‪ ،‬وإن‬
‫أطلقها ذهبت ‪.‬‬
‫هكذا رواه مسلم والنسائى من حديث مالك به‪ .‬وقال المام أحد ‪:‬ثنا عبدالرزاق ‪ ،‬أنا معمر‬
‫عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬مثل القرآن إذا‬
‫عاهد عليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار كمثل رجل له ابل‪ ،‬فإن عقلها حفظها وإن أطلق عقالا‬
‫ذهبت‪ ،‬فكذلك صاحب القرآن أخرجاه‪ ،‬قاله ابن الوزى ف جامع السانيد ‪ ،‬وإنا هو من‬
‫أفراد مسلم من حديث عبد الرزاق به‪.‬حدثنا ممد بن عرعرة ‪ ،‬ثنا شعبة عن منصور عن أب‬
‫وائل عن عبدال قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬بئس ما لحدهم أن يقول نسيت آية‬
‫كيت وكيت بل نسى‪ ،‬واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم ‪.‬تابعه‬
‫بشر هو ابن ممد السختيان عن ابن البارك عن شعبة ‪ ،‬وقد رواه الترمذى عن ممود بن‬
‫غيلن عن أب داود الطيالسى عن شعبة به‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وأخرجه النسائى من رواية شعبة ‪ ،‬وحدثنا عثمان بن جرير عن منصور مثله وهكذا رواه‬
‫مسلم عن عثمان وزهي بن حرب وإسحاق بن إبراهيم عن جرير به‪ .،‬وستأتى رواية البخارى‬
‫له عن أب نعيم عن سفيان الثورى عن منصور به‪ ،‬والنسائى من رواية ابن عيينه عن منصور‬
‫به‪ ،‬فقد رواه هؤلء عن منصور به مرفوعا ف رواية هولء كلهم‪ ،‬وقد رواه النسائى عن قتيبة‬
‫‪،‬‬
‫عن حاد بن زيد عن منصور ‪ ،‬عن أب وائل عن عبدال موقوفًا‪ ،‬وهذا غريب وف مسند أب‬
‫يعلى فإنا هو نسى بالتخفيف‪ ،‬وتابعه ابن جريج عن عبدة عن شقيق قال‪ :‬سعت عبدال قال‪:‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم وهكذا أسنده مسلم من حديث ابن جريج به‪.‬ورواه النسائي‬
‫ف اليوم والليلة‪ ،‬من حديث ممد بن جارة عن عبدة وهو ابن اب لبابة حدثنا ممد بن العلء‬
‫حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أب بردة عن أب موسى عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫تعاهدوا القرآن فوالذى نفسى بيده‪ .‬لو أشد تفصيًا من البل ف عقلها ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫وهكذا رواه مسلم عن أب كريب ممد بن العلء وعبدال بن براد الشعري كلها عن أب‬
‫أسامة حاد بن أسامة به‪.‬‬
‫وقال المام أحد ثنا على بن إسحاق ‪ ،‬أنا عبدال بن البارك ‪ ،‬أنا موسى بن على سعت أب‬
‫يقول‪ :‬سعت عقبة بن عامر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬تعلموا كتاب ال‬
‫وتعاهدوا وتغنوا به‪ ،‬فوالذى نفسى بيده لوأشد تفلتا من الخاض ف العقل ‪.‬‬
‫ومضمون هذه الحاديث الترغيب ف كثرة تلوة القرآن واستذكاره وتعاهده لئل يعرضه‬
‫حافظة للنسيان‪ ،‬فإن ذلك خطأ كبي نسأل ال العافية منه‪ ،‬فإنه قال المام أحد ‪ :‬حدثنا‬
‫خلف بن الوليد ‪ ،‬ثنا خالد عن يزيد بن أب زياد عن عيسى بن فايد عن رجل عن سعد بن‬
‫عبادة رضى ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما من أمي عشرة إل يؤتى به‬
‫يوم القيامة مغلولً ل يفكه من ذلك الغل إل العدل وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إل لقى ال‬
‫يوم يلقاه وهو أجذم ‪ ،‬وهكذا رواه جرير بن عبدالميد وممد بن فضيل عن يزيد بن أب زياد‬
‫‪ ،‬كما رواه خالد بن عبدال وقد أخرجه أبو داود عن ممد بن العلء عن ابن ادريس عن‬
‫يزيد بن أب زياد عن عيسى بن فايد عن سعد بن عبادة عن النب صلى ال عليه وسلم بقصة‬
‫نسيان القرآن‪ ،‬ول يذكر الرجل البهم‪ ،‬وكذا رواه أبو بكر بن عياش عن يزيد عن أب زياد‬
‫وقد رواه سعيد عن زيد ‪ ،‬ووهم ف إسناده‪ ،‬ورواه وكيع عن أصحابه عن يزيد عن عيسى بن‬
‫فايد عن النب صلى ال عليه وسلم مرسلً‪ ،‬وقد رواه المام أحد ف مسند عبادة بن الصامت‬
‫فقال‪ :‬ثنا عبد الصمد ثنا عبدالعزيز بن مسلم ‪ ،‬ثنا يزيد بن أب زياد‬
‫عن عيسى بن فايد عن عبادة بن الصامت قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ما من أميعشرة إل يؤتى به يوم‬
‫القيامة مغلولً ل يفكه منها إل عدله‪ ،‬وما من رجل تعلم القرآن ث نسيه إل لقى ال القيامة‬
‫أجذم وكذا رواه أبو عوانة عن يزيد بن أب زياد ‪ ،‬ففيه اختلف لكن هذا ف باب الترهيب‬
‫مقبول‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬لسيما ان كان له شاهد من آخر‪ ،‬كما قال أبو عبيد ‪ :‬ثنا حجاج عن ابن‬
‫جريج قال‪ :‬حدثت عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عرضت‬
‫على أجور أمت حت القذاة والعبة يرجها الرجل من السجد‪ ،‬وعرضت على ذنوب أمت فلم‬
‫‪62‬‬
‫أر ذنبًا أكب من آية أو سورة من كتاب ال أوليتها رجل فنسيها ‪.‬قال ابن جريج ‪ :‬وحدثت‬
‫عن سلمان الفارسى قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫من أكب ذنوب تواف به أمت يوم القيامة سورة من كتاب ال كانت مع أحدهم فنسيها ‪.‬وقد‬
‫روى أبوداود والترمذى وأبو يعلى والبزار وغيهم من حديث ابن أب رواد عن ابن جريج عن‬
‫الطلب بن عبدال بن حنطب عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫عرضت على أجور أمت حت القذاة يرجها الرجل من السجد‪ ،‬وعرضت على ذنوب أمت‬
‫فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ث نسيها ‪.‬‬
‫قال الترمذى ‪ :‬غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪،‬وذاكرت به البخارى فاستغربه‪.‬‬
‫وحكى الوابلى عن عبدال بن عبدالرحن الدارمى أنه أنكر ساع الطلب من أنس بن مالك‬
‫قلت‪ :‬وقد رواه ممد بن يزيد الدمى عن ابن أب (رواد) عن ابن جريج عن الزهرى عن أنس‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم به‪ ،‬فال أعلم‪.‬وقد أدخل بعض الفسرين هذاالعن ف قوله تعال‬
‫ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى * قال رب ل حشرتن‬
‫أعمى وقد كنت بصيا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وهذا الذى قاله‬
‫هذا وان ل يكن هو الراد جيعه فهو بعضه‪ ،‬فإن العراض عن تلوة القرآن وتعريضه للنسيان‬
‫وعدم العتناء به فيه تاون كبي وتفريط شديد نعوذ بال منه‪ ،‬ولذا قال عليه السلم‪ :‬تعاهدوا‬
‫القرآن وف لفظ استذكروا القرآن‪ ،‬فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم ‪.‬التقصى‬
‫التخلص‪ :‬يقال تفصى فلن من البلية إذا تلص منها تقصى النوى من الثمرة إذا تلص منها‪،‬‬
‫أي أن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غي عقال‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم قال عبدال له يعن ابن مسعود ‪ -‬إن‬
‫لمقت القارىء أن أراه سينًا نسيًا للقرآن‪ .‬وحديث عبدال بن البارك عن عبدالعزيز بن أب‬
‫داود قال‪ :‬سعت الضحاك بن مزاحم يقول‪ :‬ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إل بذنب يدثه‪،‬‬
‫لن ال تعال يقول وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وإن نسيان القرآن من أعظم‬
‫الصائب‪ .‬ولذا قال اسحاق ابن راهويه وغيه‪ :‬يكره للرجل أن يرعليه أربعون يومًا ل يقرأ‬

‫‪63‬‬
‫فيها القرآن‪ ،‬كما أنه يكره له أن يقرأه ف أقل من ثلثة أيام‪ ،‬كما سيأتى هذا حيث يذكره‬
‫البخارى بعد هذا‪ ،‬وكان الليق أن يتبعه هذا الباب‪ ،‬ولكن ذكر بعد هذا قوله‪:‬‬

‫القراءة على الدابة‬


‫حدثنا حجاج ‪ ،‬أنا شعبة ‪ ،‬أنا أبو إياس قال‪ :‬سعت عبدال ابن مغفل رضى ال عنه قال‪:‬‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح ‪.‬وهذا‬
‫الديث قد خرجه الماعة سوى ابن ماجه من طرق عن شعبة عن أب إياس وهو معاوية بن‬
‫قرة به‪ ،‬وهذا أيضًا له تعلق با تقدم من القرآن وتلوته سفرًا وحضرًا‪ ،‬ول يكره ذلك عند‬
‫أكثر العلماء إذا ل يتله القارىء ف الطريق‪ ،‬وقد نقله ابن أب داود عن أب الدرداء أنه كان‬
‫يقرأ ف الطريق‪ ،‬وقد روى عن عمر بن عبدالعزيز أنه أذن ف ذلك‪ ،‬وعن المام مالك أنه كره‬
‫ذلك‪ ،‬كما قال ابن أب داود ‪ :‬حدثن أبو الربيع أنا ابن وهب قال‪ :‬سألت مالكا عن الرجل‬
‫يصلى من آخر الليل‪ ،‬فخرج الىالسجد وقد بقى من السورة الت كان يقرأ منها شىء فقال‪:‬‬
‫ما أعلم القراءة تكون ف الطريق‪ ،‬وقال الشعب ‪ :‬تكره قراءة القرآن ف ثلثة مواضع ف‬
‫المام‪ ،‬وف الشوش ‪ ،‬وفىبيت الرحى وهى تدور‪ ،‬وخالفه القراءة ف المام كثي من‬
‫السلف أنا ل تكره‪ ،‬وهو مذهب مالك و الشافعى و إبراهيم النخعى وغيهم‪ ،‬وروى ابن أب‬
‫داود عن على ابن أب طالب أنه كره ذلك‪ ،‬ونقله ابن الذر عن أب وائل شقيق بن سلمة‬
‫والشعب والسن البصرى ومكحول وقبيصة بن ذؤيب وهو رواية عن إبراهيم النخعى ‪.‬‬
‫ويكى عن أب حنيفة رحه ال أن القراءة ف المام تكره‪ ،‬وأما القراءة ف الش فكراهتها‬
‫ظاهره ولو قبل بتحري ذلك صيانة لشرف القرآن لكان مذهبا‪ .‬وأما القراءة ف بيت الرحى‬
‫وهى تدور فلئل يعلو غي القرآن عليه‪ ،‬والق يعلو ول يعلى‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫تعلم الصبيان القرآن‬


‫حدثنا موسى بن إساعيل ‪ ،‬ثنا أبو عوانة عن أب بشر عن سعيد بن جبي قال‪ :‬إن الذى‬
‫تدعونه الفصل هو الحكم ‪ ،‬قال‪ :‬وقال ابن عباس ‪ :‬توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا‬
‫ابن عشر سني‪ ،‬وقد قرأت الحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬ثنا هشيم أنا أبو بشر عن‬

‫‪64‬‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال جعت الحكم ف عهد النب صلى ال عليه وسلم فقلت له‪:‬‬
‫وما الحكم ؟ قال الفصل انفرد بإخراجه البخارى ‪ ،‬وفيه دللة على جواز تعلم الصبيان‬
‫القرآن لن ابن عباس أخبعن سنه حي موت رسول ال وقد كان جع الفصل وهو من‬
‫الجرات‪ ،‬كما تقدم ذلك‪ ،‬وعمره إذ ذاك عشر سني‪.‬‬
‫وقد روى البخارى أنه قال‪ :‬توف رسول ال وأنا متون ‪ ،‬وكانوا ليتنون حت يتلم فيحتمل‬
‫أنه احتلم لعشر سني جعًا بي هذه الرواية وتلك ويتمل أنه توز ف هذه الرواية بذكر العشر‬
‫وترك مازاد عليها من الكسر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وعلى كل تقدير ففيه دللة على جواز‬
‫تعليم القرآن ف الصبا‪ ،‬وهو ظاهر بل قد يكون مستحبا أو واجبا‪ ،‬لن الصب إذا تعلم القرآن‬
‫بلغ وهويعرف ما يصلى به‪ ،‬وحفظه ف الصغر أول من حفظه كبيا وأشد علوقا باطره‪،‬‬
‫وأرسخ وأثبت كما هو العهود من حال الناس‪.‬وقد استحب بعض السلف أن يترك الصب ف‬
‫ابتداء عمره قليل للعب‪ ،‬ث توفر هته على القراءة لئل يلزم أولً بالقراءة فيملها ويعدل عنها‬
‫إل اللعب ‪،‬وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو ليعقل ما يقال له‪ ،‬ولكن يترك حت إذا عقل‬
‫وميزعلم قليل بسب هته ونمته وحفظه وجودة ذهنه‪.‬واستحب عمر بن الطاب رضى ال‬
‫عنه أن يلقن خس آيات‪ ،‬رويناه عنه بسند جيد‪.‬‬

‫نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا؟‬


‫وقول ال سنقرئك فل تنسى * إل ما شاء ال حدثنا الربيع بن يي ‪ ،‬ثنا زائدة ‪ ،‬ثنا هشام عن‬
‫عروة عن عائشة قالت‪ :‬لقد سع النب صلى ال عليه وسلم رجل يقرأ ف السجد فقال‪:‬رحه‬
‫ال لقد أذكرن أية كذا وكذا من سورة كذا انفرد به‪ ،‬وحدثنا ممد بن عبيد ابن ميمون ‪ ،‬ثنا‬
‫عيسى بن يونس عن هشام وقال‪ :‬أسقطتهن من سورة كذا وكذا ‪.‬انفرد به أيضا‪ .‬تابعه على‬
‫بن مسهر وعبدة عن هشام وقد أسندها البخارى ف موضع آخر ومسلم معه ف عبدة‪.‬حدثنا‬
‫أحد بن أب رجاء ‪ ،‬ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬سع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم رجلً يقرأ ف سورة بالليل فقال‪ :‬يرحه ال لقد أذكرن كذا وكذا أية‬

‫‪65‬‬
‫كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا ‪.‬ورواه مسلم من حديث أب أسامة حاد بن أسامة ‪.‬‬
‫(الديث الثان) حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬ثنا سفيان عن منصور عن أب وائل عن عبدال رضى ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بئس ما لحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت‬
‫بل هو نسى ‪.‬ورواه مسلم والنسائى من حديث منصور به‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬وف مسند أب يعلى إنا‬
‫هو نسى بالتخفيف هذا لفظه وف هذا الديث والذى قبله دليل على أن حصول النسيان‬
‫للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الجتهاد والرص‪.‬وف حديث ابن مسعود أدب ف‬
‫التعبي عن حصول ذلك‪ ،‬فل يقول نسيت كذا‪ ،‬فإن النسيان ليس من فعل العبد‪ ،‬وقد تصدر‬
‫عنه أسبابه من التناسى والتغافل والتهاون الفضى إل ذلك‪ ،‬فأما النسيان نفسه فليس بفعله‪،‬‬
‫ولذا قال‪ ،‬بل هو نسى مبن لا ل يسم فاعله‪ ،‬وأدب أيضًا ف ترك إضافة ذلك إل ال تعال‪،‬‬
‫وقد أسند النسيان إل العبد ف قوله تعال‪ :‬واذكر ربك إذا نسيت وهو‪ -‬وال أعلم‪ -‬من باب‬
‫الجاز الشائع بذكر السبب وإرادة السبب‪ ،‬لن النسيان عن سبب قد يكون ذنبا‪ ،‬كما تقدم‬
‫عن الضحاك بن مزاحم فأمر ال تعال بذكره ليذهب الشيطان عن القلب كما يذهب عند‬
‫النداء بالذان‪ ،‬والسنة تذهب السيئة‪ ،‬فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشىء‬
‫بسبب ذكر ال تعال‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫من ل ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا‬


‫حدثنا عمر بن حفص بن غياث ‪ ،‬ثنا أب‪ ،‬ثنا العمش ‪ ،‬حدثن ابراهيم عن علقمة‬
‫وعبدالرحن بن يزيد عن أب مسعود النصارى قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫اليتان من آخر سورة البقرة من قرأ بما ف ليلة كفتاه ‪.‬‬
‫وهذا الديث قد أخرجه الماعة من حديث عبدالرحن بن يزيد وصاحبا الصحيح والنسائى‬
‫وابن ماجة من حديث علقمة ‪ ،‬كلها عن أب مسعود عتبة ابن عمرو النصارى البدرى ‪.‬‬
‫(الديث الثان)‪ -‬ما رواه من حديث الزهرى عن عروة عن السور وعبد الرحن بن عبد‬
‫القارى ‪ ،‬كلها عن عمر قال‪ :‬سعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان‬
‫وذكرالديث بطوله كما تقدم وكما سيأتى‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫(الديث الثالث)‪ -‬ما رواه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة سع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل ف السجد فقال‪:‬رحه ال‪ ،‬أذكرن كذا وكذا آية‪،‬‬
‫كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا وهكذا ف الصحيحي عن ابن مسعود أنه كان يرمى‬
‫المرة من الوادى ويقول‪ :‬هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة ‪.‬وكره بعض السلف‬
‫ذلك‪ ،‬ول يروا أن يقال إل السورة الت يذكر فيها كذا وكذا‪ ،‬كما جاء وتقدم من رواية يزيد‬
‫الفارسى عن ابن عباس عن عثمان أنه قال‪ :‬إذا نزل من القرآن شىء يقول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬اجعلوا هذا ف السورة الت يذكر فيها كذا وكذا ‪.‬ولشك أن هذا أحوط وأول‪،‬‬
‫ولكن قد صحت أحاديث بالرخصة ف الخر وعليه عمل الناس اليوم ف ترجة السور ف‬
‫مصاحفهم‪ .‬وبال التوفيق‪.‬‬

‫الترتيل ف القراءة‬
‫وقوله عزوجل‪ ،‬ورتل القرآن ترتيل ‪ .‬وقوله‪ ،‬وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث وما‬
‫يكره أن يهذ كهذ الشر‪( .‬يفرق فيها) يفصل‪ ،‬قال ابن عباس (فرقناه) فصلناه‪.‬حدثنا أبو‬
‫النعمان ‪ ،‬ثنا مهدى بن ميمون ‪ ،‬ثنا واصل عن أب وائل عن عبدال قال‪ :‬غدونا على عبدال‬
‫فقال رجل‪ :‬قرأت الفصل البارحة فقال‪ :‬هذا كهذ الشعر؟ إنا قد سعنا القراءة وإن لحفظ‬
‫القرناء اللتى كان يقرأ بن النب صلى ال عليه وسلم ثان عشرة سورة من الفصل ‪،‬‬
‫وسورتي من آل حم ‪ .‬ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن مهدى بن ميمون عن واصل‬
‫وهو ابن حبان الحدب عن أب وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به‪.‬وقال المام أحد ‪:‬‬
‫ثنا قتيبة ‪ ،‬ثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد عن زياد بن نعيم عن مسلم بن مراق عن عائشة‬
‫أنه ذكر لا أن ناسًا يقرءون القرآن ف الليل مرة أو مرتي‪ ،‬فقالت‪ :‬أولئك قرأوا ول يقرأوا‪،‬‬
‫كنت أقوم مع النب صلى ال عليه وسلم ليلة التمام‪ ،‬فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران‬
‫والنساء‪ ،‬فل ير بآية فيها توف إل دعا ال واستعاذ‪ ،‬ول ير بآية فيها استبشار إل دعا ال‬
‫ورغب إليه‪.‬‬
‫(الديث الثان)‪ -‬ثنا قتيبة ثنا جرير عن موسى بن أب عائشة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬

‫‪67‬‬
‫ف قوله تعال ل ترك به لسانك لتعجل به كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نزل‬
‫جبيل بالوحى كان يرك به لسانه أو شفتيه فيشتد عليه ‪ ،‬وذكر تام الديث كما سيأت وهو‬
‫متفق عليه‪ ،‬وفيه وف الذى قبله دليل على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غي هذرمة‬
‫ول بسرعة مفرطة بل بتأمل وتفكر‪ ،‬قال ال تعال كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته‬
‫وليتذكر أولو اللباب وقال المام أحد ‪ :‬ثنا عبدالرحن عن سفيإن عن عاصم عن زر عن‬
‫عبدال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يقال لصاحب القرآن‪ :‬اقرأ وأرق ورتل‬
‫كما كنت ترتل ف الدنيا فإن منلك عند آخرآية تقرؤها ‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد ‪ :‬ثنا جرير عن مغية عن إبراهيم قال‪ :‬قرأ علقمة على عبد ال فكأنه عجل‪،‬‬
‫فقال عبد الل ه‪ :‬فداك أب وأمى‪ ،‬رتل فإنه زين القرآن‪ .‬قال‪ :‬وكان علقمة حسن الصوت‬
‫بالقرآن‬
‫وحدثنا اساعيل بن ابراهيم عن أيوب عن أب حزة قال‪ ،‬قلت لبن عباس ‪ :‬إن سريع القراءة‪،‬‬
‫وإن أقرأ القرآن ف ثلث‪ ،‬فقال‪ :‬لن اقرأ البقرة ف ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إل من أن أقرأ‬
‫كما تقول‪.‬وحدثنا حجاج عن شعبة وحاد بن سلمة عن أب حزة عن ابن عباس نو ذلك إل‬
‫أن ف حديث حاد أحب إل من أن أقرأ القرآن أجع هذرمة‪.‬‬
‫ث قال البخارى‬

‫مد القراءة‬
‫حدثنا مسلم بن ابراهيم ‪ ،‬ثنا جرير بن حازم الزدى ‪ ،‬ثنا قتادة ‪ :‬سألت أنس بن مالك عن‬
‫قراءة النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬كان يد مدًا ‪.‬‬
‫وهكذا رواه أهل السنن من حديث جرير بن حازم به‪ ،‬حدثنا عمرو بن عاصم ‪ ،‬ثنا هام عن‬
‫قتادة قال‪ :‬سئل أنس بن مالك ‪ :‬كيف كان قراءة النب صلى ال عليه وسلم؟ فقال‪ :‬كانت‬
‫مدًا ث قرأ بسم ال الرحن الرحيم يد ببسم ال ويد الرحان ويد الرحيم انفرد به البخارى‬
‫من هذا الوجه‪ .‬وف معناه الديث الذى رواه المام أبو عبيد ‪ ،‬ثنا أحد بن عثمان عن عبد ال‬
‫بن البارك عن الليث بن سعد عن ابن أب مليكة عن يعلى بن ملك عن أم سلمة أنا نعتت‬

‫‪68‬‬
‫قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا وهكذا رواه المام أحد بن حنبل‬
‫عن يي بن إسحق وأبو داود بن يزيد بن خالد الرملى والترمذى والنسائى كلها عن قتيب ة‬
‫كلهم عن الليث بن سعد به‪ ،‬وقال الترمذى ‪ :‬حسن صحيح‪.‬ث قال أبو عبيد ‪ :‬وحدثنا يي‬
‫بن سعيد الموى عن ابن جريج عن ابن اب مليكة عن أم سلمة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقطع قراءته بسم ال الرحن الرحيم * المد ل رب العالي * الرحن الرحيم‬
‫* مالك يوم الدين وهكذا رواه أبو داود من حديث ابن جريج ‪ ،‬وقال الترمذى ‪ :‬غريب‬
‫وليس إسناده بتصل‪ ،‬يعن أن عبد ال بن عبيد ال بن أب مليكة ل يسمعه من أم سلمة انا‬
‫رواه عن يعلى بن ملك كما تقدم‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫الترجيع‬
‫حدثنا آدم بن أب إياس ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬حدثنا أبو إياس قال‪ :‬سعت عبدال بن مغفل قال‬
‫رأيت النب صلى ال عليه وسلم وهويقرأ سورة الفتح على ناقته أو جله و يسي به وهو يقرأ‬
‫سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع ‪ .‬وقد تقدم هذا الديث ف القراءة على‬
‫الدابة‪ ،‬وأنه من التفق عليه وفيه أن ذلك كان يوم الفتح‪ ،‬وأما الترجيع فهو الترديد ف‬
‫الصوت‪ ،‬كما جاء أيضًا ف البخارى أنه جعل يقول‪ :‬وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تته‪،‬‬
‫فدل على جواز التلوة عليه وإن أفضى إل ذلك ول يكون ذلك من باب الزيادة ف الروف‬
‫بل ذلك مغتفرللحاجة كما يصلى على الدابة حيث توجهت به مع إمكان تأخي ذلك‪،‬‬
‫والصلة إل القبلة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫حسن الصوت بالقراءة‬


‫حدثنا ممد بن خلف أبو بكر ‪ ،‬حدثنا (أبويي) المان ‪ ،‬ثنا‬
‫بريد بن عبدال بن أب بردة عن جده أب بردة عن أب موسى أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارًا من مزامي آل داود ‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذى عن موسى بن عبدالرحن الكندى عن أب يي المان واسه عبدالميد‬
‫بن عبد الرحن وقال‪ :‬حسن صحيح‪ -‬وقد رواه مسلم من حديث طلحة بن يي بن طلحة‬

‫‪69‬‬
‫عن أب بردة عن موسى وفيه قصة‪ ،‬وقد تقدم الكلم على تسي الصوت عند قول البخارى ‪:‬‬
‫من ل يتغن بالقرآن‪ ،‬وذكرت هناك أحكاما أغن عن إعادتا ههنا‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫حسن الصوت بالقراءة‬


‫حدثنا ممد بن خلف أبو بكر ‪ ،‬حدثنا (أبويي) المان ‪ ،‬ثنا‬
‫بريد بن عبدال بن أب بردة عن جده أب بردة عن أب موسى أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارًا من مزامي آل داود ‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذى عن موسى بن عبدالرحن الكندى عن أب يي المان واسه عبدالميد‬
‫بن عبد الرحن وقال‪ :‬حسن صحيح‪ -‬وقد رواه مسلم من حديث طلحة بن يي بن طلحة‬
‫عن أب بردة عن موسى وفيه قصة‪ ،‬وقد تقدم الكلم على تسي الصوت عند قول البخارى ‪:‬‬
‫من ل يتغن بالقرآن‪ ،‬وذكرت هناك أحكاما أغن عن إعادتا ههنا‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫من أحب أن يسمع القراءة من غيه‬


‫حدثنا عمر بن حفص بن غياث ‪ ،‬ثنا أب‪ ،‬ثنا العمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدال قال‪:‬‬
‫قال ل النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقرأ على القرآن قلت‪ :‬أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال‪(( :‬إن‬
‫أحب أن أسعه من غيى ‪.‬وقد رواه الماعة إل ابن ماجة من طريق العمش ‪ ،‬وله طرق‬
‫يطول بسطها وقد تقدم فيما رواه مسلم من حديث طلحة عن يي بن طلحة عن أب بردة‬
‫عن أب موسى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له‪ :‬يا أبا موسى لو رأيتن وأنا أستمع‬
‫لقراءتك البارحة فقال‪ :‬أما وال لوأعلم أنك تستمع قراءتى لبتا لك تبيًا ‪.‬‬
‫وقال الزهرى عن أب سلمة ‪ :‬كان عمر إذا رأى أبا موسى قال‪ :‬ذكرنا ربنا يا أبا موسى ‪،‬‬
‫فيقرأ عنده‪ ،‬وقال أبوعثمان النهدى ‪ :‬كان أبو موسى يصلى بنا فلو قلت أن ل أسع صوت‬
‫صنج قط ول بربط قط ول شيئا قط أحسن من صوته‪.‬‬

‫قول القرىء للقارىء حسبك‬


‫حدثنا ممد بن يوسف ‪ ،‬ثنا سفيان عن العمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدال قال‪ :‬قال‬

‫‪70‬‬
‫ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اقرأ على فقلت‪ :‬يا رسول ال اقرأ عليك وعليك أنزل؟‬
‫قال‪ :‬نعم فقرأت عليه سورة النساء حت أتيت إل هذه الية فكيف إذا جئنا من كل أمة‬
‫بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا قال‪ :‬حسبك الن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ‪.‬‬
‫أخرجه الماعة إل ابن ماجة من رواية العمش به ‪ ،‬ووجه الدللة ظاهر‪ ،‬وكذا الديث‬
‫الخر اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم عليه فإذا اختلفتم فقوموا ‪.‬‬

‫ف كم يقرأ القرآن‬
‫وقول ال تعال فاقرؤوا ما تيسر منه حدثنا علي ‪ ،‬حدثنا سفيان قال قال ل ابن شبمة نظرت‬
‫كم يكفى الرجل من القرآن؟ فلم أجد سورة أقل من ثلث آيات فقلت ل عن ابراهيم عن‬
‫عبدالرحن بن يزيد أخبه علقمة عن أب مسعود فلقيته وهو يطوف بالبيت‪ ،‬فذكر النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أن‪:‬‬
‫من قرأ باليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة كفتاه ‪.‬وقد تقدم أن هذا الديث متفق عليه وقد‬
‫جع البخارى فيما بي عبدالرحن بن يزيد وعلقمة عن ابن مسعود وهو صحيح لن عبد‬
‫الرحن سعه أول من علقمة ‪ ،‬ث لقى أبا مسعود وهو يطوف فسمعه منه وعلى هذا هو ابن‬
‫الدين وشيخه سفيان ابن عيينة وما قاله عبد ال قاضي الكوفة وفقيه الكوفة ف زمانه استنباط‬
‫حسن‪.‬‬
‫وقد جاء ف حديث ف السنن ل صلة إل بفاتة الكتاب وثلث آيات ولكن هذا الديث‪-‬‬
‫أعن حديث أب مسعود ‪ -‬أصح وأشهر وأخص‪ ،‬ولكن وجه مناسبته للترجة الت ذكرها‬
‫البخارى فيه نظر وال أعلم ‪ ،‬والديث الثان أظهر ف الناسبة وهو قوله‪:‬حدثنا موسى بن‬
‫إساعيل ‪ ،‬ثنا أبو عوانة عن مغية عن ماهد عن عبدال ابن عمرو قال‪ :‬أنكحن أب امرأة ذات‬
‫حسب‪ ،‬فكان يتعاهدها كبنته فيسألا عن بعلها‪ ،‬فتقول‪ :‬نعم الرجل من رجل‪ ،‬ل يطأ لنا‬
‫فراشاول يفتش لنا كنفا منذ اتيناه‪ .‬فلما طال ذلك عليه ذكرللنب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪:‬القن به فلقيته بعد‪ ،‬فقال‪ :‬كيف تصوم؟ قال‪ :‬كل يوم‪ .‬قال‪ :‬كيف تتم؟ ‪ .‬قال‪ :‬كل‬
‫ليلة‪ ،‬قال‪ :‬صم كل شهر ثلثة‪ ،‬واقرأ القرآن ف كل شهر قال‪ :‬قلت‪ :‬ان أطيق أكثر من‬

‫‪71‬‬
‫ذلك‪،‬قال ‪ :‬صم ثلثة أيام ف المعة قلت‪ :‬أطيق أكثر من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬أفطر يومي وصم يوما‬
‫قلت‪ :‬أطيق أكثر من ذلك قال‪ :‬صم‪ ،‬أفضل الصوم صوم داود‪ :‬صيام يوم وإفطار يوم‪ ،‬واقرأ‬
‫ف كل سبع ليال مرة فليتن قبلت رخصة رسول ال صلى ال عليه وسلم وذلك أن كبت‬
‫وضعفت‪ ،‬فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار‪ ،‬والذى يقرأ يعرضه بالنهار‬
‫ليكون أخف عليه بالليل‪ ،‬وإذا أراد أن‬
‫يتقوى أفطرأياما وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وقال بعضهم‪ :‬ف ثلث وف خس‪ ،‬وأكثرهم على سبع ‪.‬‬
‫وقد رواه ف الصوم‪ ،‬والنسائى أيضًا عن بندار عن غندر عن شعبة عن مغية ‪ ،‬والنسائى من‬
‫حديث حصي ‪ ،‬كلها عن ماهد به‪.‬‬
‫ث روى البخارى ومسلم وأبو داود من حديث يي بن أب كثي عن ممد بن عبدالرحن‬
‫مول بن زهرة عن أب سلمة قال‪ :‬وأحسبن سعت أنا من أب سلمة عن عبدال ابن عمرو‬
‫قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقرأ القرآن ف شهر قلت‪ :‬إن أجد قوة‪ ،‬قال‪ :‬فاقرأه ف‬
‫سبع ول تزد على ذلك فهذا السياق ظاهره يقتضى النع من قراءة القرآن ف أقل من سبع‪،‬‬
‫وهكذا الديث الذى رواه أبو عبيد ‪ :‬ثنا حجاج وعمر بن طارق ويي بن بكي كلهم عن‬
‫ابن ليعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن قيس بن أب صعصعة أنه قال للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم يا رسول ال ف كم اقرأ القرآن؟ قال‪ :‬ف كل خس عشرة قال‪ :‬إن أجدن أقوى من‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ففى كل جعة ‪.‬‬
‫وحدثنا حجاج عن شعبة عن ممد بن ذكوان رجل من أهل الكوفة قال‪ :‬سعت عبدالرحن‬
‫بن عبدال بن مسعود يقول‪ :‬كان عبدال بن مسعود يقرأ القرآن ف غي رمضان من المعة إل‬
‫المعة‪ .‬وعن حجاج عن شعبة عن أيوب‪ ،‬سعت أبا قلبة عن أب الهلب قال‪ :‬كان أب بن‬
‫كعب يتم القرآن ف كل ثان‪ ،‬وكان تيم الدارى يتمه ف كل سبع‪ ،‬وحدثنا هشيم عن‬
‫العمش عن ابراهيم قال‪ :‬كان السود يتم القرآن ف كل ست‪ ،‬وكان علقمة يتمه ف كل‬
‫خس‪ ،‬فلو تركنا ومرد هذا لكان المرف ذلك جليا‪ ،‬ولكن دلت أحاديث أخر على جواز‬
‫قراءته فيما دون ذلك‪ ،‬كما رواه المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا حسن ‪ ،‬ثنا ابن ليعة ‪ ،‬حدثنا‬
‫‪72‬‬
‫حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن النذر النصارى أنه قال‪ :‬يا رسول ال اقرأ القرآن ف‬
‫ثلث؟ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فكان يقرؤه حت توف وهذا إسناد جيد قوى حسن‪ ،‬فإن حسن بن‬
‫موسى الشيب ثقة متفق على جللته‪ ،‬روى له الماعة‪ ،‬وابن ليعة إنا يشى من تدليسه‬
‫أوسوء حفظه‪ ،‬وقد صرح ههنا بالسماع‪ ،‬وهو من أئمة العلماء بالديار الصرية ف زمانه‪،‬‬
‫وشيخه حبان بن واسع بن حبان وأبوه‪ ،‬كلها من رجال مسلم والصحاب ل يرج له أحد‬
‫من أهل الكتب الستة‪ ،‬وهذا على شرط كثي منهم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد رواه أبو عبيد رحه ال عن ابن بكي عن ابن ليعة عن حبان واسع عن أبيه عن سعد بن‬
‫النذرالنصارى أنه قال‪ :‬يا رسول ال أقرأ ف ثلث؟ قال‪ :‬نعم إن استطعت قال‪ :‬فكان يقرؤه‬
‫كذلك حت توف ‪.‬‬
‫(حديث آخر)‪ -‬قال أبو عبيد ‪ :‬ثنا يزيد عن هام عن قتادة عن يزيد بن عبدال بن الشخي عن‬
‫عبدال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يفقه من قرأه ف أقل من ثلث‬
‫وهكذا أخرجه أحد وأصحاب السنن الربعة من حديث قتادة به‪ ،‬وقال الترمذى ‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر)‪ -‬قال أبو عبيد ‪ :‬ثنا يوسف بن العرق عن الطيب ابن سليمان قال‪ :‬حدثتنا‬
‫عمرة بنت عبدالرحن أناسعت عائشة تقول‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ليتم‬
‫القرآن ف أقل من ثلث ‪ .‬هذا حديث غريب جدًا وفيه ضعف‪ ،‬فإن الطيب بن سليمان هذا‬
‫بصرى ضعفه الدارقطن وليس هو بذاك الشهور‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد كره غي واحد من السلف قراءة القرآن ف أقل من ثلث‪ ،‬كماهو مذهب أب عبيد‬
‫وإسحاق بن راهويه وغيها من اللف أيضًا‪.‬‬
‫قال أبوعبيد ‪ :‬ثنا يزيد عن هشام بن حسان عن حفصة بن أب العالية عن معاذ بن جبل أنه‬
‫كان يكره أن يقرأ القرآن ف أقل من ثلث ‪ ،‬صحيح‪.‬‬
‫وحدثنا يزيد عن سفيان عن على بن بذية عن أب عبيدة قال عبدال ‪ :‬من قرأ القرآن ف أقل‬
‫من ثلث فهو راجز‪ .‬وحدثنا حجاج عن شعبة عن على بن بذية عن أب عبيدة عن عبدال له‬
‫مثله‪ ،‬وحدثنا حجاج عن شعبة عن ممد بن ذكوان عن عبدال بن مسعود عن أبيه أنه كان‬
‫‪73‬‬
‫يقرأ القرآن ف رمضان ف ثلث ‪ .‬إسناد صحيح‪.‬‬
‫فصل‬
‫وقد ترخص جاعات من السلف ف تلوة القرآن ف أقل من ذلك‪،‬منهم أمي الؤمني عثمان‬
‫رضى ال عنه قال أبو عبيد رحه ال‪ :‬حدثنا حجاج عن ابن جريج ‪ ،‬أخبن ابن خصيفة عن‬
‫السائب بن يزيد أن رجل سأل عبد الرحن بن عثمان التيمى عن صلة طلحة بن عبيد ال‬
‫فقال‪ :‬إن شئت أخبتك عن صلة عثمان رضى ال عنه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لغلب الليلة‬
‫على الجرفقمت‪ ،‬فلما قمت إذا أنا برجل مقنع يزحن‪ ،‬فنظرت فإذا عثمان بن عفان رضى‬
‫ال عنه‪ ،‬فتأخرت عنه فصلى‪ ،‬فإذا هو يسجد سجود القرآن حت إذا قلت‪ :‬هذه هوادى‬
‫الفجرأوتر بركعة ل يصل غيها ‪ .‬وهذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬ثنا هشيم ‪ ،‬أنا منصور عن ابن سيين قال‪ :‬قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حي‬
‫دخلوا على عثمان ليقتلوه‪ :‬إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يي الليل كله بركعة يمع فيها‬
‫القرآن ‪ .‬وهذا حسن‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا أبو معاوية عاصم بن سليمان عن ابن سيين أن تيما الدارى قرأ القرآن ف‬
‫ركعة‪ .‬حدثنا حجاج عن شعبة عن حاد عن سعيد بن جبي أنه قال‪ :‬قرأت القرآن ف ركعة‪.‬‬
‫حدثنا حجاج عن شعبة عن حاد عن سعيد بن جبي أنه قال‪ :‬قرأت القرآن ف ركعة ف‬
‫البيت‪ ،‬يعن الكعبة ‪.‬‬
‫وحدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أنه قرأ القرآن ف ليلة‪ ،‬طاف بالبيت أسبوعًا‪،‬‬
‫ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بالئي‪ ،‬ث طاف أسبوعًا ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بالثان‪ ،‬ث‬
‫طاف بالبيت أسبوعًا ث أتى القام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن وهذه كلها أسانيد صحيحة‪.‬‬
‫ومن أغرب ما ههنا ما رواه أبو عبيد رحه ال‪ ،‬حدثنا سعيد بن غفي عن بكر عن مضر أن‬
‫سليم بن عترالتجيب كان يقرأ القرآن ف ليلة ثلث مرات‪ ،‬ويامع ثلث مرات‪ ،‬قال‪ :‬فلما‬
‫مات قالت امرأته‪ :‬رحك ال إن كنت لترضى ربك وترضى أهلك‪ ،‬قالوا‪ :‬وكيف ذلك؟‬
‫قالت‪ :‬كان يقوم من الليل فيختم بالقرآن‪ ،‬ث يلم بأهله ث يغتسل ويعود فيقرأ حت يتم‪ ،‬ث‬
‫يلم بأهله‪ ،‬ث يغتسل ويعود فيقرأحت يتم‪ ،‬ث يلم بأهله‪ ،‬ث يغتسل ويرج إل صلة الصبح‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫(قلت)‪ :‬كان سليم بن عتر تابعيا جليل ثقة نبيل وكان قاضيا بصر أيام معاوية وقاصها‪ ،‬قال‬
‫أبو حات ‪ :‬روى عن أب الدرداء وعنه ابن زحر ‪ ،‬ث قال‪ :‬حدثن ممد بن عون عن أب صال‬
‫كاتب الليث ‪ ،‬حدثن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال‪ :‬كان سليم بن عتر من خي‬
‫التابعي وذكره ابن يونس ف تاريخ مصر‪ -‬وقد روى ابن أب داود عن ماهد أنه كان يتم‬
‫القرآن فيما بي الغرب والعشاء‪ ،‬وعن منصور قال‪ :‬كان على الزدى يتم فيما بي الغرب‬
‫والعشاء كل ليلة من رمضان‪ ،‬وعن إبراهيم بن سعد قال‪ :‬كان أب يتب فما يل حبوته حت‬
‫يتم القرآن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وروى عن منصور بن زاذان أنه كان يتم فيما بي الظهر والعصر‪ ،‬ويتم أخرى فيما‬
‫بي الغرب والعشاء‪ ،‬وكانوا يؤخرونا قليل‪ ،‬وعن المام الشافعى رحه ال أنه كان يتم ف‬
‫اليوم والليلة من شهررمضان ختمتي وف غيه ختمة‪ .‬وعن أب عبدال البخارى صاحب‬
‫الصحيح أنه كان يتم ف الليلة ويومها من رمضان ختمة‪.‬‬
‫ومن غريب هذا وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبدالرحن السلمى الصوف قال سعت الشيخ أبا‬
‫عثمان الغرب يقول‪ :‬كان ابن الكاتب يتم بالنهار أربع ختمات‪ ،‬وبالليل أربع ختمات‪ ،‬وهذا‬
‫نادر جدا‪ ،‬فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف ممول‪ .‬إما على أنه ما بلغهم ف ذلك‬
‫حديث ما تقدم‪ ،‬أو أنم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة‪ ،‬وال‬
‫سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو زكريا النواوى ف كتابه البيان بعد ذكر طرف ما تقدم‪ ،‬والختيار أن ذلك‬
‫يتلف باختلف الشخاص فمن كان له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر‬
‫يصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغول بنشر العلم وغيه من مهمات الدين‬
‫ومصال السلمي العامة فليقتصر على قدر ل يصل بسببه إخلل با هو مرصد له‪ ،‬وإن ل‬
‫يكن من هؤلء فليستكثر ما أمكنه من غيخروج إل حد اللل والذرمة‪ .‬ث قال البخاري‬
‫رحه ال‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫البكاء عند قراءة القرآن‬
‫وأورد فيه من رواية العمش عن إبراهيم (عن) عبيدة عن عبدال هو ابن مسعود ‪ -‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقرأ علي قلت‪ :‬اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال‪ :‬إن أشتهى أن‬
‫أسعه من غيي قال‪:‬فقرأت النساء حت إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا‬
‫بك على هؤلء شهيدا قال ل‪ :‬كف أو أمسك فإذا عيناه تذرفان ‪ ،‬وهذا من التفق عليه كما‬
‫تقدم‪ ،‬وكما سيأتى إن شاء ال‪.‬‬

‫من راءى بقراءة القران أو تأكل به أوفخر به‬


‫حدثنا ممد بن كثي ‪ ،‬أنا سفيان ‪ ،‬ثنا العمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة ‪ ،‬عن على‬
‫رضى ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫يأتى ف آخر الزمان قوم حدثاء السنان سفهاء الحلم يقولون من خيقول البية‪ ،‬يرقون من‬
‫السلم كما يرق السهم من الرمية‪ ،‬لياوز إيانم حناجرهم‪ ،‬فأينما لقيتموهم فاقتلوهم‪ ،‬فإن‬
‫قتلهم أجر لن قتلهم يوم القيامة ‪.‬‬
‫وقد روى ف موضعي آخرين‪ ،‬و مسلم وأبو داود والنسائى من طرق عن العمش به‪.‬‬
‫حدثنا عبدال بن يوسف ‪ ،‬ثنا مالك عن يي بن سعيد عن ممدابن إبراهيم بن الارث التيمى‬
‫عن أب سلمة بن عبدالرحن ‪ ،‬عن أب سعيد الدرى قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ :‬يرج فيكم قوم تقرون صلتكم مع صلتم‪ ،‬وصيامكم مع صيامهم وعملكم‬
‫مع عملهم‪ ،‬ويقرءون القرآن لياوز تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية‪،‬‬
‫ينظر ف النصل فل يرى شيئًا‪ ،‬وينظر ف القدح فل يرى شيئًا‪ ،‬وينظر ف الريش فل يرى شيئًا‪،‬‬
‫ويتمارى ف الفوق ‪ .‬ورواه ف موضع آخر ومسلم أيضًا والنسائى من طرق عن الزهرى عن‬
‫أب سلمة به‪ ،‬وابن ماجة من رواية ممد بن عمرو بن علقمة عن أب سلمة به‪.‬‬
‫حدثنا مسدد بن مسرهد ‪ ،‬حدثنا يي بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أب‬
‫موسى رضى ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫الؤمن الذى يقرأ القرآن ويعمل به كالترجة طعمها طيب وريها طيب‪ ،‬والؤمن الذى ليقرأ‬

‫‪76‬‬
‫القرآن ويعمل به‪ ،‬كالتمرة طعمها طيب ول ريح لا‪ ،‬ومثل النافق الذى يقرأ القرآن كالريانة‬
‫ريها طيب وطعمها مر‪ ،‬ومثل النافق الذى ل يقرأ القرآن كالنظلة طعمها مر أو خبيث‪-‬‬
‫وريها مر ‪.‬‬
‫ورواه ف موضع آخرمع بقية الماعة من طرق عن قتادة به‬
‫ومضمون هذه الحاديث التحذير من الراءاة بتلوة القرآن الت هى من أعظم القرب‪ ،‬كما‬
‫جاء ف الديث واعلم أنك لن تتقرب إل ال بأعظم ماخرج منه يعن القرآن‪ .‬والذكورون ف‬
‫حديث على وأب سعيد هم الوارج وهم الذين ياوز إيانم حناجرهم‪ ،‬وقد قال ف الرواية‬
‫الخرى يقرأحدكم قراءته مع قراءتم‪ ،‬وصلته مع صلتم‪ ،‬وصيامه مع صيامهم ‪ .‬ومع هذا‬
‫أمر بقتلهم لنم مراءون ف أعمالم ف نفس المر وإن كان بعضهم قد ليقصد ذلك إل أنم‬
‫أسسوا أعمالم على اعتقاد غي صال‪ ،‬فكانوا ف ذلك كالذمومي ف قوله أفمن أسس بنيانه‬
‫على تقوى من ال ورضوان خي أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانار به ف نار‬
‫جهنم وال ل يهدي القوم الظالي وقد اختلف العلماء ف تكفي الوارج وتفسيقهم ورد‬
‫رواياتم‪ ،‬كما سيأتى تفصيله ف موضعه إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫والنافق الشبه بالريانة الت لا ريح ظاهر وطعمها مر هو الرائى بتلوته‪ ،‬كما قال تعال إن‬
‫النافقي يادعون ال وهو خادعهم وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال يراؤون الناس ول‬
‫يذكرون ال إل قليل ث قال البخارى ‪:‬‬

‫اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم‬


‫حدثنا أبو النعمان ممد بن الفضيل عارم ثنا حاد بن زيد عن أب عمران الون عن جندب‬
‫بن عبدال رضى ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم‪،‬‬
‫فإذا اختلفتم فقوموا عنه ‪.‬‬
‫حدثنا عمرو بن على بن بر الفلس ثنا عبد الرحن بن مهدى ثنا سلم بن أب مطيع عن أب‬
‫عمران الون عن جندب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اقرءوا القرآن ما ائتلفت‬
‫عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫تابعه الارث بن عبيد و سعيد بن زيد عن أب عمران ول يرفعه حاد بن سلمة وأبان‪ .‬وقال‬
‫غندر عن شعبة عن أب عمران قال‪ :‬سعت جندبا قوله وقال ابن عون عن أب عمران عن‬
‫عبدال بن الصامت عن عمر قوله‪ ،‬و جندب أكثر وأصح‪.‬‬
‫وقد رواه ف مواضع أخر و مسلم كلها عن إسحق بن منصور عن عبدالصمد عن هام عن‬
‫أب عمران به‪ ،‬و مسلم أيضا عن يي بن يي عن الارث ابن عبيد أب قدامة عن أب عمران‬
‫ورواه مسلم أيضا عن أحد بن سعيد بن حبان بن هلل عن أبان العطار عن أب عمران به‬
‫مرفوعا‪ ،‬وقد حكى البخارى أن أبانا و حاد بن سلمة ل يرفعاه‪ ،‬فال أعلم‪ ،‬ورواه النسائى و‬
‫الطبان من حديث مسلم بن ابراهيم عن هارون بن موسى العور النحوى عن أب عمران‬
‫به‪ .‬ورواه النسائى أيضا من طرق عن سفيان عن الجاج بن قرافصة عن أب عمران به‬
‫مرفوعا‪ ،‬وف رواية عن هارون ابن زيد بن أب الزرقاء عن أبيه عن سفيان عن حجاج عن أب‬
‫عمران عن جندب موقوفا‪ .‬ورواه عن ممد بن إساعيل بن إبراهيم عن إسحق ابن الزرق عن‬
‫عبدال بن عون عن أب عمران عن عبدال بن الصامت عن عمر قوله‪ ،‬قال أبوبكر بن أب داود‬
‫ل يطىء ابن عون ف حديث قط إل ف هذا‪ ،‬والصواب عن جندب ‪ .‬ورواه الطبان عن‬
‫على بن عبدالعزيز عن مسلم بن إبراهيم و سعيد بن منصور قال‪ :‬ثنا الارث بن عبيد عن أب‬
‫عمران عن جندب مرفوعا‪ .‬فهذا ما تيسر من ذكرطرق هذا الديث على سبيل الختصار‪.‬‬
‫والصحيح منها ما أرشد إليه شيخ هذه الصناعة أبو عبدال البخارى من الكثر والصح أنه‬
‫عن جندب بن عبدال مرفوعا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ومعن الديث أنه عليه السلم أرشد وحض أمته على تلوة القرآن إذا كانت القلوب متمعة‬
‫على تلوته متفكرة متدبرة له ل ف حال شغلها ومللا‪ ،‬فإنه ليصل القصود من التلوة‬
‫بذلك‪ ،‬كما ثبت ف الديث أنه قال عليه السلم‪ :‬اكلفوا من العمل ما تطيقون‪ ،‬فإن ال ل‬
‫يل حت تلوا وقال‪ :‬أحب العمال إل ال ما داوم عليه صاحبه‪ -‬وف اللفظ الخر‪ -‬أحب‬
‫العمال إل ال أدومها وإن قل ‪.‬‬
‫ث قال البخارى ‪ :‬ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبداللك ابن ميسرة عن النال بن سبة‬
‫عن عبدال هو ابن مسعود أنه سع رجل يقرأ آية سع من النب صلى ال عليه وسلم خلفها‪،‬‬
‫‪78‬‬
‫فأخذت بيده فانطلقت إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬كلكما مسن فاقرآ أكب علمى‬
‫قال فإن من قبلكم اختلفوا فيه فأهلكهم ال عزوجل ‪.‬‬
‫وأخرجه النسائى من رواية شعبة به‪ .‬وهذا ف معن الديث الذى تقدمه‪ ،‬وأنه ينهى عن‬
‫الختلف ف القراءة والنازعة ف ذلك والراء فيه‪ ،‬كما تقدم ف النهى عن ذلك‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقريب من هذا ما رواه عبدال بن المام أحد ف مسند أبيه‪ ،‬ثنا أبو ممد سعيد بن ممد‬
‫الرمى ثنا يي بن سعيد الموى عن العمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال‪ :‬قال عبدال‬
‫بن مسعود ‪ :‬تارينا ف سورة من القرآن فقلنا‪ :‬خس وثلثون آية‪ ،‬ست وثلثون اية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فانطلقنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجدنا عليا يناجيه‪ ،‬فقلنا له‪ :‬اختلفنا ف القراءة‬
‫فاحر وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال على‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يأمركم أن تقرءوا كما علمتم ‪ .‬وهذا آخر ما أورده البخارى رحه ال ف كتاب فضائل‬
‫القرآن‪ ،‬ول المد والنة‪.‬‬

‫كتاب الامع لحاديث شت‬


‫تتعلق بتلوة القرآن وفضائله وفضل أهله‬
‫(فصل)‪ -‬قال أحد ‪ :‬ثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬ثنا هشام ‪ ،‬ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أب‬
‫سعيد قال‪ :‬قال نب ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يقال لصاحب القرآن إذا دخل النة‪ :‬اقرأ وارق‬
‫واصعد‪ ،‬فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حت يقرأ آخر شىء معه ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا أبو عبدالرحن ‪ ،‬حدثنا حيوة ‪ ،‬حدثن بشي بن أب عمرو الولن أن الوليد‬
‫بن قيس التجيبن حدثه أنه سع أبا سعيد الدرى يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ :‬يكون خلف من بعد الستي سنة‪ ،‬أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات فسوف‬
‫يلقون غيا‪ ،‬ث يكون خلف يقرءون القرآن ليعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلثة‪ :‬مؤمن ومنافق‬
‫وفاجر ‪.‬‬
‫قال بشي ‪ :‬فقلت للوليد ‪ :‬ما هؤلء الثلثة؟ قال‪ :‬النافق كافر به‪ ،‬والفاجر يتأكل به‪ ،‬والومن‬
‫يومن به‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا حجاج ‪ ،‬ثنا ليث ‪ ،‬حدثن يزيد بن أب حبيب عن أب الي عن أب الطاب‬
‫عن أب سعيد أنه قال‪ :‬أن رسول ال عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إل نلة‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫أل أخبكم بي الناس وشر الناس؟ إن خي الناس رجل عمل ف سبيل ال على ظهرفرسه أو‬
‫ل فاجرا يقرأ كتاب ال‬ ‫على ظهر بعيه أو على قدميه حت يأتيه الوت‪ ،‬وإن من شر الناس رج ً‬
‫ل يرعوى إلىشىء منه ‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار ‪ :‬ثنا ممد بن عمر بن هياج الكوف ‪ ،‬ثنا السي بن عبد العلى ‪،‬‬
‫ثنا ممد بن السن المدان عن عمرو بن قيس عن عطية عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من شغله قراءة القرآن عن دعائى أعطيته أفضل ثواب الشا كرين ‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن فضل كلم ال على سائر الكلم كفضل ال على‬
‫خلقه ‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬تفرد به ممد بن السن ول يتابع عليه‪.‬‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬ثنا أبو عبيدة الداد ‪ ،‬حدثن عبد الرحن ابن بديل ابن ميسرة ‪ ،‬حدثن أب‬
‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن ل اهلي من الناس قيل‪ :‬من‬
‫هم يا رسول ال قال‪ :‬أهل القرآن هم أهل ال وخاصته‬
‫وقال أبو القاسم الطبان ‪ :‬ثنا ممد بن على بن شعيب السمسار ‪ ،‬ثنا خالد بن خداش ‪ ،‬ثنا‬
‫جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضى ال عنه كان إذا ختم القرآن جع أهله‬
‫وولده فدعا لم‪ .‬وقال الافظ أبو القاسم الطبان ‪ :‬ثنا عبدال بن أحد بن حنبل ‪ ،‬ثنا ممد‬
‫بن عباد الكى ‪ ،‬ثنا حات بن اساعيل عن شريك عن العمش عن يزيد بن أبان عن السن عن‬
‫أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬القرآن غن ل فقر بعده ولغن بدونه‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار ‪ :‬ثنا سلمة بن شبيب ‪ ،‬ثنا عبدالرزاق ‪ ،‬ثنا عبدال بن الحرر عن‬
‫قتادة عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لكل شىء حلية‪ ،‬وحلية القرآن‬
‫الصوت السن ابن الحرر ضعيف‪.‬‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬حدثنا حسن ‪ :‬ثنا ابن ليعة ‪ ،‬ثنا بكر بن سوادة عن وفاء الولن عن‬
‫‪80‬‬
‫أنس بن مالك قال‪ :‬بينما نن (نقرأ) فينا العرب والعجمى والسود والبيض إذ خرج علينا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أنتم ف خي تقرءون كتاب ال وفيكم رسول ال‪،‬‬
‫وسيأتى على الناس زمان يثقفونه كما يثقف القدح يتعجلون اجورهم ول يتأجلونا‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار ‪ :‬ثنا يوسف بن موسى ‪ ،‬ثنا عبدال بن الهم ‪ ،‬ثنا عمرو بن أب‬
‫قيس عن عبد ربه بن عبدال عن عمر بن نبهان عن السن عن أنس أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬أن البيت الذى يقرأ فيه القرآن يكثر خيه‪ ،‬والبيت الذى ليقرأ فيه القرآن يقل‬
‫خيه‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ‪ :‬حدثنا الفضل بن الصبح ‪ ،‬حدثنا أبو عبيدة ‪ ،‬حدثن يزيد الرقاشى‬
‫عن أنس قال‪ :‬قعد أبو موسى ف بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال‪ :‬فأتى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل فقال‪ :‬يا رسول ال أل أعجبك من أب موسى أنه قعد‬
‫ف بيت واجتمع إليه ناس‪ ،‬فأنشأ فقرأ عليهم القرآن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪:‬‬
‫أتستطيع أن تقعدن حيث ل يران منهم أحد؟ قال نعم قال‪ :‬فخرج رسول صلى ال عليه‬
‫وسلم فأقعده الرجل حيث ل يراه منهم أحد‪ ،‬فسمع قراءة أب موسى فقال‪ :‬إنه ليقرأ على‬
‫مزمار من مزامي داود عليه السلم ‪.‬‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬حدثنا مصعب بن سلم ‪ ،‬ثنا جعفر هو ابن ممد ابن على بن السي عن‬
‫أبيه عن جابر بن عبدال قال‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فحمد ال وأثن عليه با‬
‫هوأهله‪ ،‬ث قال‪ :‬أما بعد فإن أصدق الديث كتاب ال‪ ،‬وأن أفضل الدى هدى ممد‪ ،‬وشر‬
‫المور مدثاتا‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬ث يرفع صوته وتمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة‬
‫كانه منذر جيش قال‪ :‬ث يقول أتتكم الساعة‪ ،‬بعثت أنا والساعة هكذا ‪ -‬وأشار بإصبعيه‬
‫السبابة والوسطى‪ -‬صبحتكم الساعة ومستكم‪ ،‬من ترك مالً لهله ومن ترك دينًا أو ضياعًا‬
‫فإل وعلي‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬ثنا عبدالوهاب ‪ -‬يعن ابن عطاء ‪ -‬أنا أسامة ابن زيد الليثى عن ممد بن‬
‫النكدر عن جابر بن عبدال قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد‪ ،‬فإذا قوم‬
‫‪81‬‬
‫يقرءون القرآن قال‪:‬اقرأوا القرآن وابتغوا به ال عز وجل من قبل أن يأتى قوم يقيمونه إقامة‬
‫القدح يتعجلونه ول يتأجلونه‬
‫وقال أحد أيضًا‪ :‬ثنا خلف بن الوليد ‪ ،‬ثنا خالد عن حيد العرج عن ممد بن النكدر عن‬
‫جابر بن عبدال قال‪ :‬خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن نقرأ القرآن وفينا‬
‫العجمى والعراب قال فاستمع‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫اقرأوا فكل حسن‪ ،‬وسيأتى قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ول يتأجلونه ‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار ‪ :‬ثنا أبو كريب ممد بن العلء ‪ ،‬ثنا عبدال بن الجلح عن العمش عن‬
‫العلى الكندى ‪ ،‬عن عبدال بن مسعود قال‪ :‬إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إل‬
‫النة‪ ،‬ومن تركه أو أعرض عنه ‪ -‬أو كلمة نوها‪-‬؟دح ف قفاه إل النار‪ .‬وحدثنا أبو كريب‬
‫‪ ،‬ثنا عبدال بن الجلح عن العمش عن أب سفيان عن جابر عن عبدال عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نوه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ‪ :‬ثنا أحد بن عبدالعزيز بن مروان أبو صخر ‪ ،‬حدثن بكي عن يونس‬
‫عن موسى بن على عن أبيه‪ ،‬عن يي بن أب كثي اليمامى ‪ ،‬عن جابر عن عبدال أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬من قرأ ألف آية كتب له قنطارًا‪ ،‬والقنطار مائة رطل والرطل‬
‫ثنتا عشرة أوقية‪ ،‬والوقية ستة دناني‪ ،‬والدينار أربعة وعشرون قياطًا‪ ،‬والقياط مثل أحد‪،‬‬
‫ومن قرأ ثلثائة قال ال للئكته‪ :‬نصب عبدى كى أشهدكم يا ملئكت أن قد غفرت له‪،‬‬
‫ومن بلغه عن ال فضيلة فعمل با إيانًا به ورجاء ثوابه أعطاه ال ذلك‪ ،‬وإن ل يكن ذلك‬
‫كذلك ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬إن الرجل الذى ليس ف جوفه شىء من القرأن كالبيت الرب ‪.‬‬
‫قال البزار ‪ :‬ل نعلمه يروى عن ابن عباس إل من هذا الوجه‪.‬‬
‫وقال الطبان ‪ :‬ثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة ‪ ،‬حدثن أب قال‪ :‬وجدت ف كتاب أب بطه‬
‫عن عمران بن أب عمران عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬من اتبع كتاب ال هداه ال من الضللة‪ ،‬ووقاه سوء الساب يوم القيامة ‪ ،‬وذلك أن‬
‫‪82‬‬
‫ال عزوجل يقول‪ ،‬فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى وقال الطبان ‪ :‬ثنا ( عثمان بن يي‬
‫بن صال ) ‪ ،‬ثنا أب ثنا ابن ليعة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به وقال أيضًا‪ :‬حدثن‬
‫أبو زيد القراطيسى ‪ ،‬ثنا نعيم بن حاد ‪ ،‬ثنا ( عبدة ابن سليمان ) عن سعيد أب سعد البقال ‪،‬‬
‫عن الضحاك عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أحسنوا الصوات‬
‫بالقرآن وروى أيضًا بسنده إل الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا أشراف أمت حلة القرآن ‪.‬‬
‫وقال الطبان ‪ :‬ثنا معاذ بن الثن ‪ ،‬ثنا ( ابراهيم بن أب سويد الذارع ) ثنا صال الرى عن‬
‫قتادة عن زرارة بن أوف عن ابن عباس قال‪ :‬سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫أى العمال أحب إل ال؟ فقال‪ :‬الال الرتل قال‪ :‬يارسول ال ما الال الرتل؟‬
‫قال‪:‬صاحب القرآن يضرب ف أوله حت يبلغ آخره‪ ،‬وف آخره حت يبلغ أوله ‪.‬‬

‫ذكر الدعاء الأثور لتحفيظ القرآن وطرد النسيان‬


‫قال أبو القاسم الطبان ف معجمه الكبي‪ :‬ثنا السي بن إسحاق التسنترى ثنا هشام بن عمار‬
‫ثنا ممد بن إبراهيم القرشى حدثن أبو صال و عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال على بن أب‬
‫طالب ‪ :‬يا رسول ال القرآن يتفلت من صدرى‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أعلمك‬
‫كلمات ينفعك ال بن وينفع من علمته قال‪ :‬نعم بأب أنت وأمى قال صل ليلة المعة أربع‬
‫ركعات تقرأ ف الركعة الول بفاتة الكتاب ويس‪ ،‬وف الثانية بفاتة الكتاب وبم الدخان‪.‬‬
‫وف الثالثة بفاتة الكتاب (وآل) تنيل السجدة‪ ،‬وف الرابعة بفاتة الكتاب وتبارك الفصل‪،‬‬
‫قإذا فرغت من التشهد‪ ،‬فاحد ال واثن عليه وصل على النبيي واستغفر للمؤمني‪ ،‬ث قل اللهم‬
‫ارحن بترك العاصى أبدا ما أبقيتن‪ ،‬وارحن من أن أتكلف ما ل يعنين‪ ،‬وارزقن حسن النظر‬
‫فيما يرضيك عن ‪ ،‬اللهم بديع السماوات والرض ذو اللل والكرام‪ ،‬والعزة الت ل ترام‪،‬‬
‫أسألك يا ال يا رحن بللك ونور وجهك أن تلزم قلب حب كتابك كما علمتن وارزقن‬
‫أن أتلوه على النحو الذى يرضيك عن وأسألك أن تنور بالكتاب بصرى‪ ،‬وتطلق به لسان‪،‬‬
‫وتفرج به عن قلب‪ ،‬وتشرح به صدرى‪ ،‬وتستعمل به بدن‪ ،‬وتقوين على ذلك وتعينن عليه‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫فإنه ليعينن على اليغيك‪ ،‬ول موفق له إل أنت‪ ،‬فافعل ذلك ثلث جع أو خسا أو سبعا‬
‫تفظه بإذن ال وما اخطأ مؤمنا قط ‪ .‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم بعد ذلك بسبع جع‬
‫فأخبه بفظ القرآن والديث‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬مؤمن ورب الكعبة‪ ،‬علم أبا‬
‫السن علم أبا السن ‪ .‬هذا سياق الطبان‪.‬‬
‫وقال أبوعيسى الترمذى ف كتاب الدعوات من جامعه‪ ،‬حدثنا احد ابن السن ثنا سليمان بن‬
‫عبدالرحن الدمشقى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن عطاء بن أب رباح و عكرمة مول‬
‫ابن عباس عن ابن عباس أنه قال‪ :‬بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ جاءه على‬
‫بن أب طالب فقال‪ :‬بأب أنت وأمى‪ ،‬تفلت هذا القرآن من صدرى فما أجدن أقدر عليه؟‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا أبا السن‪ ،‬أفل أعلمك كلمات ينفعك ال بن‬
‫وتنفع بن من علمته ويثبت ما تعلمت ف صدرك قال‪ :‬أجل يا رسول ال فعلمن قال‪ -‬إذا‬
‫كانت ليلة المعة فإن استطعت أن تقوم ف ثلث الليل الخر فإنا ساعة مشهودة والدعاء فيها‬
‫مستجاب وقال أخى يعقوب لبنيه‪ ،‬سوف أستغفر لكم رب يقول حت تأتى ليلة المعة‪ ،‬فإن‬
‫ل تستطع فقم ف وسطها‪ ،‬فإن ل تستطع فقم ف أولا فصل أربع ركعات تقرأ ف الول‬
‫بفاتة الكتاب وسورة يس‪ ،‬وف الركعة الثانية بفاتة الكتاب وحم الدخان‪ ،‬وف الركعة الثالثة‬
‫بفاتة الكتاب وأل تنيل السجدة‪ ،‬وف الركعة الرابعة بفاتة الكتاب وتبارك الفصل‪ ،‬فإذا‬
‫فرغت من التشهد فاحد ال وأحسن الثناء على ال‪ ،‬وصل على وأحسن وعلى سائر النبيي‪،‬‬
‫واستغفر للمؤمني والؤمنات ولخوانك الذين سبقوك باليان‪ ،‬ث قل ف آخر ذلك‪ :‬اللهم‬
‫ارحن بترك العاصى أبدا ما أبقيتن‪ ،‬وارحن أن أتكلف ما ليعنين‪ ،‬وارزقن حسن النظر فيما‬
‫يرضيك عن‪ ،‬اللهم بديع السماوات والرض ذا اللل والكرام‪ ،‬والعزة الت لترام‪ ،‬أسألك‬
‫يا ال يا رحان بللك ونور وجهك أن تلزم قلب حفظ كتابك كما علمتن‪ ،‬وارزقن أن‬
‫أتلوه على النحو الذي يرضيك عن‪ .‬اللهم بديع السموات والرض ذا اللل والكرام والعزة‬
‫الت ل ترام أسألك يا ال يا رحان بللك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى‪ ،‬وأن تطلق‬
‫به لسان‪ ،‬وأن تفرج به عن قلب‪ ،‬وأن تشرح به صدرى‪ ،‬وأن تغسل به بدن‪ ،‬فإنه ليعينن‬
‫على الي غيك ول يؤتيه ال أنت‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم‪ ،‬يا أبا السن‬
‫‪84‬‬
‫تفعل ذلك ثلث جع أو خسا أو سبعا تاب بإذن ال‪ ،‬والذى بعثن بالق ما أخطأ مؤمنا قط‬
‫‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬فوال ما لبث على إل خسا أو سبعا حت جاء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف ذلك الجلس فقال‪ :‬يا رسول ال وال إن كنت فيما خل ل آخذ إل أربع آيات أو‬
‫نوهن‪ :‬فإذا قرأتن على نفسى تفلت وأنا أتعلم اليوم أربعي آية أو نوها فإذا قرأتا على‬
‫نفسى فكأنا كتاب ال بي عين‪ ،‬ولقد كنت أسع الديث فإذا قرأته تفلت‪ ،‬وأنا اليوم أسع‬
‫الحاديث فإذا تدثت با ل أحزم منها حرفا‪ .‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم عند‬
‫ذلك‪ :‬مؤمن ورب الكعبة أبا السن ث قال الترمذى ‪ :‬هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل‬
‫من حديث الوليد ابن مسلم كذا قال‪ ،‬وقد تقدم من غي طريق‪ .‬ورواه الاكم ف مستدركه‬
‫من طريق الوليد ث قال‪ :‬على شرط الشيخي‪ ،‬ولشك‪ ،‬أن سنده من الوليد على شرط‬
‫الشيخي حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج فال أعلم فإنه من البي غرابته بل نكارته‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ :‬ثنا العمرى عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬مثل القرآن مثل البل العقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها‪ ،‬وإن تركها ذهبت‬
‫‪.‬‬
‫ورواه أيضا عن ممد بن عبيد و يي بن سعيد عن عبدال العمر به ورواه أيضا عن عبدالرزاق‬
‫عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بنحوه‪.‬‬
‫وقال البزار ‪ :‬ثنا ممد بن معمر ثنا حيد بن حاد بن أب الوار ثنا مسعر عن عبدال بن دينار‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬سئل رسول ال‪ :‬أى الناس أحسن قراءة قال‪ :‬من إذا سعته يقرأ رؤيت أنه‬
‫يشى ال عز وجل ‪.‬‬
‫قال المام أحد ‪ :‬ثنا عبدالرحن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبدال بن عمرو عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل ف الدنيا‪،‬‬
‫فإن منلتك عند آخر آية تقرؤها ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا حسن ثنا ابن ليعة حدثن حي بن عبدال ‪ .‬عن أب عبدالرحن عن عبدال بن‬
‫عمرو قال‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن أقرأ القرآن‬
‫‪85‬‬
‫فل أجد قلب يعقل عليه‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬إن قلبك حشى اليان وإن‬
‫العبد يعطى اليان قبل القرآن ‪.‬‬
‫وبذا السناد أن رجل جاء بابن له فقال‪ :‬يا رسول ال إن ابن يقرأ الصحف بالنهار‪ ،‬ويبيت‬
‫بالليل‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما تنقم إن ابنك يظل ذاكرا ويبيت سالا ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا موسى بن داود ثنا ابن ليعة عن حي عن أب عبدالرحن عن عبدال بن عمرو‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة‪ ،‬يقول الصيام‪:‬‬
‫أى رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعن فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعن‬
‫فيه قال فيشفعان ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا حسن ثنا ابن ليعة عن عبد الرحن بن جبي عن عبد ال بن عمرو سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬أكثر منافقى أمت قراؤها ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ثنا وكيع حدثن هام عن قتادة عن يزيد بن عبدال ابن الشخي عن عبدال بن‬
‫عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من قرأ القرآن ف أقل من ثلث ل يفقهه‬
‫ورواه أيضا عن غندر عن شعبة عن قتادة به‪ ،‬وقال الترمذى ‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم الطبان ‪ :‬ثنا ممد بن إسحاق بن راهويه ثنا أب ثنا عيسى بن يونس و يي‬
‫بن أب حجاج التميمى عن اساعيل بن رافع عن اساعيل بن عبدال بن أب الهاجر عن عبدال‬
‫بن عمرو عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬من قرأ القرآن فكأنا استدرجت النبوة بي‬
‫جنبيه غي أنه ليوحى إليه‪ .‬ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل ما أعطى‪ ،‬فقد عظم‬
‫ما صغرال وصغرما عظم ال‪ ،‬وليس ينبغى لامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن‬
‫يغضب‪ ،‬أو يتد فيمن يتد‪ ،‬ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن ‪.‬‬
‫وقال المام أحد ‪ :‬ثنا أبو سعيد مول بن هاشم م ثنا عباد بن ميسرة عن السن عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬من استمع إل آية من كتاب ال كتبت له‬
‫حسنة مضاعفة‪ ،‬ومن تلها كانت له نورا يوم القيامة ‪.‬‬
‫وقال البزار ‪ :‬حدثنا ممد بن حرب ثنا يي بن التوكل ثنا عنبسة بن مهران عن الزهرى عن‬
‫شعبة و أب سلمة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬مراء ف القرآن كفر ‪ .‬ث‬
‫‪86‬‬
‫قال‪ :‬عنبسة هذا ليس بالقوى‪ .‬وعنده فيه إسناد آخر‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى ‪ :‬ثنا أبو بكر بن أب إدريس ثنا القبى عن جده عن أب هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أعربوا القرآن والتمسواغرائبه‬
‫وقال الطبان ‪ :‬ثنا موسى بن خازم الصبهان ثنا ممد بن بكي الضرمى ثنا اساعيل بن‬
‫عياش عن يي بن الارث الذمارى عن القاسم أب عبد الرحن عن فضالة بن عبيد و تيم‬
‫الدارى عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬من قرأ عشر آيات ف ليلة‪ ،‬كتب له قنطار‪،‬‬
‫والقنطار خي من الدنيا وما فيها‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل‪ :‬اقرأ وارق بكل‬
‫آية درجة حت ينتهى إل آخر آية معه‪ ،‬يقول ربك اقبض‪ ،‬فيقول العبد بيده يارب أنت أعلم‪،‬‬
‫(فيقول) بذه اللد وبذه النعيم ‪.‬‬
‫آخر فضائل القرآن للحافظ العلمة الرحلة الهبذ مفيد الطالبي الشيخ عماد الدين إساعيل‬
‫الشهي بابن كثي كثر ال فوائده‪.‬‬
‫ت بمد ال‪.‬‬

‫‪87‬‬

You might also like