Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الدليل العملي لمناهج البحث العلمي
الدليل العملي لمناهج البحث العلمي
الدليل العملي لمناهج البحث العلمي
Ebook675 pages4 hours

الدليل العملي لمناهج البحث العلمي

Rating: 3 out of 5 stars

3/5

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب يشرح تجربتي في تقديم رسالة الماجستير في مدرسة الأعمال في جامعة روهامتون لندن، وما تلاها من مراجعات للبحوث المنشورة بالنشرات الدولية للبحوث. وقد راجعت الكثير من الأوراق البحثية، وتعرفت على كثير من مناهج البحث العلمي، وأسلوب الصياغة. وقد قمت بصياغة الكتاب بشكل سهل لمساعدة المبتدئين في مجال البحث العلمي، وكذلك مساهمة في نهضة العالم العربي، حيث أصبح البحث العلمي مجال مُهم في العالم المُتقدم، مما يستوجب أن نعطيه أهمية أكبر.

ويعطي الكتاب معلومات عن التطبيقات المستخدمة في المجال، مع شرح مفاهيم صعبة بلغة بسيطة، لديها القدرة الفعالة للتواصل، دون التضحية بالفنيات والدقة. ويدعم هذا الكتاب منهجية البحث في العديد من التخصصات الأكاديمية، مثل الصحة والتعليم والعمل الاجتماعي والتمريض، والإدارة، والتسويق.

هذا الكتاب موجه إلى التخصصات الأكاديمية، مع إعطاء قدر أكبر من التركيز على البحوث الكمية والبحوث النوعية، والنهج المختلط بينهم، ويحدد الهدف المحدد لإجراء الدراسة النهج المستخدم، سواء نهج كمي أو كيفي، وفي الواقع معظم البحوث هو خليط من النهجين، وبالرغم من اختلاف الأساس الفلسفي المرتكز عليها أسلوب التحقيق إلى حد كبير، يتبع البحث الكمي النهج المنظم للتحقيق، في حين تفتقر البحوث النوعية إلى حد ما إلى التنظيم، ولكلا النهجين نقاط القوة والضعف، واعتقد بشدة بأن استخدام كلاهما في الدراسة، أمر هام لرسم الصورة كاملة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جوانب من البحوث الكمية ذات طابع نوعي، تعتمد على المعلومات النوعية، لذلك اعتقد أن الباحث يحتاج للمهارة الخاصة للنوعين. ولذلك، يُوفر الكتاب المعلومات النظرية بشكل فعال عن الأساليب والإجراءات والتقنيات المستخدمة في كلا النهجين.

وقد تم تنظيم الكتاب لشرح المعرفة النظرية لمنهجية البحث، ومن ثم تنظيم الخطوات التنفيذية التي تشكل عملية البحث، مع شرح الأساليب والتقنيات المستخدمة، وجمع البيانات النوعية والكمية اللازمة لكل خطوة في مكان واحد حسب ترتيب الفصول. ويخصص كل فصل جانب معين من تلك الخطوات التنفيذية، على سبيل المثال، صياغة مشكلة البحث أول خطوة تنفيذية في عملية البحث، ولصياغة مشكلة البحث تحتاج إلى معرفة كيفية استعراض المطبوعات المتاحة، وعملية صياغة مشكلة البحث، تنطوي على التعامل مع المتغيرات، وقياسها، وبناء الفروض، ومن ثم، هناك أربعة فصول تمكن من صياغة المشكلة البحثية.

هذه الفصول بعنوان "استعراض المطبوعات" و"صياغة مشكلة البحث" و"تحديد المتغيرات" و"بناء الفروض"، خطوة خطوة، وبالمثل، الخطوة التنفيذية التالية "بناء أداة البحث لجمع البيانات"، والفصول بعنوان "اختيار طريقة جمع البيانات" و "جمع البيانات باستخدام الجداول" و"انشاء أداة البحث" مع توفير ما يكفي من المعلومات التي تحتاجها لوضعها، عن كل جانب في كل خطوة من الأساليب والنماذج والطرق والإجراءات المنصوص عليها في الدراسات الكمية والنوعية على حد سواء، لكي تزيد معرفة الباحث بالمنهج، ومن ثم اختيار الأنسب منها عند القيام بالبحوث الخاصة به. واعتقد أن المعرفة السليمة لمنهجية البحث ضرورية للقيام بدراسة صحيحة وموثوقة.

ويتيح معرفة طرق البحث، وضع إطار مفاهيمي سليم وشفاف، وتلك من الأعمال التحضيرية التي يجب الاِنتهاء منها قبل إجراء البحث، وبعد الاِنتهاء منها، تليها الخطوات العملية التي تعتمد جودتها اعتماداً كلياً على مدى سلامة المنهجية المقترحة في مشروع البحث، وكذلك دور الإجراءات الإحصائية، والحواسيب، التي تلعب دوراً هاماً، ويتم تطبيقها بعد جمع البيانات، للحصول على إحصاءات مفيدة، لتأكيد أو نفي النتائج.

Languageالعربية
Release dateJul 29, 2021
ISBN9798201748494
الدليل العملي لمناهج البحث العلمي

Related to الدليل العملي لمناهج البحث العلمي

Related ebooks

Reviews for الدليل العملي لمناهج البحث العلمي

Rating: 3 out of 5 stars
3/5

2 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الدليل العملي لمناهج البحث العلمي - محمد القُرشاوي

    الدليل العملي لمناهج البحث العلمي

    مُحَمَّد القُرشَاوي

    مدير مشاريع استشاري

    ماجستير إدارة المشاريع

    دار———
    ———-

    إهـــداء

    ––––––––
    إلى روح والدي الذي علمني الإتقان في العمل والإرادة والعزيمة،،،،،،،،،،
    وإلى شريكة دربي التي ساعدتني كثيراً، وأبنائي عبير وجيهان وإبراهيم،،،،،،
    وإلى كل من ساهم في إخراج هذا العمل إلى النور،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    الفــــــــهرس

    مقـــــــــــــــدمة

    الفصل الأول: نظرة عامة على البحوث العلمية

    البحوث العلمية

    مفهوم البحث اللغوي

    مفهوم البحث العلمي

    الدافع للبحث

    مجالات البحث العلمي

    تطبيقات البحوث

    النموذج التحليلي (Paradigm)

    1. وضع الأساس الفلسفي للدراسة البحثية. (Underpinning philosophies)

    أنواع المناهج الفلسفية

    2. استخدام الإجراءات والأساليب الصحيحة والموثوقة.

    3. أن تكون الدراسة البحثية هادفه وموضوعية وغير منحازة.

    خصائص ومتطلبات عملية البحث

    أنواع البحوث

    أنواع البحوث من منظور التطبيق (Application)

    أنواع البحوث من منظور الأهداف

    أنواع البحوث من منظور أسلوب التحقيق (Inquiry mode)

    الفصل الثاني: نظرة عامة للخطوات التنفيذية لعملية البحث

    الخطوات التنفيذية لعملية البحث العلمي

    المرحلة الأولى: تحديد موضوع البحث وصياغة المشكلة

    المرحلة الثانية: تخطيط الدراسة البحثية

    أولاً: تصور تصميم البحث

    ثانياً: بناء أداة البحث

    ثالثاً: خطة الْمُعَاينة

    رابعاً: صياغة مشروع البحث

    المرحلة الثالثة: إجراء الدراسة البحثية

    الفصل الثالث: استعراض الدراسات السابقة والمطبوعات

    مراجعة الدراسات السابقة والمطبوعات خلال عملية البحث

    أهمية مراجعة الدراسات السابقة والمطبوعات

    كيفية استعراض الدراسات السابقة

    مراجعة المطبوعات والدراسات السابقة

    أولاً: البحث عن المطبوعات الحالية ذات الصلة بمجال الدراسة.

    ثانياً: استعراض الدراسات السابقة المختارة

    ثالثاً: وضع الإطار النظري (Theoretical framework)

    رابعاً: وضع الإطار المفاهيمي (Conceptual Framework)

    خامساً: صياغة ما تم مراجعته من الدراسات السابقة والمطبوعات

    الفصل الرابع: صياغة مسألة البحث

    مسألة البحث

    أهمية صياغة مسألة البحث

    مصادر المسائل البحثية

    اعتبارات اختيار مسألة البحث

    خطوات صياغة موضوع البحث

    صياغة مسألة البحث في مجال البحوث النوعية

    الفصل الخامس: تحديد المتغيرات

    المتغير (Variable)

    الفرق بين المفهوم والمتغير (Concept & Variable)

    أنواع المتغيرات

    أنواع وحدات القياس

    أنواع المقاييس

    الفصل السادس: بناء الفروض

    تعريف الفرض (Hypothesis)

    مهام الفروض

    اختبار الفرض (Hypothesis Testing)

    صفات الفرض

    أنواع الفروض

    الأخطاء في اختبار الفرض

    الفروض في البحوث النوعية

    الفصل السابع: تصميم البحث

    تعريف تصميم البحث

    أغراض تصميم البحث

    الفصل الثامن: اختيار تصميم الدراسة (Study Design)

    الاِختلاف بين تصاميم الدراسات الكمية والنوعية

    تصاميم الدراسة في البحوث الكمية

    أولاً: تصاميم الدراسة بناء على عدد الاتصال (Contacts Number)

    ثانياً: تصاميم الدراسة على أساس الفترة المرجعية (the reference period)

    ثالثاً: تصاميم الدراسة على أساس طبيعة التحقيق (Nature of investigation)

    تصاميم الدراسة التجريبية (Experimental study designs)

    تصاميم أخرى شائعة الاستخدام في البحوث الكمية

    تصاميم الدراسة في البحوث النوعية

    التصاميم الأخرى الموجهة بالفلسفة والشائعة الاستخدام

    الفصل التاسع: جمع البيانات في البحوث الكمية والنوعية

    جمع البيانات في البحوث الكمية والنوعية

    أنواع البيانات

    أولاً: البيانات الأولية

    البيانات النوعية والكمية

    ثانياً: البيانات الثانوية

    أساليب جمع البيانات الأولية (Primary Data Collection)

    أولاً: الملاحظة (Observation)

    أنواع الملاحظة

    مشاكل أسلوب الملاحظة (Observation Method Problems)

    أوضاع الملاحظة (Situations)

    تسجيل الملاحظة (Recording observations)

    ثانياً: المقابلة (Interviews)

    ثالثاً: الاستبيان

    الاختيار بين المقابلة والاستبيان

    مزايا البحث بالاستبيان

    عيوب البحث بالاستبيان

    مزايا المقابلة

    عيوب المقابلة

    صياغة السؤال

    مزايا وعيوب الأسئلة المفتوحة النهاية

    مزايا وعيوب الأسئلة المغلقة النهاية

    صياغة الأسئلة الفعالة

    بناء أداة البحث في مجال البحوث الكمية

    ترتيب الأسئلة

    الاختبار المسبق لأداة بحث

    متطلبات جمع البيانات

    أساليب جمع البيانات في مجال البحوث النوعية

    المقابلات المتعمقة

    المقابلات الجماعية المركزة

    الروايات

    التاريخ الشفوي

    المقابلات غير المُقننة

    بناء أداة بحثية في مجال البحوث النوعية

    جمع البيانات باستخدام المصادر الثانوية

    المشاكل المتعلقة باستخدام البيانات من المصادر الثانوية

    الفصل العاشر: جمع البيانات باستخدام مقاييس الاتجاهات

    قياس الاتجاهات في البحوث الكمية والنوعية

    أنواع مقاييس الاتجاهات في البحوث الكمية

    مهام مقاييس الاتجاهات

    الصعوبات في وضع مقياس الاتجاهات

    مقاييس الاتجاه (Attitudinal scales) ومقاييس القياس (measurement scales)

    الاتجاهات والبحوث النوعية

    الفصل الحادي عشر: إقرار مصداقية وموثوقية أداة البحث

    مفهوم المصداقية أو الصِحة (validity)

    أنواع المصداقية في البحوث الكمية

    العوامل التي تؤثر على موثوقية أداة البحث

    أساليب تحديد مدى موثوقية الأداة في البحوث الكمية

    المصداقية والموثوقية في البحوث النوعية

    المصداقية (Credibility)

    إمكانية التعميم (Transferability)

    الاعتمادية (Dependability)

    الثبات أو التيقن (Confirmability)

    الفصل الثاني عشر: الْمُعَاينة

    الاِختلاف في الْمُعَاينة بين البحوث الكمية والنوعية

    الْمُعَاينة في البحوث الكمية (Sampling)

    مفهوم الْمُعَاينة (The concept of sampling)

    مصطلحات الْمُعَاينة (Sampling terminology)

    مبادئ الْمُعَاينة

    العوامل المؤثرة على الاستنتاجات المستخلصة من العيِنة

    هدف الْمُعَاينة

    أنواع الْمُعَاينة

    الْمُعَاينة مع أو بدون الاِستبدال (Sampling with or without replacement)

    ثانياً: تصاميم الْمُعَاينة العشوائية أو الاِحتمالية (RandomأوProbability sampling designs)

    ثالثاً: تصاميم الْمُعَاينة غير العشوائية أو غير الاِحتمالية في البحوث الكمية

    تصميم الْمُعَاينة المُنتظمة أو المُنظمة "المُختلطة"

    حساب حجم العيِنة

    الْمُعَاينة في البحوث النوعية

    الفصل الثالث عشر: صياغة مشروع البحث

    مشروع البحث في مجال البحوث الكمية والنوعية

    مشروع البحث

    المشاكل والقيود

    الملاحق

    الجدول الزمني للمشروع

    الفصل الرابع عشر: المسائل الأخلاقية في جمع البيانات

    مفهوم آداب المهنة (Ethics’ Concept)

    مبادئ السلوك (Principles of Conduct)

    سلطة الحكم على صحة مبادئ السلوك المهني

    أصحاب المصلحة في البحوث (Research Stakeholders)

    المسائل الأخلاقية الواجب مراعاتها فيما يتعلق بالمشاركين في البحوث

    المسائل الأخلاقية التي يجب مراعاتها من قبل الباحث

    المسائل الأخلاقية المتعلقة بالمؤسسة الراعية

    الفصل الخامس عشر: تجهيز البيانات

    تجهيز البيانات في الدراسات الكمية

    التصنيف

    الجدولة (Tabulation)

    مبادئ الجدولة المقبولة بشكل عام

    بعض المشاكل في المعالجة

    أنواع تحليل البيانات

    تجهيز البيانات في الدراسات النوعية

    إجراءات تسجيل البيانات

    التحرير

    تحليل البيانات في الدراسة النوعية

    إجراءات تحليل البيانات

    دور الإحصاء في البحوث

    الفصل السادس عشر: عرض البيانات

    نقل وعرض البيانات

    أساليب نقل وعرض المعلومات

    أنواع النسب المئوية

    الفصل السابع عشر: كتابة تقرير البحث

    إعداد تقرير البحث

    وضع مخطط عام

    الكتابة عن المتغير

    المراجع

    كتابة قائمة المراجع

    الفصل الثامن عشر: منهجية البحث وتقييم الممارسة

    تعريف التقييم

    أهمية التقييم

    عملية وضع تقييم التدخل

    وجهات النظر في تصنيف دراسات التقييم

    أنواع التقييم من منظور التركيز

    المراجع

    مقـــــــــــــــدمة

    هذا الكتاب يشرح تجربتي في تقديم رسالة الماجستير في مدرسة الأعمال في جامعة روهامتون لندن، وما تلاها من مراجعات للبحوث المنشورة بالنشرات الدولية للبحوث. وقد راجعت الكثير من الأوراق البحثية، وتعرفت على كثير من مناهج البحث العلمي، وأسلوب الصياغة. وقد قمت بصياغة الكتاب بشكل سهل لمساعدة المبتدئين في مجال البحث العلمي، وكذلك مساهمة في نهضة العالم العربي، حيث أصبح البحث العلمي مجال مُهم في العالم المُتقدم، مما يستوجب أن نعطيه أهمية أكبر.

    ويعطي الكتاب معلومات عن التطبيقات المستخدمة في المجال، مع شرح مفاهيم صعبة بلغة بسيطة، لديها القدرة الفعالة للتواصل، دون التضحية بالفنيات والدقة. ويدعم هذا الكتاب منهجية البحث في العديد من التخصصات الأكاديمية، مثل الصحة والتعليم والعمل الاجتماعي والتمريض، والإدارة، والتسويق.

    هذا الكتاب موجه إلى التخصصات الأكاديمية، مع إعطاء قدر أكبر من التركيز على البحوث الكمية والبحوث النوعية، والنهج المختلط بينهم، ويحدد الهدف المحدد لإجراء الدراسة النهج المستخدم، سواء نهج كمي أو كيفي، وفي الواقع معظم البحوث هو خليط من النهجين، وبالرغم من اختلاف الأساس الفلسفي المرتكز عليها أسلوب التحقيق إلى حد كبير، يتبع البحث الكمي النهج المنظم للتحقيق، في حين تفتقر البحوث النوعية إلى حد ما إلى التنظيم، ولكلا النهجين نقاط القوة والضعف، واعتقد بشدة بأن استخدام كلاهما في الدراسة، أمر هام لرسم الصورة كاملة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جوانب من البحوث الكمية ذات طابع نوعي، تعتمد على المعلومات النوعية، لذلك اعتقد أن الباحث يحتاج للمهارة الخاصة للنوعين. ولذلك، يُوفر الكتاب المعلومات النظرية بشكل فعال عن الأساليب والإجراءات والتقنيات المستخدمة في كلا النهجين.

    وقد تم تنظيم الكتاب لشرح المعرفة النظرية لمنهجية البحث، ومن ثم تنظيم الخطوات التنفيذية التي تشكل عملية البحث، مع شرح الأساليب والتقنيات المستخدمة، وجمع البيانات النوعية والكمية اللازمة لكل خطوة في مكان واحد حسب ترتيب الفصول. ويخصص كل فصل جانب معين من تلك الخطوات التنفيذية، على سبيل المثال، صياغة مشكلة البحث أول خطوة تنفيذية في عملية البحث، ولصياغة مشكلة البحث تحتاج إلى معرفة كيفية استعراض المطبوعات المتاحة، وعملية صياغة مشكلة البحث، تنطوي على التعامل مع المتغيرات، وقياسها، وبناء الفروض، ومن ثم، هناك أربعة فصول تمكن من صياغة المشكلة البحثية.

    هذه الفصول بعنوان استعراض المطبوعات وصياغة مشكلة البحث وتحديد المتغيرات وبناء الفروض، خطوة خطوة، وبالمثل، الخطوة التنفيذية التالية بناء أداة البحث لجمع البيانات، والفصول بعنوان اختيار طريقة جمع البيانات و جمع البيانات باستخدام الجداول وانشاء أداة البحث مع توفير ما يكفي من المعلومات التي تحتاجها لوضعها، عن كل جانب في كل خطوة من الأساليب والنماذج والطرق والإجراءات المنصوص عليها في الدراسات الكمية والنوعية على حد سواء، لكي تزيد معرفة الباحث بالمنهج، ومن ثم اختيار الأنسب منها عند القيام بالبحوث الخاصة به. واعتقد أن المعرفة السليمة لمنهجية البحث ضرورية للقيام بدراسة صحيحة وموثوقة.

    ويتيح معرفة طرق البحث، وضع إطار مفاهيمي سليم وشفاف، وتلك من الأعمال التحضيرية التي يجب الاِنتهاء منها قبل إجراء البحث، وبعد الاِنتهاء منها، تليها الخطوات العملية التي تعتمد جودتها اعتماداً كلياً على مدى سلامة المنهجية المقترحة في مشروع البحث، وكذلك دور الإجراءات الإحصائية، والحواسيب، التي تلعب دوراً هاماً، ويتم تطبيقها بعد جمع البيانات، للحصول على إحصاءات مفيدة، لتأكيد أو نفي النتائج.

    الفصل الأول: نظرة عامة على البحوث العلمية

    البحوث العلمية

    تُستخدم البحوث العلمية في جميع العلوم والمهن، بغرض تطوير واختبار نظريات جديدة، تساهم في النهوض بالتدريب والتطبيقات والخدمات. وعملية البحث موجودة فعلياً في حياتنا اليومية، حيث نمارس البحث، بدون المسمى الحرفي له، عندما نحتاج لأجوبة لمسائل مُثارة في الحياة اليومية، ونُجريه بدون خطوات مُنظمة، أو خطة مسبقة. بينما يُجري البحث العلمي بهدف تطوير قاعدة المعرفة، وتحسين الأداء والخدمات، ولذلك يجب قبل الشروع في التنفيذ، أن تكون إجراءاته مُنظمة، ويكون له خطة شاملة.

    مفهوم البحث اللغوي

    ورد في معجم اللغة العربية المعاصرة، أن مصدر كلمة البحث بحَثَ، وهو بذْل الجُهْد في موضوع ما، كما وردت كلمة الدِراسة، بمعنى مَقال يُعالِج موضوعاً علمياً، أو أدبياً، وعبارة مناهج البحث تشير إلى فرع من المنطق، يَنْصَبّ على دراسة المنهج بوجه عام، وعلى دراسة مناهج العلوم المختلفة بوجه خاص. ويتضح من التعريف أن كلمة البحث" تُطلق على كل نشاط علمي، أو ثقافي هدفه التعمق في فرع من فروع المعرفة.

    مفهوم البحث العلمي

    أن البحث هو التحقيق المُنظم، الذي يستخدم منهجية علمية مقبولة، لحل المشاكل، ويخلق معرفة جديدة تنطبق على العام (جرينيل، 1993: 4). وتتألف الأساليب العلمية من الملاحظة المُنتظمة، وتصنيف وتفسير البيانات"، (لوندبيرج، 1942: 5)، والاستنتاجات المُعترف بها كأسلوب علمي، تكمن في درجة الدقة، والموثوقية، وإمكانية التحقق.

    يهدف البحث إلى اِكتشاف إجابات للأسئلة من خلال تطبيق الإجراءات العلمية، والهدف الرئيسي منه معرفة الحقيقة المخفية، والتي لم يتم اكتشافها بعد. على الرغم من أن كل دراسة بحثية لها غرضها المحدد، نعتقد أن أهداف البحث تقع في عدد من المجموعات العريضة التالية:

    التعرف على ظاهرة ما، أو الحصول على تصورات جديدة بشأنها (الدراسات البحثية الاستكشافية).

    تصوير خصائص فرد معين بدقة، أو حالة أو مجموعة (الدراسات البحثية الوصفية).

    تحديد مدى تكرار حدوث شيء ما، أو ارتباطه بشيء آخر (دراسات البحث التشخيصي)

    اختبار فرض وجود علاقة سببية بين المتغيرات (دراسات بحثية لاختبار الفروض).

    الدافع للبحث

    ما الذي يدفع الناس لإجراء البحوث؟ هذه مسألة ذات أهمية أساسية. قد تكون أحد الدوافع المحتملة لإجراء البحث ما يلي:

    الرغبة في الحصول على درجة البحث مع الفوائد المترتبة عليها.

    الرغبة في مواجهة التحدي في حل المشاكل التي لم تُحل، أي، يبدأ البحث بسبب أهمية المشاكل العملية.

    الرغبة في الحصول على مُتعة فكرية للقيام ببعض الأعمال الإبداعية.

    الرغبة في خدمة المجتمع.

    الرغبة في الحصول على الاِحترام.

    ومع ذلك، فهذه ليست قائمة شاملة بالعوامل التي تُحفز الناس على إجراء الدراسات البحثية. هناك العديد من العوامل، مثل توجيهات الحكومة، ظروف العمل، والفضول حول الأشياء الجديدة، والرغبة في فهم العلاقات السببية، والتفكير الاجتماعي والنهضة، وما شابه ذلك، قد يُحفز (أو يُجبر في بعض الأحيان) الناس على إجراء عمليات البحث.

    مجالات البحث العلمي

    مجال الصحة: نفترض أنك تعمل في مجال الصحة، قد يدور ببالك بعض المسائل، أو قد يطلب منك شخص ما إجابات لبعض الأسئلة، على سبيل المثال:

    -  ما هي الاحتياجات الصحية للمجتمع؟

    -  ما هي فوائد برنامج الصحة العامة؟

    -  ما مدى فعالية الخدمة؟

    -  لماذا يفضل بعض الناس الخدمة، في حين لا يفضلها آخرين؟

    -  ما مدى رضا المرضى عن الخدمة؟

    -  كيف يمكن تحسين الخدمة؟

    ونفترض أنك طبيب نفسي، قد تسأل نفسك ما يلي:

    -  ما هي أكثر المشاكل النفسية للمرضى؟

    -  ما الخلفية الاجتماعية والاِقتصادية للمرضى؟

    -  ما خطة العلاج المناسبة لمشكلة ما؟

    -  ما مدى رضا المرضى عن أدائي؟

    ونفترض أنك مدير، قد يتبادر لذهنك مسائل مختلفة بخصوص فعالية وكفاءة الخدمة، على سبيل المثال:

    -  ما هي نقاط القوة والضعف في الخدمة؟

    -  ما مدى رضا العملاء عن الخدمة؟

    -  كيف يمكن تحسين الخدمة؟

    وقد يكون لديك أسئلة مهنية، مثل:

    -  ما هو أكثر إجراء فعالية لحل مشكلة ما؟

    -  ما أسباب س أو ما هي آثار ص؟

    -  ما العلاقة بين الظاهرتين؟

    -  ما هي أفضل طريقة لمعرفة فعالية علاج معين؟

    الدراسات التجارية

    نفترض أنك تعمل في مجال التسويق، قد تُثار بعض الأسئلة، من قبيل:

    -  ما أفضل استراتيجية لتحسين بيع المنتج؟

    -  ما هو أثر الحملة الإعلانية على بيع المنتج؟

    -  ما مدى رضا المستهلك عن المنتج؟

    -  ماذا يحب المستهلك في المنتج؟

    -  ما نوع التغليف الذي يفضله المستهلك للمنتج؟

    -  ما هي المواصفات الجيدة لموظف المبيعات؟

    وكمستهلك أيضاً قد تدور بعض الأسئلة في ذهنك من قبيل:

    -  ما مدى فعالية الخدمة؟

    -  هل الخدمة تساوي ما ادفعه؟

    وهكذا تدور الأسئلة في كل مجال وعلم، ويُعتبر البحث الوسيلة الوحيدة للحصول على الأجوبة، والتي تُسمى النتائج، والتي يجب أن تُدعم بالأدلة، والإجراءات الصحيحة والموثوقة. ولذلك، يجب أن تتوافر في الباحث الأمور التالية:

    -  مهارات الباحث.

    -  الدراية المعرفية بمجال البحث.

    -  فهم كيفية صياغة المسألة البحثية.

    -  فهم إجراءات التحقيق في المسألة.

    -  فهم كيفية الوصول إلى النتائج، وعرضها على الآخرين.

    تطبيقات البحوث

    البحوث التطبيقية تمثل النسبة الأعلى، والأكثر شيوعاً في العديد من المهن والعلوم، وتتعدد الأساليب، والطرق الخاصة بالبحث، في كل مهنة وعلم، وقد تختلف بقدر ما فيما بينها، ولكن يتفق الجميع في استخدام منهجية البحث، والأساليب والإجراءات، التي ثبت نجاحها.

    والهدف العام من إجراء البحوث، هو زيادة فهم المهنة، والتخصص، والنهوض بقاعدتها المعرفية. ويُنظر إلى البحوث التطبيقية من وجهة نظر صاحب السؤال كما يرد أدناه، وإذا كان مُقدم الخدمة مباشر أو غير مباشر، مثل الصحة، والخدمة الاجتماعية، والتعليم، إلخ.

    من المنظور المهني: للإجابة على الأسئلة التالية:

    -  ما هو أكثر التدخلات فعالية لحل مشكلة معينة؟

    -  ما هي العلاقة بين س و ص؟

    -  ما مدى صحة نظرية معينة في ظل الظروف الراهنة؟

    -  ما هي أفضل طريقة لقياس المواقف؟

    -  ما هي الطريقة التي يقرر الناس من خلالها تبني برنامج ما؟

    من منظور المستهلك: للإجابة على الأسئلة التالية:

    -  أنا كمستهلك هل احصل على قيمة مقابل ما ادفعه؟

    -  ما مدى جودة مُقدمي الخدمة؟

    -  ما هي الأثار طويلة الأجل للمنتج الذي استخدمه؟ وأين الدليل؟

    من منظور المدير الإداري أو المخطط: للإجابة على الأسئلة التالية:

    -  ما هي احتياجات المجتمع؟

    -  ما هي أنواع الخدمات أو المنتجات التي يحتاج إليها المجتمع؟

    -  كيف هي احتياجات التدريب للموظفين؟

    -  كم عدد الحالات التي يمكن للموظفين التعامل معها في اليوم الواحد؟

    -  كيف يمكن تقييم فعالية كل موظف؟

    -  كيف يمكن جعل الخدمة أو المنتج شائعة؟

    من منظور مُقدم الخدمة: للإجابة على الأسئلة التالية:

    -  كم عدد مستخدمي الخدمة أو المنتج؟

    -  لماذا يستخدم بعض الناس الخدمة أو المنتج بينما لا يستخدمها البعض الآخر؟

    -  ما مدى فعالية الخدمة أو المنتج؟

    -  كيف يمكن تحسين الخدمة أو المنتج؟

    -  أي نوع من الناس يستخدمون أو لا يستخدموا الخدمة أو المنتج ؟

    -  ما مدى رضا أو عدم رضا المستهلكين عن الخدمة أو المنتج ؟

    -  ما هي مشاكل الخدمة أو المنتج؟

    النموذج التحليلي (Paradigm)

    يُمثل النموذج التحليلي إطار المفاهيم والإجراءات، ويوجد نوعان أساسيان، الأول، النهج الوضعي أو العلمي وملحقاًته، وهو النموذج السائد في العلوم الطبيعية، والنموذج المقابل له، يُطلق عليه النهج النوعي (qualitative)، إثنولوجي، وهو خاص بوصف الأعراق البشرية (ethnographic)، والبيئي (ecological)، أو الطبيعي أو الفِطري (naturalistic). وقد طور أنصار النهجين، القيم والمصطلحات، والأساليب والتقنيات، لفهم الظواهر الاجتماعية.

    ويجب تحديد النموذج التحليلي وأسلوب التحقيق لكل نشاط بحثي، ولا يجب تطبيق نماذج مُختلطة مع كل المشاكل البحثية، فقد تكون مُضللة وغير ملائمة. ويجب أن نميز بين البيانات النوعية، والتي تنحصر في قياس المتغيرات، والبحوث النوعية، التي تحدد صفتها المنهجية المستخدمة.

    يُعرف البحث العلمي، بأنه عملية إجرائية، للوصول إلى إجابة للمسائل ذات الأهمية، وعندما نقوم بالدراسة البحثية، فإننا نقوم بإجراءات محددة لمعرفة الأجوبة للمسائل المعنية. ويجب على الباحث أولاً القيام بالخطوات التالي شرحها.

    1. وضع الأساس الفلسفي للدراسة البحثية. (Underpinning philosophies)

    تؤثر الأفكار الفلسفية على الممارسة البحثية، ويختلف الأساس الفلسفي للدراسة، من باحث إلى آخر، وفقاً لما تبناه الباحث من منهج فلسفي، يعتقد أنه يحقق الغرض المستهدف للدراسة. ويجب أن يقوم الباحث عند إعداد الاِقتراح أو مشروع البحث، بتوضيح الأفكار الفلسفية التي اعتمدها بغرض إجراء الدراسة. وهذه الأفكار من شأنها، المساعدة على توضيح سبب اختياره لمنهج البحث. ويمكن أن يتضمن الاِقتراح، قسم عن الأساس الفلسفي للدراسة يتناول فيه ما يلي:

    النظرية الفلسفية المقترحة للدراسة.

    تعريف الأفكار الأساسية للنظرية.

    كيف شكلت النظرية منهج البحث؟

    أنواع المناهج الفلسفية

    أولاً: الفلسفة الوضعية (positivist)

    تتبنى الفلسفة الوضعية أو الطبيعية، مبدأ اليقين في المعرفة، القائم على خواص وعلاقات الظواهر الطبيعية، وأن المعلومات المستمدة من الخبرة الحسية، تُفسر من خلال العقل والمنطق فقط، وتُشكل المصدر الحصري لجميع المعارف الموثوقة. بمعنى أن جميع المعارف المتعلقة بالواقع، مبنية على المعلومات الحقيقية للتجربة، وأي واقع قائم على الأدلة يمكن تفسيره رياضياً.

    ولذلك، فإن الدراسة البحثية، التي تتبنى النموذج الوضعي، تعتمد نهج الدراسة المستند إلى المنطق والأدلة العلمية، مثل التجارب والإحصاءات. ويمثل الاِلتزام الصارم بأدلة الملاحظة والتجربة، ضرورة حتمية للفلسفة الوضعية. وتتبنى النظرية مبدأ استقلال الباحث عن الشخص الخاضع للتحري، إلا أنها تتبنى أن ما يتمتع به الباحث من نظريات وخلفيات علمية، ومعارف وقيم، قد يؤثر على ملاحظاته أو مشاهداته.

    الشكل (1.1): الفلسفات ومناهج البحث والتصاميم للدراسة البحثية.

    ثانياً: الفلسفة ما بعد الوضعية (Postpositivist or postpositivism or postempiricism)

    يُطلق عليها الطريقة العلمية، أو إجراء البحث العلمي، أو فلسفة التحري العلمي، أو نظرية ما بعد التجريب، أو العلم التجريبي (empirical)، أو ما بعد الوضعية (postpositivism)، أو (postempiricism). وقد تطورت من النموذج الوضعي، حين أدرك العلماًء، أن كل الملاحظات، بما في ذلك الواقع الموضوعي، عُرضة للخطأ والنقص، وبالتالي هي معنية بموضوعية الواقع، وتبتعد عن النظرة الموضوعية البحتة، التي تبنتها النظرية الوضعية (ريان، 2006). وتنطوي النظرية على فلسفة حتمية أو قطعية (deterministic)، تُعين فيها الأسباب المحتملة، والتأثيرات أو النتائج. وتتشكل المعرفة بناء على النظرية من المعلومات والأدلة والآراء المنطقية. وتهدف النظرية لاِختزال الأفكار إلى مجموعة صغيرة ومنفردة، بغرض اختبارها، مثل المتغيرات التي تتألف من الفروض، والأسئلة البحثية، وبالتالي توصف بالاِختزالية (reductionistic).

    ويعتبر المنهج العلمي للبحث من منظور النظرية، هو أن يبدأ الباحث بوضع النظرية، ويجمع البيانات، التي تدعمها أو تنفيها، ثم يقوم بإجراء المراجعات اللازمة، وإجراء الاختبارات الإضافية. ويقوم الباحث عملياً بجمع المعلومات في أدوات البحث، بناءً على ما انجزه الْمُجِيبين، أو ما سجله الباحث من ملاحظات. ويضع مقاييس رقمية للملاحظات، بغرض دراسة اِتجاهات الأفراد، وهو أمر بالغ الأهمية لهذه النظرية.

    وتتبنى النظرية مبدأ استقلال الباحث والشخص الخاضع للتحري، مثل النظرية الوضعية، ولكنها تبحث بموضوعية لإدراك الآثار المحتملة لتحيز الباحث. ويمثل الجانب الموضوعي أساس التحقيق الكُفء، ويجب على الباحث، فحص التحيز لكل من الأساليب والاستنتاجات، ويعد معيار الصلاحية والموثوقية أمر هام في البحث الكمي.

    ثالثاً: الفلسفة البنائية (Constructivist)

    يُطلق عليها البنائية الاجتماعية (Social Constructivism)، وغالباً ما تقترن بالنظرية التفسيرية (Interpretivism)، ويُنظر إليها على أنها منهج للبحث النوعي، وتهدف الدراسة، للاعتماد بقدر الإمكان على وجهات نظر المشاركين في الحالة قيد الدراسة. ويصبح الموضوع عام وواسع بحيث يمكن للمشاركين تفسير مغزاه، الذي يصاغ عادة في المناقشات أو التفاعلات مع أشخاص آخرين. وكلما كان السؤال مفتوح النهاية أكثر، كلما كان أفضل، حيث يستمع الباحث بعناية، لما يقوله الناس، أو يفعلونه في بيئتهم الواقعية. وبالتالي، فإن الباحث البنائي كثيراً ما يعالج عمليات التفاعل بين الأفراد، وكما يركز على البيئات الخاصة التي يعيش فيها الناس، من أجل فهم البيئة التاريخية والثقافية للمشاركين.

    يقوم الباحثون البنائيون بإنشاء نظرية أو بالاستدلال الاِستقرائي لنمط الموضوع. والنظرية مرتبطة كلياً بالنقد العام للمناهج المعيارية السابقة، وبالفروض المشتركة، بشأن الطابع البناء النشط للمعرفة البشرية.

    رابعاً: الفلسفة التحولية (Transformative)

    البحث التحويلي القائم على الفلسفة التحويلية، يجب أن يحتوي على أجندة عمل للإصلاح، من شأنها، أن تغير حياة المشاركين، والمؤسسات، والمجتمعات التي يعيش أو يعمل فيها الأفراد والباحث. فضلاً عن ذلك، فلابد من معالجة قضايا محددة، تتحدث عن قضايا اجتماعية مهمة مثل القمع، والسيطرة، والتغريب. ويبدأ الباحث غالباً بإحدى هذه القضايا، باعتبارها مركز السياق للدراسة.

    ويفترض هذا البحث أيضاً، أن التحقيق سيمضي قدماً بطريقة تعاونية، حتى لا يؤدي إلى زيادة تهميش المشاركين نتيجة للتحقيق. وبهذا المعنى، قد يساعد المشاركون في تصميم الأسئلة، أو جمع البيانات، أو تحليل المعلومات، أو جني ثمار البحث. وتوفر البحوث التحويلية صوتاً لهؤلاء المشاركين، فترفع وعيهم، أو تطور أجندة للتغيير لتحسين حياتهم. فهي تتحول إلى صوت موحد للإصلاح والتغيير. وتركز هذه النظرة الفلسفية على احتياجات المجموعات والأفراد المهمشين أو المحرومين في المجتمع.

    خامساً: الفلسفة الواقعية (Pragmatic)

    البراغماتية، نظرة فلسفية، تعتبر أن معايير جدارة الأفكار والسياسات والاِقتراحات، هي الفائدة العملية منها، وقابليتها للتطبيق. وتؤكد على أولوية الأفعال والتجربة أكثر من العقيدة والمبادئ الثابتة، وترى أن الأفكار تستعير المعنى من عواقبها، والحقائق من التحري لها. وبالتالي، فإن الأفكار في الأساس، أدوات وخطط عمل. إن الحس العملي، لا يلتزم بأي نظام من أنظمة الفلسفة، والحقيقة. وينطبق هذا على بحوث الطرق المختلطة، في تلك التحقيقات، التي تستمد تحرراً من الفروض الكمية والنوعية، عندما تشترك في أبحاثها. ويتمتع الباحث بحرية الاختيار للأساليب والتقنيات والإجراءات التي تلبي احتياجاته، وأغراض البحث على أفضل وجه. وعلى هذا فإن الحس العملي في نظر الباحث في الأساليب المختلطة يفتح الباب أمام أساليب متعددة، ونظرة عالمية مختلفة، وفروض مختلفة، فضلاً عن أشكال مختلفة من جمع البيانات وتحليلها.

    2. استخدام الإجراءات والأساليب الصحيحة والموثوقة.

    تشمل تحديد منهج البحث، وتصميم الدراسة، والأساليب المستخدمة في الإجراء، انظر الشكل (1.3) - أنواع التصاميم والمناهج والأساليب. ويجب على الباحث اختيار المنهج، والتصميم المناسب للدراسة، والأسلوب الإجرائي، حيث تتعدد المناهج وتصاميم الدراسة من النوعي إلى الكمي، وكذلك تتعدد طرق الإجراء. ويجب على الباحث اختيار الموثوق مما ذُكر أعلاه، بمعنى التي تم اختبار موثوقيتها وصحتها سابقاً، ويجب أن يتم اختبار الصحة والموثوقية لكل إجراء من إجراءات البحث، بما ذلك الفرعيات، وذلك لضمان تطبيق الإجراءات السليمة في الدراسة، والحصول على إجابات موثوق منها لمسائل البحث. ويجدر بنا الإشارة إلى أن الموثوقية، تشير إلى جودة إجراء القياس، الذي يوفر الدقة في وصف المتغيرات والحالات.

    الشكل (1.2): النظريات الفلسفية الشائعة

    3. أن تكون الدراسة البحثية هادفه وموضوعية وغير منحازة.

    يجب على الباحث، أن يختار ويتخذ كل إجراء، بطريقة موضوعية غير منحازة، بقدر جُهده، دون تغليب رأيه الشخصي، أو مصلحته الخاصة. والموضوعية جزء لا يتجزأ من طريقة تفكير الباحث، مستندة إلى خلفيته العلمية في تخصصه، وفلسفته، وتجربته، ومهاراته. وقد تؤثر كل هذه العوامل في نظرة الباحث إلى البيانات، فعالم الرياضيات، يختلف في نظرته للمسائل، عن نظرة عالم التاريخ لنفس المسائل. بينما التحيز، هو محاولة مقصودة، لإخفاء جانب أو تسليط الضوء عليه، لغرض ما. إن التقييد بالمعايير المذكورة أعلاه، أمر أساسي للدراسة البحثية الموثوقة، ولا يمكن إطلاق صفة البحث العلمي على التحقيق، ما لم يلتزم الباحث بهذه المعايير، على الرغم من اختلافها بين الأقسام الأكاديمية، والمهن. وكقاعدة عامة، تحتاج البحوث في مجال العلوم التطبيقية، إلى الضبط الصارم، بخلاف العلوم الأخرى، ويرجع ذلك لاختلاف علماًء الاجتماع حول الحاجة لهذه المعايير في عملية البحث النوعي. ورغم ذلك، فإن النهج الواسع في التحقيق متشابه.

    الشكل (1.3): أنواع التصاميم والمناهج والأساليب

    خصائص ومتطلبات عملية البحث

    البحث عبارة عن عملية جمع، وتحليل، وتفسير المعلومات، للإجابة على المسائل البحثية، ويجب أن تتوافر في عملية البحث خصائص مميزة، وهي أن تكون عملية مُنضبطة، ودقيقة، ومُنظمة، وصحيحة، وقابلة للإثبات، ومُجربة، وقابلة للتقييم، ونشرح هذه الصفات فيما يلي:

    عملية مُنضبطة (Controlled)

    هناك عوامل كثيرة، في الواقع، تؤثر في النتيجة، ونادراً ما يكون حدث معين، نتيجة لعلاقة فردية، فبعض العلاقات أكثر تعقيداً من غيرها، ومعظم النتائج، تكون نتيجة للتداخل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1