You are on page 1of 5

‫‪http://www.balligho.

com‬‬ ‫مكتبيييييية موقييييييع بلّغوا عن ّييييييي ولو آييييييية‬

‫ت تميل هذا الكتاب من مكتبة موقع‬


‫"بلّغوا عنّي ولو آية"‬
‫رسالتنا‪ :‬يصل الكثير من الناس بعض الرسائل اللكترونية عن السلم ويقومون‬
‫بحذفها أو تجاهلها بحجة أنها طويلة ويثقل عليهم قراءتها‪ .‬لذلك خصّصنا هذه‬
‫الصفحة للشتراك في عظة يومية قصيرة أو حديث شريف أو آية تصل إلى بريد‬
‫المشترك بحيث لن يصعب قرائتها والستفادة منها راجيا من المولى عز وجل‬
‫الجر والثواب‪ .‬مثال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬بلـّغوا عنـّي ولو‬
‫آية"‪.‬‬

‫للشتراك في هذه الخدمة الرجاء زيارة موقعنا "بلـّغوا عنـّي ولو آية" في السفل‬
‫وتسجيل البريد اللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.balligho.com‬‬

‫أو عن طريق إرسال رسالة ولو فارغة إلى ‪:‬‬


‫‪subscribe@balligho.com‬‬

‫ويمكنكم أيضا أن تتصفحوا الرشيف بالحاديث المرسلة مسبقاً‪.‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من سنّ في السلم سنة حسنة‪ ،‬فعمل بها‬
‫بعده‪ ،‬كتب له مثل أجر من عمل بها‪ .‬ول ينقص من أجورهم شيء‪ ...‬الحديث‪.‬‬
‫فاحرصوا يرحمكم ال على نشرها فكل من يزور الموقع ويستفيد منه عن طريقك‬
‫تكسب من الجر الكثير وإن قام بدوره بالعمل بها ونشرها أيضا فكلنا نكسب أمثل‬
‫أجورهم ول ينقص من الجر شيئا‪.‬‬

‫منهاجنا‪ :‬عَ ْودَة إل ال ِكتَابِ وَالسنّة بِ َفهْمِ َسلَفِ الُمّة‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.balligho.com‬‬ ‫مكتبيييييية موقييييييع بلّغوا عن ّييييييي ولو آييييييية‬

‫شرح ستة مواضع من السيرة‬


‫المام محمد بن عبد الوهاب (رحمه ال تعالى)‬

‫قال المام محمد بن عبد الوهاب رحمه ال تعالى ‪ :‬تأمل ‪ -‬رحمك ال ‪ -‬ستة مواضع من السيرة ‪ ،‬وافهمها‬
‫فهما حسنا ‪ ،‬لعل ال ان يفهمك دين النبياء لتتبعه ودين المشركين لتتركه ‪ ،‬فإن أكثر من يدعي الدين ويعد‬
‫من الموحدين ل يفهم الستة كما ينبغي ‪.‬‬

‫الول [ قصة نزول الوحي ]‬

‫وفيها أن أول آية أرسله ال بها ‪ { :‬يأيها المدثر * قم فأنذر } إلى قوله ‪ { :‬ولربك فاصبر } ‪.‬‬
‫فإذا فهمت أنهم يفعلون أشياء كثيرة يعرفون أنها من الظلم والعدوان ‪ ،‬مثل الزنا ‪ ،‬وعرفت أيضا أنهم‬
‫يفعلون شيئا من العبادة يتقربون بها إلى ال ‪ ،‬مثل الحج والعمرة والصدقة على المساكين والحسان إليهم‬
‫وغير ذلك ‪ ،‬وأجلها عندهم الشرك ‪ ،‬فهو أجل ما يتقربون به إلى ال عندهم ‪ ،‬كما ذكر ال عنهم أنهم قالوا‬
‫‪ { :‬ما نعبدهم إل ليقربونا إلى ال زلفى } ‪ { ،‬ويقولون هؤلء شفعؤنا عند ال } وقال تعالى ‪ { :‬إنهم‬
‫اتخذوا الشيطين أولياء من دون ال ويحسبون أنهم مهتدون } ‪.‬‬

‫فأول ما أمره ال به النذار عنه ‪ ،‬قبل النذار عن الزنا والسرقة وغيرهما ‪ ،‬وعرفت أن منهم من تعلق‬
‫على الصنام ‪ ،‬ومنهم من تعلق على الملئكة وعلى الولياء من بني آدم ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬مانريد منهم إل‬
‫شفاعتهم ! ) ‪ ،‬ومع هذا بدأ بالنذار عنه في أول آية أرسله ال بها ‪.‬‬
‫فإن أحكمت هذه المسألة فيا بشراك ‪. . .‬‬

‫خصوصا إذا عرفت أن ما بعدها أعظم من الصلوات الخمس ‪ ،‬ولم تفرض إل في ليلة السراء ‪ -‬سنة عشر‬
‫‪ ،‬بعد حصار الشعب بسنتين ‪ ،‬وموت أبي طالب ‪ ،‬وبعد هجرة الحبشة بسنتين ‪ -‬فإذا عرفت أن تلك المور‬
‫الكثيرة والعداوة البالغة ‪ . . .‬كل ذلك عند هذه المسألة قبل فرض الصلة ‪ ،‬رجوت أن تعرف المسألة ‪.‬‬

‫الموضع الثاني‬

‫[ أنه صلى ال عليه وسلم لما قام ينذرهم عن الشرك ‪ ،‬ويأمرهم بضده ‪ -‬وهو التوحيد ‪ -‬لم يكرهو ذلك‬
‫واستحسنوه ‪ ،‬وحدثوا أنفسهم بالدخول فيه ‪ ،‬إلى أن صرح بسب دينهم وتجهيل علماءهم ‪ ،‬فحينئذ شمروا‬
‫له ولصحابه عن ساق العداوة ] ‪ :‬وقالوا ‪ ( :‬سفه أحلمنا ‪ ،‬وعاب ديننا ‪ ،‬وشتم آلهتنا ) ‪ ،‬ومعلوم أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم لم يشتم عيسى وأمه ‪ ،‬ول الملئكة ‪ ،‬ول الصالحين ‪ ،‬لكن لما ذكر لهم أنهم ل يدعون‬
‫ول ينفعون ول يضرون ‪ . . .‬جعلوا ذلك شتما ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪http://www.balligho.com‬‬ ‫مكتبيييييية موقييييييع بلّغوا عن ّييييييي ولو آييييييية‬

‫فإذا عرفت هذا ‪ ،‬عرفت أن النسان ل يستقيم له إسلم ‪ -‬ولو وحد ال وترك الشرك ‪ -‬إل بعداوة‬
‫المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ { :‬ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر‬
‫يوادون من حاد ال ورسوله ‪ . . .‬الية } ‪.‬‬

‫فإذا فهمت هذا فهما جيدا ‪ ،‬عرفت أن الكثير من الذين يّدعون الدين ل يعرفونها ‪ ،‬وإل فما حمل المسلمين‬
‫على الصّبر على ذلك العذاب والسر والضرب والهجرة إلى الحبشة ؟ مع أنه صلى ال عليه وسلم أرحم‬
‫الناس ‪ ،‬لو يجد لهم رخصة لرخص لهم ‪ ،‬كيف وقد أنزل ال تعالى ‪ { :‬ومن الناس من يقول ءامنا بال‬
‫فإذا أوذي في ال جعل فتنة الناس كعذاب ال } فإذا كانت هذه الية في من وافقهم بلسانه ‪ ،‬فكيف بغير ذلك‬
‫؟!‬

‫الموضع الثالث [ قصة قراءته سورة النجم ‪ ،‬بحضرتهم ]‬

‫فلما بلغ ‪ { :‬أفرءيتم اللت والعزى } ألقى الشيطان في تلوته ‪ ( :‬تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم‬
‫لترتجى ) فظنوا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قالها ‪ ،‬ففرحوا بذلك ‪ ،‬وقالوا كلما ‪ -‬معناه ‪ ( : -‬هذا‬
‫الذي نريد ‪ ،‬ونحن نعرف أن ال هو الضار النافع وحده ل شريك له ‪ ،‬ولكن هؤلء يشفعون لنا عنده ) ‪. .‬‬
‫‪ .‬فلما بلغ السجدة ‪ ،‬سجد وسجدوا معه ‪ ،‬فشاع الخبر أنهم صافوه ‪ ،‬وسمع بذلك من بالحبشة فرجعوا ‪،‬‬
‫فلما أنكر ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عادوا إلى شر مما كانوا عليه ‪ ،‬ولما قالوا له ‪ ( :‬إنك قلت‬
‫ذلك ) خاف من ال خوفا عظيما ‪ ،‬حتى أنزل ال عليه ‪ { :‬وما أرسلنا من رسول من قبلك ول نبي إل إذا‬
‫تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } ‪.‬‬

‫فمن فهم هذه القصة ‪ ،‬ثم شك بعدها في دين النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولم يفرق بينه وبين دين‬
‫المشركين ‪ . . .‬فأبعده ال ‪ ،‬خصوصا إن عرف أن قولهم ‪ ( :‬تلك الغرانيق ) الملئكة ‪.‬‬

‫الموضع الرابع [ قصة أبي طالب ]‬

‫فمن فهمها فهما حسنا ‪ ،‬وتأمل إقراره بالتوحيد وحث الناس عليه وتسفيه عقول المشركين ومحبته لمن‬
‫أسلم وخلع الشرك ‪ ،‬ثم بذل عمره وماله وأولده وعشيرته في نصرة رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى‬
‫أن مات ‪ ،‬ثم صبره على المشقّة العظيمة والعداوة البالغة ‪ ،‬لكن لما لم يدخل فيه ‪ ،‬ولم يتبرأ من دينه‬
‫الول ‪ ،‬لم يصر مسلما ‪ ،‬مع أنه يعتذر من ذلك بأن فيه مسبة لبيه عبد المطلب ولهاشم وغيرهما من‬
‫مشايخهم ‪.‬‬

‫ثم مع قرابته ونصرته ‪ ،‬استغفر له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فانزل ال تعالى عليه ‪ { :‬ما كان‬
‫للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحب‬
‫الجحيم } ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪http://www.balligho.com‬‬ ‫مكتبيييييية موقييييييع بلّغوا عن ّييييييي ولو آييييييية‬

‫والذي يبين هذا أنه إذا عرف رجل من أهل البصرة أو الحساء بحب الدين وبحب المسلمين ‪ ،‬مع أنه لم‬
‫ينصر الدين بيده ول ماله ‪ ،‬ول له من العذار ما لبي طالب ‪ ،‬وفهم الواقع من أكثر من يدّعي الدين ‪ ،‬تبين‬
‫الهدى من الضلل ‪ ،‬وعرف سوء الفهام ‪ ،‬وال المستعان ‪.‬‬

‫الموضع الخامس [ قصة الهجرة ]‬

‫وفيها من الفوائد والعبر ما ل يعرفه أكثر من قرأها ‪ ،‬ولكن مرادنا الن مسألة من مسائلها ‪ ،‬وهي أن من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من لم يهاجر ‪ -‬من غير شك في الدين وتزيين دين المشركين ‪،‬‬
‫ولكن محبته للهل والمال والوطن ‪ -‬فلما خرجوا إلى بدر ‪ ،‬خرجوا مع المشركين كارهين ‪ ،‬فقتل بعضهم‬
‫بالرمي ‪ -‬والرامي ل يعرفه ‪ -‬فلما سمع الصحابة أن من القتلى فلنا وفلنا شق عليهم ‪ ،‬وقالوا ‪ ( :‬قتلنا‬
‫إخواننا ) فأنزل ال تعالى ‪ { :‬إن الذيم توفهم الملئكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في‬
‫الرض قالوا ألم تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إل‬
‫المستضعفين من الرجال والنساء والولدن ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيلً * فأولئك عسى ال أن‬
‫يعفو عنهم وكان ال عفوا غفورا ‪ . . .‬اليات } ‪.‬‬

‫فمن تأمل قصتهم ‪ ،‬وتأمل قول الصحابة ‪ ( :‬قتلنا إخواننا ) أنه لو بلغهم عنهم كلم في الدين ‪ ،‬أو كلم في‬
‫تزيين دين المشركين ‪ ،‬لم يقولوا ‪ ( :‬قتلنا إخواننا ) فإن ال تعالى قد بين لهم ‪ -‬وهم في مكة ‪ ،‬قبل الهجرة‬
‫‪ -‬أن ذلك كفر بعد اليمان بقوله ‪ { :‬من كفر بال بعد إيمنه إل من أكره وقلبه مطمئن باليمن } ‪.‬‬

‫وأبلغ من هذا ما تقدم من كلم ال تعالى فيهم ‪ ،‬فإن الملئكة تقول ‪ { :‬فيم كنتم } ولم يقولوا ‪ ( :‬كذبتم )‬
‫مثل ما يقول ال والملئكة للمجاهد الذي يقول ‪ ( :‬جاهدت في سبيلك حتى قتلت ) فيقول ال ‪ ( :‬كذبت ‪ ،‬بل‬
‫قاتلت ليقال ‪ :‬جريء ) وكذلك يقولون للعلم والمتصدق ‪ ( :‬كذبت ‪ ،‬بل تعلمت ليقال ‪ :‬عالم ‪ ،‬وتصدقت ليقال‬
‫‪ :‬جواد ) ‪ . . .‬وأما هؤلء فلم يكذبوهم ‪ ،‬بل أجابوهم بقولهم ‪ { :‬ألم تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها }‬
‫‪.‬‬

‫ويزيد من ذلك إيضاحا للعارف والجاهل ‪ ،‬الية التي بعدها ‪ ،‬وهي قوله تعالى ‪ { :‬إل المستضعفين من‬
‫الرجال والنساء والولدن ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيلً } فهذا أوضح جدا أن هؤلء خرجوا من‬
‫الوعيد ‪ ،‬فلم يبق شبهة ‪ ،‬لكن لمن طلب العلم بخلف من لم يطلبه ‪ ،‬بل قال ال فيهم ‪ { :‬صم بكم عمي فهم‬
‫ل يرجعون ‪ . . .‬الية } ‪.‬‬

‫ومن فهم كلم الحسن البصري ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ليس اليمان بالتحلي ول بالتّمنّي ‪ ،‬ولكن ما وقر في القلب ‪،‬‬
‫وصدقته العمال ‪ ،‬وذلك ان ال تعالى يقول ‪ { :‬إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } ) ‪.‬‬

‫الموضع السادس [ قصة الردة ‪ ،‬بعد موت النبي صلى ال عليه وسلم ]‬

‫فمن سمعها ل يبقى في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين الذين يسمون " العلماء " وهي قولهم ‪ ( :‬هذا‬
‫هو الشرك ‪ ،‬لكن يقولون ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬ومن قالها ل يكفر بشيء ! ) واعظم من ذلك وأكبر تصريحهم‬

‫‪4‬‬
‫‪http://www.balligho.com‬‬ ‫مكتبيييييية موقييييييع بلّغوا عن ّييييييي ولو آييييييية‬

‫بأن البوادي ليس معهم من السلم شعرة ‪ ،‬ولكن يقولون ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬وهم بهذه اللفظة أهل إسلم ‪،‬‬
‫وحرم السلم مالهم ودمهم ‪ ،‬مع إقرارهم بأنهم تركوا السلم كله ‪ ،‬ومع علمهم بإنكارهم البعث‬
‫واستهزائهم بمن أقرّ به ‪ ،‬واستهزائهم وتفضيلهم دين آباءهم المخالف لدين النبي صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫ومع هذا كله يصرخ هؤلء الشياطين المردة الجهلة ‪ ( :‬أن البدو أسلموا ‪ ،‬ولو جرى ذلك كله ‪ ،‬لنهم‬
‫يقولون ‪ :‬أن ل إله إل ال ) ‪ ،‬ولزم قولهم أن اليهود أسلموا لنهم يقولونها ‪ ،‬وأيضا كفر هؤلء أغلظ من‬
‫كفر اليهود بأضعاف مضاعفة ‪ -‬أعني البوادي المتصفين بما ذكرنا ‪ -‬والذي يبين ذلك من قصة ال ّردّة ‪ ،‬أن‬
‫المرتدين افترقوا في ردّتهم ‪ ،‬فمنهم من كذّب النبي صلى ال عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الوثان ‪ ،‬وقالوا‬
‫‪ ( :‬لو كان نبيا ما مات ! ) ‪ ،‬ومنم من ثبت على الشهادتين ‪ ،‬ولكن أقرّ بنبوّة مسيلمة ‪ ،‬ظنا أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم أشركه في النبوة ‪ ،‬لن مسيلمة أقام شهود زور ‪ ،‬شهدوا له بذلك ‪ ،‬فصدقهم كثير من الناس‬
‫‪ ،‬ومع ذلك أجمع العلماء أنهم مرتدّون ‪ -‬ولو جهلوا ذلك ‪ -‬ومن شكّ في ردّتهم فهو كافر ‪.‬‬

‫فإذا عرفت أن العلماء اجمعوا أن الذين كذبوا ورجعوا إلى عبادة الوثان وشتموا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬هم ومن اقرّ بنبوّة مسيلمة في حال واحدة ‪ ،‬ولو ثبت على السلم كله ‪.‬‬

‫ومنهم من أقرّ بالشهادتين ‪ ،‬وصدق طليحة بن خويلد السدي في دعواه النبوّة ‪ ،‬ومنهم من صدق عيهلة‬
‫بن كعب السود العنسي ‪ -‬صاحب صنعاء ‪ -‬وكل هؤلء أجمع العلماء أنهم سواء ‪.‬‬

‫ومنهم من كذب النبي صلى ال عليه وسلم ورجع إلى عبادة الوثان على حال واحدة ‪ ،‬ومنهم نوع أخر ‪،‬‬
‫آخرهم الفجاءة السّلمي لما وفد على أبي بكر وذكر له أنه يريد قتال المرتدين ويطلب من أبي بكر أن‬
‫يمدّه ‪ ،‬فأعطاه سلحا ورواحل ‪ ،‬فاستعرض السّلمي المسلم والكافر يأخذ أموالهم ‪ ،‬فجهز أبو بكر جيشا‬
‫لقتاله ‪ ،‬فلما أحسّ بالجيش ‪ ،‬قال لميرهم ‪ ( :‬أنت أمير أبي بكر ‪ ،‬وأنا أميره ‪ ،‬ولم أكفر ) قال المير ‪:‬‬
‫( إن كنت صادقا فألق السّلح ) فألقاه ‪ ،‬فبعث به إلى أبي بكر ‪ ،‬فأمر بتحريقه بالنار وهو حي ‪. . .‬‬

‫فإذا كان هذا هو حكم الصحابة في هذا الرجل ‪ ،‬مع إقراره بأركان السلم الخمسة ‪ ،‬فما ظنك بمن لم يقر‬
‫من السلم إل بكلمة واحدة ‪ ،‬إل أن يقول‪ ( :‬ل إله إل ال ) بلسانه مع تصريحه بتكذيب معناها ‪ ،‬وتصريحه‬
‫بالبراءة من دين محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن كتاب ال تعالى ؟! ويقولون هذا دين الحضر ودين‬
‫آبائنا ‪ ،‬ثم يفتون هؤلء المردة الجهال ‪ ( :‬أن هؤلء مسلمون ! ولو صرحوا بذلك كله ‪ ،‬إذا قالوا ‪ :‬ل إله‬
‫إل ال ! ) سبحانك هذا بهتان عظيم ‪.‬‬

‫وما أحسن ما قال واحد من البوادي ‪ ،‬لما قدم علينا وسمع شيئا من السلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أشهد أننا كفار ‪-‬‬
‫يعني هو وجميع البوادي ‪ -‬واشهد أن المطوع الذي يسمينا أهل السلم أنه كافر ! ) ‪.‬‬

‫تم والحمد ل رب العالمين ‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫رجوع‬

‫‪5‬‬

You might also like