Professional Documents
Culture Documents
أن
.أول من سكن فلسطين في القرن الرابع عشر قبل الميلد هم مجموعة قبائل تدعى النطوفيون
أريحا
وفي القرن الثامن قبل الميلد تشير أولى الثار إلى موجود معالم مدينة تسمى حالياً "أريحا" ولذلك يعتبر
بعض الباحثين أنها أقدم مدينة في العالم ،والثار ل تدل على أنها مدينة بمعنى الكلمة وإنما تشير إلى بدايات
.استيطان النسان في دور وأبنية
الكنعانيون
إن أول آثار معروفة في فلسطين تعود لقوم يسمون بـ الكنعانيين وقوم آخرين يسمون بـ الموريين ،وهم
عبارة عن قبائل هاجرت من شبه جزيرة العرب واستقرت في الشام وفلسطين ،وأجمع على هذا المؤرخين
.الشرقيين والغربيين ،ولم يكن لليهود ذكر في هذا التاريخ
اليبيسيون
والقبائل العربية التي هاجرت من شبه جزيرة العرب نحو الشمال كثيرة ومتعددة وقد تفرقت هذه القبائل في
بلد الشام والرافدين وانتقل قسم منهم إلى مصر ،فكان "الكنعانيون" الذين سكنوا سهول فلسطين ومنهم
"اليبيسيون" وهؤلء استقروا في منطقة القدس وانقسم أقوام آخرون سكنوا الجبال وكانوا يسمون بـ
".الفينقيين" و"العموريين" ،ولذلك تسمى أرض فلسطين عند علماء الثار بأرض كنعان نسبة إلى الكنعانيين
بلست
إن أصل فلسطين اسم يعود للشعوب التي سكنت منطقة "بلست" جنوب فلسطين ،والتي هاجرت من جزر
البحر المتوسط ،حيث أمرهم رمسيس بعد أن صدهم عن دخول مصر بالرحيل إلى جنوب فلسطين في
منطقة "بلست" وقد نصت الكتب التاريخية والمقدسة بهذا وجاء اسم "بلست" بها .وعليه فقد سمي اهل هذه
المنقطة بالبلستنيين وصارت المنطقة تعرف بـ "بلستين" والذي تغير من الزمن حتى صار فلسطين .غير أن
هذه الشعوب جاورت الكنعانيين –السكان الصليين والكثر عدداً وحضارة – واندمجت معهم حتى ذابوا مع
.الشعب الصلي ولم يعد لهم أثر تاريخي يذكر
هجرة إبراهيم وذريته عليهم السلم
أورد التاريخ أن إبراهيم عليه السلم قد هاجر من العراق إلى فلسطين ،وأن ابني ابراهيم عليهم السلم
اسحاق واسماعيل قد ولدا في فلسطين ولكنهم من المهاجرين إليها ولم يكونوا مستوطنين بها وقد جاء في
القرآن الكريم أن يوسف بن يعقوب بن اسحاق عليهم السلم قد ذهب عبداً إلى مصر وقد مكنه ال فيها فأصبح
عزيز مصر ومن ثم طلب أباه يعقوب وأهله أن يلحقوا به إلى مصر ،وقد أخذ يعقوب جميع أهله وأبنائه
وأقام بمصر ولم يغادرها من بعد وهكذا انتهت هجرة هؤلء من فلسطين واستوطنوا مصر وقد أثبتت جميع
الوثائق التاريخية هذه الوقائع غاية في الدقة والتفاق وذرية يعقوب لم تكمل جيلً واحداً في فلسطين ،فل
!مكان لدعوى اليهود بأن فلسطين أرضهم بدعوى سكنى يعقوب بها فترة من الزمن
وقد دخل يوشع بن نون عليه السلم بقومه إلى أريحا ودارت معركة بينهم وبين قوم من الكنعانيين ،ففتحوا
أريحا وسكنوها فترة من الزمن حتى مات يوشع بن نون عليه السلم ،وتفرق اليهود من بعده وأرسل ال لهم
النبياء فكانوا يعصونهم بل ويقاتلونهم ،وهكذا تأصل الكفر في قلوبهم واعتادوا الشرك والفجور والمعصية
وحصل عليهم غضب ال تعالى وعقابه ،فتمكن منهم فيما بعد العماليق (الكنعانيين) وسلطوا عليهم ألواناً من
.العذاب والذل وأخذوا منهم المقدسات والموال
تولى داود عليه السلم الملك ونجح في توحيد السرائيليين مرة أخرى وقضى على الخلفات والحروب التي كانت
.بينهم ،واستطاع هزيمة اليبوسيين وتأسيس مملكة إسرائيل واتخذ أورشليم عاصمة (القدس) لمملكته
وبعد موت سليمان بن داود عليهما السلم عام 935ق.م انقسمت المملكة على نفسها ،فقامت يهوذا في القدس
ومملكة إسرائيل في السامرة ،ونشبت الخلفات والحروب بين المملكتين ،واستعانت كل منهما بملوك مصر أو
.آشور ضد الخرى ،مما أضعفهما معا وأضعف سلطتهما على السكان فعادت الضطرابات مرة أخرى
نبوخذ نصر
شن نبوخذ نصر الكلداني هجوما على فلسطين عام 597ق.م واستولى على القدس عاصمة يهوذا وأخذ ملكها
وعائلته ومعظم قادتها أسرى إلى العراق ،وأقام في القدس ملكا جديدا .وفي عام 586ق.م حاول بقايا اليهود
التمرد على سلطان بابل في فلسطين فعاد نبوخذ نصر وغزاها من جديد ،وفي هذه المرة دمر القدس وعادت
.فلسطين كنعانية عربية تابعة للعراق تستقبل هجرات العرب من سوريا والجزيرة العربية
وبسبب غزوات الشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون (586 - 1000
.ق.م) كانت حافلة بالخلفات والحروب والضطرابات
وتعتبر تلك الفترة من أهم فترات التاريخ الفلسطيني ،حيث يستند إليها اليهود في ادعائهم بأحقيتهم في العودة إلى
.فلسطين التي سموها أرض الميعاد
وهنا تجدر بنا ملحظة هذه الظاهرة المثيرة في شأن اليهود ،فهم يدعون أنهم شعب ال المختار وأن أرض ال
المباركة "فلسطين" أرضهم ،ولكن عندما تتاح لهم الفرصة للعودة إليها فهم ل يعودون ،وفي وقتنا الحالي ورغم كل
الذي يصنعه الكيان الصهيوني من تهيئة السبل وإقامة المستوطنات ومغريات وتسهيلت لليهود للهجرة إلى أرض
.فلسطين إل أن معظم اليهود ل يعيشون في فلسطين
وظلت فلسطين منذ تلك الفترة تعيش حالة من الحروب القلقل في ظل العديد من الدول مثل المكابيين والعرب
.النباط عام 90ق.م ،وظلت تابعة لعاصمتهم "البتراء" حتى احتلها الرومان
تمرد يهودي
حاول اليهود استغلل الحرية الدينية التي منحت لهم في القدس منذ عودتهم من السر البابلي في السعي لقامة
دولة خاصة بهم ،إل أن الحاكم الروماني بمساعدة سكان البلد العرب شن هجوما عليهم عام 71واحتل القدس
.وقتل عددا كبيرا من اليهود قبل فرارهم إلى سوريا ومصر والبلدان الخرى
ومن غرابة المر أن اليهود شاركوا مرة أخرى مع النصارى في معركتهم ،لن الفرس أثقلوا كاهل اليهود ولم
يمنحوهم شيئا مما طمع فيه اليهود من السيادة والملك في أرض القدس وفلسطين ،فكان أن قاتل اليهود بجانب
النصارى ضد الفرس وقد تلقى اليهود وعودا من النصارى بتمكينهم من القدس وفلسطين فيما لو قاتلوا بجانبهم ،
إل أن رجال الدين النصارى – بعد أن تمكنوا من الفرس وهزموهم – أعادوا إلى ذاكرة الرومان المجزرة التي قام
بها اليهود مع الفرس في قتل النصارى وعادوا يتذكرون هدم الكنائس ونهب الممتلكات ،فرفضوا العفو عنهم
وأصروا على هرقل أن يقتلهم .وقد فعل هرقل ذلك وقتل منهم خلق كثير وتشرد الباقين خارج فلسطين ولم يبق
.لهم ذكر في الرض المقدسة
ومن هنا ندرك طبع اليهود الخائن والمخادع ،فهم يبحثون عن المصلحة والمال أينما كانت ويدورون معها حيث
.دارت
نكث اليهود عقودهم مع المسلمين مرات عديدة حتى أجلهم عمر بن الخطاب رضي ال عنه من جزيرة العرب،
فكيف تؤمن عهودهم اليوم ؟
أجنادين
وأحرز عمرو بن العاص انتصارات كبيرة على الروم في معركة أجنادين عام 634وفتح فحل وبيسان واللد
ويافا ،وحينما تولى ثيودوروس أخو المبراطور الروماني هرقل قيادة الجيش الروماني أمر أبو بكر الصديق قائده
.خالد بن الوليد بالتوجه من العراق إلى فلسطين
اليرموك وطرد الرومان
توفي الخليفة أبو بكر الصديق وتولى الخلفة من بعده عمر بن الخطاب ،فأمر الجيوش السلمية الموجودة في
فلسطين بمواصلة القتال لستكمال الفتح ،وأمر خالد بن الوليد بتوحيد الجيوش السلمية في جيش واحد ،واشتبك
خالد مع الروم في معركة اليرموك التي شكل نصر المسلمين فيها لحظة حاسمة في تاريخ فلسطين ،إذ تم فيها
.طرد الرومان من الشام وتوجه جيش المسلمين إلى القدس حيث النصارى يتحصنون فيها
حصار القدس
على خلف اليهود فقد أظهر الروم شجاعة في موقفهم وثباتهم في القدس لكن أنى لهم الثبات أمام جيش المسلمين
وقوته ،حيث طال حصار القدس على المسلمين ،واستعصى فتحها حتى دام أربعة أشهر من الحصار قطع فيها
المسلمون عن الروم كل سبل النجاة ،وبعد ضيق شديد طلب البطريرك من المسلمين عبر الرسل أن يخبروه عن
صفات أميرهم في المدينة فأخبروه بصفات عمر بن الخطاب فطابق الوصف ما كان موجودا في كتبهم المقدسة،
فطلب المفاوضات مع قائد الجيش فجاءه أبو عبيدة فسأله البطريرك :لماذا تريدون فتح هذه البلدة المقدسة؟ إن من
قصدها يوشك أن يغضب ال عليه ويهلكه! فقال له أبو عبيدة :إنها بلدة شريفة وفيها عرج بنبينا إلى السماء فكان
قاب قوسين أو أدنى ،وهي معدن النبياء وقبورهم فيها ،ونحن أحق منكم بها ،ول نزال عليها إلى أن يملكنا ال
إياها كما ملكها غيرها ،فقال البطريرك :فما الذي تريدونه منا؟ فقال :واحدة من ثلث :إما السلم وإما الجزية
والصلح وإما القتال .فوافق البطريرك على الصلح لكنه اشترط أل يدخلها أحد قبل أمير المؤمنين عمر بن
.الخطاب
وقد كان منع اليهود من دخول القدس بطلب من النصارى لما عرفوا من شدة المصائب التي تأتي بسببهم ،فوافقهم
عمر ،ثم شهد على هذه العهدة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ،ومعاوية بن أبي
.سفيان
ومنذ ذلك الحين تدفقت القبائل العربية من سوريا والحجاز ونجد واليمن وسكنت الراضي الفلسطينية التي أصبح
.معظم أهلها مسلمين ،وأصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة
العهد الموي
كانت فلسطين في العهد الموي تابعة لدمشق يحكمها سليمان بن عبد الملك ،ومن أعظم آثار تلك الفترة قبة
الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان في الموضع الذي عرج منه النبي صلى ال عليه وسلم إلى السماء ليلة
السراء والمعراج ،والمسجد القصى الذي أتم بناءه الوليد بن عبد الملك وهو البناء الذي ما زال قائما حتى اليوم،
.ومدينة الرملة التي بنى فيها سليمان بن عبد الملك قصره الشهير والمسجد البيض
العهد العباسي
بعد انتهاء حكم الدولة الموية أصبحت فلسطين تابعة للدولة العباسية ،وزارها الخليفة المأمون وولده المهدي ،وفي
.ظل الدولة العباسية ازدادت عملية التعريب ونشأت أجيال جديدة نتيجة التزاوج بين الفاتحين العرب وأهل البلد
وفي عام 786م أصدر الخليفة هارون الرشيد رحمه ال قرارا بالسماح للمبراطور الروماني في بيزنطة "شرلمان"
بترميم كنائس القدس ،وسمح له كذلك أن يرسل البنائين والموال لبناء كنائسهم كما يريدون ،فبنيت الكنائس ثم
أصدر قرارا يقضي بفرض حماية لكل مسيحي يريد زيارة الماكن المقدسة المسيحية في القدس ،فصار جنود
.المسلمين يحمون الزائر المسيحي من أي أذى يمكن أن يصيبه حتى يقضي زيارته ويعود من حيث جاء
هل عرف التاريخ فاتحا أعظم من العرب والمسلمين؟ وانظروا إلى هذه السماحة والشهامة وقمة الخلق في
التعامل مع المسيحيين ،هل قابل الصليبيون هذا الحسان بمثله؟ وهل عرفوا معنى لرد الجميل والفضل لهله؟ إن
الوقائع تشهد مجتمعة بعكس هذا ونقيضه .ومن الغريب اليوم أن تجد أناس يثقون باليهود بل الغرب أن تجد من
النصارى من يثق باليهود وهم الذين يقولون على مريم عليها السلم قولً عظيما ،ويسبون المسيح ويقولون دجال
وكافر ،كيف يثقون بهم بعد هذا بينما نحن الذين نعظم النجيل ونعظم المسيح عليه السلم ؟
الطولونيون
وفي القرن الثالث الهجري ونتيجة لضعف قبضة الدولة العباسية على أجزاء كثيرة من فلسطين ،استطاع
الطولونيون الستقلل سياسيا عن الكيان العباسي والسيطرة على لبنان وسوريا ومصر وفلسطين .ومن الثار
الشهيرة خلل فترة حكمهم تحصين ميناء عكا .وما لبث أن عاد الصلح بين الطولونيين والعباسيين في عام 271م
.
القرامطة
يعتبر المؤرخون القرن الرابع الهجري قرنا للضطرابات السياسية ،فقد أغار القرامطة المتدفقون من الخليج
العربي على ديار الشام واحتلوا فلسطين بعد أن أحدثوا فيها كثيرا من الدمار والخراب .وبعد ذلك توالى على
.فلسطين أنظمة حكم متعددة من الخشيديين والسلجقة والفاطميين (العبيديين) ،فكان بحق قرنا للفوضى
الحملت الصليبية
عاد الحتلل الجنبي لفلسطين مرة أخرى مع نهايات القرن الحادي عشر الميلدي .وقد بدأت عمليات الشحن
المعنوي بخطبة للبابا أوربان الثاني سنة 1095طالب فيها العامة بتخليص قبر المسيح المقدس من أيدي المسلمين
.وتطهير القدس منهم
فقاد بطرس الناسك أولى الحملت العسكرية التي استمرت قرنين والتي عرفت باسم الحملت الصليبية لنها
اتخذت الصليب شعارا لها .وتحركت الحملة الشعبية نحو المشرق ولم تكن منظمة أو مدربة عسكريا لنها كانت
.من تنظيم الرهبان والبابا ،لذلك فقد ضمت بين صفوفها النساء والطفال وبلغ تعدادهم ثمانين ألفا
حيث وصلت الحملة إلى بيزنطا والتي كان يحكمها المبراطور البيزنطي الرثوذكسي وكان أصحاب الحملة من
الكاثوليك ،فلم يستطيعوا فتح بيزنطا ولكنهم عاثوا فسادا حول القسطنطينية فرأى المبراطور البيزنطي أن يتخلص
.منهم فجهز لهم السفن ليعبروا إلى تركيا ووجههم لقتال السلجقة الذين كانوا في حرب مستمرة معه
كان السلجقة على أهبة الستعداد لكونهم جيشا مدربا ومنظما ،فلم تصمد الحملة في وجه الستعداد السلجوقي
.وانتهت في بادئ أمرها وسحقت أمام القوة التركية
حملة المراء
في المرة التالية ولما زاد نفوذ البابا في أوربا وتعاظم شأنه عند الحكام والمراء ،نظم حملة المراء ،وتتكون من
المقاتلين المراء المدربين تدريبا عسكريا عاليا بالضافة إلى أحدث التقنيات والمعدات ،ولما وصلوا إلى بيزنطة
سهل المبراطور البيزنطي مرورهم عبر البوسفور ،ودارت معارك طاحنة بينهم وبين السلجقة التراك ولكن
السلجقة لم يستطيعوا الصمود أمام القوة البشرية الهائلة ،فسقطت "قونية" عاصمة السلجقة في الروم وتمزق
.السلجقة إثر هذه الهزيمة إلى خمس دول
وتابعت الحملة طريقها إلى "أنطاكية" شمال الشام ،فحاصروها فترة من الزمن وفي نفس الوقت تحرك الفاطميون
نحو فلسطين واحتلوا القدس وأخذوها من السلجقة مستغلين انشغالهم بمعاركهم ضد الصليبيين ،بل وقاموا بإرسال
!!التهاني للنصارى لحتللهم "قونية" وتشجيعا لهم لفتح "أنطاكية" وأرسلوا وفدا بذلك
وصل مزيد من القوات النصرانية إلى المنطقة بقيادية "جوديفري" إلى أنطاكية وانضم إلى الجيش المرابط ،ثم أخذ
جز ًء من الحملة الولى معه وتحرك باتجاه منطقة "الرها" وأبقى جزءً يتابعون حصار أنطاكية .وقد كانت الرها
منطقة شمال العراق يسكنها الرمن النصارى وقد أرسلوا إلى الجيش الصليبي لتخليصهم من الحكم السلمي
فوصل إليهم "جوديفري" بسرعة وأخرج الحامية المسلمة منها فكانت الرها أول مدينة تسقط بأيديهم .وبعد ذلك تابع
.جوديفري التقدم باتجاه الشام فسيطر على حمص وعلى حماة ووصل إلى بعلبك
وبعد حصار دام ستة أشهر تم فتح حصن أنطاكية على حين غرة من أحد الحراس الخائنين ،وبعد ثلثة أيام وصل
جيش جرار من العباسيين بقيادة "كربوغا" وحاصر الحصن وضيق الخناق على النصارى ومنعهم من الخروج
.منه ،وكان عددهم كبيرا فضاقت المور بهم كثيرا حتى قيل أنهم أكلوا لحم الكلب وبدؤوا بالنهيار
وفي هذه الثناء عمد قائد النصارى إلى حيلة من أجل رفع المعنويات فادعى أنه رأى المسيح في منامه وأنه
أرشده إلى حربة المسيح التي ل يهزم حاملها تحت أحد كنائس أنطاكية ،ونشر الخبر بين الناس وبالفعل حفر الناس
تحت الكنيسة المزعومة ووجدوا الحربة فالتهبت معنوياتهم للقتال ،وطلبوا من "كربوغا" أن يسمح لهم بقتاله ليحسم
أمر الحصار ،فوافق "كربوغا" على القتال المباشر في حين أن فريقا من جيشه خالفه الرأي ودب الخلف بين
.العرب والتراك ،لكن النصارى لم يلبثوا أن بدؤوا هجوما قويا فتقهقر الجيش العباسي وتفرق
سقوط القدس
وبهذه الهزيمة الثانية فقد فتح الطريق أمام الصليبيين للقدس ،فتقدمت جحافل الجيوش تريد القدس ولم تتلق أي
مقاومة تذكر ،فاحتلوا طرابلس وبيروت وصيدا ،وحاصروا القدس وضيقوا عليها وفي هذه الثناء وثلت إمدادات
جديدة من أوروبا تحتوي على آليات ومعدات حديثة لقتحام الحصون ،ودام الحصار اثنين وأربعين يوما ،انتهت
.باستسلم القدس للنصارى
المجزرة والنتهاك
دخل النصارى بكل وحشية ،وبدأ ذبح الناس في الشوارع دون تمييز ،وتكدس الناس في المسجد القصى يحتمون
به حتى تجمع ما يربو على مئة ألف من الشباب والشيبان والنساء والطفال ،منتظرين بفزع شديد ،ولم يكن للحاكم
.النصراني إل أن يصدر قراره بالذبح وبدء التقتيل في هذه الجموع بل تفرقة
وبعد هذه المجزرة قسم النصارى المسجد القصى أقساما فجعلوا الجزء الساسي منه كنيسة وخصصوا قسما آخر
!كمساكن للفرسان ،وآخر حولوه إلى مستودع للذخائر وجعلوا أروقة المسجد القصى اسطبلً للخيول
كلمة للتاريخ
وللنسان أن يقارن بين هذا البطش النصراني ،والفتح العُمري للقدس ،وليقارن بين السماحة السلمية في عهد
هارون الرشيد مع الكنائس والحجاج المسيحيين مع هذا العنف الرهيب ،ولينصف بعد ذلك من شاء أن ينصف،
!وليذعن للحقائق من شاء أن يذعن
فائدة تاريخية
الجهود الصلحية المخلصة ل تضيع سدى ،و ستؤتي ثمارها ولو بعد حين ،فالمام الغزالي والمام الطرطوشي
.رحمهم ال قد أشعلوا فتيل الحركة الصلحية ولم تؤتي ثمارها إل بعد مئة عام
كما أن الصلح ينبغي أن يتقدم الجهاد ،ونجد ذلك جليا في سياسة نور الدين زنكي حينما آثر الصلح
.القتصادي والجتماعي والقضاء على الفساد في أنحاء البلد ،وفيما بعد أعلن الجهاد
وفي هذه الثناء فقد دب الخلف بين الوزراء الفاطميين في مصر ،وقام أحد الوزراء "شاور" بالستعانة بنور
الدين زنكي على الباقين ،ولم يتردد نور الدين في مساعدته لكي يضم مصر إلى سلطته ويحكم السيطرة على
النصارى في فلسطين ،ولكن هذا الوزير الفاطمي ما فتئ أن خان جيش "شيركوه" مبعوث نور الدين ،واستعان
بالنصارى ضدهم ،وحصلت تقلبات كثيرة في مصر بسبب هذا الوزير الخائن وقد انتهى المر بقتله على يد
.صلح الدين اليوبي بعد أن ضمن حماية الخليفة العباسي "العاضد" من كيد الفاطميين
فائدة
لم يكن شيئا أضر على المسلمين من الخيانة التي قام بها أمراء المسلمين ،فقد باعوا كل شيء في سبيل بقائهم
.على كراسي الحكم ،وحتى تلك الكراسي لم تدم لهم .وهكذا هي سنة ال التي ل تتبدل
حصلت اضطرابات وانشقاقات بعد وفاة نور الدين زنكي على خليفته ،ولكن صلح الدين ما لبث أن جهز جيشه
من مصر وتحرك باتجاه الشام واستغل النصارى هذه الفرصة لمواجهته ،فدخل في قتال ضد النصارى من جهة
.وضد آل زنكي من جهة أخرى ،واستمر الحال 12سنة إلى أن وحد الشام تحت يده
وقد قام صلح الدين بإصدار المر إلى أخيه الذي وله على مصر ريثما يعود من رحلة توحيد الشام بأن يخرج
فورا لملقاة حشود الفاطميين الكبيرة ،وحدثت معركة كبيرة بين السنة والسماعليين وقد انتصر السنة انتصارا
.كبيرا وقضى "العادل" أخو صلح الدين على الفاطميين وأبادهم إبادة كاملة وبعدها لم تقم للفاطميين قائمة
وفي هذه الثناء قام ملك حصن الكرك المسمى بـ "أرناط" بإشغال صلح الدين عن حصن الكرك لنه يعتقد بأن
صلح الدين قادم إليه ل محالة ،فجعل يهاجم مكة والمدينة لتشتيت صلح الدين ،في نفس الوقت الذي يتجنب
صلح الدين فيه مواجهة شاملة مع النصارى لن الوقت لم يحن بعد ،لكن "أرناط" قام بخطأ فادح فقام بالهجوم
على قافلة للحجيج وغضب صلح الدين وأقسم بان يقتل "أرناط" بيديه انتقاما للحجيج -وتم له ذلك فيما بعد،-
وحينها قام صلح الدين بعمل هدنة مع النصارى في أنطاكية لتأمين الطريق من جهة أنطاكية وضمان عدم
وصول المساعدات فيما لو حصلت مواجهة شاملة مع النصارى ،وقد وقع خلف بين النصارى فاستغله صلح
الدين للتحريش بينهم ،ثم أرسل هجوما مباغتا إلى صفورية حيث تتجمع القوات النصرانية فباغتهم ليلً حيث سقط
.معظم النصارى قتلى أو أسرى
شعر باقي النصارى بالرعب الشديد ،وتجمعوا في صفورية مرة أخرى بتعداد 63ألف مقاتل تحت إمرة "قاي
لوس جنان" ولم يكن من رأي صلح الدين أن تكون المواجهة في صفورية لن طبيعة المنطقة الجغرافية لن تكون
في صالح جيشه المتعب ،فقرر أن يختار مكان المعركة بنفسه وذهب يستدرجهم لخراجهم من صفورية بقوات
.صغيرة لكنهم لم يستجيبوا
حينها قرر صلح الدين تغيير الخطة فقام بالهجوم على طبرية وهي منطقة رئيسية عند النصارى ،ولما رأى
النصارى ذلك دب الخلف بينهم بين مؤيد للخروج إلى صلح الدين وبين مؤيد للبقاء في نفس المكان لن صلح
الدين يريد استدراجهم ،ولكنهم استقروا على الخروج نحو طبرية لمواجهة صلح الدين ،في طريق وعرة جدا
وصيف شديد الحرارة ،وفي نهاية المر استطاع صلح الدين مواجهتهم بجيش تعداده 12ألف مقابل 63ألف
.مقاتل
دارت معركة حطين وبدأ القتال شديدا وقد عزل صلح الدين عنهم البار حتى ل يشربوا ،وضغط عليهم حتى
بث فيهم اليأس والقنوط وأحبط معنوياتهم ،حتى تحقق النصر للمسلمين بإطاحة خيمة الملك المنصوبة على قمة
.الجبل
دخل صلح الدين القدس وهلل المسلمون بذلك ورفع الذان بعد 91سنة من الحتلل الطويل ،وقد أمر صلح
.الدين بترميم القصى وقبة الصخرة فورا فبدأ العمل مباشرة لذلك
وقد طلب منه بعض المسلمين هدم كنيسة القيامة انتقاما لما فعله النصارى بالمسجد القصى ،فقال مستنكرا عليهم"
.أقرّها عمر وأهدمها أنا ؟!" فكان في غاية التسامح مع الديان الخرى
وقد بلغت الفرحة أرجاء بلد المسلمين وأقيمت الحتفالت لمدة شهر على عودة القدس بعد أن كان المسلمون
.يفقدون المل في عودتها
فائدة
ولعلنا نستفيد اليوم مما جرى بالمٍس ،فالمسلمون يكادون يفقدون المل مجددا من تحرير القدس مثلما كان الناس
قبل صلح الدين ،ولكن صلح الدين لم يكن ليقبل بمفاوضات رخيصة أو يتنازل عن جزء من القدس ،بل صبر
وجاهد حتى أكرمه ال بالنصر والفتح ،وكانت فترة احتلل القدس تزيد عن 91ومع ذلك لم يفقد صلح الدين
المل في استرجاعها ،وكذلك ينبغي على المة اليوم أن تفعل ومهما طال الزمن فيجب أن يستمر التصميم والعزم
.على إعادة كل شبر من التراب العربي ليدي المسلمين
وقد حصلت محاولت كثيرة بين صلح الدين والصليبيين للنتصار في هذا الحصار ،وفي هذه الثناء وصل وفد
ملوك النصارى من أوربا بعد ستة أشهر ،وقد قام حاكم عكا المسلم بالتفاوض مع النصارى تلك الثناء بدون أخذ
الذن من صلح الدين ،لكنه أصيب بخيبة أمل حينما أصر ملوك أوربا على عدم إعطائه المان فيما لو سلمها
.وعاد حاكم عكا عن فعلته محمسا الناس للجهاد
تعقدت الوضاع حول عكا وفشلت المفاوضات وفشلت محاولت الهجوم ،وبعد سنتان من الحصار والجوع
الشديد داخل عكا ،أرسل الحاكم يطلب التفاوض مرة أخرى حرصا على الرواح ،وقد وجد النصارى أنه من
.الحكمة قبول العرض بعد التعب الذي أصابهم ،وأرسلوا إلى حاكم عكا بذلك
دخل النصارى عكا وفوجئ المسلمون من جديد بنقض العهد ،فأسر النصارى جميع المسلمين بل ذمة ول عهد،
وقد أمر "ريتشارد قلب السد" حاكم انجلترا وقائد الجيش النصراني بقتل جميع أسرى المسلمين! في مذبحة فظيعة
.ومجزرة شنيعة استنكرها حتى المؤرخون الوربيون أنفسهم
واستمر ريتشارد بالتحرك فسقطت حيفا وقيسارية وغيرها ،وبدأ صلح الدين بالمفاوضات كسبا للوقت وانتظارا
لباقي قوات المسلمين التية من مختلف الجهات ،ولكن الجيش السلمي ما لبث أن انكسر أمام الجيش الوروبي
الضخم ،فأكمل النصارى طريقه نحو القدس فيما وقد سقطت اللد والرملة .وفي هذه الثناء فقد ترك صلح الدين
.كل شيء وذهب فورا للقدس لنه يعلم أنها هدف النصارى الول
وجد ريتشارد أن القدس محصنة بالكامل ،و وجد نفسه ل يستطيع التفكير في الخيار العسكري إطلقا ،فأمر
.ريتشارد بالنسحاب من القدس
وقد وجد ريتشارد نفسه في حيرة شديدة ،فصلح الدين ينتصر في كل المعارك الجانبية هنا وهناك ،و وجد
ريتشارد نفسه بل خيارات ،وفي هذه الثناء مرض ريتشارد وأرسل له صلح الدين الطباء والفاكهة ،حتى شفي
.من مرضه .وبدأت المفاوضات بين صلح الدين وريتشارد
أصر ريتشارد على أخذ القدس ،ورفض صلح الدين ذلك لن القدس للمسلمين ،وأصر على عدم تسليم القدس
مهما كانت الظروف ،وقطعت المفاوضات وأعلن الجهاد وإذا بالخبر يأتي من انجلترا أن أخو ريتشارد قد أخذ
البلد النجليزية لنفسه وأعلن نفسه ملكا ،وكان بقاء ريتشارد في ملكه أهم لديه من القدس ،فقرر العودة سريعا
.إلى انجلترا
حرك صلح الدين جيوشه نحو يافا ففتحها ،و وجد ريتشارد نفسه في مأزق لنه غير قادر على الستمرار في
ل عنالقتال بعد أن أعلن صلح الدين الجهاد ،وقرر التفاوض مرة أخرى مع صلح الدين لكن هذه المرة متناز ً
القدس ،فوافق صلح الدين فورا لنها فرصته الوحيدة ،ووقع الهدنة مع إيمانه بأن الجهاد أولى ،وتمت المعاهدة
.باسم "صلح الرملة" ،لكنها كانت هدنة مؤقتة لمدة ثلث سنين وثلث شهور ،ولم تكن دائمة
وبهذا هدأت المور في فلسطين وانتشر المن بين الناس ،وصار النصارى يدخلون بلد المسلمين كما أن
.المسلمين يدخلون بلد النصارى بسبب الهدنة ،واستقر صلح الدين بعد أن غادر ريتشارد
.توفي صلح الدين في عام 1193م بعد مرض استمر 12يوما فقط .رحمه ال تعالى
وتبعت بعد ذلك فترة من الخيانات والتمزق والتفرق الذي أصاب المة ،فكان الخليفة يستعين بالنصارى ضد
.أقربائه من اليوبيين ويسلمهم القدس وما يريدون ،ويقاتل شعبه على ذلك
وقد سقطت القدس في هذه الثلثين سنة تقريبا ثلث مرات في أيدي النصارى ،كلها بسبب الخيانات التي يقوم بها
.الحكام ضد بعضهم البعض
العهد العثماني
انتصر العثمانيون على المماليك في معركة مرج دابق بالقرب من حلب عام 1516ودخلوا فلسطين التي أصبحت
.تابعة للحكم العثماني منذ ذلك الحين ولمدة أربعة قرون
وبعد هذا النتصار انتبه السلطان سليم الول لتحركات اليهود الخطيرة في فلسطين فأصدر فرمانا "قانونا" في ذات
السنة يحرم هجرة اليهود إلى سيناء وإلى فلسطين ،لنه أحس بتوجههم للسيطرة مجددا على الرض المقدسة ،
.وسمح لهم بان يسكنوا ما شاؤوا من الراضي العثمانية فيما عدا سيناء وفلسطين
يهود الدونمة
لكن اليهود لم يلبثوا على هذا الوضع طويلً ،وظهر أول تنظيم لهم في عام 1665م على يد يهودي تركي اسمه
"شبتاي تاسفي" فأعلن بداية حركة يهودية في تركيا ،وبدأ يجمع اليهود التراك ،وقد زاد به المر أن خرج في
مظاهرات صاخبة في تركيا ،عندها أمر السلطان بالقضاء على هذه الحركة ،ولما رأى زعيمهم ذلك أمرهم بأن
يفعلوا كما فعل قرناؤهم في أوروبا فأمرهم بالتظاهر بالسلم ونشأت حركة يهودية خبيثة اسمها "يهود الدونمة"
.وسارع أتباع هذه الحركة بمساعدة من رجال المال بالتغلغل في المناصب العثمانية الكبيرة
نابليون في فلسطين
في الشهر السابع من عام 1798م استطاع نابليون أن يكتسح أوروبا ويحتل مصر ،وانكشف له الضعف الشديد
.الذي حل بالعثمانيين ،وتحرك فورا لحتلل فلسطين من دون مقاومة تذكر
غير ان بريطانيا التي كانت ذات نفوذ أوسع آنذاك ،قامت بتحريك أسطولها الكبر على مستوى العالم نحو فلسطين
واحتدم الصراع من ثلث قوى ،نابليون والبريطانيين والعثمانيين ،حتى وصل نابليون إلى عكا وفرض عليها
حصارا وما لبث البريطانيين أن دعموا العثمانيين ضد الفرنسيين لضعاف الطرفين ،فصمد العثمانيون أمامه ثلثة
أشهر ،وبعدها اعلن نابليون بيانا يدعو فيه اليهود في أوروبا ومختلف انحاء العالم للستيطان في فرنسا ،وكان
.يقصد أن يكسب الدعم اليهودي ،وتم له ذلك .فنابليون هو أول من وعد اليهود بأخذ فلسطين
.وانتهت حقبة نابليون بوباء خطير أصاب جيشه ،مما اضطره إلى النسحاب إلى مصر ثم إلى فرنسا
شعرت بريطانيا من طرفها بهذه القوة الجديدة في منطقة الشام ومصر ،وكعادتها في دعم الضعيف لسقاط القوي
والضعيف معا ،قامت بالتدخل عسكريا في سوريا للضغط على الحكم المصري حتى ل يتوسع أكثر من ذلك ،
غير أن أحداثا كانت تدور في بريطانيا حيث قام رجل العمال اليهودي "روتيايد" بمصاهرة ضابط في قصر ملكة
انجلترا واسمه "موشيه مونتيبوري" وبهذه عقد التحالف بين المال والسلطة ،وبدأ هذا الضابط ينظم أول حملة
.ظاهرة لستيطان اليهود في فلسطين
وبعد ذلك بعامين كان عدد اليهود قد ازداد حتى وصل إلى 1400يهودي ،وفي روسيا التي كانت تحت حكم
قيصر روسيا السكندر الثاني حصلت مؤامرات خطيرة ،ذلك أن اليهود كانوا يدبرون لغتيال القيصر ولكنه
استطاع أن ينجو من العملية وقام على أعقابها بحركة قمعه وانتقام شديد من اليهود حيث أجبرهم على الهجرة من
روسيا ،وظهرت حركة تسمى "ألل سامية" أي العداء لي شيء من أصل سامي (أصل اليهود) .وقد ظهرت
مشكلة كبيرة في مكان لجوء هؤلء المليين من اليهود في روسيا ،ومن هنا قامت الدول الوربية باسترحام الدولة
العثمانية لكي تسمح لليهود بالهجرة إليها ،وتحت التسامح السلمي سمح السلطان عبد الحميد الثاني بذلك بشرط
عدم سكنى فلسطين .ومن هنا كان أول ظهور لمريكا على الساحة حيث تدخل وعاتب السلطان عبد الحميد الثاني
على هذا الشرط ،ولكن رد السلطان عليه بقولته "إنني لم أسمح لليهود بالستقرار في فلسطين ما دامت دولة
".الخلقة العثمانية قائمة
وبعد حصول أول صدام مسلح بين فلحين فلسطينيين ومستوطنين يهود ،أحس السلطان عبد الحميد الثاني بالخطر
فأصدر مرسوما يقضي بمباشرته إدارة فلسطين بنفسه ،وبدأ يضغط على اليهود لحملهم على مغادرة فلسطين لكن
الدول الوروبية كانت تمارس ضغوطا عليه للسماح لهم بالستقرار في فلسطين بشكل فردي دون إنشاء
مستعمرات .لكن رده كان أن أصدر القانون العثماني الذي يقضي بمنع الهجرة اليهودية الجماعية إلى الراضي
.العثمانية ومنع بيع الراضي لليهود
في العام 1896م ظهر في الساحة السياسية اسم "ثيودور هرتزل" اليهودي والذي أعلن تأسيس رابطة الستعمار
اليهودي في فلسطين وأصدر كتابه "الدولة اليهودية" داعيا فيه إلى إقامة دولة في فلسطين ،فإن لم يتمكن اليهود من
.أمر فلسطين فستكون الدولة اليهودية الجديدة في الرجنتين
ولوضع الرجنتين خيارا بديلً دلئل منها أن اليهود لم يكونوا واثقين من قدرتهم على التغلب على ثبات موقف
الدولة العثمانية وهذا يشير إلى قوة نوايا السلطان العثماني وصدقه وصلبة موقفه ،والمر الخر أن فلسطين لم
تكن ذات قداسة مخصوصة لدى اليهود ،بل كانت غايتهم إقامة دولة فقط ،بدليل وجود البديل وهذا يسقط دعواهم
.بأحقيتهم بأرض فلسطين وأنهم السكان الصليون لها .وإل لما وضعوا خيارا آخر
وفي العام التالي – 1897م – حدثت الحرب العثمانية اليونانية التي أفلست الدولة العثمانية ،وتحرك هرتزل فجمع
مليين اليهود وعرض على السلطان عبد الحميد الثاني تبرعا يهوديا ضخما مقابل السماح بهجرة اليهود إلى
فلسطين ،لكن رده الصارم القوي الرافض أفجع اليهود في العالم ،وأدرك هرتزل استحالة دخول فلسطين في ظل
وجود عبد الحميد ،فأعلن عن أول مؤتمر صهيوني في مدينة "بازل" في سويسرا برئاسته وأنشأ فيه المنظمة
.الصهيونية العالمية .ثم توالت المؤتمرات الصهيونية بعد ذلك
أقام اليهود المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن وأعلن هرتزل أن انجلترا هي الدولة التي تفهم حركة اليهود ويجب
أن تمد يد العون لهم ،فاستجابت بريطانيا ومارست ضغطا شديدا على السلطان عبد الحميد الثاني للغاء قانون منع
.الهجرة اليهودية ولكنه أصدر قانونا باستمرار هذه القوانين غير انه سمح لهم بالستيطان في شمال فلسطين فقط
واستغل اليهود هذا القانون وقامت موجة هجرة يهودية عام 1903م واستقرت في فلسطين ،ومات هرتزل بعد ذلك
.بعام واحد قبل ان يحقق مآربه
وفي أثناء ذلك استمرت هجرة اليهود لشمال فلسطين حيث تم إنشاء مستعمرة كبيرة ،وكان للسلطان عبد الحميد
الثاني جهود بالنهوض بالدولة العثمانية لدراكه لحركة اليهود والمساندة الوربية لهم ،فقام ينهض بالدول العربية
وربطه ببعضه حيث قام بإنشاء سكك حديدية تربط بين الحجاز والشام وتركيا ،وضاق اليهود ذرعا بما يعمل
فقرروا التآمر ضده والقضاء عليه .فتحرك اليهود من داخل الدولة التركية نفسها من خلل "جمعية تركيا الفتية"
.والتي كان لها ذراع يسمى "جمعية التحاد والترقي" وكان من زعماء هذه الجمعية مصطفى كمال أتاتورك
وقد استطاعت هذه الجمعية من خلل البرلمان التركي أن تجمع حولها مجموعة من زعماء العثمانيين وعزلت
السلطان عبد الحميد الثاني قضاءً ،وعينت هذه اللجنة سلطانا آخر بحيث يكون الحكم الفعلي للجمعية .وقد تركز
.النفوذ في الحكومة التركية بأيدي ثلثة وزراء يهود
وبعد ذلك بستة أشهر قامت ثورات شعبية تعترض على هذا التشكيل اليهودي الواضح فقتلت بعض زعماء الحرب
وأعادت السلطان ،غير أن اليهود أوعزوا لـ "مصطفى كمال" الذي كان يدير الجيش للتحرك لقمع الثورة ،وفعلً
احتل الجيش عاصمة الخلفة وأسقط السلطان مرة ثانية وتم نفيه للخارج ،وتم بذلك تثبيت حكم اليهود في تركيا.
.وتم إصدار مجموعة قوانين منها السماح بالهجرة اليهودية والسماح لليهود بشراء الراضي
وبعد أن اوضحت له بريطانيا ذلك ،حصلت بعض الخلفات إل أن بريطانيا أصرت على تأجيل المباحثات حين
انتهاء الثورة والقضاء على التراك في المنطقة ،وفي نفس الوقت كانت تعد بريطانيا محادثة سرية بخبث ودهاء ،
فقد أبرمت اتفاقية أخرى مع فرنسا في 1916م وهي من أخطر المؤامرات التي مرت على العالم العربي وسميت
بـ "سايكس بيكو" تم التفاق فيها على التالي :يتم تقسيم المنطقة العربية بحيث تكون العراق لبريطانيا وكذلك
الردن ومنطقة حيفا وما حولها في فلسطين ،وأما سوريا ولبنان فستكونان لفرنسا وأما فلسطين فستوضع تحت
.إشراف دولي
وفي 1/6/1916م تم إعلن الثورة العربية الكبرى بتحالف معلن بين العرب والنجليز ضد الدولة العثمانية،
وأعلنت الجمعيات في الشام تأييدها هذه الثورة ،وقد كان الخطأ الكبير الذي وقع فيه العرب هو ثقتهم في بريطانيا
وأملهم بها لتعطيهم الحرية من التراك ولكنها في نفس الوقت تخطط لحتلل الرض العربية .وقد انكشفت اتفاقية
".سايكس بيكو" في إحدى الصحف المصرية إل أن بريطانيا أرسلت تطمئن الشريف حسين بنفي كلم الصحف
وتحركت الثورة واستطاع لورانس مع مجموعة من القوات العربية بقيادة الشريف فيصل بن الشريف الحسين أن
يقطعوا الصحراء العربية وسقط ميناء العقبة -الذي يشكل عقبة في طريق النجليز لحتلل الشام -في يد العرب،
وسارع لورانس إلى القاهرة ليخبر الجنرال "اللنبي" بذلك حيث أصبح الطريق ممهدا أمام النجليز وبالفعل تحرك
النجليز إلى الشام ،وفي هذه الثناء كانت بريطانيا تعقد حلفا ثالثا – إضافة إلى حلفها المعلن مع العرب والسري
مع الفرنسيين – مع المنظمة الصهيونية العالمية للتفاق على مستقبل فلسطين ،وبمنتهى الدهاء كانت بريطانيا
.تخطط على ثلث محاور
وعد بلفور
استطاع الجيش العربي بقيادة الشريف فيصل والجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي أن يدخل فلسطين معا ،ثم
تسابقا نحو دمشق ودخلها في يوم واحد أيضا .وكانت هذه بوادر خير للعرب غير أنه في هذه الثناء تصدر
بريطانيا على لسان وزير خارجيتها الصهيوني النصراني "بلفور" وعده المشؤوم في 2/11/1917م بإقامة وطن
.قومي للشعب اليهودي في فلسطين
كان هذا أمرا مذهلً وعجيبا للعرب ،حيث أن بريطانيا أعطت الوعد قبل أن تدخل القدس أو تنهي احتللها
فلسطين .ولم يكتم العرب غضبهم لسياسة بريطانيا وتصريحاتها وقام الشريف فيصل بمفاوضات شديدة مع
.النجليز للتراجع عن التصريحات وتبرير النوايا التي بدت ظاهرة للعيان
ويحلل السياسيون موقف العرب آنذاك بعدة أسباب منها ضعف وضع العرب العسكري والسياسي الذي ل يؤهلهم
لخوض الحلول العسكرية ،وكان العرب يعتبرون بريطانيا حليفة لهم لكونها شاركتهم في طرد التراك ،بالضافة
إلى خروج بريطانيا من الحرب العالمية الولى كأعظم دولة في العالم ولم يكن للعرب قدرة على المواجهة بعد
هذه الحرب الكبيرة وإعلن السلم في أنحاء العالم ،أضف إلى ذلك ضعف التجربة السياسية لدى العرب فهم ضلوا
.تحت حكم التراك لفترة طويلة بعيدين عن السياسة وإدارة الدولة
ثورات فلسطينية
في عام 1920م قامت ثورة فلسطينية عظيمة بدأت تهاجم النجليز واليهود الذين بدروا يستفزون العرب والمسلمين
ويتبجحون بأن فلسطين لهم ،وقضي على الثورة وحكم على زعمائها بالسجن 15سنة ،وزادت المور شدة حين
قام مؤتمر يدعى "سان ريمون" وأنهى أعماله بالمصادقة على وعد بلفور بدلً من تأييد الحق العربي ،وكلف
المؤتمر بريطانيا بالنتداب على فلسطين فانقلب نظام الحكم في فلسطين من حكم عسكري إلى إدارة مدنية وعين
وزير الداخلية البريطاني اليهودي "هيربرت صمويل" باسم أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين فشرع فورا
بتنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين ،بإعلن السماح ببيع الراضي لليهود ،وإصدار طوابع فلسطينية كتب
.عليها باللغة العربية والعبرية والنجليزية
وفي عام 1921م قامت ثورة إسلمية كبرى في يافا وانتشرت إلى شمال فلسطين وصار المسلمين يهاجمون اليهود
.في كل مكان ،لكن النجليز قمعوا الثورة وأخمدوا الثورة بعد أسبوع فقط من قيامها
وعلى الصعيد السياسي فقد قامت القيادة الفلسطينية السياسية بإرسال وفد إلى "تشرسل" وزير المستعمرات
.النجليزية للتفاوض معه على إلغاء وعد بلفور لكن ذلك لم يجد نفعا
النتداب البريطاني
بعد ذلك تحرك المسلمون لتجميع صفوفهم على يد الشيخ أمين الحسيني رحمه ال ،فأسس المجلس الشرعي
السلمي العلى ،وقابلت بريطانيا هذا بإصدار الكتاب البيض في 1922م بعد ان عرضته على الجمعية
الصهيونية العالمية وأخذت موافقتها عليه ويشمل الكتاب دستورا لفلسطين ومن أهم بنود الكتاب أن النتداب
البريطاني غير قابل للتغيير وأن وعد بلفور ثابت ل يقبل التفاوض .وتم رفع المر إلى عصبة المم – هيئة المم
المتحدة -فأصدرت صك النتداب البريطاني العالمي عن فلسطين وتم بذلك توقيع عالمي على ان بريطانيا هي
.التي تحكم فلسطين
وبعد ذلك بثلث سنوات تم النتهاء من بناء الجامعة العبرية وقدم "بلفور" وزير الخارجية البريطاني لفتتاح
.الجامعة فثار الشعب الفلسطيني وعم إضراب كامل احتجاجا على الزيارة وعلى إنشاء الجامعة العبرية
ثورة البراق
تحت ظل الحماية البريطانية لليهود قام اليهود وهجموا على المسجد القصى واحتلوا الجانب الغربي عند حائط
البراق وأعلنوه من مقدساتهم ،فقامت ثورة عظمى في العام 1929م في كل أرجاء فلسطين وقام النجليز مرة
أخرى بقمع الثورة ،وفي ظل هذه الوضاع تحركت القيادة السياسية العربية لتهدئة الوضاع وطالبت الفلسطينين
.بالتهدئة وانتهت الثورة وسيطر النجليز على مجريات المور
ولكن لم تعمد بريطانيا إلى التهدئة بل قامت بعقد محاكمات صورية لبطال الثورة وأصدرت أحكاما بالسجن المؤبد
على قادتها ،ثم سمحت بازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين ،وأدت هذه الحداث إلى أمرين :اشتعال العداء بشكل
كبير تجاه اليهود والنجليز والقبال المتزايد على الدعوات الجهادية ،وفقدان المل في تخلي بريطانيا عن
.المشروع الصهيوني وإيقاف هجرة اليهود إلى فلسطين
وقد استمرت المحادثات السياسية وانتقل الوفد إلى لندن بقيادة الحاج موسى الحسيني وقد حاول الحاج إقناع
النجليز بضبط الهجرة وتحت هذا الضغط الشديد وتحت التهديد بقيام ثورة على النجليز وإعلن الجهاد وافق
النجليز على إعلن إلغاء وعد بلفور وأعلن ذلك رسميا ولكن الهجرة استمرت ولم ينقطع التسليح المكثف لليهود،
.فلم يكن هذا العلن إل صوريا فقط
شكل العام 1934م البداية الحقيقة لتهويد القدس وتم التفاق الكامل على خطة تفصيلية بين النجليز واليهود
لستيطان القدس ،وقمع أي محاولة لتهديد هذا المخطط أو إفشاله .في نفس العام الذي بدأ فيه الشيخ أمين الحسيني
.بقيادة الحركة الجهادية علنا
وتل ذلك موجة من الرفض العربي لهذا القرار لكن بريطانيا لم تلتفت لهذا ،ولم تعر له أي وزن ،فعادت كتائب
القسام للجهاد من جديد وحرك عبد القادر الحسيني مجموعاته الجهادية وتم اغتيال مناصب رفيعة في الجيش
.البريطاني كما تم إعلن الجهاد في كل أرجاء فلسطين مرة أخرى
وأخيرا أصدرت المم المتحدة قرارها المشؤوم بتقسيم فلسطين إلى دولتين بموافقة الثلثان وبدعم أمريكي روسي،
.ورسمت خريطة التقسيم لتجعل لليهود النصيب الكبر من مساحة فلسطين
تبعا لذلك أعلنت منظمة الهاجاناة دعوة جميع الشباب اليهودي لللتحاق بالخدمة العسكرية ،واحتدمت الصراعات،
فقامت أمريكا بإعلن حظر السلح على العرب حتى ل يتسرب إلى الفلسطينيين .وقامت بذلك مظاهرات
واحتجاجات عارمة في أرجاء الوطن العربي ،وقررت جامعة الدول العربية صرف مساعدة عسكرية تقدر بعشرة
آلف بندقية وأربعة آلف متطوع فقط ،في مقابل تبرع يهود المريكان لليهود في فلسطين بمبلغ 250مليون
.دولر
أحداث النكبة
قام الشيخ عبد القادر الحسيني بالتوجه بقواته البسيطة إلى القسطل ،بعد أن سخر منه قادة جامعة الدول العربية
وطالبوه بعدم الذهاب لنهم اوكلوا المر "للجنة عسكرية عليا" فتركهم وذهب بقواته غاضبا ،ولما وصل القسطل
ضرب عليها حصارا وشن هجوما كاملً على القرية وانتهت المعركة بتحريرها واستشهاد الشيخ عبد القادر
الحسيني ،وبعد ذلك بيوم بادرت قوات الهاجاناة فاستعادت احتلل القسطل واحتلت قرى أخرى ،وفي نفس هذا
اليوم قامت عصابات الهاجاناة بقيادة "بيجن" رئيس الوزراء فيما بعد ،بمهاجمة قرية دير ياسين قرب القسطل ،وبعد
.قتال عنيف استطاع الهاجاناة احتللها وأحدثت فيها مجزرة عظيمة يندى لها جبين البشرية
ولم يصدر عن العالم أي ردة فعل ،سوى ما قامت به بعض الحركات الجهادية التي انطلقت من مصر تهاجم
.اليهود في منطقة النقب في صحراء النقب جنوب فلسطين فقتلوا عددا منهم وجرحوا عددا آخر
إعلن إسرائيل
في يوم 1948\5\14م غادر المندوب السامي البريطاني القدس تمهيدا للعلن دولة إسرائيل ،وفور مغادرته
أعلن بن جوريون في تل أبيب دولة إسرائيل في الساعة الرابعة عصرا ،وبعدها بدقائق أعلن الرئيس المريكي
.ترومان اعتراف أمريكا بإسرائيل
حرب 48
وكانت الجيوش العربية قد تأهبت لدخول فلسطين ولكن بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين .وفور انسحاب القوات
البريطانية قررت الجيوش العربية الدخول ولكن معظم الدول العربية كانت خاضعة لبريطانيا .وأحد جيوش هذه
الدول كان رئيس أركانها ضابط بريطاني .وقبل الشروع في حرب 1948م أصدرت القوات العربية قرارات
:تقتضي
.1إلغاء منظمة الجهاد المقدس.
.2ألغاء جيش النقاذ وإلغاء الهيئة العليا.
.3نزع السلح من الفلسطينيين لحصر المعركة في القوات الرسمية فقط.
وبدأت الحرب يوم 1948\5\15م وكانت الجيوش العربية مكونة من 24ألف مقاتل بأسلحة قديمة مقابل 70ألف
مقاتل يهودي مدربين ومسلحين ،وبعد الدخول لفلسطين من قبل القوات العربية استطاعت استرجاع مدن فلسطينية
من اليهود وأبلى المسلمون فيها بلء حسنا .وفي 5\22وجه مجلس المن نداء لوقف إطلق النار وضغطت دول
عظمى على القوات العربية لوقف إطلق النار فأذعنت وتم إيقاف النار ،وأمرت الدول العربية قواته بالهدنة يوم
1948\6\11م لمدة 4أسابيع ،وبعد انتهاء الهدنة استؤنف القتال ولكن تفاجأت الدول العربية بالسلحة المتطورة
التي بحوزة اليهود ،واستمرت الحرب حتى الهدنة الثانية يوم 1984\7\15م بعد أن أعلنت الدول العربية مجتمعة
الموافقة على إيقاف جميع عملياتها العسكرية وهكذا كانت النكبة العظمى وعاد المجاهدون من حيث أتوا فاستقبلتهم
.دولهم بإيداعهم في المعتقلت والسجون
وبعد هذا التاريخ ظلت تتساقط المدن الفلسطينية في يد اليهود مرة أخرى .كما اعترفت معظم الدول العربية
.بإسرائيل بعد الهدنة بأشهر قليلة
وكان من نتائج الحرب ان فقد العرب أراضي إضافية ولم يستطيعوا تحرير الراضي المحتلة عام 67م كما
ارتفعت معنويات الجندي العربي الذي تحطمت في مخيلته أسطورة إسرائيل التي ل تقهر وأسفرت المفاوضات
عن فتح باب المحادثات السلمية مع إسرائيل مقابل النسحاب وتخلى العرب عن "لءات" الخرطوم (ل للصلح ل
( .للستسلم ل للتفاوض
النتفاضة الولى
في عام 1987م قام الفلسطينيون بإحياء النتفاضة الولى ضد إسرائيل وكان سلحهم فيها هو الحجارة ،وقد أبدى
الطفال الفلسطينيون بسالة كبيرة فيها ،وقد شملت النتفاضة جميع فئات الشعب الفلسطيني وكانت بحق انتفاضة
شعبية عارمة ،قوبلت بالقمع السرائيلي حيث بدأت تطلق النار على الفلسطينيين أمام كاميرات التصوير فاستنكر
العالم ذلك وأدان العنف السرائيلي المشين ،قامت إسرائيل بعدها بالتوسع في مصادرة الراضي وهدم المنازل
والعتقالت العشوائية ،واستمرت المقاومة بالساليب الشبه سلمية كاستعمال الحجارة والزجاجات الحارقة ،ثم
.أضافت النتفاضة سلح المقاطعة القتصادية لي بضاعة اسرائيلية فألحق ذلك خسائر ضخمة على إسرائيل
وفي تلك الثناء كانت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بياسر عرفات تحاول أن تدخل في مفاوضات مباشرة مع
أمريكا وإسرائيل ،فأشترطت عليها إسرائيل رفع يد الردن عن الضفة وقامت المنظمة بالضغط على ملك الردن
حتى وافق على تبعية الضفة للمنظمة إلى حين بدء المفاوضات مع إسرائيل ،وقام عرفات بعد أن وافق المجلس
الوطني على قرار تقسيم فلسطين بالعلن عن دولة فلسطينية مستقلة ،ولكنها كانت غير حقيقية فلم يلتف له أحد،
وسافر إلى المم المتحدة كذلك بعد عام من النتفاضة حينما حصل إضراب شامل في فلسطين ،وأعلن اعترافه
.بإسرائيل وبقرارات المم المتحدة وبتخليه عن الرهاب
اتفاق أوسلو
وفي يوم 13/9/1993م أعلن عن توقيع اتفاق "أوسلو" للسلم والذي تعترف فيه منظمة التحرير بإسرائيل رسميا
بمقابل أن تعطي إسرائيل منظمة التحرير حق الحكم الذاتي في غزة والضفة الغربية على أن يتم في المرحلة
.الولى تسليم غزة ومدينة واحدة في الضفة للسلطة الفلسطينية وهي مدينة أريحا
واجتمعت الفصائل الفلسطينية المعارضة لهذا التفاق في دمشق وأعلنت تيارا فلسطينيا معارضا لمنظمة التحرير
ومن بين أعضاء هذا التيار حماس والجهاد السلمي والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية وغيرهم ،في الحين
.الذي أعلنت فتح تأييدها للتفاق
مذبحة جنين
قام الجنرال شاؤول موفاز بقيادة عمليات قتل وحشية وجماعية في جنين ونابلس ،كما منعت اسرائيل دخول
.الصحفيين ول حتى سيارات السعاف فتسببت في موت الجرحى
وأدت هذه إلى غضب واستنكار عالمي ،فقطعت العراق النفط ،وفي تونس انفجرت سيارة مفخخة قرب معبد
.يهودي ،وكذلك نشب حريق هائل في السفارة السرائيلية في فرنسا
.وفي الداخل الفلسطيني كانت المقاومة عنيفة في جنين فاستطاعت قتل 13جندي اسرائيلي
وتم اغتيال صلح شحادة مؤسس الكتائب في عام 2002م ،كما اعترفت أمريكا بالقدس عاصمة لسرائيل في
،نفس العام
ابتداء بناء الجدار العازل 2004\1\5م
اغتيال مؤسس الحركة (حماس) الشيخ أحمد ياسين 2004\3\22م
واغتالت كذلك د.عبدالعزيز الرنتيسي في أقل من شهر بعد اغتيال الشيخ أحمد