You are on page 1of 4

‫عن جريدة التجديد ليوم الخميس ‪ 5‬مارس ‪2009‬‬

‫لماذا يرفض رجال التعليم تقويم الداء المهني‬


‫أحدثت دليل تقييم أداء موظفي قطاع التعليم المدرسي الذي تقوم الوزارة‬
‫بتنزيله إلى النيابات ضجة كبرى بمختلف الجهات‪ ،‬بسبب ما اعتبره المهنيون‬
‫غموض يلفه وكذا غياب الموارد البشرية والمكانيات المادية لتنزيله بشكل‬
‫عادي‪ ،‬كما أن العديد من الطر الدارية وهيئة المراقبة التربوية أعلنوا رفضهم‬
‫القاطع تطبيق الدليل خصوصا وأنه يحتوي معايير فضفاضة وغير دقيقة‪.‬من‬
‫جهة أخرى أجمعت النقابات التعليمية المحاورة لوزارة اخشيشن على رفضها‬
‫للدليل في صيغته الحالية‪،‬وتبرأت منه عبر بيانات صادرة عن المكاتب الوطنية‬
‫لغلب النقابات ‪ ،‬وطالب محمد البرودي نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية‬
‫لموظفي التعليم خلل لقاء جمع الوزارة بممثلي أربع نقابات أول أمس‬
‫الثلثاء بسحب الدليل فورا الموقف نفسه عبر عنه عبدالعزيز إيوي الكاتب‬
‫العام للنقابة الوطنية لتعليم والبشير الحسيني عضو المانة الوطنية للجامعة‬
‫الوطنية للتعليم ومحمد سحيمد عن الجامعة الحرة للتعليم‪.‬‬

‫الدليل كاد أن يفجر العلقة بين الوزارة والنقابات‬

‫إجماع النقابات على ضرورة سحب الدليل المذكور فاجأ المكلف بالكتابة‬
‫العامة عبدالحفيظ الدباغ‪ ،‬هذا الخير أكد أن مسألة إيقاف تطبيق الدليل‬
‫بمثابة قرار سياسي يحتاج إلى استشارة مع المسؤولين في إشارة إلى وزير‬
‫القطاع وكاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي‪،‬لكن ممثلي الجامعة الوطنية‬
‫لموظفي التعليم طالبوا ببعض التوضيحات خصوصا وأن الوزارة لزالت تروج‬
‫عبر مسؤوليها القليميين والجهويين بأن النقابات التعليمية مساهمة في دليل‬
‫التنقيط‪،‬لكن تعنت ورفض المكلف بالكتابة العامة لقطاع التعليم المدرسي‬
‫أدى إلى تشنجات مما أدى إلى انسحاب وفد الجامعة الوطنية لموظفي‬
‫التعليم ليتم بعدها توقيف أشغال اللجنة الموسعة بطلب من النقابات الثلث‬
‫وتم التفاق على عقد اللقاء المقبل يومه الخميس ابتداء من السادسة‬
‫مساء‪.‬وهو الموعد الذي سيكون حاسما بحسب العديد من المصادر النقابية‬
‫فإما سحب الدليل وإما التصعيد النضالي خصوصا وأن الساحة التعليمية‬
‫تغلي‪،‬آخرها تنظيم وقفة احتجاجية بأكايمية فاس شارك فيها أزيد من ‪1300‬‬
‫مدرس(ة)‪.‬‬

‫للمفتشين رأي‬
‫من جهته يرى الستاذ مولود أجراوي مفتش بالتعليم البتدائي بمراكش الحوز‬
‫أن الشبكة التقويم تحتوي على عدد كبير من المؤشرات يحرم عملية التأطير‬
‫والمراقبة من بعدها التأطيري و يفرض عليها الستعانة بديداكتيك لعبة‬
‫اللوطو‪ ،‬مضيفا أن الشبكة التقييمية ل تفرق بين من يعمل بالوسط القروي ‪،‬‬
‫حيث القسام المشتركة بل متعددة الشتراك والوسائل الديداكتيكية‬
‫المتجاوزة والمرافق الضرورية المنعدمة‪ ،‬وبين من يعمل بالوسط الحضري‬
‫الذي يتوفر لديه الحد الدنى مما ذكر ‪ ،‬فأين مبدأ تكافؤ الفرص بين‬
‫المقيمين( بفتح الياء)‪ ،‬الذي يتغنى به الدليل ‪ .‬وأوضح أجراوي أن بعض‬
‫المؤشرات يصعب تقييمها لنها تتعلق بالجانب الوجداني خ الموقفي‬
‫خالسلوكي‪ ،‬وهذا الجانب ل يمكن الحكم عليه إل من خلل المصاحبة‬
‫والمعايشة للمقيم ‪ .‬كما هناك وحدات دراسية ومكوناتها ل تنطبق عليها بعض‬
‫مؤشرات التقييم كوحدة التربية السلمية ‪ ،‬عندما تشترط الشبكة النطلق‬
‫من وضعية مشكلة ‪ ،‬مضيفا أن تم وضع شبكة واحدة لهيأة التدريس بكل من‬
‫البتدائي والثانوي ‪ ،‬رغم خصوصيات كل سلك دراسي ‪ ،‬كما أن الشبكة‬
‫وصغت مؤشرات لتقييم الكفايات المستهدفة من النشطة خلل الجلسة‬
‫التقييمية على الرغم من أن كل الدبيات التربوية تقر بأن الكفايات هي‬
‫أهداف بعيدة المدى ول يمكن ل تحقيقها ول تقييمها من خلل حصة واحدة ‪،‬‬
‫كما أنه غاب عن واضعي الشبكة أن التقييم وفق مدخل الكفايات ينتظمه‬
‫التدرج من التخطيط إلى التنفيذ إلى التقويم ‪.‬‬

‫وهو رأي يشابه رأي الستاذ مبارك الكجديحي عضو نقابة مفتشي التعليم‬
‫الذي يرى أن خضوع كل موظف للترابية الدارية عند التقييم حسب منطوق‬
‫ديباجة الدليل‪ ،‬ينتفي بالنسبة للطر العاملة في مؤسسات التعليم الثانوي‬
‫العدادي والتأهيل‪ ،‬بينما يحترم في المؤسسات البتدائية‪ .‬وختم أن الوزارة‬
‫استعجلت تمرير هذا الدليل ‪،‬دون إخضاعه للتجريب الشامل وفي كل‬
‫الكاديميات ولفترة معقولة حتى تستخلص ما يمكن استخلصه من ثغرات‬
‫وشوائب ونقائص ‪ ،‬حجتها في ذلك أن ترقية موظفيها برسم سنتي‬
‫‪2008/2009‬سوف تتأثر بانتهاء الصفة والمهلة القانونية للجن الثنائية في‬
‫منتصف شهر ماي ‪ ،‬وهي حجة في نظرنا بعيدة عن الحقيقة‪،‬لنه يمكن اعتماد‬
‫المعايير السابقة إلى حين إدخال التعديلت الضرورية على شبكات التقييم ‪.‬‬

‫توترات‬

‫يرى الكثير من المدرسين أنهم كانوا ينتظرون من الوزارة أن تصلح البنيات‬


‫التحتية وترقية المستحقين الذين يعملون منذ السبعينات بدل وضع شبكات ل‬
‫تلئم الواقع الحالي ـ ويقول رضوان الرمتي أستاذ التعليم البتدائي في هذا‬
‫الصدد إن دليل التنقيط الجديد طرح مؤشرات ل يتحمل الواقع التربوي‬
‫قياسها بأي حال من الحوال لسباب عديدة منها على سبيل المثال انعدام‬
‫التكوينات حيث أن الغالبية الساحقة من الذين سيقومون بالتقييم يجهلون‬
‫هذه المصطلحات (المترجمة ) فضل عن استعمالها في التقييم وهذا شيء‬
‫مضحك مبك في آن واحد‪ ،‬واستعمال نقط الحذف في بعض المؤشرات مما‬
‫سيفتح المجال للتأويلت غير المنتهية ‪ .‬كما ورد مثل في شبكة تقييم المدير‬
‫للستاذ في تقويم التعلمات‪ :‬الخبار الفوري بنتائج التقويم (المتعلمون ‪،‬‬
‫المهات والباء‪ ،)...‬إعطاء صلحية واسعة للذين سيقومون بالتقييم وهذا‬
‫سيفتح المجال أمام الفراط في استعمال السلطة فنتائج التنقيط السنة‬
‫الماضية بينت هذا بشكل واضح وبالنسبة لهذه السنة فقد اتسع مجال النقطة‬
‫الدارية مما يخلق مجموعة من التوترات‪ ،‬و احتساب التغيبات دونما الشارة‬
‫هل التغيبات المبررة أم غير المبررة مما سيفسر بطرق متباينة‪.‬‬

‫للوزارة رأي‬

‫‪ .‬لكن عزيز التجيتي عضو لجنة معايير التنقيط ومسؤول بمديرية الموارد‬
‫البشرية أكد بصفته مقررا لشغاال اللجنة أنه شارك في كل الجتماعات وتابع‬
‫مختلف اللقاءات التي تمت في موضوع شبكة التنقيط ودليل التقييم سواء‬
‫مع ممثلي النقابات أو مع جهات أخرى‪ ،‬أن إدارة قطاع التعليم المدرسي قد‬
‫اختارت الستشارة في مختلف القضايا التي تمس نساء ورجال التعليم عبر‬
‫آلية الحوار مع شركائها الجتماعيين‪ ،‬وهذا الختيار يضفي مصداقية أكبر على‬
‫القرارات المتخذة في القطاع‪،‬وأشار المصدر إلى أن لجنة مشتركة تشكلت‬
‫بين الدارة والنقابات التعليمية الكثر تمثيلية بالقطاع للشتغال على معايير‬
‫التنقيط والترقية‪ ،‬واستغرقت أشغال هذه اللجنة أزيد من سنتين‪ .‬حيث أصبح‬
‫موضوع تقييم الداء يعني اللجنة بكاملها وليس الدارة وحدها‪ ،‬وهو المر الذي‬
‫تجسد في اللقاءين التجريبيين (ماي ‪.)2008‬ثم عقدت اللجنة اجتماعين‬
‫آخرين‪ ،‬الول في يوليوز ‪ 2008‬تمحور حول تقييم ما تم الشتغال عليه‪،‬‬
‫والثاني كان في أكتوبر ‪ 2008‬حيث تم تقديم الصيغة النهائية لدليل تقييم‬
‫الداء‪ ،‬غير أن ممثلي النقابات المشاركة في اللجنة طالبوا بتأجيل البت‬
‫النهائي في الدليل إلى اجتماع آخر بدعوى انتظار ما سيسفر عنه الحوار‬
‫الجتماعي الوطني بخصوص تعديل المرسوم المتعلق بمسطرة التنقيط‪،‬‬
‫وتقديم بعض الملحظات الضافية كتابة‪.‬واستجابة لهذا المطلب‪ ،‬تم تأجيل‬
‫البت النهائي في الشبكات إلى غاية اجتماع ‪ 19‬نونبر ‪ 2008‬الذي كان هو‬
‫المحطة الخيرة في الحوار حول هذا الملف‪.‬‬
6/3/2009

You might also like