Professional Documents
Culture Documents
الشروع المريكي لنشر درع مضاد للصواريخ ف أوروبا الشرقية ،إن أصبح من المكن وضع حد
عندما أعلنت إدارة الرئيس بوش عن مططها لنشر صواريخ ومطات رادار مضادة للصواريخ ف
بولندا والتشيك ،كان السوغ الذي وظفته أن الدرع بات ضروريا لماية أوروبا (وحت أمريكا)
من توجهات 'الدول الارجة عن القانون الدول' ،مثل إيران ،بل وإيران على وجه الصوص،
الروس ،بالطبع ،ل يبتلعوا السوغ المريكي ،واعتبوا الشروع سعيا سافرا لتغيي موازين
القوى ف أوروبا ،لن الدرع المريكي قد يتطور ف الستقبل لعل القوة الروسية الصاروخية غي
ذات صلة بسابات القوة .ما تستبطنه رسالة أوباما ،إذن ،أن ادارته يكن أن تتفاوض مع
موسكو لياد حل مرض للخلف حول الدرع الصاروخي (بدون التوكيد على الستعداد للغائه) ،إن
تعاونت روسيا مع واشنطن والعواصم الغربية الخرى لاصرة البنامج النووي اليراني (وربا
توجيه ضربة عسكرية له ف الستقبل) .هذا عرض سافر من إدارة أوباما لبرام صفقة مدودة مع
.الروس ،بغض النظر عن التصريات الروسية والمريكية الت نفت الديث عن مثل هكذا صفقة
ف موازاة تداول العلومات حول رسالة أوباما ليدفيديف ،كانت وزيرة الارجية المريكية
هيلري كلينتون تعرب لنظيها الماراتي عن تشاؤمها من جدوى عقد مباحثات أمريكية -إيرانية
(وهي الباحثات الت وعد با أوباما أثناء حلته النتخابية) .كما أكدت كلينتون ف مباحثاتا
مع القادة السرائيليي على أن واشنطن ستتشاور مع حلفائها ،سيما الدولة العبية ،قبل أن
هذا كله متوقع ،ولكن الهم جاء ف حديث السناتور جون كيي ،رئيس لنة العلقات الارجية ف
ملس الشيوخ ،أمام الكونغرس المريكي .قال كيي (والذي ينظر إليه باعتباره كان الجدر بنصب
وزارة الارجية من كلينتون) ،أن السياسة المريكية تاه البنامج النووي اليراني يب أن ل
تقتصر على عقد باحثات مباشرة مع طهران ،بل يب أن تعمل على حشد الرادة الدولية ضد
.إيران ،قبل أن تبدأ مثل هذه الباحثات .تصور كيي يصلح تفسيا لرسالة أوباما ليدفيديف
يكن بالطبع فهم السباب الت تدعو إل التقارب بي واشنطن وموسكو؛ فالوضاع ف أفغانستان وما
حولا ليست جيدة على الطلق ،وهناك حاجة سياسية وجيوبوليتكية لتعاون روسيا مع حلف الناتو
ف أفغانستان؛ ول يعد مكنا ،من جانب آخر ،تاهل الوزن الروسي الائل ف حقلي النفط والغاز.
ولكن الهم ،أن الزمة الالية /القتصادية تدفع الوليات التحدة إل وضع ل يسمح بغامرات
عالية مكلفة .وما ينطبق على العلقات المريكية مع روسيا ،ينطبق أيضا ،بل وبدرجة أعلى
.وأكثر إلاحا ،على العلقات مع الصي
ل تتبلور سياسة إدارة أوباما تاه إيران ف صورتا الخية بعد؛ ولكن هناك من البوادر ما
يشي إل أن واشنطن تسعى إل حشد عالي سياسي ودبلوماسي ،با ف ذلك روسيا والصي ،قبل انطلق
الباحثات المريكية -اليرانية .الدف المريكي لن يرج عن هدف إدارة بوش :تجيم البنامج
إن فشلت الباحثات ف تقيق الدف المريكي ،فل يب استبعاد قيام الوليات التحدة بتوجيه ضربة
عسكرية ليران ،أو السماح للدولة العبية بتوجيه مثل هذه الضربة .ولكن الهم ،أن الشد
والواضح أن عددا من الدول العربية قد حدد موقفه من إيران منذ زمن ،ول يتطلب مزيد
القناع للصطفاف ف التحالف الاري تشكيله ضدها .بالرغم من الستهجان العربي الواسع لطاب
الطار العام للمشكلة هو ف ما بات يعرف بالطموحات التوسعية اليرانية ،التوسعية بالعن
ولبنان) .هذه الطموحات تصطدم بطموحات ماثلة من دول عربية ل تقل وزنا وتأثيا عن إيران
(مثل مصر والسعودية) ،تعتقد أن إيران ،غي العربية ،قد تاوزت منذ زمن حدود مصالها
الشروعة ف النطقة العربية .طهران ،من ناحيتها ،تستغرب مثل هذه القاربة لدورها العربي،
بينما يري السكوت عن تدخلت أمريكية وأوروبية ل تنتهي ،تس بسيادة دول النطقة جيعا،
وبصالها وثرواتا
الصفحة الرئيسة حول الوقع شروط الستخدام للتواصل بنا حقوق النشر
--------------------------------------------------------------------------------
تقارير إخبارية منتدى العصر قضية وآراء حوار العصر ملفات ساخنة الثقافة والدب
مكينة البحث
:البحث عن
العنوانالادة ف:
بث متقدم
متارات العصر
أوباما وسياسة الجوم الدبلوماسي :الواقعية ف مواجهة القائق الغرافية السياسية 1/2
مصطفى فرحات
إبراهيم العسعس
جال سلطان
يوسف شلي
قائمة الراسلة
:اسـك
:البـريد
إزالــة إضافة
العصر برعاية
ملة العصر » منتدى العصر
نسخة للطباعة
اكتب رأيك
اخب صديقك
اتصل بنا
ّة
:قيم هذه الاد
ل تتبلور سياسة إدارة أوباما تاه إيران ف صورتا الخية بعد؛ ولكن هناك من البوادر ما
يشي إل أن واشنطن تسعى إل حشد عالي سياسي ودبلوماسي ،با ف ذلك روسيا والصي ،قبل انطلق
الباحثات المريكية -اليرانية .الدف المريكي لن يرج عن هدف إدارة بوش :تجيم البنامج
النووي اليراني ،وإيقاف عملية تصيب اليورانيوم على وجه الصوص .إن فشلت الباحثات ف تقيق
الدف المريكي ،فل يب استبعاد قيام الوليات التحدة بتوجيه ضربة عسكرية ليران ،أو السماح
للدولة العبية بتوجيه مثل هذه الضربة .ولكن الهم ،أن الشد المريكي ل يشمل روسيا والصي
ف رسالته إل نظيه الروسي قبل أسابيع ،أشار الرئيس أوباما إل إمكانية إعادة النظر ف
الشروع المريكي لنشر درع مضاد للصواريخ ف أوروبا الشرقية ،إن أصبح من المكن وضع حد
عندما أعلنت إدارة الرئيس بوش عن مططها لنشر صواريخ ومطات رادار مضادة للصواريخ ف
بولندا والتشيك ،كان السوغ الذي وظفته أن الدرع بات ضروريا لماية أوروبا (وحت أمريكا)
من توجهات 'الدول الارجة عن القانون الدول' ،مثل إيران ،بل وإيران على وجه الصوص،
الروس ،بالطبع ،ل يبتلعوا السوغ المريكي ،واعتبوا الشروع سعيا سافرا لتغيي موازين
القوى ف أوروبا ،لن الدرع المريكي قد يتطور ف الستقبل لعل القوة الروسية الصاروخية غي
ذات صلة بسابات القوة .ما تستبطنه رسالة أوباما ،إذن ،أن ادارته يكن أن تتفاوض مع
موسكو لياد حل مرض للخلف حول الدرع الصاروخي (بدون التوكيد على الستعداد للغائه) ،إن
تعاونت روسيا مع واشنطن والعواصم الغربية الخرى لاصرة البنامج النووي اليراني (وربا
توجيه ضربة عسكرية له ف الستقبل) .هذا عرض سافر من إدارة أوباما لبرام صفقة مدودة مع
.الروس ،بغض النظر عن التصريات الروسية والمريكية الت نفت الديث عن مثل هكذا صفقة
ف موازاة تداول العلومات حول رسالة أوباما ليدفيديف ،كانت وزيرة الارجية المريكية
هيلري كلينتون تعرب لنظيها الماراتي عن تشاؤمها من جدوى عقد مباحثات أمريكية -إيرانية
(وهي الباحثات الت وعد با أوباما أثناء حلته النتخابية) .كما أكدت كلينتون ف مباحثاتا
مع القادة السرائيليي على أن واشنطن ستتشاور مع حلفائها ،سيما الدولة العبية ،قبل أن
هذا كله متوقع ،ولكن الهم جاء ف حديث السناتور جون كيي ،رئيس لنة العلقات الارجية ف
ملس الشيوخ ،أمام الكونغرس المريكي .قال كيي (والذي ينظر إليه باعتباره كان الجدر بنصب
وزارة الارجية من كلينتون) ،أن السياسة المريكية تاه البنامج النووي اليراني يب أن ل
تقتصر على عقد باحثات مباشرة مع طهران ،بل يب أن تعمل على حشد الرادة الدولية ضد
.إيران ،قبل أن تبدأ مثل هذه الباحثات .تصور كيي يصلح تفسيا لرسالة أوباما ليدفيديف
يكن بالطبع فهم السباب الت تدعو إل التقارب بي واشنطن وموسكو؛ فالوضاع ف أفغانستان وما
حولا ليست جيدة على الطلق ،وهناك حاجة سياسية وجيوبوليتكية لتعاون روسيا مع حلف الناتو
ف أفغانستان؛ ول يعد مكنا ،من جانب آخر ،تاهل الوزن الروسي الائل ف حقلي النفط والغاز.
ولكن الهم ،أن الزمة الالية /القتصادية تدفع الوليات التحدة إل وضع ل يسمح بغامرات
عالية مكلفة .وما ينطبق على العلقات المريكية مع روسيا ،ينطبق أيضا ،بل وبدرجة أعلى
ل تتبلور سياسة إدارة أوباما تاه إيران ف صورتا الخية بعد؛ ولكن هناك من البوادر ما
يشي إل أن واشنطن تسعى إل حشد عالي سياسي ودبلوماسي ،با ف ذلك روسيا والصي ،قبل انطلق
الباحثات المريكية -اليرانية .الدف المريكي لن يرج عن هدف إدارة بوش :تجيم البنامج
إن فشلت الباحثات ف تقيق الدف المريكي ،فل يب استبعاد قيام الوليات التحدة بتوجيه ضربة
عسكرية ليران ،أو السماح للدولة العبية بتوجيه مثل هذه الضربة .ولكن الهم ،أن الشد
والواضح أن عددا من الدول العربية قد حدد موقفه من إيران منذ زمن ،ول يتطلب مزيد
القناع للصطفاف ف التحالف الاري تشكيله ضدها .بالرغم من الستهجان العربي الواسع لطاب
ً عربية تنظر بالفعل إل إيران
الساواة بي الطر اليراني والطر السرائيلي ،فإن دول
الطار العام للمشكلة هو ف ما بات يعرف بالطموحات التوسعية اليرانية ،التوسعية بالعن
ولبنان) .هذه الطموحات تصطدم بطموحات ماثلة من دول عربية ل تقل وزنا وتأثيا عن إيران
(مثل مصر والسعودية) ،تعتقد أن إيران ،غي العربية ،قد تاوزت منذ زمن حدود مصالها
الشروعة ف النطقة العربية .طهران ،من ناحيتها ،تستغرب مثل هذه القاربة لدورها العربي،
بينما يري السكوت عن تدخلت أمريكية وأوروبية ل تنتهي ،تس بسيادة دول النطقة جيعا،
.وبصالها وثرواتا
ليس لذا الدل من ناية ،ول هو مرشح لسم منطقي؛ فكل الطرفي ،العربي واليراني ،ل يريد أن
يأخذ البنية التاريية للذات والطرف الخر ف العتبار .القيقة أن هناك دول
ً توسعية
بطبيعتها ،بتكيبها الين -الوراثي ،إن صح التعبي؛ دول ولدت توسعية ،وستبقى دائما
.توسعية ،بغض النظر عما إن كان تكونا كدولة يعود إل عقود أو إل قرون من الزمان
ولدت إيران الديثة من رحم تول الطريقة الصفوية إل حركة سياسية -شيعية مسلحة ،ل تسع إل
نشر الذهب وحسب ،بل وفرض سيطرتا على الفضاء الواسع من حولا ف مدينة ولدتا تبيز .وحت
بعد هزائمها الكبى أمام السلطنة العثمانية ،وبعد انيار السللة الصفوية ف مطلع القرن
الثامن عشر ،ورثت كل الدول اليرانية الركزية التالية النزعة التوسعية ذاتا ،الت دفعت
.أحيانا بدافع طائفي ،وأحيانا بدوافع قومية ،وأحيانا أخرى بدوافع جيوبوليتكية
مصر هي دولة إقليمية توسعية ،اكتسبت عاصمتها من لظة نشأتا طابع العاصمة المباطورية .ول
يكبح طموحات مصر القليمية إل خلل فتة قصية من تاريها العربي -السلمي ،عندما أصبحت
ولية عثمانية .وما إن تول حكمها ممد علي ف مطلع القرن التاسع عشر ،حت عادت مصر
بعد عقود من الحتلل البيطاني ،استعاد عبد الناصر لصر دورها القليمي ،الدور الذي بدا أن
الرئيسي السادات ومبارك قد تليا عنه .ولكن الواقع أنه حت والقيادة الالية تؤكد على
الطابع الوطن الصري للنظام ،فإن مصر ل تستطيع تاهل دورها ونفوذها القليميي كلية؛
.التجاهل الذي أثار غضب الستاذ ممد حسني هيكل مؤخرا ف لقاء حرب غزة مع قناة الزيرة
وبالرغم من أن الملكة العربية السعودية كدولة ل تتلك ثقل مصر السكاني ول الدور
التاريي ،فإنا ل تقل طموحا؛ ليس فقط لنا مركز الرمي الشريفي ،بل أيضا لن ولدتا كانت
نتاجا لتوأمة دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب وطموحات السرة السعودية ،التوأمة الت
طموحات هذه الدول القليمية ونظرتا لذاتا ودورها ،تصطدم اليوم كما ل تصطدم منذ رست
خارطة الشرق العربي -السلمي الديث ف أعقاب الرب العالية الول .ولن اصطدامها يمل
أبعادا تتعلق بصال الدولة العبية وسياساتا ،وبصال الوليات التحدة والقوى الغربية الخرى
وسياساتا ،فإن هذا الصطدام ينذر بعواقب وخيمة لكافة أطرافه ،وأعباء ثقيلة الوطأة على
.الشعوب القدية الت تقطن هذه النطقة من العال منذ مئات وآلف السني
إيران ،الت يقوم نظامها السياسي على أسس طائفية ،ل يكن أن تستمر ف لعب الورقة الطائفية
ف جوارها العربي (الذي يارس بعض من دوله سياسات تييز طائفية أيضا) .حل الشكال الطائفي
ل يبدو مكنا ف القريب العاجل ،لن أنظمة النطقة ف أغلبها تعاني مشاكل مزمنة مع شعوبا
وجاعات هذه الشعوب .ولكن ذلك ل يعن أن توظيف اللف الطائفي ف التدافعات القليمية يكن أن
وعلى إيران أن تدرك أن سعيها إل توسيع نفوذها ف العراق خلل حقبة ضعف استثنائية ف تاريه
الرئيسية مطالبة أيضا بإدراك الوانب اليابية ف السياسة اليرانية ،سيما ف لبنان وفلسطي،
حيث يكن للدور اليراني أن يصب ف صال الشعبي اللبناني والفلسطين وف صال شعوب الشرق
اللفات العربية -اليرانية ف لبنان وفلسطي أغلبها خلفات وهية ،ويكن للملموس والقيقي
فيها أن ينظم ويوضع ف حجمه القيقي .ولكن العرب ل يكنهم الشاركة ف تالف ما يستهدف حربا
سياسية أو عسكرية على إيران .كان السكوت على غزو العراق وتدميه كارثة كبى على النطقة
.وعلى النظام العربي الرسي؛ وليس ثة حرب يكن التنبؤ بتفاقماتا ومطة نايتها
إقليميا ،كما دوليا ،ليس ثة من صراع أثقل وطأة وأكب تكلفة من اصطدام مصال وإرادات
القوى ذات الطموحات الت تتجاوز حدودها الوطنية .ولكن هذا الصطدام ليس حتميا دائما؛
وعندما تبدأ بوادره ف الظهور ،فإن تنظيمه عقلنيا وبراغماتيا ليس بالمر الستحيل .الطر
يكمن ف تاهل أسس هذا الصطدام ،ف تاهل قواه الدافعة ف الانبي ،وتاهل الثر الذي تتكه
.دينامياته .والشرق العربي -السلمي مشرف على ماطر جة من هذا القبيل