You are on page 1of 25

‫السمو‬

‫الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله‬


‫القرني‬
‫القدمة‬

‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال ‪ ،‬وعلى آله ومن واله ‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن علو ال مة و سو الروح مطلب شر عي ومق صد إن سان‪ ،‬أج ع عل يه العقلء‪،‬‬
‫واتفشق عليشه العارفون ‪ ،‬والطالب العاليشة أمنيات الرواد‪ ،‬ول يعششق النجوم إل‬
‫صفوة القوم ‪ ،‬أ ما الناك صون التخاذلون ف قد رضوا بالدون ‪ ،‬وألتم هم الما ن‬
‫حت جاءهم النون ‪ ،‬فليس لم ف سجل الكارم أسم ‪ ،‬ول ف لوح العال رسم‪.‬‬
‫وقد أردت بكتاب هذا إلاب الماس‪ ،‬وبث روح العطاء ‪،‬وإنذار النائمي بفيالق‬
‫ال صباح‪ ،‬وال صيحة ف الغافل ي ‪ ،‬و قد قلت لقل ب وأ نا أر سله بكتا ب‪) :‬اذْهَ بْ‬
‫بِكِتَابِي َهذَا فََألْقِهْ إليهمْ ُثمّ َت َولّ عَْن ُهمْ فَانْ ُظرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) (النمل‪. )28:‬‬
‫فيا أحفاد الفاتي ‪ ،‬ويا سللة البرار ‪ ،‬ويا بقية الباة‪ ،‬حانت النطلقة الكبي‬
‫والوث بة العظ مي‪ ،‬و قد عر ضت سفينة النجاح ‪ ،‬ونادي منادي الفلح‪ ( :‬ارْكَ بْ‬
‫مَعَنَا وَل تَكُنْ َمعَ الْكَافِرِينَ)(هود‪ :‬من الية ‪.)42‬‬
‫فهل من سامع وهل من ميب ؟‌ ‌‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫بسم ال نبدأ‬

‫اللهم لك المد لكن أجله وأعظمه ‪ ،‬ولك الشكر لكن أحسنه وأجله‪ ،‬ولك‬
‫الثناء لكن أكمله وأته‪ ،‬ولك الدح لكن أبلغه وأحله‪ ،‬والصلة والسلم على‬
‫الصفوة الصطفي‪ ،‬والسوة الرتضي‪ ،‬والسيف النتضي‪ ،‬وأديت حقوق ‪ ،‬وعلى‬
‫آله وصحبه ‪ ،‬ومن سار على نجه‪ ،‬واقتفي أثره إل يوم الدين‪.‬‬

‫لاذا السمو؟‬

‫اخترت لكم هذا العنوان ليوافق سوكم‪ ،‬ويناسب قدركم‪ ،‬وييي جهادكم ‪،‬‬
‫ويهتف بسجاياكم‪ ،‬ولنكم من أهل ( السمو) أحببت أن أحدو لكم حداء‬
‫البطال‪ ،‬وأن أتفكم يا صفوة الرجال‪ ،‬لتسافر المال ‪ ،‬ال أفاق اللل‪ ،‬ولنكم‬
‫أبناء الفاتي‪ ،‬وأحفاد الجدين‪ ،‬وسللة القادة‪ ،‬وبقية البرار‪ ،‬حرصت على‬
‫إلاب همكم الاضية‪ ،‬والشادة باماتكم العالية‪ ،‬وعزائمكم السامية ‪:‬‬
‫فتال لو أن السماء صحيفة‬
‫با الشكر يروي والثناء يرتب‬
‫وأشجارنا القلم والبحر حبنا‬
‫ونن طوال الدهر نلي ونكتب‬
‫لا بلغوا ف كنه شكرك درة‬
‫ولو دبوا فيك الديح وأغربوا!‬
‫***‬
‫تية السمو‬

‫هذ مقطوعة ‪ ،‬السك من أريها فواح‪ ،‬والبلبل من نغمتها صداح‪ ،‬نديها ال أهل‬
‫الصلح والفلح والنجاح‪:‬‬
‫كل شهم منكموا رمز فتوة‬
‫السما تروي ال الرض سوه‬
‫هم لو أن للدهشششر با‬
‫معهدا ل يلك الدهر عتوه‬
‫غيكم ف لوه قد جحت‬
‫نفسه يهوي با سبعي هواة‬
‫وأراكم صفوة صادقة‬
‫فيكم الق وآثار النبوة‬
‫دعوة بل صحوة بل وثبة‬
‫ف صفاء ووفاء وأخوة‬
‫ولنكم أهل الصلح والفلح‪ ،‬وأحفاد أب بكر وعمر وعثمان وعلى ‪ ،‬ومنكم‬
‫خالد وعمرو وسعد والقداد‪ ،‬ومنكم الجدون والصلحون‪ ،‬قلنا لكم ف بطاقة‬
‫سلم‪:‬‬
‫حيث الشهامة مضروب سرداقها‬
‫بي النقضي من عفو ومن نقم‬
‫وللرسالة أنوار مقدسة‬
‫تلو البغيضي من ظلم ومن ظلم‬
‫وللخوة آيات تنص لنا‬
‫على الفي من حكم ومن حكم‬
‫وللمكارم أعلم تعلمنا‬
‫مدح الزيلي من بأس ومن كرم‬
‫وللعل ألسن تثن مامدها‬
‫على الميدين من فعل ومن شيم‬

‫برقيات عاجلة‬

‫يا أصحاب سو العال إل العزيز العال جل ف عله‪ ،‬بإيانم وجهادهم وصبهم‬


‫ودعوتم‪:‬‬
‫• لا أنذر النمل وحذر ودعا بن جنسه سطرت ف حقه سورة من سور‬
‫القرآن ‪ ،‬فخذوا من النمل ثلثا‪ :‬الدأب ف العمل‪ ،‬ومولة التجربة‪،‬‬
‫وتصحيح الطأ‪.‬‬
‫• لا أكمل النحل طيبا ووضع طيبا‪ ،‬أوحي ال إليه وجعل له سورة‬
‫باسه ف الذكر الكيم ‪ ،‬فخذوا من النحل ثلثا‪ :‬أكل الطيب‪ ،‬وكف‬
‫الذي‪ ،‬ونفع الخريت ·‬
‫• لا تلت هة السد وظهرت شجاعته سته العرب مائة أسم‪ ،‬فخذوا‬
‫من السد ثلثا‪ :‬ل ترهب الواقف‪ ،‬ول تاعاظم الصوم‪ ،‬ول ترض‬
‫الياة مع الذل‪.‬‬
‫• لا سقطت هة الذباب ذكر ف الكتاب على وجع الذم ‪ ،‬فاحذروا‬
‫ثلثا ف الذباب‪ :‬الدناءة‪ ،‬والسة‪ ،‬وسقوط النلة‪.‬‬
‫• لل هزت العنكبوت وأوهت بيتها ضربا بيتها مثلً للهشاشة‪،‬‬
‫فاحذروا ف العنكبوت ثلثا عدم التقان ‪ ،‬وضعف البنيان‪ ،‬وهشاشة‬
‫الركان‪.‬‬
‫• ولا تبلد المار ضرب مثلً لن ترك العمل ول ينفعه ‪ ،‬فاحذروا ثلثا‬
‫ف المار‪ :‬البلدة‪ ،‬وسقوط المة وقبول الضيم‪.‬‬
‫• ولا عاش الكلب دنيئا لئيما ضرب مثلً للعال الفاجر الغادر الكافر‬
‫فاحذروا ثلثة ف الكلب‪:‬‬
‫كفر الميل وخسة الطباع ‪ ،‬وناسة الثار ‪.‬‬
‫• وح ل الد هد ر سالة التوح يد فتكلم ع ند سليمان‪ ،‬ونال المان ‪،‬‬
‫وذكره الرح ن‪ ،‬فخذوا من الد هد ثل ثة ‪ :‬الما نة ف الن قل‪ ،‬و سو‬
‫المة‪ ،‬وحل هم الدعوة ‪:‬‬
‫والدهد احتمل الرسالة ناطقا *** أهلً بن حل اليقي وسلما‬

‫قال أبو معاذ الرازي‪ :‬مسكي من كان الدهد خيا من !!‪.‬‬


‫وإذا أ تى جع فر الطيار بناح ي‪ ،‬ود عى أبوب كر من أبواب ال نة الثمان ية‪ :‬وكلم‬
‫ع بد ال بن عمرو الن صاري ر به بل ترجان ‪ ،‬وتو كأ ع بد ال بن أن يس على‬
‫عصاه ف النة ‪ ،‬ودخل بلل قصره‪..‬‬
‫فبماذا تأت أنت ؟ وماذا أعددت؟ وما بضاعتك؟!‪:‬‬
‫فيا ليت شعري ما نقول وما الذي‪..‬‬
‫نيب به إذ ذاك والطب أعظم؟!‬
‫نفوس ست شوقا إل ال‬

‫تعال بنا نسافر مع أدب لكن صادق ‪ ،‬ومع شعر لكن مؤمن‪ ،‬ومع قافية لكن‬
‫مسلمة‪:‬‬
‫وقف ماهد مؤمن ف عصر الصحابة على جبال الفغان على مشارف كابل‬
‫فقال‪:‬‬
‫أيا رب ل تعل وفات إن أتت‬
‫على شرجع يعلو بسن الطارف‬
‫ولكن شهيدا ثاويا ف عصابة‬
‫يصابون ف فج من الرض خائف‬
‫إذا فارقوا دنياهم فارقوا الذى‬
‫وسروا ال موعود ف الصحائف‬

‫يقول‪ :‬يا رب ‪ ،‬ل تعدن ال غرفت الضيقة ‪ ،‬ال سريري الشرجع بالطارف ‪،‬‬
‫ال زوجت الميلة‪ ،‬لكن قطعن ف يبلك إربا ‪ ..‬إربا ‌‌! وهذه المل النادرة‬
‫تدها ف أبديات الوحدين‪ ،‬وف دواوين الخلصي فقط‪ ،‬يقولا أحدهم‬
‫مستلهما جلل اللع وعظمته ‪ ،‬ث تفيض دموعه‪ ،‬ث يقول‪ :‬اللهم خذ من دمي‬
‫هذا اليوم حت ترضي!!‪.‬‬
‫والباء بن مالك سيت روحه ال الواحد القيوم فاضطجع على ظهره ووضع‬
‫رجله اليمن على اليسرى‪ ،‬ورفع عقيته بالنشيد‪ ،‬فقال له أنس‪ :‬أتنشد وتغن أنت‬
‫من أصحاب ممد عليه الصلة والسلم؟ فقال له أسكت‪ ،‬فوال الذي ل إله إل‬
‫هو ‪ ،‬لقد قالت من الكفار مائة مبازرة‪ ،‬ووال الذي ل إله إل هو لموتن‬
‫شهيدا!‪..‬‬
‫لاذا يقسم؟!‪..‬‬
‫لن الرسول عليه الصلة والسلم قال فيه وقد رآه بذ اليئة‪ ،‬رث الثياب ‪:‬‬
‫(( رب أشعث أغب ذي طمرين لو أقسم على ال لبره منهم الباء بن مالك))‪..‬‬
‫فأقسم على ال يوم (تستر) أن يقتل شهيدا فقتل شهيدا!‪.‬‬
‫وعمر بن عبد العزيز ست روحه يوم تول اللفة ‪ ،‬جلس على النب الدمشقي‬
‫ليحكم ثنتي وعشرين دولة إسلمية ‪ ،‬ففاضت دموعه وبكي وأجهش الناس‬
‫بالبكاء ‪ ،‬قال الحدث الرواية الثقة رجاء بن حيوه‪ :‬وال لقد كنت أنظر ال‬
‫جدران السجد هل تبكي معنا!‪.‬‬
‫وف حلية الولياء عن سفيان قال ‪ :‬قال عمر بن عبد العزيز ‪ :‬كانت ل نفس‬
‫تواقة‪ ،‬فكنت ل أنال منها شيئا إل تاقت ال ما هو أعظم ‪ ،‬فلما بلغت نفسي‬
‫الغاية ‪ ،‬تاقت ال الخرة !‪ .‬هذا هو السمو‪!..‬‬
‫ومن أبديات السالكي قولم على لسان عبد اله بن رواحة وقد تن الصحابة‬
‫عودته سالا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لكنن أسال الرحن مغفرة‬
‫وطعنة ذات فرغ تقذف الزبدا‬
‫أو طعنة بيدي حران مهزة‬
‫برية تنفذ الحشاء والكبدا‬
‫حن يقال إذا مروا على جدثي‬
‫أرشده ال من غاز وقد رشدا‬
‫فقتل ف مؤتة‪ ،‬وقبه هناك ‪ ،‬ولكن سريره دخل ال جنات النعيم‪ ،‬ورآه رسول‬
‫الدي ش عليه الصلة والسلم ش بعينه‪.‬‬
‫والعباد أيضا يشاركون مع الجاهدين ف سو المة ‪ ،‬فأما أحدهم وهو عباد بن‬
‫عبد ال بن الزبي ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اللهم إن أسالك اليتة السنة‪ ،‬قالوا ‪ :‬ما هي؟ قال ‪:‬‬
‫أن يتوفان رب وأنا ساجد ‪ ،‬فقبض ال روحه وهو ساجد ف آخر سجدة من‬
‫صلة الغرب‌‪ ،‬وقس على ذلك قوله صلي ال عليه وسلم ف حديث حسن لعمر‬
‫وقد رآه لبس ثوبا أبيض ‪ ،‬فقال له‪ (( :‬ألبس جديدا وعش حيدا ‪ ،‬ومت‬
‫شهيدا))‪ ،‬فرزقه ال سوا ف الدنيا ‪ :‬عدلً ف الرعية‪ ،‬رحة بالمة‪ ،‬زهدا ف نفسه‬
‫‪ ،‬ث توفاه شهيدا ف الحراب‪ ،‬وعلى ذلك سار السلف‪ ،‬حت إنه ف ليلة من ليال‬
‫أهل السمو العلمي كان إسحاق بن منصور (تلميذ أحد بن حنبل ) ف خراسان‪،‬‬
‫فرجع بعد ما روى الديث سبع سنوات وكتبه ف قراطيس ‪ ،‬فأمطرت السماء‬
‫ف الليل ‪ ،‬فوضع الكتب والدفاتر تت بطنه واحتضنها والبد يصب على ظهره ‪،‬‬
‫والطر البارد يغطي جسده‪ ،‬والريح تسف على وجهه‪ ،‬وهو يتضن دفاتره لئل‬
‫تسح بالاء بعد رحلة سبع سنوات ‪ ،‬عاش طويلً ومات ‪ ،‬فرآه أحد الصالي ف‬
‫النة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما فعل ال بك ؟ قال‪ :‬غفر ل بليلة الطر يوم اننيت على الدفاتر‬
‫وحضنت أوراقي ‌‌‪.‬‬
‫وأنظر ال بعض الصالي يرسل نشيده ال الواحد الحد لكن ينظمه ببات قلبه‬
‫‪ ،‬يبدأ بالنثر فيقول كلما معناه‪:‬‬
‫يا رب ‪ ،‬إن أحب كثي عزة‪ ،‬وأحب غيلن مية‪ ،‬فاجعل حب فيك يا رب‪ ،‬وإن‬
‫أحب عنترة عبلة‪ ،‬وأحب فلن ليلي‪ ،‬وأحب الخر سلمي ‪ ،‬فاجعل حب لك‬
‫وحدك‪ ،‬ث نظمها شعرا فقال‪:‬‬
‫إذا كان حب الائمي من الورى‬
‫بليلي وسلمي يسلب اللب والعقل‬
‫فماذا عسي أن يصنع الائم الذي‬
‫سري قلبه شوقا ال العال العلى ؟‌‬
‫أف على الوتر‌‌!‪ ..‬أف على الغناء‌ !‪ .‬أف على الضياع ‌‌! أف على حياة اللهو‬
‫والغرام واليام إن ل تكن الحبة للواحد العلم ‪ ،‬الذي بن دار السلم ‪ ،‬فلماذا‬
‫انتهي من بنائها قال ‪ ( :‬تكلمي وعزت وجلل ‪ ،‬قالت‪َ) :‬قدْ َأفْلَ َح الْ ُمؤْمِنُونَ‬
‫اّلذِينَ ُه ْم فِي صَلِت ِهمْ خَاشِعُونَ) (الؤمنون‪ )1،2:‬قال ‪ (( :‬وعزت وجلل ل‬
‫ياورن فيك بيل )) ‌‌!‬
‫هذه مسية الصالي ‪ ،‬ولكن ينحرف بعض الناس ال هواه‪ ،‬ال العيون السود ‪،‬‬
‫ال الدود ؛ يقول ابن زريق ف بغداد وهو هائم بامرأة‪:‬‬
‫ل تعذليه فإن العذل يوجعه‬
‫قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه‬
‫ث يقول‪ :‬آه ‪ ،‬ث يوت ‌‌!!‪ ..‬ولكن (مسلما) صاحب الصحيح ‪ ،‬الذي قدم لنا‬
‫مياث ممد عليه الصلة والسلم‪ ،‬العال الربان‪ ،‬بات ليلة كاملة يبحث عن‬
‫حديث للرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ول ينم‪ ،‬فلما صلي الفجر‪ :‬آه‪..‬آه‪..‬آه‪،‬‬
‫ث مات‪ ،‬فقيل ‪ :‬شهيد الديث!‪ ،‬والنابلسي الحدث العال الزاهد الذي أفت‬
‫بفتوي شجاعة ف الفاطميي النحرفي الكفرة ش عند كثي من أهل العلم ش‬
‫قال‪ :‬من عنده عشرة سهام فليم الفاطميي بتسعة والنصارى بسهم‪ ،‬فطعنه‬
‫يهودي بالنجر ‪ ،‬قال الذهب ‪ :‬كان دمه يتصبب ف الرض وهو يقول ‪ :‬ال ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬ال‪.!‌‌..‬‬
‫سؤال نقدمه لهل السمو ‪ ،‬وأهل العزائم والمم‪:‬‬
‫قالوا ‪ :‬الوي والب هل تنو له‬
‫أم أنت ف أرض الوي متجلد‬
‫قلت‪ :‬الحبة للذي صنع الدى‬
‫فحبيب قلب ف الياة ممد‬
‫اللهم اجعله حبيبنا بعد حبنا لك ‪ ،‬يقول عمر بن عبد العزيز وروحه تسافر ف‬
‫ممع من الناس وقد حدثته باللفة وهو زاهد عابد ‪ ،‬قال ‪ :‬قام فينا معاوية بن‬
‫أب سفيان رضي ال عنه ف الدينة على النب ونن جلوس أمامه ‪ ،‬وقد تول‬
‫اللفة ‪ ،‬فقال‪ :‬من أول من باللفة ‪ ،‬قال ‪ :‬فحللت حبوت لرد عليه وأقول ‪:‬‬
‫ك الدّارُ‬
‫أول منك الهاجرون والنصار!‪ ،‬فتذكرت قوله سبحانه وتعال‪( :‬تِلْ َ‬
‫الْآخِ َرةُ َنجْعَُلهَا لِّلذِينَ ل ُيرِيدُونَ ُعُلوّا فِي الَْأ ْرضِ وَل َفسَادا ) (القصص‪ :‬الية‬
‫‪ ،)83‬فجلست مكان!!‪.‬‬
‫* *‬ ‫*‬

‫التعال عن الصغائر ‪ ،‬والترفع عن الرذائل‬

‫اسع ال الوحي ياطبك بأن ترتفع (وَل َتهِنُوا وَل َتحْزَنُوا وَأَنُْت ُم الْأَعَْلوْنَ)(آل‬
‫عمران‪ :‬الية ‪ ، )139‬ل يصيبك إحباط ول يأس ول فشل ‪ ،‬وأنت تسجد ل‬
‫ومعك القرآن ‪ ،‬وقد هديت ال تكبية الحرام ‪ ،‬ومعك أخوة صالون‪ ،‬ومعك‬
‫دعاة وعلماء ‪ ،‬إن ال يب معال المور‪.‬‬
‫واسع ال على بن عبد العزيز الرجان الفقيه الحدث والقاضي الواعظ ‪ ،‬وهو‬
‫يبك بعصارة حياته‪ ،‬وقد ترك الناس ‪،‬وأغلق الباب على نفسه ف البيت ‪ ،‬ل‬
‫يالط كبيا ول صغيا ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫أنست بوحدت ولزمت بيت‬
‫فدام ل النا ونا السرور‬
‫وأدبن الزمان فل أبال هجرت‬
‫فشششل أزار ول أزور‬
‫فلست بسائل ما عشت يوما‬
‫أسار اليش أم ركب المي‬
‫وهو الذي يقول‪:‬‬
‫يقولون ل فيك انقباض وإنا‬
‫رأوا رجلً عن موقف الذل أحجما‬
‫وما زلت منحازا بعرضي جانبا‬
‫من الذم أعتد الصيانة مغنما‬
‫إذا قيل هذا مشرب قلت قد أري‬
‫ولكن نفس الر تتمل الظما‬
‫ول أقض حق العلم إن كان كلما‬
‫بدا مطمع صيته ل سلما‬
‫ول أبتذل ف خدمة العلم مهجت‬
‫لخدم من لقيت لكن لخذما‬
‫أأشقى به غرسا وأجنبه ذلة‬
‫إذا فابتياع الهل قد كان أحزما‬
‫ولو أن أهل العلم صانوه صانم‬
‫ولو عظموه ف النفوس لعظما‬
‫ولكن أهانوه فهان ودنسوا‬
‫مياه بالطماع حت تهما‬
‫ومن سو البخاري صاحب الصحيح رحه ال يقول‪ :‬رأيت ف منامي الرسول‬
‫صلي ال عليه وسلم وكأنه يرفع خطوة واضع رجلي أو قدمي مكان قدمه‪،‬‬
‫فسألت أهل العلم وأنا شاب‪ ،‬قالوا‪ :‬أنت تفظ سنة الرسول عليه الصلة‬
‫والسلم! ويقول ‪ :‬ما اغتبت مسلما منذ احتلمت!‪ ،‬فقل ل بال يا من أكثر من‬
‫الغيبة والوشاية والنميمة واستحلل العراض‪ :‬كيف نقارن بينك وبي‬
‫البخاري؟‪.‬‬
‫وقال الشافعي صاحب المة العالية ‪ :‬ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر‬
‫أهله!‪ ..‬ل كذب ف هزل ول جد ‪ ،‬ول ليل ول نار‪ ،‬ويقول وهو ياسب نفسه‬
‫‪ :‬ما حلفت بال صادقا ول كاذبا !‪،..‬وكان يعيش على كسرة البز‪ ،‬وامتل بيته‬
‫باللخاف والريد والصحف حت كاد هو وأمه يرجان خارج البيت‪ ،‬وهو‬
‫يطلب العلم ويقول ش وقد عرضت له القناطي من الذهب من هارون الرشيد‬
‫ش‪:‬‬
‫أمطري لؤلؤا ساء سرنديب‬
‫وفيضي آبار تكرور تبا‬
‫أنا إن عشت لست أعدم خبزا‬
‫وإذا مت لست أعدم قبا‬
‫هت هة اللوك ونفسي‬
‫نفس حر تري الذلة كفرا!‬
‫فما الجد إذا ؟‬
‫قال اهل العلم ‪ :‬الجد والسمو ف ثلثة ‪ :‬أن ترغ وجهك ساجدا ل ‪ ،‬وأن‬
‫تأكل اللل‪ ،‬وأن تكون سليم الصدر ‪ ،‬ث ل يضرك ما فاتك من الدنيا من‬
‫دورها وقصورها وذهبها‪.‬‬
‫جلس مدث من الحدثي الكبار ش ذكره الذهب وغيه ش‪ ،‬فرأي ألف عمامة‬
‫أمامه‪ ،‬كلهم يكلبون الديث ‪ ،‬مع كل عمامة قلم‪ ،‬مع كل قلم مبة‪ ،‬مع كل‬
‫مبة كتاب‪ ،‬مع كل كتاب دفتر‪ ،‬فدمعت عيناه وقال‪ :‬هذا وال اللك ل ملك‬
‫الأمون والمي ‪ ،‬ث أنشد فرحا‪:‬‬
‫إن إذا احتوشتن ألف مبة‬
‫يروون حدثن طورا وأخبن‬
‫ناديت ف المع والقلم مشرعة‬
‫تلك الكارم ل قعبان من لب‬
‫وهذا تضمي رائع جيل ضمنه كثي من أهل العلم قصادئهم ‪ ،‬وأذكر على سبيل‬
‫سو أهل المم صلح الدين ‪ ،‬فقد ذكروا أنه ل يزح ول يبتسم‪ ،‬فسأله أصحابه‬
‫‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬ل أمزح ول أبتسم حت أفتح بيت القدس!‪ ..‬وفتح بيت القدس‬
‫وصف معه المراء والعلماء والوزراء‪ ،‬وقام الطيب شس الدين اللب على النب‬
‫فافتتح خطبته وأشار ش بعد المد ل والوقلة ش لصلح الدين قائلً‪:‬‬
‫تلك الكارم ل قعبان من لب‬
‫وهكذا السيف ل سيف ابن ذي يزن‬
‫يقول‪ :‬أنت السيف‪ ،‬أنت النتصر ش بإذن ال ش‪ ،‬أنت فخر السلم ل سيف‬
‫ابن ذي يزن الاهلي الشرك‪.‬‬
‫وهنا يأتيك السمو من أهل الاهلية‪ ،‬لكن يرشده السلم تت مظلة التعال على‬
‫الصغائر والترفع عن الرذائل ‪ ،‬يقول الرسول صلي ال عليه وسلم لبنة حات‬
‫الطائي‪ (( :‬لو كان أبوك مسلما لترحنا عليه ))!‪ ،‬و(حات) قصة من البذل ‪ ،‬قصة‬
‫من السمو ‪ ،‬قصة من الود ‪ ،‬عندما تب الرياح النجدية فتلعب بالبيوت‪،‬‬
‫وينضوي البخيل كالكلب ف بيته ‪ ،‬يرج حات ويقول لغلمه‪ :‬التمس ل ضيفا‬
‫فإن أتيت الليلة بضيف فأنت حر‪ ،‬ث يقول له‪:‬‬
‫أوقد فإن الليل ليل قر‬
‫والبد يا غلم برد صر‬
‫إذا أت ضيف فأنت حر!‬
‫ويقول‪:‬‬
‫أما والذي ل يعلم الغيب غيه‬
‫وييي العظام البيض وهي رميم‬
‫لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهي‬
‫مافة يوما أن يقال لئيم‬
‫فهل طوينا بطوننا وآلف الائعي ف أفغانستان وفلسطي وكشمي والبوسنة؟‪،‬‬
‫هل اقتصدنا ف نفقاتنا وهذا حات ف الاهلية يقول‪ :‬وال إن أطوي بطن‪ ،‬وال‬
‫إن أترك البز واللحم لئل يقال بيل؟!‪ ،‬وهو ل يرجو ثوابا ول ياف عقابا‪،‬‬
‫فكيف بن صلي المس‪ ،‬وصام الشهر‪ ،‬وحج البيت؟!‬
‫وهذه قصة السمو من مدرسة حات‪:‬‬
‫وما أنا بالساعي لفضل لامها‬
‫لتشرب ماء القوم قبل الركائب‬
‫يقول حات ف أخلقياته الشريفة الت ذكره با صلي ال عليه وسلم ‪ :‬أنا من‬
‫صفات أن ما اسابق ‪ ،‬حت بغلت أعلمها اليثار‪ ،‬بغلت ل أقدمها تشرب الاء من‬
‫الوض قبل أصحاب‪ ،‬بغلت أو حاري أو جوادي أعلمه الذب لئل يشرب قبل‬
‫حار الناس وقبل جوادهم‪ ،‬فقل ل عن نفسي ونفسك ونن ف دائرة افسلم‬
‫ودائرة السنة‪ ،‬هل آثرنا جياننا‪ ،‬هل آثرنا الفقراء والساكي؟‬
‫ث يقول ف أدب آخر ‪ ،‬أنثره ث أنظمه ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫إذا مشيت مع قوم وأنت على ناقة‪ ،‬ومعك زميل يشي على الرض ‪ ،‬فاركبه ‪،‬أو‬
‫أنزل معخ‪ ،‬ل تركب وهو يشي!‪:‬‬
‫إذا كنت ربا للقلوص فل تدع‬
‫رفيقك يشي خلفها غي راكب‬
‫أنها فأركبه فإن حلتكما‬
‫فذاك ‪ ،‬وإن كان العقاب فعاقب‬
‫وقد جاء با ممد صلي ال عليه وسلم ناصعة مشرقة طاهرة زكية لوجه ال ‪،‬‬
‫فقال ف صحيح مسلم ‪ (( :‬من كان له فضل زاد فليعد به على من ل زاد له‪،‬‬
‫ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من ل ظهر له))‪.‬‬
‫حدثن أستاذ ف مكة قال‪ :‬وجدت أن الثراء الفاجش مع قلة الدين والفسق إنا‬
‫هو طغيان على المة ‪ ،‬وروي ل قصة طالب ف مكة من ( تشاد)‪ ،‬معه سيارة‬
‫مهلهلة ل تساوي خسة آلف ‪ ،‬قال‪ :‬من حسن أدبه وسلمة صدره يوصل‬
‫إخوانه وزملءه إل حاراتم بذه السيارة!‪ ..‬قلت‪ :‬فأين أهل الشبح ‪ ،‬وأهل الغناء‬
‫والثراء‪ ،‬الذين يعيشون فحشا وظلما وغشا ف الضمائر؟‪ ..‬إنا القلة مع الود‪،‬‬
‫وليست الكثرة مع البخل ‪ ،‬والرسول عليه الصلة والسلم يقول فيما يروي عنه‬
‫‪ (( :‬ل يؤمن من بات شبعان وجاره جائع))‪.‬‬
‫أما عروة بن الورد فيقول‪:‬‬
‫أوزع جسمي ف جسوم كثية‬
‫واحسو قراح الاء والاء بارد‬
‫أتزأ من أن سنت وأن تري‬
‫بوجهي شحوب الق والق جاحد‬
‫يقول ‪ :‬أنا نيف وأنت سي ‪ ،‬ومع ذلك فانا يضر طعامي سبعة وثانية‪ ،‬أما‬
‫أنت فإنك وحدك!‪.‬‬
‫صنعوا للربيع بن خيثم العال الزاهد طعاما خبيصا ش والبيص من أجود الكل‬
‫ش وكان الربيع جائعا‪ ،‬فلما قدمواله الفنة‪ ،‬إذا بسكي يطرق الباب!‪ ،‬قال‬
‫فصنع له أهله خبيصا مرة ثانية‪ ،‬ولا قدموه ليأكل إذا بسكي يطرق الباب قال‪:‬‬
‫أدخلوه فأكل ‪ ،‬وكان السكي الثان اعمي‪ ،‬فقال له أهله‪ :‬وال ما يعلم هل هو‬
‫خبيص أو ل ‪ ،...‬قال ‪ :‬لكن ال سبحانه يعلم!‪ .‬فقالوا له‪ :‬كيف ذلك؟ قال‪:‬‬
‫سهِمْ َوَلوْ كَانَ ِب ِهمْ َخصَاصَةٌ)(الشر‪ ،)9 :‬ث قال ()لَنْ تَنَالُوا‬
‫( وَُيؤْثِرُونَ عَلَى أَنْ ُف ِ‬
‫الْبِرّ حَتّى تُنْفِقُوا ِممّا ُتحِبّونَ )(آل عمران‪.)92 :‬‬
‫يقول أحد الطباء ف العصر العباسي ‪ :‬إاذذ أعجبتك وجبة شهية فقدمها للفقي‪،‬‬
‫فإنك سوف تأكلها ف النة‪ ،‬ول تأكلها أنت فإنك سوف تلقيها ف بيت اللء‪.‬‬
‫وهذا من فقهيات سو المم‪.‬‬

‫تدي الصاعب والنتصار على الزمات‬

‫قيد أبو وردي بسبب روايته الديث ‪ ،‬وصدعه بكلمة الق ‪ ،‬لكنه صب‬
‫واحتسب ف ذات ال عز وجل‪ ،‬وعد ذلك مكسبا عظيما فقال‪:‬‬
‫انكر ل خصمي ول يدر أنن‬
‫أعز ‪,‬احدث الزمان تون‬
‫فبات يرين الصم كيف أعتداؤه‬
‫وبت أريه الصب كيف يكون!‬
‫تلوت هذين البيتي على فضيلة الشيخ ممد بن عثيمي رحه ال ‪ ،‬فصحح ل‬
‫مسارا ف البيتي ‪ ،‬حيث قال الشاعر ف الصل ‪ (( :‬تنكر ل دهري))‪ ،‬وصدق‬
‫ابن عثيمن وأنا معه‪ ،‬وأنسخ من الن البيتي وأرد كلمة (دهري) ‪ ،‬وأقول ‪ :‬تنكر‬
‫ل خصمي‪ ،‬فرحم ال ابن عثيمي ‪ ،‬ورحم ال الظفر الب وردي الشاعر الكبي‪.‬‬
‫وابن رشيد الندلسي وعظ النصاري ف الندلس فقيدوه ‪ ،‬ولطومه وجلدوه ‪،‬‬
‫وحبسوه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إن كان عندك يا زمان بقية‬
‫ما يهان با الكرام فهاتا‬
‫يقول ‪ :‬بقي القتل‪ ،‬تعال بالقتل‪ ،‬حي ال القتل ف سبيل ال!‪..‬‬
‫أم السؤال الذي يوجه لصحاب السمو والعال من أهل المم العالية من العباد‬
‫والزهاد وأهل الهاد فهذا هو‪ :‬قيل لبن عباس‪ :‬كيف حصلت على هذا العلم؟‬
‫قال ‪ :‬بتوشد ردائي ف القيلولة ‪ ،‬والريح تسف على وجهي من الرمل ومن وهج‬
‫الصحراء ثلثي سنة! وقالوا لعطاء ‪ :‬كيف حصلت على هذا العلم؟ قال‪ :‬بتوسد‬
‫فراشي ف السجد الرام ثلثي سنة !‪ ..‬ثلثون سنة ل يعرف بيته طلبا للعلم‪،‬‬
‫أما طلبة العلم ف هذا الزمان ش إل من رحم ربك ش فإن أحدهم يدخل ال‬
‫الامعة أربع سنوات فأكثر ‪ ،‬ث يرج وهو جاهل‪ ،‬ث يري أنه إمام الدنيا وحافظ‬
‫العصر ‪ ،‬وخاتة الجددين النب صلي ال عليه وسلم يقول أخدهم ف دخول‬
‫للكلية‪:‬‬
‫ل متواضعا‬ ‫ودخلت فيها جاه ً‬
‫وخرجت منها جاهلً دكتورا!‬
‫يقول ‪ :‬كنت قبل دخول الكلية جاهلً لكن متواضع ؛ اسلم على رأس أب‪،‬‬
‫وأقبل كف أمي‪ ،‬وأجلس مع زملئي‪ ،‬فلما درست وتعلمت لسنوات خرجت‬
‫فل تواضع ول احترام ول أدب !‪ ،..‬وهذه صورة قبيحة لطالب العلم‪.‬‬
‫وقيل للشعب‪ :‬ب حصلت على هذا العلم؟ قال‪ :‬بسهر طي النوم من عين‪،‬‬
‫وبسهاد‪ ،‬وبتبكي كتبكي الغراب‪.‬‬
‫نعم إن العظمة جهاد وسهاد وجلد‪ ،‬ودموع واشلء‪ ،‬قال التنب وهو على دنيا‬
‫رخيصة ‪ ،‬ليس على تكبية إحرام ول على عبادة‪:‬‬
‫أطاعن خيلً من فوارسها الدهر‬
‫وحيدا وما قول كذا ومعي الصب!‬
‫وأشجع من كل يوم سلمت‬
‫وما ثبتت إل وف نفسها أمر‬
‫ترست بالفات حت تركتها‬
‫تقول أمات الوت أم ذعر الذعر‬
‫وأقدمت إقدام الت كان ل‬
‫سوس مهجت أو كان ل عندها وتر‬
‫ال أن يقول‪:‬‬
‫وتركك ف الدنيا دويا كأنا‬
‫تداول سع الرء أنلة العشر‬
‫لكن الوحدين لم نظام ف المنية غي نظام التنب وأب مسلم الرسان‬
‫والججاج‪ ،‬أمنيتهم أن يوتوا على ل إله إل ال‪ ،‬ولو كانوا غرباء وحيدين‬
‫معزولي‪ ،‬كما ف دفتري الزبيي‪:‬‬
‫خذوا كل دنياكموا واتركوا‬
‫فوادي حرا طليقا غريبا‬
‫فإنشي أعظمكشم ثشروة‬
‫وإن خلتمون وحيدا سليبا‬
‫ويقول التنب ‪:‬‬
‫ل يدرك الجد إل سيد فطن‬
‫لا يشق على السادات فعال‬
‫لول الشقة ساد الناس كلهمو‬
‫الود يفقر والقدام قتشششال‬
‫إن طريق السمو(مشقة) ؛ فأول السمو عندنا يبدأ بصلة الفجر ‪ ،‬ومن ل يضر‬
‫صلة الفجر فليس من أهل السمو ول العال ول السعادة‪ ،‬ولو زفت له الدنيا‪،‬‬
‫وصفقت له البنود‪ ،‬وهتفت له النود ‪ ،‬وارتفعت عليه العلم ‪ ،‬وسددت أمامه‬
‫السهامز‬
‫أبدا ‪ ..‬أبدا!!‬
‫لن انطلقتتنا الكبي من صلة الفجر‪ ،‬من تكبية الحرام النب صلي ال عليه‬
‫وسلم من حديث جندب بن عبد ال البجلي ف مسلم‪ (( :‬من صلي الفجر فهو‬
‫ف ذمة ال‪ ،‬فال ال ل يطلبنكم من ذمته بشئ ‪ ،‬فإنه من طلبه أدركه كبة على‬
‫وجهه ف النار))‪ ،.‬ومن الحراب ننطلق إل العال ‪ ،‬ومن ل يصلي الفجر‬
‫والفروض الخري جاعة ش بل عذر شرعي ش فل تظنه من أهل السعادة‬
‫والسمو‪.‬‬

‫سو ف طلب العلم‬

‫سافر جابر بن عبد ال شهرا كاملً على جل إل ( العريش) ف مصر ‪ ،‬فلما‬


‫وصل هناك طرق على عبد ال بن أنيس الباب‪ ،‬فخرج إليه عبد ال فسأله عن‬
‫حديث الوض فأخبه وطلب منه الدخول فأب جابر وقال‪ :‬رحلت إل ال ‪،‬‬
‫وال ل أجلس أبدا‪ ،‬فمشي شهرا وعاد شهرا ‪ ،‬غدوة شهر ورواحة شهر!‪..‬‬
‫وللفت النظر فقط‪ :‬فعبد ال بن أنيس هو الذي قتل خالد بن سفيان الشرك‪،‬‬
‫فأعطاه صلي ال عليه وسلم عصاه وقال له ‪ (( :‬توكأ با ف النة))‪ ،‬والتوكئون‬
‫بالعصا ف النة قليل ‪ ،‬فدخلت عصاه معه بره ‪ ،‬وسوف يبعث ف العرصات‬
‫وعصاه معه‪ ،‬وسوف يضر الزحام عند الصحف واليزان والصراط وعصاه معه‪،‬‬
‫وسيدخل النة وهو يتوكأ با‪.‬‬
‫ونب ال موسي عليه السلم ش من قبل ش ضرب أروع المثلة ف طلب العلم ‪،‬‬
‫جمَ َع الْبَحْرَيْنِ َأوْ أَ ْمضِيَ‬
‫وهو نب معصوم يوحي اليه‪ ( :‬ل أَبْ َرحُ حَتّى أَبُْلغَ َم ْ‬
‫حُقُبا)(الكهف‪.)60 :‬‬
‫والزمشري يقول ف قصيدة ماتعة‪:‬‬
‫سهري لتنقيح العلوم ألذ ل‬
‫من ضرب غانية وطيب عناق‬
‫والعن‪ :‬سهري مع الكتب والدفاتر أحسن عندي من أن أعانق امرأة جيلة ‪ ،‬أو‬
‫أخلو بارية فاتة‪ ،‬هكذا ست نفسه‪.‬‬
‫ولهل السنة سة ف هذا الباب‪ ،‬فخلوتم مع صحيح البخاري ومسلم أحسن من‬
‫ملك الدنيا جيعا‪ ،‬واليك بعض النماذج السامية‪ :‬طلب( شريك) العلم أربعي‬
‫سنة‪ ،‬قال‪ :‬طلبت العلم وال ما كان زادي ف الىوم إل كسرة خبز!‪ ..‬وحضر‬
‫ف ملس فيه وزير عباسي قد غاص ف الركايا وف الطنافس‪ ،‬فحدث بديث عن‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فقال الوزير ‪ ( :‬مَا َسمِعْنَا ِب َهذَا فِي آبَائِنَا‬
‫الَْأ ّولِيَ)(الؤمنون‪ ، )24 :‬فقال له شريك ش وكان سريع البديهة ش‪ :‬من اين‬
‫تسمع باذ وأنت تأكل البيص وتلس على الطنافس ‪ ،‬وتغنيك الواري؟!‪.‬‬
‫وعرض به أحد خلفاء بن العباس حي قال له ‪ :‬أنت تب عليا ‪ ،‬فأجابه ‪ :‬احبه‬
‫حت الدماغ ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أواه من يوم عليك أظنك زنديق !‪ ،‬فقال شريك ‪:‬‬
‫الزنديق له ثلث علمات‪ ،‬قال ‪ :‬ما هي ؟ قال‪ :‬يترك صلة الماعة‪ ،‬ويشرب‬
‫النبيذ‪ ،‬ويسمع الواري!‪ ،‬قال‪ :‬كانك تعرض ب وتلمح!‪ ،‬قال‪ :‬ما ألح لكن‬
‫أقصدك!!‪.‬‬
‫وابن عبد الب مكث مع كتاب التمهيد ثلثي سنة ليلً ونارا ‪ ،‬ثلثون سنة مع‬
‫الكتاب يفليه‪ ،‬يكتبه‪ ،‬ينسخه ‪ ،‬يشرحه‪ ،‬ث يقول ‪:‬‬
‫سي فؤادي من ثلثي حجة‬
‫وصقيل ذهن والفرج عن هي‬
‫وقد نظمت أربعة أبيات من باب التشبه بابن عبد الب فقط ل غي‪:‬‬
‫ثلثون عاما والدفاتر صحبت‬
‫وقد صانن عن كل لو وغفلت‬
‫ثلثون عاما كلما قلت قد كفي‬
‫لرتاح ف داري وأحسو معيشت‬
‫أبت هت إل الصعود ال العل‬
‫إذا أند جسمي صارف القلب قوت‬

‫صعود أبدا وتفوق دائما‬

‫دريد بن الصمة جاهلي من أهل الطائف ‪ ،‬خرج مع أخيه عبد ال لواجهة‬


‫العدو‪ ،‬فلما حضرت العركة اجتمع القوم على أخيه عبد ال فقتلوه ‪ ،‬فسمع‬
‫أخاه وهو ف النفس الخي يناديه‪ :‬يا دريد‪ ..‬يا دريد‪ ..‬يا دريد‪ ،‬فانبعث هذه‬
‫الصرخات إل دريد وهو ف آخر العسكر وبينه وبي أخيه سيوف ورماح‪ ،‬فأخذ‬
‫دريد ف يينه سيفا وف يساره رما فشق الصفوص ‪ ،‬ووصل غلي أخيه وطاعن‬
‫عنه اليل وضارب البطال حت جرح‪ ،‬ث حل فإذا أخوه ميت وهو حى!‪ ،‬فقال‬
‫فيه قصيدة وهو يبكي عند أمه‪ ،‬يبها وخب أخيه ‪ ،‬وهي من أرق وأجل‬
‫القصائد ‪ ،‬وقد جعلها أو تام ف حاسته ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫دعان أخي واليل بين وبينه‬
‫فلما دعان ل يدن بقعدد‬
‫فطاع عنه اليل حت تبددت‬
‫وحت علن حالك اللون أسود‬
‫طعان أمرئ آسي أخاه بنفسه‬
‫ويعلم أن الرء غي ملد‬
‫وطيب نفسي أنن ل أقل له‬
‫كذبت‪ ،‬ول أبل با ملكت يدي‬
‫وهون وجدي أن ما هو فارط‬
‫أمامي وأن هامة اليوم أو غدا‬
‫وهذه من شيم أهل الاهلية ‪ ،‬لكن السلم زكاها وسا با ال أفق آخر‪ .‬وف‬
‫سي الصالينش رضوان ال عليهم ش مثال ‪ :‬ف تسعة أسياف تكسرت ف يد‬
‫خالد بن الوليد ‪ ،‬وف تسعة اسياف يطعن با ممد بن حيد الطوسي فيقول له‬
‫أبو تام‪:‬‬
‫تردي ثياب الوت حرا فما أت‬
‫لا الليل إل وهي من سندس خضر‬
‫فت كلما فاضت عيون قبيلة دما‬
‫ضحكت عنه الحاديث والذكر‬
‫وهذه قصة قصية ف سو المم‪ ،‬شخوصها ابن عمر رضي ال عنه ‪ ،‬وعمرو بن‬
‫أب ربيعة وابن أب لب‪.‬‬
‫قال ابن عبد الب‪ :‬أمر معاوية أل يدخل أحد مكة إل بإذنه ‪ ،‬فمر ابن ربيعة فقال‬
‫له النود والراس‪:‬‬
‫من أنت ‪ :‬فقال لم ‪:‬‬
‫بينما يذكرنن أبصرنن‬
‫عند قيد اليل يسعي بالعز‬
‫قال تعرفن الفت؟ قلن نعم‬
‫قد عرفناه وهل يفي القمر؟!‬
‫فاذنوا له بالدخول‪.‬‬
‫فأت ابن اب لب ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬من أنت ؟ قال‪:‬‬
‫وأنا الخضر من يعرفت‬
‫أخضر اللدة من نسل العرب‬
‫من يساجن يساجن ماجدا‬
‫يل الدلو ال عقد الكرب‬
‫فأذنوا له‪.‬‬
‫فأ ت ا بن ع مر وإذا الناس كنفت يه كالغمامت ي‪ ،‬وإذا سائل ي سأله ‪ :‬نرت ق بل أن‬
‫أرمشي؟!‪ ،‬قال‪ :‬أفعشل ول حرج ‪ ،‬قال‪ :‬حلقشت قبشل أن أنرش ؟! قال‪ :‬افعشل ول‬
‫حرج‪ ،‬فأخذ الناس يسألونه‪ ،...‬فقال معاوية‪:‬‬
‫هذا وال هو اللك ل ملكي!‪ ..‬وأمر الراس فأذنوا له‪.‬‬
‫لن ابن عمر ترج من مدرسة ممد صلي ال عليه وسلم الادية ‪ ،‬الناضحة‪ ،‬أما‬
‫مدر سة ا بن أ ب ربي عة وا بن أ ب ل ب فمدر سةلغية‪ ،‬تعت مد على اليام والغرام‪،‬‬
‫ومثل ها مدارس الغنيات والهات والزفرات ف القنوات‪ ،‬و ف كل زمان ومكان‬
‫تضيع فيه اليات البينات‪ ،‬والحاديث الثابتات‪.‬‬

‫وبسم ال نتم‬

‫ربنا اسلك بنا طريق ممد‪ ،‬ربنا اهدنا سبيل اللفاء الراشدين‪ ،‬ربنا احشرنا مع‬
‫الصادقي‪ ،‬ربنا اجعلنا مع الالدين ‪ ،‬ربنا ارحنا‪ ،‬ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا ف‬
‫أمر نا‪ ،..‬أخطأ نا‪ ،‬أ سأنان تاوز نا ‪ ،‬لك نك رح يم ‪ ،‬لك نك كر ي‪ ،‬لك نك ع فو‪،‬‬
‫لك نك منان‪ ،‬لك نك رح ن‪ ،‬لك نك ديان‪ ،‬فع فو م نك يا ال ال نب صلي ال عل يه‬
‫وسلم ورحاك يا رب ‪ ،‬اللهم أكرمنا برحة م نك‪ ،‬ومغفرة منك‪ ،‬ونوال طيب‬
‫منك‪ ،‬لكل وافدٍ ضيافة‪ ،‬ولكل زائر رفادة ‪ ،‬ضيافتنا منك ربنا‪ ،‬فيا رب غفران‪،‬‬
‫ك رَبّ الْعِزّةِ َعمّا يَ صِفُونَ َ سَلمٌ عَلَى‬
‫ووفادتنا رضوانن وأنت رحن سُْبحَا َن رَبّ َ‬
‫ب الْعَاَلمِيَ)‪.‬‬
‫اْلمُرْسَلِيَ وَاْلحَ ْمدُ لِلّ ِه رَ ّ‬
‫مع تيات إدارة مموعة ورقات البيدية‬
‫‪www.waraqat.net‬‬

You might also like