Professional Documents
Culture Documents
لماذا أن ِ
في أعماقِ البحرِ السحيقِ حيثُ منبعِ الجمالِ ،حيثُ اللؤلؤِ والمرجانِ ،
ف والدِها يرعاها ويحميها مما قدْ يؤذيها.. ش لؤلؤةٌ صغيرةٌ في كن ِ
تعي ُ
ت اللؤلؤةُ عزيزةً مكرّمة ومعها صوَيحِباتِها يتللْنَ مثلَها فيعاش ِ
أصدافِهنّ مُدلّلت..
وبينما هُنّ يمْرحْنَ ذاتَ نهارٍ رأَينَ شيئًا غريبًا يتسللُ إلى المياهِ..
اقتربْنَ منهُ قليلً
فإذا هوَ شاشةٌ كبيرةٌ تَعْرِضُ للِئَ في أحضانِ مخملٍ بدتْ مناظِرُها
ب اللّب..تسلُ ُ
حبُ الصّورة يقولُ: وإذا بصوتٍ يُصا ِ
ت اللؤلؤةُ الصغيرةُ فجأةً :أريدُ أن أذهبَ إلى الرضِ . حتى صرخ ْ
فصاحتْ بها صديقتُها :أنتِ ل زلتِ صغيرةً ،وهذا خط ٌر عليكِ..
اللؤلؤةُ الصغيرةُ :كل ،وأيّ خط ٍر ؟ إنهُ جمالٌ ما بع َدهُ جمالٌ وحريةٌ
ليستْ بعدَها حريةً ،،
ف أنّنا مرهوناتٍ بأصدافِنا ل نستطيعُ الخروجَ منْها ؟ أل ترَينَ كي َ
ف هوَ مَنْ رَبّاكِ ورعاكِ ولكنْ لمْ يَحِنْ أوانُ
الصديقةُ :حبيبَتي ،الصد ُ
القطافِ بعدُ ..
انتظري حتى تكبُري ..فأهلُ الرضِ ُيزَيّنونَ الصورةَ رغمَ واقعِهم
المؤلمِ القبيحِ..
ن صاحِبَتَها ل
ب بعقلِها وتجِيءُ ،ث ّم أيق َنتْ أ ّ
ت اللؤلؤةُ برأسِها والفكارُ تذه ُ
أطرق ْ
تفهمُ في التطوّ ِر وال ّرقِيّ ،وأنّ هذا شأنَها وحدَها..
وصديقتُها تتابعُ حديثَها في حزنٍ وتعاطُفٍ :عزيزَتي ،أنتِ هنا ملكةٌ معززةٌ
ل يحافظُ عليكِالك ّ
أما هناكَ فستتنا َقُلكِ اليدي حتى ترخصَ قيم ُتكِ ،المه ّم أنّهم يهتمّون بجماِلكِ،
ك بأبخسِ الثمانِ .. فإذا قدِمتِ باعو ِ
أتَوا إليها مُسرعينَ _وفي دقائقَ_ أخذُوها ونهبُوا معها جمعًا من الللئِ
الصديقَ ِة ،
ن أنواعِ
كانوا يصرخُون ل يرغبُونَ ،ولكنْ ما باليدِ حيلةٌ ،إذْ يبدو أنّ هذا نوعٌ م ْ
تطوّ ِر أهلِ الرضِ..
ح الما ِء ,حتى استقْبلتْها اليادي بحرصٍ ن خرجتْ وبدا بريقُها على سط ِ وما إ ْ
واهتمامٍ..
وعندما وصلُوا إلى المختب ِر ،
ف ،تألّمتْ وصرختْ ث ّم خرجتْ ن الصّدَ ِ أخذوا اللؤلؤ َة الصغير َة ليُخرِجوها م َ
إلى الحرّية بعدَ اللمِ ..
جبٍ وابتسامٍ ..
ل الوجوهِ تنظ ُر إليها بتع ّ ضحكتْ حينما رأتْ ك ّ
حزنتِ اللؤلؤةُ فهيَ ل زالتْ ترى نفسَها بذاكَ الجمالِ ،وم ّرتْ اليامُ وهيَ في
خزانتِها ل ترى النورَ ..
ت جمالُها ..حزنتْ حتى به َ
ت السببُ ،حرمتِنا من أكنافِ والدِينا إلى حيثُ صحْنَ بها :أن ِ
وصديقاتُها ي ِ
الضياعِ والظلمِ..
اللؤلؤ ُة الصغيرةُ :ظننتُها حريةً وتطوراً وجمالً !!
ق إليها
اعتادتْ على ذلكَ ..واشتاقتْ العود َة إلى البحرِ حيثُ الكلّ يشتا ُ
ويصارعُ لجلِها..
لكنّها أتتْهم رخيص ًة فضاعَ الثمنُ ..
ن أنوارٍ هكذا انتهتْ قيمتُها ,وضاعَ تأّلقُها ,غرّتْها تلكَ الحضار ُة الجوفاءُ إل م ْ
خادعةٍ كاذبةٍ..
ت أنّهُ
ت المحارَ ,ظ ّن ْ بهرتْها حريةً ساذج ًة ,هكذا أصبحتْ رخيصةً بعدَ أنْ ترَ َك ْ
ن لجمالِها واحتفاظٌ بقيمتِها.. ن أنّ ُه صَو ٌ
قي ٌد فعلِمتِ ال َ