You are on page 1of 86

‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قائمة الحاديث‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬


‫• الحديث الول‪ :‬العمال بالنيات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب قال‪ :‬سمعت‬


‫رسول ال يقـول‪ { :‬إنـما العـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ‬
‫ما نـوى‪ ،‬فمن كـانت هجرته إلى ال ـورسولـه فهجرتـه إلى ال‬
‫ورســوله‪ ،‬ـومـن ـكانـت ـهجرتـه ـلــدنيا ـيصــيبها ـأـو ـامرأـة ـينكحها‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه }‪.‬‬
‫[رواه ـإمام ـالمحدثيـن ـأبــو ـعــبـد ـال ــمحمـد ـبـن ـإسـماعـيل ـبن‬
‫ابراهــيـم ـبـن ـالمغــيره ـبـن ـبــردزبه ـالبخاري ـالجعــفي‪ ،1:‬ـوأبـو‬
‫الحســــيـن ـــمســـلم ـــبـــن ـــالحجاج ـــبـــن ـــمــــسلم ـــالقـشـيري‬
‫الــنيسـابـوري‪ 1907:‬رضـي ـال ـعنهمـا ـفـي ـصـحيحيهما ـاللذين‬
‫هما أصح الكتب المصنفة]‪.‬‬
‫• الحديث الثاني‪ :‬مراتب الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن عمر أيضاً‪ ،‬قال‪ :‬بينما نحن جلوس عـند رسـول ال ـذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض‬ ‫•‬
‫الثياب‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬ل يرى عليه أثـر السفر‪ ،‬ول يعـرفه منا أحـد‪ ،‬حتى جـلـس إلى النبي‬
‫فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه‪ ،‬وقـال‪ ( :‬يا محمد أخبرني عن السلم )‪.‬‬
‫فقـال رسـول ال ‪ { :‬السـلم أن تـشـهـد أن ل إلـه إل ال وأن محـمـداً رسـول ال‪ ،‬وتـقـيـم الصلة‪،‬‬ ‫•‬
‫وتـؤتي الـزكاة‪ ،‬وتـصوم رمضان‪ ،‬وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلً }‪.‬‬
‫قال‪ ( :‬صدقت )‪ ،‬فعجبنا له‪ ،‬يسأله ويصدقه؟ قال‪ ( :‬فأخبرني عن اليمان )‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ( :‬صدقت )‪ .‬قال‪ ( :‬فأخبرني عن الحسان )‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬أن تعبد ال كأنك تراه‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك }‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ( :‬فأخبرني عن الساعة )‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ ( :‬فأخبرني عن أماراتها )‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬أن تلد المة ربتها‪ ،‬وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }‪.‬‬ ‫•‬
‫ثم انطلق‪ ،‬فلبثت ملياً‪ ،‬ثم قال‪ { :‬يا عمر أتدري من السائل ؟ }‪.‬‬ ‫•‬
‫قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬فإنه جبريل ‪ ،‬أتاكم يعلمكم دينكم }‪.‬‬ ‫•‬
‫[رواه مسلم‪.]8:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الثالث‪ :‬أركان السلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـعــبد ـالرحمـن ـعبـد ـال ــبـن ـعــمر ـبـن‬


‫الخطاب ـرضـي ـال ـعــنهما‪ ،‬ـقــال ‪ :‬سمعت ـرسول‬
‫ال يقـول‪ { :‬بـني السـلم على خـمـس‪ :‬شـهـادة‬
‫أن ـل ـإلــه ـإل ـال ـوأـن ـمحمـد ـرسـول ـال‪،‬ـ ـوإقامة‬
‫الصـلة‪ ،‬ـوإيــتـاء ـالــزكـاة‪ ،‬ـوحــج ـالـبيت‪ ،‬ـوصـوم‬
‫رمضان }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،8:‬ومسلم‪.]16:‬‬
‫• الحديث الرابع‪ :‬مراحل الخلق‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبد الرحمن عبد ال ـبن مسعـود رضي ال ـعنه‪ ،‬قال‪:‬‬


‫حدثنا رسول ال ‪ -‬وهو الصادق المصدوق‪ { :‬إن أحـدكم يجمع‬
‫خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه‪ ،‬ثم يكون علقةً مثل ذلك‪ ،‬ثم‬
‫يكون مـضغـةً مثل ذلك‪ ،‬ثم يرسل إليه الملك‪ ،‬فينفخ فيه الروح‪،‬‬
‫ويــؤمر ـبأربـع ـكلمات‪ :‬بكتـب ـرزقـه‪ ،‬ـوأجلـه‪ ،‬ـوعملـه‪ ،‬ـوشقـي ـأم‬
‫سعيد؛ ـفوال ـالــذي ـل ـإلـــه ـغــيره ـإـن ـأحـــدكم ـليعــمل ـبعمـل ـأهل‬
‫الجنـه ـحتـى ـمـا ـيكون ـبينـه ـوبينهـا ـإل ـذراع ـفيسـبق ـعليه ـالكتاب‬
‫فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها‪ .‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل‬
‫النار ـحتـي ـمـا ـيكون ـبينـه ـوبينهـا ـإل ـذراع ـفـــيسـبـق ـعليه ـالكتاب‬
‫فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،3208:‬ومسلم‪.]2643:‬‬
‫• الحديث الخامس‪ :‬النهي عن البتداع في الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـم ـالمؤمنيـن ـأـم ـعبـد ـال ـعــائـشة ـرضـي ـال ـعنها‪،‬‬
‫قالت‪ :‬قال رسول ال ‪ { :‬من أحدث في أمرنا هـذا مـا‬
‫لـيـس مـنه فهـو رد }‪.‬‬
‫• [رواه الـبـخـاري‪ ،2697:‬ومسلم‪.] 1718:‬‬
‫• وفي رواية ـلمسـلم ‪ { :‬مـن عــمـل عــمـلً لــيـس ـعـلـيه‬
‫أمـرنا فهـو رد }‪.‬‬
‫• الحديث السادس‪ :‬البعد عن مواطن الشبهات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبدال النعـمان بن بشير رضي ال عـنهما‪ ،‬قـال ‪:‬‬


‫سمعـت ـرســول ـال ـ يقول‪ { :‬إن ـالحلل ـبيّن‪ ،‬ـوإن‬
‫الحـرام بيّن‪ ،‬وبينهما أمـور مشتبهات ل يعـلمهن كثير من‬
‫الناس‪ ،‬فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه‪،‬‬
‫ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام‪ ،‬كـالراعي يـرعى‬
‫حول الحمى يوشك أن يرتع فيه‪ ،‬أل وإن لكل ملك حمى‪،‬‬
‫أل وإن حمى ال محارمه‪ ،‬أل وإن في الجـسد مضغة إذا‬
‫صلحـت ـصـلح ـالجسـد ـكلـه‪ ،‬ـوإذا ـفــسـدت ـفــسـد ـالجسـد‬
‫كـلـه‪ ،‬أل وهي الـقـلب }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،52:‬ومسلم‪.]1599:‬‬
‫• الحديث السابع‪ :‬النصيحة عماد الدين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي ال ـعنه‪،‬‬


‫أن النبي قـال‪ { :‬الـديـن النصيحة }‪.‬‬
‫• قلنا‪ :‬لمن؟‬
‫• قال‪ { :‬ل‪،‬ــ ــولـــكـتـابـه‪ ،‬ــولـــرسـولـه‪ ،‬ــولــ ــئـمـة‬
‫الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]55:‬‬
‫• الحديث الثامن‪ :‬حرمة دم المسلم وماله‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال قـال‪:‬‬


‫{ أُمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن ل إلــه إل‬
‫ال ــوأـن ـمحمداً ـرسـول ـال‪،‬ـ ـويــقـيـمـوا ـالصلة‪ ،‬ـويؤتوا‬
‫الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل‬
‫بحق السلم‪ ،‬وحسابهم على ال تعالى }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،25:‬ومسلم‪.]22:‬‬
‫• الحديث التاسع‪ :‬النهي عن كثرة السؤال والتشدد‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـهريرة ـعبدالرحمـن ـبـن ـصـخر ـرضـي ـال ـعنه‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت ـرسـول ـال ــ يقول‪ { :‬ما ـنهيتكـم ـعنه‬
‫فاجتنبوه‪ ،‬وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم‪ ،‬فإنما أهلك‬
‫الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلفهم على أنبيائهم }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،7288:‬ومسلم‪.]1337:‬‬
‫• الحديث العاشر‪ :‬سبب إجابة الدعاء‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫{ إن ـال ــتعالـى ـطيـب ـل ـيقبـل ـإل ـطيباً‪ ،‬ـوإـن ـال ــأمر‬
‫المؤمنيـن ـبمـا ـأمـر ـبـه ـالمرسـلين ـفقال ـتعالـى ‪ :‬يَا ـَأ ّيهَا‬
‫ع َملُوا ـــصَالِحاً ـــ‬‫ط ّيبَات ــِ ـــوَا ْ‬
‫الرّس ــُلُ ـــ ُكلُوا ـــمِن ــَ ـــال ّ‬
‫[المؤمنون‪ ،]51:‬وقال تعالى ‪ :‬يَا َأ ّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ُكلُواْ‬
‫ط ّيبَا تِ مَا رَزَ ْقنَاكُ مْ [البقرة‪ ،]172:‬ثم ذكر الرجل‬ ‫مِن َ‬
‫يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء‪ :‬يا رب ! يا‬
‫رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي‬
‫بالحرام فأنّى يستجاب له؟ }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]1015:‬‬
‫• الحديث الحادي عشر‪ :‬اترك ما شككت فيه‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول‬


‫ال وريحانته رضي ال عـنهـما‪ ،‬قـال‪ ( :‬حـفـظـت مـن‬
‫رســول ال ‪ { :‬دع ما يـريـبـك إلى ما ل يـريـبـك‬
‫} )‪.‬‬
‫• [رواه الترمذي‪ ،2520:‬والنسائي‪ ،5711:‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫• الحديث الثاني عشر‪ :‬الشتغال بما يفيد‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫{ من حُسن إسلم المرء تركه ما ل يعـنيه }‪.‬‬
‫• [حديث حسن‪ ،‬رواه الترمذي‪ 2318:‬وابن ماجه‪3976:‬‬
‫]‪.‬‬
‫• الحديث الثالث عشر‪ :‬من كمال اليمان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي ال عـنـه‪ ،‬خــادم‬


‫رسـول ال ‪ ،‬عن النبي قــال‪ { :‬ل يـُؤمـن أحـدكـم‬
‫حـتي يـُحـب لخـيـه مــا يـُحـبـه لـنـفـسـه }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،13:‬ومسلم‪.]45:‬‬
‫• الحديث الرابع عشر‪ :‬متى يهدر دم المسلم؟‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫{ ل يحل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأني‬
‫رسول ال إل بـإحـدي ثـلث‪ :‬الـثـيـّب الــزاني‪ ،‬والـنـفـس‬
‫بـالنفس‪ ،‬والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،6878:‬ومسلم‪.] 1676:‬‬
‫• الحديث الخامس عشر‪ :‬إكرام الضيف‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هـريـرة رضي ال عـنه‪ ،‬أن رســول ال قــال‪:‬‬


‫{ مـن كـان يـؤمن بال والـيـوم الخر فـلـيـقـل خـيـراً أو‬
‫لـيـصـمـت‪ ،‬ومـن كــان يـؤمن بال واليـوم الخر فـليكرم‬
‫جاره‪ ،‬ــومــن ــكان ــيؤمــن ــبال ـــواليوم ــالخر ــفليكرم‬
‫ضيفه }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،6018:‬ومسلم‪.] 47:‬‬
‫• الحديث السادس عشر‪ :‬النهي عن الغضب‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـــن ـأبــي ـهــريـرة ـرضـي ـال ـعـــنـه ـأـن ـرجـــلً ـقـــال‬


‫للـنـبي ‪ :‬أوصــني‪.‬‬
‫• قال‪ { :‬ل ــتغضب ـ } فردد ــمراراً ــ‪ ،‬ــقال‪ { :‬ل‬
‫تغضب }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪]6116:‬‬
‫• الحديث السابع عشر‪ :‬الرفق بالحيوان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عــن ـأـبي ـيعــلى ـشــداد ـبــن ـأوس ـرضـي ـال ـعــنه‪ ،‬ـعـن‬
‫الــرسـول ـصـلى ـال ـعــليه ـوسـلم ـقــال‪ { :‬إن ـال ـكتب‬
‫الحــسـان ـعــلى ـكـــل ـشيـء‪ ،‬ـفــإذا ـقــتـلـتم ـفـأحسـنوا‬
‫القــتـلة‪ ،‬ـوإذا ـذبــحـتم ـفــأحسنوا ـالذبحـة‪ ،‬ـوليحـد ـأحـدكم‬
‫شـفـرتـه‪ ،‬ولـيـرح ذبـيـحـته }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]1955:‬‬
‫• الحديــث ــالثامــن ــعشــر‪ :‬الخلق‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الحسن‬
‫الشرح‬

‫• عــن ـأـبي ـذر ـجــنـدب ـبــن ـجــنـادة‪ ،‬ـوأـبي ـعــبد ـالـرحـمـن‬


‫معـاذ بـن جـبـل رضي ال ـعـنهما‪ ،‬عـن الرسول صلى‬
‫ال ـعــليه ـوسـلم‪ ،‬ـقــال‪ { :‬اتــق ـال ـحيثمـا ـكنـت‪ ،‬ـوأتبع‬
‫السيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الناس بخـلـق حـسـن }‪.‬‬
‫• [رواه الترمذي‪ ،1987:‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ ،‬وفي بعض‬
‫النسخ‪ :‬حسن صحيح]‪.‬‬
‫• الحديث التاسع عشر‪ :‬اليمان بالقضاء والقدر‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عــن ـأـبي ـالعــباس ـعــبدال ـبـن ـعــباس ـرضـي ـال ـعــنهما‪ ،‬ـقــال‪:‬‬
‫كــنت ـخــلـف ـالنـبي ـصـلي ـال ـعــليه ـوسـلم ـيــوماً‪ ،‬ـفـقـال ـ‪ { :‬يـا‬
‫غـلم ! إني أعـلمك كــلمات‪ :‬احـفـظ ال ـيـحـفـظـك‪ ،‬احـفـظ ال‬
‫تجده ـتجاهــك‪ ،‬ـإذا ـســألت ـفــاسأل ـال‪،‬ـ ـوإذا ـاســتعـنت ـفـاسـتـعـن‬
‫بال‪ ،‬واعـلم أن المـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم‬
‫يـنـفـعـوك ـإل ـبشيء ـقـد ـكـتـبـه ـال ـلك‪ ،‬وإن ـاجتمعـوا ـعــلى ـأن‬
‫يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إل بشيء قـد كـتـبـه ال ـعـلـيـك؛‬
‫رفـعـت القــلم‪ ،‬وجـفـت الـصـحـف }‪.‬‬
‫• [رواه الترمذي‪ 2516:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫• وفي رواية غير الترمذي‪ { :‬احفظ ال ـتجده أمامك‪ ،‬تعرف إلى‬
‫ال ـفـي ـالرخاء ـيعرفـك ـفـي ـالشدة‪ ،‬ـواعلـم ـأـن ـمـا ـأخطأـك ـلـم ـيكن‬
‫ليصـيبك‪ ،‬ـومـا ـأصـابك ـلـم ـيكـن ـليخطئـك‪ ،‬ـواعلـم ـأـن ـالنصـر ـمع‬
‫الصبر‪ ،‬وأن الفرج مع الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسراً }‪.‬‬
‫• الحديث العشرون‪ :‬الحياء من اليمان‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري رضى‬


‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلي ال عليه وسلم‪ { :‬إن‬
‫ممـا ـأدرك ـالناس ـمـن ـكلم ـالنبوة ـالولـى‪ :‬إذا ـلـم ـتستح‬
‫فاصنع ما شئت }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪.]3483:‬‬
‫• الحديث الحادي والعشرون‪ :‬الستقامة بالسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـعمرو‪ ،‬ـوقيـل ‪ :‬أبي ـعمرة ـ؛ ـسـفيان ـبـن ـعبـد ـال‬
‫الثقفي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! قـل لي‬
‫في السـلم قـولً ل أسـأل عـنه أحــداً غـيـرك‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫{ قُــل آمـنـت بال‪ ،‬ثـم اسـتـقم }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]38:‬‬
‫• الحديث الثاني والعشرون‪ :‬الطريق إلى الجنة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي عبد ال ـجابر بن عبد ال ـالنصاري رضي ال‬


‫عنهمـا ‪ :‬أن ـرجلً ـسـأل ـرسـول ـال ـ ‪ ،‬ـفقال‪ ( :‬أرأيت ـإذا‬
‫صليت ـالمكتوبات‪ ،‬ـوصـمت ـرمضان‪ ،‬ـوأحللت ـالحلل‪،‬‬
‫وحرمت الحرام‪ ،‬ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ )‬
‫قال‪ { :‬نعم }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]15:‬‬
‫• الحديث الثالث والعشرون‪ :‬جوامع الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـمالـك ـالحارث ـبـن ـعاصـم ـالشعري ـرضـي ـال‬


‫عنــه‪ ،‬ــقال‪ :‬قال ــرســول ــال ـــصــلي ــال ـــعليــه ــوسلم‪:‬‬
‫{ الطهور ـشطـر ـاليمان‪ ،‬ـوالحمـد ـل ــتمل ـالميزان‪،‬‬
‫وسبحان ال والحمد ل تملن ‪ -‬أو‪ :‬تمل ‪ -‬ما بين السماء‬
‫والرض‪ ،‬ــوالصــلة ــنور‪ ،‬ــوالصــدقة ــبرهان‪ ،‬ــوالصبر‬
‫ضياء‪ ،‬والقرآن حجة لك أو عليك؛ كل الناس يغدو‪ ،‬فبائع‬
‫نفسه فمعتقها‪ ،‬أو موبقها }‪.‬‬
‫• الحديث الرابع والعشرون‪ :‬من فضل ال على الناس‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن ـأـبي ـذر ـالغفاري ـرضـي ـال ـعنـه‪ ،‬ـعـن ـالنـبي ـصـلي ـال ـعليـة ـوسـلم‪ ،‬ـفيما ـيرويـه ـعـن ـربه ـتبارك‬ ‫•‬
‫وتعالى‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫{ يا عبادي‪ :‬إني حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فل تـظـالـمـوا }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! كلكم ضال إل من هديته‪ ،‬فاستهدوني أهدكم }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! كلكم جائع إل من أطعمته‪ ،‬فاستطعموني أطعمكم }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! كلكم عار إل من كسوته‪ ،‬فاستكسوني أكسكم }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار‪ ،‬وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني‪ ،‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني }‬ ‫•‬
‫{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم‪ ،‬ما زاد ذلك‬ ‫•‬
‫في ملكي شيئاً }‬
‫{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم‪ ،‬ما نقص‬ ‫•‬
‫ذلك من ملكي شيئاً }‬
‫{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد‪ ،‬فسألوني‪ ،‬فأعطيت كل واحد‬ ‫•‬
‫مسألته‪ ،‬ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر }‬
‫{ يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم‪ ،‬ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد ال‪ ،‬ومن وجد‬ ‫•‬
‫غير ذلك فل يلومن إل نفسه }‪.‬‬
‫[رواه مسلم‪.]2577:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث الخامس والعشرون‪ :‬فضل الذكر‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عن أبي ذر أيضاً‪ ،‬أن ناساً من أصحاب رسول ال قالوا للنبي‬ ‫•‬
‫‪ :‬يا رسول ال ـذهب أهل الدثور بالجور؛ يُصلّون كما نصلي‪،‬‬
‫ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم‪ .‬قـال ‪:‬‬
‫{ أولـيـس قـد جعـل ال ـلكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة‬
‫صدقة‪ ،‬ـوكـل ـتكـبيرة ـصـدقة‪ ،‬ـوكـل ـتحميدة ـصـدقة‪ ،‬ـوكـل ـتهليلة‬
‫صدقة‪ ،‬ـوأمر ـبالمعروف صدقة‪ ،‬ونهـي ـعن المنكـر صدقة‪ ،‬وفي‬
‫بضع أحـد كم صـدقـة }‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬أرأيتم لو وضعها في حرام‪ ،‬أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا‬ ‫•‬
‫وضعها في الحلل‪ ،‬كان له أجر }‪.‬‬
‫[رواه مسلم‪.]1006:‬‬ ‫•‬
‫• الحديث السادس والعشرون‪ :‬كثرة طرق الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬


‫{ كل سُلمى من الناس عليه صدقة‪ ،‬كل يوم تطلع فيه‬
‫الشمـس ـتعدل ـبيـن ـاثنيـن ـصـدقة‪ ،‬ـوتعيـن ـالرجـل ـفـى ـدابته‬
‫فتحملـه ـعليهـا ـأـو ـترفـع ـلـه ـعليهـا ـمتاعـة ـصـدقة‪ ،‬ـوالكلمة‬
‫الطيبـة ـصـدقة‪ ،‬ـوبكـل ـخطوة ـتمشيهـا ـإلـي ـالصـلة ـصدقة‪،‬‬
‫وتميط الذي عن الطريق صدقة }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪ ،2989:‬ومسلم‪.]1009:‬‬
‫• الحديث السابع والعشرون‪ :‬تعريف البر والثم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫عـن ـالنواس ـبـن ـســمعـان ـرضـي ـال ـعــنه‪ ،‬ـعــن ـالنـبي ـصـلى ـال‬ ‫•‬
‫عــليه ـوسـلم ـقــال‪ { :‬الــبـر ـحــسـن ـالــخلق ـوالثــم ـمـا ـحــاك ـفي‬
‫نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }‪.‬‬
‫[رواه مسلم‪.]2553:‬‬ ‫•‬
‫وعن وابصه بن معبد رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬أتيت رسول ال صلي‬ ‫•‬
‫ال ـعليـه ـوسـلم‪ ،‬ـفقال‪ { :‬جئـت ـتسـأل ـعـن ـالـبر؟ ـ } قلـت‪ :‬نعم؛‬
‫فقال‪ { :‬استفت ـقلبـك؛ ـالـبر مـا اطمأنـت إليـه النفس واطمأن إليه‬
‫القلـب‪ ،‬ـوالثـم ـمـا ـحاك ـفـي ـالنفـس ـوتردد ـفـي ـالصـدر‪ ،‬ـوإن ـأفتاك‬
‫الناس وأفتوك }‪.‬‬
‫[حديـث ـحسـن‪ ،‬ـرويناه ـفـي ـمسـندي ـالماميـن ـأحمـد ـبـن ـحنبل‪/4:‬‬ ‫•‬
‫‪ ،227‬والدارمي‪ 246 /2:‬بإسناد حسن]‪.‬‬
‫• الحديث الثامن والعشرون‪ :‬السمع والطاعة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي ال عنه‪ ،‬قال‪:‬‬


‫وعـظـنا رسول ال ـصلي ال ـعليه وسلم موعـظة وجلت‬
‫منهـا ـالقلوب‪ ،‬ـوذرفـت ـمنهـا ـالدموع‪ ،‬ـفــقـلـنا ‪ :‬يا ـرسول‬
‫ال ـ! كأنهـا ـموعــظة ـمودع ـفــأوصنا‪ ،‬ـقال‪ { :‬أوصيكم‬
‫بتقوى ـال‪،‬ـ ـوالسـمع ـوالطاعـة ـوإـن ـتأمـر ـعليكـم عبـد‪ ،‬ـفإنه‬
‫من ـيعـــش ـمنكـم ـفسـيرى ـاخــتـلفـا ـكثيراً‪ ،‬ـفعــليكم ـبسنتي‬
‫وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضو عـليها بالـنـواجـذ‪،‬‬
‫واياكم ومـحدثات المور‪ ،‬فإن كل بدعة ضلله }‪.‬‬
‫• [رواه ــأبو ــداود‪ ،4607:‬ــوالترمذي‪ ،2676:‬ــوقال‪:‬‬
‫حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫• الحديث التاسع والعشرون‪ :‬أبواب الخير‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن معاذ بن جبل رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! أخبرني بعم ٍ‬
‫ل‬
‫يدخلني الجنه ويباعدني عن النار‪ ،‬قال‪ { :‬لقد سألت عن عظيم‪ ،‬وإنه ليسير‬
‫على من يسره ال ـعليه‪ :‬تعبد ال ـل تشرك به شيئاً‪ ،‬وتقيم الصلة‪ ،‬وتؤتي‬
‫الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان‪ ،‬وتحج البيت } ثم قال‪ { :‬أل أدلك على أبواب‬
‫الخيـر ـ؟‪ :‬الصـوم ـجنـة‪ ،‬ـوالصـدقة ـتطفىـء ـالخطيئـة ـكمـا ـيطفىء ـالماء ـالنار‪،‬‬
‫وصلة الرجل في جوف الليل } ثم تل ‪ :‬تَتَجَافَى جُنُوبُهُ مْ عَنِ الْ َمضَاجِعِ‬
‫حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة‪، ]1617:‬ثم قال‪ { :‬أل أخبرك برأس المر‬
‫وعموده ـوذروة ـسـنامه؟ ـ} قلـت‪ :‬بلـى ـيـا ـرسـول ـال‪،‬ـ ـقال‪ { :‬رأـس ـالمر‬
‫السلم‪ ،‬وعموده الصلة‪ ،‬وذروة سـنامه الجهاد } ‪ .‬ثم قال‪ { :‬أل ـأخبرك‬
‫بملك ذلك كله ؟ } فقلت‪ :‬بلى يا رسول ال ـ! فأخذ بلسانه وقال‪ { :‬كف‬
‫عليك هذا }‪ ،‬قلت‪ :‬يا نبي ال وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال‪ { :‬ثكلتك‬
‫أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال ‪( :‬على مناخرهم ) ‪-‬‬
‫إل حصائد ألسنتهم ؟! }‪.‬‬
‫• [رواه الترمذي‪ ،2616:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫• الحديث الثلثون‪ :‬الوقوف عند حدود الشرع‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي ال ـعنه‪،‬‬


‫عن رسول ال ـ ‪ ،‬قال‪ { :‬إن ال ـتعالى فرض فرائض‬
‫فل تضيعوها‪ ،‬وحد حدوداً فل تعتدوها‪ ،‬وحرم أشياء فل‬
‫تنتهكوهـا‪ ،‬ـوسـكت ـعـن ـأشياء ـرحمةًـ ـلكـم ـغيـر ـنسيان ـفل‬
‫تبحثوا عنها }‪.‬‬
‫• [حديـث ـحسـن‪ ،‬ـرواه ـالدارقطنـي ـفـي ـسننه‪،184 /4:‬‬
‫وغيره]‪.‬‬
‫• الحديث الحادي والثلثون‪ :‬الزهد في الدنيا‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي ال ـعنه‪،‬‬


‫قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪ ،‬فقال‪ ( :‬يا رسول ال ! دلني‬
‫على عمل إذا عملته أحبني ال وأحبني الناس )؛ فقال‪{ :‬‬
‫ازهـد ـفـي ـالدنيـا ـيحبـك ـال‪،‬ـ ـوازهـد ـفيمـا ـعنـد ـالناس ـيحبك‬
‫الناس }‪.‬‬
‫• [حديـث ـحسـن‪ ،‬ـرواه ـابـن ـماجـه‪ ،4102:‬ـوغيره ـبأسانيد‬
‫حسنه]‪.‬‬
‫• الحديث الثاني والثلثون‪ :‬ل ضرر ول ضرار‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي‬


‫ال ـــعنــه‪ ،‬ــأــن ــرســول ــال ـ قال‪ { :‬ل ــضرر ــول‬
‫ضرار }‪.‬‬
‫• [حديث حسن‪ ،‬رواه ابن ماجه‪ ،2341:‬والدارقطني‪/4:‬‬
‫‪ ،228‬ـــوغيرهــــما ـــمســـنداً‪ ،‬ـــورواه ـــمالـــك ـــفي‬
‫(الموطأ)‪ ،2/746:‬عـن عـمرو بن يحي عـن أبيه عـن‬
‫النـبي ـ مرسـلً‪ ،‬ـفــأسـقـط ـأبـا ـسـعـيد‪ ،‬ـوله ـطرق ـيقوي‬
‫بعـضها بعـضاً]‪.‬‬
‫• الحديث الثالث والثلثون‪ :‬البيّنة على المُدّعي‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال ‪ ،‬قال‪:‬‬


‫{ لو ـيعطـى ـالناس ـبدعواهـم‪ ،‬ـلدعى ـرجال ـأموال ـقوم‬
‫ودماءهـم‪ ،‬ـلكـن ـالبيّنـة ـعلـى ـالمُدّعـي ـواليميـن ـعلـى ـمن‬
‫أنكر }‪.‬‬
‫• [حديـث ـحسـن‪ ،‬ـرواه ـالـبيهقي ـفـي ـالسنن‪252 /10:‬‬
‫وغيره هكذا‪ ،‬وبعضه في الصحيحين]‪.‬‬
‫• الحديــث ــالرابــع ــوالثلثون‪ :‬تغييــر ــالمنكر‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫فريضة‬
‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـسـعيد ـالخدري ـرضـي ـال ــعنـه‪ ،‬ـقال‪ :‬سمعت‬


‫رسول ال يقول‪ { :‬من رأى منكم منكراً فليغيره بيده‪،‬‬
‫فإـن ـلـم ـيسـتطع ـفبلسـانه‪ ،‬ـفإـن ـلـم ـيسـتطع ـفبقلبـه‪ ،‬ـوذلك‬
‫أضعـف اليمان }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]49:‬‬
‫• الحديث الخامس والثلثون‪ :‬المسلم أخو المسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـهريرة ـرضـي ـال ــعنـه‪ ،‬ـقال‪ :‬قال ـرسـول ـال‬
‫صلي ال ـعليه وسلم‪ { :‬ل تحاسدوا‪ ،‬ول تناجشوا‪ ،‬ول‬
‫تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول يبع بعضكم على بيع بعض‪،‬‬
‫وكونوا ـعباد ـال ـإخواناً‪ ،‬ـالمسـلم ـأخـو ـالمسـلم‪ ،‬ـل ـيظلمه‪،‬‬
‫ول ـيخذلـه‪ ،‬ـول ـيكذبـه‪ ،‬ـول ـيحقره‪ ،‬ـالتقوى ـهـا ـهنا ـ}‬
‫ويشيـر ـ إلـى ـصـدره ـثلث ـمرات ـ{ بحسـب ـامرىـء ـأن‬
‫يحقـر ـأخاه ـالمسـلم‪ ،‬ـكـل ـالمسـلم ـعلـى ـالمسـلم ـحرام‪ :‬دمه‬
‫وماله وعرضه }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪.]2564:‬‬
‫• الحديث السادس والثلثون‪ :‬قضاء حوائج المسلمين‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النبي قال‪ { :‬من نفّس عن‬
‫مؤمـن ـكربـة ـمـن ـكرب ـالدنيـا ـنفّس ـال ـعنـه ـكربـة ـمن ـكرب ـيوم‬
‫القيامة‪ ،‬ومن ي سّر على معسر ي سّر ال ـعليه في الدنيا والخرة‪،‬‬
‫ومن ستر مسلماً ستره ال في الدنيا والخرة‪ ،‬وال في عون العبد‬
‫ما ـكان ـالعبـد ـفـي ـعون ـأخيـه‪ ،‬ـومـن ـسـلك ـطريقاً ـيلتمـس ـفيه ـعلماً‬
‫سهل ال له به طريقاً إلي الجنه‪ ،‬وما اجتمع قوم في بيت من بيوت‬
‫ال ـيتلون كتاب ال‪ ،‬ويتدارسونه بينهم؛ إل نزلت عليهم السكينه‪،‬‬
‫وغشيتهم الرحمه‪ ،‬وحفتهم الملئكة‪ ،‬وذكرهم ال فيمن عنده‪ ،‬ومن‬
‫أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه }‪.‬‬
‫• [رواه مسلم‪ ]2699:‬بهذا اللفظ‪.‬‬
‫• الحديث السابع والثلثون‪ :‬الترغيب في فعل الحسنات‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال ـعنهما‪ ،‬عن رسول ال ـ فيما‬


‫يرويه عن ربه تبارك وتعالى‪ ،‬قال‪ { :‬إن ال تعالى كتب‬
‫الحسـنات ـوالسـيئات‪ ،‬ـثـم ـبيـن ـذلـك‪ ،‬ـفمـن ـهـم ـبحسـنة ـفلم‬
‫يعملهـا ـكتبهـا ـال ـعنده ـحسـنة ـكاملـة‪ ،‬ـوإـن ـهـم ـبهـا ـفعملها‬
‫كتبها ال ـتعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف‬
‫إلـى ـأضعاف ـكثيرة‪ ،‬ـوإـن ـهـم ـبسـيئة ـفلـم ـيعملهـا ـكتبهـا ـال‬
‫عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها ال عنده سيئة‬
‫واحدة }‪.‬‬
‫• [رواه ـالبخاري‪ ،6491:‬ـومسـلم ‪ 131:‬في ـصحيحيهما‬
‫بهذه الحروف]‪.‬‬
‫• الحديث الثامن والثلثون‪ :‬جزاء معادات الولياء‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ـأـبي ـهريرة ـرضـي ـال ــعنـه‪ ،‬ـقال‪ :‬قال ـرسـول ـال‬
‫صلي ال عليه وسلم‪ { :‬إن ال تعالى قال‪ :‬من عادى لي‬
‫وليّا فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إل يّ عبدي بشيء أحب‬
‫إليّـ ـممـا ـافترضتـه ـعليـه‪ ،‬ـول ـيزال ـعبدي ـيتقرب ـإليّ‬
‫بالنوافل حتي أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪،‬‬
‫وبصـره ـالذي ـيبصـر ـفيـه‪ ،‬ـويده ـالتـي ـيبطـش ـبهـا‪ ،‬ـورجله‬
‫التـي ـيمشـي ـبهـا‪ ،‬ـولئـن ـسـألني ـلعــطينه‪ ،‬ـولئـن ـاستعاذني‬
‫لعيذنه }‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪.]6502:‬‬
‫• الحديــث ــالتاســع ــوالثلثون‪ :‬التجاوز ــعــن ــالخطأ‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫والنسيان‬
‫الشرح‬

‫• عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أن رسول ال قال‪:‬‬


‫{ إن ـال ــتجاوز ـلـي ـعـن ـأمتـي ـالخطـأ ـوالنسـيان ـوما‬
‫استكرهوا عليه }‪.‬‬
‫• [حديـث ـحسـن ـرواه ـابـن ـماجـه‪ ،2045:‬ـوالـبيهقي ـفي‬
‫السنن‪ ،7/356:‬وغيرهما]‪.‬‬
‫• الحديث الربعون‪ :‬كن في الدنيا كأنك غريب‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عـن ابـن عـمـر رضي ال ـعـنهـما‪ ،‬قــال‪ :‬أخـذ الرسول‬


‫صلي ـال ـعــلية ـوسـلم ـبمنكـبي‪ ،‬ـفقال‪ { :‬كن ـفـي ـالدنيا‬
‫كـأنـك غـريـب أو عـابـر سبـيـل }‪.‬‬
‫• وكـان ابـن عـمـر رضي ال عـنهـما يقول‪ ( :‬إذا أمسيت‬
‫فل تـنـتـظـر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فل تـنـتـظـر المساء‪،‬‬
‫وخذ من صحـتـك لـمـرضـك‪ ،‬ومن حـياتـك لـمـوتـك )‪.‬‬
‫• [رواه البخاري‪.]6416:‬‬
‫• الحديث الحادي والربعون‪ :‬اتباع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫الشرح‬

‫• عن أبي محمد عبد ال ـبن عمرو بن العاص رضي ال‬


‫عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال ـصلي ال ـعليه وسلم‪ { :‬ل‬
‫يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به }‪.‬‬
‫• [حديـث ـحسـن ـصـحيح‪ .‬رويناه ـفـي ـكتاب ـالحجـة ـبإسناد‬
‫صحيح]‪.‬‬
‫• الحديـث ـالثانـي ـوالربعون‪ :‬سعة ـمغفرة‬
‫إنهاء‬ ‫القائمة‬ ‫ال‬
‫الشرح‬

‫• عن أنس قال ‪ :‬سمعت رسول ال ـصلي ال ـعليه وسلم‬


‫يقول‪ { :‬قال ال ـتعالى ‪ :‬يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني‬
‫ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي‪ ،‬يا ابن‬
‫آدم ـ ! لو ـبلغــت ـذنــوبك ـعــنان ـالسـماء‪ ،‬ـثـم ـاستغـفـرتـني‬
‫غـفـرت لك‪ ،‬يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الرض‬
‫خطايـا ـثـم ـلقيتــني ـل ـتــشـرك ـبـي ـشيئاً ـلتــيـتـك ـبقرابها‬
‫مغـفـرة }‪.‬‬
‫• [رواه الترمذي‪ ،3540:‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫شرح الحديث الول‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب؛ لن النيات من أعمال القلوب‪ ،‬قال العلماء‪ ( :‬وهذا الحديث‬
‫نصف العبادات )؛ لنه ميزان العمال الباطنة وحديث عائشة رضي ال عنها‪ { :‬من أحدث في أمرنا‬
‫هذا ما ليس منه فهو رد } وفي لفظ آخر‪ { :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد } نصف الدين؛‬
‫لنه ميزان العمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي ‪ { :‬إنما العمال بالنيات } أنه ما من عمل إل وله‬
‫نية؛ لن كل إنسان عاقل مختار ل يمكن أن يعمل عملً بل نية‪ ،‬حتى قال بعض العلماء‪ ( :‬لو كلفنا ال‬
‫عملً بل نية لكان من تكليف ما ل يطاق ) ويتفرع على هذه الفائدة‪:‬‬

‫• الرد على الموسوسين الذين يعملون العمال عدة مرات‪ ،‬ثم يقول لهم الشيطان‪ :‬إنكم لم تنووا‪ .‬فإننا نقول‬
‫لهم‪ :‬ل‪ ،‬ل يمكن أبداً أن تعملوا عملً إل بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس‪.‬‬

‫• ومن فوائد هذا الحديث أن النسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي ‪ { :‬فمن كانت‬
‫هجرته إلى ال ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله }‪.‬‬

‫• ويستفاد من هذا الحديث أيضاً أن العمال بحسب ما تكون وسيلة له‪ ،‬فقد يكون الشيء المباح في الصل‬
‫يكون طاعة إذا نوى به النسان خيراً‪ ،‬مثل أن ينوي بالكل والشرب التقوي على طاعة ال؛ ولهذا قال‬
‫النبي ‪ { :‬تسحروا فإن في السحور بركة }‪.‬‬

‫• ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أنه ينبغي للمعلم أن يضرب المثال التي يتبين بها الحكم‪ ،‬وقد ضرب النبي‬
‫لهذا مثلً بالهجرة‪ ،‬وهي النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلم وبيّن أن الهجرة وهي عمل واحد تكون‬
‫لنسان أجراً وتكون لنسان حرماناً‪ ،‬فالمهاجر الذي يهاجر إلى ال ورسوله هذا يؤجر ويصل إلى مراده‪،‬‬
‫والمهاجر لـدنيا يصـيبها أو امرأة يتزوجها يُحرم من هذا الجر‪ .‬وهذا الحديث يدخل في باب العبادات‬
‫وفي باب المعاملت وفي باب النكحة وفي كل أبواب الفقه‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث يستفاد منه فوائد‪:‬‬ ‫•‬


‫منها أن من هدي النبي مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي ‪ ,‬ومنها أنه ينبغي‬ ‫•‬
‫للنسان أن يكون ذا عِشرة من الناس ومجالسة وأن لينزوي عنهم‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬حُسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلة والسلم أمام النبي هذه‬ ‫•‬
‫الجلسة الدالة على الدب والصغاء والستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على‬
‫فخذيه‪.‬‬
‫منها‪ :‬جواز دعاء النبي باسمه لقوله‪ ( :‬يا محمد ) وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي ال تعالى عن‬ ‫•‬
‫ذلك في قوله‪ :‬لَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرّسُولِ بَيْنَكُمْ َكدُعَاءِ بَ ْعضِكُمْ بَعْضاً [النور‪ ]63:‬على أحد التفسيرين‬
‫ويحتمل أن هذا جرى على عادة العراب الذين يأتون إلى الرسول فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب؛‬
‫لن الول يحتاج إلى التاريخ‪.‬‬

‫• ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب؛ لقول النبي ‪:‬‬
‫{ هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم } مع أن المعلم هو الرسول لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله‬
‫جعله الرسول عليه الصلة والسلم هو المعلم‪.‬‬
‫• ومن فوائد هذا الحديث العظيم‪ :‬إثبات الملئكة والملئكة عالم غيبي وصفهم ال تعالى بأوصاف كثيرة في‬
‫القرآن ووصفهم النبي في السنة وكيفية اليمان بهم‪ :‬أن نؤمن بأسماء من عيّنت أسماؤهم منهم ومن لم‬
‫يعين لسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالً ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها‪،‬‬
‫ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها‪ ،‬ومن ذلك أن النبي رأى جبريل عليه الصلة‬
‫والسلم وله ستمائة جناح قد سد بها الفق على خلقته التي خلق عليها‪.‬‬
‫• وواجبنا نحو الملئكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لنهم عباد ال ـقائمون بأمره كمال قال تعالى ‪ :‬وَمَنْ‬
‫عِ ْندَه ـُ ـلَ ـيَس ـْتَكْبِرُونَ ـعَن ـْ ـعِبَادَتِه ـِ ـوَلَ ـيَس ـْتَحْسِرُونَ ـ(‪ )19‬يُسـَبّحُونَ ــاللّيْل ـَ ـوَالنّهَارَ ـلَ ـيَفْتُرُونَ ـ‬
‫[النبياء‪، .]1920:‬‬
‫شرح الحديث الثالث‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• هذا الحديث بيـن فيه النبي أن السلم بمنزلة ـالبناء الذي يظلل صاحبه‬
‫ويحميه من الداخل والخارج‪ ،‬وبيّن فيه النبي أنه بني على خمس أركان‪:‬‬
‫{ شهادة أن لإله إل ال وأن محمداً رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‬
‫وحج البيت وصوم رمضان } وقد تقدم الكلم على كل هذه الركان في‬
‫حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه‪.‬‬
‫• سؤال‪ :‬ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذكر في سياق حديث‬
‫عمر بن خطاب ( الحديث الثاني )؟‬
‫• الجواب‪ :‬الفائدة أنه لهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من‬
‫جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدال بن عمر التصريح بأن السلم‬
‫بنـي ـعلـى ـهذه ـالركان ـالخمسـة ـأمـا ـحديـث ـعمـر ـبـن ـالخطاب ـ فليس ـبهذه‬
‫الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك‪ ،‬لنه قال‪ { :‬السلم أن تشهد أن ل إله‬
‫إل ال وأن محمداً رسول ال ‪ } ..‬إلخ‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث الرابع من الحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق النسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫فيقول عبدال بن مسعود رضي ال عنه‪ ( :‬حدثنا رسول ال وهو الصادق المصدوق ) الصادق في قوله المصدوق‬ ‫•‬
‫فيما أوحي إليه وإنما قال عبدال بن مسعود هذه المقدمة‪ ،‬لن هذا من أمور الغيب التي ل تعلم إل بوحي فقال‪ { :‬إن‬
‫أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ‪ ...‬الخ }‪.‬‬
‫ففي هذا الحديث من الفوائد‪ :‬بيان تطور خلقة النسان في بطن أمه‪ ،‬وأنه أربعة أطوار‪.‬‬ ‫•‬
‫الول‪ :‬طور النطفة أربعون يوماً ‪ ...‬والثاني‪ :‬طور العلقة أربعون يوماً ‪ ...‬والثالث‪ :‬طور المضغة أربعون يوماً ‪...‬‬ ‫•‬
‫والرابع‪ :‬الطور الخير بعد نفخ الروح فيه‪ ..‬فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الطوار‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الجنين قبل أربعة أشهر ل يحكم بأنه إنسان حي‪ ،‬وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة‬ ‫•‬
‫أشهر فإنه ل يغسل ول يكفن ول يصلى عليه‪ ،‬لنه لم يكن إنساناً بعد‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم النسان الحي‪ ،‬فلو سقط بعد ذلك فإنه‬ ‫•‬
‫يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن للرحام ملكاً موكلً بها لقوله‪ { :‬فيبعث إليه الملك } أي الملك الموكل بالرحام‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن أحوال النسان تكتب عليه وهو في بطن أمه ‪ ..‬رزقه ‪ ..‬عمله ‪ ..‬أجله ‪ ..‬شقي أم سعيد‪،‬‬ ‫•‬
‫ومنها بيان حكمة ال عز وجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب ل يتقدم ول يتأخر‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أن النسان يجب أن يكون على خوف ورهبة‪ ،‬لن رسول ال أخبر { إن الرجل يعمل‬ ‫•‬
‫بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أنه ل ينبغي لنسان أن يقطع الرجاء فإن النسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلً ثم يمن‬ ‫•‬
‫ال عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما الحكمة في أن ال يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه‬ ‫•‬
‫الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟‬
‫فالجواب‪ :‬إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإل‬ ‫•‬
‫فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة‪ ،‬فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بال ـمن ذلك‪.‬‬
‫وعلى هذا فيكون المراد بقوله‪ { :‬حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع } قرب أجله ل قربه من الجنة بعمله‪.‬‬
‫شرح الحديث الخامس‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث قال العلماء‪ :‬إنه ميزان ظاهر العمال وحديث عمر الذي هو‬ ‫•‬
‫في ـأول ـالكتاب ـ { إنمـا ـالعمال ـبالنيات ـ } ميزان ـباطـن ـالعمال‪ ،‬ـلن‬
‫العمل له نية وله صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث فوائد ‪ :‬أن من أحدث في هذا المر ‪ -‬أي السلم ‪ -‬ما‬ ‫•‬
‫ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية‪ ،‬وينبني على هذه الفائدة أن‬
‫جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أن من عمل عملً ولو كان أصله مشروعاً ولكن‬ ‫•‬
‫عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية‬
‫الثانية في مسلم‪.‬‬
‫وعلى هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل ‪ ,‬ومن صلى صلة تطوع لغير‬ ‫•‬
‫سبب في وقت النهي فصلته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم‬
‫جرا‪ ،‬لن هذه كلها ليس عليها أمر ال ورسوله فتكون باطلة مردودة‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قسّم النبي المور إلى ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫•‬


‫قسم حلل بيّن ل اشتباه فيه‪ ،‬وقسم حرام بيّن ل اشتباه فيه‪ ،‬وهذان واضحان أما الحلل فحلل ول يأثم النسان به‪ ،‬وأما الحرام‬ ‫•‬
‫فحرام ويأثم النسان به‪.‬‬
‫مثل الول‪ :‬حل بهيمة النعام ‪ ...‬ومثال الثاني‪ :‬تحريم الخمر‪.‬‬ ‫•‬
‫أما القسم الثالث فهم المر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلل أم من الحرام؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس‪ ،‬وإل فهو‬ ‫•‬
‫معلوم عند آخرين‪.‬‬
‫فهذا يقول الرسول الورع تركه وأن ل يقع فيه ولهذا قال‪ { :‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه } استبرأ لدينه فيما بينه‬ ‫•‬
‫وبين ال‪ ،‬واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس ـبحيث ل يقولون‪ :‬فلن وقع في الحرام‪ ،‬حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم‬
‫ضرب النبي مثلً لذلك { بالراعي يرعى حول الحمى } أي حول الرض المحمية التي ل ترعاها البهائم فتكون خضراء‪ ،‬لنها‬
‫لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها‪ { ،‬كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه } ثم قال عليه‬
‫الصلة والسلم‪ { :‬أل وأن لكل ملك حمى } يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئاً من الرياض التي يكون فيها العشب‬
‫الكثير والزرع الكثير { أل وإن حمى ال محارمه } أي ما حرمه على عباده فهو حماه‪ ،‬لنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن { في‬
‫الجسد مضغة } يعني لحمة بقدر ما يمضغه الكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله‪ { :‬أل وهي القلب } وهو إشارة إلى‬
‫أنه يجب على النسان أن يراعي ما في قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والمور المشتبهات‪.‬‬
‫فيستفاد من هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أولً‪ :‬أن الشريعة السلمية حللها بيّن وحرامها بيّن والمشتبه منها يعلمه بعض الناس‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانياً‪ :‬أنه ينبغي للنسان إذا اشتبه عليه المرأحلل هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبيّن له أنه حلل‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد الحديث ‪ :‬أن النسان إذا وقع في المور المشتبه هان عليه أن يقع في المور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن‬ ‫•‬
‫نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين المر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس‬ ‫•‬
‫ليقرب فهمه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬حسن تعليم الرسول عليه الصلة والسلم بضربه للمثال وتوضيحها‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن المدار في الصلح والفساد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على النسان العناية بقلبه دائماً‬ ‫•‬
‫وأبدًا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي ‪ { :‬إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد الجسد‬ ‫•‬
‫كله } ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫فالنصيحة ل عزوجل ‪ :‬هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والنابة‬ ‫•‬
‫إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر السلم وشرائعه‪.‬‬
‫والنصيحة لكتابه ‪ :‬اليمان بأنه كلم ال ـوأنه مشتمل على الخبار الصادقة والحكام العادلة والقصص‬ ‫•‬
‫النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا‪.‬‬
‫والنصيحة للرسول ‪ :‬اليمان به وأنه رسول ال إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره‬ ‫•‬
‫وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه‪.‬‬
‫والنصيحة لئمة المسلمين ‪ :‬مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم‬ ‫•‬
‫من الذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع العداء‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫والنصـيحة ـلعامـة ـالمسـلمين ‪ :‬أي ـسـائر ـالمسـلمين ـهـي ـأيضاً ـبذلً ـللنصـيحة ـلهـم ـبالدعوة ـإلـى ـال ـوالمر‬ ‫•‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا‪ ،‬ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما‬
‫يدخل في عامة المسلمين نفس النسان أن ينصح النسان نفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أولً‪ :‬انحصار الدين في النصيحة لقول النبي { الدين النصيحة }‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانياً‪ :‬أن مواطن النصيحة خمسة‪ :‬ل‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬لئمة المسلمين‪ ،‬وعامتهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد الحديث ‪ :‬الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة‪ ،‬لنها إذا كانت هذه هي الدين فإن‬ ‫•‬
‫النسان بل شك يحافظ على دينه ويتمسك به‪ ،‬ولهذا جعل النبي النصيحة في هذه المواطن الخمسة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬تحريم الغش لنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على‬ ‫•‬
‫خلف الدين وقد ثبت عن النـبي أنه قال‪ { :‬من غشنا فليس منا }‪.‬‬
‫شرح الحديث الثامن‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫{ أُمرت }‪ :‬أي أمره ال عزوجل وأبهم الفاعل لنه معلوم فإن المر والناهي هو ال‬ ‫•‬
‫تعالى‪.‬‬
‫{ أقاتـل ـالناس ـحتـى ـيشهدوا ـ} هذا ـالحديـث ـعام ـلكنـه ـخصـص ـبقوله ـتعالى ‪ :‬قَاتِلُوا‬ ‫•‬
‫حرّمَ الُّ وَرَسُولُهُ وَلَ يَدِينُونَ دِينَ‬‫حرّمُونَ مَا َ‬ ‫الّذِينَ لَ يُؤْمِنُونَ بِالِّ وَلَ بِالْيَوْمِ الْخِرِ وَلَ يُ َ‬
‫غرُونَ [التوبة‪.]29:‬‬ ‫جزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَا ِ‬ ‫الْحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتّى يُعْطُوا الْ ِ‬
‫وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا ويعطوا الجزية‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين ال أو يعطوا الجزية‬ ‫•‬
‫لهذا الحديث وللدلة الخرى التي ذكرناها‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر‬ ‫•‬
‫الذين امتنعوا عن الزكاة‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن النسان إذا دان السلم ظاهراً فإن باطنه يوكل إلى ال‪ ،‬ولهذا‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على ال }‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث ‪ :‬إثبات الحساب أي أن النسان يحاسب على عمله إن خيراً فخير‬ ‫•‬
‫وإن شراً فشر قال ال تعالى ‪ :‬فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (‪ )7‬وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ‬
‫ذَرّةٍ شَرّا يَرَه [الزلزلة‪،.]78:‬‬
‫شرح الحديث التاسع‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫{ ما } في قوله‪ { :‬ما نهيتكم } وفي قوله‪ { :‬ما أمرتكم } شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه‬ ‫•‬
‫اجتنبوه كله ول تفعلوا منه شيئاً‪ ،‬لن الجتناب أسهل من الفعل كل يدركه‪ ،‬وأما المأمور فقال‪ { :‬وما‬
‫أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم } لن المأمور فعل وقد يشق على النسان‪ ،‬ولذلك قيده النبي بقوله‪{ :‬‬
‫فأتوا منه ما استطعتم }‪.‬‬
‫فيستفاد من هذا الحديث فوائد ‪ :‬وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول وكذلك ما نهى ال عنه من باب‬ ‫•‬
‫أولى‪ .‬وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ل يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن‬ ‫•‬
‫هناك ضرورة تبيح فعله‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن المر للستحباب‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه ل يجب على النسان أكثر مما يستطيع‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬سهولة هذا الدين السلمي حيث لم يجب على المرء إل ما يستطيعه‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده ‪ :‬أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلة قائماً صلى‬ ‫•‬
‫قاعداً ومن لم يستطع قاعداً صلى على جنب ومن أمكنه أن يركع فليركع ومن ل يمكنه فليومئ بالركوع‪،‬‬
‫وهكذا بقية العبادات يأتي النسان منها بما يستطيع‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ل ينبغي للنسان كثرة المسائل لن كثرة المسائل ول سيما في زمن الوحي‬ ‫•‬
‫ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب‪ ،‬وإنما يقتصر النسان في السؤال على ما‬
‫يحتاج إليه فقط‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن كثرة المسائل والختلف على النبياء من أسباب الهلك كما هلك بذلك من كان‬ ‫•‬
‫قبلنا‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬التحذير من كثرة المسائل والختلف‪ ،‬لن ذلك أهلك من كان قبلنا‪ ،‬فإذا فعلناه‪ ،‬فإنه‬ ‫•‬
‫يوشك أن نهلك كما هلكوا ‪..‬‬
‫شرح الحديث العاشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫{ إن ال طيب ل يقبل إل طيباً } الطيب في ذاته طيب في صفاته وطيب في أفعاله ول يقبل إل طيباً في ذاته وطيباً في كسبة‪ .‬وأما الخبيث‬ ‫•‬
‫في ذاته كالخمر‪ ،‬أو في كسبة كالمكتسب بالربا فإن ال تعالى ل يقبله { وإن ال أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين } فقال تعالى‪ُ :‬كلُوا‬
‫مِنْ طَيّبَاتِ مَا َر َزقْنَاكُم [البقرة‪ .]172:‬فأمر ال تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فإنها حرام عليهم‬
‫حرّمُ عَلَيْهِمُ ا ْلخَبَائِثَ [العراف ‪ ]157:‬ثم إن رسول ال ذكر الرجل الذي‬ ‫لقوله تعالى في وصف الرسول ال ‪ :‬وَ ُيحِلّ َلهُمُ الطّيّبَاتِ وَ ُي َ‬
‫يأكل الحرام أنه تبعد إجابة دعائه وإن وجدت منه أسباب الجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء { يا رب يا رب‪ ،‬ومطعمه‬
‫حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك } هذا الرجل اتصف بأربع صفات‪:‬‬
‫الولى‪ :‬بأنه يطيل السفر والسفرالجابة أي إجابة الداعي‪.‬‬ ‫•‬
‫الثانية‪ :‬أنه أشعث أغبر وال تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول‪ { :‬أتوني شعثاً غبراً } وهذا من‬ ‫•‬
‫أسباب الجابة أيضاً‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الجابة‪ ،‬فإن ال ـسبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن‬ ‫•‬
‫يردهما صفراً‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬دعاءه إياه { يا رب يا رب } وهذا يتوسل إلى ال بربوبيته وهو من أسباب الجابة ولكنه ل تجاب دعوته‪ ..‬لن مطعمه حرام‪،‬‬ ‫•‬
‫وملبسه حرام وغذي بالحرام فاستبعد النبي أن تجاب دعوته وقال‪ { :‬فأنّى يستجاب لذلك }‪.‬‬
‫يستفاد من هذا الحديث فوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫منها وصف ال تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتاً وأفعالً‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها تنزيه ال تعالى عن كل نقص‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن من العمال ما يقبله ال ومنها ما ل يقبله‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن ال تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا ال سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫•‬
‫ع َملُوا صَالِحاً [المؤمنون‪ ]51:‬وقال للمؤمنين‪ :‬كُلُوا‬‫ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى‪ :‬يَا أَ ّيهَا الرّسُلُ ُكلُوا مِنَ الطّيّبَاتِ وَا ْ‬ ‫•‬
‫ش ُكرُوا لِّ [البقرة‪ ]172:‬فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح‪.‬‬ ‫مِنْ طَيّبَاتِ مَا َرزَقْنَاكُمْ وَا ْ‬
‫ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام‪ { :‬أنّى يستجاب لذلك‬ ‫•‬
‫}‪.‬‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون النسان في سفر‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى ال بالربوبية لنها هي التي بها الخلق والتدبير‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫ش ُكرُوا لِّ [البقرة‪.]172:‬‬ ‫ومنها وجوب الشكر ل على نعمه لقوله تعالى‪ :‬وَا ْ‬ ‫•‬
‫ومنها أنه ينبغي بل يجب على النسان أن يفعل السباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب السباب التي يمتنع بها مطلوبه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الحادي عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول ال وعن أبيه وأمه وهو ابن‬ ‫•‬
‫بنت رسول ال وهو أفضل الحسنين فإن النبي أثنى عليه وقال‪ { :‬إن‬
‫ابني هذا سيد وسيصلح ال ـبه بين فئتين من المسلمين }‪ ،‬فأصلح ال ـبين‬
‫الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلفة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك‬
‫السيادة‪.‬‬
‫أن النبي قال‪{ :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك } يعني اترك الذي ترتاب‬ ‫•‬
‫فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي ل تشك فيه‪ ،‬وهذا يشبه الحديث السابق أن‬
‫النبي قال‪ { :‬بينهما أمور مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى‬
‫الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه } فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في‬
‫أمور الدنيا أو أمور الخرة فالحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى ل يكون في‬
‫نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت‪.‬‬
‫فمن فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫ما دل على لفظه من ترك النسان للشياء التي يرتاب فيها إلى الشياء التي‬ ‫•‬
‫ل يرتاب فيها‪ ،‬ومنها أن النسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث أصل في الدب والتوجيه السليم وهو أن النسان يترك ما ل‬ ‫•‬
‫يعنيه أي ما ل يهمه وما ل علقة له به فإن هذا من حُسن إسلمه ويكون‬
‫أيضاً راحة له‪ ،‬لنه إذا لم يكلف به فيكون راحةً له بل شك وأريح لنفسه‪.‬‬
‫فيستفاد من هذا الحديث ‪ :‬أن السلم يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن‬ ‫•‬
‫لقوله‪ { :‬من حسن إسلم المرء }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يدع ما ل يعنيه ل في أمور‬ ‫•‬
‫دينه ول دنياه‪ ،‬لن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل‬
‫في أمور الناس التي ل تعنيه لتعب‪ ،‬ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إل‬
‫بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث ‪ :‬أن ل يضيع النسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور‬ ‫•‬
‫دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل‬
‫المقصود‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫{ ل يؤمن } يعني اليمان الكامل‪ .‬قوله‪ { :‬حتى يُحب لخيه } أي أخيه المسلم‪ { .‬ما يُحب‬ ‫•‬
‫لنفسه } من أمور الدين والدنيا‪ ،‬لن هذا مقتضى الخوة اليمانية أن تحب لخيك ما تحب لنفسك‪.‬‬
‫فيسـتفاد ـمـن ـهذا ـالحديـث ‪ :‬أن ـاليمان ـيتفاضـل ـمنـه ـكامـل‪ ،‬ـومنـه ـناقـص ـوهذا ـمذهـب ـأهـل ـالسنة‬ ‫•‬
‫والجماعة أن اليمان يزيد وينقص‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله‪ { :‬حتى يُحب لخيه ما يُحب لنفسه‬ ‫•‬
‫}‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬التحذير من أن يحب للمؤمنين ما ل يحب لنفسه لنه ينقص بذلك إيمانه‬ ‫•‬
‫حتى أن الرسول نفى عنه اليمان‪ ،‬مما يدل على أهمية محبة النسان لخوانه ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬تقوية الروابط بين المؤمنين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من اتصف به فإنه ل يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو‬ ‫•‬
‫في عرضه أو أهله‪ ،‬لنه ل يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فل يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن المة السلمية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من كون‬ ‫•‬
‫كمال اليمان أن يحب لخيه ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلم في قوله‪ { :‬لخيه } ولو شاء‬ ‫•‬
‫لقال‪ :‬ل يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ) لكنه قال‪ { :‬لخيه } استعطافاً أن يحب‬
‫للمؤمن ما يحب لنفسه‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلة والسلم أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة ل يحل انتهاكها إل‬ ‫•‬
‫بإحدى ثلث‪:‬‬
‫الول‪ { :‬الثيّب الزاني } وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن منّ ال عليه بالزواج‪ ،‬فهذا يحل دمه‪ ،‬لن حده أن‬ ‫•‬
‫يرجم بالحجارة حتى يموت‪.‬‬
‫الثاني ‪ { :‬النفس بالنفس } وهذا في القصاص لقوله تعالى ‪ :‬يَا أَيّهَا اّلذِي نَ آ َمنُوا كُتِ بَ عَلَيْكُ مُ الْقِ صَاصُ فِي‬ ‫•‬
‫الْقَتْلَى [البقرة‪.]178:‬‬
‫الثالث‪ { :‬التارك لدينه المفارق للجماعة } والمراد به من خرج على المام‪ ،‬فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب‬ ‫•‬
‫إلـى ال ـعزوجل‪ ،‬وهناك ـأشياء لم تذكر في هذا الحديـث مما يحل فيها دم ـالمسلم لكن الرسول عليـه الصلة‬
‫والسلم كلمه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض‪.‬‬
‫فـي ـهذا ـالحديـث ـفوائـد ‪ :‬منهـا ـاحترام ـالمسـلم ـوأنـه ـمعصـوم ـالدم ـلقولـه‪ { :‬ل ـيحـل ـدمُـ ـامرئ ـمسلم ـإل ـبإحدى‬ ‫•‬
‫ثلث } ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلث { الثيب الزاني } وهو الذي زنى بعد أن منّ ال عليه بالنكاح‬
‫الصـحيح ـوجامـع ـزوجتـه ـفيـه ـثـم ـيزنـي ـبعـد ـذلـك ـفإنـه ـيرجـم ـحتـى ـيموت‪ { .‬والنفـس ـبالنفـس ـ} يعنـي ـإذا ـقتل‬
‫شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به‪ ،‬لقوله تبارك وتعالى ‪ :‬يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عََليْكُمُ الْقِصَاصُ‬
‫علَيْهِ مْ فِيهَا أَنّ النّفْ سَ بِالنّفْسِ [المائدة‪ { .]45:‬والتارك‬ ‫فِي الْقَ ْتلَى [البقرة‪ .]178:‬وقال تعالى ‪ :‬وَ َكتَبْنَا َ‬
‫لدينه المفارق للجماعة } وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلمه حل دمه‪ ،‬لنه صار غير معصوم الدم‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب رجم الزاني لقوله‪ { :‬الثيب الزاني }‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده أيضاً‪ :‬جواز القصاص لكن النسان مخيّر ‪ -‬أعني من له القصاص ‪ -‬بين أن يقتص أو يعفو إلى‬ ‫•‬
‫الدية أو يعفو مجاناً‪.‬‬
‫ومن فوائده أيضاً‪ :‬وجوب قتل المرتد إذا لم يتب‪23.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الخامس عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا الحديث من الداب السلمية الواجبة‪:‬‬ ‫•‬


‫الول ‪ :‬إكرام ـالجار ـفإـن ـالجار ـلـه ـحـق‪ ،‬ـقال ـالعلماء‪ :‬إذا ـكان ـالجار ـمسـلماً ـقريباً ـفله ـثلث ـحقوق‪ :‬الجوار‬ ‫•‬
‫والسلم والقرابة‪ ،‬وإن كان مسلماً غير قريب فله حقان‪ :‬وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر‪ ،‬فهو غريب محتاج وأما القول باللسان‬ ‫•‬
‫فإنه من أخطر ما يكون على النسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت‪.‬‬
‫ففي ـهذا الحديث ـمن الفوائد ‪ :‬وجوب إكرام الجار ـفيكون بكف الذى ـعنـه وبذل ـالمعروف لـه‪ ،‬فمن ـل يكف‬ ‫•‬
‫الذى عن جاره فليس بمؤمن‪ ،‬لقول النبي ‪ { :‬وال ـل يؤمن‪ ،‬وال ـل يؤمن‪ ،‬وال ـل يؤمن } قالوا من يا‬
‫رسول ال ؟ قال‪ { :‬من ل يأمن جاره بوائقه }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلة والسلم‪ { :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر‬ ‫•‬
‫فليكرم ضيفه } ومن إكرامه إحسان ضيافته‪ ،‬والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ول ينبغي‬
‫لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة‪ ،‬فإذا زاد على ثلثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى ل‬
‫يكلف عليه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬رعاية السلم للجوار والضيافة‪ ،‬فهذا يدل على كمال السلم وأنه متضمن للقيام بحق‬ ‫•‬
‫ال سبحانه وتعالى وبحق الناس‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أنه يصح نفي اليمان لنتفاء كماله لقوله‪ { :‬من كان يؤمن بال ـواليوم الخر }‬ ‫•‬
‫ونفي اليمان ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫نفي مطلق‪ :‬ونالنسان به كافراً كفراً مخرجاً من الملة‪.‬‬ ‫•‬
‫ومطلق نفي‪ :‬وهذا الذي يكون به النسان كافراً في هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل اليمان‪ ،‬وهذا‬ ‫•‬
‫ما عليه أهل السنة والجماعة أن النسان قد يجتمع فيه خصال اليمان وخصال الكفر‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• الوصية هي العهد بالمر الهام‪ ،‬وهذا الرجل صبي من النبي أن يوصيه‬


‫فقال‪ { :‬ل تغضب } وعدل النبي عن الوصية بالتقوى التي أوصى ال‬
‫عز وجل بها هذه المة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله‬
‫{ ل تغضب } لنه يعلم من حال هذا الرجل وال أعلم أنه كثير الغضب‬
‫ولهذا أوصاه بقوله { ل تغضب } وليس المراد النهي عن الغضب الذي‬
‫هو طبيعة من طبيعة النسان‪ ،‬ولكن المراد‪ :‬املك نفسك عند الغضب بحيث‬
‫ل تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب‪ ،‬لن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في‬
‫قلـب ـابـن ـآدم ـفلهذا ـتجده ـتحمـر ـعيناه ـوتنتفـخ ـأوداجـه ـوربمـا ـيذهب ـشعوره‬
‫بسبب الغضب ويكون أشياء ل يحمد عقباها‪ ،‬وربما يندم ندماً عظيماً على‬
‫ما حصل منه‪ ،‬فلهذا أوصاه النبي بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان‬
‫حاله مثل حاله‪.‬‬
‫• ما يؤخذ من الحديث ‪ :‬أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي‬
‫وحال ـالمتعلـم ـوأـن ـيخاطبـه ـبمـا ـتقتضيـه ـحالـه‪ ،‬ـوإـن ـكان ـلو ـخاطباً ـغيره‬
‫فخاطبه بشيء آخر‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫{ الحسان } ضد الساءة وهو معروف‪ { .‬كتب } بمعنى شرع‪ ،‬وقوله‪ { :‬على كل شيء } الذي‬ ‫•‬
‫يظهر أنهـا بمعنى في كل شيء‪ ،‬يعني أـن الحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء‬
‫{ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته } وهذا من‬
‫الحسان‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬إذا قتلتم } هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش‬ ‫•‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬فأحسنوا القتلة } أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغيرأذية لكن يرد على هذا ما‬ ‫•‬
‫ثبـت ـمـن ـرجـم ـالزانـي ـالمحصـن ـوالجواب ـعنـه ـأـن ـقال‪ :‬إنـه ـمسـتثنى ـمـن ـالحديـث ـوإمـا ـأن ـيقال‪ :‬المراد‬
‫{ فأحسنوا القتلة } موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع‪.‬‬
‫وأما قوله‪ { :‬فأحسنوا الذبحة } والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل النعام‬ ‫•‬
‫والصيد وغير ذلك ‪ ..‬فإن النسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة‪،‬‬
‫ولهذا قال‪ { :‬وليحد أحدكم شفرته } أي سكّينه‪ { ،‬وليرح ذبيحته } أي يفعل ما به راحتها‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن ال سبحانه وتعالى جعل الحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة‪ ،‬وذلك بأن‬ ‫•‬
‫يسلك أسهل الطرق لرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لزهاق الروح‬
‫ولكن على الوجه المشروع‪.‬‬
‫<>ومـن ـفوائـد ـهذا ـالحديـث‪ :‬طلـب ـتفقـد ـآلت ـالذبـح ـلقولـه ـعليـه ـالصـلة ـوالسـلم‪ { :‬وليحـد ـأحدكم‬ ‫•‬
‫شفرته }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في‬ ‫•‬
‫إضجاعها ومن ذلك أيضاً أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الربعة اليدين والرجلين بدون إمساك‪،‬‬
‫شرح الحديث الثامن عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬اتق ال } فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب ال بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو‬ ‫•‬
‫التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬اتق ال حيثما كنت } في أي مكان كنت‪ ،‬فل تتقي ال في مكان يراك الناس فيه‪ ،‬ول تتقيه في مكان‬ ‫•‬
‫ل يراك فيه أحد‪ ،‬فإن ال تعالى يراك حيثما كنت فاتقه حيثما كنت‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬وأتبع السيئة الحسنة } يعني اعل الحسنة تتبع السيئة‪ ،‬فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك ‪-‬‬ ‫•‬
‫أي إتباع السيئة بالحسنة ‪ -‬أن تتوب إلى ال من السيئة فإن التوبة حسنة‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬تمحها } يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى‪ :‬إِنّ الْحَسَنَاتِ‬ ‫•‬
‫يُذْ ِهبْنَ السّيّئَاتِ [هود‪.]114:‬‬
‫وفـي ـهذا ـالحديـث ـمـن ـالفوائـد ‪ :‬حرص ـالنـبي ـ علـى ـأمتـه ـبتوجيههـم ـلمـا ـفيـه ـالخيـر ـوالصـلح‪ ،‬ـومنها ـوجوب‬ ‫•‬
‫حرص تقوى ال عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن‪ ،‬لقوله ‪ { :‬اتق ال حيثما‬
‫كنت }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬الشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية‪،‬‬ ‫•‬
‫وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة‪ ،‬لن التوبة تهدم ما قبلها‪ ،‬أما إذا كانت الحسنة غير‬
‫التوبة وهو أن يعمل النسان عملً سيئاً ثم يعمل عملً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ‬
‫زالُره كما قال تعالى‪ :‬وَنَضَعُ الْ َموَازِينَ الْقِسْطَ لِ َيوْمِ الْ ِقيَامَةِ فَلَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبّةٍ مِنْ خَرْ َدلٍ‬
‫أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى ِبنَا حَاسِبِينَ [النبياء ‪ ]47:‬ثم قال‪ { :‬وخالق الناس بخلق حسن } عاملهم بالخلق الحسنة‬
‫بالقول والعمل‪ ،‬فإن ذلك خير وهذا المر‪ ،‬إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الستحباب‪.‬‬
‫فيستفاد منه‪ :‬مشروعية مخالفة الناسب الخلق الحسن وأطلق النبي كيفية المخالفة‪ ،‬وهي تختلف بحسب أحوال‬ ‫•‬
‫الناس فقد تكون حسنة لشخص‪ ،‬ول تكون حسنة لغيره‪ ،‬والنسان العاقل يعرف ويزن‪.‬‬
‫شرح الحديث التاسع عشر‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ ( :‬كنت خلف النبي ) يحتمل أنه راكب معه‪ ،‬ويحتمل أنه يمشي خلفه‪ ،‬وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه‬ ‫•‬
‫الوصايا العظيمة‪.‬‬
‫قال‪ { :‬إني أعلمك كلمات } قال ذلك من أجل أن ينتبه لها‪.‬‬ ‫•‬
‫الكلمة الولى ‪ :‬قوله‪ { :‬احفظ ال ـيحفظك } هذه كلمة { احفظ ال ـ} يعني احفظ حدوده وشريعتـه بفعل‬ ‫•‬
‫أوامره ـواجتناب ـنواهيـه ـيحفظـك ـفـي ـدينـك ـوأهلـك ـومالـك ـونفسـك‪ ،‬ـلنـ ـال ـسـبحانه ـوتعالـى ـيجزي ـالمحسنين‬
‫بإحسانهم‪.‬‬
‫الكلمة الثانية‪ :‬قال‪ { :‬احفظ ال تجده اتجاهك } ونقول في قوله‪ { :‬احفظ ال } كما قلنا في الولى‪ ،‬ومعنى‬ ‫•‬
‫{ تجده اتجاهك } أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه‪.‬‬
‫الكلمة الثالثة‪ :‬قوله‪ { :‬إذا سألت فاسأل ال } إذا سألت حاجة فل تسأل إل ال عز وجل ول تسأل المخلوق‬ ‫•‬
‫شيئاً‪ ،‬وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه‪ ،‬فاعلم أنه سبب من السباب وأن المسبب هو ال ـعز وجل‬
‫فاعتمد على ال تعالى‪.‬‬
‫الكلمة الرابعة ‪ :‬قوله‪ { :‬وإذا استعنت فاستعن بال ـ} فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فل تطلب إل‬ ‫•‬
‫من ال‪ ،‬لنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والرض وهو يعينك إذا شاء‪،‬‬
‫الكلمة الخامسة‪ :‬قوله‪ { :‬واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال‬ ‫•‬
‫لك } المة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك‬
‫الكلمة السادسة ‪ { :‬وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ال ـعليك } وعلى‬
‫هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن ال قد كتبه عليك فارض بقضاء ال وبقدره ول حرج أن تحاول أن تدفع‬
‫الضر عنك لن ال تعالى قال‪ :‬وَجَزَاءُ سَ ّي َئةٍ سَ ّي َئةٌ ِمثْلُهَا [الشورى‪.]40:‬‬
‫الكلمـة ـالسـابعة ‪ { :‬رفعـت ـالقلم ـوجفـت ـالصـحف ـ} يعنـي ـأـن ـما ـكتبـه ـال ـتعالـى ـقد ـانتهى ـفالقلم ـرفعت‬ ‫•‬
‫والصحف جفت ول تبديل لكلمات ال‪.‬‬
‫شرح الحديث العشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• قال في الربعين النووية‪ :‬الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة‬


‫بن عمروالنصاري البدري قال‪ :‬قال رسول ال ـ ‪ { :‬إن مما‬
‫أدرك ـالناس ـمـن ـكلم ـالنبوة ـالولـى‪ ،‬ـإذا ـلـم ـتسـتح ـفاصـنع ـما‬
‫شئـت ـ } يعنـي ـأـن ـمـن ـبقايـا ـالنبوة ـالولـى ـالتـي ـكانـت ـفـي ـالمم‬
‫السابقة‪.‬‬
‫• وأقرتها هذه الشريعة { إذا لم تستح فاصنع ما شئت } يعني إذا‬
‫لم ـتفعـل ـفعلً ـيسـتحى ـمنـه ـفاصـنع ـمـا ـشئـت ـهذا ـأحد ـوجهيـن‪ ،‬ـأي‬
‫ففعله في المعنى الثاني أن النسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ول‬
‫يبالي وكل المعنين صحيح‪.‬‬
‫• يسـتفاد ـمـن ـهذا ـالحديـث ‪ :‬أن ـالحياء ـمـن ـالشياء ـالتـي جاءـت ـبها‬
‫الشرائـع ـالسـابقة‪ ،‬ـوأـن ـالنسـان ـينبغـي ـلـه ـأـن ـيكون ـصريحاً‪ ،‬ـفإذا‬
‫كان الشيء ل يستحى منه فليفعله وهذا الطلق مقيد بما إذا كان‬
‫شرح الحديث الحادي والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث الحادي والعشرون من الربعين النووية عن أبي عمرو وقيل‪ :‬أبي عمرة سفيان بن عبدال الثقفي‬ ‫•‬
‫قال‪ :‬قلت يا رسول ال‪ ،‬قل لي في السلم قولً ل أسأل عنه أحداً غيرك‪ ،‬قال‪ { :‬قل آمنت بال ثم استقم‬
‫} يعني قولً يكون جامعاً واضحاً بيّنا ل أسأل أحداً غيرك فيه‪ ،‬فقال لـه النبي ‪ { :‬قل آمنت بال ـثم‬
‫اسـتقم ـ} آمنـت ـبال ـهذا ـبالقلـب‪ ،‬ـوالسـتقامة ـتكون ـبالعمـل‪ ،‬ـفأعطاه ـالنـبي ـ كلمتيـن ـتتضمنان ـالديـن ـكله‬
‫فآمنت بال يشمل إيماناً بكل ما أخبر ال به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الخر وعن رسله وعن كل ما‬
‫أرسـل ـبـه‪ ،‬ـوتتضمـن ـأيضاً ـالنقياد ـولهذا ـقال‪ { :‬ثم ـاسـتقم ـ} وهـو ـمبنـي ـعلـى ـاليمان ـومـن ـثـم ـأتـي ـبـ‬
‫{ ثم } الدالة على الترتيب والستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم ال عليهم من النبيين‬
‫والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬ومتى بنى النسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي‬
‫الخرة‪.‬‬
‫في هذا الحديث من فوائد‪ :‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة‪ ،‬حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال‬ ‫•‬
‫أي أحد‪ ،‬حيث قال‪ { :‬قل لي في السلم قولً ل أسأل عنه أحداً غيرك }‪.‬‬
‫ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث‪ ،‬اليمان بال ـثم الستقامةعلى ذلك بقوله‪:‬‬ ‫•‬
‫{ آمنت بال ثم استقم }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬أن اليمان بال ـل يكفي عن الستقامة‪ ،‬بل ل بد من إيمان بال ـواستقامة على‬ ‫•‬
‫دينه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الدين السلمي مبني على هذين المرين‪ ،‬اليمان ومحله القلب ‪،‬والستقامة‬ ‫•‬
‫ومحلها الجوارح‪ ،‬وإن كان للقلب منها نصيب لكن الصل أنها في الجوارح‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫شرح الحديث الثاني والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قال النووي‪ ( :‬ومعنى حرمت الحرام‪ :‬اجتنبته‪ ...‬ومعنى الحلل‪ :‬فعلته معتقداً حله )‪.‬‬ ‫•‬
‫قال الشيخ رحمه ال‪:‬‬ ‫•‬
‫الحديث الثاني والعشرون ‪ :‬عن أبي عبدال ـجابر بن عبدال ـالنصاري رضي ال ـعنهما أن رجلً سأل‬ ‫•‬
‫رسول ال فقال‪ ( :‬أرأيت ) بمعني‪ :‬أخبرني‪.‬‬
‫( أرأيت إذا صليت المكتوبات ) بمعنى الفرائض‪ ،‬وهي الفرائض الخمس والجمعة‪.‬‬ ‫•‬
‫( وصمت رمضان ) وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال‪.‬‬ ‫•‬
‫( وأحللت الحلل ) أي فعلته معتقداً حله‪.‬‬ ‫•‬
‫( وحرمت الحرام ) أي اجتنبته معتقداً تحريمه‪.‬‬ ‫•‬
‫( ولم أزد على ذلك‪ ،‬أأدخل الجنة؟ قال‪ { :‬نعم } [رواه مسلم] )‪.‬‬ ‫•‬
‫في هذا الحديث يسأل الرجل رسول ال إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلل وحرم الحرام‬ ‫•‬
‫ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال‪ { :‬نعم }‪.‬‬
‫وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج‪ ،‬فإما أن يقال ‪ :‬إن ذلك داخلً في قوله‪ ( :‬حرمت‬ ‫•‬
‫الحرام ) لن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال‪ :‬أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه‪ ،‬وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي‬ ‫•‬
‫علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي مالك ‪ -‬الحارث بن عاصم ‪ -‬الشعري قال‪ :‬قال رسول ال ‪ { :‬الطهور شطر اليمان } بضم الطاء يعني الطهارة‪.‬‬ ‫•‬
‫شطر اليمان أي نصفه وذلك أن اليمان تخلي وتحلي‪ ،‬أما التخلي فهو التخلي عن الشراك‪ ،‬لن الشرك بال ـنجاسة كما قال ال‬ ‫•‬
‫حرَا َم بَعْ َد عَامِهِمْ هَذَا [التوبة‪.]28:‬‬ ‫س فَلَ يَ ْقرَبُوا الْمَسْجِدَ الْ َ‬
‫ج ٌ‬‫ن نَ َ‬ ‫تعالى‪ :‬إِّنمَا ا ْلمُ ْ‬
‫شرِكُو َ‬
‫فلهذا كان الطهور شطر اليمان‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن معناه أن الطهور للصلة شطر اليمان‪ ،‬لن الصلة إيمان ول تتم إل بطهور‪ ...‬لكن‬ ‫•‬
‫المعنى الول أحسن وأعم‪.‬‬
‫وقال‪ { :‬والحمد ل تمل الميزان } الحمد ل تعني‪ :‬وصف ال تعالى بالمحامد والكمالت الذاتية والفعلية‪ { ،‬تمل الميزان } أي‬ ‫•‬
‫ميزان العمال لنها عظيمة عند ال ـعزوجل ولهذا قال النبي ‪ { :‬كلمتان حبيبتان إلى الرحمن‪ ،‬خفيفتان على اللسان ثقيلتان في‬
‫الميزان‪ ،‬سبحان ال وبحمده سبحان ال العظيم }‪.‬‬
‫وقال‪ { :‬سبحان ال ـوالحمد ل ـ} يعني الجمع بينهما { تمل } أو قال‪ { :‬تملن ما بين السماء والرض } وذلك لعظمهما‬ ‫•‬
‫ولشتمالهما على تنزيه ال تعالى عن كل نقص‪ ،‬وعلى إثبات الكمال ل عزوجل‪ ،‬ففي التسبيح تنزيه ال عن كل نقص‪ ،‬وفي الحمد‬
‫وصف ال تعالى بكل كمال‪ ،‬فلهذا كانتا تملن ما بين السماء والرض‪.‬‬
‫ثم قال‪ { :‬والصلة نور } يعني‪ :‬أن الصلة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه‪ ،‬وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى ‪:‬‬ ‫•‬
‫َيوْ مَ َترَى الْ ُمؤْمِنِي نَ وَالْ ُمؤْمِنَا تِ يَ سْعَى نُورُهُ مْ َبيْ نَ َأيْدِيهِ مْ َوبِأَ ْيمَا ِنهِ مْ ‪[ ...‬الحديد‪ .]12:‬وهي أيضاً نور بالنسبة للهتداء والعلم‬
‫وغير ذلك من كلما فيه النور‪.‬‬
‫وقال‪ { :‬والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها‪ ،‬وأنه يحب التقرب إلى ال ـوذلك لن المال محبوب إلى النفوس ول‬ ‫•‬
‫يصرف المحبوب إل في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه‬
‫وقوة يقينه‪.‬‬
‫قال‪ { :‬والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلثة‪ :‬صبر على طاعة ال‪ ،‬وصبر على معصية ال‪ ،‬وصبر على أقدار ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ضيَا ًء وَالْ َقمَرَ نُوراً [يونس‪.]5:‬‬ ‫وقال‪ { :‬ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى‪ُ :‬ه َو الّذِي جَعَلَ ال ّ‬
‫شمْسَ ِ‬ ‫•‬
‫والشمس فيها النور والحرارة‪ ،‬والصبر كذلك لنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني النسان من الحرارة ومن الحار‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال أيضاً‪ { :‬والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك‪ ،‬أي عند ال عزوجل أو حجة عليك ‪...‬‬ ‫•‬
‫فإن عملت به كان حجة لك‪ ،‬وإن أعرضت عنه كان حجة عليك‪ ،‬ثم بين النبي أن كل الناس يغدون‪ ،‬أي يذهبون الصباح إلي‬ ‫•‬
‫أعمالهم‪.‬‬
‫وقال‪ { :‬فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم‪ ،‬فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي‬ ‫•‬
‫يهلكها بحسب عمله‪ ،‬فإن عمل بطاعة ال واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه‪ ،‬أي‪ :‬حررها من رق الشيطان‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي ذر الغفاري عن النبي واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي‪ ،‬لنه يرويه النبي‬ ‫•‬
‫عن ال عز وجل قال‪ { :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما } فبين ال عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم‬
‫ضمًا‬ ‫على نفسه فل يظلم أحداً ل بزيادة سيئة ول بنقص حسنة كما قال تعالى‪َ :‬ومَنْ َي ْعمَلْ مِنَ الصّاِلحَاتِ وَهُوَ مُ ْؤمِنٌ فَلَ َيخَافُ ُ‬
‫ظ ْلمًا وَلَ هَ ْ‬
‫[طه‪.]112:‬‬
‫{ وجعلته بينكم محرماً } أي جعلت الظلم بينكم محرماً‪ ،‬فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً‪ ،‬ولهذا قال‪ { :‬فل تظالموا } والفاء للتفريع‬ ‫•‬
‫على ما سبق { يا عبادي‪ ،‬كلكم ضال إل من هديته فاستهدوني أهدكم } العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إل من هداه ال عزوجل وإذا‬
‫كان المر كذلك فالواجب طلب الهداية من ال‪ ،‬ولهذا قال‪ { :‬فاستهدوني أهدكم } أي اطلبوا مني أهدكم‪ ،‬والهداية هنا تشمل هداية العلم‬
‫وهداية التوفيق‪ { ،‬يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعموني أطعمكم }‪ ،‬وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع‬
‫إل من أطعمه ال ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم‪ ،‬وذلك لن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه‬
‫ظلْتُ مْ َت َف ّكهُو نَ [الواقعة‪ ]65-63:‬ثم المال‬ ‫حرُثُو نَ* َأأَنْتُ مْ َت ْزرَعُونَ هُ أَ مْ َنحْ نُ الزّارِعُو نَ * لَوْ نَشَا ءُ َلجَعَلْنَا هُ ُ‬
‫حطَامًا َف َ‬ ‫وتعالى ‪َ :‬أ َف َرأَيْتُ مْ مَا َت ْ‬
‫الذي يحصل بهالحرث هو ل عزوجل‪.‬‬
‫{ يا عبادي كلكم عار } أي قد بدت عورته إل من كساه ال ويسر له الكسوة‪ ،‬ولهذا قال‪ { :‬إل من كسوته فاستكسوني أكسكم }اطلبوا‬ ‫•‬
‫مني الكسوة أكسكم‪ ،‬لن كسوة بني ادم مما أخرجه ال تعالى من الرض‪ ،‬ولو شاء ال تعالى لم يتيسر ذلك‪.‬‬
‫{ يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم } وهذا كقوله في الحديث الصحيح‪ { :‬كل ابن‬ ‫•‬
‫ادم خطاء وخير الخطائين التوابون } فالناس يخطئون ليلً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر ال ورسوله بفعل المحذور أو ترك‬
‫المأمور‪ ،‬ولكن هذا الخطأ له دواء – ول ـالحمد – وهو قوله‪ { :‬فاستغفروني أغفر لكم } أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم‪ ،‬والمغفرة‪ :‬ستر‬
‫الذنب مع التجاوز عنه‪.‬‬
‫{ يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني } لن ال ـسبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل‬ ‫•‬
‫الرض فلن يضروا ال شيئاً‪ ،‬ولو آمن كل أهل الرضلن ينفعوا ال شيئاً‪ ،‬لنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته‪.‬‬
‫{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا } لن طاعة الطائع إنما‬ ‫•‬
‫تنفع الطائع نفسه أما ال عزوجل فل ينتفع بها لنه غني عنها‪ ،‬فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك ال شيئاً‪.‬‬
‫{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لن ال غني‬ ‫•‬
‫عنا‪ ،‬فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك ال شيئاً‪.‬‬
‫{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إل كما‬ ‫•‬
‫ينقص المخيط إذا أدخل البحر } وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده‪ ،‬فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً‪ ،‬وقوله‪ { :‬إل‬
‫كما ينقص المخيط إذا دخل البحر } وهذا من باب تأكيد عدم النقص‪ ،‬لنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه ل‬
‫ينقص البحر شيئاً لن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء‪.‬‬
‫{ يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم } أي أعدها لكم وتكتب على النسان [ ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد ال ومن وجد غير ذلك‬ ‫•‬
‫فل يلومن إل نفسه } ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‪ ،‬ويجزي السيئة بمثلها أو‬
‫يعفو ويصفح فيما دون الشرك وال أعلم‪.‬‬
‫شرح الحديث الخامس والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫يعني بالضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول ال قالوا للنبي { يا رسول ال } وهؤلء فقراء‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫•‬
‫{ يا رسول ال ذهب أهل الدثور بالجور } يعني أهل الموال ذهبوا بالجور‪ ،‬يعني اختصموا بها‪.‬‬
‫{ يُصلّون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون بفضول أموالهم } فهم شاركوا الفقراء في الصلة والصوم وفضولهم في‬ ‫•‬
‫الصدقة‪.‬‬
‫قال النبي ‪ { :‬أوليس قد جعل ال لكم ما تصدقون‪ } ...‬إلخ‪.‬‬ ‫•‬
‫لما اشتكى الفقراء إلى رسول ال أنه ذهب أهل الدثور بالجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول‬ ‫•‬
‫أموالهم يعني والفقراء ل يتصدقون‪ .‬بيّن لهم النبي الصدقة التي يطيقونها فقال‪ { :‬أوليس قد جعل ال لكم ما تصدقون به‪ ،‬إن لكم‬
‫بكل تسبيحة صدقة } يعني أن يقول النسان سبحان ال صدقة { وبكل تكبيره صدقة } يعني إذا قال‪ ( :‬ال أكبر ) فهذه صدقة {‬
‫وكل تحميده صدقة } يعني إذا قال‪ ( :‬الحمد ل ) فهذه صدقة { وكل تهليلة صدقة } يعني إذا قال‪ ( :‬ل إله إل ال ) فهذه صدقة‬
‫{ وأمر بالمعروف } يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة { ونهي عن منكر } يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن‬
‫ذلك صدقة { وفي بضع أحدكم صدقة } يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله {‬
‫وفي بضع أحدكم صدقة } وليس للشك في هذا‪ ،‬لنهم يعلمون أن ما قاله النبي فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلم‪ :‬قَالَ َربّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلَمٌ وَقَدْ بَلَ َغنِيَ‬
‫الْ ِك َب ُر وَا ْمرَأَتِي عَا ِق ٌر [آل عمران‪ ... ]40:‬أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به‪.‬‬
‫قال‪ { :‬أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } والجواب‪ :‬نعم يكون عليه وزر قال‪ { :‬فكذلك إذا وضعها في حلل كان له‬ ‫•‬
‫أجر } وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلل فقال { فكذلك إذا وضعها‬
‫في الحلل كان له أجر }‪.‬‬
‫في هذا الحديث من الفوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫حرص الصحابة رضي ال عنهم على السبق إلى الخيرات‪.‬‬ ‫•‬
‫ينبغي للنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لن الصحابة رضي ال عنهم لما قالوا‪ ( :‬ذهب أهل الدثور بالجور ) بيّنوا وجه ذلك‬ ‫•‬
‫فقالوا‪ ( :‬يصلون كما نصلي‪ ) ...‬إلخ‪.‬‬
‫أن كل قول يقرب إلى ال تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة‪.‬‬ ‫•‬
‫الترغيب في الكثار من هذه الذكار‪ ،‬لن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى ال عزوجل‪.‬‬ ‫•‬
‫أن الكتفاء بالحلل والحرام يجعل الحلل قربة وصدقة لقوله ‪ { :‬وفي بضع أحدكم صدقة }‪.‬‬ ‫•‬
‫جواز الستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صادق لقولهم‪ ( :‬أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ )‪.‬‬ ‫•‬
‫حسن تعليم الرسول بإيراد كلمه على سبيل الستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه‪ ،‬وهذا قوله عليه الصلة والسلم حين‬ ‫•‬
‫سئل عن بيع الرطب بالتمر‪ { :‬أينقص إذا جف؟ } قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فنهى عن ذلك‪.‬‬
‫شرح الحديث السادس والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال ‪ { :‬كل سُلمى من الناس صدقة‪ ،‬كل يوم تطلع فيه الشمس } كل سُلمى أي‬ ‫•‬
‫كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة { كل يوم تطلع فيه الشمس } أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس‬
‫فقوله { كل سُلمى } مبتدأ و { عليه صدقة } جملة خبر المبتدأ { وكل يوم } ظرف‪ ،‬والمعنى أنه كلما جاء‬
‫يوم صار على كل مفصل من مفاصل النسان صدقة يؤديها شكراً ل تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه‬
‫الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع‪.‬‬
‫{ تعدل بين اثنين صدقة } أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله‬ ‫•‬
‫لحٍ ـبَيْنَـ ـالنّاسِ ‪...‬‬
‫تبارك ـوتعالـى ‪ :‬لَ ـخَيْرَ ـفِي ـكَثِيرٍ ـمِنْـ ـنَجْوَاهُمْـ ـإِلّ ـمَنْـ ـأَمَرَ ـبِصَـ َدقَةٍ ـأَوْ ـمَعْرُوفٍـ ـأَوْ ـإِصْـ َ‬
‫[النساء‪]114:‬‬
‫{ وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة } وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك‬ ‫•‬
‫المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان ل يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني ‪ -‬عفشه ‪-‬‬
‫هذا أيضاً لنها إحسان وال يحب المحسنين‪.‬‬
‫{ والكلمـة ـالطيبـة ـصـدقة ـ} الكلمـة ـالطيبـة‪ ،‬ـكـل ـكلمـة ـتقرب ـإلـى ـال ـكالتسـبيح ـوالتهليـل ـوالتكـبير ـوالتحميـد ـوالمر‬ ‫•‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم‪ ،‬وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة‪.‬‬
‫{ وبكل خطوة تخطوها إلى الصلة فإنها صدقة } وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النسان إذا‬ ‫•‬
‫توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد ل يخرجه إل الصلة ل يخطو خطوة إل رفع ال له بها‬
‫درجة وحط بها خطيئة‪.‬‬
‫{ وتميط الذى عن الطريق صدقة } إماطة الذى يعني إزالة الذى عن الطريق‪ ،‬والذى ما يؤذي المارة من ماء‬ ‫•‬
‫أو حجر أو زجاج أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان‬
‫شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث فوائد منها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ - 1‬أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلثمائة وستون‬ ‫•‬
‫مفصلً –وال أعلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن كلما يقرب إلى ال من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة‪ ،‬وما ذكره النبي فهو أمثلة على ذلك وقد جاء‬ ‫•‬
‫في حديث آخر‪ { :‬أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى }‪.‬‬
‫شرح الحديث السابع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن النواس بن سمعان عن النبي قال‪ { :‬البر حسن الخلق } البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير‪ ،‬وحسن الخلق‬ ‫•‬
‫يعني أن يكون النسان واسع البال منشرح الصدر والسلم مطمئن القلب حسن المعاملة‪ ،‬فيقول عليه الصلة والسلم‪ { :‬إن‬
‫البر حسن الخلق } فإذا كان النسان حسن الخُلق مع ال ـومع عباد ال ـحصل له الخير الكثير وانشرح صدره للسلم‬
‫واطمأن قلبه باليمان وخالق الناس بخلق حسن‪ ،‬وأما الثم فبيّنه النبي عليه الصلة والسلم بأنه‪ { :‬ما حاك في نفسك }‬
‫وهو يخاطب النواس بن سمعان‪ ،‬والنواس ابن سمعان صحابي جليل فل يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ول تأمنه النفس إل‬
‫ما كان إثماً ولهذا قال‪ { :‬ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس } وأما أهل الفسق والفجور فإن الثام ل تحيك‬
‫بنفوسهم ول يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق‪ ،‬ولكن الكلم مع الرجل‬
‫المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك‪ ،‬وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلة‬
‫والسلم إنما يكون مع أهل الخير والصلح‪.‬‬
‫ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال‪ :‬أتيت النبي فقال‪ { :‬جئت تسأل عن البر؟ } قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ { :‬استفت قلبك }‬ ‫•‬
‫يعني ل تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }‪ ،‬فمتى وجدت نفسك‬
‫مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله { والثم ما حاك نفسك } في النفس وتردد في الصدر‪ ،‬فإذا رأيت هذا‬
‫الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم‪ ،‬قال‪ { :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك } يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه‬
‫إثم وأفتوك مرة بعد مرة‪ ،‬وهذا يقع كثيراً تجد النسان يتردد في الشيء ول يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس‪ :‬هذا‬
‫حلل وهذا لبأس به‪ ،‬لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال‪ :‬مثل هذا إنه إثم فاجتنبه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله‪ :‬فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي حسن الخلق هو البر‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده أيضاً‪ :‬أن ميزان الثم أن يحيك بالنفس ول يطمئن إليه القلب‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلف المستهتر الذي ل يبالي‪ ،‬فإنه ل يهتم إذا اطلع الناس على‬ ‫•‬
‫عيوبه‪.‬‬
‫ومن فوائدها‪ :‬فراسة النبي حيث أتى إليه وابصة فقال‪ { :‬جئت تسأل عن البر ؟ }‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائدها ‪ :‬إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير‪ ،‬لقوله‪ { :‬البر ما اطمأنت إليه النفس‬ ‫•‬
‫واطمأن إليه القلب }‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديثين أيضاً‪ :‬أن النسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين‬ ‫•‬
‫ل علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا ل يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده‪.‬‬
‫ومن فوائدهما‪ :‬أنه متى أمكن الجتهاد فإنه ليعدل إلى التقليد لقوله‪ { :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك }‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الثامن والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬وعظنا } الوعظ ‪ :‬هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب‪ ،‬وكان النبي يتخول أصحابه بالموعظة ول يكثر عليهم مخافة‬ ‫•‬
‫السآمة‪ ،‬قوله‪ { :‬وجلت منها القلوب } أي خافت‪ { ،‬وذرفت منها العيون } أي بكت حتى ذرفت دموعها‪ ( ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال ـكأنها‬
‫موعظـة ـمودعٍـ ـفأوصـنا ـ) لنـ ـموعظـة ـالمودع ـتكون ـموعظـة ـبالغـة ـقويـة ـفأوصـنا ـقال‪ { :‬أوصـيكم ـبتقوى ـال ـعزوجـل ـ} وهذا ـمـن ـفقه‬
‫الصحابة رضي ال عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي بما فيه خير‪ ،‬قال‪ { :‬أوصيكم بتقوى ال عزوجل } وتقوى ال اتخاذ‬
‫وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق ال عزوجل { والسمع والطاعة } يعني لولة المور أي اسمعوا ما يقولون وما به‬
‫يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون‪ [ ،‬وإن تأمر عليكم عبد } يعني وإن كان الميرعبداً فأسمعوا له وأطيعوه‪ ،‬وهذا هو مقتضى عموم الية‪:‬‬
‫لْ ْمرِ مِ ْنكُمْ [النساء‪.]59:‬‬ ‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الَّ وََأطِيعُوا الرّسُولَ َوأُولِي ا َ‬
‫قوله‪ { :‬فإنه من يعش منكم } أي من تطول حياته فسيرى اختلفاً كثيراً‪ ،‬ووقع ذلك كما أخبرالنبي فقد حصل الختلف الكثير في زمن‬ ‫•‬
‫الصحابة رضي ال ـعنهم ثم أمر بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين‪ ،‬والخلفاء الذين خلفوا النبي في أمته‬
‫علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم‪.‬‬
‫{ المهديين } وصف كاشف‪ ،‬لن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم ال عزوجل لطريق الحق‪.‬‬ ‫•‬
‫{ عضو عليها بالنواجذ } وهي أقصى الضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها‪ ،‬ثم حذر النبي من محدثات المور فقال‪ { :‬إياكم }‬ ‫•‬
‫أي أحذركم من محدثات المور‪ ،‬وهي ما أحدث في الدين بل دليل شرعي وذلك لنه لما لمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال‪ { :‬فإن‬
‫كل بدعة ضللة } [رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫وفي الحديث فوائد منها‪ :‬حرص النبي على موعظة أصحابه‪ ،‬حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها العين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومنها‪ :‬أن النسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم‪ ،‬موعظة مؤثرة بليغة‪ ،‬لن المواعظ عند‬ ‫•‬
‫الوداع ل تنسى‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الوصية بتقوى ال عزوجل‪ ،‬فهذه الوصية هي وصية ال في الولين والخرين لقوله تعالى ‪َ :‬وَلقَدْ وَ صّيْنَا الّذِي نَ أُوتُوا ا ْلكِتَا بَ مِنْ‬ ‫•‬
‫قَ ْبلِكُمْ َوإِيّاكُمْ أَنِ اتّقُوا الّ [النساء‪.]131:‬‬
‫ومنها‪ :‬الوصية بالسمع والطاعة لولة المور وقد أمر ال بذلك في قوله‪ :‬يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الَّ َوأَطِيعُوا الرّسُولَ َوأُولِي ا َ‬
‫لْ ْمرِ مِ ْنكُمْ‬ ‫•‬
‫[النساء‪ ...]59:‬وهذا المر مشروط بأن ل يؤمر بمعصية ال‪ ،‬فإن أمر بمعصية فل سمع ول طاعة في معصية ال لقول النبي ‪ { :‬إنما‬
‫الطاعة في ـالمعروف } ومن ـهنـا نتـبين الفائدة ـفي قولـه تعالـى ‪ :‬يَا ـأَ ّيهَا الّذِينَـ آمَنُوا أَطِيعُوا الَّ ـ َوَأطِيعُوا ـالرّ سُولَ وَأُولِي ا َ‬
‫لْ ْمرِ مِ ْنكُمْ‬
‫[النساء‪ ... ]59:‬حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء المور بل جعلها تابعة لطاعة ال ورسوله‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬حرص النبي على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع‪ ،‬فهو أيضاً يعظهم‬ ‫•‬
‫مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في السلوب وكيفية اللقاء ولكن بشرط أل يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة‪ ،‬لن بعض‬ ‫•‬
‫الوعاظ يأتي بالحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب‪ ،‬ولكنها وإن أفادت في هذا تضر‪ ،‬فقد ثبت عن النبي أنه قال‪:‬‬
‫{ من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة‪ ،‬لقوله‪ { :‬كأنها موعظة مودع }‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث التاسع والعشرون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫المرالول‪ { :‬تعبد ال ـول تشرك به شيئاً } وعبادة ال ـسبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالً لمره واجتناباً لنهيه مخلصاً له { ل‬ ‫•‬
‫تشرك به شيئاً } أي ل ملكاً مقرباً ول نبياً مرسلً‪ ،‬لنه من شرط العبادة والخلص له عز وجل‪.‬‬
‫والمـر ـالثانـي ‪ :‬من ـالعمل ـالذي ـيدخل ـالجنـة ـويباعـد ـعن ـالنار ـإقامة ـالصـلة ـحيـث قال‪ { :‬وتقيـم ـالصـلة ـ} ومعنـى ـإقامتهـا أـن ـتأتـي ـبها‬ ‫•‬
‫مستقيمة‪.‬‬
‫المـر ـالثالـث‪ { :‬وتؤتـي ـالزكاة ـ} وهـي ـالمال ـالذي ـأوجبـه ـال ـعـز ـوجـل ـيخرجـه ـالنسـان ـمـن ـأموال ـمعينـة ـبشروط ـمعروفـة ـإلـى ـأهلها‬ ‫•‬
‫المستحقين‪.‬‬
‫المر الرابع‪ :‬أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم هو التعبد ل تعالى بالمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪.‬‬ ‫•‬
‫المر الخامس‪ { :‬وتحج البيت } أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لداء المناسك‪.‬‬ ‫•‬
‫ثم قال أي النبي ‪ { :‬أل أدلك على أبواب الخير؟ } يعني على ما تتوصل به إلى الخير‪ ،‬كأنه قال نعم‪ ،‬فقال النبي ‪ { :‬الصوم جُنة }‬ ‫•‬
‫يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال ‪ { :‬والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار }‬
‫الصدقة ‪ :‬هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً ل ـسبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة‪ ،‬أي ما أخطأ به‬
‫النسان من ترك واجب أو فعل محرم { كما يطفئ الماء النار } وكلنا يعرف أن إطفاء الماء للنار ل يبقي من النار شيئاً‪ ،‬كذلك الصدقة ل‬
‫تبقي من الذنوب شيئاً‪.‬‬
‫{ وصلة الرجل في جوف الليل } أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار‪ ،‬وجوف الليل وسطه وأفضل صلة الليل النصف الثاني أو‬ ‫•‬
‫ثلث الليل بعد النصف الول وقد كان داود عليه السلم ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ ‪ :‬تَ َتجَافَى جُنُو ُبهُ مْ عَ نِ الْمَضَاجِعِ‬
‫جزَا ءً ِبمَا كَانُوا َي ْع َملُونَ [السجدة‪،..]1617:‬‬ ‫ط َمعًا َومِمّا َر َزقْنَاهُمْ يُ ْنفِقُون*فَلَ َت ْعلَمُ نَفْ سٌ مَا ُأخْفِ يَ َلهُمْ مِنْ قُرّةِ أَعْيُ نٍ َ‬
‫يَدْعُونَ رَبّهُمْ خَ ْوفًا َو َ‬
‫قرأها استشهاداً بها‪ ،‬و الية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلة في الليل وينفقون مما رزقهم ال وهاتان هما‬
‫الصدقة وصلة الليل اللتان ذكرها رسول ال في هذا الحديث‪.‬‬
‫ثم قال ‪ { :‬أل أخبرك برأس المر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ { :‬رأس المر السلم } يعني الشأن الذي هو‬ ‫•‬
‫أعظم الشئون ورأسه السلم يعلو ول يعلى عليه وبالسلم يعلو النسان على شرار عباد ال من الكفار والمشركينوالمنافقين‪ { ،‬وعموده }‬
‫أي عمود السلم { الصلة } لن عمود الشيـء ما يبنى عليه الشيـء ويستقيم به الشيء ول يستقيم ـإل به وإنما كانت الصلة عمود‬
‫السلم‪ ،‬لن تركها يخرج النسان من السلم إلى الكفر والعياذ بال { وذروة سنامه الجهاد } في سبيل ال والسنام ما عل ظهر البعير‬
‫وذروة أعله وإنما ذروة سنام السلم الجهاد في سبيل ال‪ ،‬لن به يعلو المسلمون على أعدائهم‪.‬‬
‫ثم قال ‪ { :‬أل أخبرك بملك ذلك كله؟ } أي بما به ملك هذا المر كله‪ ،‬فقلت بلى يا رسول ال فأخذ بلسانه وقال‪ { :‬كف عليك هذا }‬ ‫•‬
‫يعني ل تطلقه بالكلم لنه خطر‪ ( ،‬قلت يا رسول ال وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ ) هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم‬
‫به ؟‬
‫فقال النبي ‪ { :‬ثكلتك أمك } أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك‪ ،‬وهذه الجملة ل يراد بها معناها‪ ،‬وإنما يراد بها الحث والغراء‪ ،‬على‬ ‫•‬
‫فهم ما يقال‪ ،‬فقال‪ { :‬ثكلتك أمك‪ ،‬وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال‪ { :‬على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ؟ }‪ ،‬أوهنا‬
‫للشك من الراوي هل قال النبي ‪ { :‬على وجوههم } أو قال‪ { :‬على مناخرهم إلحصائد ألسنتهم } أي إل ما تحصد ألسنتهم من الكلم‬
‫والمعنى أن اللسان إذا أطلقه النسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار والعياذ بال‪.‬‬
‫شرح الحديث الثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬
‫قوله ‪ { :‬إن ال فرض فرائض فل تضيعوها } أي‪ :‬أوجب إيجاباً حتمياً على عباده فرائض معلومة ول الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام‬ ‫•‬
‫والحج وبر الوالدين وصلة الرحام وغيرذلك‪.‬‬
‫{ فل تضيعوها } أي‪ :‬ل تهملوها إما بالترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها‪.‬‬ ‫•‬
‫{ وحد حدوداً } أي‪ :‬أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود‪.‬‬ ‫•‬
‫{ فل تعتدوها } أي‪ :‬ل تتجاوزوها‪.‬‬ ‫•‬
‫{ وحرم أشياء فل تنتهكوها } حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها ال إل بالحق والخمر والسرقة وأشياء كثيرة‪.‬‬ ‫•‬
‫{ فل تنتهكوها } أي‪ :‬فل تقعوا فيها‪ ،‬فإن وقوعكم فيها انتهاك لها‪.‬‬ ‫•‬
‫{ وسكت عن أشياء } أي‪ :‬أي لم يفرضها ولم يوجبها ولم يحرمها‪.‬‬ ‫•‬
‫{ رحمةً بكم } من أجل الرحمة والتخفيف عليكم‪.‬‬ ‫•‬
‫{ غير نسيان } فإن ال تعالى ل ينسى كما قال موسى عليه الصلة والسلم‪ :‬لَ يَضِلّ رَبّي وَلَ يَنْسَى [طه‪ ]52:‬فهو تركها جل وعل رحمةً‬ ‫•‬
‫بالخلق‪ ،‬وليس نسيان لها‪.‬‬
‫{ فلتسألوا عنها } أي‪ :‬ل تبحثوا عنها‪.‬‬ ‫•‬
‫فوائد هذا الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫حسن بيان الرسول ‪ ،‬حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن ال تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين‪ ،‬والفرائض قال أهل العلم‪ :‬أنها تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫•‬
‫فرض كفاية‪ ،‬وفرض عين‪ .‬فأما فرض الكفاية‪ :‬فإنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله‪ ،‬وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين‪ ،‬وفرض العين‬
‫هو‪ :‬ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه‪.‬‬
‫فأما الول‪ :‬فمثله الذان والقامة وصلة الجنازة وغيرها‪.‬‬ ‫•‬
‫وأما الثاني‪ :‬فمثل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج‪.‬‬ ‫•‬
‫وقوله‪ { :‬وحد حدوداً } أي‪ :‬أوجب واجبات محددة ومعينة بشروطها‪.‬‬ ‫•‬
‫فيستفاد من هذا الحديث‪ :‬أنه ل يجوز للنسان أن يتعدى حدود ال‪ ،‬ويتفرع من هذه الفائدة أنه ل يجوز المغالة في دين ال‪ ،‬ولهذا أنكر النبي على‬ ‫•‬
‫الذين قال أحدهم‪ ( :‬أنا أصوم ول أفطر )‪ ،‬وقال الثاني‪ ( :‬أنا أقوم ول أنام )‪ ،‬وقال الثالث‪ ( :‬أنا ل أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال‪ { :‬وأما أنا‬
‫فأصلي وأنام‪ ،‬وأصوم وأفطر‪ ،‬وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنتي فليس مني }‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬تحريم انتهاك المحرمات لقوله‪ { :‬فل تنتهكوها } ثم إن المحرمات نوعان كبائر وصغائر‪:‬‬ ‫•‬
‫فالكبائر‪ :‬ل تغفر إل بالتوبة‪ ،‬والصغائر‪ :‬تكفرها الصلة والحج والذكر وما أشبه ذلك‬ ‫•‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن ما سكت ال عنه فهو عفو‪ ،‬فإذا أشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلً في الوجوب؛ فهو مما‬ ‫•‬
‫عفا ال عنه‪ ،‬وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراماً وهو ليس أصله التحريم؛ كان هذا أيضاً مما عفا ال عنه‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬إنتفاء النسيان عن ال عز وجل‪ ،‬وهذا يدل على كمال علمه وأن ال عز وجل بكل شئ عليم فل ينسى ما علم ولم يسبق علمه‬ ‫•‬
‫جهلً‪ ،‬بل هو بكل شئ عليم أزلً وأبداً‪.‬‬
‫شرح الحديث الحادي والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ولم يبين اسم الرجل؛‬ ‫•‬
‫لنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال‪:‬‬
‫( يا رسول ال‪ ،‬دلني على عمل إذا عملته أحبني ال وأحبني الناس ) وهذا الطلب ل شك‬
‫أنه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة ال له وما يجلب محبة الناس له‪ ،‬فقال له‬
‫النبي ‪ { :‬ازهد في الدنيا } يعني‪ :‬اترك في الدنيا ما ل ينفعك في الخرة وهذا يتضمن‬
‫أنـه ـيرغـب ـفـي ـالخرة؛ ـلنـ ـالدنيـا ـوالخرة ـضرتان ـإذا ـزهـد ـفـي ـإحداهمـا ـفهـو ـراغـب ـفي‬
‫الخرى ـبـل ـهذا ـيتضمـن ـأـن ـالنسـان ـيحرص ـعلـى ـالقيام ـبأعمال ـالخرة ـمـن ـفعـل ـالوامر‬
‫وترك النواهي ويدع ما ل ينفعه في الخرة من المور التي تضيع وقته ول ينتفع بها‪ .‬أما‬
‫ما يكون سبباً لمحبة الناس فقال‪ { :‬ازهد فيما عند الناس يحبك الناس } فل يطلب من‬
‫الناس شيئاً ول يتشوق إليه ول يستشرف له ويكون أبعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس؛‬
‫لن الناس إذا سئل النسان ما في أيديهم استثقلوه وكرهوه‪ ،‬وإذا كان بعيداً عن ذلك فإنهم‬
‫يحبونه‪.‬‬
‫من فوائد هذا الحديث‪ :‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على سؤال النبي فيما ينفعهم‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده ‪ :‬أن النسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه ال وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته‬ ‫•‬
‫ال ويمقته الناس فبين النبي ما يكون به ذلك‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن من زهد في الدنيا أحبه ال؛ لن الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة‬ ‫•‬
‫في الخرة‪ ،‬وقد سبق معنى الزهد‪ :‬وأنه ترك ما لينفع في الخرة‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض ال للعبد وإن الطمع‬ ‫•‬
‫فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس للنسان‪ ،‬والزهد فيما في أيديهم هو أكبر‬
‫أسباب محبتهم‪25.‬‬
‫شرح الحديث الثاني والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫• عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري أن رسول ال قال‪ { :‬ل ضرر‬


‫ول ضرار } ثم تكلم المؤلف رحمه ال على طرق هذاالحديث‪.‬‬
‫• قوله‪ { :‬ل ضرر } أي‪ :‬أن الضرر منفي شرعاً‪ { ،‬ول ضرار } أي‪:‬‬
‫مضاره ـوالفرق ـبينهمـا ـأـن ـالضرر ـيحصـل ـبل ـقصـد‪ ،‬ـوالضرار ـيحصل‬
‫بقصـد ـفنفـى ـالنـبي ـ المريـن‪ ،‬ـوالضرار ـأشـد ـمـن ـالضرر؛ ـلن ـالضرار‬
‫يحصل قصداً كما قلنا‪.‬‬
‫• مثال ذلك ‪ :‬لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من‬
‫الشجرة إلى بيت الجار لكن بل قصد‪ ،‬وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال‬
‫هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة‪ :‬أنا ما أقصد المضارة‪،‬‬
‫نقول له‪ :‬وإن لم تقصد؛ لن الضرر منفي شرعاً أمـا الضرار فإن الجار‬
‫يتعمد الضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك‪ ،‬وكل هذا منفي‬
‫شرعاً ـوقـد ـأخـذ ـالعلماء ـمـن ـهذا ـالحديـث ـمسـائل ـكثيرة ـفي ـباب ـالجوار‬
‫وغيره‪ ،‬وما أحسن أن يراجع النسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح‬
‫وحكم الجوار‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬لو يعطى الناس بدعواهم } أي‪ :‬بما يدّعونه على غيرهم‪ ،‬وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه‪:‬‬ ‫•‬
‫الول‪ :‬أن يضيف لنفسه شيئاً لغيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ( :‬لفلن عليّ كذا ) فهذا إقرار‪.‬‬ ‫•‬
‫والثاني‪ :‬أن يضيف شيئاً لنفسه على غيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ( :‬لي على فلن كذا وكذا ) فهذه دعوى‪.‬‬ ‫•‬
‫فهذا الثالث‪ :‬أن يضيف شيئاً لغيره على غيره‪ ،‬مثل أن يقول‪ ( :‬لفلن على فلن كذا وكذا ) فهذه شهادة‪.‬‬ ‫•‬
‫والحديث الن في الدعوى فلو ادّعى شخص على آخر قال‪ ( :‬أنا أطلب مائة درهم ) مثلً فإنه لو قبلت‬ ‫•‬
‫دعواه لدعى رجال أموال قوم ودماءهم‪ ،‬وكذلك لو قال لخر‪ ( :‬أنت قتلت أبي ) لكان ادعى دمه وهذا‬
‫يعني أنها ل تقبل دعوى إل ببينة‪.‬‬
‫ولهذا قال‪ { :‬لكن البينة على المدعي } فإذا ادعى إنسان على آخر شيئاً قلنا‪ :‬أحضر لنا البينة‪ ،‬والبينة‬ ‫•‬
‫كل ما بان به الحق سواء كانت شهوداً أو قرائن حسية أو غير ذلك‪.‬‬
‫{ واليمين على من أنكر } أي ‪ :‬من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو‪:‬‬ ‫•‬
‫( أنا أطلب مائة درهم ) قال عمرو‪ ( :‬ل )‪ ،‬قلنا لزيد ائت ببينة‪ ،‬فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو‪ ( :‬احلف‬
‫على نفي ما ادعاه )‪ ،‬فإذا حلف برئ‪.‬‬
‫وهذا الحديث فيه فوائد ‪ :‬منها أن الشريعة السلمية حريصة على حفظ أموال الناس ودماءهم لقوله‪:‬‬ ‫•‬
‫{ لو يعطى الناس بدعواهم ل ادعى رجال أموال قوم و دماءهم }‪.‬‬
‫ومـن ـفوائـد ـهذا ـالحديـث ‪ :‬أن ـالمدعـي ـإذا ـقام ـببينـة ـعلـى ـدعواه ـحكـم ـلـه ـبمـا ـادعاه‪ ،‬ـلقولـه ـعليـه ـالصلة‬ ‫•‬
‫والسلم‪ { :‬لكن البيّنة على المدعي } والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفنا في الشرح‪ ،‬وليست‬
‫خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪ :‬أن اليمين على من أنكر‪ ،‬أي‪ :‬من أنكر دعوى المدعي‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده ‪ :‬أن لو أنكر المنكر وقال‪ ( :‬ل أحلف ) فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى‪،‬‬ ‫•‬
‫يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به‪.‬‬
‫شرح الحديث الرابع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم‪ ،‬قوله‪ { :‬رأى } يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر‪ ،‬أو‬ ‫•‬
‫أن المراد رؤية القلب‪ ،‬وهي العلم‪ ،‬والثاني أشمل وأعم‪ ،‬وقوله‪ { :‬منكراً } المنكر هو‪ :‬ما أنكره الشرع وما‬
‫حرمه ال عز وجل ورسوله‪.‬‬
‫قوله‪ { :‬فليغيره بيده } اللم هذه للمر أي‪ :‬يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف‪ ،‬إما بمنعه مطلقاً أي‪:‬‬ ‫•‬
‫بتحويله إلى شئ مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد‪.‬‬
‫قوله‪ { :‬فإن لم يستطع } أي‪ :‬أن يغيره بيده‪.‬‬ ‫•‬
‫{ فبلسانه } بأن يقول لفاعله‪ :‬اتقي ال‪ ،‬اتركه‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫{ فإن لم يستطع } باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس ل يستطيع الكلم‪.‬‬ ‫•‬
‫{ فبقلبه } أي‪ :‬يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه‪.‬‬ ‫•‬
‫وقال‪ { :‬وذلك أضعف اليمان } أي‪ :‬أن كونه ل يستطيع أن يغيره إل بقلبه هو أضعف اليمان‪.‬‬ ‫•‬
‫ففـي ـهذا ـالحديـث ـفوائـد ‪ :‬وجوب ـتغييـر ـالمنكـر ـعلـى ـهذه ـالدرجات ـوالمراتـب ـباليد ـأولً ـوهذا ـل ـيكون ـإل‬ ‫•‬
‫للسلطان‪ ،‬وإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات‪.‬‬
‫ومن فوائده‪ :‬أن من ل يستطيع ل بيده ول بلسانه فليغيره بقلبه‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث ‪ :‬تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الستطاعة لقوله‪ { :‬فإن لم‬ ‫•‬
‫يستطع }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أن اليمان يتفاوت‪ ،‬بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله‬ ‫•‬
‫أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت‪.‬‬
‫وليعلم أن المراتب ثلث‪ :‬دعوه ‪ -‬أمر ‪ -‬تغيير‪.‬‬ ‫•‬
‫فالدعوة أـن يقوم الداعي في المساجد ـأو أماكن تجمع ـالناس ويـبين لهم الشر ويحذرهم ـمنـه ويـبين لهم الخير‬ ‫•‬
‫ويرغبهم فيه‪ ،‬والمربالمعروف والناهي عن المنكر ‪ :‬هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا‪ ،‬أو ينهاهم ويقول‪ :‬ل‬
‫تفعلوا‪.‬‬
‫والمغير‪ :‬هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ول لمره و نهيه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الخامس والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬ل تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد‪ ،‬والحسد هو كراهية ما انعم ال على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها‬ ‫•‬
‫أم لم تتمن‪ ،‬فمتى كرهت ما أعطى ال أخاك من النعم فهذا هو الحسد‪.‬‬
‫{ ول تناجشوا } قال العلماء‪ :‬المناجشه أن يزيد في السلعة‪ ،‬أي‪ :‬في ثمنها في المناداة وهو ل يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع‬ ‫•‬
‫أو الضرار بالمشتري‪.‬‬
‫{ ول تباغضوا } البغضاء هي الكراهه‪ ،‬أي‪ :‬ليكره بعضكم بعضاً‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ول تدابروا } أن يولي كل واحد الخر دبره بحيث ل يتفق التجاه‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ول ـيبـع ـبعضكـم ـعلـى ـبيـع ـبعـض ـ} يعنـي ـل ـيـبيع ـأحد ـعلـى ـبيع ـأخيه‪ ،‬ـمثـل ـأـن ـيشتري ـإنسـان ـسـلعه ـبعشرة ـفيذهـب ـآخـر ـعلى‬ ‫•‬
‫المشتري ويقول‪ :‬أنا أبيع عليك بأقل؛ لن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء‪.‬‬
‫{ وكونوا عباد ال إخواناً } كونوا يا عباد ال إخواناً أي‪ :‬مثل الخوان في المودة والمحبة واللفة وعد العتداء ثم أكد هذه الًخوة‬ ‫•‬
‫بقوله‪ { :‬المسلم أخو المسلم } للجامع بينهما وهوالسلم وهو أقوى صله تكون بين المسلمين‪.‬‬
‫{ ل يظلمه ] أي‪ :‬ل يعتدي عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ول يخذله } في مقام أن ينتصر فيه‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ول يكذبه } أي‪ :‬يخبرهبحديث كذب‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ول يحقره } أي‪ :‬يستهين به‪.‬‬ ‫•‬
‫{ التقوى ها هنا } يعني‪ :‬تقوى ال تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح ‪ -‬و يشير إلى صدره ثلث مرات ‪ -‬يعني‪:‬‬ ‫•‬
‫يقول‪ :‬التقوى ها هنا‪ ،‬التقوى ها هنا‪ ،‬التقوى ها هنا‪.‬‬
‫ثم قال‪ { :‬بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني‪ :‬حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من‬ ‫•‬
‫الشر إل أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً‪.‬‬
‫{ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه فل يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫{ وماله } ل يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫{ وعرضه } أي‪ :‬سمعته فل يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث السادس والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬
‫قال النووي رحمه ال ـتعالى في الربعين النووية الحديث السادس والثلثون‪ ،‬عن أبى هريرة عن النبي قال‪ { :‬من نفّس عن مؤمن كربة من‬ ‫•‬
‫كرب الدنيا نفّس ال عنه كربة من كرب يوم } والكرب يعني‪ :‬الشدة والضيق والضنك‪ ،‬والتنفيس معناه‪ :‬إزالة الكربة ورفعها‪ ،‬وقوله‪ { :‬من كرب‬
‫الدنيا } يعم المالية والبدنية والهلية والفردية والجماعية‪.‬‬
‫{ نفس ال عنه } أي‪ :‬كشف ال عنه وأزال‪.‬‬ ‫•‬
‫{ كربة من كرب يوم القيامة } ول شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا‪ ،‬فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه‬ ‫•‬
‫كربة من كرب يوم القيامة‪.‬‬
‫{ ومن يسر على معسر } أي‪ :‬سهل عليه وأزال عسرته‪.‬‬ ‫•‬
‫{ يسر ال عليه في الدنيا والخرة } وهنا صار الجزاء في الدنيا والخرة وفي الكربكربة من كرب يوم القيامة ؛ لن كرب يوم القيامة عظيمة جدا‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ومن ستر مسلماً } أي‪ :‬ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى ل يتبن للناس‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ستره ال في الدنيا والخرة } أي‪ :‬حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫•‬
‫ثم قال كلمة جامعه مانعة قال‪ { :‬وال في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } أي‪ :‬أن ال تعالى يعين النسان على قد معونته أخيه كما وكيفا‬ ‫•‬
‫وزمنا‪ ،‬فما دام النسان في عون أخيه فال في عونه‪ ،‬وفي حديث آخر‪ { :‬من كان في حاجة أخيه كان ال في حاجته }‪.‬‬
‫و قوله‪ { :‬من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل ال ـله به طريقا إلى الجنة } يعني ‪ :‬من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم‬ ‫•‬
‫الشرعي‪ ،‬سهل ال له به طريقا إلى الجنة‪ ،‬لن النسان علم شريعة ال تيسر عليه سلوكها‪ ،‬ومعلوم أن الطريق الموصل إلى ال هو شريعته‪ ،‬فإذا تعلم‬
‫النسان شريعة ال سهل ال له به طريقا إلى الجنة‪.‬‬
‫{ وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت ال ـ} المراد به المسجد فإن بيوت ال ـهي المساجد‪ ،‬قال ال ـتعالى ‪ :‬فِي بُيُوتٍ َأذِ نَ الُّ أَ نْ تُ ْرفَ عَ َو ُي ْذكَرَ فِيهَا‬ ‫•‬
‫جدَ الِّ أَ نْ ُي ْذكَرَ فِيهَا‬ ‫حدًا [الجن‪ ،]18:‬وقال ‪َ :‬ومَ نْ أَظْلَ مُ مِمّ نْ مَنَ عَ مَ سَا ِ‬ ‫ا سْمُهُ [النور‪ ،]36:‬وقال تعالى ‪ :‬وَأَنّ ا ْلمَ سَا ِ‬
‫جدَ لِّ فَلَ تَدْعُوا مَ عَ الِّ أَ َ‬
‫اسْمُهُ [البقرة‪ ... ]114:‬فأضاف المساجد إليه؛ لنها موضع ذكره‪.‬‬
‫قوله‪ { :‬يتلون كتاب ال ويتدارسونه بينهم } يتلونه‪ :‬يقرءونه ويتدارسونه أي‪ :‬يدرس بعضهم على بعض‪.‬‬ ‫•‬
‫{ إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملئكة } نزلت عليهم السكينة يعني‪ :‬في قلوبهم وهي الطمأنينة والستقرار‪ ،‬وغشيتهم الرحمة‪:‬‬ ‫•‬
‫غطتهم وشملتهم‪.‬‬
‫{ وحفتهم الملئكة } صارت من حولهم‪ { .‬وذكرهم ال فيمن عنده } أي‪ :‬من الملئكة‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } أي‪ :‬من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه ل يغنيه ول يرفعه ول يقدمه والنسب هوالنتساب إلى قبيلة‬ ‫•‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫في هذا الحديث فوائد ‪ :‬الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله ‪ { :‬من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه كربة من كرب‬ ‫•‬
‫يوم القيامة }‪.‬‬
‫ومن فوائده‪ :‬الشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك ال تعالى في قوله‪ :‬يَا أَ ّيهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمْ إِنّ زَ ْلزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ‬ ‫•‬
‫شدِيدٌ [الحج‪، .]12:‬‬ ‫عذَابَ الِّ َ‬ ‫سكَارَى وََلكِنّ َ‬‫سكَارَى َومَا هُمْ ِب ُ‬
‫ضعَتْ وَ َتضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَ َترَى النّاسَ ُ‬ ‫عمّا َأرْ َ‬
‫ضعَةٍ َ‬
‫َترَوْ َنهَا َتذْهَلُ كُلّ ُمرْ ِ‬
‫شرح الحديث السابع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث السابع والثلثون عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬عن رسول ال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال‪ { :‬إن ال كتب‬ ‫•‬
‫الحسنات والسيئات } إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم‬
‫حديثاً قدسياً‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬إن ال كتب الحسنات والسيئات } أي‪ :‬كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات؛ لن ال تعالى حين خلق القلم‬ ‫•‬
‫قال له‪ ( :‬اكتب ) قال‪ :‬رب‪ ،‬وماذا أكتب ؟ قال‪ ( :‬اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية‪ ،‬وهي كتابة الثواب لقوله‪ { :‬ثم بين ذلك } أي‪ :‬وضحه بالتفصيل‪.‬‬
‫فقال‪ { :‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها ال عنده حسنة كالمة } الهم يعني‪ :‬الرادة‪ ،‬أراد النسان أن يعمل حسنة ولكنه لم يعملها‪.‬‬ ‫•‬
‫ففي هذا الحديث فوائد‪ :‬أن ال كتبها حسنة كاملة يعني‪ :‬ل نقص فيها‪ .‬وقد دلت الدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان‬ ‫•‬
‫جرًا إِلَى‬ ‫خرُجْ مِنْ بَ ْيتِهِ ُمهَا ِ‬ ‫عاجزاً عنها أي‪ :‬تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الجر كاملً لقوله تبارك وتعالى‪ :‬وَمَنْ يَ ْ‬
‫جرُ هُ [النساء‪ .]100:‬وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا‬ ‫الِّ َورَسُولِهِ ثُمّ يُ ْدرِكْ هُ الْمَوْ تُ فَقَدْ وَقَ عَ أَ ْ‬
‫الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة‪ ،‬قال‪ { :‬وإن هم بها فعملها كتبها ال عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى‬
‫أضعاف كثيرة } إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول ال فإن ال يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة‬
‫ل ـمـن ـال ـسـبحانه ـوتعالى‬ ‫ضعـف ـإلـى ـأضعاف ـكثيرة ـوهذه ـالمضاعفـة ـتأتـي ـبحسـب ـحسـن ـالعمـل ـوالخلص ـفيـه ـوقـد ـتكون ـفض ً‬
‫وإحساناً‪.‬‬
‫ن يَشَاءُ وَالُّ‬ ‫عفُ ِلمَ ْ‬ ‫حبّةٍ أَنْ َب َتتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُ ْن ُبلَةٍ مِائَةُ حَبّةٍ وَالُّ يُضَا ِ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬مثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ َأمْوَاَلهُمْ فِي سَبِيلِ الِّ َكمَثَ ِ‬
‫ل َ‬ ‫•‬
‫وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة‪ ]261:‬وقال‪ { :‬وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها ال عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها ال سيئة واحدة‬
‫} وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه ال كما في بعض ألفاظ الحديث { لنه تركها من جرائي }‬
‫أي‪ :‬من أجلي وقد دلت الدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلث أقسام‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لن يكتب عليه وزر السيئة كاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الثاني‪ :‬إن بها ثم يعزف عنها ل خوفا من ال ولكن لن نفسه عزفت فهذا يكتب له ول عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫القسم الثالث‪ :‬أن يتركها ل عز وجل خوفًا منه وخشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها ال حسنة كاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫قال‪ { :‬وإن هم بها فعملها كتبها ال سيئة كاملة } ويشهد لهذا قوله تعالى‪ :‬مَنْ جَا َء بِالْحَسَنَ ِة َفلَهُ عَ ْ‬
‫ش ُر أَ ْمثَالِهَا وَمَنْ جَا َء بِالسّيّئَ ِة فَلَ‬ ‫•‬
‫جزَى إِلّ مِثْلَهَا [النعام‪ ]160:‬وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي‪ :‬أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إل في‬ ‫يُ ْ‬
‫ظلْ ٍم نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج‪.]25:‬‬ ‫الشهر الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال ال تعالى‪ :‬وَمَ ْ‬
‫ن ُيرِ ْد فِي ِه بِإِلْحَا ٍد بِ ُ‬
‫وقال العلماء‪ :‬إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ول تضاعف بالعدد لقوله تعالى‪ :‬مَنْ جَاءَ‬ ‫•‬
‫شرُ أَمْثَاِلهَا [النعام‪ ]160:‬ولهذا الحديث الذي ساقه المؤلف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬إن ال يكتبها سيئة واحدة‪ .‬قال المؤلف‪:‬‬ ‫بِالْحَسَنَةِ َفلَهُ عَ ْ‬
‫( رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف )‪ .‬أي‪ :‬أن المؤلف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬ساقه بلفظه وأكد ذلك ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬لما في‬
‫الحديث من البشارة العظيمة والحسان العظيم‪.‬‬
‫شرح الحديث الثامن والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬إن ال تعالى قال ‪ :‬من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب } هذا الحديث حديث قدسي لن النبي رواه عن‬ ‫•‬
‫ربـه ـوكـل ـحديـث ـرواه ـالنـبي ـ عـم ـربـه ـيسـمى ـعنـد ـالعلماء ـحديثاً ـقدسـياً‪ .‬المعاداة ـضـد ـالموالة‪ ،‬ـوالولـي ـضد ـالعدو‬
‫وأولياؤه سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون ودليله قوله تعالى‪ :‬أَلَ إِنّ أَ ْولِيَاءَ الِّ لَ خَوْفٌ َ‬
‫علَيْهِمْ وَلَ هُمْ يَحْزَنُونَ‬
‫ن آمَنُوا وَكَانُوا يَ ّتقُونَ [يونس‪.]63-62‬‬
‫(‪ )62‬الّذِي َ‬
‫وقوله‪ { :‬آذنته } يعني‪ :‬أعلمته أي‪ :‬إني أعلنت الحرب‪ ،‬فيكون من عادى ولياً من أولياء ال ـفقد آذن ال ـتعالى‬ ‫•‬
‫بالحرب وصار حرباً ل‪ ،‬ثم ذكر تبارك وتعالى أسباب الولية فقال‪ { :‬وما تقرب إل يّ عبدي بشيء أحب إلى مما‬
‫افترضته عليه } يعني‪ :‬ما عبدني أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لن العبادة تقرب إلى ال سبحانه وتعالى‬
‫فمثلً ركعتان من الفريضة أحب إلى ال ـمن ركعتين نفلً‪ ،‬ودرهم من زكاة‪ ،‬أحب إلى ال ـمن درهم صدقة‪ ،‬حج‬
‫فريضة أحب إلى ال من حج تطوع‪ ،‬صوم رمضان أحب إلى ال من صوم تطوع‪ ،‬وهلم جرى ولهذا جعل ال تعالى‬
‫الفرائض لزمة في العبادة مما يدل على آكاديتها ومحبته لها‪.‬‬
‫{ ول يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل } يعني‪ :‬الفرائض والفعل { ل يزال } يدل على الستمرار يعني‪ :‬ويستمر‬ ‫•‬
‫{ عبدي يتقرب إل يّ بالنوافل } يعني‪ :‬بعد الفرائض حتى أحبه ال‪ { ،‬حتى } تحتمل هنا الغاية وتحتمل التعليل‬
‫فعلى الول يكون المعنى ‪ :‬أن تقربه إلى ال ـيوصله إلى محبة ال‪ ،‬وعلى الثاني يكون المعنى‪ :‬ل يزال يتقرب إليّ‬
‫بالنوافل ويكون هذا التقرب سببًا لمحبته والغاية واحدة‪.‬‬
‫{ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به } أي‪ :‬سددته في كل ما يسمع فل يسمع إل ما فيه الخير له وليس المعنى‬ ‫•‬
‫أن ال يكون سمع النسان لن سمع النسان صفه من صفاته أي‪ :‬صفات النسان محدث بعد أن لم يكن‪ ،‬وهو صفة‬
‫فيه أي‪ :‬في النسان وكذلك يقال في { بصره الذي يبصر به } أي‪ :‬أن ال فيما يرى إل ما كان فيه خير ول ينظر‬
‫إل إلى ما كان فيه خير‪.‬‬
‫{ ويده التي يبطش بها } يقال فيها ما سبق في السمع أي‪ :‬أن ال تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فل يعمل إلى‬ ‫•‬
‫ما فيه الخير‪.‬‬
‫{ ولئن سألني } أي‪ :‬دعاني بشيء وطلب مني شيئا { لعطينه }‪.‬‬ ‫•‬
‫{ ولئـن ـاسـتعاذني ـلعيذنـه ـ} فذكـر ـالسـؤال ـالذي ـبـه ـحصـول ـالمطلوب‪ ،‬ـوالسـتعاذة ـالتـي ـبهـا ـالنجاة ـمن ـالمهروب‬ ‫•‬
‫وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل ويعيذه مما استعاذ‪.‬‬
‫شرح الحديث التاسع والثلثون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬تجاوز } بمعنى‪ :‬عفا‪ { ،‬الخطأ } فعل الشيء عن غير قصد‪ { ،‬النسيان } ذهول‬ ‫•‬
‫القلب عن شيء معلوم‪ ،‬والستكراه إلجاء النسان‪ ،‬وهذه ثلثة أشياء بين فيها النبي أن ال‬
‫خذْنَا إِنْ‬ ‫تجاوز عن أمته هذه الشياء الثلثة وقد دل على ذلك القرآن قال ال تعالى‪ :‬رَبّنَا لَ ُتؤَا ِ‬
‫طأْنَا [البقرة‪ ]286:‬فقال ال‪ ( :‬قد فعللت )‪ ،‬وقال ال تعالى‪ :‬وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ‬ ‫نَسِينَا أَوْ أَخْ َ‬
‫طأْتُ مْ بِ هِ وَلَكِ نْ مَا تَعَمّدَ تْ قُلُوبُكُ مْ [الحزاب‪ ]5:‬وقال تعالى ‪ :‬مَ نْ كَفَرَ بِالِّ مِنْ بَ ْعدِ‬ ‫فِيمَا أَخْ َ‬
‫غضَ بٌ مِ نَ الِّ‬ ‫صدْرًا فَعَلَيْهِ مْ َ‬
‫إِيمَانِ هِ إِلّ مَ نْ أُكْرِ هَ وَقَلْبُ هُ مُطْمَئِنّ بِالِْيمَا نِ وَلَكِ نْ مَ نْ شَرَ حَ بِالْكُفْرِ َ‬
‫عذَابٌ عَظِيمٌ [النحل‪.]106:‬‬ ‫وَلَ ُهمْ َ‬
‫فيستفاد من هذا الحديث فوائد‪:‬‬ ‫•‬
‫منها سعة رحمة ال عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه‪ ،‬ومنها أن النسان إذا فعل الشيء خطأً‬ ‫•‬
‫فإنه ل يؤاخذ عليه ولكن إن كان محرماً فإنه ل يترتب عليه إثم ول كفارة ول فساد عبادة وقع‬
‫فيها‪ ،‬وأما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الثم ولكن ل بد من تدارك الواجب‪.‬‬
‫ومن فوائد الحديث‪:‬‬ ‫•‬
‫أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه ل يؤاخذ به لقوله ‪ { :‬وما استكرهوا عليه } وهذا‬ ‫•‬
‫عام سواء كان الكراه على فعل أو على قول ول دليل لمن فرق بين الكراه على الفعل والكراه‬
‫على القول‪ ،‬ولكن إذا كان الكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الدلة الشرعية مثل‪ :‬أن‬
‫يكره شخصاً على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره لن الكراه ل يبيح قتل الغير ول يمكن ول‬
‫يجوز للنسان أن يستبقي حياته بإتلف غيره‪.‬‬
‫شرح الحديث الربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫الحديث الربعون عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ ( :‬أخذ رسول ال بمنكبي ) يعني‪ :‬أمسك بهما‬ ‫•‬
‫لجـل ـأـن ـيسـترعي ـانتباهـه ـليحفـظ ـمـا ـيقول ـفقال ـلـه‪ { :‬كن ـفـي ـالدنيـا ـكأنـك ـغريـب‪ ،‬ـأـو ـعابر ـسبيل ـ}‬
‫الغريب‪ :‬المقيم في البلد وليس من أهلها‪ ،‬أو عابر سبيل ‪ :‬هو الذي مر بالبلد‪ ،‬وهو ماشي مسافر‪ ،‬ومثل‬
‫هؤلء ـ‪ -‬أعنـي ـالغريـب ـأـو ـعابر ـسـبيل ـ‪ -‬ل ـيتخـذ ـهذا ـالبلـد ـموطناً ـومسـتقراً‪ ،‬ـلنـه ـمسافر ـفأخذت ـهذه‬
‫الموعظة من عبدال بن عمر رضي ال عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول‪ ( :‬إذا أمسيت فل تنتظر‬
‫الصباح وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ) يعني إذا أمسيت فل تقول ‪ :‬سوف أبقى إلى الصباح‪ ،‬كم من‬
‫إنسان أمسى ولـم يصبح‪ ،‬وكذلك قوله‪ ( :‬وإذا أصبحت فل تنتظر المساء ) فكم من إنسان أصبح ولم‬
‫يمسي ومراد بن عمر في ذلك‪ :‬أن ينتهز النسان الفرصة للعمل الصالح حتى ل تضيع عليه الدنيا وهو ل‬
‫يشعر‪.‬‬
‫قال‪ ( :‬وخذ من صحتك لمرضك ) يعني‪ :‬بادر في الصحة قبل المرض فإن النسـان مـا دام صحيحاً‬ ‫•‬
‫يسهل عليه العمل‪ ،‬لنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس‪ ،‬والمريض يضيق صدره ول تنبسط نفسه‬
‫فل يسهل عليه العمل‪.‬‬
‫قال‪ ( :‬ومن حياتك لموتك ) أي انتهز الحياة ما دمت حياً قبل أن تموت لن النسان إذا مات انقطع عمله‬ ‫•‬
‫صح ذك عن النبي حيث قال‪ { :‬إذا مات النسان انقطع عمله إل من ثلث ‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علمٍ‬
‫ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له }‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله‪ { :‬كن في الدنيا كأنك غريب‬ ‫•‬
‫أو عابر سبيل }‪.‬‬
‫ومن وفوائده‪ :‬أنه ينبغي للعاقل مادام باقياً والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع‬ ‫•‬
‫عمله‪ ،‬ومنها أنه ينبغي للمعلم أن يفعل السباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لن النبي أخذ بمنكبي‬
‫عبدال بن عمر رضي ال عنهما‪.‬‬
‫ومن وفوائد الحديث‪ :‬فضيلة عبدال بن عمر رضي ال عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول ال ‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الحادي والربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫قوله‪ { :‬ل يؤمن } أي ليؤمن اليمان الكامل‪ ،‬وليس المراد نفي اليمان‬ ‫•‬
‫بالكلية‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬حتى يكون هواه } أي‪ :‬ميله وإرادته‪.‬‬ ‫•‬
‫وقوله‪ { :‬تبعاً لما جئت به } أي‪ :‬لما جاء به من الشرع فل يلتفت إلى‬ ‫•‬
‫غيره‪.‬‬
‫قال المؤلف‪ ( :‬حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح )‪.‬‬ ‫•‬
‫<>في الحديث فوائد منها ‪ :‬أن اليمان قد ينفى عن من قصر في بعض‬ ‫•‬
‫واجبه فقوله‪ { :‬ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به } وهذا‬
‫موقوف ـعلـى ـمـا ـورد ـبـه ـالشرع‪ ،‬ـفليـس ـللنسـان ـأـن ـينفـي ـاليمان ـعن‬
‫الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬وجوب النقياد لما جاء به النبي ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه يجب تخلي النسان عن هواه المخالف لشريعة ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬أنه اليمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة‪.‬‬ ‫•‬
‫شرح الحديث الثاني والربعون‬ ‫عودة للحديث‬ ‫الربــعــون الــنـوويــة‬

‫هذا ـالحديـث ـمـن ـالحاديـث ـالقدسـية ـالتـي ـيرويهـا ـالنـبي ـ عـن ـربـه ـأنـه ـقال ـجـل ـوعل‪ { :‬يا ـبن ـآدم ـ}‬ ‫•‬
‫الخطاب ـلجميـع ـبنـي ـآدم‪ ،‬ـ{ إنـك ـمـا ـدعوتنـي ـورجوتنـي ـغفرت ـلـك ـ}‪ ،‬ـ{ ما ـ} شرطيـة ـيعنـي‪ :‬متى‬
‫دعوتني ورجوتني‪ { .‬دعوتني } أي‪ :‬سألتني أن أغفر لك‪ { .‬رجوتني } رجوت مغفرتي ولم تيأس‪،‬‬
‫{ غفرت لك } هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه أي‪ :‬أن ال يستر ذنبك عن الناس‬
‫ويتجاوز عنك فل يعاقبك‪ .‬وقوله‪ { :‬على ما كان منك ول أبالي } يعني على ما كان منك من المعاصي‬
‫وهذا يشهد له قوله تعالى‪ :‬قُلْ يَا عِبَادِيَ اّلذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَ تَقْنَطُوا مِن رّحْمَةِ الِّ إِنّ الَّ يَغْفِرُ‬
‫الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ ُهوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ [الزمر‪.]53:‬‬
‫{ يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء } يعني ‪ :‬لو بلغت أعلى السماء‪ { ،‬ثم استغفرتني غفرت‬ ‫•‬
‫لك } يعني‪ :‬مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت ال ـبصدق وإخلص‬
‫وافتقار غفر ال لك‪.‬‬
‫{ يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم لقيتني ل تشرك بي شيئاً لتيتك بقرابها مغفرة }‬ ‫•‬
‫قرابها يعني قرب ملئها إذا لقي النسان ربه عزوجل بقراب الرض أي‪ :‬ملئها أو قربها خطايا لكنها دون‬
‫الشرك ـولهذا ـقال‪ { :‬ثم ـلقيتنـي ـل ـتشرك ـبـي ـشيئاً ـلتيتـك ـبقرابهـا ـمفغرة ـ } وهذا ـيدل ـعلـى ـفضيلة‬
‫الخلص وأنه سبب لمغفرة الذنوب‪.‬‬
‫في هذا الحديث من الفوائد‪ :‬أن النسان مهما دعا ال بأي شيء ورجا ال في أي شيء إل غفر له‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائده‪ :‬بيان سعة فضل ال عزوجل ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن وفوائده; أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفرالنسان ربه منها غفرها ال له ‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن فوائد هذا الحديث‪ :‬فضيلة الخلص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى‪ :‬إِنّ الَّ لَ يَغْفِرُ أَنْ‬ ‫•‬
‫يُشْ َركَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَِلكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء‪.]48:‬‬
‫فنسأل ال تعالى أن يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمته إنه هو الوهاب‪.‬‬ ‫•‬

You might also like