‫القدس‬

‫العقيدة‪......‬التاريخ‬
‫الواقع ‪.....‬الواجب‬
‫والوعد اللهي‬

‫إعداد ‪:‬حسن حسين الوالي –غزة فلسطين‬

‫‪HASSANWALLI672@YAHOO.COM‬‬
 ‫كانة القدس في العقيدة السلمية‬
‫مسرى النبي محمد صلى الله عليه‬

‫أرض الفئة المؤمنة‬ ‫وسلم ‪:‬‬

‫ج ِد‬
‫سبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلً مِنَ الْمَسْ ِ‬‫” ُ‬
‫المرابطةال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال رسول‬
‫((ل تزال طائفة من أمتي على‬
‫ح ْولَهُ‬
‫الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الَ ْقصَى الّذِي بَا َر ْكنَا َ‬
‫الحق ظاهرين ل يضرهم من‬
‫خالفهم حتى يأتي أمر ال ‪،‬‬
‫ِلنُرِيَهُ مِنْ َآيَا ِتنَا إِنّه ُهوَ السّمِيعُ ا ْل َبصِيرُ‬
‫) “ السراء‪1:‬‬

‫قالوا ‪ :‬أين هم يا رسول ال ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬في بيت المقدس وأكناف‬
‫بيت المقدس))‬
‫قال‪( :‬صلينا مع رسول ال – صلى ال عليه وسلم‪-‬‬
‫قطعة من الجنة أرض‬
‫المحشر‬
‫مولة رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت‬ ‫عن ميمونة‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال أفتنا في بيت المقدس؟‬
‫قال‪" :‬أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا‬
‫فيه فإن الصلة فيه كألف صلة في غيره"‪،‬‬
‫وعن ابن عباس ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬من أراد‬
‫أن ينظر إلى بقعة من الجنة فلينظر إلى‬
‫بيت المقدس"‪.‬‬
‫أولى القبلتين ‪:‬‬
‫جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب – رضي ال عنه‪ -‬أنه‬
‫نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر‬
‫شهراً ثم صُرِفنا نحو الكعبة)‬
‫تشد له الرحال ‪:‬‬
‫جاء في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي ال عنه‪ -‬أن‬
‫النبي – صلى ال عليه وسلم‪ -‬قال‪ ( :‬ل تُشد‬
‫الرحال إل إلى ثلثة مساجد‪ :‬مسجدي هذا‪،‬‬
‫والمسجد الحرام‪ ،‬والمسجد القصى)‬
 ‫محطات في تاريخ القدس بعد‬
‫الفتح‬
‫‪ : 636‬فتح الخليفة الراشد عمر بن الخطاب القدس وبنى مسجده في ساحة المسجد القصى‬ ‫سنة‬
‫المبارك‪.‬‬
‫سنة ‪ : 685‬بدأ الخليفة الموي عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة المشرفة ‪.‬‬
‫سنة ‪ : 691‬النتهاء من بناء قبة الصخرة‪.‬‬
‫سنة ‪ : 693‬بدأ الخليفة الموي ببناء مبنى المسجد القصى ومن ثم أتم بناؤه الوليد بن عبد الملك‪.‬‬
‫سنة ‪ : 705‬النتهاء من بناء المسجد القصى‪.‬‬
‫‪ 15‬تموز ‪ :1099‬احتل الصليبيون القدس وحولوا قبة الصخرة إلى كنيس ورفعوا عليها صليبهم وحولوا‬
‫مبنى المسجد القصى إلى اصطبل لخيولهم ‪.‬‬
‫‪ 2‬تشرين اول ‪ :1187‬حرر صلح الدين اليوبي القدس بعد انتصاره على الصليبين وطهر قبة الصخرة‬
‫المشرفة ومبنى المسجد القصى من الصليبيين ورممهمها‪.‬‬
‫‪ 9‬شباط ‪ :1924‬احتل الجنرال البريطاني ادموند اللبني القدس و وقع بذلك المسجد القصى المبارك تحت‬
‫السيطرة البريطانية ‪.‬‬
‫‪ 16‬اب ‪ :1929‬بدأت ثورة البراق دافع الفلسطينيون عن حائط البراق وتصدوا لليهود الذين حاولوا‬
‫السيطرة عليه‪.‬‬
‫‪ 16‬تموز ‪ :1948‬أغار اليهود على المسجد القصى المبارك و أسقطت طائراتهم في ارض القصى ستون‬
‫قنبلة أصابت إحداها مسجد قبة الصخرة و أصابت إحداها مبنى المسجد القصى ‪.‬‬
‫‪ 7‬حزيران ‪ :1967‬احتلت قوات الغزو السرائلية مدينة القدس و وقع مبنى المسجد القصى و مسجد قبة‬
‫الصخرة في أيديهم ورفعوا العلم الصهيوني على قبة الصخرة المشرفة‪.‬‬
‫‪ 11‬حزيران ‪ :1967‬بدء الحفريات الصهيونية أسفل مبنى المسجد القصى المبارك و في منطقته‪.‬‬
‫‪ 15‬اب ‪ : 1967‬الحاخام الكبر للجيش السرائيلي شلوموغورين و خمسون من أتباعه يقيمون الصلة‬
‫في ساحة مبنى المسجد القصى المبارك‪.‬‬
‫‪ 11‬حزيران ‪ :1969‬قام سائح يهودي استرالي يدعى مايكل روهان بتحريض من جهات يهودية متطرفة‬
‫في الحكومة و في المنظمات الرهابية بإحراق مبنى المسجد القصى المبارك‪.‬‬
‫أ‬
 ‫ه‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫و‬
‫د‬

‫ل‬ ‫ا‬
‫د‬ ‫ق‬
‫س‬
 ‫تهويد القدس‬
‫بناء مدينة يهودية تحت المسجد القصى ‪:‬‬
‫ي اليهوديّ" في البلدة‬ ‫ي السلميّ وحارة الشرف "الح ّ‬ ‫وتمتدّ هذه المدينة أسفل المسجد القصى وفي ضاحية سلوان وأجزا ٍء من الح ّ‬
‫القديمة‪ ،‬وترتبط بمجموعةٍ من الحدائق والمنتزهات والمتاحف والمواقع الثريّة المقامة فوق الرض في محيط البلدة القديمة‪،‬‬
‫وخصوصاً في جنوبها حيث ضاحية سلوان وفي شرقها حيث جبل الزيتون وضاحية الطور‪ ،‬وتُطلق دولة الحتلل على مشروع‬
‫إنشاء المدينة اليهوديّة هذه اسم "مشروع تأهيل الحوض المقدّس" (ويعمل في هذا المشروع عدد كبير من الهيئات الحكوميّة‬
‫والجمعيّات الستيطانيّة أبرزها؛ سلطة الثار‪ ،‬وجمعيّة "الحفاظ على تراث الحائط الغربي"‪ ،‬ومؤسسة "مدينة داوود"‪ ،‬وجمعيّة "أمناء‬
‫الهيكل"‪ ،‬وجمعيّة "العاد"‪ ،‬وجمعيّة "عطيرت كوهينيم"‪ ،‬وشركة "تطوير الحيّ اليهوديّ‬
‫ل شوطاً كبيرًا في إنشاء هذه المدينة حتى الن فقد افتتح بالفعل ‪ 11‬موقعاً أمام الزوّار ول زالت عمليّات البناء والحفر‬ ‫وقد قطع المحت ّ‬
‫مستمرّة في أكثر من ‪ 11‬موقعًا آخر (وخلل الشهور الثلثة الماضية كان العمل في هذه المدينة يسير بوتيرةٍ سريعة‪ ،‬ففي ‪ 1‬شباط ‪/‬‬
‫ي في مدرسة القدس الساسيّة عن وصول الحفريّات إلى شمال ضاحية سلوان على بعد ‪ 100‬متر‬ ‫فبراير كشف انهيار صفّ مدرس ّ‬
‫ي للمسجد القصى‪ ،‬وفي ‪ 5‬شباط ‪ /‬فبراير كشفت مؤسسة القصى للوقف والتراث عن حفر نفقٍ جديد محاذٍ‬ ‫فقط من السور الجنوب ّ‬
‫لمسجد عين سلوان من الجهة الغربيّة يسير أسفل الطريق الذي يصل سلوان بباب المغاربة‪ .‬إضافةً إلى ذلك فإنّ عدداً كبيراً من سكّان‬
‫ي وادي الحلوة (وهو أقرب أحياء سلوان للمسجد القصى) تحدثوا عن سماعهم لصوات حفريّات أسفل منازلهم طوال الليل‬ ‫حّ‬
‫والنهار وفي أكثر من منطقة من الحيّ‪.‬‬
‫ي اليهوديّ" عن البدء ببناء سيرٍ متحرّك تحت الرض يصل حارة الشرف "الحيّ‬ ‫وفي بداية شهر آذار أعلنت شركة "تطوير الح ّ‬
‫اليهوديّ" بساحة البراق بهدف "المساعدة في تخفيف الزدحام في الطرقات الضيّقة‪ ،‬للحيّ وتمكين المجموعات الكبيرة من الوصول‬
‫للساحة بسهولة أكبر" وذلك بحسب أقوال الشركة‪.‬‬
‫بعدها بأيّام كشفت وسائل العلم في دولة الحتلل عن إقرار الحكومة لمخطط تبلغ قيمته حوالي ‪ 145‬مليون دولر (‪ 600‬مليون‬
‫شيكل) "لعادة إعمار أبواب البلدة القديمة وأه ّم مواقعها الثريّة"‪ ،‬وسيتضمّن هذا المشروع تغيير الطراز المعماريّ للبواب والمواقع‬
‫المستهدفة حتى يُصبح أقرب للتخيّل اليهوديّ منه إلى الطراز السلميّ‪.‬‬
‫ي يسكنون في ‪120‬‬ ‫ن التطوّر الخطر في هذا الطار كان تسليم سلطات الحتلل إنذارات بالخلء لحوالي ‪ 1900‬مقدس ّ‬ ‫على أ ّ‬
‫عقارًا في حيّي البستان والعباسيّة جنوب ضاحية سلوان‪ ،‬وذلك تمهيداً لهدم منازلهم وتحويل أحيائهم إلى "حديقة الملك الداوود" التي‬
‫تُشكلّ أحد أجزاء المدينة اليهوديّة المقدسة كما يتخيّلها الحتلل‪.‬‬
 ‫تهويد القدس‬
‫تثبيت وجود يهودي دائم في المسجد القصى‬
‫ومحيطه‬
‫وذلك من خلل القتحامات المتكرّرة لمجموعات المتطرّفين والتي تهدف إلى "تثبيت حقّ اليهود بالصلة في جبل‬
‫الهيكل"‪ ،‬وإلى نزع صفة "الحصريّة السلميّة" عن المسجد وتحويله إلى منطقة مفتوحة أمام اليهود والسيّاح‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون المسجد وإن بقيت أبنيته قائمةً أشبه بالمتحف منه بالمسجد السلميّ‪ ،‬وأيضاً من خلل الكنس المقامة على‬
‫أسوار المسجد (ككنيس المدرسة التنكزيّة)‪ ،‬وأسفل منه (كقنطرة ويلسون)‪ ،‬وفي محيطه (ككنيسيّ خيمة إسحاق وكنيس‬
‫هوفير)‪ ،‬والتي تُسهّل عمليّات اقتحام المسجد وتوّفر غطاءً لعمال الحفريّات‪ ،‬وتضفي أيضاً الطابع اليهوديّ على البلدة‬
‫القديمة‪ ،‬خصوصاُ وأنّ اثنين من هذه الكنس سيكونان من أكبر البنية الموجودة في البلدة وسيغطّيان مشهد المسجد‬
‫القبليّ وقبّة الصخرة من الجهة الغربيّة‪.‬‬
‫وقد شهد هذا المسار نشاطاً ملحوظًا خلل الشهور الثلثة الماضية ففي ‪ 9‬شباط ‪ /‬فبراير افتتحت جمعيّة "عطيرت‬
‫كوهينيم" الستيطانيّة كنيس "خيمة إسحاق" الذي يقع على بعد ‪ 50‬متراً غرب باب السلسلة‪ ،‬وصادر أعضاؤها أرضاً‬
‫مقابل ًة للكنيس تبلغ مساحتها ‪ 70‬متراً وذلك بحماية ومساعدة شرطة الحتلل‪ .‬وفي ‪ 13‬شباط ‪ /‬فبراير أعلنت جمعيّة‬
‫"أمناء الهيكل" عن عزمها تثبيت كاميرا للفيديو على أحد أبنية "الحيّ اليهوديّ" لنقل صلة اليهود في المسجد القصى‬
‫بشكلٍ مباشر عبر النترنت وذلك "لتشجيع اليهود المتردّدين على القدوم للصلة"‪.‬‬
‫وفي ‪ 20‬شباط ‪ /‬فبراير أوقف حرّاس المسجد القصى مستوطناً يهوديّا مسلّحا كان يُحاول دخول المسجد القصى‬
‫ت للمتطرّفين لداء طقوسٍ توراتيّة في المسجد‬ ‫بسلحه‪ ،‬كما أفشل حرّاس المسجد والمصلّون المرابطون فيه ‪ 3‬محاول ٍ‬
‫القصى وذلك في ‪ 11‬و ‪ 26‬شباط‪/‬فبراير و‪ 9‬آذار‪/‬مارس‪.‬‬
‫وفي ‪ 10‬آذار ‪ /‬مارس بدأت سلطات الحتلل العداد لفتتاح مركزٍ للشرطة تبلغ مساحته ‪ 140‬متراً في أحد البنية‬
‫الملصقة للمسجد القصى من الجهة الغربيّة قرب حائط البراق‪ ،‬وذلك لتأمين وحماية السيّاح والمستوطنين اليهود‬
‫الذين يدخلون للمسجد القصى يوميّا‪.‬‬
 ‫تهويد القدس‬
‫تهجير الفلسطينيين سكان الحياء المحيطة بالقصى ومنع البقية من الوصول لباحاته‬

‫ويسعى الحتلل إلى تحقيق ذلك من خلل منع البناء في‬

‫الحياء المحيطة بالبلدة القديمة‪ ،‬وهدم المباني القائمة فيها بحجّة‬
‫أنّها مقامة دون ترخيص على أراض عامّة‪ ،‬وأيضاً من خلل‬
‫تشديد الجراءات المنيّة في البلدة القديمة ومحيطها حتى على‬
‫المصلّين التين من الراضي المحتلّة عام ‪.1948‬‬
‫‪ ،‬كما شهدت الفترة السابقة والتي تزامنت مع الحرب على‬
‫غزّة‪ ،‬إجراءاتٍ أمنيّة غير مسبوقة قلّصت عدد المصلّين في‬
‫المسجد القصى خلل أيّام الجمع إلى ما ل يزيد على ‪3000‬‬
‫مصلّ فقط‪ ،‬حيث كان الحتلل يفرض طوقاً أمنيّا على البلدة‬
‫القديمة ويحيطه بطوقٍ أمنيّ أوسع في محيطها ويمنع كلّ من‬
‫هو دون الـ‪ 50‬من الدخول للصلة في المسجد القصى‪ ،‬كما‬
‫كان يمنع حتى سكّان البلدة القديمة الذين تقلّ أعمارهم عن‬
‫ت لم يتخذها المحتلّ‬ ‫الـ‪ 50‬من دخول المسجد‪ ،‬وهي إجراءا ٌ‬
‫مسبقاً حتى خلل انتفاضة القصى‪.‬‬
 ‫القدس والحرب الديموغرافية‬
‫تكثيف الستيطان‬
‫يتركز جهد المحتلّ الستيطانيّ حاليّا على المستوطنات الموجودة في مشروع ‪ E1‬شرق مدينة القدس‪ ،‬ومستوطنتي‬
‫جبل أبو غنيم (هار حوما) وجيلو جنوب غرب مدينة القدس‪ ،‬والبؤر الستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها‪.‬‬
‫وفيما يتعلّق بمشروع ‪ E1‬فقد أعلنت سلطات الحتلل في ‪ 1‬شباط ‪ /‬فبراير عن النتهاء من تجهيز البنى التحتيّة‬
‫للمشروع بالكامل‪ .‬ما يعني أنّها ستبدأ مرحلة بناء وتجهيز الوحدات السكنيّة خصوصاً في الجهة الغربيّة من المشروع‪،‬‬
‫وذلك لتحقيق تواصلٌ سكّانيّ بينه وبين الجزء الغربيّ من القدس‪ ،‬وما يُعزّز هذه النظريّة بدء الحتلل بتهجير سكّان‬
‫حيّ الشيخ جرّاح الذي يفصل مستوطنات غربيّ القدس عن مستوطنات شرقيّ القدس‪ ،‬وإذا ما تحقّق هذا التواصل‬
‫ن المسجد القصى والبلدة القديمة سيصبحان معزولين عن الحياء الفلسطينيّة في في شمال القدس بشكلٍ‬ ‫بشكلٍ فعليّ فإ ّ‬
‫كامل‪ .‬بقي أن نذكر في النهاية أن كتلة أدوميم كامل ًة والتي تبلغ مساحتها ‪ 61‬كلم‪ 2‬وتضمّ أكثر من ‪ 7‬مستوطنات‪،‬‬
‫بينها معاليه أدوميم أكبر مستوطنات الحتلل على الطلق‪،‬‬
‫ويختلف وضع البؤر الستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها عن وضع المستوطنات عموماً‪ ،‬فهي تهدف في الساس‬
‫لخلء الحياء الفلسطينيّة التي تنتشر فيها‪ ،‬أكثر مما تهدف لسكان مستوطنين جدد‪ ،‬ذلك أنّ هذه البؤر ل يسكنها‬
‫أعداد كبيرة من المستوطنين لكن يسكنها أكثر أنواع المستوطنين شراسةً وتطرّفا ويكون هؤلء محميّين بالكامل من‬
‫قبل شرطة الحتلل التي تُغطّي اعتداءاتهم في البلدة القديمة ومحيطها‪ ،‬وتساندهم بها من وراء حجاب‪ .‬كما تُشكّل هذه‬
‫البؤر الستيطانيّة خليا نشطة للمساعدة في أعمال الحفريّات أو بناء الكنس‪ .‬وتتركّز البؤر الستيطانيّة عموماً في‬
‫ضاحية سلوان وجنوب الحيّ السلميّ في البلدة القديمة وحيّ الشيخ جرّاح ويُقارب عددها الـ‪ .50‬وخلل الفترة التي‬
‫ل فاعلٍ‬‫يُغطيّها تقريرنا كانت البؤر الستيطانيّة في حي وادي الحلوة في سلوان الكثر نشاطاً حيث ساهم سكّانها بشك ٍ‬
‫بالحفريّات الجارية هناك‪ ،‬وحاولوا احتلل عدد من العقارات كبناية آل الدويك‪ ،‬كما برزت العتداءات الجسديّة العنيفة‬
‫التي نفّذها المستوطنون في منطة باب السلسلة ضدّ أهالي المنطقة والتي كانت تتكرّر بشكلٍ يوميّ بحماية من شرطة‬
‫الحتلل‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫القدس والحرب الديموغرافية‬
‫جدار الفصل‬
‫إنّ الهدف الوّل للجدار في القدس هو ضمّ أكبر مساح ٍة‬
‫ممكنة من الرض إلى الحدود البلديّة للمدينة مع طرد‬
‫أكبر عددٍ ممكن من المقدسيين منها‪ ،‬ول يسعنا إل أن‬
‫نقول أنّ الجدار كان حتى الن أنجع الوسائل "لتعديل‬
‫ن المقدسيّين حاولوا‬ ‫الميزان الديمغرافيّ بالمدينة"‪ ،‬رغم أ ّ‬
‫مواجهته من خلل النتقال بأعدادٍ كبيرة إلى الحياء‬
‫ن الجدار ومع اكتمال بناء حوالي‬ ‫الموجودة داخله‪ .‬إل أ ّ‬
‫‪ %90‬منه‪ ،‬تمكّن من عزل أكثر من ‪ 154,000‬مقدسيّ‬
‫عن مدينتهم‪ ،‬مع مصادرة أكثر من ‪ 163‬كلم‪ 2‬من‬
‫الراضي الفلسطينيّة وضمّها إلى حدود القدس البلديّة‪،‬‬
‫علماً أن مساحة الحدود البلديّة لم تكن تتجاوز قبل بناء‬
‫الجدار ‪ 123‬كلم‪ 2‬بشقيها الشرقي والغربي‪ .‬لتتحوّل‬
‫مدينة القدس بحسب الحدود البلديّة الجديدة التي فرضها‬
‫المحتلّ إلى مدينة أخطبوطيّة تمتدّ من جنوب بيت لحم‬
‫وحتى جنوب رام ال شمالً‪ ،‬وتمتدّ إلى الشرق حتى‬
‫‪.‬‬ ‫تتصل بالمستوطنات في غور الردن‪.‬‬
 ‫القدس والحرب الديموغرافية‬
‫تهجير السكان‬
‫رغم أنّ هذه السياسة هي الكثر قسوةً على السكّان الفلسطينيّين والكثر إضراراً بهم‪ ،‬إلّ أنّها أثبتت فشلها في تعديل‬
‫الميزان الديمغرافيّ للمدينة لصالح الحتلل‪ ،‬لكنّ المحتلّ يُتابع العمل بها من باب التضييق على المقدسيّين وتصعيب‬
‫ظروف حياتهم في المدينة‪ .‬ولنّ نتائج هذه الطريقة محدودة في معادلة التوازن الديمغرافيّ ولن تنفيذها أيضًا صعب‬
‫ويُثير مشاكل سياسيّة‪ ،‬فإنّ المحتلّ ل يلجأ إليها على نطاقٍ واسع إلّ نادراً‪.‬‬
‫لكن في الونة الخير زاد المحتلّ من وتيرة عمليّات التهجير واسعة النطاق؛ وكان أبرزها تسليم حوالي ‪1900‬‬
‫مقدسيّا يسكنون ‪ 120‬عقاراً في حيّي البستان والعباسيّة في ضاحية سلوان جنوب المسجد القصى أوامر لخلء‬
‫منازلهم‪ ،‬وهي عمليّة التهجير الكبر التي ينوي المحتلّ تنفيذها في القدس منذ هدم حيّ المغاربة عام ‪ .1967‬والهدف‬
‫من هذه العمليّة ليس فقط تهجير السكّان المقدسيّين من مدينتهم‪ ،‬وإنّما استكمال تهويد قلب المدينة دينيّا وثقافيّا‪ ،‬من‬
‫خلل بناء جزءٍ هامّ من المدينة اليهوديّة التاريخيّة وهو "حدائق الملك داوود"‪ ،‬ومن خلل تفريغه من السكّان‬
‫ن إقدام الحتلل على تسليم هذه الخطارات الجماعيّة جاء في جزءٍ منه لثبات قدرة وحيويّة‬ ‫الفلسطينيّين‪ .‬ونعتقد أ ّ‬
‫المشروع الصهيونيّ بعد نكساته المتلحقة في لبنان وغزّة‪.‬‬
‫تهجير السكّان في حيّ الشيخ جرّاح الذي يحتوي على ‪ 28‬عقاراً يأتي أيضاً فشي إطار مماثل‪ ،‬حيث يسعى الحتلل‬
‫للسيطرة على الحيّ ليؤمّن تواصلً جغرافيّا مباشراً بين مستوطنات القدس وشمال البلدة القديمة من ناحية‪ ،‬ويؤمّن‬
‫اتصال معاليه أدوميم أكبر مستوطنات القدس‪ ،‬بالجزء الغربيّ من مدينة القدس من ناحيةٍ أخرى‪.‬‬
‫إضاف ًة لعمليّات التهجير الواسعة النطاق هذه‪ ،‬فقد نفّذ المحتلّ أو بدء بتنفيذ عمليّات تهجير أصغر حجماً في مختلف‬
‫مناطق وأحياء القدس‪ ،‬كعمليّة تهجير سكّان ‪ 4‬عقاراتٍ في منطقة رأس خميس شمال غرب مخيّم شعفاط‪ ،‬وتهجيرٍ‬
‫سكّان ‪ 19‬منزلً في حيّ الطور‪ ،‬وتهجير سكّان ‪ 7‬منازل في الحيّ السلميّ في البلدة القديمة قرب منطقة برج‬
‫اللقلق المُلصقة لسور البلدة القديمة من جهة باب الساهرة‪ ،‬وذلك بهدف السيطرة على أراضي المنطقة التي تصل‬
‫ن الحتلل فشل حتى الن في تحقيق وجودٍ له في هذه‬ ‫مساحتها لـ‪ 16‬دونماً لقامة بؤرةٍ استيطانيّة فوقها حيث أ ّ‬
‫المنطقة‬
 ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ن‬‫سد ُ َّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب لَت ُ ْ‬ ‫ل فِي الْكِتَا ِ‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫ضيْنَا إِلَى بَنِي إ ِ ْ‬ ‫وَقَ َ‬
‫جاءَ‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫*‬ ‫را‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫فِي ال ْ ِ َ ّ َ ْ ِ َ َ ْ‬
‫ع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫رت‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ ِ‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عبَادًا لنَا أولِي بَأ ٍ‬
‫س‬ ‫م ِ‬ ‫ما بَعَثنَا عَليْك ْ‬ ‫وَعْد ُ أولهُ َ‬
‫فعُول ً *‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَعْدًا َّ‬ ‫ل الدِّيَارِ وَكَا َ‬ ‫خل َ‬ ‫سوا ْ ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫شدِيد ٍ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫مو‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫اك‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫م َردَدْنَا ل‬ ‫ث ُ َّ‬
‫َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫سنت‬ ‫ح‬ ‫وبنِين وجعلْناك ُم أَكْث َر نفيرا * إن أ َ‬
‫ِ ْ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ِْ ً‬ ‫ََ َ َ َ َ َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫جاءَ وَع ْ ُ‬ ‫م فلهَا فإِذَا َ‬ ‫سأت ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫سك ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م لن ُ‬ ‫سنت ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ما‬‫جد َ ك َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خلُوا ْ ال ْ َ‬ ‫م وَلِيَد ْ ُ‬ ‫جوهَك ُ ْ‬ ‫سوؤُوا ْ وُ ُ‬ ‫خَرةِ لِي َ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫را * سورة السراء‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫ْ‬ ‫روا‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫َ ّ َ ُِ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫خل ُ ّ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫دَ َ‬