Professional Documents
Culture Documents
مفاتح تدبر القرآن
مفاتح تدبر القرآن
COM
ملحظة /ت إخفاء الخطاء الملئية ف هذا الستند ،ومن يريد تفعيل الاصية ،
فليضغط على زر أدوات الوجود بأعلى الصفحة ،ث يتار تدقيق إملئي وتدقيق نوي ،ث
يتار خيارات ،وجزاكم ال خيا .
إعداد
د.خالد بن عبد الكري اللحم
أستاذ القرآن وعلومه الساعد بامعة المام ممد بن سعود السلمية
ح خالد بن عبد الكري اللحم 1425 ،هـ
فهرسة مكتبة اللك فهد الوطنية أثناء النشر
اللحم ،خالد عبد الكري ممد
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح ف الياة /خالد بن عبد الكري اللحم -الرياض 1425 ،هـ
80ص 24 ،سم
ردمكـ 9960 _ 46 _ 021 - 5
أ -العنوان -1القرآن -مباحث عامة -2النجاح
1425 -2878 ديوي 229
)(2وهذا ف جا نب تزك ية القلوب ،وترب ية النفوس ،أ ما الوا نب الخرى من القرآن كالحكام مثل فيحتاج القارئ
معها إل ما يفصلها ويوضحها .
9 مقدمة
والفتاح الثالث إل العاشر :الديث فيها عن إجابة سؤال مهم :كيف نقرأ القرآن الكري ؟ وكيف هنا متوجهة إل :
الحوال والكيفيات الت تقق أعلى قدر من التركيز والعمق ف فهم القرآن الكري ،فكل واحد منها يعطي درجة ف
التركيز والفهم ،وهذه الفاتيح هي :أن تكون القراءة ف صلة ،ف ليل ،حفظا ،بترتيل ،وجهر ،وتكرار ،وربط ،
مع ختم القدار الذي يقرأ ويراد حصول تدبره كل أسبوع .
هذه خلصة هذا البحث ،نسأل ال تعال أن يقق مقاصدنا ،وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصال ،إنه ول ذلك
والقادر عليه ،وال أعلم وصلى ال وسلم على نبينا ممد ،وعلى آله وصحبه أجعي .
المفاتيح العشرة :
مفاتيح تدبر القرآن عشرة ،مموعة ف قولك ( :لصلح ترتي )
(ل) لب وهو القلب :والعن أن القلب هو آلة فهم القرآن ،والقلب بيد ال تعال يقلبه كيف شاء ،والعبد مفتقر إل
ربه ليفتح قلبه للقرآن فيطلع على خزائنه وكنوزه
(أ) أهداف ،أو أهية :أي استحضار أهداف قراءة القرآن ؟ أي لاذا تقرأ القرآن
(ص) صلة :أن تكون القراءة ف صلة .
(ل) ليل :أن تكون القراءة والصلة ف ليل ،أي وقت الصفاء والتركيز.
(أ) أسبوع :أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل أسبوع ،حت لو لزء منه .
(ح) حفظا :أن تكون القراءة حفظا عن ظهر قلب بيث يصل التركيز التام وانطباع اليات عند القراءة .
(ت) تكرار :تكرار اليات وترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت .
(ر) ربط :ربط اليات بواقعك اليومي وبنظرتك للحياة .
(ت) ترتيل :الترتيل والترسل ف القراءة ،وعدم العجلة ،إذ القصود هوالفهم وليس الكم ،وهذه مشكلة الكثيين ،
وهم بذا الستعجال يفوتون على أنفسهم خيا عظيما.
(ج) جهرا :الهر بالقراءة ؛ ليقوى التركيز ويكون التوصيل بهتي بدل من واحدة ؛ أي الصورة والصوت.
(ي) ......................................
ـ بعضـا فـ تقيـق وتصـيل م ستوى أعلى وأرفـع فـ تدبر آيات القرآن الكريـ ،
فهذه وسـائل وأدوات يكمـل بعضه ا
والنتفاع والتأثر با .
وإن ما يتأكد التنبيه عليه عدم قصر وحصر النجاح ف تدبر القرآن على هذه الفاتيح ،فما هي إل أسباب والنتائج بيد
ال تعال يعطيها من شاء وينعها من شاء ،فل يعن -مثل -إذا قلنا :من مفاتيح تدبر القرآن :أن تكون القراءة ف
ليـل ؛ أن قراءة النهار ل تفيـد وملغاة ،وإذا قلنـا :أن تكون القراءة فـ صـلة ؛ أن القراءة خارج الصـلة ل تقـق
التدبر ،فال صر والق صر غ ي صحيح ،بل القرآن كله مؤ ثر ،يؤ ثر ف كل و قت ،وعلى أي حال ،م ت شاء ال
ذلك ،و ما أقوله إن هي إل و سائل بسب ال ستقراء من النصوص وحال ال سلف ،وهي أ سباب ي سلكها كل مريد
للنتفاع بالقرآن بش كل أكب وأع مق وأش ل ،و هي أ سباب نذكّ ر ب ا من حرم من تدبر القرآن وهو يريده ؛ نقول له
اسلك هذه السباب لعل ال إذا رأى ماهدتك ف هذا المر وعلم منك صدقك أن يفتح لك خزائن كتابه تتنعم فيها
ف الدنيا قبل الخرة .
إن التلذذ بالقرآن لن فتحت له أبوابه ل يعادله أي لذة أو متعة ف هذه الياة ولكن أكثرالناس ل يعلمون .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 10
دعوة للتواصل عبر موقع :القرآن والحياة
حين ما كت بت هذا الب حث حاولت الخت صار ،والياز قدر المكان لئل أخرج عن مق صوده ،فأ صرف القارئ عن
النتفاع به ،و قد تض من عددا من القضا يا اله مة ال ت تتاج إل نقاش وحوار ،و من أ جل ذلك فإ ن أقترح أن ي تم
التواصــل بيــ الميــع فــ النقاش العلمــي الادف عــب موقــع ( :القرآن والياة ) على الرابــط (
، )www.quranlife.comأتن من الخوة الكرام أن يتكرموا ببيان رأيهم ف القضايا الت تضمنها
هذا الكتاب ليستفيد منها الميع ،وليكون الرأي أقرب للصواب .
وكتبه
د .خالد بن عبد الكري اللحم
بريد إلكترونLAHIM@QURANLIFE.COM :
11 تمهيد :في معنى التدبر وعلماته
تمهيد :في معنى التدبر وعلماته
المسألة الولى :معنى التدبر
()1
،ومع ن تدبر قال اليدا ن " :التدبر هو :التف كر الشا مل الوا صل إل أوا خر دللت الكلم ومرام يه البعيدة "اه ـ
القرآن :هو التفكر والتأمل ليات القرآن من أجل فهمه ،وإدارك معانيه ،وحكمه ،والراد منه .
المسألة الثانية :علامات التدبر
ذكر ال تعال ف كتابه الكري علمات وصفات تصف حقيقة تدبر القرآن وتوضحه بلء من ذلك :
{ َوِإذَا َسمِعُواْ مَا أُنزِ َل ِإلَى الرّ سُو ِل َترَى َأعُْيَنهُ مْ تَفِي ضُ مِ نَ الدّمْ ِع ِممّ ا َعرَفُواْ مِ نَ اْلحَقّ َيقُولُو نَ َربّنَا آ َمنّ ا فَاكُْتبْنَا مَ عَ
الشّاهِدِينَ } [( )83سورة الائدة] ِ{،إّنمَا الْ ُمؤْمِنُو َن الّذِينَ ِإذَا ُذ ِكرَ اللّهُ وَ ِجلَتْ ُقلُوُبهُمْ َوِإذَا ُتلِيَتْ َعلَ ْيهِمْ آيَاتُ ُه زَا َدْتهُمْ
إِيَانًا َو َعلَى َرّبهِمْ يََت َو ّكلُونَ} [ ( )2سورة النفال ] َ { ،وِإذَا مَا أُن ِزلَتْ سُو َرةٌ َفمِ ْنهُم مّن يَقُولُ َأيّ ُك ْم زَا َدتْ ُه هَذِ ِه إِيَانًا فَأَمّا
شرُونَ } [ ( )124سورة التوبة] { ،قُ ْل آمِنُوْا بِ ِه َأوْ لَ ُتؤْ ِمنُواْ ِإنّ الّذِي نَ أُوتُواْ
الّذِي َن آمَنُواْ َفزَا َدْتهُ ْم إِيَانًا َوهُ ْم يَ سَْتبْ ِ
خرّو نَ
لذْقَا نِ ُسجّدًا ‡† َويَقُولُو نَ سُ ْبحَانَ َربّنَا إِن كَا نَ َوعْدُ َربّنَا َلمَفْعُولً‡† َوَي ِ
خرّو نَ ِل َ
الْ ِعلْ مَ مِن قَ ْبلِ ِه ِإذَا يُ ْتلَى عَلَ ْيهِ ْم َي ِ
ت الرّحْمَن َخرّوا ُسجّدًا
لذْقَا ِن يَبْكُونَ َوَيزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [ : 109-107سورة السراء] ِ { ،إذَا تُ ْتلَى عَلَ ْيهِمْ آيَا ُ
ِل َ
صمّا َو ُعمْيَانًا} [( )73سورة
َوبُكِيّ ا*} [( )58سورة مر ي] { ،وَالّذِي نَ ِإذَا ُذ ّكرُوا بِآيَا تِ َرّبهِ مْ لَ ْم َيخِرّوا َعلَيْهَا ُ
س ِلمِيَ} [( )53سورة القصص ] ،
الفرقان] َ {،وِإذَا يُ ْتلَى عَلَ ْيهِ ْم قَالُوا آمَنّا بِ ِه ِإنّ ُه اْلحَقّ مِن ّربّنَا ِإنّا ُكنّا مِن َق ْبلِ هِ مُ ْ
شوْ نَ َرّبهُ مْ ثُمّ َتلِيُ ُجلُو ُدهُ مْ وَ ُقلُوُبهُ مْ ِإلَى
ش ِعرّ مِنْ هُ ُجلُودُ الّذِي نَ َيخْ َ
سنَ اْلحَدِي ثِ كِتَابًا مَّتشَاِبهًا مّثَانِ َي تَقْ َ
{اللّ هُ َنزّ َل أَحْ َ
ضلِلْ اللّ ُه َفمَا َلهُ ِمنْ هَادٍ} [ ( )23سورة الزمر] .
ِذ ْكرِ اللّ ِه َذِلكَ هُدَى اللّ ِه َيهْدِي بِهِ َمنْ يَشَاء وَمَن ُي ْ
فتحصل من اليات السابقة سبع علمات هي:
-1اجتماع القلب والفكر حي القراءة ،ودليله التوقف تعجبا وتعظيما.
-2البكاء مــن خشيــة ال -3 .زيادة لشوع -4 .زيادة اليان ،ودليله التكرار العفوي لليات -5 .الفرح
والستبشار-6 .القشعريرة خوفا من ال تعال ث غلبة الرجاء والسكينة -7 .السجود تعظيما ل عز وجل .
فمن وجد واحدة من هذه الصفات ،أو أكثر فقد وصل إل حالة التدبر والتفكـــر ،أما من ل يصل أيا من هذه
العلمات فهو مروم من تدبر القرآن ،ول يصل بعد إل شئ من كنوزه وذخائره ،قال إبراهيم التيمي " :من أوت من
العلم ما ل يبك يه لل يق أل يكون أو ت عل ما لن ال ن عت العلماء فقال { :قُ ْل آمِنُواْ بِ ِه َأوْ لَ ُتؤْ ِمنُواْ إِنّ الّذِي نَ أُوتُواْ
لذْقَانِ ُسجّدًا ‡† َويَقُولُونَ ُس ْبحَانَ َربّنَا إِن كَا َن وَعْ ُد َربّنَا َلمَفْعُو ًل ‡† َوَيخِرّونَ
خرّونَ ِل َ
الْ ِعلْمَ مِن قَ ْبلِهِ ِإذَا ُي ْتلَى َعلَ ْيهِ ْم َي ِ
( )
،وعن أ ساء ب نت أب ب كر ~ قالت: 2
لذْقَا نِ يَ ْبكُو نَ َوَيزِيدُهُ مْ خُشُوعًا} [( )109-107سورة السراء] "
ِل َ
()3
،إن كل يوم ير بك كان أصحاب النب § إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم ال تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم"
ول يكون لك نصيب ورزق من هذه العلمات ،فقد فاتك فيه ربح عظيم ،وهو يوم حري أن يبكى على خسارته.
)(1ومثل هذا العمل ل ينوب فيه أحد عن أحد بل على كل شخص أن يمع لنفسه كل نص يتأثر به ،ويرتب ما يمع
على الطريقة الت وصفتها .كما أن تكرار قراءة هذا الكتاب أيضا يقق لك هذا الدف .
17 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
تمهيد :في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القرآن
مع ظم الناس إذا سألته لاذا تقرأ القرآن ؟ يي بك لن تلو ته أف ضل العمال ،ولن الرف بع شر ح سنات ،وال سنة
بعشر أمثالا ،فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب ،أما القاصد والهداف الخرى فيغفل عنها .
والشتغل بفظ القرآن تده يقرأ القرآن ليثبت الفظ ،الدف تثبيت الروف وصور الكلمات ،فتجده تر به العان
العظيمة الؤثرة فل ينتبه لا ،ول يس ول يشعر با ؛ لنه قصر هته وركز ذهنه على الروف وانصرف عن العان ؛
فلهذا السبب تد حافظا للقرآن غي عامل ول متخلق به .
وجع الذهن بي نيات ومقاصد متعددة ف وقت واحد عملية تتاج إل انتباه وقصد وتركيز .
وف أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وكثرت كلما كان العمل أعظم أجرا وأكب تأثيا على العامل ،مثل الصدقة
على ذي الرحم :صدقة وصلة ،ومثل النفقة على الهل :نفقة وصدقة .
وقراءة القرآن يت مع في ها خ س مقا صد ونيات كل ها عظي مة ،و كل واحدة من ها كاف ية لن تد فع ال سلم لي سارع إل
قراءة القرآن ،ويكثر الشتغال به وصحبته .وأهداف قراءة القرآن مموعة ف قولك (:ثّ شعّ ) ( :الثاء) :ثواب ،
(اليم) :مناجاة ،مسألة ( ،الشي) :شفاء ( ،العي) :علم ( ،العي) :عمل .
فم ت قرأ ال سلم القرآن م ستحضرا القا صد الم سة م عا كان انتفا عه بالقرآن أعظ ــم ،وأجره أ كب ،قال ال نب
()1
،فمن قرأ القرآن يريد العلم رز قه ال العلم ،و من قرأه يريد §":إن ا العمال بالنيات وإن ا ل كل امرئ ما نوى"
( )
،وقال 2
الثواب ف قط أع طي الثواب ،قال ا بن تيم ية ’ " :من تدبر القرآن طال با الدى م نه تبي له طر يق ال ق"
القرطب ’ " :فإذا استمع العبد إل كتاب ال تعال وسنة نبيه § بنية صادقة على ما يب ال أفهمه كما يب ،وجعل
()3
ومن قرأ القرآن يريد النجاح يسر ال له النجاح . ف قلبه نورا"اهـ
)(1صةحيح البخاري ج /1ص ، )1( 3صةحيح مسةلم ج /3ص ، ) 1907( 1515سةنن أبة داود ج
/2ص ، ) 2201( 262سنن الترمذي ج /4ص )1647( 179
)(2العقيدة الواسطية 103
)(3تفسي القرطب 176-11
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 18
()1
،وقال السن بن قال ابن مسعود _ " :إذا أردت العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الولي والخرين "اهـ
( )
، 2
علي " : ùإن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربم فكانوا يتدبرونا بالليل ،ويتفقدونا ف النهار "اهـ
وقال مسروق بن الجدع ’ -وهو من كبار تابعي الكوفة وأجعهم لعلم الصحابة " : -ما نسأل أصحاب ممد §
()3
،وقال عبد ال بن عمر " : ùلقد عشنا دهرا طويلً وإن عن شئ إل وعلمه ف القرآن ولكن قصر علمنا عنه "
( ) ( )
فتنل السورة على ممد § فنتعلم حللا وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي 5
قبل القرآن 4
أحدنا يؤتى اليان
أن يو قف عنده من ها ،ث ل قد رأ يت رجال يؤ تى أحد هم القرآن ق بل اليان ،فيقرأ ما ب ي فات ة الكتاب إل خات ته ل
يدري ما آمره ول زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل "اهـ ( ، )6وقال السن البصري ’ " :ما أنزل
()7
وعن عبد ال بن عمر ùقال " :عليكم بالقرآن فتعلّموه ال آية إل وهو يب أن يعلم فيم أنزلت وما أراد با "
( )
،وقال السن البصري " :ù 8
وعلّموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون ،وبه تزون ،وكفى به واعظا لن عقل "اهـ
قراء القرآن ثلثة أصناف :صنف اتذوه بضاعة يأكلون به ،وصنف أقاموا حروفه ،وضيعوا حدوده ،واستطالوا به
على أ هل بلد هم ،وا ستدروا به الولة ،ك ثر هذا الضرب من حلة القرآن ل كثر هم ال ،و صنف عمدوا إل دواء
القرآن فوضعوه على داء قلوب م ،فركدوا به ف ماريب هم ،وحنوا به ف بران سهم ،وا ستشعروا الوف ،فارتدوا
الزن ،فأولئك الذ ين ي سقي ال ب م الغ يث وين صر ب م علىالعداء ،وال لؤلء الضرب ف حلة القرآن أ عز من
()9
الكبيت الحر " اهـ
قال أحد بن أب الواري ’" :إن لقرأ القرآن وأنظر ف آيه ،فيحي عقلي با ،وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم
النوم ،ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلم ال ،أما إنم لو فهموا ما يتلون ،وعرفوا حقه فتلذذوا به
( )
10
واستحلوا الناجاة لذهب عنهم النوم فرحا با قد رزقوا "
)(1مصنف ابن أب شيبة ، 126-6العجم الكبي للطبان ، 136-9 :شعب اليان للبيهقي 332-2 :
)(2التبيان للنووي28 :
)(3شعب اليان للبيهقي 5/231 :
)(4أي ما تضمنته اليات من العلم بال واليوم الخر .
)(5أي مرد قراءة اللفاظ .
)(6الستدرك على الصحيحي ج /1ص ، )101( 91سنن البيهقي الكبى ج /3ص . )5073(120
)(7تفسي القرطب 1/26 :
)(8كن العمال ، 23 :مشكل الثار للطحاوي 1/171 :
)(9ابةن الوزي فة العلل ، 1/110والكةبيت الحرة :أي الذهةب الالص ،انظةر :لسةان العرب ( كةب )
5/125
)(10لطائف العارف 203
19 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
)(1ار جع إل شر يط ( صيام قلب ) للدكتور خالد ال بي .وف يه قوله " :آ ية ك نت أقرؤ ها وأ سعها م نذ أربع ي سنة ول
أفهمها إل اليوم .
21 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
المسألة الخامسة :القرآن والبرمجة اللغوية العصبية:
()1
يعرف العربية ،وقرأ القرآن لوجد ضالته النشودة فيما يقول الدكتور ممد التكريت " :لو كان ملتون أريكسون
حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة ف التأثي اللشعوري ف النسان ،ذلك التأثي الذي يشبه السحر وما هو بسحر
()
،فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ،ول يكونوا ف بداية المر يعرفون سببا لذلك "اهـ . 2
وه نا دعوة أوجه ها إل كل من اشت غل بذا العلم ب ثا عن ال سعادة والقوة والنجاح أن يب حث عن ها ف القرآن ،وأن
ير كز جهوده وفكره لر بط الناس بالقرآن العظ يم الذي ما أنزل إل من أ جل تق يق القوة وال سعادة للناس ،وترير هم
من عبود ية الشهوات والهواء ،وج يع نقاط ضعف هم لينطلقوا ف درجات القوة والنجاح ف أر قى أشكال ا ،وأعلى
صورها .
وليس مقصود البحث بسط الكلم ف هذه السألة وإنا تعرضت لا لعلقتها بتدبر القرآن ،ولنا من أبرز الظاهر الت
((3
تؤكد أهية معرفة مفاتيح تدبر القرآن والنتفاع به ف الياة
المسألة السادسة :لم ل تكون الدعوة بالقرآن:
لو تأملنا ف حوار النب § مع الدعوين ،وماذا كان يقول لم ،لوجدنا أنه ف كثي من الواقف يكتفي بتلوة آيات من
القرآن الكر ي ،ويدث هذا أثرا عظي ما ف النفوس ،ل قد كا نت قراءة ال نب § ل ية من القرآن ت شد الكا فر والنا فق
والشرك و تبي له الق ،ول يقل أحد إن هذا خاص بالنب § بل هو مكن لكل من سلك سبيله واقتدى به ،وهو بذا
ف وَعِيدِ} [( )45سورة ق] ،
م ستجيب لر به سبحانه وتعال الذي أمره بذلك إذ يقول { :فَ َذ ّك ْر بِالْ ُقرْآ نِ مَن َيخَا ُ
سمَعَ َكلَ مَ اللّ هِ } [( )6سورة التو بة]{ ،وَ ُقرْآنا
ش ِركِيَ ا ْسَتجَارَكَ فََأ ِجرْ هُ َحتّى يَ ْ
وبقوله سبحانه َ { :وإِ ْن أَحَدٌ مّ نَ اْلمُ ْ
س عَلَى ُمكْثٍ َوَنزّلْنَا ُه َتنِيلً} [( )106سورة السراء]،وقوله َ { :وأَنْ َأْت ُلوَ الْ ُقرْآنَ َفمَ ِن اهْتَدَى
َفرَ ْقنَاهُ لَِت ْق َرأَهُ عَلَى النّا ِ
فَِإّنمَا َيهْتَدِي لِنَ ْفسِ ِه وَمَن ضَ ّل فَقُ ْل ِإّنمَا َأنَا ِمنَ اْلمُنذِرِينَ} [( )92سورة النمل] .
فلم ل يكون حوارنا ،وتكون خطبنا ،ومواعظنا تنطلق وتدور ف فلك آيات القرآن الكري ،نبدأ بالستشهاد با ف
كل ما نريد إيصاله إل الدعوين من تربية وتعليم .
إن البعض قد يعتذر قائل :إن ما تدعو إليه صعب ،ونن نشاهد الناس يتأثرون بالقصص والمثلة والنماذج الية أكثر
من تأثرهم بالقرآن .
فأقول :إن هذا هو أساس الشكلة الت ناول علجها ف هذا البحث ،وهو لاذا نتأثر بالقصص والكايات ،ول نتأثر
باليات ؟
إن بعـض الدعاة منـ يكثـر القصـص يتعلل بقوله :إن الناس ل يطيقون أو ل يفهمون ذلك ،فنحـن نقرب لمـ المـر
بالقصص والكايات والدبيات الت تؤثر ف نفوسهم ،وهذا غي صحيح ،فالعيب ف الداعية نفسه وليس ف الطريقة
)(1إن الب عض ينا قش ف هذه ال سألة مع شدة وضوح ها وقوة ظهور ها ،و من ل يزال ف ر يب م ا أقول فليقرأ كتاب :
بالقرآن أسلم هؤلء – تأليف :عبد العزيز سيد هاشم – نشر :دار القلم ،وليقرأ سية النب صلى ال عليه وسلم وسي
أ صحابه بتم عن وعمق لي تبي له ال ق ،إن نا ل ا فرطنا ف تطبيق هذه الفاتيح حيل بيننا وب ي القرآن ف صرنا ل نتأثر به ول
نستطيع أن نؤثر به فسلكنا طريق القصة والقصيدة والفكاهة والشهد ال ما نسميه وسائل الدعوة .
)(2إحياء علوم الدين ج /1ص 285
23 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
الول :العلم والتعليم ،أو الفكر ،أوالنطق ،أوالقناع ،أوالعتقدات ....ال من الصطلحات ف هذا العن.
الثانية :العمل ،أو التربية ،أو التدريب ،أو السلوك ...ال من الصطلحات .
والقرآن الكري يقق المرين معا بأكمل وجه وأحسن صورة لن آمن به وسلك السباب الوصلة لذلك.
إن القرآن الكري بق هو كتاب التربية والتعليم الذي يغن عما سواه ،ول يغن عنه غيه ،ولقد أجاد ابن القيم ف
كتا به مفتاح دار ال سعادة ف بيان هات ي الهت ي والعل قة بينه ما ،ف من العلوم القرر أن سلوك الن سان وت صرفاته ل
ت صدر بعفو ية أو عشوائ ية ،وإن ا تقوم على ف كر ومعت قد ،وتراكمات علم ية بن يت على مر اليام ،وعلى خبات ت
تزين ها مع تكرار الوا قف والت صرفات م نذ الطفولة إل أن صار رجل ،فم ت أردت الطر يق الخت صر لتغي ي ش خص
فعليك بتغيي معتقداته وأفكاره ،دون أن تتعب نفسك بلحقة مفردات سلوكياته وتصرفاته ،وهذا ما يققه القرآن
الكري لن أخذ بفاته .
الهدف الثاني :قراءة القرآن بقصد العمل به
المسألة الولى :أهمية هذا المقصد:
قال علي بن أب طالب _ " :يا حلة القرآن أو ياحلة العلم ؛ اعملوا به فإنا العال من عمل با علم ،ووافق علمه عمله
و سيكون أقوام يملون العلم ل ياوز تراقي هم يالف عمل هم علم هم وتالف سريرتم علنيت هم يل سون حلقا يبا هي
بعضهم بعضا حت إن الرجل ليغضب على جليسه أن يلس إل غيه ويدعه أولئك ل تصعد أعمالم ف مالسهم تلك
()1
إل ال تعال "اهـ
( )
،وقال السن بن علي ’" :إقرأ 2
وعن السن البصري ’ قال ":أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتذوا تلوته عمل"
()3
،وقال السن البصري ’" :إن أول الناس بذا القرآن من اتبعه وإن ل القرآن ما ناك فإذا ل ينهك فليست بقراءة"
( ) ( )
،وعن أب عبد الرحن السلمي ’ عن عثمان وابن مسعود وأب بن كعب : èأن رسول ال § 5
يكن قرأه " 4اهـ
()6
، كان يقرؤهم العشر ،فل ياوزونا إل عشر أخرى حت يتعلموا ما فيها من العمل ،فتعلمنا القرآن والعمل جيعا"
ويقول ال ُجرّي ’ " :يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه هته مت أكون من التقي ؟ مت أكون من الاشعي ؟ مت أكون
( )
،وقال ال سن الب صري ’ " :إن هذا 7
من ال صابرين ؟ م ت أز هد ف الدن يا ؟ م ت أن ى نف سي عن الوى ؟ "اه ـ
القرآن قد قرأه عبيد وصبيان ل علم لم بتأويله ، ...وما تدبر آياته إل باتباعه ،وما هو بفظ حروفه وإضاعة حدوده
)(1سنن سعيد بن منصور ، 420-2 :شعب اليان للبيهقي ، 541-2 :الزهد لبن البارك 1/274 :
)(2صحيح مسلم ، )746( :وبذا اللفظ أخرجه :الطبي ف تفسيه ، 18-29 :والطبان ف الوسط -1 :
، 30والبيهقي ف الشعب ، 154-2 :والمام أحد ف مسنده ، 216-6 :وتكلم عليه ابن كثي ف تفسيه :
، 4/403وابن حجر ف فتح الباري 575-6 :
)(3قاعدة ف فضائل القرآن لبن تيمية59 :
)(4صحيح البخاري )7282( :كتاب العتصام ،باب القتداء بسنن رسول ال ‘
25 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
الهدف الثالث :قراءة القرآن بقصد مناجاة ال
()1
،ومعن أذن : عن أب هريرة _ أنه سع النب § يقول " :ما أذن ال لشئ ما أذن لنب حسن الصوت يهر بالقرآن "
أي استمع ،وعن فضالة بن عبيد _ قال :قال رسول ال § " :ل أشد ُأذُنا إل الرجل السن الصوت بالقرآن يهر به
( )
،و عن ع بد ال بن البارك’ قال :سألت سفيان الثوري’ قلت :الر جل إذا قام إل 2
من صاحب القي نة إل قين ته"
()3
،وعن البياضي _ أن رسول ال § خرج على الصلة أي شئ ينوي بقراءته وصلته ؟ قال :ينوي أنه يناجي ربه "
الناس و هم ي صلون ،و قد علت أصواتم بالقراءة فقال :إن ال صلي ينا جي ر به عزو جل فلين ظر ما يناج يه ،ول ي هر
( ) ( )
،وقال أبـو مالك’ :إن 5
،وقال قتادة’" :مـا أكلت الكراث منـذ قرأت القرآن" 4
بعضكـم على بعـض بالقرآن"
()6
. أفواهكم طرق من طرق ال تعال فنظفوها ما استطعتم قال :فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن"
فالسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا القصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن ال يراه
ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويد حه ويثن عليه ويباهي به ملئك ته القرب ي ،إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ،أو والده أو
أميا ين ظر إل قراء ته ويد حه لجت هد ف ذلك ،فك يف والذي ي ستمع إل يه ويث ن عل يه ملك اللوك الذي له ما ف
السموات وماف الرض وما بينهما وما تت الثرى .
فالقارئ يستشعر أن ال ياطبه مباشرة ،وأن ال تعال يسمع قراءته ،فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ،وإذا مر بآية فيه
وعيد استعاذ ،وإذا مر بسؤال سأل .
هذا ما أعنيه بالناجاة ....عن حذيفة _ قال " :صليت مع النب § ذات ليلة فافتتح البقرة ،فقلت يركع عند الائة ث
مضى ،فقلت يصلي با ف ركعة( )7فمضى ،فقلت يركع با ،ث افتتح النساء فقرأها ،ث افتتح آل عمران فقرأها ،
( )
. 8
يقرأ مترسل ،إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ،وإذا مر بسؤال سأل ،وإذا مر بتعوذ تعوذ"
هكذا تكون الناجاة بالقرآن ،إنا قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولاذا يقرأ ؟ ومن ياطب بقراءته ؟ وماذا يتاج
منه ؟ وما يب له نوه من التعظيم والتقديس .
)(1الفوائد1 :
)(2رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
)(3صحيح مسلم ج /4ص 1873رقم ()2408
)(4سنن الترمذي 663-5 :رقم ( ، ) 3788وقال حديث حسن غريب ،وصححه اللبان
)(5صةحيح البخاري ، 450-1:سةنن أبة داود ، ) 3138 ( 196-3 :سةنن الترمذي ( 354 -3 :
) 1036وقال ح سن صحيح ،صحيح ا بن حبان ، 471-7 :سنن الن سائي ، ) 1955 ( 62-4سنن
ابن ماجه ، )1514 ( 485-1وصححه اللبان
)(6صةحيح البخاري ،)4653( 1882-4وصةحيح مسةلم ، )798( 549-1:وسةنن أبة داود:
، )1454( 2/70وسةةنن الترمذي ، )2904( 171-5 :وسةةنن ابةةن ماجةةه( 1242-2 :
27 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
()1
،وعـن أبـ هريرة _ قال :قال رسـول ال § ":تعلموا القرآن فاقرؤه وأقرئوه ،فإن مثـل تعلم القرآن وعلمـه"
القرآن لن تعلمه فقام به كم ثل جراب مشو م سكا يفوح ري ه ف كل مكان ،وم ثل من تعلمه فرقد وهو ف جوفه
( )
،وعن أب أمامة _ قال :سعت رسول ال § يقول ":اقرأوا القرآن فإنه يأت يوم 2
كمثل جراب أوكي على مسك "
() 3
،و عن عبدال بن عمرو ùأن ر سول ال § قال " :ال صيام والقرآن يشفعان للع بد يوم القيا مة شفي عا ل صحابه"
القيامة ،يقول الصيام :أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعن فيه ،ويقول القرآن :منعته النوم بالليل فشعن
( )
،وعن جابر _ عن ال نب § ":القرآن شا فع مش فع ،وماحلٌ مُ صَدّق ،من جعله أما مه قاده إل 4
ف يه قال فيشفعان"
()5
،وعن النواس بن سعان _ عن النب §قال :يأت القرآن وأهله الذين النة ،ومن جعله خلف ظهره ساقه إل النار"
( )
،وعن ابن عباس _ قال :قال رسول ال § ":إن الذي ليس 6
يعملون به ف الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران"
()7
،وعن عمر _ قال :أما إن نبيكم § قد قال " :إن ال يرفع بذا الكتاب ف جوفه شئ من القرآن كالبيت الرب"
)3779
)(1صحيح البخاري ، )4739( 1919-4 :سنن أ ب داود ، )1452( 70-2 :سنن الترمذي-5 :
، )2907( 173سنن ا بن ما جه ، )211( 76-1 :سنن الدار مي ، )3337( 528-2 :م سند
المام أحد )405( 57-1 :
)(2سنن الترمذي )2876( 156-5وقال حديث حسن ،وضعفه اللبان ،صحيح ابن حبان ( 499-5 :
)2126قال شعيب الرناؤط :رجاله ثقات رجال الصحيح غي عطاء مول أب أحد .
)(3صةحيح مسةلم ، )804( 552-1 :وبنحوه فة سةنن الدارمةي ، )3311( 522-2 :مسةندالمام
أحدة ، )22200( 249-5صةحيح ابةن حبان ، )116( 322-1 :السةتدرك ( 747-1 :
، )2057سنن البيهقي )3862( 395-2 :
)(4م سند أح د بن حن بل ج /2ص ، )6626( 174و صححه أح د شا كر ،م ستدرك الا كم 470-1 :
وقال صحيح على شرط م سلم ،م صنف ا بن أ ب شي بة ج /6ص ،) 30044(129صحيح الترغ يب والتره يب
لللبان .)969( 483-1:
)(5صةحيح ابةن حبان ، )124( 331-1 :مصةنف عبةد الرزاق )6010( 372-3 :شعةب اليان
للبيهقي )2010( 351-2 :
)(6صحيح مسلم ، )805 ( 554-1 :سنن الترمذي . )2883 ( 160-5:
)(7سةنن الترمذي )2913(177-5 :وقال حسةن صةحيح ،السةتدرك )2037( 741-1 :وقال :
صحيح ال سناد ول يرجاه ،سنن الدار مي ، )3306( 521-2 :الع جم ال كبي لل طبان ( 109-12 :
، )12619مسند المام أحد )1947( 223-1 :
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 28
()1
و عن أ ب مو سى الشعري _ قال :قال ر سول ال § " :م ثل الؤ من الذي يقرأ القرآن أقوا ما وي ضع به آخر ين"
كمثل الترجة ريها طيب وطعمها طيب ،ومثل الؤمن الذي ل يقرأ القرآن( )2كمثل التمرة ل ريح لا وطعمها حلو ،
ومثل النافق الذي يقرأ القرآن مثل الريانة ريها طيب وطعمها مر ،ومثل النافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل النظلة
( )
،وعن أب هريرة _ قال :قال رسول ال § " :ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال يتلون 3
ليس لا ريح وطعمها مر"
كتاب ال ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة ،وغشيتهم الرحة ،وحفتهم اللئكة وذكرهم ال فيمن عنده"
()5 ( )
،وقال ا بن ، 4و عن ع بد ال بن م سعود _ -مرفو عا " -من سره أن ي ب ال ور سوله فليقرأ ف ال صحف "
عباس " : ùلو أن حلة القرآن أخذوه ب قه و ما ينب غي له لحب هم ال ول كن طلبوا به الدن يا فابغض هم ال وهانوا على
( )
،وعن ابن مسعود _ قال":إن هذا القرآن مأدبة ال فخذوا منه ما استطعتم فإن ل أعلم شيئا أَصْفرَ من 6
الناس"اهـ
خي من بيت ليس فيه من كتاب ال شئ ،وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب ال شئ خرب كخراب البيت الذي ل
()8 ()7
،وقال أبو هريرة ،وقال أيضا _ " :إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ول تشغلوها بغيه" ساكن فيه "
_ " :الب يت الذي يتلى ف يه كتاب ال ك ثر خيه وحضر ته اللئ كة وخر جت م نه الشياط ي والب يت الذي ل يتلى ف يه
( )
،والنصوص ف هذا الباب كثية وإنا 9
كتاب ال ضاق بأهله وقل خيه وحضرته الشياطي وخرجت منه اللئكة "
ق صدت أل يلو هذا الب حث من طرف من ها ليكون تر سيخا لذا الدف من أهداف قراءة القرآن ،و من أراد التو سع
)(1صحيح مسلم ج /1ص ، ) 817( 559سنن ابن ماجه ج /1ص )218( 79
)(2يعن أنه أمي ل يقدر على القراءة ،وهو حريص على قراءة القرآن بدليل وصفه باليان ،فل يتصور أبدا مؤمن يقدر
على قراءة القرآن ويهجر قراءته .
)(3صحيح البخاري ج /5ص ، ) 5111 ( 2070صحيح مسلم ج /1ص ، ) 797( 549سنن أب
داود ج /4ص ، ) 4829( 259سنن ابن ماجه ج /1ص ، ) 214( 77سنن الترمذي ج /5ص 150
( ، ) 2865سنن النسائي ج /8ص )5038( 124
)(4سنن أ ب داود :ج /2ص ، )1455( 71سنن ا بن ما جه ج /1ص ، )225( 82سنن الترمذي :ج
/5ص . )2945(195
)(5الترغ يب لبن شاه ي :ق ، 288-1-الكا مل لبن عدي ،111-2 :وإ سناده ح سن كما قال اللبا ن ف
الصحيحة 452-5
)(6تفسي القرطب ج /1ص 20
)(7سنن الدارمي رقم 3173
)(8مصنف ابن أب شيبة ج /6ص ، ) 30011(126ج /7ص ، ) 34551( 106مسند أحد بن
حنبل ج /2ص ) 6655( 177
)(9الزهد لبن البارك ج /1ص ) 790( 273
29 المفتاح الثاني :أهداف قراءة القرآن
فعليه بكتب السنة يقطف منها ما لذ وطاب من الكلم الستطاب ؛ فما ذكرته هنا غيض من فيض وقليل من كثي وال
الادي إل سواء السبيل .
الهدف الخامس :قراءة القرآن بقصد الستشفاء به
قال ال تعال { :يَا َأّيهَا النّاسُ َقدْ جَاءتْكُم ّموْ ِعظَةٌ مّن ّربّكُ ْم وَشِفَاء ّلمَا فِي الصّدُو ِر وَهُدًى وَرَ ْحمَ ٌة ّللْ ُمؤْمِنِيَ } [()57
سورة يونس] ،وقال تعال { َونَُنزّلُ مِ نَ الْ ُقرْآ نِ مَا ُهوَ شِفَاء وَرَ ْحمَ ٌة ّللْ ُمؤْمِنِيَ وَ َل َيزِيدُ الظّاِلمِيَ َإلّ خَ سَارًا} [()82
سورة ال سراء] ،وقال ال تعال ُ { :قلْ ُهوَ ِللّذِي نَ آ َمنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالّذِي نَ ل ُيؤْمِنُو نَ فِي آذَاِنهِ مْ وَ ْقرٌ َو ُهوَ َعلَ ْيهِ مْ
َعمًى ُأ ْولَِئكَ ُينَا َدوْنَ مِن مّكَا ٍن بَعِيدٍ} [( )44سورة فصلت].
()1
،وشفاء فالقرآن شفاء للقلوب مـن أمراض الشبهات والشهوات والوسـاوس كلهـا القهري منهـا وغيه
للبدان من ال سقام ،فم ت ا ستحضر الع بد هذا الق صد فإ نه ي صل له الشفاءان :الشفاء العل مي العنوي ،والشفاء
( )
،وعن عائشة ~ أن رسول 2
الادي البدن بإذن ال تعال ،عن علي _ قال :قال رسول ال §" :خي الدواء القرآن"
()3
.والشفاء بالقرآن يصل بأمرين :الول ال § دخل عليها وامرأة تعالها ،أو ترقيها ،فقال :عاليها بكتاب ال "
:القيام به ،وخاصة ف جوف الليل الخر ،مع استحضار نية الشفاء ،والثان :الرقية به( ، )4فالريق الناتج من تلوة
آيات القرآن الكري له أثر عظيم ف القوة والنشاط ،والصحة والعافية ل يرقى إليه أي خلطة من خلطات العشاب أو
مركب من مركبات الصيادلة ،ول أظن مسلما ينكر أثر النفث باليات ف الشفاء والعلج ،ولكن ليس من أي أحد ،
وأيضا هو مكن لكل أحد ،من يأخذ بالسباب.
إننا ينبغي أن نتعامل مع القرآن مباشرة فهو ميسر لكل من صدق ف التعامل معه وجد ف القيام به ،أما أن نعل
بيننا وبي القرآن وسطاء ونمل التعامل الباشر معه فهذا غاية الرمان ،تد البعض حينما يصاب بصيبة أو ينل به
مرض يوب الفاق ويطوف البلد ب ي القراء والعال ي و ما علم أن ال مر أقرب من ذلك وأي سر ،فال سبحانه وتعال
حينما يبتلينا بالشدائد والصائب يريد منا أن نتضرع وأن نستكي ونتذلل بي يديه سبحانه وتعال كما قال عزوجل { :
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون } [ 76الؤمنون] وقال تعال { :ولقد أرسلنا إل أمم من
قبلك فأخذنا هم بالبأ ساء والضراء لعل هم يتضرعون } [النعام ، ]42والقيام الطو يل بالقرآن هو من أ هم صور
التذلل ل تعال والتضرع ب ي يد يه ك ما ي صل ف صلة الك سوف وغي ها فالقيام بالقرآن من أقوى أ سباب العاف ية
والشفاء ...
)(1إن تطبيق مفاتح تدبر القرآن من أقوى الدوية ف قطع الوساوس الزعجة والت تدث القلق أو الكتئاب ،وقد انتفع به
كثي من الناس هدأت نفوسهم واطمأنت قلوبم ونزلت عليهم السكينة وحصل لم السلم النفسي بكل معانية .
)(2سلسلة الحاديث الصحيحة 931-4
)(3صحيح ابن حبان ج /13ص ، ) 6098( 464موارد الظمآن ج /1ص .)1419( 343وصححه
اللبان ف السلسلة الصحيحة برقم ( . )1931
)(4والسلم يوقن بذا الثر للقرآن الكري ،وهو أمر مشاهد مسوس ،وانتفاع السلمي به متواتر على مر العصور ،ولسنا
باجة لثبات ذلك بالتجربة بل هو يقي علمي خبي ،لكن من أراد زيادة يقي فعليه بشريط :أسباب منسية ،للدكتور
البي.
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 30
وليس هذا موضع بسط هذه السألة ،وإنا القصود التذكي بأن يستحضر قارئ القرآن هذا المر العظيم حي قراءته
ليحصل على أعلى درجات التأثي والنفع ،ومن اراد الستزادة فعليه براجعة كتاب الطب النبوي لبن القيم فقد فصل وأجاد
الديث عن هذه السألة وفيه كلم نفيس يسن الرجوع إليه .
31 المفتاح الثالث :القيام بالقرآن
المفتاح الثالث :القيام بالقرآن
إن هذا الفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن ،وأعظمها شأنا ،وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهيته ،من ذلك قول
حمُودًا} [( )79سورة السراء] ،وقول ال
ال تعال َ { :ومِ َن اللّيْ ِل َفَت َهجّدْ بِهِ نَا ِف َلةً ّلكَ عَسَى أَن َيبْعََثكَ َرّبكَ َمقَامًا ّم ْ
ل ‡† ِإنّا
ل ‡† نِصْ َفهُ َأ ِو انقُصْ مِ ْنهُ َقلِيلً ‡† َأوْ ِزدْ َعلَيْ ِه وَ َرتّلِ اْل ُقرْآنَ َت ْرتِي ً
تعال { :يَا َأّيهَا الْ ُمزّمّ ُل ‡† قُ ِم اللّ ْيلَ إِ ّل َقلِي ً
ل ‡† }[ 5-1سورة الز مل] ،وقول ال تعال َ{ :ليْ سُواْ َسوَاء مّ نْ َأهْلِ الْكِتَا بِ ُأمّ ٌة قَآِئمَةٌ
سَُن ْلقِي عَلَيْ كَ َقوْ ًل ثَقِي ً
ت آنَاء
سجُدُونَ} [( )113سورة آل عمران] ،وقول ال تعال {:أَمّ نْ ُهوَ قَانِ ٌ
يَ ْتلُو نَ آيَا تِ اللّ ِه آنَاء اللّيْ ِل َوهُ ْم يَ ْ
اللّيْ ِل سَاجِدًا وَقَاِئمًا َيحْذَرُ ال ِخ َرةَ َوَيرْجُو َر ْحمَةَ َربّ ِه قُ ْل هَ ْل يَ سَْتوِي الّذِي نَ َي ْعلَمُو نَ وَالّذِي َن ل يَ ْعلَمُو نَ ِإّنمَا يَتَ َذ ّك ُر ُأ ْولُوا
ا َلْلبَا بِ}[ ( )9سورة الز مر] ،وقال §" :ل ح سد إل ف اثنت ي ر جل أتاه ال القرآن ف هو يقوم به آناء الل يل وآناء
()1
،فانظـر إل قوله ( :ينفقـه) مـع قوله (يقوم بـه) النهار ،ورجـل آتاه ال مال فهـو ينفقـه آناء الليـل وآناء النهار "
فيؤ خذ م نه أن من آتاه ال القرآن ول ي قم به أي ل يقرأه ف صلة ف هو م ثل من آتاه ال مال ول ينف قه ،ويؤ كد هذا
الديـث التـ :عـن أبـ هريرة _ قال :قال رسـول ال § " :تعلموا القرآن فا ْقرَؤوه وأ ْقرِؤوه ،فإن مثـل القرآن لنـ
تعلمه فقام به كمثل جراب مشو مسكا يفوح ريه ف كل مكان ،ومثل من تعلمه فرقد وهو ف جوفه كمثل جراب
( )
فدل هذا الديث على أن من آتاه ال القرآن فرقد ول يقم به فهو مثل من اشترى طيبا وتركه 2
أوكي على مسك"
مغلقا ول يستخدمه ،ويبي الديث التال الدف من القيام بالقرآن ،وسبب هذا الفرق الكبي بي من يقوم به ،ومن
ل يقوم به ،عن ابن عمر ùعن النب § أنه قال " :إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإن ل يقم به
()3
،فهذا هو بيت القصيد وهو حجر الزاوية ف تدبر القرآن والنتفاع به ؛ إنه تذكر آيات القرآن الكري ، نسيه "
وكون ا حاضرة ف القلب ف كل آن ،وخاصة ف الواقف الصعبة ف الياة ،مواقف الشدة والذهول ،الواقف الت
يفت فيها الرء ويتحن ويتب ،فمن كان يقوم به آناء الليل ،وآناء النهار فتجد إجابته حاضرة وسريعة وقوية ،تده
وقافا عند كتاب ال تعال ،وأما من كان مفرطا ف استخدام هذا الفتاح فما أسرع ما يسقط ويهوي ،ويدل لذا العن
لةِ إِنّ اللّ هَ مَ َع ال صّابِرِينَ} [( )153سورة البقرة] ،
قول ال تعال { :يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ ا سَْتعِينُواْ بِال صّ ْبرِ وَال صّ َ
فالصب هو ثرة العلم ،والعلم وسيلته القراءة بتدبر ،وهو حاصل لن قرأ القرآن ف صلة ،لذلك قرن ال تعال بينهما
ف أكثر من موضع ،وكان النب § إذا حزبه أمر فزع إل الصلة ،ويطيل فيها قراءة القرآن كما ف صلة الكسوف ،
)(1صةحيح ابةن حبان ج /6ص ، 310صةحيح ابةن خزيةة ج /2ص ، )1144( 181موارد الظمآن ج
/1ص ، ) 662( 172سنن أب داود ج /2ص ) 1398( 57
)(2صحيح مسلم ج /1ص ، ) 802( 552سنن ابن ماجه ج /2ص ، ) 3782(1243سنن الدارمي
ج /2ص ، ) 3314( 523مسند أب عوانة ج /2ص ، ) 3777( 447مصنف ابن أب شيبة ج /6ص
، ) 30073( 132مسند أحد بن حنبل ج /2ص ) 9141(396
)(3صحيح البخاري ج /1ص ، ) 1156(406سنن النسائي الكبى ج /1ص ، ) 528(191سنن ابن
ماجه ج /1ص ، ) 763(251مسند أب عوانة ج /1ص ، ) 1198(336مصنف ابن أب شيبة ج /2ص
) 7461(143
)(4صحيح م سلم ج /1ص ، ) 551(390سنن الدار مي ج /1ص ، ) 1397( 378العجم ال كبي ج
/8ص ، ) 8168(313مسند أحد بن حنبل ج /2ص ) 9355( 415
)(5تعظيم قدر الصلة 190-1 :
)(6تعظيم قدر الصلة 190-1 :
33 المفتاح الرابع :أن تكون القراءة في ليل
المفتاح الرابع :أن تكون القراءة في ليل
إن الل يل -وخا صة و قت ال سحر -من أف ضل الوقات للتذ كر ،فالذاكرة تكون ف أعلى م ستوى ب سبب الدوء
وال صفاء ،وب سبب بر كة الو قت ح يث النول الل ي ،وف تح أبواب ال سماء ،فأي أ مر تر يد ت ثبيته ف الذاكرة ب يث
تتذكره خلل النهار فقم براجعته ف هذا الوقت ،وقد استفاد من هذا أهل الدنيا من أهل السياسة والقتصاد وخاصة
الغرب ؛ حيث ذكر عدد منهم أنه يقوم براجعة لوائحة ،أو حساباته ،أو معاملته وأوراقه ف مثل هذا الوقت وأنه
يو فق لل صواب ف قرارا ته ،فأ هل القرآن أ هل الخرة أول باغتنام هذه الفر صة لت ثبيت إيان م وعلم هم ،وإن من
القائق التاري ية الديرة بالدرا سة والتأ مل تلك العل قة ب ي قوة ال سلمي وب ي قيام هم بالقرآن ف الل يل ،ف من خلل
تأمل سريع تد أن انتصارات السلمي وجدت حينما كانت جنوده توصف بأنم ( :رهبان بالليل فرسان ف النهار ) ،
وم ا يدل على كون القراءة ف ل يل أ حد مفا تح التدبر قول ال عز و جل { :وَمِ نَ اللّيْ ِل َفَت َهجّدْ بِ ِه نَا ِفلَ ًة لّ كَ عَ سَى أَن
يَ ْبعَثَ كَ َربّ كَ َمقَامًا ّمحْمُودًا} [( )79سورة ال سراء] ،وقول ال عزو جل {:إِنّ نَاشَِئةَ اللّيْ ِل هِ َي أَشَ ّد وَطْئا َوأَ ْقوَ مُ
قِيلً } [( )6سورة الزمل] قال ابن عباس " : ùهو أجدر أن يفقه القرآن " ،ويقول ابن حجر -عن مدارسة جبيل
Àلرسول ال § ف كل ليلة من رمضان " :-القصود من التلوة الضور والفهم ،لن الليل مظنة ذلك لا ف النهار
( )
،وقال ال تعال َ{ :ليْ سُواْ َسوَاءً مّ نْ َأهْ ِل الْكِتَا بِ ُأمّ ٌة قَآِئمَةٌ َي ْتلُو نَ 1
من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية "اهـ
سجُدُونَ} [( )113سورة آل عمران] ،وقال ال تعال { :أَمّ ْن هُ َو قَانِ تٌ آنَاء اللّيْلِ
آيَا تِ اللّ هِ آنَاء اللّيْلِ َوهُ ْم يَ ْ
سـَاجِدًا وَقَائِمًا َيحْذَرُ الْآ ِخ َرةَ َوَيرْجُو َر ْحمَةَ َربّهِـ قُ ْل هَ ْل يَس ْـَتوِي الّذِينَـَي ْعلَمُونَـ وَالّذِينَـلَا يَ ْع َلمُون َـ ِإنّمَا يَتَ َذ ّكرُ ُأ ْولُوا
الَْألْبَا بِ} [ ( )9سورة الزمر] ،وقال السن بن علي " :ùإن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربم فكانوا
()2
والشا هد قوله " :يتدبرون ا بالل يل" ،وقال ا بن ع مر " : ùأول ما يتدبرون ا بالل يل ،ويتفقدون ا ف النهار "اه ـ
( )
،وقال الشيخ عطيه سال ’ -حاكيا عن شيخه 3
ينقص من العبادة :التهجد بالليل ،ورفع الصوت فيها بالقراءة"
الشنقيطي ’ " :-وقد سعت الشيخ يقول :ل يثبت القرآن ف الصدر ،ول يسهل حفظه ،وييسر فهمه إل القيام به
()5 ( )
،قال النووي ’" :ينبغي ف جوف الليل "اهـ ، 4وقال السري السقطي’ " :رأيت الفوائد ترد ف ظلم الليل"
للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن ف الليل أكثر ،وف صلة الليل أكثر ،والحاديث والثار ف هذا كثية ،وإنا
رجحت صلة اليل وقراءته لكونا أجع للقلب ،وأبعد عن الشاغلت واللهيات والتصرف ف الاجات ،وأصون عن
الرياء وغيه من الحبطات ،مع ماجاء به الشرع من إياد اليات ف الل يل ،فإن ال سـراء بالر سول § كان ليل
( )
،وعن عمر بن الطاب _ قال :قال رسول ال § " :من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بي صلة 6
"اهـ
)(1سنن أب داود ج /2ص ، ) 1393( 55سنن ابن ماجه ج /1ص ، ) 1345( 427مسند أحد بن
حنبل ج /4ص ، )16211( 9مصنف ابن أب شيبة ج /2ص ، ) 8583( 242العجم الكبي ج /1ص
، ) 599(220م سند الطيال سي ج /1ص ، ) 1108( 151الغ ن عن ح ل ال سفار ج /1ص (225
) 875وقال حديث حسن ،فتاوى ابن تيمية ج /13ص ، 408لتذكار 104
)(2مصنف ابن أب شية )30182. (143
37 المفتاح الخامس :التكرار السبوعي
()3
،قال النووي ’ -عن التم ف سبع " :-فعل الكثرين من السلف" ،وقال السيوطي ’ " :وهذا أوسط المور ،
و أحسنها ،وهو فعل الكثر من الصحابة وغيهم " .
الول أن يكون تزيب القرآن وتقسيمه على السور -قدر المكان -بعن أن تقرأ السورة ف الليلة الواحدة كاملة ،
وأن يكون التقسـيم والتوزيـع متوافقـا مـع نايات السـور ،وهذا هـو السـنة ،وعليـه عمـل الصـحابة والتابعيـ ،أمـا
الحزاب والجزاء والثان العرو فة اليوم فلم تأت إل متأخرة ،علوة على ما في ها من ب تر للمعا ن وتقط يع لل سور ،
ومن أراد تفصيل القول ف هذه السألة فلياجع ما كتبه شيخ السلم ابن تيمية ف الفتاوى الزء الثالث عشر.
)(3انظر :ممع الزوائد ج /2ص 269رواه الطبان ف الكبي ورجاله رجال الصحيح
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 38
المفتاح السادس :أن تكون القراءة حفظا
المسألة الولى :أهمية هذا المفتاح
مثل حافظ القرآن وغي الافظ ؛ مثل اثني ف سفر ،الول :زاده التمر ،والثان :زاده الدقيق ،فالول :يأكل مت
شاء وهو على راحلته ،والثان :ل بد له من نزول ،وعجن ،وإيقاد نار ،وخبز ،وانتظار نضج .
والعلم مثل الدواء ل يؤثر حت يدخل الوف ،ويتلط بالدم ،وما ل يكن كذلك فإن أثره مؤقت ،ومثل الهاز الزود
ببطارية والهاز الذي ليس كذلك ،الول يكن أن يشتغل ف أي مكان أما الثان فل بد من مصدر كهرباء .
()1
،وقال ا بن عن ابن عباس ùقال :قال ر سول ال §" :إن الذي ل يس ف جو فه شئ من القرآن كالب يت الرب "
تيمية ’ ":أنا جنت وبستان ف صدري َأنّى رُحْ تُ فهي معي" ،وهو يريد بذلك القرآن والسنة الت ف صدره تثبته
وتزيده يقينا ،وقال سهل بن عبدال ’ :لحد طلبه :أتفظ القرآن ؟ قال :ل ؟ قال :واغوثاه لؤمن ل يفظ القرآن
! فبم يترن؟ فبم يتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟ ،ويقول أبو عبد ال بن بشر القطان ’" :ما رأيت رجل أحسن انتزاعا لا أراد
من آي القرآن من أب سهل بن زياد ’ ،وكان جارنا ،وكان يدي صلة الليل ،وتلوة القرآن ،فلكثرة درسه صار
( )
،وهذا القصود من كون الفظ أحد مفاتح التدبر لنه مت 2
القرآن كأنه بي عينينه ينتزع منه ما شاء من غي تعب "
كا نت ال ية مفو ظة فتكون حاضرة ،وي تم تنيل ها على النوازل والوا قف ال ت ت ر بالش خص ف الياة اليوم ية بش كل
سريع ومباشر ،أما إذا كان القرآن ف الرفوف فقط ؛ فكيف يكن لنا أن نطبقه على حياتنا ؟
المسألة الثانية :توضيح أثر الحفظ على الفهم والتدبر
إن علج أي مشكلة له ثلث صور :
الول :العالة الذهنية الجردة الشفهية من غي ترير ول ترتيب للحلول .
الثانية :العالة الكتوبة الحررة الرتبة .
الثالثة :العالة الذهنية لشئ مكتوب مسبقا ،ومرر بعن حفظ ما ت التوصل إليه ف علج الشكلة كتابيا .
والصورة الثالثة هي أقواها ،تليها الثانية ،ث الول ،وحفظ القرآن وتكرار قراءته هو من النوع الثالث ،فترديد الية
والتفكر فيها وهي مفوظة أفضل من تكرارها نظرا ،لن مفعول الطريقة الثالثة يستمر ،بينما الثانية يقف عند إغلق
الصحف.
المسألة الثالثة :لماذا نحفظ القرآن ؟
ـ تقرر ذكره فـ الفاتيـح السـابقة فإن الدف الول ل فظ القرآن هـو :القيام بـه آناء الليـل وآناء النهار ،
بناء على م ا
والدف من القيام به ح فظ ما تضم نه من العلم بال واليوم ال خر ،ذل كم العلم الذي ي قق ال سعادة والياة الطي بة
للنسان ،ويقق له الثبات ف الزمات ،والقوة للمة ف مواجهة أعدائها ،هذا هو الدف الهم لفظ القرآن والذي
ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربية .
)(1سةنن الترمذي )2913(177-5 :وقال حسةن صةحيح ،السةتدرك )2037( 741-1 :وقال :
صحيح ال سناد ول يرجاه ،سنن الدار مي ، )3306( 521-2 :الع جم ال كبي لل طبان ( 109-12 :
، )12619مسند المام أحد 223-1 :
)(2تاريخ بغداد ، 45-5 :سي أعلم النبلء 521-15 :
39 المفتاح السادس :أن تكون القراءة حفظا
إن حفظ اللفاظ وسيلة وليس غاية ،وسيلة إل حفظ العان ،والنتفاع با ف الياة ،أما القتصار على حفظ اللفاظ
فهو قصور ف حق القرآن العظيم ،وهو انراف عن الصراط الستقيم ف رعايته والنتفاع به ف الياة الدنيا والخرة .
)(1ما ذكرته هنا هو الثمرة العملية واللصة لبحث مستقل عن ( الفظ القرآن التربوي للقرآن وصناعة النسان ) .
)(2سيأت مز يد إيضاح وتف صيل لذه ال سائل ف كتاب ( :مفاتح تدبر ال سنة والع مل ب ا ف الياة) الذي ي صدر بإذن ال
قريبا.
)(3إن أي تقسيم ل يراعي الوضوع يعن التركيز على اللفاظ ونسيان العان وقد جربت هذه الطرق مرارا ،وثبت لدي
ما نصحت به ،ويكن لي مشتغل بفظ القرآن أن يرب بنفسه ث يكم .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 40
-11ل يصلح ول يسوغ أبدا تاوز أي سورة حت يفظها جلة ،مهما كانت طـويلة ،ويكررها -ب عد حفظها
جل ًة -عددا من الرات ،وف أكثر من يوم .
-12من الفيد جدا تسميع ما ستقوم به الليلة على شخص آخر ،والول أن يكون من السرة ليحصل التواصي
به ،والتعاون عليه .
-13إذا تبي ضعف حفظ بعض السور أثناء ( القيام بالقرآن ) ليلً فتتم مراجعته وضبطه ف نار اليوم التال له ،ول
يصح أن يبدأ بفظ جديد والالة هذه ،وغالبا ما يكون هذا ف أيام السبوع الول الت تتضمن ما ت حفظه أخيا .
-14من ال هم جدا ت طبيق الفات يح العشرة ب ا ف ذلك مفتاح الترت يل ،ومفتاح ال هر ،ول ي سن ال سرعة والعجلة
حي قراءة القرآن -حت ف حفظ الديد -بجة ضبط الفظ ،فالسرعة تعن نسيان أهداف قراءة القرآن ،وهو
الفتاح الثان من الفاتيح العشرة ،وعند وجود هذه الالة يعاد التذكي به من خلل قراءته ف هذا الكتاب .
-15هذه الطري قة تع طي الا فظ الطمأني نة وال سكينة إذا اقت نع ب ا وتر ب علي ها فل عجلة ول خوف ن سيان ،بل
وضوح تام لقصود الفظ ،واستثمار له من البداية
-16هذه الطريقة تقوم على مبدأ (:الفظ التربوي) ،أما طريقة(:احفظ وانس) فهي كما قال العمش ’ " :مثل من
يقدم له الطعام ث يأخذ باللقمة تلو اللقمة ويرميها وراء ظهره ول يدخلها إل جوفه "(. )1
-17في ها توفي للو قت وال هد ،إذ أ نك تفظ ال سورة مرة واحدة ف الع مر ،ث ت ستثمر حفظ ها وتنت فع به ،أ ما
تعاقب الفظ والنسيان فهذا يستهلك الوقت والهد ،ويرم من التنعم بالقرآن ف الياة ،بل يوجد الناع والصام
بي حفظ الديد والراجعة لا ت حفظه ،وأيضا يوجد القلق والرج عند من حفظ شيئا من القرآن ث نسيه ،وربا كان
سببا ف اليأس من الفظ وتركه.
-18يكن تربية السرة على (الفظ التربوي) بوضع جدول أسبوعي لكل منهم وتسميعه لم ف النهار ،وتذكيهم
به ،وحثهم على القيام به ف الليل ،ومكافأتم عليه ،حت يتدربوا ،ويشبوا عليه ،ويكون مصاحبا لم ل ينفكون
عنه ،ول يطيقون فراقه ،ويكون مصباحا يضيئ لم طريق الياة .
ي م ن يقرأ مائة سورة كل ش هر ،الول يقرأ
-19من يقرأ ما يف ظه -ولو كان سورة واحدة -كل أ سبوع خ ٌ
فأيهما سيكون حفظه للمعان أثبت ،وأقوى ،وأقرب ()2
السورة كل سبعة أيام ،والثان يقرأ السورة كل ثلثي يوما
للذكر والعمل ،ل عبة للكثرة مقابل القوة ؛ فقليل قوى خي من كثي ضعيف ،وهذا يذكرن با جاء ف سنن أب
داود( )3من حديث ثوبان _ قال قال رسول ال § " :يوشك المم أن تداعى عليكم كما تداعى الكلة إل قصعتها ،
فقال قائل :و من قلة ننـ يومئذ ؟ قال بـل أن تم يومئذ كثيـ ،ولكنكـم غثاء كغثاء السـيل ،ولينعـن ال من صـدور
عدو كم الها بة من كم ،وليقذفنّ ال ف قلوب كم الو هن ،فقال قائل :يا ر سول ال و ما الو هن ؟ قال :حب الدن يا
وكراهية الوت" ،وعليه فليس الدف حفظ ألفاظ كثية من القرآن ،بل الدف :تكرار مفوظ من القرآن كل سبعة
أيام ف صلة بنية التدبر ليتم الشفاء من الوهن ،أيّا كان هذا الحفوظ حت لو سورة واحدة ،فهو خي ألف مرة من
)(1الذكار 50
)(2متصر منهاج القاصدين68 :
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 44
المفتاح الثامن :ربط اللفاظ بالمعاني
المسألة الولى :مفهوم هذا المفتاح
هو :ربط اللفظ بالعن ؛ أي :حفظ العان ،وهو أيضا :ربط الية بالواقع ؛ أي :تنيل الية على الواقف والحوال
اليومية الت تر بالشخص ،هو التمثل بالقرآن ف كل حدث يصل ف اليوم والليلة ،بيث يبقى القرآن حيّا ف القلب
تؤخذ منه الجابات والتفسيات للحياة ،وتؤخذ منه التوجيهات والنظمة ف كل صغية وكبية ،وهذا الربط يعرف
عند علماء النفس بالقتران الشرطي ،ويعرف بالوقت الاضر عند علماء البمة بالرساء ،وهو ما يعرف ف القرآن
سهُ ْم طَائِ فٌ مّ نَ الشّ ْيطَا نِ
وال سنة بالذكر أو التذكر ،وهو يعن تداعي العان ،ك ما قال تعال؛{ِإنّ الّذِي نَ اتّقَواْ ِإذَا مَ ّ
صرُونَ} [( )201سورة العراف] .
تَ َذ ّكرُواْ فَِإذَا هُم مّ ْب ِ
المسألة الثانية :أنواعه
الر بط أو التدا عي نوعان :عفوي وق صدي ،فالعفوي إلامات وفتوحات يفتح ها ال تعال على من يشاء من عباده ،
وقصدي :وهو أن تقوم بالربط ث التكرار ح ت يرسخ ويث بت ،والتكرار الذي ي قق الربط نوعان :الول :التكرار
الن ،و الثان :التكرار السبوعي ،أما التكرار الن فسبق بيانه ف الفتاح السابع ،وأما التكرار السبوعي فسبق
بيانه ف الفتاح الامس .
المسألة الثالثة :كيفية الربط
أن تكرر اللفظ مع استحضار معن جديد ف كل مرة ،حت تر على كل العان الت يكن أن تتذكرها من النص أو
الل فظ ،و قد سبق ذ كر كلم ال سن الب صري ’ ح ي قام الل يل كله يكرر قول ال تعال { :وإن تعدوا نع مة ال ل
تصوها} فلما قيل له ؟ قال :إن فيها معتبا ما نرفع طرفا ول نرده إل وقع علىنعمة.
)(1صحيح مسلم ج /1ص ، ) 772( 536سنن النسائي (الجتب) ج /3ص )1664( 225
)(2الوطأ 201-1
)(3فتح الباري 89-3وذكر نوه السيوطي ف التقان .
47 المفتاح العاشر :الجهر بالقراءة
المفتاح العاشر :الجهر والتغني بالقراءة
( )
عن أب هريرة _ قال § " :ليس منا من ل يتغن بالقرآن يهر به " ، 1وعنه أيضا _ أنه سع النب § يقول ":ما أذن
( )
ال لشئ ما أذن لنب حسن الصوت يهر بالقرآن " ، 2وعن أب موسى _ قال :قال النب § " :إن لعرف أصوات
رف قة الشعري ي بالقرآن ح ي يدخلون بالل يل ،وأعرف منازل م من أ صواتم بالقرآن بالل يل ؛ وإن ك نت ل أر منازل م
( ) ( )
حي نزلوا بالنهار " ، 3وعن أم هانئ ~ قالت " :كنت أسع قراءة النب § وأنا على عريشي" ، 4وعن أب قتادة _
أن النب § خرج ليلة فإذا بأب بكر _ يصلي يفض صوته ،و َمرّ على عمر بن الطاب _ وهو يصلي رافعا صوته ،
قال :فل ما اجتم عا ع ند ال نب § قال :يا أ با ب كر مررت بك وأ نت ت صلي ت فض من صوتك ؟ قال :قد أ سعت من
نا َجيْتُ يارسول ال ،وقال لعمر :مررت بك وأنت تصلي ترفع صوتك ؟ فقال :يا رسول ال أوقظ الوسنان ،وأطرد
( )
الشيطان ،فقال النب § :يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ،وقال لعمر :اخفض من صوتك شيئا " 5وسئل ابن عباس
( )
ùعن جهر النب § بالقراءة بالليل فقال ":كان يقرأ ف حجرته قراءة لو أراد حافظ أن يفظها فعل " ، 6وقال ابن
( )
عباس - ùلرجل ذكر له أنه سريع القراءة ": -إن كنت فاعل فاقرأ قراءة تسمعها أذنك ،ويعيها قلبك "اهـ ، 7
( )
وعن ابن أب ليلى ’ قال ":إذا قرأت فاسع أذنيك فإن القلب عدل بي اللسان والذن" . 8
)(1م سند أح د بن حن بل ج /2ص ، )6626( 174و صححه أح د شا كر ،م ستدرك الا كم 470-1 :
وقال صحيح على شرط م سلم ،م صنف ا بن أ ب شي بة ج /6ص ،) 30044(129صحيح الترغ يب والتره يب
لللبان .)969( 483-1:
)(2من ذلك :كتاب رييم الصوم نشر :دار طويق ،الصوم والصحة ،نيب الكيلن ،صوموا تصحوا – دراسة علمية
لفوائد الصوم :الشيخ سعيد الحري – دار العارف ،عال نفسك بالصيام :ميي الدين عبد الميد .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 52
كنتم تعلمون } [ ( )184سورة البقرة ] ،إنا رسالة من رب العالي تمل الكثي والكثي من الشارات والرشادات ،إن
ال تعال يقرر لنا هذه القاعدة العظيمة :أن الصيام خي لنا ،وإن من بعض خيه ما ت إثباته بالتجارب الخبية ومن تارب
العلماء الذ ين يؤكدون على أه ية هذه العل قة ب ي ال صيام وب ي التفك ي والف هم والتدبر ،إن شوا هد صحتها وأقوال أ هل
التجر بة وأحوال م من علماء ال سلمي وغ ي ال سلمي ل يت سع له كتاب و ما ل ين قل عن هم من أقوال وأحوال أك ثر وأك ثر ،
فالقليل منهم عَبّر عن حاله ،وذكر ما وجد ،وغيهم كثي وجد ول يذكر.
فإن أردت حقـا تدبر القرآن ،والتأثـر بـه ،فعليـك بذا الفتاح العجيـب ،وخاصـة فـ رمضان إنـه الصـيام ،الصـيام
ث الِقْدَام بن مَعْدِي ك ِربَ قا َل َ :سمِ ْعتُ َرسُو َل الِ صلى ال عليه
الصحيح الذي يرص فيه الصائم على تطبيق ما جاء ف حدي ِ
صلَْبهُ ،فإِ نْ كان ل َمحََالَ َة َ ،فُثلُ ثٌ ِلطَعامِ هِ
ب ابْ نِ آدَ َم لُقَيما تٌ ي ِقمْ نَ ُ
وسلم يقُو ُل « :ماملَ ابْ نُ آدَ مَ وِعاءً َشرّا مِ نْ َبطْ نٍ ِ،بحَ سْ ِ
سهِ » رواه المام أحد والترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذي :حديث حسن صحيح .
ث لِشَرابِهِ ِوَثلُثٌ ِلنَفَ ِ
َوُثلُ ٌ
وهذا الديث أصل جامع لصول الطب كلها ،وقد روى أن ابن أب ماسويه الطبيب -لا قرأ هذا الديث ف كتاب
أبـ خيثمـة ’ -قال " :لو اسـتعمل الناس هذه الكلمات لسـلموا مـن المراض والسـقام ولتعطلت الارشايات ودكاكيـ
الصيادلة".
ليس معن الصوم أن تسك عن الطعام والشراب مدة ث تلتهم أضعاف ما أمسكت عنه ؛ هذا بكل تأكيد ليس صوما
ناف عا ،إن ال صوم الذي ين فع صاحبه هو ما يقترن م عه عدم الش بع حال الفطار ،إن ب عض الشباب يقول قد صمت ف ما
وجدت الوجاء الذي أخب به النب صلى ال عليه وسلم .نقول :نعم إن كنت ف وقت فطرك تتقاضى من وقت صومك وترد
ال صاع صاعي فهذا ل يس ب صوم على القي قة بل هو إرهاق للبدن وتعذ يب له ،لن الدف من ال صوم حا ية ال سد عا مة
والقلب خاصة من سوم الطعمة والشربة ،وهذا معن قول النب صلى ال عليه وسلم " فإنه له وجاء " ؛ ذلك أن القلب
إذا استراح من سوم الطعمه صفا ورق .
قال الروزي ’ :قلت ل ب عبدال -يع ن المام أح د ’ " : -ي د الر جل من قل به ر قة و هو ش بع قال :ما أرى" ،
وعن نافع ’ عن ابن عمر ùقال " :ماشبعت منذ أسلمت " ،وعن ممد بن واسع ’ قال " :من قل ُط ْعمُه فهم وأفهم وصفا
ورق ،وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثي ما يريد " ،وعن أب سليمان الداران ’ قال " :إذا أردت حاجة من حوائج
الدنيا والخرة فل تأكل حت تقضيها ،فإن الكل يغي العقل " ،وعن قثم العابد ’ قال " :كان يقال :ما قل طعم امريء قط
إل رق قلبه ونديت عيناه " ،وعن أب عمران الون ’ قال ":كان يقال من أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه " ،وعن عثمان
بن زائدة ’ قال ":كتب إلّ سفيان الثوري ’ :إن أردت أن يَ صِحّ جسمك ويَقِ ّل نومك فأقلل من الكل " ،وعن إبراهيم بن
أدهم ’ قال " :من ضبط بطنه ضبط دينه ،ومن ملك جوعه ملك الخلق الصالة" ،وقال السن بن ييىالشن ’ :من
أراد أن يغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب ف نصف بطنه ،وقال أحد بن أب الواري ’ :فحدثت بذا أبا سليمان فقال
:إنا جاء الديث " ثلث طعام وثلث شراب " ،وأرى هؤلء قد حاسبوا أنفسهم فربوا سدسا ،وعن الشاف عي ’ قال :ما
شبعت منذ ستة عشر سنة إل شبعة أطرحها ،لن الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة ويلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة ،
وقالت عائشة ~ " :أول بدعة حدثت بعد رسول ال § :الشبع ،إن القوم لا شبعت بطونم جحت با نفوسهم إل الدنيا .
53 ملحقات البحث
رسالة إلى كل معلم ومعلمة في العالم
أخي الُعلّم أخت الُعلّمة :يا من يسر ال لكَِ قلوب الناشئة ،تسمع لك وتطيع ،وتُقِدّس كلمك ،وترى فيك القدوة
ال سنة ،وال ثل الذي يتذى ،إل يك أوجه هذه الر سالة :وهي أن ت سعى جاهدا ف تو صيل ما تضمنه هذا الكتاب من أمور
علم ية وعمل ية بأ سلوبك وطريق تك الا صة ،ب يث يتر سّخ لدى الناشئة علما وعملً أن ناح هم و سعادتم وقوت م ب ــذا
القرآن العظيم ،وَجّههم إل كيفية القيام بالقرآن ،وعلّمهم أنه الطريق لتثبيت معانيه العظيمه ف القـلوب ،علّمهم كيف
ح ل م بتف صيل وا ستمرار أن
يدعون ال تعال أن يرزق هم حب القرآن ،وأن يف تح ل م كنوزه ،وأن يض يئ ل م أنواره ،وضّ ْ
الياة بدون القرآن العظيم شقاء وضلل وضياع ،وأن ال تعال أنزل هذا القرآن العظيم رحة وهدى للعالي .
احتوى الكتاب على عدد من اليات ،والحاد يث ،وأقوال ال سلف ،م ا يبي كيف ية التعا مل مع القرآن العظ يم ،
سرْها واشرحها لم ،واجعلهم يفظون منها مايستطيعون ليكون حافزا لم للعمل با .
والنتفاع به َ ،ف ّ
تفقدهم بي الي والخر ،وراقب تفاعلهم مع ما تعلمهم إياه ف هذا المر الهم ف حياتم ،إنم بذلك يكونون حسنة
من حسناتك ،وغرسا من غراسك ،تسعد وتسر حي تراهم سعداء ،تراهم نافعي مؤثرين ف أمتهم .
أرجو منك الحتساب ف توصيل مادة الكتاب ،لن تت يدك من فلذات أكبادنا ،الذين يؤلنا واقعهم الأسوي ،وما
يعانيه الكثي منهم من قلق ،وضياع فكري وخلقي ،ف زمن كثر فيه قطاع الطريق وتنوعت أطماع الطامعي ووسائلهم ،
وتبط الكثيون ف البحث عن القوة والتطوير وتقيق النجاح ف الياة ،وهو ف أيديهم ،ف هذا القرآن العظيم .
إن الكتاب ير سم الطر يق الخت صر وال من والقوي للترب ية وال صلح ،ول كن ال مر يتاج إل توض يح وبيان ل ن ل
يستطع ذلك .
أسأل ال الكري بنه وفضله أن يعلك مفتاحا من مفاتيح القوة والنجاح للمة ،وأن يقق على يديك النصر للسلم
والسلمي .
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة 54
المحتويات
...........................................................................................................................................6مقدمة
...........................................................................................................................49خاتة البحث
..................................................................................................................................54الحتويات