Professional Documents
Culture Documents
1 1
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
به ،فلما رأوا منه الد ،خلوا بينه وبي الفر ،فكفوا عنه ،فلم يكث إل قليلً حت بدا له
الطوي ،فكب ،فعرفت قريش أنه قد صدق وأدرك حاجته ،فقاموا إليه ،فقالوا :إنا بئر أبينا
إساعيل ،وإن لنا فيها حقا ،فأشركنا معك فيها.
قال :ما أنا بفاعل ،وإن هذا لمر قد خصصت به دونكم ،وأعطيته من بينكم ،قالوا:
فأنصفنا ،فإنا غي تاركيك حت ناصمك فيهان قال :فاجعلوا بين وبينكم من شئتم
أخاصمكم إليه ،فقالوا :كاهنة بن سعد بن هذي ،قال :نعم ،وكانت بأشرف الشام.
حدثنا أحد بن عبد البار ،قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يزيد بن أب حبيب
الصري عن مرثد بن عبد ال اليزن عن عبد ال بن زرير الغافقي قال :سعت علي بن أب
طالب ،وهو يدث حديث زمزم فقال :بينا عبد الطلب نائم ف الجر ،أتى ،فقيل له:
احفر برة ،فقال :وما برة? ث ذهب عنه ،حت إذا كان الغد نام ف مضجعه ذلك ،فأتى،
فقيل له :احفر الضنونة ،فقال :وما الضنونة? ث ذهب عنه ،حت إذا كان الغد عاد فنام ف
مضجعه ،فأتى ،فقيل له :احفر طيبة ،فقال :وما طيبة? ث ذهب عنه ،فلما كان الغد عاد
لضجعه فنام فيه ،فأتى فقيل له :احفر زمزم ،فقال :وما زمزم? فقال :ل تنف ول تذم،
ث نعت له موضعها.
فقام فحفر حيث نعت ،فقالت له قريش :ما هذا يا عبد الطلب? فقال :أمرت بفر زمزم،
فلما كشف عنه ،وأبصروا الطوي ،قالوا :يا عبد الطلب إن لنا لقا فيها معك ،إنا لبئر
أبينا إساعيل ،فقال :ما هي لكم ،لقد خصصت با دونكم ،قالوا :فحكمنا ،فقال :نعم،
فقالوا :بيننا وبينك كاهنة بن سعد بن هذي ،وكانت بأشرف الشام.
فركب عبد الطلب ف نفر من بن أبيه ،وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر ،وكانت
الرض إذ ذاك مفاوز فيما بي الشام والجاز ،حت إذا كانوا بفازة من تلك البلد ،فن
ماء عبد الطلب وأصحابه حت أيقنوا اللكة ،فاستسقوا القوم ،قالوا ما نستطيع أن
نسقيكم ،وإنا لنخاف مثل الذي أصابكم ،فقال عبد الطلب لصحابه :ماذا ترون? قالوا:
ما رأينا إل تبع لرأيك ،قال :فإن أرى أن يفر كل رجل منكم حفرته با بقي من قوته،
فكلما مات رجل منكم ،دفعه أصحابه ف حفرته ،حت يكون آخركم يدفعه صاحبه،
فضيعه رجل أهون من ضيعة جيعكم ،ففعلوا.
2 2
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ث قال :وال إن إلقاءنا بأيدينا للموت ،ل نضرب ف الرض ونبتغي ،عجز .فقال
لصحابه :ارتلوا ،فارتلوا ،وارتل ،فلما جلس على ناقته ،وانبعث به ،انفجرت عي من
تت خفها باء عذب ،فأناخ وأناخ أصحابه ،فشربوا ،واستقوا وسقوا ،ث دعوا أصحابم:
هلموا إل الاء ،فقد سقانا ال عز وجل ،فجاؤوا فاستقوا وسقوا ،ث قالوا :يا عبد الطل،
قد وال قضى لك ،إن الذي سقاك هذا الاء بذه الفلة ،لو الذي سقاك زمزم ،انطلق،
فهي لك ،فما نن بخاصميك.
حدثنا أحد بن عبد البار :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق ،قال :فانصرفوا ومضى عبد
الطلب فحفر ،فلما تادى به الفر ،وجد غزالي من ذهب ،وها الغزالن اللذان كانت
جرهم دفنت حي أحرجت من مكة ،وهي بئر إساعيل بن إبراهيم ،الت سقاه ال عز
وجل حي ظمئ ،وهو صغي.
حدثنا أحد :نا يونس عن إسحق ،تقال :حدثن عبد ال بن أب نيع ،عن ماهد ،قال :ما
زلنا نسمع أن زمزم هزة جبيل بعقبه لساعيل حي ظمئ.
حدثنا أحد :نا يونس عن سعيد بن ميسرة البكري ،قال :حدثنا أنس بن مالك أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال :لا طردت هاجر أم إساعيل القبطية سارة ،ووضعها إبراهيم
بكة ،عطشت هاجر ،فنل عليها جبيل ،فقال لا :من أنت? فقالت :هذا ولد إبراهيم،
فقال :أعطشانة أنت? قالت :نعم ،فبحث بناحه الرض ،فخرج الاء ،فأكبت عليه هاجر
تشربه ،فلول ذلك لكانت أنارا جارية.
نا أحد :حدثنا يونس ،عن ابن إسحق ،قال :فلما حفر عبد الطلب زمزم ،ودله ال عز
وجل عليها ،وخصه با ،زاده ال عز وجل شرفا وخطرا ف قومه ،وعطلت كل سقاية
كانت بكة حي ظهرت ،فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها ،لكانا من
البيت ،وأنا سقيا ال عز وجل اساعيل.
حدثنا أحد ،قال :ثنا يونس عن طلحة بن يي ،عن عائشة بنت طلحة زوج النب صلى
ال عليه وسلم أنا قالت :ماء زمزم طعام طعم ،وشفاء سقم.
حدثنا أحد قال :ثنا يونس ،عن ابن إسحق قال :ووجد عبد الطلب أسيافا مع الغزالي،
فقالت قريش :لنا معك يا عبد الطلب ف هذا شرك وحق ،فقال :ل ،ولكن هلموا إل أمر
3 3
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نصف بين وبينكم ،نضرب عليها بالقداح ،فقالوا :فكيف تصنع? قال :أجعل للكعبة
قدحي ،ولكم قدحي ،ول قدحي ،فمن خرج له شيء كان له ،فقالوا :قد أنصفت،
وقد رضينا ،فجعل قدحي أصفرين للكعبة ،وقدحي أسودين لعبد الطلب ،وقدحي
أبيضي لقريش ،ث أعطوها الذي يضرب بالقداح ،وقام عبد الطلب يدعو ال و يقول:
اللهم أنت اللك الحمـود
ومسك الراسية اللمـود رب وأنت البدىء العيد
من عندك الطارف و التليد إن شئت ألمت مـا تـريد
فبي الـيوم لـمـا تـريد لوضع اللية و الـديد
أجعله رب فـل أعـود إن نذرت عاهد العهـود
وضرب صاحب القداح ،فخرج الصفران على الغزالي للكعبة ،فضربما عبد الطلب ف
باب الكعبة ،فكانا أول ذهب حليته ،وخرج السودان على السيوف والدرع لعبد
الطلب فأخذها.
وكانت قريش ومن سواهم من العرب إذا اجتهدوا ف الدعاء ،سجعوا وألفوا الكلم،
وكانت فيما يزعمون قلما ترد إذا دعا با داع.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن إسحق ،قال :حدثن عبد ال بن أب نيح ،عن عبد
ال بن عبيد بن عمي عن عبد ال بن خريت -وكان قد أدرك الاهلية -قال :ل يكن
من قريش فخذ إل ولم ناد معلوم ف السجد ،إذ أقبل إلم ،فدخل من باب السجد
مسرعا حت تعلق بأستار الكعبة ،فجاء بعده شيخ يريده ،حت انتهى إليه ،فلما ذهب
ليتناوله يبست يداه ،فقلنا ما أخلق هذا أن يكون من بن بكر ،فتحقبناه العرب مع ما
تدث به عنا ،فقمنا إليه ،فقلنا :من أنت? فقال :من بن بكر ،فقلنا :ل مرحبا بك ،مالك
ولذا اللم? فقال اللم :ل وال ،إل أن أب مات ونن صبيان صغار ،وأمنا مؤتة ل
أحد لا ،فعاذت بذا البيت ،فنقلتنا إليه وأوصت فقالت :إن ذهبت وبقيتم بعدي فظلم
أحد منكم ،أو ركب بكم أمر ،فمن رأى هذا البيت فليأته فيتعوذ به فإنه سنعه ،وإن هذا
أخذن واستخدمن سني ،واسترعان إبله ،فجلب من إبله قطيعا ،فجاء ب معه ،فلما
4 4
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رأيت البيت ذكرت وصاة أمي ،فقلنا :قد وال أرى منعك ،فانطلقنا بالرجل ،وإن يديه
لثل العصوين قد يبستا ،فأحقبناه على بعي من إبله ،وشددناه بالبال ،ووجهنا إبله،
وقلنا :انطلق لعنك ال.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد الرحن بن القاسم عن أبيه
القاسم بن ممد عن أب بكر أنه قال :كنت امرءا تاجرا ،فسلكت ثنيه ف سفر ل ،فإذا
هو نيش قد أنيبته حيه أصابته ،فقال :يا عبد ال هل أنت مبلغي إل أهلي ها هنا ،تت
هذه الثنية? فقلت :نعم ،فاحتملته على بعيي ،فأتيت به على أهله ،فقال ل رجل من
القوم :يا عبد ال من أنت? فقلت :رجل من قريش ،فقال :وال إن لظنك مصنوعا لك،
وال ما كان لص أعدى منه.
قال :وأضلن ناقة ل قد كنت أعلفها العجي ،فلما أيست منها ،اضطجعت عند رحلي،
وتقنعت بثوب ،فوال ما أهبن إل حس مشفرها ترك به قدمي ،فقمت إليها ،فركبتها.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن إسحق ،قال :حدثن من سع عكرمة يذكر عن ابن
عباس قالك بينا أنا جالس عند عمر بن الطاب ،وهو يعرض الناس على ديوانم ،إذ مر
شيخ كبي أعمى ييد? قائده جبذا شديدا ،فقال عمر :ما رأيت كاليوم منظرا أسوأ.
قال :فقال له رجل :يا أمي الؤمني هذا ابن صبغاء البهزي ،ث السلمي ،بيك بريق ،فقال
عمر :قد أعلم أن بريقا لقب ،فما اسم الرجل? قالوا :عياض ،قال عمر :ادعوا ل عياضا،
فدعى ،فقال :أخبن خبك وخب بن صبغاء -وكانوا عشرة نفر . -
فقال عياض :شيء كان ف الاهلية قد جا ال بالسلم ،فقال عمر :اللهم غفرا ،ما كنا
أحرانا نتحدث عن أمر الاهلية منا حي هدانا ال عز وجل للسلم ،وأنعم علينا به!
فقال :يا أمي الؤمني كنت امرءا قد نفان أهلي ،وكان بنو صبغاء عشرة ،وكانت بين
وبينهم قرابة وجوار ،فتنقصون ما ب وتذللون ،فسألتهم بال والرحم والوار إل ما كفوا
عن ،فلم يفعلوا ،ول ينعن ذلك منهم ،فأمهلتهم حت دخل الشهر الرام ،ث رفعت يدي
إل ال عز وجل فقلت:
اللهم أدعوك دعاء جـاهـدا اقتل بن الصبغاء إل واحدا
ث اضرب الرجل فذره قاعدا أعمى إذا ما قيد عن القائدا
5 5
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فتتابع منهم تسعة ف عام واحد ،وضرب ال عز وجل هذا ،وأعمى بصره ،فقائده يلقي
منه ما رأيت ،فقال عمر :إن هذا لعجب.
فقال رجل من القوم :يا أمي الؤمني شأن أب تقاصف الناعي ،ث الذل ،وأخوته
أعجب من هذا ،فقال عمر :وكيف كان شأن أب تقاصف وأخواته? فقال :كان جار هو
منهم بنلة عياض من بن صبغاء ،فتنقصوه وتذللوه ،فذكرهم ال والرحم والوار ،فلم
يعطفهم ذلك عليه ،فأمهلهم حت إذا دخل الشهر الرام ،رفع يديه ث قال:
اللهم رب كل آمن وخـائف وسامع هتاف كل هاتـف
ان الناعي أبا تقـاصـف ل يعطن الق ول يناصف
فاجع له الحبة اللطـف بي قران ث والتـواصـف
قال فنلوا ف قليب لم يفرونه حيث وصف ،فتهور عليهم ،فإنه لقبهم إل يومهم هذا.
فقال رجل من القوم :شأن بن مؤمل من بن نصر أعجب من هذا ،كان بطن من بن
مؤمل ،وكان لم ابن عم قد استول على أموال بطن منهم وراثة فألأ نفسه وماله إل
ذلك البطن ،فتنقصوا ماله وتذللوه وتضعفوه ،فقال :يا بن مؤمل ،إن قد ألأت نفسي
ومال إليكم لتمنعون وتكفوا عن ،فقطعتم رحي ،وأكلتم مال وتذللتمون ،فقام رجل
منهم يقال له رياح ،فقال :يا بن مؤمل صدق ،فاتقوا ال فيه وكفوا عنه ،فلم ينعهم ذلك
منه ،ول يكفوا عنه ،فأمهلهم حت إذا دخل الشهر الرام وخرجوا عمارا ،رفع يديه فقال:
اللهم زلم عن بن مـؤمـل وارم على أقفائهم بنـكـل
إل رياحا إنـه لـم يفـعـل بصخرة أو بعض جيش جحفل
فخرجوا حت إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا إل جبل فأرسل ال عز وجل من رأس البل
صخرة تر ما مرت به من حجر أو شجر ،حت دكتهم به دكة واحدة ،إل رياحا وأهل
خبائه ،لنه ل يفعل.
فقال عمر بن الطاب رضي ال عنه :إن هذا للعجب ،ل ترون هذا كان? فقالوا :يا أمي
الؤمني أنت أعلم ،فقال :أما ان قد علمت ذاك ،كان الناس أهل الاهلية ل يعرفون ربا
ول بعثا ،ول قيامة ول جنة ول نارا ،فكان ال عز وجل يستجيب لبعضهم على بعض،
للمظلوم على الظال ،ليكف بذلك بعضهم عن بعض ،فلما بعث ال عز وجل هذا
6 6
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الرسول ،وعرفوا ال عز وجل والبعث والقيامة ،والنة والنار ،وقال ال عز وجل :بل
الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر فكانت الدد والملء.
نذر عبد الطلب
حدثنا أحد بن عبد البار قال :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق قال :وكان عبد الطلب
بن هاشم فيما يذكرون ،قد نذر حي لقي من قريش -عند حفر زمزم -ما لقي :لئن
ولد له عشرة نفر ،ث بلغوا معه حت ينعوه ،لينحرن أحدهم ل عز وجل عند الكعبة ،فلما
تواف بنوه عشرة :الارث ،والزبي ،وحجل ،وضرار ،والقوم ،وأبو لب ،والعباس،
وحزة ،وأبو طالب ،وعبد ال ،وعرف أنم سيمنعونه ،جعهم ث أخبهم بنذره الذي
نذر ،ودعاهم إل الوفاء ل بذلك ،فأطاعوا له ،وقالوا له :كيف تصنع? فقال :يأخذ كل
رجل منكم قدحا ،فيكتب فيه اسه ،ث تأتون ،ففعلوا ،ث أتوه ،فدخل كل رجل منكم
قدحا ،فيكتب فيه اسه ،ث تأتون ،ففعلوا ،ث أتوه ،فدخل بم على هبل ف جوف الكعبة،
وكان هبل عظيم أصنام قريش بطة ،وكان على بئر ف جوف الكعبة ،وكانت تلك البئر
الت يمع فيها ما يهدي للكعبة ،وكان عند هبل سبعة أقداح ،ف لك قدح منها كتاب،
قدح فيه العقل ،إذا اختلفوا ف العقل من يمله منهم ضربوا بالقداح السبعة ،فعلى من
خرج حله ،وفيها قدح الغفل ،وقدح فيه نعم للمر إذا أرادوه ضرب به ف القداح ،فإن
خرج قدح نعم ،عملوا به ،وقدح فيه ل ،فإذا أرادوا أمرا ضربوا به ف القداح ،فإذا خرج
ذلك القدح ،ل يفعلوا ذلك المر ،وقدح فيه منكم وقدح فيه من غيكم وقدح فيه
ملصق وقدح فيه الياه فإذا ارادوا أن يفروا للماء ضربوا بالقداح ،وفيها ذلك ،فحيثما
خرج عملوا به ،وكانوا إذا ارادوا أن يتنوا إلما ،أو ينكحوا منكحا ،أو يدفنوا ميتا ،أو
شكوا ف نسب أحد منهم ،ذهبوا به إل هبل ،وذهبوا معهم بزور ومائة درهم إل
صاحبه صاحب القداح الت يضرب با ،فأعطوها إياه ،ث قربوا صاحبهم الذي يريدون به
ما يريدون ،وقالوا :اضرب ،اللهم أخرج على يديه اليوم الق ،ث استقبلوا هبل ،فقالوا :يا
إلنا ،هذا فلن بن فلن كما زعم أهله ،يريدن كذا وكذا ،فإن كان كذلك فأخرج فيه
الغفل ،أو نعم أو منكم واقبل هديته فإن خرج من هؤلء الثلثة كتب ف قومه وسيطا،
وإن خرج عليه من غيكم كان حليفا ،وإن خرج عليه ملصق كانت منلته فيهم ل
7 7
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نسب ول حلف ،وإن خرج فيه شيء ما سوى هذا ما يعملون به نعم عملوا به ،وإن
خرج ل أخروه عامه ذلك حت يأتوا به مرة أخرى ،ينتهون من أمورهم إل ذلك ما
خرجت به القداح.
فقال عبد الطلب :اضرب على بن هؤلء بقداحهم هذه ،وأخبه بنذرن ،وأعطاه كل
رجل منهم قدحه الذي فيه اسه ،وكان عبد ال بن عبد الطلب ،أبو رسول ال صلى ال
عليه وسلم أصغر بن أبيه ،كان هو والزبي وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عائد بن
عبد ال بن عمران بن مزوم ،وكان -فيما يزعمون -أحب ولد عبد الطلب إليه،
وكان عبد الطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى ،فلما أخذ صاحب القداح
القداح ليضرب با ،قام عبد الطلب عند هبل يدعو ويقول:
اللهم ل يرج عليه القدح إن أخاف أن يكون قدح
إن كان صاحب للـذبـح إن اراه اليوم خي قـدح
حت يكون صاحب للمنح يغن عن اليوم كل سرح
فخرج القدح على عبد ال ،فاخذ عبد الطلب بيده ،وأخذ الشفرة ،ث أقبل به إل إساف
ونائلة ،الوثني اللذين تنحر عندها قريش ذبائحها ،ليذبه ،فقامت إليه قريش من أنديتها،
فقالوا :ماذا تريد يا عبد الطلب? فقال :أذبه ،وأنشأ يقول:
عاهدت رب وأنا موف عهده أيام أحفـر وبـنـي وحـده
وال ل أحد شـيئا حـمـده كيف أعاديه وأنـا عـبـده
إن أخاف إن أخرت وعـده أن أضل إن تركت عـهـده
ما كنت أخشى أن يكون وحده مثل الذي لقيت يوما عنـده
أوجع قلب عند حفـري رده وال رب ل أعيش بـعـده
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن إسحق قال :ذكروا أن العباس بن عبد الطلب اجتره
من تت رجل أبيه حت خدش وجه عبد ال خدشا ،ل يزل ف وجهه حت مات.
قال ابن إسحق :فقالت قريش وبنوه :وال ل تذبه أبدا ونن أحياء حت نعذر فيه ،لئن
فعلت هذا ل يزال رجل يأت بابنه تت يذبه ،فما بقاء الناس على ذلك.
8 8
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قال ابن إسحق :وقال الغية بن عبد ال بن عمرو بن مزوم -وكان عبد ال بن عبد
الطلب بن أخت القوم : -وال ل تذبه أبدا حت نعذر فيه ،فإن كان فداء ،فديناه
بأموالنا ،وقال فيما يزعمون ف ذلك شعرا حي أجع عبد الطلب ف ذبح عبد ال ب
أجع:
واعجبن من قتل عبد الـطـلـب وذبه خرقا كتمـثـال الـذهـب
يا شيب ل تعجل علينا بالـعـجـب فما ابننا بشرط القـوم الـنـجـب
ول ابنكم بالستذل الـغـتـصـب نفاديه بالال حـتـى نـحـتـرب
فسوف أفديه بالـي والـسـلـب وسوف ألقى دونه من الغـضـب
أشوس آباء قبيحـات الـحـطـب ما ذبح عبد ال فينا بـالـلـعـب
ذبا كما مـعـتـور الـنـصـب كل ورب البيت مستور الـجـب
ضربا يزيل الام من بعد الغضـب ل يعجل الذبوح حت نضـطـرب
بكل مصقول رقـيق ذي شـطـب كالبق أو كالنار ف الثوب العطب
قال أبو عمر :ويقال :القطب والعطب ،القطن.
قال ابن إسحق :وقد قال أبو طالب حي أراد عبد الطلب ذبح عبد ال -وكان ابن أمه
-وحي قال الغية بن عبد ال بن عمرو بن مزوم ما قال:
كل ورب البيت ذي النصاب ورب ما أضى من الركـاب
كل قريب الدار أو منـتـاب يزور بيت ال ذا الـجـاب
ما قتل عبد ال بـالـلـعـاب من بي وهط عصبة شبـاب
ابن نساء سـطة النـسـاب أغر بي البيض من كـلب
أهل الياد القب والقـبـاب وبي مزوم ذوي الحسـاب
لستم علـى ذلـك بـالذنـاب حت تذوقوا حس الضـراب
بكل عضب ذائب الـلـعـاب ذي رونق ف الكف كالشهاب
إن ل يعجل أجل الـكـتـاب تلقاه ف القـران ذا أنـداب
يا شيب إن الور ذو عقـاب قلت وما قول بالـمـعـاب
أخوال صدق كأسود الغـاب إن لنا إن جرت ف الطـاب
9 9
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حت يص القاع ذو التـراب لن يسلموه الدهر لـلـعـذاب
دماء قوم حـرم السـلب
10 10
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يرضى ربكم عز وجل ،فإذا خرجت القداح على البل ،فقد رضي ربكم ،فانروها عنه،
وني صاحبكم.
فخرجوا حت قدموا مكة ،فلما أجعوا لذلك المر ،قام عبد الطلب يدعو ال عز وجل،
ويقول:
اللهم إنك فـاعـل لـمـا تـرد إن شئت ألمت الصواب والرشد
إن مواليك على رغـم مـعـد وسـاقـي حـجـيجـك البـد
أورثن سقـياهـم أبـي وجـد فإن وجدي فاعلمن وجـد وجـد
أنت الذي تعـلـم كـل صـمـد فل تـقـق حـذري بـولـد
واجعل فداه ف الله العـد
حدثنا أحد بن عبد البار قال :نا يونس عن ابن إسحق قال :فلما قربوا عبد ال وعشرا
من البل ،وعبد الطلب ف جوف الكعبة يدعو ويقول:
اللهم رب العشر بعد العشر ورب من يأت بكل نـذر
أنج عبد ال عند النـحـر ونه من شفعها والوتـر
ث ضربوا ،فخرج السهم على عبد ال ،فزادوا عشرا فبلغت البل عشرين ،وقام عبد
الطلب يدعو ويقول:
يا رب عشرين ورب الشـفـع
11 11
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
كلذعة النار الت ف السـفـع
ث ضربوا ،فخرج السهم على عبد ال ،فزادوا عشرا ،فبلغت البل ثلثي ،وقام عبد
الطلب يدعو ال ويقول:
رب الثلثي ول الـنـعـم
ث ضربوا ،فخرج السهم على عبد ال ،فزادوا عشرا ،فبلغت البل أربعي ،فقام عبد
الطلب يدعو ال ويقول:
اللهم رب الربعي إذ بلغت
12 12
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عدل بن عبد مناف وقعت
ث ضربوا فخرج السهم على عبد ال ،فزادوا عشرا ،فبلغت البل خسي ،وقام عبد
الطلب يدعو ال عز وجل ويقول:
يا رب خسي سان بـدن
ث ضربوا ،فخرج السهم على عبد ال ،فزدادوا عشرا فبلغت البل الستي .وقام عبد
الطلب يدعو ويقول:
اللهم رب الستي ورب الشعر
13 13
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يا رب سبعي له قد جعت
14 14
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حت ييزوا معشرا للمجمع
ث ضربوا ،فخرج السهم على عبد ال ،فزادوا عشرا ،فبلغت البل مائة ،وقام عبد الطلب
يدعو ويقول:
اللهم رب مائة ل تقـسـم
ث ضربوا ،فخرج السهم على البل ،فقالت قريش ومن حضرة :قد رضي ربك ،وخلص
لك ابنك.
حدثنا أحد بن عبد البار قال :نا يونس عن ابن إسحق قال :فذكروا أن عبد الطلب
قال :ل وال حت أضرب عليها ثلث مرات ،فضربوا على البل وعلى عبد ال ،وقام عبد
الطلب يدعو ويقول:
اللهم أنت هديتـي لـزمـزم
15 15
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فل ترينه الغداة فـي الـدم
ث ضربوا ،فخرج السهم على البل ،ث أعادوا الثانية ،وعبد الطلب مكانه عند هبل ،فلما
أرادوا أن يضربوا ،قال:
يا رب ل تشمت ب العادي
16 16
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
إن بنـي ثـمـرة فـؤادي
فل تسيل دمه ف الـوادي
17 17
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أو تصرف الوت فل أبال
عن ابن الصغر ذا اللل
18 18
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قصي ،وأم برة :أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي ،وأم حبيب بنت أسد لبة
بنت عوف بن عبيد بن كعب بن لؤي.
قال ابن إسحق :فذكروا أنه دخل عليها حي ملكها مكانه ،فوقع عليها عبد ال ،فحملت
برسول ال صلى ال عليه وسلم ،فخرج من عندها حت أتى الرأة الت قالت له ما قالت،
وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ،وهي ف ملسها ،فجلس إليها ،وقال:
مالك ل تعرضي علي اليوم مثل الذي عرضت علي أمس? قالت :فارقك النور الذي كان
فيك ،فليس ل بك اليوم حاجة.
حدثنا أحد قالك نا يونس عن ابن إسحق قال :وكانت -فيما ذكروا ،تسمع من أخيها
ورقة بن نوفل ،وكان قد تنصر واتبع الكتب -ويقول :أنه لكائن ف هذه المة نب من
بن إساعيل ،فقالت ف ذلك شعرا ،واسها أم قبال ابنة نوفل بن أسد ،كذا قال :أم قبال:
الن وقد ضيعت ما كنت قادرا
19 19
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يكون وما هو كائن قبـل ذلـك
فإن كنت ضيعت الذي كان بيننـا
20 20
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يسود الناس مهتديا إمامـا
براه ال من نور مصفـى
21 21
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بالواضح الوجه الزين عـذرا
فالمد للـه الجـل شـكـرا
22 22
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حدثنا أحد نا يونس عن ابن إسحق قال :فكانت آمنة بنت وهب أم رسول ال صلى ال
عليه وسلم تدث أنا أتيت حي حلت ممدا صلى ال عليه وسلم فقيل لا :إنك قد
حلت بسيد هذه المة ،فإذا وقع إل الرض فقول:
أعـيذه بـالــواحـــد
فإنه آية ذلك أن يرج معه نور يل قصور بصرى من أرض الشام ،فإذا وقع فسميه
ممدا ،فإن اسه ف التوراة أحد ،يمده أهل السماء وأهل الرض ،واسه ف الفرقان ممد
فسميه بذلك.
فلما وضعته ،بعثت إل عبد الطلب جاريتها -وقد هلك أبوه عبد ال وهي حبلى ،ويقال
أن عبد ال هلك والنب صلى ال عليه وسلم ابن ثانية وعشرين شهرا ،فال أعلم أي ذلك
كان -فقالت :قد ولد لك الليلة إلم فانظر إليه ،فلما جاءها ،أخبته خبه ،وحدثته با
رأت حي حلت به ،وما قيل لا فيه ،وما أمرت أن تسميه ،فأخذه عبد الطلب فأدخله
على هبل ف جوف الكعبة ،فقام عبد الطلب يدعو ال ،ويشكر ال أعطاه إياه ،فقال:
السعد ل الذي أعـطـانـي
23 23
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
هذا اللم الطـيب الردان
قد ساد ف الهد على الغلمان
وقال عبد الطلب حي فرغ من شأن عبد ال ،وفرج عنه ما كان فيه من البلء وألم
بذبه:
دعوت رب دعوة النـاصـح
24 24
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
25 25
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
26 26
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فتركوها وهي ف عصواد
27 27
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أصاب فيها حلية فتسـلـمـا
ل ما أجرى عليه السـهـمـا
28 28
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
زمزم ذات الوضع العجيب
بي سواد الصنم التـصـوب
29 29
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بن سعد بن بكر ،نلتمس با الرضعاء ،وف سنة شهباء ،فقدمت على أتان ل قمراء كانت
أذمت بالركب ،ومعي صب لنا ،وشارفنا لنا ،وال ما ننام ليلنا ذلك أجع مع صبينا ذاك،
ما ند ف ثديي ما يغنيه ،ول ف شارفنا ما يغذيه ،فقدمنا مكة ،فوال ما علمت منا امرأة
إل وقد عرض عليها -رسول ال صلى ال عليه وسلم -فإذا قيل إنه يتيم تركناه ،وقلنا:
ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه ،إنا نرجو العروف من أب الوليد ،فأما أمه فما عسى أن
تصنع إلينا? فوال ما بقي من صواحب امرأة إل أخذت رضيعا غيي ،فلما ل أجد غيه،
قلت لزوجي الارث بن عبد العزى :وال إن أكره أن أرجع من بي صواحب ليس معي
رضيع ،لنطلقن إل ذلك اليتيم فلخذنه ،قال :ل عليك ،فذهبت ،فأخذته ،فوال ما
أخذته إل أن ل أجد غيه.
فما هو إل أن أخذته ،فجئت به رحلي ،فأقبل عليه ثدياي با شاء من لب ،فشرب حت
روي ،وشرب أخوه حت روي ،وقام صاحب إل شارفنا تلك فإذا إنا لافل ،فحلب ما
شرب وشربت حت روينا ،فبتنا بي ليلة ،فقال صاحب :يا حليمة ،وال إن لراك قد
أخذت نسمة مباركة ،أل تري إل ما بتنا به الليلة من الب حي أخذناه?! فلم يزل ال
يزيدنا خيا ،حت خرجنا راجعي إل بلدنا ،فو ال لقطعت أتان بالركب حت ما يتعلق
با حار ،حت أن صواحب ليلقي :ويلك ،يا بنت أب ذؤيب ،أهذه أتانك الت خرجت
عليها معنا? فأقول :نعم ،وال إنا لي ،فيقلن :وال إن لا لشأنا ،حت قدمنا أرض بن
سعد ،وما أعلم أرضا من أرض ال عز وجل أجدب منها ،حت قدمنا أرض بن سعد،
وما أعلم أرضا من أرض ال عز وجل أجدب منها ،فإن كانت غنمي لتسرح ث تروح
شباعا ،لبنا ،فنحلب ما شئنا ،وما نولنا أحد تبض له شاة بقطرة لب ،وإن أغنامهم
لتروح جياعا ،حت أنم ليقولون لرعيانم :ويكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أب
ذؤيب ،فاسرحوا معهم ،فيسرحون مع غنمي حيث نسرح ،فييون أغنامهم جياعا وما
فيها قطرة لب ،وتروح غنمي شباعا ،لبنا نلب ما شئنا ،فلم يزل ال عز وجل يرينا
البكة ،ونتعرفها حت بلغ سنتيه ،وكان يشب شبابا ل يشبه الغلمان ،فو ال ما بلغ سنتيه
حت كان إلما جفرا ،فقدمنا به على أمه ،ونن أضن شيء به ما رأينا فيه من البكة،
30 30
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فلما رأته أمه ،قلنا لا :يا ظئر دعينا نرجع ببنينا هذه السنة ،فإنا نشى عليه أولء مكة،
فوال ما زلنا با حت قالت :فنعم ،فسرحته معنا.
فأقمنا به شهرين أو ثلثة ،فبينا نن خلف بيوتنا ،وهو مع أخ له من الرضاعة ف بم لنا،
جاءنا أخوه يشتد ،فقال :ذاك أخي القرشي قد جاءه رجلن عليهما ثياب بياض،
فأضجعاه فشقا بطنه ،فخرجت أنا وأبوه نشتد نوه ،فنجده قائما منتفعا لونه ،فاعتنقه
أبوه ،وقال :أي بن ،ما شأنك? قال :جاءن رجلن عليهما ثياب بياض ،فأضجعان فشقا
بطن ،ث استخرجا منه شيئا فطرحاه ،ث رداه كما كان ،فرجعنا به معنا ،فقال أبوه :يا
حليمة لقد خشيت أن يكون ابن قد أصيب ،انطلقي بنا ،فنرده إل أهله قبل أن يظهر به
ما يتخوف.
قالت :فاحتملناه ،فلم ترع أمه إل به قد قدمنا به عليها ،فقالت :ما رد كما به ،قد كنتما
عليه حريصي?! فقلنا :ل وال يا ظئر ،إل أن ال عز وجل قد أدى عنا وقضينا الذي
علينا ،وقلنا :نشى التلف والحداث ،نرده إل أهله ،فقالت :ما ذلك بكما ،فاصدقان
شأنكما ،فلم تدعنا حت أخبناها خبه ،فقالت :أخشيتما عليه الشيطان ،كل وال ما
للشيطان عليه سبيل ،وإنه لكائن ل بن هذا شأن ،أل أخب كما ببه? قلنا :بلى ،قالت:
حلت به ،فما حلت حلً قط أخف منه ،فأريت ف النوم حي حلت به كأنه خرج من
نور أضاءت له قصور الشام ،ث وقع حي ولدته وقوعا ما يقعه الولود ،معتمد أعلى يديه،
رافعا رأسه إل السماء ،فدعياه عنكما.
حدثنا أحد قال :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق قال :حدثن ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان ،عن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنم قالوا :يا رسول ال ،أخبنا عن
نفسك ،فقال :دعوة أب إبراهيم ،وبشرى عيسى ،ورأت أمي حي حلت ب أنه خرج
منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ،واسترضعت ف بن سعد بن بكر،
فبينا أنا مع أخ ل ف بم لنا ،أتان رجلن عليهما ثياب بياض ،معهما طست من ذهب
ملوءة ثلجا ،فأضجعان ،فشقا بطن ،ث استخرجا قلب فشقان ،فأخرجا منه علقة سوداء،
فألقياها ،ث غسل قلب وبطن بذاك الثلج ،حت إذا أنقياه ،رداه كما كان ،ث قال أحدها
31 31
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
لصاحبه :زنة بعشرة من أمته ،فوزنن بألف ،فوزنتم ،ث قال :زنه بألف من أمته ،فوزنن
بألف ،فوزنتهم ،فقال :دعه عنك ،فلو وزنته بأمته لوزنم.
حدثنا أحد قال :نا يونس بن بكي عن أب سنان الشيبان ،عن حبيب ابن أب ثابت ،عن
يي بن جعدة ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن ملكي جاءان ف صورة
كركيب ،معهما ثلج وماء بارد ،فشرح أحدها صدري ،ومج الخر منقاره ،فغسله.
حديث تبع الميي
حدثنا أحد بن عبد البار :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق قال :ث إن تبعا أقبل من
مسيه الذي كان سار يول الرض فيه ،حت نزل على الدينة ،فنل بوادي قباء ،فحفر
فيها بئرا ،فهي اليوم تدعى بئر اللك ،وبالدينة إذ ذاك يهود ،والوس والزرج ،فنصبوا له
فقاتلوه ،فجعلوا يقاتلوه بالنهار ،فإذا أمسى أرسلوا إليه بالضياقة وإل أصحابه ،فلما فعلوا
ذلك به ليال استحي ،فأرسل إليهم يريد صلحهم ،فخرج إليه رجل من الوس يقال له:
أحيحة بن اللح بن حريش بن جحجبا بن كلده بن عوف بن عمرو بن عوف بن
مالك بن الوس ،وخرج إليه من يهود بنيامي القرظي ،فقال له أحيحة :أيها اللك نن
قومك ،وقال بنيامن :أيها اللك هذه بلدة ل تقدر أن تدخلها لو جهدت بميع جهدك،
فقال :ول? قال :لنا منل نب من النبياء ،يبعثه ال عز وجل من قريش ،وجاء تبعا مب
خبه عن اليمن أنه بعث ال عليها نارا ترق كل ما مرت به ،فخرج سريعا ،وخرج معه
بنفر من يهود فيهم بنيامي وغيه ،وهو يقول:
إن نذرت يينا غي ذي خلف
32 32
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عن قرية مجورة بحمـد
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :ث خرج يسي حت إذا كان بالدف من جدان،
من مكة على ليلتي أتاه ناس من هذيل بن مدركة ،وتلك منازلم ،فقالوا :أيها اللك أل
ندلك على بيت ملوء ذهبا وياقوتا وزبرجدا تصيبه وتعطينا منه? فقال :بلى ،فقالوا :هو
بيت بكة ،فراح تبع وهو ممع لدم البيت ،فبعث ال عز وجل عليه ريا فقفعت يديه
ورجليه ،وشجت جسده ،فأرسل إل من كان معه من يهود ،فقالوا أحدثت نفسك
بشيء? قال :نعم جاءن نفر منأهل هذا النل رحنا منه ،فدلون على بيت ملوء ذهبا
وياقوتا وزبرجدا ،ودعون إل تريبه وإصابة ما فيه ،على أن أعطيهم منه شيئا ،فرأيت
لم بذلك ،فرحت ،وأنا ممع لدمه ،فقال النفر الذين كانوا معه من يهود :ذلك بيت ال
الرام ،ومن أراده هلك ،فقال :ويكم فيما الخرج ما دخلت فيه? قالوا :تدث نفسك
أن تطوف به كما يصنع به أهله وتكسوه وتدي له ،فحدث نفسه بذلك ،فأطلقه ال عز
وجل وقال ف شعره:
بالدف من جدان فوز مصعـد
33 33
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ويستقيهم العسل ،قال :فكان تبع فيما ذكر ل أول من كساه وأوصى به ولدته من
جرهم ،وأمرهم بتطهيه ،ول يقربوه ميتة ،ول دما ول مئلنا -وهو الائض -وجعل
بابا ومفتاحا ،وقال تبع ف الشعر:
ونرنا بالشعب ستة ألـف
34 34
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
تريد يا تبع إل الركن? فقال :أردت أن أرج حت أتوا الركن ،فقاموا عنده ،فحالوا بينه
وبي ما أراد من ذلك ،فقال خويلد ف ذلك شعرا:
دعين أم عمرو ول تلومـي
ل عاذل ل تعذلـينـي
ومه ً
دعين ل أخذت السف منهم
وبيت ال حت يقتـلـونـي
فما عذرن وهذا السيف عندي
35 35
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أنك تابعتنا على ديننا ،فقد رأيت أن إلك هذا ل يغن عنك شيئا ،ول عن قومك عند
الذي نزل بكم ،فقال تبع :فكيف نصنع به ونن نرى منه ما ترون من العاجيب? قالوا:
أفرأيت إن أخرجناه عنك تتبعنا على ديننا? قال :نعم ،فجاءوا إل باب ذلك البيت،
فجلسوا علبه بتوراتم ث جعلوا يذكرون أساء ال عز وجل ،فلما سع الشيطان ،ل يثبت
وخرج جهارا حت وقع ف البحر ،وهم ينظرون ،وأمر تبع ببيته الذي كان فيه ،فهدم،
وتود بعض ملوك حي ،ويزعم بعض الناس أن تبعا قد كان تود.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن زكريا بن يي الدن قال :حدثنا عكرمة قال :سعت ابن
عباس يقول :ل يشبهن عليكم أمر تبع ،فإنه كان مسلما.
مقتل تبع
حدثنا أحد بن عبد البار :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق قال :لا فعل تبع ما فعل،
غضبت ملوك حي ،وقالوا :ما كان يرضى أن يطيل غزونا ،ويبعدنا ف السي من أهلينا
حت طعن أيضا ف ديننا وعاب آباءنا ،فاجتمعوا على أن يقتلوه ،ويستخلفوا أخاه من
بعده ،فاجتمع رأي اللوك على ذلك كلهم إل ذا غمدان فإنه أب ،ياليهم على ذلك،
فثاروا به ،فأخذوه ليقتلوه فقال لم :أتراكم قاتلي? قالوا :نعم ،قال :اما أنا فإذا قتلتمون
فادفنون قائما ،فإنه ل يزال لكم ملك قائم ما دمت قائما ،فلما قتلوه ،قالوا :وال ل
يلكنا حيا وميتا ،فنكسوه على رأسه ،فقال ف ذلك ذو غمدان ،ف الذي كان من أمره:
إن تك حي غدرت وخانت
36 36
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قرير العي قد قتلوا كريي
فلما أن فعلت أصاب قلبـي
37 37
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وقال عبد كلل أيضا يرثى أخاه:
أطعت القوم إذ غشوا جـيعـا
38 38
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ث استخفلوا أخا له ،يقال له عبد كلل ،فزعموا أنه كان ل يأتيه النوم بالليل ،فأرسل إل
من كان ث من يهود ،فقال :ويكم ،ما ترون شأن? فقالوا :إنك غي نائم حت تقتل جيع
من مالك على قتل أخيك ،فتتبعهم ،فقتل رؤوس حي ووجوههم ،ث خرج ابن لتبع يقال
له دوس ،حت أتى قبصر ،فهو مثل ف اليمن يضرب بعد :ل كدوس ول كمعلق رحله
فلما انتهى إل قيصر ،دخل عليه ،فقال له :إن ابن ملك العرب ،وإن قومي عدوا على
أخي فقتلوه ،فجئت لتبعث معي من يلك لك بلدي ،وذلك لن ملكهم الذي ملكهم
بعد أب قد قتل أشرفهم ورؤوسهم ،فدعا قيصر بطارقته فقال :ما ترون ف شأنه هذا?
قالوا :ل نرى أن تبعث معه أحدا إل بلد العرب ،وذلك لنا ل نأمن هذا عليهم ليكون
إنا جاء ليهلكم ،فقال قيصر :فكيف أصنع به وقد جاءن مستغيثا? قالوا :اكتب له إل
النجاشي ملك البشة ،وملك
البشة يدين للك الروم.
فكتب له إليه ،وأمره ان يبعث مع رجالً إل بلده ،فخرج دوس بكتاب قيصر حت أتى
به النجاشي ،فلما قرأه نر وسجد له ،وبعث معه ستي ألفا ،واستعمل عليهم روزبه،
فخرج ف البحر ،حت أرسى إل ساحل اليمن ،فخرج عليهم هو وقومه ،فخرجت عليهم
حي -وحي يومئذ فرسان أهل اليمن -فقاتل أهل اليمن قتالً شديدا على اليل،
فجعلوا يكردسونم كراديس ،ث يملون عليهم ،فكلما مضى منهم كردوس تبعه آخر،
فلما رأى ذلك روزبه قال لدوس :ما جئت ب ههنا إل تفعل أيها اللك ،ولكن أشي
عليك فتقبل من ،قال :نعم فأشر علي ،قال له دوس :أيها اللك ،إن حي قوم ل يقاتلون
إل على اليل ،فلو أنك أمرت أصحابك ،فألقوا بي أيديكم ترسهم ودرقهم ،ففعلوا
ذلك ،فجعلت حي تمل عليهم فتزلق اليل على الترسة والدرق ،فتطرح فرسانا ،فيقتل
الخرون ،فلم يزالوا كذلك حت دقوا ،وكثرهم الخرون ،وإنم ساروا حت دخلوا
صنعاء ،فملكوها وملكوا اليمن ،وكان ف اصحاب روزبة رجل يقال له أبرهة بن
39 39
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الشرم ،وهو أبو يكسوم ،فلما ملكوا اليمن ،قال أبرهة لروزبة :أنا أول بذا المر منك،
فقال الخر :وكيف ،واللك بعثن? قال :وإن كان اللك بعثك ،فأنا أول بذا المر
منك ،ففاته الخر ،واتبع أبرهة ناس من قومه ،فخرجوا للقتال ،فلما توافقوا ليقتتلوا ،قال
أبرهة لرزوبة :ما لك ولن نفن البشة ،فيذهب ملكنا من هذه البلد ،اخرج ،فأينا قتل
صاحبه كان اللك ،فقالك الخر :نعم ،وكان روزبة رجلً جسيما ،وكان أبرهة رجلً
حادرا قصيا ،فقال أبرهة للم له :إذا خرجت إليه لبارزه ،فائته من خلفه فاقتله ،فإن
أصحابه لن يزدوا على أن يفروا ،ولك عندي ما سألن من ملكي ،فلما خرجا سل روزبه
على أبرهة سيفه ،فضربه عندي ما سألتن من ملكي ،فلما خرجا سل روزبه على أبرهة
سيفه ،فضربه ضربة وسط رأسه بالسيف ،وضربه إلم أبرهة من خلفه فقطعه باثنتي،
فاحتمله أصحابه ،واحتمل هذا أصحابه ،ث إنم اصطلحوا على أبرهة ،يول يكن فيهم
بعد صاحبهم مثله ،وبلغ ذلك النجاشي ،فكتب إليه يتهدده ،فحلق أبرهة رأسه ،وأخذ
ترابا من تراب أرضه ،فبعث به إليه وقال :أيها اللك ،هذا رأسي وتراب أرضي ،فهو
تت قدميك ،وإنا كنت أنا وروزبه عبديك ،فرأيت أن أقوى على أمر اللك منه ،فلذلك
فعلت ما فعلت ،فكتب إليه النجاشي بالرضى ،وأقره على ملكه.
ث إن أبرهة بن الشرم ،وهو أبو يكسوم ،بن كعبة باليمن وجعل عليها قبابا من ذهب،
وأمر أهل ملكته بالج إليها ،يضاهي بذلك البيت الرام.
حديث الفيل
حدثنا أحد بن عبد البار ،قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :وإن رجلً من بن ملكان
بن كنانة ،وهو من المس ،خرج حت قدم أرض اليمن ،فدخلها ،فنظر إليها ،ث قعد
فخري فيها؛ فدخلها أبرهة ،فوجد تلك العذرة فيها ،فقال :من اجترأ علي بذا? فقال له
أصحابه :هذا رجل من أهل ذلك البيت الذي يجه العرب ،قال :فعلي اجترأ بذا،
ونصرانيت ،لهدمن ذلك البيت ولخربنه حت ل يجه حاج أبدا ،فدعا بالفيل ،وأذن ف
قومه بالروج ،ومن اتبعه من أهل اليمن ،وكان أكثر من تبعه من عك ،والشعريون،
وخثعم ،فخرجوا وهم يرتزون:
إن البلـد لـبـلـد مـأكـول
40 40
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
41 41
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ذلك ،فلما انتهى إليه عبد الطلب ،قال له الشعري :ما حاجتك? فقال :حاجت أن
تستأذن ل على اللك ،فدخل عليه حاجبه ،فقال له :أيها اللك ،جاءك سيد قريش الذي
يطعم أنيسها ف السهل ،ووحوشها ف البل ،فقال :ائذن له ،وكان عبد الطلب رجلً
جسيما جيلً ،فأذن له ،فدخل عليه ،فلما أن رآه أبو يكسوم ،أعظمه أن يلسه تته،
وكره أن يلسه معه على سريره ،فنل من سريره ،فجلس على الرض ،وأجلس عبد
الطلب معه ،ث قال :ما حاجتك? فقال :حاجت مائتان بعي ،أصابتها مقدمتك ،ل ،فقال
أبو يكسوم :وال لقد رأيتك فأعجبتن ،ث تكلمت ،فزهدت فيك ،فقال له :ول أيها
اللك? قال :لن جئت إل بيت هو منعتكم من العرب ،وفضلكم ف الناس ،وشرفكم
عليهم ،ودينكم الذي تعبدون ،فجئته لكسره ،وأصيب لك مائتا بعي ،فسألتك عن
حاجتك ،فكلمتن ف إبلك ،ول تطلب إل ف بيتكم! فقال له عبد الطلب :أيها اللك،
إنا أكلمك ف مال ،ولذا البيت رب هو ينعه ،لست أنا منه ف شيء ،فراع ذلك أبا
يكسوم ،وأمر برد إبل عبد الطلب عليه ،ورجع عبد الطلب.
وأمسوا ف ليلتهم تلك ،فأمست ليلة كالة ،نومها كأنا تكلمهم كلما ،لقترابم منهم،
وأحست أنفسهم بالعذاب ،وخرج دليلهم حت دخل الرم ،وتركهم ،وقام الشعريون
وخثعم ،فكسروا رماحهم وسيوفهم ،وبرئوا إل ال تعال أن يعينوا على هدم البيت،
فباتوا كذلك باخبث ليلة ،ث أدلوا بسحر ،فبعثوا فيلهم يريدون أن يصبحوا مكة،
فوجهوه إل مكة ،فربض ،فضربوه فتمرغ ،فلم يزالوا كذلك حت كادوا يصبحون ،ث
إنم أقبلوا على الفيل ،فقالوا :لك ال أل نوجهك إل مكة ،فجعلوا يقسمون له ،ويرك
أذنيه ،يأخذ عليهم ،حت إذا أكثروا من القسم ،انبعث ،فوجهوه إل اليمن راجعا ،فتوجه
يهرول ،فعطفوه حي رأوه منطلقا ،حت إذا ردوه إل مكانه الول ،ربض وترغ ،فلما
رأوا ذلك ،أقسموا له ،وجعل يرك أذنيه يأخذ عليهم ،حت إذا أكثروا ،انبعث ،فوجهوه
إل اليمن ،فتوجه يهرول ،فلما رأوا ذلك ردوه ،فرجع معهم حت إذا كان ف مكانه
الول ،ربض فضربوه ،فتمرغ ،فلم يزالوا كذلك ،فعالوه ،حت كان مع طلوع الشمس،
طلعت عليهم الطي معها ،وطلعت عليهم طي من البحر أمثال اليحاميم سود ،فجعلت
42 42
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ترميهم وكل طائر ف منقاره حجر ،وف رجليه حجران ،فإذا رمت بتلك مضت ،وطلعت
أخرى ،فل تقع حجرة من حجارتم تلك على بطن إل خرقته ،ول عظم إل أوهاه ونقبه.
وثار أبو يكسوم راجعا ،قد أصابته بعض الجارة ،فجعل كلما قدم أرضا انقطع منه فيها
أرب ،حت إذا انتهى إل اليمن ،ول يبق منه شيء إل اباده ،فلما قدمها انصدع صدره،
وانشق بطنه ،فهلك ،ول يصب من الشعريي وخثعم أحد.
ولا فزعوا إل دليلهم ذلك ،يسألون عنه ،فجعلوا يقولون :يا نفيل ،يا نفيل ،وقد دخل
نفيل الرم ،ففي ذلك يقول نفيل:
أل ردي جالـك يا ردينـا
43 43
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أهلكت أبا يكسوم والغلس
كردستهم وأنت غي مكردس
44 44
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
45 45
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ويقول :إن لبن هذا شأنا ،فتوف عبد الطلب ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم ابن ثان
سني ،بعد الفيل بثمان سني.
حدثنا أحد :نا يونس ،عن ابن إسحق قال :ما عبد ال بن أب بكر بن حزم قال :ذهب
رجل بصنعاء بفر خربة من خربا لبعض ما ينتفع به الناس ،فكشف عن عبد ال بن
التامر ،قاعدا يده على شجة برأسه موضوعة ،إذا أخروا يده عنها ،نبعت دما ،وإذا
أرسلوها ردها فوضعها عليها ،ف يده خات ،نقشه رب ال ،فكتب ف ذلك إل عمر بن
الطاب ،فكتب أن :ارددوا عليه ما كان عليه ،وأقروه حدثنا أحد :نا يونس عن ابن
إسحق قال :وكان على دين عيسى عليه السلم.
حدثنا أحد قال :نا يونس بن بكي عن أب خلدة خالد بن دينار قال :نا أبو العالية قال:
لا فتحنا تستر ،وجدنا ف بيت مال الرمزان سريرا عليه رجل ميت ،عند رأسه مصحف
له ،فأخذنا الصحف فحملناه إل عمر بن الطاب ،فدعا له كعبا ،فنسخه بالعربية ،فأنا
أول رجل من العرب قرأه ،قرأته مثلما أقرأ القرآن هذا ،فقلت لب العالية :ما كان فيه?
فقال :سيتكم وأموركم ،ولون كلمكم ،وما هو كائن بعد ،قلت :فما صنعتم
بالرجل? قال :حفرنا بالنهار ثلثة عشر قبا متفرقة ،فلما كان الليل دفناه ،وسوينا القبور
كلها ،لنعميه على الناس ،ل ينبشونه ،قلت :وما يرجون منه? قال :كانت السماء إذا
حبست عليهم ،برزوا بسريره فيمطرون ،قلت :من كنتم تظنون الرجل? قال :رجل يقال
له دانيال ،فقلت :منذ كم وجدتوه مات? قال :منذ ثلثائة سنة ،قلت :ما كان تغي
بشيء? قال :ل ،إل شعيات من قفاه ،إن لوم النبياء ل تبليها الرض ،ول تأكلها
السباع.
حدثنا أحد قال :نا يونس بن بكي عن ابن إسحق قال :لا حضرت عبد الطلب الوفاة،
قال لبناته :ابكي حت أسع كيف تقلن ،وكن ست نسوة ،وهم أميمة ،وأم حكيم ،وبرة،
وعاتكة ،وصفية ،وأروى ،فقالت أميمة:
أل هلك راعي العشية ذو العقـد
46 46
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن يؤلف الار الغريب لبـيتـه
47 47
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أبيك الي وارث كل جـود
طويل الباع أروع شيظـمـي
48 48
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
49 49
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
على سهل الليفة أبطـحـي
50 50
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بوحد بـعـد أبـيه فـرد
فارقه وهو ضجيع الـهـد
51 51
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وقال عبد الطلب أيضا:
أوصيت من كنيته بطـالـب
52 52
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
من حل بالبطح والخاشب
آخر الزء الول من كتاب الغازي لبن إسحق -يتلوه ف الثان إن شاء ال حديث بيا
الراهب والمد ل حق حده ،وصلواته على ممد خي خلقه ،وعلى آله وصحبه وسلم
تسليما كثيا ،وحسبنا ال ونعم الوكيل.
بسم ال الرحن الرحيم توكلت على ال
حديث بيا الراهب
أخرنا الشيخ أبو السي أحد بن ممد بن النقور البزاز قراءة عليه وأنا أسع قال :أخبنا
أبو طاهر ممد بن عبد الرحن الخلص قال :قرئ على أب السن رضوان بن أحد وأنا
أسع قال :حدثنا أبو عمر أحد بن عبد البار العطاردي قال :حدثنا يونس بن بكي عن
ممد بن إسحق قال :وكان أبو طالب هو الذي أضاف أمر رسول ال صلى ال عليه
وسلم إليه بعد جده ،فكان إليه ومعه.
ث إن أبا طالب خرج ف ركب إل الشام تاجرا ،فلما تيأ للرحيل ،وأجع السي صب له
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته وقال :يا عم إل من تكلن ل أب ل ول
أم? فرق له أبو طالب وقال :وال لخرجن به معي ول يفارقن ول أفارقه أبدا؛ أو كما
قال.
فخرج به معه ،فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام ،وبا راهب يقال له بيا ف
صومعة له ،وكان أعلم أهل النصرانية ،ول يزل ف تلك الصومعة قط راهب إليه يصي
علمهم عن كتاب فيهم فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر ،فلما نزلوا ذلك العام
ببحيا وكانوا ما يرون به قبل ذلك ل يكلمهم ول يعرض لم ،حت إذا كان ذلك العام
نزلوا به قريبا من صومعته ،فصنع لم طعاما كثيا ،وذلك -فيما يزعمون -عن شيء رآه
53 53
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وهو ف صومعته ف الركب ،حي أقبلوا حت نزلوا بظل شجرة قريبا منه ،فنظر إل الغمام
حت أظلت تتها ،فلما رأى ذلك بيا نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع ،ث
أرسل إليهم فقال :إن قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ،وأنا أحب أن تضروا
كلكم صغيكم وكبيكم ،وحركم وعبدكم ،فقال له رجل منهم :يا بيا إن ذلك اليوم
لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى ،وقد كنا نر بك كثيا فما 2شأنك اليوم? فقال له
بيا :صدقت قد كان ما تقول ،ولكنكم ضيف ،وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم
طعاما تأكلون منه كلكم صغيكم وكبيكم ،فاجتمعوا إليه ،وتلف رسول ال صلى ال
عليه وسلم من بي القوم -لداثة سنه -ف رحال القوم تت الشجرة ،فلما نظر بيا ف
القوم ل ير الصفة الت يعرف ويد عنده ،قال :يا معشر قريش ل يتخلف أحد منكم عن
طعامي هذا ،قالوا له :يا بيا ما تلف ف رحالم ،قال :فل تفعلوا ادعوه فليحضر هذا
الطعام معكم ،فقال رجل مع القوم من قريش :واللت والعزى إن هذا للؤم بنا ،يتخلف
ابن عبد ال بن عبد الطلب عن الطعام من بيننا! ث قام إليه فاحتضنه ،ث أقبل به حت
أجلسه مع القوم ،فلما رآه بيا جعل يلحظه لظا شديدا ،وينظر إل أشياء من جسده
قد كان يدها عنده ف صفته ،حت إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام بيا فقال له :يا
إلم أسألك باللت والعزى إل أخبتن عما أسألك عنه ،وإنا قال له بيا ذلك لنه سع
قومه يلفون بما ،فزعموا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له :ل تسلن باللت
والعزى شيئا ،فو ال ما أبغضت شيئا قط بغضهما ،فقال له بيا :فبال إل أخبتن عما
أسلك عنه ،قال :سلن عما بدا لك ،فجعل يسأله عن أشياء من حاله :من نومه ،وهيئته،
وأموره ،فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يبه فيوافق ذلك ما عند بيا من صفته،
ث نظر إل ظهره فرأى خات النبوة بي كتفيه على موضعه من صفته ،ث نظر إل ظهره
فرأى خات النبوة بي كتفيه على موضعه من صفته الت عنده ،فلما فرغ منه أقبل على عمه
أب طالب فقال له :ما هذا اللم منك? قال :ابن ،قال له بيا :ما هو بابنك ،وما ينبغي
لذا اللم أن يكون أبوه حيا ،قال :فإنه ابن أخي ،قال :فما فعل أبوه? قال :مات وأمه
حبلى به ،قال :صدقت ،ارجع بابن أخيك إل بلده ،واحذر عليه اليهود ،فوال لئن رأوه
وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا ،فإنه كائن لبن أخيك هذا شأن فأسرع به إل بلده،
54 54
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حت أقدمه مكة حي فرغ من تارته بالشام.
فزعموا فيما يتحدث الناس أن زبيا وتاما ودريسا ،وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا
رأوا من رسول ال صلى ال عليه وسلم -ف ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أب
طالب -أشياء ،فأرادوه ،فردهم عنه بيا ،وذكرهم ال عز وجل ،وما يدون ف الكتاب
من ذكره وصفته ،أنم إن أجعوا لا أرادوا ل يلصوا إليه ،حت عرفوا ما قال لم،
وصدقوه با قال ،فتركوه وانصرفوا ،فقال أبو طالب ف ذلك من الشعر ،يذكر مسيه
برسول ال صلى ال عليه وسلم وما أرادوا منهى-أولئك النفر -وما قال لم فيه بيا:
إن ابن آمنة النب مـحـمـدا
55 55
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حت إذا ما القوم بصرى عاينوا
56 56
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بكى حزنا والعيس قد فصلت بنـا
57 57
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
58 58
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
59 59
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
دريسا وهوا كلهم بـفـسـاد
فقال لم قولً بيا وأيقـنـوا
وجاهدهم ف ال كل جـهـاد
فقال ول بلك له النصـح :رده
60 60
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حدثنا أحد قال :نا يونس عن عمرو بن ثابت عن ساك بن حرب عن عكرمة عن ابن
عباس قال :حدثن بنت قريش البيت ،فأفردت قريش رجلي رجلي ،وكان النساء ينقلن
الشيد ،وكان الرجال ينقلون الجارة ،فكنت أنقل أنا وابن أخي ،فكنا نمل على رقابنا
وأزرنا تت الجارة ،فإذا غشينا الناس ائتززنا ،فبينا أنا أمشي وممد صلى ال عليه وسلم
قدامي ليس عليه سيء ،إذ خر ممد فانبطح ،فألقت حجري وجئت أسعى وهو ينظر إل
السماء فوقه ،فقلت :ماشأنك? فقام فأخذ ازاره ونان أمشي عريانا ،فلبثت أكتمها الناس
مافة أن يقولوا منون ،حت أظهر ال عز وجل نبوته.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن ممد بن عبد ال ابن قيس بن
مرمة عن السن بن ممد بن علي بن أب طالب عن أبيه عن جده علي بن أب طالب
قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :ما همت بشيء ما كان أهل الاهلية
يهمون به من النساء إل ليلتي كلتاها عصمن ال عز وجل فيهما :قلت ليلة لبعض فتيان
مكة ونن ف رعاية غنم أهلنا ،فقلت لصاحب :أتبصر ل غنمي حت أدخل مكة فأسر
فيها كما يسمر عزفا بالغرابيل والزامي ،فقلت :ما هذا? فقيل :تزوج فلن فلنة،
فجلست أنظر ،وضرب ال عز وجل على أذن ،فو ال ما أيقظن إل مس الشمس،
فرجعت إل صاحب ،فقال :ما فعلت :ما 6فعلت شيئا ث أخبته بالذي رأيت ،ث قلت
له ليلة أخرى :أبصر ل غنمي حت أسر بكة ،ففعل ،فدخلت ،فلما جئت مكة سعت
مثل الذي سعت تلك الليلة ،فسألت فقيل :فلن نكح فلنة فجلست أنظر ،وضرب ال
عز وجل على أذن ،فو ال ما أيقظن إل مس الشمس ،فرجعت إل صاحب فقال :ما
فعلت? فقلت :ل شيء ،ث أخبته الب ،فوال ما همت ول عدت بعدها لشيء من
ذلك حت أكرمن ال عز وجل بنبوته.
حديث خدية ابنة خويلد
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :وكانت خدية ابنة خويلد إمرأة تاجرة ذات
شرف ومال ،تستأجر الرجال ف مالا وتضاربم إياه بشيء تعله لم منه ،وكانت قريش
قوما تارا ،فلما بلغها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه،
وعظم أمانته ،وكرم أخلقه ،بعثت إليه ،فعرضت عليه أن يرج ف ما لا تاجرا إل
61 61
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الشام ،وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيه من التجار مع إلم لا يقال له ميسرة ،حت
قدم الشام ،فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ظل شجرة قريبا من صومعة ارهب
من الرهبان ،فاطلع الراهب على ميسرة ،فقال :من هذا الرجل الذي نزل تت هذه
الشجرة? فقال له ميسرة :هذا رجل من قريش من أهل الرم ،فقال له الراهب :ما نزل
تت هذه الشجرة قط إل نب.
ث باع رسول ال صلى ال عليه وسلم سلعته الت خرج با ،واشترى ما أراد أن يشتري،
ث أقبل قافلً إل مكة ومعه ميسرة ،فكان ميسرة فيما يزعمون ،إذا كانت الاجرة واشتد
الريرى ملكي يظلنه من الشمس ،وهو يسي على بعيه ،فلما قدم مكة على خدية
بالا ،باعت ما جاء به ،فأضعف ،أو قريبا ،وحدتا ميسرة عن قول الراهب ،وعما كان
يرى من إظلل اللكي إياه ،وكانت خدية امرأة حازمة شريفة لبيبة ،مع ما أراد ال عز
وجل با من كرامته.
فلما أخبها ميسرة عما أخبها به بعثت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقالت له
-فيما يزعمون :-يا ابن عم أن قد رغبت فيك لقرابتك من ،وشرفك ف قومك،
وسطتك فيهم ،وأمانتك عندهم ،وحسن خلقك ،وصدق حديثك ،ث عرضت عليه
نفسها ،وكانت خدية يومئذ أوسط نساء قريش نسبا ،وأعظمهم شرفا ،وأكثرهم مالً،
كل قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو يقدر على ذلك.
وهي خدية ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلب بن مرة ابن كعب بن
لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ،وأمها فاطمة ابنة زيد بن الصم بن
رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ،وأمها هالة بنت عبد مناف بن
الارث بن عبد منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي ،وأمها فلنة ابنة سعيد بن
سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ،وأمها عاتكة ابنة عبد العزى بن
قصي ،وأمها ريطة ابنة كعب بن سعد ابن تيم بن مرة كعب بن لؤي ،وأمها أميمة ابنة
عامر بن الارث بن فهر ،وأمها ابنة سعد بن كعب بن عمرو ،من خزاعة ،وأمها فلنة
ابنة حرب بن الارث بن فهر ،وأمها سلمى بنت غالب بن فهر ،وأمها ابنة مارب بن
فهر.
62 62
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :فلما قالت لرسول ال صلى ال عليه
وسلم ما قالت ،ذكر ذلك لعمامه ،فخرج معه منهم حزة بن عبد الطلب حت دخل
على أسد بن أسد ،فخطبها إليه فتزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فولدت له قبل
أن ينل عليه الوحي ولده كلهم :زينب ،وأم كلثوم ،ورقية ،وفاطمة والقاسم ،والطاهر
والطيب ،فأما القاسم ،والطاهر والطيب فهلكوا قبل السلم ،وبالقاسم كان يكن صلى
ال عليه وسلم ،فأما بناته فأدركن السلم ،وهاجرن معه ،واتبعنه ،وآمن به عليه السلم.
قصة الحبار
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :وكانت الحبار والرهبان أهل الكتابي هم
أعلم برسول ال صلى ال عليه وسلم قبل مبعثه وزمانه الذي يترقب فيه من العرب ،لا
يدون ف كتبهم من صفاته ،وما أثبت فيها عندهم من اسه ،وبا أخذ عليهم من اليثاق
له ف عهد أنبيائهم وكتبهم ف اتباعه ،فيستفتحون به على أهل الوثان من أهل الشرك،
ويبونم أن نبيا مبعوثا بدين إبراهيم اسه أحد ،كذلك يدونه ف كتبهم وعهد أنبيائهم،
يقول ال تبارك وتعال :الذي يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم إل
قوله" :أولئك هم الفلحون" وقال ال تبارك وتعال" :وإذ قال عيسى بن مري يا بن
اسرائيل" الية كلها ،وقال "ممد رسول ال والذين معه" الية كلها ،وقوله" :وكانوا من
قبل يستفتحون على الذين كفروا" إل قوله" :فباءوا بغضب على غضب وللكافرين
عذاب مهي".
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :وكانت العرب أميي ل يدرسون كتابا،
ول يعرفون من الرسل عهدا ،ول يعرفون جنة ول نارا ،ول بعثا ول قيامة إل شيئا
يسمعونه من أهل الكتاب ،ول يثبت ف صدورهم ،ول يعلمون به شيئا من أعمالم.
فكان فيما بلغنا من حديث الحبار والرهبان عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن
يبعثه ال عز وجل بزمان.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثن
أشياخ منا قالوا :ل يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول ال صلى ال عليه وسلم منا،
كان معنا يهود ،وكانوا آهل كتاب ،وكنا أصحاب وثن ،فكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون
63 63
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قالوا :إن مبيا مبعوثا الن قد أظل زمانه نتبعه ،فنقتلكم معه قتل عاد وإرم ،فلما بعث ال
رسوله اتبعناه وكفروا به ،ففينا وال وفيهم أنزل ال عز وجل وكانوا من قبل يستفتحون
على الذين كفروا فلما جاءهم الية.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن صال بن إبراهيم ين عبد الرحن
بن عوف عن يي بن عبد ال بن عبد الرحن بن سعد بن زرارة قال :حدثن من شئت
من رجال قومي عن حسان بن ثابت قال :وال إن للم يفعة ابن سبع سني أو ابن ثان
سني أعقل كل ما سعت إذ سعت يهوديا وهو 96على أطمه بيثرب ،يصرخ :يا معشر
يهود ،فلما اجتمعوا إليه قالوا :ويلك مالك? قال :طلع نم أحد ،الذي يبعث به ،الليلة.
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن صال بن إبراهيم عن ممود بن لبيد عن
سلمة بن سلمة بن وقش قال :كان بي أبياتنا يهودي ،فخرج على نادي قومي بن عبد
الشهل ذات غداة ،فذكر البعث والقيامة ،والنة والنار ،والساب واليزان ،فقال ذاك
لصحاب وثن ل يرون أن بعثا كائن بعد الوت ،وذلك قبيل مبعث رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،فقالوا :ويلك يا فلن ،وهذا كائن ،إن الناس يبعثون بعد موتم إل دار فيها
جنة ونار ،يزون من أعمالم? قال :نعم والذي يلف به ،لوددت أن حظي من تلك
النار ،أن توقدوا أعظم تنور ف داركم فتحمونه ،ث تقذفون فيه ،ث تطينون على ،وإن
أنو من النار غدا ،فقيل :يا فلن فما علمة ذلك? قال :نب يبعث من ناحية هذه البلد،
وأشار بيده نو مكة واليمن قالوا :فمت تراه? فرى بطرفه فرآن وأنا مضطجع بفناء باب
أهلي ،فقال وأنا أحدث القوم إن يستنفذ هذا اللم عمره يدركه ،فما ذهب الليل والنهار
حت بعث ال عز وجل رسوله صلى ال عليه وسلم وإنه لي بي أظهركم فآمنا به،
وصدقناه ،وكفر به بغيا وحسدا ،فقلنا له :يا فلن ألست الذي قلت ما قلت ،وأخبتنا?
قال :ليس به.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ
من بن قريظة قال :هل تدري عما كان اسلم أسيد وثعلبة بن سعية ،وأسد بن عبيد ،نفر
من هذيل ،ل يكونوا من بن قريظة ول النضي ،كانوا فوق ذلك? فقلت :ل ،قال :فإنه
قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له ابن اليبان ،فأقام عندنا ،وال ما رأينا رجلً
64 64
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قط ل يصلي المس خيا منه ،فقدم علينا قبل مبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم
بسني ،فكنا إذا قحطنا ،وقل علينا الطر نقول :يا بن اليبان اخرج فاستسق لنا ،فيقول ل
وال حت تقدموا أمام مرجكم صدقة ،فنقول :كم? فيقول :صاعا من تر ،أو مدين من
شعي ،فنخرجه ،ث نرج إل ظاهر حرتنا ،ونن معه فيستسقي ،فو ال ما يقوم من ملسه
حت تر الشعاب ،قد فعل ذلك غي 10مرة ول مرتي ول ثلثة ،فحضرته الوفاة،
فاجتمعنا إليه فقال :يا معشر يهود ما ترونه أخبن من أرض المر والمي إل ارض
البؤس والوع? قالوا :أنت أعلم ،قال :فإنا أخرجن ،أتوقع خروج نب قد أظل زمانه،
هذه البلد مهاجره ،فاتبعه ،فل تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود ،فإنه يبعث بسفك
الدماء ،وسب الذراري والنساء من خالفه ،فل ينعكم ذلك منه ،ث مات فلما كانت الليلة
الت فتحت فيها قريظة ،قال أولئك الفتية الثلثة ،وكانوا شبابا أحداثا :يا معشر يهود
وال إنه الذي كان ذكر ابن اليبان ،فقالوا :ما هو به ،قالوا :بلى وال إنه لصفته ،ث نزلوا
فأسلموا ،وخلوا أموالم وأولدهم وأهاليهم.
نا أحد :قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :كانت أموالم ف الصن مع الشركي ،فلما
فتح رد ذلك عليهم.
نا أحد :نا يونس عن قيس بن الربيع عن يونس بن أب مسلم عن عكرمة أن ناسا من
أهل الكتاب آمنوا برسلهم ،وصدقوهم ،وآمنوا بحمد صلى ال عليه وسلم قبل أن
يبعث ،فلما بعث كفروا به ،فذلك قوله تبارك وتعال :فأما الذين اسودت وجوههم
أكفرت بعد ايانم وكان قوم من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبحمد صلى ال عليه وسلم
قبل أن يبعث ،فلما بعث ممد آمنوا به فذلك قوله :والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم
تقواهم.
إسلم سلمان الفارسي
نا أحد قال :نا يونس بن بكي عن ممد بن إسحق قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة
عن ممود بن لبيد عن عبد ال بن عباس قال :حدثن سلمان الفارسي قال :كنت رجلً
من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لا جي ،وكان أب دهقان أرضه ،وكان
يبن حبا شديدا ،ل يبه شيئا من ماله ول ولده ،فما وال به حبه إياي حت حبسن ف
65 65
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
البيت كما يبس الارية ،واجتهدت ف الجوسية حت كنت قطن النار الت يوقدها ل
يتركها تبو ساعة ،فكنت كذلك ل أعلم من أمر الناس شيئا إل ما أنا فيه حت بن أب
بنيانا له ،وكانت له ضيعة فيها بعض العمل ،فدعان فقال :أي بن إنه قد شغلن ما ترى
من بنيان عن ضيعت هذه ،ول بد ل من اطلعها ،فانطلق إليهم فمرهم بكذا وكذا ول
تتبس عن فإنك إن احتبست عن شغلتن عن كل شيء ،فخرجت أريد ضيعته ،فمررت
بكنيسة النصارى ،فسمعت أصواتم 11فيها ،فقلت :ما هذا? فقالوا :هؤلء النصارى
يصلون ،فدخلت أنظر فأعجبن ما رأيت من حالم ،فو ال ما زلت جالسا عندهم حت
غربت الشمس ،وبعث أب ف طلب ف كل وجه حت جئته حي أمسيت ،ول أذهب إل
ضيعته ،فقال :أي بن أين كنت ،أل أكن قلت لك?! فقلت يا أبتاه مررت بأناس يقال
لم النصارى فأعجبن صلتم ودعاؤهم ،فجلست أنظر كيف يفعلون ،فقال :أي نب
دينك ودين آبائك خي من دينهم ،فقلت :ل وال ما هو بي من دينهم ،هؤلء قوم
يعبدون ال ويدعونه ويصلون له ،ونن إنا نعبد نارا نوقدها بأيدينا ،إذا تركناها ماتت،
فخافن ،فجعل ف رجلي حديدا وحسبن ف بيت عنده ،فبعثت إل النصارى فقلت لم:
أين أهل هذا الدين الذي أراكم عليه? فقالوا :بالشام ،فقلت :فإذا قدم عليكم من هناك
أناس فآذنون ،فقالوا :نفعل ،فقدم عليهم أناس من تارهم ،فبعثوا إل :إنه قد قدم علينا
تار من تارنا ،فبعث إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرحيل بعثوا إل بذلك ،فطرحت
الديد الذي ف رجلي ،ولقت بم ،فانطلقت معهم حت قدمت الشام فلما قدمتها،
قلت :من أفضل أهل هذا الدين? قالوا :السقف صاحب الكنيسة ،فجئته فقلت له :إن
قد أحببت أن أكون معك ف كنيستك ،وأعبد ال فيها معك ،وأعلم منك الي? قال:
فكن معي ،فكنت معه ،وكان رجل سوء ،كان يأمرهم بالصدقة ،ويرغبكم فيها ،حت إذا
جعتموها إليه اكتنها ول يعطها الساكي ،فقالوا :وما علمة ذلك? فقلت :أنا أخرج
لكم كنه ،فقالوا :فهاته فاخرجت لم سبع قلل ملوءة ذهبا وورقا ،فلما راوا ذلك،
قالوا :وال ل يدفن أبدا فصلبوه على خشبة ورموه بالجارة ،وجاءوا برجل آخر فجعلوه
مكانه ،فل وال يا بن عباس ما رأيت رجلً قط ل يصلي المس أرى أنه أفضل منه،
أشد اجتهادا ،ول أزهد ف الدنيا ،ول أدأب ليل ول نارا منه ،ما أعلمن أحببت شيئا
66 66
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قط قبله حبه ،فلم أزل معه حت حضرته الوفاة ،فقلت :يا فلن قد حضرك ما ترى من
أمرل ال عز وجل وإن وال ما 12أحببت شيئا قط حبك ،فماذا تأمرن ،وإل من
توصين? قال :أي بن وال ما أعلمه إل رجلً بالوصل ،فاتيه فإنك ستجده على مثل
حال ،فلما مات وغيب ،لقت بالوصل ،فأتيت صاحبها ،فوجدته على مثل حاله من
الجتهاد والزهاد ف الدنيا فقلت له :إن فلنا أوصن إليك أن آتيك ،وأكون معك ،قال:
فأقم أي بن فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حت حضرته الوفاة ،فقلت له :إن فلنا
أوصان إليك ،وقد حضرك من أمر ال ما ترى ،فإل من? قال :وال ما أعلمه أي بن إل
ل بنصيبي هو على مثل ما نن عليه ،فالق به ،فلما دفناه لقت بالخر فقلت له :يا رج ً
فلن إن فلنا أوصان إل فلن وفلن أوصان إليك ،قال :فأقم أي بن ،فأقمن عنده على
مثل حالم حت حضرته الوفاة ،فقلت له :يا فلن إنه قد حشرك من أمر ال ما ترى ،وقد
كان فلن أوصان إل فلن وأوصان فلن إل فلن ،وأوصان فلن إليك ،فإل من? قال:
أي بن وال ما أعلم أحدأ على مثل ما نن عليه إل رجلً بعمورية من أرض الروم فاتيه
فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه ،فلما واريته خرجت حت قدمت على صاحب
عمورية فوجدته على مثل حالم ،فأقمت عنده ،واكتسبت حت كانت ل غنيمة
وبقرات ،ث حضرته الوفاة ،فقلت :يا فلن إن فلنا كان أوصان إل فلن ،وفلن إل
فلن ،وفلن إليك ،وقد حضرك من أمر ال ما ترى ،فإل من توصين? قال:
أي بن وال ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرتك أن تأتيه ،ولكنه قد أظلك
زمان نب يبعث من الرم ،مهاجره بي حرتي إل أرض سبخة ذات نل ،وإن فيه
علمات ل تفى ،بي كتفيه خات النبوة ،يأكله الدية ،ول يأكل الصدقة ،فإن استطعت
أن تلص إل تلك البلد فافعل فإنه أظلك زمانه ،فلما واريناه أقمت على خي ،حت مر
ب رجال من تار العرب ،من كلب ،فقلت لم تملون معكم حت تقدمون أرض العرب
وأعطيكم غنيمت هذه وبقرات? قالوا :نعم ،فأعطيتهم إياها وحلون حت إذا جاءوا ب
وادي القرى ظلمون فباعون عبدا من رجل من يهود بوادي القرى ،فوال لقد رأيت
النخل وطمعت أن يكون البلد الذي نعت ل صاحب ،وما حقت عندي حت قدم رجل
13من بن قريظة من يهود وادي القرى ،فابتاعن من صاحب الذي كنت عنده ،فخرج
67 67
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ب حت قدم الدينة هو ال ما هو إل أن رأيتها ،فعرفت نعته ،فأقمت ف رقي مع صاحب،
وبعث ال عز وجل رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ،ل يذكر ل شيء من أمره ما
أنا فيه من الرق حت قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم قباء ،وأنا أعمل لصاحب ف نلة
له ،فو ال إن لفيها إذ جاء ابن عم له ،فقال :فلن ،قاتل ال بن قيلة ،وال إنم الن لفي
قباء متمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نب ،فو ال ما هو إل أن سعتها،
فأخذن العرواء -يقول الرعدة -حت ظننت لسقطن على صاحب ،ونزلت أقول ما هذا
الب ،ما هو? فرفع مولي يده فلكمن لكمة شديدة وقال :ما لك ولذا ،أقبل قبل
عملك ،فقلت :ل شيء إنا سعت خبا ،فأجبت أعلمه ،فلما أمسيت وكان عندي شيء
إنا سعت خبا ،فأحببت أعلمه ،فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام ،فحملته
وذهبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهو بقياء ،فقلت :إن بلغن أنك رجل
صال ،إن معك أصحابا لك غرباء ،وقد كان عندي شيء للصدقة فرأيتكم أحق من بذه
البلد به ،فها هو هذا فكل منه ،فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم يده وقال
لصحابه :كلوا ول يأكل ،فقلت ف نفسي :هذه خلة ما ووصف ل صاحب ،ث رجعت،
وتول رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة ،فجمعت شيئا كان عندي ،ث جئته به،
فقلت :إن رأيتك ل تأكل الصدقة ،وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة ،فأكل رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وأكل أصحابه ،فقلت هذه خلتان ،ث جئت رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو يتبع جنازة ،وعلي شلتان ل وهو ف أصحابه ،فاستدرت به لنظر إل
الات ف ظهره ،فلما رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم استدبر عرف أن استثبت من
شيء قد وصف ل ،فوضع رداءه عن ظهره ،فنظرت إل الات بي كتفيه كما وصف ل
صاحب ،فأكببت عليه أقبله ،وأبكي ،فقال :تول يا سلمان هكذا ،فتحولت ،فجلست
بي يديه ،وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه ،فحدثته يا بن عباس كما حدثتك ،فلما
فرغت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :كاتب يا سلمان ،فكاتبت صاحب على
ثلثائة نلة أحييها له ،وأربعي أوقية ،فأعانن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
بالنخلة ثلثي ودية 14عشر ،كل رجل منهم علي قدر ما عنده ،فقال ل رسول ال
صلى ال عليه وسلم :فقر لا فإذا فرغت فآذن حت أكون أنا الذي أضعها بيدي ،ففقرتا
68 68
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأعانن أصحاب -يقول حفرت لا حيث توضع -حت فرغنا منها ،ث جئت رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقلت :يا رسول ال قد فرغنا منها ،فخرج معي حت جاءها ،فكنا
نمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليه ،فو الذي بعثه بالق ما ماتت منها ودية
واحدة.ي بن وال ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرتك أن تأتيه ،ولكنه قد
أظلك زمان نب يبعث من الرم ،مهاجره بي حرتي إل أرض سبخة ذات نل ،وإن فيه
علمات ل تفى ،بي كتفيه خات النبوة ،يأكله الدية ،ول يأكل الصدقة ،فإن استطعت
أن تلص إل تلك البلد فافعل فإنه أظلك زمانه ،فلما واريناه أقمت على خي ،حت مر
ب رجال من تار العرب ،من كلب ،فقلت لم تملون معكم حت تقدمون أرض العرب
وأعطيكم غنيمت هذه وبقرات? قالوا :نعم ،فأعطيتهم إياها وحلون حت إذا جاءوا ب
وادي القرى ظلمون فباعون عبدا من رجل من يهود بوادي القرى ،فوال لقد رأيت
النخل وطمعت أن يكون البلد الذي نعت ل صاحب ،وما حقت عندي حت قدم رجل
13من بن قريظة من يهود وادي القرى ،فابتاعن من صاحب الذي كنت عنده ،فخرج
ب حت قدم الدينة هو ال ما هو إل أن رأيتها ،فعرفت نعته ،فأقمت ف رقي مع صاحب،
وبعث ال عز وجل رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ،ل يذكر ل شيء من أمره ما
أنا فيه من الرق حت قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم قباء ،وأنا أعمل لصاحب ف نلة
له ،فو ال إن لفيها إذ جاء ابن عم له ،فقال :فلن ،قاتل ال بن قيلة ،وال إنم الن لفي
قباء متمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نب ،فو ال ما هو إل أن سعتها،
فأخذن العرواء -يقول الرعدة -حت ظننت لسقطن على صاحب ،ونزلت أقول ما هذا
الب ،ما هو? فرفع مولي يده فلكمن لكمة شديدة وقال :ما لك ولذا ،أقبل قبل
عملك ،فقلت :ل شيء إنا سعت خبا ،فأجبت أعلمه ،فلما أمسيت وكان عندي شيء
إنا سعت خبا ،فأحببت أعلمه ،فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام ،فحملته
وذهبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهو بقياء ،فقلت :إن بلغن أنك رجل
صال ،إن معك أصحابا لك غرباء ،وقد كان عندي شيء للصدقة فرأيتكم أحق من بذه
البلد به ،فها هو هذا فكل منه ،فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم يده وقال
لصحابه :كلوا ول يأكل ،فقلت ف نفسي :هذه خلة ما ووصف ل صاحب ،ث رجعت،
69 69
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وتول رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة ،فجمعت شيئا كان عندي ،ث جئته به،
فقلت :إن رأيتك ل تأكل الصدقة ،وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة ،فأكل رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وأكل أصحابه ،فقلت هذه خلتان ،ث جئت رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو يتبع جنازة ،وعلي شلتان ل وهو ف أصحابه ،فاستدرت به لنظر إل
الات ف ظهره ،فلما رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم استدبر عرف أن استثبت من
شيء قد وصف ل ،فوضع رداءه عن ظهره ،فنظرت إل الات بي كتفيه كما وصف ل
صاحب ،فأكببت عليه أقبله ،وأبكي ،فقال :تول يا سلمان هكذا ،فتحولت ،فجلست
بي يديه ،وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه ،فحدثته يا بن عباس كما حدثتك ،فلما
فرغت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :كاتب يا سلمان ،فكاتبت صاحب على
ثلثائة نلة أحييها له ،وأربعي أوقية ،فأعانن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
بالنخلة ثلثي ودية 14عشر ،كل رجل منهم علي قدر ما عنده ،فقال ل رسول ال
صلى ال عليه وسلم :فقر لا فإذا فرغت فآذن حت أكون أنا الذي أضعها بيدي ،ففقرتا
وأعانن أصحاب -يقول حفرت لا حيث توضع -حت فرغنا منها ،ث جئت رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقلت :يا رسول ال قد فرغنا منها ،فخرج معي حت جاءها ،فكنا
نمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليه ،فو الذي بعثه بالق ما ماتت منها ودية
واحدة.
وبقيت علي الدراهم ،فأتاه رجل من بعض العادن بثل البيضة من الذهب ،فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم:أين الفارسي السلم الكاتب? فدعيت له ،فقال :خذ هذه يا
سلمان فأدبا ما عليك ،فو الذي نفس سلمان بيده لوزنت لم منها أربعي أوقية ،فأديتها
إليهم- ،وعتق سلمان -وكان الرق قد حبسن حت فاتتن مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم بدر وأحد ،ث عتقت فشهدت الندق ،ث ل يفتن معه مشهد.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة قال :حدثن من
سع عمر بن عبد العزيز ،وحدث هذا من حديث سلمان ،فقال :حدثت عن سلمان أن
صاحب عمورية قال لسلمان ،حي حضرته الوفاة :إئت غيضيتي من أرض الشام فإن
رجلً يرج من إحداها إل الخرى ف لك سنة ليلة ،يعترضه ذوو السقام ،فل يدعو
70 70
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
لحدبه مرض إل شفي ،فسله عن هذا الدين الذي تسلن عنه ،عن النيفية دين ابراهيم،
فخرجت حت أقمت با سنة ،حت خرج تلك الليلة من إحدى الغيضيتي إل الخرى،
وإنا كان يرج مستجيا ،فخرج وغلبن عليه الناس حت دخل ف الغيضة الت يدخل فيها
حت ما بقي إل منكبه ،فاخذت به فقلت :رحك ال أخبن عن النفيفية دين ابراهيم?
فقال :إنك لتسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم ،قد أظلك زمان نب يرج عند هذا
البيت ،بذا الرم ،يبعث بسفك الدم ،فلما ذكر ذلك سلمان لرسول ال صلى ال عليه
وسلم قال :لئن كنت صدقت يا سلمان لقد رأيت عيسى بن مري عليه السلم.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يزيد بن أب حبيب عن رجل من
عبد القيس عن سلمان قالك لا أعطان رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك الذهب
فقال :اقض به عنك ،فقلت يا رسول ال ،وأين تقع 15هذه ما علي? فقلبها رسول ال
صلى ال عليه وسلم على لسانه ،ث قذفها إل ،ث قال :إنطلق با فإن ال عز وجل
سيؤدي با عنك ،فانطلقت فوزنت لم منها حت أوفيتهم منها أربعي أوقية.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن أب ليلى قال :نا عتاب البكري قال :كنا نالس أبا سعيد
الدري فيبسط له على بابه بساط ث يعل عليه وسادة ،ويتكئ على الوسادة ونن حوله
نق به ،فسألته عن الات الذي كان بي كتفي رسول ال صلى ال عليه وسلم ما كان?
قال فأشار أبو سعيد بالسبابة ووضع البام على أول أسفل من ذلك .قال يونس :أخرج
الفصل كله ،قال :كانت بضعة ناشزة كتفي رسول ال صلى ال عليه وسلم.
نا أحد يونس قال :قال ابن اسحق :وكانت قريش يعظمون الكعبة ويطوفون با
ويستغفرون عندها مع تعظيم الوثان والشرك ف ذبائحهم ،ويجون ،ويقفون الواقف.
أثر الكعبة
نا أحد :نا يونس عن سعيد بن ميسرة البكري قال :حدثن أنس بن مالك أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال :كان موضع البيت ف زمن آدم شيا أو أكثر علما ،فكانت
اللئكة تج إليه قبل آدم ،ث حج آدم فاستقبلته اللئكة ،فقالوا :يا آدم من أين جئت?
قال حججت البيت ،قالوا :قد حجته اللئكة قبلك.
71 71
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد يونس عن ثابت بن دينار عن عطاء قال :أهبط آدم بالند ،فقال :يا رب مال ل
أسع صوت اللئكة كما كنت أسعها ف النة? فقال له :بطيئتك يا آدم ،فانطلق فابن
ل بيتا فتطوفون ،فانطلق حت أتى مكة فبن البيت ،فكان موضع قدمى آدم قرى وأنار
وعمارة ،وما بي خطاه مفاوز ،فحج آدم البيت من الند أربعي سنة.
نا أحد :نا يونس عن يي بن كهيل عن أبيه عن ماهد قال :لا قيل لبراهيم :أذن ف
الناس ف بالج قال يا رب كيف أقول? قال :قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم ،فصعد البل
فنادى أيها الناس أجيبوا ربكم ،فأجابوه لبيك اللهم لبيك ،فكان هذا أول التلبية.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن وهب بن سنان قال :سعت عائد ابن عمي
الليثي يقول :لا آمر إبراهيم بدعاء الناس إل الج استقبل الشرق ،فدعا إل ال عز وجل
فأجيب لبيك لبيك ،ث استقبل الغرب فدعا إل ال عز وجل فأجيب :لبيك لبيك ،ث
استقبل الشام فدعا إل ال عز وجل فأجيب لبيك 16لبيك ،ث استقبل اليمن فدعا إل
ال عز وجل فأجيب لبيك لبيك.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ثقة من أهل الدينة عن عروة بن الزبي أنه
قال :ما من نب إل وقد حج البيت ،إل ما كان من هود وصال ،ولقد حجه نوح ،فلما
كان من الرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الرض ،فكان البيت روثة
حراء ،فبعث ال تعال هودا ،فتشاغل بأمر قومه ،حت قبضه ال عز وجل إليه ،فلم يجه
حت مات ،ث بعث ال تعال صالا فتشاغل بأمر قومه ،فلم يجه حت مات ،فلما برأه
ال عز وجل لبراهيم حجه ،ث ل يبق نب إل حجه.
نا أحد :ما يونس عن ابن اسحق عن عطاء بن أب رباح عن كعب الب قال :شكت
الكعبة إل ربا عز وجل ،وبكت إليه فقالت :أي رب ،قل زواري ،وجفان الناس ،فقال
ال عز وجل لا :إن مدث لك إنيل ،وجاعل لك زوارا ينون إليك حني المامة إل
بيضاتا.
نا أحد قال :حدثن أب قال :نا جرير بن عبد الميد عن منصور عن ماهد عن عبد ال
بن عمرو وقال :خلق البيت قبل الرض بألفي عام ،ث دحيت الرض منه.
72 72
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن السباط بن نصر المدان عن إساعيل بن عبد الرحن السدي قال:
خرج آدم من النة معه حجر ف يده وورق ف الكف الخرى ،فبث الورق بالند فمنه ما
ترون من الطيب ،وأما الجر فكان ياقوتة بيضاء يستضاء با ،فلما بن إبراهيم البيت فبلغ
موضع الجر قال إساعيل :إئتن بجر من البل ،فقال :غي هذا ،فرده مرارا ل يرضى با
يأتيه ،فذهب مرة ،وجاءه جبيل بالجر من الند الذي أخرج به آدم من النة فوضعه،
فلما جاءه اساعيل قال :من جاءك بذا? قال :من هو أنشط منك.
نا أحد :نا يونس عن السري بن اساعيل عن عامر عن عمر بن الطاب أنه قال :الجر
السود من أحجار النة أهبط إل الرض وهو أشد بياضا من الكرسف ،فيما اسود إل
من خطايا بن آدم ،ولول ذلك ما مسه أبكم ول أصم ول أعمى إل برأ.
نا أحد :نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن سلمة بن كهيل عن رجل عن علي أنه
قال :السكينة لا وجه كوجه النسان وهي ف ذلك ريح هفافة.
نا أحد :نا يونس عن ابراهيم بن اساعيل عن يزيد الرقاشي عن ابيه عن اب موسى
الشعري ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون
نبيا حفاه عليهم العبأ يؤمون بيت ال العتيق منهم موسى عليه السلم.
نا أحد :نا يونس عن 17سعيد بن ميسرة عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال :كان الجر من ياقوت النة فمسحه الشركون فاسود من مسحهم إياه.
نا أحد نا يونس عن مسلمة بن عبد القرشي عن عبد الكري أب أمية قال :كان البيت
ياقوتة من ياقوتات النة ،فلما كان زمن الطوفان رفع إل السماء الدنيا ،وقع الن وقع
على موضع البيت ،يطوف به كل ليلة سبعون ألف ملك ،واستودع جبيل أبا قبيس
الجر ،وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت النة ،فلما بن إبراهيم البيت أتاه جبيل ،فاخرج له
الجر ،فوضعه ف قواعد البيت؛ وهو يوم القيامة أعظم من أحد له لسان يشهد به.
نا أحد :نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال السعودي عن سعيد بن أب بردة الشعري
عن عبد ال بن عمر أنه قال لبيه أب بردة :اتدري ما كان قومك يقولن ف الاهلية إذا
طافوا بالبيت? قال :وما كانوا يقولون? قال :كانوا يقولون:
اللهم هذا واحد إن تـا
73 73
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
74 74
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
على دين قومه ،وهو يقف على بعي له بعرفات ،من بي قومه حت يدفع معهم توفيقا من
ال عز وجل له.
نا أحد :نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن أب اسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر
قال :كان الشركون بمع يقلون :أشرق ثبي فيما نغي ،قال :فكانوا ل يفيضون من جع
حت تطلع الشمس ،فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذاك .قال زكريا :فنفر
رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن تطلع الشمس.
نا أحد :نا يونس بن ميمون عن السن قال :كان الناس ف الاهلية إذا أتوا العرف قام
الرجل فوق جبل فقال :أنا فلن بن فلن ،فعلت كذا ،وفعل أب كذا ،وفعل جدي كذا
فأنزل ال عز وجل :فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا ال كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا
يوقل :كما كنتم تذكرون آباءكم ف الاهلية ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم حي
نزلت هذه الية :يا أيها الناس ،إن ال قد رفع عنكم هذه النخوة والتفاخر ف الباء،
فنحن ولد آدم ،وخلق آدم من تراب ،وقال ال عز وجل :يا أيها الناس إنا خلقناكم من
ذكر وأنثى إل قوله أتقاكم.
نا أحد :نا يونس عن يوسف بن ميمون التميمي عن عطاء بن أب رباح أن إنسانا سأله
عن السعي بي الصفا والروة فقال :إن هاجر لا وضعها آبراهيم هي وابنها إساعيل أصابا
عطش شديد حت أريت أن اساعيل سيقتله العطش ،فلما خشيت ذلك منه ،وضعته ف
موضع البيت ،وانطلقت حت أتت الصفا ،فصعدت فوقه تنظر هل مات بعد أم ل،
فجعلت تدعو ال تعال له ،ث نزلت حت أتت بطن الوادي فسعت فيه ث خرجت تشي
حت أتت الروة ،فصعدت فوقها تنظر هل مات بعد أم ل ،وكانا حجرين إل البيت،
ففعلت ذلك سبع مرات ،فهذا أصل السعي بي الصفا والروة.
نا أحد نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه ،ف هذه الية" :إن الصفا والروة من شعائر
ال" 19الية ،فقلت لعائشة :لو أن انسانا حج فلم يطف بي الصفا والروة ما ظننت أن
عليه برحا ،قالت :فاتل علي ،فتلوت عليها" :فل جناح عليه أن يطوف بما" فقال :لو
كان كما تقول كان :فل جناح عليه أل تطوف بما" فقالت :لو كان كما تقول كان:
فل جناح عليه أل يطوف بما ،وإنا نزلت هذه الية ف أناس من قريش كانوا يرمون
75 75
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
لناة ول يل ف دينهم أن يطوفوا بي الصفا والروة ،فلما أسلموا قالوا لرسول ال صلى
ال عليه وسلم :إنا كنا نرم لناة فل يل لنا ف ديننا أن نطوف بي الصفا والروة فأنزل
ال عز وجل الية" :إن الصفا والروة من شعائر ال" فقالت :عائشة :ها من شعائر ال،
فما أت حج من ل يطف بما.
نا أحد يونس عن يوسف بن ميمون عن عطاء بن أب رباح أنه سئل عن رمي المار
فقال :إن إبراهيم أتى البيت الرام فصلى به ،ث راح حت أتى من ف بعض الليل فانطلق
حت أتى الشجرة فعرض له الشيطان ،فرماه إبراهيم بسبعة أحجار ،يكب مع كل حجر،
فذهب عنه ،ث مضى حت أتى مكان المرة الت يليها عرض له الشيطان ،فرماه بسبعة
أحجار ،يكب مع كل حجر ،فذهب عنه ،ث مضى حت أتى موضع المرة الثالثة عرض له
الشيطان ،فرماه بسبعة أحجار يكب مع كل حجر ،فذهب عنه ،فلما بعث ال عز وجل
نبيه صلى ال عليه وسلم اقتص ما صنع إبراهيم فصنع مثله.
نا أحد :نا يونس عن أب بكر الذل :نا السن قال :كان الناس ف الاهلية إذا ذبوا
لطخوا بالدماء وجه الكعبة ،وشركوا اللحوم فوضعوها على الجارة ،وقالوا ل يل لنا
نأكل شيئا جعلناه ل عز وجل حت تأكله السباع والطي ،فلما جاء السلم حاء الناس
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا له :شيئا كنا نصنعه ف الاهلية أل نصنعه الن،
فإنا هو ل عز وجل ،فأنزل ال عز وجل" :فكلوا منها وأطعموا" فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم :ل تفعلوا فإن ذلك ليس ل عز وجل .قال السن :فلم يعزم عليهم
الكل ،فإن شئت فكل وإن شئت فدع.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :سألت ابن أب نيح عن قول رسول ال صلى ال
عليه وسلم "إن الزمان قد استدار حت صار كهيئته يوم خلق ال السموات والرض"
فقال :كانت قريش يدخلون ف كل سنة شهرا ،وإنا كانوا يوافقوا ذا الجة ف كل اثنت
عشر سنة مرة ،فوفق ال تعال لرسوله 20ف حجته الت حج ذا الجة فحج رسول ال
صلى ال عليه وسلم فيها ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن الزمان قد استدار
حت صار كهيئة يوم خلق ال السموات والرض" فقلت لبن أب نيع :فكيف بجة أب
76 76
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بكر وعتاب بن أسيد? فقال :على ما كان الناس يجون عليه ،ث فسر ابن أب نيع فقال:
كانوا يجون ف ذي الجة ث العام القبل ف الحرم ث صفر حت يبلغوا اثن عشر شهرا.
حدثنا أحد قال :نا يونس عن أب ليلى وابن أب أنيسة عن عبد ال بن أب مليكة عن عبد
ال بن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :نزل جبيل على ابراهيم
صلى ال عليهما ،فراح به فصلى به الصوات با ،قال يي :الظهر ،والعصر والغرب،
والعشاء .ث اجتمعا ،فبات به حت صلى الفجر ث سار به يوم عرف حت نزل به النل
الذي ينل الناس ،فصلى به الصلتي -قال يي :جيعا -ث اجتمعا ،قال :فسار حت
وقف به ف الوقف حت كان كأعجل ما يصلى أحد من السلمي صلة الغرب ،ث أفاض
حت أتى به جيعا فصلى به الصلتي ،قال يي :الغرب والعشاء جيعا .قال :ث بات با
حت إذا كان كأعجل ما يصلى أحد من السلمي صلة الفجر أفاض به حت أتى به
المرة فرماها ،ث ذبح وحلق ت أتى به البيت فطاف به -قال ابن أب ليلى :ث رجع به إل
من فأقام فيها تلك اليام ،ث أوحى ال عز وجل إل ممد صلى ال عليه وسلم أن اتبع
ملة إبراهيم حنيفا.
نا أحد :نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن أب اسحق عن زيد بن يثيع عن علي قال:
بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي نزلت براءة أل يطوف بالبيت عريان.
نا احد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وكانت قريش -ل أدري قبل بناء الكعبة أو بعده
-ابتدعت رأي المس ،رأيا رأوه وأداروه بينهم ،فقالوا :نن بنو إبراهيم وأهل الرم،
وولة البيت ،وقاطنو مكة وسكانا ،فليس لحد من العرب مثل حقنا ،ول مثل منلتنا،
ول يعرف له العرب مثل ما تعرف لنا ،فل تعظموا شيئا من الل كما تعظمون له العرب
مثل ما تعرف لنا ،فل تظموا شيئا من الل كما تعظمون الرم ،فإنكم إن فعلتم ذلك
استخف العرب حركتكم ،وقالوا :قد عظموا من الل مثل ما عظموا من الرم ،فتركوا
الوقوف على عرفة والفاضة منها ،وهم يقرون ويعرفون أنا من الشاعر 21والج ودين
إبراهيم عليه السلم ،فيون لسائر العرب أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها ،إل أنم قالوا
نن أهل الرم فليس ينبغي لنا أن نرج من الرمة ول نعظمن غيها كما يعظمها
المس ،والمس أهل الرم ،ث جعلوا لن ولدوا من العرب من ساكن الل والرم مثل
77 77
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الذي لم بولدتم إياهم ،يل لم ما يل لم ،ويرم عليهم ،وكانت كنانة وخزاعة قد
دخلوا معهم ف ذلك ،ث ابتدعوا ف ذلك أمورا ل تكن ،فقالوا :ل ينبغي للحمس أن
يأقطوا القط ،ول يسلوا السمن وهم حرم ،ول يدخلوا بيتا من شعر ول يستظلوا إل ف
بيوت الدم ما داموا حراما ،ث رفعوا ف ذلك فقالوا :ل ينبغي لهل الل أن يأكلوا من
طعام جاءوا به معهم من الل ف الرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ،ول يطوفوا بالبيت
إذا قدموا أول ظوافهم إل ف ثياب المس ،فإن ل يدوا شيئا منها طافوا بالبيت عراة،
فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة ل يد ثوبا من ثياب المس ،فطاف ف ثيابه
الت جاء با من الل ،ألقاها إذا فرغ من طوافه ،ل ينتفع با ،ول يسها ،ول أحد غيه
أبدا ،وكانت العرب تسمى تلك الثياب اللقى ،فحملوا العرب على ذلك فدانت به،
ووقفوا على عرفات ،وأفاضوا منها ،فأطافوا بالبيت عراة ،وأخذوا با شرعوا لم من
ذلك ،فكان أهل الل بأتون حجاجا وعمارا ،فإذا دخلوا الرم وضعوا أزوادهم الت
جاءوا با ،وابتعاعوا من طعام الرم والتمسوا ثيابا من ثياب الرم إما عارية وإما بإجارة،
فطافوا فيها ،فإن ل يدوا طافوا عراة ،أما الرجال فيطوفون عراة ،وأما النساء فتضع
احداهن ثيابا كلها إل درعا تطرحه عليها ،ث تطوف فيه ،فقالت امرأة من العرب وهي
كذلك تطوف:
اليوم يبدو بعضه أو كله
78 78
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حدثنا أحد بن عبد البار :نا يونس بن بكي عن ابن اسحق قال :فأقامت قريش ف كل
قبيلة منها أشراف ،فليس بينها اختلف ول نائرة .ث إن قريشا أجعوا على بنيان الكعبة،
وكانوا يهمون بذلك فيهابون هدمها ،وإنا كانت رضما فوق القامة ،فأرادوا رفعا
وتسقيفها وذلك أن نفرا من قريش سرقوا كن الكعبة ،وكان يكون ف بئر جوف الكعبة.
وكان الذي وجد عنده الكن دويل -أو دويد ،شك أبو عمر -مول لنب مليح بن عمرو
من خزاعة ،فقطعت قريش يده من بينهم ،وكان من اتم ف ذلك الارث بن عامر بن
نوفل ،وكان أخا الارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف لمه أبو وهب بن عبد الطلب،
فهو الذي تزعم قريش أنم وضعوا كن الكعبة حي أخذوه عند وديل -أو دويد -فلما
أتتهم قريش دولم على دويل -أو دويد -فقطعوه ،ويقال :إنم وضعوه عنده ،وذكروا
أن قريشا حي استيقنوا بأن ذلك كان عند الارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف،
فخرجوا به إل كاهنة من كهان العرب ،فسجعت عليه من كهانتها بأن ل يدخل مكة
عشر سني با استحل من حرمة العبة ،فزعموا أنم أخرجوه من مكة ،فكان فيما حولا
عشر سني.
وكان البحر قد رمى بسفينة إل جدة لرجل من الروم فتحطمت ،فأخذوا خشبها فأعدوه
لسقفها ،وكان بكة رجل قبطي نار ،فتهيأ لم ف أنفسهم ف بعض ما يصلحها .وكانت
حية ترج من بئر الكعبة الت كان يطرح فيها ما يهدي لا كل يوم ،فتشرق على جادر
الكعبة ،وكانت ما يهابون ،وذلك أنم زعموا قلما كان يتقرب من بئر الكعبة أحد إل
احزألت وكشت ،وفتحت فاها فكانوا يهابونا ،فبينما هي يوما تشرق على جدار الكعبة
كما كانت تصنع ،بعث ال عز وجل عليها طائرا ل يدرون ما هو فاختطفها من
متشرقها ،فذهب با ،فقالت قريش :إنا نرجو أن يكون ال عز وجل قد رضي ما أردنا،
عندنا عامل رفيق ،وعندنا الشب ،وقد ذهب ال تعال بالية ،وذلك بعد الفجار بمس
عشرة سنة ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم إذ ذاك ابن خس وثلثي سنة.
فلما أجعوا أمرهم على هدمها وبنائها قام أبو وهب عامر بن عائذ بن عبد بن عمران بن
مزوم 23فتناول من الكعبة حجرا ،فوثب من يده حت رجع إل موضعه -فيما يزعمون
79 79
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
-فقال :يا معشر قريش ل تدخلن ف بنيانا من كسبكم إل طيبا ول تدخلن فيها مهر
بغي ،ول بيع ربا ،ول وظلمة من أحد من الناس ،وينحلون هذا الكلم الوليد ب الغية.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد ال بن أب نيع أنه حدث عن عبد ال
بن صفوان بن أمية أنه رأى ابنا لعدة بن هبية بن أب وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد
عمران بن مزوم يطوف بالبيت فسأل عنه ،فقيل هذا ابن جعدة بن هبية بن أب وهب،
فقال عبد ال بن صفوان :إن جده يعن أبا وهب هو الذي أخذ من الكعبة حجرا حي
أرادت قريش هدمها فوثب من يده حت رجع إل موضعه ،فقال عند ذلك :يا معشر
قريش ل تدخلوا فيها من كسبكم إل طيبا ،ل تدخلوا مهر بغي ،ول بيع ربا ،ول مظلمة
لحد من الناس ،وأبو وهب خال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكان شريفا ،وله
يقول شاعر من العرب:
لو بأب وهب أنـخـت مـيتـي
80 80
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وكان ظاهرها لسهم وجع ،وكان شق الجر ،وهو الطيم ،لبن عبد الدار بن قصي،
ولبن أسد بن عبد العزى بن قصي ،وبن عدي بن كعب ،ث إن الناس هابوا هدمها،
وفرقوا منه ،فقال الوليد بن الغية :أنا أبؤوكم ف هدمها ،فأخذ العول ،فقام عليها ،ث
قال :اللهم ل تردع ،اللهم إنا ل نريد إل الي ،ث هدم من ناحية الركني فتربص الناس
تلك الليلة وقالوا :ننظر ماذا يصيبه ،فإن أصيب ل ندم منها شيئا ورددناها كما كانت،
وإن ل يصبه شيء فقد رضي ال عز وجل ما صنعناه ،فأصبح غاديا يهدم وهدم الناس
معه فلما انتهى الدم إل أس الكعبة اتبعوه حت انتهوا إل 24حجارة خضر كالسنة
آخذ بعضها بعضا.
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثت أن رجالً من قريش من كان يهدمها
قالوا أدخل رجل بي حجرين منها العثلة ليقلع إحدها ،فلما ترك الجر تنقضت مكة
بأسرها ،فهابوا عند ذلك تريك ذلك الس.
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثنا يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي عن
أبيه عباد قال :حدثت أنم وجدوا ف أس الكعبة أو ف بعضها شيئا من صفر مثل بيض
النعام مكتوب ف احدها :هذا بيت ال عز وجل الرام رزق أهله من كذا ،ل يله أول
من أهله ،وف الخرى :براءة لبن فلن حي من العرب ،من حجة ل حجوها.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وحدثت أن قريشا وجدت ف الركن ،أو ف بعض
القام كتابا بالسريانية ل يدورا ما هو حت قرأه عليهم رجل من يهود :أنا ال ذو بكة
خلقتها يوم خلقت السموات والرض وصنعت الشمس والقمر ،وحففتهما بسبعة
أملحك حنفاء ل يزولون حت تزول أخاشبها ،مبارك لهلها ف الاء واللب.
وحدثت أنم وجدوا ف القام كتابا فيه :مكة الرام يأتيها رزقها من ثلثة سبل ،ل يلها
أول من أهلها.
نا أحد :يونس عن زكريا بن أب زائدة عن عامر الشعب قال :حدثن من قرأ ف أسفل
القام أو ف تتجة ف سقف البيت:؛ أنا ال ذو بكة ،بنيته على وجه سبعة أملك حنفاء،
باركت لهله ف اللحك ،والاء ،وجعلت رزقهم من ثلثة سبل ،ول يستحل حرمتها أول
من أهلها.
81 81
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن النذر بن ثعلبة عن سعيد بن حرب قال :شهدت عبد ال بن الزبي
وهو يقلع القواعد الت أسس إبراهيم صلى ال عليه وسلم لبناء البيت فأتوا تربة صفراء
عند الطيم ،فقال ابن الزبي :هذا قب اساعيل عليه السلم فواراه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث جعت القبائل من قريش لبنائها كل قبيل تمع
على جدتا ث بنوا حت بلغ البناء موضع الركن فاختصموا ف رفع الركن ،كل قبيلة تريد
أن ترفعه دون الخرى ،فقالت كل قبيلة نن نرفعه حت تازبوا أو تالفوا ،وأعدوا
القتال ،فقربت بنو عبد الدار جفنة فملؤوها دما ،ث تالفوا هم وبنو عدي بن كعب على
الوت ،فأدخلوا أيديهم ف تلك الفنة فغمسوها ف الدم ،فقال ف ذلك عكرمة بن عامر
بن هاشم 25بن عبد مناف بن عبد الدار:
وال ل نأتـي الـذي قـد أرتـم
82 82
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
83 83
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
به ،دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،رأوا قالوا :هذا المي قد رضينا با قضى بيننا،
فلما انتهى إليهم أخبوه الب ،فقال :هلموا ثوابا ،أوه به ،فوضع رسول ال صلى ال
عليه وسلم الركن فيه بيديه ث قال :لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ،ث ارفعوا جيعا،
فرفعوه حت إذا بلغوا به موضعه وضعه رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده ،ث بن عليه،
فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسمى ف الاهلية المي قبل أن يوحى إليه.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :كنت جالسا مع أب جعفر ممد بن علي فمر بنا
عبد الرحن العرج ،مول ربيعة بن الارث بن عبد الطلب ،فدعاه فجاءه 26فقال :يا
اعرج ما هذا الذي تدث به أن عبد الطلب هو الذي وضع حجر الركن ف موضعه?
فقال :أصلحك ال حدثن من سع عمر ابن عبد العزيز يدث أنه حدث عن حسان بن
ثابت يقول :حضرت بنيان الكعبة ،فكأن أنظر إل عبد الطلب جالسا على السور شيخ
كبي قد عصب له حاجباه حت رفع إليه الركن ،فكان هو الذي وضعه بيديه ،فقال :انفذ
راشدا ،ث اقبل علي أبو جعفر فقال :إن هذا الشيء ما سعنا به قط ،وما وضعه إل رسول
ال صلى ال عليه وسلم بيده ،اختلفت فيه قريش فقالوا :أول من يدخل عليكم من باب
السجد فهو بينكم ،فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقالوا :هذا المي،
فحكموه ،فأمر بثوب فبسط ،ث أخذ الركن بيديه ،فوضعه على الثوب ،ث قال :لتأخذ
كل قبيلة من الثوب بناحية ،وارفعوا جيعا ،فرفعوا جيعا ،حت إذا انتهوا به إل موضعه
أخذه رسول صلى ال عليه وسلم فوضعه ف موضعه بيده ث بن عليه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ورسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ ابن خس
وثلثي سنة ،ونزل عليه الوحي بعد بناء الكعبة بمس سني ،وهو ابن أربعي سنة ،وأقام
بكة ثلثة عشرة سنة ث هاجر إل الدينة.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :ث سقفت فكان ذلك أول ما سقفت الكعبة ،فلما
فرغوا من البنيان وبنوها على ما ارادوا قال الزبي بن عبد الطلب فيما كان من أمر الية
الت كانت قريش تاب بنيان الكعبة لا ،فقال:
عجبت لا تصوبت الـعـقـاب
84 84
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
إل الثعبان وهي لا اضطراب
وقد كانت يكون لـا كـشـيش
85 85
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فبوأنا الـمـلـيك بـذاك عـزا
86 86
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
به غي حد منكم يا بن فـهـر
على حي ما ضلت حلوم سراتكم
87 87
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الشياطي عن السمع ،وحيل بيتها وبي القاعد الت كانت تقعد لستراق السمع فيها
فرموا بالنجوم ،فعرفت الن أن ذلك لمر حدث من ال عز وجل ف العباد يقول ال
تعال لنبيه عليه السلم حي بعثه ،وهو يقص عليه خب الن إذ حجبوا عن السمع ،فعرفوا
ما عرفوا وما أنكروا من ذلك حي رأوا ما رأوا" :قل اوحي إل انه استمع" إل قوله" :ام
أراد بم ربم رشدا".
فلما سعت الن القول عرفت انا منعت من السمع قبل ذلك له لن ل يشاكل الوحي
شيء من خب السماء ،فيلتبس على أهل الرض ما جاءهم من ال عز وجل وقطع الشبه،
فآمنوا وصدقوا ث "ولوا إل قومهم منذرين .قالوا يا قومنا إنا سعنا كتابا" إل آخر الية.
وكان قول الن أنه كان رجال من النس يعوذون برجال من الن فزادهم رهقا انه كان
رجال من العرب ،من قريش وغيهم ،إذا سافر الرجل فنل ببطن واد من الرض ليبيت
به قال ان أعوذ بعزيز هذا الوادي من الن الليلة ،من شر ما فيه.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن بعض اهل العلم أن امرأة من بن سهم يقال
لا العيطاله كانت كاهنة ف الاهلية جاءها صاحبها ليلة من الليال فانقض تتها فقال:
إذن من أذن يوم عقر ونر ،فقالت قريش حي بلغها ذلك :ما يريد? جاءها ليلة اخرى،
فانقض تتها فقال :شعوب ما لشعوب تصرع فيه كعب لنوب ،فلما بلغ ذلك قريشا
قالوا :ماذا يريد? إن هذا المر هو كائن ،فعروفا أنه كان الذي جاء به إل صاحبته.
نا أحد :نا السن عن جرير بن عبد الميد عن منصور عن ابراهم ف قوله تعال" :وإنه
كان رجال من النس يعوذون برجال من الن فزادهم رهقا" قال :كانوا إذا نزلوا واديا
قالوا :إنا نعوذ بسيد هذا الوادي من شر ما فيه 29قال :فيقول النيون تتعوذون بنا نن
ل نلك لنفسنا ضرا ول نفعا! قال" :فزادهم رهقا" قال :فازادوا عليهم جرأة.
حدثنا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :وكان هذا الي من النصار يتحدثون ما
كانوا يسمعون من يهود من ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم ،أن أول ذكر وقع
بالدينة ،قبل مبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ،أن فاطمة ام النعمان بن عمرو ،اخي
بن النجار -وكانت من بغيا الاهلية -وكان لا تابع ،فكانت تدث انه كان إذا جاءها
88 88
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
اقتحك البيت الذي هي فيه ،اقتحاما على من فيه حت جاءها يوما ،فوقع على الدار ول
يصنع كما كان يصنع ،فقالت له :ما لك اليوم? قال :بعث نب بتحري الزنا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يعقوب بن عقبة بن الغية بن الخنس عن
ل من ثقيف يقال له عمرو بن عبيد ال بن عبد ال بن عتيبة بن مسعود أنه حدثه :أن رج ً
أمية ،وكان منادهى العرب ،وكان يضن برأيه على الناس؛ قال يعقوب :فلما رمي
بالنجوم ،كان أول حي فزع لا من الناس ثقيف ،فجاءوا إل عمر بن أمية فقالوا له :هل
علمت بذا الدث الذي كان? فقال :وما هو? فقالوا :نوم السماء يرمى با ،قال:
ويكم انظروا فإن كانت هي العال الت يهتدي با ف الب والبحر ،وتعرف با النواء من
الشتاء والصيف لصلح معايش الناس ،فهو وال فناء الدنيا ،وفناء هذا اللق ،وأن كان
غيها ،فهو لمر حدث اراد ال عز وجل به هذا اللق ،فانظروا ما هو?
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن الزهري عن علي بن حسي عن ابن عباس
قال :حدثن رهط من النصار قالوا :بينا نن جلوسا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
ذات ليلة ،إذ رأى كوكبا ،فقال ما تقولن ف هذا الكوكب الذي رمي به? فقلنا :يولد
مولود ،يهلك هالك ،يلك ملك ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ليس كذلك،
ولكن ال عز وجل إذا قضى امرا ف السماء سبح بذلك كله العرش فيسبح لتسبيح إل
السماء الدنيا فيقول أهل السماء الدنيا لن يليهم من اللئكة مم سبحتم? فيقولون :ما
ندري ،سعنا من فوقنا من اللئكة سبح فسبحنا ال عز وجل لتسبيحهم ،ولكنا نسل،
فيسلون من فوقهم ،فما يزالون كذلك حت ينتهي إل حلة العرش ،فيقولون :قضى ال عز
وجل كذا وكذا ،فيخبون به من يليهم حت ينتهوا إل أهل السماء الدنيا 30فيسترق
الن ما يقولون ،فينلون به إل أوليائهم من النس فيلقونه على ألسنتهم ،بتوهم منهم
فيخبون الناس ،فيكون بعضه حقا ،وبعضه كذبا ،فلم يزل الن كذلك حت رموا بذه
الشهب.
نا أحد :نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس :إن
الشياطي كانوا يصعدون إل السماء ،فيستمعون الكلمة من الوحي ،فيهبطون با إل
الرض ،فيزيدون معها تسعا ،فيجد أهل الرض تلك الكلمة حقا والتسع باطلً ،فلم
89 89
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يزالوا بذلك حت بعث ال عز وجل ممدا صلى ال عليه وسلم ،فمنعوا تلك القاعد،
فذكروا ذلك لبليس ،فقال :حدث ف الرض حدث ،فبعثهم ،فوجدوا رسول ال صلى
ال عليه وسلم يتلو القرآن بي حبلي نل ،فقالوا :هذا وال الدث ،وإنم ليمون فإذا
توارى النجم عنكم فقد ادركه ل يطئ أبدا ،ولكنه ل يقتله ،يرق وجهه وجنبه ويده.
نا أحدك نا يونس عن ابن اسحق قال :وقد كانت خدية بنت خويلد قد ذكرت لورقة
بن نوفل بن أسد ،وكان ابن عمها ،وكان نصرانيا قد تبع الكتب ،وعلم من علم الناس ما
ذكر لا إلمها ميسرة من قول الراهب ،وما كان يرى منه ،إذ كان اللكان يظلنه ،فقال
ورقة :لئن كان هذا حقا يا خدية ،أن ممدا لنب هذه المة ،قد عرفت أنه كائن لذه
المة نب ينتظر ،هذا زمانه -أو كما قال.
فجعل ورقة يستبطئ المر ويقول :حت مت ،فكان فيما يذكرون يقول أشعارا يستبطئ
فيها خب خدية ،ويتريث ما ذكرت له ،فقال ورقة بن نوفل:
أتـبـكـر أم أنـت الـعـشـية رائح
90 90
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وهن من الحـال قـعـص دوالـح
فخبنا عن كـل حـبـر بـعـلـمـه
91 91
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وقد كان نفر من قريش :زيد بن عمرو بن نفيل ،وورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى،
وعثمان بن الارث بن أسد بن عبد العزى ،وعبد ال بن جحش بن رئاب ،وكانت أمه
أميمة بنت عبد الطلب بن هاشم حليف بن أمية ،حضروا قريشا عند وثن لم كانوا
يذبون عنده لعيد من أعيادهم ،فلما اجتمعوا خل بعض أولئك النفر إل بعض ،قالوا:
تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض ،فقال قائلهم :تعلمون وال ما قومكم على شيء لقد
أخطأوا دين إبراهيم عليه السلم وخالفوه ،ما وثن يعبد ل يضر ول ينفع ،فابتغوا
لنفسكم ،فخرجوا يطلبون ويسيون ف الرض يلتمسون أهل الكتاب من اليهود
والنصارى واللل كلها ،النيفية دين إبراهيم عليه السلم.
فأما ورقة بن نوفل فتنصر ،فاستحكم ف النصرانية ،واتبع الكتب من أهلها ،حت علم
علما كثيا من أهل الكتاب.
فلم يكن فيهم أعدل أمرا ،ول أعدل شأنا من زيد بن عمرو بن نفيل ،اعتزل الوثان
وفارق الديان من اليهود والنصارى واملل كلها إل دين إبراهيم يوحد ال عز وجل
ويلع من دونه ،ول يأكل ذبائح قومه ،باداهم بالفراق لا هم فيه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن هشام بن عروة عن أبيه عن أساء بنت أب
بكر قالت :لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إل الكعبة يقول :يا معشر
قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيي ،ث يقول :اللهم
لو أن أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ،ولكن ل أعلمه ،ث يسجد على راحته.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل أن زيدا
كان إذا دخل الكعبة قال :لبيك حقا حقا تعبدا ورقا ،عذت با عاذ به إبراهيم ،وهو
قائم ،إذ قال :أنفي لك عان راغم 32مهما تشمن فإن جاشم ،الب أبغي ل الال -
يقول :ل الفخر -ليس مهجر كمن قال.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحت قال :حدثن هشام بن عروة قال :روان عروة بن الزبي
أن زيد بن عمرو بن نفيل قال:
أربا واحـدا أم ألـف رب
92 92
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أدين إذا تقسمـت المـور
عزلت اللت والعزى جيعا
93 93
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
له الرض تمل صخرا ثقال
وأسلمت وجهي لن أسلمـت
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :فحدثت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
وهو يدث عن زيد بن عمرو بن نفيل :إن كان لول 33من عاب علي الوثان ،ونان
94 94
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عنها ،أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة حت مررت بزيد بن عمرو وهو بأعلى مكة
وكانت قريش قد شهرته بفراق دينها حت خرج من بي أظهرهم ،وكان بأعلى مكة،
فجلست إليه ومعي سفرة ل فيها لم يملها زيد بن حارثة من ذبائحنا على أصنامنا،
فقربتها له ،وأنا إلم شاب ،فقلت :كل من هذا الطعام أي عم ،قال :فلعلها أي ابن أخي
من ذبائحكم هذه الت تذبون لوثانكم? فقلت :نعم ،فقال :اما إنك يا ابن أخي لو
سألت بنات عبد الطلب أخبنك أن ل آكل هذه الذبائح ،فل حاجة ل با ،ث عاب
علي الوثان ومن يعبدها ويذبح لا ،وقال :إنا هي باطل ل تضر ول تنفع ،أو كما قال.
قال؛ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :فما تسست بوثن منها بعد ذلك على معرفة
با ،ول ذبت لا حت أكرمن ال عز وجل برسالته صلى ال عليه وسلم.
نا أحد :نا يونس عن السعودي عن نفيل بن هشام عن أبيه قال :مر زيد بن نفيل على
رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى زيد بن حارثة ،فدعواه إل سفرة لما ،فقال زيد:
يا ابن أخي إن ل آكل ما ذبح على النصب ،قال :فما رئي رسول ال صلى ال عليه
وسلم بعد ذلك اليوم يأكل شيئا ذبح النصب.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وقد كان زيد أجع على الروج من مكة يضرب
ف الرض ،يطلب النيفية دين إبراهيم ،فكانت إمرأته صفية ابنة الضرمي كلما أبصرته
قد نض إل الروج وأراده ،آذنت به الطاب بن نفيل ،فخرج زيد إل الشام يلتمس
ويطلب ف أهل الكتاب الول دين إبراهيم ،ويسأل عنه ،فلم يزل ف ذلك حت أتى
الوصل ،أو الزيرة كلها ،ث أقبل حت أتى الشام ،فجال فيها حت أتى الوصل ،أو الزيرة
كلها ،ث أقبل حت إليه علم النصرانية ،فيما يزعمون ،فسأله عن اليفية دين إبراهيم ،فقال
الراهب :إنك لتسأل عن دين نا أنت بواجد من يملك عليه اليوم ،لقد درست علمه،
وذهب من يعرفه ،ولكنه قد أظلك خروج نب يبعث بأرضك الت خرجت منها بدين
إبراهيم ،النيفية ،فعليك ببلدك فإنه مبعوث الن ،هذا زمانه ،وقد كان شام اليهودية
والنصرانية ،فلم يرض شيئا منهما فخرج شريعا -حي قال له الراهب ما قال -يريد
مكة ،حت إذا كان بأرض لم ،عدوا عليه فقتلوه فقال ورقة بن نوفل ،وكان قد اتبع مثل
أثر زيد ،لوم يفعل ف ذلك 34ما فعل ،فبكاه ورقه فقال:
95 95
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنـا
96 96
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وجل لحمد صلى ال عليه وسلم" :وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون" ول
يرجون من الرم ول يدفعون من الزدلفة ،يقولون :نن أهل الرم ،فل نرج منه،
وكانوا يسكنون البيوت إذا كانوا حرما ،وكان أهل ند من مضر يهلون إل البيت
ويقفون على عرفة.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة
عن عائشة أنا قالت :أول ما ابتدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من النبوة حي
أراد ال عز وجل كرامته ورحته ورحة العباد به أل يرى شيئا إل جاءت كفلق الصبح.
35فمكث على ذلك ما شاء ال عز وجل أن يكث ،وحبب ال عز وجل إليه اللوة،
فلم يكن شيء أحب إليه من أن يلو وحده.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد اللك بن عبد ال بن أب سفيان بن
العلء بن جارية الثقفي ،وكان واعية ،عن بعض أهل العلم أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم حي أراد ال عز وجل كرامته ،وابتدأه بالنبوة ،كان ل ير بجر ول شجر إل سلم
عليه وسع منه ،فيلتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم خلفه وعن يينه وعن شاله فل
يرى إل الشجر وما حوله من الجارة وهي تييه بتحية النبوة :السلم عليك ،رسول ال،
فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج إل حراء ف كل عام شهرا من السنة ينسك
فيه ،وكان من نسك ف الاهلية من قريش يطعم من جاءه من الساكي ،حت إذا انصرف
من ماورته وقضاه ل يدخل بيته حت يطوف بالكعبة حت إذا كان الشهر الخر الذي
أراد ال عز وجل ما أراد من كرامته من السنة الت يبعثه فيها ،وذلك شهر رمضان،
فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم كما كان يرج لواره ،وخرج معه بأهله ،حت
إذا كانت الليلة الت أكرمه ال عز وجل فيها برسالته ،ورحم العباد به جاءه جبيل بأمر
ال تعال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :جاءن وأنا نائم فقال :إقرأ ،فقلت :وما
اقرأ? حت ظننت أنه الوت ،ث كشطه عن فقال :إقرأ ،فقلت :وما أقرأ فعاد ل مثل ذلك
ث قال :إقرأ ،فقلت :وما أقرأ? وما أقولا إل تنجيا أن يعود ل بثل الذي صنع ب فقال:
"إقرأ بسم ربك الذي خلق .خلق النسان من علق .إقرأ وربك الكرم الذي علم بالقلم
علم النسان ما ل يعلم" ث انتهى فانصرف عن ،وهببت من نومي ،وكأنا صور ف قلب
97 97
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
كتاب ،ول يكن ف خلق ال عز وجل أحد أبغض إل من شاعر أو منون ،كنت ل أطيق
أنظر إليهما ،فقلت :إن البعد -يعن نفسه ،صلى ال عليه وسلم -لشاعر أو منون ،ث
قلت :ل تدث قريش عن بذا أبدا ،لعمدن إل حالق من البل ،فلطرحن نفسي منه،
فلقتلنها ،فلسترين ،فخرجت ما أريد غي ذلك ،فبينا أنا عامد لذلك سعت مناديا
ينادي من الساء يقول :يا ممد! أنت رسول ال ،وأنا جبيل ،فرفعت رأسي إل السماء
أنظر ،فإذا جبيل ف صورة رجل صاف قدميه ف أفق السماء يقول :يا ممد! أنت رسول
ال ،وأنا جبيل ،فوقعت أنظر إليه ،وشغلن عن ذلك وعما أريد ،فوقعت ما أقدر على أ،
93أتقدم ول أتأخر ول أصرف وجهي ف نية من السماء إل رأيته فيها ،فما زلت واقفا
ما أتقدم ولتأخر حت بعث خدية رسلها ف طلب حت بلغوا مكة ورجعوا ،فلم أزل
كذلك حت كاد النهار يتحول ،ث انصرف عن ،وانصرفت راجعا إل أهلي حت أتيت
خدية فجلست إل فخذها مضيفا إليها ،فقالت :يا أبا القاسم أين كنت فو ال لقد
بعثت رسلي ف طلبك حت بلغوا مكة ورجعوا ،فقلت لا :إن البعد لشاعر أو منون،
فقالت :أعيذك بال يا أبا القاسم من ذلك ،ما كان ال عز وجل ليفعل بك ذلك معما
أعلم من صدق حديثك ،وعظم أمانتك ،وحسن خلقك ،وصلة رحك ،وما ذاك يا ابن
عن ،لعلك رأيت شيئا أو سعته? فأخبتا الب ،فقالت :أبشر يا بن عم ،واثبت له ،فو
الذي تلف به إن لرجو أن تكون نب هذه المة ،ث قامت فجمعت ثيابا عليها ،ث
انطلقت إل مروقة بن نوفل -وهو ابن عمها ،وكان قد قرأ الكتب ،وكان قد تنصر،
وسع التوراة والنيل ،فاخبته الب ،وقصت عليه ما قص عليها رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنه رأى وسع ،فقال ورقة :قدوس قدوس ،والذي نفس ورقة بيده لئن كنت
صدقتن يا خدية ،إنه لنب هذه المة ،وإنه ليأتيه الناموس الكب الذي كان يأت موسى
عليه السلم ،فقول له فليثبت ،ورجعت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته ما
قال لا ورقة ،فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الم با جاءه فلما قضى رسول ال
صلى ال عليه وسلم جواره صنع كما كان يصنع ،بدأ بالكعبة فطاف با ،فلقيه ورقة
وهو يطوف بالكعبة ،فقال ورقة :والذي نفس ورقة بيده إنه ليأتيك الناموس الكب الذي
كان يأت موسى عليه السلم ،وإنك لنب هذه المة ،ولتؤذين ،ولتكذبن ،ولتقاتلن،
98 98
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ولتنصرن ،ولئن أنا أدركت ذلك لنصرنك نصرا يعلمه ال ،ث أدن إليه رأسه فقبل يا
فوخه ،ث انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل منله وقد زاده ال عز وجل من
قول ورقة ثباتا ،وخفف عنه بعض ما كان فيه من الم.
نا أحد :نا يونس عن قرة بن خالد قال :حدثن أبو رجاء العطاردي قال :أول سورة
نزولت على ممد صلى ال عليه وسلم" :إقرأ باسم ربك الذي خلق".
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وقد قال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن
قصي فيما كانت ذكرت 37له خدية من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فيما
يزعمون:
إن بك حقا يا خدية فاعـلـمـي
99 99
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن هو ف اليام ما شاء يفعـل
ومن عرشه فوق السموات كلهـا
100 100
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عن أمر ما يرى ف النوم والسهـر
فقال حي أتانا منطـقـا عـجـبـا
101 101
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ما أنتم يا رعاء النقد ،هل تمون أو تصيدون ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس،
فتكلم فقال :بعث موسى عليه السلم وهو راعي غنم ،وبعث داود وهو راعي غنم،
وبعث أنا ،وأنا راعي غنم أهلي بأجياد ،فغلبهم رسول ال صلى ال عليه وسلم.
نا أحد :نا يونس عن عبيد بن عتيبة العيذي عن وهب بن كعب بن عبد ال بن سور
الزدي عن سلمان الفارسي أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال
إنه ليس من نب إل وله وصي وسبطان ،فمن وصيك وسبطاك? فسكت رسول ال صلى
ال عليه وسلم ل يرجع شيئا ،فانصرف سلمان يقول :يا ويله ،يا ويله كلما لقيه ناس من
السلمي قالوا :مالك سلمان الي? فيقول سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
شيء ،فلم يرد علي ،فخفت أن يكون من غضب ،فلما صلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم الظهر قال :أدن يا سلمان ،فجعل يدنو ويقول :أعوذ بال من غضبه وغضب
رسوله ،فقال :سألتن عن شيء ل يأتن فيه أمر ،وقد أتان أن ال عز وجل قد بعث أربعة
آلف نب ،وكان أربعة آلف وصي وثانية آلف سبط ،فو الذي نفسي بيده لنا خي
النبيي ،وإن وصيي لي الوصيي ،وسبطاي خي السباط.
102 102
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
والنصر له على من خالفه ،وأخذ عليهم أن يؤدوا ذلك إل من آمن بم وصدقهم ،فأوا
من ذلك ما كان عليهم من الق فيه ،يقول ال تبارك وتعال لحمد صلى ال عليه وسلم:
"وإذ أخذ ال ميثاق النبيي لا آتيتكم من كتاب وحكمة ث جاءكم رسول مصدق لا
معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررت وأخذت على ذلكم" إى آخر الية ،فأخذ ال ميثاق
النبيي جيعا بالتصديق له والنصر له على من خالفه ،فأدوا ذلك إل من آمن بم وصدقهم
من أهل هذين الكتابي ،فبعثه ال بعد بنيان الكعبة بمس سني ،ورسول ال صلى ال
عليه وسلم يومئذ ابن أربعي سنة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فابتدئ رسول ال صلى ال عليه وسلم بالتنيل ف
شهر رمضان .بقول ال تبارك وتعال" :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" إل آخر
الية ،وقال ال تعال" :إنا أنزلناه ف ليلة القدر" إل آخر السورة ،وقال" :حم .والكتاب
البي .إنا أنزلناه ف ليلة مباركة إنا كنا منذرين" ،وقال" :إن كنتم آمنتم بال وما أنزلنا
على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى المعان" وذلك التقى رسول ال صلى ال عليه وسلم
والشركي ببدر.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن أبو جعفر ممد بن علي السن أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم التقى هو والشركون يوم بدر صبيحة المعة لسبع عشرة من
شهر رمضان.
نا أحد :نا يونس عن أسباط بن اساعيل بن عبد الرحن قال :كان يوم بدر يوم المعة
لسبع عشرة من شهر رمضان.
نا أحد :نا يونس عن قرة بن خالد قال :سألت عبد الرحن بن قاسم عن ليلة القدر،
فقال :كان زيد بن ثابت يعظم سابعة عشر ويقول :هي وقعة بدر.
نا أحد :نا يونس عن بسر بن أب حفص الكندي الدمشقي قال :نا مكحول أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال لبلل :أل ل يغادرك صيام الثني ،وأوحى إل يوم الثني،
وهاجرت يوم الثني ،وأموت يوم الثني.
نا أحد بن عبد البار قال :نا ممد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن عبد ال
بن عباس قال :كنت عند عمر بن الطاب رحه ال وعنده أصحابه ،فسألم فقال :أرأيتم
103 103
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ليلة القدر :التمسوها ف العشر 46الواخر وترا،
أي ليلة ترونا? فقال بعضهم :ليلة إحدى ،وقال بعضهم :ليلة ثلث ،وقال بعضهم :ليلة
خس ،وقال بعضهم :ليلة سبع ،وأما ساكت ،فقالك مالك ل تتكلم? فقلت :إنك أمرتن
أل أتكلم حت يتكلموا ،فقال :ما أرسلت إليك إل لتكلم ،فقالك إن سعت ال يذكر
السبع فذكر "سبع سوات ومن الرض مثلهن" ،وخلق النسان من سبع ،ونبات الرض
من سبع ،فقال عمر :هذا ،أخبتن ما أعلم ،أرأيت ما ل أعلم قولك نبات الرض سبع?
قال :قلت :قال ال" :شققنا الرض شقا .فأنبتنا فيها حبا .وعنبا وقضبا .وزيتونا ونلً.
وحدائق غلبا" فالدائق غلبا اليطان من النخل والشجر ،وفاكهة وأبا ،قال :الب ما
أنبتت الرض ما تأكل الدواب والنعام ول يأكله الناس ،فقال عمر لصحابه :أعجزت أن
تقولوا كما قال هذا اللم الذي ل تتمع له شؤون رأسه ،وال إن لرى القول كما
قال.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :تتام الوحي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو مؤمن بال مصدق لا جاءه ،قد تقبله بقول وتمل منه ما حله ال على رضا العباد
وسخطهم ،وللنبوة أثقالً ومؤونة ل يملها ول يستطيعها إل أهل القوة والعزم من الرسل
بعون ال وتوفيقه لا يلقون من الناس ،وما يرد عليهم ما جاء به من عند ال تعال.
نا أحد :نا يوسن عن ابن اسحق قال :حدثن ربيعة بن أب عبد الرحن قال :سعت ابن
منبه وهو ف مسجد من ،وذكر له يونس النب عليه السلم فقال :كان عبدا صالا وكان
ف خلقه ضيق ،فلما حلت عليه أثقال النبوة -ولا أثقال ،فلما حلت عليه تفسح الربع
تت المل الثقيل ،فألقاها عنه وخرج هاربا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :كانت خدية أول من آمن بال ورسوله وصدق ما
جاء به ،فخفف ال بذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ل يسمع شيئا يكرهه من
رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إل فرج ال عنه با ،إذا رجع إليها تثبيته وتفف عنه،
وتصدقه وتون عليه أمر الناس ،رحها ال.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن الزهري عن عروة عن عائشة قالت :أول ما
ابتدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من النبوة حي أراد ال كرامته ورحة العباد به
104 104
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ل يرى شيئا إل جاءت كفلق الصبح ،يكث على ذلك ما شاء ال أن يكث ،وحبب إليه
اللوة ،فلم يكن شيء أحب إليه من أن يلو وحده.
نا أحد :نا يونس عن يونس بن عمرو عن أب ميسرة عم ر بن شرحبيل أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال لدية :إن إذا خلوت 47وحدي أسع نداء ،وقد وال حشيت
أن يكون هذا المر ،فقالت :معاذ ال ما كان ال ليفعل بك ذلك فوال إنك لتؤدي
المانة ،وتنصل الرحم وتصدق الديث ،فلما دخل أبو بكر رحه ال .وليس رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،ث ذكرت خدية حديثه له ،فقالت :يا عتيق إذهب مع ممد إل
ورقة ،فلما دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده :فقال :انطق بنا إل
ورقة ،فقال :ومن أخبك? قال :خدية ،فانطلقا إليه فقصا عليه ،فقال :إذا خلوت وحدي
سعت نداء خلفي :يا ممد ،يا ممد ،فانطلق هاربا ف الرض ،فقال له :ل تفعل إذا أتاك
فاثنت حت تسمع ما يقول ،ث ائتن فأخبن فلما خل ناداه يا ممد قل :بسم ال الرحن
الرحيم .المد ل رب العالي حت بلغ "ول الضالي" قل :ل إله إل ال ،فأتى ورقة فذكر
ذلك له ،فقال له ورقة :أبشر ث أبشر ،فأنا أشهد أنك الذي بشر بك ابن مري ،وأنك
على مثل نا موسى موسى ،وأنك نب مرسل ،وأنك ستؤمر بالهاد بعد يومك هذا ،ولئن
أدركن ذلك لجاهدن معك؛ فلما توف ورقة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لقد
رأيت القس ف النة عليه ثياب الرير لنه آمن ب وصدقن -يعن ورقة.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال :ساب أخ لورقة ،فتناول الرجل ورقة فسبه،
فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال لخيه :ل علمت أن رأيت لورقة جنة أو
جنتي ،فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن سبه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن اساعيل بن أب حكيم ،مول الزبي ،انه
حدث عن خدية بنت خويلد أنا قالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،فيما تثبتته به،
فيما أكرمه ال به من نبوته :يا ابن عم هل تستطيع أن تبن بصاحبك هذا الذي يأتيك
إذا جاءك? قال :نعم ،فقالت :إذا جاءك فأخبن ،فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم
عندها يوما ،إذ حاء جبيل ،فرآه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال :ي خدية هذا
جبيل قد جاءن ،فقالت أتراه الن? قال :نعم ،قالت :فاجلس إل شقي اليسر فجلس،
105 105
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فقالت هل تراه الن? قال :نعم ،قالت :فاجلس إل شقي الين ،فتحول فجلس ،فقالت:
هل تراه الن? قال :نعم ،قالت :فتحول فاجلس ف حجري ،فتحول رسول ال صلى ال
عليه وسلم فجلس ،فقالت :هل تراه الن? قال :نعم ،فتحسرت فألقت خارها ورسول
ال صلى ال عليه وسلم جالس ف حجرها ،فقالت :هل تراه الن? قال :ل ،قالت :ما
هذا الشيطان ،إن هذا للك يا بن عم فاثبت ،وأبشر ،ث آمنت به ،وشهدت أن الذي جاء
به الق.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فحدثت 48عبد ال بن السن هذا الديث،
فقال :قد سعت فاطمة بنت السي تدث بذا الديث عن خدية ،إل أن سعتها تقول:
أدخلت رسول ال صلى ال عليه وسلم بينها وبي درعها ،فذهب عند ذلك جبيل عليه
السلم.
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن عامر الشعب قال :سئل رسول ال صلى ال عليه
وسلم مت استنبئت? فقال :بي خلق آدم ونفخ الروح فيه.
نا يونس عن إبراهيم بن اساعيل بن ممع النصاري عن رجل عن سعيد ابن السيب قال:
نزل الوحي على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثلث وأربعي ،فأقام بكة
عشرا ،وبالدينة عشرا.
نا أحدك نا يونس عن ابن اسحق قال :ونزل الوحي على رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو ابن أربعي سنة ،فأقام بكة ثلث عشرة سنة ،وبالدينة عشرا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصب ل
على رسالته وتبليغ ما أمر به.
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التيمي عن الربيع بن أنس عن أب العالية" :فاصب كما
صب أول العزم من الرسل" :نوح ،وهود ،وإبراهيم ،فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم
أن يصب كما صب هؤلء ،وكانوا ثلثة ورسول ال صلى ال عليه وسلم رابعهم ،عليهم
السلم ورحة ال ،قال نوح" :يا قوم أن كان كب عليكم مقامي وتذكيي بآيات ال"
إل آخرها ،فأظهر لم الفارقة ،وقال هود حي قالوا" :إن نقول أل اعتراك بعض آلتنا
بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن برئ ما تشركون فأظهر لم الفارقة ،وقال إبراهيم:
106 106
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
"قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم" إل آخر الية ،فاظهر لم الفارقة ،وقال ممد:
"إن نيت أن أعبد الذين تدعون من دون ال" فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم عند
الكعبة ،فقرأها على الشركي فأظهر لم الفارقة.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :ث فتر الوحي عن النب صلى ال عليه وسلم فترة مل
ذلك حت شق عليه وأحزانه ،ث قال ف نفسه ما أبلغ ذلك منه :لقد خشيت أن يكون
صاحب قد قلن وودعن ،فجاء جبيل بسورة والضحى ،يقسم له به ،وهو الذي أكرمه
"ما ودعك ربك وما قلى" فقال" :والضحى والليل إذا سجى" يقول" :ما ودعك ربك
وما قلى" ما صرمك وتركك ،وما قلى :ما أبغضك منذ أحبك ،وللخرة خي لك من
الول أي ما عندي من مرجعك إل خي لك ما عجلت لك من الكرامة ف الدنيا،
"ولسوف يعطيك ربك فترضى" من الفتح ف الدنيا والثواب ف الخرة" ،أل يدك يتيما
فآزى ووجدك ضالً فهدى ووجدك عائلً فأغن" يعرفه ما ابتدأه به من كرامته ف عاجل
أمره ومنه عليه ف يتمه 49وعيلته وضللته ،وستنقاذه من ذلك كله برحته "فأما اليتيم
فل تقهر وأما السائل فل تنهر" ل تكون جبارا ول متكبا ول فاحشا فظا على الضعفاء
من عباد ال "واما بنعمة ربك فحدث اذكرها وادع إليها ،يذكره ما أنعم ال به عليه
وعلى العباد من النبوة.
نا أحد :نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن خدية أنا قالت :لا أبطأ على رسول
ال حروف الوحي جزع من ذلك جزعا شديدا ،فقلت له ما رأيت من جزعه :لقد قلك
ربك ما يرى من جزعك ،فأنزل ال "ما ودعك ربك وما قلى".
نا يونس عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال لبيل ما ينعك أن تزورنا أكثر ما تزورنا? فأنزل ال تعال" :وما نتنل
إل بأمر ربك له ما بي أيدينا" إل قوله" :ما كان ربك نسيا".
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :ث إن جبيل أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم
حي افترضت عليه الصلة ،فهمز له بعقبة ف ناحية الوادي فانفجرت منه عي ماء مزن،
فوضأ وجهه ومضمض واستنشق ومسح برأسه وأذنيه ورجليه إل الكعبي ،ونضج فرجه،
ث قام فصلى ركعتي ،وسجد أربع سجدات على وجهه ،ث رجع النب صلى ال عليه
107 107
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وسلم قد أقر ال عينه وطابت نفسه ،وجاءه ما يب من ال ،فأخذ بيد خدية حت أتى
با العي ،فتوضأ كما توضأ جبيل ،ث ركع ركعتي وأربع سجدات هو وخدية يصليان
سرا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن صال بن كيسان عن عروة بن الزبي عن
عائشة أن الصلة أول ما افترضت ركعتي ،ث أكملت أربعا ،وأثبتت للمسافر .قال:
فحدثت ذلك عمر بن عبد العزيز ،فقال لروة :حدثتن أن عائشة كانت تصلي ف السفر
أربعا ،فجاء عروة فقلت ف نفسي ل يكون هذا ب ،فسألته عن الديث ،فحدثه فقال
عمر :ما أدري ما أحاديثكم هذه! ث حول وركه ونزل عن سريره ودخل.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنا قالت :أول ما افترضت الصلة
ركعتي فأثبت للمسافر وأكملت للمقيم أربعا.
نا يونس عن سال مول أب الهاجر قال :سعت ميمون بن مهران يقول :كان أول الصلة
مثن مثن مثن ،ث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أربعا فصارت سنة ،وأقرت
الركعتي للمسافر وهي تام.
اسلم علي بن أب طالب
نا أحد :حدثن :حدثي يونس عن ابن اسحق قال :ث 50إن علي بن أب طالب جاء بعد
ذلك بيومي فوجدها يصليان ،فقال علي :ما هذا يا ممد? فقال النب صلى ال عليه
وسلم :دين ال الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله ،فأدعوك إل ال وحده ،وإل عبادته،
وكفر باللت والعزى ،فقال له علي :هذا أمر ل أسع به قبل اليوم فليت بقاض أمرا حت
أحدث أبا طالب ،فكره رسول ال حروف أن يفشي عليه شره قبل أن يستعلن أمره،
فقال له :يا علي إذا ل تسلم فاكتم ،فمكث علي تلك الليلة ،ث إن ال أوقع ف قلب علي
السلم ،فأصبح غاديا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حت جاءه فقال :ما عرضت
علي يا ممد? فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :تشهد أل إله إل ال وحده ل
شريك له ،وتكفر باللت والعزى ،وتبأ من النداد ،ففعل علي وأسلم ،ومكث علي
يأتيه على خوف من أب طالب ،وكتم علي إسلمه ول يظهر به.
108 108
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأسلم زيد بن حارثة فمكث قريبا من شهر يتلف علي إل رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،وكان ما أنعم ال به على علي أنه كان ف حجر رسول ال صلى ال عليه وسلم
قبل السلم.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن عبد ال بن أب نيع-قال :أراه عن ماهد-
قال :أسلم عب بن أب طالب وهو ابن عشر سني.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يي بن أب الشعث الكندي -من اهل
الكوفة -قال :حدثن اساعيل بن اياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف أنه قال :كنت
امرءا تاجرا فقدمت أيام من ،أيام الجن وكان العباس بن عبد الطلب امرءا تاجرا،
فأتيته أبتاع منه وأبيعه؛ قال فبينا نن إذ خرج رجل من خباء يصلي فقام تاه الكعبة ،ث
خرجت امرأة ،فقامت تصلي مع ،وخرج إلم ،فقام يصلي معه ،فقلت :يا عباس ما هذا
الدين ،إن هذا الدين ما ندري ما هو? فقال العباس :هذا ممد بن عبد ال يزعم أن ال
أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه ،وهذه امراته خدية بنت خويلد آمنت به،
وهذا اللم تب عمه علي بن أب طالب آمن به؛ قال العفيف :فلينتن آمنت يومئذ وكنت
أكون ثانيا.
نا يونس عن يوسف بن صهيب عن عبد ال بن بريدة قال :أول الرجال إسلما علي بن
أب طالب ث الرهط الثلثة :أبو ذر ،وبريدة ،وابن عم لب ذر.
اسلم أب بكر الصديق
نا أحد قال :نا يونس عن ابن إسحق قال :ث إن أبا بكر لقي رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال :أحق ما تقول قريش يا ممد من تركك آلتنا ،وتسفيهك عقولنا وتكفيك
آباءنا? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا ابا بكر إن رسول ال ونبيه ،بعثن لبلغ
رسالته وأدعوك إل 51ال بالق ،فو ال إنه للحق أدعوك ،إل ال يا أبا بكر ،وحده ل
شريك له ،ول يبعد غيه ،والولة على طاعته أهل طاعته ،وقرأ عليه القرآن ،فلم يفر ،ول
ينكر ،فأسلم وكفر بالصنام ،وخلع النداد ،وأقر بق السلم ،ورجع أبو بكر وهو
مؤمن مصدق.
109 109
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن عبد الرحن بن عبد ال بن
الصي التميمي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :ما دعوت أحدا إل السلم إل
كانت له عنه كبوة وتردد ونظر إل أبا بكر ما عتم حي ذكرته له ،وما تردد فيه.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :فابتدأ أبو بكر أمره ،وأظهر إسلمه ،ودعا الناس،
وأظهر علي وزيد بن حارثة إسلمهما فكب ذلك على قريش.
وكان أول من اتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم خدية بنت خويلد ،زوجته ،ث كان
أول ذكر آمن به علي ،وهو يومئذ ابن عشر سني ،ث زيد بن حارثة ،ث أبو بكر الصديق
رضي ال عنهم.
فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلمه ودعا إل ال ورسوله ،وكان أبو بكر رجلً مآلفا
لقومه ،مببا شهلً ،وكان أنسب قريش لقريش ،وأعلم قريش با كان فيها من خي أو
شر ،وكان رجلً تاجرا ،ذا خلق ومعروف ،وكان رجال قومه بأتونه ويألفونه لغي واحد
من المر لعلمه وتارته وحسن مالسته ،فجعل بدعو إل السلم من وثق به من قومه من
يغشاه ويلس إليهن فأسلم على يديه فيما بلغن الزبي بن العوام ،وعثمان بن عفان،
وطلحة بن عبيد ال ،وسعد بن أب وقاص ،وعبد الرحن بن عوف ،ومعهم أبو بكر،
فانطلقوا حت أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فعرض عليهم السلم ،وقرأ عليهم
القرآن ،وأنبأهم بق السلم ،وبا وعدهم ال من كرامة فآمنوا ،وأصبحوا مقرين بق
السلم ،فكان هؤلء النفر الثمانية الذين سبقوا إل السلم فصلوا وصدقوا رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وآمنوا با جاء من عند ال تعال.
اسلم أب ذر رضي ال عنه
نا يونس عن يوسف بن صهيب عن عبد ال بن بريدة قال :انطلق أبو ذر وبريدة معهم
ابن عم لب ذر يطلبون رسول ال صلى ال عليه وسلمن وهو بالبل مكتتم بطائفة من
مكة ،وأتوه وهو نائم ف البل مسجا بثوبه ،خارجة قدميه ،وكان رسول ال صلى ال
عليه وسلم من أحسن الناس قدما ،فقال أبو ذر :إن كان نب بذه البلد فهو هذا النائم،
فمشوا حت قاموا عليه ،ومع أب ذر عصا يتوطأ عليها ،فقال أبو ذر :أنائم الرجل ،وكان
رسول ال صلى ال عليه وسلم نائما ،فلم يبه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث نادى
110 110
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أبو ذر :أنائم الرجل فلم يبه ،ث أعاد عليه أبو ذر :أنائم الرجل وغمز بعصاه ف باطن قدم
رسول ال صلى ال عليه وسلم 52فاستيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم فقعد ،فقال
له أبو ذر :يا ممد أتيناك لنسمع ما تقول ،وإل ما تدعو ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :أقول :ل إله إل ال وأن رسول ال ،فآمن به أبو ذر وصاحباه وكان علي رضي
ال عنه ف حاجة لرسول ال صلى ال عليه وسلم أرسله فيها.
نا يونس عن جعفر بن حيان عن السن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :أنتم
توفون بسبعي أمة ،أنتم خيها وأكرمها على ال.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن ثابت بن شرحبيل عن أم الدرداء
قالت :قلت لكعب الب :كيف تدون صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف التوراة?
قال :نده ممد رسول ال ،اسه التوطل ،ليس بفظ ول غيظ ،ول سخاب ف السواق،
وأعطي الفاتيح ليبصر ال به أعينا عورا ،ويسمع به آذنا وقرأ ،ويقيم به ألسنا معوجة،
حت تشهد أل إله إل ال وحده ل شريك له ،يعي الظلوم وينعه.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن عمرو بن مرة عن أب عبيدة عن أب موسى قال
سى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم نفسه أساء منها ما حفظنا ،قال :أنا ممد ،وأحد
والقضي ،والاشر ،ونب التوبة واللحمة.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن العيزار بن حريث عن عائشة رضي ال عنها قال:
لرسول ال صلى ال عليه وسلم مكتوب ف النيل ،لفظ ،ول غليظ ،ول سخاب
بالسواق ول يزي بالسيئة مثلها ،ولكن يعفو ويصفح.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن زيادة مول مصعب عن السن قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :مضت تسع وستون أمة وأهنتم توفون سبعي أمة ،أنتم خيها
وأكرمها على ال.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :أخبن الزهري عن ممد بن جبي بن مطعم عن
أبيه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل خسة أساء ،أنا ممد ،وأحد،
وأنا الاحي الذي يحو ال به الكفر ،وأنا العاقب ،وأنا الاشر الذي يشر الناس على
قدميه.
111 111
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
اسلم الهاجرين رضي ال عنهم
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث انطلق أبو عبيدة بن الارث ،وأبو سلمة بن عبد
السد ،وعبد ال بن الرقم الخزومي ،وعثمان بن مظعون حت أتوا رسول ال صلى ال
عليه وسلم فعرض عليهم السلم ،وقرأ عليهم القرآن ،فأسلموا وشهدوا أنه على هدى
ونور.
ث أسلم ناس من قبائل العرب منهم :سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ،أخو بن عدي بن
كعب ،وامرأته فاطمة بنت الطاب بن نفيل بن عبد العزى ،أخت عمر بن الطاب،
وأساء بنت أب بكر ،وعائشة بنت أب بكر وهي صغية ،وقدامة بن مظعون ،وعبد ال بن
مظعون المحيان ،وخباب بن الرت حليف بن زهرة ،وعمي بن أب وقاص الزهري
53وعبد ال بن مسعود حليف بن زهرة ،ومسعود بن القاري وسليط بن عمرو أخو بن
عامر ب لؤي ،وعياش بن أب ربيعة الخزومي وامرأته أساء بنت سلمة بن مرمة التميمي،
وخنيس ابن حذافة السهمي ،وعامر بن ربيعة حليف بن عدي بن كعب ،وعبد ال بن
جحيش السدي ،وأبو أحد بن جحش ،وجعفر بن أب طالب وامرأته أساء بنت عميس،
وحاطب بن الارث المحي وامرأته أساء بنت يسار ،ومعمر بن الارث بن معمر
المحي ،والسائب بن عثمان بن مظعون ،والطالب بن أزهر بن عبد عوف الزهري
وامرأته رملة بنت أب عوف بن صبي بن سعد بن سهم ،والنحاس واسه نعيم بن أسد
أخو بن عدي بن كعب ،وعامر بن فهية مول أب بكر الصديق ،وخالد بن سعيد بن
العاصي وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة ،وحاطب بن
عمرو بن عبد شس أخو بن عامر ب لؤي ،وأبو حذيفة بن عقبة بن ربيعة ،وواقد بن فائد
بن عبد ال بن عزيز بن ثعلبة التميمي حليف بن عدي بن كعب ،وخالد بن البكي،
وعامر بن البكي ،وعاقل بن البكي ،وإياس بن البكي بن عبد ال بن ناشب من بن سعد
بن ليث ،حلفاء بن عدي بن كعب ،وعمار بن ياسر حليف بن مزوم ،وصهيب بن
سنان حليف نب تيم.
ث دخل الناس ف السلم أرسال من النساء والرجال حت فشا ذكر السلم وتدث به،
فلما أسلم هؤلء النفر وفشا أمرهم بكة أعظمت ذلك قريش ،وغضبت له ،وظهر فيهم
112 112
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
لرسول ال صلى ال عليه وسلم البغي والسد ،وشخص له منهم رجال فبادوه العداوة،
وطلبوا له الصومة منهم :أبو جهل بن هشام ،وأصحابه وأبو لب ،وعبيد بن عبد
يغوث ،وعمرو بن الظلظلة ،والوليد بن الغية ،والعاصي بن وائل ،وأمية بن خلف ،وأب
ب خلف ،وهو الذي أصاب وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ،وأبو قيس بن
الفاكة بن الغية ،وأبو قيس بن السلت والضي أو الضي بن الارث بن سعيد بن
الجاج وهو زهي بن أب أمية بن الغية والسائب بن صيفي بن عائذ ،والسود بن عبد
السد ،والعاصي بن سعيد ،وعتيبة بن ربيعة ،وشيبة بن ربيعة ،وأبو شفيان بن حرب ،وأبو
العاصي بن هشام ،وعقبة بن أب معيط ،وأبو الصد الذل ،نطحته أروى فسقط فتقطع،
والكم بن أب العاصي ،وعدي بن جب الثقفي ،وزمعة بن السود.
وكان الذين يؤذونه :أبو لب ،وعقبة بن أب معيط ،والكم بن أب العاصي ،وعدي بن
جب الثقفي ،ورجل آخر.
قوله عز وجل "وأنذر عشيتك القربي"
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :وكان الذي تنتهي إليه عداوة رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،يتمع إليه فيها أبو جهل ،حسدا وبغيا ،لا خص ال به رسوله صلى ال عليه
وسلم من كرامته.
ث إن ال تعال أمر رسوله صلى ال عليه وسلم أن يصدع با جاء به ،وأن ينادي الناس
بامره ،وأن يدعو إل ل تعال ،وكان ربا أخفى الشيء ،واستسر به إل أن أمر بإظهاره،
فلبث سني من مبعثه ،ث قال ال تعال" :فاصدع با تؤمر وأعرض عن الشركي" .وقال:
"وأنذر عشيتك القربي .واخفض جناحك لن اتبعك من الؤمني .وقل إن أنا النذير
البي".
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن من سع عبد ال بن الارث ابن نوفل
واستكمن اسه عن ابن عباس عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال :لا نزلت هذه
الية على رسول ال صلى ال عليه وسلم" :وأنذر عشيتك القربي .واخفض جناحك
لت اتبعك من الؤمني "قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :عرفت أن إن بدأت با
قومي رأيت منهم ما أكره ،فصمت عليها ،فجاءن جبيل فقال :يا ممد إنك إن ل تفعل
113 113
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ما أمرك ربك تعال عذبك ربك ،قال علي :فدعان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال:
يا علي إن ال قد أمرن أن أنذر عشيت القربي ،فعرفت أن إن بادأتم بذلك رأيت
منهم ما أكره ،فصمت عن ذلك حت جاءن جبيل فقال :يا ممد إن ل تفعل ما أمرت
به عذبك ربك ،فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام؛ وأعد لنا عسى لب ،ث
ل أم ينقصون؛ فيهم اجع بنس عبد الطلب ففعلت ،فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رج ً
أعمامه :أبو طالب ،وحزة ،والعباس ،وأبو لب الكافر البيث ،فقدمت إليهم تلك الفنة
فأخ منها رسول ال صلى ال عليه وسلم حذية فشقها بأسنانه ،ث رمى با ف نواحيها ،ث
قال :كلوا باسم ال ،فأكل مثلها ،ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :اسقهم يا علي،
فجئت بذلك القعب فشربوا حت نلوا جيعا ،وأي ال إن كان الرجل منهم ليشرب مثله،
فلما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكلمهم بدوره أبو لب إل الكلم فقال:
لد ،ما سحركم صاحبكم! فتفرقوا ول يكلمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فلما
كان الغد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا علي عد لنا بثل الذي كنت صنعت لنا
بالمس من الطعام والشارب ،فإن هذا الرجل قد بدرن إل ما قد سعت قبل أن أكلم
القوم ،ففعلت ،ث جعهم له ،فصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم كما صنع بالمس،
فأكلوا حت نوا عنه ،ث سقيتهم فشربوا من ذلك القعب حت نلوا عنه ،واي ال إن
الرجل منهم ليأكل مثلها ،ويشرب مثله ،ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم 55 :يا
بن عبد الطلب ،وال ما أعلم شابا من العرب حاء قومه بأفضل ما جئتكم به قد جئتكم
بأمر الدنيا والخرة.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها قالت :سأل الارث بن
هشام رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :كيف ينل عليك الوحي? فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :كل ذلك يأتين اللك أحيانا ف مثل صلصة الرس ،وهو أشقه
علي ،فيفصم عن قد وعيته ،ويتمثل ل اللك أحيانا ف صورة رجل فيكلمن فأعي ما
يقول.
نا يونس عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال :كان إذا نزل علي رسول ال
صلى ال عليه وسلم الوحي ثقل عليه ،وتربد له جلده ،وأمسك الناس عن كلمه.
114 114
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن عمر بن ذر عن ماهد قال :كان إذا نزل القرآن على رسول ال صلى ال
عليه وسلم قرأه على رجال ث على النساء.
نا يونس عن أب معشر عن سعيد القبي عن أب هريرة أن رسول ال حروف قال :يا بن
عبد الطلب ،يا فاطمة بنت ممد ،يا صفية عمة رسول ال اشتروا أنفسكم من ال ،ل
أغن عنكم من ال شيئا ،سلون من مال ما شئتم ،واعلموا أن أول آت يوم القيامة
التقون ،فإن تكونوا يوم القيامة مع قرابتكم فذاك وإياي ل يأتون الناس بالعمال وتأتون
بالدينا تملونا على أعناقكم فأصد وجهي عنكم ،فتقولون :يا ممد ،فأقول هكذا،
فصرف وجهه ،-فتقول يا ممد فأقول هكذا -وصرف وجهه إل الشق الخر.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا
صلوا ذهبوا إل الشعاب ،واستخفوا بصلتم عن قومهم ،فبينا سعد بن أب وقاص ف نفر
من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف شعب من شعاب مكة ،إذ ظهر عليهم
نفر من الشركي وهم يصلون ،فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حت قاتلوهم،
واقتتلوا ،فضرب سعد بن أب وقاص رجلً من الشركي بلحى بتغي فشجه ،فكان أول
دم اهريق ف السلم ،فلما رأت قريش رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يعتبهم من
شيء أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلتهم ،ورأوا عمه أبا طالب قد حدب عليه ،وقام
دونه فلم يسلمه لم ،مشى رجال من أشرف قريش إل أب طالب فيهم :عتبة بن ربيعة،
وشيبة ،وأبو سفيان ،وأبو البحتري ،والسود بن الطلب ،والوليد بن الغية ،وأبو جهل،
والعاصي بن وائل ،ومنبه ونبيه ابنا الجاج ،أو من مشى فيهم ،فقالوا :يا أبا طالب إن
ابن أخيك قد شب آلتنا ،وعاب ديننا ،وسفه أحلمنا ،وضلل آباءنا ،فإما أن تكفه عنا،
وإما أن تلى بيننا وبينه فنكفيكه وإنك على مثل ما نن عليه من 56خلفه ،فقال أبو
طالب قو ًل رفيقا ،ورد ردا جيلً ،فانصرفوا عنه ،ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم
على ما هو عليه يظهر دين ال ،ويدعو إليه ،ث إن قريشا تآمروا بينهم على من فيها من
السلمي يعذبونم ويفتنونم عن دينهم ،ومنع رسوله بعمه أب طالب ،وقد قال أبو
طالب ،حي رأى قريشا تصنع ف بن هاشم وبن الطلب ،دعاهم إل ما هو عليه من منع
رسول ال صلى ال عليه وسلم والقيام دونه ،فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوا إل ما
115 115
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
دعاهم إليه من دفع عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ما كان من أب لب ،وهو
يرض بن هاشم ،وإنا كانت بنو الطلب تدعى لاشم إذا دعوا باللف الذي كان بي
بن هاشم وبي بن الطلب دون بن عبد مناف ،فقال:
حت مت نن على فـتـنة
116 116
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ببيض تلل كلمع البوق
بضرب بزبر دون التهـاب
117 117
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
تداعت قريش غثها وسـمـينـهـا
118 118
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فحرمت منا صاحبا ومـؤازرا
119 119
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نقوم به ،فقال :بل أنتم؛ قولوا أسع ،فقالوا :نقول :كاهن ،فقال :ما هو بكاهن ،لقد
رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسجعه فقالوا :مقول منون ،فقال :ما هو بجنون،
لقد رأينا النون وعرفناه ،فما هو تنقه ،ول تاله ،ول وسوسته ،فقالوا :نقول :شاعر،
فقال ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر بزجره وقريضه ،ومقبوضه ،ومبسوطه ،فما هو
بالشعر ،قالوا :فنقول :ساحر ،قال :ما هو ساحر ،قد رأينا السحار وسحرهم ،ما هو
بنفثه ول عقده ،قالوا :فما نقول يا أبا عبد شس? قال :وال إن لقوله للوة ،إن أصله
لغدق ،وإن فرعه لنا ،فما أنتم بقائلي من هذا شيئا إل عرف أنه باطل ،وإن أقرب
القول لن تقولوا :ساحر :فقولوا ساحر يفرق بي الرء وبي أبيه ،وبي الرء وبي أخيه،
وبي الرء وزوجته ،وبي الرء وعشيته ،فتفرقوا عنه بذلك ،فجعلوا يلسون يسألون
الناس حي قدموا الوسم ل ير بم أحد إل حذروه إياه ،وذكروا لم أمره ،فأنزل ال
تعال ف الوليد بن الغية ،وف ذلك من قوله" :ذرن ومن خلقت وحيدا" إل قوله:
"سأصليه سقر" ،وأنزل ال عز وجل ف النفر الذين كانوا معه يصنفون له القول ف رسول
ال صلى ال عليه وسلم وفيما جاء به من عند ال تعال" :الذين جعلوا القرآن عضي" أي
أصنافا "فو ربك لنسئلنهم أجعي" أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول ال صلى ال
عليه وسلم لن لقوا من الناس ،وصدرت العرب من ذلك الوسم بأمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،وانتشر ذكره ف بلد العرب كلها.
نا يونس عن أب معشر عن ممد بن قيس ف قوله" :وقالوا قلوبنا ف أكنة" قال :قالت
قريش لرسول ال صلى ال عليه وسلم :إن ما تقول حق ،فو ال إن قلوبنا لفي أكنة منه
ما نعقله ،وف آذاننا وقر فما نسمعه ،ومن بيننا وبينك حجاب فما ندري ما تقول.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث إن قريشا حي عرفت أن أبا طالب أب خذلن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وإسلمه ،وإجاعه لفراقهم ف ذلك ،وعدوانم ،مشوا
إليه ومعهم عمارة بن الوليد بن الغية ،فقالوا له فيما بلغنا :يا أبا طالب قد جئناك بفت
قريش عمارة بن الوليد جال ،وشبابا ،ونادة ،فهو لك نصره وعقله ،فاتذ ولدا ل تنازع
فيه ،وخل بيننا وبي ابن أخيك هذا 59الذي فارق دينك ودين آبائك ،وفرق جاعة
قومه ،وسفه أحلمهم ،فغنما رجل كرجل لنقتله ،فإن ذلك أجع للعشية ،وأفضل ف
120 120
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عواقب المور مغبة ،فقال لم أبو طالب :وال ما أنصفون ،تعطون ابنكم أغذوه لكم،
وأعطيكم ابن أخي تقتلونه ،هذا وال ل يكون أبدا ،أفل تعلمون أن الناقة إذا فقدت
ولدها ل تن إل غيه ،فقال له الطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف :لقد أنصفك
قومك يا أبا طالب؛ وما أراك تريد أن تقبل ذلك منهم ،فقال أبو طالب للمطعم بن
عدي :وال ما أنصفتمون ولكنك قد أجعت على خذلن ومظاهرة القوم علي ،فاصنع
ما بدا لك ،أو كما قال أبو طالب ،فحقب المر عند ذلك ،وجعت للحرب ،وتنادى
القوم ،وبادى بعضهم بعضا ،فقال أبو طالب عند ذلك -وإنه يعرض بالطعم -ويعم من
خذله من بن عبد مناف ،ومن عاداه من قبائل ،ويذكر ما سألوه فيما طلبوا منه وما تباعد
من أمرهم.
أل ليت حظي من حياطـتـكـم بـكـر
121 121
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
122 122
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وسلم فقال له :يا بن أخي إن قومك قد جاءون فقالوا :كذا وكذا ،للذي قالوا له،
وآذون قبل ،فأبق علي على نفسك ،ول تملن من المر ما أطيق أنا ول أنت ،واكفف
عن قومك نا يكرهون من قولك هذا الذي فرق بيننا وبينهم ،فظن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أنه قد لعمه فيه بداء ،وأنه خاذله ومسلمه؛ وضعف عن نصرته والقيام معه،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا عم لو وضعت الشمس ف يين والقمر ف
يساري ما تركت المر حت يظهره ال أو أهلك ف بلغ المر برسول ال صلى ال عليه
وسلم :أقبل يا ابن أخي ،فأقبل عليه ،فقال :امض على أمرك وافعل ما أحببت ،فو ال ل
نسلمك بشيء أبدا.
نا يونس عن طلحة بن يي بن طلحة بن يي بن طلحة بن عبيد ال عن موسى بن طلحة
قالك أخبن عقيل بن أب طالب قال :جاءت قريش إل أب طالب فقالوا :إن ابن أخيك
هذا قد آذانا ف نادينا ومسجدنا ،فانه عنا ،فقال يا عقيل انطلق فائتين بحمد -صلى ال
عليه وسلم ،فانطلقت إليه ،فاستخرجته من خيس ،يقول بيت صغي ،فجاء به ف الظهية
ف شدة الر ،فجعل يطلب الفئ يشي فيه من شدة الر الرحض ،فلما أتاهم قال أبو
طالب :إن ابن عمك هؤلء قد زعموا أنك تؤذيهم ف ناديهم ومسجدهم ،فانته عن
أذاهم ،فحلق رسول ال صلى ال عليه وسلم ببصره إل السماء فقال أترون هذه
الشمس? قالوا :نعم ،قال :فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها
شعلة فقال أبو طالب :وال ما كذبنا ابن أخي فارجعوا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق :ث قال أبو طالب من شعر قاله حي أجع لذلك من
نصرة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،والدفاع عنه على ما كان من عداوة قومه وفراقهم
له:
وال لن يصلوا إليه بمـعـهـم
123 123
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وابشر وقر بذاك منك عـيونـا
ودعوتن وعلمت أنك نـاصـح
124 124
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأحضرت عند البيت رهطي وأسرت
125 125
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ول توقد لنا بالـغـدو نـار
مازيل العطا إذا وهبـنـا
126 126
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأن الذي أضفتـم فـي كـتـابـكـم
127 127
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
128 128
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فمهل ولا تنجح الرب بكـرهـا
129 129
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :فلما سعت قريش بذلك ،ورأوا منه الد وأيسوا
منه ،فأبدوا لبن عبد الطلب الفاء ،فانطلق بم أبو طالب فقاموا بي أستار الكعبة ،فدعوا
ال على ظلم قومهم لم ،وف قطيعتهم أرحامهم واجتماعهم على ماربتهم ،وبتأولم
سفك دمائهم ،فقال أبو طالب :اللهم إن أب قومنا إل النصر علينا ،فعجل نصرنا ،وحل
بينهم وبي قتل إبن أخي ،ث أقبل إل جع قريش وهم ينظرون إليه وإل أصحابه ،فقال أبو
طالب :ندعو برب هذا البيت على القاطع النتهك للمحارم ،وال لتنتهن عن الذين
تريدون ،أو لينلن ال بكم ف قطيعتنا بعض الذي تكرهون ،فأجابوه إنكم يا بن عبد
الطلب ل صلح بيننا وبينكم ول رحم إل على قتل هذا الصب السفيه.
ث عمد أبو طالب فأدخل الشعب إبن أخيه وبن أبيه ومن اتبعهم من بي مؤمن ،دخل
لنصرة ال ،ونصره رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ومن بي مشرك يمي ،فدخلوا
شعبهم ،وهو شعب ف ناحية من مكة ،فلما قدم عمرو وعبد ال بن أب ربيعة إل قريش
وأخبوهم بالذي قال النجاشي لحمد صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،اشتد وجدهم،
وآذوا النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه أذى شديدا وضربوهم ف كل طريق
وحصروهم ف شعبهم وقطعوا عنهم الادة من السواق ،فلم يدعوا أحدا من الناس يدخل
عليهم طعاما ول شيئا ما يرفق بم ،وكانوا يرجون من الشعب إل الوسم ،وكانت
قريش تبادرهم إل السواق فيشترونا ويغلونا عليهم ،ونادى منادي الوليد بن الغية ف
قريش :أيا رجل وجدتوه عند طعام يشتريه فزيدوا عليه.
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التميمي عن الربيع بن أنس قال :نزلت ف الوليد بن
الغية :عتل بعد ذلك زنيم قال :فاحش مع ذلك لئيم.
نا أحد :نا يونس عن إبن إسحق ف حديثه عن الوليد :فمن رأيتموه عند طعام يشتريه
فزيدوا عليه ،وحولوا بينهم وبينه ومن ل يكن عنده نقد فليشتر وعلي النقد ،ففعلوا ذلك
ثلث سني حت بلغ القوم الهد الشديد ،وحت سعوا أصوات صبيانم يتضاغون من
وراء الشعب ،وكان الشركون يكرهون ما فيه بنو هاشم من البلء ،حت كره عامة قريش
ما أصاب بن هاشم ،وأظهروا لكراهيتهم لصحيفتهم القاطعة الظالة الذي تعاهدوا فيها
على ممد صلى ال عليه وسلم ورهطه ،وحت أراد رجال منهم أن يبءوا منها ،وكان أبو
130 130
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
طالب ياف أن يغتالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلً أو سرا ،فكان رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذ أخذ مضجعه أو رقد بعثه أبو طالب عن فراشه وجعله بينه وبي
بنيه خشية أن يقتلوه ،وتصبح قريش فيسمعوا من الليل أصوات صبيان بن هاشم الذين ف
ف الشعب يتضاغون من الوع ،فإذا أصبحوا جلسوا عند الكعبة فيسأل بعضهم بعضا،
فيقول الرجل لصاحبه :كيف بات أهلك البارحة? فيقول :بي ،فيقول :لكن اخوانكم
هؤلء الذين ف الشعب بات صبيانم يتضاغون من الوع حت أصبحوا ،فمنهم من يعجبه
ما يلقى ممد صلى ال عليه وسلم ورهطه ،ومنهم من يكره ذلك ،فقال أبو طالب ،وهو
يذكر ما طلبوا من ممد صلى ال عليه وسلم ،وما حشدوهم ف كل موسم ينعونم أن
يبتاعوا بعض ما يصلحهم ،وكر ف الشعر:
أل من لم آخر الـلـيل مـعـتـم
131 131
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
132 132
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
133 133
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
والقطيعة والبهتان ،فإن كان كاذبا فلكم علي أن أدفعه إليكم تقتلونه ،وإن كان صادقا
فهل ذلك ناهيكم عن تظاهركم علينا? فأخذ عليهم الواثيق ،وأخذوا عليه ،فلما نشروها
فإذا هي كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكانوا هم بالغدر أول منهم،
واستبشر أبو طالب وأصحابه ،وقالوا :أينا أول بالسحر والقطيعة والبهتان? فقال الطعم
بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ،وهشام بن عمرو ،أخو عامر بن لؤي بن حارثة،
فقالوا :نن براء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالة ،ولن نالئ أحدا ف فساد أنفسنا
وأشرافنا ،وتتابع على ذلك ناس من أشراف قريش ،فخرج أقوام من شعبهم وقد أصابم
الهد الشديد ،فقال أبو طالب ف ذلك من أمر ممد صلى ال عليه وسلم وما أرادوا من
قتله:
تطاول ليلـي بـهـم وصـب
134 134
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
135 135
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
صدور العوال وحبل عصب
تراهن من بي صاف السبيب
136 136
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فلما باداهم أبو طالب بالعداوة ،وباداهم بالرب ،عدت قريش على من أسلم منهم
فأوثقوه وآذوه واشتد البلء عليهم ،وعظمت الفتنة فيهم ،وزلزلوا زلزالً شديدا .وعدت
137 137
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بنو جح على عثمان بن مظعون ،وفر أبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن
عمر بن مزوم إل أب طالب ليمنعه ،وكان خاله فجاءت بنو مزوم ليأخذوه ،فمنعهم،
فقالوا :يا أبا طالب منعتنا ابن أخيك ،أتنع منا ابن أخينا?! فقال أبو طالب :أمنع ابن اخت
ما أمنع ابن أخي ،فقال أبو لب -ول يتكلم بكلم خي قط ،ليس يومئذ :-صدق أبو
طالب ل يسلمه إليكم ،فطمع فيه أبو طالب حي سع منه ما سع ،ورجا نصره والقيام
معه ،فقال شعرا استجلبه بذلك:
وإن امرءا أبـو عـتـيبة عـمـه
138 138
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ونضلة أخوين لم ،وكان هشام لبن هاشم واصلً ،وكان ذا شرف ف قومه ،وكان فيما
ل طعاما ،حت بلغن يأت بن الغية وبن هاشم وبن الطلب ف الشعب ليلً ،قد أوقر ح ً
إذا أقبله ف الشعب حل حطامه من رأسه ث ضرب جنبه ،فدخل الشعب عليهم ،ويأت به
قد أوقره برا أو بزا فيفعل به مثل ذلك.
ث إنه مشى إل زهي بن أب أمية بن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم ،وكانت أمه
عاتكة بنت عبد الطلب ،فقال لزهي :قد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح
النساء ،واخوانك حيث قد علمت ل يباعون ول يباع منهم ،ول ينكحون ول ينكح
إليهم ،ول يأمنون ول يؤمن عليهم ،أما إي أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن
هشام ث دعوته إل مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا ،قال :ويك فما أصنع أنا
رجل واحد?! قال :فقال :قد وجدت ثانيا ،قال :ومن هو? قال :أنا أقوم معك فقال له
زهي :أبغنا ثالثا؛ قال :وذهب إل الطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقال له يا
مطعم قد رضيت أن تلك بطن من بن عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق عليه ،أما
وال لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنم إليها سراعا ًمنكم ،فقال :ويك فما أصنع إنا أنا
رجل واحد?! فقال :قد وجدت ثانيا ،قال :فمن هو? قال أنا ،قال :فابغنا ثالثا ،قال :قد
فعلت ،قال :ومن هو? قال :زهي بن أب أمية ،قال :فابغنا رابعا يتكلم معنا ،قال :فذهب
إل أب البختري بن هشام فذكر قرابتهم وحقهم ،فقال :هل من أحد يعي على هذا?
قال :نعم ،الطعم بن عدي ،وزهي بن أب أميه ،فقال :ابغنا خامسا ،فذهب إل زمعة بن
السود بن الطلب بن أسد فكلمه ،وذكر له قرابتهم وحقهم ،فقال له زمعة :هل معك
على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد? فقال :نعم ث سى له القوم ،فتواعد عند خطم
الحون ليلً بأعلى مكة ،فاجتمعوا هناك وأجعوا أمرهم ،وتعاهدوا على القيام ف
الصحيفة حت ينقضوها ،فقال زهي :أنا أبدؤ فأكون أولكم.
فلما أصبحوا غدوا على أنديتهم ،وغدا زهي بن أب أمية ف حلة له فطاف بالبيت سبعا،
ث أقبل على الناس فقال :يا أهل مكة أنأكل الطعام ونشرب الشراب ،ونلبس الثياب،
وبنو هاشم بنوا الطلب هلكى ل يباعون ول يباع منهم ،ول ينكحون ول ينكح إليهم،
وال ل أذوق طعاما ول شرابا حت تشق هذه الصحيفة الظالة القاطعة ،فقال أبو جهل.
139 139
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
كذبت وال -وهو ف ناحية السجد -ل تشق هذه الصحيفه ،فقال زمعة ابن السود:
بل أنت وال أكذب ،ما رضينا كتابا حي كتبت ،فقال أبو البختري :صدق زمعة بن
السود ،ل نرضى با كتب فيها ول نعرفه ،فقال الطعم بن عدي صدقتما وكذب من
قال غي ذلك ،نبأ إل ال عز وجل منها وما كتب فيها ،وقال هشام بن عمرو مثل ما
قالوا ف نقضها وردها ،فقال أبو جهل :هذا أمر قضي بليل تشور فيه -يعن بغي هذا
الكان -وأبو طالب جالس ف ناحية السجد يرى ما يصنع القوم ،ث إن الطعم بن عدي
قام إل الصحيفة فشقها فوجد الرضة قد أكلها إل بسمك اللهم وكان الذي كتب
الصحيفة منصور بن عكرمة ابن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار فشلت يده فيما
يزعمون ،وال أعلم.
فلما مزقت وبطل ما فيها قال أبو طالب ف ذلك ما كان ف أمر أولئك النفر ف نقضها
يدحهم:
أل هل أتى العداء رأفة ربـنـا
140 140
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ليقطع فيها ساعـد ومـقـلـد
ويظعن أهل ماكثون فيهـربـوا
141 141
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عمرو يقول :ما أصدقك إنك قدرت على هذا ،شأن الرأة رفع من هذا! فلما أكثر عليه
عمارة ،وكان عمرو قد صدقه وعرف أنه قد دخل عليها ،ورأى من هيئته وما يصنع به
والذهاب إذا أمسى وبيتوتته عنه حت يأت من السحر ما عرف به ف ذلك ،وكانا ف منل
واحد ،ولكنه كان يريد أن يأتيه بشيء ل يستطيع دفعه إن هو رفع شأنه إل النجاشي،
فقال له ف بعض ما يذكر له من أمرها :إن كنت صادقا أنك بلغت منها ما تقول ،فقل
لا فلتدهنك من دهن النجاشي الذي ل يدهن به غيه ،فإن أعرفه ،وائتن منه بشيء حت
أصدقك با تقول ،قال :أفعل ،قال :فجاءه ف بعض ما يدخل عليها ،فدهنته وأعطته منه
شيئا ف قارورة ،فلما شه عمرو عرفه ،وقال له عند ذلك أشهد أنك قد صدقت ،ولقد
أصبت شيئا ما أصاب أحد من العرب مثله ،امرأة اللك ،ما سعنا مثل هذا ،وكانوا أهل
جاهلية ،وكان ذلك ف أنفسهم فصلً لن أصابه وقدر عليه ،ث إنه سكت عنه حت إذا
اطمأن دخل عمرو على النجاشي فقال :أيها اللك معي سفيه من سفهاء قريش ،وقد
خشيت أن يعزى عندك أمره ،وقد أردت أن أرفع إليك شأنه ول أعلمك ذلك حت
استثبت أنه قد دخل على بعض نسائك فأكثر ،وهذا دهنك قد أعطته وادهن به ،فلما شم
النجاشي الدهن ،قال :صدقت هذا دهن الذي ل يكون إل عند نسائي ،ث دعي بعمارة
بن الوليد ،ودعا بالسواحر فجردنه من ثيابه ث أمرهن فنفخن ف احليله ،ث خلى سبيله
فخرج هاربا ف الوحش ،فلم يزل بأرض البشة حت كانت خلفة عمر بن الطاب
رضي ال عنه ،فخرج إليه رجال من بن الغية منهم عبد ال بن أب ربيعة بن الغية،
وكان اسم عبد ال قبل أن يسلم بي ،فلما أسلم ساه رسول ال صلى ال عليه وسلم
عبد ال ،فرصده بأرض البشة باء كان يرده مع الوحش ،فذكروا أنه أقبل ف حر من
حر الوحش يرد معها ،فلما وجد ريح النس هرب حت أجهد العطش ،فورد فشرب
حت إذا امتل خرجوا ف طلبه ،قال عبد ال بن أب ربيعة :فسبقت إليه فالتزمته ،فجعل
يقول :أي بي أرسلن فإن أموت إن أمسكتن ،قال عبد ال :فضبطته فمات ف يدي
مكانه ،فواريته ث انصرفنا ،وكان شعره فيما يزعمون قد غطى كل شيء منه ،فقال
عمرو ،وهو يذكر ما صنع به وما أراد من امرأته:
تعلم عمار أن من شر شـيمة
142 142
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
143 143
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
لقريش عند الكعبة ،فجلس معهم ،ول يلبث حزة بن عبد الطلب أن أقبل متوشحا
قوسه ،راجعا من قنص له ،وكان إذا فعل ذلك ل ير على نادي من قريش إل وقف
وسلم وتدث معهم ،وكان أعز قريش وأشدها شكيمة ،وكان يومئذ مشركا على دين
قومه ،فلما مر بالولة وقد قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فرجع إل بيته ،فقالت له،:
أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك من أب الكم آنقا قبيل ،وجده ها هنا فآذاه وشتمه
وبلغ منه ما يكره ،ث انصرف عنه ول يكلمه ممد ،فاحتمل حزة الغضب لا أراد ال عز
وجل به من كرامته ،فخرج سريعا ل يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف
بالبيت ،معدا لب جهل أن يقع به ،فلما دخل السجد نظر اليه جالسا ف القوم ،فأقبل
نوه حت قام من رأسه ،رفع القوس وضربه با ضربه شجه با شجة منكرة ،وقامت
رجال من قريش من بن مزوم إل حزة لينصروا أبا جهل منه ،فقالوا :ما تراك يا حزة إل
قد صبأت?! فقال حزة :وما ينعن منه وقد استبان ل منه ذلك ،وأنا أشهد أنه رسول
ال ،وأن الذي يقول حق ،فو ال ل أنزع فامنعون إن كنتم صادقي ،فقال أبو جهل:
دعوا أبا عمارة فإن وال لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ًءوت حزة على إسلمه وعلى ما
بايع عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم من قوله ،فلما أسلم حزة عرفت قريش أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قد عز وامتنع وأن حزه سيمنعه ،فكفوا عن بعض ما
كانوا ينالون منه ،فقال ف ذلك شعرا ضرب أبا جهل وأسلم:
144 144
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ول تركت الق إذ دعـيت
145 145
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
146 146
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه وما يصيبهم من البلء والشدة ،وأن ال تعال قد
أعفاه من ذلك ،وأنه ل يقدر على أن ينعهم من قومهم ،وأنه ليس ف قومهم من ينعهم
كما منعه عمه أبو طالب ،أمرهم بالجرة إل أرض البشة ،وقال لم :إن با ملكا ل
يظلم الناس ببلده ف أرض صدق فتحرزوا عنده يأتيكم ال عز وجل بفرح منه ،ويعل
ل ولكم مرجا ،فهاجر رجال من أصحابه إل أرض البشة مافة الفتنة ،وفروا إل ال عز
وجل بدينهم ،واستخفى آخرون بإسلمهم.
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التميمي عن الربيع بن أنس عن أب العالية ف قوله عز
وجل" :وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم" الية ،فمكث رسول
ال صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني بعدما أوحي إليه خائفا هو وأصحابه يدعون ال
عز وجل سرا وعلنية ،ث أمروا بالجرة إل الدينة ،وكانوا با خائفي يسون ويصبحون
ف السلح ،فقال رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا رسول ال أما
يأت علينا يوم نأمن فيه ونضع السلح? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لن تعبوا
إل يسيا حت يلس الرجل منكم ف الل العظيم ليس فيه حديد ،فأنزل ال عز وجل هذه
الية" :وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالات" إل آخر الية ،لقول الرجل ولقول رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،وقوله" :فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" قال :ومن
كفر بذه النعمة ،ليس يقول :من كفر بال ،وكانوا كذلك حت قبض ال عز وجل
رسوله صلى ال عليه وسلم ،ث كانوا كذلك ف إمرة أب بكر ،وعمر ،وعثمان ث غيوا
فغي ما بم ،كفروا بذه النعمة فأدخل ال عز وجل عليهم الوف الذي كان قد وضعه
عنهم.
نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال
عليه وسلم على ثلث فرق :فرقة بالدينة ،وفرقتي بكة ،فرقة كانوا يؤذون بكة عشر
سني فيعفون عن الشركي ،وفرقة كانوا إذا أوذوا انتصروا منهم ،فأنزل ال عز وجل
عليهم جيعا ،فقال" :الذين يتنبون كبائر الث" وهو الشرك والفواحش وهو الزنا وإذا ما
غضبوا هم يغفرون هؤلء الذين كانوا ل ينتصرون من الشركي " والذين استجابوا لربم
وأقاموا لصلة وأمرهم شورى بينهم" الذين كانوا بالدينة ل يكن عليهم أمي ،كان رسول
147 147
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ال صلى ال عليه وسلم بكة وهم بالدينة ،يتشاورون ف أمرهم "والذين إذا أصابم البغي
هم ينتصرون" هؤلء الذين انتصروا "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على
ال" الذين عفوا ،ولن انتصر بعد ظلمه ،إل قوله" :ف الرض بغي الق" الشركي الذين
كانوا يظلمون الناس السلمي "لم عذاب أليم".
تسمية من هاجر إل أرض البشة من مكة نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :وكان
من هاجر من مكة إل أرض البشة ،قبل هجرة جعفر وأصحابه من بن أمية بن عبد
شس بن عبد مناف :عثمان بن عفان معه إمرأته رقية ابنة رسول ال صلى ال عليه وسلم،
وأبو حذيفة بن عتبة بن عبد شس معه لرأته سهلة ابنة سهيل بن عمرو بن عبد شس بن
عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ،ولدت هناك ممد بن أب حذيفة.
ومن حلفائهم :عبد ال بن جحش بن رئاب.
ومن بن نوفل بن عبد مناف :عتبة بن غزوان بن جابر ،حليف لم من قيس عيلن.
ومن بن اسد بن عبد العزي بن قصي :الزبي بن العوام بن خويلد بن أسد.
ومن بن عبد الدار بن قصي :مصعب بن عمي بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد
الدار.
ومن بن عبد بن قصي :طليب بن عمي بن وهب بن أب كثي بن عبد ابن قصي.
ومن بن زهرة بن كلب :عبد الرحن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الارث بن
زهرة ،وعبد ال بن مسعود ،حليف لم ،والقداد ،حليف لم.
ومن بن مزوم بن يقظة بن مرة :أبو سلمة بن عبد السد معه امرأته أم سلمة بنت أب
أمية ،وسلمة بن هشام بن الغية ،حبس بكة فلم يقدم إل بعد بدر ،وأحد ،والندق،
وعياش بن أب ربيعة بن الغية هاجر معه إل الدينة ولق به أخوه لمه :أبو جهل بن
هشام والارث بن هشام فرجعا به إل مكة فحبساه با حت مضى بدر وأحد والندق.
ومن حلفائهم :عمار بن ياسر يشك فيه أكان خرج إل البشة أم ل ،ومعتب بن عوف
بن عامر بن خزاعه من بن عدي بن كعب بن لؤي بن عامر بن ربيعة ،حليفا لم ،مع
امرأته ليلى ابنة أب حثمة بن غان.
148 148
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن بن جح بن عمرو بن هصيص :عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن
جح ،وابنه السائب ،وقدامة بن مظعون.
ومن بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب :خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي،
وهشام بن العاصي بن وائل.
ومن بن عامر بن لؤي :حاطب بن عمرو بن عبد شس ،وهو أول من هاجر ،فيما يقال،
وسليط بن عمرو بن عبد شس ،معه امرأته أم يقظة بنت علقمة ،ولدت له ،ث سليط بن
سليط ،والسكران بن عمرو بن عبد شس ،معه امرأته سودة بنت زمعة بن قيس ،مات
بكة قبل هجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة ،فخلف رسول ال صلى ال
عليه وسلم على امرأته سودة ابنة زمعة.
ومن حلفائهم :سعيد بن خولة.
ومن بن الارث بن فهر بن مالك :أبو عبيدة بن الراح ،وسهيل بن بيضاء ،وعمرو بن
أب شريح بن ربيعة ،وعمرو بن الارث بن زهي بن أب شداد.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فأقاموا حت بلغهم أن أهل مكة قد أسلموا
وسجدوا ،وذلك أن سورة النجم أنزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقرأها
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأنصت لا كل مسلم ومشرك ،حت انتهى إل قوله:
"أفرأيتم اللت والعزى" فأصاخوا له والؤمنون يتصدقون وارتد ناس حي سعوا سجع
الشيطان ،فقال :وال لنعبدهن ليقربونا إل ال زلفا ،وعلم الشيطان بتيك اليتي كل
مشرك وذلت با ألسنتهم ،وكب ذلك على رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أتاه
جبيل عليه السلم ،فشكا إليه هاتي اليتي وما لقي من الناس فيهما ،فتبأ جبيل عليه
السلم منهما وقال :لقد تلوت على الناس ما ل آتك به عن ال عز وجل ،وقلت ما ل
يقل لك ،فحزن رسول ال صلى ال عليه وسلم حزنا شديدا ،وخاف ،فأنزل ال عز
وجل تعزية له" :وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف
أمنيته" إل قوله "عليم حكيم".
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فلما بلغ من بالبشة من السلمي سجود أهل مكة
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبلوا ،أو من شاء ال عز وجل منهم ،وهم يرون أنم
149 149
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قد تابعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما دنوا من مكة بلغهم المر فثقل عليهم أن
يرجعوا إل أرض البشة ،وتوفوا أن يدخلوا مكة بغي جوار ،فمكثوا على ذلك حت
دخل كل رجل منهم بوار من بعض أهل مكة ،وقدم عثمان بن مظعون بوار من الوليد
بن الغية ،وأبو سلمة بن عبد السد بوار من أب طالب ،وكان خاله ،وأم أب سلمة برة
بنت عبد الطلب.
فأما عثمان بن مظعون فكان من خبه أن يونس بن بكي :نا عن ممد بن اسحق قال:
فحدثن صال عن إبراهيم بن عبد الرحن بن عوف عمن حدثه قال :لا رأى عثمان ما
يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه من الذى ،وهو يغدو ويروح بأمان الوليد
بن الغية قال عثمان :وال إن غدوي ورواحي آمنا بوار رجل من أهل الشرك،
وأصحاب وأهل بيت يلقون من البلء والذى ف ال عز وجل ما ل يصيبن لنقص كثي ف
نفسي ،فمشى إل الوليد بن الغية وهو ف السجد ،فقال :يا أبا عبد شس وفت ذمتك،
قد كنت ف جوارك ،وقد أحببت أن أخرج منه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ول
به وبأصحابه أسوة ،قال الوليد :فلعلك يا لب أخي أوذيت ،أو انتهكت? فقال :ل ولكن
أرضي بوار ال تعال ول أريد أن أستجي بغيه ،قال :فانطلق إل السجد ،فاردد علي
جواري علنية كما أجرتك علنية ،فقال :انطلق قال :فخرجا حت أتيا السجد فقال
الوليد :هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليد علي جواري ،فقال عثمان :صدق ،وقد
وجدته وفيا كري الوار ،وقد أحببت أل أستجي بغي ال ،وقد رددت عليه جواره ،ث
انصرف عثمان بن مظعون ولبيد بن ربيعة ابن جعفر بن كلب القيسي ف ملس قريش،
فجلس معهم عثمان ،فقال لبيد وهو ينشدهم :أل كل شيء ما خل ال باطل فقال
عثمان :صدقت ،فقال لبيد:
وكل نعيم ل مالة زائل
فقال عثمان :كذبت ،فالتفت إليه القوم وقالوا للبيد :أعد علينا ،فأعاد لبيد ،وعادله
عثمان بتصديقه مرة وتكذيبه مرة ،وإنا يعن عثمان إذ قال :كذبت ،يعن نعيم النة ل
يزول ،فقال لبيد :وال يا معشر قريش ما كانت مالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إل
عثمان ولطم عينه فاخضرت ،فقال له من حوله :وال يا عثمان لقد كنت ف ذمة منيعة،
150 150
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وكانت عينك غنية عما لقيت! فقال عثمان :جوار ال آمن وأعز ،وعين الصحيحة فقية
إل ما لقيت أختها ول برسول ال صلى ال عليه وسلم أسوة ،وبن معه أسوة ،فقال
الوليد :هل لك ف جواري? قال عثمان :ل إرب ل ف جوار أحد إل جوار ال ،ث قال
عثمان ف ذلك:
ل إرب ل يا ابن الغية ف الذي
151 151
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
اسلم عمر بن الطاب
نا أحد :نا يونس عن ممد بن اسحق قال كان اسلم عمر بن الطاب بعد خروج من
خرج من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أرض البشة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال حدثن عبد الرحن بن الارث عن عبد العزيز بن
عبد ال عن عبد ال بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت :كان عمر بن الطاب من أشد
الناس علينا ف اسلمنا ،فلما تيأنا للخروج إل أرض البشه ،جاءن عمر بن الطاب وأنا
على بعيي نريد ان نتوجه ،فقال :اين يا أم عبد ال? فقلت له :آذيتمونا ف ديننا فنذهب
إل أرض ال عز وجل حيث ل نؤذى ف عبادة ال ،فقال :صحبكم ال ،فذهب ،ث
جاءن زوجي عامر ابن ربيعة ،فأخبته با رأيت من رقة عمر فقال :أترجي يسلم?
فقلت :نعم ،فقال :وال ل يسلم حت يسلم حار الطاب.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث إن قريشا بعثت عمر بن الطاب -وهو يومئذ
مشرك -ف طلب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف
دار ف أصل الصفا ،ولقيه النحام وهو نعيم بن عبد بن اسد ،اخو بن عدي بن كعب ،قد
اسلم قبل ذلك ،وعمر متقلد سيفه ،فقال :يا عمر اين تراك تعمد? فقال :اعمد إل ممد
هذا الذي سفه احلم قريش ،وسفه آلتها ،وخالف جاعتها ،فقال له النحام :وال لبئست
المشى مشيت يا عمر ،ولقد فرطت ،واردت هلكة بن عدي بن كعب ،او تراك تنفلت
من بن هاشم ،وبن زهرة وقد قتلت ممدا صلى ال عليه وسلم?! فتحاورا حت ارتفعت
أصواتما ،فقال له عمر :إن لظنك قد صبأت ،ولو اعلم ذلك لبدأت بك ،فلما رأى
النحام انه غي منته قال :فإن اخبك ،إن اهلك واهل ختنك قد أسلموا وتركوك وما انت
عليه من ضللتك ،فلما سع عمر تلك القالة يقولا قال :فأيهم? قال :خنتك وابن عمك
واختك ،فانطلق عمر حت اتى اخته.
وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اتته الطائفة من اصحابه من ذوي الاجة نظر
إل اول السعة فيقول :عندك فلن فليكن إليك ،فوافق ذلك ابن عم عمر وختنه زوج
اخته سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فدفع إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم خباب بن
الرت ،مول ثابت بن ام انار حليف بن زهرة ،وقد انزل ال عز وجل "طه ما انزلنا
152 152
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عليك القرآن لتشقى إل تذكرة لن يشى" وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا ليلة
الميس فقال :اللهم اعز السلم بعمر بن الطاب او بأب الكم بن هشام ،فقال ابن عم
عمرو واخته :نرجو ان تكون دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمر ،فكانت.
فأقبل عمر حت انتهى إل باب اخته ليغي عليها ما بلغه من اسلمهما ،فإذا خباب بن
الرت عند اخت عمر يدرس عليها طه ،ويدرس عليها إذا الشمس كورت ،وكان
الشركون يدعون الدراسة الينمة ،فدخل عمر فلما ابصرته اخته عرفت الشر ف وجهه
فخبأت الصحيفة ،وراغ خباب فدخل البيت ،فقال عمر لخته :ما هذه الينمة ف بيتك?
قالت :ما عدا حديثا نتحدث به بيننا ،فعذلا وحلف ال يرج حت تبي شأنا ،فقال له
زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :إنك ل تستطيع ان تمع الناس على هواك يا
عمر وإن كان الق سواه ،فبطش به عمر فوطئه وطئا شديدا وهو غضبان ،فقامت إليه
اخته تجره عن زوجها فنفحها عمر بيده فشجها ،فلما رأت الدم قالت :هل تسمع يا
عمر ،أرأيت كل شيء بلغك عن ما يذكر من تركي آلتك وكفري باللت والعزى فهو
حق ،اشهد ال إله إل ال وحده ل شريك له وان ممدا عبده ورسوله ،فائتمر امرك،
واقض ما انت قاض ،فلما رأى ذلك عمر سقط ف يديه ،فقال عمر لخته :أرأيت ما
كنت تدرسي اعطيك موثقا من ال ل اموها حت اردها إليك ،ول اريبك فيها ،فلما
رأت ذلك اخته ،ورأت حرصه على الكتاب رجت ان تكون دعوة رسول ال صلى ال
عليه وسلم له ،فقالت :إنك نس ول يسه إل الطهرون ،ولست آمنك على ذلك،
فاغتسل غسلك من النابة ،واعطن موثقا تطمئن إليه نفسي ففعل عمر ،فدفعت إليه
الصحيفة ،وكان عمر يقرأ الكتاب ،فقرأ طه حت إذا بلغ إن الساعة آتية أكاد أخفيها
لتجزى كل نفس با تسعى إل قوله فتردى وقرأ إذا الشمس كورت حت بلغ علمت
نفس ما أحضرت فأسلم عند ذلك عمر ،فقال لخته ،وختنه :كيف السلم? قال :تشهد
أل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله ،وتلع النداد ،وتكفر باللت
والعزى ،ففعل ذلك عمر ،وخرج خباب ،وكان ف البيت داخلً ،فكب خباب وقال:
أبشر يا عمر بكرامة ال فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد دعا لك أن يعز ال
السلم بك ،قال عمر :فدلون على النل الذي فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال
153 153
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
له خباب بن الرت :أنا أخبك ،فأخبه أنه ف الدار الت ف أصل الصفا ،فأقبل عمر ،وهو
حريص على أن يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وقد بلغ رسول ال صلى ال عليه
وسلم أن عمر يطلبه ليقتله ول يبلغه اسلمه ،فلما انتهى عمر إل الدار استفتح ،فلما رأى
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم عمر متقلدا بالسيف ،أشفقوا منه ،فلما رأى
رسول ال صلى ال عليه وسلم وجل القوم قال :افتحوا له فإن كان ال عز وجل يريد
بعمر خيا اتبع السلم وصدق الرسول ،وإن كان يريد غي ذلك ل يكن قتله علينا هينا،
فابتدره رجال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ورسول ال صلى ال عليه
وسلم يوحى إليه ،فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم حي سع صوت عمر ،وليس
عليه رداء ،حت أخذ بجمع قميص عمر ،ورداءه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم:
ما أراك منتهيا يا عمر حت ينل ال بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن الغية ،ث قال:
اللهم اهد عمر ،فضحك عمر ،فقال :يا نب ال أشهد أل إله إل ال وأشهد أن ممدا
عبده ورسوله ،فكب أهل السلم تكبية واحدة سعها من وراء الدار والسلمون يومئذ
بضعة وأربعون رجلً واحدى عشرة امرأة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق :قال :قال عمر حي أسلم:
المد ل ذي الن الذي وجبـت
154 154
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بظلمها حي تتلى عندها السور
لا دعت ربا ذا العرش جاهدة
155 155
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبه وقميص قومسي ،فقال :مه? فقالوا :خيا ،عمر بن
الطاب صبا ،فقال فمه?????! رجل اختار لنفسه دينا أترون بن عدي بن كعب
يسلمون لكم صاحبهم هكذا?! عن الرجل فو ال لكأنا كان ثوب كشف عنه ،فلما
قدمنا الدينة قلت :يا أبه من الرجل صاحب اللة الذي صرف القوم عنك? قال :ذاك
العاص بن وائل السهمي.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن النكدر أن أعرابيا من بن الدئل قال حيث
بلغه أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وظهوره واختلف الناس با قال :فما فعل
الصلع الطوال العسر ،مع أي الزبي هو ،فو ال ليملنا غدا خيا أو شرا ،يعن عمر
بن الطاب.
نا يونس عن النضر أب عمر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال :اللهم أيد السلم بأب جهل بن هشام أو بعمر بن الطاب ،فأصبح عمر فغدا على
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم ،ث خرج فصلى ف السجد ظاهرا.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن القاسم عن عبد ال بن مسعود أنه قال :كان
اسلم عمر بن الطاب فتحا ،وهجرته نصرا ،وإمارته رحة ،وما استطعنا أن نصلي
ظاهرين عند الكعبة حت أسلم عمر رحه ال.
ما جاء ف أول من جهر بالقرآن بكة
نا يونس عن ممد بن اسحق قال :حدثن يي بن عروة بن الزبي بن العوام عن أبيه قال:
كان أول من جهر بالقرآن بكة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال بن مسعود،
اجتمع يوما أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا :وال ما سعت قريش هذا
القرآن يهر لا به قط ،فمن رجل يسمعهم? فقال عبد ال بن مسعود :أنا ،قالوا :إنا
نشاهم عليك إنا نريد رجلً له عشية تنعه من القوم إن آذوه ،فقال :دعون فإن ال عز
وجل سيمنعن ،فغدا عبد ال حت أتى القام ف الضحى وقريش ف انديتها حت قام عند
القام فقال رافعا صوته :بسم ال الرحن الرحيم "الرحن علم القرآن" فاستقبلها فقرأها،
فتأملوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد ،ث قالوا :إنه يتلو بعض ما جاء به ممد صلى
ال عليه وسلم ،فقاموا فجعلوا يضربون ف وجهه ،وجعل يقرأ حت بلغ منها ما شاء ال
156 156
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أن يبلغ ،ث انصرف إل أصحابه وقد أثروا بوجهه ،فقالوا :هذا الذي خشينا عليك ،فقال:
ما كان أعداء ال قط أهون علي منهم الن ،ولئن شئتم لغادينهم بثلها غدا ،قالوا:
حسبك قد أسعتهم ما يكرهون.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن الطعم قال :كان أول من أفشى القرآن بكة
وعذب ف رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال بن مسعود رضي ال عنه.
آخر الزء الثالث يتلوه إن شاء ال من عذب ف ال بكة من الؤمني وحسبنا ال وصلى
ال على سيدنا النب ممد وآله وسلم.
بسم ال الرحن الرحيم توكلت على ال
من عذب ف ال بكة من الؤمني
أنا الشيخ أبو السي أحد بن ممد بن النقور البزاز قراءة عليه وأنا أسع قال :أنا أبو
طاهر ممد بن عبد الرحن الخلص قال :قرئ على أب السي رضوان بن أحد وأنا أسع
قال :نا أبو عمر أحد بن عبد البار العطاردي قال :نا يونس بن بكي عن ابن اسحق
قال :نا الزهري قال :حدثت أنا أبا جهل وأبا سفيان والخنس بن الشريق خرجوا ليلة
ليسمعوا من رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي بالليل ف بيته ،وأخذ كل رجل
منهم ملسا ليستمع فيه ،وكل ل يعلم بكان صاحبه ،فباتوا يسمعون له حت إذا أصبحوا
أو طلع الفجر تفرقوا ،فجمعهم الطريق ،فتلوموا وقال بعضهم لبعض ل تعودون لو
رآكم بعض سفهائكم لوقعتم ف نفسه شيئا ،ث انصرفوا حت إذا كانت الليلة الثانية عاد
كل رجل منهم إل ملسه فباتوا يستمعون له حت إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق،
فقال بعضهم لبعض مثلما قالوا أول مرة ،ث انصرفوا ،فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل
رجل منهم ملسه فباتوا يستمعون له ،حت إذا طلع الفجر تفرقوا ،فجمعهم الطريق،
فقالوا :ل نبح حت نتعاهد ل نعود ،فتعاهدوا على ذلك ث تفرقوا ،فلما أصبح الخنس
بن شريق أخذ عصا ث خرج حت أتى أبا سفيان ف بيته ،فقال :حدثن يا أبا حنظلة عن
رأيك فيما سعت من ممد? فقال :يا أبا ثعلبة ،وال سعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد
با ،وأشياء ما أعرف معناها ول ما يراد با ،فقال الخنس :وأنا والذي حلفت له ،ث
خرج من عنده حت أتى أبا جهل فدخل عليه بيته ،فقال :يا أبا الكم :ما رأيك فيما
157 157
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
سعت من ممد? فقال ماذا سعت ،تنازعنا نن وبنو عبد مناف الشرف ،أطعموا
فأطعمنا ،وحلوا فحملنا ،وأعطوا فأعطينا ،حت إذا تاثينا على الركب وكنا كفرسي
رهان قالوا :منا نب يأتيه الوحي من السماء ،فمت تدرك هذه?! وال ل نؤمن به أبدا ،ول
نصدقه؛ فقام عنه الخنس بن شريق.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث عدوا على من أسلم واتبع رسول ال صلى ال
عليه وسلم من أصحابه ،فوثبت كل قبيلة على من فيها من السلمي فجعلوا يعذبونم.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن هشام بن عروة عن أبيه قال :كان ورقة بن
نوفل ير ببلل وهو يعذب على السلم ،وهو يقول أحد ،أحد ،فيقول ورقة :أحد ،أحد
وال يا بلل لن تفن ،ث يقبل على من يفعل ذلك به من بن جح وعلى أمية فيقول:
أحلف بال لئن قتلتموه على هذا لتذنه حنانا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فبلغن أن عمار بن ياسر قال :وهو يذكر بلل بن
رباح ،وأمه حامه وأصحابه ،وما كانوا فيه منالبلء ،وعتاقة أب بكر رضي ال عنه إياهم،
فقال:
جزى ال خيا عن بلل وصحـبـه
158 158
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فيا رب إبراهيم والـعـبـد يونـس
159 159
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد : :نا يونس عن ابن إسحق قال :وكان ياسر عبدا لبن بكر من بن الشجع بن
ليث فاشتروه منهم ،فزوجوه سية أم عمار ،فولدت عمار ،وكانت سية أمة لم ،فأعتقوا
سية ،وعمارا ،وياسرا.
نا يونس عن عبد ال بن عون عن ممد بن سيين قال :مر رسول ال صلى ال عليه
وسلم بعمار بن ياسر وهو يبكي بذلك عينيه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم:
مالك ،أخذك الكفار ،فغطوك ف الاء ،فقلت كذا ،وكذا ،فإن عادوا لك فقل كما قلت.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن حكيم بن جبي عن سعيد بن جبي قال:
قلت لبن عباس :يا أبا عباس أكان الشركون يبلغون من السلمي ف العذاب ما يعذرون
به ف ترك دينهم? فقال :نعم وال إن كانوا ليضربون أحدهم وييعونه ويعطشونه حت ما
يقدر على أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي به حت أنه ليعطيهم ما سألوه من الفتنة
وحت يقولوا :أاللت والعزى إلك من دون ال? فيقول :نعم ،وحت أن العل ليمر بم
فيقولون أهذا العل إلك من دون ال? فيقول :نعم ،إفتداء منهم لا يبلغون من جهده.
نا يونس عن العيزار بن حريث قال :مر خالد بن الوليد على اللت والعزى فقال:
كفرانك ل سبحـانـك
160 160
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال حدثن صال بن كيسان عن بعض آل سعد عن
سعد بن أب وقاص قال :كنا قوما يصيبنا صلف العيش بكة مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم وشدته ،فلما أصابنا البلء اعترافنا لذلك ،وصبنا له ،وكان مصعب بن عمي أنعم
إلم بكة ،وأجوده حلة مع أبويه ،ث لقد رأيته جهد ف السلم جهدا شديدا حت لقد
رأيت جلده يتحشف تشف جلد الية عنها حت أن كنا لنعرضه على قسينا فنحمله ما
به من الهد ،وما يقصر عن شيء بلغناه ،ث أكرمه ال عز وجل بالشهادة يوم أحد.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن يزيد بن زياد عن ممد بن كعب القرظي
قال :حدثن من سع علي بن أب طالب رضي ال عنه يقول :إنا للوس مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم ف السجد إذ طلع علينا مصعب بن عمي ما عليه إل بردة له مرقوعة
بفرو ،قال :فلما رآه رسول ال صلى ال عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة وما
لو هو فيه اليوم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :كيف بك إذا غدا أحدكم ف
حلة وراح ف حلة ،ووضعت بي يديه صحفة ورفعت أخرى ،وسترقم جدر بيوتكم كما
تستر الكعبة ،فقالوا :يا رسول ال نن يومئذ خي منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى الؤنة?
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أنتم اليوم خي منكم يومئذ.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن صال بن كيسان عن بعض آل سعد عن
سعد بن أب وقاص قال :لقد رأيتن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة فخرجت من
الليل أبول فإذا أنا أسع قعقعة شيء تت بول فنظرت فإذا قطعه جلد بعي فأخذتا
فغسلتها ث أحرقتها فرضضتها بي حجرين ث استففتها ،فشربت عليها من الاء ،فقويت
عليها ثلثا.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن يزيد بن زياد عن ممد بن كعب القرظي
قال :حدثن من سع علي بن أب طالب رضي ال عنه يقول :خرجت ف يوم شات من
بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ولقد أخذت إهابا معطوفا فخويت وسطه فأدخلته
ف عنقي ،وشددت وسطي وحزمته بوص النخل ،وإن لشديد الوع فلو كان ف بيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم طعام لطعمت منه ،فخرجب ألتمس شيئا ،فمررت
بيهودي ف مال له وهو يستقي ببكرة له ،فاطلعت عليه من ثلمة ف الائط فقال :مالك يا
161 161
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عرب ،هل لك ف كل دلو بتمرة? فقلت :نعم ،فافتح حت أدخل ،ففتح فدخلت فأعطان
دلوه فلما نزعت دلوا أعطان ترة ،حت إذا انتلت كفي أرسلت الدلو وقلت :حسب،
فأكلتها ،ث نزعت ف الاء فشربت ،ث جئت السجد فوجدت رسول ال صلى ال عليه
وسلم.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :كان ضجاع رسول ال صلى ال
عليه وسلم أدما حشوه ليف.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق عن الزهري عن عبيد ال بن أب ثور عن عمر بن
الطاب رضي ال عنه قال :دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مضطجع
على خصفة وإن بعضه لفي التراب ،متوسدا وسادة أدم مشوة ليفا ،فوق رأسه إهاب
معطون معلق ف سقف العلية ،وف زاوية شيء من قرط.
نا يونس عن أب معشر الدن عن سعيد القبي قال :كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم
حصي يفرشه بالنهار حت إذا كان الليل احتجره ف السجد فصلى فيه.
نا يونس عن السعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال:
اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم على حصي فقام وقد أثر بلده ،فل
استيقظ جعلت أمسح عنه وأقول :أل آذنتنا حت نبسط لك على الصي شيئا يقيك منه،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :وما أنا والدنيا ،ما أنا والدنيا ،إل كراكب استظل
تت شجرة ث راح وتركها.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن عبد اللك بن أب سفيان الثقفي قال :قدم
رجل من إراش بإبل له مكة ،فابتاعها منه أبو جهل بن هشام فمطله بأثانا ،وأقبل
الراشي حت وقف على نادي قريش ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس ف ناحية
السجد فقال :يا معشر قريش من رجل يؤدين على أب الكم بن هشام فإن غريب ابن
سبيل ،وقد غلبن على حقي ،وأنا غريب ابن سبيل? فقال أهل الجلس :ترى ذلك الرجل
-وهم يهزؤون به ،إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،لا يعلمون بينه وبي أب جهل
من العداوة -إذهب إليه فهو يؤديك عليه ،فأقبل الراشي حت وقف على رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقال :يا عبد ال إن أبا الكم بن هشام قد غلبن على حق ل قبله،
162 162
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأنا غريب إبن سبيل ،وقد سألت هؤلء القوم عن رجل يؤدين عليه ،يأخذ ل حقي منه
فأشاروا ل إليك ،فخذ ل حقي منه ،رحك ال؛ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
إنطلق إليه ،وقام معه ،فلما رأوه قام معه قالوا لرجل من معهم :إتبعه فانظر ماذا يصنع،
فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم حت جاءه ،فضرب عليه بابه ،فقال :من هذا?
فقال :ممد فاخرج إل ،فخرج إليه وما ف وجهه رائحة ،قد امتقع لونه ،فقال له :أعط
هذا الرجل حقه ،فقال :نعم ،ل يبح حت أعطيه الذي له ،فدخل ،فخرج إليه بقه فدفعه
إليه ،ث انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال للراشي :الق بشأنك فأقبل
الراشي حت وقف على ذلك الجلس فقال :جزاه ال خيا فقد أخذ الذي ل ،وجاء
الرجل الذي بعثوا معه ،فقالوا له :ويك ماذا رأيت? فقال :عجبا من العجب ،وال إل
أن ضرب عليه بابه فخرج وما معه روحه فقال :أعط هذا الرجل حقه ،قال :نعم ل يبح
حت أخرج إليه حقه ،فدخل فأخرج إليه حقه فأعطاه إياه؛ ث ل يلبث أن جاء أبو جهل
فقالوا له :ويلك مالك فو ال ما رأينا مثل ما صنعت?? قال :ويكم وال ما هو إل أن
ضرب على باب وسعت صوته فملئت رعبا ث خرجت إليه وإن فوق رأسي لفحل من
البل ما رأيت مثل هامته ول قصرته ول أنيايه لفحل قط ،وال لو أبيت لكلن.
???حديث النب حيث خاصمه الشركون
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن شيخ من أهل مكة قدي منذ بضع وأربعي
سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة إبن ربيعة ،وأبا سفيان بن حرب ،والنضر
بن الارث أخا بن عبد الدار ،وأبا البختري أخا بن أسد ،والسود بن الطلب بن أسد،
وزمعة بن السود والوليد بن الغية ،وأبا جهل بن هشام ،وعبد ال بن أمية ،وأمية بن
خلف ،والعاصي ابن وائل ،ونبيه ومنبه ابن الجاج السهميي اجتمعوا ،أو من اجتمع
منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض :ابعثوا إل ممد وكلموه
وخاصموه حت تعذروا فيه ،فبعثوا إليه :إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك،
فجاءهم رسول ال صلى ال عليه وسلم سريعا وهو يظن أن قد بدا لم ف أمره بداء،
وكان عليهم حريصا يب رشدهم ويعز عليه عنتهم ،حت جلس إليهم فقالوا له :يا ممد
إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك ،وإنا وال ما نعلم رجلً من العرب أدخل على قومه ما
163 163
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أدخلت على قومك ،ولقد شتمت الباء ،وعبت الدين ،وسفهت الحلم وشتمت اللة،
وفرقت الماعة ،فما بقي أمر قبيح إل جئته فيما بيننا وبينك ،فإن كنت إنا جئت بذا
الديث تطلب به مالً جعنا لك من أموالنا حت تكون أكثرنا مالً ،وإن كنت إنا تطلب
به الشرف فينا سودناك علينا ،وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذي
يأتيك با يأتيك به رئى تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الن رئى ،فربا
كان ذلك بذلنا أموالنا ف طلب الطب لك حت نبئك منه ،أو نعذر فيك ،فقال لم
رسول صلى ال عليه وسلم :ما أدري ما تقولون ما جئتكم با جئتكم به لطلب أموالكم،
ول الشرف فيكم ،ول اللك عليكم ،ولكن ال بعثن إليكم رسولً وأنزل علي كتابا،
وأمرن أن أكون لكم بشيا ونذيرا فبلغتكم رسالة رب ،ونصحت لكم فإن تقبلوا من ما
جئتكم به فهو حظكم ف الدنيا والخرة ،وإن تردوا علي أصب لمر ال حت يكم ال
بين وبينكم ،أو كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم.
فقالوا :يا ممد فإن كنت غي قابل منا ما عرضنا عليك فإنك قد علمت أنه ليس أحد من
الناس أضيق بلدا ول أقل ماء ،ول أشد عيشا منا ،فسل لنا ربك الذي بعثك با بعثك به
فليسي عنا هذه البال الت قد ضيقت علينا ،وليبسط لنا بلدنا ،وليجري فيها أنارا
كأنار الشام والعراق ،وليبعث لنا من مضى من آبائنا ،وليكن فيمن يبعث لنا فيهم قصي
بن كلب فإنه كان شيخا صدوقا ،نسلهم عما تقول أحق هو أم باطل ،فإن صنعت لنا
ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منلتك من ال ،وأنه بعثك رسولً كما تقول،
فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما بذا بعثت إنا جئتكم من ال با بعثن به،
وقد بلغتكم ما أرسلت به فإن تقبلوا من فهو حظكم من الدنيا والخرة وإن تردوه علي
أصب لمر ال حت يكم ال بين وبينكم.
فقالوا فإن ل تفعل لنا هذا فخذ لنفسك ،فسل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك با
تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة يغنيك با
عما نراك تبتغي ،فإنك تقوم بالسواق وتلتمس العاش كما نلتمسه ،وحت نعرف فضلك
ومنلتك من ربك إن كنت رسولً كما تزعم ،فقال لم رسول صلى ال عليه وسلم :ما
أنا بفاعل ،وما أنا بالذي يسل ربه هذا ول بعثت إليكم بذا ،ولكن ال بعثن بشيا
164 164
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ونذيرا ،فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم ف الدنيا والخرة ،وإن تردوه علي أصب
لمر ال حت يكم ال بين وببينكم.
قالوا :فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا ل نؤمن لك إل أن تفعل،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ذلك إليه إن شاء فعل ذلك بكم؛ قالوا :يا ممد
فاعلم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب ،فيتقدم
إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويبك ما هو صانع ف ذلك بنا إذا ل نقبل منك ما جئتنا به،
فقد بلغنا أنه إنا يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحن ،وإنا وال ل نؤمن بالرحن
أبدا فقد أعذرنا إليك يا ممد ،وإنا وال ل نتركك وما بلغت منا حت تلك أو تلكنا،
وقال قائلهم :نن نعبد اللئكة وهن بنات ال ،وقال قائلهم :لن نؤمن لك حت تأتينا بال
واللئكة قبيلً ،فلما قالوا له ذلك قام رسول ال صلى ال عليه وسلم عنهم ،وقام معه
عبد ال بن أب أمية بن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم ،وهو ابن عمته ،ابن عاتكة
بنت عبد الطلب ،فقال له :يا ممد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ث
سألوك لنفسهم أمورا ليعرفوا با منلتك من ال فلم تفعل ،ث أن تعجل لم بعض ما
توفهم به من العذاب ،فو ال ل أومن بك أبدا حت تتخذ إل السماء سلما ث ترقى فيه
وأنا أنظر حت تأتيها ،ث تأت معك بصك منشور ومعك أربعة من اللئكة يشهدون أنك
كما تقول ،وإي ال أن أن لو فعلت ذلك ما ظننت أن أصدقك ،ث انصرف عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،وانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهله حزينا آسفا
لا فاته ما كان فيه يطمع من قومه حي دعوه ،ولا رأى من مباعدتم إياه فلما قام عنهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أبو جهل :يا معشر قريش إن ممدا قد أب إل ما
ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلمنا ،وسب آلتنا ،وإن أعاهد ال لجلس له
غدا بجر ما أطيق حله ،فإذا سجد ف صلته فضخت به رأسه ،فأسلمون عند ذلك
وامنعون فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لم ث جلس لرسول ال صلى ال عليه
وسلم ينتظره ،وغدا رسول ال صلى ال عليه وسلم كما كان يغدوا ،وكان رسول ال
صلى ال عليه وسلم بكة وقبلته إل الشام وكان إذا صلى صلى بي الركني السود
واليمان ،وجعل الكعبة بينه وبي الشام ،فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وقد
165 165
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
غدت قريش فجلسوا ف أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ،فلما سجد رسول ال صلى
ال عليه وسلم احتمل الجر ،ث أقبل نوه ،حت إذا دنا منه رجع متهيبا منتفعا قد تغي
لونه مرعوبا قد يبست يده على حجره حت قذف الجر من يده ،وقامت إليه رجال
قريش فقالوا :ما لك يا أبا الكم? فقال :قمت إليه لفعل ما قلت لكم البارحة ،ولا
دنوت منه عرض ل دونه فحل من البل وال ما رأيت مثل هامته ول قصرته ول أنيابه
لفحل قط ،فهم بأن يأكلن.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فذكر ل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
ذلك جبيل لو دنا لخذه.
نا يونس قال :ث رجع الديث إل الول قال :فلما قال له ذلك أبو جهل قام النضر بن
الارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقال :يا معشر قريش
إنه وال قد نزل بكم أمر ما اشلتم له نبله بعد ،لقد كان ممد فيكم إلما حدثا ،أرضاكم
فيكم ،وأصدقكم حديثا ،وأعظمكم أمانة حت إذا رأيتم ف صدغيه الشيب وجاءكم با
جاءكم قلتم ،ساحر ،ول وال ما هو بساحر ،قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ،وقلتم:
كاهن ،ول وال ما هو بكاهن ،وقد رأينا الكهنة وحالم وسعنا سجعهم ،وقلتم :شاعر،
ول وال ما هو بشاعر ولقد روينا الشعر وأصنافه كلها هزجه ورجزه وقريضه ،وقلتم:
منون ،ول وال ما هو بجنون ،ولقد رأينا النون فما هو بنقه ول وسوسته ول تليطه،
يا معشر قريش انظروا ف شأنكم ،فإنه وال قد نزل بكم أمر عظيم.
وكان النضر من شياطي قريش ،ومن كان يؤذي رسول ال صلى ال عليه وسلم،
وينصب له العداوة ،وكان قد قدم الية وتعلم با أحاديث ملوك فارس ،وأحاديث رستم
وأسفندباذ وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جلس ملسا يذكر فيه بال ويذر
قومه ما أصاب من قبلهم من المم من نقمة ال ،خلفه ف ملسه إذا قام ،ث يقول :أنا
وال يا معشر قريش أحسن حديثا منه ،فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ،ث يدثهم
عن ملوك فارس ورستم وأسفندباذ ،ث يقول :باذا ممد أحسن حديثا من.
166 166
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن رجل من أهل مكة عن سعيد ابن جبي عن
ابن عباس قال :أنزل ال ف النضر ثان آيات ،قول ال تعال :إذا تتلى عليه آياتنا قال
أساطي الولي وكل ما ذكر فيه الساطي من القرآن.
فلما قال النضر ذلك بعثوه وبعثوا معه عقبة بن أب معيط إل أحبار يهود بالدينة فقالوا
لما :سلوهم عن ممد ،وصفوا لم صفته ،وأخبوهم بقوله ،فإنم أهل الكتاب الول،
وعندهم علم ما ليس عندنا من علم النبياء ،فخرجا حت قدما الدينة فسأل أحبار يهود
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ووصفوا لم أمره ،وأخبوهم ببعض قوله ،وقالوا
لم :إنكم أهل التوراة فقد جئناكم لتخبونا عن صاحبنا هذا ،فقالت لم أحبار يهود:
سلوه عن ثلث يأمركم بن فإن أخبكم بن فهو نب مرسل ،وإن ل يفعل فالرجل
متقول ،فروا فيه رأيكم ،سلوه عن فتية ذهبوا ف الدهر الول ما كان من أمرهم ،فإنه
كان لم حديث عجب ،وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الرض ومغاربا ما كان
بناؤه ،وسلوه عن الروح ما هو ،فإن أخبكم بذلك فهو نب فاتبعوه ،وإن ل يبكم فهو
رجل متقول فاصنعوا ف أمره ما بدا لكم.
فأقبل النضر وعقبة حت قدما مكة على قريش فقال :يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما
بينكم وبي ممد ،قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور ،فأخبوهم با ،فجاءوا رسول
ال صلى ال عليه وسلم فقالوا :يا ممد أخبنا ،فسألوه عما أمروهم به فقال لم رسول
ال صلى ال عليه وسلم :أخبكم عما سألتم عنه غدا ،ول يستثن فانصرفوا عنه ،فمكث
رسول ال صلى ال عليه وسلم خس عشرة ليلة ل يدث ال تعال إليه ف ذلك وحيا،
ول يأتيه جبيل عليه السلم حت أرجف أهل مكة وقالوا :وعدنا ممد غدا واليوم خس
عشرة وقد أصبحنا فيها ل يبنا بشئ ما سألناه عنه ،حت حزن رسول ال صلى ال عليه
وسلم مكث الوحي عنه ،وشق عليه ما تكلم به أهل مكة ،ث جاءه جبيل من ال بسورة
أصحاب الكهف ،فيها معاتبته إياه على حزنه وخب ما سألوه عنه من أمر الفتية ،والرجل
الطواف ،يقول ال تعال :ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من
العلم إل قليل.
167 167
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فبلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم افتتح
السورة فقال :المد ال الذي أنزل على عبده الكتاب يعن ممدا إنك رسول من ،تقيقا
لا سألوه عنه من نبوته ول يعل له عوجا ،قيما أي معتد ًل ل اختلف فيه لينذر بأسا
شديدا من لدنه قال :عاجل عقوبة ف الدنيا ،وعذابه ف الخرة من عند ربك الذي بعثك
رسولً.
باب أحاديث الحباروأهل الكتاب بصفة النب
نا يونس عن العمش عن إبراهيم عن عبد ال قال كنت مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم فهو يشي ف حرث ومعه عسيب يتوكأ عليه فمر على ناس من اليهود فقال
بعضهم لبعض :سلوه عن الروح ،وقال بعضهم :ل يسلوه ،فقام إليه بعضهم فقال :أخبنا
يا ممد عن الروح ما هو? فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم ساكتا ل يتكلم ،فعرفت
أنه يوحى إليه ،وكنت وراءه فتأخرت ،ث تكلم رسول ال فقال :ويسألونك عن الروح
قل الروح من أمر رب إل قوله قليلً فقالوا :أليس قد نيناكم أن تسألوه?!
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن رجل بكة عن سعيد بن جبي عن ابن
عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة :يا ممد أرأيت قولك
وما أوتيتم من العلم إل قليلً إيانا تريد أم قومك? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
كل ،فقالوا :ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء? فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :إنا ف علم ال قليل وعندكم من ذلك ما يكفيكم لو أقمتموه،
فأنزل ال عز وجل فيما سألوه عنه من ذلك :ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم إل
قوله :ما نفدت كلمات ال إن أرى التوراة ف علم ال قليل.
نا يونس عن بسام مول علي بن أب الطفيل قال :قام علي بن أب طالب على النب فقال:
سلون قبل أل تسألون ولن تسألوا بعدي مثلي؛ فقام ابن الكواء فقال :يا أمي الؤمني ما
ذو القرني ،أنب أو ملك? فقال :ليس بلك ول نب ولكن كان عبدا صالا أحب ال
فأحبه وناصح ال بنصحه فضرب على قرنه الين فمات ث بعثه ،ث ضرب على قرنه
اليسر فمات وفيكم مثله.
168 168
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن عمرو بن ثابت عن ساك بن حرب عن رجل من بن أسد قال :سأل رجل
عليا :أرأيت ذا القرني كيف استطاع أن يبلغ الشرق والغرب? فقال :سخر له السحاب
ومد له ف السباب وبسط له النور فكان الليل والنهار عليه سواء.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فلما جاءهم رسول ال صلى ال عليه وسلم با
عرفوا من الق وعرفوا صدقه فيما حدث وموقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب
حي سألوه عما سألوه عنه ،فحال السد منهم له بينهم وبي أتباعه وتصديقه ،فعتوا على
ال وتركوا أمره عيانا ،ولوا فيما هم عليه من الكفر فقال قائلهم :ل تسمعوا لذا القرآن
وألغوا فيه لعلكم تغلبون ،أي اجعلوه لعبا وباطلً ،واتذوه هزوا ،أي لعلكم تغلبون،
تغلبوه بذلك ،فإنكم إن وافقتموه وناصفتموه غلبكم ،فلما ذلك بعضهم لبعض جعلوا إذا
جهر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالقرآن وهو يصلي يتفرقون عنه ويأبون أن يسمعوا
له ،وكان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم بعض ما يتلو
من القرآن وهو يصلي استتر واستمع دونم ،فرقا منهم ،فإن رأى أنم عرفوا أنه يستمع
ذهب خشية أذاهم ول يستمع ،وإن خفض رسول ال صلى ال عليه وسلم صوته فظن
الذين يستمعون أنم ل يسمعوا من قراءته شيئا وسع هو دونم أشاح له ليستمع منه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن داود بن السي عن عكرمة عن ابن عباس
قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا عنه وأبوا
أن يستمعوا منه ،وكان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم
بعض ما يتلو وهو يصلي يسترق السمع دونم فرقا منهم ،فإن رأى أنم قد عرفوا أنه
يستمع ذهب خشية أذا هم ول يستمع ،وإن خفض رسول ال صلى ال عليه وسلم صوته
فظن الذي يستمع أنم ل يسمعوا شيئا من قراءته وسع من دونم أشاح له يستمع ،فأنزل
ال تعال :ول تهر بصلتك فيتفرقوا عنك ول تافت با فل يسمع من أراد أن يستمعها
من يسترق ذلك دونم لعله يرعوي إل بعض ما يسمع فيقتنع به وابتغى بي ذلك سبيلً.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ول تهر بصلتك ولتافت با قالت:
نزلت ف الدعاء.
169 169
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التميمي عن رجل عن ماهد ف قول ال تعال :فاصدع
با تؤمر قال :أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يهر بالقرآن بكة.
نا يونس عن يونس بن عمرو المدان عن أبيه عن سعد بن عياض اليمان قال ،كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم من أقل الناس منطقا ،فلما أمر بالقتال شر ،فكان من أشد
الناس بأسا.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن يزيد بن زياد مول بن هاشم عن ممد بن
كعب قال :حدثت أن عتبة بن ربيعة كان سيدا حليما قال ذات يوم وهو جالس ف
نادي قريش ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس وحده ف السجد :يا معشر قريش
أل أقوم إل هذا فأكلمه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطه أيها شاء ويكف عنا ،وذلك
حي أسلم حزة بن عبد الطلب ،ورأوا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يزيدون
ويكثرون? فقالوا :بلى يا أبا الوليد فقم فكلمه ،فقام عتبة حت جلس إل رسول ال صلى
ال عليه وسلم فقال :يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة ف العشية والكان
ف النسب ،وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جاعتهم وسفهت به أحلمهم
وعبت به آلتهم ودينهم ،وكفرت من مضى من آبائهم فاسع من أعرض عليك أمورا
تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :قل يا أبا
الوليد أسع ،فقال يا بن أخي إن كنت إنا تريد با جئت من هذا القول مالً جعنا من
أموالنا حت تكون أكثرنا مالً ،وإن كنت إنا تريد شرفا شرفناك علينا حت ل نقطع أمرا
دونك ،وإن كنت تريد ملكا ملكناك ،وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه ول تستطيع
أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب ،وبذلنا فيه أموالنا حت نبئك منه فإنه ربا غلب
التابع على الرجل حت يداوى منه ،ولعل هذا الذي تأت به شعر جاش به صدرك ،فإنكم
لعمري يا بن عبد الطلب تقدرون منه على ما ل يقدر عليه أحد ،حت إذا فرغ عتبة
ورسول ال صلى ال عليه وسلم يستمع منه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أفرغت
يا أبا الوليد? قال :نعم ،قال :فاستمع من ،قال :أفعل ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :بسم ال الرحن الرحيم حم .تنيل من الرحن الرحيم .كتاب فصلت آياته قرآنا
عربيا فمضى رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأها عليه ،فلما سعها عتبة أنصت له،
170 170
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه حت انتهى رسول ال صلى ال عليه
وسلم إل السجدة فسجد فيها ،ث قال :قد سعت يا أبا الوليد ما سعت فأنت وذاك ،فقام
عتبة إل أصحابه ،فقال بعضهم لبعض :نلف بال لقد جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي
ذهب به ،فلما جلس إليهم قالوا :ما وراءك يا أبا الوليد? فقال :ورائي ،إن وال قد
سعت قولً ما سعت بثله قط ،وال ما هو بالشعر ول بالسحر ول الكهانة ،يا معشر
قريش أطيعون واجعلوها ب ،خلوا بي هذا الرجل وبي ما هو فيه واعتزلوه ،فو ال
ليكونن لقوله الذي سعت نبأ ،فإن تصيبه العرب فقد كفيتموه بغيكم ،وإن يظهر على
العرب فملكه ملككم وعزه عزكم ،وكنتم أسعد الناس به ،قالوا :سحرك وال يا أبا
الوليد بلسانه ،فقال :هذا رأي لكم فاصنعوا ما بدا لكم.
نا أحد :نا يونس عن بن إسحق قال :ث إن السلم جعل يفشو بكة حت كثر ف الرجال
والنساء ،وقريش تبس من قدرت على حبسه ،وتفت من استطاعت فتنته من الناس ،فقال
أبو طالب يدح عتبة بن ربيعة حي رد على أب جهل ،فقال :ما تنكر أن يكون ممد
نبيا?!
عجبت لـحـلـم يا ابـن شـيبة
171 171
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
تدور العدى عن دورة هاشـية
172 172
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن إبن إسحق قال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :يا معشر
قريش اتبعون وأطيعوا أمري فإنه الدى ودين الق يعززكم وينعكم من الناس ويددكم
بأموال وبني فقالت قريش :إن نتبع الدى معك نتخطف من أرضنا ،فأنزل ال تعال :أو
ل نكن لم حرما آمنا إل قوله :أكثرهم ل يعلمون.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن العيزار بن حريث قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول :اللهم أن أدعو قريشا لتملك بتلك برا وبرا ،وقد جعلوا طعامي كطعام
الجلة ،يا معشر قريش أطيعون يطأ الناس أعقابكم إل يوم القيامة ،قال أبو جهل :وال
لئن بايعناك يا بن أخي ل تبايعك مضر ول ربيعة ،قال :بلى وال طوعا وكرها ،وفارس
والروم.
نا يونس عن ممد بن أب حيد الدين عن ممد بن الكندر قال :أتى رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقيل له :إن قريشا يتواعدونك ليقتلوك ،فخرج رسول ال صلى ال عليه
وسلم من باب الصفا حت وقف عندها فأتاه جبيل عليه السلم فقال له يا ممد إن ال
قد أمر السماء أن تطيعك ،والرض أن تطيعك ،وأمر البال أن تطيعك ،فإن أحببت فمر
السماء أن تنل عليهم عذابا منها ،وإن أحببت فمر الرض أن تسف بم ،وإن أحببت
فمر البال أن تنضم عليهم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أوخر عن أمت لعل ال
أن يتوب عليهم.
نا أحد بن عبد البار قال :نا أبو معاوية عن العمش عن أب النهال عن سعيد وعبد ال
بن الارث عن ابن عباس قال :لا أتى موسى قومه فأمرهم بالزكاة جعهم قارون فقال:
هذا جاءكم بالصوم والصلة وأشياء تملونا ،أفتحتملون أن تعطوه أموالكم? قالوا :ما
نتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى? قال :أرى أن ترسلوا إليه بغي بن اسرائيل فتأمروها أن
ترميه بأنه أرادها على نفسها ،فرمت موسى على رؤوس الناس بأنه قد أرادها على
نفسها ،فدعا ال عليهم ،فأمر ال الرض ان تطيعه ،فقال للرض :خذيهم فأخذتم إل
أعقابم فجعلوا يقولون :يا موسى يا موسى ،فقال :خذيهم ،فأخذتم إل ركبهم ،فجعلوا
يقولون :يا موسى يا موسى ،فقال :خذيهم ،فأخذتم إل حجزهم فجعلوا يقولون :يا
173 173
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
موسى يا موسى ،فقال :خذيهم ،فأخذتم فغيبتهم فيها ،فأوحى ال إليه أن يا موسى
سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تبهم ،لو إياي دعوا لجبتهم.
نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن الغية بن شعبة قال :إن أول يوم
عرفت فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إن أمشي أنا وأبو جهل بن هشام ف بعض
أزقة مكة إذ لقينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
وسلم لب جهل :يا أبا الكم هلم إل ال وإل رسوله ،إن أدعوك إل ال ،فقال أبو
جهل :يا ممد هل أنت منته عن سب آلتنا ،هل تريد إل أن تشهد أن قد بلغت ،فنحن
نشهد أن قد بلغت ،فو ال لو أن أعلم أن ما تقول حقا ما تبعتك ،فانصرف رسول ال
صلى ال عليه وسلم وأقبل علي فقال :وال إن لعلم أن ما يقول حق ولكن بن قصي
قالوا :فينا الجابة ،فقلنا :نعم؛ قالوا :فينا الندوة ،قلنا :نعم؛ قالوا :فينا اللواء ،قلنا :نعم؛
قالوا :فينا السقاية :قلنا :نعم؛ ث أطعموا وأطعمنا حت إذا تاكت الركب قالوا :منا نب
فل وال ل أفعل.
نا يونس عن البارك بن فضالة عن السن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :إن
لكل أمة فرعون ،فإن فرعون هذه المة أبو جهل.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن حكيم بن حكيم عن عباد بن حنيف عن
عكرمة عن ابن عباس أنه تل والشجرة اللعونة ف القرآن قال :يقول الذمومة نزلت ف أب
جهل بن هشام.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن ميمون الودي قال :نا عبد ال بن
مسعود قال بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي عند القام ،فقال أبو جهل
لصحابه ،وهم جلوس عنده :من يذهب فيأتينا بسلي الزور عند بن فلن ،فقام غاو
منهم فجاء به فقيل له :إذا رأيت ممدا ساجدا فضعه بي كتفيه ،فلما سجد رسول ال
صلى ال عليه وسلم وضعه بي كتفية ،فلم يتحلل حت فرغ من سجوده ،وبلغ فاطمة
فجاءت وهي جارية فأخذته وجعلت تسح عن ظهر رسول ال صلى ال عليه وسلم ث
أقبلت عليهم تشتمهم واستضحكوا حت صرعوا فلما قضى رسول ال صلى ال عليه
وسلم صلته استقبل الكعبة ورفع يديه فدعا عليهم :اللهم عليك بعمرو بن هشام ،وعتبة
174 174
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بن ربيعة ،وشيبة بن ربيعة ،والوليد بن عتبة وعمارة بن الوليد ،وأمية بن خلف ،وعقبة بن
أب معيط ،قال عبد ال بن مسعود :وأنا يومئذ إلم غي ذي منعة ف القوم ،فو الذي أنزل
الكتاب على ممد لقد رأيتهم صرعى ف الطوي طوي بدر.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :وقد قال عمر بن الطاب فيما يزعمون بعد اسلمه
يذكر ما رأت قريش من العبة فيما كان أبو جهل هم به من رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،وقائل يقول قالا أبو طالب ،فال أعلم بن قالا:
أفيقوا بن غالـب وانـتـهـوا
ف ضــــــربة الزرق
غداة يعض بعرقوبا حـسـام
175 175
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
176 176
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن الزهري عن أب بكر بن عبد الرحن بن
الارث بن هشام عن أم سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم أنا قالت :لا ضاقت علينا
مكة وأوذي أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلء
والفتنة ف دينهم وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يستطيع دفع ذلك عنهم ،وكان
رسول ال صلى ال عليه وسلم ف منعة من قومه وعمه ل يصل إليه شئ ما يكره ما ينال
أصحابه ،فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن بأرض البشة ملكا ل يظلم أحد
عنده ،فالقوا ببلده حت يعل ال لكم فرجا ومرجا ما أنتم فيه ،فخرجنا إليها أرسالً
حت اجتمعنا با فنلنا بي دار إل خي جار ،أمنا على ديننا ،ول نش منه ظلما.
فلما رأت قريش أن قد أصبنا دارا وأمنا أجعوا على أن يبعثوا إليه فينا ليخرجنا من بلده
وليدنا عليهم ،فبعثوا عمرو بن العاصي ،وعبد ال بن أب ربيعة ،فجمعوا له هدايا
ولبطارقته ،فلم يدعوا منهم رجلً إل هيأوا له هدية على ذي حده ،وقالوا لما :ادفعا إل
كل بطريق هديته قبل أن تكلموا فيهم ،ث ادفعوا إليه هداياه ،وإن استطعتم أن يردهم
عليكما قبل أن يكلمهم فافعل.
فقدما عليه ،فلم يبق بطريق من بطارقته إل قدموا له هديته وكلموه وقالوا له :إنا قدمنا
على هذا اللك ف سفهاء من سفهائنا فارقوا أقوامهم ف دينهم ول يدخلوا ف دينكم،
فبعثنا قومهم فيهم ليدهم اللك عليهم ،فإذا نن كلمناه فأشيوا عليه بأن يفعل ،فقالوا:
نفعل ،ث قدما إل النجاشي هداياه ،وكان أحب ما يهدى إليه من مكة الدم ،فلما
أدخلوا عليه هداياه قالوا له :أيها اللك إن فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم ،ول يدخلوا
ف دينك ،وجاءوا بدين مبتدع ل نعرفه ،وقد لأوا إل بلدك ،فبعنا إليك فيهم عشائرهم:
آباؤهم ،وأعمامهم ،وقومهم لتردهم عليهم ،فهم أعلى بم عينا ،فقالت بطارقته :صدقوا
أيها اللك لو رددتم عليهم كانوا هم أعلى بم عينا ،فإنم ل يدخلوا ف دينك فتمنعهم
بذلك ،فغضب ث قال :ل لعمر ال ل أردهم عليهم حت أدعوهم وأكلمهم وأنظر ما
أمرهم ،قوم لأوا إل بلدي واختاروا جواري على جوار غيي ،فإن كانوا كما يقولون
رددتم عليهم ،وإن كانوا على غي ذلك منعتهم ول أخل بينهم وبينهم ،ول أنعمهم عينا.
177 177
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم ول يكن شيء أبغض إل عمرو بن العاصي وعبد ال بن
أب ربيعة من أن يسمع كلمهم ،فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقالوا :ماذا
تقولون? فقالوا :وماذا نقول ،نقول وال ما نعرف ،وما نن عليه من أمر ديننا ،وما جاء
به نبينا كائن ف ذلك ما كان ،فلما دخلوا عليه كان الذي يكلمه منهم جعفر بن أب
طالب ،فقال له النجاشي :ما هذا الدين الذي أنتم عليه ،فارقتم دين قومكم ،ول تدخلوا
ف يهودية ول نصرانية ،فما هذا الدين? فقال جعفر :أيها اللك كنا قوما على الشرك:
نعبد الوثان ،ونأكل اليتة ،ونسيء الوار ،ونستحل الحارم بعضنا من بعض ف سفك
الدماء وغيها ،ل نل شيئا ول نرمه ،فبعث ال إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه
وأمانته فدعانا إل أن نعبد ال وحده ل شريك له ،ونصل الرحم ،ونسن الوار ،ونصلي
ونصوم ،ول نعبد غيه ،فقال :هل معك شيء ما جاء به -وقد دعا أساقفته فأمرهم
فنشروا الصاحف حوله ?-فقال جعفر :نعم ،قال :هلم فاتل علي ما جاء به ،فقرأ عليه
صدرا من كهيعص فبكا وال النجاشي حت أخضل ليته ،وبكت أساقفته حت أخضلوا
مصاحفهم ،ث قال :إن هذا الكلم ليخرج من الشكاة الذي جاء با موسى ،انطلقوا
راشدين ،ل وال ل أردهم عليكم ول أنعمكم عينا ،فخرجا من عنده ،وكان أتقى
الرجلي فينا عبد ال بن أب ربيعة ،فقال له عمرو بن العاصي :وال لتينه غدا با أستأصل
به خضراءهم ،لخبنه أنم يزعمون أن إله الذي يعبد -عيسى بن مري -عبد ،فقال له
عبد ال بن ربيعة :ل تفعل فإنم وإن كانوا خالفونا فإن لم رحا ولم حقا ،فقال :وال
لفعلن.
فلما كان الغد دخل عليه فقال :أيها اللك إنم يقولون ف عيسى قولً عظيما ،فأرسل
إليهم فسلهم عنه ،فبعث إليهم ،ول ينل بنا مثلها ،فقال بعضنا لبعض :ماذا تقولون له ف
عيسى إن هو سألكم عنه? فقالوا :نقول وال الذي قاله فيه ،والذي أمرنا نبينا أن نقوله
فيه ،فدخلوا عليه ،وعنده بطارقته ،فقال :ما تقولون ف عيسى بن مري? فقال له جعفر:
نقول :هو عبد ال ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إل مري العذراء البتول ،فدل النجاشي
يده إل الرض فأخذ عويدا بي أصبعيه فقال :ما عدا عيسى ابن مري ما قلت هذا العود
فتنا خرت بطارقته ،فقال :وإن تناحرت وال ،إذهبوا فأنتم شيوم بأرضي ،والشيوم:
178 178
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
المنون ،ومن سبكم غرم ،ومن سبكم غرم ،ومن سبكم غرم ،ثلثا ،ما أحب أن ل
ل منكم ،والدبي بلسانم الذهب ،فو ال ما أخذ ال من الرشوة دبيا ،وأن آذيت رج ً
حي رد علي ملكي ،فآخذ الرشوة فيه ،ول أطاع الناس ف فأطيع الناس فيه ،ردوا عليهما
هداياها فل حاجة لنا با ،واخرجا من بلدي ،فخرجا مقبوحي مردود عليهما ما جاءا
به.
فأقمنا مع خي جار ف خي دار ،فلم ينشب أن خرج عليه رجل من البشة ينازعه ف
ملكه ،فو ال ما علمنا حزنا قط كان أشد منه ،فرقا أن يظهر ذلك اللك عليه فيأت ملك
ل يعرف من حقنا ما كان يعرف ،فجعلنا ندعوا ال ونستنصره للنجاشي ،فخرج إليه
سائرا ،فقال أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بعضهم لبعض :من رجل يرج
فيحضر الوقعة حت ينظر على من تكون فقال الزبي -وكان من أحدثهم سنا :-أنا،
فنفخوا له قربة ،فجعلها ف صدره ث خرج يسبح عليها ف النيل حت خرج من شقه الخر
إل حيث التقى الناس ،فحضر الوقعة ،فهزم ال ذلك اللك وقتله ،وظهر النجاشي عليه،
فجاءنا الزبي فجعل يليح إلينا بردائه ويقول :أل أبشروا فقد أظهر ال النجاشي ،فو ال ما
علمنا فرحنا بشئ قط فرحنا بظهور النجاشي ،ث أقمنا عنده حت خرج من خرج منا
راجعا إل مكة ،وأقام من أقام.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :قال الزهري :فحدثت بذا الديث عروة بن الزبي
عن سلمة ،فقال عروة :هل تدري ما قوله :ما أخذ ال من الرشوة حي رد علي ملكي،
فآخذ الرشوة فيهن ول أطاع الناس ف فأطيع الناس فيه? فقال الزهري :ل ،ما حدثن ذاك
أبو بكر بن عبد الرحن بن الارث عن أم سلمة ،فقال عروة :فإن عائشة حدثتن أن أباه
كان ملك قومه ،وكان له أخ من صلبه اثنا عشر رجلً ،ول يكن لب النجاشي ولد غي
النجاشي ،فأدارت البشة رأيها بينها فقالوا :لو إنا قتلنا أبا النجاشي وملكنا أخاه فإن له
اثن عشر رجلً من صلبه فيتوارثوا اللك لبقيت البشة عليهم دهرا طويلً ل يكون بينها
اختلف ،فغدوا عليه فقتلوه وملكوا أخاه ،فدخل النجاشي لعمه حت غلب عليه فل يدير
أمره غيه ،وكان لبيبا فلما رأت البشة مكانه من عمه قالوا :لقد غلب هذا اللم على
أمر عمه ،فما نأمن أن يلكه علينا ،وقد عرف أنا قتلنا أباه وجعلناه مكانه ،وإنا ل نأمن
179 179
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أن يلكه علينا فيقتلنا ،فإما أن نقتله وإما أن نرجه من بلدنا ،فقال :ويكم قتلتم أباه
بالمس ،وأقتله اليوم بل أخرجوه من بلدكم ،فخرجوا به فوقفوه بالسوق فباعوه من
تاجر من التجار ،فقذفه ف سفينته ،بستمائة درهم أو سبعمائة درهم ،فانطلق به ،فلما
كان العشي هاجت سحائب الريف ،فخرج عمه يتمطر تتها فأصابته صاعقة فقتلته،
ففزعوا إل ولده فإذا هم ممقون ليس ف أحد منهم خي ،فمرج على البشة أمرهم،
فقال بعضهم لبعض :تعلمن وال إن ملككم الذي ل يصلح أمركم غيه للذي بعتم
الغداة ،فإن كان لكم بأمر البشة حاجة فأدركوه قبل أن يذهب ،فخرجوا ف طلبه حت
أدركوه فردوه فعقدوا عليه تاجه وأجلسوه على سريره وملكوه ،فقال التاجر ردوا علي
مال كما أخذت من إلمي ،فقالوا :ل نعطيك ،فقال :إذا وال أكلمه ،فقالوا :وإن؛
فمشى إليه فقال :أيها اللك إن ابتعت إلما فقبض من الذين باعوه ثنه ،ث عدوا على
إلمي فنعوه من يدي ول يردوا علي مال ،فكان أول ما اختب من صلبة حكمه وعدله
أن قال :لتردن عليه ماله أو ليجعلن إلمه يده ف يده فليذهب به حيث شاء? فقالوا :بل
نعطه ماله ،فأعطوه إياه ،فلذلك يقول :ما أخذ ال من رشوة فآخذ الرشوة فيه حي رد
إل ملكي ،ول أطاع الناس ف فأطيعهم فيه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يزيد بن رومان عن عروة ابن الزبي قال:
إنا كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وليس كذلك ،إنا كان يكلمه جعفر بن أب
طالب.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن بعض أهل العلم أن فتية من البشة قد رأوا
رقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي هناك مع زوجهتا عثمان بن عفان،
وكانت فيما يقال أجل وأحسن البشر ،وكانوا يقفون إليها ينظرون إليها ويدركلون لا
إذا رأوها عجبا منها حت آذاها ذلك من أمرهم ،وهم يتقون أن يؤذون أحدا منهم
للغربة ،ولا رأوا من حسن جوارهم ،فلما سار النجاشي إل عدوه ،ساروا معه فقتلهم ال
جيعا ل يفلت منهم أحد.
180 180
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو
بكة عشرون رجلً أو قريبا من ذلك من النصارى ،حي ظهر خبه من البشة فوجدوه
ف السجد فجلسوا إليه فكلموه وسألوه ،ورجال من قريش ف أنديتهم حول الكعبة ،فلما
فرغوا من مسألتهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عما أرادوا ،دعاهم رسول ال صلى
ال عليه وسلم وتل عليهم القرآن ،فلما سعوا فاضت أعينهم من الدمع ،ث استجابوا له
وآمنوا به وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لم ف كتابم من أمره ،فلما قاموا من
عنده اعترضهم أبو جهل ف نفر من قريش فقالوا :خيبكم ال من ركب بعثكم من
وراءكم من أهل دينكم ترتادون لم لتأتوهم بي الرجل ،فلم تطمأن مالسكم عنده حت
فارقتم دينكم ،فصدقتموه با قال لكم ،ما نعلم ركبا أحق منكم ،أو كما قالوا لم؛
فقالوا :سلم عليكم لناهلكم ،لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ،ل نألوا أنفسنا خيا ،ويقال
إن النفر النصارى من أهل نران ،فال أعلم أي ذلك كان ،ويقال -وال أعلم -أن فيهم
نزلت هؤلء اليات :الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إل قوله :ل نبتغي
الاهلي.
نا يونس عن أسياط بن نصر المدان عن اساعيل بن عبد الرحن قال :بعث النجاشي إل
ل يسألونه ويأتونه ببه ،فقرأ عليهم رسول رسول ال صلى ال عليه وسلم اثن عشر رج ً
ال صلى ال عليه وسلم القرآن ،فبكوا وكان فيهم سبعة رهبان وخسة قسيسي ،أو
خسة رهبان وسبعة قسيسي ،ففيهم أنزل ال :وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى
أعينهم تفيض من الدمع إل آخر الية.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :سألت الزهري عن اليات :ذلك بأن منهم
قسيسي ورهبانا وأنم ل يستكبون وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول إل قوله :مع
الشاهدين وقوله :وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما? فقال :ما زلت أسع علماءنا
يقولون نزلت ف النجاشي وأصحابه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب
هريرة قال :خرج بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الصلى ،فصفنا خلفه ،وكب بنا
181 181
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أربعا فلما انصرف قلنا :يا رسول ال على من صليت? فقال على أخيكم النجاشي ،مات
اليوم.
نا يونس عن عبد ال بن عمر عن شهاب قال :كب رسول ال صلى ال عليه وسلم على
النجاشي أربعا.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبي عن
عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم أنا قالت :ما كان يزال يرى على قب النجاشي
نور.
نا يونس عن ابن اسحق قال :كان اسم النجاشي أصحمه وهو بالعربية عطية ،وإنا
النجاشي اسم اللك ،كقولك كسرى وهرقل.
نا أحد :نا يونس عن يونس اليلي عن الزهري قال :قال ابن عمر لرجل جالس معه تنه
فقال :ل أفعل ،فقال ابن عمر :لكن لوددت أن ل مثل أحد ذهبا أحصي وزنه وأودي
زكاته.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنا قالت :إذا تن أحدكم فليستكثر
فإنا يسأل ربه عز وجل.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن والدي اسحق بن يسار قال :رأيت أبا نيزر
ابن النجاشي فما رأيت رجلً قط عربيا ول عجميا أعظم ول أطول ول أوسم منه،
وجده علي بن أب طالب مع تاجر بكة فابتاعه منه وأعتقه مكافأة للنجاشي لا كان ول
من أمر جعفر وأصحابه ،فقلت لب :أكان أبا نيزر أسود كسواد البشة? فقال :لو رأيته
لقلت رجل من العرب.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد ال بن السن أن أمه فاطمة بنت
السي حدثته قالت :قدم على أب نيزر بن النجاشي -وكان علي أعتقه -ناس من البشة
فأقاموا عنده شهرا ينحر لم علي بن أب طالب ويصنع لم الطعام ،فقالوا له :إن أمر
البشة قد مرج عليهم ،فانطلق معنا نلكك عليهم ،وإنك ابن من قد علمت ،فقال :أما
إذ أكرمن ال بالسلم ما كنت لفعل ،فلما أيسوا منه رجعوا وتركوه ،وكان أيا رجل
غي أنه كان رجلً يتلمز ويصيب المر.
182 182
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وكان ما قيل ف البشة من الشعر أن عبد الطلب
بن الارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ،حي أمنوا بأرض البشة وحدوا جوار
النجاشي ،وعبدوا ال ل يافون على دينهم أحدا ،وكان قد أحسن النجاشي جوارهم
حي نزلوا به فقال:
أل أبـلـغـا عـــنـــي مـــغـــلـــغـــلة مـــن
كـــان
183 183
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
إنـا تـبـعـــنـــا رســـول الـــلـــه
فـــاطـــرحـــوا
184 184
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
البشة ث 108إل الدينة ،وكانت تته أم سلمة الت هاجر با ،فلما توف عنها تزوجها
رسول ال صلى ال عليه وسلم بعده.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن صال بن إبراهيم عن عبد الرحن بن عوف
عن أبيه قال :منا نسي مع عثمان بن عفان ف طريق مكة إذ رأى عبد الرحن بن عوف
فقال :ما يستطيع أحد أن يعيد على هذا الشيخ فضلً ف الجرتي جيعا -يعن هجرته إل
البشة وهجرته إل الدينة.
تسمية من هاجر إل أرض البشة
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :هذه تسمية من هاجر إل أرض البشة من
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من شهد بدرا ،ومن تلف حت قدوم بعد بدر
منهم ،ومن تلف حت بعث قفيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن أمية
الضمري ،فجعلهم ف سفينة ث بعث بم إليه فقدموا عام الديبية سنة سبع؛ وكان من
قدم عليه وشهد معه بدرا من بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف :عثمان بن عفان،
ضرب له رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بدر بسهمه وأجره ،وكان يلف على رقية
بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكانت معه بأرض البشة ،وله عقب .وأبو حذيفة
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شس بن عبد مناف ،قتل يوم اليمامة شهيدا ،وكانت معه امرأته
بأرض البشة سهلة بنت سهيل بن عمرو أخي بن عامر بن لؤي ،ولدت له بأرض
البشة ممد بن أب حذيفة ،ل عقب له.
ومن بن أسد بن عبد العزى :الزبي بن العوام.
ومن بن عبد الدار بن قصي :مصعب بن عمي.
ومن بن زهرة :عبد الرحن بن عوف.
ومن بن مزوم :أبو سلمة بن عبد السد بن هلل بن عبد ال ب عمر بن مزوم ،معه
امرأته أم سلمة بنت أب أمية.
ومن بن جح بن عرمو بن هصيص :عثمان بن مظعون.
ومن بن عدي بن كعب :عامر بن ربيعة حليف آل الطاب ،معه امرأته ليلى أب حثمة.
185 185
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن بن عامر بن لؤي :أبو سبة بن أب رهم بن عبد العزى ،ويقال :بل هو أبوه حاطب
بن عبد شس بن عبد ود بن نصر بن مالك ،ويقال :بل هو كان أول من قدمها.
ومن بن الارث بن فهر :سهيل بن بيضاء ،وهو سهيل بن ربيعة بن هلل ابن أهيب،
وكانوا هؤلء العشرة أول من خرج من السلمي إل أرض البشة ،فيما بلغن.
ث جعفر بن أب طالب.
ومن بن نوفل بن عبد مناف بن قصي :عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب ،حليف لم،
رجل ،ولم عقب.
ومن بن عبد الدار :سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد
الدار ،وجهم بن قيس بن عبدين شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ،معه
امرأته أم حرملة بنت السود بن خزية بن أقيش بن 109عامر بن بياضة بن تبيع بن
خعثمة بن خزاعة ،وابناه عمرو بن جهم ،وأبو الروم ب عمي بن هاشم بن عبد مناف بن
عبد الدار ،وفراس بن النضر ب الارث بن كلدة بن علمقة ابن عبد مناف بن عبد الدار.
ومن بن عبد قصي :طليب بن عميي بن وهب بن أب كبي بن عبد بن قصي ،رجل ل
عقب له.
ومن بن زهرة بن كلب :عبد الرحن بن عوف له عقب :وعلقمة بن أب وقاص،
ووقاص ،وأبو وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ،والطلب بن أزهر بن عبد
عوف بن عبد الارث بن زهرة ،معه امرأته رملة بنت أب عوف بن ضبية ،ولدت له
بأرض البشة عبد ال بن الطلب ومن حلفائهم :عبد ال بن مسعود وأخوه عتبة بن
مسعود.
ومن براء :القداد بن عمرو ،وكان يقال القداد بن السود بن عبد يغوث ابن وهب بن
عبد مناف بن زهرة ،وذلك أنه كان تباناه ،وحالفه ،ستة نفر.
ومن بن مزوم شاس بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرم بن عمر بن مزوم ،وكان
اسم شاس عثمان ،ول عقب له ،وهبار بن سفيان بن عبد السد بن هلل ،وأخوه عبد
ال بن سفيان ،وهشام بن أب حذيفة .ومن حلفائهم :معتب بن عوف بن عامر بن الفضل
بن عفيف ،وهو الذي يدعى عيهلة ،بن فليت بن سلول بن كعب بن خزاعة.
186 186
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن بن عامر بن لؤي :عبد ال بن سهيل بن عمرو ،وله عقب ،أبو سبة بن أب رهم
معه امرأته أم كلثوم ابنة سهيل بن عمرو ،وعبد ال بن مرمة بن عبد العزى بن أب قيس
بن عبد ود ،وسليط بن عمرو عبد شس بن عبد ود ،وأخوه السكران بن عمرو ،معه
امرأته سودة بنت زمعة ،ومالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شس بن لؤي ،ومعه امرأته
عمرة بنت السعدي ،وسعيد حليف لم.
ومن بن جح بن عمرو بن هصيص :عثمان بن مظعون ،وابنه السائب ابن عثمان ،ل
عقب لما ،وأخوه قدامة بن مظعون ،له عقب ،وحاطب بن الارث بن الغية بن حبيب
بن حذافة ،معه امرأته فاطمة بنت الحجل بن عبد ال ،وابناه ممد بن حاطب ،والارث
بن حاطب وها لبنه النحجل ،وابنه الارث بن حاطب معه امرأته فكيهة بنت يسار،
وسفيان بن معمر بن حبيب ،معه أبناءه جابر بن سفيان ،وجنادة بن سفيان ،ومعه امرأته
حسنة ،وهي أمهما ،وأخوها من أمهما شرحبيل بن حسنة ،وعثمان بن ربيعة بن أهبان،
أحد عشر رجلً.
ومن بن سهم بن عمرو بن هصيص :خنيس بن حذافة ،قتل يوم بدر شهيدا ،ل يكن له
عقب إل امرأته ،وكانت عنده حفصة بنت عمر بن الطاب ،خلف عليها رسول ال
صلى ال عليه وسلم 110بعده ،وعبد ال بن الارث بن قيس ،وهشام بن العاصي بن
وائل ،وأبو قيس بن الارث ،والجاج بن الارث ،ومعمر بن الارث ،وأخ له من أمه
من بن تيم يقال له سعيد بن عمرو ،وسعيد بن الارث ب قيس ،والسائب بن الارث بن
قيس ،وعمران بن رئاب بن حذيفة؛ وممية ب جزء حليف لم من بن زبيد ،إثنا عشر
رجلً.
ومن بن الارث بن فهر :أبو عبيدة ،وهو عامر بن عبد ال بن الراح ،هلك بعمواس من
أرض الشام أميا لعمر بن الطاب ،ل عقب له .وسهيل بن بيضاء ،وهو سهيل بن بيضاء
بن سهيل بن وهب ،والبيضاء أمه -كذا ف الصل -وهو سهيل بن وهب بن ربيعة ،ول
عقب له ،ولكن أمه غلبت على نسبهن فهو ينسب إليها وهي دعد بنت جحدم بن أمية
بن ضرب ،وكانت تدعى البيضاء ،قتل يوم بدر شهيدا ،وعياض بن زهي بن أب شديد
187 187
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بن ربيعة ،ل عقب له ،ويقال ابن ربيعة بن هلل بن مالك ،والارث بن عبد قيس بن
عامر بن أمية ،وعرمو بن أب سرح بن ربيعة بن هلل ،ثانة نفر.
ث تتابع السلمون حت اجتمعوا بارض البشة ،فكانوا با منهم من خرج بنفسه وأهله
معه .من بن هاشم بن عبد مناف :جعفر بن أب طالب ،قتل بوم مؤته شهيدا ،أميا
لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،له عقب ،وكان يقال إنه أول من عقر من السلمي دابته
له عند الرب ،معه امرأته أساء بنت عميس بن كعب بن مالك بن قحافة من خثعم،
ولدت له بأرض البشة عبد ال بن جعفر ،رجل.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي عن أبيه
عباد عن رجل من بن مرة بن رباب ،ويقال ابن ذبيان ،قال :كأن أنظر إل جعفر حي
لمته الرب عقر فرسا له شقراء ،ث قاتل حت قتل.
ومن بن أمية بن شس :خالد بن سعيد بن العاصي ،معه امرأته أمينة ينت خلف بن أسعد
بن عامر بن بياضه ،من بن سبيع بن خثعمة من خزعة ،ولدت به أرض البشة سعيد بن
خالد ،وأمه ابنة خالد ،فتزوج أمة الزبي بن العوام ،فولدت له عمرو بن الزبي ،وخالد بن
الزبي ،قتل خالد يوم مرج الصفر بأرض الشام ،وعمرو بن سعيد بن العاصي ،معه امراته
فاطمة بنت صفوان بن أمية بن شفي بن مرب ابن شفي الكنان ،قتل يوم أجنادين،
ولعمرو يقول أبو سعيد:
بكيت بشعـري عـنـك يا عـمـرو
188 188
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن بن عبد الدار بن قصي :جهم من قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن
عبد الدار ،وعمرو بن جهم ،وأبو الروم بن عمي بن وهب.
ومن بن عبد بن قصي :طليب بن عمي بن أب كبي ،ل عقب له.
ومن بن أسد بن عبد العزى بن قصي :السود بن نوفل بن خويلد ومن بن زهرة بن
كلب :عامر بن أب وقاص ،وهو مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ،وله عقب؛
وعتبة بن مسعود بن الارث.
ومن بن تيم بن مرة :الارث بن خالد بن ضخر بن عامر بن كعب بن ربيعة بن تيم بن
مرة ،معه امرأته ريطة بنت الارث من بن تيم ،ولدت له بأرض البشة :موسى بن
الارث ،وعائشة بنت الارث ،وزينب بنت الارث ،وعمرو بن عثمان بن كعب بن
سعد بن تيم ،رجلن.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وكان جيع من لق بأرض البشة وهاجر إليها من
السلمي ،سوى أبنائهم الذين خرجوا بم معهم ،أو ولدوا با نيفا وثاني رجلً ،إن كان
عمار بن ياسر فيهم ،وهو يشك فيه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق فقالت هند بنت عتبة ،تجو أبا حذيفة حي أسلم:
الحـــوال البـــلـــق الـــمـــقـــلـــوب
كـــلـــيتــــه
189 189
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وهذا كتاب النب صلى ال عليه وسلم إل
النجاشي:
190 190
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ف الجر فقالوا فذكروا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا :ما رأينا مثل ما صبنا
عليه من هذا الرجل قط :سفه أحلمنا وشتم آباءنا ،وعاب ديننا ،وفرق جاعاتنا ،وسب
آلتنا ،وصبنا منه على أمر عظيم ،أو كما قال؛ فبيناهم ف ذلك طلع رسول ال صلى ال
عليه وسلم فأقبل يشي حت استلم الركن ،ث مر بم طائفا بالبيت ،فغمزوه ببعض القول،
فعرفت ذلك ف وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فمضى فلما مر بم الثانية غمزوه
بثلها ،فعرفتها ف وجهه ،فمضى ،ث مر الثالثة فغمزوه بثلها فوقف ث قال :أتسمعون يا
معشر قريش أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح ،فأخذت القوم كلمته حت ما من
رجل إل ولكأنا على رأسه طائر واقع ،وحت أنه ليقول :إنصرف يا أبا القاسم راشدا ،فو
ال ما أنتا بهول ،فانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم حت إذا كان من الغد
اجتمعوا ف الجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض :ذكرت ما بلغ منكم وما بلغكم عنه
حت إذا باداكم با تكرهون تركتموه ،فبينا هم على ذلك طلع رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،فوثبوا إليه وثبة رجل ،وأحاطوا به ويقولن أنت الذي يقول كذا وكذا ،لا كان
يبلغهم من عيب آلتهم ودينهم ،فيقول رسول ال صلى ال عليه وسلم :نعم أنا الذي
أقول ذلك ،لقد رأيت رجلً منهم أخذ بجامع ردائه ،وقام أبو بكر الصديق دونه يبكي
ويقول :ويلكم أتقتلون رجلً أن يقول رب ال?! ث انصرفوا عنه ،فإن ذلك لكثر ما
رأيت قريشا بلغت منه قط.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن بعض آل كلثوم بنت أب بكر أنا كانت
تقول :لقد رجع أبو بكر ذلك اليوم ،ولقد صدعوا فرض رأسه با جبذوه ،وكان رجلً
كثي الشعر.
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التميمي عن 113الربيع بن أنس البكري قال :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فلما سجد جاءه أبو جهل فوطئ عنقه ،فأنزل ال
فيه" :أرأيت الذي ينهي .عبدا إذا صلى" أبو جهل "أرأيت إن كان على الدى" ممدا
"أرأيت إن كذب وتول" أبو جهل "كل لئن ل نتنه" أبو جهل "سندع الزبانية" قالكهم
تسعة عشر خزنة النار ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :وال لئن عاد لتأخذنه
الزبانية ،فانتهى فلم يعد.
191 191
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن البارك بن فضاله عن السن قال :بات جهلة قوم رسول ال صلى ال عليه
وسلم عامة ليلة يقولون له :يا ممد ،تكفر آباءك وتراد أمرهم ،وتفعل وتفعل ،فأنزل ال
تعال" :أفغي ال تأمرن أعبد أيها الاهلون" إل قوله" :وكن من الشاكرين".
نا يونس عن أب معشر عن ممد بن قيس قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
جالسا وعنده عتبة بن ربيعة ،وابن أم مكتوم العمى ،فقال :يا رسول ال عملن القرآن،
فعبس رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وجهه وصرفه عنه كراهتة أن يزهد اقباله عليه
عتبة ف السلم ،يقول :إنا تيبع هذا العميان والساكي ،فانزل ال تعال" :عبس وتول"
إل قوله" :فأنت له تصدى" عتبة "وأما من جاءك يسعى ،وهو يشى" ابن أم مكتوم ،فلم
يعذر رسول ال صلى ال عليه وسلم بثل ذلك.
نا يونس عن مسعر بن كدام عن أشعث بن أب الشعثاء عن رجل من كنانة قال :سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقولك يا أيها الناس قولوا :ل إله إل ال تفلحوا.
قصة النب لا عرض نفسه على العرب
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم علة مثل
ذلك من أمره يدعو القبائل إل ال وإل السلم ،يعرض عليهم نفسه وما جاء به من ال
تعال من الدى والرحة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن الزهري قال :أتى رسول ال صلى ال عليه
وسلم ناسا من كندة ف مياه لم ،وفيهم سيد لم له فليح ،فدعاهم إل ال وعرض عليهم
نفسه ،فأبوا أن يقبلوا منه نقمة عليه.
ث أتى حيا من كلب يقال لم بنو عبد ال ،فقال لم :يا بن عبد ال إن ال قد أحسن
اسم أبيكم ،فلم يقبلوا ،فأعرض عنه.
نا يونس عن يزيد بن زيادة عن أب العدي عن جافع بن شداد عن طارق قال :رأيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم مرتي :رأيته 114بسوق ذي الجاز وأنا ف بياعه ل،
فمر وعليه حلة حراء فسمعته يقول :أيها الناس قولوا :ل إله إل ال تفلحوا ،ورجل يتبعه
يويه بالجارة وقد أدمى كعبه ،وهو يقول :يا أيها الناس ل تطيعوا هذا فإنه كاذب،
فقلت :من هذا? فقيل هذا إلم من بن عبد الطلب ،فقلت من هذا الذي يوميه بالجارة?
192 192
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فقيل :عمه عبد العزى ،أبو لب ،بن عبد الطلب ،فلما أظهر ال السلم خرجنا من
الربذة ومعنا ظعينة لنا حت نزلنا قريبا من الدينة ،فبينا نن قعودا إذا أنا برجل عليه ثوبان،
فسلم علينا فقال :من أين أقبل القوم? فقلت :من الربدة ،ومعنا جل أخر ،فقال :تبيعون
المل? فقلنا :نعم ،فقال :بكم? فقلنا :بكذا وكذا صاعا من تر ،فقال :قد أخذنه وما
استنقصنا ،وأخذ بطام المل فذهب به حت توارى بيطان الدينة ،فقال :بعضنا لبعض:
أتعرفون الرجل? فلم يكن منا أحد منا يعرفه ،فلم القوم بعضهم بعضا وقالوا :تعطون
جلكم من ل تعرفون! فقالت الظعينة :فل تلوموا فلقد رأيت وجه رجل ل يغدر بكم ما
رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ،فلما كان العشي أتانا رجل فقال :السلم
عليكم ورحة ال ،أأنتم الذين جئتم من الربذة? فقلنا :نعم ،فقال :أنا رسول رسول ال-
صلى ال عليه وسلم -إليكم وهو يأمركم أن تأكلو من هذا التمر حت تشبعوا وتكتالوا
حت تستوفوا ،فأكلنا من التمر حت شبعنا ،واكتلنا حت استوفينا ،ث قدمنا الدينة من الغد،
فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم فائم يطب الناس على النب ،فسمعته يقول :يد
العطي العليا ،وأبدا بن تعول أمك وأباك واختك وأخاك ،وأدناك أدناك ،وث رجل من
النصار ،فقال يا رسول ال هؤلء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلنا ف الاهلية فخذلنا
بثأرنا ،فرفع رسول صلى ال عليه وسلم يده حت رأيت بياض ابطيه ،فقال :ل تن أم
على ولد ،ل تن أم على ولد.
يونس عن يونس بن عمرو عن أب السفيان سعيد بن أحد الثوري قال :بعث أبو طالب
إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :أطعمن من عنب جنتك ،وابو بكر الصديق
جالس عند ال صلى ال عليه وسلم ،فقال ابو بكر" :إن ال حرمها على الكافرين".
نا يونس قال :قال ابن اسحق :ولا سع أبو سفيان بإسلم خفاف بن اياء بن رحضة قال:
لقد صبأ الليلة سيد بن كنانة.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يعقوب بن عتيبة عن سال بن عبد ال ابن
عمر قال :جاء رجل 115من قريش بكة إل رسول ال حروف فقال :يا ممد أل
يبلغن أنك تنهي عن السباء ،يقول عن سباء العرب ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :بلى ،فتحول الرجل فكشف عن أسته ف وجه رسول ال حروف ،فلعنه رسول
193 193
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ال صلى ال عليه وسلم ودعا عليه ،فأنزل ال تعال فيه" :ليس لك من المر شيء أو
يتوب عليهم أو يعذبم فإنم ظالون" فأسلم الرجل بعد ذلك وحسن إسلمه.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه قال :شج إلم من قريش فاطمة بنت رسول ال
صلى ال عليه وسلم وهي غاية ،فنادت يال عبد شس ،فخرج أبو سفيان ،وخرج أبو
جهل فقال :يا ابا سفيان هذه يدي فرجع.
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن الشعب أنه سئل عن الزنيم ،فقال هو الرجل تكون له
الزنة من الشر يعرف با ،وهو الخنس بن شريق الثقفي نزلت فيه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن والدي اسحق بن يسار عن رجال من بن
سعد بن بكر قال :قدم الارث بن عبد العزى ،أبو رسول ال صلى ال عليه وسلم من
الرضاعة ،على رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ،فقالت له قريش حي أنزلت عليه:
أل تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا! قال :وما يقول? قالوا :يزعم أن ال يبعث بعد
الوت ،وأن ل دارين يعذب فيهما من عصاه ،ويكرم فيهما من أطاعه ،وقد شتت أمرنا،
وفرق جاعتنا ،فأتاه فقال :أي بن مالك ولقمك يشكونك ويزعمون أنك تقوم أن الناس
يبعثون بعد الوت ،ث يصيون إل جنة ونار?! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :نعم،
أنا أزعم ذلك ،ولو قد كان ذلك اليوم يا أبة لقد أخذت بيدك حت أعرفك حديثك
اليوم ،فأسلم الارث بعد ذلك ،فحسن اسلمه ،وكان يقول حي أسلم :لو قد أخذ ابن
بيدي فعرفن ما قال ل يرسلن إن شاء ال حت يدخلن النة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان
لب بكر بفناء داره ،فكان إذا صلى فيه وقرأ القرآن بكى بكاء كبيا ،فتجمع إليه النساء
والصبيان والعبيد يعجبون ما يرون من رقته ،وقد كان استأذن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف الجرة حي أوذوا بكة ،فأذن به رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج حت
كان من مكة على يومي لقيه ابن الدغنة ،رجل من بن الارث بن عبد مناة بن كنانة،
وكان سيد الحابيش ،فقال له :أين يا ابا بكر? فقال :آذان قومي وأخرجون من بلدي،
فأود أن أؤم بلدا أكون فيه ،أستريح من أذاهم ،وآمن منهم ،فقال :ول? فو ال إنك
لتزين العشية ،وتعي على النائبة ،وتفعل العروف ،وتكسب العدوم ،ارجع فأنت ف
194 194
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
جواري ،فرجع ،فلما دخل مكة قام 226فصرخ بكة :يا معشر قريش إن قد أجرت
ابن أب قحافة ،فل يؤذيه أحد ،وكانوا إذا عقدوا فنخ ،وكف عنه هذا الي من قريش،
وكان إذا صلى ف مصلة ذلك بكة كان من أمره ما وصفت ،فمشى إليه رجال من
قريش ،فقالوا :يا ابن الدغنة إن هذا الرجل الذي أجرت ،رجل له حال ما هو لغيه ،إنه
إذا تل ما جاء به ممد بكى بكاء ل يبكيه أحد ،فيق لذلك منه ضعفاؤنا ونساؤنا
وخدمنا ،فمره فليكف عنا ،يتخذ مصلى غي هذا ف بيته ،فمشى إليه ابن الدغنة فقال :يا
أبا بكر إن ل أجرك لتؤذي قومك ،فاتذ مصلى غي هذا ،فقال أبو بكر :أو غي ذلك?
فقال :وما هو? قال :أرد عليك جوارك ،وأرضى بوار ال فقال :نعم ،فقال أبو بكر :لقد
رددت عليك جوارك ،فقال ابن الدغنة :يا معشر قريش إن أبا بكر قد رد علي جواري،
فشأنكم بصاحبكم.
وفاة أب طالب وما جاء فيه
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فقال أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ،والعاصي
بن سعيد ،وأمية بن خلف :يا معشر قريش إن هذا المر يزداد وإن أبا طالب ذو رأي
وشرف وسن ،وهو على دينكم ،وهو اليوم مدنف ،فامشوا إليه فأعطوه السواء يأخذ لكم
وعليكم ف ابن أخيه ،فإنكم إن خلوت بعمر بن الطاب وبمزة بن عبد الطلب وقد
خالفا دينكم تكون الرب بينكم وبي قومكم ،فأقبلوا يشون إل أب طالب حت جاءوه
فقالوا :أنت سيدنا وأنصفنا ف أنفسنا ،وقد رأيت الذي فعل هؤلء السفهاء مع ابن
أخيك ،من تركهم آلتنا وطعنهم ف ديننا ،وقد فرق بيننا ممد وأكفر آلتنا وسب آباءنا،
فأرسل إل ابن أخيك ،فأنت بيننا عدل.
قال :فأرسل أبو طالب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأتاهن فقال :هؤلء قومك
وذووا أسنانم وأهل الشرف منهم ،وهم يعطونك السواء ،فل تل عليهم كل اليل ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :قولوا أسع قولكم ،فقال أبو جهل بن هشام :ترفضنا من
ذكرك ،ول تلزمنا ول من آلتنا ،ف شيء فندعك وربك ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :إن أعطيتكم ما سألتم ،أمعطى أنتم كلمة واحدة لكم فيها خي ،تلكون با العرب
وتدين لكم با العجم ،فقال أبو جهل ،وهو مستهزئ نعم ل أبوك كلمة نعطيكها
195 195
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وعشرة أمثالا ،فقال :قولوا :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،فنفروا من كلمه وخرجوا
مفارقينه وقاوا" :امشوا واصبوا على آلتكم إن هذا لشيء يراد .ما سعنا بذا ف اللة
الخرة إن هذا إل اختلق .أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم ف شك من ذكري بل لا
يذوقوا عذاب" .وكان مشاهم إل أب طالب لا لقوا من عمر ،وسعوا منه.117 .
نا أحد :نا يونس عن ممد بن اسحق قال فلما رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم
تكذيبهم بالق قال :لقد دعوت قومي إل أمر ما اشتططت ف القول ،فقال عمه :أجل ل
تشتط ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم عند ذلك -وأعجبه قول عمه :-يا عم بك
علي كرامة ويدك عندي حسنة ،ولست أجد اليوم ما أجزيك به ،غي أن أسألك كلمة
واحدة تل ل با الشفاعة عند رب ،أن تقول :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،تصيب
با الكرامة عند المات ،فقد حيل بينك وبي الدنيا ،وتنل بكلمتك هذه الشرف العلى
ف الخرة ،فقال له عمه :وال يا ابن أخي لول رهبة أن ترى قريش إنا ذعرن الزع،
وتعهدك بعدي سبة تكون عليك وعلى بن أبيك غضاضة لفعلت الذي تقول ،وأقررت با
عينك ،لا أرى من شدة وجدك ونصحك ل.
ث إن أبا طالب دعا بن عبد الطلب فقال :إنكم لن تزوالوا بي ما سعتم قول ممد
واتبعتم أمره ،فاتبعوه وصدقوه ترشدوا ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم عند
ذلك :نأمرهم بالنصحية وتدعها لنفسك?! فقال له عمه :أجل لو سأتلن هذه الكلمة وأنا
صحيح لا ل تبعتك على الذي تقول ،ولكن أكره الزع عند الوت ورى قريش أن
أخذتا عند الوت ،وتركتها وأنا صحيح ،فأنزل ال تعال" :إنك ل تدي من أحببت
ولكن ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين".
نا يونس عن ممد بن أب أنيسة عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أبيه قال :لا
حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد
ال بن أب امية ،فقال رسول ال حروف لب طالب :يا عمارة ،قل ل إله إل ال ،كلمة
أشهد لك با عند ال ،فقال أبو جهل وعبد ال :يا أبا طالب أترغب عن ملة الطلب ،فلم
يزل رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرضها عليه ،ويعيد له تلك القالة حت قال له أبو
طالب ،آخر ما كلمهم :هو على ملة عبد الطلب ،ويأب أن يقول ل إله إل ال ،فقال
196 196
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رسول ال صلى ال عليه وسلم :أما وال لستغفرن لك ما ل أنه عنك ،فأنزل ال ف
ذلك" :ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب من بعد ما
تبي لم أنم أصحاب الحيم" ،وأنزل ال ف أب طالب" :إنك ل تدي من أحببت ولكن
ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين".
نا يونس عن قيس بن الربيع عن حبيب بن أب ياسر قال :حدثن من سع ابن عباس يقول
ف قوله تعال" :وهم ينهون عنه وينأون عنه" نزلت ف أب طالب ،كان ينهي عن أذى
ممد ،وينأى عما ييء به أن يتبعه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن العباس بن عبد ال بن معبد عن بعض أهله
عنابن اسحق قال :لا أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا طالب 118ف مرضه فقال
له :يا عم قل ل إله إل ال أستحل با لك الشفاعة يوم القيامة ،قال :وال يا ابن أخي لو
أن تكون سبة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي ،يرون أن قلتها جزعا حي نزل ب
الوت لقلتها ،ل أقولا إل لسرتك با ،فلما نثقل أبو طالب رؤي يرك شفتيه ،فأصغى
إليه العباس ليسمع قوله ،فرفع العباس عنه فقال :يا رسول ال قد وال قال الكلمة الت
سألته ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل أسع.
نا يونس عن سنان بن اساعيل النفي عن يزيد الرقاشي قال :قيل لرسول ال صلى ال
عليه وسلم :يا رسول ال ،أبو طالب ونصرته لك وحيطته عليك أين منلته? فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :هو ف ضحضاح من نار ،فقيل :وإن فيها لضحضاحا وغمرا?
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :نعم ،وغن أدن أهل النار منلة لن يذى له نعلن
من نار يغلي من وهجهما دماغه حت يسيل على قوائمه ،قال سنان :فبلغن أنه ينادي
ترى أل يعذب أحد عذابه من شدة ما هو فيه?! نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه
عن ناجيه بن كعب عن علي بن أب طالب قال :لا مات أبو طالب أتيت رسول ال صلى
ال عليه وسلم فقلت :إن أبا طالب ،عمك الكافر ،قد مات ،فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم إذهب فواره ،فقلت :وال ل أواريه ،قال :فمن يواريه إن ل تواره ،فانطلق
فواره ث ل تدث شيئا حت تأتين ،فانطلقت فوراينه ث رجعت إل رسول ال صلى ال
197 197
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عليه وسلم فقال انطلق فاغتسل ث ائتن ،ففعلت ث أتيته ،فلما أن أتيته دعا ل بدعوات ما
أحب أن ل بن ما على الرض من شيء.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول ال حروف قال :ما زالت قريش كأعي
عن حت مات ابو طالب.
نا أحد :نا وينس عن ابن اسحق قال :وقال علي أب طالب يرثي أباه لا مات:
أرقت لنوح آخر الليل غردا لـش
198 198
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
صدور العوال والصفح الهندا
ويبدو منا مـنـظـر ذو كـريهة
199 199
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وفاة خدية بنت خويلد
أنا الشيخ أبو السي أجد بن ممد بن النقور الزاز قراءة عليه وأنا أسع قال :أنا أبو طاهر
ممد بن عبد الرحن الخلص قال :قرئ على أب السي رضوان بن أحد وأنا أسع قال:
نا أبو عمر أحد بن عبد البار العطاردي قال :نا يونس بن بكي عن ابن اسحق قال :ث
إن خدية بنت خويلد وأبا طالب ماتا ف عام واحد فتتابعت على رسول ال صلى ال
عليه وسلم الصائب بلك خدية وأب طالب ،وكانت خدية وزيرة صدق على السلم،
كان يسكن إليها.
نا يونس عن فايد بن عبد الرحن العبدي عن عبد ال بن أوف أن رسول ال حروف قال:
أتان آت من ال عز وجل يبشر خدية ببيت ف النة من قصب ل صخب فيه ول
نصب.
نا يونس عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :ما غرت على امرأة لرسول ال
صلى ال عليه وسلم ما غرت على خدية ما كنت أسع من ذكره لا ،وما تزوجن إل
بعد موتا بثلث سني ،ولقد أمر ربه أن يبشرها ببيت ف النة من قصب ل نصب ول
صخب.
نا يونس عن عبد الواحد بن أين الخزومي قال :نا أبو نيع أوب عبد ال بن أب نيع
قال :أهدي لرسول ال صلى ال عليه وسلم جزورا ولم ،فأخذ عظما منها فناوله
الرسول بيده فقال له :اذهب بذا إل فلنة ،فقالت له عائشة :ل عمرت يدك? فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن خدية أوصتن با ،فغارت عائشة ،وقالت :لكأنه
ليس ف الرض امراة إل خدية! فقام يا رسول ال مالك ولعائشة إنا حدث وأنت أحق
من تاوز عنها ،فأخذ بشدق عائشة وقال :ألست القائلة كأنه ليس على الرض إمرأة إل
خدية?! وال لقد آمنت ب إذ كفر قومك ،ورزقت من الولد وحر متموه.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد ال بن جعفر عن علي بن أب طالب قال:
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :خي بناتا مري ابنة عمران وخي نسائها
خدية بنت خويلد.
200 200
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن السن بن دينار عن السن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :حسبك
من نساء العالي أربع مري ابنة عمران ،وآسية امرأة فرعون ،وخدية بنت خويلد،
وفاطمة ابنة ممد صلى ال عليه وسلم.
نا يونس قال :كل شيء من ذكر أزواج النب صلى ال عليه وسلم فهو إملء ابن اسحق
حرفا حرفا.
نا يونس عن 121ابن اسحق قال :كان أول امرأة تزوجها رسول ال صلى ال عليه
وسلم خدية بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ،وتزوج خدية قبل رسول ال
صلى ال عليه وسلم -وهي بكر -عتيق بن عائذ بن عبد ال بن عمر بن مزوم ،فولدت
له امرأة ث هلكت عنها ،فتزوجها بعده أبو خالة النبشي بن زرارة أحد بن عمرو بن تيم،
ل وامرأة ،ث هلك عنها ،فتزوجها رسول ال صلى حليف بن عبد الدار ،فولدت له رج ً
ال عليه وسلم فولدت له بناته الربع :زينب ،ورقية ،وأم كلثوم ،وفاطمة ،وولدت بعد
البنات القاسم ،والطاهر ،والطيب ،فذهب الغلمة جيعا وهم يرضعون.
نا يونس عن ابراهيم بن عثمان عن الكم عن مقسم عن ابن عباس قال :ولدت خدية
لرسول ال صلى ال عليه وسلم إلمي وأربع نسوة :القاسم ،وعبد ال ،وفاطمة ،وأم
كلثوم ،وزينب ،ورقية.
نا يونس عن أب عبد ال العفي عن جابر ممد بن علي قال :كان القاسم ابن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قد بلغ أن يركب الدابة ،ويسي على النجيبة؛ فلما قبضه ال عزوجل
قال عمرو بن العاص :لقد أصبح ممد أبتر من ابنه ،فإنزل ال عز وجل" :إنا أعطيناك
الكوثر" عوضا ،يا ممد من مصيبتك بالقاسم "فصل لربك وانر .إن شانئك هو البتر"
نا أحد عن يونس عن ابن اسحق قال :وعاشت رقية حت تزوجها عثمان بن عفان ،فلما
ماتت زوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم أم كلثوم ،ويزعمون أنه قد ولد له من رقية
إلم ،فذهب وهو صغي رضيع ،وبه كان يكن عثمان ،أبا عبد ال.
أنا أحد :أنا يونس عن ابن اسحق قال :وكانت زينب عند أب العاصي بن الربيع ،فولدت
له أمامة ،وعليا ،فذهب علي وهو إلم ،وبقيت أمامة حت تزوجها علي بعد فاطمة،
فتزوجت بعد قتلى علي الغية بن نوفل بن الارث بن عبد الطلب ،فهلكت عنده.
201 201
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
تزويج فاطمة
أنا أحد :أنا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد ال بن أبيب نيع عن ماهد عن علي
قال :خطبت فاطمة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت ل مولة ل :هل سعت
أن فاطمة قد خطبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم? فقلت :ل ،قالت :فقد خطبت،
فما ينعك أن تأت رسول ال صلى ال عليه وسلم فيزوجك ،فقلت :وعندي شيء أتزوج
به?! فقالت :إنك إن جئت رسول ال صلى ال عليه وسلم زوجك فو ال ما زالت
122ترجين حت دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكان لرسول ال صلى
ال عليه وسلم جلل وهيبة ،فلما قعدت بي يديه أفحمت ،فو ال ما استطعت أن أتكلم،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما جاء بك ،ألك حاجة? فسكت ،فقال :ما جاء
بك ،ألك حاجة? فسكت ،فقال :لعلك جئت تطب فاطمة? فقلت :نعم ،فقال :وهل
عندك من شيء تستحلها به? فقلت :ل وال يا رسول ال ،فقال :ما فعلت درع
سلحكتها ،فوا الذي نفس علي بيده إنا لطيمة ما ثنها أربعة دراهم ،فقلت :عندي،
فقال :قد زوجتكما فابعث با إليها فاستحلها با ،فإن كانت لصداق فاطمة ابنة رسول
ال صلى ال عليه وسلم.
أنا يونس عن عباد بن منصور عن عطاء بن أب رباح قال :لا خطب علي فاطمة أتاها
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :إن عليا قد ذكرك ،فسكتت ،فخرج رسول ال
صلى ال عليه وسلم فزوجها.
أنا أحد :نا يونس قال :سعت ابن اسحق قال :فولدت فاطمة لعلي :السن ،والسي،
ومسن ،فذهب مسن صغيا ،وولدت له :أم كلثوم وزينب.
أنا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن هانئ عن علي قال :لا ولدت حسن سيته
حربا ،قال :فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :أرون بن ،ماذا سيتموه? فقلت:
سيته حربا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل عليه ،ل ولكن اسه حسن ،فلما
ولدت ولدت حسينا سيته حربا ،فقال :ل ولكن أسه حسي ،فلما ولدت الثالث سيته
حربا ،فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :أرون ابن ماذا سيتموه? فقلنا :سيناه
202 202
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حربا ،فقال :ل ولكن اسه مسن ،ث قال :إن سيتهم ببن عرون :شبه وشبيا ،يقول
حسن وحسي.
تزويج عمر بن الطاب أم كلثوم بنت علي
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :وتزوج أم كلثوم ابنة علي من فاطمة ابنة رسول
ال صلى ال عليه وسلم عمر بن الطاب ،فولدت له زيد بن عمر وامرأة مع ،فمات عمر
عنها.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :فحدثن عاصم بن عمر بن قتادة قال :خطب عمر
بن الطاب إل علي بن أب طالب ابنته أم كلثوم ،وكانت لفاطمة بنت رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،فاعتل علي عليه ،وقال :هي صغية ،فقال عمر :ل وال ما ذاك بك
ولكن أردت منعي ،فإن كان كما تقول 123فابعثها إل ،فرجع علي فدعاها حلة فقال:
انطلقي بذه إل أمي الؤمني فقول :يقول لك أب كيف ترى هذه اللة ،فأتته با ،فقالت
له ذلك ،فأخذ بدرعها فاجتبذتا منه ،وقالت :أرسل ،فأرسلها وقال :حصان كري،
انطلقي فقول له :ما أحسنها وأجلها ،ليست وال كما قلت ،فزوجها إياه.
نا يونس عن خالد بن صال عن واقد بن ممد بن عبد ل بن عمر عن بعض أهله قال:
خطب عمر بن الطاب إل علي بن أب طالب ابنته أم كلثوم ،وأمها فاطمة بنت رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،فقال له علي :إن علي فيها أمراء حت استأذنم ،فأتى ولد
فاطمة ،فذكر ذلك لم فقالوا :زوجه ،فدعا أم كلثوم وهي يومئذ صبية فقال :انطلقي إل
أمي الؤمني فقول :إن أب يقرئك السلم ويقول لك :إنا قد قضينا حاجتك الت طلبت،
فأخذها عمر فضمها إليه وقال :إن خطبتها إل أبيها فزوجنيها ،فقيل :يا أمي الؤمني ما
كنت تريد إليها وهي صب صغية? قال :إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول :كل سبب منقطع يوم القيامة إل سبب ،فأردت أن يكون بين وبي رسول ال
صلى ال عليه وسلم سبب صهر.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن أبو جعفر عن أبيه علي بن السي قال :لا
تزوج عمر بن الطاب أم كلثوم ابنة علي أتى ملسا ف مسجد رسول ال صلى ال عليه
وسلم بي القب والنب للمهاجرين ل يكن يلس فيه غيهم ،فدعوا له بالبكة فقال:أما
203 203
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وال ما دعان إل تزويها إل أن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :كل سبب
ونسب منقطع يوم القيامة إل ما كان من نسب وسبب.
أنا يونس عن هشام بن سعد القرشي عن عطاء الرسان عن عمر بن الطاب أنه قال :ل
تغالوا ف مهور النساء فإنه لو كان تقوى ل أو مكرمة ف الدنيا كان نبيكن أولكم
بذلك ،ما أصدق أحدا من نسائه ول أصدق بناته أكثر من اثنت عشرة أوقية أربعمائة
وثانون درها ،ث أن عمر بن الطاب بعد خطب أم كلثوم ابنة علي بن أب طالب
فأصدقها أربعي ألفا.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :فلما عمر بن الطاب عن أم كلثوم ابنة علي
تزوجت عون بن جعفر ،فهلك عنها عون ول يصب منها ولد.
تزويج أم كلثوم عون بن جعفر بن أب طالب
نا أحد نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن والدي إسحق بن يسار عن حسن بن حسن
عن علي بن أب طالب 124أنه قال :لا أيت أم كلثوم ابنة علي من عمر بن الطاب
دخل عليها حسن وحسن أخواها فقال لا :إنك من قد عرفت سيدة نساء السلمي وابنة
سيدتن وإنك وال لئن أمكنت عليا من زمتك لينكحنك بعض أيتامه ،ولئن أردت أن
تصيب بنفسك مالً عظيما لتصيبنه ،فو ال ما قاما حت طلع علي متوكلً على عصاه،
فجلس فحمد ال وأثن عليه ث ذكر منلتهم من رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال :قد
عرفتم منلتكم يا بن فاطمة واثرتكم على سائر ولدي لكانكم من رسول ال صلى ال
عليه وسلم وقرابتكم منه ،فقالوا :صدقت رحك ال وجزاك عنا خيا ،فقال :أي بنية إن
ال عز وجل قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تعليه بيدي ،فقالت :أي أبة ،وال إن
لمرأة أرغب فيما يرغب فيه الناس ،وأحب أن أصيب ما تصيبه النساء من الدنيا ،فأنا
أريد أن أنظر ف أمر نفسي ،فقال :ل وال يا بنية ما هذا من رأيك ،ما هو إل من رأي
ل منهما أو تفعلي ،فاخذا بثيابه فقال :إجلس يا أبة هذين ،ث قام فقال :وال ل أكلم رج ً
فو ال ما على هجرتك من صب ،اجعلي أمرك بيده ،فقالت :قد فعلت ،قال :فإن قد
زوجتك عون بن جعفر ،وإنه للم ،ث رجع إل بيته فبعث إليها بأربعة آلف ،وبعث إل
ابن أخيه فأدخله عليها ،قال حسن :فو ال ما سعت بثل عشق منها له منذ خلقك ال،
204 204
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فما نشب عون أن هلك ،فرجع إليها علي فقال :أي بنية اجعلي أمرك بيدي ففعلت،
فزوجها ممد بن جعفر ،ث خرج فبعث إليها بأربعة آلف درهم ث أدخله عليها.
أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :فمات عون بن جعفر عن أم كلثوم ابنة علي فتزوجها
ممد بن جعفر بن أب طالب فمات عنها ول يصب منها.
تزويج زينب بنت علي
وأمها فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :كانت زينب ابنة علي تت عبد ال ابن جعفر بن
أب طالب؛ فولدت له علي بن عبد ال بن جعفر ،وأم أبيها ،فتزوج أم أبيها عبد اللك بن
مروان وطلقها فتزوجها علي بن عبد ال بن عباس.
نا يونس عن ثابت بن دينار عن أب جعفر قال :خطب معاوية بن أب سفيان إل عبد ال
بن جعفر ابنته من زينب ابنة علي وأمها فاطمة؛ وقال له معاوية :أقضى عنك دينك،
فوعده ،فقال عبد ال :إن علي أميا لست أستطيع أن أزوجها حت استأمره ،فقال له
معاوية :فاستأمره ،وأتى حسي بن علي 125وقال :إن معاوية خطب إل ابنت ووعدن
قضاء دين ،وإنا أنت والد ،أنت خالا فما ترى? قال له :أحب أن تعل أمرها بيدي،
قال :هو بيدك ،قال :فدخل حسي بن علي على الارية فقال :إن أباك قد جعل أمرك
بيدي فاجعلي أمرك بيدي ،فقالت :هو بيدك ،فخرج حسي فقال :اللهم أقدر لا خي من
تعلم ،فلقي شابا منهم فقال :يا فلن اجعل أمرك بيدي ،فقال :هو بيدك.
وكتب معاوية إل مروان بن الكم ،وهو أمي الدينة :إنن خطبت إل أب جعفر ابنته
فاشترط رضى حسي فادعه إليك حت يسلم ،فجمع مروان الناس وجاء بالدف والسكر،
ودعا حسينا فقال :إن أمي الؤمني كتب إل أنه خطب إل عبد ال بن جعفر ،واشترط
رضاك ،فسلم له ،فحمد ال حسي وأثن عليه ث قال :أشهدكم أن قد زوجتها فلنا يعن
الشاب الذي لقيه ،فقال مروان :أبيتم يا بن هاشم إل غدرا ،فقال له حسي :نشدتك
بال هل تعلم أن السن بن علي خطب ابنة عثمان بن عفان فاجتمع الناس مثل اجتماعهم
الن ،وحضر السن لذلك ،فجئت أنت فخطبت ث زوجتها غيه? فقال :نعم ،قال
السي :فمن الغادر نن أم أنتم ،ث أعطى حسي عبد ال بن جعفر أرضا له يقال لا
205 205
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
البغيبغة فباعها من معاوية بألفي ألف ،وأعطى الشاب الذي زوج أرضا له أخرى قومت
ألفي ألف ،وأعطى من صلب ماله قيمة أربعة آلف الف.
ما جاء ف تزويج عثمان بن عفان
نا يونس عن السن بن دينار عن السن قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم على
عثمان وهو مهموم ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :مالك? قال :خطبت إل
عمر فردن ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أفل أدلك على خت خي لك من
عمر ،وأدل عمر على خت خي له منك ،فتزوج رسول ال حفصة ابنة عمر وزوج النب
صلى ال عليه وسلم ابنته عثمان بن عفان.
نا يونس عن هشام بن سنب عن يي بن أب كثي عن الهاجر بن عكرمة الخزومي قال:
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اراد أن ينكح امرأة من بناته جلس عند خدرها
فقال :إن فلنا يريد فلنة.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن من ل أتم أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم كان يغار لبناته غية شديدة ،وكان ل ينكح بناته على ضرة.
نا أحد نا وينس عن ابن إسحق قال :حدثن عمرو بن عبيد عن السن أن 126رسول
ال حروف قال لمرأة عثمان :أي بنية انا ل امرأة لرجل ل يأت ما يهوى ودمه ف وجهه
وإن أمرها أن تنقل من جبل أسود إل جبل أحر ،أو من جبل أحر إل جبل أسود
فاستصلحي زوجك.
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن عامر الشعب قفال :خطب علي ابنة أب جهل إل
عمها الارث ،فاس-امر رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال :عن أي شأنا تسلن ،عن
حسبها? قال :ل ولكن تأمرن با ،فقال :فاطمة مضغة من ول احب أن تزع ،فقال :ل
آت شيئا تكرهه.
تزويج النب سودة بنت زمعة
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :فماتت خدية بنت خويلد قيل مهاجر النب صلى
ال عليه وسلم بثلثة سني ،ل يتزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم عليها امراة حت
ماتت هي وأبو طالب ف سنة ،ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد خدية سودة
206 206
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
بنت زمعة ،وكانت قبله عند السكران بن عمرو ،أخي سهيل بن عمرو ،وكان ابن عمها
تزوجها وهي بكر ،فهاجر إل أرض البشة ،ث قاما مكة فمات عنها مسلما بكة.
فتزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصب منها ولدا حت مات.
نا يونس عن النعمان بن ثابت عن اليثم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لسودة
ابنة زمعة :اعتدي ،فتعرضت له ف طريقه فقالت له :نشدتك بال أل راجعتن ولك يومي
أجعله لي نسائك شئت فإنا أريد أن أحشر من أزواجك يوم القيامة فراجعها رسول ال
صلى ال عليه وسلم
تزويج النب عائشة بنت أب بكر الصديق
نا يونس عن هشام بن عروة عن ابن أبيه عروة بن الزبي قال :لا دخلت سودة ف السن
جعلت يومها لعائشة فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم به لا.
قال ابن اسحق :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد سودة بنت زمعة عائشة بعد
موت خدية بثلث سني ،وعائشة يومئذ ابنة ست سني ،وبن با رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهي ابنة تسع سني ،ومات رسول ال صلى ال عليه وسلم وعائشة ابنة ثان
عشرة سنة.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
أريتك ف 127النام مرتي ،أرى أن رجلً يملك ف سرقة حرير فيقول :هذه امرأتك
فأكشف فأراك فأقول إن كان هذا من عند ال يضه.
نا يونس عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت :كانت أمي تعالن تريد لتسمعن
بعض السمن لتدخلن على رسول ال صلى ال عليه وسلم فما استقام لا بعض ذلك حت
أكلت التمر بالقثاء ،فسمنت عليه كأحسن ما يكون من السمن.
نا يونس قال :تدث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :إن للعب مع جواري من
النصار ف ارجوحة بي نلتي إذ أتت أمي فأخذت بيدي ما أدري ما تصنع ب فجعلت
أضع يدي على بطن لرد نفسي لكي ترى ما ب ،فذهبت ب أمي ونطقتن وأدخلتن على
رسول ال صلى ال عليه وسلم.
207 207
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن يي بن عباد عن أبيه عباد عباد بن عبد ال
بن الزبي عن عائشة قالت :لا قدمنا مهاجرين سلكنا ف ثنية صعبة فنفر ب جل كنت
عليه ،قوي منكر ،فو ال ما أنسى قول أمي :واعروساه ،فركب ب رأسه فسمعت قائلً
يقول :وال ما أراه ألقى خطامه ،فألقيته فقام يستدير عليه كأنا انسان جالس تته يسكه.
تزويج النب حفصة بنت عمر
نا احد :نا يونس عن ممد بن اسحق قال :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد
عائشة حفصة بنت عمر ،وكانت قبله عند خنيس بن حذافة ،أحد بن سهم ،فمات
رسول ال حروف ول يصب منها ولدا.
نا يونس عن سليمان العمش عن أب صال عن ابن عمر قال :دخل عمر على أخت
حفصة وهي تبكي ،فقال لا :ما يبكيك ،لعل رسول ال صلى ال عليه وسلم طلقك ،إنه
قد كان طلقك مرة ث راجعك ،وال إن كان طلقك أخرى ل أكلمك كلمة أبدا
تزويج النب زينب بنت خزية
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد حفصة
زينب ابنة خزية الللية ،أم الساكي ،وكانت قبله عند الصي بن الارث أو عند أخيه
الطفيل بن الارث بن عبد الطلب بن عبد مناف ،ماتت بالدينة ،أول نسائه موتا ،ول
يصب رسول ال صلى ال عليه وسلم منها ولدا.
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن عامر الشعب قال :قلن النسوة لرسول ال صلى ال
عليه وسلم :أينا أسرع بك لوقا? قال :فقال :أطولكن يدا ،فأخذن يتنازعن عن أطولن
يدا ،فلما توفيت زينب علموا أنا كانت أطولن يدا ف الي والصدقة.
تزويج النب أم حبيبة
نا أحد :نا وينس عن ابن اسحق قال :ث تزوج رسول ال حروف بعد زينب أم حبيبة
بنت أب سفيان ،كانت قبله عند عبيد ال بن جحش بن رئاب ،أحدبن أسد أخي عبد
ال بن جحش ،كان تزوجها وهي بكرن وكان له منها حبيبة ابنة عبيد ال ،فمات عنها
بأرض البشة وقد تنصر بعد اسلمه ،وكانت مهاجرة معه بأرض البشة ،فلم يصب
رسول ال صلى ال عليه وسلم منها ولدا.
208 208
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن أبو جعفر قال :بعث رسول ال صلى ال
عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إل النجاشي ،فزوجه أم حبيبة ابنة أب سفيان وساق
عنه أربعمائة دينار.
تزويج النب أم سلمه
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أم
حبيبة أم سلمة هند بنت أب أمية ،وكانت قبله عند أب سلمة عبد ال بن عبد السد بن
هلل بن عبد ال بن عمر بن مزوم هاجرا جيعا إل أرض احبشة ،ث قدما الدينة،
فأصابته جراحة بأحد ،فمات با من جراحته ،كان تزوجها وخي بكر ،فولدت له سلمة،
وعمر ،ودرة ،وزينب ،ول يصب رسول ال صلى ال عليه وسلم منها ولدا.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أب سلمة بن عبد الرحن بن عوف قال :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب أم سلمة يلس على اسكفة الباب ويضع ثوبه
ويتكئ عليه ويقول عليه السلم :إن كان إنا أن أزيدك ف الصداق زدتك ،وإن أردت
أزد النسوة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن والدي اسحق بن يسار قال :كان لرسول
ال صلى ال عليه وسلم ف كل يوم من سعد بن عبادة جفنة طعام يدور با معه حيث
دار ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خطب امرأة عرض عليها ما أراد أن يسمي
لا ،ث يقول :وجفنة سعد بن عبادة تأتيك كل غداة.
نا يونس عن أب معشر الدن عن سعيد القبي قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم
إل أم سلمة يطبها ،فقالت :إن ف خصال ل أقدر على أن أتزوجك يا رسول ال ،إن
امرأة كبية ،وأنا أغار على زوجي وأخاف أن أغار على رسول ال صلى ال عليه وسلم،
وأنا امرأة مسوسة سهمي ،وأنا مطفل ذات عيال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
أما ما تذكرين من الكب فإنه ليس عليك أن تتزوجي من هو أكب منك ،وأما ما تذكرين
من السهم ،فأنا ادعو ال أن يسن سهمك ،وأما ما تذكرين من العيال ،فمت ترك مالً
فلورثته ،ومن ترك دينا أو عيالً فعلى ال وعلى رسوله فتزوجها رسول ال صلى ال عليه
وسلم.
209 209
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد ال بن أب بكر بن حزم ،وعبد الرحن
بن الارث ومن ل أتم عن عبد ال بن شداد بن الاد قال :كان الذي زوج رسول ال
صلى ال عليه وسلم أم سلمة ابنها سلمة ،فزوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ابنة
حزة وها صبيان صغيان ،فلم يتمعا حت ماتا ،فقال رسول ال حروف :هل جزيت
سلمة بتزويه إياي أمه.
ما أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد اللك بن أب بكر بن عبد الرحن بن
الارث بن هشام عن أبيه قال :تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم أم سلمة ف شوال
وجعها ف شوال فقالت له :سع عندي ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن شئت
فعلت وسبعت عند صواحبك ،وإن شئت فلث ث أدور عليهن ف يومك ،فقالت :ل بل
ثلث.
نا يونس عن النعمان بن ثابت عن اليثم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أول على أم
سلمة بتمر وسويق.
تزويج زينب ابنة جحش
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أم
سلمة زينب ابنة جحش أخت عبد ال بن جحش إحدى نساء بن أسد بن خزية،
وكانت قبله عند موله زيد بن حارثة ،زوجه ال إياها ،فمات رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،ول يصب منها ولدا ،وهي أم الكم.
نا يونس عن أب سلمة المذان مول الشعب قال :مرض زيد بن حارثة فدخل عليه رسول
ال صلى ال عليه وسلم يعوده ،وزينب ابنة جحش امرأته جالسة عند رأس زيد ،فقامت
زينب لبعض شأنا فنظر إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث طأطأ رأسه فقال :سبحان
ال مقلب القلوب والبصار ،فقال زيد :أطلقها لك يا رسول ال? فقال :ل ،فانزل ال
عز وجل" :وإذا تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه" إل قوله" :وكان أمر ال
مفعول".
تزويج النب جويرية ابنة الارث
210 210
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد زينب
بنت جحش 130جويرية ابنة الارث بن أب ضرار ،وكانت قبله عند ابن عم لا يقال
له ابن ذي الشفر ،فمات رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصب منها ولدا.
نا احد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن جعفر بن الزبي عن عروة عن
عائشة أنا قالت :لا قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم سبايا بن الطلق وقعت جويرية
ابنة الارث ف السهم لثابت بن قيس ولبن عم له ،فكاتبته على نفسها ،وكانت امرأة
حلوة ملحة ل يراها أحد إل أخذت بنفسه ،فأنت وسول ال صلى ال عليه وسلم
تستعينه ف كتابتها ،قالت عائشة :فو ال ما هو إل أن رأيتها فكرهتها وقلت :سيى منها
مثلما رأيت ،فلما دخلت عليه قالت :يا رسول ال أنا جويرية ابنة الارث ،سيد قومه،
وقد أصابن من البلء ما ل يف عليك وقد كاتبت على نفس فأعن على كتابت ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :أو خي من ذلك ،أودي عنك كتابتك وأتزوجك?
فقالت :نعم ،ففعل رسول ال صلى ال عليه ،فبلغ الناس أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم تزوجها ،فقالوا :أصهار رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأرسلوا ما كان ف
أيديهم من بن الطلق ،فلقد أعتق با مائة أهل بيت من بن الطلق ،فما أعلم امرأة أعظم
بركة على أهل بيت منها.
تزويج النب صفية ابنة حيي
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن عامر الشعب قال :كانت جويرية من ملك يي
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأعتقها واستنكحها وجعل مهرها عتق كل ملوك من بن
الطلق.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد
جويرية صفية ابنة حيي ،وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أب القيق ،فمات عنها
رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصب منها ولدا.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن والدي اسحق بن يسار قال لا افتتح رسول
ال صلى ال عليه وسلم حصن ابن أب القيق أت بصفة ابنة حيي ومعها ابنة عم لا جاء
با بلل فمر بما على قتلى من قتلى يهود ،فلما رأتم الت مع صفية صكت وجهها،
211 211
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وصاحت وحثت التراب على رأسها ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم غربوا هذه
الشيطانة عن ،وأمر بصفية خلفه وغطى عليها ثوبه ،فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه،
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبلل ،حيت رأى من اليهودية ما رأى :يا بلل
نزعت منك الرحة حي تر بامرأتي على قتلها وقد كانت صفية رأت قبل ذلك 331
أن قمرا وقع ف حجرها ،فذكرت ذلك لبيها فضرب وجهها ضربة أثر فيه ،وقال :إنك
لتمدين عنقك إل أن تكون عند ملك العرب ،فلم يزل الثر ف وجهها حت أتى با
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فسألا عنه ،فأخبته خبه.
يونس عن هشام بن أب عبد ال عن شعيب بن الباب عن أنس بن مالك قال :أعتق
رسول ال صلى ال عليه وسلم صفية وجعل عتقها صداقها.
نا يونس عن عبد ال بن عبد الزدي عن أنس بن مالك قال :لا تزوج رسول ال صلى
ال عليه وسلم صفية ابنة حيي دعا الناس على مأدبته وهي يومئذ باليس والتمر.
يونس عن سليمان العمش قال :بلغن رسول ال صلى ال عليه وسلم أو ل على بعض
نسائه بقدر من جشيشه.
تزويج رسول ال ميمونة بنت الارث الللية
نا احد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ث تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد صفية
ميمونة بنت الارث الللية ،وكانت قبله عند أب رهم قيس أحد بن مالك بن حسل من
بن عامر بن لؤي ،مات رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصب منها ولدا.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ثقة عن سعيد بن السيب أنه قال :هذا عبد
ال بن عباس يزعم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نكح ميمونة وهو مرم ،وكذب،
إنا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة فحل ،فكان الل والنكاح جيعا فشبه ذلك
على الناس.
نا يونس عن جعفر بن برقان عن ميمونة بن مهران عن يزيد بت الصم قال :تزوج
رسول ال صلى ال عليه وسلم ميمونة وهو حلل ،بعث إليها الفضل بن عباس ورجلً
معه فزوجاها إياه.
212 212
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن عبد ال بن مزر عن يزيد بن الصمك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
تزوج ميمونة وهو حلل بسؤف ،وبن با وهو حلل ف قبة لا ،فماتت فيها.
نا يونس عن عبد ال بن مرز عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس قال :تزوج رسول ال
صلى ال عليه وسلم ميمونة وهو مرم.
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن الشعب قال :تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم
ميمونة وهو مرم.
تزويج أساء بنت كعب الونية وعمرة بنت يزيد
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج أساء
ابنة كعب الونية ،ول يدخل با حت طلقها ،وتزوج عمرة ابنة يزيد إحدى نساء بن
كلب 132ث بن الوحيد ،وكانت قبله عند الفضل بن العباس بن عبد الطلب مطلقها
رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن يدخل با.
امرأة من غفار
نا يونس عن أب يي بن زيد الطائي عن سعد بن زيد النصاري قال :تزوج رسول ال
صلى ال عليه وسلم امرأة من غفار ،فدخل با فأمرها فنعت ثوبا فرأى با بياضا من
برص عند ثديها فاناز رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال :خذي ثوبك والقي
بأهلك ،وأكمل لا صداقها.
نا يونس عن إبراهيم بن اساعيل عن عثمان بن كعب القرظي أن أخا لتميمة ابنة وهب
ذكر أختا له لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،وذكر حالا ،فقال لا رسول ال صلى ال
عليه وسلم :أتبي أن أتزوجك ،فقالت :اعوذ بالل منك ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :منع ال عائذة.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن السي بن عبد ال بن عبيد ال بن عباس
عن عكرمة عن ابن عباس قال :نظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أم حبيب ابنة
عباس وهي بدر بي يديه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لئن بلغت هذه وأنا حي
لتزوجنها ،فقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن تبلغ فتزوجها السود بن عبد
213 213
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
السد أخو أب سلمة ،فولدت له رزق بن السود ولبابة ابنة السود ،ستها باسها أم
الفضل وكان اسها لبابة.
عدد النسوة اللت وهب أنفسهن
نا يونس عن زكريا بن أب زائدة عن الشعب قال :وهب لرسول ال صلى ال عليه وسلم
نساء أنفسهن ،فدخل ببعضهن ،وأرجأ بعض فلم يقربن حت توف ،ول ينكحن بعده،
فيهن أم شريك ،فذلك قوله" :ترجى من تشاء منهن وتؤي إليك من تشاء ومن ابتغيت
مت عزلت فل جناح عليك".
نا احد قال :نا أب عن جرير بن عبد الميد عن منصور بن أب رزين ف قول ال تعال:
"ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء" فكان فيمن أرجأ رسول ال صلى ال عليه
وسلم سودة ،وأم حبيبة ،وميمونة ،فأراد فراقهن فقلن ل تفارقنا ودعنا لعى حالنا واقسم
لنا ما شئت من نفسك ومالك ،قال :فتركهن على حالن وقسم لن ما شاء ،قال :وكان
ما آوى :عائشة ،وأم سلمة ،وزينب ،وحفصة ،وكانت قسمتة من نفسه وماله بينهن
سواء.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :كنت أغار ،فقلت لمرأة من
وهبت نفسها لرسول ال صلى ال عليه وسلم :أما تستحي 133الراة أن تب نفسها
بغي صداق ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد اعتزل بعضهن ،وكنت على رجاء
فلما نزل" :ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت من عزلت فل
جناح عليك" أيست وقلت :إن لرى ربك يسارع لك ف هواك.
نا يونس عن عنبسة بن الزهر عن ساك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال :ل يكن
عند رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له.
نا يونس عن أب سلمة المذان عن الشعب :نزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم" :يا
أيها النب قل لزواجك ان كنت تردن الياة والدنيا وزينتها" إل آخر اليتي ،فخيهن
رسول ال حروف فاخترن ال ورسوله والدار الخرة ،فشكر ال لن ذلك وأنزل ال
عليه" :ل يل لك النساء من بعد ول تبدل بن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إل ما
ملكت يينك".
214 214
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ما اتذه النب من السراري
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :ومات رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التسع
من مسائه ول تت قبله غي خدية ابنة خويلد وزينب أم الساكي ،ومات عن التسع
البواقي ،ول يهاجر منهن إل أرض البشة غيها ول الثلث :أم سلمة ،وأم حبيبة وفلنة،
ول يصب الولد إل من خدية ،وكان عند رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ال عليه
وسلم ف ملك يينه :ريانة ابنة عمرو بن حذافة ،فلم يصب منها ولدا حت مات ،ومارية
أم ابراهيم القبطية ،ولدت له ابراهيم فلم يصب رسول ال صلى ال عليه وسلم الولد إل
من خدية ومارية.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن طلحة عن يزيد بن ركانة قال:
مات ابراهيم بن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثانية عشر شهرا ،فلم يصل
عليه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد ال بن أب بكر عن عمرة عن عائشة
بثله.
نا يونس عن ابراهيم بن عثمان عن الاكم عن مقسم عن ابن عباس قال :ولدت مارية
القبطية لرسول ال صلى ال عليه وسلم ابراهيم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن
له لرضعة ف النة ،ولو بقي لكان صديقا نبيا ،ولو بقي لعتق كل قبطي.
نا يونس عن ممد بن عبد الرحن بن أب ليلى عن عطاء بن جابر عن عبد الرحن بن
عوف قال :أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي فانطلق ب إل النخل ،فوجد فيه
ابراهيم بن النب صلى ال عليه وسلم ،فأخذه فوضعه ف حجره فذرفت عيناه ،ث قال با
بن ما أملك لك من ال شيئا ،فقلت له :يا رسول ال تبكي ،يأل تنه عن 134البكاء?
فقال :إنا نيت عن النوح ،عن صوتي أحقي فاجرين ،صوت عند نعغمة لعب ولو،
ومزامي شيطان ،وصوت عند مصيبة ،خش وجوه ،وشق جيوب ورنة شيطان ،وهذا
رحة ومن ل يرحم ل يرحم ،يا ابراهيم لول أنه أمر حق ،ووعد صدق ،وأنا سبيل مأتية
ل بد منها حت يلحق آخرنا أولنا لزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ،وإنا بك لحزونون،
تبكي العي ويزن القلب ،ول نقول ما يسخط الرب.
215 215
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن البارك بن فضالة عن السن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :ولد ل
البارحة إلم فسميته باسم أب ابراهيم.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ابراهيم بن ممد بن علي بن أب طالب عن
أبيه عن جده علي بن أب طالب قال؛ :دعان رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد كان
كب على مارية أم ابراهيم ف ابن عم لا يزورها ويتلف إليها قبطي ،قال :خذ هذا
السيف وانطلق ف إن وجدته عندها فاقتله ،فقلت يا رسول ال أكون ف أمرك كالشكة
الحماة ل يثنين شيء حت أمضي لا أمرتن به ،أو الشاهد يرى ما ل يرى الغائب? فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :بل الشاهد برى ما ل يرى الغائب ،فأقبلت متوحشا
السيف فأوجده عندها ،فلما رآن اخترت سيفي فعرفت أن أريده ،اشتد ف نلة فرقا فيها
حت إذا كان ف نصفها ودنوت منه رمى بنفسه على ظهره ،ث شغر برجله فإذا أنه
لمسح أجب ما له ما للرجال قليل ول كثي ،فغمدت السيف ث جئت رسول صلى ال
عليه وسلم فأخبته الب فقال :المد ل الذي يصرف عنا أهل البيت.
ما عوض النب من ابنه
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال حدثن يزيد بن رومان قال :كان العاصي بن وائل
السهمي إذا ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :دعوه فإنا هو رجل أبتر ل عقب
له ،لو قد هلك قد انقطع ذكره ،فاسترحم منه ،فأنزل ال عز وجل" :إنا أعطيناك الكوثر
فصل لربك وانر" حت قضى السورة ،إنا قد أعطيناك الكوثر ما هو خي لك من الدنيا
وما فيها ،أو الكوثر العظيم من المر" ،إن شانئك هو البتر" العاصي بن وائل.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق :حدثن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن عبد ال
بن مسلم الزهري قال :سعت أنس بن مالك يقول :قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم:
ما الكوثر الذي 135أعطاك ربك? فقال :نر كمثل ما بي صنعاء إل ايلة من أرض
الشام ،آنيته أكثر من عدد نوم السماء ،يرده طي لا أعناق كأعناق البخت فقال عمر بن
الطاب :وال يا رسول ال إنا لناعمة? فقال رسول ال :أكلها أنعم منها.
216 216
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا يونس عن عيسى بن عبد ال التميمي عن عبد ال بن أب نيع عن أنس بن مالك قال
ف قول ال عز وجل" :إنا أعطيناك الكوثر" قال :نر ف النة قال ابن أب نيع :وقالت
عائشة :هو ف نر ف النة ليس أحديد خل اصبعيه ف أذنيه إل سع ذلك النهر.
نا يونس عن يزيد بن زياد بن أب العد عن عاصم الحدري عن علي" :فصل لربك
وانر" قال :وضع اليمي على الشمال ف الصلة.
نا يونس عن فطر بن خليفة قال :سألت عطاء عن الكوثر قال :نر ف النة" ،فصل لربك
وانر" قال :أمر أن يصلي الفجر يوم النحر ث ينحر.
حديث الستهزئي واليات
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :قام رسول ال صلى ال عليه وسلم على أمر ال
متسبا مؤديا إل قومه النصيحة على ما كان فيهم من الفائرة والذى والستهزاء ،وكان
عظماء الستهزئي برسول ال صلى ال عليه وسلم كما حدثن يزيد بن رومان عن عروة
أو غيه من العلماء قال :كان الستهزئي برسول ال خسة :السود بن عبد يغوث بن
وهب ،والسود بن الطلب بن أسد ،والوليد بن الغية ،والعاصي بن وائل والارث بن
الطلجطة أحد بن خزاعة ،فكانوا يهزئون برسول ال صلى ال عليه وسلم ويغمزونه
فأتاه جبيل عليه السلم فوقف به عند الكعبة وهم يطوقون به ،فمر به السود بن عبد
يغوث فأشار جبيل إل بطنه فمات حبنا؛ ومر به السود ابن الطلب فرمى ف وجهه
بورقة خضراء فعمي ،ومر بن الوليد بن الغية فأشار إل جرح ف كعب رجله قد كان
أصابه قبل ذلك بيسي ،فانتقض به فقتله ،ومر به العاصي بن وائل فأشار إل أخص رجله،
فركب إل الطائف على حار فريض به على شبقة فدخلت ف أخص رجله شوكة
فقتلته ،ومر به الارث بن الطلطلة فأشار إل رأسه فامتخض قيحا حت قتله ،ففيهم أنزل
ال عز وجل :إنا كفيناك الستهزئي.
نا أحد نا يونس عن ابن اسحق قال حدثن الزهي عن عكاشة بن عبد ال بن أب أحد أنه
حدث أن رجالً من بن مزوم مشوا إل هشام بن الوليد 136حي أسلم أخوه الوليد
بن الوليد وقد كانوا أجعوا أن يأخذوا فتية منهم كانوا قد أسلموا :سلمة بن هشام.
وعياش بن أب ربيعة ،فقالوا له -وخشوا شره :إن قد اردنا أن نعاقب هؤلء الفتية على
217 217
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
هذا الدين الذي أحدثوا فإنا نأمن بذلك ف غيهم فقال :من فعل هذا فعليكم به وهذا
أخي فعاقبوه وإياكم نفسه وقال:
أل ل تقتلوا أخي غبيش
218 218
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الرض أو كلم به الوتى" يقول يا ممد لو أن قرآنا 137صنعت به هكذا لصنعته
بقرآنك.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عروة قال :كل شيء نزل على رسول ال صلى ال
عليه وسلم من القرآن فيه ذكر المم والقرون وما يثبت به الرسول فإنا نزل بكة ،وما
كان من الفرائض والسنن فإنا نزل بالدينة.
نا يونس عن مبارك بن فضالة عن السن قال :قدم عبد ال الكوفة فرأى أناسا من الزط
ففزع منهم فقال :ما هؤلء? فقيل الزط ،فقال :هؤلء أشبه من رأيت بالن الذي أقراهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم.
نا يونس عن العمش قال :بلغن أن الن الذي خاطبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم
كانوا تسعة.
حديث ركانة بن عبد يزيد
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال .والدي اسحق بن يسار أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال لركانة بن عبد يزيد :أسلم ،قال :لو أعلم ما تقول حقا لفعلت فقال له
رسول ال صلى ال عليه وسلم -وكان ركانة من أشد الناس :-أرأيت إن صرعتك تعلم
أن ذلك حق? قال :نعم ،فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فصرعه فقال له :عد يا
ممد ،فعاد له رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأخذه الثانية فصرعه ،وانطلق ركانة
يقول :هذا ساحر ،ل أر مثل سحر هذا قط ،وال ما ملكت من نفسي شيئا حت وضع
جنب إل الرض.
أعلم النبوة
نا يونس عن العمش عن النهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال :سافرت مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم سفرا ،فرأيت منه شيئا عجبا ،نزلنا منلً فقال :انطلق إل
هاتي الشاءتي فقل :إن رسول ال يقول لكما أن تتمعا ،فانطلقت فقلت لما ذلك،
فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إل صاحبتها فالتقتا جيعا،
فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم حاجته من ورائهما ث قال انطلق فقل لما لتعود
219 219
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
كل واحدة منهما إل مكانا ،فأتيتهما فقلت ذلك لما ،فمرت كل واحدة حت عادت
إل مكانا.
وأتته امرأة فقالت :إن ابن هذا به لم منذ سبع سني يأخذه كل يوم مرتي فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :أذنيه ،فأدنته منه ،فتفل ف فيه وقال :اخرج عدو ال ،أنا رسول
ال ،ثن قال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم :إذا رجعنا فاعلمينا ما صنع ،فلما رجع
رسول ال صلى ال عليه وسلم استقبلته 138ومعها كبشان وأقط وسن ،فقال ل
رسول ال صلى ال عليه وسلم :خذ هذا الكبش ،فأخذ منه ما أراد ،فقالت :والذي
أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقنا.
ث أتاه بعي فقام بي يديه فرأى عينيه تدمعان ،فبعث إل أصحابه فقال :ما لبعيكم هذا
يشكوكم? فقالوا :كما نعمل عليه ،فلما كب وذهب عمله تواعدنا لنحره غدا ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم فل تنحروه ،واجعلوه ،واجعلوا ف البل يكون فيها.
نا يونس عن العمش عن شر بن عطية عن بعض أشياخه قال :جاءت امرأة بابن لا إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم قد ترس فقالت :يا رسول ال إن ابن هذا ل يتكلم منذ
ولد ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أدنيه منه ،فقال :من أنا فقال :أنت رسول
ال.
نا يونس عن اساعيل بن عبد اللك عن أب الزبي عن جابر قال :خرجت مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم ف سفر ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد الباز تباعد
حت ل يراه أحد ،فنلنا منلً بفلة من الرض ليس فيها علم ول شجرة ،فقال ل :يا
جابر خذ هذه الداوة وانطلق بنا ،فلمات الداوة ماء وانطلقنا فمشينا حت ل نكاد نرى
فإذا شجرتان بينهما أذرع ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا جابر انطلق فقل لذه
الشجرة :يقول لك رسول ال القي بصاحبتك حت أجلس خلفكما ففعلت ،فرجعت
حت لقت بصاحبتها ،فجلس خلفها حت قضى حاجته ،ث رجعنا فركبنا رواحلنا وسرنا
كأنا علينا الطي تظلنا ،فإذا نن بامرأة قد عرضت لرسول ال صلى ال عليه وسلم معها
صب تمله فقالت :يا رسول ال إن ابن هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلث مرات ل
يدعه ،فوقف رسول ال صلى ال عليه وسلم فتناوله فجعله بينه وبي مقدمة الرحل ،فقال
220 220
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رسول ال صلى ال عليه وسلم :اخس عدو ال أنا رسول ال ،فأعاد رسول ال صلى ال
عليه وسلم ذلك ثلث مرات ،ث ناولا إياه فلما رجعنا وكنا بذلك الاء عرضت لنا الرأة
معها كبشان تقودها ،والصب تمله ،فقالت :يا رسول ال قبل هديت ،فو الذي بعثك
بالق أن عاد إليه بعد ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :خذوا أحدها منها وذروا
الخر ،ث سرنا ورسول ال صلى ال عليه وسلم بيننا ،فجاء جل باد ،فلما كان بي
السماطي خر ساجدا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من صاحب هذا المل?
فقال فتية من النصار :هو لنا يا رسول ال ،قال :فما شأنه? قال :قالوا :سنونا عليه
139منذ عشرين سنة ،فلما كبت سنه وكانت عليه شحيمة فأردنا نره لنقسمه بي
غلمتنا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :تبيعونه? فقالوا :يا رسول ال هو لك ،قال:
فأحسنوا إليه حت يأتيه أجله فقالوا :يا رسول ال نن أحق أن نسجد لك من البهائم!
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينبغي لبشر ،أن يسجد لبشر ولو كان ذلك ،كان
النساء لزواجهن.
نا يونس عن البارك بن فضالة عن السن قال :خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل
بعض شعاب مكة ،وقد دخله من الغم ما شاء ال ،من تكذيب قومه ،فقال :رب أرن ما
أطمأن إليه ويذهب عن هذا الغم ،فأوحى ال عز وجل إليه :ادع أي أغصان هذه
الشجرة شئت ،فدعا غصنا فانتزع من مكانه ،ث خد ف الرض حت استوى كما كان،
فحمد رسول ال صلى ال عليه وسلم ال عز وجل وطابت نفسه ،وقد كان قال
الشركون :أيضلل آباءك وأجدادك يا ممد ،فأنزل ال عز وجل" :أفغي ال تأمرون أعبد
أيها الاهلون" إل قوله" :وكن من الشاكرين".
نا يونس عن مالك بن مغول عن طلحة بن أب صال قال :بينا رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف مسي له إذ نفذت أزوادهم حت هم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينحر
بعض حائلهم ،فقال عمر بن الطاب :يا رسول ال لو أمرت ما بقي من أزودة القوم
فجمعته ،فدعوت ال فيه بالبكة ،فجاء صاحب التمر وصاحب الب ببه -قال :وقال
ماهد وذو النوى بنواه ،فقلت :وما كانوا يصنعون بالنوى? قال :كانوا يضغونه
ويشربون عليه الاء -فدعا ال تعال فيه بالبكة ،فلما القوم أزودتم ،ث قال عند ذلك
221 221
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أشهد أل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال من آمن بال غي شاك فيهما ل يجب
عن النة.
نا يونس عن القاسم بن الفضل قال :حدثن أبو نضرة العبدي عن أب سعيد الدري أنه
حدثهم قال :بينما راع يرعى ف الرة إذ عرض ذئب لشاة من غنمه ،فحال بي الذئب
وبينها ،فأقعى الذئب على ذنبه فقال للراعي :أما تتقي ال ،تول بين وبي رزق ساقه ال
إل ،قال الراعي :عجبا من ذئب مقعى على ذنبه يكلمن كلم الدميي! فقال له الذئب:
أل أحدثك بأعجب من ،رسول ال صلى ال عليه وسلم سحدث الناس بأنباء ما قد سبق
فساق الراعي شياهه حت أتى الدينة 140فزواها إل زاوية من زواياها ،ث دخل على
رسول ال صلى ال عليه وسلم فحدثه با قال الذئب فخرج رسول ال صلى ال عليه
وسلم إل الناس فقال للراعي حدثهم ،فأخبهم با قال الذئب فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم :صدق الراعي ،والذي نفسي بيده ،إنا من أشرط الساعة كلم السباع
النس ،ول تقوم الساعة حت تكلم السباع النس ،ويكلمه شراك نعله ،ويدثه سوطه،
ويبه فخذه ما أحدث أهله بعده.
نا يونس عن عبد الميد بن برام الفزاري قال :حدثن شهر بن حوشب عن أب سعيد أنه
قال :بينا رجل من أسلم ف غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي الليفة إذ غدا عليه الذئب
فانتزع شاة من غنمه ،فهجاه الرجل ،ورماه حت استنقذ منه شاته ،ت أقبل الذئب حت
أقعى مستقرا بذنبه مقابل الرجل فقال :أما اتقيت ال ،حلت بين وبي شاة رزقنيها ال،
فقال الرجل :تال ما سعت كاليوم قط ،فقال الذئب :مت تعجب? قال أعجب من
ماطبتك إياي! فقال الذئب أعجب من ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم بي الرتي،
ف النخلت يدث الناس ما خل ،ويدثهم با هو آت ،وأنت هاهنا مع غنمك ،فلما سع
الرجل قول الذئب ساق غنمه يوزها حت إذا أدخلها قباء ،قرية النصار ،فسأل عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فصادفه ف بيت أب أيوب ،فاخبه بب الذئب ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :صدقت ،احضر العشية فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا
فأخبهم ذلك ففعل ،فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر واجتمع الناس
أخبهم السلمي خب الذئب ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :صدق ،صدق،
222 222
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
صدق ،تلك العاجيب بي يدي الساعة ،فرددها ثلثا ،أما والذي نفس ممد بيده
ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ث يبه سوطه أو عصاه أو نعله با
أحدث أهله من بعده.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن عبد الرحن العرج عن أب سلمة بن عبد
الرحن بن عوف عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال -وحدث عن
رجل ركب بقرة فاستحثها يضربا فقال :يا عبد ال إن ل أخلق لذا ،قال القوم :سبحان
ال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :عجبتم لذلك? قالوا :نعم يا رسول ال فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :فأنا أؤمن به ،وأبو بكر ،وعمر وما ها ث.
ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن ذئبا عدا على غنم رجل فأخذ منها شاة
فطلبها الرجل حت نزعها 141منه ،فقال الذئب :هذا أنت منعتها اليوم من ،فمن الذي
ينعها يوم السبع إذ ليس فيها راعي غيي?! فسبح القوم ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :أتعجبون من هذا? قالوا :نعم ،قال :فإن أؤمن به أنا وأبو بكر وعمر وما ها ث.
نا يونس عن يي بن أب أنيسة عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال :بينما راعي ف غنمه ،فعدا الذئب فأخذ شاة من غنمه
فطلبها الراعي حت استنقذها منه ،فالتفت إليه الذئب فقال له :من لا يوم السبع ،يوم ليس
راع? فقال القوم سبحان ال! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إن أؤمن بذلك أنا
وأبو بكر وعمر.
نا يونس عن ابن أنيسة عن الزهري عن سعيد بن السيب وأب سلمة بن عبد الرحن عن
أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :بينا رجل يسوق بقرة لنفسه قد حل
عليها ،فالتفتت إليه البقرة فقالت :إن ل أخلق لذا ولكن خلقت للحرث! فقال الناس:
سبحان ال! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :فإن أؤمن به أنا وأبو بكر وعمر.
نا يونس عن السري بن اساعيل عن الشعب قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف
بعض أسفاره فنل فأن بأداوة من ماء ،فقيل له :يا رسول ال ما معنا ماء غيها ،فسكبها
ف ركوة ،ث وضع اصبعه ف وسط الركون غمسها ف الاء ،فجعل يئ الناس فيتضئون،
223 223
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ث يقولون صدرا ،فأبصر رسول ال صلى ال عليه وسلم عقب بعضهم ل يصب الاء،
فقال :اللهم اغفر لعقابم.
يونس عن مالك بن مغول عن طلحة عن أب صال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال :مت ألقى اخوان? فقيل :يا رسول ال ألسنا إخوانك? فقال :أنتم أصحاب ،وإخوان
قوم من أمت ل يرون يؤمنون ب ويصدقون ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أي
اللق أعجب إيانا? قالوا :ملئكة ال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :وما لم أل
يؤمنوا وهم عند ربم! قالوا :فالنبيون ،قال :وما لم ل يؤمنون وهم موحى إليهم! قالوا:
ملئكة ال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :وما لم أل يؤمنوا وهم عند ربم!
قالوا :فالنبي ،قال :وما لم ل يؤمنون وهم موحى إليهم! قالوا :فأصحاب النبيي ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :وما لم ل يؤمنوا وأنبياء ال عز وجل فيهم! لكن قوم
من أمت ل يدركون يؤمنون بكتاب من ربم فيؤمنون به ويصدقون.
نا يونس عن العمش عن عمارة بن عمي عن عبد الرحن بن يزيد قال :تذكروا فضل
أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فقال عبد ال :ما كان أبيه فضله لن رآه ،والذي ل
إله غيه ما آمن مؤمن قط أفضل إيانا من مؤمن بغيب ،ث تلعب ال" :أل ذلك الكتاب
ل ريب فيه" حت بلغ "اولئك هم الفلحون".
نا ويس عن اساعيل بن عبد اللك عن عطاء أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوما
ل منكم بعث إليكم 142لصحابه وهم يتمعون حوله :عجب وليس بالعجيب أن رج ً
فآمن به من آمن منكم ،وصدقه من صدقه منكم ،فهذا عجب وليس بالعجيب ،وعجب
وهو العجب العجيب لقوم يؤمنون ب ول يرون.
نا يونس عن اساعيل قال :حدثن يزيد بن أب حبيب عن مزيد بن عبد ال عن أب عبد
الرحن الهن قال :بينا نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ أقبل راكبان من أهل
اليمن ،فلما رآها رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :كنديان ،مذحجيان ،أتيان رسول
ال صلى ال عليه وسلم ليباعاه ،فقال أحدها حي أخذ بيده ليبايعه :يا رسول ال أرأيت
من أدركك فآمن بك وصدقك وشهد أن ما جئت به هو الق ماذا له? قال :طوب له فما
سحه ث انصرف ،وأقبل الخر فقال :يا رسول ال أرأيت من ل يرك وصدقك وشهد أن
224 224
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
من جئت به هو الق ماذا له? قال :فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :طوب له فما
سحه ث انصرف.
نا يونس عن فائدة بن عبد الرحن العبدي قال :نا عبد ال ب أوف أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال :إن لشتاق إل إخوان ،فقال عمر :يا رسول ال ألسنا إخوانك? فقال:
ل أنتم أصحاب ،إخوان ،قوم آمنوا ب ول يرون ،فجاء أبو بكر فأخبه عمر بالذي قال
له رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال رسول ال حروف :يا أبا بكر أل تب قوما
بلغهم أنك تبن فأحبوك ،فأحبهم أحبهم ال.
إسلم أم شريك الدوسية
نا يونس عن عبد العلى بن الساور القرشي عن ممد بن عمرو عن عطاء عن أب هريرة
قال :كانت امرأة من دوس بقال لا أم شريك أسلمت ف رمضان ،فأقبلت تطلب من
يصحبها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فلقيت رجلً من اليهود فقال :ما لك يا أم
شريك? قالت :أطلب رجلً يصحبن إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال :فتعال أنا
أصحبك ،قالت :فانتظرن حت أمل سقائي ماء ،قال :معي ما ل تريدين من ماء فانطلقت
معهم فساروا يومهم حت أمسوا فنل اليهودي ووضع سفرته فتعشى وقال :يا أم شريك
تعال إل العشاء ،فقالت إسقن من الاء فإن عطشى ول أستطيع أن آكل حت أشرب،
فقال :ل أسقيك حت تودي ،قالت :ل جزاك ال خيا غررتن ومنعتن أحل ماء ،قال:
ل وال ل أسقيك منه قطرة حت توين ،فقالت :ل وال ل أتود أبدا 143بعد إذ هدان
ال للسلم ،فأقبلت إل بعيها فعقلته ووضعت رأسها على ركبته فنامت ،قال :فما
أيقظن إل برد دلو قد وضع على جبين ،فرفعت رأسي إل دلو أشد بياضا من اللب
وأحلى من العسل ،فشربت حت رويت ،ث نضجت على سقائي حت ابتل ،ث ملته ث
رفع بي يدي وأنا أنظر حت توارى عن ف السماء ،فلما أصبحت جاء اليهودي فقال :يا
أم شريك ،فقلت :قد وال سقان ال ،قال :من أين ،أنزل عليك من السماء? قلت :نعم
وال قد أنزل ال علي من السماء ،ث رفع بي يدي حت توارى عن ف السماء؛ ث أقبلت
حت دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقضيت عليه القصة ،فخطب إليها
225 225
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال لست أرضي بنفسي لك ،ولكن
بضعي لك فزوجن من شئت ،فزوجها زيدا ،وأمر لا بثلثي صاعا ،وقال :يكلوا ول
تكيلوا ،وكان معها عكة سن هدية لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقالت لارية لا
أبلغي هذه العكة رسول ال صلى ال عليه وسلمن وقول :أم شريك تقرئك السلم
وتقول :هذه عكة سن أهديناك لك ،فانطلقت با ،فأخذوها يفرغوها ،وقال لا رسول
ال صلى ال عليه وسلم :علقوها ول توكوها ،فعلقوها ف مكانا ،فدخلت أم شريك
فنظرت إليها ملوءة سنا فقالت :يا فلنة أليس أمرتك أن تنطقن بذه العكة إل رسول ال
صلى ال عليه وسلم? فقالت :قد وال انطلقت با كما قلت ث أقبلت با أصوبا ما يقطر
منها شيء ،ولكنه قال :علقوها ول توكوها ،فعلقتها ف نكانا ،وقد أوكتها أم شريك
حي راتا ماوءة ،فأكلوا منها حت فنيت ،ث كالوا الشعي فوجدوه ثلثي صاعا ل ينقص
منه شيء.
إسلم أب هريرة من دوس
نا يونس عن أب خلدة خالد بن دينار عن أب العالية قال :لا أسلم أبو خريرة قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :من أنت? فقال :من دوس ،فوضع رسول ال صلى ال عليه
وسلم يده على جبينه ث نفها ،فقال :ما كنت أرى من دوس أحدا فيه خي.
نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن بعض أصحاب عن اب هريرة قال :كان اسي ف
الاهلية عبد شس بن صخر ،فتسميت ف السلم عبد الرحن ،وإنا كنان بأب هريرة أن
كنت أرعى غنما له فوجدت أولد هرة وحشية فجعلتها ف كمي فلما 144أرحت
عليه غنمه سع أصواتن ف صفن ،فقال :ما هذا يا عبد شس? فقلت :أولد هر وجدتا،
قال :فأنت أبو هريرة فلزمتن بعد.
نا يونس قال :قال ابن اسحق :وكان وسيطا ف دوس حيث يب أن يكون منهم.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن هزان بن سعيد قال :أتيت بيت القدس فلقيت
با علي بن عبد ال بن العباس فسلمت عليه ،فقال ل :من أنت? قلت :رجل من أهل
الرها ،قال :مرحبا برجل من قوم أوصى بم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث قال :قال
226 226
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
رسول ال صلى ال عليه وسلم :أوصيكم بالرهاويي والدوسيي والداريي خيؤا .فزعم
عبد الرحن أن هذه أساء من قبائل العرب.
إسلم عدي بن حات
نا يونس عن عبد العلى بن أب الساور القرشي عن عامر الشعب عن عدي بن حات قال:
بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم بالنبوة وما أعلم أحدا من العرب كان أشد بغضا
ول كراهية له من حت لقت بالروم ،فلما بلغن ما يدعو إليه من الخلق السنة وما قد
اجتمع له من الناس ارتلت حت أتيته ،فوقفت عليه وعنده صهيب وسلمان وبلل ،فرفع
رسول ال صلى ال عليه وسلم رأسه فنظر إل فقال :يا عدي بن حات أسلم تسلم ،فقلت
أخ أخ فأنت ،ث جئت حت ألصقت ركبت بركبته فضرب على فخذي وقال يا عدي
بن حات أسلم تسلم ،فقلت :وما السلم? قال :تشهد أل إله إل ال وأن رسول ال
وتؤمن بالقدار كلها خيها وشرها ،حلوها ومرها يا عدي بن حات ل تقوم الساعة حت
تفتح خزائن قيصر وكسرى يا عدي بن حات :ل تقوم الساعة حت تفتح خزائن قيصر
وكسرى يا عدي بن حات :ل تقوم الساعة حت تفتح خزائن قيصر وكسرى يا عدي بن
حات :ل تقوم الساعة حت تأت الظعينة من الية -ول يكن يومئذ كوفة -فتطوف بذه
الكعبة بغي جوار ،يا عدي بن حات ل تقوم الساعة حت يمل الرجل جراب الال
فيطوف به ،ول يد أحدا يقربه فيضرب به الرض ،فيقول :ليتك ل تكن ل ،ليتك كنت
ترابا.
نا يونس عن سعيد بن عبد الرحن عن ممد بن سيين عن أب عبيدة بن حذيفة بن
اليمان ،ول أر سنه تزيد عليه ،وكان يوم رأيته ابن أربعي سنة ،عن رجل كان يسمى
السمي أنه دخل على عدي بن حات فقال :إنه بلغن عنك حديث أحببت أن أكون أنا
أسعه منك :فقال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكنت أشد الناس له كراهية،
أو من أشد الناس ،فلحقت بأقصى أرض العرب 145من قبل الروم ،وكرهت مكان
أشد من كراهت المر الول ،فقلت ،لتي هذا الرجل فلئن كان صادقا ل يفي علي،
ولئن كان كاذبا ل يفى علي أو ول يضرن شك ممد .فقدمت الدينة فاستشرفن
الناس ،فقالوا :عدي بن حات ،فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا عدي بن
227 227
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
حات أسلم تسلم ،فقلت :إن ل دينا ،فقال :أنا أعلم بدينك منك ،فقلت :ما يعلك أعلم
بدين من? قال :أنا أعلم بدينك منك ،فقلت :ما يعلك أعلم بدين من? قال :ألست
ترأس قومك ألست تأخذ الرباع? فقلت :بلى ،قال :فإن ذلك ل يل لك ف دينك،
فكان ذلك وهنا ف نفسي ،فقال :ينعك أن تسلم خصاصة من ترى ،وإنك ترى الناس
ألبوا علينا مأخذا -أويدا واحدة ،شك ممد -فقلت :أجل فقال :هل أتيت الية?
فقلت :ل ،وقد علت مكانا ،فقال :توشط الظعينة أن ترج من الية حت تطوف
بالبيت بغي جوار ،وتوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز ،فقلت :كنوز كسرى بن
هرمز?! فقال :كنوز كسرى بن هرمز ،مرتي ،ويوشك أن يرج الرجل الصدقة من ماله
فل يد من يقبلها ،قال :فقد رأيت الظعينة ترج من الية حت تطوف بالبيت بغي
جوار ،وقد كنت ف أول جيش أغار على الدائن ،وإي ال لتكونن الثالثة ،إنه لقول
رسول ال صلى ال عليه وسلم.
نا يونس عن ابراهيم بن عبد الرحن الشيبان عن ممد بن سيين عن عدي بن حات قال:
نا رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال :ل تقوم الساعة حت يفتح القصر البيض الذي
بالدائن ،ول تقوم الساعة حت تسي الظعينة من الجاز إل العراق آمنة ل تاف شيئا،
فقد رأيتهما جيعا ،ول تقوم الساعة حت يكون على الناس إمام يثى الال حثيا.
نا يونس عن عنبسة بن الزهر عن سعيد بن مسروق قال :كلم عدي بن حات عمر ف
شيء ،فقال له عدي :يا أمي الؤمني أل تعرفن? قال عمر بلى آمنت اذ كفروا ،وصدقت
إذ كذبوا ،فأعطيت إذ منعوا.
نا يونس عن قرة بن خالد قال :نا يزيد بن عبد ال بن الشخي قال :بينا نن بذا الريد إذ
أتى علينا أعراب شعث الرأس معه قطعة أدي ،أو قطعة جراب فقلنا :كأن هذا ليس على
أهل البلد ،فقال أجل هذا كتاب كتبه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال القوم:
هات ،فأخذته فقرأته فإذا فيه:
بسم ال الرحن الرحيم:
هذا كتاب من ممد النب رسول ال -صلى ال عليه وسلم -لنب وهي بن أفبش -قال
أبو العلء :وهم حي من عكل -إنكم 146إن شهدت أل غله إل ال ،وأقمتم الصلة،
228 228
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وآتيتم الزكاة ،وفارقتم الشركي ،وأعطيتم من الغنائم المس وسهم النب صلى ال عليه
وسلم ،والصفي -وربا قال :وصفه -فأنتم آمنون بأمان ال وأمان رسول ال صلى ال
عليه وسلم.
فقال القوم :هات أصلحك ال حدثنا ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول? قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :صوم شهر الصب وثلثة أيام
من كل شهر يذهب من وحر الصدر ،فقام القوم :أنت سعت هذا من رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول? فقال :ل أراكم تافون أن أكون أكذب على رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،ل وال ل أحدثكم حديثا اليوم ،ث أهوى إل الصحيفة فانتزعها ،ث انصاع
مدبرا.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أب تيمة الجيمي قال :أتى رسول ال صلى ال
عليه وسلم أعراب فقال :يا ممد إل ما تدعو? قال :أدعوك إل من أصابك ضر فدعوته
كشف عنك ضرك ،وغلى من إن كنت بفلة من الرض فأضللت راحتك فدعوته رد
عليك ،وغلى من إن أصابتك سنة فأجدبت أنبت لك ،فقال العراب :ما أحسن هذا،
أوصن ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أوصيك أل تغتبط الناس ،ول تزهد ف
العروف ،والق أخاك حي تلقاه ووجهك منبسط إليه وإن ل يكن لك إل دلو واحد
فسألك أن تفرغ له من دلوك فأفرغ منه ،وإياك وإسبال الزار فإنه من الخيلة ،وإن ال
عز وجل ل يب الخيلة.
نا يونس عن يوسف بن ميمون عن السن قال :جاء رجل من أشراف أهل البوادي إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا ممد إل ما تدعو? قال :أدعوك إل من إن
أسنت ث دعوته أنبت لك ،وإن أضللت ث دعوته رد عليك ،وإن أصابك كرب أو هم أو
غم ث دعوته كشف عنك ،ث أسلم ،ث مكث ما شاء ال أن يكث ث قال :يا رسول ال
إن أريد الرجوع إل أهلي فأوصن ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أوصيك بتقوى
ال وأن تصدق ،فقال :من أي شيء أتصدق ،فقال :من إبلك ،فقال :وكلنا له إبل ،قال:
فمن غنمك ،فقال :وكلنا له غنم ،قال :فمن مالك ،فقال :وكلنا له مال ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :يا هذا تكف لسانك عن الناس فإنا صدقة عليك حسنة.
229 229
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
إسلم جرير بن عبد ال
نا يونس عن داود بن زيد عن عامر الشعب عن جرير بن عبد ال انه حدته قال :أتيت
147رسول ال صلى ال عليه وسلم أبايعه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أرن
يدك يا جرير ،فقلت :على مه? فقال على أن تسلم ل ،والنصيحة لكل مسلم ،فأدركها
جرير ،وكان رجلً فطنا ،فقال :يا رسول ال فيما أطقت ،فكانت له وللناس بعد ،قال
جرير :وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :بن السلم على خس :شهادة أل
إله إل ال ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج البيت ،وصوم رمضان.
نا يونس عن قيسش بن الربيع عن ساك بن حرب وعبد ال ب عمر عن جابر بن سرة
قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :لتفتتحن أرض كسرى عصابة من
السلمي.
نا يونس عن قيس بن الربيع عم جبلة بن سحيم عن مؤثر بن غفارة العبدي قال :نزلت
بابن الصاصية ف ركب من عبد القيس فقال :بايعن رسول ال صلى ال عليه وسلم
على الصلوات المس ،وصيام رمضان ،وحج البيت ،والزكاة طيبة با نفسك ،والهاد
ف سبيل ال ،فقلت :يا رسول ال كل هذا ل أستطيع ،أما الزكاة فليس ل إل مال أعيش
فيه ،وأهل يعتملون عليه وأما الهاد فإن أخاف أن تشع نفسي فأفر فأبوء بغضب من
ال ،فكف يده عن فقال :ل جهاد ول صدقة ،فبم تدخل النة? فقلت يا رسول ال مد
يدك فأبايعك عليهم كلهن ،فبسط يده فبايعه.
نا يونس عن يي بن أب حية الكلب عن زاذان عن جرير بن عبد ال قال :خرجنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم على أبل آكله نواء فلما بلغنا إل الصحراء طلع راكب
يوضع نونا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إياكم يريد هذا ،فلما دنا قال رسول
ال حروف :من أين أقبلت? قال :من مال وولدي وعشيت ،فقال :أين تريد? قال:
أردت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال له :قد أصيب ،فقال له :يا رسول ال علمن
السلم ،فلما رأينا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أقبل عليه حففنا ببعيه ،فقال له:
تشهد أل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ،قال :أقررت ،قال :وتصلي الصلوات الكتوبة،
قال ::أقررت ،قال :وتؤدي الزكاة الفروضة ،قال :أقررت ،قال :وتج البيت ،قال:
230 230
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أقررت ،قال :وتصوم رمضان ،قال :أقررت ،فقتال رسول ال صلى ال عليه وسلم :هذا
ارسلم ،فسار مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فوقعت رجل بعيه ف شبكة جرذان
فعثر ،فوقع الرجل على رأسه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أخاكم ،فوثب إليه
حذيفة وعمار فأسنداه فقال :يا رسول اله قد مضى الرجل فأعرض 148عنه ما شاء
ال ،ث أقبل بوجهه فقال :أل ترون حي أعرضت فإن رأيت ملكي يشوان ف فيه من
ثار النة ،فعرفت أن الرجل كان جائعا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :عمل
قليلً وأجر كثيا ،هذا وال من "الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن
وهم مهتدون" احلوا أخاكم فاحتملناه فلما انتهينا به إل الاء قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم :اغسلوه وكفنوه وحنطوه ،ففعلنا ،ث صلى عليه ،ث جلس رسول ال صلى
ال عليه وسلم على شفي القب فقال :ألدوا له فإن اللحد لنا والشق لغينا.
نا يونس عن عبد الرحن بن أمي الكنان قال :حدثن ممد بن علي بن السي بن علي
بن أب طالب؛ وحدثن الزهري ،قال :جاء أعراب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقال :إن قومي أسلموا فزادهم السلم فقرا ،فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم إل
رجل كان دفع إليه نفقه فقال :قد أنفقت ما كان معي ،فقال يهودي خلف رسول ال
صلى ال عليه وسلم :هذا رجل يعطيك ورقالً ،يسلفك ف تر حائط كذا وكذا ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل نسمي لك حائطا ولكن تسلفنا ف تر مسمى ف كيل
معلوم إل أجل معلوم ،فبايعه اليهودي ،ث حل ورقا معه فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :ادفعها ل العراب ،الق فأغث با قومك ،فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم
ف جنازة ،فلما وضع اليت ف قبه وحثوا عليه ،قام اليهودي فقال :يا ممد أل تقضي
تري ،فو ال ما أعلمكم يا بن عبد الطلب إل تطلون الناس بقوقهم ،فقال عمر بن
الطاب بضي ال عنه :وال لول ملسه لوجأت أنفك ،وقال الزهري :فوجأت خطمك،
فقال :رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا عمر أنت إل غي هذا أحوج أن تأمره فيحسن
طلب ،وتأمر فأحسن قضاءه ،إنطلق معه إل حائط كذا وكذا ،وهو الذي كان أراد من
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأب أن يسميه له ،فأدخله فقل لفلن يكشف له عن
الطعام لييه إياهن فإن رضيه فمره فليوفه ماله ،وكل له كذا وكذا صاعا بشتمك إياه،
231 231
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فانطلق به عمر ،فأراده فرضي فكال له ما أمره به رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال
اليهودي لعمر :إنه ل يكن بقي شيء ما وجدنا فيكتابنا ما وصف لنا موسى عليه السلم
إل قد رأينا ف ممد صلى ال عليه وسلم إل اللم فقد رأيناه الن منه فأنا أشهدك أن
أشهد 149أل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ،وأشهد أن نصف ما أملك صدقة على
من آمن بحمد صلى ال عليه وسلم ،فقال له عمر :إنه قد حقت علي نصيحتك ،ل
يسعهم كلهم ولكن اجعله لن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ففعل ،ث إن هذا
اليهودي مات فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فحمل سريره على عاتقه الين
وحل علي أيضا سريره على عاتقه اليسر.
نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن ممد بن إبراهيم بن الارث التيمي قال :كان عبد
ال ب مزينة ذو البجادين بينما هو ف حجر عمه ،وكان يعطيه ،وكان مسنا إليه ،فبلغ
عمه أنه قد تابع دين ممد صلى ال عليه وسلم ،فقال له :لئن فعلت وتبعت ممدا
لنزعن منك كل شيء أعطيتك ،فقال :إن مسلم فنع منه كل شيء أعطاه حت جرده
من ثوبه ،فأتى أمه فقطعت له بادا لا باثني ،فإئتز نصفا وارتدى نصفا ،ث أصبح فصلى
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم الصبح ،فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
تصفح الناس ينظر من أتاه ،وكذلك كان يفعل ،فرآه رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقال :من أنت? قال :أنا عبد العزى ،فقال :بل أنات عبد ال ذو البجادين ،فالزم باب،
فكان يلزم باب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكان يرفع صوته بالقرآن والنحيب
والتسبيح ،فقال عمر بن الطاب :يا رسول ال أمرائي هو? قال :دعه عنك فإنه أحد
الواهي.
حديث السراء برسول ال إل بيت القدس
ليلة أسري بالنب صلى ال عليه وسلم .نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :فدعا
رسول ال صلى ال عليه وسلم قوما إل السلم وكلمهم وأبلغ إليهم فيما بلغن ،قال
زمعة :لو جعل معك ملك يدث معك الناس ويرى معك ،قوله تعال "لول أنزل عليه
ملك" ،قال :ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أسري به من السجد الرام إل
السجد القصى ،وهو بيت القدس من إيلياء ،وقد فشي السلم بكة وفشي ف القبائل
232 232
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
كلها ،وكان مسراه ،وما ذكر منه ،بلء وتحيص ،وأمر من ال عز وجل ف قدرته
وسلطانه ،عبة لول اللباب ،وهدى ورحة وبيان ،لن آمن وصدق ،وكان من أمر ال
على بقي ،فأسرى به كيف شاء وكما شاء ،لييه من آياته ما أراد ،حت عاين ما عاين
من أمر ال عز وجل وسلطانه والعظيم ،وقدرته الت صنع با ما يريد ،حت ذكر من
يصدقه.
نا أحد :نا يونس عن ابن اسحق قال :حدثن بعض آل أب بكر عن عائشة أنا كانت
تقول :نا فقد جسد رسول ال صلى ال عليه وسلم ولكن 150ال عز وجل أسرى
بروحه ،ث وصف لصحابه إبراهيم وعيسى والنبياء وما أتى به من الاء والمر واللب
وشربه من آنية جبيل وعيسى بن مري عليهما السلم .وقال :أريت النة والنار وأريت
ف السماء كذا وكذا ،وقال :وفرضت علي الصلة.
نا يونس عن ابراهيم بن اساعيل بن ممع بن ممع النصاري قال :حدثن بن شهاب
الزهري قال :أخبن سعيد بن السيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :لقيت
إبراهيم وموسى وعيسى عند بيت القدس ،فإذا عيسى رجل أحر كأنا خرج من دياس،
وإذا موسى رجل شحب ضرب كانه من رجال شنوءة ،وأنا أشبه ولدا ابراهيم ،فأتيت
بقدحي ،قدح لب وقدح نبيذ ،فاخترت قدح اللب ،فقال جبيل عليه السلم :هديت
للفطرة ،ولو أخذت قدح النبيذ لغوت أمتك ،وحانت الصلة فأميتهم.
قال ابن شهاب :قال عبد ال بن عمر :ما قال رسول ال حروف لعيسى بن مري أحر
كأنا خرج من دياس ولكنه قال :أران أطاف بالبيت فإذا رجل أحر حشيم يشي بي
رجلي ينظف رأسه ،أو اهراق من رأسه ماء ،فقلت :من هذا? فقالوا :هذا عيسى بن
مري ،ث التفت فإذا رجل أحر أعور العي اليمي كأنا عينه عنبة طامية ،فقلت :من هذا?
فقالوا :هذا الدجال.
نا يونس عن خالد بن دينار البصري عن فضيل العور قال :حضرت جنازة فيها أنس بن
مالك فجاء أبو العالية وقد صلي على النازة فتخطى الناس حت خلص إل أنس بن مالك
فقال :يا أبا حزة عليك برنس أو برنسان ،رأيتك البارحة ف هذا الكان عليك برنسان،
فقال :الصدق ما رأيت ،علي برنسي الذي ترى علي ،وعلي برنس السلم فتذكروا
233 233
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الرؤيا ،فقال أنس :كنت بالدينة فمرضت مرضا أشرفت على الوت ،فجاءن إبراهيم
وموسى عليهما السلم ،فجلس ابراهيم عند رأسي وموسى عند رجلي ،فاستيقظت
فبئت ،قال أبو العالية :وأنا كنت براسان فمرضت مرضا أشرفت على الوت فجاءن
ابراهيم وموسى فجلس أحدهم عند رأسي والخر عند رجلي ،فاستيقظ فبئت ،قال أنس
بن مالك :انعتهما ل ،إن رؤياك من رؤياي ،قال :أما ابراهيم فرجل أبيض ،أبيض الرأس
واللحية ،معروق اللحم ،طويل النف ،وأما موسى فرجل أشعر شديد الدمة ،عريض
النكبي ،شعره يضرب إل منكبيه ،فقال أنس :كذا رأيت أنا.
نا يونس عن زكريا عن الشعب قال :شبه رسول ال ثلثة نفر من أمته قال :دحية الكلب
شبه ببيل وعروة بن مسعود الثقفي شبه بعيسى بن مري ،وعبد العزى شبه بالدجال.
نا يونس عن عنبسة بن الزهر عن ساك بن حرب عن عكرمة قال :لا كان شأن بن
قريظة بعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا ،وجاء جبيل رسول ال صلى ال
عليه وسلم على فرس أبلق ،قالت عائشة :فكان أنظر إل رسول صلى ال عليه وسلم
يسح الغبار عن وجه جبيل فقلت :هذا دحية الكلب يا رسول ال? قال :هذا جبيل.
نا يونس عن البارك بن فضالة عن السن قال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
أتيت على موسى وهو قائم يصلي ف قبه ،رجل آدم جعد أشبه من رأيت برجال شنوءة،
ومررت على عيسى فسلم علي رجل شاب طويل ،مرجل قد تعلوه حرة.
نا يونس عن أسباط بن نصر عن اساعيل السدي قال :فرض على رسول ال صلى ال
عليه وسلم المس ف بيت القدس ليلة أسري به قبل مهاجره بستة شهرا.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال بن عتيبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحن بن أب
ليلى عن معاذ بن جبل قال :أحيلت الصلة ثلث أحوال وأحيل الصيام القدس سبعة
عشر شهرا ،ث إن ال عز وجل حوله إل القبلة ،فهذه حال ،وكادوا أن ينقسوا عند
حضرة الصلة ،فجاء عبد ال بن زيد النصاري فقال :يا رسول ال لو أخبتك أن ل
أكن نائما صدقتك إن شاء ال ،إن بينا أنا بي النائم واليقظان رأيت شخصا عليه ثياب
خضر ،فاستقبل القبلة فقال :ال أكب ال أكب ،مثن ،أشهد أل إله إل ال مرتي ،أشهد
أن ممدا رسول ال مرتي ،حي على الصلة مثن ،حي على الفلح مثن ،ال أكب ال
234 234
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أكب ل إله إل ال ،ث أمهل ساعة،ث قام فقال مثل مقالته غي أنه حي فرغ من قوله حي
على الفلح قال :قد قامت الصلة ،قد قامت الصلة ،ال أكب ال أكب ل إله إل ال،
والذان والقامة مثن مثن ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :علمها بللً ،فأمر بلل
فأذن با ،وجاء عمر بن الطاب فقال :يا رسول ال لقد رأيت مثل الذي أري
النصاري ،ولكنه سبقن إليك ،فهذه حال أخرى ،وكان الرجل إذا انتهى إل الناس وهم
ف الصلة سألم :كم صليتم? فيشيون إليه بواحدة واثني بكم كان ،فيبدؤون با فاتم،
ث يدخلون فيما بقي من الصلة ،فجاء معاذ فوجد رسول ال صلى ال عليه وسلم قد
صلى بعض صلته فثبت على ما أدرك فصلى ،فلما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم
من صلته 152قام معاذ فقضى ما فاته ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :قد بي
لكم معاذ ،فهكذا فافعلوا ،فهذه حال.
وأما لصيام فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قدم الدينة فصام يوم عاشوراء وثلثة أيام
من كل شهر ،ث إن ال عز وجل فرض شهر رمضان فأنزل ال عز وجل" :يا أيها الذين
آمنوا كتب عليكم الصيام" إل قوله" :وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكي" فكان من
شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ،ث إن ال عز وجل أوجب الصيام على الصحيح
القيم وكتب الطعام للكبي الذي ل يستطيع الصوم فأنزل ال عز وجل" :فمن شهد
منكم الشهر فليصمه" إل آخر الية ،وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما ل يناموا،
فإذا ناموا تركوا الطعام والشراب واتيان النساء ،فكان رجل من النصار يدعى صرمة
يعمل ف أرض له ،فلما كان عند فطره نام فاستيقظ -يعن أصبح -فأصبح صائما فجهد
جهدا شديدا ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما ل أراك قد جهدت? فأخبه
ما كان من حاله ،واختلس رجل نفسه بإتيان النساء فأنزل ال عز وجل" :أحل لكم ليلة
الصيام الرفث إل نسائكم إل آخر الية.
نا يونس عن عبد الرحن بن عبد ال عن القاسم قال :أول من أذن بلل .نا يونس عن
ابن إسحق قال :حدثن الزهري قال :قدم عثمان بن مظعون على رسول ال صلى ال
عليه وسلم فوجده يصلي فسلم عليه فرد عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو
يصلي.
235 235
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال :حدثن أبو الزناد عن عامر الشعب عن عبد ال بن
مسعود :دخلت فسلمت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي ،فأشار ول يرد
علي السلم ،فقلت له :ل رددت على عثمان بن مظعون ول ترد علي فقال صلى ال عليه
وسلم :إن ال عز وجل يقلب الليل والنهار كما يشاء .....وإن ...حدث إل إل وسلم
ف الصلة.
نا أحد :نا يونس عن ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال:
حدثن .....أو عكرمة ،شك ممد عن ابن عباس قال :صرفت القبلة عن الشام نو
الكعبة ف رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم
الدينة .......رسول ال صلى ال عليه وسلم .....عمرو وكعب بن الشرف بن أب
كعب بن ألشرف والربيع بن الربيع .153
القطعة الثانية من كتاب الغازي أوراق خزانة الظاهرية بدمشق الزء الثالث من كتاب
الغازي عن أب جعفر عبد ال بن ممد بن علي بن نفيل الران رواية أب شعيب عبد ال
بن السن الران ما رواه عنه أبو علي ممد بن أحد بن السن الصواف رواية الشيخ
الفاضل أب الفتح ممد بن أحد بن أب الفوارس ما حدثنا به الشيخ الليل المام الافظ
أبو بكر أحد بن علي ابن ثابت الطيب البغدادي .رضي اله عنه ساع طاهر بن بركات
بن ابراهيم بن علي بن ممد بن علي الشوعي القرشي .نفعه ال به.
يتلوه غزوة السويق غزوة ذي أمر ند سنة ثلث قرأ فيه اساعيل بن إبراهيم بن سال
النصاري عفا ال عنه
بسم ال الرحن الرحيم
توكلت على ال
أخبنا الشيخ المام الافظ أبو بكر أحد بن علي بن ثابت الطيب البغدادي بدمشق ف
شهر رمضان من سنة أربع وخسي وأربع مائة قال :أخبن أبو نعيم الافظ قال :نا :أبو
ممد بن أحد بن السن الصواف قال :أنا أبو شعيب الران :نا النفيلي :نا ممد بن
سلمة عن ممد بن اسحق قال :ث قال تبارك وتعال "وإذا زين لم الشيطان أعمالم وقال
ل غالب لكم اليوم من الناس وإن حار لكم" الية.
236 236
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وذكر استدراج إبليس إياهم بتشبيه بسراقة بن جعشم لم حي ذكر لم ما بينهم وبي بن
بكر بن عبد مناه بن كنانة ف الرب الت كانت بينهم وبينه يقول ال عز وجل لنبيه صلى
ال عليه وسلم" :فلما تراءت الفئتان" ونظر عدو ال إل جنود ال من اللئكة قد أمد ال
بم رسوله والؤمني على عدوهم "نكص على عقبية وقال إن بريء منكم إن أرى ما ل
ترون" وصدق عدو ال إنه رأى مال يرون فقال" :إن أخاف ال وال شديد العقاب"
فأوردهم ث أسلمهم ،فذكر ل أنم كانوا يرونه ف كل منل ف صورة سراقة ل ينكرونه،
حت إذا كان يوم بدر ،والتقى المعان ،وكان الذي رآه حي نكص على عقبيه الارث
بن هشام ،وعمي بن وهب المحي ،قد ذكر أحدها فقال :أين يا سراقة ومثل عدو ال
فذهب ث ذكر ال أهل الكفر وما يلقون عند موتم فوصفهم بصفتهم فأخب نبيه عنهم
حت انتهى إل قوله "فإما تثقفنهم ف الرب فشرد بم من خلفهم لعلهم يذكرون" أي
فنكل بم من ورائهم لعلهم يعقلون" .وأعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط اليل
ترهبون به عدو ال وعدوكم" إل قوله" :وما تنفقوا من شيء ف سبيل ال يوف إليكم
وأنتم ل تظلمون" أي ل يضيع لكم أجره عند ال ف الخرة ،وعاجل خلفه ف الدنيا ث
قال" :وإن جنحوا للسلم فاجنح لا" أي أن دعوك إل السلم ،يعن إسلم فصالهم عليه
"وتوكل على ال" إن ال كافيك إن ال "هو السميع العليم" "وغن يريدوا أن يدعوك
فإن حسبك ال" هو من وراء ذلك "هو الذي أيدك بنصره" بعد الضعف "وبالؤمني"
"والف بي قلوبم ولكن ال ألف بينهم" بدينه الذي جعهم عليه "إنه عزيز حكيم".
وقال" :يا أيها النب حسبك ال ومن اتبعك من الؤمني ،يا أيها النب حرض الؤمني على
القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتي وإن يكن منكم مائة يغلبوا الفا من
الذين كفروا بأنم قوم ل يفقهون" أي ل يقاتلون على نية ول حق ول معرفة بي ول
شر.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال حدثن أبو جعفر ممد بن علي قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
"نصرت بالرعب ،وجعلت ل الرض مساجدا وطهورا ،وأعطيت الشفاعة ،خس ل
يؤتن نب قبلي" ،ما كان لنب" قبلك "أن يكون له أسرى" مت عدوه "حت يثخن ف
237 237
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
الرض" أي يثخن عدوه حت ينفيه من الرض "ريدون عرض الدنيا" أي التاع ،الفداء
بأخذ الرجال "وال يريد الخرة" أي بقتلهم بظهور الدين الذي يريدون اظهاره الذين
تدرك به الخرة "لول كتاب من ال سبق لسكم فيما أخذت" من الساري والغان
"عذاب عظيم أي لول أن سبق أن ل أعذب إل بعد النهي ،ول يكن ناهم ،لعذبكم فيما
صنعتم ،ث أحلها لم رحة ونعمة وعائدة من الرحن الرحيم فقال" :فكلوا ما غنتم حللً
طيبا واتقوا ال أن ال غفور رحيم ،يا أيها النب قل لن ف أيديكم من السرى إن يعلم
ال ف قلوبكم خيا يؤتكم خيا ما اخذ منكم ويغفر لكم وال غفور رحيم" فكان
العباس بن عبد الطلب يقول :ف وال نزلت حي ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم
إسلمي "وسألته أن يقاضي بالعشرين الوقية الت أخذ من ،فأب علي ،فعوضن ال منها
عشرين عبدا كلهم تاجرا يصضرب بال ،مع ما أرجو من رحته ومغفرته .ث حض
السلمي على التواصل وجعل الهاجرين والنصار ولية ف الدين جون من سواهم ،ث
جعل الكفار بعضهم أولياء بعض قال" :إل تفعلوه تكن فتنة ف الرض وفساد كبي" أي
ليتول الؤمن دون الكافر وإن كان ذا رحم" ،تكن فتنة" أي شبهة ف الق والباطل ،ف
ظهور الفساد ف الرض ،بتوال الؤمن الكافر من دون الؤمن ،ث رد الواريث إل الرحام
من أسلم بعد الولية من الهاجرين والنصار وردهم إل الرحام الت بينهم فقال:
"والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الرحام بعضهم
أول ببعض ف كتاب ال" أي الياث "إن ال بكل شيء عليم".
جيع من شهد بدرا من السلمي من الهاجرين والنصار الوس والزرج ومن ضرب له
سهمه وأجره ثلثائة وأربعة عشر رجلً من الهاجرين دون النصار ثلثة وثانون رجلً،
ومن ألوس واحد وستون رجلً ،ومن الزرج مائة وسبعون رجلً ،واستشهد مع رسول
ال صلى ال عليه وسلم عليه من قريش ث من بن الطلب بن عبد مناف :عبيدة بن
الارث بن الطلب بن عبد مناف ،قطع رجله عتبة بن ربيعة بن عبد شس فمات
بالصفراء.
ومن بن زهرة بن كلب :عمي بن أب وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ،وذو
الشمالي عبد عمرو بن نضله حليف لم ،من بن غبشان.
238 238
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ومن بن عدي بن كعب :عاقل بن البكي حليف لم ،من بن سعد بن ليث بن بكر بن
عبد مناة بن كنانة ،ومهجع مول عمر بن الطاب.
ومن بن الارث بن فهر :صفوان بن بيضاء.
ومن النصار ،ث من بن عمرو بن عوف :سعد بن خيثمة ومبشرين بن عبد النذر بن
زبي.
ومن بن الارث بن الزرج :يزيد بن الارث ،وهو الذي يقال له فسحم.
ومن بن سلمة ،ث من بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة :عمي بن المام.
ومن بن حبيب أو خبيب بن عبد حارثة بن مالك :رافع بن العلى.
ومن بن النجار ،ث من بن عدي بن النجار :حارثة بن سراقة بن الارث.
ومن بن غنم بن مالك بن النجار :عوف ومعوذ ابنا الارث بن سواد ،وها ابنا عفراء،
ثانية نفر.
وكان الفتية الذين قتلوا مع قريش يوم بدر فنل فيهم القرآن فيما ذكر لنا" .الذين توفيهم
اللئكة ظالي أنفسهم قالوا فيم كمنتم قالوا كنا مستضعفي ف الرض قالوا أل تكن
أرض ال واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيا" .وذلك أنم كانوا
أسلموا ولا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة حبسهم آباءهم وعشائرهم
بكة وفتنوهم فافتتنوا ث ساروا مع قومهم إل بدر فأصيبوا به جيعا فهم فتنة مفتنون.
ومن بن أسد بن عبد العزى بن قصي :الارث بن ربيعة وعقيل بن السود بن الطلب بن
أسد.
ومن بن مزوم أبو قيس بن الفاكه بن الغية وأبو قيس بن الوليد ين الغية.
ومن بن جح :علي بن أمية بن خلف.
ومن بن سهم :العاص بن منبه بن الجاج.
فلما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم من بدر إللى الدينة وكان فراغه من بدر ف
عقب رمضان أو ف أول شوال ،فلم يقم بالدينة إل سبع ليال حت غزا بنفسه يريد بن
سليم ،حت بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر ،فأقام عليه ثلث ليال ،ث رجع إل الدينة
ول يلق كيدا ،فأقام بقية شوال وذا القعدة وفادى ف إقامته تلك جل السارى من قريش.
239 239
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
غزوة السويق
ث غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق ف ذي الجة ،وول تلك الجة الشركون من
تلك السنة.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :حدثنا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال-3 :ظ فكان أبو سفيان كما حدثن ممد بن جعفر بن الزبي ،ويزيد بن
رومان ،ومن ل اتم ،عن عبد ال بن كعب بن مالك ،وكان من أعلم النصار ،حي
رجع إل مكة ورجع فل قريش من بدر حلف أل يلمس رأسه ماء من جنابة حت يغزو
ممدا -صلى ال عليه -فخرج ف مائت راكب من قريش ليب يينه فسلك النجدية حت
نزل بصدر قناة إل جانب جبل يقال له تيت :من الدينة على بريد أو نوه ،ث خرج من
الليل حت أتى بن النضي من تت الليل فأتى حيي بن أخطب فضرب عليه بابه فخاف
فلم يفتح له فانصرف إل سلم بن مشكم وكان سيد بن النضي ف زمانه ذلك،
وصاحب كنهم ،فاستأذن عليه ،فأذن لوقراه وسقاه وبطن له من خب الناس ،ث خرج
من عقب ليلته حت أتى أصحابه ،فبعث رجالً من قريش إل الدينة ،فأتوا ناحية منها
يقال لا العريض فحرقوا ف أصوار من نل با ،ووجدوا رجلً من النصار وحليفا له ف
حرث لما فقتلوها ،ث انصرفوا واجعي ،ونذر بم الناس ،فخرج رسول ال صلى ال
عليه ف طلبهم حت انتهى إل قرقة الكدر ،ث انصرف راجعا وقد فاته أبو سفيان
وأصحابه ،وقد رأوا أزوادا القوم قد طرحها ،ف الرث يتخففون منها للنجاء ،فقال
السلمون حي رجع بم رسول ال صلى ال عليه :اتطمع لنا أن تكون لنا غزوة? قال:
نعم ،فقال أبو سفيان وهو يتجهز غازيا من مكة إل الدينة أبياتا من الشعر:
على يثرب وجعهمفإن ما جعوا لكم نفل 4و
إن يك يوم القليب كان لم
240 240
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
يـس رأسـي وجـلـدي الـــغـــســـل
حتـى تــبـــيوا قـــبـــائل الوس وال
ل يك إل كـمـعـرس الـدؤل
الدؤل دويبة أصغر من القطا ع ط وبة سي أبو السود الدؤل.
وقال أبو سفيان بن حرب حي انصرف من الدينة إل مكة:
إن تيت الـمـدينة واحـدا
241 241
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
تأمل فإن القوم ف سرواتـهـم
242 242
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فراخها? قالوا :نعم ،قال :فو الذي بعثن بالق ل أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها،
ارجع بن حت تضعهن من حيث أخذتن وأمهن معهن ،قال :فرجع بن.
ث رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم -5و إل الدينة ول يلق كيدا فلبث با شهر ربيع
الول كله إل قليلً منه ،ث غزا يريد قريشا وبي سليم حت بلغ بران معدن بالجاز ف
ناحية الفرع ،وذلك العدن للحجاج بن علظ البهزي فأقام به شهر ربيع الخر وجادى
الول ث رجع إل الدينة ول يلق كيدا.
وقد كان فيها بي ذلك من غزو رسول ال صلى ال عليه وسلم بن قينقاع وكان من
حديث بن قينقاع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعهم ف سوق بن قينقاع فقال
لم :يا معشر يهود احذروا من ال مثل ما نزل بقريش من النقمة ،واسلموا فإنكم قد
عرفتم أن نب مرسل ،تدون ذلك ف كتابكم ،وعهد ال إليكم ،قالوا :يا ممد إنك ترانا
كقومك ،يغرك إنك لقيت قوما ل علم لم بالرب فأصبت منهم فرصة! إنا وال لو
حاربناك لتعلمن أنا نن الناس.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :حدثنا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن مول لل زيد بن ثابت عن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس
قال :ما نزل هؤلء اليات إل فيهم "قل للذين كفروا ستغلبون وتشرون إل جهنم وبئس
الهاد" إل قوله" قد كان لكم آية ف فئتي إلتقتا" أي ف أصحاب بدر من أصحاب رسول
ال صلى ال عليه وسلم وقريش "فئة تقاتل ف سبيل ال وأخرى كافرة" إل قوله" :إن ف
ذلك لعبة لول البصار".
أخبنا عبد ال بن السن الران قال حدثنا النفيلي قال :نا ممد ابن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة أن بن قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما
بينهم وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم عليه وحاربوا -5ظ فيما بي بدر وأحد
فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم حت نزلوا على حكمه ،فقام إليه عبد ال بن
أب بن سلول حي أمكنه ال منهم فقال :يا ممد أحسن ف موال ،وكانوا حلفاء
الزرج ،فأبطأ عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا ممد أحسن ف موال،
فأعرض عنه رسول ال ،فأدخل يده ف جيب درع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال:
243 243
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فقال رسول ال ،وغضب رسول ال ،ث قال .أرسلن :فقال :ل وال ل أرسلك حت
تسن ف موال ،اربع مائة حاسر وثلثائة دراع منعون من الحر والسود تصدهم ف
غواة واحدة ،إن ال أمرءا أخشى الدوائر ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :هم
لك.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا الفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن أب اسحاق بن يسار عن عبادة ابن الوليد بن عبادة بن الصامت قال:
لا حاربت بنو قينقاع تشبث بأمرهم عبد ال بن أب سلول وقام دونم ومشى عبادة بن
الصامت إل رسول ال صلى ال عليه وسلمن وكان أحد بن عوف بن الزرج ،ولم من
حلفه مثل الذي لم من عبد ال بن أب فخلعهم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وتبأ
إل ال وإل رسوله من حلفهم فقال :يا رسول ال أتول اله ورسوله والؤمني ،وأبرأ إل
ال وإل رسوله من حلف هؤلء الكفار ووليتهم ،قال :ففيه وف عبد ال بن أب نزلت
القصة ف الائدة" :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء" إل لقوله:
"فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم" يعن عبد ال بن أب لقوله :أخشى الدوائر
"يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت -6و بالفتح أو أمر منعنده" إل قوله:
"وهم راكعون" وذلك لقوله عبادة بن الصامت :أتول ال ورسوله وأبرأ من بن قينقاع
من حلفهم ووليتهم" .ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال عم الغالبون".
وسرية زيد بن حارثة الت بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها ،حي أصابت عي
قريش ،فيها أبو سفيان بن حرب على القردة ،ماء من مياه ند.
وكان من حديثهتا أن قريشا كانت قد أخافت طريقها الت تسلك إل الشام ،حي كان
من وقعة بدر ما كان ،فسلكوا طريق العراق ،وخرج منهم تار فيهم أبو سفيان بن حرب
ومعه فضة كثية ،وهو عظم تارتم ،واستأجروا من بن بكر بن وائل رجلً يقال له:
فرات بن حيان يدلم على الطريق ،وبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم زيد بن حارثة
ف ذلك الوجه ،فلقيهم على ذلك الاء فأصاب تلك العي وما فيها ،وأعجزه الرجال ،فقدم
با رسول ال صلى ال عليه وسلم.
244 244
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فقال حسان بن ثابت يذكر قريشا وأخذها على ذلك الطريق بعد أحد ف غزوة بدر
الخرة ،وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج ليعاد أب سفيان منصرفه من
أحد ،فسار حت نزل بدرا ،فأقام با ثان ليال ،واخلفه أبو سفيان ،فقال حسان بن ثابت:
دعـوا ،فـلـجـات الـشـام قـــد حـــار دونـــهـــا
245 245
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وقتل كعب بن الشرف ،وكان من حديثه أنه لا أصيب أهل بدر ،وقدم زيد بن حارثة
إل أهل السافلة ،وقدم عبد ال بن رواحة إل أهل العالية مبشرين ،بعثهما رسول ال صلى
ال عليه وسلم إل أهل الدينة من السلمي بفتح ال وقتل من قتل من الشركي ،كما
حدثن عبد ال بن الغيث بن أب بردة الطفري ،وعبد ال بن أب بكر بن ممد بن عرمو
بن حزم ،وعاصم بن عمر بن قتادة ،وصال بن أب أمامة بن سهل كل قد حدثن بعض
حديثه قالوا :قال كعب بن الشرف ،وكان رجلً من طيء ،ث أحد بن نبهان ،وكانت
أمه من بن النضي حي بلغه الب :ويكم أحق هذا? أترون أن ممدا قتل هؤلء الذين
يسمي هذان الرجلن -يعن زيدا وعبد ال -فهؤلء أشراف العرب وملوك الناس ،وال
لئن كان ممدا أصاب هؤلء القوم لبطن الرض خي من ظهرها! فلما تيقن عدو ال
الب خرج حت قدم مكة ،فنل على الطلب بن أي وداعة بن ضبية السهمي وعنده
عاتكة ابنة أب العاص بن أمية بن عبد شس فأنزلته وأكرمته وجعل يرض على رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وينشد الشعار ويبكي على اصحاب القليب من قريش الذين
أصيبوا؛ ث رجع كعب بن الشرف فشبب بأم الفضل ابنة الرث ،ث شبب بنساء
السلمي ،فقال :رسول ال صلى ال عليه وسلم -كما حدثن عبد ال بن مغيث :-من
ل بابن اقتله ،قال :افعل إن قدرت على ذلك ،فرجع ممد فمكث ثلثا ل يأكل ول -7
و يشرب إل ما يعلق نفسه فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال :لن تركت
الطعام والشراب? قال :يا رسول ال إن قلت لك قولً ل أدري هل أقربه أم ل ،قال :إنا
عليك الهد ،قال :يا رسول ال إنه ل بد لنا أن نقول ،قال :قولوا ما بدا لكم فأنتم ف
حل من ذلك ،فأجع ف قتله ممد بن مسلمة ،وسلكان بن سلمة بن وقش ،وهو أبو
نائلة أحد بن عبد الشهل ،والارث بن أوس بن معاذ احد بن عبد الشهل ،ث قدموا إل
عدو ال ابن الشرف قبل أن يأتوه سلكان بن سلمة أبا نائلة فجاءه ،فتحدث معه ساعة
وتناشدا ،وكان أبة نائلة يقول الشعر ث قال :ويك يا بن الشرف إن قد جئتك لاجة
أريد ذكرها لك فاكتمها عن ،قال :أفعل ،قال :كان قدوم هذا الرجل علينا من البلء،
عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة ،وقطعت عنا السبل حت ضل العيال ،وجهدت
246 246
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
النفس ،فأصبحنا وقد جهدنا عيالنا ،فقال كعب :أنا ابن الشرف أما وال لقد كنت
أخبك يا بن سلمة أن المر سيصي إل ما كنت أقول لك ،فقال سلسكان :إن قد
أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك .ونوثق لك ونسن ف ذلك ،قال :ترهنون أبناءكم? قال:
أردت أن تفضحنا إن ل أصحابا على مثل رأيي ،وقد أردت أن آتيك بم لتبيعهم وتسن
ف ذلك ونرهنك من الجلقة مالك فيه وفاء ،وأراد سلكان أن ل ينكر السلح إذا جاؤوا
به ،قال :إن ف اللقة لوفاء ،فرجع سلكان إل أصحابه فأخبهم خبه ،وأمرهم أن
يأخذوا -7ظ السلح ،ث ينطلقوا فيجتمعوا إليه ،فاجتمعوا عند رسول ال صلى ال
عليه.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن ثور عن عكرمة مول ابن عباس عن ابن عباس قال :مشى معهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بقيع الغرقد ،ث وجههم وقال :انطلقوا على اسم ال،
اللهم أعنهم ث رجع إل بيته ف ليلة مقمرة ،فانتهوا إل حصنه ،فهتف به أبو نائلة وكان
حديث عهد بعرس ،فوثب ف ملحفته ،فأخذت امرأته بناحيتها وقالت :إنك رجل مارب
وإن صاحب الجرب ل ينل ف مثل هذه الساعة ،قال :أبو نائلة لو وجدن نائما ما
أيقظن ،قال :فو ال إن لعرف ف صوته الشر ،قال :يقول لا :لو يدعى الفت لطنعة
لجاب .قال أبو شعيب :حدثنا التوزي أبو ممد قال قال الصمعي ما تكلم لذه الكلمة
أو وجدن نائما ما أيقظن أحد ف جاهلية ول إسلم إل قتل قال :فنل فتحدث مع
ساعة ،وتدثوا معه ،ث قال :هل لك يا بن الشراف أن نتماشى إل شعب العجوز
فنتحدث بقية ليلتنا هذه? قال :إن شئتم ،فخرجوا يتماشون ساعة ،ث أن أبا نائلة شام يده
ف فود رأسه ث شم يده ،ث قال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ،ث مشى ساعة ث عاج
لثلها حت اطمأن ،ث مشى ساعة ث مشى ساعة ثن عاد لثلها فأخذ بفودي رأسه ،ثن قال
اضربوا عدو ال فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا ،قال ممد بن مسلمة
فذكرت مغولً ف سيفي حي رأيت أسيافنا ل تغن شيئا ،فأخذته وقد صاح عدو ال
صيحة ل تبق حولنا حصن إل أوقدت عليه الناس فوضعته ف ثنته ث تاملت عليه حت
بلغت -8و عانته فوقع عدو ال وقد أصيب الارث بن أوس بن معاذ فجرح ف رأسه أو
247 247
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ف رجله أصابه بعض أسيافنا ،قال :فخرجنا حت سلكنا على بن أمية بن زيد ،ث على بن
قريظة ،ث على بعاث حت اسندنا ف حرة العريض وقد أبطأ عنا صاحبنا الارث بن أوس
ونزفه الدم ،فوقفنا له ساعة ،ث أتانا يتبع آثارنا ،فاحتملنا فجئنا به رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو قائم يصلي ،فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبناه بقتل عدو ال ،وتفل على
جرح صاحبنا ،ورجعنا إل أهلنا ،فأصبحنا وقد خافت يهود تبعتنا ،فليس با يهود ال
وهو ياف على نفسه.
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من ظفرت به من رجال يهود فاقتلوه ،فوثب ميصة
بن مسعود على أب سنينة ،رجل من تار يهود -وكان يلبسهم ويبايعهم فقتله ،وكان
حويصة بن مسعود غذ ذاك ل يسلم فقال لحيصة ،وكان أسن منه -لا قتله ،وجعل
يبصره :يا عدو ال أقتلته أما وال لرب شحم ف بطنك من ماله! فقال ميصة :وال لقد
أمرن بقتله من لو أمرن بقتلك لضربت عنقك قال :فقال :وال إن دينا بلغ بك هذا لدين
له شأن ،انطلق إل صاحبك حت أسع منه ،فانطلق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
عليه ،فكان أول إسلم حويصة فقال ميصة:
248 248
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
وأيقـنـت حــقـــا فـــلـــم أصـــدف
رسائل تدرس ف الؤمني
249 249
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فبـادتـــت لـــه عـــيون مـــغـــول
250 250
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم واخوانم ببدر وكلموا أبا سفيان بن حرب ومن
كانت له ف تلك العي تارة فقالوا :يا معاشر قريش إن ممدا قد أركم وقتل رجالكم
وخياركم فأعينونا بذا الال على حربه لعنا أن ندرك منه ثأرنا با أصاب منا؛ ففيهم فيما
ذكر ل بعض أهل العلم أنزل ال "إن الذين كفروا ينفقون أموالم ليصدوا عن سبيل ال
فسينفقونا ث تكون عليهم حسرة ث يغلبون والذين كفروا إل جهنم يشرون".
فلما فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب تلك العي أجعت قريش لرب رسول ال صلى ال
عليه وسلم بأحابيشها ومن أطاعهم من قبائل بن كنانة وأهل نامة ،كل أولئك قد
استغووا على حرب رسول ال صلى ال عليه وسلم .وكان أبو عزيز بن عمرو بن عبد
ال المحي قد من عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وعاهده أن ل يظاهر عليه،
فأجعت قريش السي إل أحد ،قال صفوان بن أمية :يا أبا عزيز إنك امرؤ شاعر فأعنا
بلسانك واخرج معنا ،فقال :إن ممدا قد من علي ،ول أريد أن أظاهر عليه أحدا ،قال:
بلى فأعنا بنفسك ،فلك إن رجعت أن أغيثك ،فإن أصبت أجعل بناتك مع بنات يصيبهن
ما أصابن من عسر ويسر ،فخرج أبو عزيز يسي ف تامة يدعو بن كنانة يقول:
يا بن عبد مـنـاه الـزرام
ث دعا جبي بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف إلما له يقال له وحشي ،وكان
حبشيا يضرب -9ظ بربة له قذف البشة قل ما يطئ با فقال :اخرج مع الناس فإن
أنا قتلت عم ممد -يعن حزة -بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق -وكان طعيمة مت
251 251
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قتل ال يوم بدر -فخرجت قريش بدها وحديدها وأحابيشها ومن تبعها من كنانة وأهل
تامة وخرجوا بالظعن التماس الفيظة لئل يفروا ،فخرج أبو سفيان وهو قائد الناس معه
بند إبنة عتبة بن ربيعة ،وخرج صفوان بن أمية بن خلف ببزة إبنة مسعود بن عمرو بن
عمي الثقفية وهي أم عبد ال بن صفوان؛ وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منية بن
الجاج وهي أم عبد ال بن عمرو ،وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر با
قالت :أباد سة إشف واشتف ،وكان وحشي يكن بأب دسة ،فأقبلوا حت نزلوا ببطن
السبخة من قناة على شفي الوادي ما يلي الدينة .فلما سع بم رسول ال صلى ال عليه
وسلم والسلمون قد نزلوا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للمسلمي:إن قد رأيت
نفرا ،ورأيت ف ذباب سيفي ثلما ،ورأيت أن أدخلت يدي ف درع حصينة .فتأولتها
الدينة ،فإن رأيتم أن تقيموا وتدعوهم حيث قد نزلوا ،فإن أقاموا أقاموا بشر مقام ،وإن
دخلوا علينا قاتلناهم فيها.
ونزلت قريش منلا بأحد يوم الربعاء فأقاموا با ذلك اليوم ،وي الميس وي المعة،
وراح رسول ال صلى ال عليه وسلم حي صلة المعة فأصبح بالشعب من أحد ،فالتقوا
يوم السبت ف النصف من شوال سنة ثلث ،وكان رأي عبد ال بن أب بن سلول مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم يرى رأيه ف ذلك "أل يرج إليهم" ،وكان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يكره الروج من الدينة فقال رجال -10و من السلمي ،من
أكرمهم ال بالشهادة يوم أحد ،وغيهم من كان فاتته بدر وحضروه :يا رسول ال
أخرج بنا إل أعدائنا ل يرون أنا جبنا عنهم أو ضعفنا ،قال عبد ال ابن أب سلول :يا
رسول ال أقم بالدينة فإن أقاموا أقاموا بشر ملس ،وإن رجعوا رجعوا خائبي كما جاؤا،
وإن دخلوها قاتلهم الرجال ف وجوههم ،ورماهم الصبيان والنساء بالجارة من فوقهم
فلم يزل الناس برسول ال صلى ال عليه وسلم ،الذين كان من أمرهم حب لقاء ال ،حت
دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم بيته فلبس لمته ،وذلك يوم المعة حي فرغ من
الصلة ،وقد مات ف ذلك اليوم رجل من النصار يقال له مالك بن عمرو أحد بن
النجار ،فصلى عليه رسول ال ث خرج وقد نام الناس وقالوا :استكرهنا رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،فقالوا :يا رسول ال استكر هناك ،اقعد ،ول يكن لنا ذلك صلى ال
252 252
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
عليك ،فقال :رسول ال عليه السلم :نا ينبغي إذا النبب لبس لمته أن يضعها حت يقاتل،
فخرج رسول ال ف ألف من أصحابه حت إذا كان بالشرط بي الدينة وأحد انذل عنه
عبد ال ابن اب سلول بثلث الناس ،وقال :أطاعهم وعصان ،وال ما ندري على ما نقتل
أنفسنا ههنا أيها الناس ،ث رجع بن معه من قومه من أهل النفاق وأهل الريب ،واتبعهم
عبد ال بن عمرو بن حرام أخو بن سلمة سقول :يا قوم أذكركم ال أن تذلوا نبيكم
وقومكم عندما حضر من عدوكم قالوا :لو نعلم -10ظ أنكم تقاتلون ما أسلمناكم
ولكنا ل نرى أن يكون ،فقال فلما استصعبوا عليه وأبوا إل النصراف عنهم قال:
أبعدكم ال أعداء ال فسيغنن ال عنكم ،ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم حت
سلك حرة بن حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب كلب سيف فاستله فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب الفأل ول يعتاق،
لصاحب السيف :شم سيفك فإن أرى أن السيوف ستسل اليوم ،ث قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم لصحابه :من رجل يرج بنا على القوم من كثب -أي قريب -من طريق
ل ير بنا عليهم? فقال أبو خيثمة ،أخو بن حارثة بن الارث :أنا رسول ال فنفذ به ف
ل منافقا
حرة بن حارثة ،وبي أموالم حت يسلك به ف مال لربعي بن قيطس ،وكان رج ً
ضرير البصر ،فلما حس برسول ال ومن معه قام يثو ف وجوههم التراب وهو يقول :إن
كنت رسول ال فل أحل لك أن تدخل حائطي ،وقد ذكر ل أنه أخذ حفنة من تراب
بيده ث قال :وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك لضربت با وجهك ،فابتدره القوم
ليقتلوه فقال لم :هذا العمى ،أعمى القلب والبصر ،وقد بدر إليه سعد أخو بن عبد
الشهل قبل ني رسول ال صلى ال عليه وسلم فضربه بالقوس ف رأسه ،ومضى رسول
ال صلى ال عليه وسلم على وجهه حت نزل بالشعب -11و من أحد من عدوة الوادي
إل البل ،فجعل ظهره وعسكره إل أحد ،وقال :ل يقاتل أحد حت نأمره بالقتال؛ وقد
سرحت قريش الظهر والكراع ف زروع كانت بالصمغة من قناة ،فقال رجل من النصار
حي نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القتال :أترعى زروع بن قيلة ولا تضارب?!
وتبعأ رسول ال صلى ال عليه وسلم للقتال ف سبع مائة رجل ،وتعبأت قريش وهم ثلثة
آلف ،ومعهم مائتا فرس قد جنبوها ،فجعلوا على ميمنة اليل خالد بن الوليد ،على
253 253
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ميسرتا عكرمة بن أب جهل ،وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم على الرماة وهم
خسون رجلً عبد ال بن جبي أخا بن عمرو بن عوف ،وهو يومئذ معلم بثياب بياض،
وقال :إنضح عنا اليل بالنبل ل يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا ،اثبت مكانك ل
نؤتي من قبلك ،وظاهر رسول ال عليه السلم بي درعي ،وقال :من يأخذ هذا السيف
بقه? فقام إليه رجال ،فأمسكه عنهم ،حت قام إليه أبو دجانة ساك بن خرشة ،أخو بن
ساعدة ،فقال :وما حقه يا رسول ال? قال أن تضرب به القوم حت ينثن ،قال:
أنا آخذه يا رسول ال بقه ،فأعطاه إياه وكان دجانة رجلً شجاعا يتال عند الرب إذا
كانت ،وكان إذا علم بعصابة له حراء يعصبها على رأسه علم الناس ا،ه سيقاتل ،فلما
أخذ السيف م يد رسول ال أخرج عصابته تلك فعصب با رأسه ،فجعل يتبختر بي
الصفي-11 .ظ.أنا آخذه يا رسول ال بقه ،فأعطاه إياه وكان دجانة رجلً شجاعا
يتال عند الرب إذا كانت ،وكان إذا علم بعصابة له حراء يعصبها على رأسه علم
الناس ا،ه سيقاتل ،فلما أخذ السيف م يد رسول ال أخرج عصابته تلك فعصب با
رأسه ،فجعل يتبختر بي الصفي-11 .ظ.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قالك حدثن جعفر بن عبد ال بن أسلم مول عمر بن الطاب عن رجل من
النصار من بن سلمة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،حي رأى أبا دجانة
يتبختر :إنا لشية أبغضها ال إل ف هذا الوطن.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ابن سلمة عن ممد بن اسحاق
قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة أن أبا عامر عبد عمرو بن صفي بن مالك بن
النعمان بن أمية أحد بن ضبيعة قد كان خرج حي خرج من مكة مباعدا لرسول ال
عليه السلم بمسي إلما من الوس منهم عثمان بن حنيف ،وبعض الناس يقول كانوا
خسة عشر ،فكان أبو عامر بعد قريش ،أن لو قد لقي قومه ل يتخلف منهم رجلن ،فلما
التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر ف الحابيش وعبدان أهل مكة فنادى :يا معاشر
الوس أنا أبو عامر ،فقالوا :ل نعم ال بك عينا يا فاسق ،وكان أبو عامر يسمى ف
الاهلية الراهب ،فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم الفاسق ،فلما سع ردهم عليه،
254 254
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
قال :لقد أصاب قومي بعدي شر ،ث قاتلهم قتالً شديدا ،وأضمخهم بالجارة ،فلما
التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قامت هند بنت عتبة ف النسوة اللت معها ،وأخذن
الدفوف يضربن با خلف الرجال ويرضنهم ،فقال هند فيما تقول :نن بنات طارق إن
تقبلوا نعانق ونفرش النمارق -12و وإن تدبروا نفارق فراق غي وامق فاقتتل الناس حت
حيت الرب وقاتل أبو دجانة ساك ين خرشة حت أمعن ف العدو ،وحزة ،وعلي بن آب
طالب ف رجال من السلمي؛ فأنول ال نصره وصدقهم وعده ،فحسوهم بالسيوف حت
كشفوهم ،وكانت الزية ل يشك فيها.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :نا يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي عن أبيه عن عبد ال بن الزبي عن الزبي
قال :لقد رأينن أنظر إل خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون
أخذهن قليل ول كثي ،إذ مالت الرماة عن العسكر ،حي كشفنا القوم عنه ،يريدون
النهب ،وخلوا ظهورنا للخيل ،فأتينا من أدبارنا ،وصرخ صارخ أل إن ممدا قد قتل،
فانكفأنا وانكفأوا علينا ،بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حت ما يدنوا منه أحد من القوم،
فانكشف علينا ،بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حت ما يدنوا منه أحد من القوم ،فانكشف
السلمون فأصاب منهم العدو ،فكان يوم بلء وتحيص أكرم ال من أكرم بالشهادة،
وكان من السلمي ف ذلك اليوم لا أصابم فيه من شدة البلء ثلثا :فثلث قتيل ،وثلث
جريح وثلث منهزم ،قد لقيته الرب حت ما يدري ما يصنع ،حت خلص العدو إل رسو
لل صلى ال عليه وسلم ،فقذف بالجارة حت رقع لشقة ،وأصيب رباعيته وشج ف
وجنتيه ،وكلمت شفتاه ،وكان الذي أصابه عتبة بن أب وقاص.
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم حي غشيه القوم :من يشتري لنا نفسه كما حدثن
حصي -12ظ بن عبد الرحن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن ممد بن عمرو بن يزيد
بن السكن ،فقام زياد بن السكن ف خسة نفر من النصار ،وبعض الناس يقول إنا هو
عمارة بن زياد بن السكن ،فقاتلوا دون رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلً فرجل
فيقتلوت دونه حت كان آخرهم زياد بن السكن أو عمارة بن زياد ،فقاتل حت أثبتته
الراح ،ث فاءت فئة من السلمي فأجهضوهم عنه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
255 255
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أدنو من ،فوسده رسول ال صلى ال عليه وسلم قدمه ،فمات وخده فوق قدم رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،وترس أبو دجانة رسول ال بنفسه يقع النبل ف ظهره وهو منحن
حت كثر فيه النبل ،ورمى سعد بن أب وقاص دون رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال
سعد :فلقد رأيته يناولن النبل ويقول :ارم فداك أب وأمي ،حت أنه ليناولن ما له من نصل
فيقول ارم به.
أخبنا عبد ال بن السن قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن اسحاق
قال :حدثن عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمى عن قوسه
حت اندقت سيتها ،فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده ،وأصيبت يومئذ عي قتادة بن
النعمان حت وقعت على وجنته.
قال ابن اسحاق :فحدثن عاصم ين عمر بن قتادة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
ردها به فكانت أحسن عينينه وأحدها.
وقاتل مصعب بن عمي دون رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعه لواؤه حت فتل ،فكان
الذي أصابه ابن قميئة الليثي ،وهو يظن أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فرجع إل
قريش فقال :قد قتلت ممدا ،فلما قتل مصعب أعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم
علي بن أب طالب اللواء ،وقاتل حزة بن عبد الطلب حت قتل أركاه بن شرحبيل -13و
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،وكان أحد النفر الذين يملون لواء
قريش ،ث مر سباع بن عبد العزى الفيشان وكان يكن بأب نيار فقال له حزة :هلم إل
يا لب مقطعة البظور فضربه فكأن ما أخطأ رأسه ،وكانت أم نيار مولة شريق بن عمرو
بن وهب الثقفي ختانة بكة ،فلما التقيا ضربه حزة فقتله ،وقال وحشي إلم جبي بن
مطعم :وال إن لنظر إل حزة يهد الناس بسيفه ما يليق شيئا مثل المل الوراق إذ
تقدمن غليه سباع بن عبد العزى فقال له حزة هلم إل يابن مقطعة البظور فضربه فكأنه
ما أخطأ رأسه ،وهززت حربت حت إذا رضيت منها ذففتها عليه حت وقعت ف ثنته حت
خرجت من بي رجليه ،وأقبل فقلب ،فأمهلته حت إذا ما مات جئت إليه فأخذت حربت،
ث تنحيت إل العسكر ،ول يكن ل بشيء حاجة غيه .وقد قتل عاصم بن ثابت بن
القلح أخو بن عمرو بن عرف مسافع بن طلحة وأخاه جلسا ،كلها يشعره سهما،
256 256
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
فيأت أمه سلفة فيضع رأسه ف حجرها ،فتقول :يا بن ما أصابك? فيقول :سعت رجلً
حي رمان يقول :خذها إليك وأنا ابن الفلح فتقول أقلحي هو? فنذرت إن ال أنكنها
منرأس عاصم أن تشرب فيه المر ،وكان عاصم قد أعطى ال عهدا أل يس مشركا ول
يسه أبدا.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن القاسم بن عبد الرحن بن رافع أخو بن عدي بن النجار قال :انتهى
أنس بن النضر -وهو عم أنس بن مالك ،وبه سي أنس أنسا -إل عمر بن -13ظ
الطاب ،وطلحة بن عبيد ال رضي ال عنهم ف رجال من الهاجرين والنصار وقد ألقوا
بأديهم فقال :ما يلسكم? قالوا :قتل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :فما تضنون
بالياة بعده? قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث استقل
القوم فقاتل حت قتل.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن حيد الطويل عن انس بن مالك قال :لقد وجدنا بأنس بن النضي
يومئذ سبعي ضربة ما عرفته إل أخته ،عرفت بنانه.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :كان أول من عرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد الزية ،وقول الناس
قتل رسول ال ،كما حدثن ابن شهاب الزهري عن عبد ال بن كعب بن مالك أخو بن
سلمة قال :قال كعب :عرفت عينينه تزهران من تت الغفر فناديت بأعلى صوت :يا
معشر السلمي أبشروا هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأشار إل أن أنصت ،فلما
عرف السلمون رسول ال صلى ال عليه وسلم نضوا به ،ونض معهم نو الشعب ،معه:
أبو بكر بن أب قحافة ،وعمر الطاب ،وعلي بن أب طالب ،وطلحة بن عبيد ال ،والزبي
بن العوام ،والارث بن الصمة رضي ال عنهم أجعي ،ف رهط من السلمي ،فلما أسند
رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الشعب ،أدركه أب بن خلف وهو يقول :أين يا ممد
أين يا ممد لنوت إن نوت ،فقال القوم :أيعطف عليه يا رسول ال رجل منا? فقال:
دعوه فلما دنا تناول رسول ال الربة من الارث بن الصمة ،يقول بعض القوم فيما ذكر
257 257
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ل -14و .فلما أخذها رسول ال صلى ال عليه وسلم انتفض با انتفاضة تطايرنا عنه
تطاير الشعر من ظهر البعي إذا انتفض با ،ث استقبله فطعنه با طعنة تردى با عن فرسه
مرارا.
أخربنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن صال بن ابراهيم ين عب الرحن بن عوف قال :كان آب بن خلف
يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة فيقول :يا ممد إن عندي العوز أعلفه كل يوم
فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول :بل أنا أقتلك إن شاء ال ،فرجع إل قريش وقد خدشه ف
عنقه غي كبي فاحتقن الدم أقالك قتلن وال ممد ،قالوا :ذهب وال فؤادك إن كان بك
بأس ،قال :إنه قد كان قال ل بكة :بل أنا أقتلك ،فو ال لو بصق علي لتقتلن ،فمات
عدة ال بسرف وهم قافلون به إل مكة .فقال حسان بن ثابت ف قتل رسول ال أبيا
وقوله له بكة ما قال:
لقد ورث الضللة عن أبيه
258 258
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ال بي درعي ،فلما ذهب لينهض ل يستطع ،فجلس تته طلحة بن عبيد ال ،فنهض به
حت استوى عليها.
أخبنا عبد ال بن السن قال :نا النفيلي قال :نا ممد ين سلمة عن ممد بن اسحاق
قال :حدثن يي بن عباد ال بن الزبي عن الزبي قال :سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول أوجب طلحة حي انتهى بعضهم إل النقى دون العوص ،وفر عثمان بن
عفان ،وعقبة بن عثمان ،وسعد بن عثمان رجلن من النصار ،ث من بن زريق حت
ل بناحية الدينة ،فأقاموا به ثلثا ث رجعوا إل رسول ال عليه السلم،بلغوا اللب جب ً
فقال رسول ال فيما زعموا لقد ذهبتم فيها عريضة.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن اسحاق قال:
حدثن عاصم بن عمر بن قتادة عن ممود بن لبيد عن حنظلة بن أب عامر أخو بن عمر
بن عوف أنه التقى هو وأبو -15و سفيان بن حرب ،فلما استعله حنظلة ،رأه شداد بن
السود ،وكان يقال له ابن شعرب قد عل أبا سفيان ،فضربه شداد فقتله ،فقال رسول
ال إن كان صاحبكم -يعن حنظلة لتغسله اللئكة -فسلوا أهله ما شأنه? فسئلت
صاحبته ،فقالت :خرج وهو جنب حي سع الائعة ،فقال رسول ال :لذلك غسلته
اللئكة.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :ما مد ين سلمة عن ممد بن
اسحق قال :قد وقفت هند بنت عتبة كما حدثن صال بن كيسان والنسوة التون معها
يثلن بالقتلى من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يدعن الذان والناف حت
اتذت هند من آذان الرجال وأنافهم خذما وقلئدا ،وأعطت خذمها وقلئدها وقرطيها
وحشيا إلم جبي بن مطعم ،وبقرت عن كبد حزة فلكتها فلم تستطيع أن تسيغها ،ث
علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتا وقالت ،من الشعر حي ظفروا با
أصابوا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم:
نن جزيناكم بيوم بدر
فأجابتها هند بنت أثاثة بن عباد بن الطلب بن عبد مناف فقالت:
خزيت ف بدر وبعد بدر
259 259
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
ث أن أبا سفيان حي أراد النصراف عل البل ث صرخ بأعلى صوته:
أنعمـت فـعـال
أعـل هـبــل
أي ظهر دينك -فقال رسول ال لعمر رحة ال عليه قم فأجبه -15ظ
ال أعل وأجـل
ل ســــواء
قتلنا ف الـنة
وقتلكم ف النار
فلما أجاب أبا سفيان قال :هلم إل يا عمر ،فقال له رسول ال :إئته فانظر ما شأنه ،فقال
له أبو سفيان :أنشد ال يا عمر أقتلنا ممدا? قال :اللهم ل ،وإنه ليسمع كلمك الن.
قال فأنت وال أصدق عندي من ابن قميئة وأبر ،لقول ابن قميئة :قتلت ممدا ،ث نادى
أبو سفيان :إنه قد كان ف قتلكم مثل وال ما رضيت وما سخطت وما أمرت ول
نيت ،ولا انصرف أبو سفيان ومن معه نادى :إن موعدكم بدر العام القبل ،فقال رسول
ال لرجل من أصحاب :قل :نعم هي بيننا وبينك موعدا ،ث بعث رسول ال صلى ال
عليه وسلم علي بن أب طالب فقال :أخرج ف إثر القوم فانظر ماذا يصنعون ،وماذا
يريدون ،فإن كانوا قد جنبوا اليل وامتطوا البل فإنم يريدون مكة ،وان ركبوا اليل
وساقوا البل فإنم يريدون الدينة ،والذي نفسي بيده لئن أرادوها لسين إليهم فيها ،ث
لناجزنم ،قال علي رحة ال عليه :فخرجت ف إثرهم أنظر ماذا يصنعون ،فلما جنبوا
260 260
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
اليل ،وامتوا البل ،ووجهوا إل مكة ،أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم ما أمرن به
رسول ال صلى ال عليه وسلم لا ب من الفرح إذ رأيتم امصرفوا عن الدينة.
أخبنا عبد ال السن الران قال :نا لن فيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحق قال :وفزع الناس لقتلهم ،فقال رسول ال -كما حدثن ممد بن عبد ال بن عبد
الرحن بن أب صعصه الازن أخو بن النجار :من رجل ينظر ل ما فعل سعد بن الربيع
-16و أخو بالارث بن الزرج ف الحياء أو ف الموان? فقال رجل من النصار :أنا
أنظر لك يا رسول ال ما فعل ،فنظر فوجده جريا ف القتلى ،به رمق ،فقال له :إن
رسول ال أمرن أن أنظر له ف يالحياء أنت أم ف الموات ،قال :فأنا ف الموات فأبلغ
رسول ال عن السلم ،وقل له :إن سعد بن الربيع يقول :جزاك ال عنا خي نا جزى نبيا
عن أمته ،وأبلغ قومك عن السلم وقل :إن سعد بن ريع يقول لكم :أنه ل عذر لكم عند
ال إن يلص إل نبيكم ومنكم عي تطرف ،قال :ثن ل أبرح حت مات رحة ال لعيه،
فجثت رسول ال فاخبته خبه ،فخرج رسول ال -فيما بلغن -يلتمس حزة بن عبد
الطلب ،فوجده ببطن الوادي قد بطنه عن كبده ،ومثل به وجدع أنفه وأذناه.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد ابن
اسحاق قال :حدثن ممد بن سلمة عن ممد بن جعفر بن الزبي أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال حي رأى ما رأى :لول أنتحزن صفية أو تكون سنة من بعدي ما غيبته
ولتركته حت يكون ف بطون السباع وحواصل الطي ،ولئنأنا أظهرن ال على قريش ف
ل منهم ،فلما رأى السلمون حزن رسول ال صلى ال عليه موطن لمثلن بثلثي رح ً
وسلم وغيظه على ما فعل بعمه ،قالوا :وال لئن أظهرنا ال لعيهم لنمثلن بم مثله ل يثلها
أحد من العرب بأحد قط.
أخبنا عبد ال بن السن الران قال :نا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال حدثن بريدة بن سفيان بن فروة السلمي عن ممد بن كعب القرظي،
وحدثن من لأتم عن ابن عباس ا ،ال أنزل ف ذلك من قول رسول ال وقول أصحابه
"وإن عاقبتم فعاقبوا بثل ما عوقبتم به ولئن صبت لو -16ظ خي للصابرين" إل آخر
القضية فعفا رسول ال صلى ال عليه وسلم وصب ونى عن الثل.
261 261
مكتبة مشكاة السلمية سية ابن اسحاق
أخبنا عبد ال بن السي قال :حدثنا النفيلي قال :نا ممد بن سلمة عن ممد بن
اسحاق قال :حدثن حيد الطويل عن السن عن سرة بن جندب أنه قال :ما قام فينا
رسول ال صلى ال عليه وسلم مقاما ففارقه حت يأمرنا بالصدقة وينهانا عن الثلة.
يتلوه إن شاء ال الزء الرابع ممد بن سلمة عن ممد بن اسحاق قال :حدثن من ل أتم
عن مقسم والمد ل رب العالي وصواته على سيدنا ممد وآله وسلم تسليما وحسبنا
ال ونعم الوكيل ،وكتبه طاهر بن بكران الشوعي ف شهر رمضان من سنة أربع
وخسي وأربع مائة وال العي على كل حال إن شاء ال.
262 262