You are on page 1of 4

‫الجنة والملكوت‬

‫فرق شاسع بين الجنة وملكوت السماوات ‪ .‬الجنة التى بها‬


‫انهار الخمر والعين الحور و الولدان المخلدون والسرة المرفوعة‬
‫والمتع بكل أنواعها هى جنة ل يمكن ان تكون في ملكوت الله‪...‬‬
‫فكيف لنسان دخل الي حضرة لله ‪...‬وينشغل عنة بأمور منحطة‬
‫‪ .‬وكانت هذه المور من احتياجات الجساد المادية الحيوانية في‬
‫الفترة التى عاش فيها هذا النسان على الرض قبل الموت‬
‫‪....‬سيقال ان هذه الجساد سوف تبعث مرة أخرى وبالتالي‬
‫فهى محتاجة لكل هذه المور ‪ ...‬ولكن في نفس الوقت‬
‫يعارضون أنفسهم بالقول ان هذه الجساد ل تنمو ول تموت ول‬
‫تقوم بالعمليات المعروفة عندنا من هضم و إخراج لن هذه‬
‫الجساد لها طبيعة أخرى غير مادية ‪...‬وهنا يرد سؤال بما أن‬
‫هذه الجساد لها طبيعة مغايرة لجسادنا الحالية فما هي حاجتها‬
‫لكل هذه المتع التى تندرج تحت المتع الحسية ‪.‬‬

‫ما احتياج جسد ذو طبيعة عير أرضية لمثل هذه المور‬


‫الرضية ؛ما احتياج إنسان انتقل الى حضــرة الله لمور تشـــغله‬
‫عن لله والتســبيح له والتمــتع بنوره وعظمته و روعته وسلمه‬
‫إل تكفي النشوة الروحية التي تتملك الرواح بوجود الله بينهم‪.‬‬
‫النسان يأكل عندما يجوع ويشرب عندما يعطش لن‬
‫الجسد يحتاج لهذه ؛ويمارس الجنس لن الجسد يريد ان يشبع‬
‫الرغبة الغريزية آلتي‬
‫عنده ؛ وهذه كلها يمارسها الجسد مع الفكر ؛ ولكن عندما‬
‫يصبح الجسد غير مادى فليس هناك حاجة لهذه الشياء؛ وأل فأن‬
‫الرغابات المكبوتة عند هذا النسان والتي أخذها معه بعد الموت‬
‫هي رغبات دنيئة لم يستطع هذا النسان ان يتخلص منها خلل‬
‫فترة حياته ؛ لذلك فهى تلزمه حتى بعد الموت‬
‫فهو جوعان مهما أكل من خيرات الجنة فلن يشبع ومهما‬
‫شرب من كل النهار فلن يرتوى وحتى لو مارس الجنس مع‬
‫سبعة مليين من الحوريات فلن تهدأ رغباته ؛ فهو في حالة‬
‫حالمة ؛ فالنائم وهو جائع يحلم بأنه‬
‫يأكل ؛ فهل ممارسه إل كل في الحلم تشبعه أو الشرب في‬
‫الحلم يروى ظمأ ؛ مستحيل فهم إذا في حالة تعذيب مستمر‬
‫وليس بتمتع انهم في كابوس من المتعة التي ل تنتهي‪.‬‬

‫جاءوا للسيد المسيح بعض اليهود الذين ل يؤمنون بالقيامه‬


‫(من اتباع الصدوقيين ) وسألوه‬
‫‪ 28 :‬قائلين يا معلم كتب لنا موسى ان مات لحد‬
‫اخ و له امراة و مات بغير ولد ياخذ اخوه المراة و يقيم‬
‫نسل لخيه‬

‫‪ 29 :20‬فكان سبعة اخوة و اخذ الول امراة و مات‬


‫بغير ولد‬

‫‪ 30 :20‬فاخذ الثاني المراة و مات بغير ولد‬

‫‪ 31 :20‬ثم اخذها الثالث و هكذا السبعة و لم يتركوا‬


‫ولدا و ماتوا‬

‫‪ 32 :20‬و اخر الكل ماتت المراة ايضا‬

‫‪ 33 :20‬ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لنها‬


‫كانت زوجة للسبعة‬

‫‪.‬ونفس السؤال أوجهه الي الخوة المسلمين لنهم يؤمنون‬


‫بان النسان المؤمن الذي دخل الجنة يأخذ زوجته المؤمنة معه‬
‫‪.‬فما مصير المرأة المؤمنة التي طلقها زوجها وتزوجت بآخر‬
‫مؤمن لمن تكون في الجنة ؟‪.‬‬

‫ونعود للسيد المسيح فقد أجابهم إجابة مفحمة ل تخطر علي‬


‫بالهم وبعيدة عن هذا اللغط والهراء الذي يعيشه البشر في‬
‫فلسفاتهم عن الحياة والموت والقيامة ‪.‬‬
‫‪ 34 :20‬فاجاب و قال لهم يسوع ابناء هذا الدهر‬
‫يزوجون و يزوجون‬

‫‪ 35 :20‬و لكن الذين حسبوا اهل للحصول على ذلك‬


‫الدهر و القيامة من الموات ل يزوجون و ل يزوجون‬

‫‪ 36 :20‬اذ ل يستطيعون ان يموتوا ايضا لنهم مثل‬


‫الملئكة و هم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة‬

‫السيد المسيح وضح المر‪ .‬ملكوت السماوات ليس للمتع‬


‫الحسية بل للمتع الروحية فقط ‪.‬‬
‫ان الذين يصلون لملكوت السماوات يحيون مثل الملئكة‬
‫وعمل الملئكة هو التعبد والتسبيح لنهم في حضرة الله ول يجوز‬
‫لي كائن ان يكون مشغول بأي شىء آكل أو شرب أو‪.....‬‬

‫" لن ليس ملكوت الله أكل وشربا ‪ .‬بل هو بر‬


‫وسلم وفرح في الروح القدس " (رو ‪)17 :14‬‬

‫احكي لك قصة حقيقية بطلها أخ مسلم اعرفه اسمه‬


‫محمود وهو حلق يجئ لنا كل شهر ليحلق رؤسنا‪ ....‬هذا النسان‬
‫من الناس‬
‫الطيبين ‪ ...‬وكانت الحاديث بيننا تدور عن موضوع الرواح لنه‬
‫كان يعالج بالقرآن حالت المس وغيرها من المور الروحية‬
‫وفجأة انقطعت زيارته لنا مدة كبيرة لكثر من سنة وبعدها عاد‬
‫‪ ...‬وعندما سألته عن سبب التغيب حكي لي قصته ‪ ...‬فقال انه‬
‫اتبع طريقة من الطرق الصوفية واندمج فيها وترك العمل وكل‬
‫شئ ومن كثرة الذكار والتسبيح كان يشعر انه في حضرة الله‬
‫حسب قوله حتى الحالة الجنسية عنده ماتت و مداعبات الزوجة‬
‫ل تأتي بنتيجة فكل كيانه بالكامل في تعبد وتسبيح ولم تجد‬
‫زوجته بدا فأخبرت أهله بالمر وجلسوا معه ينصحونه بالتقليل من‬
‫العبادة ليحافظ على بيته وأولده وما كان منه آل ان انصاع‬
‫لرغبتهم وعاد الي ما كان عليه مع المحافظة علي مستوى‬
‫معقول من التصوف‬
‫هذا النسان رغم انه في جسده المادى عندما شعر انه‬
‫بقرب الله وفى حضرته ضاع حس المتعة الجسدى عنده فما‬
‫بالك وأنت في ملكوت الله وحضرة الله مباشرتا هل سيخطر‬
‫علي بالك أي أمر جنسى (سبحان الله)‪.‬‬
‫ان ذكر اسم الله والتسبيح والتمجيد فقط تمنع عن النسان‬
‫كل الشهوات فما بالك وجودك مع الله ذاته هل ستجول في‬
‫خاطرك مثل هذه الخلجات الخسيسة‬

You might also like