You are on page 1of 2

‫حكايتي مع الوقت‬

‫الوقت كالظل أما أن يسبقك فيكون أمامك أو يسير معك أو تسبقه فيكون خلفك‬
‫في الحالة الولى تكون خاسرا وفي الثانية متعادل وفي الثالثة فائزا فحاول جاهدا أن ل تكون خاسرا‪.‬‬

‫بدأ الوقت مسيرته من دون توقف عندما خلق ال سبحانه و تعالى السماوات والرض و سوف ينتهي‬
‫بزوالهما بعد أن ينفخ أسرافيل نفخته الولى في الصور‪.‬وبعد ذلك باربعين عاما ينفخ فيه النفخة الثانية‬
‫فيبدأ توق يت آ خر و رحلة أخرى‪.‬أمعا قصعتي مع الوقعت ف قد بدأت ق بل ثمانعي دقائق من موععد ألقاء‬
‫المحاضرة ‪,‬وا نا أ ضع قد مي اليم نى على أولى درجات ال سلم محاول الت سلق لغا ية القا عة في الطا بق‬
‫الرابع فقد خصصت لكل طابق دقيقتان أتسلق خللهمعا على مهل رحمة و اكرامعا لقلبي و قدمعاي‬
‫فقعد ناهزت خدماتهمعا الخمسعين عامعا بسعجل أبيعض حافعل بالنجازات الرائععة و خال معن الجازات‬
‫المرض ية وعقوبات الت نبيه و ل فت الن ظر‪ .‬و ب عد أن أ ستقرت القدم اليم نى حر كت الي سرى ثم اليم نى‬
‫بايقاع ب طئ ير يح العضلت والع صاب‪.‬و قررت أن أش غل نف سي في هذه الرحلة في ح ساب كم ية‬
‫الوقعت الذي أهدرتعه والذي سعوف أهدره فعي عمليات التسعلق اليوميعة هذه ‪ .‬وبععد أن تركعت و رائي‬
‫بضعة درجات‪،‬أدركت بان هذا الوقت طويل ول يمكن التغاضي او التغافل عنه‪.‬وان هذا الوقت كنت‬
‫ساربحه ويرب حه الكث ير غيري لو ان في البنا ية م صعد كهربائي‪.‬هذا الكتشاف الب سيط والم هم جعل ني‬
‫أشعر بالحباط ثم القلق‪،‬فهذا باب آخر مفتوح ينهزم فيه الوقت لم احسب له حسابا من قبل‪.‬و سرعان‬
‫ما ا ستجاب الج سد لهذا الشعور فارت فع ض غط الدم م سببا صداعا في رأ سي‪ .‬و خو فا من تفا قم ال مر‬
‫ألصقت جسدي بالجدار الجانبي و أبطات من سرعتي الى ان وصلت الطابق الثاني فحمدت ال لني‬
‫أنجزت (‪ )% 50‬من عملية التسلق و قبل أن أتم فرحتي أطل زميل لي من باب اللجنة المتحانية معلنا‬
‫أن نسبة الطلبة المؤجلين قد جاوزت (‪ )% 50‬و مطالبا بوضع أسئلة خاصة لهم وتسليمها باقرب وقت‬
‫ممكن‪ .‬عندما تلقت أذناي هذا الكلم وأرسلته الى الدماغ لكي يتم تخزينه ثم العمل بموجبه‪.‬أجاب لسان‬
‫حال الدماغ متعجبا هل يعقل أن لدى هذا الكم من الطلب أعذارا حقيقية تدفعهم ألى تاجيل المتحان؟‬
‫ما سمعنا بهذا في حياتنا ول في آبائنا الولين‪ .‬بعد سماعي لهذا النبا شعرت كأني تلقيت لطمة على‬
‫خدي أو طعنة جرحت كبريائي‪.‬وسألت نفسي عن أمر التاجيل هل تراه صرعة انتشرت بين بناتنا و‬
‫أولدنا و سوف تنحسر و تزول بمجرد ظهور صرعة أخرى‪,‬أم هو وباء قد أستشرى‪ ،‬ل سامح ال‪،‬و‬
‫يحتاج الى حملة تطعيعم وقائيعة للقضاء عليعه‪.‬أجابتنعي نفسعي سعٍواءا أكان السعبب هذا أم ذاك فالنتيجعة‬
‫واحدة هي ضياع المزيد من الوقت والتأخر عن اللحاق بمن هم في المقدمة‪.‬هذه الفكار كانت تجول‬
‫فعي خاطري وأنعا أواصعل عمليعة التسعلق بجسعد شخعص عراقعي أنهكتعه الهموم و يروم دونهعا اللحاق‬
‫بالمقدمة‪.‬أخيرا وصلت القمة‪ ،‬لكن قبيل أن أستنفذ كل مخزوني من الطاقة والمتبقي منها أحرقته في‬
‫ر مي ج سدي على أقرب كر سي في القا عة‪.‬و سرعان ما غادر ني الو عي فم كث غ ير بع يد لب ضع‬
‫لحظات لم يغب فيها عن ناظري ثم عاودني و بدأت أعيد سيطرتي على أوصالي الواحد تلو الخر ألى‬
‫أن تمك نت من هم جمي عا‪.‬عندئذ بدأت أكمل مشوار حيا تي‪.‬و كخطوة أولى سمحت لنظري أن يتجول في‬
‫فضاء القا عة فلم يل حظ احدا في ها ثم أ صدرت الوا مر بالب حث في مفكرة الدماغ عن الزمان والمكان‬
‫اللذين أنا فيهما وجاء الجواب مؤكدا على وجود محاضرة ‪.‬المحاضر أنا موجود و حاضر لكن الطرف‬
‫الخرغائ با ول يس حاضرا فالطل بة في حالة غياب جما عي‪ .‬ل حول ول قوة ال بال قلت ها ثم كررت ها‬
‫وأ نا على يق ين من أن مو عد المحاضرة ب عد زوال الش مس ب ساعه هو الح جة الواه ية لهذا للغياب‪.‬هذه‬
‫صعدمة أخرى عن هدر الو قت تلقيت ها فعي نها ية الدوام الر سمي‪.‬ترى كم من الو قت سيضيع أي ضا‬
‫خار جه‪.‬هذه ال صدمات المتكررة هزت ني فايقظت ني من حلم حيا تي فقررت على أثر ها أن أجري تغيرا‬
‫جذريعا على سعيناريوهذا الحلم‪ .‬فبععد أن كنعت أرانعي و الناس معن حولي نهرول جميععا خلف عقارب‬
‫الساعة و نجتازها ثم نحتل مراكز متقدمة بين الدول المتبارية(فنحن أهل لها)‪ ،‬سوف أكتفي بان أرى‬
‫الوقت في حلمي مستقرا على بعد مرمى حجر مني ومن كل العراقيين ما دامت الشمس تطلع علينا من‬
‫مشرق ها‪.‬الى ه نا تنت هي أحداث الق صة‪ .‬و ب عد أحداث ها و ق بل أن تغادرو ني و أغادر كم‪ ،‬أود أن أ ستغل‬
‫فرصة لقائنا معا لذكركم بحديث المصطفى محمد عليه أفضل الصلوات والسلم والذي يتعلق بصلب‬
‫موضوع أسعتغلل الوقعت وذلك باسعتغلل الفرص التعي تمعر فعي حياة الفرد‪.‬فععن عمرو بعن ميمون‬
‫الودي قٌال‪ :‬قال النبي محمد صلى ال عليه و سلم لرجل و هو يعظه (أغتنم خمسا قبل خمس‪ ،‬شبابك‬
‫قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك)‪.‬لو أن بي‬
‫قوة أو ر كن شد يد آوي ال يه لكت بت ن سخا عديدة من هذا الحد يث الشر يف بماء الذ هب ووزعت ها على‬
‫ولة المور ثم أقوم بحفره على ح جر من الحلن المو صلي الزرق و أج عل م نه جداريات اثبتهاع ند‬
‫كل مدخل من مداخل الجامعة ليقرأه الجميع قبل بداية عملهم اليومي فيكون شعارا لهم‪.‬‬

‫دكتعور بشير علي النعمعة‬


‫قسم علوم الحياة‪،‬كلية العلوم‬
‫جععامعععة المعوصعل‬
‫الحعد ‪/2‬نيسان‪2006 /‬‬

You might also like