Professional Documents
Culture Documents
وادى الملوك (الجزء الثانى)
وادى الملوك (الجزء الثانى)
ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ 1128 - 1136) 20ﻕ.ﻡ( ﺭﻗﻢ 1
ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﻣﺮﻧﺒﺘﺎﺡ" ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ 19ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ " ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ " .ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺃﻥ "ﻣﺮﻧﺒﺘﺎﺡ"
ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺫُﻛﺮ ﻓﻰ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ )ﻳﺮﻯ ﺩ .ﻟﺒﻴﺐ ﺣﺒﺸﻰ ﺍﻷﺛﺮﻯ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ﺃﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻫﻮ
"ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻪ "ﺃﻣﻴﻨﻮﻓﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ"( .ﺗُﺰﻳﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﻣﺮﻧﺒﺘﺎﺡ" ﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ﻟـ"ﺇﻳﺰﻳﺲ" )ﺯﻭﺟﺔ
"ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ"( ﻭ"ﻧﻔﺘﻴﺲ" ) Nephthysﺃﺧﺖ "ﺇﻳﺰﻳﺲ"( .ﻛﻤﺎ ﻧُﻘِﺸَﺖ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﻦ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ" The
Book of Gatesﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﺴﺎﻓﺔ 80ﻣﺘﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ.
ﻟﻮﺣﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ" ﺭﻗﻢ 16ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ،ﻭﻫﻰ ﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻣﻦ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ" ﻭﺗُﺼﻮﺭ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻤﻮﺩًﺍ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺭﺃﺱ ﺛﻮﺭ ﻭﻳﻘﻒ ﻓﻮﻗﻪ ﺯﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ.
ﻟﻮﺣﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﺗُﺰﻳﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ" ،ﻭﺗُﺼﻮﺭ "ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ" )ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺳﻂ( ﻣﻊ ﺍﻹﻟﻪ "ﺧﻨﻮﻡ" ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻪ ﺭﺃﺱ ﻛﺒﺶ
ﻭﺍﻹﻟﻬﺔ "ﻧﻴﺴﻴﺮﺕ" Nesertﺍﻟﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻴﺔ.
ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻫﻤﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺭﻗﻢ 16ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ" ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ، 19ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ
ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﻗﺼﺮ ﻣﻤﺮ ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﺮﺍﺕ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ،ﻭﻟﻬﺎ ﺣﺠﺮﺓ ﺩﻓﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﺷﺒﻪ ﻣﺮﺑﻌﺔ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ
ﺗﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻠﻰ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﺘﻮﺡ .ﻭﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ
ﺍﻟﻤُﺰﻳﻦ ،ﺇﺫ ﺗﺤﻠﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ﺗُﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻓﻰ ﺣﻀﺮﺓ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﺜﻞ " ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ" ﻭ"ﺑﺘﺎﺡ" ﻭ"ﺃﻧﻮﺑﻴﺲ" ﻭ"ﻣﻌﺎﺕ"
Maatﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺯﺭﻗﺎء ﺃﺭﺟﻮﺍﻧﻴﺔ.
ﻟﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺭﻗﻢ 16ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻗﻰ )ﺍﻟﻘﺪﻡ( ﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ" ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺮﺍﻧﻴﺖ.
ﺗُﻌﺪ ﻣﻘﺒﺮﺓ " ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" )ﺭﻗﻢ ( 11ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ،ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻤﺮ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤُﺰﻳﻨﺔ ﺑﻠﻮﺣﺎﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺯﺍﻫﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﻷﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﺯﻓﻰ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻳﻌﺰﻓﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻟﻶﻟﻬﺔ.
ﺭﺳﻢ ﻟﻌﺎﺯﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺋﻄﻴﺔ ﺑﻤﻘﺒﺮﺓ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ".
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻨﻮﺍ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﺤﻔﺮ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ
ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻣﺨﺘﻔﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ .ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺮﺍﺕ ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺣﺠﺮﺓ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﺩﻳﻦ ،ﻭﻗﺪ ﺯُﻳﻨﺖ ﺣﻮﺍﺋﻄﻬﻤﺎ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 700ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ
ﻭﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻵﻟﻬﺔ .ﺛﻢ ﻧﺄﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﻫﻰ ﺑﻴﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﺷﺔ ،ﻭﻳﺴﺘﻨﺪ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ
ﻋﻤﻮﺩﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺮﻣﻠﻰ ﺍﻷﺣﻤﺮ .ﻭﻗﺪ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻣﻴﺎء ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑـ" ﺍﻟﺪﻳﺮ
ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ".
ﻣﻮﻣﻴﺎﻭﺍﺕ ﻟﻘﺮﺩﺓ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ".
ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﺳﺖ ﻧﺎﺧﺖ" ﺭﻗﻢ 14ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻟﻺﻟﻬﻴﻦ "ﺣﻮﺭﺱ" )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺑﺮﺃﺱ ﺻﻘﺮ( ﻭ"ﺃﻧﻮﺑﻴﺲ" )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﺑﻦ
ﺁﻭﻯ( ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻘﺪﻣﺎﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟـ"ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ" ﺍﻟﺬﻯ ﺭُﺳﻢ ﻣﺮﺓ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ.
ﻭﻷﻥ "ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ" ﻛﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﺎء ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ،ﻓﻘﺪ ﺻﻮﺭﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻮﻣﻴﺎء.
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻷﺻﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻠﻜﺔ "ﺗﻮﺳﺮﺕ" ﻭﻫﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺳﻴﺘﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ" ،ﺛﻢ ﺃﺧﺬ "ﺳﺖ ﻧﺎﺧﺖ"
)ﺣﻮﺍﻟﻰ 1187 - 1190ﻕ.ﻡ( ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﺑﻬﺎ ﺗﺎﺑﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﻧﻴﺖ .ﻭﻗﺪ ﺯُﻳﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ
ﺑﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ" ﻭ"ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ" ﻭ"ﻃﻘﺲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﻢ".
ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ
ﺇﻥ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ ﺗﺮﻗﺪ ﻓﻰ ﺃﺭﺟﺎﺋﻪ ﻣﻠﻜﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮ 20 ، 19 ، 18ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻷﻣﺮﺍء ﻭﺍﻷﻣﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ
ﺃﻳﻀﺎً .ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 70ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻒ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻯ ﻳﻘﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻰ
ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻧﺔ "ﻃﻴﺒﺔ" .ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ "ﻧﻔﺮﺗﺎﺭﻯ".
ﻫﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ "ﻧﻔﺮﺗﺎﺭﻯ" ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ " ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ" ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺻﻮﺭﺗﻬﺎ
ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﻭﻣﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ .ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ" ﻫﻮ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻃﺎﻝ ﺣﻜﻤﻪ ﻣﺪﺓ
67ﻋﺎﻣﺎً .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻧﺸﺄ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺳﻤﱠﺎﻫﺎ "ﺑﺮﻋﻤﺴﻮ" ﺃﻯ "ﺩﺍﺭ ﺭﻣﺴﻴﺲ" ،ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻗﺮﺏ " ﺻﺎﻥ
ﺍﻟﺤﺠﺮ" ﺑﺎﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳُﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻰ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺣﺘﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ .ﻭﻋﻤﻮﻣﺎً ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻓﻰ ﺑﻨﺎء ﻭﺇﻧﺸﺎء ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻓﻰ ﺃﺭﺟﺎء ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ.
ﻟﻮﺣﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ "ﻧﻔﺮﺗﺎﺭﻯ" ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ ﺗُﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮﻧﺞ )ﻟﻌﺒﺔ "ﺳﻴﻨﻤﻮﺕ"
.( Senmut
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ "ﻧﻔﺮﺗﺎﺭﻯ" ﺑﺴﻠﻢ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﺁﺧﺮ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ
ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ .ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻓﻰ ﻭﺳﻄﻬﺎ ،ﺳﻴﺠﺪ ﻳﺴﺎﺭﺍً ﺇﻓﺮﻳﺰﺍً ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻧﺤﻮ ﻃﻮﻝ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﻓﺮﻳﺰ ﺣُﻠﻴﺖ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺑﻨﻘﻮﺵ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗُﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ،ﻭﻓﻰ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻰ
ﺗﺘﻌﺒﺪ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻵﻟﻬﺔ .ﺃﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻮﺟﺪ ﺑﺎﺏ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ،ﺯُﻳﻨﺖ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺵ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﻌﺒﺪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﻟﻬﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﺑﻘﺮﺍﺕ ﺳُﻤﺎﻥ
ﻭﺛﻮﺭ ﻭﻫﻦ ﺭﻣﺰ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ،ﻭﺑﺎﻗﻰ ﺃﺟﺰﺍء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻣﺮﻣﻢ.
ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ "ﺁﻣﻮﻥ ﺣﺒﺸﻒ" ﺃﻭ "ﺁﻣﻮﻥ ﺣﺮﺧﺒﺸﺐ" ، Amunherkhepshepﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎء " ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ "
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .ﻭﻣﻘﺒﺮﺗﻪ )ﺭﻗﻢ 55ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ( ﻓﻴﻬﺎ
ﻧﻘﻮﺵ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﺍﻷﺑﻮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ .ﻓﻴُﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ
"ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺪﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻟﻬﺔ ،ﻭﻳﻮﺻﻰ ﺑﻪ ﺧﻴﺮﺍً .ﻭﺗﺤﺘﻮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣُﺠﺮﺓ
ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﺛﻢ ﺑﺎﺏ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﺩﺍﺏ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ ﻳﻮﺻﻞ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺍﻟﺬﻯ
ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﺭﻓﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ "ﺁﻣﻮﻥ" ﺣﺒﻠﻰ ﻭﻗﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﻭﻓﻰ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺃﺟﻬﻀﺖ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﺘﻪ ﻣﻊ "ﺁﻣﻮﻥ" ،ﺣﻴﺚ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﻣﻴﺎء ﻟﺠﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ 5ﺷﻬﻮﺭ ﺑﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ "ﺁﻣﻮﻥ".
ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ "ﺁﻣﻮﻥ ﺣﺮﺧﺒﺸﺐ" -ﻟﻮﺣﺔ ﺗُﺼﻮﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻟﻺﻟﻪ "ﺧﻨﻮﻡ" )ﻟﻪ ﺭﺃﺱ ﻛﺒﺶ(.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺠﻴﺮﻯ ﺍﻟﺬﻯ ﺣُﻔﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻫﺸﺎً ﺿﻌﻴﻔﺎً ،ﻏﻄﻴﺖ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺃﻭﻻً ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﻦ ﺗُﺪﻫﻦ
ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ ﺛﻢ ﺗُﺠﻠّﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺵ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ .ﻭﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻘﺎﺑﺮ "ﻧﺨْﺖ" ،ﻭ"ﻣﻨﻨﺎ"،
ﻭ"ﺭﺡ ﻣﻰ ﺭﻉ" ،ﻭ"ﺭﻉ ﻣﻮﺯﺍ" ،ﻭ"ﺳﻴﻨﻮﻓﺮ".
ﻛﺎﻥ "ﻧﺨﺖ" Nakhtﻫﺬﺍ ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻟﻠﻤﺨﺎﺯﻥ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ "ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ" ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔ ،ﺗﻮﺻﻞ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ ،ﺗﻨﺘﻬﻰ ﺑﻨﻴﺶ ) nicheﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ
ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ( .ﻭﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻘﻂ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ.ﻭﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ
ﺗُﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﺙ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﺬﺭ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺣﺼﺎﺩﻩ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﻋﺼﺮﻩ،
ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ .ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﻭﻣﻨﺎﻇﺮ ﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ "ﻣﻨﻨﺎ" Mennaﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻟﻠﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ "ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ" ﺃﻳﻀﺎً.
ﻭﻳﻈﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ ﻫﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻷﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﺙ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﺬﺭ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ،ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﻥ ﻭﺗﻤﺸﻴﻄﻪ ،ﻭﻣﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ ،ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮ ،ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ
"ﻣﻨﻨﺎ".
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ "ﺭَﺡ ﻣﻰ ﺭﻉ" ﺍﻟﺬﻯ ﻋﺎﺵ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ " ﺗﺤﺘﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" ،ﻭ"ﺃﻣﻨﺤﻮﺗﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ" ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ .ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺋﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺵ ﺗﺸﺮﺡ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﻬﺎﻡ ﻭﺯﺭﺍء ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ،
ﻓﻨﺮﻯ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺴﻠﻢ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺮﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺃﺱ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻘﺴﻄﺎﺱ .ﻭﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻧﺮﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺮﻑ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣُﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺭﺓ،
ﻭﺣﺪﺍﺩﺓ ،ﻭﺻﺒﺎﻏﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺩﺑﻐﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻳُﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ،ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻮﺏ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﺒﺎﻧﻴﻬﺎ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻨﺎء ﻳﺘﻮﺳﻄﻪ ﻣﺪﺧﻞ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺪﺧﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻪ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻳﻮﺻﻞ
ﺇﻟﻰ ﺩﻫﻠﻴﺰ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 30ﻣﺘﺮ .ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ
ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ.
ﻛﺎﻥ "ﺭﻉ ﻣﻮﺯﺍ" Ramoseﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﺣﺎﻛﻢ "ﻃﻴﺒﺔ" ﻭﻭﺯﻳﺮ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ "ﺃﻣﻨﺤﻮﺗﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ" ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﻬﺪ
"ﺃﺧﻨﺎﺗﻮﻥ" .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ "ﺭﻉ ﻣﻮﺯﺍ" ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﻋﺼﺮ "ﺇﺧﻨﺎﺗﻮﻥ" ،ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ.
ﻭﻧﻘﻮﺵ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ :ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺶ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻟﻮﺍﻥ ،ﻭﺗُﻤﺜﻞ ﻓﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ .ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ
"ﺇﺧﻨﺎﺗﻮﻥ" ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺼﻮﺭﺓ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻮﻕ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺠﺺ.
ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ "ﺳﻴﻨﻮﻓﺮ" ) Sennoferﻭﻫﻮ ﻣﻦ "ﻃﻴﺒﺔ"( ﻣﺸﺮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻣﻌﺒﺪ "ﺁﻣﻮﻥ" ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ
"ﺃﻣﻨﺤﺘﺐ )ﺃﻣﻨﻮﻓﻴﺲ( ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ" .ﻭﺗُﺰﻳﻦ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻤﻘﺒﺮﺗﻪ ﺗﺸﻜﻴﻼﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻗﻴﺪ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻫﻰ
ﻓﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﻂ ﻭﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗُﺼﻮﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮ "ﺳﻴﻨﻮﻓﺮ" ﻣﻊ
ﺃﺧﺘﻪ.
ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
19ﻭ 20ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﻭﻗﺪ ﺳﻜﻦﻣﻨﻈﺮ ﻋﺎﻡ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ "ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ" ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺗﺮﺟﻊ ﺃﺳﺎﺳ ًﺎ ﻟﻸﺳﺮﺗﻴﻦ
ﻋﺼﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻳﻀ ًﺎ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳُﻤﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑـ"ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ" .ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻌﺒﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺮﺳ ًﺎ ﻟﻺﻟﻬﺔ "ﺣﺘﺤﻮﺭ" ﻭﺍﻹﻟﻬﺔ "ﻣﻌﺎﺕ" )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﻓﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ( .ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻷﺳﺮﻫﻢ ﻓﻰ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .ﻛﻤﺎ ﺍُﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻷﺳﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ )ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ( .ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻳﺘﺠﻬﻮﻥ ﺷﻤﺎ ًﻻ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﻰ ،ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ
ﻟﻴﺼﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﻭﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ.
ﻛﺮﺳﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ) 19ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺳﻨﺔ 1250ﻕ.ﻡ( ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ "ﺳﻴﻨﻴﺪﺟﻴﻢ" ﺑـ"ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ" ﻏﺮﺑﻰ "ﻃﻴﺒﺔ" ،ﻭﻫﻮ ﻣﻐﻄﻰ
ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻄﻼء ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻘﻦ ﺍﻟﺼﻨﻊ.
ﻛﺎﻥ "ﺳﻴﻨﻴﺪﺟﻴﻢ" Sennedjemﺧﺎﺩﻣﺎً ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ، 19ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﺮﺗﻪ ﺑـ"ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ" ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺋﻄﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﺗُﻌﺪ ﺁﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﻣﺸﻬﺪ ﻟﻘﻂ ﻳﻘﺘﻞ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎً،
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻦ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﺗﺤﺪﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﻟﻪ "ﺭﻉ" ﻭﻻﺯﻣﺘﻪ ﻓﻰ ﺭﺣﻠﺘﻴﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ .ﻭﺑﺬﻟﻚ
ﺗﺘﺠﺪﺩ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ .ﻭﻟﻜﻰ ﺗﻤﺮ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﺴﻼﻡ ﻓﻰ ﺻﺤﺒﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗُﺘﻠﻰ
ﺗﻌﺎﻭﻳﺬ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺻﻴﻎ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻛﻰ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻳﺬ ﻓﻰ
ﻋﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ "ﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ" ﺛﻢ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ" ..ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺑﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ.
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ -ﺭﺟﺎﻻً ﻭﻧﺴﺎء -ﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺼﻒ ﺩﺍﺋﺮﺓ ،ﺭﺳﺒﺖ ﻋﻠﻰ
ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﺻﺨﻮﺭ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺷﺎﻣﺨﺔ .ﻭﻓﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺟﺮﻯ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ )ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ( ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ .ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﻓﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻋﻜﺮﺓ ﺩﺍﻛﻨﺔ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺸﻘﻬﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻌﻴﺶ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻣﺠﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻣﺮﻭﻋﺔ ﻳﺮﺗﻌﺶ
ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺃﺷﺠﻊ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ .ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﱡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ﻭﻟﻮﺟﻬﺎ ﻓﺮﺩﻭﺱ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺩﻯ ﻣﻘﺴﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﺛﻨﺘﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻨﻄﻘﺔ ،ﻳﺸﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ،ﻭﻣﺪﺧﻠﻪ ﻣﺤﺼﱠﻦ
ﺑﺄﺳﻮﺍﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺘﻬﺎ ﻭﺣﺶ ﺩﻣﻴﻢ .ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻓﻰ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻛﻤﻨﺖ
ﺍﻷﻓﺎﻋﻰ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺨﻠﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻭﺃﻃﻠﺖ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺤﻮﺭﻫﺎ ﻣﺘﺮﺑﺼﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺝ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ.
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ،ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ،
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﺏ "ﺭﻉ" ﻋﻨﺪ ﻣﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﺯﺩﺣﻢ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﺍﻹﻟﻬﻰ،
ﻭﻳﻨﺠﺢ ﻋﺪﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻜﻨﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﻘﺼﻬﻢ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺩﺭﻉ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ،ﻓﺘﺠﺮﻓﻬﻢ
ﺍﻟﺰﺣﺎﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺒﺘﻠﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻠﺘﻬﻤﻬﻢ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻴﺢ.
ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ،ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻟﻪ "ﺭﻉ" .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍء
ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ،ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﻭﺗﺤﻄﻤﻪ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻪ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ
ﺫﺭﺍﻉ "ﺭﻉ" ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﺪﱢ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻬﺎﺋﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻷﻭﻟﻰ .ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻳﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻼ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻺﻟﻪ .ﺑﻞ ﺃﻥ "ﺭﻉ" ﻳﺘﺨﻠﱠﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺘﻨﺤﻴﺎً ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻗﺼﱢﻴﺎً ،ﻭﻳﻘﻔﻞ ﻭﺭﺍءﻩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﻰ ﺗﻮﺍﺟﻪ
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ...ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ "ﺃﻭﺯﻳﺮﻳﺲ" ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ...
ﺭﺩﻫﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺇﻟﻬﺎً ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﻳﺠﻠﺲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﻋﺎﺟﻰ ﻣﺬﻫﺐ ،ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﻢ "ﺃﻭﺯﻳﺮﻳﺲ" ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺼﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﺗﺴﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ،ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﻣﻦ
ﺫﻫﺐ ﺧﺎﻟﺺ ،ﻓﻰ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺼﻮﻟﺠﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ .ﻭﺃﻣﺎﻣﻪ ﻳﺄﺗﻰ ﺍﻹﻟﻪ "ﺃﻧﻮﺑﻴﺲ" ﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﺑﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ )ﻭﺃﺣﺪ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻮﺭﻭﻧﻪ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﺑﻦ ﺁﻭﻯ( ،ﻭﻳﻀﻊ ﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻛﻔﺘﻴﻪ
ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻹﻟﻬﻰ ،ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻳﻨﺤﻨﻰ "ﺗﺤﻮﺕ" ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﺴﺠﻞ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ ﻫﻮﺓ ﺳﺤﻴﻘﺔ ﺍﺣﺘﻔﺮﻫﺎ
ﺯﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺗﻨﻴﻦ ﻟﻌﻴﻦ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍً ﻓﺮﺍﺋﺴﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ.
ﺇﻧﻪ ﻟﻤﺸﻬﺪ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﻓﺮﺍﺋﺺ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻬﻮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻓﺘﻐﻴﻢ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭ ،ﻭﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺍﻵﻟﻬﺔ ،ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻳﻌﻄﻰ ﻓﺮﺻﺔ ،ﻓﻴﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﻴﻖ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ .ﺛﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻓﺘﻨﻬﺎﻝ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ:
-ﻫﻞ ﻏﺪﺭﺕ ﺑﺠﺎﺭﻙ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﺑﺎﻟﺰﻭﺭ ،ﺃﻭ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﺧﺎﻙ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ؟
-ﻫﻞ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻣﺠﺪﺍً ﻟﻶﻟﻬﺔ ،ﻭﻫﻞ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻗﺮﻳﺒﻚ ﻛﻨﻔﺴﻚ؟
ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﻠﻴﻼً ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻫﺪﻭءﻩ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ
ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺏ ﻭﺁﺛﺎﻡ ،ﻓﻴﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭﺇﻳﺬﺍء ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ
ﻭﻋﺼﻴﺎﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ .ﻭﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻴﺖ "ﺍﻟﺮﻭﺡ" ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎً ﻓﻰ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ.
ﺛﻢ ﺗﺤﻴﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻓﻮﺭ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ،ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﻔﻰ ﺃﺛﻨﺎءﻫﺎ ﺳﺮ ،ﺑﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻣﻜﺸﻮﻑ
ﻭﻋﺮﻳﺎﻥ .ﻓﻴﺘﻘﺪﻡ "ﺣﻮﺭﺱ" "ﻗﻮﻣﻨﺪﺍﻥ" ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻗﺎﺑﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺖ ،ﻭﻳﺨﻄﻮ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺼﺪﺭ
ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺨﻠﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻰ ،ﻓﻴﺘﺴﻠﻤﻪ "ﺃﻧﻮﺑﻴﺲ" ،ﻭﻳﻀﻌﻪ ﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻜﻔﺘﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ،
ﻭﻳﺮﺍﻗﺐ "ﺗﺤﻮﺕ" ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺑﺪﻗﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺯﻭﻥ ﻓﻰ ﺭﻫﺒﺔ ﻭﻓﺰﻉ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ
ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺷﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻨﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﺭﺍء .ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﺤﺖ ﻛﻔﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﻣﻊ ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻟﺤﻖ
ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺭﺿﻰ ﻋﻨﻪ "ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ" ﻭﺳﺠﻠﻪ "ﺗﺤﻮﺕ" ﻓﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ.
ﻓﻼ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺤﻴﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺸﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺍﻷﺷﺪﺍء ﻓﻴﻘﻮﺩﻭﻧﻪ
ﻭﻳﺴﻮﻗﻮﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻠﻘﻔﻪ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺑﻴﻦ ﻓﻜﻴﻪ ،ﻭﻳﻤﺮﻕ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻬﺎ ،ﻫﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎً
ﻭﺃﺩﻫﺎﺭﺍً ﻓﻰ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﻮﻥ ﻓﻰ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻬﻮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻠﻔﻰ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻢ "ﺭﻉ" ،ﻭﻳﺤﻤﻠﻬﻢ ﻣﻌﻪ
ﻓﻰ ﻗﺎﺭﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻓﻰ ﻭﺍﺩﻯ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ .ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﺃﺧﻒ ﻋﺒﺌﺎً ،ﻷﻧﻬﻢ
ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻗﻮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯﻫﻢ ﺃﻗﺴﻰ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ .ﻓﻴﻌﺒﺮﻭﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺎﺣﻘﻴﻦ ﺃﻋﺪﺍءﻫﻢ ﺩﻭﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻨﺎء ،ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﺍ
ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ.
ﻟﻜﻦ ﺃﻇﻠﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺛﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﻭﺭﻕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﻓﻘﺪ
ﺭﺑﻀﺖ ﻓﻰ ﻣﺼﺐ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﺃﻓﻌﻰ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻙ ﻛﺘﻠﺘﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺰﻭﺭﻕ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ،ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﱡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻖ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻰ ﺟﻮﻓﻬﺎ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﺩ ﺣﺎﻟﻚ ﻭﻋﺘﻤﺔ ﻋﺘﻤﺎء ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﻘﺎﺱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﺑﻄﻦ
ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻗﻄﺎء -ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻳُﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻫﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﻮﺓ "ﺭﻉ"
ﺣﺎﺭﺳﺔ ﻭﻣﺴﻴﱢﺠﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ.
ﻭﻓﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﺒﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺿﺌﻴﻞ ،ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺗﻮﻫﺠﺎً ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﺎً .ﺛﻢ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﻳﺒﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺭﻕ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻄﻮﻯ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺳﺎﺑﺤﺎً ﻓﻰ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻮﺿﺎء ،ﻓﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻵﻟﻬﺔ
ﺑﺄﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺃﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ "ﺍﻹﻟﻪ" ﺃﺷﻌﺘﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﻷﺿﻴﺎﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﺘﻬﻢ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﺃﺟﻮﺍﻕ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ
ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻓﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺣﻠﻮﺓ ﺷﺠﻴﺔ ،ﺗﺮﺣﻴﺒﺎً ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﻮﺝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻰ ﻓﺮﺩﻭﺱ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ.