Professional Documents
Culture Documents
C O M
ملحظة /ت إخفاء الخطاء الملئية ف هذا الستند ،ومن يريد تفعيل الاصية ،فليضغط على زر
أدوات الوجود بأعلى الصفحة ،ث يتار تدقيق إملئي وتدقيق نوي ،ث يتار خيارات ،وجزاكم
ال خياً
مقدمة:
إن المد ل ،نمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا.
من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،وأشهد أن ممدا عبده ورسوله.
{يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ َحقّ تُقَاتِهِ وَل َتمُوتُنّ ِإلّا وَأَنُْتمْ ُمسِْلمُونَ}(آل
عمران)102 :
{يَا أَّيهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّ ُكمُ اّلذِي خَلَقَ ُكمْ مِنْ نَفْسٍ وَا ِحدَةٍ َوخَلَقَ مِْنهَا َزوْ َجهَا
وََبثّ مِْنهُمَا رِجَالً كَثِيا وَِنسَاءً وَاتّقُوا اللّ َه الّذِي َتسَا َءلُونَ ِبهِ وَالَْأرْحَامَ إِنّ اللّهَ
كَانَ عَلَيْ ُك ْم َرقِيبا}(النساء)1 :
{يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ َوقُولُوا َق ْولً َسدِيداُ .يصِْلحْ لَ ُكمْ أَ ْعمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَ ُكمْ ذُنُوبَ ُكمْ وَمَنْ ُي ِطعِ اللّهَ َورَسُولَ ُه فَقَ ْد فَازَ َفوْزا عَظِيما} (الحزاب:
.)71-70
وبعد :فهذه رسالة عظيمة )(1النفع والفائدة للعامة والاصة ييب فيها عال
من علماء هذا العصر وهو فضيلة الشيخ ممد ناصر الدين اللبان حفظه ال تعال
ونفع به ،ييب فيها على سؤال يدور على ألسنة الغيورين على هذا الدين الذي
يملونه ف قلوبم ويشغلون فكرهم به ليلً ونارا وممل السؤال هو:
سؤال :فضيلة الشيخ ل شك أنكم تعلمون بأن واقع المة الدين واقع مرير
من حيث الهل بالعقيدة ،ومسائل العتقاد ،ومن حيث الفتراق ف الناهج
وإهال نشر الدعوة السلمية ف أكثر بقاع الرض طبقا للعقيدة الول والنهج
الول الذي صلحت به المة ،وهذا الواقع الليم ل شك بأنه قد ولد غية عند
الخلصي ورغبة ف تغييه وإصلح اللل ،إل أنم اختلفوا ف طريقتهم ف إصلح
هذا الواقع؛ لختلف مشاربم العقدية والنهجية – كما تعلم ذلك فضيلتكم –
من خلل تعدد الركات والماعات السلمية الزبية والت ادعت إصلح المة
السلمية عشرات السني ،ومع ذلك ل يكتب لا النجاح والفلح ،بل تسببت
تلك الركات للمة ف إحداث الفت ونزول النكبات والصائب العظيمة ،بسبب
مناهجها وعقائدها الخالفة لمر الرسول صلى ال عليه وسلم وما جاء به؛ ما
ترك الثر الكبي ف الية عند السلمي – وخصوصا الشباب منهم – ف كيفية
معالة هذا الواقع ،وقد يشعر الداعية السلم التمسك بنهاج النبوة التبع لسبيل
الؤمني ،التمثل ف فهم الصحابة والتابعي لم بإحسان من علماء السلم؛ قد
يشعر بأنه حل أمانة عظيمة تاه هذا الواقع وإصلحه أو الشاركة ف علجه.
فما هي نصيحتكم لتباع تلك الركات أو الماعات؟
وما هي الطرق النافعة الناجعة ف معالة هذا الواقع؟
وكيف تبأ ذمة السلم عند ال عز وجل يوم القيامة؟
الواب
بناء على ذلك نقول :العلج هو ذاك العلج ،والدواء هو ذاك الدواء ،فبمثل
ما عال النب صلى ال عليه وسلم تلك الاهلية الول ،فعلى الدعاة السلميي
اليوم – جيعهم – أن يعالوا سوء الفهم لعن " ل إله إل ال " ،ويعالوا واقعهم
الليم بذاك العلج والدواء نفسه .ومعن هذا واضح جدا؛ إذا تدبرنا قول ال عز
وجل { لَ َقدْ كَانَ لَ ُكمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُ ْسوَةٌ َحسَنَةٌ ِلمَنْ كَانَ َيرْجُو اللّهَ وَالَْيوْمَ
الْآخِرَ وَ َذكَرَ اللّهَ كَثِيا} (الحزاب.)21 :
فهذا يدل دللة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي على الدعاة إل " السلم
الق" الهتمام به دائما هو الدعوة إل التوحيد وهو معن قوله – تبارك وتعال:-
{فَاعَْلمْ أَنّهُ ل ِإلَهَ ِإلّا اللّهُ }(ممد :من الية .)19
هكذا كانت سنة النب صلى ال عليه وسلم عملً وتعليما.
أما فعله :فل يتاج إل بث ،لن النب صلى ال عليه وسلم ف العهد الكي
إنا كان فعله ودعوته مصورة ف الغالب ف دعوة قومه إل عبادة ال ل شريك
له.
إذا ،قد أمر النب صلى ال عليه وسلم أصحابه أن يبدؤوا با بدأ به وهو
الدعوة إل التوحيد ،ول شك أن هناك فرقا كبيا جدا بي أولئك العرب
الشركي – من حيث إنم كانوا يفهمون ما يقال لم بلغتهم ،-وبي أغلب
العرب السلمي اليوم الذين ليسوا باجة أن يدعوا إل أن يقولوا :ل إله إل ال؛
لنم قائلون با على اختلف مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم ،فكلهم يقولون :ل
إله إل ال ،لكنهم ف الواقع باجة أن يفهموا – أكثر – معن هذه الكلمة الطيبة،
وهذا الفرق فرق جوهري – جدا – بي العرب الولي الذين كانوا إذا دعاهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقولوا :ل إله إل ال يستكبون ،كما هو مبي
ف صريح القرآن العظيم )(2لاذا يستكبون؟؛ لنم يفهمون أن معن هذه الكلمة
أن ل يتخذوا مع ال أندادا وأل يعبدوا إل ال ،وهم كانوا يعبدون غيه ،فهم
( )1حديث صحيح :رواه البخاري ( )1395وف غي موضع ،ومسلم ( ،)19وأبو داود( ،)1584والترمذي (
،)625كلهم من حديث ابن عباس رضي ال عنه.
( )2يشي إل قوله تعال ف سورة الصافات) { :إِّن ُهمْ كَانُوا إِذَا قِي َل َلهُمْ ل ِإلَهَ ِإلّا اللّ ُه َيسَْتكْبِرُونَ .وََيقُولُونَ َأإِنّا لَتَارِكُو
آِلهَتِنَا ِلشَاعِ ٍر َمجْنُونٍ) (الصافات)36-35 :
ينادون غي ال ويستغيثون بغي ال؛ فضلً عن النذر لغي ال ،والتوسل بغي ال،
والذبح لغيه والتحاكم لسواه ...إل.
هذه الوسائل الشركية الوثنية العروفة الت كانوا يفعلونا ،ومع ذلك كانوا
يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة – ل إله إل ال – من حيث اللغة العربية
أن يتبؤوا من كل هذه المور؛ لنافاتا لعن " ل إله إل ال ".
أما غالب السلمي اليوم الذين يشهدون بأن " ل إله إل ال " فهم ل يفقهون
معناها جيدا ،بل لعلهم يفهمون معناها فهما معكوسا ومقلوبا تاما؛ أضرب
لذلك مثلً :بعضهم )(1ألف رسالة ف معن " ل إله إل ال " ففسرها " :ل رب
إل ال!! " وهذا العن هو الذي كان الشركون يؤمنون به وكانوا عليه ،ومع
ذلك ل ينفعهم إيانم هذا ،قال تعالَ { :ولَئِنْ َسَألْتَ ُهمْ مَنْ َخلَ َق السّمَاوَاتِ
وَالْأَ ْرضَ لَيَقُولُنّ اللّه}(لقمان :من الية .)25
فالشركون كانوا يؤمنون بأن لذا الكون خالقا ل شريك له ،ولكنهم كانوا
يعلون مع ال أندادا وشركاء ف عبادته ،فهم يؤمنون بأن الرب واحد ولكن
يعتقدون بأن العبودات كثية ،ولذلك رد ال تعال – هذا العتقاد – الذي ساه
عبادة لغيه من دونه بقوله تعال ...{ :وَاّلذِينَ اّتخَذُوا مِنْ دُونِهِ َأوْلِيَاءَ مَا نَعُْبدُ ُهمْ
ِإلّا لِيُقَرّبُونَا ِإلَى اللّ ِه ُزلْفَى (}...الزمر :من الية .)3
لقد كان الشركون يعلمون أن قول " :ل إله إل ال " يلزم له التبؤ من عبادة
ما دون ال عز وجل ،أما غالب السلمي اليوم؛ فقد فسروا هذه الكلمة الطيبة "
ل إله إل ال " بـ " :ل رب إل ال !! " فإذا قال السلم " :ل إله إل ال "،
( )1هو الشيخ ممد الاشي ،أحد شيوخ الصوفية " الطريقة الشاذلية " ف سوريا من نو 50سنة.
وعبد مع ال غيه؛ فهو والشركون سواء ،عقيدة ،وإن كان ظاهره السلم؛ لنه
يقول لفظة :ل إله إل ال فهو بذه العبارة مسلم لفظيا ظاهرا ،وهذا ما يوجب
علينا جيعا – بصفتنا دعاة إل السلم -الدعوة إل التوحيد وإقامة الجة على
من جهل معن" ل إله إل ال " وهو واقع ف خلفها؛ بلف الشرك؛ لنه يأب أن
يقول " :ل إله إل ال " فهو ليس مسلما ل ظاهرا ول باطنا فأما جاهي السلمي
اليوم هم مسلمون لن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :فإذا قالوها عصموا
من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على ال تعال ".)(2
لذلك ،فإن أقول كلمة – وهي نادرة الصدور من ،-وهي :إن واقع كثي
من السلمي اليوم شر ما كان عليه عامة العرب ف الاهلية الول من حيث سوء
الفهم لعن هذه الكلمة الطيبة؛ لن الشركي العرب كانوا يفهمون ،ولكنهم ل
يؤمنون ،أما غالب السلمي اليوم ،فإنم يقولون ما ل يعتقدون ،يقولون :ل إله إل
ال ،ول يؤمنون –حقا – بعناها ،)(1لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على
الدعاة السلمي – حقا – هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها
بتلخيص ،ث بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالخلص ل عز وجل ف العبادات
بكل أنواعها ،لن ال عز وجل لا حكى عن الشركي قوله ...{ :مَا نَعُْبدُهُمْ ِإلّا
لِيُقَرّبُونَا ِإلَى اللّ ِه ُزلْفَى (}...الزمر :من الية ،)3جعل كل عبادة توجه لغي ال
كفرا بالكلمة الطيبة :ل إله إل ال؛ لذا؛ أنا أقول اليوم :ل فائدة مطلقا من تكتيل
السلمي ومن تميعهم ،ث تركهم ف ضللم دون فهم هذه الكلمة الطيبة ،وهذا
ل يفيدهم ف الدنيا قبل الخرة ! نن نعلم قول النب صلى ال عليه وسلم " :من
( )2حديث صحيح :رواه البخاري ( )25وف غي موضع ،ومسلم ( ،)22وغيهم ،من حديث ابن عمر رضي ال
عنهما.
( )1يعبدون القبور ،ويذبون لغي ال ،ويدعون الموات ،وهذا واقع وحقيقة ما تعتقده الرافضة،و الصوفية،
وأصحاب الطرق ،فالج إل القبور وبناء الشاهد الشركية والطواف عليها والستغاثة بالصالي واللف بم عقائد
ثابتة عندهم.
مات وهو يشهد أن ل إله إل ال ملصا من قلبه حرم ال بدنه على النار " وف
رواية أخري " :دخل النة " .)(2فيمكن ضمان دخول النة لن قالا ملصا حت
لو كان بعد لي وعذاب يس القائل ،والعتقد العتقاد الصحيح لذه الكلمة ،فإنه
قد يعذب بناءً على ما ارتكب واجترح من العاصي والثام ،ولكن سيكون مصيه
ف النهاية دخول النة ،و على العكس من ذلك؛ من قال هذه الكلمة الطيبة
بلسانه ،ولّا يدخل اليان إل قلبه؛ فذلك ل يفيده شيئا ف الخرة ،قد يفيده ف
الدنيا النجاة من القتال ومن القتل إذا كان للمسلمي قوة وسلطان ،وأما ف
الخرة فل يفيد شيئا إل إذا كان قائلً لا وهو فاهم معناها أولً ،ومعتقدا لذا
العن ثانيا؛ لن الفهم وحده ل يكفي إل إذا اقترن مع الفهم اليان بذا الفهوم،
وهذه النقطة؛ أظن أن أكثر الناس عنها غافلون ! وهي :ل يلزم من الفهم اليان
بل ل بد أن يقترن كل من المرين مع الخر حت يكون مؤمنا ،ذلك لن كثيا
من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن ممدا صلى ال عليه
وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ،ولكن مع هذه العرفة الت
شهد لم با ربنا عز وجل حي قال ...{ :يَعْ ِرفُونَهُ كَمَا يَعْ ِرفُونَ أَبْنَاءَ ُهمْ }...
(البقرة :من الية .)146ومع ذلك هذه العرفة ما أغنت عنهم من ال شيئا لاذا؟ لنم
ل يصدقوه فيما يدعيه من النبوة والرسالة ،ولذلك فإن اليان تسبقه العرفة ول
تكفي وحدها ،بل ل بد أن يقترن مع العرفة اليان والذعان ،لن الول عز
وجل يقول ف مكم التنيل{ :فَاعَْلمْ أَنّهُ ل ِإلَهَ ِإلّا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ ِلذَنْبِكَ
(}...ممد :من الية .)19
وعلى هذا ،فإذا قال السلم :ل إله إل ال بلسانه؛ فعليه أن يضم إل ذلك
معرفة هذه الكلمة بإياز ث بالتفصيل ،فإذا عرف وصدق وآمن؛ فهو الذي يصدق
( )2حديث صحيح :رواه أحد ( ،)5/236وابن حبان ()4زوائد ،وصححه اللبان ف الصحيحة(.)3355
عليه تلك الحاديث الت ذكرت بعضها آنفا ،ومنها قوله صلى ال عليه وسلم
مشيا إل شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفا " :من قال :ل إله إل ال ،نفعته
يوما من دهره ".)(1
أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها منجية له من اللود ف النار
– وهذا أكرره لكي يرسخ ف الذهان – وقد ل يكون قد قام بقتضاها من
كمال العمل الصال والنتهاء عن العاصي ولكنه سلم من الشرك الكب وقام با
يقتضيه ويستلزمه شروط اليان من العمال القلبية – والظاهرية حسب اجتهاد
بعض أهل العلم وفيه تفصيل ليس هذا مل بسطه )(2-؛ وهو تت الشيئة ،وقد
يدخل النار جزاء ما ارتكب أو فعل من العاصي أو أخل ببعض الواجبات ،ث
تنجيه هذه الكلمة الطيبة أو يعف ال عنه بفضل منه وكرمه ،وهذا معن قوله
صلى ال عليه وسلم التقدم ذكره " :من قال :ل إله إل ال ،نفعته يوما من دهره
" ،)(1أما من قالا بلسانه ول يفقه معناها ،أو فقه معناها ولكنه ل يؤمن بذا العن؛
فهذا ل ينفعه قوله :ل إله إل ال ،إل ف العاجلة إذا كان يعيش ف ظل الكم
السلمي وليس ف الجلة.
لذلك ل بد من التركيز على الدعوة إل التوحيد ف كل متمع أو تكتل
إسلمي يسعى -حقيقة وحثيثا – إل ما تدندن به كل الماعات السلمية أو
جلها ،وهو تقيق الجتمع السلمي وإقامة الدولة السلمة الت تكم با أنزل ال
على أي أرض ل تكم با أنزل ال ،هذه الماعات أو هذه الطوائف ل يكنها أن
( )1حديث صحيح :صححه للبان ف السلسلة الصحيحة ()1932وعزاه لب سعيد العراب ف معجمه وأب نعيم
ف اللية ( ،)5/46والطبان ف الوسط ( ،)6533وهو من حديث أب هريرة رضي ال عنه.
( )2هذه عقيدة السلف الصال ،وهي الد الفاصل بيننا وبي الوارج والرجئة.
(
تقق هذه الغاية – الت أجعوا على تقيقها وعلى السعي -حثيثا إل جعلها
حقيقة واقعية – إل بالبدء با بدأ به الرسول صلى ال عليه وسلم.
وأعيد التنبيه بأنن ل أعن الكلم ف بيان الهم فالهم وما دونه على أن
يقتصر الدعاة فقط على الدعوة إل هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها ،بعد أن أت
ال عز وجل علينا النعمة بإكماله لدينه ! بل ل بد لؤلء الدعاة أن يملوا السلم
كُلً ل يتجزأ ،وأنا حي أقول هذا -بعد ذلك البيان الذي خلصته :أن يهتم
الدعاة السلميون حقا بأهم ما جاء به السلم ،وهو تفهيم السلمي العقيدة
الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة "ل إله إل ال " ،أريد أن استرعي النظر إل
هذا البيان ل يعن أن يفهم السلم فقط أن معن " :ل إله إل ال " ،هو ل معبود
بق ف الوجود إل ال فقط ! بل هذه يستلزم أيضا أن يفهم العبادات الت ينبغي
أن يعبد ربنا -عز وجل – با ،ول يوجه شيء منها لعبد من عباد ال تبارك
وتعال ،فهذا التفصيل ل بد أن يقترن بيانه أيضا بذلك العن الوجز للكلمة
الطيبة ،ويسن أن أضرب مثلً – أو أكثر من مثل ،حسبما يبدو ل – لن البيان
الجال ل يكفي.
أقول :إن كثيا من السلمي الوحدين حقا والذين ل يوجهون عبادة من
العبادات إل غي ال عز وجل ،ذهنهم خال من كثي من الفكار والعقائد
الصحيحة الت جاء ذكرها ف الكتاب والسنة ،فكثي من هؤلء الوحدين يرون
على كثي من اليات وبعض الحاديث الت تتضمن عقيدة وهم غي منتبهي إل
ما تضمنته ،مع أنا من تام اليان بال عز وجل ،خذوا مثلً عقيدة اليان بعلو
ال عز وجل ،على ما خلقه ،أنا أعرف بالتجربة أن كثيا من إخواننا الوحدين
السلفيي يعتقدون معنا بأن ال عز وجل على العرش استوى دون تأويل ،ودون
تكييف ،ولكنهم حي يأتيهم معتزليون عصريون،أو جهميون عصريون ،أو
ماتريدي أو أشعري ويلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية ل يفهم معناها
الوسوس ول الوسوس إليه ،فيحار ف عقيدته ،ويضل عنها بعيدا ،لاذا؟ لنه ل
يتلق العقيدة الصحيحة من كل الوانب الت تعرض لبيانا كتاب ربنا – عز وجل
– وحديث نبينا ممد صلى ال عليه وسلم ،فحينما يقول العتزل العاصر :ال –
سمَاءِ ( }...اللك :اليتان .)16-15 عز وجل – يقول { :أَأَمِنُْتمْ مَ ْن فِي ال ّ
وأنتم تقولون :إن ال ف السماء ،وهذا معناه أنكم جعلتم معبودكم ف ظرف هو
السماء الخلوقة!! فإنه يلقى شبهة على من أمامه.
أريد من هذا الثال أن أبي أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتا ليست
واضحة – للسف ف أذهان كثي من آمنوا بالعقيدة السلفية نفسها ،فضلً عن
الخرين الذين اتبعوا العقائد الشعرية أو الاتريدية أو الهمية ف مثل هذه السألة،
فأنا أرمي بذا الثال إل أن السألة ليست بذا اليسر الذي يصوره اليوم بعض
الدعاة الذين يلتقون معنا ف الدعوة إل الكتاب والسنة إن المر ليس بالسهولة
الت يدعيها بعضهم ،والسبب ما سبق بيانه من الفرق بي جاهلية الشركي
الولي حينما كانوا يدعون ليقولوا :ل إله إل ال فيأبون؛ لنم يفهمون معن هذه
الكلمة الطيبة ،وبي أكثر السلمي العاصرين اليوم حينما يقولون هذه الكلمة؛
ولكنهم ل يفهمون معناها الصحيح ،هذا الفرق الوهري هو الن متحقق ف مثل
هذه العقيدة ،وأعن با علو ال عز وجل على ملوقاته كلها ،فهذا يتاج إل بيان،
ول يكفي أن يعتقد السلم {الرّ ْحمَنُ َعلَى الْعَرْشِ اسَْتوَى) (طـه. )5 :
"ارحوا من ف الرض يرحكم من ف السماء ".)(1دون أن يعرف أن كلمة
"ف " الت وردت ف هذا الديث ليست ظرفية ،وهي مثل "ف " الت وردت ف
سمَاءِ ( }...اللك :اليتان .)16-15؛ لن "ف" قوله تعال { :أَأَمِنُْتمْ مَ ْن فِي ال ّ
هنا بعن " على " والدليل على ذلك كثي وكثي جدا؛ فمن ذلك :الديث
السابق التداول بي ألسنة الناس ،وهو مموع طرقه – والمد ل – صحيح،
ومعن قوله صلى ال عليه وسلم " :ارحوا من ف الرض " ل يعن الشرات
والديدان الت هي ف داخل الرض ! وإنا من على الرض؛ من إنسان وحيوان،
وهذا مطابق لقوله صلى ال عليه وسلم ..." :يرحكم من ف السماء " ،أي :على
السماء ،فمثل هذا التفصيل ل بد للمستجيبي لدعوة الق أن يكونوا على بينة
منه ،ويقرب هذا :حديث الارية وهي راعية غنم ،وهو مشهور معروف ،وإنا
أذكر الشاهد منه؛ حينما سألا رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أين ال؟" قالت
له :ف السماء" .)(1لو سألت اليوم كبار شيوخ الزهر – مثلً – أين ال؟ لقالوا
لك :ف كل مكان ! بينما الارية أجابت بأنه ف السماء ،وأقرها النب صلى ال
عليه وسلم ،لاذا؟؛ لنا أجابت على الفطرة ،وكانت تعيش با يكن أن نسميه
بتعبينا العصري ( بيئة سلفية) ل تتلوث بأي بيئة سيئة – بالتعبي العام -؛ لنا
ترجت كما يقولون اليوم – من مدرسة الرسول صلى ال عليه وسلم – هذه
الدرسة ل تكن خاصة ببعض الرجال ول ببعض النساء ،وإنا كانت مشاعة بي
الناس وتضم الرجال والنساء وتعم الجتمع بأكمله ،ولذلك عرفت راعية الغنم
العقيدة لنا ل تتلوث بأي بيئة سيئة؛ عرفت العقيدة الصحيحة الت جاءت ف
( )1حديث صحيح :رواه أبو داود ( ،)4941والترمذي( ،)1925وصححه اللبان ف الصحيحه (.)925
( ( )1حديث صحيح :رواه مسلم ( ،)537وأبو داود (،)930والنسائي ( ،)18-1/14من حديث معاوية بن
الكم السلمي رضي ال عنه.
الكتاب والسنة وهو مال يعرفه كثي من يدعي العلم بالكتاب والسنة ،فل يعرف
أين ربه! مع أنه مذكور ف الكتاب والسنة ،واليوم أقول :ل يوجد شيء من هذا
البيان وهذا الوضوح بي السلمي بيث لو سألت – ل أقول :راعية غنم – بل
راعي أمة أو جاعة؛ فإنه قد يار ف الواب كما يار الكثيون اليوم إل من رحم
ال وقليل ما هم !!!
من اليسر العروف حينئذ أن الصحاب يسمع الديث من رسول ال صلى ال
عليه وسلم مباشرة ث التابعي يسمع الديث من الصحاب مباشرة ...وهكذا
نقف عند القرون الثلثة الشهود لا باليية ،ونسأل :هل كان هناك شيء اسه
علم الديث؟ الواب :ل ،وهل كان هناك شيء اسه علم الرح والتعديل؟
الواب :ل ،أما الن فهذان العلمان ل بد منهما لطالب العلم ،وها من فروض
الكفاية؛ وذلك لكي يتمكن العال اليوم من معرفة الديث إن كان صحيحا أو
ل كما كان ذلك ميسرا للصحاب ،لن الصحاب ضعيفا ،فالمر ل يعد ميسرا سه ً
كان يتلقى الديث من الصحابة الذين زكوا بشهادة ال – عز وجل – لم ...
إل .فما كان يومئذ ميسورا ليس ميسورا اليوم من حيث صفاء العلم وثقة
مصادر التلقي ،لذا ل بد من ملحظة هذا المر والهتمام به كما ينبغي ما
يتناسب مع الشاكل الحيطة بنا اليوم بصفتنا مسلمي ،والت ل تط بالسلمي
الولي من حيث التلوث العقدي الذي سبب إشكالت وأوجد شبهات من أهل
البدع النحرفي عن العقيدة الصحيحة منهج الق تت مسميات كثية ،ومنها
الدعوة إل الكتاب والسنة فقط ! كما يزعم ذلك ويدعيه النتسبون إل علم
الكلم.
وهذا من نتائج الغربة الشديدة للسلم اليوم الت ل تكن ف الزمن الول ،ول
شك أن غربة الزمن الول كانت بي شرك صريح وتوحيد خال من كل شائبة،
بي كفر بواح وإيان صادق ،أما الن فالشكلة بي السلمي أنفسهم فأكثرهم
( )1حديث صحيح :رواه الطبان ف الكبي ( )10/255رقم ( ،)10394من حديث ابن مسعود رضي ال عنه.وله
شاهد من حديث عقبة بن غزوان الصحاب رضي ال عنه رواه البزار كما ف الزوائد ()7/282وله شاهد آخر من
حديث أب ثعلبة الشن رضي ال عنه رواه أبو داود ( ،)4341وصححه اللبان ف الصحيحة (.)494
توحيده مليء بالشوائب ،ويوجه العبادات إل غي ال ويدعي اليان؛ هذه القضية
ينبغي النتباه لا أولً ،وثانيا :ل ينبغي أن يقول بعض الناس :إننا ل بد لنا من
النتقال إل مرحلة أخرى غي مرحلة التوحيد وهي العمل السياسي !! لن
السلم دعوته دعوة حق أولً ،فل ينبغي أن نقول :نن عرب والقرآن نزل بلغتنا،
مع تذكينا أن العرب اليوم عكس العاجم الذين استعربوا ،بسبب بعدهم عن
لغتهم ،وهذا ما أبعدهم عن كتاب ربم وسنة نبيهم ،فهب أننا – نن العرب –
قد فهمنا السلم فهما صحيحا ،فليس من الواجب علينا بأن نعمل عملً
سياسيا ،ونرك الناس تريكا سياسيا ،ونشغلهم بالسياسة عما يب عليهم
الشتغال به ،ف فهم السلم :ف العقيدة ،والعبادة ،والعاملة والسلوك !! فأنا ل
أعتقد أن هناك شعبا يعد بالليي قد فهم السلم فهما صحيحا –أعن :العقيدة،
والعبادة ،والسلوك –ورب عليها.
ومن النصح أيضا ،أن نشغل الناس فيما ينفعهم؛ بتصحيح العقيدة ،والعبادة،و
السلوك ،والعاملت.
وقد يظن بعضهم أننا نريد تقيق التربية والتصفية ف الجتمع السلمي! كل
هذا ما ل نفكر فيه ول نلم به ف النام؛ لن هذا تقيقه مستحيل؛ ولن ال عز
وجل يقول ف القرأن الكري { َوَلوْ شَا َء رَبّكَ لَجَعَ َل النّاسَ أُمّةً وَا ِحدَةً وَل يَزَالُونَ
ُمخْتَلِفِيَ}(هود.)118 :
وهؤلء ل يتحقق فيهم قول ربنا تعال هذا إل إذا فهموا السلم فهما
صحيحا وربوا أنقسهم وأهليهم ومن كان حولم على هذا السلم الصحيح.
فالشتغال الن بالعمل السياسي مشغلة ! مع أننا ل ننكره ،إل أننا نؤمن
بالتسلسل الشرعي النطقي ف آن واحد ،نبدأ بالعقيدة ،ونثن بالعبادة ث بالسلوك؛
تصحيحا وتربية ث ل بد أن يأت يوم ندخل فيه ف مرحلة السياسة بفهومها
الشرعي؛ لن السياسة معناه :إدارة شؤون المة ،من الذي يدير شؤون المة؟
ليس زيدا ،وبكرا ،وعمرا؛ من يؤسس حزبا أو يترأس حركة ،أو يوجه جاعة !!
هذا المر خاص بول المر؛ الذي يبايع من قبل السلمي ،هذا هو الذي يب
عليه معرفة سياسة الواقع وإدارته ،فإذا كان السلمون غي متحدين – كحالنا
اليوم – فيتول ذلك كل ول أمر حسب حدود سلطاته ،أما أن نشغل أنفسنا ف
أمور لو افترضنا أننا عرفناها حق العرفة فل تنفعنا معرفتنا هذه؛ لننا ل نتمكن من
إدارتا ،ولننا ل نلك القرار لدارة المة ،وهذا وحده عبث ل طائل تته،
ولنضرب مثلً الروب القائمة ضد السلمي ف كثي من بلد السلم هل يفيد أن
نشعل حاسة السلمي تاهها ونن ل نلك الهاد الواجب إدارته من إمام
مسؤول عقدت له البيعة؟! ل فائدة من هذا العمل ،ول نقول :إنه ليس بواجب !
ولكننا نقول :إنه أمر سابق لوانه ،ولذلك فعلينا أن نشغل أنفسنا وأن نشغل غينا
من ندعوهم إل دعوتنا؛ بتفهيمهم السلم الصحيح ،وتربيتهم تربية صحيحة ،أما
أن نشغلهم بأمور حاسية وعاطفية ،فذلك ما سيصرفهم عن التمكن ف فهم
الدعوة الت يب أن يقوم با كل مكلف من السلمي؛ كتصحيح العقيدة،
وتصحيح العبادة ،وتصحيح السلوك ،وهي من الفروض العينية الت ل يعذر القصر
فيها ،وأما المور الخرى فبعضها يكون من المور الكفائية ،كمثل ما يسمى
اليوم بـ (فقه الواقع ) والشتغال بالعمل السياسي الذي هو من مسئولية من لم
الل والعقد ،الذين بإمكانم أن يستفيدوا من ذلك عمليا ،أما أن يعرفه بعض
الفراد الذين ليس بأيديهم حل ول عقد ويشغلوا جهور الناس بالهم عن الهم،
فذلك ما صرفهم عن العرفة الصحيحة ! وهذا ما نلمسه لس اليد ف كثي من
مناهج الحزاب والماعات السلمية اليوم ،حيث نعرف أن بعضهم انصرف
عن تعليم الشباب السلم التكتل واللتف حول هؤلء الدعاة من أجل أن يتعلم
ويفهم العقيدة الصحيحة ،والعبادة الصحيحة ،والسلوك الصحيح ،وإذا ببعض
هؤلء الدعاة ينشغلون بالعمل السياسي وماولة الدخول ف البلانات الت تكم
بغي ما أنزل ال ! فصرفهم هذا عن الهم واشتغلوا با ليس مهماً ف هذه
الظروف القائمة الن.
أما ما جاء ف السؤال عن كيفية براءة ذمة السلم أو مساهته ف تغيي هذا
الواقع الليم؛ فنقول :كل من السلمي بسبه ،العال منهم يب عليه ما ل يب
على غي العال ،وكما أذكر ف مثل هذه الناسبة :أن ال عز وجل قد أكمل
النعمة بكتابه ،وجعله دستورا للمؤمني به ،من ذلك أن ال تعال قال...{ :
فَاسَْألُوا أَهْ َل الذّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ ل تَعَْلمُونَ}(النبياء :من الية )7فال سبحانه وتعال
قد جعل الجتمع السلمي قسمي :عالا ،وغي عال ،وأوجب على كل منهما
مال يوجبه على الخر ،فعلى الذين ليسوا بعلماء أن يسألوا أهل العلم ،وعلى
العلماء أن ييبوهم عما سئلوا عنه ،فالواجبات – من هذا النطلق – تتلف
باختلف الشخاص ،فالعال اليوم عليه أن يدعوا إل دعوة الق ف حدود
الستطاعة ،وغي العال عليه أن يسأل عما يهمه بق نفسه أو من كان راعيا؛
كزوجة أو ولد أو نوه ،فإذا قام السلم –من كل الفريقي – با يستطيع؛ فقد
نا ،لن ال عز وجل يقول { :ل يُكَلّفُ اللّهُ نَفْسا ِإلّا وُسْ َعهَا }(البقرة :من الية
.)286
نن – مع السف -نعيش ف مأساة ألت بالسلمي ،ل يعرف التاريخ لا
مثيلً ،وهو تداعي الكفار على السلمي ،كما أخب النب صلى ال عليه وسلم ف
مثل حديثه العروف والصحيح " :تداعى عليكم المم كما تداعى الكلة إل
قصعتها" ،قالوا :أمن قلة نن يومئذ يا رسول ال؟ قال" :ل ،أنتم يومئذ كثي،
ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،ولينعن ال الرهبة من صدور عدوكم لكم ،وليقذفن
ف قلوبكم الوهن" ،قالوا :وما الوهن يارسول ال؟ قال" :حب الدنيا وكراهية
)(1
الوت".
فواجب العلماء إذا ،أن ياهدوا ف التصفية والتربية ،وذلك بتعليم السلمي
التوحيد الصحيح وتصحيح العقائد والعبادات ،والسلوك ،كل حسب طاقته وف
البلد الت يعيش فيها ،لنم ل يستطيعون القيام بهاد اليهود ف صف واحد
ماداموا كحالنا اليوم ،متفرقي ،ل يمعهم بلد واحد ول صف واحد ،فإنم ل
يستطيعون القيام بثل هذا الهاد لصد العداء الذين تداعوا عليهم ،ولكن عليهم
أن يتخذوا كل وسيلة شرعية بإمكانم أن يتخذوها ،لننا ل نلك القدرة الادية،
ولو استطعنا ،فإننا ل نستطيع أن نتحرك فعلً ،لن هناك حكومات وقيادات
وحكاما ف كثي من بلد السلمي يتبنون سياسات ل تتفق مع السياسة الشرعية
– مع السف الشديد – لكننا نستطيع أن نقق – بإذن ال تعال _ هذين
المرين العظيمي اللذين ذكرتما آنفا وها التصفية والتربية ،وحينما يقوم الدعاة
السلمون بذا الواجب الهم جدا ف بلد ل يتبن سياسة ل تتفق مع السياسة
الشرعية ،ويتمعون على هذا الساس ،فأنا أعتقد – يومئذ -أنه سيصدق عليهم
قول ال عز وجل{ :وََيوْمَِئذٍ يَفْ َرحُ اْلمُؤْمِنُونَ .بَِنصْرِ اللّه)(الروم :من الية )5-4
.
( )1حديث صحيح :رواه أبو داود ( ،)4297وأحد ( ،)5/287من حديث ثوبان رضي ال عنه ،وصححه بطريقيه
اللبان ف الصحيحة (.)958
إذا ،واجب كل مسلم أن يعمل ما باستطاعته ،ول يكلف ال نفسا إل
وسعها ،وليس هناك تلزم بي إقامة التوحيد الصحيح والعبادة الصحيحة ،وبي
إقامة الدولة السلمية ف البلد الت ل تكم با أنزل ال ،لن أول ما يكم با
أنزل ال –فيه -هو إقامة التوحيد ،وهناك – بل شك – أمور خاصة وقعت ف
بعض العصور وهي أن تكون العزلة خيا من الخالطة ،فيعتزل السلم ف شعب
من الشعاب ويعبد ربه ،ويكف من شر الناس إليه ،وشره إليهم ،هذا المر قد
جاءت فيه أحاديث جدا وإن كان الصل كما جاء ف حديث ابن عمر –رضي
ال عنه " :-الؤمن الذي يالط الناس ويصب على أذاهم خي من الؤمن الذي ل
يالط الناس ول يصب على أذاهم " .)(1فالدولة السلمة – بل شك – وسيلة
لقامة حكم ال ف الرض ،وليست غاية بد ذاتا.
ومع ذلك فنحن ند كثيا من أتباعه يالفون ذلك ،جاعلي جل دعوتم إل
إفراد ال عزوجل بالكم ،ويعبون عن ذلك بالعبارة العروفة " :الاكمية ل ".
ول شك بأن الكم ل وحده ول شريك له ف ذلك ول ف غيه ،ولكنهم؛ منهم
من يقلد مذهبا من الذاهب الربعة ،ث يقول – عندما تأتيه السنة الصرية
الصحيحة :-هذا خلف مذهب ! فأين الكم با أنزل ال ف اتباع السنة؟!.
( )1حديث صحيح :رواه الترمذي ( ،)2507وابن ماجه ( ،)4032والبخاري ف الدب الفرد ( ،)388وأحد ( ،)5/365من
حديث شيخ من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وصححه اللبان ف الصحيحة (.)939
ومنهم من تده يعبد ال على الطرق الصوفية ! فأين الكم با أنزل ال
بالتوحيد؟! فهم يطالبون غيهم با ل يطالبون به أنفسهم ،إن من السهل جدا أن
تطبق الكم با أنزل ال ف عقيدتك ،ف عبادتك ،ف سلوكك ،ف دارك ،ف تربية
أبنائك ،ف بيعك ،ف شرائك ،بينما من الصعب جدا ،أن تب أو تزيل ذلك
الاكم الذي يكم ف كثي من أحكامه بغي ما أنزل ال ،فلماذا تترك اليسر إل
العسر؟!.
هذا يدل على أحد شيئي :إما أن يكون هناك سوء تربية ،وسوء توجيه .وإما
أن يكون هناك سوء عقيدة تدفعهم وتصرفهم إل الهتمام با ل يستطيعون تقيقه
عن الهتمام با هو داخل ف استطاعتهم ،فأما اليوم فل أرى إل الشتغال كل
الشتغال بالتصفية والتربية ودعوة الناس إل صحيح العقيدة والعبادة ،كل ف
حدود استطاعته ،ول يكلف ال نفسا إل وسعها ،والمد ل رب العالي.
وصلى ال وسلم على نبينا ممد عليه وآله وسلم.