You are on page 1of 3

‫فى تقرير جديد لمركز الرض " مشكلت المياه في الريف المصري بين الفساد ‪ ...

‬وسوء‬
‫التخطيط"‬
‫دراسة حالة لقريتين مصريتين‬
‫هل تطرح الحزاب المصرية برامج لمعالجتها؟‬
‫‪30/10/2005‬‬

‫يأمل مركز الرض وهو يصدر تقريره عن مشكلت المياه فى الريف ان تضع الحزاب المصرية التى تتنافس على‬
‫مقاعد الدور البرلمانية ‪ 2010-2005‬هذه المشكلت ضمن اهتمامها وخططها لمعالجة هذة المشاكل المتعلقة بتلوث‬
‫مياه الشرب ونقص مياه الرى ومد خطوط الصرف الصحى لكل قرى الريف ويبين التقرير الذى يصدره مركز الرض‬
‫اليوم انه ل تكاد تخلو قرية من قرى الريف المصري من مشكلت المياه‪ ،‬فقرى مصر ُ‬
‫كتب عليها أن تعاني من‬
‫مشاكل ل حصر لها بهذا الشأن خلف المدينة التي تتمتع في أغلب الحيان بخدمات افضل ومن هذه المشاكل ما هو‬
‫متعلق بتلوث مياه الشرب أو عدم تطهير المصارف أو عدم توافر مياه كافية لري الراضى الزراعية‬

‫ويقف الفلح المصري أمامها عاجزا ً بسبب غياب التخطيط المركزي من قبل مؤسسات الدولة‪ ،‬أو تجاهل الحكومة‬
‫لمشاكل الفقراء والمهمشين من سكان الريف‪ ،‬أو عدم أداء السلطات المحلية لمهامها‪ ،‬أو استشراء الفساد بين‬
‫موظفيها‪ ،‬أو تدخل اصحاب النفوذ بشكل سلبى لمنح امتيازات لراضيهم الزراعية على حساب أراضى صغار‬
‫المزارعين‪.‬‬

‫فتكون نتيجة ذلك هي اصابة الفلحين وأبنائهم بالمراض والوبئة مثل الفشل الكلوي او الكبد الوبائى من جراء عدم‬
‫نقاء مياه الشرب ووجود المصارف غير النظيفة في زمام القرى والتي تبعث بالروائح السيئة والحشرات وما‬
‫يصحبهما من أمراض معدية‪ ،‬أو خسارة في المحصول الزارعى نتيجة عدم توافر مياه الري أو سوء توزيعها وبالتالي‬
‫انهيار معدلت النتاج ومستويات المعيشة‪.‬‬

‫وبالطبع ل يترك ذلك أثره على ُأسر الفلحين فقط فى الريف بل يترك أثره الجسيم على القتصاد المصري ككل‪،‬‬
‫حيث ينخفض مستوى الدخل القومي وتتدهور كفاءة العمالة في الريف ويتقهقر قطار التنمية الزراعية والتنمية‬
‫القتصادية بوجه عام‪ ،‬في بلد هو بالفعل يقع في قاع سلم التنمية في العالم الثالث‪.‬‬

‫ويحاول هذا التقرير الذى يعد العدد رقم )‪ (32‬من سلسلة الرض والفلح التى يصدرها المركز معالجة بعض هذه‬
‫المشكلت ‪ ،‬حيث ينقسم أربعة أقسام‪ .‬يحدد القسم الول السياقات القليمية والدولية والقانونية لقضايا المياه‬

‫حيث يبين ان اجمالى الموارد المائية تقدر بـ ‪ 63.5‬مليار متر مكعب يستخدم لرى الراضى منها ‪ 49.7‬مليار متر‬
‫مكعب ويبين التقرير ان مصر تعتمد مع ثمانى دول اخرى على مياه نهر النيل وتعانى هذه الدول من مجاعات وحروب‬
‫اهلية وصراعات حدودية مما يهدد بمخاطر مستقبلية على حصة مصر من مياه النهر‬

‫كما يبين هذا القسم بعض نصوص التفاقيات الدولية والقليمية التى تحدد توزيع مياه نهر النيل مثل اتفاق " اندجو"‬
‫والذى يفتقر الى جهاز مؤسسى يدير الزمات المتوقعة بين دول حوض نهر النيل كما يستعرض بعض نصوص‬
‫المواثيق الدولية التى تؤكد على ضرورة كفالة الدولة للمواطنين حقهم فى مياه رى وشرب نظيفة وكافية بداية من‬
‫العهد الدولى الخاص بالحقوق القتصادية والجتماعية الى اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز الى اتفاقية حقوق‬
‫الطفل‬

‫كما يستعرض التقرير التعليق العام رقم ‪ 12‬والذى يتناول ضمانات وصول المواطنين الى موارد المياه على نحو‬
‫مستدام خاصة وصول المزارعين والمهمشين والمحرومين لهذه المورد بشكل عادل لحماية زراعاتهم وحقهم فى‬
‫الغذاء النظيف كما يبين هذا القسم الملحظات على نصوص القانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪1984‬م الصادر بشأن الرى‬
‫والصرف والتى تساهم فى فساد المحليات وسوء التخطيط وتشجع على عدم العدالة حيث يستعرض التقرير ان‬
‫هناك عشرات الترع والقنوات تم ردمها فى الريف وتحت اشراف جهات حكومية‬

‫وفى نفس الوقت يتم تحرير محاضر بتبوير أراضى للفلحين رغم علم هذه الجهات بردم المساقى والترع فى نفس‬
‫الوقت ايضا ً الذى تمتنع فيه وزارة الرى عن التصريح للفلحين بدق ابار ارتوازية لرى زراعاتهم فى المناطق التى ل‬
‫تصل اليها مياه الترع ويستعرض التقرير فى القسم الثانى مظاهر ازمة المياه فى الريف حيث يبين هذا القسم ان‬
‫اهم هذه المظاهر هى عدم توافر مياه الري وتلوث مياه الشرب وانعدام خدمات الصرف الصحي‪..،‬الخ‬

‫وفي واقع المر إن هذه المشاكل في أغلبها مرتبط بإهمال حكومي وغياب دور السلطة المركزية في التخطيط‬
‫وغياب أو فساد المحليات وتدخل اصحاب النفوذ بتوفير خدمات المياه بمناطق على حساب مناطق أخرى في ظل‬
‫غياب تخطيط مركزي وفساد موظفي المحليات‪.‬‬

‫هذا وتنحصر المشكلة الساسية للري دوما ً في نقص كمية مياه الري وعدم وصولها بالقدر الكافي إلى مزارعي‬
‫نهايات الترع مع قلتها في الترع الرئيسية‪.‬‬

‫ومن ضمن المشكلت الطوال الكبيرة للترع العمومية والفرعية‪ ،‬ومما يؤدي لصعوبة تطهيرها قلة عدد مفتشي‬
‫الري ‪ ،‬هذا إلى جانب سرعة نمو حشائش القاع والحشائش الجانبية بدرجة عالية لنفس السبب السابق‪.‬‬

‫وكذلك النهيارات المتعددة في أجناب الترع والتوسع في استصلح الراضي خارج الزمام‪ ،‬وعدم وجود بيانات دقيقة‬
‫عن الحتياج المائي للتركيب المحصولي السنوي بعد التحرر من الدورة الزراعية‪.‬‬

‫وعدم وضوح توزيع الختصاصات بين الري والزراعة في توزيع مياه الري بين المحافظات وعدم وجود إدارة لتطوير‬
‫الري أو إدارة للتوجيه المائي بكل محافظة‪ .‬أما عن أزمة مياه الشرب‪ ،‬فهي ثاني كبرى مشكلت المياه التي يواجهها‬
‫الفلحون في الريف‪ .‬حيث تعاني معظم القرى بالساس من عدم وصول مياه شرب نقية لهم أو وصول مياه ملوثة‬
‫تصيبهم بالمراض‪.‬‬

‫ومرة أخرى يتدخل سوء التخطيط القومي وفساد المحليات في هذا المر وتنتشر في الكثير من القرى ظاهرة بيع‬
‫مياه الشرب مع غياب دور الدولة الرئيسي في توفير خدمات المياه والمياه المباعة ل تتوافر فيها الشروط الصحية‬
‫وغير معروف درجة نقائها ونسبة الملح فيها ومعبأة في عبوات متسخة ومن المشاكل الجسيمة المتعلقة بمياه‬
‫الشرب هو اختلطها بمياه الصرف الصحي‪.‬‬

‫وثالث هذه المشاكل هي أزمة الصرف الصحي‪ ،‬حيث تعاني منها الكثير من القرى مما يجلب الكثير من الزمات‬
‫الصحية وغيرها المصاحبة لذلك وتتصدر مشكلة عدم توافر شبكات الصرف الصحي واستمرار غرق الشوارع في‬
‫المستنقعات وانهيار شبكة مياه الشرب قائمة القضايا التي تعاني منها قرى مصر‪.‬‬

‫ويتضرر صغار الفلحين وأسرهم بالساس من عدم عدالة التوزيع وعدم معالجة قضايا المياه فتتدهور حالتهم‬
‫القتصادية والجتماعية بالضافة لكل ما سبق‪ ،‬يعاني الفلح من أن مياه الشرب ملوثة تلوث كيماوي بسبب أخطاء‬
‫الحكومة الجسيمة في معالجة المياه أو في شبكات الصرف التي تختلط فيها مياه الصرف بمياه الشرب‪..‬الخ‪.‬‬

‫والتلوث الكيماوي للمياه هو اشد أنواع التلوث ضررًا‪ ،‬فكثير من النفايات الكيماوية تبقى زمنا طويل ً إما في صورة‬
‫ذائبة أو عالقة في المياه‪ ،‬ويترسب البعض منها للقاع تدريجيا ً مكونا مواد أشد سمية كما‪ ،‬أن بعض المواد يزداد‬
‫تركيزها من خلل الدورات البيولوجية المتكررة علوة على تلوث المياه الجوفية بمياه المجارى والبيارات‪.‬‬

‫وتعاني أعداد كبيرة من الفلحين من أمراض متعلقة بتلوث المياه‪ ،‬حيث تؤثر السميات مثل المبيدات والفلزات‬
‫الثقيلة في مياه الشرب والمنتجات الغذائية أن تؤثر على الصحة البشرية وكذلك على الحيوانات والطيور والسماك‪.‬‬
‫ومن المراض الشائعة بسبب تلوث المياه مرض الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي الذي تصل نسبة الصابة بها‬
‫لحوالي ‪ %10‬في أنحاء مصر‪.‬‬

‫ثم يبين التقرير في القسم الثالث دراسات حالة من قريتين مصريتين وهما ‪:‬‬
‫قرية الرهاوي بالجيزة‪ ،‬غياضة الشرقية ببني سويف ‪ ،‬وتقوم دراسات الحالة بالتركيز على مشكلت قضايا المياه بهذه‬
‫القرى‪ ،‬ولكنها في الوقت ذاته تتعرض لقضايا أخرى ل تنفصل عن مشاكل المياه‪ ،‬حيث يعرض "ملف القرية" الخاص‬
‫بكل قرية مشكلت مثل ارتفاع سعر ايجار الراضى الزارعية وعدم تسجيل الحيازات الزراعية بعد تطبيق القانون‬
‫رقم ‪ 96‬لعام ‪ 1992‬ونقص الخدمات العامة من كهرباء ورعاية تعليمية وصحية ومواصلت‬
‫بالضافة لتدهور علقة الفلحين مع السلطة المحلية مثل بنك التنمية والئتمان الزراعي والجمعية الزراعية‪ ،‬بسبب‬
‫تدنى هذه الخدمات ويبين هذا القسم اثار عدم توافر مياه كافية ونظيفة فى هذه القرى مما يؤدى الى تبوير الرض‬
‫واصابها بالملوحة ثم يحتوى كل قسم على شهادات للفلحين يتحدثون فيها عن مشاكلهم بسبب نقص المياه و تلوثها‬
‫و عدم وجود شبكات للصرف الصحى ومما يسببه ذلك من اثار صحية سلبية على صحتهم كما يؤدى الى خسارات فى‬
‫انتاجهم المحصولى ويستعرض القسم الرابع وتحت عنوان توصيات التقرير دور المؤسسات الحكومية او الهلية‬
‫لمعالجة القضايا الخاصة بالمادة من اهم هذه التوصيات هى وبالنسبة لمؤسسات الدولة تأتى أهم‬
‫التوصيات كالتى ‪:‬‬
‫بالنسبة لمياه الشرب‪ :‬ضرورة توفير الدولة لمياه الشرب النقية في جميع القرى والنجوع وفي جميع ساعات‬
‫اليوم‪ ،‬وإنشاء محطات التحلية ورفع المياه في القرى والمناطق المحرومة وتطوير محطات تحلية المياه في‬
‫المناطق المهملة ووضع حلول عاجلة لوقف تلوث مياه الشرب وإنهاء ظاهرة بيع المياه غير النقية للفقراء في‬
‫القرى‪.‬‬

‫بالنسبة لمياه الري‪ :‬توفير الدولة كميات عادلة ومناسبة من مياه الري للمحاصيل المنزرعة وإنهاء عدم العدالة‬
‫في التوزيع والمحسوبية لصالح كبار الفلحين على حساب صغارهم‪ ،‬وتوفير كميات مياه كافية المساحات الجديدة‬
‫المنزرعة وزيادة عدد مرات المناوبة فى الترع التى تعانى من نقص فى كميات المياه ‪.‬‬

‫و إقامة المزيد من محطات المعالجة للمياه لعادة استخدام مياه الصرف الصحى في أغراض الستصلح الزراعي‬
‫خارج الدلتا والوادي وتطهير الترع الرئيسية والفرعية وقيام إدارة الرشاد الزراعي بالمحافظات المختلفة بواجباتها‬
‫وتوجيه الفلحين لرفع مستوى الوعي بأساليب استخدام المياه‪ ،‬وإنشاء مراكز إرشادية بالقرى التابعة للمراكز ‪.‬‬

‫وبالنسبة للصرف الصحي‪ :‬ضرورة إنشاء الدولة لشبكات الصرف الصحي في جميع القرى وإنهاء حالة استخدام‬
‫الخزانات الرضية‪.‬وإزالة البرك والمستنقعات الناشئة عن تراكم مياه الصرف الصحي التى تجلب المراض‪.‬‬

‫ان التقرير يطالب المؤسسات غير الحكومية ايضا ً للعمل مع الفلحين بهدف ‪:‬‬
‫تعزيز ودعم حقوق الفلحين فى مياه رى وشرب نظيفة لتنمية وعدالة توزيع الموارد المائية وتوعيتهم بطرق ترشيد‬
‫استخدام مياه الرى واعادة استعمال مياه الصرف الزراعى والصحى من اجل حماية صحة المواطنين ووقف اهدار‬
‫المياه وتوعيتهم بمخاطر شرب مياه غير نظيفة اوعدم حصولهم على مياه رى كافية لراضيهم الزراعية أوعدم وجود‬
‫نظم لمعالجة الصرف الصحى وتقديم الدعم للفلحين التى تنتهك حقوقهم فى مياه شرب نظيفة ومياه رى كافية ‪.‬‬

‫أننا نأمل ان يساهم هذا التقرير فى قيام الحزاب والقوى السياسية فى مصر بوضع مشاكل المياه ضمن اولويات‬
‫عملها وبرامجها خلل المرحلة القادمة كما يطالب المركز كافة المنظمات غير الحكومية بالعمل معا ً لتنفيذ توصيات‬
‫التقرير وذلك من اجل كفالة حقوق الفلحين فى مياه شرب نظيفة ومياه رى كافية لزراعاتهم ووطن ينعم فيه‬
‫الجميع بالحياه النسانية الكريمة ‪.‬‬

You might also like