ققناهدف نسعى إليه بعزيمتنا ,و نعرف أننا ح ّ نجاحنا إذا استطعنا أن نصل إلى ما نريد ..إلى ت ناجح ؟ ذلك الهدف ..إلى ذلك النجاح ..هل أن َ جحة ؟ هل نحن ناجحين في حياتنا ؟ ت نا ِهل أن ِ دعوني انطلق معكم في قصة ربما ترغبون َ سماعها ..ربما تريدون أن تسافروا معي إلى أحداثها . قصة طموح ,قصة نجاح ,تلك القصة كانت شرارة انفجار لثورة من التقدم و الّرقي و الحضارة في اليابان تلك القصة هي قصة شاب اسمه تاكيو اوساهيرا ذلك الشاب خرج من اليابان ة تحوي مجموعة من أصحابه و مسافرا ً مع بعث ٍ أقرانه متجهين إلى ألمانيا ,وصل إلى ألمانيا و وصل معه الحلم الذي كان يصبو إليه ,و يراه بعينيه ذلك الحلم هو أن ينجح في صناعة محرك صنعصنع يحمل شعار ُ يكون أول محرك كامل ال ّ في اليابان ,ذلك حلمه ,بدأ يدرس و يدرس بجد أكثر و عزيمة أكثر مضت السنوات سراعا ً كان أساتذته اللمان يوحون إليه بأن نجاحك الحقيقي هو من خلل حصولك على شهادة الدكتوراه في هندسة الميكانيكا ,كان يقاوم تلك الفكرة و يعرف أن نجاحه الحقيقي هو أن يتمكن من صناعة محرك ,بعد أن أنهى دراسته وجد نفسه عاجزا ً عن معرفة ذلك اللغز ينظر إلى المحرك و لزال يراه أمرا ً مذهل ً في صنعه غامضا ً في تركيبه ل يستطيع أن يف ّ كك رموزه . جاءت الفكرة مرة أخرى ليحلق من خللها في خياله و ليمضي من خلل خياله نحو عزيمة تملكته و شعور أسره ,تلك الفكرة ) :لبد الن أن أّتخذ خطوة جادة من خللها أكتشف كيف يمكن أن أصنع المحرك ( . إخواني الكرام ,أخواتي الكريمات :صدقوني النجاح الذي نحصل عليه ينطلق من خلل فكرة نصنعها نحن و نمضي نحن في تحقيقها ,تلك الفكرة مضى ذلك الشاب ليحققها ,فحضر معرض لبيع المحركات اليطالية ,اشترى محرك بكل ما يملك من نقوده ,أخذ المحرك إلى ة قطعة , غرفته ,بدأ يفكك قطع المحرك قطع ً ككها و يحاول أن يفهم بدأ يرسم كل قطعة يف ّ وضعت في هذا المكان وليس في غيره , لماذا ُ بعد ما انتهى من تفكيك المحرك قطعة قطعة , بدأ بتجميعه مرة أخرى ,استغرقت العملية ثلثة أيام ,ثلثة أيام من العمل المتواصل لم يكن ينام خللها أكثر من ثلث ساعات يوميا ً كان يعمل بج ّ د و دأب ,في اليوم الثالث استطاع أن يعيد تركيب المحرك و أن يعيد تشغيله مرة أخرى ,فرح كثيرا ً ,أخذ المحرك ,ذهب يقفز فرحا ً نحو أستاذه ,نحو مسئول البعثة و رئيسها :استطعت أن أعيد تشغيل المحرك ,بعدما أعدت تجميع القطع قطعة قطعة ,تنفس الصعداء ,شعر ت ,لكن الستاذ أشار إليه : بالراحة :الن نجح ُ سا ما نجحت ,النجاح الحقيقي هو أن تأخذ سا ,ل ِ ّ لِ ّ هذا المحرك ,و أعطاه محرك آخر :هذا المحرك ل يعمل ,إذا استطعت أن تعيد إصلح هذا المحرك فقد استطعت أن تفهم اللغز ,تجربة جديدة ,أخذ المحرك الجديد ,حمله و كأنه يحتضن أعّز شيء إليه ,إنه يحتضن الحلم ,إنه يحتضن الهدف , وراح يمضي بعزيمة ,دخل إلى غرفته ,بدأ يفكك المحرك من جديد ,و بنفس الطريقة ,قطعة قطعة ,بدأ يعمل على إعادة تجميع ذلك المحرك ,اكتشف الخلل ,قطعة من قطع المحرك تحتاج إلى إعادة صهر و تكوين من جديد , فكر أنه إذا أراد أن يتعلم صناعة المحركات فل بد ل بسيط ,كيف يمكن لنا أن نقوم أن يدرس كعام ٍ بعملية صهر و تكوين و تصنيع القطع الصغيرة حتى نستطيع من خللها أن نصنع المحرك الكبير . عمل سريعا ً على تجميع باقي القطع بعد أن اكتشف الخلل و استطاع أن يصلح القطعة ,ركب المحرك من جديد ,بعد عشرة أيام من العمل المتواصل ,عشرة أيام من الجد و العزيمة ,لم ينم خللها إل القليل القليل من الساعات ,في اليوم العاشر ,طربت أذنه بسماع صوت المحرك و هو يعمل من جديد ,حمل المحرك سريعا ً و ذهب إلى رئيس البعثة :الن نجحت ,الن سألبس بدلة العامل البسيط و أّتجه لكي أتعلم في مصانع صهر المعادن ,كيف يمكن لنا أن نصنع القطع الصغيرة ,هذا هو الحلم ,وتلك هي العزيمة , قى بعدما نجح رجع ذلك الشاب إلى اليابان ,تل ّ مباشرة رسالة من إمبراطور اليابان ,وكانوا ينظرون إليه بتقديس و تقدير ,رسالة من إمبراطور اليابان ! ماذا يريد فيها ؟ :أريد لقاءك و مقابلتك شخصيا ً على جهدك الرائع و شكرك على ما قمت به .رد على الرسالة :ل زلت حتى الن ل أستحق أن أحظى بكل ذلك التقدير و أن أحظى بكل ذلك الشرف ,حتى الن أنا لم أنجح , بعد تلك الرسالة ,بدأ يعمل من جديد ,يعمل في اليابان ,عمل تسع سنوات أخرى بالضافة إلى تسع سنوات ماضية قضاها في ألمانيا ,كم المجموع ؟ أمضى تسع سنوات جديدة من العمل المتواصل استطاع بعدها أن يحمل عشرة صنعت في اليابان ,حملها إلى قصر محركات ُ المبراطور الياباني ,وقال :الن نجحت ,عندما استمع إليها المبراطور الياباني و هي تعمل َتهّلل وجهه فرحا ً ,هذه أجمل معزوفة سمعتها صنع مئةفي حياتي ,صوت محركات يابانية ال ّ بالمئة ,الن نجح تاكيو اوساهيرا ,الن استطاع ول الفكرة التي حّلقت في ح ّ أن يصنع ذاته عندما َ خياله من خلل عزيمته إلى هدف يراه بعينيه و يخطو إليه يوما ً بعد يوم ,عندما وصل إلى ذلك الهدف استطاع أن ينجح ,في ذلك اليوم صنع ذاته ,صناعة الذات انطلقت من ذلك الشاب ل عامل ياباني يرفع شعار :إذا كان ليتبّناها ك ّ الناس يعملون ثمان ساعات في اليوم سأعمل تسع ساعات :ثمان ساعات لنفسي ولولدي و الساعة التاسعة من أجل اليابان ,تلك المعنويات جعلتنا نقول العالم يلهو و اليابان يعمل ,جعلتنا صنعت في نفتخر بملبوساتنا و بمقتنياتنا لنها ُ اليابان . كلم رائع ,كلم جميل ,أعرف ما يدور في ظروف المواتية ؟ أذهانكم ,أين الفرصة ؟ أين ال ّ مهيأة ! صناعة الذات اذهب أنت تتكلم عن ظروف ُ و اعمل على إلقائها في مكان آخر ,أنا أمامي الكثير من العقبات ,أمامي الكثير من الحواجز , طموح و العزيمة و دثني عن الفكرة و ال ّ و أنت تح ّ ط بيدثني عن المشاكل التي ُتحي ُ ح ّ الهداف َ , س كذلك ؟ رّبما تدور هذه الفكرة في أول ً ,ألي َ عقول بعضنا الن ,دعوني أحدُّثكم عن واقع آخر و عن تجربة أخرى ,هي أكثر تأّلقا ً وأكثر طموحا ً ,تجربة بدأت و انطلقت من َرصيف في ُ بيروت عاصمة لبنان ,ذلك الرصيف كان ينام عليه ب صغير ,من أين أتى ذلك الشاب إلى هذا شا ٌ ظالم ,عمه الرصيف ؟ أتى من بيت عمه ال ّ القاسي بعد أن ُتوفيت أمه و ُتوفي أبوه ولم َيعد له أحد غير ذلك العم ,الذي قال له يوما ً وبصراحة َ مل :لقد أثقلَتني و لم أعد قادرا ً على َتح ّ مصاريفك ,اذهب إلى الشارع ,خرج الطفل خطواته الصغير نحو الطريق الواسع ,راحت ُ تتبعثر حائرة :إلى أين أذهب ؟ وجد المكان المناسب ,رصيف ممتد ! فوق الرصيف إنارة صفراء ! وبجواره صندوق كبير للمهملت و النفايات ! موقع رائع ! الّرصيف هو المأوى لنس و صندوق النفايات هو والنور هي مصدر ا ُ المصدر للطعام ,كانت تلك هي المواصفات ,تلك هي البيئة بدأ الشاب ينام فوق الرصيف و تحت النارة و يأكل بقايا الطعام التي كان يجدها صحف المرمّية ,بعدما يأكل ملفوفة في بعض ال ّ ظر إلى فح الصحيفة و بالكاد كان ين ُ كان يتص ّ الصور التي يختفي أجزاء منها نتيجة ُبقع الّزيت العالقة كان يقرأ بالكاد بعض السطر و الكلمات . هنه فكرة , قدحت في ِذهنه فكرة ,حّلقت في ذ ِ ان َ بينما كان ُيقّلب عينيه في صحيفة ممتلئة ببقايا كر لماذا ل َأكون صحفيا ً ؟ لماذا ل الطعام ,ف ّ أكون كاتبا ً ؟ لماذا ل أكتب و أنا صاحب تجربة كبيرة ؟ كم من الناس نام فوق الّرصيف بجوار صندوق الّنفايات و تحت النارة الصفراء ؟ أنا ! تلك ميزة ,أنا متميز ! ل بد أن َأتعّلم حتى أكون صحفي و حتى َأتعلم لب ُدّ أن اعمل ,أشرق طموح في نفسه ,انطلق الصباح و أشرق ال ّ مؤسسات صحفية صاحبنا يبحث في العاصمة عن ُ ي شيء .بحث و تفتح له ِذراعها حتى يعمل فيها أ ّ كاد أن َييأس لكنه َأخيرا ً وجد بحث ,بحث حتى َ سبة ,وظيفة يعمل فيها منا ِفرصة ,وظيفة ُ ال ُ بالمساء حتى يدرس صباحا ً ِتلك الوظيفة عامل طاولت ,طاولت الموظفين ,و بسيط يمسح ال ّ سبة على منا ِ المكائن ,مكائن الطباعة ,وظيفة ُ القل َتضمن له أن يقرأ كل يوم صحيفة نفس طخ الصور اليوم بدون أي ُبقع و بدون أي زيت يل ّ و أسطر المقالت بدأ يعمل ,كان يعمل بعزيمة , كان يعمل على تنظيف الطاولت و كأنه رئيس تحرير تلك المؤسسة ,لنه يعمل و يرى بعينيه الطموح و الهدف الذي يسعى إليه .كان يعود إلى مذكراته و خواطره و ذلك المكان و ينطلق بكتابة ُ يكتب و يكتب صنعت منه التجربة كاتب يفجر متألقة في يوم من المعاني من خلل كلمات ُ اليام كان يحمل الدفتر و يمشي ببراءة الشاب الصغير يمشي بخطى سريعة في أحد أسياب تلك المؤسسة و أحد ممراتها فجأة ارتطم برجل كبر في السن :أنا آسف ,ذلك يظهر عليه ال ِ فت إلىمؤدبا ً و كان من أدبه أنه الت َ َ الرجل كان ُ الدفتر الذي وقع على الرض من يد ذلك الشاب عندما وقع الرتطام و وقع الحادث عندما اصطدم ,نزل ذلك الرجل و أخذ الدفتر و اعتذر من ءل :هل الشاب الصغير و قدم الدفتر له ثم َتسا َ تعمل في هذه المؤسسة ؟ قال :أنا أعمل منذ أشهر ,أوه ما شاء الله تعمل عندنا ,أنا رئيس تحرير هذه الجريدة ,ما هذا الدفتر الذي في َيدك طري أكُتب فيها وو ) ,,,الن جاءت خوا ِ ؟ هذي َ الفرصة ( :هذه خواطري أكتب و أنظر لعّلك تقرأ ضل معي في مكتبي صفحات ,قال :تف ّ بعض ال ّ حتى أقرأ خواطرك ,ذهب معه إلى المكتب ,بدأ طقطق عن تجربة و تن ِ يقرأ الخواطر ,فإذا بها تن ِ بمعاناة و َتتحدث عن مأساة و لذلك كانت صادقة , عدة ,وعده أن يدعمه أعجب بهذه الموهبة الوا ِ حتى يستمر في التطوير ونشر له مقال في تلك الجريدة فكانت أول انطلقة ,كان ينظر للمقال عدة أسطر و إنما يرى فيه فل يرى فيه مقال ً من ِ الحلم ,يرى فيه الطموح ,يرى فيه الهدف , استمر ذلك الشاب ...لن أسرد عليكم باقي القصة بأكملها ,القصة طويلة لكني أريد أن أقول لكم أن ذلك الشاب استطاع أن يكون رئيس تحرير تلك الجريدة ثم استطاع أن يمتلك تلك الجريدة ثم استطاع أن يمتلك أكبر مؤسسة صحفية في لبنان ,استطاع أن يصنع ذاته ,من أين بدأ رحلته مع صناعة الذات؟ بدأ بفكرة ,تلك الفكرة التي انعكست من خلل ميزة رآها في كفيلة بأن تجني عليه وأن نفسه تلك الميزة كانت َ تقضي عليه ,تلك الميزة هو أنه شاب صغير طريق بل عائل و بل مأوى .تلك كع في ال ّيتس ّ ميزة ؟ أم سلب ِّية ؟ تلك إيجابية ؟ أم مصيبة ؟ لو نظر لها على أنها سلبية لكانت قادرة على أن ُتحطم حياته لكّنه نظر إليها على أّنها ميزة يمتاز بها و فكر كيف يستطيع أن ينطلق من خللها حتى يستطيع أن يأسر قلوب الناس عندما يكون صحفي يتكلم عن معاناته ,أنا أسألكم سؤال , ل منا يسأل أخواتي الكريمات ,أسأُلكن سؤال ً :ك ُ ّ نفسه ,ما هي مميزاتي ,ايش هي الشياء التي ك مميزات ك مميزات ,هل عند ِ َأمتاُز بها ,هل عند َ ,من خلل تلك الميزات هل نستطيع أن نكون ظفها حتى نصنع أفضل ؟ هل نستطيع أن نو ّ منا قق نجاحنا ؟ هل نظر الواحد ِ ذواتنا ؟ حتى ُنح ّ مرة إلى المرآة ؟ بالّتأكيد ,تذكر آخر مرة نظرت فيها إلى المرآة , تذكري أختي الكريمة آخر مرة نظرتي فيها إلى المرآة ,ماذا وجدتم ؟ ماذا رأينا في المرآة ؟ وجدت نفسك بالتأكيد ! عندما وجدت نفسك , ايش وجدت فيها ؟ ماذا رأيت في نفسك من ميزات ؟ هل جلسنا لنفكر ,ما هي الشياء الحقيقية اللي احنا نمتلكها ,و من خللها نستطيع أن نكون أفضل ؟ ي إحدى الخوات ,ل أعرفها ,سألتني عل ّ اتصلت َ سؤال ً كان يحكي المعاناة ,و يحكي التجربة المريرة ,و يحكي اّللوعة التي تجدها في نفسها ,كان ختام سؤالها ُ :أريد أن أنتحر اليوم ! قصتها التي جعلتها ُتفكر بأن ايش رأيك ؟ ما هي ِ ت صغيرة ,في سن تنتحر ؟ تقول :عندما كن ُ العاشرة أو التاسعة من عمري ,احترق المطبخ , و كنت في داخل المطبخ ,فاحترق جسمي ,و قت أرجلي و يديها احترق وجهي ,واحتر َ احترقت ,وكلها احترقت ,و ُأصيبت بتشويه بالغ كل عمليات التجميل إل جدا ً جدا ً ,وبالرغم من ُ وهة إلى درجة ُتعبر عنها بأنها مش ّ أنها استمرت ُ مقّززة لمن ينظر إليها ,تقول :و مع ذلك , درجة ُ ت أن أتكّيف مع الحياة , حاولت أن أصبر ,حاول ُ أكملت دراستي ,أنهيت دراستي المتوسطة , ت الجامعة ,كنت أنهيت دراستي الثانوية ,دخل ُ ي فأجد اللوعة أنظر لنظرات الخريات إل ّ كنت ي برحمة ,لكني ُ ظرون إل ّ صُرني ,كانوا ين ُ تعت ِ أحترق ,أحترق ,أحترق من تلك الرحمة التي أراها في قسمات وجوههم ,ل ُأريد أحد أن يرحمني ,ل أريد أحد أن ُيشفق علي ,ل أريد أحد ي ل أريد أحد أن يتعاطف معي ,كانت أن ينظر إل ّ تلك المشاعر تخُنقني و بالرغم من ذلك أكملت ت إلى الصفر دراستي الجامعية ,و أنا الن وصل ُ تل أستطيع أن أواصل ,عندما أنهت حديثها ,قل ُ لها :أختي الكريمة ,هل تسمحي لي أن أتحدث إليك بميزة رائعة اكتشفُتها فيك ,خلل هذي خللها اكتشفت ت معي من ِ دقائق التي تحدث ِ ال ّ ك أن تكتشفيها في ك ميزة رائعة ,أريدُ ِ في ِ نفسك ,و إذا اكتشفتيها في نفسك ,حرام عليك أن تهدري هذه الّنفس الرائعة التي تمتلك تلك ذة ,تساءََلت :أنا عندي ميزة ,كي َ ف الميزة الف ّ عرفت ؟ و ايش هي الميزة ؟ أنا أمتلك شيء جيد ,ما هو ذلك الشيء الجيد ؟ كانت تتساءل حْيرة ,قلت لها ُ :أختي الكريمة َ :أنتي ذهول ,ب ِ َ ب ُ عزيمة ,أنتيكين َ َ تمتلكين ِإرادة ,أنتي َتمتل ِ كرني إل بقول ذلك الشاعر تمتلكين صبر ل ُيذ ّ الذي كان يقول : قال الصبُر صابَر الصبَر الصبوُر حتى للصبور دعني هذا واحد صبور ,جاء الصبر يتحداه ,الصبر يتحدى الصبور يقول له :أنا أتحداك أن تصبر أكثر مني , و بدؤوا في المنافسة . قال الصبُر صابَر الصبَر الصبوُر حتى للصبور دعني كني ,خلص ارحمني ,أنا ل استطيع أن ف ّ ُ أنافسك . ت تمتلكين ِإرادة أكثر من طبيعية ,بدأت والله أن ِ قق بيضة طموح ُيش ّ نفسها َتتفّتق أمل ً ,بدأ ال ّ اليأس ل ُِيخرج رأسه و ينظر إلى الحياة المشرقة التي يمكن لها أن تنطلق إليها إذا ما اقتنت تلك الفكرة و حملتها معها . وماذا أستطيع أن افعل من خلل تلك الميزة ! اووه ,تستطيعين أن تفعلي الكثير ,تستطيعين لمة و خدمتك ل ُ أن تكوني أكثر من عادية في ِ للمجتمع و للناس لّنك أكثر من عادية من خلل هذه العزيمة و الرادة القوية ,أنا أعرف الكثير خمسة بالمئة من تلك من الناس لو امتلكوا َ جعت , العزيمة لنقلوا الجبال من أماكنها َ ,تش ّ مست ,انطلقت ... ح ّتَ َ جاءْتني الخبار بأّنها الن وفي هذا اليوم الذي دثكم فيه تدير أكبر و أنشط و أوسع مدرسة ُ أح ّ لتحفيظ القرآن ,تخدم النساء في مدينتها ,وفي طقتها التي تسكن فيها ,إذا َنظرنا إلى من ِ الّنقطة المظلمة فلن ُنشاهد المساحة البيضاء من حولنا ,إذا نظرنا إلى ُنقطة الضعف فلن َننظر إلى مزايانا التي نجدها و نحصل عليها ممّيزاتنا ؟ هل بمجّرد أن نراها ,هل نعرف ما هي ُ نعرف ما هي الشياء التي يمكن من خللها أن كلكم تريدون أن تعرفوها و أهم قق نجاحاتنا ُ ُنح ّ كر كيف ُيمكن مميزاتنا ,هو أن ُنف ّ من أن نعرف ُ ولها إلى ولها إلى نجاح ؟ و أن ُنح ّ لنا أن ُنح ّ خطوات نصل من خللها إلى ما نريد . ب إلى قلبي ,كان يمتلك صديقي خالد ,حبي ٌ ة متللئ في ليل ِ ة أجمل إشراقا ً من البدر ال ُ ابتسام ً ذة , خا َالخامس عشر من الشهر ابِتسامُته كانت أ ّ قلت له مرةً :أنت تمتلك ميزة رائعة ,ابِتسامتك قسمات وجهك مْنسابة على َ متك ال ُذة ,ابِتسا َ الف ّ والتي تسحر الْنظار التي ترنوا إليك تجعل منك بارعا ً في الّتصال بالخرين و في تكوين العلقات معهم ,كان صاحبي موظف بسيط في حت في عقله تلك أحد الشركات الكبيرة ,ترن ّ َ قّلبها أكثر َ ,راجعها ,درسها ,اّتص َ ل الفكرة َ , ميزة ,و من علي :أنت تقول أن هذه البتسامة ِ خللها استطيع أن أكون رجل علقات عامة ناجح ,صح ,ما رأيك بأن أضع نصب عيني هذا الهدف أريد أن أكون مدير علقات عامة في شركتنا العملقة و الضخمة ,ممتاز ماذا ينبغي علي أن اعمل ؟ أضف إلى ابتسامتك مهارات في التصال ,أضف إلى ابتسامتك مهارات تحتاجها في العلقات العامة و ضع على رأسها ابتسامتك وجها ,عند ذلك تنجح ,لم يكن المشوار لكي ت ُت َ ّ طويل ً ,سنة ونصف ,قفز قفزة ,كان صاحبي قاضى راتب مقداره ألفين و خمسمئة ريال , يت َ صاحبي اليوم َيتقاضى راتب مقداره ستة عشر ألف ريال ,الطموح انطلق من خيال ,بدأ من فكرة ,انتهت الرحلة بالهدف الذي نريده و ليتنا محّلقين في تلك الفكار ,لكن تعال بنا يا نستمر ُ دثنا إلى الواقع ,الكثير من الظروف ,البيئة , مح ّ ُ المجتمع ,الناس من حولنا ,أحد الذين يديرون في رأسهم تلك الفكرة يذكرني بصديق لي اسمه ميه أحمد ماهر صاحب الح ّ ظ ُ أحمد ماهر و أس ّ ذنُته بأن أتحدث عن اسمه و عن العاثر ,و استأ َ ي لقاء ألتقي من خلله أحبة لي تجربته في أ ّ أمثالكم أيها الكرام ,أحمد ماهر صاحب الحظ العاثر عندما كان يدرس في المرحلة الثانوية كان بليدا ً متأخرا ً في دراسته ,ايش المشكلة يا أحمد ؟ الساتذة ل ُيحسنون الشرح ! و الله ى متثاقلة تجاوز غلطانين ! أحمد ماهر بخط ً الثانوية و دخل إلى الجامعة ,بعد أول ست أشهر من الجامعة عمل على تحويل القسم الذي يدرس فيه ,ليش يا أحمد ؟ عندي دكتور ل يفهم ! المشكلة أن التخصص الجديد الذي انتقل إليه للسف وجد فيه دكتور آخر ل يفهم ! ترك الجامعة ! أحمد ماهر بحث عن وظيفة ,أحمد طرد ماهر وجد وظيفة ,أحمد ماهر بعد شهرين ُ , متسّلط , مديري ُمن وظيفته ,ليش يا أحمد ُ : مديري ل يريد مصلحة العمل ,مديري ل يفهمني ,أحمد ماهر تزوج ,مبروك يا أحمد , أحمد ماهر بعد ست أشهر طلق زوجته ,ليش يا نأحمد ,زوجتي ل تفهم ,أسألكم سؤال ,أسألك ّ سؤال :من الذي ل يفهم ؟ أحمد ماهر صاحب الحظ العاثر ل يفهم لنه يلقي بالمسؤولية على عاتق أي أحد ,كثير منا في رحلته لصناعة الذات أول ما يجد كبوة أو عقبة يلتفت حوله :من المسئول ؟ من المسئول ؟ من المسئول ؟ كان الحرى به أن يفكر كيف يمكن لي أن أعالج هذه المشكلة بنفسي كيف يمكن لي أن أتحمل المسؤولية و أن أفكر في الحل . ت دعوني أحدثكم عن قصة إذا تحدثت عنها وقف ُ إجلل ً لبطلة تلك القصة ,بطلة تلك القصة أراها دائما ً كلما رأيتها ضربت لها تحية إجلل ً و احتراما ً و تقديرا ً ,بطلة تلك القصة أعرفها تماما ً وكل واحد منكم في هذه القاعة يعرفها تماما ً ,أنا ل منكم سبق وأن رآها ,تلك البطلة رأيتها وك ٌ نراها في بعض المرات تمشي على الجدار تتسلق بعزيمة و بطموح و بقوة وبأمل ترى هدفها بعيدا ً ,قريبا ً من السقف ربما يكون هدفها نقطة أو حبة سكر وربما يكون هدفها شيئا ً حلوا ً يسيل على طرف الجدار وربما يكون هدفها أن تعود إلى مسكنها في ثقب أحد أفياش الكهرباء في الجدار و هي تحمل على كتفها حبة أرز حملتها مشوارا ً طويل ً تصعد إلى لجدار فيأتي أحد العابثين يضربها بيده فتسقط على الرض و مع ذلك تقوم بسرعة و بنشاط و بطاقة عالية تحمل حبة الرز و تعود لتصعد من جديد لنها هي المسئولة عن الوصول و ليس الذي ضربها تلك البطلة المحترمة هي النملة من منكم سبق له و ة بقدمه ,حرام عليه حبيبتي النملة ل أن وطأ نمل ً تطؤوها بأقدامكم ,النملة إذا سقطت على الرض تعرف أنها هي المسئولة عن النجاح الذي تريد أن تحققه و لو استجابت لك وأنت تلحقها تبأطراف أصابعك أو لو استجابت لكي و أن ِ تلحقينها بأطراف أصابع المكنسة لما حققت هدفها يوما ً من اليام تلك النملة عّلمتنا كيف نتحمل المسؤولية و عّلمتنا كيف يكون الذي يتحمل المسؤولية محترما ً مقدرا ً لدرجة أنه يذكر في القرآن ,كّلنا قرأنا قوله سبحانه و تعالى َ مل َ ٌ ذا أ َ ها ة َيا أي ّ َ ت نَ ْ قال َ ْ ل َ ِ م ْ ّ نال دي ِ وا َ لى َ ع َ وا ْ َ ت حّتى إ ِ َ )) َ ن ما ُ سل َي ْ َ م ُ من ّك ُ ْ حط ِ َ م َل ي َ ْ ساك ِن َك ُ ْ م َخُلوا َ ل اد ْ ُ م ُ الن ّ ْ ن (( هل قرأتم تلك الية عُرو َ ش ُ م َل ي َ ْ ه ْ و ُ جُنودُهُ َ و َُ ما هي قصتها ..سليمان عليه السلم يسير وخلفه الجيش الكبير يسيرون سراعا ً أمامهم من بعيد مجموعة من النمل يسعون في طلب الرزق حول بيتهم ,النمل ينظر مذهول ً للجيش القادم من بعيد ,من بين النمل الذي أطال النظر للخطر القادم نملة واحدة كانت مبادرة راحت تصرخ : أيها النمل ادخلوا مساكنكم ,راحت تحذرهم ,تلك النملة هل كانت مديرة النمل هل كانت قائدة النمل ؟ ربما كانت الشغالة و ربما كانت السائق الله أعلم ,لكنها هي التي ذكرت في القرآن لنها هي التي تحملت المسؤولية وهي التي راحت تصرخ محذرةً النمل :اهربوا ,عودوا إلى مساكنكم احذروا من الخطر القادم ,تلك النملة درها هل سبق ة بأن نحترمها و أن نق ّ حري ً كانت َ ة دنا أن كان مارا ً في الطريق و شاهد زجاج ً لح ِ منكسرة على الرض فتركها وقال هذا شغل البلدية ,لو كان ذلك الشخص يمتلك مبادرة النملة لجمع الزجاج و قال ليست المسؤولية مسؤولية البلدية و إنما نحن جميعا ً نتحمل المسؤولية ,تلك المسؤولية على القل من باب إماطة الذى عن الطريق ,الذي يتحمل المسؤولية سيجد مئة مبرر لكي يحملها و أول تلك المبررات هو أن السبيل الوحيد نحو النجاح هو تحمل المسؤولية ,بإمكاننا أن نبقى طويل ً داخل خيمة الفشل و نرمي على عاتق الخرين كل ما ُيصيبنا و كل ما ُيعيقنا وكل ما يقف في طريقنا ,و بإمكاننا أن نفكر كيف ظروف التي نحن فيها , يمكننا أن ننطلق برغم ال ّ كيف يمكننا أن نكون أفضل برغم ما نحن عليه الن ؟ شيءٌ واحد هو الذي يجعلك تندفع نحو إيجاد الحل لي مشكلة تواجهك في طريق رحلتك لصناعة ذاتك ذلك الشيء هو أن تفكر بأن هناك العديد من الحلول هناك العديد من الشياء التي يمكنك أن تصل إليها بمجرد أن تراها ,أجدني مضطرا ً لن أحكي لكم هذه القصة التي تحرك ُ ت ت أدرك معناها ولس ُ في نفسي مشاعرا ً لس ُ أفهم محتواها تلك القصة سأخبركم بها كما حدثت ,كان والدي ُيحب أن يبذل الخير للناس يحب أن يساعد الخرين يحب أن يقف إلى جانبهم ,كان محبوبا ً منهم جميعا ً ,كانوا يحبونه , و في يوم من اليام ركب والدي سيارته و سافر من المدينة التي يسكنها إلى مدينة أخرى ,بينما هو في الطريق شاهد رجلين يؤشران له : توقف ,و أوصلنا على طريقك ,مباشرة أوقف السيارة ,للسف الشديد لمجرد أن أوقف لهما السيارة أقبل على السيارة بسرعة فتحا الباب , أنزله من السيارة ,أخذا ما معه من نقود , ضرباه ,فتحوا شنطة السيارة و رموه في الشنطة و أغلقوا عليه الشنطة ,لماذا ؟ أخذتم النقود ,اتركوه ,ل ,حتى ل يستطيع أن يتصل بالشرطة و تدركنا على الطريق ,حتى يكسبوا وقت أكثر ,والدي داخل حقيبة السيارة داخل شنطة السيارة ,يصرخ ,أخرجوني ,ساعدوني , أنقذوني ,بدأ يصرخ يصرخ يصرخ ل أحد يستمع , ل أحد يجيب لم يكن بقرب السيارة أي أذن تصغي إليه ول أي عين تنظر إليه مضى الوقت بطيئا ً بطيئا ً بطيئا ً كان يعاني من حرارة وجوده داخل شنطة تلك السيارة ,في اليوم الثاني تفاجأ أحد الماّرة تفاجأ بأنه مّر أكثر من مرة و وجد نفس السيارة واقفة ,اتصل مباشرة على الشرطة , احضروا هناك سيارة واقفة في مكان غريب , اقتربوا من السيارة بدؤوا ينظرون إليها فتشوا السيارة ,فتحو الحقيبة وجدوا والدي داخل حقيبة السيارة لقد توفى ,أخرجوه من الحقيبة , ت أنا منذهل ً بدأ العزاء ,جاء الناس ُيعّزون جئ ُ مستغربا ً حزينا ً متسائل ً نظرت إلى السيارة نفس السيارة كانت تقف عند باب البيت ,فتحت حقيبة تلك السيارة دخلت إلى داخلها ,أغلقت على نفسي باب الحقيبة بدأت أتساءل كيف حصل ت في سقف الباب بعض الموقف ,شاهد ُ دل على أنه كان يضرب ضربات التي كانت ت ُ ال ّ ي أحد بدون جدوى بقوة لعله يسمع صوته لحد ,أ ّ نظرت فوجدت ركن النارة الخلفي مكسور يبدو أنه كسر ركن النارة لعله يتنفس بعض الهواء , عرفت السبب ,لقد مات من شدة الحرارة ,الن أنا انتبهت ,طيب أنا الن أريد أن أخرج من شنطة السيارة ,السيارة نسيت أني أغلقت شنطتها أغلقت الحقيبة أريد أن أخرج ,بدأت أطرق في نفس المكان الذي كان يطرق عليه والدي بدأت أصرخ ,لكن أحدا ً لم يستمع إلي , نظرت إلى ركن النارة الخلفي المكسور , ل الذن التي ل ت يدي ,لع ّ كسرته أكثر ,أخرج ُ ي ه فيها عين تنظر إل ّ تستمع لي تنتمي إلى وج ٍ بالفعل نجحت بدأت أؤشر ,أخي من بعيد نظر إلى يدي تخرج من حقيبة السيارة ,عرف أنني في داخلها ,اقترب :ايش اللي دخلك داخل حقيبة السيارة ,أخرجني الن و بعدين نتفاهم ,يا أخي يدك خارج الحقيبة الن ,اضغط على مفتاح الشنطة ستفتح لك الشنطة وستخرج منها , أضغط على مفتاح الشنطة ! صح ,ضغطت على مفتاح الشنطة و انفتح الباب خرجت ,لكن والدي بقي يومين داخل الشنطة ولم يضغط على المفتاح و لم يخرج و مات ,تلك القصة جعلتني أفكر ,تلك القصة واقعية ,هي بالفعل لم تحدث مع والدي ,لكنها حدثت مع والد شخص آخر ,تلك القصة قرأتها و كما قرأتها نقلتها لكم نصا ً تلك القصة أفادتني بأّننا مهما بقينا نفكر في المشكلة فلن نصل إلى الحل أبدا ً ,كان ذلك الرجل والد ذلك الرجل في داخل حقيبة تلك السيارة يفكر لمدة يومين أنه داخل السيارة و أنه داخل الحقيبة ,و أنه ل يستطيع أن يخرج منها , كل تلك الفكار كانت تدور في دائرة واحدة ,تلك الدائرة هي المشكلة كل اللي كان ينبغي عليه أن يبحث عن الحل وليس عن المشكلة ,بمجّرد أن يبحث عن الحل سُيخرج يده ويضغط على مفتاح شنطة السيارة ,كثيٌر منا عندما يجلسون يتحدثون ,أرخوا آذانكم إلى حديثهم ,ثمانين بالمئة من أحاديثنا تدور في دائرة المشكلت ,في دائرة الهموم ,في دائرة الشياء التي ل نستطيع أن نغّير فيها شيئا ً ,لو استطعنا أن نجعل هذه النسبة ثمانين بالمئة من حديثنا عن الشياء التي نستطيع أن نغّير فيها ,عن الشياء التي نستطيع كري دائما ً ,كل ما كر دائما ً ,ف ّ أن نقوم بها ,ف ّ ت أن نقع في مشكلة ينبغي أن ُنف ّ كر ,إذا أرد ُ أصنع ذاتي ماذا أستطيع أن أفعل أنا حتى أصل إلى ما أريد ؟ و ليس ما يفعله الخرون ,دعوني ت إلى عملك ,و أضرب لكم مثل بسيط ,خرج َ أنت في الطريق تفاجئت الزحام المعتاد ,ياالله , م الصباح ,السيارات المزدحمة التي تمل زحا ُ ىو الطريق و الدقائق الميتة التي تضيع سد ً ة ت الثقيلة التي تجعل النفس مريض ً اللحظا ُ مكتئبة ,كل يوم على هذه الحالة ,أليس كذلك , ما رأُيكم ,هذه التجربة اللي يمر بها الكثير ,هذا فف و الخر عينه تقدح شررا ً متضايق و ذلك يتأ ّ حتى أنك لو نويت أن تتجاوزه ,صرخ في وجهك ,كيف عرفت أنا نويت ,مجرد أني نويت , متحفز ,كل التفكير في المشكلة أليست مشكلة ؟ دعونا ننتقل من دائرة التفكير في المشاكل دعونا ننتقل من دائرة الهموم دعونا نفكر في الحل لنني مهما بقيت أقول أنه هذه مشكلة سأبقى حتى بعد عشرين سنة وأنا أقول كر في الحل ,لمجرد أن هذه مشكلة دعونا نف ّ تلتفت للتفكير في الحل ماذا ستجد ,حل ً واحدا ً , عشرة حلول ,مئة حل ,أنا أعطيكم ,أحد تلك الحلول التي يمكن أن تراها لمجرد أن تلتفت إلى ول تلك الدقائق الحل ,و أنت في زحام الطريق ح ّ ول تلك النفس الميتة إلى دقائق عالية النتاج ,ح ّ مفعمة بالحيوّية و الّنشاط متضايقة إلى نفس ُ ال ُ ول طريقك المزدحم و بقاءك هل تستطيع أن تح ّ في سيارتك إلى برنامج علمي ,إلى محاضرة تستفيد منها ,إلى دورة تدريبية تحضرها ,اقتني العديد من ما يفيدك استماعه واجعله معك في فف في الّزحام استمع لما سّيارتك بدل ً من أن تتأ ّ يدعوك إلى التفاؤل ,ستصل إلى عملك أو مفعم ستصل إلى بيتك و أنت عائد إليه وأنت ُ بالحيوية و الطاقة و النشاط ,اتركوا تلك الفكرة ,خذوا فكرة أخرى رآها بعضكم ربما ,أكتب مجموعة من البيات الشعرية ,بيت واحد في بطاقة ورقية و احملها معك طوال ما أنت في الطريق كّرر تلك البيات ,احفظها ,أنا أعرف أحد الخوة الذين جّربوا هذه الطريقة ,خلل فترة وجيزة ,استطاع أن يحفظ ألفين بيت , شعر استطاع أن يحفظهم , ألفين بيت من ال ّ ت رحلتي المضنية إلى عملي ذهابا ً و ول ُ يقول ح ّ من عملي إلى بيتي إيابا ً إلى روض ٍ ة أدبية و مة استطعت أن أجني من خلل تلك اللحظات ,ق ّ النتاج و غاية الستفادة و حفظت كل تلك البيات . قصة دعوني من هذا و من ذاك و استمعوا إلى ِ تلك المرأة التي كانت تشتكي دائما ً من كل يوم في مطبخي ,هذه مشكلة المشكلت ,أنا ُ ليس لها حل ,ل بد أن نطبخ الغداء و ل بد أن نطبخ العشاء و لبد أن نغسل الصحون و لبد أن هز الطعام ,أتحداكم تصلوا من خلل ما يقول نج ّ عنه هذا المتحدث إلى حل لهذه المشكلة ,هذا الكلم سمعته بأذني من أحد الخوات التي اتصلت بي ,وقال أنتم تتحدثون عن أشياء غير واقعية , احنا عندنا مشاكل ليس لها حل ,اقترحت عليها فكرة ,أخبرتني بعد ذلك بنتيجة تلك الفكرة , قلت لها هل تريدي أن ُتصبحي طالبة علم ,طالبة علم ! ما عندي وقت أحضر دروس ,ل ل ل أبدا ً كوني طالبة علم و أنتي في المطبخ ,أصل ً أنتي لو عندك وقت تحضري دروس كان أعطيتك نصيحة أخرى ,إحنا نريد وقت المطبخ ,يكفينا الن ,طّبقت النصيحة ثم اتصلت بي بعد ستة أشهر ,قال هل تصدق أنني الن أحفظ أكثر من ثلثمئة حديث و أعرف شرحها شرحا ً و لو أردت أن ُألقي في كل حديث من هذه الحاديث محاضرة لستطعت ,كل الذي قامت به أنها د العلماء ,مجموعة أخذت مجموعة أشرطة لح ِ دروس لشرح تلك الحاديث من أحد الكتب وبدأت بينما هي تعمل تصغي إليها و تستمع إليها , ل ,وسننجح في نجحنا في التحدي ,أوجدنا ح ً التحدي دائما ً ,أنتم وأنتن الكل سينجح في التحدي إذا كنا قادرين على الّتحليق في دائرة اسمها دائرة القدرة ,ماذا أستطيع أن أعمل أنا , ماذا أستطيع أن أفعل بنفسي ,هنا سنصل , سيعود شخص آخر و يقول :يا شيخ هنالك بعض التجارب السلبية السابقة هي التي تقف أمامنا و هي التي تعيقنا ,خليك منطقي شوي ,كم مرة حاولت أن أصنع ذاتي ,كم مرة حاولت أن أحقق سابق يسحبني إلى الوراء ن الفشل ال ّ نجاحاتي لك ّ مررت بتجربة قاسية ,ل أستطيع أن أتجاوزها و ل أستطيع أن أنساها ,أقول له الناجحين ليس في حياته فشل ,الناجح ل يحمل في خارطته ذهنية شيئا ً ُيسمى فشل بل يعرف ما يسمى ال ّ بتجربة نحن ل نفشل نحن نخوض غمار الّتجارب ويك أي تجربة صم ظهرك ُتق ّ ضربة التي ل تق ُ ال ّ كنت تشعر بأنها كانت فشل ً فقد ت بها إن ُ مرر َ ت مرةً في أحد أخطأت و إنما هي تجربة ,أعلن ُ الصحف ,أبحث عن موظفين ,أبحث عن مدير تسويق ,حضر مجموعة أشخاص و قدموا سيرهم الذاتية ,من بينهم شخص عندما قابلته والتقيت معه :ايش هي مؤهلتك ,قال :مؤهلتي :أكثر ت على إدارة من مئة مؤسسة فاشلة ,عمل ُ شرك فشلت !! ,الله يبشرك تسويقها ,و ُأب ّ بالخير ! وإحنا كم رقمنا إن شاء الله ,قال :ل ل ل ,هذي مؤهلتي الحقيقية ,كل تلك التجارب ت ثمنها تلك المؤسسات غاليا ً ستجنيها التي دفع ْ ت اليوم ,والله ! أريد أن أتفاءل ,أريد أن أن َ ُ دقك ,قال :ل ..اسمح لي أن أحدثك عن ُ أص ّ الخبرة التي حصلت عليها من خلل كل تلك تت إليه تمّنيت أنني أدر ُ التجارب ,عندما استمع ُ أكثر من مئة مؤسسة فاشلة ,حتى أحصل على خبرته التي وصل إليها ,بمجّرد أنه اعتقد أن ِ خبرات نتيجة تجارب , التجارب التي مر بها هي ِ استطاع أن يكون واثق من نفسه وأن ينطلق من ول الفكرة واعتقد أنه فشل دقوني لو ح ّ جديد ,ص ّ منذ أول تجربة ,من بعد أول َلترك العمل ُ كرها ُ ,ربما ل يبحث عن عمل بعد ذلك مؤسسة س ّ لكنه كان ينظر إلى تجاربه نظرة إيجابية ,تذكر هذه الكلمة ,انظر لحياتك من الزاوية المشرقة , انظري إلى حياتك من الزاوية المشرقة ,إذا استطعنا أن نمتلك تلك النظرة نستطيع أن نصنع ذواتنا ,رحلتي مع صناعة الذات بدأت بقصة , سأختمها بقصة ,قصة لن أنساها ,قصة واقعية جج المشاعر في حصلت معي فعل ً ,قصة تؤ ّ نفسي و أنا أتحدث عنها ,عندما ُأدير شريط تلك القصة في مخيلتي أشعر و كأّنني سأسقط من صة ,كانت تجربة ,دعوني ُأحدثكم من ّ فوق هذه ال ِ عنها ,عندما كنت في الصف الثاني متوسط ,و في شهر رمضان بالتحديد صليت التراويح خلف المام كان خاشعا ً ِبالقدر الذي مل المصلين ت من دعائه بالخشوع و كنت أحدهم تأثر ُ ت و نفسي للمسلمين و نصرة المسلمين فخرج ُ ءل و أنا متأّلقة مشاعرا ً ايجابية و قمت أتسا َ عِبقة ُ َ في هذا العمر كيف أستطيع أن أخدم الدين و كيف أستطيع أن أخدم أمتي ,كانت فكرة ي ُأنسي و سروري تعتصرني ,فكرة تقتلع عل ّ فتحوله إلى حزن وكدر ,تلك الفكرة أن الشباب ى بدون الصغار في عمري يضّيعون أوقاتهم سد ً ة فائدة وبينما أنا أسير عائد من المسجد إلى أي ِ البيت ,أشاهد مجموعة من رفاقي في عمري يلعبون الكرة و يترامونها و يتراشقونها من خلف الشبكة :يا الله ! هؤلء ضحية المؤامرة على المة السلمية ,بقيت مشاعري متأججة ,كنت أتقلب على فراشي ,جاء الصباح فانطلقت إلى ت اتجهت إلى الستاذ عبد المدرسة ,أول ما وصل ُ الله ,الستاذ المسئول عن النشاط :يا أستاذ لو سمحت أريد أن ُألقي كلمة بعد صلة الظهر: جميل رائع ! أعطيني الكلمة حتى اقرأها ,آآه و ت الكلمة ! ت الكلمة ,ما كتب َ الله أنا للسف ما كتب ُ ُ طيب كيف سُتلقي ؟ ,سألقي ارتجال ً أنا عندي أفكار و سألقي ارتجال ً ,اسمحوا لي أن أقول لكم سر ل تخبروا به أحد ,حتى تلك اللحظة لم ت في حياتي ,و ل مرة , ت و ألقي ُأكن قد وقف ُ للسف الستاذ وافق على طلبي ,مضى الوقت ت أصلي ,كان قلبي بطيئا ً ,صّلينا الظهر ,كن ُ يرتجف ارتجافا ً ,أنا ل أعرف هل هو خشوع في سّلم المام أردت أن أقف , صلة الظهر َ , ن قلبي يزداد ِثقل ً و الثقل يزداد حتى تأ ّ فشعر ُ انه يمنعني من الوقوف ,قلت في نفسي ,و أنا ايش اللي جابني للمشكلة هذي لكن ,ل مناص ت على خطواتي مشيت تقدمت وقفت أمام تحامل ُ الطلب انظر إليكم و كأني انظر إليهم ,كانوا أمامي عدد الصفوف خمسة صفوف ,و الستاذ عبد الله صلى بنا إماما ً و يجلس بجواري الستاذ ب ثوبك : ت سأسح ُ عبد الله قال لي :إذا أطل َ بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد لله رب العالمين ,الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ... كلها بدأت سورة الفاتحة ..أما بعد :المدرسة ُ تضحك ,حتى الجدران كانت تضحك ,أحد المدرسين كان سمين جدا ً لم يردني أن انظر إليه و هو يضحك وضع يديه على فمه كنت انظر إلى بطنه يضحك ..المدرسة كلها كانت تضحك ,يا الله ,اسألني عن أعظم أمنية ,سأقول لك , أتمنى أن تنشق الرض و تبتلعني ,اشعر بتنميل في أطرافي ,اشعر بأن ُركبي تنتفض ,أشعر صرع َبأن قلبي ذهب و َتركني ,اشعر بأن شخص َ ة فوق رأسي ,أكاد أن أنكمش و أتضاءل ليمون ً ةل ُ ي أمني ٍ كانت تلك هي مشاعري ,اسألني عن أ ّ أتمّناها سُأجيبك بكلمة واحدة :ل أتمنى أن يراني أحد ل أتمنى أن يسمعني أحد ل أتمنى أن يشعر ت بخطوات بي أحد أتمنى أن اختفي ,تقدم ُ ب شيئا ً فشيئا ً ,كنت متثاقلة و الضحكات تنسح ُ أجلس قبل الصلة و أثناء الصلة في الصف ت إلى الصف الثاني الثاني ,تقدمت حتى وصل ُ كت رأسي ت رأسي اصطَ ّ ت في مكاني أنزل ُجلس ُ بُركبتي كان الجالس عن يميني يضحك و يضربني ل إلى اليسار فيضحك ضربات بسيطة فأمي ُ الجالس عن يساري و يضربني ضربات بسيطة أنقذني صوت المدرس ,أحد الساتذة بدأ يصرف الصفوف حتى يعودوا للحصة بعد الصلة ,الصف الخير يتحرك الصف الذي يليه يتحرك الصف الثالث يتحرك الصف الثاني يتحرك وصلني ت و الدور ,وقفوا جميعا ً حتى يغادروا وقف ُ سنة ,انصرفوا جميعا ً ,بعد أن انتهيت ت ال ّ كّبر ُ ت يسار ل يوجد أحد الن اهرب ت يمين ,التف ّ التف ّ الن أقف ,ذهبت إلى فصلي ,يا الله نسيت إذا كنت آخر من يغادر المصلى سأكون آخر من يصل إلى الفصل ,كل السخرية تنتظرني داخل ت باب الفصل :قاه قاه قاه قاه , الفصل ,فتح ُ علي أن طاولتي كل بدأ يضحك ,من نعمة الله َ ال ُ كانت الطاولة الولى ,سحبت طاولتي و ب دأت العبارات تتراشق كل منهم يضر ُ جلست ,ب َ رأسي بعبارة ,أخرجت كتاب و دفنت وجهي فيه , جر ُ ُ أأبكي ؟ كيف أعّبر عن مشاعري ؟ كيف أف ّ دثكم عن إحباطي ؟ تخيلوا تلك ُ يأسي ؟ كيف أح ّ دست في نفسي , الكثافة السلبية العالية التي تك ّ ت بينما أنا كذلك ,ضربة قوية على الطاولة ,رفع ُ رأسي :مدرس اللغة العربية ,سحبني من يدي أخرجني ,أوقفني أمام الطلب ,الستاذ إبراهيم تذقها ولكنني رأي ُ كان قاسيا ً ,يمتلك كف لم أ ُ كمن سقط على الرض لّنه ذاقها ,يا ساتر أمس َ قبني فني أمام الطلب ,عا َ ق َ بيدي ,ماذا يريد ,أو َ ك بيدي ت بأن يده التي كانت تمس ُ لوحدي ,تفاجئ ُ مفعمة ل لي مشاعَر المحبة مشاعر ُ كانت ترس ُ ت يا مريد , ع يدي عاليا ً :أحسن َ بالحميمية ,رف َ منتصر في حلبة المصارعة مريد ,كأني ُ ت يا ُ أحسن َ مطأطئ و نظري ,أنا ل أكُتمكم في البداية كنت ُ يصافح الرض ,لما َرفع يدي إلى العلى : ت يامريد ,ليش ايش سويت بدأت ,قال أحسن َ الستاذ إبراهيم :مريد هو الشخص الوحيد الذي ث و لم يقف منكم أي وقف أمامكم و لم يتحد ْ شخص و لم يتحدث منكم أي شخص ,مريد وقف ف اليوم ولم يتحدث يقف ولم تقفوا ,الذي وق َ غدا ً و يتحدث ,آآه صح :أقف غدا ً و أتحدث أنا لم ت بتجربة ,الستاذ إبراهيم جعلني أفشل أنا مرر ُ انظر إلى التجربة من الزاوية اليجابية ,جعلني انظر إليها من الزاوية المشرقة ,ماذا تتوقعون تالنتيجة اليوم الثاني وبعد صلة الظهر وقف ُ أمام الطلب و قلت أما بعد ثم تحدثت و تكلمت , ة ترى لو أنني لم انظر إلى تلك التجربة بزاوي ٍ ت سأقف ايجابية ما الذي كان سيحدث ؟ ما كن ُ أمامكم في هذه اللحظات . ت صغيرا ً ة أخيرة قرأُتها عندما كن ُ لن أنسى كلم ً ف ذاك الكتاب ما احترق في أحد الكتب قال مؤل ُ ف غَتنى فقيٌر بقوله أل َ ن بقوله نار ,و ل ا ْ لسا ٌ قل ألف دينار إلى السبوع القادم لن تجد دينار ُ , في جيبك و ل حتى دينارا ً واحدا ً ,قل نار إلى الشهر القادم لن يحترق لسانك ,و لكن قل ث بها ,ثم ملها في ِذهنك ,تحدّ ْ فكرتك بعد أن ُتع ِ ِ ذها ُ ,ثم انطلق بعزيمة , طط لتنفي ِ اكُتبها ,ثم خ ّ صل إلى ما ُتريد و ستكون كما ست ِقق ذاتك َ , سُتح ّ ُتريد ,و ذلك ما ُتريدون ,و ذلك ما ُأريد . اسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا كما نطمح و كما نأمل وكما ُنريد أن نكون . الحياة تجربة و صناعة الذات فكرة تخلق المل و المل ل بد أن يحذوه العمل وبذلك نستطيع أن نكون و نستطيع أن نحقق ذواتنا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . قام بعملية التفريغ و التنسيق :الحب المستحيل ل تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب للمراسلة و القتراحات البريد الليكتروني Impo7ible_love@yahoo.com