You are on page 1of 30

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫صناعة الذات هي الفكرة التي تحدونا نحو‬


‫ققنا‬‫هدف نسعى إليه بعزيمتنا ‪ ,‬و نعرف أننا ح ّ‬
‫نجاحنا إذا استطعنا أن نصل إلى ما نريد ‪ ..‬إلى‬
‫ت ناجح ؟‬ ‫ذلك الهدف ‪ ..‬إلى ذلك النجاح ‪ ..‬هل أن َ‬
‫جحة ؟ هل نحن ناجحين في حياتنا ؟‬ ‫ت نا ِ‬‫هل أن ِ‬
‫دعوني انطلق معكم في قصة ربما ترغبون‬ ‫َ‬
‫سماعها ‪ ..‬ربما تريدون أن تسافروا معي إلى‬
‫أحداثها ‪.‬‬
‫قصة طموح ‪ ,‬قصة نجاح ‪ ,‬تلك القصة كانت‬
‫شرارة انفجار لثورة من التقدم و الّرقي و‬
‫الحضارة في اليابان تلك القصة هي قصة شاب‬
‫اسمه تاكيو اوساهيرا ذلك الشاب خرج من اليابان‬
‫ة تحوي مجموعة من أصحابه و‬ ‫مسافرا ً مع بعث ٍ‬
‫أقرانه متجهين إلى ألمانيا ‪ ,‬وصل إلى ألمانيا و‬
‫وصل معه الحلم الذي كان يصبو إليه ‪ ,‬و يراه‬
‫بعينيه ذلك الحلم هو أن ينجح في صناعة محرك‬
‫صنع‬‫صنع يحمل شعار ُ‬ ‫يكون أول محرك كامل ال ّ‬
‫في اليابان ‪ ,‬ذلك حلمه ‪ ,‬بدأ يدرس و يدرس بجد‬
‫أكثر و عزيمة أكثر مضت السنوات سراعا ً كان‬
‫أساتذته اللمان يوحون إليه بأن نجاحك الحقيقي‬
‫هو من خلل حصولك على شهادة الدكتوراه في‬
‫هندسة الميكانيكا ‪ ,‬كان يقاوم تلك الفكرة و‬
‫يعرف أن نجاحه الحقيقي هو أن يتمكن من‬
‫صناعة محرك ‪ ,‬بعد أن أنهى دراسته وجد نفسه‬
‫عاجزا ً عن معرفة ذلك اللغز ينظر إلى المحرك و‬
‫لزال يراه أمرا ً مذهل ً في صنعه غامضا ً في‬
‫تركيبه ل يستطيع أن يف ّ‬
‫كك رموزه ‪.‬‬
‫جاءت الفكرة مرة أخرى ليحلق من خللها في‬
‫خياله و ليمضي من خلل خياله نحو عزيمة تملكته‬
‫و شعور أسره ‪ ,‬تلك الفكرة ‪ ) :‬لبد الن أن أّتخذ‬
‫خطوة جادة من خللها أكتشف كيف يمكن أن‬
‫أصنع المحرك ( ‪.‬‬
‫إخواني الكرام ‪ ,‬أخواتي الكريمات ‪ :‬صدقوني‬
‫النجاح الذي نحصل عليه ينطلق من خلل فكرة‬
‫نصنعها نحن و نمضي نحن في تحقيقها ‪ ,‬تلك‬
‫الفكرة مضى ذلك الشاب ليحققها ‪ ,‬فحضر‬
‫معرض لبيع المحركات اليطالية ‪ ,‬اشترى محرك‬
‫بكل ما يملك من نقوده ‪ ,‬أخذ المحرك إلى‬
‫ة قطعة ‪,‬‬ ‫غرفته ‪ ,‬بدأ يفكك قطع المحرك قطع ً‬
‫ككها و يحاول أن يفهم‬ ‫بدأ يرسم كل قطعة يف ّ‬
‫وضعت في هذا المكان وليس في غيره ‪,‬‬ ‫لماذا ُ‬
‫بعد ما انتهى من تفكيك المحرك قطعة قطعة ‪,‬‬
‫بدأ بتجميعه مرة أخرى ‪ ,‬استغرقت العملية ثلثة‬
‫أيام ‪ ,‬ثلثة أيام من العمل المتواصل لم يكن ينام‬
‫خللها أكثر من ثلث ساعات يوميا ً كان يعمل بج ّ‬
‫د‬
‫و دأب ‪ ,‬في اليوم الثالث استطاع أن يعيد تركيب‬
‫المحرك و أن يعيد تشغيله مرة أخرى ‪ ,‬فرح‬
‫كثيرا ً ‪ ,‬أخذ المحرك ‪ ,‬ذهب يقفز فرحا ً نحو‬
‫أستاذه ‪ ,‬نحو مسئول البعثة و رئيسها ‪ :‬استطعت‬
‫أن أعيد تشغيل المحرك ‪ ,‬بعدما أعدت تجميع‬
‫القطع قطعة قطعة ‪ ,‬تنفس الصعداء ‪ ,‬شعر‬
‫ت ‪ ,‬لكن الستاذ أشار إليه ‪:‬‬ ‫بالراحة ‪ :‬الن نجح ُ‬
‫سا ما نجحت ‪ ,‬النجاح الحقيقي هو أن تأخذ‬ ‫سا ‪ ,‬ل ِ ّ‬
‫لِ ّ‬
‫هذا المحرك ‪ ,‬و أعطاه محرك آخر ‪ :‬هذا المحرك‬
‫ل يعمل ‪ ,‬إذا استطعت أن تعيد إصلح هذا المحرك‬
‫فقد استطعت أن تفهم اللغز ‪ ,‬تجربة جديدة ‪ ,‬أخذ‬
‫المحرك الجديد ‪ ,‬حمله و كأنه يحتضن أعّز شيء‬
‫إليه ‪ ,‬إنه يحتضن الحلم ‪ ,‬إنه يحتضن الهدف ‪,‬‬
‫وراح يمضي بعزيمة ‪ ,‬دخل إلى غرفته ‪ ,‬بدأ يفكك‬
‫المحرك من جديد ‪ ,‬و بنفس الطريقة ‪ ,‬قطعة‬
‫قطعة ‪ ,‬بدأ يعمل على إعادة تجميع ذلك‬
‫المحرك ‪ ,‬اكتشف الخلل ‪ ,‬قطعة من قطع‬
‫المحرك تحتاج إلى إعادة صهر و تكوين من جديد ‪,‬‬
‫فكر أنه إذا أراد أن يتعلم صناعة المحركات فل بد‬
‫ل بسيط ‪ ,‬كيف يمكن لنا أن نقوم‬ ‫أن يدرس كعام ٍ‬
‫بعملية صهر و تكوين و تصنيع القطع الصغيرة‬
‫حتى نستطيع من خللها أن نصنع المحرك‬
‫الكبير ‪.‬‬
‫عمل سريعا ً على تجميع باقي القطع بعد أن‬
‫اكتشف الخلل و استطاع أن يصلح القطعة ‪ ,‬ركب‬
‫المحرك من جديد ‪ ,‬بعد عشرة أيام من العمل‬
‫المتواصل ‪ ,‬عشرة أيام من الجد و العزيمة ‪ ,‬لم‬
‫ينم خللها إل القليل القليل من الساعات ‪ ,‬في‬
‫اليوم العاشر ‪ ,‬طربت أذنه بسماع صوت المحرك‬
‫و هو يعمل من جديد ‪ ,‬حمل المحرك سريعا ً و‬
‫ذهب إلى رئيس البعثة‪ :‬الن نجحت ‪ ,‬الن سألبس‬
‫بدلة العامل البسيط و أّتجه لكي أتعلم في مصانع‬
‫صهر المعادن ‪ ,‬كيف يمكن لنا أن نصنع القطع‬
‫الصغيرة ‪ ,‬هذا هو الحلم ‪ ,‬وتلك هي العزيمة ‪,‬‬
‫قى‬ ‫بعدما نجح رجع ذلك الشاب إلى اليابان ‪ ,‬تل ّ‬
‫مباشرة رسالة من إمبراطور اليابان ‪ ,‬وكانوا‬
‫ينظرون إليه بتقديس و تقدير ‪ ,‬رسالة من‬
‫إمبراطور اليابان ! ماذا يريد فيها ؟ ‪ :‬أريد لقاءك‬
‫و مقابلتك شخصيا ً على جهدك الرائع و شكرك‬
‫على ما قمت به ‪ .‬رد على الرسالة ‪ :‬ل زلت حتى‬
‫الن ل أستحق أن أحظى بكل ذلك التقدير و أن‬
‫أحظى بكل ذلك الشرف ‪ ,‬حتى الن أنا لم أنجح ‪,‬‬
‫بعد تلك الرسالة ‪ ,‬بدأ يعمل من جديد ‪ ,‬يعمل في‬
‫اليابان ‪ ,‬عمل تسع سنوات أخرى بالضافة إلى‬
‫تسع سنوات ماضية قضاها في ألمانيا ‪ ,‬كم‬
‫المجموع ؟ أمضى تسع سنوات جديدة من العمل‬
‫المتواصل استطاع بعدها أن يحمل عشرة‬
‫صنعت في اليابان ‪ ,‬حملها إلى قصر‬ ‫محركات ُ‬
‫المبراطور الياباني ‪ ,‬وقال ‪ :‬الن نجحت ‪ ,‬عندما‬
‫استمع إليها المبراطور الياباني و هي تعمل‬
‫َتهّلل وجهه فرحا ً ‪ ,‬هذه أجمل معزوفة سمعتها‬
‫صنع مئة‬‫في حياتي ‪ ,‬صوت محركات يابانية ال ّ‬
‫بالمئة ‪ ,‬الن نجح تاكيو اوساهيرا ‪ ,‬الن استطاع‬
‫ول الفكرة التي حّلقت في‬ ‫ح ّ‬
‫أن يصنع ذاته عندما َ‬
‫خياله من خلل عزيمته إلى هدف يراه بعينيه و‬
‫يخطو إليه يوما ً بعد يوم ‪ ,‬عندما وصل إلى ذلك‬
‫الهدف استطاع أن ينجح ‪ ,‬في ذلك اليوم صنع‬
‫ذاته ‪ ,‬صناعة الذات انطلقت من ذلك الشاب‬
‫ل عامل ياباني يرفع شعار ‪ :‬إذا كان‬ ‫ليتبّناها ك ّ‬
‫الناس يعملون ثمان ساعات في اليوم سأعمل‬
‫تسع ساعات ‪ :‬ثمان ساعات لنفسي ولولدي و‬
‫الساعة التاسعة من أجل اليابان ‪ ,‬تلك المعنويات‬
‫جعلتنا نقول العالم يلهو و اليابان يعمل ‪ ,‬جعلتنا‬
‫صنعت في‬ ‫نفتخر بملبوساتنا و بمقتنياتنا لنها ُ‬
‫اليابان ‪.‬‬
‫كلم رائع ‪ ,‬كلم جميل ‪ ,‬أعرف ما يدور في‬
‫ظروف المواتية ؟‬ ‫أذهانكم ‪ ,‬أين الفرصة ؟ أين ال ّ‬
‫مهيأة ! صناعة الذات اذهب‬ ‫أنت تتكلم عن ظروف ُ‬
‫و اعمل على إلقائها في مكان آخر ‪ ,‬أنا أمامي‬
‫الكثير من العقبات ‪ ,‬أمامي الكثير من الحواجز ‪,‬‬
‫طموح و العزيمة و‬ ‫دثني عن الفكرة و ال ّ‬ ‫و أنت تح ّ‬
‫ط بي‬‫دثني عن المشاكل التي ُتحي ُ‬ ‫ح ّ‬
‫الهداف ‪َ ,‬‬
‫س كذلك ؟ رّبما تدور هذه الفكرة في‬ ‫أول ً ‪ ,‬ألي َ‬
‫عقول بعضنا الن ‪ ,‬دعوني أحدُّثكم عن واقع آخر‬
‫و عن تجربة أخرى ‪ ,‬هي أكثر تأّلقا ً وأكثر‬
‫طموحا ً ‪ ,‬تجربة بدأت و انطلقت من َرصيف في‬ ‫ُ‬
‫بيروت عاصمة لبنان ‪ ,‬ذلك الرصيف كان ينام عليه‬
‫ب صغير ‪ ,‬من أين أتى ذلك الشاب إلى هذا‬ ‫شا ٌ‬
‫ظالم ‪ ,‬عمه‬ ‫الرصيف ؟ أتى من بيت عمه ال ّ‬
‫القاسي بعد أن ُتوفيت أمه و ُتوفي أبوه ولم َيعد‬
‫له أحد غير ذلك العم ‪ ,‬الذي قال له يوما ً وبصراحة‬
‫َ‬
‫مل‬‫‪ :‬لقد أثقلَتني و لم أعد قادرا ً على َتح ّ‬
‫مصاريفك ‪ ,‬اذهب إلى الشارع ‪ ,‬خرج الطفل‬
‫خطواته‬ ‫الصغير نحو الطريق الواسع ‪ ,‬راحت ُ‬
‫تتبعثر حائرة ‪ :‬إلى أين أذهب ؟ وجد المكان‬
‫المناسب ‪ ,‬رصيف ممتد ! فوق الرصيف إنارة‬
‫صفراء ! وبجواره صندوق كبير للمهملت و‬
‫النفايات ! موقع رائع ! الّرصيف هو المأوى‬
‫لنس و صندوق النفايات هو‬ ‫والنور هي مصدر ا ُ‬
‫المصدر للطعام ‪ ,‬كانت تلك هي المواصفات ‪ ,‬تلك‬
‫هي البيئة بدأ الشاب ينام فوق الرصيف و تحت‬
‫النارة و يأكل بقايا الطعام التي كان يجدها‬
‫صحف المرمّية ‪ ,‬بعدما يأكل‬ ‫ملفوفة في بعض ال ّ‬
‫ظر إلى‬ ‫فح الصحيفة و بالكاد كان ين ُ‬ ‫كان يتص ّ‬
‫الصور التي يختفي أجزاء منها نتيجة ُبقع الّزيت‬
‫العالقة كان يقرأ بالكاد بعض السطر و الكلمات ‪.‬‬
‫هنه فكرة ‪,‬‬ ‫قدحت في ِذهنه فكرة ‪ ,‬حّلقت في ذ ِ‬ ‫ان َ‬
‫بينما كان ُيقّلب عينيه في صحيفة ممتلئة ببقايا‬
‫كر لماذا ل َأكون صحفيا ً ؟ لماذا ل‬ ‫الطعام ‪ ,‬ف ّ‬
‫أكون كاتبا ً ؟ لماذا ل أكتب و أنا صاحب تجربة‬
‫كبيرة ؟ كم من الناس نام فوق الّرصيف بجوار‬
‫صندوق الّنفايات و تحت النارة الصفراء ؟ أنا !‬
‫تلك ميزة ‪ ,‬أنا متميز ! ل بد أن َأتعّلم حتى أكون‬
‫صحفي و حتى َأتعلم لب ُدّ أن اعمل ‪ ,‬أشرق‬
‫طموح في نفسه ‪ ,‬انطلق‬ ‫الصباح و أشرق ال ّ‬
‫مؤسسات صحفية‬ ‫صاحبنا يبحث في العاصمة عن ُ‬
‫ي شيء ‪ .‬بحث و‬ ‫تفتح له ِذراعها حتى يعمل فيها أ ّ‬
‫كاد أن َييأس لكنه َأخيرا ً وجد‬ ‫بحث ‪ ,‬بحث حتى َ‬
‫سبة ‪ ,‬وظيفة يعمل فيها‬ ‫منا ِ‬‫فرصة ‪ ,‬وظيفة ُ‬ ‫ال ُ‬
‫بالمساء حتى يدرس صباحا ً ِتلك الوظيفة عامل‬
‫طاولت ‪ ,‬طاولت الموظفين ‪ ,‬و‬ ‫بسيط يمسح ال ّ‬
‫سبة على‬ ‫منا ِ‬
‫المكائن ‪ ,‬مكائن الطباعة ‪ ,‬وظيفة ُ‬
‫القل َتضمن له أن يقرأ كل يوم صحيفة نفس‬
‫طخ الصور‬ ‫اليوم بدون أي ُبقع و بدون أي زيت يل ّ‬
‫و أسطر المقالت بدأ يعمل ‪ ,‬كان يعمل بعزيمة ‪,‬‬
‫كان يعمل على تنظيف الطاولت و كأنه رئيس‬
‫تحرير تلك المؤسسة ‪ ,‬لنه يعمل و يرى بعينيه‬
‫الطموح و الهدف الذي يسعى إليه ‪ .‬كان يعود إلى‬
‫مذكراته و خواطره و‬ ‫ذلك المكان و ينطلق بكتابة ُ‬
‫يكتب و يكتب صنعت منه التجربة كاتب يفجر‬
‫متألقة في يوم من‬ ‫المعاني من خلل كلمات ُ‬
‫اليام كان يحمل الدفتر و يمشي ببراءة الشاب‬
‫الصغير يمشي بخطى سريعة في أحد أسياب‬
‫تلك المؤسسة و أحد ممراتها فجأة ارتطم برجل‬
‫كبر في السن ‪ :‬أنا آسف ‪ ,‬ذلك‬ ‫يظهر عليه ال ِ‬
‫فت إلى‬‫مؤدبا ً و كان من أدبه أنه الت َ َ‬ ‫الرجل كان ُ‬
‫الدفتر الذي وقع على الرض من يد ذلك الشاب‬
‫عندما وقع الرتطام و وقع الحادث عندما اصطدم‬
‫‪ ,‬نزل ذلك الرجل و أخذ الدفتر و اعتذر من‬
‫ءل ‪ :‬هل‬ ‫الشاب الصغير و قدم الدفتر له ثم َتسا َ‬
‫تعمل في هذه المؤسسة ؟ قال ‪ :‬أنا أعمل منذ‬
‫أشهر ‪ ,‬أوه ما شاء الله تعمل عندنا ‪ ,‬أنا رئيس‬
‫تحرير هذه الجريدة ‪ ,‬ما هذا الدفتر الذي في َيدك‬
‫طري أكُتب فيها وو ‪ ) ,,,‬الن جاءت‬ ‫خوا ِ‬ ‫؟ هذي َ‬
‫الفرصة ( ‪ :‬هذه خواطري أكتب و أنظر لعّلك تقرأ‬
‫ضل معي في مكتبي‬ ‫صفحات ‪ ,‬قال ‪ :‬تف ّ‬ ‫بعض ال ّ‬
‫حتى أقرأ خواطرك ‪ ,‬ذهب معه إلى المكتب ‪ ,‬بدأ‬
‫طق‬‫طق عن تجربة و تن ِ‬ ‫يقرأ الخواطر ‪ ,‬فإذا بها تن ِ‬
‫بمعاناة و َتتحدث عن مأساة و لذلك كانت صادقة ‪,‬‬
‫عدة ‪ ,‬وعده أن يدعمه‬ ‫أعجب بهذه الموهبة الوا ِ‬
‫حتى يستمر في التطوير ونشر له مقال في تلك‬
‫الجريدة فكانت أول انطلقة ‪ ,‬كان ينظر للمقال‬
‫عدة أسطر و إنما يرى فيه‬ ‫فل يرى فيه مقال ً من ِ‬
‫الحلم ‪ ,‬يرى فيه الطموح ‪ ,‬يرى فيه الهدف ‪,‬‬
‫استمر ذلك الشاب ‪ ...‬لن أسرد عليكم باقي‬
‫القصة بأكملها ‪ ,‬القصة طويلة لكني أريد أن‬
‫أقول لكم أن ذلك الشاب استطاع أن يكون رئيس‬
‫تحرير تلك الجريدة ثم استطاع أن يمتلك تلك‬
‫الجريدة ثم استطاع أن يمتلك أكبر مؤسسة‬
‫صحفية في لبنان ‪ ,‬استطاع أن يصنع ذاته ‪ ,‬من‬
‫أين بدأ رحلته مع صناعة الذات؟ بدأ بفكرة ‪ ,‬تلك‬
‫الفكرة التي انعكست من خلل ميزة رآها في‬
‫كفيلة بأن تجني عليه وأن‬ ‫نفسه تلك الميزة كانت َ‬
‫تقضي عليه ‪ ,‬تلك الميزة هو أنه شاب صغير‬
‫طريق بل عائل و بل مأوى ‪ .‬تلك‬ ‫كع في ال ّ‬‫يتس ّ‬
‫ميزة ؟ أم سلب ِّية ؟ تلك إيجابية ؟ أم مصيبة ؟ لو‬
‫نظر لها على أنها سلبية لكانت قادرة على أن‬
‫ُتحطم حياته لكّنه نظر إليها على أّنها ميزة يمتاز‬
‫بها و فكر كيف يستطيع أن ينطلق من خللها‬
‫حتى يستطيع أن يأسر قلوب الناس عندما يكون‬
‫صحفي يتكلم عن معاناته ‪ ,‬أنا أسألكم سؤال ‪,‬‬
‫ل منا يسأل‬ ‫أخواتي الكريمات ‪ ,‬أسأُلكن سؤال ً ‪ :‬ك ُ ّ‬
‫نفسه ‪ ,‬ما هي مميزاتي ‪ ,‬ايش هي الشياء التي‬
‫ك مميزات‬ ‫ك مميزات ‪ ,‬هل عند ِ‬ ‫َأمتاُز بها ‪ ,‬هل عند َ‬
‫‪ ,‬من خلل تلك الميزات هل نستطيع أن نكون‬
‫ظفها حتى نصنع‬ ‫أفضل ؟ هل نستطيع أن نو ّ‬
‫منا‬
‫قق نجاحنا ؟ هل نظر الواحد ِ‬ ‫ذواتنا ؟ حتى ُنح ّ‬
‫مرة إلى المرآة ؟‬
‫بالّتأكيد ‪ ,‬تذكر آخر مرة نظرت فيها إلى المرآة ‪,‬‬
‫تذكري أختي الكريمة آخر مرة نظرتي فيها إلى‬
‫المرآة ‪ ,‬ماذا وجدتم ؟ ماذا رأينا في المرآة ؟‬
‫وجدت نفسك بالتأكيد ! عندما وجدت نفسك ‪,‬‬
‫ايش وجدت فيها ؟ ماذا رأيت في نفسك من‬
‫ميزات ؟ هل جلسنا لنفكر ‪ ,‬ما هي الشياء‬
‫الحقيقية اللي احنا نمتلكها ‪ ,‬و من خللها‬
‫نستطيع أن نكون أفضل ؟‬
‫ي إحدى الخوات ‪ ,‬ل أعرفها ‪ ,‬سألتني‬ ‫عل ّ‬
‫اتصلت َ‬
‫سؤال ً كان يحكي المعاناة ‪ ,‬و يحكي التجربة‬
‫المريرة ‪ ,‬و يحكي اّللوعة التي تجدها في‬
‫نفسها ‪ ,‬كان ختام سؤالها ‪ُ :‬أريد أن أنتحر اليوم !‬
‫قصتها التي جعلتها ُتفكر بأن‬ ‫ايش رأيك ؟ ما هي ِ‬
‫ت صغيرة ‪ ,‬في سن‬ ‫تنتحر ؟ تقول ‪ :‬عندما كن ُ‬
‫العاشرة أو التاسعة من عمري ‪ ,‬احترق المطبخ ‪,‬‬
‫و كنت في داخل المطبخ ‪ ,‬فاحترق جسمي ‪ ,‬و‬
‫قت أرجلي و يديها‬ ‫احترق وجهي ‪ ,‬واحتر َ‬
‫احترقت ‪ ,‬وكلها احترقت ‪ ,‬و ُأصيبت بتشويه بالغ‬
‫كل عمليات التجميل إل‬ ‫جدا ً جدا ً ‪ ,‬وبالرغم من ُ‬
‫وهة إلى درجة ُتعبر عنها بأنها‬ ‫مش ّ‬ ‫أنها استمرت ُ‬
‫مقّززة لمن ينظر إليها ‪ ,‬تقول ‪ :‬و مع ذلك ‪,‬‬ ‫درجة ُ‬
‫ت أن أتكّيف مع الحياة ‪,‬‬ ‫حاولت أن أصبر ‪ ,‬حاول ُ‬
‫أكملت دراستي ‪ ,‬أنهيت دراستي المتوسطة ‪,‬‬
‫ت الجامعة ‪ ,‬كنت‬ ‫أنهيت دراستي الثانوية ‪ ,‬دخل ُ‬
‫ي فأجد اللوعة‬ ‫أنظر لنظرات الخريات إل ّ‬
‫كنت‬ ‫ي برحمة ‪ ,‬لكني ُ‬ ‫ظرون إل ّ‬ ‫صُرني ‪ ,‬كانوا ين ُ‬
‫تعت ِ‬
‫أحترق ‪ ,‬أحترق ‪ ,‬أحترق من تلك الرحمة التي‬
‫أراها في قسمات وجوههم ‪ ,‬ل ُأريد أحد أن‬
‫يرحمني ‪ ,‬ل أريد أحد أن ُيشفق علي ‪ ,‬ل أريد أحد‬
‫ي ل أريد أحد أن يتعاطف معي ‪ ,‬كانت‬ ‫أن ينظر إل ّ‬
‫تلك المشاعر تخُنقني و بالرغم من ذلك أكملت‬
‫ت إلى الصفر‬ ‫دراستي الجامعية ‪ ,‬و أنا الن وصل ُ‬
‫ت‬‫ل أستطيع أن أواصل ‪ ,‬عندما أنهت حديثها ‪ ,‬قل ُ‬
‫لها ‪ :‬أختي الكريمة ‪ ,‬هل تسمحي لي أن أتحدث‬
‫إليك بميزة رائعة اكتشفُتها فيك ‪ ,‬خلل هذي‬
‫خللها اكتشفت‬ ‫ت معي من ِ‬ ‫دقائق التي تحدث ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ك أن تكتشفيها في‬ ‫ك ميزة رائعة ‪ ,‬أريدُ ِ‬ ‫في ِ‬
‫نفسك ‪ ,‬و إذا اكتشفتيها في نفسك ‪ ,‬حرام عليك‬
‫أن تهدري هذه الّنفس الرائعة التي تمتلك تلك‬
‫ذة ‪ ,‬تساءََلت ‪ :‬أنا عندي ميزة ‪ ,‬كي َ‬
‫ف‬ ‫الميزة الف ّ‬
‫عرفت ؟ و ايش هي الميزة ؟ أنا أمتلك شيء‬
‫جيد ‪ ,‬ما هو ذلك الشيء الجيد ؟ كانت تتساءل‬
‫حْيرة ‪ ,‬قلت لها ‪ُ :‬أختي الكريمة ‪َ :‬أنتي‬ ‫ذهول ‪ ,‬ب ِ َ‬ ‫ب ُ‬
‫عزيمة ‪ ,‬أنتي‬‫كين َ‬ ‫َ‬
‫تمتلكين ِإرادة ‪ ,‬أنتي َتمتل ِ‬
‫كرني إل بقول ذلك الشاعر‬ ‫تمتلكين صبر ل ُيذ ّ‬
‫الذي كان يقول ‪:‬‬
‫قال الصبُر‬ ‫صابَر الصبَر الصبوُر حتى‬
‫للصبور دعني‬
‫هذا واحد صبور ‪ ,‬جاء الصبر يتحداه ‪ ,‬الصبر يتحدى‬
‫الصبور يقول له ‪ :‬أنا أتحداك أن تصبر أكثر مني ‪,‬‬
‫و بدؤوا في المنافسة ‪.‬‬
‫قال الصبُر‬ ‫صابَر الصبَر الصبوُر حتى‬
‫للصبور دعني‬
‫كني ‪ ,‬خلص ارحمني ‪ ,‬أنا ل استطيع أن‬ ‫ف ّ‬ ‫ُ‬
‫أنافسك ‪.‬‬
‫ت تمتلكين ِإرادة أكثر من طبيعية ‪ ,‬بدأت‬ ‫والله أن ِ‬
‫قق بيضة‬ ‫طموح ُيش ّ‬ ‫نفسها َتتفّتق أمل ً ‪ ,‬بدأ ال ّ‬
‫اليأس ل ُِيخرج رأسه و ينظر إلى الحياة المشرقة‬
‫التي يمكن لها أن تنطلق إليها إذا ما اقتنت تلك‬
‫الفكرة و حملتها معها ‪.‬‬
‫وماذا أستطيع أن افعل من خلل تلك الميزة !‬
‫اووه ‪ ,‬تستطيعين أن تفعلي الكثير ‪ ,‬تستطيعين‬
‫لمة و‬ ‫خدمتك ل ُ‬ ‫أن تكوني أكثر من عادية في ِ‬
‫للمجتمع و للناس لّنك أكثر من عادية من خلل‬
‫هذه العزيمة و الرادة القوية ‪ ,‬أنا أعرف الكثير‬
‫خمسة بالمئة من تلك‬ ‫من الناس لو امتلكوا َ‬
‫جعت ‪,‬‬ ‫العزيمة لنقلوا الجبال من أماكنها ‪َ ,‬تش ّ‬
‫مست ‪ ,‬انطلقت ‪...‬‬ ‫ح ّ‬‫تَ َ‬
‫جاءْتني الخبار بأّنها الن وفي هذا اليوم الذي‬
‫دثكم فيه تدير أكبر و أنشط و أوسع مدرسة‬ ‫ُ‬
‫أح ّ‬
‫لتحفيظ القرآن ‪ ,‬تخدم النساء في مدينتها ‪ ,‬وفي‬
‫طقتها التي تسكن فيها ‪ ,‬إذا َنظرنا إلى‬ ‫من ِ‬
‫الّنقطة المظلمة فلن ُنشاهد المساحة البيضاء‬
‫من حولنا ‪ ,‬إذا نظرنا إلى ُنقطة الضعف فلن‬
‫َننظر إلى مزايانا التي نجدها و نحصل عليها‬
‫ممّيزاتنا ؟ هل‬ ‫بمجّرد أن نراها ‪ ,‬هل نعرف ما هي ُ‬
‫نعرف ما هي الشياء التي يمكن من خللها أن‬
‫كلكم تريدون أن تعرفوها و أهم‬ ‫قق نجاحاتنا ُ‬ ‫ُنح ّ‬
‫كر كيف ُيمكن‬ ‫مميزاتنا ‪ ,‬هو أن ُنف ّ‬ ‫من أن نعرف ُ‬
‫ولها إلى‬ ‫ولها إلى نجاح ؟ و أن ُنح ّ‬ ‫لنا أن ُنح ّ‬
‫خطوات نصل من خللها إلى ما نريد ‪.‬‬
‫ب إلى قلبي ‪ ,‬كان يمتلك‬ ‫صديقي خالد ‪ ,‬حبي ٌ‬
‫ة‬
‫متللئ في ليل ِ‬ ‫ة أجمل إشراقا ً من البدر ال ُ‬ ‫ابتسام ً‬
‫ذة ‪,‬‬ ‫خا َ‬‫الخامس عشر من الشهر ابِتسامُته كانت أ ّ‬
‫قلت له مرةً ‪ :‬أنت تمتلك ميزة رائعة ‪ ,‬ابِتسامتك‬
‫قسمات وجهك‬ ‫مْنسابة على َ‬ ‫متك ال ُ‬‫ذة ‪ ,‬ابِتسا َ‬ ‫الف ّ‬
‫والتي تسحر الْنظار التي ترنوا إليك تجعل منك‬
‫بارعا ً في الّتصال بالخرين و في تكوين‬
‫العلقات معهم ‪ ,‬كان صاحبي موظف بسيط في‬
‫حت في عقله تلك‬ ‫أحد الشركات الكبيرة‪ ,‬ترن ّ َ‬
‫قّلبها أكثر ‪َ ,‬راجعها ‪ ,‬درسها ‪ ,‬اّتص َ‬
‫ل‬ ‫الفكرة ‪َ ,‬‬
‫ميزة ‪ ,‬و من‬ ‫علي ‪ :‬أنت تقول أن هذه البتسامة ِ‬
‫خللها استطيع أن أكون رجل علقات عامة‬
‫ناجح ‪ ,‬صح ‪ ,‬ما رأيك بأن أضع نصب عيني هذا‬
‫الهدف أريد أن أكون مدير علقات عامة في‬
‫شركتنا العملقة و الضخمة ‪ ,‬ممتاز ماذا ينبغي‬
‫علي أن اعمل ؟ أضف إلى ابتسامتك مهارات في‬
‫التصال ‪ ,‬أضف إلى ابتسامتك مهارات تحتاجها‬
‫في العلقات العامة و ضع على رأسها ابتسامتك‬
‫وجها ‪ ,‬عند ذلك تنجح ‪ ,‬لم يكن المشوار‬ ‫لكي ت ُت َ ّ‬
‫طويل ً ‪ ,‬سنة ونصف ‪ ,‬قفز قفزة ‪ ,‬كان صاحبي‬
‫قاضى راتب مقداره ألفين و خمسمئة ريال ‪,‬‬ ‫يت َ‬
‫صاحبي اليوم َيتقاضى راتب مقداره ستة عشر‬
‫ألف ريال ‪ ,‬الطموح انطلق من خيال ‪ ,‬بدأ من‬
‫فكرة ‪ ,‬انتهت الرحلة بالهدف الذي نريده و ليتنا‬
‫محّلقين في تلك الفكار ‪ ,‬لكن تعال بنا يا‬ ‫نستمر ُ‬
‫دثنا إلى الواقع ‪ ,‬الكثير من الظروف ‪ ,‬البيئة ‪,‬‬ ‫مح ّ‬ ‫ُ‬
‫المجتمع ‪ ,‬الناس من حولنا ‪ ,‬أحد الذين يديرون‬
‫في رأسهم تلك الفكرة يذكرني بصديق لي اسمه‬
‫ميه أحمد ماهر صاحب الح ّ‬
‫ظ‬ ‫ُ‬
‫أحمد ماهر و أس ّ‬
‫ذنُته بأن أتحدث عن اسمه و عن‬ ‫العاثر ‪ ,‬و استأ َ‬
‫ي لقاء ألتقي من خلله أحبة لي‬ ‫تجربته في أ ّ‬
‫أمثالكم أيها الكرام ‪ ,‬أحمد ماهر صاحب الحظ‬
‫العاثر عندما كان يدرس في المرحلة الثانوية كان‬
‫بليدا ً متأخرا ً في دراسته ‪ ,‬ايش المشكلة يا‬
‫أحمد ؟ الساتذة ل ُيحسنون الشرح ! و الله‬
‫ى متثاقلة تجاوز‬ ‫غلطانين ! أحمد ماهر بخط ً‬
‫الثانوية و دخل إلى الجامعة ‪ ,‬بعد أول ست أشهر‬
‫من الجامعة عمل على تحويل القسم الذي يدرس‬
‫فيه ‪ ,‬ليش يا أحمد ؟ عندي دكتور ل يفهم !‬
‫المشكلة أن التخصص الجديد الذي انتقل إليه‬
‫للسف وجد فيه دكتور آخر ل يفهم ! ترك‬
‫الجامعة ! أحمد ماهر بحث عن وظيفة ‪ ,‬أحمد‬
‫طرد‬ ‫ماهر وجد وظيفة ‪ ,‬أحمد ماهر بعد شهرين ‪ُ ,‬‬
‫متسّلط ‪,‬‬ ‫مديري ُ‬‫من وظيفته ‪ ,‬ليش يا أحمد ‪ُ :‬‬
‫مديري ل يريد مصلحة العمل ‪ ,‬مديري ل‬
‫يفهمني ‪ ,‬أحمد ماهر تزوج ‪ ,‬مبروك يا أحمد ‪,‬‬
‫أحمد ماهر بعد ست أشهر طلق زوجته ‪ ,‬ليش يا‬
‫ن‬‫أحمد ‪ ,‬زوجتي ل تفهم ‪ ,‬أسألكم سؤال ‪ ,‬أسألك ّ‬
‫سؤال ‪ :‬من الذي ل يفهم ؟ أحمد ماهر صاحب‬
‫الحظ العاثر ل يفهم لنه يلقي بالمسؤولية على‬
‫عاتق أي أحد ‪ ,‬كثير منا في رحلته لصناعة الذات‬
‫أول ما يجد كبوة أو عقبة يلتفت حوله ‪ :‬من‬
‫المسئول ؟ من المسئول ؟ من المسئول ؟ كان‬
‫الحرى به أن يفكر كيف يمكن لي أن أعالج هذه‬
‫المشكلة بنفسي كيف يمكن لي أن أتحمل‬
‫المسؤولية و أن أفكر في الحل ‪.‬‬
‫ت‬
‫دعوني أحدثكم عن قصة إذا تحدثت عنها وقف ُ‬
‫إجلل ً لبطلة تلك القصة ‪ ,‬بطلة تلك القصة أراها‬
‫دائما ً كلما رأيتها ضربت لها تحية إجلل ً و احتراما ً‬
‫و تقديرا ً ‪ ,‬بطلة تلك القصة أعرفها تماما ً وكل‬
‫واحد منكم في هذه القاعة يعرفها تماما ً ‪ ,‬أنا‬
‫ل منكم سبق وأن رآها ‪ ,‬تلك البطلة‬ ‫رأيتها وك ٌ‬
‫نراها في بعض المرات تمشي على الجدار‬
‫تتسلق بعزيمة و بطموح و بقوة وبأمل ترى‬
‫هدفها بعيدا ً ‪ ,‬قريبا ً من السقف ربما يكون هدفها‬
‫نقطة أو حبة سكر وربما يكون هدفها شيئا ً حلوا ً‬
‫يسيل على طرف الجدار وربما يكون هدفها أن‬
‫تعود إلى مسكنها في ثقب أحد أفياش الكهرباء‬
‫في الجدار و هي تحمل على كتفها حبة أرز‬
‫حملتها مشوارا ً طويل ً تصعد إلى لجدار فيأتي أحد‬
‫العابثين يضربها بيده فتسقط على الرض و مع‬
‫ذلك تقوم بسرعة و بنشاط و بطاقة عالية‬
‫تحمل حبة الرز و تعود لتصعد من جديد لنها هي‬
‫المسئولة عن الوصول و ليس الذي ضربها تلك‬
‫البطلة المحترمة هي النملة من منكم سبق له و‬
‫ة بقدمه ‪ ,‬حرام عليه حبيبتي النملة ل‬ ‫أن وطأ نمل ً‬
‫تطؤوها بأقدامكم ‪ ,‬النملة إذا سقطت على‬
‫الرض تعرف أنها هي المسئولة عن النجاح الذي‬
‫تريد أن تحققه و لو استجابت لك وأنت تلحقها‬
‫ت‬‫بأطراف أصابعك أو لو استجابت لكي و أن ِ‬
‫تلحقينها بأطراف أصابع المكنسة لما حققت‬
‫هدفها يوما ً من اليام تلك النملة عّلمتنا كيف‬
‫نتحمل المسؤولية و عّلمتنا كيف يكون الذي‬
‫يتحمل المسؤولية محترما ً مقدرا ً لدرجة أنه يذكر‬
‫في القرآن ‪ ,‬كّلنا قرأنا قوله سبحانه و تعالى‬
‫َ‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ذا أ َ‬
‫ها‬
‫ة َيا أي ّ َ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وا‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫)) َ‬
‫ن‬
‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫م ُ‬ ‫من ّك ُ ْ‬
‫حط ِ َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫ساك ِن َك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫خُلوا َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ن (( هل قرأتم تلك الية‬ ‫عُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫جُنودُهُ َ‬ ‫و ُ‬‫َ‬
‫ما هي قصتها ‪ ..‬سليمان عليه السلم يسير‬
‫وخلفه الجيش الكبير يسيرون سراعا ً أمامهم من‬
‫بعيد مجموعة من النمل يسعون في طلب الرزق‬
‫حول بيتهم ‪ ,‬النمل ينظر مذهول ً للجيش القادم‬
‫من بعيد ‪ ,‬من بين النمل الذي أطال النظر للخطر‬
‫القادم نملة واحدة كانت مبادرة راحت تصرخ ‪:‬‬
‫أيها النمل ادخلوا مساكنكم ‪ ,‬راحت تحذرهم ‪ ,‬تلك‬
‫النملة هل كانت مديرة النمل هل كانت قائدة‬
‫النمل ؟ ربما كانت الشغالة و ربما كانت السائق‬
‫الله أعلم ‪ ,‬لكنها هي التي ذكرت في القرآن‬
‫لنها هي التي تحملت المسؤولية وهي التي‬
‫راحت تصرخ محذرةً النمل ‪ :‬اهربوا ‪ ,‬عودوا إلى‬
‫مساكنكم احذروا من الخطر القادم ‪ ,‬تلك النملة‬
‫درها هل سبق‬ ‫ة بأن نحترمها و أن نق ّ‬ ‫حري ً‬ ‫كانت َ‬
‫ة‬ ‫دنا أن كان مارا ً في الطريق و شاهد زجاج ً‬ ‫لح ِ‬
‫منكسرة على الرض فتركها وقال هذا شغل‬
‫البلدية ‪ ,‬لو كان ذلك الشخص يمتلك مبادرة النملة‬
‫لجمع الزجاج و قال ليست المسؤولية مسؤولية‬
‫البلدية و إنما نحن جميعا ً نتحمل المسؤولية ‪ ,‬تلك‬
‫المسؤولية على القل من باب إماطة الذى عن‬
‫الطريق ‪ ,‬الذي يتحمل المسؤولية سيجد مئة مبرر‬
‫لكي يحملها و أول تلك المبررات هو أن السبيل‬
‫الوحيد نحو النجاح هو تحمل المسؤولية ‪ ,‬بإمكاننا‬
‫أن نبقى طويل ً داخل خيمة الفشل و نرمي على‬
‫عاتق الخرين كل ما ُيصيبنا و كل ما ُيعيقنا وكل‬
‫ما يقف في طريقنا ‪ ,‬و بإمكاننا أن نفكر كيف‬
‫ظروف التي نحن فيها ‪,‬‬ ‫يمكننا أن ننطلق برغم ال ّ‬
‫كيف يمكننا أن نكون أفضل برغم ما نحن عليه‬
‫الن ؟ شيءٌ واحد هو الذي يجعلك تندفع نحو‬
‫إيجاد الحل لي مشكلة تواجهك في طريق رحلتك‬
‫لصناعة ذاتك ذلك الشيء هو أن تفكر بأن هناك‬
‫العديد من الحلول هناك العديد من الشياء التي‬
‫يمكنك أن تصل إليها بمجرد أن تراها ‪ ,‬أجدني‬
‫مضطرا ً لن أحكي لكم هذه القصة التي تحرك‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫ت أدرك معناها ولس ُ‬ ‫في نفسي مشاعرا ً لس ُ‬
‫أفهم محتواها تلك القصة سأخبركم بها كما‬
‫حدثت ‪ ,‬كان والدي ُيحب أن يبذل الخير للناس‬
‫يحب أن يساعد الخرين يحب أن يقف إلى‬
‫جانبهم ‪ ,‬كان محبوبا ً منهم جميعا ً ‪ ,‬كانوا يحبونه ‪,‬‬
‫و في يوم من اليام ركب والدي سيارته و سافر‬
‫من المدينة التي يسكنها إلى مدينة أخرى ‪ ,‬بينما‬
‫هو في الطريق شاهد رجلين يؤشران له ‪:‬‬
‫توقف ‪ ,‬و أوصلنا على طريقك ‪ ,‬مباشرة أوقف‬
‫السيارة ‪ ,‬للسف الشديد لمجرد أن أوقف لهما‬
‫السيارة أقبل على السيارة بسرعة فتحا الباب ‪,‬‬
‫أنزله من السيارة ‪ ,‬أخذا ما معه من نقود ‪,‬‬
‫ضرباه ‪ ,‬فتحوا شنطة السيارة و رموه في‬
‫الشنطة و أغلقوا عليه الشنطة ‪ ,‬لماذا ؟ أخذتم‬
‫النقود ‪ ,‬اتركوه ‪ ,‬ل ‪ ,‬حتى ل يستطيع أن يتصل‬
‫بالشرطة و تدركنا على الطريق ‪ ,‬حتى يكسبوا‬
‫وقت أكثر ‪ ,‬والدي داخل حقيبة السيارة داخل‬
‫شنطة السيارة ‪ ,‬يصرخ ‪ ,‬أخرجوني ‪ ,‬ساعدوني ‪,‬‬
‫أنقذوني ‪ ,‬بدأ يصرخ يصرخ يصرخ ل أحد يستمع ‪,‬‬
‫ل أحد يجيب لم يكن بقرب السيارة أي أذن تصغي‬
‫إليه ول أي عين تنظر إليه مضى الوقت بطيئا ً‬
‫بطيئا ً بطيئا ً كان يعاني من حرارة وجوده داخل‬
‫شنطة تلك السيارة ‪ ,‬في اليوم الثاني تفاجأ أحد‬
‫الماّرة تفاجأ بأنه مّر أكثر من مرة و وجد نفس‬
‫السيارة واقفة ‪ ,‬اتصل مباشرة على الشرطة ‪,‬‬
‫احضروا هناك سيارة واقفة في مكان غريب ‪,‬‬
‫اقتربوا من السيارة بدؤوا ينظرون إليها فتشوا‬
‫السيارة ‪ ,‬فتحو الحقيبة وجدوا والدي داخل‬
‫حقيبة السيارة لقد توفى ‪ ,‬أخرجوه من الحقيبة ‪,‬‬
‫ت أنا منذهل ً‬
‫بدأ العزاء ‪ ,‬جاء الناس ُيعّزون جئ ُ‬
‫مستغربا ً حزينا ً متسائل ً نظرت إلى السيارة نفس‬
‫السيارة كانت تقف عند باب البيت ‪ ,‬فتحت حقيبة‬
‫تلك السيارة دخلت إلى داخلها ‪ ,‬أغلقت على‬
‫نفسي باب الحقيبة بدأت أتساءل كيف حصل‬
‫ت في سقف الباب بعض‬ ‫الموقف ‪ ,‬شاهد ُ‬
‫دل على أنه كان يضرب‬ ‫ضربات التي كانت ت ُ‬
‫ال ّ‬
‫ي أحد بدون جدوى‬ ‫بقوة لعله يسمع صوته لحد‪ ,‬أ ّ‬
‫نظرت فوجدت ركن النارة الخلفي مكسور يبدو‬
‫أنه كسر ركن النارة لعله يتنفس بعض الهواء ‪,‬‬
‫عرفت السبب ‪ ,‬لقد مات من شدة الحرارة ‪ ,‬الن‬
‫أنا انتبهت ‪ ,‬طيب أنا الن أريد أن أخرج من‬
‫شنطة السيارة ‪ ,‬السيارة نسيت أني أغلقت‬
‫شنطتها أغلقت الحقيبة أريد أن أخرج ‪ ,‬بدأت‬
‫أطرق في نفس المكان الذي كان يطرق عليه‬
‫والدي بدأت أصرخ ‪ ,‬لكن أحدا ً لم يستمع إلي ‪,‬‬
‫نظرت إلى ركن النارة الخلفي المكسور ‪,‬‬
‫ل الذن التي ل‬ ‫ت يدي ‪ ,‬لع ّ‬
‫كسرته أكثر ‪ ,‬أخرج ُ‬
‫ي‬
‫ه فيها عين تنظر إل ّ‬ ‫تستمع لي تنتمي إلى وج ٍ‬
‫بالفعل نجحت بدأت أؤشر ‪ ,‬أخي من بعيد نظر‬
‫إلى يدي تخرج من حقيبة السيارة ‪ ,‬عرف أنني‬
‫في داخلها ‪ ,‬اقترب ‪ :‬ايش اللي دخلك داخل‬
‫حقيبة السيارة‪ ,‬أخرجني الن و بعدين نتفاهم ‪ ,‬يا‬
‫أخي يدك خارج الحقيبة الن ‪ ,‬اضغط على مفتاح‬
‫الشنطة ستفتح لك الشنطة وستخرج منها ‪,‬‬
‫أضغط على مفتاح الشنطة ! صح ‪ ,‬ضغطت على‬
‫مفتاح الشنطة و انفتح الباب خرجت ‪ ,‬لكن والدي‬
‫بقي يومين داخل الشنطة ولم يضغط على‬
‫المفتاح و لم يخرج و مات ‪ ,‬تلك القصة جعلتني‬
‫أفكر ‪ ,‬تلك القصة واقعية ‪ ,‬هي بالفعل لم تحدث‬
‫مع والدي ‪ ,‬لكنها حدثت مع والد شخص آخر ‪ ,‬تلك‬
‫القصة قرأتها و كما قرأتها نقلتها لكم نصا ً تلك‬
‫القصة أفادتني بأّننا مهما بقينا نفكر في‬
‫المشكلة فلن نصل إلى الحل أبدا ً ‪ ,‬كان ذلك‬
‫الرجل والد ذلك الرجل في داخل حقيبة تلك‬
‫السيارة يفكر لمدة يومين أنه داخل السيارة و أنه‬
‫داخل الحقيبة ‪ ,‬و أنه ل يستطيع أن يخرج منها ‪,‬‬
‫كل تلك الفكار كانت تدور في دائرة واحدة ‪ ,‬تلك‬
‫الدائرة هي المشكلة كل اللي كان ينبغي عليه أن‬
‫يبحث عن الحل وليس عن المشكلة ‪ ,‬بمجّرد أن‬
‫يبحث عن الحل سُيخرج يده ويضغط على مفتاح‬
‫شنطة السيارة ‪ ,‬كثيٌر منا عندما يجلسون يتحدثون‬
‫‪ ,‬أرخوا آذانكم إلى حديثهم ‪ ,‬ثمانين بالمئة من‬
‫أحاديثنا تدور في دائرة المشكلت ‪ ,‬في دائرة‬
‫الهموم ‪ ,‬في دائرة الشياء التي ل نستطيع أن‬
‫نغّير فيها شيئا ً ‪ ,‬لو استطعنا أن نجعل هذه‬
‫النسبة ثمانين بالمئة من حديثنا عن الشياء التي‬
‫نستطيع أن نغّير فيها ‪ ,‬عن الشياء التي نستطيع‬
‫كري دائما ً ‪ ,‬كل ما‬ ‫كر دائما ً ‪ ,‬ف ّ‬
‫أن نقوم بها ‪ ,‬ف ّ‬
‫ت أن‬ ‫نقع في مشكلة ينبغي أن ُنف ّ‬
‫كر ‪ ,‬إذا أرد ُ‬
‫أصنع ذاتي ماذا أستطيع أن أفعل أنا حتى أصل‬
‫إلى ما أريد ؟ و ليس ما يفعله الخرون ‪ ,‬دعوني‬
‫ت إلى عملك ‪ ,‬و‬ ‫أضرب لكم مثل بسيط ‪ ,‬خرج َ‬
‫أنت في الطريق تفاجئت الزحام المعتاد ‪ ,‬ياالله ‪,‬‬
‫م الصباح ‪ ,‬السيارات المزدحمة التي تمل‬ ‫زحا ُ‬
‫ىو‬ ‫الطريق و الدقائق الميتة التي تضيع سد ً‬
‫ة‬
‫ت الثقيلة التي تجعل النفس مريض ً‬ ‫اللحظا ُ‬
‫مكتئبة ‪ ,‬كل يوم على هذه الحالة ‪ ,‬أليس كذلك ‪,‬‬
‫ما رأُيكم ‪ ,‬هذه التجربة اللي يمر بها الكثير ‪ ,‬هذا‬
‫فف و الخر عينه تقدح شررا ً‬ ‫متضايق و ذلك يتأ ّ‬
‫حتى أنك لو نويت أن تتجاوزه ‪ ,‬صرخ في‬
‫وجهك ‪ ,‬كيف عرفت أنا نويت ‪ ,‬مجرد أني نويت ‪,‬‬
‫متحفز ‪ ,‬كل التفكير في المشكلة أليست‬
‫مشكلة ؟ دعونا ننتقل من دائرة التفكير في‬
‫المشاكل دعونا ننتقل من دائرة الهموم دعونا‬
‫نفكر في الحل لنني مهما بقيت أقول أنه هذه‬
‫مشكلة سأبقى حتى بعد عشرين سنة وأنا أقول‬
‫كر في الحل ‪ ,‬لمجرد أن‬ ‫هذه مشكلة دعونا نف ّ‬
‫تلتفت للتفكير في الحل ماذا ستجد ‪ ,‬حل ً واحدا ً ‪,‬‬
‫عشرة حلول ‪ ,‬مئة حل ‪ ,‬أنا أعطيكم ‪ ,‬أحد تلك‬
‫الحلول التي يمكن أن تراها لمجرد أن تلتفت إلى‬
‫ول تلك الدقائق‬ ‫الحل ‪ ,‬و أنت في زحام الطريق ح ّ‬
‫ول تلك النفس‬ ‫الميتة إلى دقائق عالية النتاج ‪ ,‬ح ّ‬
‫مفعمة بالحيوّية و الّنشاط‬ ‫متضايقة إلى نفس ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ول طريقك المزدحم و بقاءك‬ ‫هل تستطيع أن تح ّ‬
‫في سيارتك إلى برنامج علمي ‪ ,‬إلى محاضرة‬
‫تستفيد منها ‪ ,‬إلى دورة تدريبية تحضرها ‪ ,‬اقتني‬
‫العديد من ما يفيدك استماعه واجعله معك في‬
‫فف في الّزحام استمع لما‬ ‫سّيارتك بدل ً من أن تتأ ّ‬
‫يدعوك إلى التفاؤل ‪ ,‬ستصل إلى عملك أو‬
‫مفعم‬ ‫ستصل إلى بيتك و أنت عائد إليه وأنت ُ‬
‫بالحيوية و الطاقة و النشاط ‪ ,‬اتركوا تلك الفكرة‬
‫‪ ,‬خذوا فكرة أخرى رآها بعضكم ربما ‪ ,‬أكتب‬
‫مجموعة من البيات الشعرية ‪ ,‬بيت واحد في‬
‫بطاقة ورقية و احملها معك طوال ما أنت في‬
‫الطريق كّرر تلك البيات ‪ ,‬احفظها ‪ ,‬أنا أعرف‬
‫أحد الخوة الذين جّربوا هذه الطريقة ‪ ,‬خلل‬
‫فترة وجيزة ‪ ,‬استطاع أن يحفظ ألفين بيت ‪,‬‬
‫شعر استطاع أن يحفظهم ‪,‬‬ ‫ألفين بيت من ال ّ‬
‫ت رحلتي المضنية إلى عملي ذهابا ً و‬ ‫ول ُ‬
‫يقول ح ّ‬
‫من عملي إلى بيتي إيابا ً إلى روض ٍ‬
‫ة أدبية و‬
‫مة‬ ‫استطعت أن أجني من خلل تلك اللحظات ‪ ,‬ق ّ‬
‫النتاج و غاية الستفادة و حفظت كل تلك‬
‫البيات ‪.‬‬
‫قصة‬ ‫دعوني من هذا و من ذاك و استمعوا إلى ِ‬
‫تلك المرأة التي كانت تشتكي دائما ً من‬
‫كل يوم في مطبخي ‪ ,‬هذه مشكلة‬ ‫المشكلت ‪ ,‬أنا ُ‬
‫ليس لها حل ‪ ,‬ل بد أن نطبخ الغداء و ل بد أن‬
‫نطبخ العشاء و لبد أن نغسل الصحون و لبد أن‬
‫هز الطعام ‪ ,‬أتحداكم تصلوا من خلل ما يقول‬ ‫نج ّ‬
‫عنه هذا المتحدث إلى حل لهذه المشكلة ‪ ,‬هذا‬
‫الكلم سمعته بأذني من أحد الخوات التي اتصلت‬
‫بي ‪ ,‬وقال أنتم تتحدثون عن أشياء غير واقعية ‪,‬‬
‫احنا عندنا مشاكل ليس لها حل ‪ ,‬اقترحت عليها‬
‫فكرة ‪ ,‬أخبرتني بعد ذلك بنتيجة تلك الفكرة ‪,‬‬
‫قلت لها هل تريدي أن ُتصبحي طالبة علم ‪ ,‬طالبة‬
‫علم ! ما عندي وقت أحضر دروس ‪ ,‬ل ل ل أبدا ً‬
‫كوني طالبة علم و أنتي في المطبخ ‪ ,‬أصل ً أنتي‬
‫لو عندك وقت تحضري دروس كان أعطيتك‬
‫نصيحة أخرى ‪ ,‬إحنا نريد وقت المطبخ ‪ ,‬يكفينا‬
‫الن ‪ ,‬طّبقت النصيحة ثم اتصلت بي بعد ستة‬
‫أشهر ‪ ,‬قال هل تصدق أنني الن أحفظ أكثر من‬
‫ثلثمئة حديث و أعرف شرحها شرحا ً و لو أردت‬
‫أن ُألقي في كل حديث من هذه الحاديث‬
‫محاضرة لستطعت ‪ ,‬كل الذي قامت به أنها‬
‫د العلماء ‪ ,‬مجموعة‬ ‫أخذت مجموعة أشرطة لح ِ‬
‫دروس لشرح تلك الحاديث من أحد الكتب وبدأت‬
‫بينما هي تعمل تصغي إليها و تستمع إليها ‪,‬‬
‫ل‪ ,‬وسننجح في‬ ‫نجحنا في التحدي ‪ ,‬أوجدنا ح ً‬
‫التحدي دائما ً ‪ ,‬أنتم وأنتن الكل سينجح في‬
‫التحدي إذا كنا قادرين على الّتحليق في دائرة‬
‫اسمها دائرة القدرة ‪ ,‬ماذا أستطيع أن أعمل أنا ‪,‬‬
‫ماذا أستطيع أن أفعل بنفسي ‪ ,‬هنا سنصل ‪,‬‬
‫سيعود شخص آخر و يقول ‪ :‬يا شيخ هنالك بعض‬
‫التجارب السلبية السابقة هي التي تقف أمامنا و‬
‫هي التي تعيقنا ‪ ,‬خليك منطقي شوي ‪ ,‬كم مرة‬
‫حاولت أن أصنع ذاتي ‪ ,‬كم مرة حاولت أن أحقق‬
‫سابق يسحبني إلى الوراء‬ ‫ن الفشل ال ّ‬ ‫نجاحاتي لك ّ‬
‫مررت بتجربة قاسية ‪ ,‬ل أستطيع أن أتجاوزها و‬
‫ل أستطيع أن أنساها ‪ ,‬أقول له الناجحين ليس‬
‫في حياته فشل ‪ ,‬الناجح ل يحمل في خارطته‬
‫ذهنية شيئا ً ُيسمى فشل بل يعرف ما يسمى‬ ‫ال ّ‬
‫بتجربة نحن ل نفشل نحن نخوض غمار الّتجارب‬
‫ويك أي تجربة‬ ‫صم ظهرك ُتق ّ‬ ‫ضربة التي ل تق ُ‬ ‫ال ّ‬
‫كنت تشعر بأنها كانت فشل ً فقد‬ ‫ت بها إن ُ‬ ‫مرر َ‬
‫ت مرةً في أحد‬ ‫أخطأت و إنما هي تجربة ‪ ,‬أعلن ُ‬
‫الصحف ‪ ,‬أبحث عن موظفين ‪ ,‬أبحث عن مدير‬
‫تسويق ‪ ,‬حضر مجموعة أشخاص و قدموا سيرهم‬
‫الذاتية ‪ ,‬من بينهم شخص عندما قابلته والتقيت‬
‫معه ‪ :‬ايش هي مؤهلتك ‪ ,‬قال ‪ :‬مؤهلتي ‪ :‬أكثر‬
‫ت على إدارة‬ ‫من مئة مؤسسة فاشلة ‪ ,‬عمل ُ‬
‫شرك فشلت !! ‪ ,‬الله يبشرك‬ ‫تسويقها ‪ ,‬و ُأب ّ‬
‫بالخير ! وإحنا كم رقمنا إن شاء الله ‪ ,‬قال ‪:‬ل ل‬
‫ل ‪ ,‬هذي مؤهلتي الحقيقية ‪ ,‬كل تلك التجارب‬
‫ت ثمنها تلك المؤسسات غاليا ً ستجنيها‬ ‫التي دفع ْ‬
‫ت اليوم ‪ ,‬والله ! أريد أن أتفاءل ‪ ,‬أريد أن‬ ‫أن َ‬
‫ُ‬
‫دقك ‪ ,‬قال ‪:‬ل ‪ ..‬اسمح لي أن أحدثك عن‬ ‫ُ‬
‫أص ّ‬
‫الخبرة التي حصلت عليها من خلل كل تلك‬
‫ت‬‫ت إليه تمّنيت أنني أدر ُ‬ ‫التجارب ‪ ,‬عندما استمع ُ‬
‫أكثر من مئة مؤسسة فاشلة ‪ ,‬حتى أحصل على‬
‫خبرته التي وصل إليها ‪ ,‬بمجّرد أنه اعتقد أن‬ ‫ِ‬
‫خبرات نتيجة تجارب ‪,‬‬ ‫التجارب التي مر بها هي ِ‬
‫استطاع أن يكون واثق من نفسه وأن ينطلق من‬
‫ول الفكرة واعتقد أنه فشل‬ ‫دقوني لو ح ّ‬ ‫جديد ‪ ,‬ص ّ‬
‫منذ أول تجربة ‪ ,‬من بعد أول‬ ‫َلترك العمل ُ‬
‫كرها ‪ُ ,‬ربما ل يبحث عن عمل بعد ذلك‬ ‫مؤسسة س ّ‬
‫لكنه كان ينظر إلى تجاربه نظرة إيجابية ‪ ,‬تذكر‬
‫هذه الكلمة ‪ ,‬انظر لحياتك من الزاوية المشرقة ‪,‬‬
‫انظري إلى حياتك من الزاوية المشرقة ‪ ,‬إذا‬
‫استطعنا أن نمتلك تلك النظرة نستطيع أن نصنع‬
‫ذواتنا ‪ ,‬رحلتي مع صناعة الذات بدأت بقصة ‪,‬‬
‫سأختمها بقصة ‪ ,‬قصة لن أنساها ‪ ,‬قصة واقعية‬
‫جج المشاعر في‬ ‫حصلت معي فعل ً ‪ ,‬قصة تؤ ّ‬
‫نفسي و أنا أتحدث عنها ‪ ,‬عندما ُأدير شريط تلك‬
‫القصة في مخيلتي أشعر و كأّنني سأسقط من‬
‫صة ‪ ,‬كانت تجربة ‪ ,‬دعوني ُأحدثكم‬ ‫من ّ‬
‫فوق هذه ال ِ‬
‫عنها ‪ ,‬عندما كنت في الصف الثاني متوسط ‪ ,‬و‬
‫في شهر رمضان بالتحديد صليت التراويح خلف‬
‫المام كان خاشعا ً ِبالقدر الذي مل المصلين‬
‫ت من دعائه‬
‫بالخشوع و كنت أحدهم تأثر ُ‬
‫ت و نفسي‬ ‫للمسلمين و نصرة المسلمين فخرج ُ‬
‫ءل و أنا‬ ‫متأّلقة مشاعرا ً ايجابية و قمت أتسا َ‬ ‫عِبقة ُ‬
‫َ‬
‫في هذا العمر كيف أستطيع أن أخدم الدين و‬
‫كيف أستطيع أن أخدم أمتي ‪ ,‬كانت فكرة‬
‫ي ُأنسي و سروري‬ ‫تعتصرني ‪ ,‬فكرة تقتلع عل ّ‬
‫فتحوله إلى حزن وكدر ‪ ,‬تلك الفكرة أن الشباب‬
‫ى بدون‬ ‫الصغار في عمري يضّيعون أوقاتهم سد ً‬
‫ة فائدة وبينما أنا أسير عائد من المسجد إلى‬ ‫أي ِ‬
‫البيت ‪ ,‬أشاهد مجموعة من رفاقي في عمري‬
‫يلعبون الكرة و يترامونها و يتراشقونها من خلف‬
‫الشبكة ‪ :‬يا الله ! هؤلء ضحية المؤامرة على‬
‫المة السلمية ‪ ,‬بقيت مشاعري متأججة ‪ ,‬كنت‬
‫أتقلب على فراشي ‪ ,‬جاء الصباح فانطلقت إلى‬
‫ت اتجهت إلى الستاذ عبد‬ ‫المدرسة ‪ ,‬أول ما وصل ُ‬
‫الله ‪ ,‬الستاذ المسئول عن النشاط ‪ :‬يا أستاذ لو‬
‫سمحت أريد أن ُألقي كلمة بعد صلة الظهر‪:‬‬
‫جميل رائع ! أعطيني الكلمة حتى اقرأها ‪ ,‬آآه و‬
‫ت الكلمة !‬ ‫ت الكلمة ‪ ,‬ما كتب َ‬ ‫الله أنا للسف ما كتب ُ‬
‫ُ‬
‫طيب كيف سُتلقي ؟ ‪ ,‬سألقي ارتجال ً أنا عندي‬
‫أفكار و سألقي ارتجال ً ‪ ,‬اسمحوا لي أن أقول‬
‫لكم سر ل تخبروا به أحد ‪ ,‬حتى تلك اللحظة لم‬
‫ت في حياتي ‪ ,‬و ل مرة ‪,‬‬ ‫ت و ألقي ُ‬‫أكن قد وقف ُ‬
‫للسف الستاذ وافق على طلبي ‪ ,‬مضى الوقت‬
‫ت أصلي ‪ ,‬كان قلبي‬ ‫بطيئا ً ‪ ,‬صّلينا الظهر ‪ ,‬كن ُ‬
‫يرتجف ارتجافا ً ‪ ,‬أنا ل أعرف هل هو خشوع في‬
‫سّلم المام أردت أن أقف ‪,‬‬ ‫صلة الظهر ‪َ ,‬‬
‫ن قلبي يزداد ِثقل ً و الثقل يزداد حتى‬ ‫تأ ّ‬
‫فشعر ُ‬
‫انه يمنعني من الوقوف ‪ ,‬قلت في نفسي ‪ ,‬و أنا‬
‫ايش اللي جابني للمشكلة هذي لكن ‪ ,‬ل مناص‬
‫ت على خطواتي مشيت تقدمت وقفت أمام‬ ‫تحامل ُ‬
‫الطلب انظر إليكم و كأني انظر إليهم ‪ ,‬كانوا‬
‫أمامي عدد الصفوف خمسة صفوف ‪ ,‬و الستاذ‬
‫عبد الله صلى بنا إماما ً و يجلس بجواري الستاذ‬
‫ب ثوبك ‪:‬‬ ‫ت سأسح ُ‬ ‫عبد الله قال لي ‪ :‬إذا أطل َ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ,‬الحمد لله رب‬
‫العالمين ‪ ,‬الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ‪...‬‬
‫كلها بدأت‬ ‫سورة الفاتحة ‪ ..‬أما بعد ‪ :‬المدرسة ُ‬
‫تضحك ‪ ,‬حتى الجدران كانت تضحك ‪ ,‬أحد‬
‫المدرسين كان سمين جدا ً لم يردني أن انظر إليه‬
‫و هو يضحك وضع يديه على فمه كنت انظر إلى‬
‫بطنه يضحك ‪ ..‬المدرسة كلها كانت تضحك ‪ ,‬يا‬
‫الله ‪ ,‬اسألني عن أعظم أمنية ‪ ,‬سأقول لك ‪,‬‬
‫أتمنى أن تنشق الرض و تبتلعني ‪ ,‬اشعر بتنميل‬
‫في أطرافي ‪ ,‬اشعر بأن ُركبي تنتفض ‪ ,‬أشعر‬
‫صر‬‫ع َ‬‫بأن قلبي ذهب و َتركني ‪ ,‬اشعر بأن شخص َ‬
‫ة فوق رأسي ‪ ,‬أكاد أن أنكمش و أتضاءل‬ ‫ليمون ً‬
‫ةل‬ ‫ُ‬
‫ي أمني ٍ‬ ‫كانت تلك هي مشاعري ‪ ,‬اسألني عن أ ّ‬
‫أتمّناها سُأجيبك بكلمة واحدة ‪ :‬ل أتمنى أن يراني‬
‫أحد ل أتمنى أن يسمعني أحد ل أتمنى أن يشعر‬
‫ت بخطوات‬ ‫بي أحد أتمنى أن اختفي ‪ ,‬تقدم ُ‬
‫ب شيئا ً فشيئا ً ‪ ,‬كنت‬ ‫متثاقلة و الضحكات تنسح ُ‬
‫أجلس قبل الصلة و أثناء الصلة في الصف‬
‫ت إلى الصف الثاني‬ ‫الثاني ‪ ,‬تقدمت حتى وصل ُ‬
‫كت رأسي‬ ‫ت رأسي اصطَ ّ‬ ‫ت في مكاني أنزل ُ‬‫جلس ُ‬
‫بُركبتي كان الجالس عن يميني يضحك و يضربني‬
‫ل إلى اليسار فيضحك‬ ‫ضربات بسيطة فأمي ُ‬
‫الجالس عن يساري و يضربني ضربات بسيطة‬
‫أنقذني صوت المدرس ‪ ,‬أحد الساتذة بدأ يصرف‬
‫الصفوف حتى يعودوا للحصة بعد الصلة ‪ ,‬الصف‬
‫الخير يتحرك الصف الذي يليه يتحرك الصف‬
‫الثالث يتحرك الصف الثاني يتحرك وصلني‬
‫ت و‬ ‫الدور ‪ ,‬وقفوا جميعا ً حتى يغادروا وقف ُ‬
‫سنة ‪ ,‬انصرفوا جميعا ً ‪ ,‬بعد أن انتهيت‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كّبر ُ‬
‫ت يسار ل يوجد أحد الن اهرب‬ ‫ت يمين ‪ ,‬التف ّ‬ ‫التف ّ‬
‫الن أقف ‪ ,‬ذهبت إلى فصلي ‪ ,‬يا الله نسيت إذا‬
‫كنت آخر من يغادر المصلى سأكون آخر من يصل‬
‫إلى الفصل ‪ ,‬كل السخرية تنتظرني داخل‬
‫ت باب الفصل ‪ :‬قاه قاه قاه قاه ‪,‬‬ ‫الفصل ‪ ,‬فتح ُ‬
‫علي أن طاولتي‬ ‫كل بدأ يضحك ‪ ,‬من نعمة الله َ‬ ‫ال ُ‬
‫كانت الطاولة الولى ‪ ,‬سحبت طاولتي و‬
‫ب‬
‫دأت العبارات تتراشق كل منهم يضر ُ‬ ‫جلست ‪ ,‬ب َ‬
‫رأسي بعبارة ‪ ,‬أخرجت كتاب و دفنت وجهي فيه ‪,‬‬
‫جر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أأبكي ؟ كيف أعّبر عن مشاعري ؟ كيف أف ّ‬
‫دثكم عن إحباطي ؟ تخيلوا تلك‬ ‫ُ‬
‫يأسي ؟ كيف أح ّ‬
‫دست في نفسي ‪,‬‬ ‫الكثافة السلبية العالية التي تك ّ‬
‫ت‬ ‫بينما أنا كذلك ‪ ,‬ضربة قوية على الطاولة ‪ ,‬رفع ُ‬
‫رأسي ‪ :‬مدرس اللغة العربية ‪ ,‬سحبني من يدي‬
‫أخرجني‪ ,‬أوقفني أمام الطلب ‪ ,‬الستاذ إبراهيم‬
‫ت‬‫ذقها ولكنني رأي ُ‬ ‫كان قاسيا ً ‪ ,‬يمتلك كف لم أ ُ‬
‫ك‬‫من سقط على الرض لّنه ذاقها ‪ ,‬يا ساتر أمس َ‬
‫قبني‬ ‫فني أمام الطلب ‪ ,‬عا َ‬ ‫ق َ‬
‫بيدي ‪ ,‬ماذا يريد ‪ ,‬أو َ‬
‫ك بيدي‬ ‫ت بأن يده التي كانت تمس ُ‬ ‫لوحدي ‪ ,‬تفاجئ ُ‬
‫مفعمة‬ ‫ل لي مشاعَر المحبة مشاعر ُ‬ ‫كانت ترس ُ‬
‫ت يا مريد ‪,‬‬ ‫ع يدي عاليا ً ‪ :‬أحسن َ‬ ‫بالحميمية ‪ ,‬رف َ‬
‫منتصر في حلبة المصارعة‬ ‫مريد ‪ ,‬كأني ُ‬ ‫ت يا ُ‬ ‫أحسن َ‬
‫مطأطئ و نظري‬ ‫‪ ,‬أنا ل أكُتمكم في البداية كنت ُ‬
‫يصافح الرض ‪ ,‬لما َرفع يدي إلى العلى ‪:‬‬
‫ت يامريد ‪ ,‬ليش ايش سويت بدأت ‪ ,‬قال‬ ‫أحسن َ‬
‫الستاذ إبراهيم ‪ :‬مريد هو الشخص الوحيد الذي‬
‫ث و لم يقف منكم أي‬ ‫وقف أمامكم و لم يتحد ْ‬
‫شخص و لم يتحدث منكم أي شخص ‪ ,‬مريد وقف‬
‫ف اليوم ولم يتحدث يقف‬ ‫ولم تقفوا ‪ ,‬الذي وق َ‬
‫غدا ً و يتحدث ‪ ,‬آآه صح ‪ :‬أقف غدا ً و أتحدث أنا لم‬
‫ت بتجربة ‪ ,‬الستاذ إبراهيم جعلني‬ ‫أفشل أنا مرر ُ‬
‫انظر إلى التجربة من الزاوية اليجابية ‪ ,‬جعلني‬
‫انظر إليها من الزاوية المشرقة ‪ ,‬ماذا تتوقعون‬
‫ت‬‫النتيجة اليوم الثاني وبعد صلة الظهر وقف ُ‬
‫أمام الطلب و قلت أما بعد ثم تحدثت و تكلمت ‪,‬‬
‫ة‬
‫ترى لو أنني لم انظر إلى تلك التجربة بزاوي ٍ‬
‫ت سأقف‬ ‫ايجابية ما الذي كان سيحدث ؟ ما كن ُ‬
‫أمامكم في هذه اللحظات ‪.‬‬
‫ت صغيرا ً‬ ‫ة أخيرة قرأُتها عندما كن ُ‬ ‫لن أنسى كلم ً‬
‫ف ذاك الكتاب ما احترق‬ ‫في أحد الكتب قال مؤل ُ‬
‫ف‬
‫غَتنى فقيٌر بقوله أل َ‬ ‫ن بقوله نار ‪ ,‬و ل ا ْ‬ ‫لسا ٌ‬
‫قل ألف دينار إلى السبوع القادم لن تجد‬ ‫دينار ‪ُ ,‬‬
‫في جيبك و ل حتى دينارا ً واحدا ً ‪ ,‬قل نار إلى‬
‫الشهر القادم لن يحترق لسانك ‪ ,‬و لكن قل‬
‫ث بها ‪ ,‬ثم‬ ‫ملها في ِذهنك ‪ ,‬تحدّ ْ‬ ‫فكرتك بعد أن ُتع ِ‬ ‫ِ‬
‫ذها ‪ُ ,‬ثم انطلق بعزيمة ‪,‬‬ ‫طط لتنفي ِ‬ ‫اكُتبها ‪ ,‬ثم خ ّ‬
‫صل إلى ما ُتريد و ستكون كما‬ ‫ست ِ‬‫قق ذاتك ‪َ ,‬‬ ‫سُتح ّ‬
‫ُتريد ‪ ,‬و ذلك ما ُتريدون ‪ ,‬و ذلك ما ُأريد ‪.‬‬
‫اسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا كما نطمح و‬
‫كما نأمل وكما ُنريد أن نكون ‪.‬‬
‫الحياة تجربة و صناعة الذات فكرة تخلق المل و‬
‫المل ل بد أن يحذوه العمل وبذلك نستطيع أن‬
‫نكون و نستطيع أن نحقق ذواتنا ‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬
‫قام بعملية التفريغ و التنسيق ‪ :‬الحب‬
‫المستحيل‬
‫ل تنسونا من دعوة صالحة‬
‫في ظهر الغيب‬
‫للمراسلة و القتراحات‬
‫البريد الليكتروني‬
‫‪Impo7ible_love@yahoo.com‬‬

You might also like