You are on page 1of 9

‫)ع(‬

‫الحسين‪..‬دروس الحياة‬
‫نـــــــــــــــــــــــــــزار حيدر‬
‫‪NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM‬‬
‫للوهلة الولى‪ ،‬يظن المرء‪ ،‬ان تضحية السبط الشهيد المام الحسين بن علي بن ابي‬
‫طالب بن فاطمة الزهراء بنت رسول ال )ص( في عاشوراء عام ‪ 61‬للهجرة في‬
‫كربلء‪ ،‬هي من اجل الموت‪ ،‬لنها اصطبغت بلون الدم الحمر الذي يعبر عادة عن‬
‫‪.‬القتل‪ ،‬والقتل هو الموت والموت هو نهاية حياة النسان‬
‫‪...‬ولكن‬
‫بقليل من التمعن والتفكر والتدبر‪ ،‬سنكتشف بان الحسين عليه السلم للحياة وليس‬
‫للموت‪ ،‬فهو دروس للحياة وليس تجربة للموت‪ ،‬او لم يقل عز من قائل في محكم كتابه‬
‫الكريم }يا ايها الذين آمنوا استجيبوا ل وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان ال‬
‫يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون{ والحسين السبط هو نفس رسول ال )ص(‪،‬‬
‫كما ورد في حديثه )ص( }حسين مني وانا من حسين{ اي ان دعوة السبط وثورته‬
‫‪.‬ونهضته وحركته وتضحيته كانت للحياة وليس للموت‪ ،‬كيف؟‬
‫السبط‪..‬كرامة المة‬
‫‪.‬ان امرءا بل كرامة‪ ،‬لهو ميت الحياء‪ ،‬وان امة بل كرامة‪ ،‬لهي امة ميتة‬
‫والسؤال هو؛‬
‫‪.‬ما هي مصاديق الكرامة؟‬
‫‪:‬برايي‪ ،‬فان الكرامة تتجلى بثلث قيم‬
‫‪.‬القيمة الولى‪ ،‬هي الحرية‬
‫‪.‬القيمة الثانية‪ ،‬هي المساواة‬
‫‪.‬اما القيمة الثالثة‪ ،‬فهي الختيار‬
‫فالنسان الذي ل يمتلك حريته‪ ،‬ويعيش في ظل التمييز باي شكل من اشكاله‪ ،‬لهو‬
‫‪.‬انسان بل كرامة‪ ،‬وان النسان الذي ل يمتلك حرية الختيار‪ ،‬لهو انسان بل كرامة‬
‫ولقد مرت المة )السلمية( في لحظة تولي الطاغية يزيد بن معاوية للسلطة‪ ،‬بمرحلة‬
‫تاريخية فقدت فيها كرامتها‪ ،‬لنها فقدت حريتها وظلت تعاني من التمييز باشكال مختلفة‪،‬‬
‫الى جانب انها فقدت قدرتها على الختيار‪ ،‬وهي القيمة التي تميز النسان عن غيره من‬
‫‪.‬الدواب‬
‫فالمة التي يحكمها ظالم مستبد‪ ،‬لهي امة بل كرامة‪ ،‬والمة التي يحكمها اللصوص‬
‫)قادة النقلبات العسكرية( لهي امة بل كرامة‪ ،‬والمة التي يحكمها زعيم لم يصل الى‬
‫السلطة برضاها او بتفويض منها )بالبيعة العامة مثل او عن طريق صندوق القتراع(‬
‫لهي امة بل كرامة‪ ،‬واذا حكم المة نظام وراثي‪ ،‬فانها امة بل كرامة‪ ،‬واذا حكمتها حفنة‬
‫من اللصوص استولوا على السلطة بانقلب عسكري في جوف الليل‪ ،‬فهي امة بل‬
‫كرامة‪ ،‬لن كرامة المة تتجلى اول وقبل كل شئ باختيارها للنظام السياسي‪ ،‬ولذلك‬
‫فقدت المة كرامتها عندما حول المويون الحكم الى ملك عضوض‪ ،‬حمل حاكم فاسق‬
‫كيزيد الى سدة الحكم بعنوان )امير المؤمنين( وصدق الحسين السبط عندما قال }وعلى‬
‫‪}.‬السلم السلم اذا ولي امر المة حاكم مثل يزيد‬
‫وصدق قبله ابوه امير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلم‪ ،‬عندما وصف حال‬
‫المة اذا حكمها فاسق بقوله }ولكني آسى ان يلي امر هذه المة سفهائها‪ ،‬وفجارها‪،‬‬
‫‪}.‬فيتخذوا مال ال دول‪ ،‬وعباده خول‪ ،‬والصالحين حربا‪ ،‬والفاسقين حزبا‬
‫اما الحسين السبط عليه السلم‪ ،‬فقد بذل كل ما في وسعه من اجل تنبيه المة الى‬
‫‪.‬الخطر العظيم الذي عاشته في ظل سلطة سياسية منحرفة وظالمة‬
‫‪.‬انه سعى لن ينبه المة الى كرامتها‪ ،‬من خلل تذكيرها بالقيم الثلث النفة الذكر‬
‫ومن اجل ان يصوغ نموذجا لها‪ ،‬فل يكرر صورة الحاكم الظالم والسلطة المنحرفة‪،‬‬
‫‪:‬لذلك‬
‫اول‪ :‬لم يجبر الحسين عليه السلم احدا على رفض البيعة للسلطة الجديدة‪ ،‬كما انه لم‬
‫‪.‬يكره احدا على بيعته‪ ،‬ابدا‬
‫انه عليه السلم سعى الى تبيين الصورة فقط‪ ،‬وتوضيح الحقائق فحسب‪ ،‬من دون‬
‫ارهاب احد او اكراهه على اتخاذ موقف معين بذاته‪ ،‬فقال عليه السلم }ال ترون الى‬
‫الحق ل يعمل به والى الباطل ل يتناهى عنه‪ ،‬ليرغب المؤمن في لقاء ال‪ ،‬فاني ل ارى‬
‫‪}.‬الموت ال سعادة‪ ،‬والحياة مع الظالمين ال برما‬
‫ثانيا‪ :‬لقد منح اقرب الناس اليه‪ ،‬وهم اهل بيته الذين رافقوه من المدينة الى مكة‬
‫المكرمة الى كربلء‪ ،‬حق الختيار بكامل حريتهم‪ ،‬فلم يجبرهم‪ ،‬مثل‪ ،‬على المكوث معه‪،‬‬
‫ولم يغصبهم على اتخاذ موقف لم يقتنعوا به‪ ،‬ناهيك عن بقية )المسلمين( الذي التحقوا به‬
‫عند خروجه من مكة المكرمة شطر الكوفة‪ ،‬والذين كان يخبرهم بادق تفاصيل الموقف‬
‫العسكري والمني كلما تناهى الى مسامعه خبر عن مسيره‪ ،‬وكل ذلك من اجل ان‬
‫يمنحهم فرصة التفكير بحرية تامة قبل اتخاذ الموقف وقبل الختيار‪ ،‬لنه لم يشا ان‬
‫يصطحب معه متردد او خائف او طامع او جاهل بامره ل يدري من اين هو والى اين‬
‫‪.‬ولماذا؟‬
‫فعندما وصل اليه خبر استشهاد سفيره الى الكوفة مسلم بن عقيل وهو في طريقه الى‬
‫العراق‪ ،‬في منطقة تسمى بالزبالة‪ ،‬جمع الحسين عليه السلم من كان معه واخبرهم‬
‫بالمر‪ ،‬فورا‪ ،‬من دون ان يخشى ان مثل هذا الخبر قد يدفعهم لتركه لوحده‪ ،‬لنه كان‬
‫يريد من يبقى معه ان يكون على بصيرة من امره‪ ،‬فهو لم يكن بحاجة الى الطامعين بدنيا‬
‫‪.‬بل آخرة‪ ،‬او خائف او مهزوز العقيدة‬
‫‪:‬جمعهم وقال لهم‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬اما بعد‪ ،‬فانه قد اتانا خبر فضيع‪ ،‬قتل مسلم بن عقيل وهانئ{‬
‫بن عروة وعبد ال بن يقطر‪ ،‬وقد خذلتنا شيعتنا‪ ،‬فمن احب منكم النصراف فلينصرف‬
‫‪}.‬ليس عليه منا ذمام‬
‫وفي ليلة العاشر من المحرم‪ ،‬جمع الحسين عليه السلم اصحابه مرة اخرى ليخيرهم‬
‫بين البقاء معه استعدادا للموت او تركه والذهاب الى حيث يريدون فينقذوا انفسهم من‬
‫‪.‬خطر القتل والموت‬
‫‪:‬قال لهم الحسين عليه السلم‬
‫اثني على ال تبارك وتعالى احسن الثناء واحمده على السراء والضراء‪ ،‬اللهم اني{‬
‫احمدك على ان اكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القران‪ ،‬وفقهتنا في الدين‪ ،‬وجعلت لنا اسماعا‬
‫وابصارا وافئدة‪ ،‬ولم تجعلنا من المشركين‪ ،‬اما بعد فاني ل اعلم اصحابا اولى ول خيرا‬
‫من اصحابي‪ ،‬ول اهل بيت ابر ول اوصل من اهل بيتي‪ ،‬فجزاكم ال عني جميعا خيرا‪،‬‬
‫ال واني اظن يومنا من هؤلء العداء غدا‪ ،‬ال واني قد رايت لكم‪ ،‬فانطلقوا جميعا في‬
‫حل‪ ،‬ليس عليكم مني ذمام‪ ،‬هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جمل‪ ،‬ثم لياخذ كل رجل منكم‬
‫بيد رجل من اهل بيتي‪ ،‬ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج ال‪ ،‬فان القوم انما‬
‫‪}.‬يطلبونني‪ ،‬ولو قد اصابوني‪ ،‬لهوا عن طلب غيري‬
‫ثالثا‪ :‬لم يبادر الحسين السبط عليه السلم الى مكاتبة احد من المسلمين في اي مصر‬
‫من المصار‪ ،‬وانما اكتفى في بادئ المر بان يرفض اعطاء البيعة من دون ان يؤلب‬
‫الشارع على السلطة المنحرفة الجديدة‪ ،‬حتى جاءت المبادرة من المسلمين في الكوفة‬
‫‪.‬الذي بادروا الى الكتابة اليه ودعوته ليكون لهم اماما في طريق الحق والصواب‬
‫لم يشا الحسين بن علي عليهما السلم ان يغصب احدا على اتخاذ موقف ضد او مع‬
‫السلطة او المعارضة قبل ان يلقي عليه الحجة‪ ،‬ولذلك اكتفى عليه السلم بتبيين الحقائق‬
‫‪.‬وتوضيح العلل التي من اجلها يرفض البيعة لطاغية منحرف كيزيد بن معاوية‬
‫ففي المدينة قال الحسين عليه السلم }انا اهل بيت النبوة‪ ،‬ومعدن الرسالة‪ ،‬ومختلف‬
‫الملئكة‪ ،‬بنا فتح ال وبنا ختم‪ ،‬ويزيد فاسق‪ ،‬فاجر شارب الخمر‪ ،‬قاتل النفس المحترمة‪،‬‬
‫‪}.‬معلن بالفسق والفجور‪ ،‬ومثلي ل يبايع مثله‬
‫وكان عليه السلم قد حدد معالم نهضته لتكون اهدافه واضحة وغير خافية على احد‪،‬‬
‫فكتب في وصيته الى اخيه محمد بن الحنفية‪ ،‬يقول؛‬
‫اني لم اخرج اشرا ول بطرا ول مفسدا ول ظالما‪ ،‬وانما خرجت لطلب الصلح في{‬
‫امة جدي‪ ،‬اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر‪ ،‬فمن قبلني بقبول الحق فال اولى‬
‫بالحق‪ ،‬ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي ال بيني وبين القوم بالحق‪ ،‬وهو خير‬
‫‪}.‬الحاكمين‬
‫وقبيل وصوله الى كربلء‪ ،‬خطب الجيش الذي كان مع الحر بن يزيد الرياحي‪،‬‬
‫‪:‬موضحا له سر حركته ورفضه اعطاء البيعة لطاغية‪ ،‬فقال‬
‫ايها الناس‪ ،‬ان رسول ال )ص( قال‪ :‬من راى سلطانا جائرا مستحل لحرام ال ناكثا{‬
‫لعهد ال مخالفا لسنة رسول ال يعمل في عباد ال بالثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل‬
‫ول قول كان حقا على ال ان يدخله مدخله‪ ،‬ال وان هؤلء‪ ،‬ويقصد السلطة الظالمة‬
‫الجديدة‪ ،‬قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا‬
‫‪}.‬الحدود واستاثروا بالفئ واحلوا حرام ال وحرموا حلله‪ ،‬وانا احق من غير‬
‫ومن اجل طمانة الناس‪ ،‬والحيلولة دون التشكيك في صدقية ما يقول‪ ،‬كخوفهم من ان‬
‫يتحولوا الى حطب حرب يستفيد منها المام بعد زجهم فيها ثم يذهب الى السلطة‬
‫ليفاوضها‪ ،‬كما يفعل الكثير من الزعماء والقادة‪ ،‬ممن ل دين لهم ول ضمير‪ ،‬قال لهم‬
‫‪:‬الحسين عليه السلم‬
‫‪}.‬نفسي مع انفسكم‪ ،‬واهلي مع اهليكم‪ ،‬فلكم في اسوة{‬
‫رابعا‪ :‬كذلك‪ ،‬فان الحسين الشهيد عليه السلم‪ ،‬لم يمارس الترهيب والترغيب عندما‬
‫عرض بضاعته على الناس‪ ،‬فهو لم يمارس الرهاب الديني لتخويف )المسلمين( من‬
‫‪.‬مغبة عدم بيعته‪ ،‬كما انه لم يقتل او يغتال احدا لنه اعطى البيعة للسلطة الجديدة‬
‫‪:‬فقد خطب مرة بالقوم قائل‬
‫ال وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين‪ ،‬بين السلة والذلة‪ ،‬وهيهات منا الذلة‪{،‬‬
‫يابى ال لنا ذلك ورسوله والمؤمنون‪ ،‬وجدود طابت‪ ،‬وحجور طهرت‪ ،‬وانوف حمية‪،‬‬
‫‪}.‬ونفوس ابية‪ ،‬ل تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام‪ ،‬ال واني قد اعذرت وانذرت‬
‫ففي وعي المام‪ ،‬ان اعطاء البيعة مكرها تحت حد السيف لسلطة جائرة ظالمة‪،‬‬
‫‪.‬يناقض مبدا الكرامة‪ ،‬بل انه الذل بعينه‪ ،‬لذلك آثر الموت بعز على الحياة بذل‬
‫خامسا‪ :‬وعندما تحول الحسين عليه السلم الى باب من ابواب الجنة في عاشوراء عام‬
‫‪ 61‬للهجرة في صحراء كربلء‪ ،‬لم يميز بين اهل بيته واصحابه‪ ،‬اذ كان الجميع عنده‬
‫سواسية يتعامل معهم بمساواة قل نظيرها‪ ،‬بل انه لم يشا ان يرفض التحاق الد )اعدائه(‬
‫بركب الشهادة واقصد به الحر بن يزيد الرياحي الذي قرر ان يختار القتل بعز وشرف‬
‫وكرامة‪ ،‬على الحياة بذل ومهانة‪ ،‬فلم يمنعه المام من اللحاق به‪ ،‬بل احترم قراره‬
‫الجديد‪ ،‬ومنحه فرصة الخلود البدي في الدنيا والخرة‪ ،‬من دون ان يفكر بالنتقام منه‪،‬‬
‫كونه احد اعمدة الحاكم الظالم‪ ،‬ممن اضروا بالحسين كثيرا‪ ،‬فالعبرة بالنتائج كما تقول‬
‫‪.‬الحكمة‪ ،‬والعمال بخواتيمها‬
‫لقد اراد الحسين السبط عليه السلم‪ ،‬من كل ذلك وغيره‪ ،‬ان يعلم المة معنى الكرامة‪،‬‬
‫وكيف يمكن تحقيقها في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬بل اراد ان يعلمها بان امة بل كرامة هي امة‬
‫ميتة‪ ،‬وان البيعة بالكراه لحاكم ظالم دليل صارخ على ان المة بل كرامة‪ ،‬وان امة ل‬
‫‪.‬تمتلك حق الختيار‪ ،‬لهي امة ميتة‬
‫‪.‬لكل ذلك فان الحسين عليه السلم هو عنوان كرامة المة‬
‫علينا ان نتعلم من الحسين كيف نصون حريتنا وكيف نحافظ على خياراتنا‪ ،‬فل نعطي‬
‫‪.‬البيعة لكل من هب ودب‬
‫سادسا‪ :‬كان السبط يلزم كل ذي عهد بعهده‪ ،‬فلم يحمله اكثر من طاقته‪ ،‬وذلك على‬
‫قاعدة )الزموهم بما الزموا به انفسهم( من اجل ان ل يظلم احدا بتحميله ما ل يطيق‪،‬‬
‫ومن اجل ان تكون حجته قوية عليهم‪ ،‬انه عليه السلم لم يشا ان يلزم النسان ال بما‬
‫اختار بارادته‪ ،‬فلقد اوصى امير المؤمنين عليه السلم مالكا الشتر عندما وله مصر‬
‫بهذه القاعدة‪ ،‬بقوله }والزم كل منهم ما الزم نفسه{ وهي القاعدة الذهبية في علم‬
‫الجتماع اذا كان النظام السياسي ديمقراطيا‪ ،‬يحترم النسان ويصون حقوقه ويحافظ‬
‫‪.‬على كرامته‪ ،‬واذا كان القانون فوق الجميع‬
‫انه اسمعهم وذكرهم بعهودهم اكثر من مرة‪ ،‬كان آخرها صبيحة يوم العاشر من‬
‫‪:‬المحرم‪ ،‬اذ وقف فيهم خطيبا‪ ،‬فقال‬
‫ايها الناس‪ ،‬اسمعوا قولي ول تعجلوني حتى اعظكم بما الحق لكم علي‪ ،‬وحتى اعتذر{‬
‫اليكم من مقدمي عليكم‪ ،‬فان قبلتم عذري وصدقتم قولي واعطيتموني النصف كنتم بذلك‬
‫اسعد‪ ،‬ولم يكن لكم علي سبيل‪ ،‬وان لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من انفسكم‪،‬‬
‫فاجمعوا امركم وشركاءكم‪ ،‬ثم ل يكن عليكم امركم غمة‪ ،‬ثم اقضوا الي ول تنظرون‪ ،‬ان‬
‫‪}.‬وليي ال الذي نزل الكتاب‪ ،‬وهو يتولى الصالحين‬
‫‪:‬ثم اضاف عليه السلم‪ ،‬مخاطبا )علية( القوم‬
‫يا شبث بن ربعي‪ ،‬ويا حجار بن ابجر‪ ،‬ويا قيس بن الشعث‪ ،‬ويا يزيد بن الحارث‪{،‬‬
‫الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار‪ ،‬واخضر الجناب‪ ،‬وطمت الجمام‪ ،‬وانما تقدم على جند‬
‫‪}.‬لك مجندة‪ ،‬فاقبل؟‬
‫البيعة‪..‬عهد ومسؤولية‬
‫حاول يزيد بن معاوية‪ ،‬لحظة توليه السلطة بعد هلك ابيه معاوية بن ابي سفيان‪ ،‬ان‬
‫ياخذ البيعة من الحسين بن علي عليهما السلم‪ ،‬غصبا وبالقوة‪ ،‬لنه كان يعرف وزنه في‬
‫المجتمع المسلم آنئذ‪ ،‬وكان يعرف ماذا يعني ان يتخلف السبط عن بيعته‪ ،‬اذ سيدفع‬
‫جمهور المسلمين للقتداء به والتزام موقفه فيمتنع عن البيعة‪ ،‬ما يؤلب الناس على‬
‫السلطة الجديدة‪ ،‬وهو المر الذي لم يكن مرغوبا عندها لنها حديثة عهد ل تتحمل اية‬
‫مشكلة من هذا النوع‪ ،‬خاصة وانها اول سلطة غير شرعية في الدولة السلمية‪،‬‬
‫اعتمدت الوراثة التي حرمها ال تعالى ورفضها الرسول الكريم ولم يستسيغها‬
‫المسلمون‪ ،‬الى جانب ان المورث واحد من اسوء )الحكام( سواء على الصعيد الديني او‬
‫‪.‬الخلقي او حتى السياسي‬
‫لذلك‪ ،‬صدرت اوامر الطاغية الجديد يزيد الى عامله في المدينة المنورة )الوليد بن‬
‫عتبة( مشددة باخذ البيعة من الحسين السبط‪ ،‬ليس فيها اي تهاون او ليونة‪ ،‬او حتى‬
‫‪.‬رخصة‬
‫ولن المام عليه السلم كان يريد ان يعلمنا كيف نحيا‪ ،‬لذلك رفض البيعة‪ ،‬لنها في‬
‫وعي المام ليست لقلقة لسان او كلمات ينطقها المرء اليوم ويتملص منها غدا‪ ،‬ابدا‪ ،‬بل‬
‫ان البيعة عهد ومسؤولية‪ ،‬عهد يقطعه المرء مع من يبايعه باللتزام بخطه ونهجه‪،‬‬
‫والسير على هدى مبادئه وتحت قيادته‪ ،‬ومسؤولية يعلقها المعاهد في رقبته يلزم تحملها‬
‫واللتزام بها‪ ،‬وعدم النقلب عليها‪ ،‬بكل الظروف‪ ،‬او خيانة من يعاهده ويبايعه‪ ،‬ال ان‬
‫‪}.‬يغير‪ ،‬فعندها }ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق‬
‫ولن البيعة كذلك في قاموس المام‪ ،‬لذلك رفض البيعة سرا‪ ،‬في محاولة من المام‬
‫ليصال هذه الرسالة الى المسلمين ممن يريدون ان يحيون حياة طيبة‪ ،‬فاراد ان يقف امام‬
‫الجميع ليقول لهم ماذا تعني البيعة؟ ولماذا يرفض اعطائها لحاكم مثل يزيد‪ ،‬ليبلغ بذلك‬
‫رسالته ويلقي حجته‪ ،‬لئل تكون عند المسلمين من حجة الجهل او عدم المعرفة والوعي‬
‫‪.‬بحقيقة امر البيعة‪ ،‬عندما يختارون غدا البيعة ليزيد او رفضها‬
‫لقد حاول السبط ان يعلم الناس معنى الحياة الكريمة المقترنة بالبيعة الكريمة‪ ،‬والتي ل‬
‫‪.‬تتحقق ال بعهد صحيح لحاكم سوي مستقيم‬
‫اما الموات من الحياء‪ ،‬فهم الذين يسارعون الى اعطاء البيعة لكل من هب ودب من‬
‫الحكام والسلطين‪ ،‬فالمهم عندهم ان يحكمهم حاكم‪ ،‬برا كان ام فاجرا‪ ،‬لنهم يظنون ان‬
‫البيعة ستنقذ رقابهم من مقصلة الظالم‪ ،‬او انها ستسقط المسؤولية عن انفسهم‪ ،‬او ان‬
‫البيعة‪ ،‬مجرد البيعة للحاكم‪ ،‬ستؤمن لهم الحياة الكريمة‪ ،‬ناسين او متناسين ان مثل هذه‬
‫البيعة هي بداية الموت وليس الحياة ابدا‪ ،‬ولقد قرانا وراينا مصير الناس الذين بادروا الى‬
‫بيعة )ظالم( بحجة التهرب من المسؤولية على قاعدة )بايع لتكفي نفسك شر الحاكم( فلقد‬
‫تحولت مثل هذه البيعة الى كابوس يلحقهم فلم يهنأوا بعيش ولم يكفوا انفسهم شر الحاكم‬
‫‪.‬الظالم‪ ،‬فكانت نهايتهم القتل بسيف الحاكم الذي بايعوه‬
‫لقد اجاب المام السبط الحسين بن علي عليهما السلم والي يزيد على المدينة بقوله‬
‫عليه السلم }مثلي ل يبايع سرا‪ ،‬ول يجتزئ بها مني سرا‪ ،‬فاذا خرجت للناس ودعوتهم‬
‫‪}.‬للبيعة‪ ،‬ودعوتنا معهم كان المر واحدا‬
‫ولما هددته السلطة بالقتل ان لم يبايع‪ ،‬كان لبد للمام ان يضع النقاط على الحروف‬
‫ليوضح الموقف بالكامل‪ ،‬فقال عليه السلم }ايها المير‪ ،‬انا اهل بيت النبوة‪ ،‬ومعدن‬
‫الرسالة‪ ،‬ومختلف الملئكة‪ ،‬بنا فتح ال‪ ،‬وبنا ختم‪ ،‬ويزيد فاسق‪ ،‬فاجر‪ ،‬شارب الخمر‪،‬‬
‫‪}.‬قاتل النفس المحترمة‪ ،‬معلن بالفسق والفجور‪ ،‬ومثلي ل يبايع مثله‬
‫بذلك‪ ،‬يكون المام الحسين عليه السلم قد حدد معالم البيعة الصحيحة‪ ،‬والمقاس‬
‫العلمي والديني والسياسي الصحيح للحاكم الذي يستحق ان يمنح البيعة‪ ،‬طبعا هذا لمن‬
‫اراد ان يحيا حياة طيبة‪ ،‬اما من يريد ان يحيا حياة الموات‪ ،‬بل حرية وبل كرامة وبل‬
‫‪.‬حقوق‪ ،‬فيعطي بيعته لمن يشاء‪ ،‬وان كان يزيدا واشباهه‬
‫الحياة‪..‬ان ل تتهرب من المسؤولية‬
‫عندما عزم الحسين السبط عليه السلم‪ ،‬الخروج الى العراق‪ ،‬والى الكوفة تحديدا‪،‬‬
‫حاول اكثر من واحد ثنيه عن قراره‪ ،‬فحاولوا ان يقنعوه بـ )الهرب( من المواجهة‪ ،‬فل‬
‫يصطدم بالنحراف‪ ،‬كأن يذهب الى اليمن‪ ،‬مثل‪ ،‬او ان يهيم بوجهه في الصحراء فيضيع‬
‫‪.‬نفسه على السلطة الحاكمة‬
‫ولو كان الحسين يبحث عن الموت‪ ،‬لقتنع بمثل هذه النصائح‪ ،‬فلقد كانت الرض‬
‫مفتوحة امامه‪ ،‬وخيارات الهرب كثيرة جدا‪ ،‬يتمناها اكثر من مصر‪ ،‬ولكن‪ ،‬لنه كان‬
‫يطلب الحياة للمة‪ ،‬فلذلك كان لبد له ان يختار المواجهة ليعلمها كيف تحيا كريمة‪،‬‬
‫‪.‬وكيف تختار الحياة عندما تفرض عليها المواجهة فرضا‬
‫لقد علمنا الحسين السبط‪ ،‬ان مواجهة الظلم وتحدي النحراف هو اقصر الطرق لنيل‬
‫‪.‬الحياة الحرة الكريمة‪ ،‬وان الهروب من المواجهة موت بطئ ل يختاره الشرفاء‬
‫فالذين نصحوه بالهرب من المواجهة‪ ،‬كانت حجتهم ان من كتب له ودعاه لينصره‪،‬‬
‫ليسوا اهل عهد او ذمة‪ ،‬اذ كان آباءهم واجدادهم قد نكثوا بيعات مماثلة مع جده الرسول‬
‫‪.‬الكريم )ص( وابيه امير المؤمنين عليه السلم‬
‫ال ان الحسين السبط لم يحسب المور بهذه الطريقة‪ ،‬فلو ان كل موقف يحاسب على‬
‫ما سبقه‪ ،‬لما تحمل احد مسؤولية‪ ،‬ولو ان كل امرئ يؤاخذ بجريرة ابيه او جده‪ ،‬لما بادر‬
‫احد الى شئ‪ ،‬ولهذا المعنى اشار القران الكريم بقول ال عز وجل }ول تزروا وازرة‬
‫‪).‬وزر اخرى‬
‫في منهجية الحسين عليه السلم‪ ،‬ان المسؤولية تقع على عاتق النسان حالما تشخص‬
‫امام عينيه وتتهيا لها السباب‪ ،‬وسيأثم قلبه اذا لم يبادر اليها ويتحملها اذا تردد او هرب‪،‬‬
‫ولذلك قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلم }اما والذي فلق الحبة‪ ،‬وبرا‬
‫النسمة‪ ،‬لول حضور الحاضر‪ ،‬وقيام الحجة بوجود الناصر‪ ،‬وما اخذ ال على العلماء ال‬
‫يقاروا على كظة ظالم‪ ،‬ول سغب مظلوم‪ ،‬للقيت حبلها على غاربها‪ ،‬ولسقيت آخرها‬
‫‪}.‬بكاس اولها‪ ،‬وللفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز‬
‫الماضي‪..‬دروس الحاضر‬
‫والن‪ ،‬ما الذي نستفيده من كربلء‪ ،‬ونحن على اعتاب انتخابات مجالس المحافظات‬
‫‪.‬في العراق؟‬
‫اول‪ :‬ان ل نضطر للتصويت لحد‪ ،‬اذا لم نكن مقتنعين به‪ ،‬وببرنامجه النتخابي‬
‫‪.‬وبسيرته الذاتية‪ ،‬وبرصيده الذاتي‬
‫ثانيا‪ :‬الصوت مسؤولية‪ ،‬فهو يساهم في بناء البلد‪ ،‬اذا منحناه لمن يستحق‪ ،‬او يساهم‬
‫في تدمير البلد اذا لم نحسن التصرف به‪ ،‬ولذلك يجب ان نتعامل مع صوتنا كمسؤولية‪،‬‬
‫‪.‬وليس كبضاعة نبيعها لمن يعطي اكثر‬
‫ثالثا‪ :‬ولن الصوت مسؤولية‪ ،‬لذلك يجب ان نشارك في النتخابات القادمة‪ ،‬فل نصغ‬
‫للمرجفين في المدينة ممن يثبط الناس عن المشاركة‪ ،‬فالصوت واجب ومسؤولية ل‬
‫‪.‬يجوز لحد ان يفرط بها ابدا‬
‫ان البعض يسعى لتوظيف الفشل والتقاعس‪ ،‬الذي سبب التاخر في تحسين الوضع‬
‫المعيشي للناس‪ ،‬لثني الناخب عن المشاركة في النتخابات القادمة‪ ،‬وكأن المقاطعة هي‬
‫‪.‬الحل‬
‫انها ليست حل ابدا‪ ،‬فعدم المشاركة ليست حل‪ ،‬والخطا ل يصحح بخطا اعظم وافدح‬
‫منه‪ ،‬والفشل ل يرمم بالتقاعس‪ ،‬والنجاح ل ياتي بالمقاطعة‪ ،‬وانما الحل في ان نشارك‬
‫وندلي باصواتنا لمن نعتقد بانه افضل من الموجود الحالي‪ ،‬لنساهم في التغيير نحو‬
‫الفضل‪ ،‬اما عن طريق التدقيق والبحث الذاتي اذا كان الناخب قادرا على القيام بمثل‬
‫ذلك‪ ،‬او السؤال من اهل الخبرة والمعرفة لتشخيص الفضل والحسن من المرشحين‬
‫‪.‬وقوائمهم‬
‫رابعا‪ :‬حذار من الهروب من المسؤولية‪ ،‬فان ذلك يمنح الفرصة الذهبية من جديد‬
‫‪.‬للصوص والقتلة وايتام النظام البائد للعودة الى الحياة السياسية‬
‫ان النتخابات ساحة مواجهة بوسائل الديمقراطية‪ ،‬فالصوت رصاصة‪ ،‬وصندوق‬
‫القتراع مشجب‪ ،‬ولذلك يجب ان ل نترك ساحة المواجهة ابدا‪ ،‬لننا اذا هربنا من‬
‫المواجهة في ساحة الديمقراطية‪ ،‬فسنضطر لدفع ثمنها في ساحات الديكتاتورية والنظمة‬
‫‪.‬الشمولية والحروب العبثية والمقابر الجماعية‬
‫خامسا‪ :‬اذا التزم المرء بعهد عليه ان يفي به‪ ،‬مرشحا كان قد فاز بالنتخابات‪ ،‬او ناخبا‬
‫‪.‬شارك فيها‬
‫اما المرشح‪ ،‬فعليه ان يلتزم ببرنامجه الذي اعلن عنه ايام النتخابات‪ ،‬والذي فاز‬
‫‪.‬بموقع المسؤولية على اساسه‬
‫اما الناخب‪ ،‬فعليه ان يظل يطالب المرشح الفائز بالتزاماته‪ ،‬من خلل الرقابة‬
‫‪.‬والمحاسبة والمساءلة المستمرة‬
‫سادسا‪ :‬على كل واحد منا ان يتحمل مسؤوليته الشرعية والوطنية والتاريخية‪ ،‬حال‬
‫شخوصها امامه‪ ،‬ثم ل عليه ان تحملها الخرون او تقاعسوا‪ ،‬او ان تصدى لها اقرانه او‬
‫‪.‬ترددوا‪ ،‬فال تعالى يحاسبنا كل على انفراد‪ ،‬فل ياخذنا بجريرة غيرنا‬
‫نعم‪ ،‬فان من مسؤولية النسان ان يذكر الخرين بمسؤولياتهم‪ ،‬ويحثهم على العمل‬
‫الصالح ويرغبهم بالتصدي لمهامهم‪ ،‬خاصة الجتماعية‪ ،‬ولكن هذا ل يعني ان يربط‬
‫‪.‬تحمله للمسؤولية بتحمل الخرين لها‪ ،‬فان بادروا بادر‪ ،‬وان تقاعسوا تقاعس‪ ،‬ابدا‬
‫سابعا‪ :‬ان القضايا الكبيرة بحاجة الى همم كبار‪ ،‬فـ }المرء يطير بهمته‪ ،‬كما يطير‬
‫‪}.‬الطائر بجناحيه‬
‫هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر‪ ،‬فان الهداف النظيفة الطاهرة‪ ،‬بحاجة الى وسائل‬
‫نظيفة وطاهرة‪ ،‬فمثل‪ ،‬ل يكفي ان تشرب الماء الطاهر‪ ،‬بل يجب عليه ان تشربه باناء‬
‫طاهر كذلك‪ ،‬والصلة كذلك‪ ،‬ل يكفي ان تنوي اقامتها‪ ،‬بل يجب عليك ان تؤديها في‬
‫‪.‬لباس طاهر‪ ،‬وهكذا‬
‫ولننا في العراق نتحمل مسؤولية اهداف نظيفة وطاهرة‪ ،‬ولذلك يجب ان تكون‬
‫‪.‬وسائلنا لتحقيق هذه الهداف نظيفة وطاهرة كذلك‬
‫فمثل‪ ،‬ان من يرشح نفسه في النتخابات للفوز بموقع المسؤولية‪ ،‬وهو هدف انساني‬
‫ووطني مقدس ونظيف‪ ،‬عليه ان يحققه بوسائل نظيفة‪ ،‬فل يستخدم الغش والتزوير‬
‫وشراء الصوات وتسقيط الخر )المنافس( والكذب وربما الغتيال والقتل‪ ،‬فان كل ذلك‬
‫وسائل غير نظيفة وغير شريفة‪ ،‬ل يتقرب منها من يتحمل مسؤولية وطنية نظيفة‬
‫‪.‬وطاهرة‬
‫لقد رفض الحسين السبط عليه السلم ان يكذب على الناس او يزور الحقائق او يخفي‬
‫عليهم الحقيقة‪ ،‬للحفاظ على معنوياتهم مثل او ليمكثوا معه ول ينقلبوا عليه‪ ،‬كما يفعل‬
‫الكثير من القادة )المزيفين( كما انه رفض ان يشتري ضمائر الناس واصواتهم‬
‫ومواقفهم‪ ،‬بل قال بصريح العبارة }فمن قبلني بقبول الحق‪ ،‬فال اولى بالحق{ بمعنى‬
‫‪.‬آخر‪ ،‬انه لم يكن يدعو الناس لنفسه وانما للحق‪ ،‬وما هو ال الوسيلة التي يتحقق بها الحق‬
‫ثامنا‪ :‬واخيرا‪ ،‬فان كربلء تعلمنا كيف نعيش بكرامة‪ ،‬من خلل القتال من اجل الحرية‬
‫‪.‬والمساوة والحفاظ بحقنا في الختيار من دون ان يغصبنا احد على شئ ل نريده‬
‫يجب ان نودع عهد الفرض والكراه من غير رجعة‪ ،‬لنقبض على خياراتنا بكامل‬
‫‪.‬الحرية‬
‫كانون الثاني ‪1 2009‬‬

You might also like