Professional Documents
Culture Documents
متممة الجرومية
لبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن
الحطاب الّرعيني
نبده عن الكتاب
المتممة الجرومية من أكثر المختصرات فائدة في
النحو اختصر فيه الرعيني أكثر أبواب اللفية وجعله
مقدمة للمطولت في النحو ،وفي نظري فإن من
أحب أن يحيط بأغلب أبواب النحو في أقل وقت
ممكن فعليه بهذا المختصر فهو الشافي الكافي.
يتميز الحطاب رحمه الله بدقة العبارة ،يبتعد في
الغالب عن القضايا الخلفية ،ويأخذ في أجملها برأي
بن مالك .يستشهد كثيرا ً بالقرآن ونادرا ً بالحديث
النبوي الشريف ،وقليل بالشعر وغالبا ما يذكر الصدر
أو العجز ول يكمل إل ناذرا ً البيت كامل؛ وعموما فإن
المتممة الجرومية برأي من عيون الكتب العربية في
النحو العربي
بندة عن صاحب الكتاب
هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين
المعروف بالحطاب الرعيني؛ فقيه ،أصولي ،أصله
من المغرب وولد بمكة عام 902وتوفي بطرابلس
الغرب سنة 954للهجرة
من أهم كتبه ،مواهب الجليل في شرح الشيخ خليل؛
وقرة العين بشرح الورقات إمام الحرمين في
الصول وكتبنا هذا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين وبعد ،فهذه مقدمة في علم
ة بينها
العربية متممة لمسائل الجرومية ،تكون واسط ً
مكتبة مشكاة السلمية
وبين غيرها من المطولت؛ نفع الله بها كما نفع
بأصلها في الحياة وبعد الممات.
الكلم وما يتألف منه
الكلم هو اللفظ المفيد بالوضع واقل ما يتألف من
اسمين نحو :زيد قائم او من فعل واسم نحو قام زيد،
والكلمة قول مفرد وهي اسم وفعل وحرف.
فالسم يعرف بالسناد إليه ،وبالخفض وبالتنوين
وبدخول اللف واللم وحروف الجر الخفض؛ والفعل
يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث وهو ثلثة
ض ويعرف بتاء التأنيث الساكنة نحو :قامت أنواع :ما ٍ
وقعدت ومنه نعم وبئس وليس وعسى على الصح؛
من ولبد ومضارع يعرف بدخول لم عليه نحو لم يق ْ
في أوله من إحدى الزوائد الربع وهي :الهمزة
والنون والياء والتاء ،يجمعها قولك:نأيت؛ ويضم أوله
إذا كان ماضيه على أربعة أحرف؛ دحرج ُيدحرج،
أكرم ُيكرم وفّرح يفرح ،وقاتل ُيقاتل؛ ويفتح في ما
سوى ذلك،نحو نصر َينصر ،وانطلق ينطلق ،واستخرج
يستخرج؛
وأمر يعرف بدللته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة
المؤنثة نحو :قومي واضربي ،ومنه هات و تعال على
الصح؛
والحرف ما ل يصلح معه دليل السم ول دليل الفعل
ك"هل" و"في" و"لم".
باب العراب والبناء
العراب تغيير أواخر الكلم لختلف العوامل الداخلة
عليها لفضا أو تقديرًا ،وأقسامه أربعة :رفع ونصب
وخفض وجزم ،فللسماء من ذلك الرفع والنصب
والخفض ول جزم فيهان وللفعال من ذلك الرفع
والنصب والجزم ول خفض فيها.
والبناء لزوم أواخر الكلم حركة أو سكونًا ،وأنواعه
أربعة ضم وفتح وكسر وسكون.
والسم ضربان :معرب وهو الصل ،وهو ما تغير
آخره بسبب العوامل الداخلة عليه إما لفضا كزيدٍ
مكتبة مشكاة السلمية
عمرٍو ،وإما تقديرا ً نحو :موسى والفتى ،ومبني وهو
الفرع وهو ما ل يتغير آخره بسبب العوامل الداخلة
عليه كالمضمرات وأسماء الشرط والشارة وأسماء
ن ،ومنه ما الموصولت ،فمنه ما يبنى على الفتح كأي َ
س ،ومنه ما يبنى على الضم يبنى على الكسر كأم ِ
ث ،والصل في المبني أن يبنى على السكون. كحي ُ
والفعل ضربان :مبنى وهو الصل ومعرب وهو
الفرع ،والمبني نوعان أحدهما :الفعل الماضي وبناؤه
على الفتح إل إذا اتصلت به واو الجماعة فيضم نحو:
ضربوا ،أو اتصل به ضمير رفع متحرك فيسكن
ت وضرْبنا ،والثاني :فعل المر وبناؤه على نحو:ضرب ْ ُ
السكون نحو :اضرب واضربن إل إذا اتصل به ضمير
تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة فعلى
حذف النون نحو :اضربا واضربوا واضربي ،إل المعتل
ش واغُز وارم . فعلى حذف حرف العلة نحوك اخ َ
والعرب من الفعال الفعل المضارع بشرط أل يتصل
ببه نون الناث ول نون التوكيد المباشرة نحو :يضر ُ
شى ،فإن اتصلت به نون الناث بني على ويخ َ
ن { ) (233سورة ضع ْ َ
ت ي ُْر ِدا ُ السكون نحوَ} :وال ْ َ
وال ِ َ
البقرة؛ وإن اتصل به نون التوكيد المباشرة بني على
الفتح نحو :ليسجن وليكونن ،وإنما أعرب المضارع
لمشابهته السم.
وأما الحروف فمبنية كلها.
باب علمات العراب
للرفع أربع علمات :الضمة وهي الصل والواو واللف
والنون وهي نائبة عن الضمة ،فاما الضمة فتكون
علمة الرفع في أربعة مواضع:
في السم المفرد منصرفا كان او غير منصرٍفنحو:
م { ) (126سورة البقرة؛ }وَإ ِذ ْ َقا َ
ل هي ُ ل إِب َْرا ِ}}وَإ ِذ ْ َقا َ
سى { ) (54سورة البقرة ،وفي جمع التكسير مو َ ُ
ب َ منصرفاكان اوغير منصرف نحوَ } :قا َ
حا ُ ص َلأ ْ
ن
ساك ِ ُم َسى { ) (61سورة الشعراء؛ } وَ َ مو َ ُ
وارِ { ) ج َ ْ
ن آَيات ِهِ ال َم ْضوْن ََها { ) (24سورة التوبة؛ }وَ ِ ت َْر َ
مكتبة مشكاة السلمية
(32سورة الشورى؛ وفي جمع المؤنث السالم وما
ت { ) (12سورة مَنا ُ ك ال ْ ُ
مؤ ْ ِ جاء َ ذا َ حمل عليه نحو } :إ ِ َ
َ ُ
ل { ) (4سورة الطلق؛ ما ِ ت اْل ْ
ح َ الممتحنة؛ } وَأوَْل ُ
وفي الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء
سل َم ِ { ) (25سورة دارِ ال ّ عو إ َِلى َ ه ي َد ْ ُنحوَ} :والل ّ ُ
يونس.
أما الواو فتكون علمة الرفع في موضعين :في جمع
مئ ِذٍ
المذكر السالم وما حمل عليه نحوِ} :في وَي َوْ َ
منك ُ ْ
م كن ّ ن{ ) (4سورة الروم؛ } ِإن ي َ ُ مُنو َ مؤ ْ ِح ال ْ ُ ي َْفَر ُ
ن { ) (65سورة النفال؛ وفي صاب ُِرو َ ن َ شُرو َ ع ْ ِ
السماء الستة وهي :أبوك،وأخوك،وحموك ،وفوك،
م { ) (94سورة وهنوك ،وذو مال نحوَ } :قا َ َ
ل أُبوهُ ْ
َ َ ف وَأ َ ُ
مّنا {ب إ َِلى أِبيَنا ِ ح ّ خوهُ أ َ س ُ يوسف؛ }إ ِذ ْ َقاُلوا ْ ل َُيو ُ
) (8سورة يوسف؛ وجاء حموك وهذا فوك وهنوك؛
عل ْم ٍ { ) (68سورة يوسف. ذو ِ ه لَ ُ } وَإ ِن ّ ُ
وأما اللف فتكون علمة للرفع في الفعل المضارع
جُرش َ م َوال ّ ج ُ إذا اتصل به ضمير تثنية نحوَ} :والن ّ ْ
عند َ شُهورِ ِ عد ّةَ ال ّ ن ِ ن{ ) (6سورة الرحمن؛ }إ ِ ّ دا ِ ج َ س ُ يَ ْ
ت جَر ْ شر شهًرا{ ) (36سورة التوبة؛ } َفانَف َ الل ّهِ اث َْنا ع َ
شَرةَ عَْينا ً { ) (60سورة البقرة. ه اث ْن ََتا عَ ْ من ْ ُ ِ
باب النعت
هو التابع المشتق أو المؤول به المباين للفظ متبوعة،
والمراد بالمشتق اسم الفاعل كضارب ،واسم
المفعول كمضروب ،والصفة المشبهة كحسن ،واسم
التفضيل كأعلم ،والمراد بالمؤول بالمشتق اسم
الشارة نحو :مررت بزيد هذا ،واسم الموصول نحو:
مررت بزيد الذي قام ،وذو بمعنى صاحب نحو :مررت
برجل ذي مال ،وأسماء النسب نحو :مررت برجل
دمشقي ،ومن ذلك الجملة وشرط المنعوت بها أن
ه{ ن ِفيهِ إ َِلى الل ّ ِ
جُعو َ يكون نكرةً نحوَ} :وات ُّقوا ْ ي َوْ ً
ما ت ُْر َ
) (281سورة البقرة.
وكذلك المصدر ويلزم إفراده وتذكيره ونقول :مررت
برجل عدل ،وبامرأة عدل ،وبرجلين عدل ومررت
برجال عدل ،والنعت يتبع المنعوت في رفعه ونصبه
وخفضه وفي تعريفه وتنكيره ،ثم إن رفع ضمير
المنعوت المستتر فيه تبعه أيضا ً في تذكيره وتأنيثه
وفي إفراده وتثنيته وجمعه وتقول :قام زيد العاقل
مكتبة مشكاة السلمية
ورأيت زيدا العاقل ومررت بزيد العاقل وجاءت هند
العاقلة ورأيت هندا العاقلة ومررت بهند العاقلة وجاء
رجل عاقل ورأيت رجل عاقل ومررت برجل عاقل
وجاء الزيدان العاقلن ورأيت الزيدين العاقلين
ومررت بالزيدين العاقلين ،وجاء رجلن عاقلن ورأيت
رجلين عاقلين ،وجاء الزيدون العاقلون ورأيت
الزيدين العاقلين ومررت بالزيدين العاقلين ،وجاءت
الهندان العاقلتان ورأيت الهندين العاقلتين ومررت
بالهندين العاقلتين ،وجاءت الهندات العاقلت ورأيت
الهندات العاقلت ومررت بالهندات العاقلت؛ وإن
رفع النعت السم الظاهر أو الضمير البارز لم يعتبر
حال المنعوت في التذكير والتأنيث والفراد والتثنية
والجمع ،بل يعطى النعت حكم الفعل ،فإن كان فتعله
مؤنثا ً أنث ،وإن كان المنعوت به مذكرا ً وإن كان
كر وإن كان المنعوت به مؤنثا.فاعله مذكرا ً ذ ّ
ويستعمل بلفظ الفراد ول يثنى ول يجمع تقول :جاء
زيد القائمة أمه ،وجاءت هند القائم أبوها وتقول:
مررت برجل قائمة أمه بامرأة قائم أبوها ،ومررت
برجلين قائم أبوهما مررت برجال قائم آباؤهم ،إل أن
سيبويه قال قيما إذا كان السم المرفوع بالنعت جمعا ً
كالمثال الخير ،فالحسن في النعت أن يجمع جمع
تكسير فيقال :مررت برجال قيام آباؤهم ومررت
برجل قعود غلمانه ،فهو أفصح من قائم آباؤهم قاعد
غلمانه بالفراد.
والفراد كما تقدم أفصح من جمع التصحيح نحو:
مررت برجال قائمين آباؤهم ورجل قاعدين غلمانه؛
هذه أمثلة النعت بالرفع للسم الظاهر.
ومثال النعت الرافع للضمير البارز قولك :جاءني غلم
امرأة ضاربته هي ،وجاءتني أمة رجل ضاربها هو،
وجاءني غلم رجال ضاربه هم.
وفائدته تخصيص المنعوت إن كان نكرة نحو :مررت
برجل صالح ،وتوضيحه إن كان معرفة نحو :جاء زيد
العالم .وقد يكون لمجرد المدح نحو :بسم الله
مكتبة مشكاة السلمية
الرحمن الرحيم ،أو لمجرد الذم نحو :أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ،أو الترحم نحو :اللهم ارحم عبدك
ة{) مل َ ٌ شَرةٌ َ
كا ِ المسكين ،أو للتأكد نحو } :ت ِل ْ َ
ك عَ َ
(196سورة البقرة؛ وإذا كان المنعوت معلوما ً بدون
النعت جاز في النعت التباع والقطع ،ومعنى القطع:
أن يرفع النعت على أنه خبر مبتدأ محذوف وينصب
بفعل محذوف نحو :الحمد لله الحميد ُ ؛ وأجاز فيه
سيبويه الجر على التباع والرفع بتقدير هو والنصب
بتقدير أمدح؛ وإذا تكررت النعوت لواحد فإن كان
المنعوت معلوما بدونها جاز إتباعها كلها وقطعها كلها
وإتباع البعض وقطع البعض بشرط تقديم المتبع وإن
لم يعرف إل بمجموعها بأن احتاج إليها وجب إتباعها
كلها ،وإن تعين ببعضها جاز فيما عدا ذلك البعض
الوجه الثلثة.
باب العطف
العطف نوعان :عطف بيان وعطف نسق؛ فعطف
البيان هو التابع المشبه للنعت في توضيح متبوعه إن
كان معرفة نحو أقسم بالله أبو حفص عمر ،و
تخصيص إن كان نكرة نحو هذا خاتم حديد بالرفع؛
ويفارق النعت في كونه جامدا ً غير مؤول بمشتق،
والنعت مشتق أو مؤول بمشتق يوافق متبوعه في
أربعة من عشرة في واحد من أوجه العراب الثلثة
وفي واحد من التذكير والتأنيث ،وفي واحد من
التعريف والتنكير وفي واحد من الفراد والتثنية
والجمع ،ويصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل
من كل في الغالب.
أما عطف النسق فهو التابع الذي يتوسط بينه وبين
متبوعه حرف من هذه الحروف العشرة وهي :الواو،
والفاء ،وثم ،وحتى ،وأم ،وأما ،وبل ،ول ،ولكن،
فالسبعة الولى :تقتضي التشريك في العراب
والمعنى والثلثة الباقية تقتضي التشريك في العراب
فقط؛ فإن عطفت بها على مرفوع رفعت ،أو على
منصوب نصبت ،أو على مخفوض خفضت ،أو على
مكتبة مشكاة السلمية
ه { )(22 سول ُ ُ ه وََر ُ صد َقَ الل ّ ُ مجزوم جزمت نحو } :وَ َ
ه { )(13 سول َ ُ ه وََر ُ من ي ُط ِِع الل ّ َ سورة الحزاب؛ } وَ َ
ه { )(136 سول ِ ِ مُنوا ْ ِبالل ّهِ وََر ُ مُنوا ْ آ ِسورة النساء؛ } آ َ
م وََل ُ
جوَرك ُ ْ مأ ُ مُنوا وَت َت ُّقوا ي ُؤْت ِك ُ ْ سورة النساء؛ } وَِإن ت ُؤْ ِ
يسأ َل ْك ُ َ
م{ ) (36سورة محمد؛ والواو :لمطلق وال َك ُ ْ
م َ
مأ ْ ْ َ ْ
الجمع نحو :جاء زيد وعمرو قبله ،أو معه ،أو بعده،
ه َفأ َقْب ََرهُ{ ) مات َ ُ
والفاء :للترتيب والتعقيب نحو} :ث ُ َ
مأ َ ّ
ذام إِ َ (21سورة عبس ،ثم :للترتيب والتراخي} :ث ُ ّ
شَرهُ{ ) (22سورة عبس ،والعطف بحتى قليل شاء َأن َ َ
ويشترط فيه ان يكون المعطوف بها اسما ظاهرا ً
وأن يكون بعضا ً من المعطوف عليه ،وغاية له نحو :
أكلت السمكة حتى رأسها؛ بالنصب؛ ويجوز الجر على
أن حتى جارة كما تقدم في المخفوضات؛ ويجوز
الرفع على أن حتى ابتدائية ورأسها مبتدأ والخبر
محذوف ،أي :حتى رأسها مأكول؛ وأم :لطلب التعيين
إن كانت بعد همزة داخلة على أحد المستويين؛ و أو :
للتخيير أو الباحة بعد الطلب نحو :تزوج هندا ً أو
أختها ،ونحو :جالس العلماء أو الزهاد ،وللشك أو
البهام أو التفضيل بعد الخبر نحوَ } :قاُلوا ل َب ِث َْنا ي َوْ ً
ما
م ل َعََلى أو إ ِّياك ُ ْ ض { ) (19سورة الكهف؛ } وَإ ِّنا َ ْ أْو ب َعْ َ
َ
دا َأوْ هو ً كوُنوا ْ ُ دى { ) (24سورة سبأ؛ }وََقاُلوا ْ ُ هُ ً
صاَرى { ) (135سورة البقرة؛ وإما بكسر الهمزة نَ َ
مثل أو بعد الطلب والخبر نحو :تجوز إما هندا أو
أختها؛ وبقية المثلة واضحة.
وقيل :إن العطف إنما هو الواو ،وأن أما حرف
تفصيل كالولى لنه حرفها تفصيل؛ وبل :للضراب
غالبا ً نحو :قام زيد بل عمرو؛ لكن :للستدراك نحو:
مررت رجل صالح لكن طالح؛ ول :لنفي الحكم عما
بعدها نحو :قام زيد ل عمرو.
باب التوكيد
والتوكيد ضربان :لفظي ومعنوي؛ فاللفظي إعادة
اللفظ الول بعينه سواء كان اسما نحو :جاء زيد زيد
مكتبة مشكاة السلمية
أو فعل نحو :أتاك أتاك اللحقون ،احبس احبس ،أو
حرفا نحو:
ل ل أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقا وعهودا
أو جملة نحو :ضربت زيدا ضربت زيدًا؛ والمعنوي
ألفاظ معلومة وهي :النفس والعين وكل وجميع
وعامة وكل وكلتا؛ ويجب اتصالها بضمير مطابق
للمؤكد نحو :جاء الخليفة نفسه أو عينه ،ويمكن أن
تجمع بينهما بشرط أن تقدم النفس؛ ويجب إفراد
النفس والعين مع المفرد وجمعهما علل أفعل مع
الجمع واجب؛ وكل وجمع وعامة يؤكد بها المفرد
والجمع ول يؤكد بها المثنى ،تقول :جاء الجيش كله أو
جميعه أو عامته؛ وجاءت القبيلة كلها أو جميعها أو
عامتها؛ وجاء الرجال كلهم أو جميعهم أو عامتهم ،أو
جاءت النساء كلهن أو جميعهن أو عامتهن؛ وكل وكلتا
يؤكد بهما المثنى نحو :جاء الزيدان كلهما وجاءت
الهندان كلتاهما.
إذا أريد تقوية المعن فيجوز أن يؤتى بعد كله ،بأجمع
جمعين ،وبعد كلهن مَعاَء ،وبعد كلهم بأ ْ ج ْ
وبعد كلتا ب َ
ة ك ُل ّهُ ْ
م مَلئ ِك َ ُ
جد َ ال ْ َ جمع ،قال الله تعالى} :فَ َ
س َ ب ُ
ن{ ) (73سورة ص؛ وتقول جاء الجيش كله َ
مُعو َ
ج َ أ ْ
جمع؛ وقد أجمع؛ والقبيلة كلها جمعاء؛ والنساء كلهن ُ
يوكد بأجمع وجمعاء وأجمعين وجمع بدون كل ،نحو:
ن{ ) (39سورة الحجر. }ول ُغْوينه َ
مِعي َ
ج َ
مأ ْ َُِّ ْ َ
وقد يوتى بعد أجمع بتوابعه وهي أكتع ،وأبصع ،وأبتع
نحو :جاء القوم كلهم أجمعون وأكتعون وأبصعون
وأبتعون ،وهي بمعنى واحد ولذلك ل يعطف على
نفسه.
والتوكيد تابع للمؤكد في رفعه ونصبه وخفضه
وتعريفه ول يجوز توكيد النكرة عند البصريين.
باب البدل
هو التابع المقصود بالحكم بل واسطة ،وإذا أبدل اسم
من اسم أو فعل من فعل تبعه في جميع إعرابه ،و
البدل على أربعة أقسام الول :بد الشيء من
مكتبة مشكاة السلمية
الشيء ،ويقال له بدل الكل من الكل نحو :جاء زيد
م )(6 مست َِقي َ ط ال ُ صَرا َ أخوك؛ قال الله تعالى} :اهدَِنا ال ّ
ن ) {(7سورة الفاتحة ؛ وقال الله تعالى: ذي َ ط ال ّ ِ
صَرا َ ِ
ميدِ ) (1الله ) {(2سورة زيزِ ال ْ َ
ح ِ ط ال ْعَ ِ
صَرا ِ } إ َِلى ِ
إبراهيم ؛ في قراءة الجر؛ والثاني بدل البعض من
الكل سواء كان ذلك البعض قليل أو كثيرا ً نحو :أكلت
الرغيف ثلثه أو نصفه أو ثلثيه ،ول بد من اتصاله
بضمير يرجع للمبدل منه ،إما مذكور كالمثلة أو مقدر
كقوله تعالى :ولله على الناس حج البيت من
استطاع؛ أي منهم؛ الثالث بد الشتمال نحو :أعجبني
زيد علمه ،ول بد من اتصاله بضمير إما مذكور
ُ
ب اْل ْ كالمثال أو مقدر كقوله تعالى} :قُت ِ َ َ
دودِ خ ُ حا ُ ص َلأ ْ
) (4النار ) {(5سورة البروج ؛ أي فيه؛ والرابع :البدل
المباين ،وهو ثلثة أقسام ،بدل الغلط ،وبدل النسيان،
و إن أردت الخبار أول بأنك رأيت زيدا ً ثم بدا لك أن
.تخبر بأنك رأيت الفرس فهذا بدل الضراب
تنبيه :ومثال إبدال الفعل من الفعل قوله تعالى} :
ه ال ْعَ َ َ
ب ) ذا ُ ف لَ ُضاعَ ْ ما ) (68ي ُ َ ك ي َل ْقَ أَثا ً ل ذ َل ِ َمن ي َْفعَ ْ وَ َ
{(69سورة الفرقان؛ ويجوز إبدال النكرة من
ل حَرام ِ قَِتا ٍ شهْرِ ال ْ َن ال ّك عَ ِ سأ َُلون َ َالمعرفة نحو} :ي َ ْ
ه { ) (217سورة البقرة. ِفي ِ
باب السماء العاملة عمل الفعل
اعم ان أصل العمل للفعال ؛ فيعمل عمل الفعل من
:السماء سبعة
الول :المصدر بشرط أن يحل محله فعل مع أن أو
ك زيدًا؛ أي أن تضرب زيدًا، ضُرب َ مع ما نحو :يعجبني ْ
.ونحو :يعجبني ضربك زيدا ً أي ما تضربه به
وهو ثلثة أقسام :مضاف ومنون ومقرون؛ فإعماله
مضافا ً أكثر من إعمال القسمين كالمثالين ،وكقوله
س { ) (251سورة ع الل ّهِ الّنا َ تعالى } :وَل َوْل َ د َفْ ُ
َ
م ِفي ي َوْم ٍ البقرة؛ وعمله منونا ً أقيس نحو} :أوْ إ ِط َْعا ٌ
سغَب َةٍ ) (14يتيما ً ){ (15سورة البلد؛ وعمله م ْ ِذي َ
.مقرونا ً بأل شاذ كقوله :ضعيف النكاية أعداءه
مكتبة مشكاة السلمية
مكرم؛فإن كان بأل الثاني :اسم الفاعل كضارب و ُ
عمل مطلقا نحو :هذا الضارب زيدا ً أمس أو الن أو
غدًا ،وإن كان مجردا ً من أل عمل بشرطين :كونه
للحال أو الستقبال واعتماده على نفي أو استفهام أو
مخبرا ً عنه أو موصوف نحو:ما ضارب زيد عمراص،
وأضارب زيد عمرًا؟ وزيد ضارب عمرًا؛ ومررت برجل
.ضارب عمرا ً
والثالث أمثلة المبالغة وهي :ما كان على وزن أفعل
و وزن مفعول أو مفعال أو فعيل أو فعل وهي كاسم
الفال ،فما كان صلة لل عمل مطلقا نحو :جاء
الضراب زيدًا؛ وإن كان مجردا منها عمل بشرطين،
ضراب زيد عمرا ً .نحو :ما ّ
الرابع :اسم المفعول ،نحو :مضروب ومكرم؛ ويعمل
عمل الفعل المني للمفعول وشرط عمله كاسم
الفاعل نحو :جاء المضروب عبده؛ وزيد مضروب
ده ،فعبده نائب الفاعل في المثالين .عب ُ
الخامس :الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدي إلى
واحد كحسن وظريف ،ولمعمولها ثلث حالت :الرفع
على الفاعلية نحو :مررت برجل حسن وجُهه وظرف
لفظه؛ والنصب على التشبيه بالمفعول إن كان
ه أو حسن ن الوج ً
معرفة نحو :مررت برجل حس ُ
وجَهه ،وعلى التمييز إن كان نكرة نحو :مررت برجل
حسن وجهًا؛ والجر على الضافة نحو :مررت برجل
ه؛ ول يتقدم معمول الصفة عليها؛ ول بد حسن الوج ِ
من اتصاله بضمير الموصوف إما لفظا ً كما في زيد
حسن وجهه ،أو معنى نحو :مررت برجل حسن
.الوجه
السادس :اسم التفضيل نحو :أكرم و أفضل ول
ينصب المفعول به اتفاقا ول يرفع الظاهر إل في
مسألة الكحل؛ وضابطها أن يكون في الكلم نفي
وبعده اسم جنس موصوف باسم التفضيل وبعده
اسم مفضل على نفسه باعتبارين نحو :ما رأيت رجل
ل منه في عين زيد .ويعمل في أحسن في عينه الكح َ
مكتبة مشكاة السلمية
ماًل وَأ َعَّز ن ََفًرا{ )(34 ك َ
َ َ
التمييز نحو } :أَنا أك ْث َُر ِ
من َ
سورة الكهف؛ وفي الجار والمجرور والظرف نحو:
.زيد أفضل منك اليوم
السابع :اسم الفعل وهــو ثلثــة أنــواع :مــا هــو بمعنــى
المر وهو الغالب :كصــه بمعنــى اســكت ومـهٍ بمعنــى
انكفــف ،وآميــن بمعنــى اســتجب وعلــك زيــدا ً بمعنــى
ألزمه ودونــك بمعنــى خــذه ومــا هــو بمعنــى الماضــي
كهيهات بمعنى بعد وشتان بمعنــى افــترق؛ والمضــارع
نحو أّوه بمعنــى أتوجــع ،وأف بمعنــى أتضــجر ،ويعمــل
اسم الفعل عمل الفعل الذي هو بمعنــاه ول يضــاف ،
ول يتقدم معموله عليه ،وما نون منه فنكـرة ،ومــا لـم
ينون فمعرفة.
باب التنازع في العمل
وحقيقته أن يتقدم عاملن أو أكثر ويتأخر معمول فأثر
ويكون كل واحد من العوامــل المتقدمــة يطلــب ذلــك
ه قِ ْ ُ
طــًرا { المتأخر نحو قوله تعالى } :آُتوِني أفْرِغْ عَل َي ْ ِ
) (96سورة الكهف؛ وقولك :ضــربني وأكرمــت زيــدًا؛
ونحو :اللهم صل وسلم وبارك على محمــد ،ول خلف
في جواز إعمال أي العاملين من العوامل شئت وإنما
الخلف في الولــى فاختــار البصــريون إعمــال الثــاني
لقربــه ،واختــار الكوفيــون إعمــال الول لســبقه،فــإن
أعملت الول أملــت الثــاني فــي ضــمير ذلــك الســم
المتنــازع فيــه فتقــول :قــام وقعــدا أخــواك؛ وضــربن
وأكرمته زيد؛ وضــربتني وأكرمتهمــا أخــواك؛ ومــر بــي
مررت بهما أخواك؛ اللهم صل وسم عليه وبارك عليه
على محمد؛ وإن أعملت الثاني فإن احتــاج الول إلــى
مرفوع أضمرته؛ تقول قاما وقعــد أخــواك ،وإن احتــاج
إلــى منصــوب أو مجــرور حــذفته كاليــة ؛ وكقولــك:
ضربت وضربني أخواك ،ومررت ومر بي أخواك.
باب التعجب
له صيغتان :إحداهما مــا افعــل زيــدا ً نحــو :مــا أحســن
زيدا ً وما أفضله وما أعملــه؛ فمــا مبتــدأ بمعنــى شــيء
عظيم؛ وأفعل فعل ماض وفاعله ضمير مستتر وجوبا ً
مكتبة مشكاة السلمية
يعود إلى ما ولسم المنصوب المتعجــب منــه مفعــول
به الجملة خبر ما ،والصيغة الثانية :أفعــل بزيــد نحــو:
أحســن بزيــد وأكــرم بــه؛ فأفعــل فعــل لفظــه المــر
ومعناه التعجب وليس فيه ضمير ،وبزيد فاعله وأصــل
ن زيد ُ أي صار ذا حسن ،نحو: س َح َ قولك أحسن بزيد؛ أ ْ
أورق الشجر ثم غيرت صيغته إلى المر فقبح إسنادها
إلى الظاهر فزيدت الباء في الفاعل.
باب العدد
اعلم ان العدد على ثلثة أقسام:
الول :مــا يجــري علــى القيــاس فيــذكر مــع المــذكر
ويؤنث مع المؤنث ،وهو الواحد والثنان وما كان على
صيغة فاعل ،تقــول فــي لمــذكر :واحــد واثنــان وثــن
وثالث إلى عاشر ،وفي المؤنث ك :واحدة واثنتــان أو
ثنتان وثانية وثالثة إلــى عاشــرة ،وكــذا إذا ركبــت مــع
العشرة أو غيرهــا إل أنــك تــأتي بأحــد وإحــدى وحــادي
وحاديــة فتقــول فــي المــذكر :أحــد عشــر واثنــا عشــر
وحــادي عشــر وثــاني عشــر وثــالث عشــر إلــى تاســع
عشــر؛ وفــي المــؤنث :إحــدى عشــرة واثنتــا عشــرة
وحادية عشرة وثانية عشرة وثالثة عشرة إلى تاســعة
عشــرة ،وتقــول أحــد وعشــرون واثنــان وعشــرون
والحادي والعشرون والثــاني والعشــرون إلــى التاســع
والتســـعين ،وإحـــدى وعشـــرون واثنتـــان وعشـــرون
والحادية والعشرون والثانية والعشرون إلــى التاســعة
والتسعين.
والثاني :مــا يجــري علــى عكــس القيــاس فيــؤنث مــع
المذكر ويذكر مع المؤنث وهو :الثلثــة والتســعة ومــا
بينهمــا ســواء أفــردت نحــو :ثلثــة رجــال ،ثلث نســوة
ة أ َّيــام ٍ { ) (7ســورة ل َوث َ َ
مان ِي َ َ ع ل ََيا ٍسب ْ َ
وقوله تعالىَ } :
الحاقة ؛ أور كبت مع العشرة نحو ثلثة عشــر وأربعــة
عشر إلى تسعة عشــر رجل ً وثلث عشــرة إلــى تســع
عشرة امرأة أو ركبــت مــع العشــرين ومــا بعــده نحــو
ثلثة وعشرون إلى تسعة وتسعين.
مكتبة مشكاة السلمية
الثالث :ما له حالتان :وهــو العشــرة إن ركبــت جــرت
على القياس نحو :أحد عشــر رجل واثنــا عشــر وثلثــة
عشر إلى تسعة عشر ،وإحــدى عشــرة واثنتــا عشــرة
وثلث عشــرة إلــى تســع عشــرة ،وإن أفــردت جــرت
ة.
ل وعشر نسو ٍ بخلف القياس نحو :عشرة رجا ٍ
باب الوقف
يوقف على المنون المرفوع والمجرور بحذف الحركة
والتنوين نحو :جــاء زيـد ُ ومــررت بزيـدِ وعلــى المنــون
المنصوب بإبدال التنوين ألفا ً نحو :رأيت زيدا ،وكذلك
تبدل نون إذن ألفا في الوقــف ،وكــذلك نــون التوكيــد
الخفيفــة نحــو :لنســفعا ً يكتبــا كــذلك ،ويوقــف علــى
المنقوص المنون في الرفع والجــر بحــذف يــائه نحــو:
ض؛ ويجوز إثباتها. ض ،ومررت بقا ِ جاء قا ِ
يوقــف فــي النصــب بإبــدال التنــوين ألف ـا ً نحــو رأيــت
قاضيا ،وإن كان غير منون فالفصح في الرفــع والجــر
الوقف عليه بإثبات الياء نحو جــاء القاضــي ،و مــررت
بالقاضي؛ ويجـوز حـذفها وإن كـان منصـوبا ،إذا وقـف
على ما فيه تاء التأنيث فإن كانت ساكنة لم تغير نحو:
قامت ،وإن كانت متحركة فإن كــانت فــي جمــع نحــو:
المسلمات ،فالفصــح الوقــف بالتــاء وبعضــهم يقــف
بالهاء .وإن كانت فــي مفــرد فالفصــح الوقــف بالهــاء
نحو :رحمة وشجرة ،وبعضهم يقف بالتــاء ،وقــد قــرأ
ت الل ّـ ِ
ه مـ َح َ
ن َر ْبعــض الســبعة فــي قــوله تعــالى } :إ ِ ّ
ن{ ) (56سورة العراف. سِني َ
ح ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ب ّ قَ ِ
ري ٌ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم