You are on page 1of 55

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫اللهم صل وسلم وببارك على نبينا محمد وآله وصحبه‬

‫متممة الجرومية‬
‫لبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن‬
‫الحطاب الّرعيني‬

‫نبده عن الكتاب‬
‫المتممة الجرومية من أكثر المختصرات فائدة في‬
‫النحو اختصر فيه الرعيني أكثر أبواب اللفية وجعله‬
‫مقدمة للمطولت في النحو‪ ،‬وفي نظري فإن من‬
‫أحب أن يحيط بأغلب أبواب النحو في أقل وقت‬
‫ممكن فعليه بهذا المختصر فهو الشافي الكافي‪.‬‬
‫يتميز الحطاب رحمه الله بدقة العبارة‪ ،‬يبتعد في‬
‫الغالب عن القضايا الخلفية ‪ ،‬ويأخذ في أجملها برأي‬
‫بن مالك‪ .‬يستشهد كثيرا ً بالقرآن ونادرا ً بالحديث‬
‫النبوي الشريف‪ ،‬وقليل بالشعر وغالبا ما يذكر الصدر‬
‫أو العجز ول يكمل إل ناذرا ً البيت كامل؛ وعموما فإن‬
‫المتممة الجرومية برأي من عيون الكتب العربية في‬
‫النحو العربي‬
‫بندة عن صاحب الكتاب‬
‫هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين‬
‫المعروف بالحطاب الرعيني؛ فقيه ‪ ،‬أصولي‪ ،‬أصله‬
‫من المغرب وولد بمكة عام ‪ 902‬وتوفي بطرابلس‬
‫الغرب سنة ‪ 954‬للهجرة‬
‫من أهم كتبه ‪ ،‬مواهب الجليل في شرح الشيخ خليل؛‬
‫وقرة العين بشرح الورقات إمام الحرمين في‬
‫الصول وكتبنا هذا‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين وبعد‪ ،‬فهذه مقدمة في علم‬
‫ة بينها‬
‫العربية متممة لمسائل الجرومية‪ ،‬تكون واسط ً‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وبين غيرها من المطولت؛ نفع الله بها كما نفع‬
‫بأصلها في الحياة وبعد الممات‪.‬‬
‫الكلم وما يتألف منه‬
‫الكلم هو اللفظ المفيد بالوضع واقل ما يتألف من‬
‫اسمين نحو‪ :‬زيد قائم او من فعل واسم نحو قام زيد‪،‬‬
‫والكلمة قول مفرد وهي اسم وفعل وحرف‪.‬‬
‫فالسم يعرف بالسناد إليه‪ ،‬وبالخفض وبالتنوين‬
‫وبدخول اللف واللم وحروف الجر الخفض؛ والفعل‬
‫يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث وهو ثلثة‬
‫ض ويعرف بتاء التأنيث الساكنة نحو‪ :‬قامت‬ ‫أنواع‪ :‬ما ٍ‬
‫وقعدت ومنه نعم وبئس وليس وعسى على الصح؛‬
‫من ولبد‬ ‫ومضارع يعرف بدخول لم عليه نحو لم يق ْ‬
‫في أوله من إحدى الزوائد الربع وهي ‪ :‬الهمزة‬
‫والنون والياء والتاء‪ ،‬يجمعها قولك‪:‬نأيت؛ ويضم أوله‬
‫إذا كان ماضيه على أربعة أحرف؛ دحرج ُيدحرج‪،‬‬
‫أكرم ُيكرم وفّرح يفرح‪ ،‬وقاتل ُيقاتل؛ ويفتح في ما‬
‫سوى ذلك‪،‬نحو نصر َينصر‪ ،‬وانطلق ينطلق‪ ،‬واستخرج‬
‫يستخرج؛‬
‫وأمر يعرف بدللته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة‬
‫المؤنثة نحو‪ :‬قومي واضربي‪ ،‬ومنه هات و تعال على‬
‫الصح؛‬
‫والحرف ما ل يصلح معه دليل السم ول دليل الفعل‬
‫ك"هل" و"في" و"لم"‪.‬‬
‫باب العراب والبناء‬
‫العراب تغيير أواخر الكلم لختلف العوامل الداخلة‬
‫عليها لفضا أو تقديرًا‪ ،‬وأقسامه أربعة‪ :‬رفع ونصب‬
‫وخفض وجزم‪ ،‬فللسماء من ذلك الرفع والنصب‬
‫والخفض ول جزم فيهان وللفعال من ذلك الرفع‬
‫والنصب والجزم ول خفض فيها‪.‬‬
‫والبناء لزوم أواخر الكلم حركة أو سكونًا‪ ،‬وأنواعه‬
‫أربعة ضم وفتح وكسر وسكون‪.‬‬
‫والسم ضربان‪ :‬معرب وهو الصل ‪ ،‬وهو ما تغير‬
‫آخره بسبب العوامل الداخلة عليه إما لفضا كزيدٍ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمرٍو‪ ،‬وإما تقديرا ً نحو‪ :‬موسى والفتى‪ ،‬ومبني وهو‬
‫الفرع وهو ما ل يتغير آخره بسبب العوامل الداخلة‬
‫عليه كالمضمرات وأسماء الشرط والشارة وأسماء‬
‫ن‪ ،‬ومنه ما‬ ‫الموصولت‪ ،‬فمنه ما يبنى على الفتح كأي َ‬
‫س‪ ،‬ومنه ما يبنى على الضم‬ ‫يبنى على الكسر كأم ِ‬
‫ث‪ ،‬والصل في المبني أن يبنى على السكون‪.‬‬ ‫كحي ُ‬
‫والفعل ضربان‪ :‬مبنى وهو الصل ومعرب وهو‬
‫الفرع‪ ،‬والمبني نوعان أحدهما‪ :‬الفعل الماضي وبناؤه‬
‫على الفتح إل إذا اتصلت به واو الجماعة فيضم نحو‪:‬‬
‫ضربوا‪ ،‬أو اتصل به ضمير رفع متحرك فيسكن‬
‫ت وضرْبنا‪ ،‬والثاني‪ :‬فعل المر وبناؤه على‬ ‫نحو‪:‬ضرب ْ ُ‬
‫السكون نحو‪ :‬اضرب واضربن إل إذا اتصل به ضمير‬
‫تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة فعلى‬
‫حذف النون نحو‪ :‬اضربا واضربوا واضربي‪ ،‬إل المعتل‬
‫ش واغُز وارم ‪.‬‬ ‫فعلى حذف حرف العلة نحوك اخ َ‬
‫والعرب من الفعال الفعل المضارع بشرط أل يتصل‬
‫ب‬‫به نون الناث ول نون التوكيد المباشرة نحو‪ :‬يضر ُ‬
‫شى‪ ،‬فإن اتصلت به نون الناث بني على‬ ‫ويخ َ‬
‫ن { )‪ (233‬سورة‬ ‫ضع ْ َ‬
‫ت ي ُْر ِ‬‫دا ُ‬ ‫السكون نحو‪َ} :‬وال ْ َ‬
‫وال ِ َ‬
‫البقرة؛ وإن اتصل به نون التوكيد المباشرة بني على‬
‫الفتح نحو‪ :‬ليسجن وليكونن‪ ،‬وإنما أعرب المضارع‬
‫لمشابهته السم‪.‬‬
‫وأما الحروف فمبنية كلها‪.‬‬
‫باب علمات العراب‬
‫للرفع أربع علمات‪ :‬الضمة وهي الصل والواو واللف‬
‫والنون وهي نائبة عن الضمة‪ ،‬فاما الضمة فتكون‬
‫علمة الرفع في أربعة مواضع‪:‬‬
‫في السم المفرد منصرفا كان او غير منصرٍفنحو‪:‬‬
‫م { )‪ (126‬سورة البقرة؛ }وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إِب َْرا ِ‬‫}}وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫سى { )‪ (54‬سورة البقرة‪ ،‬وفي جمع التكسير‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫منصرفاكان اوغير منصرف نحو‪َ } :‬قا َ‬
‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫لأ ْ‬
‫ن‬
‫ساك ِ ُ‬‫م َ‬‫سى { )‪ (61‬سورة الشعراء؛ } وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫وارِ { )‬ ‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ن آَيات ِهِ ال َ‬‫م ْ‬‫ضوْن ََها { )‪ (24‬سورة التوبة؛ }وَ ِ‬ ‫ت َْر َ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ (32‬سورة الشورى؛ وفي جمع المؤنث السالم وما‬
‫ت { )‪ (12‬سورة‬ ‫مَنا ُ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫جاء َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حمل عليه نحو‪ } :‬إ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل { )‪ (4‬سورة الطلق؛‬ ‫ما ِ‬ ‫ت اْل ْ‬
‫ح َ‬ ‫الممتحنة؛ } وَأوَْل ُ‬
‫وفي الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء‬
‫سل َم ِ { )‪ (25‬سورة‬ ‫دارِ ال ّ‬ ‫عو إ َِلى َ‬ ‫ه ي َد ْ ُ‬‫نحو‪َ} :‬والل ّ ُ‬
‫يونس‪.‬‬
‫أما الواو فتكون علمة الرفع في موضعين‪ :‬في جمع‬
‫مئ ِذٍ‬
‫المذكر السالم وما حمل عليه نحو‪ِ} :‬في وَي َوْ َ‬
‫منك ُ ْ‬
‫م‬ ‫كن ّ‬ ‫ن{ )‪ (4‬سورة الروم؛ } ِإن ي َ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ح ال ْ ُ‬ ‫ي َْفَر ُ‬
‫ن { )‪ (65‬سورة النفال؛ وفي‬ ‫صاب ُِرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِ‬
‫السماء الستة وهي‪ :‬أبوك‪،‬وأخوك‪،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪،‬‬
‫م { )‪ (94‬سورة‬ ‫وهنوك‪ ،‬وذو مال نحو‪َ } :‬قا َ َ‬
‫ل أُبوهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف وَأ َ ُ‬
‫مّنا {‬‫ب إ َِلى أِبيَنا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫خوهُ أ َ‬ ‫س ُ‬ ‫يوسف؛ }إ ِذ ْ َقاُلوا ْ ل َُيو ُ‬
‫)‪ (8‬سورة يوسف؛ وجاء حموك وهذا فوك وهنوك؛‬
‫عل ْم ٍ { )‪ (68‬سورة يوسف‪.‬‬ ‫ذو ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫} وَإ ِن ّ ُ‬
‫وأما اللف فتكون علمة للرفع في الفعل المضارع‬
‫جُر‬‫ش َ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫إذا اتصل به ضمير تثنية نحو‪َ} :‬والن ّ ْ‬
‫عند َ‬ ‫شُهورِ ِ‬ ‫عد ّةَ ال ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن{ )‪ (6‬سورة الرحمن؛ }إ ِ ّ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫س ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت‬ ‫جَر ْ‬ ‫شر شهًرا{ )‪ (36‬سورة التوبة؛ } َفانَف َ‬ ‫الل ّهِ اث َْنا ع َ‬
‫شَرةَ عَْينا ً { )‪ (60‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ه اث ْن ََتا عَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬

‫وأما النون فتكون علمة لرفع الفعل المضار إذا اتصل‬


‫ن{‪ ،‬أو‬ ‫دا ِ‬‫ج َ‬
‫س ُ‬
‫جُر ي َ ْ‬ ‫م َوال ّ‬
‫ش َ‬ ‫ج ُ‬
‫به ضمير تثنية نحو}َوالن ّ ْ‬
‫ن { )‪ (3‬سورة البقرة‪،‬‬ ‫ضمير جمع المذكر نحو‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ر{)‬ ‫أو ضمير المخاطبة نحو‪َ} :‬قاُلوا ْ أ َتعجبين م َ‬
‫م ِ‬‫نأ ْ‬ ‫َْ َ ِ َ ِ ْ‬
‫‪ (73‬سورة هود‪.‬‬
‫وللنصب خمس علمات الفتحة وهي الصل واللف‬
‫والكسرة والياء وحذف النون وهي نائبة عن الفتحة؛‬
‫فأما الفتحة فتكون علمة للنصب في ثلثة مواضع‪:‬‬
‫في السم المفرد منصرفا كلن أو غير منصرف نحو‪:‬‬
‫ه { )‪ (189‬سورة البقرة؛ }وَوَهَب َْنا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫} َوات ُّقوا ْ الل ّ َ‬
‫ب { )‪ (84‬سورة النعام؛ }وَإ ِذ ْ َواعَد َْنا‬ ‫حقَ وَي َعُْقو َ‬ ‫س َ‬
‫إِ ْ‬
‫سى { )‪ (51‬سورة البقرة؛ وفي جمع التكسير‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل{)‬ ‫جَبا َ‬ ‫منصرفا كان أو عير منصرف نحو‪} :‬وَت ََرى ال ْ ِ‬
‫م ك َِثيَرةً { )‪(20‬‬ ‫مَغان ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫‪ (88‬سورة النمل؛ }وَعَد َك ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مى { )‪ (32‬سورة النــور؛‬ ‫حوا اْلَيا َ‬ ‫سورة الفتح؛ }وَأنك ِ ُ‬
‫وفي المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره‬
‫مَها { )‪ (37‬سورة‬ ‫حو ُ‬ ‫ه لُ ُ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫شيء نحو‪َ} :‬لن ي ََنا َ‬
‫الحـج‪.‬‬
‫أما اللف فتكون علمة النصب في السماء الستة‬
‫َ َ‬
‫م { )‪(40‬‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫من ّر َ‬ ‫حدٍ ّ‬ ‫مد ٌ أَبا أ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫نحو‪ّ } :‬‬
‫خاَنا { )‪ (65‬سورة‬ ‫َ‬
‫ظأ َ‬ ‫حَف ُ‬ ‫سورة الحزاب؛ } وَن َ ْ‬
‫ل{‬ ‫ما ٍ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫يوسف؛ وقول رأيت حماك وهناك؛ }َأن َ‬
‫)‪ (14‬سورة القلم‪.‬‬
‫وأما الكسرة فتكون علمة النصب نيابة عن الفتحة‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫في جمع المؤنث السالم وما حمل عليه نحو‪َ } :‬‬
‫السماوات { )‪ (1‬سورة النعام؛ } وإن ك ُ ُ‬
‫ت‬‫ن أوَل ِ‬ ‫ّ‬ ‫َِ‬ ‫ّ َ َ ِ‬
‫ل { )‪ (6‬سورة الطلق؛‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ْ‬‫َ‬
‫وأما الياء فتكون علمة للنصب في موضعين‪ :‬في‬
‫ن لَ َ‬
‫ك‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جعَل َْنا ُ‬ ‫المثنى وما حمل عليه نحو‪َ} :‬رب َّنا َوا ْ‬
‫َ‬
‫ن{)‬ ‫م اث ْن َي ْ ِ‬ ‫سل َْنا إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫{ )‪ (128‬سورة البقرة؛ }إ ِذ ْ أْر َ‬
‫َ‬
‫ن { )‪ (11‬سورة‬ ‫مت َّنا اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫‪ (14‬سورة يــس؛ } َرب َّنا أ َ‬
‫غافر؛ وفي جمع المذكر السالم وما حمل عليه نحو‪:‬‬
‫ن{ )‪ (88‬سورة النبياء؛ }وََواعَد َْنا‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫جي ال ْ ُ‬ ‫} ُنن ِ‬
‫ة { )‪ (142‬سورة العراف‪.‬‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬‫سى ث َل َِثي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫وأما حذف النون فيكون علمة للنصب في الفعال‬
‫ن{‬ ‫ملك َي ْ ِ‬
‫كوَنا َ َ‬ ‫التي ْرفُعها بثبات النون نحو‪ } :‬إ ِل ّ َأن ت َ ُ‬
‫َ‬
‫م{)‬ ‫خي ٌْر ل ّك ُ ْ‬ ‫موا ْ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫)‪ (20‬سورة العراف؛ } وَأن ت َ ُ‬
‫‪ (184‬سورة البقرة؛ ولن تقومي‪.‬‬
‫وللخفض ثلث علمات الكسرة وهي الصل والياء‬
‫والفتحة وهما فرعان نائبتان عن الكسرة؛ فأما‬
‫الكسرة فتكون علمة للخفض في ثلث مواضع‪ :‬في‬
‫ن الرحيم {؛‬ ‫السم المفرد نحو‪ }:‬بسم ِ اللهِ الرحم ِ‬
‫دى { )‪ (5‬سورة البقرة؛ وفي جمع‬ ‫ك عََلى هُ ً‬ ‫}أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ب { )‪(7‬‬ ‫ل َنصي ِ ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫التكسير المنصرف نحو‪ّ} :‬للّر َ‬
‫سورة النساء؛ وفي جمع المؤنث السالم وما حمل‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ت { )‪ (31‬سورة النــور؛‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫عليه نحو‪} :‬وَُقل ل ّل ْ ُ‬
‫ومررت بأولت الحمال‪.‬‬
‫أما الياء فتكون علمة للخفض في ثلثة مواضع‪ :‬في‬
‫َ‬
‫م { )‪(81‬‬ ‫جُعوا ْ إ َِلى أِبيك ُ ْ‬ ‫السماء الستة نحو‪} :‬اْر ِ‬
‫َ‬
‫م عََلى أ ِ‬ ‫سورة يوسف؛ } ك َ َ‬
‫ل{)‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫خي ِ‬ ‫منت ُك ُ ْ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ (64‬سورة يوسف؛ ومررت بحميك وفيك وهنيك؛‬
‫جارِ ِذي ال ُْقْرَبى { )‪ (36‬سورة النساء؛ وفي‬ ‫} َوال ْ َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ج َ‬‫م ْ‬‫حّتى أب ْل ُغَ َ‬ ‫المثنى وما حمل عليه نحو‪َ } :‬‬
‫ن { )‪ (60‬سورة الكهف؛ ومررت باثنين واثنتين‬ ‫حَري ْ ِ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫وفي جمع المذكر السالم وما حمل عليه نحو}وَُقل‬
‫ت { )‪ (31‬سورة النــور؛ ونحو‪ } :‬فَإ ِط َْعا ُ‬
‫م‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ّل ْ ُ‬
‫كيًنا { )‪ (4‬سورة المجادلة‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سّتي َ‬ ‫ِ‬
‫وأما الفتحة فتكون علمة للخفض في السم الذي ل‬
‫َ‬
‫م‬
‫هي َ‬ ‫حي َْنا إ َِلى إ ِب َْرا ِ‬ ‫ينصرف مفردا كان نحو‪ } :‬وَأوْ َ‬
‫ب { )‪ (163‬سورة النساء؛‬ ‫حقَ وَي َعُْقو َ‬ ‫س َ‬‫ل وَإ ْ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من َْها أوْ { )‪ (86‬سورة النساء؛ أو‬ ‫ن ِ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫حّيوا ْ بِأ ْ‬ ‫} فَ َ‬
‫ل { )‪(13‬‬ ‫ماِثي َ‬ ‫ب وَت َ َ‬‫حاِري َ‬ ‫م َ‬
‫من ّ‬ ‫جمع تكسير نحو‪ِ } :‬‬
‫م؛ أو‬ ‫ن تقوي ٍ‬ ‫سورة سبأ؛ إل إذا أضيف َنحو‪ :‬في أحس ِ‬
‫جدِ {‬‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫عاك ُِفو َ‬ ‫م َ‬ ‫أدخلت عليه أل نحو‪ } :‬وَأنت ُ ْ‬
‫)‪ (187‬سورة البقرة‪.‬‬
‫وللجزم علمتان‪ :‬السكون وهو الصل ‪ ،‬والحذف وهو‬
‫نائب عنه؛ فأما السكون فيكون علمة لجزم في‬
‫الفعل المضارع الصحيح الخر الذي لم يتصل بآخره‬
‫ن له كفؤا‬ ‫شيء نحو‪ }:‬لم يلد ْ ولم يولد ْ* ولم يك ْ‬
‫أحد{‬
‫وأما الحذف فيكون علمة للجزم في الفعل المضارع‬
‫المعتل الخر وهو ما آخره حرف علة؛ وحروف‬
‫ش إ ِل ّ‬ ‫خ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫العلة ‪ :‬اللف والواو والياء نحو‪ } :‬وَل َ ْ‬
‫معَ الل ّهِ { )‬ ‫من ي َد ْعُ َ‬ ‫ه { )‪ (18‬سورة التوبة؛}وَ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه { )‪(178‬‬ ‫من ي َْهدِ الل ّ ُ‬ ‫‪ (117‬سورة المؤمنون؛ } َ‬
‫سورة العراف؛ وفي الفعال التي رفعها بثبات النون‬
‫نحو‪ِ} :‬إن ت َُتوَبا إ َِلى الل ّهِ { )‪ (4‬سورة التحريم؛ } وَِإن‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صب ُِروا ْ وَت َت ُّقوا ْ { )‪ (120‬سورة آل عمران؛ ول } وََل‬ ‫تَ ْ‬
‫حَزِني { )‪ (7‬سورة القصص‪.‬‬ ‫خاِفي وََل ت َ ْ‬‫تَ َ‬
‫فصــــــــــــــل‪:‬‬
‫جميع ما تقدم من المعربات قسمان‪:‬قسم يعرب‬
‫بالحركات‪ ،‬وقسم يعرب بالحروف‬
‫الذي يعرب بالحركات أربعة أنواع‪ :‬السم المفرد‪،‬‬
‫وجمع التكسير‪،‬وجمع المؤنث السالم‪ ،‬والفعل‬
‫المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء؛ وكلها ترفع‬
‫بالضمة ‪ ،‬وتنصب بالفتحة‪ ،‬وتخفض بالكسرة ‪ ،‬وتجزم‬
‫بالسكون ؛ خرج من ذلك ثلثة أشياء‪ :‬السم الذي ل‬
‫ينصرف مفردا كان أو جمع تكسير‪ ،‬فإنه يخفض‬
‫بالفتحة ما لم يضف أو تدخل عليه أل؛ و جمع المؤنث‬
‫السالم فإنه ينصب بالكسرة ؛ والفعل المضارع‬
‫المعتل الخر فإنه يجزم بحذف آخره وقد تقدمت‬
‫أمثلة ذلك‪.‬‬
‫والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع‪ :‬المثنى وما حمل‬
‫عليه‪ ،‬وجمع المذكر السالم وما حمل عليه‪ ،‬والسماء‬
‫الستة‪ ،‬والمثلة الخمسة‪.‬‬
‫فأما المثنى‪ :‬فيرفع باللف وينصب ويجر بالياء‬
‫المفتوح ما قبلها‪ ،‬المكسور ما بعدها‪ ،‬والحق به اثنان‬
‫واثنتان مطلقا‪ ،‬وكل وكلتا بشرط إضافتهما إلى‬
‫المضمر نحو‪ :‬جاءني كلهما وكلتاهما‪ ،‬ورأيت كليهما‬
‫وكلتيهما‪ ،‬ومررت بكليهما وكلتيهما‪.‬‬
‫فإن أضيفا إلى الظاهر كانا باللف في الحوال الثلثة‬
‫وكان إعرابهما حركات مقدرة في تلك اللف نحو‪:‬‬
‫جاءني كل الرجلين وكلتا المرأتين‪ ،‬ومررت بكل‬
‫الرجلين وكلتا المرأتين‪.‬‬
‫أما جمع المذكر السالم‪ ،‬فيرفع بالواو وينصب ويجر‬
‫بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ‪ ،‬وألحق به‪:‬‬
‫ألوا وعالمون وعشرون وما بعده من العقود إلى‬
‫تسعين وأرضون وسنون وبابه؛ وأهلون وعليون‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫}وَل يأ ْت ُ‬
‫سعَةِ { )‪ (22‬سورة‬ ‫م َوال ّ‬‫منك ُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ض ِ‬‫ل أوُْلوا ال َْف ْ‬ ‫َ َ َ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب{ )‪(21‬‬ ‫ك ل َذِك َْرى ِلوِْلي اْلل َْبا ِ‬‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬‫النــور؛ } إ ِ ّ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن{ )‪(45‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫} َوال ْ َ‬‫سورة الزمر؛ ْ‬
‫ن { )‪ (25‬سورة‬ ‫سِني َ‬ ‫مائ َةٍ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫سورة النعام؛ } ث ََل َ‬
‫ن{ )‪ (91‬سورة‬ ‫ضي َ‬ ‫ع ِ‬‫ن ِ‬ ‫جعَُلوا ال ُْقْرآ َ‬ ‫ن َ‬ ‫الكهف؛ }ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫وال َُنا وَأ َهُْلوَنا { )‪ (11‬سورة‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫شغَل َت َْنا أ ْ‬‫الحجر؛ } } َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ما ت ُط ْعِ ُ‬ ‫ط َ‬ ‫س ِ‬ ‫الفتح { )‪ (11‬سورة الفتح؛ } أوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م { )‪(12‬‬ ‫م { )‪ (89‬سورة المائدة؛ } إ َِلى أهِْليهِ ْ‬ ‫أهِْليك ُ ْ‬
‫ما‬
‫ك َ‬ ‫ما أ َد َْرا َ‬ ‫ن )‪ * 18‬وَ َ‬ ‫عل ّّيي َ‬ ‫سورة الفتح؛ } ل َِفي ِ‬
‫ن{ )‪ (19‬سورة المطففين‪.‬‬ ‫عل ّّيو َ‬
‫ِ‬
‫أما السماء الستة فترفع بالواو وتنصب باللف وتجر‬
‫بالياء بشرط ان تكون مضافة؛ فإن أفردت عن‬
‫الضافة أعربت بالحركات الظاهرة نحو‪ :‬له أخ؛ إن له‬
‫أبا؛ وبنات الخ؛ وأن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم؛‬
‫فإن أضيفت للياء أعربت بحكات مقدرة على ما قبل‬
‫الياء نحو‪:‬إن هذا أخي؛ وأن تكون مكبرة‪،‬فإن صغرت‪،‬‬
‫أعربت بالحركات الظاهرة نحو‪ :‬هذا أ ُب َّيك‪ ،‬وأن تكون‬
‫مفردة‪ ،‬فإن ثنية أو جمعت‪ ،‬أعربت إعراب المثنى‬
‫والمجموع؛ والفصح في الهن النقص أي حذف آخره‪،‬‬
‫والعراب بالحركات على النون نحو هذا هنك‪ ،‬ورأيت‬
‫هنك‪ ،‬ومررت بهنك‪ ،‬ولهذا لم يعده صاحب الجرومية‬
‫ول غيره في هذه السماء وجعلوها خمسة‪.‬‬
‫أما المثلة الخمسة فهي كل فعل اتصل به ضمير‬
‫تثنية نحو يفعلن وتفعلن‪ ،‬أو ضمير جمع نحو يفعلون‬
‫وتفعلون‪ ،‬أو ضمير المؤنثة نحو‪ :‬تفعلين فإنها ترفع‬
‫بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذف النون‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫علم مما تقدم ان علمات العراب أربعة عشرة منها‬
‫أربعة أصول‪ :‬الضمة للرفع‪ ،‬والفتحة للنصب‪،‬‬
‫والكسرة للجر‪ ،‬والسكون للجزم‪.‬‬
‫وعشرة فروع نائبة عن هذه الصول‪ :‬ثلثة تتوب عن‬
‫الضمة‪ ،‬وأربع عن الفتحة واثنان عن الكسرة و واحد‬
‫عن السكون‪ ،‬وأن النيابة واقعة في سبعة أبواب‪:‬‬
‫الول‪ :‬باب ما ل ينصرف؛‬
‫الثاني‪ :‬باب جمع المؤنث السالم؛‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الثالث‪ :‬باب الفعل المضارع المعتل الخر؛‬
‫الرابع‪ :‬باب المثنى؛‬
‫الخامس‪ :‬باب جمع المذكر السالم؛‬
‫السادس‪ :‬باب السماء الستة؛‬
‫السابع‪ :‬باب المثلة الخمسة‪.‬‬
‫فصل في المقصور والمنقوص‬
‫تقدر الحركات الثلث في السم المضاف على ياء‬
‫المتكلم نحو‪ :‬غلمي وابني؛ وفي السم المعرب الذي‬
‫آخره ألف لزمة نحوك الفتى‪ ،‬والمصطفى‪ ،‬وموسى‪،‬‬
‫وحبلى‪ ،‬ويسمى مقصورًا؛ وتقدر الضمة والكسرة في‬
‫السم المعرب الذي آخره ياء لزمة مكسور ما قبلها‬
‫نحو القاضي والداعي والمرتقي؛ ويسمى منقوصا ً‬
‫ن‬
‫مهْط ِِعي َ‬
‫داِع { )‪ (6‬سورة القمر؛ } ّ‬ ‫م ي َد ْعُ ال ّ‬
‫نحو‪ } :‬ي َوْ َ‬
‫داِع { )‪ (8‬سورة القمر‪ ،‬وتظهر فيه الفتحة‬ ‫إ َِلى ال ّ‬
‫ي الل ّهِ { )‪ (31‬سورة‬ ‫َ‬
‫ع َ‬
‫دا ِ‬
‫جيُبوا َ‬
‫لخفتها نحو‪ } :‬أ ِ‬
‫الحقاف؛ وتقدر الضمة والفتحة في الفعل المعتل‬
‫باللف نحو‪ :‬زيد يخشى‪ ،‬لن يخشى؛ وتقدر الضمة‬
‫فقط في الفعل المعتل بالواو وبالياء نحو‪ :‬يدعو‬
‫ي؛‬
‫ويرمي‪ ،‬وتظهر الفتحة نحو‪ :‬لن يدعوَ ولن يرم َ‬
‫والجزم في الثلثة بالحذف كما تقدم‬
‫فصل في موانع الصرف‬
‫السم الذي ل ينصرف فيه علتان من علل تسع او‬
‫واحدة تقوم مقام العلتين‪ ،‬والعلل التسع هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الجمع‬
‫‪ .2‬ووزن الفعل‬
‫‪ .3‬والعدل‬
‫‪ .4‬والتأنيث‬
‫‪ .5‬والتعريف‬
‫‪ .6‬والتركيب‬
‫‪ .7‬واللف والنون الزائدتان‬
‫‪ .8‬والعجمة‬
‫‪ .9‬والصفة‬
‫يجمعها قول الشاعر‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ركب وزد عجمة‬ ‫اجمع وزن عادل أنث بمعرفة‬
‫فالوصف قد كمل‬
‫فالجمع شرطه ان يكون على صيغة منتهى الجموع‪،‬‬
‫وهي صيغة مفاعل نحو‪ :‬مساجد َ‪ ،‬ودراهمَ‪ ،‬وغنائم؛‬
‫ومفاعيل نحو‪ :‬مصابيح ومحاريب و دنانير‪ ،‬وهذه العلة‬
‫الولى من العلتين التي تمنع الصرف وحدها وتقوم‬
‫مقام العلتين؛‬
‫وأما وزن الفعل فالمراد به ان يكون السم على وزن‬
‫مَر‬
‫ص كش ّ‬‫خا ٍ‬
‫ضرب بالبناء للمفعول‪ ،‬وانطلق‬ ‫بتشديد الميم‪ ،‬و ُ‬
‫ونحوه من الفعال الماضية المبدوءة بهمزة الوصل إذا‬
‫سمي بشئ من ذلك‪ ،‬أو يكون في أوله زيادة كزيادة‬
‫الفعل وهو مشارك للفعل في وزنه ك‪ :‬أحمد وغلب‬
‫ويزيد ونرجس؛ وأما العدل فهو خروج السم عن‬
‫صيغته الصلية إما تحقيقا كآحاد وموحد وثناء ومثنى‬
‫وثلث ومثلث ورباع ومربع وهكذا إلى العشرة فغنها‬
‫معدولة عن ألفاظ العدد الصول؛ فأصل جاء القوم‬
‫آحادًا‪ ،‬جاءوا واحدا ً واحدًا؛ وكذا أصل موحد‪ ،‬وأصل‬
‫جاء القوم مثنى ‪ ،‬جاءوا اثنين اثنين‪ ،‬وكذا الباقي‪ ،‬إما‬
‫تقديرا ً كالعلم التي على وزن فَُعل كعمر وزفر‬
‫وزحل فغنها لما سمعت ممنوعة من الصرف وليس‬
‫فيها علة ظاهرةً غير العلمية قدروا فيها العدل‪ ،‬وأنها‬
‫معدولة عن عامر وزافر وزاحل‪.‬‬
‫أما التأنيث فو على ثلثة أقسام تأنيث باللف‪،‬‬
‫وتأنيث بالتاء‪ ،‬وتأنيث بالمعنى؛ فالتأنيث باللف يمنع‬
‫الصرف مطلقا ً سواء كانت مقصورة ك‪:‬حبلى‬
‫ومرضى وذكرى؛ أو كانت ممدودة ك‪:‬صحراء وحمراء‬
‫و زكرياء وأشياء‪ ،‬وهذه العلة الثانية من العلتين‬
‫اللتين كل واحدة منهما تمنع الصرف وحدها وتقوم‬
‫مقام العلتين؛ وأما التأنيث بالتاء فيمنع الصرف مع‬
‫العلمية سواء كان علم مذكر كطلحة‪ ،‬أو مؤنث‬
‫كفاطمة؛ وأما التأنيث المعنوي فهو كالتأنيث بالتاء‬
‫فيمنع مع العلمية لكن بشرط ان يكون السم زائدا ً‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫على ثلثة أحرف كسعاد‪ ،‬أو ثلثيا محرك الوسط‬
‫كسقر‪ ،‬أو ساكن الوسط أعجميا ً كجور أو منقول من‬
‫المذكر إلى المؤنث كما إذا سميت امرأة بزيد‪ ،‬فإن‬
‫لم يكن شيء من ذلك كهند‪ ،‬ودعد‪ ،‬جاز الصرف‬
‫وتركه وهو الحسن‪.‬‬
‫أما التعريف فالمراد به العلمية وتمنع الصرف مع‬
‫وزن الفعل ‪ ،‬ومع العدل ‪ ،‬ومع التأنيث كما تقدم ومع‬
‫التركيب المزجي‪ ،‬ومع اللف والنون‪ ،‬ومع العجمة كما‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫وأما التركيب فالمراد به التركيب المزجي المختوم‬
‫بغير ويه كبعلبك وحضر موت فل يمنع الصرف إل مع‬
‫العلمية‪ ،‬وأما اللف والنون الزائدتان فيمنعان الصرف‬
‫مع العلمية كعمران وعثمان‪،‬ومع الصفة بشرط أل‬
‫تقبل التاء كسكران‪.‬‬
‫وأما العجمة فالمراد بها أن تكون الكلمة من أوضاع‬
‫العجمية كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق‪ ،‬وجميع النبياء‬
‫أعجمية إل أربعة‪ :‬محمد وصالح‪ ،‬وشعيب‪ ،‬وهود صلى‬
‫اله عليهم أجمعين؛ يشترط فيها أن يكون علما في‬
‫العجمية‪ ،‬ولدالك صرف لجام ونحوه‪ ،‬وأن يكون زائدا ً‬
‫على الثلثة فلذلك صرف نوح ولط؛ أما الصفة فتمنع‬
‫مع ثلثة أشياء‪ :‬مع العدل كما تقدم في مثنى وثلث‪،‬‬
‫ومع اللف والنون بشرط أن تكون الصفة على وزن‬
‫َفعلن بفتح الفاء ول يكون مؤنثه على وزن فعلنة‬
‫نحو‪ :‬سكران فإن مؤنثه سكرى‪،‬ونحو ندمان منصرف‬
‫لن مؤنثه ندمانة إذا كان من المنادمة؛ ومع وزن‬
‫الفعل بشرط أن يكون على وزن أفعل وال يكون‬
‫مؤنثه بالتاء نحو أحمر فغن مؤنثه حمراء ونحو أرمل‬
‫منصرف لن مؤنثه أرملة‪.‬‬
‫تنبيه يجوز صرف غير المنصرف للتناسب كقراءة‬
‫سَل { )‪ (4‬سورة النسان ‪ } ،‬قَ َ‬
‫واِريَرا{ )‬ ‫سَل ِ‬
‫نافع‪َ } :‬‬
‫‪ (15‬سورة النسان؛ ولضرورة الشعر‪.‬‬
‫باب النكرة والمعرفة‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السم ضربان‪ :‬أحدهما‪ :‬النكرة وهي الصل وهي كل‬
‫اسم شائع في جنسه ل يختص به واحد دون الخر‬
‫كرجل‪ ،‬وفرس‪ ،‬وكتاب؛ وتقريبها إلى الفهم أن يقال‪:‬‬
‫النكرة كل ما صح دخول اللف واللم عليه كرجل‪،‬‬
‫وامرأة‪ ،‬وثوب‪ ،‬أو وع موقع ما يصلح دخول اللف‬
‫واللم عليه كذي بمعنى صاحب‪ ،‬والضرب الثاني‪:‬‬
‫المعرفة وهي ستة أنواع‪ :‬المضمر وهو اعرفها‪ ،‬ثم‬
‫العلم‪ ،‬ثم اسم الشارة‪ ،‬ثم الموصول‪ ،‬ثم المعرف‬
‫بالداة‪ ،‬والسادس ما أضيف إلى واحد منها‪ ،‬وهو في‬
‫رتبة ما أضيف إليه إل المضاف إلى الضمير فإنه في‬
‫رتبة العلم‪ ،‬ويستثنى من مما ذكر‪ :‬اسم الله تعالى‬
‫وهو أعرف المعارف بالجماع‪.‬‬
‫بيان المضمر وأقسامه‬
‫المضمر والضمير لما وضع لمتكلم كأنا او مخاطب‬
‫كأنت او غاءب كهو؛ وينقسم إلى مستتر وبارزن‬
‫فالمستتير ما ليس له صورة في اللفظ ن وهو إما‬
‫مستتر وجوبا ً كالمقدر في فعل امر الواحد المذكر‬
‫كاضرب‪ ،‬وقمح وفي المضارع المبدوء بتاء خطاب‬
‫الواحد المذكر كتقوم‪ ،‬وتضرب؛ وفي المضارع‬
‫المبدوء بالهمزة كأقوم‪ ،‬وأضرب؛ أو بالنون كنقوم ‪،‬‬
‫ونضرب؛ وإما مستتر جوازا ً كالمقدر في نحو‪ :‬زيد‬
‫يقوم‪ ،‬وهند تقوم‪ ،‬ول يكون المستتر إل ضمير رفع إما‬
‫ب لفاعل‪.‬‬
‫فاعل أو نا ً‬
‫والبارز ما له صورة في اللفظ وينقسم إلى متصل‬
‫ومنفصل‪ ،‬فالمتصل‪ :‬هو الذي ل يفتتح به النطق ل‬
‫ت‪ ،‬وكاف أكرمك؛ والمنفصل‪ ،‬هو‬ ‫يقع بعد إل كتاء قم ُ‬
‫ما يفتتح به النطق ويقع بعد إل نحو أن تقول‪ :‬أنا‬
‫مؤمن‪ ،‬وما قام إل أنا؛ وينقسم إلى المتصل على‬
‫مرفوع ومنصوب ومجرور؛ فالمرفوع نحو‪ :‬ضربت‬
‫ت وضربتما وضربتم وضربتن‬ ‫ت وضرب ِ‬ ‫وضربنا وضرب َ‬
‫وضرب وضربا وضربوا وضربت وضربتا وضربن؛‬
‫ك‬
‫والمصوب نحو‪ :‬أكرمني وأكرمنا وأكرمك وأكرم ِ‬
‫وأكرمكما وأكرمكم وأكرمكن وأكرمه وأكرمها‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأكرمهما وأكرمهم وأكرمهن؛ والمجرور كالمنصوب‬
‫إل أنه إذا دخل عليه عامل الجر‪ ،‬تميز به نحو‪ :‬مررت‬
‫بي ومررت بنا‬
‫وينقم المنفصل إلى مرفوع ومنصوب ؛ فالمرفوع‬
‫ت وأنتما‬ ‫ت وأن ِ‬ ‫اثنتا عشرة كلمة وهي ان ونحن وأن َ‬
‫وأنتم وأنتن وهو وهي وهما وهم وهن‪ ،‬فكل واحد من‬
‫هذه الضمائر إذا وقع في ابتداء الكلم فهو مبتدأ نحو‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ح ُ‬ ‫م { )‪ (92‬سورة النبياء؛ } وَن َ ْ‬ ‫} َوأَنا َرب ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫موْل ََنا { )‬ ‫ت َ‬ ‫ن{ )‪ (23‬سورة الحجر؛ و} أن َ‬ ‫وارُِثو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ديٌر{ )‬‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫و عََلى ك ُ ّ‬
‫‪ (286‬سورة البقرة؛ } َوهُ َ‬
‫‪ (120‬سورة المائدة؛ والمنصوب اثنتا عشرة كلمة‬
‫ك وإياكما وإياكم وإياكن‬ ‫وهي‪ :‬إياي وإيانا وإياك وإيا ِ‬
‫وإياه وإياها وإياهما وإياهن؛ فهذه الضمائر ل تكون إل‬
‫ك ن َعْب ُد ُ { )‪ (5‬سورة الفاتحة؛ }‬ ‫مفعول ً به نحو‪} :‬إِّيا َ‬
‫ن{ )‪ (40‬سورة سبأ‪.‬‬ ‫دو َ‬
‫كاُنوا ي َعْب ُ ُ‬ ‫م َ‬‫إ ِّياك ُ ْ‬
‫تنبيه‬
‫متى أمكن ان يؤتى بالضمير متصل فل يجوز أن يؤتى‬
‫ل‪ ،‬فل يقال في فمت‪ ،‬قام أنا‪ ،‬ول في أكرمك‬ ‫به منفص ً‬
‫أكرم إياك؛ إل نحو سَلنيه وكنته‪ ،‬فيجوز الفصل أيضا‬
‫نحو‪ :‬سلني إياه وكنت إياه‪ ،‬والفاظ الضمائر كلها‬
‫مبنية ل يظهر فيها إعراب‪.‬‬
‫فصل‪ :‬أسماء الشارة‬
‫اسم الشارة ما وضع لمشار إليه وهو‪ :‬ذا للمفرد‬
‫المذكر وذي وتي وته وتا للمفرد المؤنث‪ ،‬ذان للمثنى‬
‫المذكر في حالة الرفع وذين في حالة النصب والجر‬
‫وتان للمثنى المؤنث في حالة الرفع وتين في حالة‬
‫النصب والجر‪ ،‬والجمع مذكرا ً كان أو مؤنثا ً أولء بالمد‬
‫عند الحجازيين وبالقصر عند التميميين ويجوز دخول‬
‫هاء التنبيه على أسماء الشارة نحو‪ :‬هذا وهذه وهذان‬
‫وهذين وهاتان وهاتين وهؤلء‪ ،‬وإذا كان المشار إليه‬
‫بعيدا ً لحقت اسم الشارة كاف حرفية تتصرف‬
‫تصرف الكاف السمية نحسب المخاطب نحو‪ :‬ذا َ‬
‫ك‬
‫ك وذاكما وذاكم وذاكن؛ ويجوز أن تزيد لما ً نحو‪:‬‬ ‫وذا ِ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ك وذلكما وذلكم وذلكن؛ ول تدخل اللم في‬ ‫ك وذل ِ‬ ‫ذل َ‬
‫المثنى وفي الجمع في لغة من مده‪ ،‬وإنما تدخل‬
‫فيهما حالة البعد الكاف نحو ذانكما وتانكما وأولئك‪،‬‬
‫وكذلك على المفرد إذا تقدمته هاء التنبيه نحو هذا؛‬
‫فيقال في حالة البعد هذاك ويشار إلى المكان‬
‫القريب بهنا أو ههنا نحو‪} :‬إنا ههنا قاعدون{‪1‬؛ وإلى‬
‫م نحو‪:‬‬ ‫المكان البعيد بهناك او هنالك أو هَّنا أو هِّنا أو ث َ ّ‬
‫} وإ َ َ‬
‫م { )‪ (20‬سورة النسان‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ذا َرأي ْ َ‬‫َِ‬
‫فصل في السم الموصول‬
‫السم الموصول هو ما افتقر إلى صلة وعائد وهو‬
‫ضربان‪:‬نص ومشترك‪ ،‬فالنص ثمانية ألفاظ‪ :‬الذي‬
‫للمفرد المذكر والتي للمؤنث واللذان للمثنى المذكر‬
‫واللتان للمثنى المؤنث في حالة الرفع‪ ،‬واللذين‬
‫واللتين في حالة النصب والجر‪ ،‬والولى واللذين بالياء‬
‫مطلقا ً لجمع المذكر‪ ،‬وقد يقال اللذون بالواو في‬
‫حالة الرفع واللئي واللتي‪ ،‬ويقال اللواتي لجمع‬
‫مد ُ ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫المؤنث وقد تحذف ياؤها نحو‪} :‬وََقاُلوا ال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫ع‬
‫م َ‬
‫س ِ‬ ‫صد َقََنا وَعْد َهُ { )‪ (74‬سورة الزمر؛ }قَد ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫جَها { )‪ (1‬سورة‬ ‫ك ِفي َزوْ ِ‬ ‫جادِل ُ َ‬ ‫ل ال ِّتي ت ُ َ‬ ‫ه قَوْ َ‬‫الل ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫المجادلة؛ }َوالل ّ َ‬
‫م { )‪ (16‬سورة‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ن ي َأت َِيان َِها ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ضّلَنا { )‪ (29‬سورة‬ ‫النساء؛ } ربنا أ َرنا ال ّذ َي َ‬
‫نأ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ َّ َِ‬
‫م{ )‪ (10‬سورة‬ ‫من ب َعْدِهِ ٌْ‬ ‫ؤوا ِ‬ ‫جا ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فصلت؛ }َوال ّ ِ‬
‫ض { )‪ (4‬سورة‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫س َ‬ ‫الحشر؛ }َوالّلِئي ي َئ ِ ْ‬
‫الطلق؛‬
‫ْ‬
‫ة { )‪ (15‬سورة النساء؛‬ ‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال َْفا ِ‬ ‫}َوالل ِّتي ي َأِتي َ‬
‫والمشترك ستة ألفاظ‪ :‬من وما وأي و أل وذو وذان‬
‫فهذه الستة تطلق على المفرد و المثنى وللمجموع‬
‫المذكر من ذلك والمؤنث؛ وتستعمل من للعاقل وما‬
‫لغير العاقل‪ ،‬تقول في من ‪ :‬يعجبني من جاءك ومن‬
‫جاءتك ومن جاءاك ومن جاءتاك ومن جاءوك ومن‬
‫جئنك؛ وتقول في ما جوابا لمن قال‪ :‬اشتريت حمارا ً‬
‫حمرا أو أتنًا؛ يعجبن ما‬ ‫ًأو آتانا أو حمارين أو أتانين أو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (24‬سورة المائدة‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫هَنا َ‬
‫قا ِ‬ ‫ها ُ‬
‫قاِتل إ ِّنا َ‬ ‫ت وََرب ّ َ‬
‫ك فَ َ‬ ‫موا ْ ِفيَها َفاذ ْهَ ْ‬
‫ب أن َ‬ ‫دا ُ‬
‫ما َ‬ ‫خل ََها أب َ ً‬
‫دا ّ‬ ‫سى إ ِّنا َلن ن ّد ْ ُ‬ ‫}َقاُلوا ْ َيا ُ‬
‫مو َ‬ ‫‪1‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫اشتريته وما اشتريتها وما اشتريتهما وما اشتريتم وما‬
‫اشترين‪ ،‬وقد يعكس ذلك فتستعمل من لغير العاقل‬
‫ه { )‪ (45‬سورة‬ ‫شي عََلى ب َط ْن ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫من ُْهم ّ‬ ‫نحو‪ } :‬فَ ِ‬
‫َ‬
‫ك أن‬ ‫من َعَ َ‬‫ما َ‬ ‫النــور؛ وتستعمل ما لغير العاقل نحو‪َ } :‬‬
‫ي { )‪ (75‬سورة ص؛ والربعة‬ ‫ت ب ِي َد َ ّ‬ ‫خل َْق ُ‬ ‫ما َ‬ ‫جد َ ل ِ َ‬‫س ُ‬‫تَ ْ‬
‫الباقية تستعمل للعاقل وغيره‪ ،‬تقول في أي‪ :‬يعجبني‬
‫أي قام وأي قامت وأي قاما وأي قاموا واي قمنا‬
‫سواء كان القائم عاقل او حيوانا؛وأما أل فإنما تكون‬
‫اسما موصول إذا دخلت على اسم الفاعل أو اسم‬
‫المفعول كضارب والمضروب أي الذي ضَرب والذي‬
‫ت { )‪(18‬‬ ‫صد َّقا ِ‬ ‫م ّ‬‫ن َوالْ ُ‬ ‫صد ِّقي َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ب نحو‪} :‬إ ِ ّ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫ح ِ‬‫مْرُفوِع )‪َ (5‬وال ْب َ ْ‬ ‫ف الْ َ‬‫سْق ِ‬ ‫سورة الحديد؛ }َوال ّ‬
‫جوِر )‪ { (6‬سورة الطور؛ وأما ذو فخاصة بلغة‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ َ‬
‫طيئ تقول جاءني ذو قام وذو قامت وذو قامتا وذو‬
‫قاموا وذو قمن؛ وأما ذا فشرط كونها موصول أن‬
‫تتقدم عليها ما الستفهامية نحو‪ :‬ما ذا ينفقون؛ أو من‬
‫الستفهامية نحو من ذا جاءك‪ ،‬وأن ل تكون ملغاة بأن‬
‫يقدر تركيبها مع ما نحو ‪ :‬ماذا صنعت؟ إذا قدرت ماذا‬
‫اسما واحدا مركبًا‪.‬‬
‫وتفتقر الموصولت كلها إلى صلة متأخرة عنها وعائد‪،‬‬
‫والصلة لما جملة أو شبهها‪ ،‬الجملة ما تركب من‬
‫فعل وفاعل نحو‪ :‬جاء الذي قام أبوه؛ وقوله تعالى‪:‬‬
‫صد َقََنا وَعْد َهُ { )‪ (74‬سورة‬ ‫ذي َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬‫}وََقاُلوا ال ْ َ‬
‫الزمر؛ من مبتدأ وخبر نحو‪ :‬جاء الذي ابوه عندك؛ ما‬
‫عندكم ينفد؛ وثانيها‪ :‬الجار والمجرور‪ ،‬نحو‪ :‬جاء الذي‬
‫َ‬
‫ت{ )‪ (4‬سورة‬ ‫خل ّ ْ‬ ‫ما ِفيَها وَت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫في الدار؛ }وَأل َْق ْ‬
‫النشقاق؛ ويتعلق الظرف والجار والمجرور إذا وقع‬
‫صلة بفعل محذوف وجوبا ُ تقديره استقر؛ والثالث‪:‬‬
‫الصفة الصريحة ‪ ،‬والمراد بها اسم الفاعل واسم‬
‫المفعول‪ ،‬وتختص باللف واللم كما تقدم؛ والعائد‬
‫ضمير مطابق للموصول في الفراد والتثنية والجمع‬
‫والتذكير والتأنيث كما تقدم في المثلة المذكورة‪ ،‬وقد‬
‫شد ّ عََلى‬ ‫م أَ َ‬ ‫َ‬
‫شيعَةٍ أي ّهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫من ك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬‫م ل ََننزِعَ ّ‬ ‫يحذف نحو‪} :‬ث ُ ّ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عت ِّيا{ )‪ (69‬سورة مريم؛ أي‪ :‬الذي هو أشد‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫ن{ )‪(19‬‬ ‫ما ت ُعْل ُِنو َ‬
‫ن َو َ‬
‫سّرو َ‬‫ما ت ُ ِ‬
‫م َ‬‫ه ي َعْل َ ُ‬
‫نحو‪َ} :‬والل ّ ُ‬
‫سورة النحل؛ أي الذي تسرونه والذي تعلنونه؛ ونحو ‪:‬‬
‫ن{ )‪ (33‬سورة المؤمنون‪.‬‬ ‫شَرُبو َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫م ّ‬‫ب ِ‬ ‫شَر ُ‬‫} وَي َ ْ‬

‫فصل في المعرف بالداة‬


‫وأما المعرف بالداة فهو المعرف باللف واللم ‪،‬‬
‫وهي قسمان‪ :‬عهدية وجنسية؛ والعهدية إما للعهد‬
‫ة { )‪ (35‬سورة‬ ‫ج ُ‬
‫جا َ‬ ‫جةٍ الّز َ‬
‫جا َ‬
‫الذكري نحو‪ِ } :‬في ُز َ‬
‫ما ِفي الَْغاِر { )‬ ‫النــور؛ والعهد الذهني نحو‪ } :‬إ ِذ ْ هُ َ‬
‫م‬
‫‪ (40‬سورة التوبة؛ وللعهد الحضوري نحو‪ } :‬الْي َوْ َ‬
‫َ‬
‫م { )‪ (3‬سورة المائدة‪.‬‬ ‫م ِدين َك ُ ْ‬‫ت ل َك ُ ْ‬‫مل ْ ُ‬
‫أك ْ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫جعَل َْنا ِ‬
‫والجنسية إما لتعريف الماهية نحو‪ } :‬وَ َ‬
‫ي { )‪ (30‬سورة النبياء؛ وإما‬ ‫ح ّ‬‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ماء ك ُ ّ‬ ‫الْ َ‬
‫لستغراق الفراد نحو وخلق النسان ضعيفًا؛ أو‬
‫لستغراق خصائص الفراد نحو‪ :‬أنت الرجل علمًا؛‬
‫وتبدل لم أل ميما في لغة حمير‪.‬‬
‫فصل التعريف بالضافة إلى المعرفة‬
‫وأما المضاف إلى واحد من هذه الخمسة فنحو‪:‬‬
‫غلمي‪ ،‬وغلمك‪ ،‬وغلمه‪ ،‬وغلم زيد‪ ،‬وغلم هذا‪ ،‬وغلم‬
‫الذي قام أبوه‪ ،‬وغلم الرجل‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫باب المرفوعات‬
‫المرفوعات عشرة وهي‪ :‬الفاعل والمفعول الذي لم‬
‫يسم فاعله والمبتدأ وخبره واسم كان أخواتها واسم‬
‫أفعال المقاربة واسم الحروف المشبهة بليس وخبر‬
‫إن وأخواتها وخبر ل التي لنفي الجنس والتابع‬
‫للمرفوع وهو أربعة أشياء‪ :‬النعت والعطف والتوكيد‬
‫والبدل‪.‬‬
‫باب الفاعل‬
‫هو السم المرفوع قبله فعل او ما في تأويا الفعل‬
‫وهو على قسمين ظاهر ومضمر‪ ،‬فالظاهر نحو‪} :‬إ ِذ ْ‬
‫ن{)‬ ‫جل َ ِ‬ ‫ل َر ُ‬‫ه { )‪ (55‬سورة آل عمران؛ }َقا َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ن { )‪ (90‬سورة‬ ‫معَذ ُّرو َ‬ ‫جاء ال ْ ُ‬ ‫‪ (23‬سورة المائدة؛ }وَ َ‬
‫ن{ )‪ (6‬سورة‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫س ل َِر ّ‬‫م الّنا ُ‬ ‫م ي َُقو ُ‬
‫التوبة؛ }ي َوْ َ‬
‫ن{ )‪ (4‬سورة‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬‫مئ ِذٍ ي َْفَر ُ‬‫المطففين؛ } وَي َوْ َ‬
‫الروم؛ قال أبوهم؛ والمضمر نحو قولك ضربت‬
‫وضربنا إلى آخره‪ ،‬كما تقدم في فصل المضمر‪.‬‬
‫والذي في تأويل الفعل نحو‪ :‬أقائم الزيدان؛ ومختلف‬
‫ألوانه؛ وللفاعل أحكام منها أنه ل يجوز حذفه لنه‬
‫عمدة فإن ظهر في اللفظ نحو‪ :‬قام زيد والزيدان‬
‫قاما فذاك وإل فهو مستتر نحو زيد قام‪.‬‬
‫ومنها أنه تقدمه على الفعل فإن وجد ما ظاهره أنه‬
‫فاعل مقدم وجب تقدير الفاعل ضميرا ً مستترا ً‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫ويكون المقدم إما مبتدأ نحو زيد قام وإما فاعل لفع ٍ‬
‫محذوف نحو‪} :‬وإ َ‬
‫جاَر َ‬
‫ك‬ ‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫كي َ‬‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٌ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َِ ْ‬
‫َ‬
‫جْرهُ { )‪ (6‬سورة التوبة؛ لن أداة الشرط ل تدخل‬ ‫فَأ ِ‬
‫على المبتدأ‪.‬‬
‫ومنها أن فعله يوحد على تثنيته وجمعه كما يوحد مع‬
‫إفراده فتقول قام الزيدان وقام الزيدون كما تقول‬
‫جاء‬ ‫ن{ ؛ }وَ َ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قام زيد؛ قال الله تعالى‪:‬ل} َقا َ‬
‫ن { )‪ (90‬سورة التوبة ؛ } وََقا َ‬
‫ل‬ ‫معَذ ُّرو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫سوَةٌ { )‬ ‫ل نِ ْ‬ ‫ن { )‪ (8‬سورة الفرقان ؛ }وََقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ُ‬
‫‪ (30‬سورة يوسف‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ومن العرب من يلحق الفعل علمة التثنية والجمع إذا‬
‫كان الفاعل مثنى أو مجموعا ً فتقول‪ :‬قاما الزيدان ‪،‬‬
‫وقاموا الزيدون‪ ،‬وقمن الهندات‪ ،‬وتسمى لغة أكلوني‬
‫البراغيث لن هذا اللفظ سمع من بعضهم ومنه‬
‫الحديث " يتعاقبون فيكم ملئكة بالليل والنهار"‬
‫والصحيح أن اللف والواو والنون أحرف دالة على‬
‫التثنية والجمع وأن الفاعل ما بعدها‪.‬‬
‫ومنها انه يجب تأنيث الفعل بتاء ساكنة في آخر‬
‫الماضي وبتاء المضارعة في أول المضارع إذا كان‬
‫الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث نحو‪ :‬قامت هند وتقوم‬
‫هند‪ ،‬ويجوز ترك التاء إذا كان الفاعل مجازي التأنيث‬
‫ت إ ِل ّ‬‫عند َ ال ْب َي ْ ِ‬ ‫صل َت ُهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫نحو‪ :‬طلع الشمس‪،‬؛ }وَ َ‬
‫ة { )‪ (35‬سورة النفال ‪ ،‬وحكم المثنى‬ ‫صدِي َ ً‬
‫كاء وَت َ ْ‬ ‫م َ‬‫ُ‬
‫والمجموع جمع تصحيح حكم المفرد فتقول‪ :‬قام‬
‫الزيان وقام الزيدون وقامت المسلمتان وقامت‬
‫المسلمات‪ ،‬وأما جمع التكسير فحكمه حكم المجازي‬
‫التأنيث تقول‪ :‬قام الرجال وقامت الرجال وقام الهنود‬
‫وقامت الهنود‪.‬‬
‫ومنها أن الصل فيه أن يلي فعله ثم يذكر المفعول‬
‫داُوود َ { )‪ (16‬سورة النمل ؛‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ث ُ‬ ‫نحو‪} :‬وَوَرِ َ‬
‫قد يتأخر الفاعل ويتقدم المفعول على الفاعل جوازا ً‬
‫ن الن ّذ ُُر{ )‪ (41‬سورة القمر‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫جاء آ َ‬ ‫نحو‪} :‬وَل ََقد ْ َ‬
‫وال َُنا { )‪ (11‬سورة الفتح ؛‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫شغَل َت َْنا أ ْ‬ ‫؛ ووجوبا نحو } َ‬
‫ه { )‪ (124‬سورة البقرة ؛ وقد‬ ‫م َرب ّ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫}وَإ ِذِ اب ْت ََلى إ ِب َْرا ِ‬
‫يتقدم المفعول على الفعل والفاعل جوازا ً نحو‪} :‬‬
‫ن{ )‪ (70‬سورة المائدة ؛‬ ‫ريًقا ي َْقت ُُلو َ‬ ‫ِ‬ ‫ريًقا ك َذ ُّبوا ْ َوفَ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪ (81‬سورة‬ ‫ت الل ّهِ ُتنك ُِرو َ‬ ‫ي آَيا ِ‬ ‫ووجوبا نحو‪ } :‬فَأ ّ‬
‫غافر ؛ لن اسم الستفهام له صدر الكلم‪.‬‬
‫باب نائب الفاعل‬
‫باب المفعول الذي لم يسم فاعله هو السم المرفوع‬
‫الذي لم يذكر فاعله وأقيم هو مقامه فصار مرفوعا ً‬
‫بعد أن كان منصوبا ً وعمدةً بعد أن كان فضلة فل‬
‫يجوز حذفه ول تقديمه على الفعل ويجب تأنيث‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ض زِل َْزال ََها{‬ ‫َ‬
‫ت اْلْر ُ‬ ‫ذا ُزل ْزِل َ ِ‬ ‫الفعل إن كان مؤنثا نحو‪} :‬إ ِ َ‬
‫)‪ (1‬سورة الزلزلة؛ ويجب أل يلحق الفعل علمة تثنية‬
‫ب الزيدان‬ ‫ضرِ َ‬ ‫أو جمع إن كان مثنى أو مجموعا نحو‪ُ :‬‬
‫ب الزيدون‪ ،‬ويسمى أيضا النائب عن الفعل‬ ‫ضرِ َ‬
‫و ُ‬
‫وهذه العبارة أحسن أخصر؛ ويسمى فعله الفعل‬
‫المبني للمفعول والفعل المبني للمجهول والفعل‬
‫الذي لم يسم فاعله؛ فإن كان الفعل ماضيا ً ضم أوله‬
‫ضم أوله وفتح‬ ‫وكسر ما قبل آخره‪ ،‬وإن كان مضارعا ً ُ‬
‫ضرب زيد؛ فإن كان‬ ‫د‪ ،‬وي ُ َ‬ ‫ب زي ُ‬ ‫ضر َ‬ ‫ما قبل آخره نحو‪ِ :‬‬
‫م‪،‬‬‫الماضي مبدوءا بتاء زائدة ضم أوله وثانيه نحو‪:‬ت ُعُل ِ َ‬
‫ب‪ ،‬وإن كان مبدوءا ً بهمزة وصل ضم أوله‬ ‫ضورِ َ‬‫وت ُ ُ‬
‫ج؛ وإن كان الماضي معتل‬ ‫ثالثه نحو‪ :‬ا ُن ْط ُل ِقَ و ُاسُتخرِ َ‬
‫العين فلك كسر فائه فتصير عينه ياًء نحو‪ :‬قيل وبيع‪،‬‬
‫ولك إشمام الكسرة الضمة وهو خلط الكسرة بشيء‬
‫من صوت الضمة ‪ ،‬ولك ضم الفاء فتصير عينه واوا ً‬
‫ساكنة نحو‪ :‬قول ُوبوع‪.‬‬
‫والنائب عن الفاعل على قسمين‪ :‬ظاهر ومضمر؛‬
‫ْ‬
‫ن { )‪ (45‬سورة‬ ‫ت ال ُْقرآ َ‬ ‫ذا قََرأ َ‬ ‫فالظاهر نحو‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫مُر { )‪ (210‬سورة‬ ‫َ‬ ‫السراء؛ ضرب مثل؛ } وَقُ ِ‬
‫ي ال ْ‬ ‫ض َ‬
‫ن{ )‪ (10‬سورة الذاريات؛‬ ‫صو َ‬ ‫خّرا ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫البقرة؛ }قُت ِ َ‬
‫ن { )‪ (41‬سورة الرحمن؛‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬‫م ْ‬‫ف ال ْ ُ‬‫}ي ُعَْر ُ‬
‫ت إلى أخر ما‬ ‫رب ْ‬
‫ض َِ‬‫ت‪ ،‬وضربنا و ُ‬ ‫والمضمر نحو‪ :‬ضرِب ْ ُ‬
‫تقدم؛ لكن يبنى الفعل للمفعول و ينوب عن الفاعل‬
‫واحد من أربعة‪ ،‬الول‪ :‬المفعول به كما تقدم‪ ،‬الثاني‪:‬‬
‫جلس أمامك‪ِ ،‬وصيم رمضان؛ والثالث‪:‬‬ ‫الظرف نحو‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫سِق َ‬
‫م{)‬ ‫ديهِ ْ‬‫ط َفي أي ْ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫الجار والمجرور نحو‪} :‬وَل َ ّ‬
‫‪ (149‬سورة العراف؛ والرابع‪:‬المصدر نحو‪ :‬فإذا نفخ‬
‫في الصور نفخة واحدة‪ ،‬ول ينوب غير المفعول به مع‬
‫وجوده غالبًا؛ وإذا كان الفعل متعديا ً لثنين جعل‬
‫ُ‬
‫ي‬‫أحدهما نائبا ً عن الفعل وينصب الثاني نحو‪ :‬أعْط ِ َ‬
‫زيد ٌ درهمًا‪.‬‬
‫باب المبتدأ والخبر‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المبتدأ هو‪ :‬السم المرفوع العاري عن العوامل‬
‫اللفظية وهو قسمان‪ :‬ظاهر ومضمر؛ فالمضمر أنا‬
‫وأخواته التي تقدمت في فصل المضمر؛ والظاهر‬
‫قسمان‪ :‬مبتدأ له خبر‪ ،‬ومبتدأ له مرفوع سد مسد‬
‫ه َرب َّنا { )‪ (15‬سورة‬ ‫الخبر؛ فالول‪ :‬نحو‪ } :‬الل ّ ُ‬
‫ه { )‪ (29‬سورة الفتح؛‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مد ٌ ّر ُ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫الشورى ؛ و} ّ‬
‫والثاني هو اسم الفاعل واسم المفعول إذا تقدم‬
‫عليهما نفي أو استفهام نحو‪ :‬أ قائم زيد؟ وما قائم‬
‫الزيدان‪ ،‬وهل مضروب العمران؟ وما مضروب‬
‫العمران؛ ول يكون المبتدأ نكرةً إل بمسوغ‪،‬‬
‫والمسوغات كثيرة منها‪ :‬أن يتقدم على النكرة نفي‪،‬‬
‫أو استفهام نحو‪ :‬ما رجل قائم‪ ،‬وهل رجل جالس؟ }‬
‫َ‬
‫ه { )‪ (60‬سورة النمل؛ ومنها أن تكون‬ ‫معَ الل ّ ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫أإ ِل َ ٌ‬
‫ك{)‬ ‫شرِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫من ّ‬ ‫خي ٌْر ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫موصوفة نحو‪ } :‬وَل َعَب ْد ٌ ّ‬
‫‪ (221‬سورة البقرة؛ ومنها أن تكون مضافة نحو‪:‬‬
‫ت كتبهن الله"؛ ومنها أن يكون الخبر‬ ‫س صلوا ٍ‬ ‫"خم ُ‬
‫ظرفا ً أو جارا ومجرورا ً مقدمين على النكرة نحو‪:‬‬
‫زيد ٌ{‬ ‫م ِ‬‫عندك رجل‪ ،‬وفي الدار امرأة‪ ،‬ونحو‪ } :‬وَل َد َي َْنا َ‬
‫َ‬
‫شاوَةٌ { )‪ (7‬سورة‬ ‫م ِغ َ‬ ‫صارِهِ ْ‬ ‫)‪ (35‬سورة ق؛} عََلى أب ْ َ‬
‫البقرة؛ وقد يكون المبتدأ مصدرا ً مؤول من أن‬
‫َ‬
‫م { )‪ (184‬سورة‬ ‫خي ٌْر ل ّك ُ ْ‬‫موا ْ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫والفعل نحو‪ } :‬وَأن ت َ ُ‬
‫البقرة؛ أي‪ :‬صوموا خير لكم‪.‬‬
‫والخبر هو الجزء الذي يتمم به الفائدة مع مبتدأ وهو‬
‫قسمان‪ :‬مفرد وغير مفرد؛ فالمفرد نحو زيد قائم‪،‬‬
‫والزيدان قائمان‪ ،‬والزيدون قائمون‪ ،‬وزيد أخوك؛‬
‫وغير المفرد‪ :‬إما جملة فعلية نحو‪ :‬زيد قام أبوه؛‬
‫خَتاُر { )‪ (68‬سورة القصص؛‬ ‫شاء وَي َ ْ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫خل ُقُ َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫}وََرب ّ َ‬
‫ط { )‪ (245‬سورة البقرة؛}الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫س ُ‬ ‫ض وَي َب ْ ُ‬ ‫ه ي َْقب ِ ُ‬ ‫} َوالل ّ ُ‬
‫َ‬
‫س { )‪ (42‬سورة الزمر؛ وأما شبه‬ ‫ي َت َوَّفى اْلنُف َ‬
‫الجملة وهو الظرف والجار والمجرور؛ فالظرف نحو‬
‫َ‬
‫م{)‬ ‫منك ُ ْ‬‫ل ِ‬ ‫سَف َ‬‫بأ ْ‬ ‫زيد عندك‪ ،‬والسفر غدًا؛ } َوالّرك ْ ُ‬
‫‪ (42‬سورة النفال؛ والجار والمجرور نحو‪ :‬زيد في‬
‫ه { )‪ (45‬سورة النعام‪.‬‬ ‫مد ُ ل ِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬‫الدار؛ } َوال ْ َ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويتعلق الظرف والجار والمجرور إذا وقعا خبرا ً‬
‫بمحذوف وجوبا ً تقديره كائن أو مستقر؛ ول يخبر‬
‫بظرف الزمان عن الذات فل يقال زيد اليوم؛ وإنما‬
‫يخبر به عن المعاني نحو‪ :‬الصوم اليوم‪ ،‬والسفر غدا ً‬
‫وقولهم الليلة الهلل مؤول‪.‬‬
‫و‬
‫ويجوز تعدد الخبر نحو‪ :‬زيد كاتب وشاعر؛ }وَهُ َ‬
‫ما‬ ‫ل لّ َ‬ ‫جيد ُ )‪ (15‬فَّعا ٌ‬ ‫ش ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫دود ُ )‪ْ ُ (14‬‬
‫ذو العَْر ِ‬ ‫ال ْغَُفوُر ال ْوَ ُ‬
‫ريد ُ )‪ {(16‬سورة البروج‪.‬‬ ‫يُ ِ‬
‫وقد يتقدم على المبتدأ جوازا ً نحو‪ :‬في الدار زيد و‬
‫َ‬
‫ب‬‫م عََلى قُُلو ٍ‬ ‫وجوبا ً نحو‪ :‬أين زيد؟وإنما عندك زيد؛ } أ ْ‬
‫أ َقَْفال َُها{ )‪ (24‬سورة محمد؛ وفي الدار رجل؛وقد‬
‫م قَوْ ٌ‬
‫م‬ ‫سَل ٌ‬ ‫يحذف كل من المبتدأ والخبر جوازا ً نحو‪َ } :‬‬
‫ن{ )‪ (25‬سورة الذاريات؛ أي‪ :‬سلم عليكم أنم‬ ‫منك َُرو َ‬ ‫ّ‬
‫قوم منكرون؛ ويجب حذف الخبر بعد لول نحو‪ } :‬ل َوَْل‬
‫َ‬
‫ن{ )‪ (31‬سورة سبأ؛ أي لول أنتم‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫م ل َك ُّنا ُ‬
‫أنت ُ ْ‬
‫م‬
‫ك إ ِن ّهُ ْ‬ ‫موجودون؛ وبعد القسم الصريح نحو‪} :‬ل َعَ ْ‬
‫مُر َ‬
‫ن{ )‪ (72‬سورة الحجر؛ أي‬ ‫مُهو َ‬ ‫سك َْرت ِهِ ْ‬
‫م ي َعْ َ‬ ‫ل َِفي َ‬
‫لعمرك قسمي؛ وبعد واو المعية نحو‪ :‬كل صانع وما‬
‫صنع أي‪ :‬مقرونان؛ وقبل الحال التي ل تصلح أن‬
‫ضربي زيدا ً قائما ً أي إذا كان قائما‪.‬‬ ‫تكون خبرا ً نحو‪ْ :‬‬

‫باب العوامل التي تدخل على المبتدأ والخبر‬


‫باب العوامل الداخلة على المبتدا والخبر وتسمى‬
‫النواسخ؛ ونواسخ البتداء هي ثلثة أنواع‪ :‬الول‪:‬‬
‫مايرفع المبتدأ وينصب الخبر وهو كان وأخواتها‬
‫والحروف المشبهة بليس‪ ،‬وأفعال المقاربة؛ والثاني‪:‬‬
‫ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر وهو إن وأخواتها ول‬
‫التي تنفي الجنس؛ والثالث ما ينصب المبتدأ والخبر‬
‫جميعا ً وهو ظن وأخواتها‪.‬‬
‫فصل كان وأخواتها‬
‫فأما كان وأخواتها فإنها ترفع المبتدأ تشبيها ً بالفاعل‬
‫ويسمى اسمها تنصب الخبر تشبيها بالمفعول‬
‫ويسمى خبرها؛ وهذه الفعال على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أحدها ما يعمل هذا العمل من غير شرط وهو‪ :‬كان‪،‬‬
‫أمسى‪ ،‬وأصبح‪ ،‬وظل‪ ،‬وبات‪ ،‬وصار‪ ،‬وليس‪ ،‬نحو‪} :‬‬
‫ما{ )‪ (96‬سورة النساء؛ }‬ ‫حي ً‬ ‫ه غَُفوًرا ّر ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬‫وَ َ‬
‫َ‬
‫واًنا { )‪ (103‬سورة آل عمران؛‬ ‫خ َ‬‫مت ِهِ إ ِ ْ‬
‫حُتم ب ِن ِعْ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫صب َ ْ‬
‫واء { )‪ (113‬سورة آل عمران؛} ظ َ ّ‬
‫ل‬ ‫س َ‬ ‫سوا ْ َ‬ ‫}ل َي ْ ُ‬
‫دا { )‪ (58‬سورة النحل؛ والثاني‪ :‬ما يعمل‬ ‫سو َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫وَ ْ‬
‫هذا العمل بشرط أن يتقدمه نفي أو نهي أو دعاء وهو‬
‫أ ربعة‪ :‬زال‪ ،‬وفتئ‪ ،‬وبرح‪ ،‬وانفك ‪ ،‬نحو‪ } :‬وَل َ ي ََزاُلو َ‬
‫ن‬
‫ح عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ن { )‪ (118‬سورة هود؛ } َلن ن ّب َْر َ‬ ‫خت َل ِِفي َ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن { )‪ (91‬سورة طـه؛ وقول الشاعر‪:‬‬ ‫عاك ِِفي َ‬ ‫َ‬
‫ت فنسيانه ضلل‬ ‫شمْر ول تزال ذاكرا ً المو‬ ‫صاح ّ‬
‫مبين‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ول زال منهل‬ ‫] أل يا سلمى يا دار مي على البلى[‬
‫ك الَقط ُْر‬ ‫جْرعَِائ ِ‬‫بِ َ‬
‫والثالث‪ :‬ما يعمل هذا العمل بشرط أن تتقدمه ما‬
‫المصدرية الظرفية وهو‪ :‬دام نحو‪:‬ما دمت حيًا؛‬
‫وسميت ما هذه مصدرية لنها تقدر بالمصدر وهو‬
‫الدوام ‪ ،‬وسميت ظرفية لنيابتها عن الظرف وهو‬
‫المدة‪.‬‬
‫ويجوز في خبر هذه الفعال أن يتوسط بينها وبين‬
‫ن{ )‪(47‬‬ ‫مِني َ‬ ‫صُر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫حّقا عَل َي َْنا ن َ ْ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫اسمها‪ ،‬نحو‪ } :‬وَ َ‬
‫سورة الروم؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫فليس سواء‬ ‫] سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم[‬
‫عالم وجهول‬
‫ويجوز أن يتقدم أخبارهن عليهن إل ليس ‪ ،‬ودام‬
‫كقولك‪ :‬عالما ً كان زيد؛ ولتصاريف هذه الفعال من‬
‫المضارع والمر والمصدر واسم الفاعل ما للماضي‬
‫ن{ )‪ (99‬سورة‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫كوُنوا ْ ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬‫من العمل‪ ،‬نحو‪َ } :‬‬
‫يونس؛ وقل كونوا حجارةً ؛ وتستعمل هذه الفعال‬
‫تامة أي مستغنية عن الخبر نحو‪ :‬وإن كان ذو عسرة؛‬
‫أي وإن حصل؛ فسبحان الله حين تمسون وحين‬
‫تصبحون؛ أي‪ :‬حين تدخلون في الصباح‪ ،‬وحين‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تدخلون في المساء؛إل زال وفتئ وليس فإنها ملزمة‬
‫للنقص؛ وتختص كان بجواز زيادتها بشرط أن تكون‬
‫بلفظ الماضي وأن تكون في حشو الكلم‪ ،‬نحو‪:‬ما‬
‫كان أحسن زيدًا؛ وتختص أيضا ً بجواز حذفها مع اسمها‬
‫وإبقاء خبرها وذلك كثير بعد لو ‪ ،‬وإن الشرطيتين‬
‫كقوله صلى الله عليه وسلم" التمس ولو خاتما من‬
‫حديد" وقولهم" الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا ً‬
‫فخير وإن شرا ً فشر"؛ وتختص أيضا بجواز حذف نون‬
‫مضارعها المجزوم إن لم يلقها ساكن ول ضمير‬
‫ك ب َغِّيا{ )‪ (20‬سورة مريم؛ } وَل َ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫نصب‪ ،‬نحو‪ } :‬وَل َ ْ‬
‫ك‬‫ق { )‪ (127‬سورة النحل؛ } وَِإن ت َ ُ‬ ‫ضي ْ ٍ‬
‫ك ِفي َ‬ ‫تَ ُ‬
‫ة { )‪ (40‬سورة النساء‪.‬‬ ‫سن َ ً‬‫ح َ‬ ‫َ‬
‫فصل في الحروف المشبهة بليس‬
‫وأما الحروف المشبهة بليس فأربعة‪ :‬ما‪ ،‬ول ‪ ،‬وإن‪،‬‬
‫ولت؛ فأما ما فتعمل عمل ليس عند الحجازيين‬
‫بشرط‪:‬‬
‫أل تقترن بأن‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬ول يقترن خبرها بإل‪،‬‬
‫‪ .3‬وأل يتقدم خبرها على اسمها‪،‬‬
‫ول معمول خبرها على اسمها‪ ،‬إل إذا كان‬ ‫‪.4‬‬
‫المعمول ظرفا ً او جارا ً ومجرورًا‪.‬‬
‫ما هَ َ‬
‫ذا‬ ‫فالمستوفية هذه الشروط نحو‪:‬مازيد ٌ ذاهبًا؛ } َ‬
‫شرا { )‪ (31‬سورة يوسف؛ } ما هُ ُ‬
‫م { )‪(2‬‬ ‫مَهات ِهِ ْ‬
‫نأ ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بَ َ ً‬
‫سورة المجادلة؛ فإن اقترنت بان الزائدة بطل عملها‬
‫ن زيد قائم‪ ،‬وكذلك إذا اقترن خبرها بإل‬ ‫نحو‪ :‬ما إ ّ‬
‫ل { )‪ (144‬سورة آل‬ ‫سو ٌ‬‫مد ٌ إ ِل ّ َر ُ‬‫ح ّ‬
‫م َ‬‫ما ُ‬ ‫نحو‪َ} :‬و َ‬
‫عمران؛ وكذا إن تقدم خبرها على اسمها نحو‪ :‬ما‬
‫قائم زيد أو تقدم معمول الخبر وليس ظرفا ً نحو‪ :‬ما‬
‫طعامك زيد آكل؛ فإن كان ظرفا ً نحو‪ :‬ما عندك زيد‬
‫جالسًا‪ ،‬لم يبطل عملها؛ وبنو تميم ل يعملونها وإن‬
‫استوفت الشروط المذكورة‪.‬‬
‫وأما ل فتعمل عمل ليس أيضا ً عند الحجازيين فقط‬
‫بالشروط المتقدمة‪ ،‬وتزيد بشرط آخر وهو أن يكون‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل منك؛‬ ‫ل أفض َ‬ ‫اسمها و خبرها نكرتين نحو‪ :‬ل رج ٌ‬
‫وأكثر عملها في الشعر‪.‬‬
‫وأما إن فتعمل عمل ليس في لغة أهل العالية‬
‫بالشروط المذكورة في ما سواء كان اسمها معرفة‬
‫ن زيد قائمًا‪ ،‬وسمع من كلمهم إن أحد‬ ‫أو نكرة نحو‪ :‬إ ْ‬
‫خيرا من أحد إل بالعافية‪.‬‬
‫وأما لت فتعمل عمل ليس بشرط ان يكون اسمها‬
‫وخبرها بلفظ الحين وبأن يحذف اسمها أو خبرها؛‬
‫ن‬
‫حي َ‬
‫ت ِ‬‫والغالب حذف السم نحو‪ } :‬فََناد َْوا وََل َ‬
‫ص{ )‪ (3‬سورة ص؛ أي‪ :‬ليس الحين حين فرار‬ ‫مَنا ٍ‬ ‫َ‬
‫ن مناص" على ان الخبر‬ ‫وقرأ‪ ":‬فنادوا ولت حي ُ‬
‫محذوف‪ ،‬أي‪:‬ليس حين فرار حينا لهم‪.‬‬
‫فصل في أفعال المقاربة‬
‫وأما أفعال المقاربة فهي ثلثة أقسام‪ :‬ما وضع‬
‫ب؛ وما وضع‬ ‫للدللة على قرب الخبر وهو كاد وك ََر َ‬
‫على رجاء الخبر وهو عسى وحرى واخلولق؛ وما‬
‫وضع لدللة على الشروع وهو كثير نحو‪ :‬طفق وعلق‬
‫وأنشأ و أخذ وجعل‪ ،‬وهذه الفعال تعمل عمل كان؛‬
‫فترفع المبتدأ وتنصب الخبر؛ إل أن خبرها يجب ان‬
‫يكون فعل مضارعا مؤخرا ً عنها رافعا لضمير اسمها‬
‫غالبًا؛ ويجب اقترانه بأن إن كان الفعل حرى واخلولق‬
‫نحو‪ :‬حرى زيد أن يقوم؛ واخلولقت السماء أن تمطر؛‬
‫ويجب تجرده من أن بعد أفعال الشروع نحو‪} :‬‬
‫ة { )‪ (22‬سورة‬ ‫ق ال ْ َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫من وََر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ َ‬ ‫صَفا ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫فَقا ي َ ْ‬ ‫وَط َ ِ‬
‫العراف؛ والكثر في عسى وأوشك القتران بأن‬
‫ْ‬ ‫نحو‪ } :‬فَعسى الل ّ َ‬
‫ح { )‪ (52‬سورة‬ ‫ي ِبال َْفت ِْ‬‫ه أن ي َأت ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫المائدة؛وقله عليه الصلة والسلم‪":‬يوشك أن يقع‬
‫فيه"؛ والكثر في كاد وكرب تجرده من أمره نحو‪:‬‬
‫ن{ )‪ (71‬سورة البقرة؛‬ ‫دوا ْ ي َْفعَُلو َ‬ ‫ما َ‬
‫كا ُ‬ ‫ها وَ َ‬‫حو َ‬ ‫} فَذ َب َ ُ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند‬
‫غضوب‬
‫النوع الثاني من النواسخ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأما إن وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها‬
‫ن‬
‫ن وأ ّ‬ ‫وترفع الخبر ويسمى خبرها وهي ستة أحرف‪ :‬إ ّ‬
‫وهما لتوكيد النسبة ونفي الشك عنها نحو‪ :‬فإن الله‬
‫غفور رحيم؛ ذلك بأن الله هو الحق؛ وكأن للتشبيه‬
‫المؤكد نحو‪ :‬كأن زيدا أسد‪ ،‬لكن للستدراك نحو‪ :‬زيد‬
‫شجاع ولكنه بخيل‪ ،‬ليت للتمني نحو ليت الشباب‬
‫عائد‪ ،‬لعل للترجي نحو لعل زيدا ً قادم وللتوقع نحو‬
‫لعل عمَر هالك‪ ،‬ول يتقدم خبر هذه الحرف عليها ول‬
‫يتوسط بينها وبين اسمها إل إذا كان ظرفا ً أو جارا ً‬
‫كاًل { )‪ (12‬سورة‬ ‫ن ل َد َي َْنا َأن َ‬ ‫ومجرورا ً نحو‪} :‬إ ِ ّ‬
‫المزمل؛ إن في ذلك لعبرة؛ وتتعين إن المكسورة في‬
‫البتداء نحو إنا أنزلناه؛ وبعد أل التي يستفتح بها‬
‫ن أ َوْل َِياء الل ّهِ ل َ‬ ‫َ‬
‫الكلم نحو‪ :‬أل إن أولياء الله }أل إ ِ ّ‬
‫م { )‪ (62‬سورة يونس؛ وبعد حيث نحو‪:‬‬ ‫ف عَل َي ْهِ ْ‬ ‫خو ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫جلست حيث إن زيدا ً جالس؛ وبعد القسم نحو‪:‬‬
‫ن )‪ (2‬إِّنا َأنَزل َْناهُ )‪ {(3‬سورة‬ ‫مِبي ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫}َوال ْك َِتا ِ‬
‫ه{)‬ ‫ل إ ِّني عَب ْد ُ الل ّ ِ‬ ‫الدخان{ ؛ وبعد القول نحو ‪َ} :‬قا َ‬
‫‪ (30‬سورة مريم؛ وإذا دخلت اللم في خبرها نحو‪} :‬‬
‫ن‬
‫مَنافِِقي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫شهَد ُ إ ِ ّ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه َوالل ّ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ك ل ََر ُ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫ن{ )‪ (1‬سورة المنافقون؛ وتتعين أن المفتوحة‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫لَ َ‬
‫م أ َّنا َأنَزل َْنا { )‬ ‫م ي َك ِْفهِ ْ‬
‫َ‬
‫إذا حلت محل الفاعل نحو‪} :‬أوَل َ ْ‬
‫‪ (51‬سورة العنكبوت؛أو محل المفعول نحو‪ } :‬وَل َ‬
‫ه { )‪ (81‬سورة النعام؛أو‬ ‫شَرك ُْتم ِبالل ّ ِ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫خاُفو َ‬
‫ن أن ّك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫شع َ ً‬
‫خا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ك ت ََرى اْلْر َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫محل المبتدا نحو‪} :‬وَ ِ‬
‫{ )‪ (39‬سورة فصلت؛ أو دخل عليها حرف الجر نحو‪:‬‬
‫}ذ َل َ َ‬
‫ق { )‪ (6‬سورة الحـج؛ ويجوز‬ ‫ح ّ‬ ‫ه هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ك ب ِأ ّ‬ ‫ِ‬
‫سوًءا‬ ‫م ُ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م َ‬ ‫من عَ ِ‬ ‫المران بعد فاء الجزاء نحو ‪َ } :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ )‬ ‫حي ٌ‬ ‫ه غَُفوٌر ّر ِ‬ ‫ح فَأن ّ ُ‬ ‫صل َ َ‬‫من ب َعْدِهِ وَأ ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫م َتا َ‬ ‫جَهال َةٍ ث ُ ّ‬ ‫بِ َ‬
‫‪ (54‬سورة النعام؛ وبعد إذا الفجائية نحو‪ :‬خرجت‬
‫ن زيدا ً قائم؛ وكذلك إذا وقعت موقع التعليل‬ ‫َ‬
‫فإذا أ ّ‬
‫م{ )‪ (28‬سورة‬ ‫حي ُ‬ ‫ه هُوَ ال ْب َّر الّر ِ‬ ‫عوهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫نحو‪ } :‬ن َد ْ ُ‬
‫الطور؛ ولبيك أن الحمد والنعمة لك‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وتدخل لم البتداء بعد إن المكسورة على أربعة‬
‫أشياء‪ :‬على خبرها بشرط كونه مؤخرا ً مثبتا ً نحو‪} :‬‬
‫م{ )‪(167‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ه ل َغَُفوٌر ّر ِ‬ ‫ب َوإ ِن ّ ُ‬ ‫ريعُ ال ْعَِقا ِ‬ ‫س ِ‬‫ك لَ َ‬‫ن َرب ّ َ‬
‫إِ ّ‬
‫سورة العراف؛ وعلى اسمها بشرط أن يتأخر عن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صاِر{ )‪(13‬‬ ‫ك ل َعِب َْرةً ّلوِْلي الب ْ َ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫الخبر نحو‪ } :‬إِ ّ‬
‫ذا‬ ‫ن هَ َ‬ ‫سورة آل عمران؛ وعلى ضمير الفصل نحو‪} :‬إ ِ ّ‬
‫حقّ { )‪ (62‬سورة آل عمران؛ وعلى‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ل َهُوَ ال َْق َ‬
‫معمول الخبر بشرط تقدمه على الخبر نحو‪ :‬إن زيدا ً‬
‫لعمر ضارب؛ وتنفصل ما الزائدة بهذه الحرف فيبطل‬
‫حد ٌ { )‪ (171‬سورة‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ه إ ِل َ ٌ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫عملها نحو‪ } :‬إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫حد ٌ { )‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫م إ ِل َ ٌ‬‫ما إ ِل َهُك ُ ْ‬ ‫ي أن ّ َ‬ ‫حى إ ِل َ ّ‬ ‫ما ُيو َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫النساء؛ }قُ ْ‬
‫‪ (108‬سورة النبياء؛ كأنما زيد قائم؛ ولكنما ‪ ،‬ولعلما‬
‫زيد قائم؛ إل ليت فيجوز فيها العمال والهمال نحو‪:‬‬
‫ليتما زيد قائم بنصب زيد ورفعه‪.‬‬
‫وتخفف إن المكسورة فيكثر إهمالها نحو‪ِ} :‬إن ك ُ ّ‬
‫ل‬
‫ظ{ )‪ (4‬سورة الطارق؛ ويقل‬ ‫حافِ ٌ‬ ‫ما عَل َي َْها َ‬ ‫س لّ ّ‬‫ن َْف ٍ‬
‫م { )‪ (111‬سورة‬ ‫ما ل َي ُوَفّي َن ّهُ ْ‬ ‫ن ك ُل ّ ل ّ ّ‬ ‫إعمالها نحو‪َ} :‬وإِ ّ‬
‫هود؛ في قراءة من خفف إن ولما في اليتين وتلزم‬
‫واللم في خبرها إذا أهملت؛ وإن خففت المفتوحة‬
‫بقي إعمالها ولكن يجب ان يكون اسمها ضمير‬
‫الشأن وان يكون محذوفًا؛ ويجب أن يكون خبرها‬
‫ن { )‪ (20‬سورة المزمل‪،‬‬ ‫سي َ ُ‬ ‫جملة نحو‪ } :‬عَل ِ َ‬
‫كو ُ‬ ‫م أن َ‬ ‫َ‬
‫وإذا خففت كأن بقي إعمالها ويجوز حذف اسمها‬
‫وذكره كقوله‪:‬‬
‫كأن ظبية تعطو إلى‬ ‫] ويوم توافينا بوجه مقسم[‬
‫وارق السلم‬
‫وإن خففت لكن وجب إهمالها‪.‬‬
‫مل إن‬ ‫فصل في الكلم على ل العاملة ع َ‬
‫وأما ل التي لنفي الجنس فهي التي يراد بها نفي‬
‫جميع الجنس على سبيل التنصيص وتعمل عمل إن‬
‫فتنصب السم وترفع الخبر بشرط أن يكون اسمها‬
‫وخبرها نكرتين ؛ فإن كان اسمها مضافا ً أو مشبها ً‬
‫بالمضاف فهو معرب منصوب نحو‪ :‬ل صاحب علم‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ممقوت؛ ول طالعا جبل حاضر؛ والمشبه بالمضاف‬
‫هو ما اتصل به شيء من تمام معناه؛ وإن كان اسمها‬
‫مفردا ً بني على ما ينصب به لو كان معربا ونعني‬
‫بالمفرد هنا وفي باب النداء ما ليس مضافا ً ول شبيها‬
‫بالمضاف؛ وإن كان مفردا ً أو جمع تكسير بني على‬
‫الفتح نحو‪ :‬ل رجل حاضر‪ ،‬و ول رجال حاضرون وغن‬
‫كان مثنى أو جمع مذكر سالما ً بني على الياء نحو‪ :‬ل‬
‫رجلين في الدار‪ ،‬و ل قائمين في السوق‪ ،‬وإن كان‬
‫ت‬‫جمع مؤنث سالما بني على الكسرة نحو‪ :‬ل مسلما ِ‬
‫حاضرات وقد يبنى على الفتح؛ وإذا تكررت ل نحو ‪ :‬ل‬
‫حول ول قوة جاز في النكرة الولى الفتح والرفع‬
‫فغن فتحتها جاز في الثانية ثلثة أوجه الفتح والنصب‬
‫والرفع؛ وإن رفعت الولى جاز لك في الثانية وجهان‬
‫الرفع والفتح؛ وإن عطفت ولم تكرر وجب فتح النكرة‬
‫الولى وجاز في الثانية الرفع والنصب نحو‪ :‬ل حول‬
‫ول قوة‪.‬‬
‫وإن نعت اسم ل مفردا ً بنعت مفرد لم يفصل بين‬
‫النعت والمنعوت فاصل نحو‪ :‬ل رجل ظريف جالس‪،‬‬
‫جاز في النعت الفتح والنصب والرفع‪ ،‬فإن فصل أو‬
‫كان النعت غير مفرد جاز الرفع والنصب فقط نحو‪ :‬ل‬
‫ف وظريفا ً ‪ ،‬ول رجل طالعا وطلع‬ ‫رجل جالس ظري ٌ‬
‫جبل حاضر؛ وإذا جهل خبر ل وجب ذكره كما مثلنا‬
‫وكقوله عليه الصلة السلم" ل أحد َ أغيُر من الله"؛‬
‫وإذا علم فالكثر حذفه نحو‪ :‬فل فوت؛أي‪ :‬لهم‪ ،‬ول‬
‫ضير؛ أي‪ :‬علينا؛ ونحو ل حول ول قوة أي لنا؛ فإن‬
‫دخلت ل على معرفة أو فصل بينها وبين اسمها وجب‬
‫إهمالها ورفع ما بعدها على أنه مبتدأ وخبرن ووجب‬
‫تكرارها نحو ل زيد في الدار ول عمرو‪ ،‬ول في الدار‬
‫رجل و ل امرأة‬

‫النوع الثالث من النواسخ‬


‫وأما ظن وأخواتها فغنها تدخل بعد استيفاء فاعلها‬
‫على المبتدأ والخبر فتنصبهما على أنهما مفعولن لها‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وهي نوعان‪ :‬احدهما‪ :‬أفعال القلوب وهي‪ :‬ظننت‬
‫وحسبت و وخلت ورأيت وعلمت وزعمت ووجدت‬
‫ب ووجدت وألفيت ودريت وتعلم‬ ‫وحجوت وعددت وه ّ‬
‫بمعنى أعلم نحو‪ :‬ظننت زدا ً قائمًا؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫] رياحا وإذا ما‬ ‫حسبت التقى والجود خير تجارة‬
‫المرء أصبح ثاقل[‬
‫ه‬
‫م ي ََروْن َ ُ‬
‫وخلت عمراص شاخصاص؛ وقوله تعالى‪} :‬إ ِن ّهُ ْ‬
‫ريًبا )‪ {(7‬سورة المعارج؛ وقول‬ ‫دا )‪ (6‬وَن ََراهُ قَ ِ‬ ‫ب َِعي ً‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫] إنما الشيخ من يدب‬ ‫زعمتني شيخا ً ولست بشيخ‬
‫دبيبًا[‬
‫عَباد ُ‬‫م ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ال ّ ِ‬
‫مَلئ ِك َ َ‬‫جعَُلوا ال ْ َ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن إ َِناًثا { )‪ (19‬سورة الزخرف؛ وقول الشاعر‪:‬‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫] حتى ألمت بنا‬ ‫وقد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقه‬
‫يوم ملمات[‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫]ولكنما‬ ‫فل تعدد المولى شريكك في الغنى‬
‫المولى شريكك في العدم[‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ً‬
‫وإل فهبني امرأ هالكا َ‬ ‫]فقلت أجرني أبا خالد[‬
‫خي ًْرا { )‪(20‬‬ ‫عند َ الل ّهِ هُوَ َ‬ ‫دوهُ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫وقوله تعالى‪ } :‬ت َ ِ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(69‬‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫وا آَباءهُ ْ‬ ‫م أل َْف ْ‬ ‫سورة المزمل؛ }إ ِن ّهُ ْ‬
‫سورة الصافات؛‬
‫وقولك‪ :‬دريت زيدا ً قائمًا؛ وقول الشاعر‬
‫] فبالغ بلطف في‬ ‫تعلم شفاء النفس قهر عدوها‬
‫التحيل والمكر[‬
‫وإذا كنت ظن بمعنى اتهم‪ ،‬ورأى بمعنى أبصر‪ ،‬وعلم‬
‫بمعنى عرف؛ لم تتعدد إل إلى مفعول واحد نحو‪:‬‬
‫ظننت زيدًا؛ بمعنى اتهمته؛ ورأيت زيدا ً بمعنى‬
‫ة بمعنى عرفتها‪.‬‬ ‫أبصرته؛ وعلمت المسأل َ‬
‫والنوع الثاني أفعال التصيير نحو‪:‬جعل و رد و اتخذ و‬
‫جعَل َْناهُ هََباء‬ ‫وصير و وهب؛ قال الله تعالى‪ } :‬فَ َ‬
‫من ب َعْدِ‬ ‫كم ّ‬ ‫دون َ ُ‬‫منُثوًرا{ )‪ (23‬سورة الفرقان؛ } ل َوْ ي َُر ّ‬ ‫ّ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خذ َ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م ك ُّفارا ً { )‪ (109‬سورة البقرة؛ } َوات ّ َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬‫ِإي َ‬
‫خِليل ً{ )‪ (125‬سورة النساء؛ ونحو‪ :‬صيرت‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫الطين خزفًا؛ وقالوا‪ :‬وهبني الله فداك‪ ،‬واعلم أن‬
‫لفعال هذا الباب ثلثة أحكام‪ :‬الول‪ :‬العمال وهو‬
‫الصل وهو واقع في الجميع؛ الثاني‪ :‬اللغاء وهو‬
‫إبطال العمل لفظا ً ومحمل ً لضعف العامل بتوسطه أو‬
‫تأخره نحو‪ :‬زيد ظننت قائم؛ وزيد قائم ظننت؛ وهو‬
‫جائز ل واجب‪ ،‬وإلغاء المتأخر أقوى من إعماله‬
‫والمتوسط بالعكس؛ ول يجوز إلغاء العامل المتقدم‬
‫نحو ظننت زيدا ً قائما ً خلفا ً للكوفيين؛ والثالث‪:‬‬
‫التعليق وهو إبطال العمل لفظا ً ل محمل بمجيء ما‬
‫له صدر الكلم بعده وهو لم البتداء نحو‪ :‬ظننت َلزيد‬
‫ما هَؤَُلء‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫م؛ وما النافية نحو‪ } :‬ل ََقد ْ عَل ِ ْ‬ ‫قائ ٌ‬
‫ن{ )‪ (65‬سورة النبياء؛ ول النافية نحو‪ :‬علمت‬ ‫َينط ُِقو َ‬
‫ل زيد قائم ول عمرو؛ وإن النافية نحو‪ :‬علمت والله‬
‫م ؛ وهمزة الستفهام نحو‪ :‬علمت أزيد قائم‬ ‫ن زيد ٌ قائ ٌ‬ ‫إ ْ‬
‫أم عمرو؟ وكون أحد المفعولين اسم استفهام نحو‪:‬‬
‫علمت أيهم أبوك؟ فالتعليق واجب إذا وجد شيء من‬
‫هذه و ل يدخل التعليق ول اللغاء في شيء من‬
‫أفعال التصيير ول في فعل قلبي جامد وهو اثنان‪ :‬هب‬
‫وتعلم؛ فإنهما ملزمان صيغة المر وما عداهما من‬
‫أفعال الباب يتصرف يأتي منه المضارع والمر‬
‫ب من أفعال التصيير فإنه ملزم لصيغة‬ ‫وغيرهما إل ه ّ‬
‫الماضي؛ ولتصارفهن ما لهن مما تقدم من الحكام؛‬
‫وتقدمت بعض أمثلة ذلك‪ ،‬ويجوز حذف المفعولين أو‬
‫َ‬
‫م‬
‫كنت ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫أحدهما لدليل نحو‪ } :‬أي ْ َ‬
‫ن{ )‪ (62‬سورة القصص؛ لي‪ :‬تزعمون‬ ‫مو َ‬ ‫ت َْزعُ ُ‬
‫شركائي؛ وإذا قيل لك من ظننت قائمًا؟ فيقول‪:‬‬
‫ظننت زيدًا‪ ،‬أي‪ :‬ظننت زيدا ً قائمًا‪.‬‬
‫وعد صاحب الجرومية من هذه الفعال ؛" سمعت "‬
‫تبعا ً للخفش و من وافقه‪ ،‬ولبد أن يكون مفعولها‬
‫الثاني جملة مما يسمع نحو‪ :‬سمعت زيدا ً يقول كذا؛‬
‫م { )‪ (60‬سورة‬ ‫معَْنا فًَتى ي َذ ْك ُُرهُ ْ‬ ‫س ِ‬
‫وقوله تعالى‪َ } :‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النبياء؛ ومذهب الجمهور أنها فعل متعد إلى واجد؛‬
‫فغن كان معرفة فالجملة التي بعده حال؛ وإن كان‬
‫نكرة كما في الية فالجملة صفة والله أعلم‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫باب المنصوبات‬
‫المنصوبات خمسة عشر وهي‪ :‬المفعول به‪ ،‬ومنه ‪،‬‬
‫والمنادى كما سيأتي بيانه‪،‬ـ والمصدر ويسمى‬
‫المفعول المطلق‪ ،‬وظرف الزمان ‪ ،‬وظرف المكان‬
‫يسمى مفعول فيه‪ ،‬والمفعول لجله‪ ،‬والمفعول معه‪،‬‬
‫والمشبه بالمفعول به‪ ،‬والحال‪ ،‬والتمييز‪ ،‬وخبر كان‬
‫وأخواتها‪ ،‬وخبر الحروف المشبهة بليس‪ ،‬وخبر أفعال‬
‫المقاربة‪ ،‬واسم إن وأخواتها‪ ،‬واسم ل التي لنفي‬
‫الجنس‪ ،‬والتابع للموصول وهو أربعة أشياٍء كما تقدم‪.‬‬
‫باب المفعول به‬
‫المفعول به هو السم الذي يقع عليه الفعل نحو‪:‬‬
‫ضربت زيدًا‪ ،‬وركبت الفرس؛ واتقوا الله؛ يقيمون‬
‫الصلة؛ وهو على قسمين‪ :‬ظاهر ومضمر‪ ،‬فالظاهر‬
‫ما تقدم ذكره‪ ،‬والمضمر قسمان متصل نحو أكرمني‬
‫وأخوته‪ ،‬ومنفصل نخو‪ :‬إياي وإخوته‪،‬وقد تقدم ذلك‬
‫في فصل المضمر‪ ،‬والصل في أن يتأخر عن الفاعل‬
‫نحو ‪ :‬و ورث سليمان داوود‪،‬وقد يتقدم على الفاعل‬
‫جوازا ً نحو‪ :‬ضرب سعدى موسى‪ ،‬و وجوبا ً نحو‪ :‬زان‬
‫الشجرة نوره‪ ،‬وقد يتقدم على الفعل والفاعل ومنه‬
‫ما اضمر عامله جوازا ً نحو‪ :‬قالوا خيرا ً و وجوبا ً في‬
‫مواضع منها باب الشتغال وحقيقته أن يتقدم اسم‬
‫ويتأخر عنه فعل أو وصف مشتغل بالعمل في ضمير‬
‫السم السابق أو في ملبسه عن العمل في السم‬
‫السابق نحو ‪ :‬زيدا ً اضربه‪ ،‬و زيدا أنا ضاربه الن أو‬
‫ن‬
‫سا ٍ‬ ‫غدًا‪ ،‬وزيدا ً ضربت غلمه‪ ،‬وقوله تعالى‪} :‬وَك ُ ّ‬
‫ل ِإن َ‬
‫مَناهُ َ‬ ‫َ‬
‫طآئ َِرهُ ِفي عُن ُِقهِ { )‪ (13‬سورة السراء؛‬ ‫أل َْز ْ‬
‫فالنصب في ذلك كله بمحذوف وجوبا ً يفسره ما بعده‬
‫والتقدير ‪ :‬اضر زيدا ً اضربه؛ أنا ضارب زيدا ً أنا ضاربه‪،‬‬
‫أهنت زيدا ً ضربت غلمه‪ ،‬وألزمنا كل إنسان ألزمناه‪.‬‬
‫فصل في المنادى‬
‫ومنها المنادى نحو‪ :‬يا عبد َ الله‪ ،‬فإن أصله أدعو عبد‬
‫الله‪ ،‬فحذف الفعل وأنيب "يا" عنه‪ ،‬والمنادى خمسة‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنواع‪:‬المفرد العلم‪ ،‬والنكرة المقصودة‪ ،‬والنكرة غير‬
‫المقصودة‪ ،‬والمضاف‪ ،‬والمشبه بالمضاف‪.‬‬
‫فأما المفرد العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على ما‬
‫يرفعان به في حالة العراب‪ ،‬فيبنيان علل الضم إن‬
‫ل‪ ،‬أجمع تكسير نحو‪:‬‬ ‫كانا مفردين نحو‪ :‬يا زيد ُ‪ ،‬يا رج ُ‬
‫ل‪ ،‬أو جمع مؤنث سالم نحو‪ :‬يا‬ ‫يا زيود ُ يا رجا ُ‬
‫ت‪ ،‬أو مركبا مزجيا يا معد ُ يكرب‪ ،‬ويبنيان على‬ ‫مسلما ُ‬
‫اللف في التثنية نحو‪ :‬يا زيدان‪ ،‬ويا رجلن ‪ ،‬وعلى‬
‫الواو في الجمع نحو‪ :‬يا زيدون‪.‬‬
‫والثلثة الباقية منصوبة ل غير‪ ،‬وهي النكرة غير‬
‫المقصودة‪ ،‬كقول العمى‪ :‬يا رجل ً خذ بيدي‪،‬‬
‫والمضاف نحو يا عبد َ الله‪ ،‬والمشبه بالمضاف نحو‪ :‬يا‬
‫ل‪ ،‬ورحيما ً بالعباد‪ ،‬وتقدم‬
‫حسنا ً وجهه‪ ،‬ويا طالعا ً جب ً‬
‫في باب ل التي لنفي الجنس بيان المشبه بالمضاف‪،‬‬
‫وبيان المراد بالمفرد في هذا الباب والله أعلم‪.‬‬
‫فصل في بيان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم‬
‫إذا كان المنادى مضافا ً إلى ياء المتكلم جاز فيه ست‬
‫لغات‪ :‬إحداها‪ :‬حذف الياء والجتزاء بالكسرة نحو‪ :‬يا‬
‫عبادِ‪ ،‬ويا قوم ِ وهي الكثر‪ ،‬والثانية‪ :‬إثبات الياء ساكنة‬
‫نحو‪ :‬يا عبادي‪ ،‬والثالثة‪ :‬إثبات الياء مفتوحة نحو‪ :‬يا‬
‫ي الذين أسرفوا‪ ،‬والرابعة‪ :‬قلب الكسرة فتحة‬ ‫عباد َ‬
‫وقلب الياء ألفا ً نحو‪ :‬يا حسرتا على ما فرطت ؛‬
‫والخامسة‪ :‬حذف اللف والجتزاء بالفتحة نحوك يا‬
‫م؛ والسادسة‪ :‬حذف اللف وضم الحرف الذي كان‬ ‫غل َ‬
‫مكسورا ً كقول بعضهم يا أم ل تفعلي بضم الميم‬
‫ب السجن؛ بضم الباء وهي ضعيفة‪ ،‬فإن كان‬ ‫وقرئ‪ :‬ر ُ‬
‫المنادى مضاف أبا أو أما جاز فيه مع هذه اللغات أبع‬
‫لغات أخر إحداها‪ :‬إبدال الياء تاء مكسورة‪ ،‬نحو يا‬
‫أبت ويا أمت و بها قرأ السبعة غير ابن عامر وفي‪ :‬يا‬
‫أبت‪ ،‬الثانية‪ :‬فتح التاء و بها قرأ ابن عامر‪ ،‬والثالثة‪ :‬يا‬
‫أبتا بالتاء واللف وبهما قرئ شاذًان الرابعة‪ :‬يا أبتي‬
‫بالياء‪ ،‬وإذا كانت المنادى مضافا ً إلى مضاف إلى‬
‫الياء مثل‪ :‬يا غلم غلمي لم يجز فيه إل إثبات الياء‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مفتوحة ساكنة‪ ،‬إل إذا كان ان عم أو ان أم فيجوز‬
‫فيها أربع لغات‪ :‬حذف الياء مع كسر الميم‪ ،‬وفتحها و‬
‫ل يا اب ُ‬
‫م{)‬ ‫نأ ّ‬ ‫بها قرئ السبعة في قوله تعالى‪َ} :‬قا َ َ ْ َ‬
‫‪ (94‬سورة طـه؛ وإثبات الياء كقول الشاعر‪:‬‬
‫] أنت خلفتني لدهر‬ ‫يا ابن أمي ويا شقيق نفسي‬
‫شديد[‬
‫وقلب الياء ألفا ً كقوله‪:‬‬
‫يا ابنة عما ل تلومي واهجعي ] فليس يخلو منك‬
‫يوما مضجعي[‬
‫باب المفعول المطلق‬
‫المفعول المطلق‬
‫وهو المصدر الفضلة المؤكدة لعامله أو المبين لنوعه‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫أو عدده؛ فالمؤكد لعامله نحو‪ } :‬وَك َل ّ َ‬
‫ما{ )‪ (164‬سورة النساء‪ ،‬وقولك ضربت ضربًا‪،‬‬ ‫ت َك ِْلي ً‬
‫َ‬
‫ز‬
‫زي ٍ‬ ‫خذ َ عَ ِ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫والمبين لنوع عامله نحو‪ } :‬فَأ َ‬
‫خذ َْناهُ ْ‬
‫مْقت َدٍِر{ )‪ (42‬سورة القمر‪ ،‬وقولك ضربت زيدا ً‬ ‫ّ‬
‫ةّ‬ ‫ّ‬
‫ب المير‪ ،‬والمبين لعدد عامله نحو‪ } :‬فَد ُكَتا د َك ً‬ ‫ضر َ‬
‫حد َةً{ )‪ (14‬سورة الحاقة؛ وقولك ضربت زيدا‬ ‫َوا ِ‬
‫ضربتين‪ ،‬وهو قسمان لفظي ومعنوي فإن وافق لفظ‬
‫فعله فهو لفظي كما تقدم‪ ،‬وإن وافق معنى فعله فهو‬
‫معنوي نحو جلست قعودًا‪ ،‬وقمت وقوفًا‪ ،‬والمصدر‬
‫هو اسم الحدث الصادر من الفعل وتقريبه أن يقال‬
‫هو الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل نحو‪ :‬ضرب‬
‫يضرب ضربًا‪ ،‬وقد تنصب أشياء على المفعول‬
‫المطلق وإن لم تكن مصدرًا؛ وذلك على سبيل النيابة‬
‫عن المصدر نحو‪:‬كل وبعض مضافين إلى المصدر‬
‫ل { )‪ (129‬سورة النساء؛‬ ‫مي ْ ِ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫ميُلوا ْ ك ُ ّ‬
‫نحو‪ } :‬فَل َ ت َ ِ‬
‫َ‬
‫ل{ )‪ (44‬سورة الحاقة؛‬ ‫ض اْلَقاِوي ِ‬ ‫ل عَل َي َْنا ب َعْ َ‬ ‫}وَل َوْ ت ََقوّ َ‬
‫جل ْد َةً { )‪ (4‬سورة‬ ‫ن َ‬‫ماِني َ‬‫م ثَ َ‬‫دوهُ ْ‬ ‫وكالعدد نحو‪َ } :‬فا ْ‬
‫جل ِ ُ‬
‫النــور؛ فثمانين مفعول مطلق وجلدة تمييز‪ ،‬وكأسماء‬
‫اللت نحو‪ :‬ضربته سوطا ً أو عصا ً أو مقرع ً‬
‫ة‪.‬‬
‫باب المفعول من أجله‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويسمى المفعول لجله والمفعول له وهو السم‬
‫المنصوب الذي يذكر بيانا ً لسبب وقوع الفعل نحو‪:‬‬
‫قام زيد إجلل لعمرو‪ ،‬وقصدتك ابتغاء معروفك‪،‬‬
‫ويشترك كونه مصدرا واتحاد زمنه وزمان عامله‬
‫واتحاد فاعلهما كما تقدم في المثالين‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ق { )‪ (31‬سورة‬ ‫ٍ‬ ‫مل‬
‫ة إِ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫شي َ َ‬ ‫م َ‬‫}وَل َ ت َْقت ُُلوا ْ أْولد َك ُ ْ‬
‫السراء؛ وقوله‪ } :‬ال ّذين ينفُقو َ‬
‫وال َهُ ُ‬
‫م اب ْت َِغاء‬ ‫م َ‬‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫ِ َ ُ ِ‬
‫ت { )‪ (265‬سورة البقرة؛ ول يجوز ‪ :‬تأهب‬ ‫ضا ِ‬ ‫مْر َ‬‫َ‬
‫السفر‪ ،‬لعدم اتحاد الزمان‪ ،‬ول جئتك محبتك إياي‬
‫لعدم اتحاد الفاعل بل يجب جره باللم تقول‪ :‬تأهبت‬
‫للسفر ‪ ،‬وجئتك لمحبتك إياي‪.‬‬
‫باب المفعول معه‬
‫المفعول معه‪ :‬هو السم المنصوب الذي يذكر بعد واو‬
‫بمعنى مع لبيان من فعل معه الفعل مسبوقا ً بجملة‬
‫فيها فعل أو اسم فيه معنى الفعل وحروفه نحو‪ :‬جاء‬
‫المير والجيش‪ ،‬واستوى الماء والخشبة‪ ،‬وأنا سائر‬
‫والنيل‪ ،‬وقد يجب النصب على المفعولية نحو المثالين‬
‫الخيرين ونحو‪ :‬ل تنه عن القبيح وإتياَنه‪ ،‬ومات زيد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مُعوا ْ أ ْ‬
‫مَرك ُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫وطلوعَ الشمس‪ ،‬وقوله تعالى‪ } :‬فَأ ْ‬
‫م { )‪ (71‬سورة يونس؛ وقد يترجح على‬ ‫كاءك ُ ْ‬
‫شَر َ‬ ‫وَ ُ‬
‫العطف نحو ‪ :‬قمت وزيدًا‪ ،‬وقد يترجح العطف عليه‬
‫نحو‪ :‬المثال الول ونحو‪ :‬جاء زيد وعمرو فالعطف‬
‫فيهما وفيما أشبههما أرجح‪ ،‬لنه الصل‪.‬‬
‫باب الحال‬
‫الحال هو السم المنصوب المفسر لما انبهم من‬
‫الهيئات إما من الفاعل نحو‪ :‬جاء زيد راكبًا‪ ،‬وقوله‬
‫خائ ًِفا { )‪ (21‬سورة القصص؛‬ ‫من َْها َ‬
‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫ومن المفعول نحو‪ :‬ركبت الفرس مسرجًان وقوله‬
‫سول ً { )‪ (79‬سورة‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬
‫س َر ُ‬‫ك ِللّنا ِ‬ ‫تعالى‪ } :‬وَأْر َ‬
‫النساء‪ ،‬ومنها نحو‪ :‬لقيت عبد الله راكبين؛ ول يكون‬
‫الحال إل نكرةً فإن وقع بلفظ المعرفة أ ُّول بنكرة‬
‫حده‪ ،‬أي منفردًا‪ ،‬والغالب كونه مشتقًا‪،‬‬ ‫نحو‪ :‬جاء زيد و َ‬
‫وقد يقع جامدا ً مؤول بمشتق نحو‪ :‬بدت الجارية قمراً‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دا بيد أي متقابضين؛ وادخلوا رجل َ‬ ‫أي‪ :‬مضيئة؛ بعته ي ً‬
‫رجل ً‪ ،‬أي مترتبين ول يكون إل بعد تمام الكلم أي‪:‬‬
‫بعد جملة تامة بمعنى أنه ليس أحد جزأي الجملة‬
‫وليس المراد أن يكون الكلم مستغنيا ً عنها بدليل‬
‫َ‬
‫حا { )‪(37‬‬ ‫مَر ً‬‫ض َ‬ ‫ش ِفي الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَل َ ت َ ْ‬
‫سورة السراء؛ ول يكون صاحب الحال إل معرفة كما‬
‫تقدم في المثلة نحو‪ :‬في الدار جالسا ً رجلن‪ ،‬وقوله‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(10‬‬ ‫سائ ِِلي َ‬ ‫واء ّلل ّ‬ ‫س َ‬ ‫تعالى ‪ِ } :‬في أْرب َعَةِ أّيام ٍ َ‬
‫من قَْري َةٍ إ ِّل‬ ‫َ‬
‫ما أهْل َك َْنا ِ‬ ‫سورة فصلت‪ ،‬وقوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ )‪ (208‬سورة الشعراء؛ وقراءة بعضهم‪:‬‬ ‫منذُِرو َ‬ ‫ل ََها ُ‬
‫ق { )‪(89‬‬ ‫صد ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عندِ الل ّهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ّ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫جاءهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫}وَل َ ّ‬
‫سورة البقرة مصدقا ً بالنصب؛ ويقع الحال ظرفا ً نحو‪:‬‬
‫رأيت الهلل بين السحاب‪ ،‬وجار ومجرور نحو‪:‬‬
‫ه { )‪ (79‬سورة القصص؛‬ ‫مهِ ِفي ِزين َت ِ ِ‬ ‫ج عََلى قَوْ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫}فَ َ‬
‫ويتعلقان بمستقر أو استقر محذوفين وجوبًا؛ ويقع‬
‫َ‬
‫م ت ََر‬‫جملة خبرية مرتبطة بالواو والضمير نحو‪} :‬أل َ ْ‬
‫ف { )‪(243‬‬ ‫م أ ُُلو ٌ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫من دَِيارِهِ ْ‬ ‫جوا ْ ِ‬ ‫خَر ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ض عَد ُوّ { )‪(36‬‬ ‫ٍ‬ ‫م ل ِب َعْ‬ ‫طوا ْ ب َعْ ُ‬
‫ضك ُ ْ‬ ‫سورة البقرة؛ } اهْب ِ ُ‬
‫سورة البقرة؛ أو بالواو نحو‪َ} :‬قاُلوا ْ ل َئ ِ َ‬
‫ب‬ ‫ه الذ ّئ ْ ُ‬ ‫ن أك َل َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ة { )‪ (14‬سورة يوسف‪.‬‬ ‫صب َ ٌ‬
‫ن عُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫باب التمييز‬
‫هو السم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات أو‬
‫النسب؛ والذات المبهة أربعة أنواع‪:‬‬
‫إحداها‪ :‬العدد نحو‪ :‬اشتريت عشرين غلمًا‪ ،‬وملكت‬
‫تسعين نعجة؛‬
‫والثاني‪ :‬المقدار كقولك‪ :‬اشتريت قفيزا ً برا ً ومنا ً‬
‫وسمنا ً وشبرا ً أرضا؛‬
‫والثالث‪ :‬شبه المقدار نحو مثقال ذرة خيرَا؛ فخيرا ً‬
‫تمييز لمثقال ذرة؛‬
‫والرابع‪ :‬ما كان فرعا ً للتمييز نحو‪ :‬هذا خاتم حديدًا‪،‬‬
‫وباب ساجا ً ‪ ،‬وجبة خزًا‪.‬‬
‫والمبين إبهام النسبة إما محول عن الفاعل نحو‪:‬‬
‫تصبب زيد عرقًا‪،‬وتفقأ بكر شحمًا‪ ،‬وطاب محمد‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شي ًْبا { )‪ (4‬سورة‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫نفسا ً‪َ } ،‬وا ْ‬
‫شت َعَ َ‬
‫ل الّرأ ُ‬
‫َ‬
‫جْرَنا اْلْر َ‬
‫ض‬ ‫مريم‪.‬وإما محول عن المفعول نحو‪} :‬وَفَ ّ‬
‫عُُيوًنا { )‪ (12‬سورة القمر؛ أو من غيرهما نحو‪ } :‬أ ََنا‬
‫ماًل { )‪ (34‬سورة الكهف؛ وزيد أكرم منك‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫من َ‬‫أك ْث َُر ِ‬
‫أبًا؛ و أجمل منك وجهًا‪ ،‬أو غير محول نحو‪ :‬امتل الناء‬
‫ماًء؛ ولله ذره فارسًا؛ ول يكون التمييز إل نكرة؛ ول‬
‫يكون إل بعد تمام الكلم بالمعنى المتقدم في الحال‪.‬‬
‫والناصب لتمييز الذات المبهمة تلك الذات ولتمييز‬
‫النسبة الفعل المسند؛ ول يتقدم التمييز على عامله‬
‫مطلقا ً والله أعلم‪.‬‬
‫باب المستثنى‬
‫وأدوات الستثناء ثمانية‪ :‬حرف باتفاق وهو إل‬
‫واسمان باتفاق وهما غير وسوى بلغاتها‪ ،‬فإنه يقال‬
‫فيها سوى كرضى و سوى كهدى و سواء كسماء‬
‫وسواء كبناء؛ و فعلن باتفاق وهما ليس ول يكون ؛‬
‫ومتردد بين الفعلية والحرفية وه خل عدا وحاشا‪،‬‬
‫حشى‪.‬‬ ‫ويقال فيها حاش‪ ،‬و َ‬
‫فالمستثنى بإل ينصب إذا كان الكلم تاما ً موجبًا‪،‬‬
‫والتام هو ما ذكر فيه المستثنى منه والموجب هو‪:‬‬
‫الذي لم يتقدم عليه نفي ول شبهه نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫لن وكقولك قام القوم إل زيدا َ‬ ‫فشربوا منه إل قلي ً‬
‫وخرج الناس إل عمرًا‪ ،‬وسواء كان الستثناء متصل‬
‫كما مثلنا‪ ،‬أو منقطعا ً نحو‪ :‬قام القوم إل حمارا ً وإن‬
‫كان الكلم تاما ً غير موجب جاز في المستثنى البدل‬
‫والنصب على الستثناء‪ ،‬والرجح في المتصل البدل‪،‬‬
‫أي المستثنى بدل من المستثنى منه فيتبعه في‬
‫م{‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ّ‬ ‫ما فَعَُلوهُ إ ِل ّ قَِلي ٌ‬ ‫إعرابه نحو قوله تعالى‪ّ } :‬‬
‫)‪ (66‬سورة النساء؛ والمراد بشبه النفي النهي نحو‪:‬‬
‫ك { )‪ (81‬سورة‬ ‫مَرأ َت َ َ‬
‫حد ٌ إ ِل ّ ا ْ‬
‫} ول َ يل ْتفت منك ُ َ‬
‫مأ َ‬ ‫َ َ َِ ْ ِ ْ‬
‫ه‬
‫مةِ َرب ّ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫من ّر ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫من ي َْقن َ ُ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫هود‪ ،‬والستفهام نحو‪َ} :‬قا َ‬
‫ن{ )‪ (56‬سورة الحجر‬ ‫ضآّلو َ‬
‫إ ِل ّ ال ّ‬
‫والنصب في المستثنى المتصل عربي جيد‪ ،‬وقرئ به‬
‫في السبع في قليل وامرأتك؛ وإن كان الستثناء‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما ل َُهم‬
‫منقطعا ً فالحجازيون يوجبون النصب نحو‪َ } :‬‬
‫ن { )‪ (157‬سورة النساء‪،‬‬ ‫عل ْم ٍ إ ِل ّ ات َّباعَ الظ ّ ّ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ب ِهِ ِ‬
‫وتميم يرجحونه ويجيزون التباع نحو ما قام القوم إل‬
‫حمارا ً وإل حماٌر‪.‬‬
‫وإن كان الكلم ناقصا ً وهو الذي لم يذكر فيه‬
‫المستثنى منه ويسمى استثناء مفرغًا‪ ،‬كان المستثنى‬
‫على حسب العوامل‪ ،‬فيعطى ما يستحقه لو لم توجد‬
‫إل‪ ،‬وشرطه كون الكلم غير إيجاب نحو‪ :‬ما قام إل‬
‫زيد‪ ،‬وما رأيت إل زيدًا‪ ،‬وما مررت إل بزيد‪ ،‬وكقوله‬
‫ل { )‪ (144‬سورة آل‬ ‫سو ٌ‬‫مد ٌ إ ِل ّ َر ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬‫ما ُ‬ ‫تعالى‪َ} :‬و َ‬
‫ق { )‪(171‬‬ ‫ح ّ‬‫عمران‪ } ،‬وَل َ ت َُقوُلوا ْ عََلى الل ّهِ إ ِل ّ ال ْ َ‬
‫ب إ ِّل ِبال ِّتي هِ َ‬
‫ي‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫جادُِلوا أ َهْ َ‬‫سورة النساء؛ }وََل ت ُ َ‬
‫ن { )‪ (46‬سورة العنكبوت؛والمستثنى بغير‬ ‫َ‬
‫س ُ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫وسوى بلغاتها مجرور بالضافة‪،‬و يعرب غير وسوى‬
‫بما يستحقه المستثنى بإل فيجب نصبها نحو‪ :‬قاموا‬
‫د‪ ،‬ويجوز التباع والنصب كما في‬ ‫غيّر زيدٍ أو سوى زي ٍ‬
‫د؛ ويعربان بحسب‬ ‫نحو‪ :‬ما قاموا غيَُر زيدٍ أو سوى زي ٍ‬
‫العوامل في نحو‪ :‬ما قام غُير زيد وسوى زيد‪ ،‬و ما‬
‫د؛ وإذا مدت سوى‬ ‫د‪ ،‬وما مررت بغيرِ زي ٍ‬ ‫رأيت غيَر زي َ‬
‫كان إعرابها ظاهرًا؛ فإذا قصرت كإعرابها مقدرا ً على‬
‫اللف؛ والمستثنى بليس ول يكون منصوب ل غير‬
‫نحو‪:‬قام القوم ليس زيدًا‪ ،‬والمستثنى بخل وعدا‬
‫وحاشا يجوز جره ونصبه بها نحو‪ :‬قام القوم خل زيدا ً‬
‫وخل زيدٍ بالجر‪ ،‬وعدا زيدا ً وعدا زيدٍ وحاشا زيدا ً وحشا‬
‫د؛ وإن جررت فهي حروف جر‪ ،‬وإن نصبت فهي‬ ‫زي ٍ‬
‫أفعال؛ إل أن سيبويه لم يسمع في المستثنى بحاشا‬
‫إل الجر؛ وتتصل ما بعدا وخل فيتعين النصب ول تتصل‬
‫‪:‬ما بحاشا تقول‪ :‬قام القوم ما عدا زيدا ً وقال لبيد‬
‫وكل نعيم ل محالة‬ ‫أل كل شيء ما خل الله باطل‬
‫زائل‬
‫باب خبر كان واسم إن وخبر أفعال المقاربة‬
‫وأما خبر كان وأخواتها وخبر الحروف المشبهة بليس‬
‫وخبر أفعال المقاربة واسم إن وأخواتها واسم ل التي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لنفي الجنس فتقدم الكلم عليها في المرفوعات‪،‬‬
‫وأما التوابع فسيأتي الكلم عليها إن شاء الله‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫باب المخفوضات من السماء‬
‫المخفوضات ثلثة‪ :‬مخفوض بالحرف ومخفوض‬
‫بالضافة وتابع للمخفوض‪.‬فالمخفوض بالحرف هو ما‬
‫يخفض بمن وإلى عن وعلى وفي والباء والكاف‬
‫واللم وحتى والواو والتاء ورب ومذ ومنذ؛ فالسبعة‬
‫ح‬
‫من ّنو ٍ‬ ‫ك َو ِ‬ ‫من َ‬ ‫الولى تجر الظاهر والمضمر نحو‪ } :‬وَ ِ‬
‫م { )‪(48‬‬ ‫جعُك ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫{ )‪ (7‬سورة الحزاب؛ و } إَِلى الله َ‬
‫ميًعا { )‪ (4‬سورة‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫جعُك ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫سورة المائدة؛ }إ ِل َي ْهِ َ‬
‫ق{ )‪ (19‬سورة‬ ‫َ‬ ‫ن ط َب ًَقا َ‬ ‫يونس؛ }ل َت َْرك َب ُ ّ‬
‫عن طب َ ٍ‬
‫ه { )‪(119‬‬ ‫ضوا ْ عَن ْ ُ‬ ‫م وََر ُ‬ ‫ه عَن ْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫النشقاق ؛ } ّر ِ‬
‫ن{ )‪(22‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫سورة المائدة؛ }وَعَل َي َْها َوعََلى ال ُْفل ْ ِ‬
‫ت { )‪ (20‬سورة‬ ‫سورة المؤمنون؛ }وِفي اْل َ‬
‫ض آَيا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س { )‪ (71‬سورة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ما ت َ ْ‬
‫شت َِهيهِ النُف ُ‬ ‫الذاريات ؛ } وَِفيَها َ‬
‫ه { )‪ (179‬سورة آل عمران؛‬ ‫مُنوا ْ ب ِالل ّ ِ‬ ‫الزخرف؛ } َفآ ِ‬
‫ه { )‪ (107‬سورة السراء؛ }ل ّل ّهِ ما ِفي‬ ‫مُنوا ْ ب ِ ِ‬ ‫}آ ِ‬
‫ما ِفي‬ ‫ه َ‬ ‫ت { )‪ (284‬سورة البقرة؛} ل ّ ُ‬ ‫ماوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ت { )‪ (116‬سورة البقرة؛‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫والسبعة الخير؛ ل تدخل على المضمر فمنها ما ل‬
‫يختص بظاهر بعينه وهو الكاف وحتى والواو ونحو‪} :‬‬
‫ن{ )‪ (37‬سورة الرحمن؛ زيد كالسد؛‬ ‫ها ِ‬‫وَْرد َةً ك َالد ّ َ‬
‫وقد تدخل على الضمير في ضرورة الشعر ونحو‪} :‬‬
‫ر{ )‪ (5‬سورة القدر؛ وقولهم‪ :‬أكلت‬ ‫ج ِ‬‫مط ْل َِع ال َْف ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫السمكة حتى رأسها بالجر ونحو‪ :‬والله والرحمن؛‬
‫ومنها ما يختص بالله ورب مضافا ً للكعبة أو لياء‬
‫ب الكعبة ت ََربي‪ ،‬ون َد َُر‬ ‫المتكلم وهو التاء نحو تالله‪،‬وت ََر ّ‬
‫تالرحمن ؛ وتحياتك؛ ومنها ما يختص بالزمان وهو‪ :‬منذ‬
‫ومذ نحو‪ :‬ما رأيته منذ يوم الجمعةِ أو مذ ُ يومين‪،‬‬
‫ومنها ما يختص بالنكرات غالبا ً وهو ري نحو‪ :‬رب‬
‫رجل في الدار؛ تدخل على ضمير غائب ملزم للفراد‬
‫والتذكير والتفسير وبتمييز بعده مطابق للمعنى نحو‬
‫قوله‪ّ :‬ربه فتية‪ ،‬وقد تحذف رب ويبقى عملها بعد‬
‫الواو كقوله‪:‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫علي بأنواع‬ ‫وليل كموج البحر أرخى سدوَله‬
‫الهموم ليبتلي‬
‫وبعد الفاء كثيرا ً كقوله‪:‬‬
‫فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ] فألهيتها عن ذي‬
‫تمائم محول[‬
‫مهِ قطعت بعد مهمه‪.‬‬ ‫مه ِ َ‬
‫وبعد بل قليل كقوله‪ :‬بل َ‬
‫وبدونهن أقل كقوله‪:‬‬
‫كدت أقضي الحياة من‬ ‫رسم دار وقفت في طلله‬
‫جلله‬
‫وتزاد ما بعد من وعن والباء فل تكفهن عن عمل الجر‬
‫نحوك مما خطئاتهم؛ عما قليل؛ فبما نقضهم؛ وتزاد‬
‫بعد الكاف ورب‪ ،‬والغالب أن تكفها عن العمل‬
‫فيدخلن حينئذ على الجمل كقوله‪:‬‬
‫أخ ماجد لم يحزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم‬
‫تخنه مضاربه‬
‫ٌوقوله‪:‬‬
‫ترفعن ثوبي شمالت‬ ‫ربما أوفيت في علم‬
‫وقد ل تكفهما كقوله‪:‬‬
‫ربما ضربة بسف صقيل بين بصري وطعنة نجلء‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ننصر مولنا ونعلم انه كما الناس مجروم عليه‬
‫وجارم‬
‫فصل المخفوض بالضافة‬
‫وأما المخفوض بالضافة فنحو‪ :‬غلم زيد؛ ويجب‬
‫تجريد المضاف من التنوين كما في غلم زيد‪ ،‬ومن‬
‫نوني التثنية والجمع نحو‪ :‬غلما زيد؛ وكاتبو عمرو؛‬
‫والضافة على ثلثة أقسام‪ :‬منها ما يقدر باللم وهو‬
‫الكثر نحو غلم زيد‪ ،‬وثوب بكر‪ ،‬ومنها ما يقدر بمن‬
‫وذلك كثير نحو ‪ :‬ثوب خز‪ ،‬وباب ساج وخاتم حديد‬
‫ويجوز في هذا النوع نصب المضاف إليه على التمييز‬
‫كما تقدم في بابه‪ ،‬ويجوز رفعه على أنه تابع‬
‫للمضاف‪ .‬ومنها ما يقدر بفي وهو قليل نحو‪:‬بل مكر‬
‫الليل‪ ،‬وصاحبي السجن؛ والضافة نوعان لفظية‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ومعنوية فاللفظية ضابطها أمران‪ :‬أن يكون المضاف‬
‫إليه معمول لتلك الصفة‪ ،‬والمراد بالصفة اسم الفاعل‬
‫نحو‪ :‬ضارب زيد‪ ،‬واسم المفعول نحو مضروب‬
‫العبد‪،‬والصفة المشبهة نحو‪ :‬حسن الوجه‪.‬والمعنوية‬
‫ما انتفى فيها المران نحو‪:‬غلم زيد‪ ،‬أو نحو‪ :‬إكرام‬
‫د‪ ،‬أو الثاني فقط نحو كاتب القاضي؛ وتسمى هذه‬ ‫زي ٍ‬
‫الضافة‪ :‬محضة‪ ،‬وتفيد تعريف المضاف إن كان‬
‫د‪ ،‬وتخصيص‬ ‫م زي ِ‬
‫المضاف إليه معرفة نحو‪ :‬عل ُ‬
‫ل‪.‬‬
‫م رج ٍ‬ ‫المضاف إن كا المضاف إليه نكرة نحو‪ :‬غل ُ‬
‫وأما الضافة اللفظية فل تفيد تعريفا ً ول تخصيصًا‪،‬‬
‫وإنما تفيد التخفيف في اللفظ وتسمى‪ :‬غير محضة‪.‬‬
‫والصحيح أن المضاف إليه مجرور بالمضاف ل‬
‫بالضافة؛ وتابع المخفوض يأتي في التوابع إن شاء‬
‫الله‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫باب إعراب الفعال‬
‫تقدم أن الفعل ثلثة أنواع‪ :‬ماض وأمر ومضارع‪ ،‬وأن‬
‫الماضي والمر مبنيان‪ ،‬وأن المعرب من الفعال هو‬
‫المضارع إذا لم يتصل بنون الناث ول بنون التوكيد‬
‫المباشرة له ‪ ،‬وأن الفعل يدخله من أنواع العراب‬
‫علم ذلك‬ ‫ثلثة‪ :‬الرفع والنصب والجزم إذا كان ِ ُ‬
‫فالعراب خاص بالمضارع وهو مرفوع أبدا ً حتى يدخل‬
‫ك ن َعْب ُد ُ‬ ‫عليه ناصب فينصبه أو جازم فيجزمه نحو‪} :‬إ ِّيا َ‬
‫ن{ )‪ (5‬سورة الفاتحة؛ و النواصب‬ ‫ست َِعي ُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وإ ِّيا َ‬
‫قسمان‪ :‬قسم ينصب بأن مضمرة بعده‪ .‬فالول‪:‬‬
‫أربعة‪ :‬أحدها‪ :‬أن وإن لم تسبق بعلم ول ظن نحو‪:‬‬
‫م { )‪ (28‬سورة النساء؛ }‬ ‫عنك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خّف َ‬ ‫ه َأن ي ُ َ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫} َي ُ ِ‬
‫خي ٌْر { )‪ (184‬سورة البقرة؛ فإن سبقت‬ ‫موا ْ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫وَأن ت َ ُ‬
‫كم { )‪ (20‬سورة‬ ‫من ُ‬ ‫سي َ ُ‬ ‫بعِلم نحو } عَل ِ َ‬
‫ن ِ‬‫كو ُ‬ ‫م أن َ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬
‫المزمل ؛ فهي مخففة من الثقيلة واسمها ضمير‬
‫الشأن محذوف‪ ،‬والفعل مرفوع وهو وفاعله كما تقدم‬
‫في باب النواسخ‪ ،‬فإن سبقت بظن فوجهان نحو‪:‬‬
‫ة { )‪ (71‬سورة المائدة وقرئ‬ ‫ن فِت ْن َ ٌ‬
‫كو َ‬ ‫سُبوا ْ أ َل ّ ت َ ُ‬‫ح ِ‬ ‫}و َ َ‬
‫ح‬‫السبعة بالنصب والرفع؛ والثاني لن نحو‪َ } :‬لن ن ّب َْر َ‬
‫ن { )‪ (91‬سورة طـه؛ والثالث كي‬ ‫َ‬ ‫عاك ِِفي‬‫عَل َي ْهِ َ‬
‫ْ‬
‫وا {‬ ‫س ْ‬‫المصدرية المسبوقة باللم لفظا ً نحو‪} :‬ل ِك َي َْل ت َأ َ‬
‫)‪ (23‬سورة الحديد؛ أوتقديرا نحو‪ :‬جئت كي تكرمني‪،‬‬
‫فإن لم تقد اللم فكي جارة والفعل منصوب بأن‬
‫مضمرة بعدها وجوبًا؛ والرابع‪ :‬إذن إن صدرت في‬
‫أول الكلم‪ ،‬وكان الفعل بعدها مستقبل ً ومتصل ً بها أو‬
‫منفصل ً عنها بالقسم أو بل النافية نحو‪:‬إذن أكرمك‪،‬‬
‫وإذا ً والله أكرمك‪ ،‬وإذا ً ل أجيئك‪ ،‬جوابا لمن قال أنا‬
‫‪.‬آتيك وتسمى جواب وجزاء‬
‫والثاني ما ينصب المضارع بإضمار أن بعدها وهو‬
‫قسمان‪ :‬ما يضمر أن بعده جوازا ً ‪ ،‬وما يضمر بعده‬
‫ُ‬
‫مْرَنا‬ ‫وجوبا ً ؛ فالول خمسة وهي‪ :‬لم كي نحو‪ } :‬وَأ ِ‬
‫ن{ )‪ (71‬سورة النعام؛ والواو‬ ‫مي َ‬‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫م ل َِر ّ‬ ‫سل ِ َ‬‫ل ِن ُ ْ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والفاء وثم وأو العاطفات على اسم خاص‪ ،‬أي ‪ :‬ليس‬
‫‪:‬في تأويل الفعل نحو قوله‬
‫ولبس عباءة و تقر عيني ] أحب إلي من لبس‬
‫]الشفوف‬
‫‪:‬وقوله‬
‫لول توقع معتر فأرضيه ] ما كنت أوثر أتربا ً على‬
‫ترب‬
‫] كالثور ُيضرب لما‬ ‫إني وقتلي سلكا ثم أعقله‬
‫]عافت البقر‬
‫سوًل { )‪ (51‬سورة‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫وقوله تعالى‪ } :‬أوْ ي ُْر ِ‬
‫الشورى؛ والثاني وهو ما تضمر أن بعده وجوبا ً ستة‪:‬‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫كي الجارة كما تقدم لم الجحود نحو‪} :‬وَ َ‬
‫م { )‪ (33‬سورة النفال؛ وحتى إن كان الفعل‬ ‫ل ِي ُعَذ ّب َهُ ْ‬
‫سى { )‪(91‬‬ ‫مو َ‬ ‫جعَ إ ِل َي َْنا ُ‬ ‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫بعدها مستقبل نحو‪َ } :‬‬
‫‪:‬سورة طـه؛ وأو بمعنى إلى أو بمعنى إل ّ كقوله‬
‫فما انقادت‬ ‫لستسهلن الصعب أو أدرك المنى‬
‫المال إل لصابر‬
‫‪:‬وقوله‬
‫وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو‬
‫تستقيما‬
‫وفاء السببية و واو المعية مسبوقين بنفي محض أو‬
‫موُتوا { )‪(36‬‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫طلب بالفعل نحو‪َ } :‬ل ي ُْق َ‬
‫ن{ )‪ (142‬سورة آل‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫سورة فاطر؛ } َوي َعْل َ َ‬
‫ضِبي { )‪(81‬‬ ‫م غَ َ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وا ِفيهِ فَي َ ِ‬ ‫عمران‪ } ،‬وََل ت َط ْغَ ْ‬
‫سورة طـه؛‬
‫ب اللبن‬ ‫ل تأكل السمك وتشر َ‬
‫والجوازم ثمانية عشرة‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬جازم لفعل‬
‫واحد ‪ ،‬وجازم لفعلين‪ ،‬فالول سبعة وهي‪ :‬لم‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َ‬
‫حد ٌ )‪{(4‬‬ ‫وا أ َ‬ ‫ه ك ُُف ً‬ ‫كن ل ّ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ُيول َد ْ )‪ (3‬وَل َ ْ‬ ‫م ي َل ِد ْ وَل َ ْ‬‫}ل َ ْ‬
‫َ‬
‫مَرهُ{ )‬ ‫ما أ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ما ي َْق ِ‬ ‫سورة الخلص؛ ولما‪ ،‬نحو‪} :‬ك َّل ل َ ّ‬
‫ح لَ َ‬ ‫َ‬
‫ك{‬ ‫صد َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫‪ (23‬سورة عبس‪ ،‬ألم‪ ،‬نحو‪} :‬أل َ ْ‬
‫‪ (1):‬سورة الشرح‪ ،‬وألما‪ ،‬كقوله‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقلت أما‬ ‫على حين عاتبت المشيب على الصبا‬
‫أصح والشيب وازع‬
‫سعَت ِهِ {‬‫من َ‬ ‫سعَةٍ ّ‬ ‫ذو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ولم المر والدعاء نحو‪} :‬ل ُِينِف ْ‬
‫ك { )‪ (77‬سورة‬ ‫ض عَل َي َْنا َرب ّ َ‬ ‫)‪ (7‬سورة الطلق؛ } ل ِي َْق ِ‬
‫ن{)‬ ‫حَز ْ‬ ‫الزخرف؛ و ل في النهي والدعاء نحو‪ } :‬ل َ ت َ ْ‬
‫خذ َْنا { )‪ (286‬سورة‬ ‫ؤا ِ‬‫‪ (40‬سورة التوبة؛ } ل َ ت ُ َ‬
‫البقرة؛ والطلب إذا سقطت الفاء من المضارع بعده‬
‫ل { )‪(151‬‬ ‫ل ت ََعال َوْا ْ أ َت ْ ُ‬ ‫وقصد به الجزاء نحو‪} :‬قُ ْ‬
‫‪:‬سورة النعام؛ وقوله‬
‫قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين‬
‫الدخول فحومل‬
‫والثاني وهو ما يجزم فعلين أحد عشر وهو إن نحو‪:‬‬
‫}إن ي َ ْ‬
‫م { )‪ (133‬سورة النساء؛ وما نحو‪} :‬‬ ‫شأ ي ُذ ْهِب ْك ُ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫ه { )‪ (197‬سورة‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬‫خي ْرٍ ي َعْل َ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ت َْفعَُلوا ْ ِ‬‫وَ َ‬
‫ه { )‪(123‬‬ ‫جَز ب ِ ِ‬‫سوًءا ي ُ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫من ي َعْ َ‬ ‫البقرة؛ ومن نحو‪َ } :‬‬
‫‪:‬سورة النساء؛ ومهما كقوله‬
‫وأنك مهما تأمري [‬ ‫أغرك مني ان حبك قاتلي[‬
‫القلب يفعل‬
‫عوا ْ‬
‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وإذما نحو‪ :‬إذما تقم أقم؛ وأي نحو‪ } :‬أّيا ّ‬
‫ماء ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫سَنى { )‪ (110‬سورة السراء؛ و متى‬ ‫ح ْ‬ ‫س َ‬‫ه ال ْ‬ ‫فَل َ ُ‬
‫‪:‬كقوله‬
‫] أنا ابن جل وطلع الثنايا[ متى أضع العمامة‬
‫تعرفوني‬
‫أيان كقوله‪:‬‬
‫]إذا النعجة الغراء كانت بقفرة [ فأيان ما تعدل به‬
‫الريح تنزل‬
‫َ‬
‫ت { )‪(78‬‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫نوا ي ُد ِْركك ّ ُ‬ ‫كو ُ ْ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫وأين نحو‪} :‬أي ْن َ َ‬
‫سورة النساء؛ وأنى كقوله‪:‬‬
‫فأصبحت أنى تأتها تستجر بها تجد حطبا جزل ونارا ً‬
‫تاججا‬
‫وحيثما كقوله‪:‬‬
‫نجاحا ً في غابر الزمان‬ ‫حيثما تستقم يقدر لك الله‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وهذه الدوات الحدى عشرة كلها أسماء إل إن و إذما‬
‫فإنهما حرفان‪ ،‬ويسمى الول شرطًا‪ ،‬ويسمى الثاني‬
‫جوابًا‪ .‬وإذا لم يصلح الجواب أن يجعل شرطا ً وجب‬
‫خي ْرٍ فَهُوَ عََلى‬ ‫س َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫س ْ‬
‫م َ‬ ‫اقترانه بالفاء نحو‪ } :‬وَِإن ي َ ْ‬
‫م‬ ‫ل ِإن ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫ديٌر{ )‪ (17‬سورة النعام؛ }قُ ْ‬ ‫يٍء قَ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ه َفات ّب ُِعوِني { )‪ (31‬سورة آل عمران؛ }وَ َ‬
‫ما‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫تُ ِ‬
‫خي ْرٍ فََلن ي ُك َْفُروْهُ { )‪ (115‬سورة آل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َْفعَُلوا ْ ِ‬
‫ما‬‫ة بِ َ‬ ‫سي ّئ َ ٌ‬
‫م َ‬
‫صب ْهُ ْ‬
‫عمران؛ أو بإذا الفجائية نحو‪ } :‬وَِإن ت ُ ِ‬
‫م ي َْقن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (36‬سورة الروم؛‬ ‫طو َ‬ ‫م إِ َ‬
‫ذا هُ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫قَد ّ َ‬
‫وذكر صاحب الجرومية في الجوازم كيفما نحو‪:‬‬
‫كيفما تفعل أفعل؛ والجزم بها مذهب كوفي ولم نقف‬
‫لها على شاهد من كلم العرب‪ ،‬وقد يجزم بإذا في‬
‫ضرورة الشعر كقوله‪:‬‬
‫] استغن ما أغناك ربك بالغنى[ وإذا تصبك خصاصة‬
‫فتجمل‬

‫باب النعت‬
‫هو التابع المشتق أو المؤول به المباين للفظ متبوعة‪،‬‬
‫والمراد بالمشتق اسم الفاعل كضارب‪ ،‬واسم‬
‫المفعول كمضروب‪ ،‬والصفة المشبهة كحسن‪ ،‬واسم‬
‫التفضيل كأعلم‪ ،‬والمراد بالمؤول بالمشتق اسم‬
‫الشارة نحو‪ :‬مررت بزيد هذا‪ ،‬واسم الموصول نحو‪:‬‬
‫مررت بزيد الذي قام‪ ،‬وذو بمعنى صاحب نحو‪ :‬مررت‬
‫برجل ذي مال‪ ،‬وأسماء النسب نحو‪ :‬مررت برجل‬
‫دمشقي‪ ،‬ومن ذلك الجملة وشرط المنعوت بها أن‬
‫ه{‬ ‫ن ِفيهِ إ َِلى الل ّ ِ‬
‫جُعو َ‬ ‫يكون نكرةً نحو‪َ} :‬وات ُّقوا ْ ي َوْ ً‬
‫ما ت ُْر َ‬
‫)‪ (281‬سورة البقرة‪.‬‬
‫وكذلك المصدر ويلزم إفراده وتذكيره ونقول‪ :‬مررت‬
‫برجل عدل ‪ ،‬وبامرأة عدل ‪ ،‬وبرجلين عدل ومررت‬
‫برجال عدل‪ ،‬والنعت يتبع المنعوت في رفعه ونصبه‬
‫وخفضه وفي تعريفه وتنكيره‪ ،‬ثم إن رفع ضمير‬
‫المنعوت المستتر فيه تبعه أيضا ً في تذكيره وتأنيثه‬
‫وفي إفراده وتثنيته وجمعه وتقول‪ :‬قام زيد العاقل‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ورأيت زيدا العاقل ومررت بزيد العاقل وجاءت هند‬
‫العاقلة ورأيت هندا العاقلة ومررت بهند العاقلة وجاء‬
‫رجل عاقل ورأيت رجل عاقل ومررت برجل عاقل‬
‫وجاء الزيدان العاقلن ورأيت الزيدين العاقلين‬
‫ومررت بالزيدين العاقلين‪ ،‬وجاء رجلن عاقلن ورأيت‬
‫رجلين عاقلين‪ ،‬وجاء الزيدون العاقلون ورأيت‬
‫الزيدين العاقلين ومررت بالزيدين العاقلين‪ ،‬وجاءت‬
‫الهندان العاقلتان ورأيت الهندين العاقلتين ومررت‬
‫بالهندين العاقلتين‪ ،‬وجاءت الهندات العاقلت ورأيت‬
‫الهندات العاقلت ومررت بالهندات العاقلت؛ وإن‬
‫رفع النعت السم الظاهر أو الضمير البارز لم يعتبر‬
‫حال المنعوت في التذكير والتأنيث والفراد والتثنية‬
‫والجمع‪ ،‬بل يعطى النعت حكم الفعل‪ ،‬فإن كان فتعله‬
‫مؤنثا ً أنث‪ ،‬وإن كان المنعوت به مذكرا ً وإن كان‬
‫كر وإن كان المنعوت به مؤنثا‪.‬‬‫فاعله مذكرا ً ذ ّ‬
‫ويستعمل بلفظ الفراد ول يثنى ول يجمع تقول‪ :‬جاء‬
‫زيد القائمة أمه‪ ،‬وجاءت هند القائم أبوها وتقول‪:‬‬
‫مررت برجل قائمة أمه بامرأة قائم أبوها‪ ،‬ومررت‬
‫برجلين قائم أبوهما مررت برجال قائم آباؤهم‪ ،‬إل أن‬
‫سيبويه قال قيما إذا كان السم المرفوع بالنعت جمعا ً‬
‫كالمثال الخير‪ ،‬فالحسن في النعت أن يجمع جمع‬
‫تكسير فيقال‪ :‬مررت برجال قيام آباؤهم ومررت‬
‫برجل قعود غلمانه‪ ،‬فهو أفصح من قائم آباؤهم قاعد‬
‫غلمانه بالفراد‪.‬‬
‫والفراد كما تقدم أفصح من جمع التصحيح نحو‪:‬‬
‫مررت برجال قائمين آباؤهم ورجل قاعدين غلمانه؛‬
‫هذه أمثلة النعت بالرفع للسم الظاهر‪.‬‬
‫ومثال النعت الرافع للضمير البارز قولك‪ :‬جاءني غلم‬
‫امرأة ضاربته هي‪ ،‬وجاءتني أمة رجل ضاربها هو‪،‬‬
‫وجاءني غلم رجال ضاربه هم‪.‬‬
‫وفائدته تخصيص المنعوت إن كان نكرة نحو‪ :‬مررت‬
‫برجل صالح‪ ،‬وتوضيحه إن كان معرفة نحو‪ :‬جاء زيد‬
‫العالم‪ .‬وقد يكون لمجرد المدح نحو‪ :‬بسم الله‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬أو لمجرد الذم نحو‪ :‬أعوذ بالله من‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬أو الترحم نحو‪ :‬اللهم ارحم عبدك‬
‫ة{)‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫شَرةٌ َ‬
‫كا ِ‬ ‫المسكين‪ ،‬أو للتأكد نحو‪ } :‬ت ِل ْ َ‬
‫ك عَ َ‬
‫‪ (196‬سورة البقرة؛ وإذا كان المنعوت معلوما ً بدون‬
‫النعت جاز في النعت التباع والقطع‪ ،‬ومعنى القطع‪:‬‬
‫أن يرفع النعت على أنه خبر مبتدأ محذوف وينصب‬
‫بفعل محذوف نحو‪ :‬الحمد لله الحميد ُ ؛ وأجاز فيه‬
‫سيبويه الجر على التباع والرفع بتقدير هو والنصب‬
‫بتقدير أمدح؛ وإذا تكررت النعوت لواحد فإن كان‬
‫المنعوت معلوما بدونها جاز إتباعها كلها وقطعها كلها‬
‫وإتباع البعض وقطع البعض بشرط تقديم المتبع وإن‬
‫لم يعرف إل بمجموعها بأن احتاج إليها وجب إتباعها‬
‫كلها‪ ،‬وإن تعين ببعضها جاز فيما عدا ذلك البعض‬
‫الوجه الثلثة‪.‬‬
‫باب العطف‬
‫العطف نوعان‪ :‬عطف بيان وعطف نسق؛ فعطف‬
‫البيان هو التابع المشبه للنعت في توضيح متبوعه إن‬
‫كان معرفة نحو أقسم بالله أبو حفص عمر‪ ،‬و‬
‫تخصيص إن كان نكرة نحو هذا خاتم حديد بالرفع؛‬
‫ويفارق النعت في كونه جامدا ً غير مؤول بمشتق‪،‬‬
‫والنعت مشتق أو مؤول بمشتق يوافق متبوعه في‬
‫أربعة من عشرة في واحد من أوجه العراب الثلثة‬
‫وفي واحد من التذكير والتأنيث‪ ،‬وفي واحد من‬
‫التعريف والتنكير وفي واحد من الفراد والتثنية‬
‫والجمع‪ ،‬ويصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل‬
‫من كل في الغالب‪.‬‬
‫أما عطف النسق فهو التابع الذي يتوسط بينه وبين‬
‫متبوعه حرف من هذه الحروف العشرة وهي‪ :‬الواو‪،‬‬
‫والفاء‪ ،‬وثم‪ ،‬وحتى‪ ،‬وأم‪ ،‬وأما‪ ،‬وبل‪ ،‬ول‪ ،‬ولكن‪،‬‬
‫فالسبعة الولى‪ :‬تقتضي التشريك في العراب‬
‫والمعنى والثلثة الباقية تقتضي التشريك في العراب‬
‫فقط؛ فإن عطفت بها على مرفوع رفعت‪ ،‬أو على‬
‫منصوب نصبت‪ ،‬أو على مخفوض خفضت‪ ،‬أو على‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه { )‪(22‬‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫صد َقَ الل ّ ُ‬ ‫مجزوم جزمت نحو‪ } :‬وَ َ‬
‫ه { )‪(13‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫من ي ُط ِِع الل ّ َ‬ ‫سورة الحزاب؛ } وَ َ‬
‫ه { )‪(136‬‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫مُنوا ْ ِبالل ّهِ وََر ُ‬ ‫مُنوا ْ آ ِ‬‫سورة النساء؛ } آ َ‬
‫م وََل‬ ‫ُ‬
‫جوَرك ُ ْ‬ ‫مأ ُ‬ ‫مُنوا وَت َت ُّقوا ي ُؤْت ِك ُ ْ‬ ‫سورة النساء؛ } وَِإن ت ُؤْ ِ‬
‫يسأ َل ْك ُ َ‬
‫م{ )‪ (36‬سورة محمد؛ والواو‪ :‬لمطلق‬ ‫وال َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫الجمع نحو‪ :‬جاء زيد وعمرو قبله‪ ،‬أو معه‪ ،‬أو بعده‪،‬‬
‫ه َفأ َقْب ََرهُ{ )‬ ‫مات َ ُ‬
‫والفاء‪ :‬للترتيب والتعقيب نحو‪} :‬ث ُ َ‬
‫مأ َ‬ ‫ّ‬
‫ذا‬‫م إِ َ‬ ‫‪ (21‬سورة عبس‪ ،‬ثم‪ :‬للترتيب والتراخي‪} :‬ث ُ ّ‬
‫شَرهُ{ )‪ (22‬سورة عبس‪ ،‬والعطف بحتى قليل‬ ‫شاء َأن َ‬ ‫َ‬
‫ويشترط فيه ان يكون المعطوف بها اسما ظاهرا ً‬
‫وأن يكون بعضا ً من المعطوف عليه‪ ،‬وغاية له نحو ‪:‬‬
‫أكلت السمكة حتى رأسها؛ بالنصب؛ ويجوز الجر على‬
‫أن حتى جارة كما تقدم في المخفوضات؛ ويجوز‬
‫الرفع على أن حتى ابتدائية ورأسها مبتدأ والخبر‬
‫محذوف‪ ،‬أي‪ :‬حتى رأسها مأكول؛ وأم‪ :‬لطلب التعيين‬
‫إن كانت بعد همزة داخلة على أحد المستويين؛ و أو ‪:‬‬
‫للتخيير أو الباحة بعد الطلب نحو ‪ :‬تزوج هندا ً أو‬
‫أختها‪ ،‬ونحو‪ :‬جالس العلماء أو الزهاد‪ ،‬وللشك أو‬
‫البهام أو التفضيل بعد الخبر نحو‪َ } :‬قاُلوا ل َب ِث َْنا ي َوْ ً‬
‫ما‬
‫م ل َعََلى‬ ‫أو إ ِّياك ُ ْ‬ ‫ض { )‪ (19‬سورة الكهف؛ } وَإ ِّنا َ ْ‬ ‫أْو ب َعْ َ‬
‫َ‬
‫دا َأوْ‬ ‫هو ً‬ ‫كوُنوا ْ ُ‬ ‫دى { )‪ (24‬سورة سبأ؛ }وََقاُلوا ْ ُ‬ ‫هُ ً‬
‫صاَرى { )‪ (135‬سورة البقرة؛ وإما بكسر الهمزة‬ ‫نَ َ‬
‫مثل أو بعد الطلب والخبر نحو‪ :‬تجوز إما هندا أو‬
‫أختها؛ وبقية المثلة واضحة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن العطف إنما هو الواو‪ ،‬وأن أما حرف‬
‫تفصيل كالولى لنه حرفها تفصيل؛ وبل‪ :‬للضراب‬
‫غالبا ً نحو‪ :‬قام زيد بل عمرو؛ لكن‪ :‬للستدراك نحو‪:‬‬
‫مررت رجل صالح لكن طالح؛ ول‪ :‬لنفي الحكم عما‬
‫بعدها نحو‪ :‬قام زيد ل عمرو‪.‬‬
‫باب التوكيد‬
‫والتوكيد ضربان‪ :‬لفظي ومعنوي؛ فاللفظي إعادة‬
‫اللفظ الول بعينه سواء كان اسما نحو‪ :‬جاء زيد زيد‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أو فعل نحو‪ :‬أتاك أتاك اللحقون‪ ،‬احبس احبس‪ ،‬أو‬
‫حرفا نحو‪:‬‬
‫ل ل أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقا وعهودا‬
‫أو جملة نحو ‪ :‬ضربت زيدا ضربت زيدًا؛ والمعنوي‬
‫ألفاظ معلومة وهي ‪ :‬النفس والعين وكل وجميع‬
‫وعامة وكل وكلتا؛ ويجب اتصالها بضمير مطابق‬
‫للمؤكد نحو‪ :‬جاء الخليفة نفسه أو عينه‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تجمع بينهما بشرط أن تقدم النفس؛ ويجب إفراد‬
‫النفس والعين مع المفرد وجمعهما علل أفعل مع‬
‫الجمع واجب؛ وكل وجمع وعامة يؤكد بها المفرد‬
‫والجمع ول يؤكد بها المثنى‪ ،‬تقول‪ :‬جاء الجيش كله أو‬
‫جميعه أو عامته؛ وجاءت القبيلة كلها أو جميعها أو‬
‫عامتها؛ وجاء الرجال كلهم أو جميعهم أو عامتهم‪ ،‬أو‬
‫جاءت النساء كلهن أو جميعهن أو عامتهن؛ وكل وكلتا‬
‫يؤكد بهما المثنى نحو‪ :‬جاء الزيدان كلهما وجاءت‬
‫الهندان كلتاهما‪.‬‬
‫إذا أريد تقوية المعن فيجوز أن يؤتى بعد كله‪ ،‬بأجمع‬
‫جمعين‪ ،‬وبعد كلهن‬ ‫مَعاَء‪ ،‬وبعد كلهم بأ ْ‬ ‫ج ْ‬
‫وبعد كلتا ب َ‬
‫ة ك ُل ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫جد َ ال ْ َ‬ ‫جمع‪ ،‬قال الله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫س َ‬ ‫ب ُ‬
‫ن{ )‪ (73‬سورة ص؛ وتقول جاء الجيش كله‬ ‫َ‬
‫مُعو َ‬
‫ج َ‬ ‫أ ْ‬
‫جمع؛ وقد‬ ‫أجمع؛ والقبيلة كلها جمعاء؛ والنساء كلهن ُ‬
‫يوكد بأجمع وجمعاء وأجمعين وجمع بدون كل ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ن{ )‪ (39‬سورة الحجر‪.‬‬ ‫}ول ُغْوينه َ‬
‫مِعي َ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬ ‫َُِّ ْ‬ ‫َ‬
‫وقد يوتى بعد أجمع بتوابعه وهي أكتع‪ ،‬وأبصع‪ ،‬وأبتع‬
‫نحو‪ :‬جاء القوم كلهم أجمعون وأكتعون وأبصعون‬
‫وأبتعون‪ ،‬وهي بمعنى واحد ولذلك ل يعطف على‬
‫نفسه‪.‬‬
‫والتوكيد تابع للمؤكد في رفعه ونصبه وخفضه‬
‫وتعريفه ول يجوز توكيد النكرة عند البصريين‪.‬‬
‫باب البدل‬
‫هو التابع المقصود بالحكم بل واسطة‪ ،‬وإذا أبدل اسم‬
‫من اسم أو فعل من فعل تبعه في جميع إعرابه‪ ،‬و‬
‫البدل على أربعة أقسام الول‪ :‬بد الشيء من‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الشيء‪ ،‬ويقال له بدل الكل من الكل نحو‪ :‬جاء زيد‬
‫م )‪(6‬‬ ‫مست َِقي َ‬ ‫ط ال ُ‬ ‫صَرا َ‬ ‫أخوك؛ قال الله تعالى‪} :‬اهدَِنا ال ّ‬
‫ن )‪ {(7‬سورة الفاتحة ؛ وقال الله تعالى‪:‬‬ ‫ذي َ‬ ‫ط ال ّ ِ‬
‫صَرا َ‬ ‫ِ‬
‫ميدِ )‪ (1‬الله )‪ {(2‬سورة‬ ‫زيزِ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ط ال ْعَ ِ‬
‫صَرا ِ‬ ‫} إ َِلى ِ‬
‫إبراهيم ؛ في قراءة الجر؛ والثاني بدل البعض من‬
‫الكل سواء كان ذلك البعض قليل أو كثيرا ً نحو‪ :‬أكلت‬
‫الرغيف ثلثه أو نصفه أو ثلثيه‪ ،‬ول بد من اتصاله‬
‫بضمير يرجع للمبدل منه‪ ،‬إما مذكور كالمثلة أو مقدر‬
‫كقوله تعالى‪ :‬ولله على الناس حج البيت من‬
‫استطاع؛ أي منهم؛ الثالث بد الشتمال نحو‪ :‬أعجبني‬
‫زيد علمه‪ ،‬ول بد من اتصاله بضمير إما مذكور‬
‫ُ‬
‫ب اْل ْ‬ ‫كالمثال أو مقدر كقوله تعالى‪} :‬قُت ِ َ َ‬
‫دودِ‬ ‫خ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫لأ ْ‬
‫)‪ (4‬النار )‪ {(5‬سورة البروج ؛ أي فيه؛ والرابع‪ :‬البدل‬
‫المباين‪ ،‬وهو ثلثة أقسام‪ ،‬بدل الغلط‪ ،‬وبدل النسيان‪،‬‬
‫و إن أردت الخبار أول بأنك رأيت زيدا ً ثم بدا لك أن‬
‫‪.‬تخبر بأنك رأيت الفرس فهذا بدل الضراب‬
‫تنبيه‪ :‬ومثال إبدال الفعل من الفعل قوله تعالى‪} :‬‬
‫ه ال ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫ب )‬ ‫ذا ُ‬ ‫ف لَ ُ‬‫ضاعَ ْ‬ ‫ما )‪ (68‬ي ُ َ‬ ‫ك ي َل ْقَ أَثا ً‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬‫من ي َْفعَ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫‪ {(69‬سورة الفرقان؛ ويجوز إبدال النكرة من‬
‫ل‬ ‫حَرام ِ قَِتا ٍ‬ ‫شهْرِ ال ْ َ‬‫ن ال ّ‬‫ك عَ ِ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬‫المعرفة نحو‪} :‬ي َ ْ‬
‫ه { )‪ (217‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ِفي ِ‬
‫باب السماء العاملة عمل الفعل‬
‫اعم ان أصل العمل للفعال ؛ فيعمل عمل الفعل من‬
‫‪:‬السماء سبعة‬
‫الول‪ :‬المصدر بشرط أن يحل محله فعل مع أن أو‬
‫ك زيدًا؛ أي أن تضرب زيدًا‪،‬‬ ‫ضُرب َ‬ ‫مع ما نحو‪ :‬يعجبني ْ‬
‫‪.‬ونحو‪ :‬يعجبني ضربك زيدا ً أي ما تضربه به‬
‫وهو ثلثة أقسام‪ :‬مضاف ومنون ومقرون؛ فإعماله‬
‫مضافا ً أكثر من إعمال القسمين كالمثالين‪ ،‬وكقوله‬
‫س { )‪ (251‬سورة‬ ‫ع الل ّهِ الّنا َ‬ ‫تعالى‪ } :‬وَل َوْل َ د َفْ ُ‬
‫َ‬
‫م ِفي ي َوْم ٍ‬ ‫البقرة؛ وعمله منونا ً أقيس نحو‪} :‬أوْ إ ِط َْعا ٌ‬
‫سغَب َةٍ )‪ (14‬يتيما ً )‪{ (15‬سورة البلد؛ وعمله‬ ‫م ْ‬ ‫ِذي َ‬
‫‪.‬مقرونا ً بأل شاذ كقوله‪ :‬ضعيف النكاية أعداءه‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مكرم؛فإن كان بأل‬ ‫الثاني‪ :‬اسم الفاعل كضارب و ُ‬
‫عمل مطلقا نحو‪ :‬هذا الضارب زيدا ً أمس أو الن أو‬
‫غدًا‪ ،‬وإن كان مجردا ً من أل عمل بشرطين‪ :‬كونه‬
‫للحال أو الستقبال واعتماده على نفي أو استفهام أو‬
‫مخبرا ً عنه أو موصوف نحو‪:‬ما ضارب زيد عمراص‪،‬‬
‫وأضارب زيد عمرًا؟ وزيد ضارب عمرًا؛ ومررت برجل‬
‫‪.‬ضارب عمرا ً‬
‫والثالث أمثلة المبالغة وهي‪ :‬ما كان على وزن أفعل‬
‫و وزن مفعول أو مفعال أو فعيل أو فعل وهي كاسم‬
‫الفال‪ ،‬فما كان صلة لل عمل مطلقا نحو‪ :‬جاء‬
‫الضراب زيدًا؛ وإن كان مجردا منها عمل بشرطين‪،‬‬
‫ضراب زيد عمرا ً‬ ‫‪.‬نحو‪ :‬ما ّ‬
‫الرابع‪ :‬اسم المفعول‪ ،‬نحو‪ :‬مضروب ومكرم؛ ويعمل‬
‫عمل الفعل المني للمفعول وشرط عمله كاسم‬
‫الفاعل نحو‪ :‬جاء المضروب عبده؛ وزيد مضروب‬
‫ده‪ ،‬فعبده نائب الفاعل في المثالين‬ ‫‪.‬عب ُ‬
‫الخامس‪ :‬الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدي إلى‬
‫واحد كحسن وظريف‪ ،‬ولمعمولها ثلث حالت‪ :‬الرفع‬
‫على الفاعلية نحو‪ :‬مررت برجل حسن وجُهه وظرف‬
‫لفظه؛ والنصب على التشبيه بالمفعول إن كان‬
‫ه أو حسن‬ ‫ن الوج ً‬
‫معرفة نحو‪ :‬مررت برجل حس ُ‬
‫وجَهه‪ ،‬وعلى التمييز إن كان نكرة نحو‪ :‬مررت برجل‬
‫حسن وجهًا؛ والجر على الضافة نحو‪ :‬مررت برجل‬
‫ه؛ ول يتقدم معمول الصفة عليها؛ ول بد‬ ‫حسن الوج ِ‬
‫من اتصاله بضمير الموصوف إما لفظا ً كما في زيد‬
‫حسن وجهه‪ ،‬أو معنى نحو‪ :‬مررت برجل حسن‬
‫‪.‬الوجه‬
‫السادس‪ :‬اسم التفضيل نحو‪ :‬أكرم و أفضل ول‬
‫ينصب المفعول به اتفاقا ول يرفع الظاهر إل في‬
‫مسألة الكحل؛ وضابطها أن يكون في الكلم نفي‬
‫وبعده اسم جنس موصوف باسم التفضيل وبعده‬
‫اسم مفضل على نفسه باعتبارين نحو‪ :‬ما رأيت رجل‬
‫ل منه في عين زيد‪ .‬ويعمل في‬ ‫أحسن في عينه الكح َ‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ماًل وَأ َعَّز ن ََفًرا{ )‪(34‬‬ ‫ك َ‬
‫َ َ‬
‫التمييز نحو‪ } :‬أَنا أك ْث َُر ِ‬
‫من َ‬
‫سورة الكهف؛ وفي الجار والمجرور والظرف نحو‪:‬‬
‫‪.‬زيد أفضل منك اليوم‬
‫السابع‪ :‬اسم الفعل وهــو ثلثــة أنــواع‪ :‬مــا هــو بمعنــى‬
‫المر وهو الغالب‪ :‬كصــه بمعنــى اســكت ومـهٍ بمعنــى‬
‫انكفــف‪ ،‬وآميــن بمعنــى اســتجب وعلــك زيــدا ً بمعنــى‬
‫ألزمه ودونــك بمعنــى خــذه ومــا هــو بمعنــى الماضــي‬
‫كهيهات بمعنى بعد وشتان بمعنــى افــترق؛ والمضــارع‬
‫نحو أّوه بمعنــى أتوجــع‪ ،‬وأف بمعنــى أتضــجر‪ ،‬ويعمــل‬
‫اسم الفعل عمل الفعل الذي هو بمعنــاه ول يضــاف ‪،‬‬
‫ول يتقدم معموله عليه‪ ،‬وما نون منه فنكـرة‪ ،‬ومــا لـم‬
‫ينون فمعرفة‪.‬‬
‫باب التنازع في العمل‬
‫وحقيقته أن يتقدم عاملن أو أكثر ويتأخر معمول فأثر‬
‫ويكون كل واحد من العوامــل المتقدمــة يطلــب ذلــك‬
‫ه قِ ْ‬ ‫ُ‬
‫طــًرا {‬ ‫المتأخر نحو قوله تعالى‪ } :‬آُتوِني أفْرِغْ عَل َي ْ ِ‬
‫)‪ (96‬سورة الكهف؛ وقولك‪ :‬ضــربني وأكرمــت زيــدًا؛‬
‫ونحو‪ :‬اللهم صل وسلم وبارك على محمــد‪ ،‬ول خلف‬
‫في جواز إعمال أي العاملين من العوامل شئت وإنما‬
‫الخلف في الولــى فاختــار البصــريون إعمــال الثــاني‬
‫لقربــه‪ ،‬واختــار الكوفيــون إعمــال الول لســبقه‪،‬فــإن‬
‫أعملت الول أملــت الثــاني فــي ضــمير ذلــك الســم‬
‫المتنــازع فيــه فتقــول ‪ :‬قــام وقعــدا أخــواك؛ وضــربن‬
‫وأكرمته زيد؛ وضــربتني وأكرمتهمــا أخــواك؛ ومــر بــي‬
‫مررت بهما أخواك؛ اللهم صل وسم عليه وبارك عليه‬
‫على محمد؛ وإن أعملت الثاني فإن احتــاج الول إلــى‬
‫مرفوع أضمرته؛ تقول قاما وقعــد أخــواك‪ ،‬وإن احتــاج‬
‫إلــى منصــوب أو مجــرور حــذفته كاليــة ؛ وكقولــك‪:‬‬
‫ضربت وضربني أخواك‪ ،‬ومررت ومر بي أخواك‪.‬‬
‫باب التعجب‬
‫له صيغتان‪ :‬إحداهما مــا افعــل زيــدا ً نحــو‪ :‬مــا أحســن‬
‫زيدا ً وما أفضله وما أعملــه؛ فمــا مبتــدأ بمعنــى شــيء‬
‫عظيم؛ وأفعل فعل ماض وفاعله ضمير مستتر وجوبا ً‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يعود إلى ما ولسم المنصوب المتعجــب منــه مفعــول‬
‫به الجملة خبر ما ‪ ،‬والصيغة الثانية‪ :‬أفعــل بزيــد نحــو‪:‬‬
‫أحســن بزيــد وأكــرم بــه؛ فأفعــل فعــل لفظــه المــر‬
‫ومعناه التعجب وليس فيه ضمير‪ ،‬وبزيد فاعله وأصــل‬
‫ن زيد ُ أي صار ذا حسن‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫قولك أحسن بزيد؛ أ ْ‬
‫أورق الشجر ثم غيرت صيغته إلى المر فقبح إسنادها‬
‫إلى الظاهر فزيدت الباء في الفاعل‪.‬‬
‫باب العدد‬
‫اعلم ان العدد على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫الول‪ :‬مــا يجــري علــى القيــاس فيــذكر مــع المــذكر‬
‫ويؤنث مع المؤنث ‪ ،‬وهو الواحد والثنان وما كان على‬
‫صيغة فاعل ‪ ،‬تقــول فــي لمــذكر‪ :‬واحــد واثنــان وثــن‬
‫وثالث إلى عاشر‪ ،‬وفي المؤنث ك‪ :‬واحدة واثنتــان أو‬
‫ثنتان وثانية وثالثة إلــى عاشــرة‪ ،‬وكــذا إذا ركبــت مــع‬
‫العشرة أو غيرهــا إل أنــك تــأتي بأحــد وإحــدى وحــادي‬
‫وحاديــة فتقــول فــي المــذكر‪ :‬أحــد عشــر واثنــا عشــر‬
‫وحــادي عشــر وثــاني عشــر وثــالث عشــر إلــى تاســع‬
‫عشــر؛ وفــي المــؤنث‪ :‬إحــدى عشــرة واثنتــا عشــرة‬
‫وحادية عشرة وثانية عشرة وثالثة عشرة إلى تاســعة‬
‫عشــرة‪ ،‬وتقــول أحــد وعشــرون واثنــان وعشــرون‬
‫والحادي والعشرون والثــاني والعشــرون إلــى التاســع‬
‫والتســـعين‪ ،‬وإحـــدى وعشـــرون واثنتـــان وعشـــرون‬
‫والحادية والعشرون والثانية والعشرون إلــى التاســعة‬
‫والتسعين‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬مــا يجــري علــى عكــس القيــاس فيــؤنث مــع‬
‫المذكر ويذكر مع المؤنث وهو‪ :‬الثلثــة والتســعة ومــا‬
‫بينهمــا ســواء أفــردت نحــو‪ :‬ثلثــة رجــال‪ ،‬ثلث نســوة‬
‫ة أ َّيــام ٍ { )‪ (7‬ســورة‬ ‫ل َوث َ َ‬
‫مان ِي َ َ‬ ‫ع ل ََيا ٍ‬‫سب ْ َ‬
‫وقوله تعالى‪َ } :‬‬
‫الحاقة ؛ أور كبت مع العشرة نحو ثلثة عشــر وأربعــة‬
‫عشر إلى تسعة عشــر رجل ً وثلث عشــرة إلــى تســع‬
‫عشرة امرأة أو ركبــت مــع العشــرين ومــا بعــده نحــو‬
‫ثلثة وعشرون إلى تسعة وتسعين‪.‬‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الثالث‪ :‬ما له حالتان‪ :‬وهــو العشــرة إن ركبــت جــرت‬
‫على القياس نحو‪ :‬أحد عشــر رجل واثنــا عشــر وثلثــة‬
‫عشر إلى تسعة عشر‪ ،‬وإحــدى عشــرة واثنتــا عشــرة‬
‫وثلث عشــرة إلــى تســع عشــرة‪ ،‬وإن أفــردت جــرت‬
‫ة‪.‬‬
‫ل وعشر نسو ٍ‬ ‫بخلف القياس نحو‪ :‬عشرة رجا ٍ‬
‫باب الوقف‬
‫يوقف على المنون المرفوع والمجرور بحذف الحركة‬
‫والتنوين نحو‪ :‬جــاء زيـد ُ ومــررت بزيـدِ وعلــى المنــون‬
‫المنصوب بإبدال التنوين ألفا ً نحو‪ :‬رأيت زيدا ‪ ،‬وكذلك‬
‫تبدل نون إذن ألفا في الوقــف‪ ،‬وكــذلك نــون التوكيــد‬
‫الخفيفــة نحــو‪ :‬لنســفعا ً يكتبــا كــذلك‪ ،‬ويوقــف علــى‬
‫المنقوص المنون في الرفع والجــر بحــذف يــائه نحــو‪:‬‬
‫ض؛ ويجوز إثباتها‪.‬‬ ‫ض ‪ ،‬ومررت بقا ِ‬ ‫جاء قا ِ‬
‫يوقــف فــي النصــب بإبــدال التنــوين ألف ـا ً نحــو رأيــت‬
‫قاضيا‪ ،‬وإن كان غير منون فالفصح في الرفــع والجــر‬
‫الوقف عليه بإثبات الياء نحو جــاء القاضــي‪ ،‬و مــررت‬
‫بالقاضي؛ ويجـوز حـذفها وإن كـان منصـوبا‪ ،‬إذا وقـف‬
‫على ما فيه تاء التأنيث فإن كانت ساكنة لم تغير نحو‪:‬‬
‫قامت‪ ،‬وإن كانت متحركة فإن كــانت فــي جمــع نحــو‪:‬‬
‫المسلمات ‪ ،‬فالفصــح الوقــف بالتــاء وبعضــهم يقــف‬
‫بالهاء‪ .‬وإن كانت فــي مفــرد فالفصــح الوقــف بالهــاء‬
‫نحو ‪ :‬رحمة وشجرة ‪ ،‬وبعضهم يقف بالتــاء‪ ،‬وقــد قــرأ‬
‫ت الل ّـ ِ‬
‫ه‬ ‫مـ َ‬‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬‫بعــض الســبعة فــي قــوله تعــالى‪ } :‬إ ِ ّ‬
‫ن{ )‪ (56‬سورة العراف‪.‬‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ب ّ‬ ‫قَ ِ‬
‫ري ٌ‬
‫وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫ثم مسك هذا الكتاب يوم السبت ‪23‬جمادى الثانية‬


‫‪ 1426‬الموافق ‪30/07/05‬‬
‫والله أسأل أن يجعله خالصا لوجه الكريم‬
‫أسأل من كل من انتفع بهذا الكتاب دعوة خير بظهر‬
‫الغيب والسلم عليك ورحمة الله وركاته‬
‫ميلود بن عبد الرحمن‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

You might also like