You are on page 1of 59

‫مقدمة‬

‫‪:‬المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‬

‫كنا ف جعية صلح الدين نتحدث عن الاجة إل كتاب متصر عن أصول الشيعة الثن عشرية شريطة أن‬

‫يستفيد منه العامة والاصة‪ ،‬وبينما كنا نبحث عمن يكتبه من أهل العلم والختصاص وصلنا هذا‬

‫الكتاب "ل‪ ..‬ث للتاريخ" لؤلفه السيد حسي الوسوي من علماء النجف‪ ،‬وبعد قراءته وجدناه‬

‫‪.‬يفي بالغرض وزيادة‬

‫أما الزيادة الت نعنيها‪ ،‬فهي مؤلف الكتاب الذي يعتب عالا من كبار علماء الشيعة‪ ،‬وبكم‬

‫دراسته وتدريسه ف حوزات النجف‪ ،‬فقد كانت صلته قوية مع كبار علماء وآيات الشيعة من‬

‫أمثال‪ :‬كاشف الغطاء‪ ،‬والوئي‪ ،‬والصدر‪ ،‬والمين‪ ،‬وعبد السي شرف الدين الذي كان يتدد على‬

‫ً عن هذا وذاك فقد كان والد الؤلف عالا من علماء الشيعة‬


‫‪.‬النجف‪ ،‬وفضل‬

‫تدث الؤلف ف كتابه عن غرائب تاربه مع مراجع الشيعة بأسلوب شيق ومتصر‪ ،‬وبعد ذكر ما كان‬

‫يدث له معهم كلهم أو مع واحد منهم كان يرد قراءه إل أمهات كتبهم الت تنص على مشروعية‬

‫‪.‬هذا الفعل القبيح‬

‫وكل من يتناول هذا الكتاب بالقراءة التأنية سوف يلمس صدق الؤلف [ول نزكي على ال أحدا]‪،‬‬

‫‪.‬واختلف طريقته عن طريقة من سبقه من الؤلفي الشيعة الذين نقدوا بعض أصول مذهبهم‬

‫جزى ال الؤلف كل خي على هذا الكتاب النفيس‪ ،‬وأبعد عنه شرور الاقدين الوتورين‪ ،‬فقد سعنا‬

‫أنـهم يتبصون به الدوائر ولذا فإنه ل يذكر اسه الصحيح‪ ،‬خوفا من أن يكتشف أمره ويصل له‬

‫‪.‬ما ل يمد عقباه[انظر (ص ‪ )91‬من الكتاب]‪ ،‬وال نسأل أن يعل أعمالنا خالصة لوجهه الكري‬

‫جعية صلح الدين اليية‬

‫صفر ‪14 1422‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا المي‪ ،‬وآله الطيبي الطاهرين‪ ،‬والتابعي لم‬

‫‪.‬بإحسان إل يوم الدين‬

‫أما بعد‪ :‬فإن السلم يعلم أن الياة تنتهي بالوت‪ ،‬ث يتقرر الصي‪ :‬إما إل النة وإما إل‬

‫النار‪ ،‬ول شك أن السلم حريص على أن يكون من أهل النة‪ ،‬لذا ل بد أن يعمل على إرضاء ربه‬

‫جل وعل‪ ،‬وأن يبتعد عن كل ما نـهى عنه‪ ،‬ما يوقع النسان ف غضب ال ث ف عقابه‪ ،‬ولذا نرى‬

‫السلم يرص على طاعة ربه وسلوك كل ما يقربه إليه‪ ،‬وهذا دأب السلم من عوام الناس‪ ،‬فكيف‬

‫‪.‬إذا كان من خواصهم؟‬

‫إن الياة كما هو معلوم فيها سبل كثية ومغريات وفية‪ ،‬والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي‬

‫ً ميسورا‬
‫‪.‬به إل النة وإن كان صعبا‪ ،‬وأن يتك السبيل الذي ينتهي به إل النار وإن كان سهل‬

‫هذه رواية صيغت على شكل بث‪ ،‬قلتها بلساني‪ ،‬وقيدتـها ببناني قصدت بـها وجه ال ونفع‬
‫‪.‬إخواني ما دمت حيا قبل أن أدرج ف أكفاني‬

‫‪.‬ولدت ف كربلء‪ ،‬ونشأت ف بيئة شيعية ف ظل والدي التدين‬

‫درست ف مدارس الدينة حت صرت شابا يافعا‪ ،‬فبعث بي والدي إل الوزة العلمية النجفية أم‬

‫الوزات ف العال لنـهل من علم فحول العلماء ومشاهيهم ف هذا العصر أمثال ساحة المام‬

‫ّد آل السي كاشف الغطاء‬


‫‪.‬السيد مم‬

‫درسنا ف النجف ف مدرستها العلمية العلية‪ ،‬وكانت المنية أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه‬

‫‪.‬مرجعا دينيا أتبوأ فيه زعامة الوزة‪ ،‬وأخدم دين وأمت وأنـهض بالسلمي‬

‫وكنت أطمح أن أرى السلمي أمة واحدة‪ ،‬وشعبا واحدا‪ ،‬يقودهم إمام واحد‪ ،‬ف الوقت عينه أرى‬

‫دول الكفر تتحطم وتتهاوى صروحها أمام أمة السلم هذه‪ ،‬وهناك أمنيات كثية ما يتمناها كل‬

‫‪:‬شاب مسلم غيور‪ ،‬وكنت أتساءل‬

‫!ما الذي أدى بنا إل هذه الال الزرية من التخلف والتمزق والتفرق؟‬

‫لذه‬ ‫وأتساءل عن أشياء أخرى كثية تر ف خاطري‪ ،‬كما تر ف خاطر كل شاب مسلم‪ ،‬ولكن ل أجد‬

‫‪.‬السئلة جوابا‬

‫ّ نصوص‬
‫ويسر ال تعال ل اللتحاق بالدراسة وطلب العلم‪ ،‬وخلل سنوات الدراسة كانت ترد علي‬

‫تستوقفن‪ ،‬وقضايا تشغل بال‪ ،‬وحوادث تيني‪ ،‬ولكن كنت أتـهم نفسي بسوء الفهم وقلة الدراك‪،‬‬

‫وحاولت مرة أن أطرح شيئا من ذلك على أحد السادة من أساتذة الوزة العلمية‪ ،‬وكان الرجل‬

‫ّ هذه السئلة‪ ،‬فأراد أن يهز عليها ف مهدها بكلمات يسية‪ ،‬فقال ل‬


‫‪:‬ذكيا إذ عرف كيف يعال ف‬

‫ماذا تدرس ف الوزة؟‬

‫قلت له‪ :‬مذهب أهل البيت طبعا‬

‫!فقال ل‪ :‬هل تشك ف مذهب أهل البيت؟‬

‫‪.‬فأجبته بقوة‪ :‬معاذ ال‬

‫فقال‪ :‬إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من أتباع أهل البيت (عليهم السلم) وأهل البيت‬

‫ّد صلى ال عليه وآله‪ ،‬وممد تلقى من ال تعال‬


‫‪.‬تلقوا عن مم‬

‫ً حت ارتاحت نفسي‪ ،‬ث قلت له‪ :‬بارك ال فيك شفيتن من هذه الوساوس‬
‫‪.‬سكت قليل‬

‫ّ تلك السئلة والستفسارات‪ ،‬وكلما تقدمت ف الدراسة ازدادت‬


‫ث عدت إل دراست‪ ،‬وعادت إل‬

‫‪.‬السئلة وكثرت القضايا والؤاخذات‬

‫الهم أني أنـهيت الدراسة بتفوق حت حصلت على إجازتي العلمية ف نيل درجة الجتهاد من أوحد‬

‫ّد السي آل كاشف الغطاء زعيم الوزة‪ ،‬وعند ذلك بدأت أفكر جديا ف هذا‬
‫زمانه ساحة العميد مم‬

‫الوضوع‪ ،‬فنحن ندرس مذهب أهل البيت‪ ،‬ولكن أجد فيما ندرسه مطاعن ف أهل البيت (عليهم‬

‫‪.‬السلم) ندرس أمور الشريعة لنعبد ال بـها‪ ،‬ولكن فيها نصوصا صرية ف الكفر بال تعال‬

‫!أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيكن أن يكون هذا هو مذهب أهل البيت حقا؟‬

‫إن هذا يسبب انفصاما ف شخصية الرء‪ ،‬إذ كيف يعبد ال وهو يكفر به؟‬

‫!كيف يقتفي أثر الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬وهو يطعن به؟‬
‫!كيف يتبع أهل البيت ويبهم ويدرس مذهبهم‪ ،‬وهو يسبهم ويشتمهم؟‬

‫رحاك ربي ولطفك بي‪ ،‬إن ل تدركن برحتك لكونن من الضالي بل من الاسرين‪ .‬وأعود وأسأل‬

‫نفسي‪ :‬ما موقف هؤلء السادة والئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء‪ ،‬ما موقفهم من‬

‫‪.‬هذا؟ أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أما كانوا يدرسون هذا الذي درست؟‬

‫بلى‪ ،‬بل إن الكثي من هذه الكتب هي مؤلفاتـهم هم‪ ،‬وفيها ما سطرته أقلمهم‪ ،‬فكان هذا يدمي‬

‫‪.‬قلب ويزيده ألا وحسرة‬

‫وكنت باجة إل شخص أشكو إليه هومي وأبث أحزاني‪ ،‬فاهتديت أخيا إل فكرة طيبة وهي دراسة‬

‫شاملة أعيد فيها النظر ف مادتي العلمية‪ ،‬فقرأت كل ما وقفت عليه من الصادر العتبة وحت‬

‫غي العتبة‪ ،‬بل قرأت كل كتاب وقع ف يدي‪ ،‬فكانت تستوقفن فقرات ونصوص كنت أشعر باجة لن‬

‫أعلق عليها‪ ،‬فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها با يول ف نفسي‪ ،‬فلما انتهيت من قراءة‬

‫الصادر العتبة‪ ،‬وجدت عندي أكداسا من قصاصات الورق فاحتفظت بـها عسى أن يأتي يوم يقضي‬

‫‪.‬ال فيه أمرا كان مفعول‬


‫ً‬

‫وبقيت علقاتي حسنة مع كل الراجع الدينية والعلماء والسادة الذين قابلتهم‪ ،‬وكنت أخالطهم‬

‫لصل إل نتيجة تعينن إذا ما اتذت يوما القرار الصعب‪ ،‬فوقفت على الكثي حت صارت قناعت‬

‫تامة ف اتاذ القرار الصعب‪ ،‬ولكن كنت انتظر الفرصة الناسبة‪ .‬وكنت أنظر إل صديقي العلمة‬

‫ً طيبا عندما أعلن رفضه للنراف الذي طرأ على النهج الشيعي‪،‬‬
‫السيد موسى الوسوي فأراه مثل‬

‫وماولته الادة ف تصحيح هذا النهج‪ .‬ث صدر كتاب الخ السيد أحد الكاتب (تطور الفكر‬

‫الشيعي) وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قد حان ف قول الق وتبصي إخواني الخدوعي‪ ،‬فإننا‬

‫‪.‬كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فل بد لنا من تبصيهم بالق وإن كان مرا‬

‫ولعل أسلوبي يتلف عن أسلوب السيدين الوسوي والكاتب ف طرح نتاجاتنا العلمية‪ ،‬وهذا بسبب‬

‫‪.‬ما توصل إليه كل منا من خلل دراسته الت قام بـها‬

‫ً منهما قد غادر العراق واستقر ف‬


‫ولعل السيدين الذكورين ف ظرف يتلف عن ظرف‪ ،‬ذلك أن كل‬

‫‪.‬دولة من دول الغرب‪ ،‬وبدأ العمل من هناك‬

‫أما أنا فما زلت داخل العراق وف النجف بالذات‪ ،‬والمكانات التوافرة لدي ل ترقى إل‬

‫إمكانات السيدين الذكورين‪ ،‬لني وبعد تفكي طويل ف البقاء أو الغادرة‪ ،‬قررت البقاء‬

‫والعمل هنا صابرا متسبا ذلك عند ال تعال‪ ،‬وأنا على يقي أن هناك الكثي من السادة من‬

‫يشعرون بتأنيب الضمي لسكوتـهم ورضاهم ما يرونه ويشاهدونه‪ ،‬وما يقرأونه ف أمهات الصادر‬

‫التوافرة عندهم‪ ،‬فأسأل ال تعال أن يعل كتابي حافزا لم ف مراجعة النفس وترك سبيل الباطل‬

‫‪.‬وسلوك سبيل الق‪ ،‬فإن العمر قصي والجة قائمة عليهم‪ ،‬فلم يبق لم بعد ذلك من عذر‬

‫وهناك بعض السادة من تربطن بـهم علقات استجابوا لدعوتي لم ‪ -‬والمد ل ‪ -‬فقد اطلعوا على‬

‫هذه القائق الت توصلت إليها وبدؤوا هم أيضا بدعوة الخرين فنسأل ال تعال أن يوفقنا‬

‫‪.‬وإياهم لتبصي الناس بالقيقة‪ ،‬وتذيرهم من مغبة النراف ف الباطل‪ ،‬إنه أكرم مسؤول‬

‫وإني لعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والتـهامات الباطلة‪ ،‬وهذا ل يضرني‪ ،‬فإني‬
‫قد وضعت هذا كله ف حسابي‪ ،‬وسيتهمونن بالعمالة لسرائيل أو أمريكا‪ ،‬أو يتهمونن أني بعت‬

‫دين وضميي بعرض من الدنيا‪ ،‬وهذا ليس ببعيد ول بغريب‪ ،‬فقد اتـهموا صديقنا العلمة السيد‬

‫موسى الوسوي بثل هذا‪ ،‬حت قال السيد علي الغروي‪ :‬إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد‬

‫أغرى الدكتور الوسوي بامرأة جيلة من آل سعود وبتحسي وضعه الادي‪ ،‬فوضع له مبلغا متما ف‬

‫‪!!.‬أحد البنوك المريكية لقاء انراطه ف مذهب الوهابيي‬

‫فإذا كان هذا نصيب الدكتور الوسوي من الكذب والفتاء والشاعات الرخيصة‪ ،‬فما هو نصيب أنا‬

‫وماذا سيشيعون عن؟! ولعلهم يبحثون عن ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالق‪ ،‬فقد قتلوا‬

‫نل مولنا الراحل آية ال العظمى المام السيد أبي السن الصفهاني أكب أئمة الشيعة من بعد‬

‫عصر الغيبة الكبى وإل اليوم‪ ،‬وسيد علماء الشيعة بل منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة‬

‫ونبذ الرافات الت دخلت عليه‪ ،‬فلم يرق لم ذلك‪ ،‬فذبوا نله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا‬

‫المام عن منهجه ف تصحيح النراف الشيعي‪ ،‬كما قتلوا قبله السيد أحد الكسروي عندما أعلن‬

‫‪.‬براءته من هذا النراف‪ ،‬وأراد أن يصحح النهج الشيعي فقطعوه إربا إربا‬

‫وهناك الكثيون من انتهوا إل مثل هذه النهاية جراء رفضهم تلك العقائد الباطلة الت دخلت‬

‫‪.‬إل التشيع‪ ،‬فليس بغريب إذا ما أرادوا ل مثل هذا الصي‬

‫إن هذا كله ل يهمن‪ ،‬وحسب أني أقول الق‪ ،‬وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إل القيقة‪،‬‬

‫ولو كنت أريد شيئا من متاع الياة الدنيا فإن التعة والمس كفيلن بتحقيق ذلك ل‪ ،‬كما يفعل‬

‫الخرون حت صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب أفضل أنواع السيارات بأحدث موديلتـها‪،‬‬

‫ولكن والمد ل أعرضت عن هذا كله منذ أن عرفت القيقة‪ ،‬وأنا الن أكسب رزقي ورزق عائلت‬

‫‪.‬بالعمال التجارية الشريفة‬

‫لقد تناولت ف هذا الكتاب موضوعات مددة‪ ،‬ليقف إخواني كلهم على القيقة‪ ،‬حت ل تبقى هناك‬

‫‪.‬غشاوة على بصر أي فرد كان منهم‬

‫وف النية تأليف كتب أخرى تتعلق بوضوعات غي هذه‪ ،‬ليكون السلمون جيعا على بينة‪ ،‬فل يبقى‬

‫‪.‬عذرا لغافل أو حجة لاهل‬

‫وأنا على يقي أن كتابي هذا سيلقى القبول عند طلب الق ‪ -‬وهم كثيون والمد ل ‪ -‬وأما من‬

‫فضل البقاء ف الضللة ‪-‬لئل يسر مركزه فتضيع منه التعة والمس‪ -‬من (أولئك) الذين لبسوا‬

‫العمائم وركبوا عجلت (الرسيدس) و(السوبر) فهؤلء ليس لنا معهم كلم‪ ،‬وال حسيبهم على ما‬

‫‪.‬اقتفوا ويقتفون ف يوم ل ينفع فيه مال ول بنون‪ ،‬إل من أتى ال بقلب سليم‬

‫‪.‬والمد ل الذي هدانا لذا‪ ،‬وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال‬

‫عبد ال بن سبأ‬

‫إن الشائع عندنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬أن عبد ال بن سبأ شخصية وهية ل حقيقة لا‪ ،‬اختعها أهل‬

‫السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتـهم‪ ،‬فنسبوا إليه تأسيس التشيع‪ ،‬ليصدوا الناس عنهم‬

‫‪.‬وعن مذهب أهل البيت‬

‫ّد السي آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال‬


‫‪:‬وسألت السيد مم‬
‫إن ابن سبأ خرافة وضعها المويون والعباسيون حقدا على آل البيت الطهار‪ ،‬فينبغي للعاقل‬

‫‪.‬أن ل يشغل نفسه بـهذه الشخصية‬

‫ولكن وجدت ف كتابه العروف (أصل الشيعة وأصولا) ص ‪ 41-40‬ما يدل على وجود هذه الشخصية‬

‫وثبوتـها حيث قال‪" :‬أما عبد ال بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به‪ ،‬فهذه‬

‫‪..".‬كتب الشيعة بأجعها تعلن بلعنه والباءة منه‬

‫ول شك أن هذا تصريح بوجود هذه الشخصية‪ ،‬فلما راجعته ف ذلك قال‪ :‬إنا قلنا هذا تقية‪،‬‬

‫فالكتاب الذكور مقصود به أهل السنة‪ ،‬ولذا اتبعت قول الذكور بقول بعده‪" :‬على أنه ليس من‬

‫البعيد رأي القائل أن عبد ال بن سبأ (وأمثاله) كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون‬

‫‪".‬وأرباب السمر الوف‬

‫وقد ألف السيد مرتضى العسكري كتابه (عبد ال بن سبأ وأساطي أخرى) أنكر فيه وجود شخصية‬

‫ّد جواد مغنية ف تقديه لكتاب السيد العسكري الذكور‬


‫‪.‬ابن سبأ‪ ،‬كما أنكرها أيضا السيد مم‬

‫وعبد ال بن سبأ هو أحد السباب الت ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة‪ .‬ول شك أن‬

‫الذين تدثوا عن ابن سبأ من أهل السنة ل يصون كثرة ولكن ل يعول الشيعة عليهم لجل اللف‬

‫‪.‬معهم‬

‫بيد أننا إذا قرأنا كتبنا العتبة ند أن ابن سبأ شخصية حقيقية وإن أنكرها علماؤنا أو‬

‫‪:‬بعضهم‪ .‬وإليك البيان‬

‫عن أبي جعفر ‪1-‬‬ ‫أن عبد ال بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمي الؤمني هو ال ‪-‬تعال( ‪:‬‬

‫عن ذلك‪ -‬فبلغ ذلك أمي الؤمني‬ ‫فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال‪ :‬نعم أنت هو‪ ،‬وقد كان قد‬

‫ألقى ف روعي أنت ال وأني نب‪ ،‬فقال أمي الؤمني‬ ‫ويلك قد سخر منك الشيطان‪ ،‬فارجع عن ‪:‬‬

‫هذا ثكلتك أمك وتب‪ ،‬فأب‪ ،‬فحبسه‪ ،‬واستتابه ثلثة أيام‪ ،‬فلم يتب‪ ،‬فأحرقه بالنار وقال‪" :‬إن‬

‫‪").‬الشيطان استهواه‪ ،‬فكان يأتيه ويلقي ف روعه ذلك‬

‫وعن أبي عبد ال أنه قال‪( :‬لعن ال عبد ال بن سبأ‪ ،‬إنه ادعى الربوبية ف أمي الؤمني‬ ‫‪،‬‬

‫وكان وال أمي الؤمني‬ ‫عبدا ل طائعا‪ ،‬الويل لن كذب علينا‪ ،‬وإن قوما يقولون فينا ما ل‬

‫نقوله ف أنفسنا نبأ إل ال منهم‪ ،‬نبأ إل ال منهم)‪( ،‬معرفة أخبار الرجال) للكشي (‪،)71-70‬‬

‫‪.‬وهناك روايات أخرى‬

‫وقال الامقاني‪( :‬عبد ال بن سبأ الذي رجع إل الكفر وأظهر الغلو) وقال‪( :‬غال ملعون‪2- ،‬‬

‫حرقه أمي الؤمني‬ ‫بالنار‪ ،‬وكان يزعم أن عليا إله‪ ،‬وأنه نب) (تنقيح القال ف علم‬

‫‪).‬الرجال)‪184 ،2/183( ،‬‬

‫وقال النوبت‪( :‬السبئية قالوا بإمامة علي وأنـها فرض من ال عز وجل وهم أصحاب عبد ال ‪3-‬‬

‫بن سبأ‪ ،‬وكان من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبأ منهم وقال‪" :‬إن‬

‫عليا‬ ‫ّ فسأله عن قوله هذا‪ ،‬فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه‪:‬‬
‫أمره بذلك" فأخذه علي‬

‫ً يدعو إل حبكم أهل البيت وإل وليتك والباءة من أعدائك؟ فصيه إل‬
‫يا أمي الؤمني أتقتل رجل‬

‫‪.‬الدائن‬
‫وحكى جاعة من أهل العلم أن عبد ال بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووال عليا وكان يقول وهو‬

‫على يهوديته ف يوشع بن نون بعد موسى عليه السلم بـهذه القالة‪ ،‬فقال ف إسلمه ف علي بن‬

‫أبي طالب بثل ذلك‪ ،‬وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي‬ ‫وأظهر الباءة من أعدائه ‪..‬‬

‫‪).‬فمن هنا قال من خالف الشيعة‪ :‬إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)‪44-32( ،‬‬

‫وقال سعد بن عبد ال الشعري القمي ف معرض كلمه عن السبئية‪( :‬السبئية أصحاب عبد ال بن ‪4-‬‬

‫سبأ‪ ،‬وهو عبد ال بن وهب الراسب المداني‪ ،‬وساعده على ذلك عبد ال بن خرسي وابن اسود وها‬

‫من أجل أصحابه‪ ،‬وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبأ منهم)‬

‫‪().‬القالت والفرق)‪20( ،‬‬

‫‪:‬وقال الصدوق ‪5-‬‬

‫وقال أمي الؤمني‬ ‫إذا فرغ أحدكم من الصلة فليفع يديه إل السماء وينصب ف الدعاء‪: (،‬‬

‫فقال ابن سبأ‪ :‬يا أمي الؤمني أليس ال عز وجل بكل مكان؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فلم يرفع يديه‬

‫إل السماء؟‬

‫‪:‬فقال‪ :‬أو ما تقرأ‬ ‫ُون‬


‫َ‬ ‫َد‬‫ُوع‬
‫َا ت‬
‫َم‬‫ْ و‬
‫ُم‬‫ُك‬
‫ْق‬‫ِز‬
‫ِ ر‬
‫َاء‬
‫ّم‬‫ِ الس‬
‫َف‬‫و‬ ‫الذاريات‪ ،]22:‬فمن أين[‬

‫يطلب الرزق إل موضعه؟ وموضعه ‪-‬الرزق‪ -‬ما وعد ال عز وجل السماء) (من ل يضره الفقيه) (‬
‫‪1/229).‬‬
‫وذكر ابن أبي الديد أن عبد ال بن سبأ قام إل علي وهو يطب فقال له‪( :‬أنت أنت‪ ،‬وجعل ‪6-‬‬

‫يكررها‪ ،‬فقال له ‪-‬علي‪ -‬ويلك من أنا‪ ،‬فقال‪ :‬أنت ال‪ ،‬فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على‬

‫‪).‬رأيه)‪ ،‬شرح نـهج البلغة (‪5/5‬‬

‫‪:‬وقال السيد نعمة ال الزائري ‪7-‬‬

‫قال عبد ال بن سبأ لعلي(‬ ‫أنت الله حقا‪ ،‬فنفاه علي ‪:‬‬ ‫إل الدائن‪ ،‬وقيل أنه كان يهوديا‬

‫فأسلم‪ ،‬وكان ف اليهودية يقول ف يوشع بن نون وف موسى مثل ما قال ف علي) (النوار‬

‫‪).‬النعمانية) (‪2/234‬‬

‫فهذه سبعة نصوص من مصادر معتبة ومتنوعة بعضها ف الرجال وبعضها ف الفقه والفرق‪ ،‬وتركنا‬

‫النقل عن مصادر كثية لئل نطيل كلها تثبت وجود شخصية اسها عبد ال بن سبأ‪ ،‬فل يكننا بعد‬

‫نفي وجودها خصوصا وإن أمي الؤمني‬ ‫قد أنزل بابن سبأ عقابا على قوله فيه بأنه إله‪،‬‬

‫وهذا يعن أن أمي الؤمني‬ ‫قد التقى عبد ال بن سبأ وكفى بأمي الؤمني حجة فل يكن بعد ذلك‬

‫‪.‬إنكار وجوده‬

‫‪:‬نستفيد من النصوص التقدمة ما يأتي‬

‫إثبات وجود شخصية ابن سبأ ووجود فرقة تناصره وتنادي بقوله‪ ،‬وهذه الفرقة تعرف ‪1-‬‬

‫‪.‬بالسبئية‬

‫إن ابن سبأ هذا كان يهوديا فأظهر السلم‪ ،‬وهو وإن أظهر السلم إل أن القيقة أنه بقي ‪2-‬‬

‫‪.‬على يهوديته‪ ،‬وأخذ يبث سومه من خلل ذلك‬

‫إنه هو الذي أظهر الطعن ف أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة‪ ،‬وكان أول من قال بذلك‪ ،‬وهو ‪3-‬‬

‫أول من قال بإمامة أمي الؤمني‬ ‫وهو الذي قال بأنه ‪،‬‬ ‫وصى النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأنه‬
‫نقل هذا القول عن اليهودية‪ ،‬وأنه ما قال هذا إل مبة لهل البيت ودعوة لوليتهم‪ ،‬والتبؤ‬

‫‪-.‬من أعدائهم ‪-‬وهم الصحابة ومن ولهم بزعمه‬

‫إذن شخصية عبد ال بن سبأ حقيقة ل يكن تاهلها أو إنكارها‪ ،‬ولذا ورد التنصيص عليها وعلى‬

‫‪:‬وجودها ف كتبنا ومصادرنا العتبة‪ ،‬وللستزادة ف معرفة هذه الشخصية‪ ،‬انظر الصادر التية‬

‫الغارات للثقفي‪ ،‬رجال الطوسي‪ ،‬الرجال للحلي‪ ،‬قاموس الرجال للتستي‪ ،‬دائرة العارف السماة‬

‫بقتبس الثر للعلمي الائري‪ ،‬الكن واللقاب لعباس القمي‪ ،‬حل الشكال لحد بن طاووس التوف‬

‫سنة (‪ ،)673‬الرجال لبن داود‪ ،‬التحرير للطاووسي‪ ،‬ممع الرجال للقهبائي‪ ،‬نقد الرجال‬

‫للتفرشي‪ ،‬جامع الرواة للمقدسي الردبيلي مناقب آل أبي طالب لبن شهر أشوب‪ ،‬مرآة النوار‬

‫لمد بن طاهر العاملي‪ ،‬فهذه على سبيل الثال ل الصر أكثر من عشرين مصدرا من مصادرنا تنص‬

‫ّد‬
‫كلها على وجود ابن سبأ‪ ،‬فالعجب كل العجب من فقهائنا أمثال الرتضى العسكري والسيد مم‬

‫‪.‬جواد مغنية وغيها ف نفي وجود هذه الشخصية‪ ،‬ول شك أن قولم ليس فيه شيء من الصحة‬

‫القيقة ف انتساب الشيعة لهل البيت‬

‫إن من الشائع عندنا معاشر الشيعة‪ ،‬اختصاصنا بأهل البيت‪ ،‬فالذهب الشيعي كله قائم على‬

‫مبة أهل البيت ‪-‬حسب رأينا‪ -‬إذ الولء والباء مع العامة ‪-‬وهم أهل السنة‪ -‬بسبب أهل البيت‪،‬‬

‫والباءة من الصحابة وف مقدمتهم اللفاء الثلثة وعائشة بنت أبي بكر بسبب الوقف من أهل‬

‫البيت‪ ،‬والراسخ ف عقول الشيعة جيعا صغيهم وكبيهم‪ ،‬عالهم وجاهلهم‪ ،‬ذكرهم وأنثاهم‪ ،‬أن‬

‫‪.‬الصحابة ظلموا أهل البيت‪ ،‬وسفكوا دماءهم واستباحوا حرماتـهم‬

‫وإن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء‪ ،‬ولذلك ل يتدد أحدنا ف تسميتهم بالنواصب‪،‬‬

‫ونستذكر دائما دم السي الشهيد‬ ‫ولكن كتبنا العتبة عندنا تبي لنا القيقة‪ ،‬إذ تذكر لنا ‪،‬‬

‫تذمر أهل البيت صلوات ال عليهم من شيعتهم‪ ،‬وتذكر لنا ما فعله الشيعة الوائل بأهل‬

‫البيت‪ ،‬وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬ومن الذي تسبب ف مقتلهم‬

‫‪.‬واستباحة حرماتـهم‬

‫قال أمي الؤمني‬ ‫لو ميزت شيعت لا وجدتـهم إل واصفة‪ ،‬ولو امتحنتهم لا وجدتـهم إل( ‪:‬‬

‫‪).‬مرتدين‪ ،‬ولو تحصتهم لا خلص من اللف واحد) (الكاف‪/‬الروضة ‪8/338‬‬

‫وقال أمي الؤمني‬ ‫‪:‬‬

‫يا أشباه الرجال ول رجال‪ ،‬حلوم الطفال وعقول ربات الجال‪ ،‬لوددت أني ل أركم ول أعرفكم(‬

‫معرفة جرت وال ندما وأعقبت صدما‪ ..‬قاتلكم ال لقد ملت قلب قيحا‪ ،‬وشحنتم صدري غيظا‪،‬‬

‫وجرعتموني نغب التهام أنفاسا‪ ،‬وأفسدت علي رأيي بالعصيان والذلن‪ ،‬حت لقد قالت قريش‪ :‬إن‬

‫ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن ل علم له بالرب‪ ،‬ولكن ل رأي لن ل يطاع) (نـهج البلغة ‪،70‬‬
‫‪71).‬‬
‫‪:‬وقال لم موبا‪ :‬منيت بكم بثلث‪ ،‬واثنتي‬

‫صم ذوو أساع‪ ،‬وبكم ذوو كلم‪ ،‬وعمي ذوو أبصار‪ ،‬ل أحرار صدق عند اللقاء‪ ،‬ول إخوان ثقة(‬

‫‪).‬عند البلء ‪ ..‬قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأة عن قبلها) (نـهج البلغة ‪142‬‬
‫قال لم ذلك بسبب تاذلم وغدرهم بأمي الؤمني‬ ‫‪.‬وله فيهم كلم كثي‬

‫وقال المام السي‬ ‫‪:‬ف دعائه على شيعته‬

‫اللهم إن متعتهم إل حي ففرقهم فرقا‪ ،‬واجعلهم طرائق قددا‪ ،‬ول ترض الولة عنهم أبدا‪(،‬‬

‫‪).‬فإنـهم دعونا لينصرونا ث عدوا علينا فقتلونا) (الرشاد للمفيد ‪241‬‬

‫‪:‬وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم‪ ،‬فكان ما قال‬

‫لكنكم استسرعتم إل بيعتنا كطية الدبا‪ ،‬وتـهافتم كتهافت الفراش‪ ،‬ث نقضتموها‪ ،‬سفها(‬

‫وبعدا وسحقا لطواغيت هذه المة وبقية الحزاب ونبذة الكتاب‪ ،‬ث انتم هؤلء تتخاذلون عنا‬

‫‪).‬وتقتلوننا‪ ،‬أل لعنة ال على الظالي) (الحتجاج ‪2/24‬‬

‫وهذه النصوص تبي لنا من هم قتلة السي القيقيون‪ ،‬إنـهم شيعته أهل الكوفة‪ ،‬أي أجدادنا‪،‬‬

‫فلماذا نمل أهل السنة مسؤولية مقتل السي‬ ‫!؟‬

‫‪:‬ولذا قال السيد مسن المي‬

‫بايع السي من أهل العراق عشرون ألفا‪ ،‬غدروا به وخرجوا عليه وبيعته ف أعناقهم‪ ،‬وقتلوه)(‬

‫‪().‬أعيان الشيعة‪/‬القسم الول ‪34‬‬

‫وقال السن‬ ‫‪:‬‬

‫أرى وال معاوية خيا ل من هؤلء يزعمون أنـهم ل شيعة‪ ،‬ابتغوا قتلي وأخذوا مال‪ ،‬وال لن(‬

‫آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به ف أهلي خي من أن يقتلوني فيضيع أهل بيت‪ ،‬وال‬

‫لو قاتلت معاوية لخذوا بعنقي حت يدفعوا بي إليه سلما‪ ،‬ووال لن أساله وأنا عزيز خي من‬

‫‪).‬أن يقتلن وأنا أسي) (الحتجاج ‪2/10‬‬

‫وقال المام زين العابدين‬ ‫‪:‬لهل الكوفة‬

‫هل تعلمون أنكم كتبتم إل أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد واليثاق ث قاتلتموه(‬

‫وخذلتموه ‪ ..‬بأي عي تنظرون إل رسول ال صلى ال عليه وآله وهو يقول لكم‪ :‬قاتلتم عتتي‬

‫‪).‬وانتهكتم حرمت فلستم من أمت) (الحتجاج ‪2/32‬‬

‫‪:‬وقال أيضا عنهم‬

‫‪).‬إن هؤلء يبكون علينا فمن قتلنا غيهم؟) (الحتجاج ‪(2/29‬‬

‫وقال الباقر‬ ‫‪:‬‬

‫لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم بنا شكاكا والربع الخر أحق) (رجال(‬

‫‪).‬الكشي ‪79‬‬

‫وقال الصادق‬ ‫‪:‬‬

‫أما وال لو أجد منكم ثلثة مؤمني يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا) (أصول(‬

‫‪).‬الكاف ‪1/496‬‬

‫‪:‬وقالت فاطمة الصغرى عليها السلم ف خطبة لا ف أهل الكوفة‬

‫يا أهل الكوفة‪ ،‬يا أهل الغدر والكر واليلء‪ ،‬إنا أهل البيت ابتلنا ال بكم‪ ،‬وابتلكم بنا(‬

‫ً وأموالنا نـهبا ‪ ..‬كما قتلتم‬


‫فجعل بلءنا حسنا ‪ ..‬فكفرتونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلل‬
‫جدنا بالمس‪ ،‬وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ‪ ..‬تبا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب‬

‫فكأن قد حل بكم ‪ ..‬ويذيق بعضكم بأس ما تلدون ف العذاب الليم يوم القيامة با ظلمتمونا‪،‬‬

‫أل لعنة ال على الظالي‪ .‬تبا لكم يأهل الكوفة‪ ،‬كم قرأت لرسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫‪.‬قبلكم‪ ،‬ث غدرت بأخيه علي بن أبي طالب وجدي‪ ،‬وبنيه وعتته الطيبي‬

‫‪:‬فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخرا فقال‬

‫نن قتلنا عليا وبن علي‬ ‫بسيوف هندية ورماح‬


‫ِ‬

‫وسبينا نساءهم سب ترك‬


‫ٍ‬ ‫‪2/28‬‬ ‫(الحتجاج‬ ‫ّ نطاح‬
‫ِ‬ ‫) ونطحناهم‬
‫ُ فأي‬

‫وقالت زينب بنت أمي الؤمني صلوات ال عليها لهل الكوفة تقريعا لم‪( :‬أما بعد يا أهل‬

‫الكوفة‪ ،‬يا أهل التل والغدر والذل ‪ ..‬إنا مثلكم كمثل الت نقضت غزلا من بعد قوة أنكاثا‪،‬‬

‫هل فيكم إل الصلف والعجب والشنف والكذب ‪ ..‬أتبكون أخي؟! أجل وال فابكوا كثيا واضحكوا‬

‫ً فقد ابليتم بعارها ‪ ..‬وان ترخصون قتل سليل خات النبوة ‪( )..‬الحتجاج ‪30-2/29‬‬
‫‪).‬قليل‬

‫‪:‬نستفيد من هذه النصوص وقد ‪-‬أعرضنا عن كثي غيها‪ -‬ما يأتي‬

‫‪.‬ملل وضجر أمي الؤمني وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتاذلم ‪1-‬‬

‫‪.‬تاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب ف سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتـهم ‪2-‬‬

‫إن أهل البيت عليهم السلم يملون شيعتهم مسؤولية مقتل السي ‪3-‬‬ ‫ومن معه وقد اعتف أحدهم‬

‫‪.‬برده على فاطمة الصغرى بأنـهم هم الذين قتلوا عليا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك‬

‫إن أهل البيت عليهم السلم دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنـهم طواغيت هذه المة وبقية ‪4-‬‬

‫الحزاب ونبذة الكتاب‪ ،‬ث زادوا على تلك بقولم‪ :‬أل لعنة ال على الظالي ولذا جاؤوا إل أبي‬

‫عبد ال‬ ‫‪:‬فقالوا له ‪،‬‬

‫إنا قد نبزنا نبزا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا‪ ،‬واستحلت له الولة دماءنا ف حديث(‬

‫رواه لم فقهاؤهم‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الرافضة؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال ما هم‬

‫‪).‬سوكم ‪ ..‬ولكن ال ساكم به) (الكاف ‪5/34‬‬

‫‪.‬فبي أبو عبد ال أن ال ساهم (الرافضة) وليس أهل السنة‬

‫لقد قرأت هذه النصوص مرارا‪ ،‬وفكرت فيها كثيا‪ ،‬ونقلتها ف ملف خاص وسهرت الليال ذوات‬

‫العدد أنعم النظر فيها ‪-‬وف غيها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك‪ -‬فلم أنتبه لنفسي إل‬

‫‪.‬وأنا أقول بصوت مرتفع‪ :‬كان ال ف عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم‬

‫نن نعلم جيعا ما لقاه أنبياء ال ورسله عليهم السلم من أذى أقوامهم‪ ،‬وما لقاه نبينا صلى‬

‫ال عليه وآله‪ ،‬ولكن عجبت من اثني‪ ،‬من موسى‬ ‫وصبه على بن إسرائيل‪ ،‬إذ نلحظ أن القرآن‬

‫الكري تدث عن موسى‬ ‫أكثر من غيه‪ ،‬وبي صبه على أكثر أذى بن إسرائيل ومراوغاتـهم‬

‫‪.‬وحبائلهم ودسائسهم‬

‫وأعجب من أهل البيت سلم ال عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم‬

‫صبهم على أهل الكوفة مركز الشيعة‪ ،‬على خيانتهم لم وغدرهم بـهم وقتلهم لم وسلبهم‬

‫أموالم‪ ،‬وصب أهل البيت على هذا كله‪ ،‬ومع هذا نلقي باللئمة على أهل السنة ونملهم‬
‫‪!.‬السؤولية‬

‫وعندما نقرأ ف كتبنا العتبة ند فيها عجبا عجابا‪ ،‬قد ل يصدق أحدنا إذا قلنا‪ :‬إن كتبنا‬

‫معاشر الشيعة ‪-‬تطعن بأهل البيت عليهم السلم وتطعن بالنب صلى ال عليه وآله‪ -‬وإليك‬

‫‪:‬البيان‬

‫عن أمي الؤمني‬ ‫ُفيا ‪-‬حار رسول ال صلى ال عليه وآله‪ -‬قال له‪ :‬بأبي أنت وأمي ‪-‬يا‬
‫إن غ‬

‫رسول ال‪ -‬إن أبي حدثن عن أبيه عن جده عن أبيه‪( :‬أنه كان مع نوح ف السفينة‪ ،‬فقام إليه‬

‫نوح فمسح على كفله ث قال‪ :‬يرج من صلب هذا المار حار يركبه سيد النبيي وخاتهم‪ ،‬فالمد ل‬

‫‪).‬الذي جعلن ذلك المار) (أصول الكاف ‪1/237‬‬

‫‪:‬وهذه الرواية تفيدنا با يأتي‬

‫!المار يتكلم ‪1-‬‬

‫المار ياطب رسول ال صلى ال عليه وآله بقوله‪ :‬فداك أبي وأمي!‪ ،‬مع أن السلمي هم الذين ‪2-‬‬

‫‪.‬يفدون رسول ال صلوات ال عليه بآبائهم وأمهاتـهم ل المي‬

‫المار يقول‪( :‬حدثن أبي عن جدي إل جده الرابع!) مع أن بي نوح وممد ألوفا من السني‪3- ،‬‬

‫بينما يقول المار أن جده الرابع كان مع نوح ف السفينة‪ .‬كنا نقرأ أصول الكاف مرة مع بعض‬

‫‪:‬طلبة الوزة ف النجف على المام الوئي فرد المام الوئي قائل‬
‫ً‬

‫انظروا إل هذه العجزة‪ ،‬نوح سلم ال عليه يب بحمد‬ ‫‪.‬وبنبوته قبل ولدته بألوف السني‬

‫‪:‬بقيت كلمات المام الوئي تتدد ف مسمعي مدة وأنا أقول ف نفسي‬

‫وكيف يكن أن تكون هذه معجزة وفيها حار يقول لرسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بأبي أنت‬

‫‪!.‬وأمي؟! وكيف يكن لمي الؤمني سلم ال عليه أن ينقل مثل هذه الرواية؟‬

‫‪.‬لكن سكت كما سكت غيي من السامعي‬

‫ونقل الصدوق عن الرضا‬ ‫‪:‬ف قوله تعال‬ ‫ِك‬


‫ْ‬ ‫ْس‬
‫ِ أم‬
‫ْه‬‫َي‬
‫َل‬‫َ ع‬
‫ْت‬‫َم‬
‫ْع‬‫َأن‬
‫ِ و‬
‫ْه‬‫َي‬
‫َل‬‫ُ ع‬
‫َ ال‬
‫ّ‬ ‫َم‬‫ِي أنع‬
‫ّذ‬‫ِل‬
‫ُ ل‬
‫ُول‬
‫َق‬‫ْ ت‬
‫َإذ‬
‫و‬

‫ِيه‬
‫ِ‬ ‫ْد‬‫ُب‬
‫ُ م‬
‫َا ال‬
‫ّ‬ ‫َ م‬
‫ِك‬‫ْس‬
‫ِف‬‫ِ ن‬
‫ِي ف‬
‫ْف‬‫َت‬
‫ُ‬ ‫َ و‬
‫ِ ال‬
‫ّ‬ ‫ّق‬‫َات‬
‫َ و‬
‫َك‬‫ْج‬
‫َو‬‫َ ز‬
‫ْك‬‫َي‬
‫َل‬‫ع‬ ‫الحزاب‪[،]37:‬‬

‫‪:‬قال الرضا مفسرا هذه الية‬

‫إن رسول ال صلى ال عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة ف أمر أراده‪ ،‬فرأى امرأته زينب(‬

‫‪).‬تغتسل فقال لا‪ :‬سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا ‪112‬‬

‫فهل ينظر رسول ال صلى ال عليه وآله إل امرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بـها ث يقول لا‬

‫‪!.‬سبحان الذي خلقك؟!‪ ،‬أليس هذا طعنا برسول ال صلى ال عليه وآله؟‬

‫وعن أمي الؤمني أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر (فجلست بينه وبي‬

‫عائشة‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬ما وجدت إل فخذي وفخذ رسول ال؟ فقال‪ :‬مه يا عائشة) (البهان ف تفسي‬

‫‪).‬القرآن ‪4/225‬‬

‫وجاء مرة أخرى فلم يد مكانا فأشار إليه رسول ال‪ :‬ههنا ‪-‬يعن خلفه‪ -‬وعائشة قائمة خلفه‬

‫وعليها كساء‪ :‬فجاء علي‬ ‫فقعد بي رسول ال وبي عائشة‪ ،‬فقالت وهي غاضبة‪( :‬ما وجدت لستك‬

‫‪-‬دبرك أو مؤخرتك‪ -‬موضعا غي حجري؟ فغضب رسول ال وقال‪ :‬يا حياء ل تؤذين ف أخي) (كتاب‬
‫‪).‬سليم بن قيس ‪179‬‬

‫وروى اللسي أن أمي الؤمني قال‪( :‬سافرت مع رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ليس له خادم غيي‪،‬‬

‫وكان له لاف ليس له غيه‪ ،‬ومعه عائشه‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله ينام بين وبي‬

‫عائشة ليس علينا ثلثتنا لاف غيه‪ ،‬فإذا قام إل الصلة ‪-‬صلة الليل‪ -‬يط بيده اللحاف من‬

‫‪).‬وسطه بين وبي عائشة حت يس اللحاف الفراش الذي تتنا) (بار النوار ‪40/2‬‬

‫هل يرضى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يلس علي ف حجر عائشة امرأته؟ أل يغار رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله على امرأته وشريكة حياته إذا تركها ف فراش واحد مع ابن عمه الذي ل يعتب‬

‫‪!.‬من الارم؟ ث كيف يرتضي أمي الؤمني ذلك لنفسه؟‬

‫قال السيد علي غروي أحد أكب العلماء ف الوزة‪( :‬إن النب صلى ال عليه وآله ل بد أن يدخل‬

‫فرجه النار‪ ،‬لنه وطئ بعض الشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة‪ ،‬وهذا كما هو معلوم‬

‫فيه إساءة إل النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬لنه لو كان فرج رسول ال صلى ال عليه وآله يدخل‬

‫‪.‬النار فلن يدخل النة أحد أبدا‬

‫‪.‬أكتفي بـهذه الروايات الست التعلقة برسول ال صلوات ال عليه لنتقل إل غيها‬

‫فقد أوردوا روايات ف أمي الؤمني‬ ‫‪:‬هذه بعضها‬

‫عن أبي عبد ال‬ ‫قال‪( :‬أتى عمر بامرأة قد تعلقت برجل من النصار كانت تـهواه‪ ،‬فأخذت‬

‫بيضة وصبت البياض على ثيابـها وبي فخذيها فقام علي فنظر بي فخذيها فاتـهمها) (بار‬

‫‪).‬النوار (‪40/303‬‬

‫ونن نتساءل هل ينظر أمي الؤمني بي فخذي امرأة أجنبية؟ وهل يعقل أن ينقل المام الصادق‬

‫هذا الب؟ وهل يقول هذا الكلم رجل أحب أهل البيت؟‬

‫وعن أبي عبد ال‬ ‫قال‪ :‬قامت امرأة شنيعة إل أمي الؤمني وهو على النب فقالت‪ :‬هذا قاتل‬

‫‪:‬الحبة‪ ،‬فنظر إليها وقال لا‬

‫ّة يا الت ل تيض كما تيض النساء يا الت علي منها شيء (‬
‫ّة يا مذكر‬
‫يا سلفع يا جريئة يا بذي‬

‫‪).‬بي مدل) (البحار ‪41/293‬‬

‫فهل يتلفظ أمي الؤمني بثل هذا الكلم البذئ؟ هل ياطب امرأة بقوله يا الت علي منها شيء‬

‫بي مدل؟ وهل ينقل الصادق‬ ‫مثل هذا الكلم الباطل؟ لو كانت هذه الروايات ف كتب أهل‬

‫!السنة لقمنا الدنيا ول نقعدها‪ ،‬ولفضحناهم شر فضيحة‪ ،‬ولكن ف كتبنا نن الشيعة‬

‫وف الحتجاج للطبسي أن فاطمة سلم ال عليها قالت لمي الؤمني‬ ‫‪:‬‬

‫يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الني وقعدت حجرة الظني‪ .‬وروى الطبسي ف الحتجاج أيضا كيف‬

‫أن عمر ومن معه اقتادوا أمي الؤمني‬ ‫والبل ف عنقه وهم يرونه جرا حت انتهى به إل أبي‬

‫بكر ث نادى بقوله‪ :‬ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونن!! ونن نسأل يا ترى أكان‬

‫أمي الؤمني جبانا إل هذا الد؟‬

‫وانظر وصفهم لمي الؤمني‬ ‫‪.‬إذ قالت فاطمة عنه‬

‫إن نساء قريش تدثن عنه إنه رجل دحداح البطن‪ ،‬طويل الذراعي ضخم الكراديس‪ ،‬أنزع‪ ،‬عظيم(‬
‫‪).‬العيني‪ ،‬لنكبه مشاش كمشاش البعي‪ ،‬ضاحك السن ل مال له) (تفسي القمي ‪2/336‬‬

‫‪:‬وعن أبي إسحاق أنه قال‬

‫أدخلن أبي السجد يوم المعة فرفعن فرأيت عليا يطب على النب شيخا‪ ،‬أصلع‪ ،‬ناتئ البهة‪(،‬‬

‫‪).‬عريض ما بي النكبي ف عينه اطرغشاش (يعن لي ف عينه) مقاتل الطالبي‬

‫فهل كانت هذه أوصاف أمي الؤمني‬ ‫؟؟‬

‫‪.‬نكتفي بـهذا القدر لننتقل إل روايات تتعلق بفاطمة سلم ال عليها‬

‫روى أبو جعفر الكلين ف أصول الكاف أن فاطمة أخذت بتلبيب عمر إليها‪ ،‬وف كتاب سليم بن‬

‫قيس (أنـها سلم ال عليها تقدمت إل أبي بكر وعمر ف قضية فدك وتشاجرت معهما‪ ،‬وتكلمت ف‬

‫‪).‬وسط الناس وصاحت وجع الناس إليها) (‪253‬‬

‫فهل كانت عرمة حت تفعل هذا؟‬

‫وروى الكلين ف الفروع أنـها سلم ال عليها ما كانت راضية بزواجها من علي‬ ‫إذ دخل عليها‬

‫أبوها‬ ‫وهي تبكي فقال لا‪ :‬ما يبكيك؟ فوال لو كان ف أهلي خي منه ما زوجتكه‪ ،‬وما أنا‬

‫زوجتك ولكن ال زوجك‪ ،‬ولا دخل عليها أبوها صلوات ال عليه ومعه بريده‪ :‬لا أبصرت أباها‬

‫دمعت عيناها‪ ،‬قال ما يبكيك يا بنيت؟ قالت‪( :‬قلة الطعم‪ ،‬وكثرة الم‪ ،‬وشدة الغم‪ ،‬وقالت ف‬

‫رواية‪ :‬وال لقد اشتد حزني واشتدت فاقت وطال سقمي) (كشف الغمة ‪ )150-1/149‬وقد وصفوا‬

‫عليا‬ ‫وصفا جامعا فقالوا‪( :‬كان‬ ‫أسر مربوعا‪ ،‬وهو إل القصر أقرب‪ ،‬عظيم البطن‪ ،‬دقيق‬

‫ِش الساقي ف عينه لي عظيم اللحية أصلع‪ ،‬ناتئ البهة) (مقاتل‬


‫الصابع‪ ،‬غليظ الذراعي ح‬
‫َ‬

‫‪).‬الطالبي ‪27‬‬

‫فإذا كانت هذه أوصاف أمي الؤمني كما يقولون فكيف يكن أن ترضى به؟ ونكتفي بـهذه النصوص‬

‫حرصا على عدم الطالة‪ ،‬وكانت الرغبة أن ننقل ما ورد من نصوص بق كل واحد من الئمة عليهم‬

‫السلم‪ ،‬ث عدلنا عن ذلك إل الكتفاء بمس روايات وردت بق كل واحد‪ ،‬ث رأينا أن المر أيضا‬

‫يطول إذ نقلنا خس روايات وردت بق النب صلوات ال عليه وخسا أخرى بق أمي الؤمني وخسا‬

‫أخرى بق فاطمة سلم ال عليها فاستغفرق ذلك صفحات عديدة‪ ،‬لذلك سنحاول أن نتصر أكثر حت‬

‫‪.‬نطلع على خفايا أكثر‬

‫ّد صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬يا مم‬


‫ّد‬ ‫نقل الكلين ف الصول من الكاف‪ :‬أن جبيل نزل على مم‬

‫إن ال يبشرك بولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال‪ :‬يا جبيل وعلى ربي السلم‪ ،‬ل‬

‫حاجة ل ف مولود يولد من فاطمة‪ ،‬تقتله أمت من بعدي‪ ،‬فعرج ث هبط فقال مثل ذلك‪ :‬يا جبيل‬

‫وعلى ربي السلم‪ ،‬ل حاجة ل ف مولود تقتله أمت من بعدي‪ .‬فعرج ث هبط فقال مثل ذلك‪ :‬يا‬

‫جبيل وعلى ربي السلم ل حاجة ل ف مولود تقتله أمت من بعدي‪ .‬فعرج جبيل إل السماء ث هبط‬

‫فقال‪ :‬يا مم‬


‫ّد إن ربك يقرئك السلم ويبشرك بأنه جاعل ف ذريته المامة والولية والوصية‪،‬‬

‫فقال‪ :‬إني رضيت‪ ،‬ث أرسل إل فاطمة أن ال يبشرني بولود يولد لك تقتله أمت من بعدي‪،‬‬

‫فأرسلت إليه أن ل حاجة ل ف مولود تقتله أمتك من بعدك‪ ،‬وأرسل إليها إن ال عز وجل جعل ف‬

‫ذريته المامة والولية والوصية‪ ،‬فأرسلت إليه إني رضيت‪ ،‬فحملته كرها ‪ ..‬ووضعته كرها ول‬
‫يرضع السي من فاطمة عليها السلم ول من أنثى‪ ،‬كان يؤتى بالنب صلى ال عليه وآله فيضع‬

‫‪).‬إبـهامه ف فيه فيمص ما يكفيه اليومي والثلثة‬

‫ولست أدري هل كان رسول ال صلى ال عليه وآله يرد أمرا بشره ال به؟ وهل كانت الزهراء سلم‬

‫ال عليها ترد أمرا قد قضاه ال وأراد تبشيها به فتقول‪( :‬ل حاجة ل به)؟‪ .‬وهل حلت بالملي‬

‫وهي كارهة له ووضعته وهي كارهة له؟ وهل امتنعت عن ارضاعه حت كان يؤتى بالنب صلوات ال‬

‫عليه ليضعه من إبـهامه ما يكفيه اليومي والثلثة؟‬

‫إن سيدنا ومولنا السي الشهيد سلم ال عليه أجل وأعظم من أن يقال بقه مثل هذا الكلم‪ ،‬وهو‬

‫أجل وأعظم من أن تكره أمه حله ووضعه‪ .‬إن نساء الدنيا يتمني أن تلد كل واحدة منهن عشرات‬

‫الولد مثل المام السي سلم ربي عليه‪ ،‬فكيف يكن للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حل السي‬

‫وتكره وضعه وتتنع عن إرضاعه؟؟‬

‫ف جلسة ضمت عددا من السادة وطلب الوزة العلمية تدث المام الوئي فيها عن موضوعات شت ث‬

‫ختم كلمه بقوله‪ :‬قاتل ال الكفرة‪ .‬قلنا‪ :‬من هم؟ قال‪ :‬النواصب ‪-‬أهل السنة‪ -‬يسبون السي‬

‫‪!!.‬صلوات ال عليه بل يسبون أهل البيت‬

‫!ماذا أقول للمام الوئي؟‬

‫لا زوج أمي الؤمني‬ ‫ابنته أم كلثوم من عمر بن الطاب‪ ،‬نقل أبو جعفر الكلين عن أبي عبد‬

‫ال‬ ‫‪).‬أنه قال ف ذلك الزواج‪( :‬إن ذلك فرج غصبناه!!!) (فروع الكاف ‪2/141‬‬

‫ونسأل قائل هذا الكلم‪ :‬هل تزوج عمر أم كلثوم زواجا شرعيا أم اغتصبها غصبا؟ إن الكلم‬

‫النسوب إل الصادق‬ ‫واضح العن‪ ،‬فهل يقول أبو عبد ال مثل هذا الكلم الباطل عن ابنة‬

‫الرتضى‬ ‫؟‬

‫‪!.‬ث لو كان عمر اغتصب أم كلثوم فكيف رضي أبوها أسد ال وذو الفقار وفت قريش بذلك؟‬

‫عندما نقرأ ف الروضة من الكاف (‪ ،)8/101‬ف حديث أبي بصي مع الرأة الت جاءت إل أبي عبد‬

‫ال تسأل عن (أبي بكر وعمر) فقال لا‪ :‬توليهما‪ ،‬قالت‪ :‬فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتن‬

‫‪.‬بوليتهما؟ قال‪ :‬نعم‬

‫فهل الذي يأمر بتول عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة من أهل البيت؟؟‬

‫لا سألت المام الوئي عن قول أبي عبد ال للمرأة بتول أبي بكر وعمر‪ ،‬قال‪ :‬إنا قال لا ذلك‬

‫‪!!.‬تقية‬

‫وأقول للمام الوئي‪ :‬إن الرأة كانت من شيعة أهل البيت‪ ،‬وأبو بصي من أصحاب الصادق‬ ‫فما‬

‫كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحا‪ ،‬فالق إن هذا التبير الذي قال به أبو‬

‫‪.‬القاسم الوئي غي صحيح‬

‫وأما السن‬ ‫فقد روى الفيد ف الرشاد عن أهل الكوفة أنـهم‪ :‬شدوا على فسطاطه وانتهبوه حت‬

‫أخذوا مصله من تته فبقى جالسا متقلدا السيف بغي رداء) (ص ‪ )190‬أيبقى السن‬ ‫بغي رداء‬

‫‪.‬مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه مبة؟‬

‫ودخل سفيان بن أبي ليلى على السن‬ ‫وهو ف داره فقال للمام السن‪( :‬السلم عليك يا مذل‬
‫الؤمني! قال وما علمك بذلك؟ قال‪ :‬عمدت إل أمر المة فخلعته من عنقك‪ ،‬وقلدته هذه الطاغية‬

‫‪).‬يكم بغي ما أنزل ال؟) (رجال الكشي ‪103‬‬

‫هل كان السن‬ ‫ً للمؤمني؟ أم أنه كان معزا لم لنه حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه‬
‫مذل‬

‫الكيم ونظره الثاقب؟‬

‫فلو أن السن‬ ‫حارب معاوية وقاتله على اللفة لريق بر من دماء السلمي‪ ،‬ولقتل منهم عدد ل‬

‫‪.‬يصيه إل ال تبارك وتعال‪ ،‬ولزقت المة تزيقا ولا قامت لا قائمة من ذلك الوقت‬

‫وللسف فإن هذا القول ينسب إل أبي عبد ال‬ ‫‪.‬ووال إنه لبيء من هذا الكلم وأمثاله‬

‫وأما المام الصادق فقد ناله منهم شت أنواع الذى ونسبوا إليه كل قبيح‪ ،‬اقرأ معي هذا‬

‫‪:‬النص‬

‫عن زرارة قال‪( :‬سألت أبا عبد ال‬ ‫عن التشهد ‪ ..‬قلت التحيات والصلوات ‪ ..‬فسألته عن‬

‫التشهد فقال كمثله‪ ،‬قال‪ :‬التحيات والصلوات‪ ،‬فلما خرجت ضرطت ف ليته وقلت‪ :‬ل يفلح أبدا)‬

‫‪().‬رجال الكشي ‪142‬‬

‫حق لنا أن نبكي دما على المام الصادق‬ ‫نعم ‪..‬كلمة قذرة كهذه تقال ف حق المام أبي عبد‬

‫ال؟ أيضرط زرارة ف لية أبي عبد ال‬ ‫؟! أيقول عن الصادق‬ ‫ل يفلح أبدا؟؟‬

‫لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون‪ ،‬وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلف‬

‫فرقهم‪ ،‬فما رأيت أحدا منهم اعتض على هذا الكلم أو أنكره أو نبه عليه‪ ،‬وحت المام الوئي‪،‬‬

‫لا شرع ف تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الديث) فإني كنت أحد الذين ساعدوه ف تأليف هذا‬

‫ً‪ ،‬ث‬
‫السفر وف جع الروايات من بطون الكتب‪ ،‬لا قرأنا هذه الرواية على مسمعه أطرق قليل‬

‫قال‪ :‬لكل جواد كبوة ولكل عال هفوة‪ ،‬ما زاد على ذلك‪ ،‬ولكن أيها المام الليل إن الفوة‬

‫تكون بسبب غفلة أو خطأ غي مقصود‪ ،‬إن قوة العلقة بك إذا كنت لك بنـزلة الولد للوالد‪،‬‬

‫وكنت من بنـزلة الوالد لولده تتم علي أن أحل كلمك على حسن النية وسلمة الطوية وإل لا‬

‫كنت أرضى منك السكوت على هذه الهانة على المام الصادق أبي عبد ال‬ ‫‪.‬‬

‫وقال ثقة السلم الكلين (حدثن هشام بن الكم وحاد عن زرارة قال‪ :‬قلت ف نفسي‪ :‬شيخ ل علم‬

‫)‪-‬له بالصومة ‪-‬والراد إمامه‬

‫‪:‬وقد كتبوا ف شرح هذا الديث‬

‫‪.‬إن هذا الشيخ عجوز ل عقل له ول يسن الكلم مع الصم‬

‫‪.‬فهل المام الصادق (ل عقل له)؟‬

‫إن قلب ليعتصر ألا وحزنا‪ ،‬فإن هذا السباب وهذه الشتائم وهذه الرأة ل يستحقها أهل البيت‬

‫‪.‬الكرام‪ ،‬فينبغي التأدب معهم‬

‫وأما العباس وابنه عبد ال‪ ،‬وابنه الخر عبيد ال‪ ،‬وعقيل عليهم السلم جيعا فلم يسلموا من‬

‫‪.‬الطعن والغمز واللمز‪ ،‬اقرأ معي هذه النصوص‬

‫‪:‬روى الكشي أن قوله تعال‬ ‫ِي‬


‫ُ‬ ‫َش‬
‫ْع‬‫َ ال‬
‫ْس‬‫ِئ‬
‫َب‬‫َل‬
‫َ و‬
‫ْل‬‫َو‬
‫َ ال‬
‫ْ‬ ‫ْس‬‫ِئ‬
‫َب‬‫ل‬ ‫نزلت فيه ‪-‬أي ف العباس‪-‬‬

‫‪().‬رجال الكشي ‪54‬‬


‫‪:‬وقوله تعال‬ ‫ِيل‬
‫ً‬ ‫َب‬‫ّ س‬
‫َل‬‫َأض‬
‫َى و‬
‫ْم‬‫ِ أع‬
‫َة‬‫ِر‬
‫ِ الخ‬
‫َ ف‬
‫ُو‬‫َه‬
‫َى ف‬
‫ْم‬‫ِ أع‬
‫ِه‬‫َـذ‬
‫ِ ه‬
‫َ ف‬
‫َان‬
‫َن ك‬
‫َم‬‫و‬

‫‪:‬وقوله تعال‬ ‫ُم‬


‫ْ‬ ‫َك‬
‫َ ل‬
‫َح‬‫ْ أنص‬
‫ّ أن‬
‫ْت‬‫َد‬
‫ْ أر‬
‫ِي إن‬
‫ْح‬‫ُص‬
‫ْ ن‬
‫ُم‬‫ُك‬
‫َع‬‫َنف‬
‫َ ي‬
‫َل‬‫و‬ ‫نزلنا فيه (‪-52‬‬

‫‪ )53‬وروى الكشي أيضا أن أمي الؤمني‬ ‫دعا على عبد ال بن العباس وأخيه عبيدال فقال‪:‬‬

‫(اللهم العن ابن فلن ‪-‬يعن عبد ال وعبيدال‪ -‬واعم أبصارها كما عميت قلوبـهما الجلي ف‬

‫ً على عمى قلوبـهما) ( ‪52‬‬


‫‪).‬رقبت‪ ،‬واجعل عمى أبصارها دليل‬

‫وروى ثقة السلم أبو جعفر الكلين ف الفروع عن المام الباقر قال ف أمي الؤمني‪( :‬وبقي معه‬

‫)رجلن ضعيفان ذليلن حديثا عهد بالسلم‪ ،‬عباس وعقيل‬

‫إن اليات الثلث الت زعم الكشي أنـها نزلت ف العباس معناها الكم عليه بالكفر واللود ف‬

‫‪:‬النار يوم القيامة‪ ،‬وإل قل ل بال عليك ما معن قوله‬ ‫َل‬


‫ّ‬ ‫َأض‬
‫َى و‬
‫ْم‬‫ِ أع‬
‫َة‬‫ِر‬
‫ِ الخ‬
‫َ ف‬
‫ُو‬‫َه‬
‫ف‬

‫ِيل‬
‫ً‬ ‫َب‬‫‪.‬؟ س‬

‫وأما أن أمي الؤمني‬ ‫دعا على ولدي العباس عبد ال وعبيدال باللعن وعمى البصر وعمى‬

‫‪.‬القلب فهذا تكفي لما‬

‫إن عبد ال بن العباس تلقبه العامة ‪-‬أهل السنة‪ -‬بتجان القرآن وحب المة‪ ،‬فكيف نلعنه نن‬

‫وندعي مبة أهل البيت عليهم السلم؟‬

‫وأما عقيل‬ ‫!فهو أخو أمي الؤمني فهل هو ذليل وحديث عهد بالسلم؟‬

‫وأما المام زين العابدين علي بن السي فقد روى الكلين‪ :‬أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون‬

‫عبدا له‪ ،‬فرضي‬ ‫أن يكون عبدا ليزيد إذ قال له‪( :‬قد أقررت لك با سألت‪ ،‬أنا عبد مكره‬

‫‪).‬فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع) (الروضة من الكاف ‪8/235‬‬

‫‪:‬فانظر قوله وانظر معناه‬

‫قد أقررت بأني عبد لك‪ ،‬وأنا عبد مكره فإن شئت فأبقن عبدا لك وإن شئت أن تبيعن فبعن)(‬

‫فهل يكون المام‬ ‫عبدا ليزيد يبيعه مت شاء‪ ،‬ويبقي عليه مت شاء؟‬

‫إذا أردنا أن نستقصي ما قيل ف أهل البيت جيعا فإن الكلم يطول بنا إذ ل يسلم واحد منهم‬

‫من كلمة نابية أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسبت إليهم أعمال شنيعة كثية وف أمهات‬

‫‪.‬مصادرنا وسيأتيك شيء من ذلك ف فصل قادم‬

‫‪:‬إقرأ معي هذه الرواية‬

‫عن أبي عبد ال‬ ‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله ل ينام حت يقبل عرض وجه فاطمة) (بار( ‪:‬‬

‫‪).‬النوار ‪43/42‬‬

‫‪).‬وكان يضع وجهه الكري بي ثديي فاطمة عليها السلم) (بار النوار ‪(43/78‬‬

‫إن فاطمة سلم ال عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول ال وجهه بي ثدييها؟! فإذا كان‬

‫ّد‬
‫هذا نصيب رسول ال صلوات ال عليه ونصيب فاطمة فما نصيب غيها؟ لقد شكوا ف المام مم‬

‫‪ (..).‬القانع هل هو ابن الرضا أم أنه ابن‬

‫‪:‬إقرأ معي هذا النص‬

‫عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا‬ ‫‪:‬‬


‫ما كان فينا إمام قط حائل اللون ‪-‬أي تغي واسود‪ -‬فقال لم الرضا(‬ ‫هل ابن‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن ‪:‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله قد قضى بالقافة ‪-‬مفردها قائف وهو الذي يعرف الثار والشباه‬

‫ويكم بالنسب‪ -‬فبيننا وبينك القافة‪ ،‬قال‪ :‬ابعثوا أنتم إليه فأما أنا فل‪ ،‬ول تعلموهم لا‬

‫‪.‬دعوتـهم ولتكونوا ف بيوتكم‬

‫فلما جاءوا أقعدونا ف البستان واصطف عمومته واخوته وأخواته‪ ،‬وأخذوا الرضا‬ ‫وألبسوه ‪،‬‬

‫جبة صوف وقلنسوة منها‪ ،‬ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له‪ :‬ادخل البستان كأنك تعمل فيه‪،‬‬

‫ث جاءوا بأبي جعفر‬ ‫فقالوا‪ :‬القوا هذا الغلم بأبيه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ليس له ههنا أب ولكن هذا‬

‫عم أبيه‪ ،‬وهذا عمه وهذه عمته‪ ،‬وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان‪ ،‬فإن قدميه وقدميه‬

‫واحدة‪ ،‬فلما رجع أبو السن قالوا‪ :‬هذا أبوه) (أصول الكاف ‪ ،)1/322‬أي أنـهم شكوا ف كون‬

‫ّد القانع سلم ال عليه ابن الرضا‬


‫مم‬ ‫بينما يؤكد الرضا ‪،‬‬ ‫أنه ابنه‪ ،‬وأما الباقون‬

‫فإنـهم أنكروا ذلك ولذا قالوا‪( :‬ما كان فينا إمام قط حائل اللون) ول شك أن هذا طعن ف‬

‫عرض الرضا‬ ‫واتـهام لمرأته وشك ف عفتها‪ ،‬ولذا ذهبوا فأتوا بالقافة‪ ،‬وحكم القافة بأن‬

‫ممدا القانع هو ابن الرضا‬ ‫‪.‬لصلبه‪ ،‬عند ذلك رضوا وسكتوا‬

‫من المكن اتـهام الخرين بثل هذه التهمة‪ ،‬وقد يصدق الناس ذلك‪ ،‬أما اتـهام أهل البيت‬

‫صلوات ال عليهم فهذا من أشنع ما يكون‪ ،‬وللسف فإن مصادرنا الت نزعم أنـها نقلت علم أهل‬

‫البيت مليئة بثل هذا الباطل ول حول ول قوة إل بال‪ .‬عندما قرأنا هذا النص أيام دراستنا‬

‫ف الوزة مر عليه علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام‪ ،‬وما زلت أذكر تعليل الوئي عندما عرضت‬

‫ً عن السيد آل كاشف الغطاء‪ :‬إنا فعلوا ذلك لرصهم على بقاء‬


‫عليه هذا النص إذ قال ناقل‬

‫‪!!.‬نسلهم نقيا‬

‫بل اتـهموا الرضا سلم ال عليه بأنه كان يعشق بنت عم الأمون وهي تعشقه‪( ،‬انظر عيون‬

‫‪).‬أخبار الرضا ‪153‬‬

‫ولقبوا جعفرا بعفر الكذاب فسبوه وشتموه مع أنه أخو السن العسكري فقال الكلين‪( :‬هو معلن‬

‫الفسق فاجر‪ ،‬ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه‪ ،‬خفيف قليل ف‬

‫‪).‬نفسه) (أصول الكاف ‪1/504‬‬

‫فهل ف أهل البيت سلم ال عليهم شريب خر؟! أو فاسق؟ أو فاجر؟‬

‫إذا أردنا أن نعرف تفاصيل أكثر فعلينا أن نقرأ الصادر العتبة عندنا لنعرف ماذا قيل ف‬

‫حق الباقي منهم عليهم السلم‪ ،‬ولنعرف كيف قتلت ذرياتـهم الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين‬

‫قتلهم؟‬

‫لقد قتل عدد كبي منهم ف ضواحي بلد فارس بأيدي أناس من تلك الناطق‪ ،‬ولول أني أخشى‬

‫الطالة أكثر ما ذكرت‪ ،‬لذكرت أساء من أحصيته منهم وأساء من قتلهم‪ ،‬ولكن أحيل القارئ‬

‫‪.‬الكري إل كتاب مقاتل الطالبي للصفهاني فإنه كفيل ببيان ذلك‬

‫ّد الباقر وابنه جعفر الصادق‬


‫وأعلم أن أكثر من تعرض للطعن والغمز واللمز المامان مم‬

‫عليهما السلم وعلى آبائهما‪ ،‬فقد نسبت إليهم أغلب السائل كالقول بالتقية والتعة‬
‫واللواطة بالنساء وإعارة الفرج و‪ ..‬و‪ ..‬إل‬

‫‪.‬وها سلم ال عليهما بريئان من هذا كله‬

‫التعة وما يتعلق با‬

‫كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (الرأة عند الشيعة) لكن عدلت عن ذلك لني رأيت أن كل‬

‫الروايات الت روتـها كتبنا تنسب إل النب صلى ال عليه وآله وإل أمي الؤمني وأبي عبد ال‬

‫‪.‬وغيها من الئمة‬

‫فما أردت أن يصيب الئمة عليهم السلم أي طعن لن ف تلك الروايات من قبيح الكلم ما ل‬

‫‪.‬يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه لرسول ال صلى ال عليه وآله وللئمة عليهم السلم‬

‫لقد استغلت التعة أبشع استغلل‪ ،‬وأهينت الرأة شر إهانة‪ ،‬وصار الكثيون يشبعون رغباتـهم‬

‫ً بقوله تعال‬
‫‪:‬النسية تت ستار التعة وباسم الدين‪ ،‬عمل‬ ‫ُن‬
‫ّ‬ ‫ُوه‬
‫َآت‬
‫ّ ف‬
‫ُن‬‫ْه‬
‫ِن‬‫ِ م‬
‫ِه‬‫ْ ب‬
‫ُم‬‫ْت‬
‫َع‬‫ْت‬
‫َم‬‫ْت‬
‫َا اس‬
‫َم‬‫ف‬

‫َة‬
‫ً‬ ‫ِيض‬
‫َر‬‫ّ ف‬
‫ُن‬‫َه‬
‫ُور‬
‫أج‬ ‫النساء‪ ،]24:‬لقد أوردوا روايات ف التغيب بالتعة‪ ،‬وحددوا أو رتبوا[‬

‫عليها الثواب وعلى تاركها العقاب‪ ،‬بل اعتبوا كل من ل يعمل بـها ليس مسلما‪ .‬اقرأ معي‬

‫‪:‬هذه النصوص‬

‫قال النب صلى ال عليه وآله‪( :‬من تتع بامرأة مؤمنة كأنا زار الكعبة سبعي مرة) فهل الذي‬

‫يتمتع كمن زار الكعبة سبعي مرة؟ وبن؟ بامرأة مؤمنة؟ وروى الصدوق عن الصادق‬ ‫‪:‬قال‬

‫إن التعة دين ودين آبائي فمن عمل بـها عمل بديننا‪ ،‬ومن أنكرها أنكر ديننا‪ ،‬واعتقد بغي(‬

‫‪.‬ديننا) (من ل يضره الفقيه ‪ )3/366‬وهذا تكفي لن ل يقبل بالتعة‬

‫وقيل لبي عبد ال‬ ‫هل للمتمتع ثواب؟ قال‪( :‬إن كان يريد بذلك وجه ال ل يكلمها كلمة إل ‪:‬‬

‫كتب ال له بـها حسنة‪ ،‬فإذا دنا منها غفر ال له بذلك ذنبا‪ ،‬فإذا اغتسل غفر ال له بقدر‬

‫‪).‬ما مر من الاء على شعره) (من ل يضره الفقيه ‪3/366‬‬

‫وقال النب صلى ال عليه وآله‪( :‬من تتع مرة أمن سخط البار‪ ،‬ومن تتع مرتي حشر مع البرار‪،‬‬

‫ومن تتع ثلث مرات زاحن ف النان) (من ل يضره الفقيه ‪ ،)3/366‬قلت‪ :‬ورغبة ف نيل هذا‬

‫الثواب فإن علماء الوزة ف النجف وجيع السينيات ومشاهد الئمة يتمتعون بكثرة‪ ،‬وأخص‬

‫بالذكر منهم السيد الصدر والبوجرودي والشيازي والقزوين والطباطبائي‪ ،‬والسيد الدني‬

‫إضافة إل الشاب الصاعد أبو الارث الياسري وغيهم‪ ،‬فإنـهم يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبة ف‬

‫‪.‬نيل هذا الثواب ومزاحة النب صلوات ال عليه ف النان‬

‫وروى السيد فتح ال الكاشاني ف تفسي منهج الصادقي عن النب صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من‬

‫تتع مرة كانت درجته كدرجة السي‬ ‫ومن تتع مرتي فدرجته كدرجة السن ‪،‬‬ ‫ومن تتع ثلث مرات ‪،‬‬

‫كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب‬ ‫‪).‬ومن تتع أربع فدرجته كدرجت‬

‫ً قذرا تتع مرة أفتكون درجته كدرجة السي‬


‫لو فرضنا أن رجل‬ ‫؟ وإذا تتع مرتي أو ثلثا أو‬

‫أربعا كانت درجة السن وعلي والنب عليهم السلم؟ أمنـزلة النب صلوات ال عليه ومنـزلة‬

‫الئمة هينة إل هذا الد؟؟‬

‫وحت ولو كان التمتع هذا قد بلغ ف اليان مرتبة عالية أيكون كدرجة السي؟ أو أخيه؟ أو‬
‫أبيه أو جده؟‬

‫إن مقام السي أسى وأعلى من أن يبلغه أحد مهما كان قوي اليان‪ ،‬ودرجة السن وعلي والنب‬

‫‪.‬عليهم السلم جيعا ل يبلغها أحد مهما سا وعل إيانه‬

‫‪).‬لقد أجازوا التمتع حت بالاشية كما روى ذلك الطوسي ف (التهذيب ‪2/193‬‬

‫أقول‪ :‬إن الاشيات أرفع من أن يتمتع بـهن‪ ،‬فهن سليلت النبوة ومن أهل البيت فحاشا لن‬

‫ذلك‪ ،‬وسيأتي السبب إن شاء ال‪ ،‬وقد بي الكلين أن التعة توز ولو لضجعة واحدة بي الرجل‬

‫‪).‬والرأة‪ ،‬وهذا منصوص عليه ف فروع (الكاف ‪5/460‬‬

‫ول يشتط أن تكون التمتع بـها بالغة راشدة‪ ،‬بل قالوا يكن التمتع بن ف العاشرة من العمر‬

‫ولذا روى الكلين ف (الفروع ‪ ،)5/463‬والطوسي ف (التهذيب ‪ ،)7/255‬أنه قيل لبي عبد ال‬ ‫‪:‬‬

‫الارية الصغية هل يتمتع بـها الرجل؟ فقال‪ :‬نعم إل أن تكون صبية تدع‪ .‬قيل‪ :‬وما الد(‬

‫‪).‬الذي إذا بلغته ل تدع؟ قال‪ :‬عشر سني‬

‫وهذه النصوص كلها سيأتي الرد عليها إن شاء ال‪ ،‬ولكن أقول‪ :‬إن ما نسب إل أبي عبد ال‬ ‫ف‬

‫جواز التمتع بن كانت ف العاشرة من عمرها‪ ،‬أقول‪ :‬قد ذهب بعضهم إل جواز التمتع بن هي دون‬

‫‪.‬هذا السن‬

‫لا كان المام المين مقيما ف العراق كنا نتدد إليه ونطلب منه العلم حت صارت علقتنا معه‬

‫وثيقة جدا‪ ،‬وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة من مدينة تلعفر وهي مدينة تقع غرب الوصل‬

‫على مسية ساعة ونصف تقريبا بالسيارة‪ ،‬فطلبن للسفر معه فسافرت معه‪ ،‬فاستقبلونا وأكرمونا‬

‫غاية الكرم مدة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية القيمة هناك‪ ،‬وقد قطعوا عهدا بنشر‬

‫‪.‬التشيع ف تلك الرجاء وما زالوا يتفظون بصورة تذكارية لنا ت تصويرها ف دارهم‬

‫ولا انتهت مدة السفر رجعنا‪ ،‬وف طريق عودتنا ومرورنا ف بغداد أراد المام أن نرتاح من‬

‫عناء السفر‪ ،‬فأمر بالتوجه إل منطقة العطيفية حيث يسكن هناك رجل إيراني الصل يقال له‬

‫‪.‬سيد صاحب‪ ،‬كانت بينه وبي المام معرفة قوية‬

‫فرح سيد صاحب بجيئنا‪ ،‬وكان وصولنا إليه عند الظهر‪ ،‬فصنع لنا غداء فاخرا واتصل ببعض‬

‫أقاربه فحضروا وازدحم منـزله احتفاء بنا‪ ،‬وطلب سيد صاحب إلينا البيت عنده تلك الليلة‬

‫فوافق المام‪ ،‬ث لا كان العشاء أتونا بالعشاء‪ ،‬وكان الاضرون يقبلون يد المام ويسألونه‬

‫وييب عن أسئلتهم‪ ،‬ولا حان وقت النوم وكان الاضرون قد انصرفوا إل أهل الدار‪ ،‬أبصر المام‬

‫المين صبية بعمر أربع سنوات أو خس ولكنها جيلة جدا‪ ،‬فطلب المام من أبيها سيد صاحب‬

‫إحضارها للتمتع بـها فوافق أبوها بفرح بالغ‪ ،‬فبات المام المين والصبية ف حضنه ونن نسمع‬

‫‪.‬بكاءها وصريها‬

‫الهم أنه أمضى تلك الليلة فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الفطار نظر إل فوجد علمات‬

‫النكار واضحة ف وجهي؛ إذ كيف يتمتع بـهذه الطفلة الصغية وف الدار شابات بالغات راشدات‬

‫كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟‬

‫فقال ل‪ :‬سيد حسي ما تقول ف التمتع بالطفلة؟‬


‫قلت له‪ :‬سيد القول قولك‪ ،‬والصواب فعلك‪ ،‬وأنت إمام متهد‪ ،‬ول يكن لثلي أن يرى أو يقول إل‬

‫‪-.‬ما تراه أنت أو تقوله‪- ،‬ومعلوم أني ل يكنن العتاض وقتذاك‬

‫‪.‬فقال‪ :‬سيد حسي؛ إن التمتع بـها جائز ولكن بالداعبة والتقبيل والتفخيذ‬

‫‪.‬أما الماع فإنـها ل تقوى عليه‬

‫وكان المام المين يرى جواز التمتع حت بالرضيعة فقال‪( :‬ل بأس بالتمتع بالرضيعة ضما‬

‫‪ 2/241‬مسألة رقم‬ ‫ً) انظر كتابه (ترير الوسيلة‬


‫وتفخيذا ‪-‬أي يضع ذكره بي فخذيها‪ -‬وتقبيل‬
‫‪12).‬‬
‫جلست مرة عند المام الوئي ف مكتبه‪ ،‬فدخل علينا شابان يبدوا أنـهما اختلفا ف مسألة‬

‫‪.‬فاتفقا على سؤال المام الوئي ليدلما على الواب‬

‫ً‪ :‬سيد ما تقول ف التعة أحلل هي أم حرام؟‬


‫فسأله أحدها قائل‬

‫نظر إليه المام الوئي وقد أوجس من سؤاله أمرا ث قال له‪ :‬أين تسكن؟ قال الشاب السائل‪:‬‬

‫‪.‬أسكن الوصل وأقيم هنا ف النجف منذ شهرين تقريبا‬

‫قال له المام‪ :‬أنت سن إذن؟‬

‫‪.‬قال الشاب‪ :‬نعم‬

‫‪.‬قال المام‪ :‬التعة عندنا حلل وعندكم حرام‬

‫فقال له الشاب‪ :‬أنا هنا منذ شهرين تقريبا غريب ف هذه الديار فهل زوجتن ابنتك لتتع بـها‬

‫ريثما أعود إل أهلي؟‬

‫‪.‬فحملق فيه المام هنيهة ث قال له‪ :‬أنا سيد وهذا حرام على السادة وحلل عند عوام الشيعة‬

‫‪.‬ونظر الشاب إل السيد الوئي وهو مبتسم ونظرته توحي أنه علم أن الوئي قد عمل بالتقية‬

‫ث قاما فانصرفا‪ ،‬فاستأذنت المام الوئي ف الروج فلحقت بالشابي فعلمت أن السائل سن‬

‫وصاحبه شيعي اختلفا ف التعة أحلل أم حرام فاتفقا على سؤال الرجع الدين المام الوئي‪،‬‬

‫ً‪ :‬يا مرمي تبيحون لنفسكم التمتع ببناتنا‬


‫فلما حادثت الشابي انفجر الشاب الشيعي قائل‬

‫وتبوننا بأنه حلل وأنكم تتقربون بذلك إل ال‪ ،‬وترمون علينا التمتع ببناتكم؟‬

‫وراح يسب ويشتم‪ ،‬وأقسم أنه سيتحول إل مذهب أهل السنة‪ ،‬فأخذت أهدئ به ث أقسمت له أن‬

‫‪.‬التعة حرام وبينت له الدلة على ذلك‬

‫إن التعة كانت مباحة ف العصر الاهلي‪ ،‬ولا جاء السلم أبقى عليها مدة ث حرمت يوم خيب‪،‬‬

‫لكن التعارف عليه عند الشيعة عند جاهي فقهائنا أن عمر بن الطاب هو الذي حرمها‪ ،‬وهذا ما‬

‫‪.‬يرويه بعض فقهائنا‬

‫‪.‬والصواب ف السألة أنـها حرمت يوم خيب‬

‫‪:‬قال أمي الؤمني صلوات ال عليه‬

‫حرم رسول ال صلى ال عليه وآله يوم خيب لوم المر الهلية ونكاح التعة) انظر (التهذيب(‬

‫‪( ،)2/186).‬الستبصار ‪( ،)2/142‬وسائل الشيعة ‪14/441‬‬

‫وسئل أبو عبد ال‬ ‫‪:‬‬

‫كان السلمون على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله يتزوجون بغي بينة؟ قال‪ :‬ل) (انظر(‬
‫‪).‬التهذيب ‪2/189‬‬

‫وعلق الطوسي على ذلك بقوله‪ :‬إنه ل يرد من ذلك النكاح الدائم بل أراد منه التعة ولذا‬

‫‪.‬أورد هذا النص من باب التعة‬

‫‪.‬ل شك أن هذين النصي حجة قاطعة ف نسخ حكم التعة وإبطاله‬

‫وأمي الؤمني صلوات ال عليه نقل تريها عن النب صلى ال عليه وآله وهذا يعن أن أمي الؤمني‬

‫قد قال برمتها من يوم خيب‪ ،‬ول شك أن الئمة من بعده قد عرفوا حكم التعة بعد علمهم‬

‫بتحريها‪ ،‬وهنا نقف بي أخبار منقولة وصرية ف تري التعة وبي أخبار منسوبة إل الئمة ف الث‬

‫‪.‬عليها وعلى العمل بـها‬

‫وهذه مشكلة يتار السلم إزاءها أيتمتع أم ل؟‬

‫إن الصواب هو ترك التعة لنـها حرام كما ثبت نقله عن أمي الؤمني‬ ‫وأما الخبار الت ‪،‬‬

‫نسبت إل الئمة؛ فل شك أن نسبتها إليهم غي صحيحة بل هي أخبار مفتاة عليهم‪ ،‬إذ ما كان‬

‫للئمة عليهم السلم أن يالفوا أمرا حرمه رسول ال صلى ال عليه وآله وسار عليه أمي الؤمني‬

‫من بعده‪ ،‬وهم ‪-‬أي الئمة‪ -‬الذين تلقوا هذا العلم كابرا عن كابر لنـهم ذرية بعضها من‬

‫‪.‬بعض‬

‫لا سئل أبو عبد ال‬ ‫كان السلمون على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله يتزوجون بغي( ‪:‬‬

‫بينة؟ قال‪ :‬ل) فلول علمه بتحري التعة لا قال‪ :‬ل‪ ،‬خصوصا وإن الب صحيح ف أن السؤال كان‬

‫‪.‬عن التعة وأن أبا جعفر الطوسي راوي الب أورده ف باب التعة كما أسلفنا‬

‫وما كان لبي عبد ال والئمة من قبله ومن بعده أن يالفوا أمر رسول ال صلوات ال عليه أو‬

‫أن يلوا أمرا حرمه أو أن يتبدعوا شيئا ما كان معروفا ف عهده‬ ‫‪.‬‬

‫وبذلك يتبي أن الخبار الت تث على التمتع ما قال الئمة منها حرفا واحدا‪ ،‬بل افتاها‬

‫وتقولا عليهم أناس زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت الكرام والساءة إليهم‪ ،‬وإل ب تفسر‬

‫إباحتهم التمتع بالاشية وتكفيهم لن ل يتمتع؟‬

‫ً ثابتا أنه تتع مرة أو قال بلية‬


‫مع أن الئمة عليهم السلم ل ينقل عن واحد منهم نقل‬

‫التعة‪ ،‬أيكونون قد دانوا بغي دين السلم؟‬

‫فإذا توضح لنا هذا ندرك أن الذين وضعوا تلك الخبار هم قوم زنادقة أرادوا الطعن بأهل‬

‫‪.‬البيت والئمة عليهم السلم‪ ،‬لن العمل بتلك الخبار فيه تكفي للئمة ‪ ..‬فتنبه‬

‫روى الكلين عن أبي عبد ال‬ ‫أن امرأة جاءت إل عمر بن الطاب فقالت‪( :‬إني زنيت‪ ،‬فأمر أن‬

‫ترجم‪ ،‬فأخب أمي الؤمني‬ ‫فقال‪ :‬كيف زنيت؟‬

‫فقالت‪ :‬مررت بالبادية فأصابن عطش شديد فاستسقيت أعرابيا فأب إل إن مكنته من نفسي‪ ،‬فلما‬

‫أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني فأمكنته من نفسي‪ ،‬فقال أمي الؤمني‬ ‫تزويج ورب ‪:‬‬

‫‪).‬الكعبة) (الفروع ‪2/198‬‬

‫‪.‬إن التعة كما هو معروف تكون عن تراض بي الطرفي وعن رغبة منهما‬

‫أما ف هذه الرواية فإن الرأة الذكورة مضطرة ومبورة فساومها على نفسها مقابل شربة ماء‪،‬‬
‫وليست هي ف حكم الزانية حت تطلب من عمر أن يطهرها وفوق ذلك ‪-‬وهذا مهم‪ -‬إن أمي الؤمني‬

‫هو الذي روى تري التعة ف نقله عن النب صلى ال عليه وآله يوم خيب فكيف يفت هنا بأن‬

‫هذا نكاح متعة؟! وفتواه على سبيل الل والقرار والرضا منه بفعل الرجل والرأة!!؟‬

‫إن هذه الفتوى لو قالا أحد طلب العلم لعدت سقطة بل غلطة يعاب عليه بسببها‪ ،‬فكيف تنسب‬

‫إل أمي الؤمني‬ ‫وهو من هو ف العلم والفتيا؟‬

‫إن الذي نسب هذه الفتوى لمي الؤمني إما حاقد أراد الطعن به‪ ،‬وإما ذو غرض وهو اختع هذه‬

‫القصة فنسبها لمي الؤمني ليضفي الشرعية على التعة كي يسوغ لنفسه ولمثاله استباحة‬

‫الفروج باسم الدين حت وإن أدى ذلك إل الكذب على الئمة عليهم السلم بل على النب صلى ال‬

‫‪.‬عليه وآله‬

‫‪:‬وإن الفاسد التتبة على التعة كبية ومتعددة الوانب‬

‫‪.‬فهي مالفة للنصوص الشرعية لنـها تليل لا حرم ال ‪1-‬‬

‫لقد ترتب على هذا اختلق الروايات الكاذبة ونسبتها إل الئمة عليهم السلم مع ما ف تلك ‪2-‬‬

‫‪.‬الروايات من مطاعن قاسية ل يرضاها لم من كان ف قلبه مثقال ذرة من إيان‬

‫ومن مفاسدها إباحة التمتع بالرأة الصنة ‪-‬أي التزوجة‪ -‬رغم أنـها ف عصمة رجل دون علم ‪3-‬‬

‫زوجها‪ ،‬وف هذه الالة ل يأمن الزواج على زوجاتـهم فقد تتزوج الرأة متعة دون علم زوجها‬

‫الشرعي ودون رضاه‪ ،‬وهذه مفسدة ما بعدها مفسدة‪ ،‬انظر (فروع الكاف ‪( ،)5/463‬تـهذيب‬

‫الحكام ‪( ،)7/554‬الستبصار ‪ ،)3/145‬وليت شعري ما رأي الرجل وما شعوره إذا اكتشف أن‬

‫!امرأته الت ف عصمته متزوجة من رجل آخر غيه زواج متعة؟‬

‫والباء أيضا ل يأمنون على بناتـهم الباكرات إذ قد يتزوجن متعة دون علم آبائهن‪ ،‬وقد ‪4-‬‬

‫يفاجأ الب أن ابنته الباكر قد حلت‪ .. ،‬ل؟ كيف؟ ل يدري ‪ ..‬من؟ ل يدري أيضا فقد تزوجت من‬

‫‪.‬واحد فمن هو؟ ل أحد يدري لنه تركها وذهب‬

‫إن أغلب الذين يتمتعون‪ ،‬يبيحون لنفسهم التمتع ببنات الناس‪ ،‬ولكن لو تقدم أحد لطبة ‪5-‬‬

‫بناتـهم أو قريباتـهم فأراد أن يتزوجها متعة‪ ،‬لا وافق ولا رضي‪ ،‬لنه يرى هذا الزواج‬

‫أشبه بالزنا وإن هذا عار عليه‪ ،‬وهو يشعر بـهذا من خلل تتعه ببنات الناس فل شك أنه يتنع‬

‫عن تزويج بناته للخرين متعة‪ ،‬أي أنه يبيح لنفسه التمتع ببنات الناس وف القابل يرم على‬

‫‪.‬الناس أن يتمتعوا ببناته‬

‫إذا كانت التعة مشروعة أو أمرا مباحا‪ ،‬فلم هذا التحرج ف إباحة تتع الغرباء ببناته‬

‫وقريباته؟‬

‫إن التعة ليس فيها إشهاد ول إعلن ول رضى ول أمر الخطوبة‪ ،‬ول يقع شيء من مياث التمتع ‪6-‬‬

‫للمتمتع بـها‪ ،‬إنا هي مستأجرة كما نسب ذلك القول إل أبي عبد ال‬ ‫فكيف يكن إباحتها‬

‫وإشاعتها بي الناس؟‬

‫إن التعة فتحت الال أمام الساقطي والساقطات من الشباب والشابات ف لصق ما عندهم من ‪7-‬‬

‫‪.‬فجور بالدين‪ ،‬وأدى ذلك إل تشويه صورة الدين والتديني‬


‫وبذلك يتبي لنا أضرار التعة دينيا واجتماعيا وخلقيا‪ ،‬ولذا حرمت التعة ولو كان فيها‬

‫مصال لا حرمت‪ ،‬ولكن لا كانت كثية الفاسد حرمها رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وحرمها أمي‬

‫الؤمني‬ ‫‪.‬‬

‫‪:‬تنبيه‬

‫سألت المام الوئي عن قول أمي الؤمني ف تري التعة يوم خيب‪ ،‬وعن قول أبي عبد ال ف إجابة‬

‫السائل عن الزواج بغي بينة أكان معروفا على عهد النب‬ ‫؟ فقال‪ :‬إن قول أمي الؤمني‬ ‫ف‬

‫‪.‬تري التعة يوم خيب إنا يشمل تريها ف ذلك اليوم فقط ل يتعدى التحري إل ما بعده‬

‫وأما قول أبي عبد ال للسائل‪ ،‬فقال المام الوئي‪ :‬إنا قال أبو عبد ال ذلك تقية وهذا متفق‬

‫‪.‬عليه بي فقهائنا‬

‫قلت‪ :‬والق إن قول فقهائنا ل يكن صائبا‪ ،‬ذلك أن تري التعة يوم خيب صاحبه تري لوم المر‬

‫الهلية وتري لوم المر الهلية جرى العمل عليه من يوم خيب وإل يومنا هذا وسيبقى إل قيام‬

‫‪.‬الساعة‬

‫فدعوى تصيص تري التعة بيوم خيب فقط دعوى مردة ل يقم عليها دليل‪ ،‬خصوصا وأن حرمة لوم‬

‫‪.‬المر الهلية والت هي قرينة التعة ف التحري بقي العمل عليها إل يومنا هذا‬

‫وفوق ذلك لو كان تري التعة خاصا بيوم خيب فقط‪ ،‬لورد التصريح من النب صلى ال عليه وآله‬

‫بنسخ تلك الرمة‪ ،‬على أنه يب أن ل يغيب عن بالنا أن علة إباحة التعة هي السفر والرب‪،‬‬

‫فكيف ترم ف تلك الرب والقاتل أحوج ما يكون إليها خصوصا وأنه ف غربة من أهله وما ملكت‬

‫يينه‪ ،‬ث تباح ف السلم؟‬

‫إن معن قوله‬ ‫إنـها حرمت يوم خيب أي أن بداية تريها كان يوم خيب وأما أقوال فقهائنا‬

‫‪.‬إنا هو تلعب ف النصوص ل أكثر‬

‫ٍ إل قيام‬
‫فالق إن تري التعة ولوم المر الهلية متلزمان‪ ،‬نزل الكم برمتها يوم خيب وهو باق‬

‫ٍ لتأويل كلم أمي الؤمني‬


‫الساعة‪ ،‬وليس هناك من داع‬ ‫من أجل إشباع رغبات النفس‬

‫وشهواتـها ف البحث الدائم عن الميلت والفاتنات من النساء للتمتع بـهن والتلذذ باسم‬

‫‪.‬الدين وعلى حسابه‬

‫وأما أن قول أبي عبد ال‬ ‫ف جوابه للسائل كان تقية‪ ،‬أقول‪ :‬إن السائل كان من شيعة أبي‬

‫عبد ال فليس هناك ما يبر القول بالتقية خصوصا وانه يوافق الب النقول عن المي‬ ‫ف تري‬

‫‪.‬التعة يوم خيب‬

‫إن التعة الت أباحها فقهاؤنا تعطي الق للرجل ف أن يتمتع بعدد ل حصر له من النسوة‪ ،‬ولو‬

‫‪.‬بألف امرأة وف وقت واحد‬

‫وكم من متمتع جع بي الرأة وأمها‪ ،‬وبي الرأة وأختها‪ ،‬وبي الرأة وعمتها أو خالتها وهو ل‬

‫‪.‬يدري‬

‫جاءتن امرأة تستفسر من عن حادثة حصلت معها‪ ،‬إذ أخبتن أن أحد السادة وهو السيد حسي‬

‫الصدر كان قد تتع بـها قبل أكثر من عشرين سنة فحملت منه‪ ،‬فلما أشبع رغبته منها فارقها‪،‬‬
‫‪.‬وبعد مدة رزقت ببنت‪ ،‬وأقسمت أنـها حلت منه هو إذ ل يتمتع بـها وقتذاك أحد غيه‬

‫وبعد أن كبت البنت وصارت شابة جيلة متأهلة للزواج‪ ،‬اكتشفت الم أن ابنتها حبلى‪ ،‬فلما‬

‫سألتها عن سبب حلها‪ ،‬أخبتـها البنت أن السيد الذكور استمتع بـها فحملت منه‪ ،‬فدهشت الم‬

‫وفقدت صوابـها‪ ،‬إذ أخبت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها وأخبتـها القصة‪ ،‬فكيف يتمتع بالم‬

‫واليوم يأتي ليتمتع بابنتها الت هي ابنته هو؟‬

‫‪.‬ث جاءتن مستفسرة عن موقف السيد الذكور منها ومن ابنتها الت ولدتـها منه‬

‫إن الوادث من هذا النوع كثية جدا‪ ،‬فقد تتع أحدهم بفتاة تبي له فيما بعد أنـها أخته من‬

‫‪.‬التعة‪ ،‬ومنهم من تتع بامرأة أبيه‬

‫‪:‬وف إيراد الوادث من هذا القبيل ل يستطيع أحد حصرها‪ ،‬وقد رأينا ذلك بقول ال تعال‬

‫ِه‬
‫ِ‬ ‫ْل‬
‫َض‬‫ِن ف‬
‫ُ م‬
‫ُ ال‬
‫ّ‬ ‫ُم‬‫َه‬
‫ِي‬‫ْن‬
‫ُغ‬‫ّ ي‬
‫َت‬‫َاحا ح‬
‫ِك‬‫َ ن‬
‫ُون‬
‫ِد‬‫َ ي‬
‫َ‬ ‫َ ل‬
‫ِين‬
‫ّذ‬‫ِ ال‬
‫ِف‬‫ْف‬
‫َع‬‫ْت‬
‫َس‬‫ْي‬
‫َل‬‫و‬ ‫النور‪[:‬‬

‫‪ ،]23‬فمن ل يتمكن من الزواج الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالستعفاف ريثما يرزقه ال‬

‫‪.‬من فضله كي يستطيع الزواج‬

‫ً لا أمره بالستعفاف والنتظار ريثما تتيسر أمور الزواج بل لرشده إل‬


‫فلو كانت التعة حلل‬

‫ً من الكوث والتحرق بنار الشهوة‬


‫‪.‬التعة كي يقضي وطره بدل‬

‫‪:‬وقال ال تعال‬ ‫ّن‬


‫ُم م‬
‫ُك‬‫َان‬
‫ْ أي‬
‫ْ‬ ‫َت‬‫َك‬
‫َل‬‫ّا م‬
‫ْ م‬
‫ِن‬‫َم‬
‫ِ ف‬
‫َات‬
‫ِن‬‫ْم‬
‫ُؤ‬‫ِ ال‬
‫ْ‬ ‫َات‬
‫َن‬‫ْص‬
‫َ ال‬
‫ُ‬ ‫ِح‬‫َنك‬
‫ً أن ي‬
‫ْل‬‫َو‬
‫ْ ط‬
‫ُم‬‫ِنك‬
‫ْ م‬
‫ِع‬‫َط‬
‫ْت‬‫َس‬
‫ْ ي‬
‫َن ل‬
‫ّ‬ ‫َم‬‫و‬

‫َات‬
‫ِ‬ ‫ِن‬‫ْم‬
‫ُؤ‬‫ُ ال‬
‫ْ‬ ‫ُم‬‫ِك‬
‫َات‬
‫َي‬‫َت‬
‫ف‬ ‫‪-‬إل قوله‪-‬‬ ‫ُور‬
‫ٌ‬ ‫َف‬‫ُ غ‬
‫َال‬
‫ّ‬ ‫ْ و‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫ٌ ل‬
‫َي‬
‫ْ‬ ‫ْ خ‬
‫ُوا‬
‫ْب‬
‫ِ‬ ‫َص‬
‫َأن ت‬
‫ْ و‬
‫ُم‬‫ْك‬
‫ِن‬‫َ م‬
‫َت‬‫َن‬
‫ْع‬‫َ ال‬
‫ِي‬‫َش‬
‫ْ خ‬
‫َن‬‫َ ل‬
‫ِ‬ ‫ِك‬‫َل‬
‫ذ‬

‫ِيم‬
‫ٌ‬ ‫ّح‬‫ر‬ ‫‪].‬النساء‪[25:‬‬

‫فأرشد الذين ل يستطيعون الزواج لقلة ذات اليد أن يتزوجوا ما ملكت أيانـهم‪ ،‬ومن عجز حت‬

‫ً لرشده إليها‬
‫‪.‬عن ملك اليمي؛ أمره بالصب‪ ،‬ولو كانت التعة حلل‬

‫‪:‬ول بد لنا أن ننقل نصوصا أخرى عن الئمة عليهم السلم ف إثبات تري التعة‬

‫عن عبد ال بن سنان قال سألت أبا عبد ال‬ ‫عن التعة فقال‪( :‬ل تدنس نفسك بـها) (بار‬

‫‪).‬النوار ‪100/318‬‬

‫وهذا صريح ف قول أبي عبد ال‬ ‫ً لا صارت ف هذا الكم‪،‬‬


‫إن التعة تدنس النفس ولو كانت حلل‬

‫ول يكتف الصادق‬ ‫‪:‬بذلك بل صرح بتحريها‬

‫عن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬ ‫ل ولسليمان بن خالد‪( :‬قد حرمت عليكما التعة) (فروع‬

‫‪).‬الكاف ‪( ،)2/48‬وسائل الشيعة ‪14/450‬‬

‫وكان‬ ‫يوبخ أصحابه ويذرهم من التعة فقال‪ :‬أما يستحي أحدكم أن يرى موضع فيحمل ذلك على‬

‫‪).‬صالي إخوانه وأصحابه؟ (الفروع ‪( ،)2/44‬وسائل الشيعة ‪1/450‬‬

‫ولا سأل علي بن يقطي أبا السن‬ ‫عن التعة أجابه‪( :‬ما أنت وذاك؟ قد أغناك ال عنها)‬

‫‪().‬الفروع ‪ ،)2/43‬الوسائل (‪14/449‬‬

‫‪.‬نعم إن ال تعال أغن الناس عن التعة بالزواج الشرعي الدائم‬

‫ً لفعلن‪ ،‬ويؤيد‬
‫ولذا ل ينقل أن أحدا تتع بامرأة من أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬فلو كان حلل‬

‫ذلك أن عبد ال بن عمي قال لبي جعفر‬ ‫يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟( ‪:‬‬
‫‪-‬أي يتمتعن‪ -‬فأعرض عنه أبو جعفر‬ ‫حي ذكر نساءه وبنات عمه) (الفروع ‪( ،)2/42‬التهذيب‬

‫‪ ،)2/186‬وبـهذا يتأكد لكل مسلم عاقل أن التعة حرام‪ ،‬لخالفتها لنصوص القرآن الكري‬

‫‪.‬وللسنة ولقوال الئمة عليهم السلم‬

‫والناظر لليات القرآنية الكرية والنصوص التقدمة ف تري التعة ‪-‬إن كان طالبا للحق مبا‬

‫له‪ -‬ل يلك إل أن يكم ببطلن تلك الروايات الت تث على التعة لعارضتها لصريح القرآن وصريح‬

‫السنة النقولة عن أهل البيت عليهم السلم ولا يتتب عليها من مفاسد ل حصر لا بينا شيئا‬

‫‪.‬منها فيما مضى‬

‫إن من العلوم أن دين السلم جاء ليحث على الفضائل وينهى عن الرذائل‪ ،‬وجاء ليحقق للعباد‬

‫الصال الت تستقيم بـها حياتـهم‪ ،‬ول شك أن التعة ما ل تستقيم بـها الياة إن حققت للفرد‬

‫‪.‬مصلحة واحدة ‪-‬افتاضا‪ -‬فإنـها تسبب مفاسد جلة أجلناها ف النقاط الاضية‬

‫إن انتشار العمل بالتعة جر إل إعارة الفرج‪ ،‬وإعارة الفرج معناها أن يعطي الرجل امرأته‬

‫أو أمته إل رجل آخر فيحل له أن يتمتع بـها أو أن يصنع بـها ما يريد‪ ،‬فإذا ما أراد رجل‬

‫ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يتاره‪ ،‬فيبيح له أن يصنع‬

‫بـها ما يشاء طيلة مدة سفره‪ .‬والسبب معلوم حت يطمئن الزوج على امرأته لئل تزني ف غيابه‬

‫(!!) وهناك طريقة ثانية لعارة الفرج إذا نزل أحد ضيفا عند قوم‪ ،‬وأرادوا إكرامه فإن‬

‫صاحب الدار يعي امرأته للضيف طيلة مدة إقامته عندهم‪ ،‬فيحل له منها كل شيء‪ ،‬وللسف يروون‬

‫ف ذلك روايات ينسبونـها إل المام الصادق‬ ‫‪.‬وإل أبيه أبي جعفر سلم ال عليه‬

‫ّد عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت‬


‫‪:‬روى الطوسي عن مم‬

‫‪).‬الرجل يل لخيه فرج جاريته؟ قال‪ :‬نعم ل بأس به له ما أحل له منها) (الستبصار ‪(3/136‬‬

‫ّد بن مضارب قال‪ :‬قال ل أبو عبد ال‬


‫وروى الكلين والطوسي عن مم‬ ‫ّد خذ هذه الارية ( ‪:‬‬
‫يا مم‬

‫تدمك وتصيب منها‪ ،‬فإذا خرجت فارددها إلينا) (الكاف؟)‪( ،‬الفروع ‪( ،)2/200‬الستبصار‬
‫‪3/136).‬‬
‫قلت‪ :‬لو اجتمعت البشرية بأسرها فأقسمت أن المامي الصادق والباقر عليهما السلم قال هذا‬

‫الكلم ما أنا بصدق؟‬

‫إن المامي سلم ال عليهما أجل وأعظم من أن يقول مثل هذا الكلم الباطل‪ ،‬فل يبيحا هذا‬

‫العمل القزز الذي يتناف مع اللق السلمي الرفيع‪ ،‬بل هذه هي الدياثة‪ ،‬ل شك أن الئمة سلم‬

‫ال عليهم ورثوا هذا العلم كابرا عن كابر فنسبة هذا القول وهذا العمل إليهما إنا هو‬

‫‪.‬نسبة إل رسول ال صلى ال عليه وآله فهو إذن تشريع إلي‬

‫ف زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة هناك كالسيد النقوي وغيه مررنا بماعة من الندوس‬

‫وعبدة البقر والسيخ وغيهم من أتباع الديانات الوثنية‪ ،‬وقرأنا كثيا فما وجدنا دينا من‬

‫‪.‬تلك الديان الباطلة يبيح هذا العمل ويله لتباعه‬

‫فكيف يكن لدين السلم أن يبيح مثل هذا العمل السيس الذي يتناف مع أبسط مقومات الخلق؟‬

‫زرنا الوزة القائمية ف إيران فوجدنا السادة هناك يبيحون إعارة الفروج‪ ،‬ومن أفت بإباحة‬

‫ذلك السيد لطف ال الصاف وغيه ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشر ف عموم إيران‪ ،‬واستمر‬
‫ّد رضا بـهلوي وميء آية ال العظمى المام المين الوسوي‪،‬‬
‫العمل به حت بعد الطاحة بالشاه مم‬

‫وبعد رحيل المام المين أيضا استمر العمل عليه‪ ،‬وكان هذا أحد السباب(‪ )1‬الت أدت إل فشل‬

‫أول دولة شيعية ف العصر الديث‪ ،‬كان الشيعة ف عموم بلد العال يتطلعون إليها‪ ،‬ما حدا‬

‫بعظم السادة إل التبء منها‪ ،‬بل ومهاجتها أيضا‪ ،‬فهذا صديقنا العلمة السيد موسى الوسوي‬

‫‪.‬ساها (الثورة البائسة) وألف كتبا وبوثا ونشر مقالت ف مهاجتها وبيان أخطائها‬

‫‪.‬وقال السيد جواد الوسوي‪ :‬إن الثورة السلمية ف إيران ليس لا من السلم إل السم‬

‫ّد كاظم شريعتمداري من أشد العارضي لا لا رآه من انراف واضح‬


‫وكان آية ال العظمى السيد مم‬

‫‪.‬عن جادة السلم‬

‫‪.‬وهناك كثي من السادة من أعرفهم معرفة شخصية انتقدوا حكومة المام المين ونفروا منها‬

‫وما يؤسف له أن السادة هنا أفتوا بواز إعارة الفرج‪ ،‬وهناك كثي من العوائل ف جنوب‬

‫العراق وف بغداد ف منطقة الثورة من يارس هذا الفعل بناء على فتاوى كثي من السادة منهم‬

‫السيستاني والصدر والشيازي والطباطبائي والبوجردي وغيهم‪ ،‬وكثي منهم إذا حل ضيفا عند‬

‫‪.‬أحد استعار منه امرأته إذا رآها جيلة‪ ،‬وتبقى مستعارة عنده حت مغادرته‬

‫إن الواجب أن نذر العوام من هذا الفعل الشنيع‪ ،‬وأن ل يقبلوا فتاوى السادة بإباحة هذا‬

‫العمل القزز الذي كان للصابع الفية الت تعمل من وراء الكواليس الدور الكبي ف دسه ف‬

‫‪.‬الدين ونشره بي الناس‬

‫ول يقتصر المر على هذا‪ ،‬بل أباحوا اللواطة بالنساء ورووا أيضا روايات نسبوها إل الئمة‬

‫سلم ال عليهم‪ ،‬فقد روى الطوسي عن عبد ال بن أبي اليعفور قال‪( :‬سألت أبا عبد ال‬ ‫عن‬

‫‪:‬الرجل يأتي الرأة من دبرها قال‪ :‬ل بأس إذا رضيت‪ ،‬قلت‪ :‬فأين قول ال تعال‬ ‫ِن‬
‫ْ‬ ‫ّ م‬
‫ُن‬‫ُوه‬
‫َأت‬
‫ف‬

‫ُ ال‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُم‬‫َك‬
‫َر‬‫ُ أم‬
‫ْث‬‫َي‬
‫ح‬ ‫فقال‪ :‬هذا ف طلب الولد‪ ،‬فاطلبوا الولد من حيث أمركم ال‪ ،‬إن ال‬

‫‪:‬تعال يقول‬ ‫ُم‬


‫ْ‬ ‫ْت‬
‫ِئ‬‫ّ ش‬
‫ْ أن‬
‫ُم‬‫َك‬
‫ْث‬‫َر‬
‫ْ ح‬
‫ُوا‬
‫َأت‬
‫ْ ف‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫ٌ ل‬
‫ْث‬‫َر‬
‫ْ ح‬
‫ُم‬‫ُك‬
‫َاؤ‬
‫ِس‬‫الستبصار( ) ن‬
‫‪3/243).‬‬
‫وروى الطوسي أيضا عن موسى بن عبد اللك عن رجل قال‪( :‬سألت أبا السن الرضا‬ ‫عن إتيان‬

‫الرجل الرأة من خلفها ف دبرها فقال‪ :‬أحلتها آية من كتاب ال قول لوط‬ ‫‪:‬‬ ‫ُن‬
‫ّ‬ ‫ِي ه‬
‫َات‬
‫َن‬‫ِ ب‬
‫ُلء‬
‫َـؤ‬
‫ه‬

‫ُم‬
‫ْ‬ ‫َك‬
‫ُ ل‬
‫َر‬‫ْه‬
‫أط‬ ‫‪).‬فقد علم أنـهم ل يريدون الفرج) (الستبصار ‪3/243‬‬

‫وروى الطوسي عن علي بن الكم قال‪ :‬سعت صفوان يقول‪ :‬قلت للرضا‬ ‫ً من مواليك ( ‪:‬‬
‫إن رجل‬

‫أمرني أن أسألك عن مسألة فهابك واستحيى منك أن يسألك‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬للرجل أن يأتي‬

‫‪.‬امرأته ف دبرها؟ قال‪ :‬نعم ذلك له) الصدر السابق‬

‫‪:‬ل شك أن هذه الخبار معارضة لنص القرآن‪ ،‬إذ يقول ال تعال‬ ‫ًى‬
‫َ أذ‬
‫ُو‬‫ْ ه‬
‫ُل‬‫ِ ق‬
‫ِيض‬
‫ِ ال‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َن‬‫َ ع‬
‫َك‬‫ُون‬
‫ْأل‬
‫َس‬‫ي‬

‫ْن‬
‫َ‬ ‫ُر‬
‫ْه‬‫َط‬
‫ّ ي‬
‫َت‬‫ّ ح‬
‫ُن‬‫ُوه‬
‫َب‬‫ْر‬
‫َق‬‫َ ت‬
‫َل‬‫ِ و‬
‫ِيض‬
‫ِ ال‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ ف‬
‫َاء‬
‫ّس‬‫ْ الن‬
‫ُوا‬
‫ِل‬‫َز‬
‫ْت‬‫َاع‬
‫ف‬ ‫البقرة‪[،]222:‬‬

‫‪).‬فلو كان إتيان الدبر مباحا لمر اعتزال الفرج فقط ولقال (فاعتزلوا فروج النساء ف اليض‬

‫‪:‬ولكن لا كان الدبر مرما إتيانه أمر باعتزال الفروج والدبار ف ميض النساء بقوله‬ ‫َل‬
‫َ‬ ‫و‬

‫ُن‬
‫ّ‬ ‫ُوه‬
‫َب‬‫ْر‬
‫َق‬‫‪ .‬ت‬

‫‪:‬ث بي ال تعال بعد ذلك من أين يأتي الرجل امرأته فقال تعال‬ ‫ْث‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫ْ ح‬
‫ِن‬‫ّ م‬
‫ُن‬‫ُوه‬
‫َأت‬
‫َ ف‬
‫ْن‬‫ّر‬
‫َه‬‫َط‬
‫َا ت‬
‫َإذ‬
‫ف‬
‫ُ ال‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُم‬‫َك‬
‫َر‬‫أم‬ ‫‪].‬البقرة‪[222:‬‬

‫‪:‬وال تعال أمر بإتيان الفروج فقال‬ ‫ْ أن‬


‫ّ‬ ‫ُم‬‫َك‬
‫ْث‬‫َر‬
‫ْ ح‬
‫ُوا‬
‫َأت‬
‫ْ ف‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫ٌ ل‬
‫ْث‬‫َر‬
‫ْ ح‬
‫ُم‬‫ُك‬
‫َاؤ‬
‫ِس‬‫ن‬

‫ُم‬
‫ْ‬ ‫ْت‬
‫ِئ‬‫ش‬ ‫‪.‬البقرة‪ ،]223:‬والرث هو موضع طلب الولد[‬

‫إن رواية أبي اليعفور عن أبي عبد ال مفهومها أن طلب الولد يكون ف الفروج لقوله ف قوله‬

‫‪:‬تعال‬ ‫ُم‬
‫ْ‬ ‫ّك‬
‫ٌ ل‬
‫ْث‬‫َر‬
‫ْ ح‬
‫ُم‬‫ُك‬
‫َاؤ‬
‫ِس‬‫ن‬ ‫هذا ف طلب الولد‪ ،‬فمفهوم الرواية تصيص الفروج لطلب‬

‫‪.‬الولد‪ ،‬وأما قضاء الوطر والشهوة فهو ف الدبار‪ ،‬وسياق الرواية واضح ف إعطاء هذا الفهوم‬

‫وهذا غلط لن الفروج ليست مصصة لطلب الولد فقط بل لقضاء الوطر والشهوة أيضا‪ ،‬وهذا واقع‬

‫العشرة بي الزواج من لدن آدم‬ ‫وحت يرث ال الرض ومن عليها‪ ،‬وأبو عبد ال أجل وأرفع من‬

‫أن يقول هذا القول الباطل‪ .‬ولو افتضنا جواز إتيان الدبر لا كان هناك معن للية الكرية‬

‫ُ ال‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُم‬‫َك‬
‫َر‬‫ُ أم‬
‫ْث‬‫َي‬
‫ْ ح‬
‫ِن‬‫ّ م‬
‫ُن‬‫ُوه‬
‫َأت‬
‫َ ف‬
‫ْن‬‫ّر‬
‫َه‬‫َط‬
‫َا ت‬
‫َإذ‬
‫ف‬ ‫لنه قد علم ‪-‬على الفتاض‬

‫‪.‬الذكور‪ -‬أن التيان يكون ف القبل والدبر وليس هناك موضع ثالث يكن إتيانه‬

‫‪.‬فلم يبق أي معن للية ول للمر الوارد فيها‬

‫ً احتيج إل بيان الوضع الذي يب أن‬


‫ولكن لا كان أحد الوضعي مرما ل يوز إتيانه‪ ،‬والخر حلل‬

‫يؤتى‪ ،‬فكان أمر ال تعال بإتيان الرث‪ ،‬والرث هو موضع طلب الولد وهذا الوضع يؤتى لطلب‬

‫‪.‬الولد ولقضاء الوطر أيضا‬

‫أما الرواية النسوبة إل الرضا‬ ‫ف إباحة اللواطة بالنساء واستدلله بقولة لوط‬ ‫‪.‬‬

‫‪:‬أقول‪ :‬إن تفسي الية قول ال تعال‬ ‫ُم‬


‫ْ‬ ‫َك‬
‫ُ ل‬
‫َر‬‫ْه‬
‫ّ أط‬
‫ُن‬‫ِي ه‬
‫َات‬
‫َن‬‫ِ ب‬
‫ُلء‬
‫َـؤ‬
‫ه‬ ‫هود‪ ،]78:‬قد[‬

‫‪:‬ورد ف آية أخرى ف قوله تعال‬ ‫ِن‬


‫ْ‬ ‫َا م‬
‫ْ ب‬
‫ِ‬ ‫ُم‬‫َك‬
‫َق‬‫َب‬
‫َا س‬
‫َ م‬
‫َة‬‫ِش‬
‫َاح‬
‫ْف‬‫َ ال‬
‫ُون‬
‫َأت‬
‫َت‬‫ْ ل‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫ِ إن‬
‫ِه‬‫ْم‬
‫َو‬‫ِق‬
‫َ ل‬
‫َال‬
‫ْ ق‬
‫ُوطا إذ‬
‫َل‬‫و‬

‫ِيل‬
‫َ‬ ‫ّب‬‫َ الس‬
‫ُون‬
‫َع‬‫ْط‬
‫َق‬‫َت‬
‫َ و‬
‫َال‬
‫ّج‬‫َ الر‬
‫ُون‬
‫َأت‬
‫َت‬‫ْ ل‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫ِن‬‫َ * أئ‬
‫ِي‬‫َال‬
‫َ‬ ‫ْع‬‫َ ال‬
‫ّن‬‫ٍ م‬
‫َد‬‫أح‬ ‫[‬

‫العنكبوت‪ ،]28:‬وقطع السبيل ل يعن ما يفعله قطاع الطرق وحدهم ‪ ..‬ل‪ ،‬وإنا معناه أيضا قطع‬

‫النسل بالتيان ف غي موضع طلب الولد أي ف الدبار‪ ،‬فلو استمر الناس ف إتيان الدبار‬

‫‪-.‬أدبار الرجال والنساء‪ -‬وتركوا أيضا طلب الولد لنقرضت البشرية وانقطع النسل‬

‫فالية الكرية تعطي هذا العن أيضا وباصة إذا لحظنا سياق الية ما قبلها‪ .‬ول مرية أن هذا‬

‫ل يفى على المام الرضا‬ ‫‪.‬فثبت بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه‬

‫‪.‬إن إتيان النساء ف أدبارهن ل يقل به إل الشيعة وبالذات المامية الثنا عشرية‬

‫‪.‬اعلم أن جيع السادة ف حوزة النجف والوزات الخرى بل وف كل مكان يارسون هذا الفعل‬

‫وكان صديقنا الجة السيد أحد الوائلي يقول بأنه منذ أن اطلع على هذه الروايات بدأ مارسة‬

‫ً ما يأتي امرأة ف قبلها‬


‫‪.‬هذا الفعل وقليل‬

‫وكلما التقيت واحدا من السادة وف كل مكان فإني أسأله ف حرمة إتيان النساء ف الدبار أو‬

‫‪.‬حله فيقول ل بأنه حلل ويذكر الروايات ف حليتها منها الروايات الت تقدمت الشارة إليها‬

‫ول يكتفوا بإباحية اللواطة بالنساء بل أباح كثي منهم حت اللواطة بالذكور وبالذات‬

‫الردان‪ .‬كنا أحد اليام ف الوزة فوردت الخبار بأن ساحة السيد عبدالسي شرف الدين الوسوي‬

‫قد وصل بغداد‪ ،‬وسيصل إل الوزة ليلتقي ساحة المام آل كاشف الغطاء‪ .‬وكان السيد شرف الدين‬
‫قد سطع نمه عند عوام الشيعة وخواصهم‪ ،‬خاصة بعد أن صدر بعض مؤلفاته كالراجعات‪ ،‬والنص‬

‫‪.‬والجتهاد‬

‫ولا وصل النجف زار الوزة فكان الحتفاء به عظيما من قبل الكادر الوزي علماء وطلبا وف‬

‫جلسة له ف مكتب السيد آل كاشف الغطاء ضمت عددا من السادة وبعض طلب الوزة‪ ،‬وكنت أحد‬

‫الاضرين‪ ،‬وف أثناء هذه اللسة دخل شاب ف عنفوان شبابه فسلم فرد الاضرون السلم‪ ،‬فقال‬

‫‪:‬للسيد آل كاشف الغطاء‬

‫سيد عندي سؤال‪ ،‬فقال له السيد‪ :‬وجه سؤالك إل السيد شرف الدين‬

‫‪-‬فأحاله إل ضيفه السيد شرف الدين تقديرا وإكراما له‪-‬‬

‫قال السائل‪ :‬سيد أنا أدرس ف لندن للحصول على الدكتوراه‪ ،‬وأنا ما زلت أعزب غي متزوج‪،‬‬

‫وأريد امرأة تعينن هناك ‪-‬ل يفصح عن قصده أول المر‪ -‬فقال له السيد شرف الدين‪:‬تزوج ث خذ‬

‫‪.‬زوجتك معك‬

‫‪.‬فقال الرجل‪ :‬صعب علي أن تسكن امرأة من بلدي معي هناك‬

‫فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له‪ :‬تريد أن تتزوج امرأة بريطانية إذن؟‬

‫‪.‬قال الرجل‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له شرف الدين‪ :‬هذا ل يوز‪ ،‬فالزواج باليهودية أو النصرانية حرام‬

‫فقال الرجل‪ :‬كيف أصنع إذن؟‬

‫فقال له السيد شرف الدين‪ :‬ابث عن مسلمة مقيمة هناك عربية أو هندية أو أي جنسية أخرى‬

‫‪.‬بشرط أن تكون مسلمة‬

‫فقال الرجل‪ :‬بثت كثيا فلم أجد مسلمات مقيمات هناك تصلح إحداهن زوجة ل‪ ،‬وحت أردت أن‬

‫‪.‬أتتع فلم أجد‪ ،‬وليس أمامي خيار إما الزنا وإما الزواج وكلها متعذر علي‬

‫أما الزنا فإني مبتعد عنه لنه حرام‪ ،‬وأما الزواج فمتعذر علي كما ترى وأنا أبقى هناك‬

‫سنة كاملة أو أكثر ث أعود إجازة لدة شهر‪ ،‬وهذا كما تعلم سفر طويل فماذا أفعل؟‬

‫ً ‪ ..‬على أية حال أذكر أني قرأت‬


‫ً ث قال‪ :‬إن وضعك هذا مرج فعل‬
‫سكت(‪ )1‬السيد شرف الدين قليل‬

‫رواية للمام جعفر الصادق‬ ‫إذ جاءه رجل يسافر كثيا ويتعذر عليه اصطحاب امرأته أو ‪،‬‬

‫التمتع ف البلد الذي يسافر إليه بيث أنه يعاني مثلما تعاني أنت‪ ،‬فقال له أبو عبد ال‬ ‫‪:‬‬

‫‪.‬إذا طال بك السفر فعليك بنكح الذكر)(‪ )2‬هذا جواب سؤالك(‬

‫خرج الرجل وعليه علمات الرتياب من هذا الواب‪ ،‬وأما الاضرون ومنهم السيد زعيم الوزة فلم‬

‫‪.‬ينبس أحد منهم ببنت شفة‬

‫ضبط أحد السادة ف الوزة وهو يلوط بصب أمرد من الدارسي ف الوزة‪ .‬وصل الب إل أساع‬

‫الكثيين‪ ،‬وف اليوم التال بينما كان السيد الشار إليه يتمشى ف الرواق‪ ،‬اقتب منه سيد آخر‬

‫من علماء الوزة أيضا‪ -‬وكان قد بلغه الب ‪-‬فخاطبه بالفصحى مازحا‪ :‬سيد ما تقول ف ضرب‬

‫اللق(‪)2‬؟‬

‫ً له وبالفصحى أيضا‪ :‬يستحسن إدخال الشفة فقط‪ ،‬وقهقه‬


‫فأجابه السيد الول بزاح أشد قائل‬

‫الثنان بقوة!!؟؟‬
‫وهناك سيد من علماء الوزة مشهور باللواطة‪ ،‬رأى صبيا يشي مع سيد آخر من علماء الوزة‬

‫أيضا‪ ،‬فسأله‪ :‬من هذا الصب الذي معك؟‬

‫‪.‬فأجابه‪ :‬هذا ابن فلن‬

‫فقال له‪ :‬ل ل ترسله إلينا لنقوم بتدريسه وتعليمه كي يصبح عالا مثلك؟‬

‫فأجابه ساخرا‪ :‬أيها السافل القي أتريد أن آتيك به لتفعل به (كذا وكذا)!؟‬

‫‪).‬وهذه الادثة حدثن بـها أحد الثقات من أساتذة الوزة(‪3‬‬

‫لقد رأينا الكثي من هذه الوادث‪ ،‬وما سعناه أكثر بكثي حت إن صديقنا الفضال السيد عباس‬

‫جع حوادث كثية جدا ودونـها بتفاصيلها وتواريها وأساء أصحابـها‪ ،‬وهو ينوي إصدارها ف‬

‫كتاب أراد أن يسميه (فضائح الوزة العلمية ف النجف) لن الواجب كشف القائق للعوام من‬

‫الشيعة أولئك الساكي الذين ل يعلمون ما يري وراء الكواليس‪ ،‬ول يعلمون ما يفعله السادة‪،‬‬

‫فيسل أحدهم امرأته أو بنته أو أخته لغرض الزيارة أو لطلب الولد أو لتقدي (مراد للحسي)‬

‫فيستلمها السادة وخاصة إذا كانت جيلة ليفجروا بـها ويفعلوا بـها كل منكر ول حول ول قوة‬

‫‪.‬إل بال‬

‫المس‬

‫ً بشعا من قبل الفقهاء والتهدين‪ ،‬وصار موردا يدر على‬


‫إن المس استغل هو الخر استغلل‬

‫ً طائلة جدا‪ ،‬مع أن نصوص الشرع تدل على أن عوام الشيعة ف حل من‬
‫السادة والتهدين أموال‬

‫دفع المس‪ ،‬بل هو مباح لم ل يب عليهم إخراجه‪ ،‬وإنا يتصرفون فيه كما يتصرفون ف سائر‬

‫أموالم ومكاسبهم‪ ،‬بل إن الذي يدفع المس للسادة والتهدين يعتب آثا لنه خالف النصوص الت‬

‫‪.‬وردت عن أمي الؤمني وأئمة أهل البيت سلم ال عليهم‬

‫وحت يقف القارئ اللبيب على حقيقة هذا المس وكيفية التصرف فيه سنستعرض موضوع المس‬

‫وتطوره تارييا‪ ،‬وندعم بذلك نصوص الشرع وأقوال الئمة وفتاوى التهدين الذين يعتد بـهم‬

‫‪.‬ويعول على كلمهم‬

‫عن ضريس الكناني قال أبو عبد ال ‪1-‬‬ ‫من أين دخل على الناس الزنا؟ ‪:‬‬

‫قلت ل أدري جعلت فداك‪ ،‬قال من قبل خسنا أهل البيت إل شيعتنا الطيبي فإنه ملل لم ليلدهم‬

‫‪(.‬أصول الكاف ‪ )2/502‬شرح الشيخ مصطفى‬

‫عن حكيم مؤذن بن عيسى قال‪ :‬سألت أبا عبد ال ‪2-‬‬ ‫‪:‬عن قوله تعال‬

‫ِي‬
‫ِذ‬‫َل‬
‫ِ و‬
‫ُول‬
‫ّس‬‫ِلر‬
‫َل‬‫ُ و‬
‫َه‬‫ُس‬
‫ِ خ‬
‫ّ ل‬
‫ّ‬ ‫َأن‬
‫ٍ ف‬
‫ْء‬‫َي‬
‫ّن ش‬
‫ْ م‬
‫ُم‬‫ْت‬
‫ِم‬‫َن‬
‫َا غ‬
‫ُوا أن‬
‫ّ‬ ‫َم‬‫ْل‬
‫َاع‬
‫و‬

‫ْب‬
‫َ‬ ‫ُر‬
‫ْق‬‫ال‬ ‫النفال‪ ،]41:‬فقال أبو عبد ال[‬ ‫برفقيه على ركبتيه ث أشار بيده فقال‪( :‬هي وال‬

‫‪).‬الفادة يوما بيوم إل أن أبي جعل شيعته ف حل ليزكوا) (الكاف ‪2/499‬‬

‫عن عمر بن يزيد قال‪ :‬رأيت مسمعا بالدينة وقد كان حل إل أبي عبد ال تلك السنة مال ‪3-‬‬

‫فرده أبو عبد ال ‪ ..‬إل أن قال‪ :‬يا أبا سيار قد طيبناه لك‪ ،‬وأحللناك منه فضم إليك مالك‬

‫‪).‬وكل ما ف أيدي شيعتنا من الرض فهم فيه مللون حت يقوم قائمنا) (أصول الكاف ‪2/268‬‬

‫‪4-‬‬ ‫ّد بن مسلم عن أحدها‬


‫عن مم‬ ‫قال‪ :‬إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب‬
‫المس فيقول‪ :‬يا رب خسي‪ ،‬وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولداتـهم ولتزكوا ولداتـهم (أصول‬

‫‪).‬الكاف ‪2/502‬‬

‫عن أبي عبد ال ‪5-‬‬ ‫قال‪( :‬إن الناس كلهم يعيشون ف فضل مظلتنا إل أنا أحللنا شيعتنا من‬

‫‪).‬ذلك) (من ل يضره الفقيه ‪2/243‬‬

‫عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال ‪6-‬‬ ‫فدخل عليه رجل من القناطي فقال‪( :‬جعلت‬

‫فداك‪ ،‬تقع ف أيدينا الرباح والموال والتجارات ونعرف أن حقكم فيها ثابت وإنا عن ذلك‬

‫مقصرون‪ ،‬فقال‬ ‫‪).‬ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك) (من ل يضره الفقيه ‪: 2/23‬‬

‫عن علي بن مهزيار أنه قال‪ :‬قرأت ف كتاب لبي جعفر ‪7-‬‬ ‫جاءه رجل يسأله أن يعله ف حل من‬

‫مأكله ومشربه من المس‪ ،‬فكتب‬ ‫بطه‪( :‬من أعوزه شيء من حقي فهو ف حل) (من ل يضره الفقيه‬
‫‪2/23).‬‬
‫جاء رجل إل أمي الؤمني ‪8-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ً أرمضت فيه أفلي توبة؟ قال‪( :‬اتن بمسي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أصبت مال‬

‫فأتاه بمسه‪ ،‬فقال‬ ‫‪).‬هو لك إن الرجل إذا تاب تاب ماله معه) (من ل يضره الفقيه ‪: 2/22‬‬

‫فهذه الروايات وغيها كثي صرية ف إعفاء الشيعة من المس وإنـهم ف حل من دفعه فمن أراد أن‬

‫يستخلصه لنفسه أو أن يأكله ول يدفع منه لهل البيت شيئا فهو ف حل من دفعه وله ما أراد‬

‫‪.‬ول إث عليه‪ ،‬بل ل يب عليهم الدفع حت يقوم القائم كما ف الرواية الثالثة‬

‫ولو كان المام موجودا فل يعطى له حت يقوم قائم أهل البيت‪ ،‬فكيف يكن إذن إعطاؤه للفقهاء‬

‫!والتهدين؟‬

‫‪.‬فتاوى الفقهاء العتمدين ف إعفاء الشيعة من دفع المس‬

‫بناء على النصوص التقدمة وعلى غيها كثي الصرحة بإعفاء الشيعة من دفع المس صدرت فتاوى‬

‫من كبار الفقهاء والتهدين من لم باع ف العلم واحتلوا مكانة رفيعة بي العلماء‪ ،‬ف إباحة‬

‫‪:‬المس للشيعة وعدم دفعه لي شخص كان حت يقوم قائم أهل البيت‬

‫‪).‬القق اللي نم الدين جعفر بن السن التوف (‪676‬هـ ‪1-‬‬

‫أكد ثبوت إباحة النافع والساكن والتجر حال الغيبة وقال‪ :‬ل يب إخراج حصة الوجودين من‬

‫‪ ).‬أرباب المس منها (انظر كتاب شرائع السلم ‪ 183-182‬كتاب المس‬

‫‪).‬ييى بن سعيد اللي التوف (‪690‬هـ ‪2-‬‬

‫ً كما ف (كتابه الامع للشرائع‬


‫مال إل نظرية إباحة المس وغيه للشيعة كرما من الئمة وفضل‬

‫‪).‬ص ‪151‬‬

‫السن بن الطهر اللي الذي عاش ف القرن الثامن أفت بإباحة المس للشيعة وإعفائهم من ‪3-‬‬

‫‪).‬دفعه كما ف (كتاب ترير الحكام ‪75‬‬

‫الشهيد الثاني التوف (‪966‬هـ) قال ف (ممع الفائدة والبهان ‪ )358-4/355‬ذهب إل إباحة ‪4-‬‬

‫‪).‬المس بشكل مطلق وقال‪ :‬إن الصح هو ذلك كما ف كتاب (مسالك الفهام ‪68‬‬

‫القدس الردبيلي التوف (‪993‬هـ) وهو أفقه فقهاء عصره حت لقبوه بالقدس قال بإباحة مطلق ‪5-‬‬

‫التصرف ف أموال الغائب للشيعة خصوصا مع الحتياج‪ ،‬وقال‪ :‬إن عموم الخبار تدل على السقوط‬

‫بالكلية ف زمان الغيبة والضور بعن عدم الوجوب والتم لعدم وجود دليل قوي على الرباح‬
‫‪.‬والكاسب ولعدم وجود الغنيمة‬

‫‪:‬قلت‪ :‬وقوله هذا مستنبط من قوله تعال‬ ‫ْء‬


‫ٍ‬ ‫َي‬
‫ّن ش‬
‫ْ م‬
‫ُم‬‫ْت‬
‫ِم‬‫َن‬
‫َا غ‬
‫ُوا أن‬
‫ّ‬ ‫َم‬‫ْل‬
‫َاع‬
‫و‬ ‫النفال‪[:‬‬

‫‪ ،]41.‬ث بي أن هناك روايات عن الهدي تقول أبنا المس للشيعة‬

‫‪6-‬‬ ‫العلمة سلر قال‪ :‬إن الئمة قد أحلوا المس ف زمان الغيبة فضل‬
‫ً وكرما للشيعة خاصة انظر‬

‫‪).‬كتاب (الراسيم ‪633‬‬

‫‪7-‬‬ ‫ّد علي طباطبائي التوف أول القرن الادي عشر قال‪ :‬إن الصح هو الباحة (مدارك‬
‫السيد مم‬

‫‪).‬الفهام ‪344‬‬

‫ّد باقر السبزواري التوف أواخر القرن الادي عشر قال ‪8-‬‬
‫‪:‬مم‬

‫ّد‬
‫الستفاد من الخبار الكثية ف بث الرباح كصحيحة الارث بن الغية وصحيحة الفضلء ورواية مم‬

‫بن مسلم ورواية داود بن كثي ورواية إسحاق بن يعقوب ورواية عبد ال بن سنان وصحيحة زرارة‬

‫‪.‬وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب‪ :‬إباحة المس للشيعة‬

‫وتصدى للرد على بعض الشكاليات الواردة على هذا الرأي وقال‪ :‬إن أخبار الباحة أصح وأصرح‬

‫‪.‬فل يسوغ العدول عنها بالخبار الذكورة‬

‫وبالملة فإن القول بإباحة المس ف زمان الغيبة ل يلو من قوة انظر (كتاب ذخية العاد‬
‫‪292).‬‬
‫ّد حسن الفيض الكاشاني ف كتابه مفاتيح الشريعة (‪ )229‬مفتاح (‪ )260‬اختار القول ‪9-‬‬
‫مم‬

‫‪.‬بسقوط ما يتص بالهدي‪ ،‬قال‪ :‬لتحليل الئمة ذلك للشيعة‬

‫جعفر كاشف الغطاء التوف (‪1227‬هـ) ف كشف الغطاء (‪ :)364‬ذكر إباحة الئمة للخمس وعدم ‪10-‬‬

‫‪.‬وجوب دفعه إليهم‬

‫ّد حسن النجفي التوف (‪ )1266‬ف (جواهر الكلم ‪11- 16/141‬‬


‫‪).‬مم‬

‫قطع بإباحة المس للشيعة ف زمن الغيبة بل والضور الذي هو كالغيبة‪ ،‬وبي أن الخبار تكاد‬

‫‪.‬تكون متواترة‬

‫ونتم بالشيخ رضا المداني التوف (‪1310‬هـ) ف كتابه مصباح الفقيه ‪12-‬‬

‫فقد أباح المس حال الغيبة‪ ،‬والشيخ المداني هذا متأخر جدا قبل حوال قرن من ‪(155):‬‬

‫‪.‬الزمان أو أكثر‬

‫وهكذا نرى أن القول بإباحة المس للشيعة وإعفائهم من دفعه هو قول مشتهر عند كل التهدين‬

‫ً عن كونه ما‬
‫التقدمي منهم والتأخرين‪ ،‬وقد جرى العمل عليه إل أوائل القرن الرابع عشر فضل‬

‫وردت النصوص بإباحته‪ ،‬فكيف يكن والال هذه دفع المس إل الفقهاء والتهدين؟‪ ،‬مع أن الئمة‬

‫سلم ال عليهم رفضوا المس وأرجعوه إل أصحابه وأعفوهم من دفعه‪ ،‬أيكون الفقهاء والتهدون‬

‫أفضل من الئمة سلم ال عليهم؟‬

‫إن فتاوى إباحة المس للشيعة ل تقتصر على هؤلء الذين ذكرنا من الفقهاء والتهدين ل وإنا‬

‫هناك أضعاف هذا العدد الذي ذكرنا وعلى مر هذه القرون ولكننا اختنا من كل قرن واحدا من‬

‫الفقهاء القائلي بعدم دفع المس لكي يتضح لنا أن القول بعدم وجوب المس قد قال به كثي من‬

‫الفقهاء وعلى مر الزمان لنه هو القول الراجح ف السألة‪ ،‬ولوافقته للنصوص وعمل الئمة‬
‫‪.‬عليهم السلم‬

‫ولنأخذ فتوتيي لعلمي من أعلم النهج الشيعي ها‪ :‬الشيخ الفيد والشيخ الطوسي‪ ،‬قال الشيخ‬

‫‪:‬الفيد‬

‫قد اختلف قوم من أصحابنا ف ذلك ‪-‬أي المس‪ -‬عند الغيبة‪ ،‬وقد ذهب كل فريق منهم إل مقال (ث‬

‫‪:‬يذكر عدد القالت) منها قوله‬

‫منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة المام(‪ ،)1‬وما تقدم من الرخص فيه من الخبار‪ .‬وبعضهم‬

‫يوجب كنـزه ‪-‬أي دفنه‪ -‬ويتأول خبا ورد‪( :‬إن الرض تظهر كنوزها عند ظهور المام‪ ،‬وأنه‬

‫‪).‬إذا قام دله ال على الكنوز فيأخذها من كل مكان‬

‫ً منها فيقول‬
‫‪:‬ث يتار قول‬

‫بعزل المس لصاحب المر ‪-‬يعن الهدي‪ -‬فإن خشي إدراك الوت قبل ظهوره وصى به إل من يثق به ف‬

‫عقله وديانته حت يسلم إل المام‪ ،‬إن أدرك قيامه‪ ،‬وإل وصى به إل من يقوم مقامه بالثقة‬

‫والديانة‪ ،‬ث على هذا الشرط إل أن يقوم المام‪ ،‬قال‪ :‬وهذا القول عندي أوضح من جيع ما‬

‫‪.‬تقدم‪ ،‬لن المس حق لغائب ل يرسم فيه قبل غيبة رسا يب النتهاء إليه‬

‫ث قال‪ :‬ويري ذلك مرى الزكاة الت يقدم عند حلولا مستحقها فل يب عند ذلك سقوطها‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫إذا ذهب ذاهب إل ما ذكرناه من شطر المس الذي هو خالص المام‪ ،‬وجعل الشطر الخر ليتام آل‬

‫ّد وأبناء سبيلهم مساكينهم على ما جاء ف القرآن‬


‫‪.‬مم‬

‫قال‪ :‬فمن فعل هذا ل تبعد إصابته الق ف ذلك بل كان على صواب‪ ،‬وإنا اختلف أصحابنا ف هذا‬

‫‪).‬الباب انظر (القنعة ‪46‬‬

‫وقال الشيخ الطوسي التوف (‪460‬ه_) مؤسس الوزة النجفية وأول زعيم لا‪ :‬بعد أن ذكر أحكام‬

‫‪).‬المس قال‪ :‬هذا ف حال ظهور المام(‪1‬‬

‫ث قال‪ :‬فأما ف حال الغيبة فقد رخصوا لشيعتهم التصرف ف حقوقهم من الناكح والتجر‬

‫‪.‬والساكن‬

‫فأما ما عدا ذلك فل يوز التصرف فيه على حال‪ ،‬وما يستحقونه من الخاس ف الكنوز وغيها ف‬

‫حال الغيبة‪ ،‬فقد اختلف قول أصحابنا فيه وليس نص معي(‪ ،)2‬إل أن كل واحد منهم ‪-‬أي فقهاء‬

‫‪.‬الشيعة‪ -‬قال قول‬


‫ً يقتضيه الحتياط‬

‫‪:‬ث حصر الطوسي هذه القوال ف أربعة‬

‫قال بعضهم أنه جار ف حال الستتار مرى ما أبيح لنا من الناكح والتاجر ‪-‬يعن طالا كان ‪1-‬‬

‫المام غائبا أو مستتا فكل شيء مباح‪ -‬وهذا هو أصح القوال لنه موافق للنصوص الواردة عن‬

‫‪.‬الئمة‪ ،‬وبه قال كثي من الفقهاء‬

‫وقال قوم أنه يب الحتفاظ به أو حفظه ما دام النسان حيا‪ ،‬فإذا حضرته الوفاة وصى به ‪2-‬‬

‫إل من يثق به من إخوانه الؤمني ليسلمه إل صاحب المر إذا حضر‪ ،‬أو يوصى به حسبما وصى به‬

‫‪.‬إل أن يوصله إل صاحب المر‬

‫وقال قوم‪ :‬يب أن يقسم المس ستة أقسام‪ ،‬ثلثة أقسام للمام تدفن أو تودع عند من يوثق ‪3-‬‬
‫‪.‬به‪ ،‬وهذا القول قد اختاره الطوسي‬

‫ّد صلى ال عليه وآله ومساكنهم‬


‫والقسام الثلثة الخرى وتوزع على مستحقيها من أيتام آل مم‬

‫‪.‬وأبناء سبيلهم‪ ،‬وهذا ما ينبغي العمل عليه‬

‫‪.‬وهذا القول مطابق لفتوى الفيد ف قياس المس على الزكاة‬

‫ث يقول‪( :‬ولو إن النسان استعمل الحتياط وعمل على أحد القوال القدم ذكرها من إجزاء‬

‫‪.‬الدفن أو الوصاة ل يكن مأثوما) انتهى بتصرف يسي‬

‫لقد حصر الشيخ الطوسي التصرف ف المس حال الغيبة ف هذه القوال الربعة التقدمة واختار هو‬

‫القول الرابع منها(‪ ،)1‬وبي أن النسان إذا اختار أي قول من هذه القوال وعمل به ل يكن‬

‫‪.‬آثا‬

‫ونن نلحظ هذه القوال الربعة‪ ،‬فهي وإن اختلف بينها ف بعض التفاصيل لكنها أجعت على شيء‬

‫واحد نن بصدد بيانه وهو أن هذه الموال ‪-‬أي المس‪ -‬الت هي حق المام الغائب أو حق غيه ل‬

‫‪.‬تصرف للسادة ول التهدين‬

‫ورغم أن القوال الربعة التقدمة اختلفت من جهة صرف أموال المس‪ ،‬إل أنـها ليس فيها تلميح‬

‫ً عن التصريح بوجوب أو إباحة إعطاء المس أو جزء منه للسادة والتهدين‬


‫‪.‬فضل‬

‫إن القول الرابع والذي اختاره الشيخ الطوسي هو الذي كان عليه الشيعة‪ ،‬والطوسي كما ل‬

‫‪.‬يفى هو مؤسس الوزة العلمية وهو شيخ الطائفة‬

‫ترى أكان الشيخ وجاهي الشيعة ف عصره وقبله وبعده مطئي؟‬

‫‪.‬فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية‬

‫ولنر فتوى آخر زعيم للحوزة نفسها مولنا المام الراحل أبي القاسم الوئي ليتضح لنا أن‬

‫‪.‬الفتوى بي أول زعيم للحوزة‪ ،‬وفتوى آخر زعيم لا‬

‫‪:‬قال المام الوئي ف بيان مستحق المس ومصرفه‬

‫‪:‬يقسم المس ف زماننا زمان الغيبة نصفي‬

‫‪.‬نصف لمام العصر الجة النتظر (عج)(‪ ،)1‬وجعل أرواحنا فداه‬

‫‪:‬ونصف لبن هاشم أيتامهم ومساكينهم وأبناء السبيل ‪ ..‬إل أن قال‬

‫النصف الذي يرجع للمام عليه وعلى آبائه أفضل الصلة والسلم‪ ،‬يرجع فيه ف زمان الغيبة إل‬

‫نائبه وهو الفقيه الأمون العارف بصارفه‪ ،‬إما بالدفع إليه أو الستئذان منه ‪ ..‬ال انظر‬

‫كتاب (ضياء الصالي مسألة ‪ 1259‬ص ‪ ،)347‬إن فتوى المام الوئي تتلف عن فتوى الشيخ الطوسي‪،‬‬

‫فالشيخ الطوسي ل يقول بإعطاء المس أو شيء منه إل الفقيه التهد وقد عمل بنص فتواه جاهي‬

‫‪.‬الشيعة العاصرون له‬

‫بينما نرى فتوى مولنا الراحل المام الوئي تنص على إعطاء المس أو جزء منه للفقيه‬

‫‪.‬والتهد‬

‫ملخص تطور نظرية المس‬

‫‪:‬القول الول‬
‫بعد انقطاع سلسلة المامة وغيبة المام الهدي هو أن المس من حق المام الغائب‪ ،‬وليس لفقيه‬

‫ول سيد ول متهد حق فيه‪ ،‬ولذا ادعى أكثر من عشرين شخصا النيابة عن المام الغائب‪ ،‬من أجل‬

‫‪.‬أن يأخذوا المس فقالوا‪ :‬نن نلتقي المام الغائب‪ ،‬ويكننا إعطاؤه أخاس الكاسب الت ترد‬

‫وكان هذا ف زمن الغيبة الصغرى‪ ،‬وبقي بعدها مدة قرن أو قرني من الزمان‪ ،‬ول يكن المس‬

‫يعطى للمجتهد أو السيد‪ ،‬وف هذه الفتة ظهرت الكتب الربعة العروفة بالصحاح الربعة الول‪،‬‬

‫‪.‬وكلها تنقل عن الئمة إباحة المس للشيعة وإعفاءهم منه‬

‫‪.‬ول تكن هناك أية فتوى ف إعطاء الخاس للسادة والتهدين‬

‫‪:‬القول الثاني‬

‫ث تطور المر‪ ،‬بعد أن كان الشيعة ف حل من دفع المس ف زمن الغيبة كما سبق بيانه؛ تطور‬

‫المر فقالوا بوجوب إخراج المس‪ ،‬إذا أراد أصحاب الغراض التخلص من القول الول‪ ،‬فقالوا يب‬

‫‪.‬إخراج المس على أن يدفن ف الرض حت يرج المام الهدي‬

‫‪:‬القول الثالث‬

‫ث تطور المر فقالوا يب أن يودع عند شخص أمي‪ ،‬وأفضل من يقع عليه الختيار لذه المانة هم‬

‫فقهاء الذهب‪ ،‬مع التنبيه على أن هذا للستحباب وليس على سبيل التم واللزام‪ ،‬ول يوز‬

‫‪.‬للفقيه أن يتصرف به بل يتفظ به حت يوصله إل الهدي‬

‫‪:‬وهنا ترد ملحظة مهمة وهي‬

‫من الفقهاء من حفظ الموال الودعة عنده‪ ،‬ث بعد موته قال ذووه عنها لنا أموال مودعة عنده‬

‫يب أن تودع عند من يأتي بعده؟‬

‫ل شك أن الواب الصحيح هو‪ :‬ل يوجد مثل هذا الشخص‪ ،‬ول نسمع أو نقرأ عن شخص كهذا ثبت أن‬

‫‪.‬أموال الناس ‪-‬أعن المس‪ -‬كانت مودعة عنده ث انتقلت إل من يأتي بعده‬

‫والصواب‪ :‬إن كل من أودعت عندهم الموال جاء ورثتهم فاقتسموا تلك الموال بينهم على أنـها‬

‫مال موروث من آبائهم‪ ،‬فذهب خس المام إل ورثة الفقيه المي‪ ،‬هذا إذا كان الفقيه أمينا ول‬

‫‪!!.‬يستخلص ذلك الال لنفسه‬

‫ومن الدير بالذكر أن القاضي ابن بـهراج أو براج طور هذا المر من الستحباب إل الوجوب‪،‬‬

‫فكان أول من قال بضرورة إيداع سهم المام عند من يوثق به من الفقهاء والتهدين حت يسلمه‬

‫إل المام الغائب إن أدركه‪ ،‬أو يوصي به إل من يثق به من يأتي بعده ليسلمه للمام‪ .‬وهذا‬

‫‪.‬منصوص عليه ف كتاب (الهذب ‪ )8/80‬وهذه خطوة مهمة جدا‬

‫‪:‬القول الرابع‬

‫ث جاء العلماء التأخرون فطوروا السألة شيئا فشيئا‪ ،‬حت كان التطور قبل الخي فقالوا‬

‫بوجوب إعطاء المس للفقهاء لكي يقسموه بي مستحقيه من اليتام والساكي من أهل البيت‪،‬‬

‫والرجح أن الفقيه ابن حزة هو أول من مال إل هذا القول ف القرن السادس‪ ،‬كما نص على ذلك‬

‫ف كتاب (الوسيلة ف نيل الفضيلة ‪ )182‬واعتب هذا أفضل من قيام صاحب المس بتوزيعه بنفسه‬

‫‪.‬وباصة‪ ،‬إذا ل يكن يسن القسمة‬


‫‪:‬القول الامس‬

‫واستمر التطور شيئا فشيئا ف الزمنة التأخرة ‪-‬وقد يكون قبل قرن من الزمان‪ -‬حت جاءت‬

‫الطوة الخية فقال بعض الفقهاء بواز التصرف بسهم المام ف بعض الوجوه الت يراها الفقيه‬

‫مثل النفاق على طلبة العلم‪ ،‬وإقامة دعائم الدين وغي ذلك‪ ،‬كما أفت به السيد مسن الكيم ف‬

‫‪).‬مستمسك (العروة الوثقى ‪9/584‬‬

‫‪.‬هذا مع قوله‪ :‬بعدم الاجة ف الرجوع إل الفقيه ف صرف حصة المام‬

‫وهذا يعن أن صرف حصة الفقيه هي قضية ظهرت ف هذه الزمان التأخرة جدا‪ ،‬فهم ينظرون إل‬

‫‪.‬واقعهم فيون مدارسهم ومطابعهم وما تتاجه من نفقات‬

‫وكذلك ينظرون ف حاجاتـهم الشخصية‪ ،‬فكيف يكنهم معالة هذا كله وتسديد هذه الاجات؟ علما‬

‫‪.‬أن هذا يتطلب مبالغ طائلة‬

‫فكانت نظرتـهم إل المس كأفضل مورد يسد حاجاتـهم كلها‪ ،‬ويقق لم منافع شخصية وثروات ضخمة‬

‫‪.‬جدا‪ ،‬كما نلحظه اليوم عند الفقهاء والتهدين‬

‫إن القضية مرت ف أدوار وتطورات كثية‪ ،‬حت استقرت أخيا على وجوب إعطاء أخاس الكاسب‬

‫للفقهاء والتهدين‪ ،‬وبذلك يتبي لنا أن المس ل ينص عليه كتاب ول سنة ول قول إمام‪ ،‬بل هو‬

‫قول ظهر ف الزمن التأخر‪ ،‬قاله بعض التهدين‪ ،‬وهو مالف للكتاب والسنة وأئمة أهل البيت‬

‫‪.‬ولقوال وفتاوى الفقهاء والتهدين والعتد بـهم‬

‫وإني أهيب بإخواني وأبنائي الشيعة أن يتنعوا عن دفع أخاس مكاسبهم وأرباحهم إل السادة‬

‫التهدين‪ ،‬لنـها حلل لم هم وليس للسيد أو الفقيه أي حق فيها‪ ،‬ومن أعطى المس إل التهد أو‬

‫الفقيه فإنه يكون قد ارتكب إثا لخالفته لقوال الئمة إذ أن المس ساقط عن الشيعة حت يظهر‬

‫‪.‬القائم‬

‫وأرى من الضروري أن أذكر قول آية ال العظمى المام المين ف السألة‪ ،‬فإنه كان قد تدث‬

‫عنها ف ماضرات ألقاها على مسامعنا جيعا ف الوزة عام‬

‫‪:‬هـ)‪ ،‬ث جعها ف كتاب الكومة السلمية أو ولية الفقيه ‪(1389‬‬

‫فكان ما قال‪ :‬يا لقصر النظر لو قلنا إن تشريع المس جاء لتأمي معايش ذرية الرسول صلى ال‬

‫‪.‬عليه وآله فحسب‬

‫أنه يكفيهم ويزيدهم جزء ضليل من آلف ‪-‬كذا قال‪ -‬جزء من هذه الالية الضخمة‪ ،‬بل تكفيهم‬

‫ً من تلك السواق التجارية الضخمة كسوق طهران ودمشق وإسلم‬


‫أخاس سوق واحد كسوق بغداد مثل‬

‫‪.‬بول وما أشبه ذلك‪ ،‬فماذا يصبح حال بقية الال؟‬

‫ث يقول‪ :‬إنن أرى الكم السلمي العادل ل يتطلب تكاليف باهظة ف شؤون تافهة أو ف غي الصال‬

‫‪.‬العامة‬

‫ث يقول‪ :‬ل تكن ضريبة المس جباية لتأمي حاجة السادة آل الرسول صلى ال عليه وآله فحسب‪،‬‬

‫‪.‬أو الزكاة تفريقا على الفقراء والساكي‪ ،‬وإنا تزيد على حاجاتـهم بأضعاف‬

‫فهل بعد ذلك يتك السلم جباية المس والزكاة وما أشبه نظرا إل تأمي حاجة السادة‬
‫والفقراء‪ ،‬أو يكون مصي الزائد طعمة ف البحار أو دفنا ف التاب أو نو ذلك؟‬

‫كان عدد السادة من يوز لم الرتزاق بالمس يوم ذاك ‪-‬يعن ف صدر السلم‪ -‬ل يتجاوز الائة‪،‬‬

‫ولو نفرض عددهم نصف مليون‪ ،‬هل من العقول أن نتصور اهتمام السلم بفرض المس هذه الالية‬

‫الضخمة‪ ،‬الت تتضخم وتزداد ف تضخمها كلما توسعت التجارة والصناعات كما هي اليوم كل ذلك‬

‫لغاية إشباع آل الرسول صلى ال عليه وآله؟‬

‫‪.‬كل انظر كتابه الذكور (‪ )42-40-1/39‬طبعة مطبعة الداب ف النجف‬

‫إن المام المين يصرح بأن أموال المس ضخمة جدا‪ ،‬هذا ف ذلك الوقت لا كان المام ياضر ف‬

‫الوزة‪ ،‬فكم هي ضخمة إذن ف يومنا هذا؟‬

‫ويصرح المام أيضا أن جزءا واحدا من آلف الجزاء من هذه الالية الضخمة يكفي أهل بيت النب‬

‫‪.‬صلى ال عليه وآله‪ ،‬فماذا يفعل بالجزاء الكثية التبقية؟؟‬

‫‪.‬ل بد أن توزع على الفقهاء والتهدين حسب مفهوم قول المام المين‬

‫ولذا فإن المام المين كان ذا ثروة ضخمة جدا ف إقامته ف العراق حت أنه لا أراد السفر إل‬

‫فرنسا للقامة فيها فإنه حول رصيده ذلك من الدينار العراقي إل الدولر المريكي وأودعه ف‬

‫‪.‬مصارف باريس بفوائد مصرفية ضخمة‬

‫‪.‬إن فساد النسان يأتي من طريقي‪ :‬النس والال‪ ،‬وكلها متوافر للسادة‬

‫فالفروج والدبار عن طريق التعة وغيها‪ .‬والال عن طريق المس وما يلقى ف العتبات والشاهد‪،‬‬

‫فمن منهم يصمد أمام هذه الغريات‪ ،‬وباصة إذا علمنا أن بعضهم ما سلك هذا الطريق إل من‬

‫‪!!.‬أجل إشباع رغباته ف النس والال؟؟‬

‫‪:‬تنبيه‬

‫لقد بدأ التنافس بي السادة والتهدين للحصول على المس‪ ،‬ولذا بدأ كل منهم بتخفيض نسبة‬

‫المس الأخوذة من الناس حت يتوافد الناس إليه أكثر من غيه فابتكروا أساليب شيطانية‪ ،‬فقد‬

‫‪:‬جاء رجل إل السيد علي السيستاني فقال له‬

‫إن القوق ‪-‬المس‪ -‬التتبة علي خسة مليي‪ ،‬وأنا أريد أن أدفع نصف هذا البلغ أي أريد أن‬

‫أدفع مليوني ونصف فقط‪ ،‬فقال له السيد السيستاني‪ :‬هات الليوني والنصف‪ ،‬فدفعها إليه‬

‫الرجل‪ ،‬فأخذها منه السيستاني‪ ،‬ث قال له‪ :‬قد وهبتها لك ‪-‬أي ارجع البلغ إل الرجل‪ -‬فأخذ‬

‫الرجل البلغ‪ ،‬ث قال له السيستاني‪ :‬أدفع البلغ ل مرة ثانية‪ ،‬فدفعه الرجل إليه‪ ،‬فقال له‬

‫السيستاني‪ :‬صار الن مموع ما دفعته إل من المس خسة مليي فقد برأت ذمتك من القوق‪ .‬فلما‬

‫رأى السادة الخرون ذلك‪ ،‬قاموا هم أيضا بتخفيض نسبة المس واستخدموا الطريقة ذاتـها بل‬

‫ابتكروا طرقا أخرى حت يتحول الناس إليهم‪ ،‬وصارت منافسة (شريفة!) بي السادة للحصول على‬

‫‪.‬المس‪ ،‬وصارت نسبة المس أشبه بالناقصة وكثي من الغنياء قام بدفع المس لن يأخذ نسبة أقل‬

‫ولا رأى زعيم الوزة أن النافسة على المس صارت شديدة‪ ،‬وأن نسبة ما يرده هو من المس صارت‬

‫قليلة‪ ،‬أصدر فتواه بعدم جواز دفع المس لكل من هب ودب من السادة‪ ،‬بل ل يدفع إل لشخصيات‬

‫‪.‬معدودة وله حصة السد أو لوكلئه الذين وزعهم ف الناطق‬


‫وبعد استلمه هذه الموال‪ ،‬يقوم بتحويلها إل ذهب بسبب وضع العملة العراقية الالية‪ ،‬حيث‬

‫‪.‬يلك الن غرفتي ملوءتي بالذهب‬

‫‪.‬وأما ما يسرقه الوكلء دون علم السيد فحدث ول حرج‬

‫قال أمي الؤمني‬ ‫طوب للزاهدين ف الدنيا الراغبي ف الخرة‪ ،‬أولئك اتذوا الرض بساطا( ‪:‬‬

‫وترابـها فراشا‪ ،‬وماءها طيبا والقرآن شعارا والدعاء دثارا‪ ،‬ث قرضوا الدنيا قرضا على‬

‫منهاج السيح ‪ ..‬إن داود‬ ‫قام ف مثل هذه الساعة من الليل فقال‪ :‬إنـها ساعة ل يدعو فيها‬

‫عبدا إل استجيب له‪ ،‬إل أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا) (نـهج البلغة ‪ )4/24‬قارن بي‬

‫كلم المي‬ ‫وبي أحوال السادة واحكم بنفسك‪ ،‬إن هذا النص وغيه من النصوص العظيمة ليس لا‬

‫أي صدى عند السادة والفقهاء‪ ،‬وحياة التف والنعيم والبذخ الت يعيشونـها أنستهم زهد أمي‬

‫‪.‬الؤمني‪ ،‬وأعمت أبصارهم عن تدبر كلمه واللتزام بضمونه‬

‫إن العشار هو الذي يأخذ ضريبة العشر‪ ،‬فل يستجاب دعاؤه كما قال‬ ‫فكيف بالماس؟ الذي ‪،‬‬

‫يأخذ المس من الناس؟ إن الماس ل يستجاب له من باب أول‪ ،‬لن ما يأخذه من المس ضعف ما‬

‫‪.‬يأخذه العشار‪ ،‬نسأل ال العافية‬

‫‪:‬تنبيه آخر‬

‫عرفنا ما سبق أن المس ل يعطى للفقهاء ول التهدين‪ ،‬واتضح لنا هذا المر من خلل بث الوضوع‬

‫من كل جوانبه‪ ،‬ويسن بنا أن ننبه إل أن الفقهاء والراجع الدينية يزعمون أنـهم من أهل‬

‫البيت فتى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إل الكاظم‬ ‫اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم ‪.‬‬

‫الائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الليج والند وباكستان وغيها من أهل‬

‫البيت‪ ،‬ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من الال أن يكون عددهم الذي ل يصى من أهل البيت‪،‬‬

‫فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلد الخرى ومتهديها؟ ل شك أن عددهم يبلغ أضعافا مضاعفة‪،‬‬

‫فهل يكن أن يكون هؤلء جيعا من أهل البيت؟؟‬

‫وفوق ذلك إن شجرة النساب تباع وتشتى ف الوزة‪ ،‬فمن أراد الصول على شرف النسبة لهل البيت‬

‫فما عليه إل أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جيلة إل أحد السادة ليتمتع بـها‪ ،‬أو أن‬

‫‪.‬يأتيه ببلغ من الال وسيحصل بإحدى الطريقتي على شرف النسبة‬

‫‪.‬وهذا أمر معروف ف الوزة‬

‫لذلك أقول‪ :‬ل يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والؤلفي عندما يضع أحدهم شجرة نسبه ف الصفحة‬

‫‪.‬الول من كتابه ليخدع البسطاء والساكي كي يبعثوا له أخاس مكاسبهم‬

‫وف ختام مبحث المس ل يفوتن أن أذكر قول صديقي الفضال الشاعر البارع اليد أحد الصاف‬

‫النجفي رحه ال‪ ،‬والذي تعرفت عليه بعد حصول على درجة الجتهاد فصرنا صديقي حيمي رغم فارق‬

‫السن بين وبينه‪ ،‬إذ كان يكبني بنحو ثلثي سنة أو أكثر عندما قال ل‪ :‬ولدي حسي ل تدنس‬

‫نفسك بالمس فإنه سحت‪ ،‬وناقشن ف موضوع المس حت أقنعن برمته‪ ،‬ث ذكر ل أبياتا كان قد‬

‫نظمها بـهذا الصوص احتفظت بـها ف مفظة ذكرياتي وأنقلها للقراء الكرام بنصها قال رحه‬

‫‪:‬ال‬
‫وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم‬

‫لذاك فإن الهل خي من العلم‬

‫يعيشون من مال النام بذا السم‬

‫لتعطي بذل بل لتؤخذ بالرغم‬

‫ِدم‬
‫ُ ف أبناء يعرب من ق‬
‫ول تك‬

‫عجبت لقوم شحذهم(‪ )1‬باسم دينهم‬

‫لئن كان تصيل العلوم مسوغا‬

‫وهل كان ف عهد النب عصابة‬

‫لئن أوجب ال الزكاة فلم تكن‬

‫أتانا بـها أبناء ساسان حرفة‬

‫الكتب السماوية‬

‫ّد‬
‫ل شك عند السلمي جيعهم أن القرآن هو الكتاب السماوي النـزل من عند ال على نب السلم مم‬

‫‪.‬بن عبد ال صلوات ال عليه‬

‫ولكن كثرة قراءتي ومطالعت ف مصادرنا العتبة‪ ،‬أوقفتن على أساء كتب أخرى يدعي فقهاؤها‬

‫أنـها نزلت على النب صلوات ال عليه‪ ،‬وأنه اختص بـها أمي الؤمني‬ ‫‪:‬وهذه الكتب هي ‪،‬‬

‫‪:‬الامعة ‪1-‬‬

‫!عن أبي بصي عن أبي عبد ال قال‪ :‬أنا ممد‪ ،‬وإن عندنا الامعة‪ ،‬وما يدريهم ما الامعة؟‬

‫‪.‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الامعة؟‬

‫قال‪ :‬صحيفة طولا سبعون ذارعا بذراع رسول ال صلى ال عليه وآله وإملئه من فلق فيه وخط‬

‫علي‬ ‫‪..‬فيها كل حلل وحرام‪ ،‬وكل شيء يتاج الناس إليه حت الرش ف الدش ‪،‬‬

‫‪).‬إل انظر (الكاف ‪( ،)1/239‬بار النوار ‪26/22‬‬

‫وهناك روايات أخرى كثية تدها ف الكاف والبحار وبصائر الدرجات ووسائل الشيعة إنا‬

‫‪.‬اقتصرنا على رواية واحدة روما للختصار‬

‫لست أدري إذا كانت الامعة حقيقة أم ل‪ ،‬وفيها كل ما يتاجه الناس إل يوم القيامة؟ فلماذا‬

‫أخفيت إذن؟ وحرمنا منها وما فيها ما يتاجه الناس إل يوم القيامة من حلل وحرام وأحكام؟‬

‫‪.‬أليس هذا كتمانا للعلم؟‬

‫‪:‬صحيفة الناموس ‪2-‬‬

‫عن الرضا‬ ‫ف حديث علمات المام قال‪ :‬وتكون صحيفة عنده فيها أساء شيعتهم إل يوم‬

‫القيامة‪ ،‬وصحيفة فيها أساء أعدائهم إل يوم القيامة‪ .‬انظر (بار النوار ‪( ،)25/117‬وملد‬

‫‪ 26).‬ففيه روايات أخرى‬

‫وأنا أتساءل‪ :‬أية صحيفة هذه الت تتسع لساء الشيعة إل يوم القيامة؟!!! لو سجلنا أساء‬

‫شيعة العراق ف يومنا هذا لحتجنا إل مائة ملد ف أقل تقدير‪ .‬فكيف لو سجلنا أساء شيعة‬
‫إيران والند وباكستان وسورية ولبنان ودول الليج وغيها؟ بل كم نتاج لو سجلنا أساء جيع‬

‫‪!.‬الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون الت مضت منذ ظهور التشيع وإل عصرنا‬

‫‪.‬وكم نتاج لتسجيل أساء الشيعة ف القرون القادمة إل يوم القيامة؟‬

‫!وكم نتاج لتسجيل أساء خصومهم منذ ظهور صحيفة الناموس وإل يوم القيامة؟‬

‫لو أن البحر صار مدادا ومن ورائه سبعة أبر‪ ،‬لا كان كافيا لتسجيل هذا الكم الائل من‬

‫‪.‬الساء‬

‫ولو جعنا كل الكومبيوترات والعقول اللكتونية بأحدث أنواعها لا استطاعت أن تستوعب هذا‬

‫‪.‬الرقم اليال بل التعجيزي من الساء‬

‫‪!.‬إن عقول العامة من الناس ل يكنها أن تقبل هذه الرواية وأمثالا فكيف يقبلها العقلء؟‬

‫إن من الال أن يقول الئمة عليهم السلم مثل هذا الكلم الذي ل يقبله عقل ول منطق‪ ،‬ولو‬

‫اطلع عليه ‪-‬أي على هذه الرواية‪ -‬أعداؤنا لتكلموا با يلو لم‪ ،‬ولطعنوا بدين السلم‪،‬‬

‫‪.‬ولتكلموا وتندروا با يشفي غيظ قلوبـهم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‬

‫‪:‬صحيفة العبيطة ‪3-‬‬

‫عن أمي الؤمني‬ ‫قال‪ .. :‬وأي ال إن عندي لصحفا كثية قطائع رسول ال صلى ال عليه وآله‪،‬‬

‫وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لا العبيطة‪ ،‬وما ورد على العرب أشد منها‪ ،‬وإن فيها‬

‫‪).‬لستي قبيلة من العرب بـهرجة‪ ،‬مالا ف دين ال من نصيب (بار النوار ‪26/37‬‬

‫إن هذه الرواية ليست مقبولة ول معقولة‪ ،‬فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس لا نصيب ف‬

‫‪.‬دين ال فمعن هذا أنه ل يوجد مسلم واحد له ف دين ال نصيب‬

‫ث تصيص القبائل العربية بـهذا الكم القاسي يشم منه رائحة الشعوبية وسيأتي توضيح ذلك ف‬

‫‪.‬فصل قادم‬

‫‪:‬صحيفة ذؤابة السيف ‪4-‬‬

‫عن أبي بصي عن أبي عبد ال‬ ‫أنه كان ف ذؤابة سيف رسول ال صلى ال عليه وآله صحيفة صغية‬

‫‪.‬فيها الحرف الت يفتح كل حرف منها ألف حرف‬

‫‪).‬قال أبو بصي‪ :‬قال أبو عبد ال‪ :‬فما خرج منها إل حرفان حت الساعة (بار النوار ‪26/56‬‬

‫قلت‪ :‬وأين الحرف الخرى؟ أل يفتض أن ترج حت يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنـها ستبقى‬

‫مكتومة حت يقوم القائم؟‬

‫‪:‬صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت ف ذؤابة السيف ‪5-‬‬

‫عن أبي عبد ال‬ ‫قال‪ :‬وجد ف ذؤابة سيف رسول ال صلى ال عليه وآله صحيفة فإذا فيها‬

‫مكتوب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬إن أعت الناس على ال يوم القيامة من قتل غي قاتله‪ ،‬ومن‬

‫ضرب غي ضاربه‪ ،‬ومن تول غي مواليه فهو كافر با أنزل ال تعال على ممد صلى ال عليه وآله‪،‬‬

‫ً (بار النوار ‪،27/65‬‬


‫ومن أحدث حدثا أو آوى مدثا ل يقبل ال منه يوم القيامة صرفا ول عدل‬
‫‪104/375).‬‬
‫‪:‬الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر ‪6-‬‬

‫عن أبي العلء قال‪ :‬سعت أبا عبد ال‬ ‫يقول‪ :‬إن عندي الفر البيض قال‪ :‬فقلت‪ :‬أي شيء فيه؟‬
‫قال‪ :‬زبور داود‪ ،‬وتوراة موسى‪ ،‬وإنيل عيسى‪ ،‬وصحف إبراهيم عليهم السلم واللل والرام‪،..‬‬

‫‪.‬وعندي الفر الحر‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي شيء ف الفر الحر؟‬

‫‪.‬قال‪ :‬السلح‪ ،‬وذلك إنا يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل‬

‫فقال له عبد ال بن أبي اليعفور‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬أيعرف هذا بنو السن؟‬

‫فقال‪ :‬أي وال كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نـهار‪ ،‬ولكنهم يملهم السد وطلب‬

‫‪).‬الدنيا على الحود والنكار‪ ،‬ولو طلبوا الق بالق لكان خيا لم (أصول الكاف ‪1/24‬‬

‫وقد سألت مولنا الراحل المام الوئي عن الفر الحر‪ ،‬من الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟‬

‫فقال‪ :‬يفتحه صاحب الزمان عجل ال فرجه‪ ،‬ويريق به دماء العامة النواصب ‪-‬أهل السنة‪-‬‬

‫فيمزقهم شذر مذر‪ ،‬ويعل دماءهم تري كدجلة والفرات‪ ،‬ولينتقمن من صنمي قريش ‪-‬يقصد أبا بكر‬

‫وعمر‪ -‬وابنتيهما ‪-‬يقصد عائشة وحفصة‪ -‬ومن نعثل ‪-‬يقصد عثمان‪ -‬ومن بن أمية والعباس فينبش‬

‫‪.‬قبورهم نبشا‬

‫قلت‪ :‬إن قول المام الوئي فيه إسراف إذ أن أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬أجل وأعظم من أن‬

‫‪.‬ينبشوا قب ميت مضى على موته قرون طويلة‬

‫إن الئمة سلم ال عليهم كانوا يقابلون إساءة السيء بالحسان إليه والعفو والصفح عنه‪ ،‬فل‬

‫يعقل أن ينبشوا قبور الموات لينتقموا منهم‪ ،‬ويقيموا عليهم الدود‪ ،‬فاليت ل يقام عليه‬

‫‪.‬حد‪ ،‬وأهل البيت سلم ال عليهم عرفوا بالوداعة والسماحة والطيب‬

‫‪:‬مصحف فاطمة ‪7-‬‬

‫أ‪ -‬عن علي بن سعيد عن أبي عبد ال‬ ‫قال‪ ..( :‬وعندنا وال مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب‬

‫ال‪ ،‬وإنه لملء رسول ال صلوات ال عليه وآله بط علي‬ ‫‪).‬بيده) (بار النوار ‪26/41‬‬

‫ب‪ -‬وعن ممد بن مسلم عن أحدها‬ ‫وخلفت فاطمة مصحفا‪ ،‬ما هو قرآن‪ ،‬ولكنه كلم من كلم‪: (..‬‬

‫ال أنزل عليها‪ ،‬إملء رسول ال صلى ال عليه وآله وخط علي‬ ‫‪).‬البحار ‪) (26/42‬‬

‫ج_عن علي بن أبي حزة عن أبي عبد ال‬ ‫وعندنا مصحف فاطمة عليها السلم‪ ،‬أما وال ما‪: (..‬‬

‫‪).‬فيه حرف من القرآن‪ ،‬ولكنه إملء رسول ال صلى ال عليه وآله وخط علي) (البحار ‪26/48‬‬

‫قلت‪ :‬إذا كان الكتاب من إملء رسول ال صلى ال عليه وآله وخط علي‪ ،‬فلم كتمه عن المة؟ وال‬

‫‪:‬تعال قد أمر رسوله صلى ال عليه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال ال تعال‬ ‫َا‬
‫ّه‬‫َـأي‬
‫ي‬

‫ْت‬
‫َ‬ ‫ّغ‬
‫َل‬‫َا ب‬
‫َم‬‫ْ ف‬
‫َل‬‫ْع‬
‫َف‬‫ْ ت‬
‫َإن ل‬
‫ّ‬ ‫َ و‬
‫ّك‬‫ّب‬
‫ِن ر‬
‫َ م‬
‫ْك‬‫َي‬
‫َ إل‬
‫ِل‬‫َا أنز‬
‫ْ م‬
‫ّغ‬‫َل‬
‫ُ ب‬
‫ُول‬
‫ّس‬‫الر‬

‫َه‬
‫ُ‬ ‫َت‬
‫َال‬
‫ِس‬‫ر‬ ‫‪].‬الائدة‪[67:‬‬

‫فكيف يكن لرسول ال صلى ال عليه وآله أن يكتم عن السلمي جيعا هذا القرآن‪ ،‬وكيف يكن لمي‬

‫الؤمني‬ ‫‪!.‬والئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟‬

‫‪:‬التوراة والنيل والزبور ‪8-‬‬

‫عن أبي عبد ال‬ ‫أنه كان يقرأ النيل والتوراة والزبور بالسييانية انظر (الجة من الكاف‬

‫‪ ،)1/207‬باب أن الئمة عليهم السلم عندهم جيع الكتب الت نزلت من ال عز وجل‪ ،‬وأنـهم‬
‫‪.‬يعرفونـها كلها على اختلف ألسنتها‬

‫‪:‬القرآن ‪9-‬‬

‫والقرآن ل يتاج لثباته نص‪ ،‬ولكن كتب فقهائنا وأقوال جيع متهدينا تنص على أنه مرف‪ ،‬وهو‬

‫‪.‬الوحيد الذي أصابه التحريف من بي كل تلك الكتب‬

‫وقد جع الدث النوري الطبسي ف إثبات تريفه كتابا ضخم الجم ساه‪( :‬فصل الطاب ف إثبات تريف‬

‫كتاب رب الرباب) جع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف‪ ،‬وجع فيه أقوال جيع‬

‫الفقهاء وعلماء الشيعة ف التصريح بتحريف القرآن الوجود بي أيدي السلمي حيث أثبت أن جيع‬

‫علماء الشيعة وفقهائهم التقدمي منهم والتأخرين يقولون إن هذا القرآن الوجود اليوم بي‬

‫‪.‬أيدي السلمي مرف‬

‫قال السيد هاشم البحراني‪ :‬وعندي ف وضوح صحة هذا القول ‪-‬أي القول بتحريف القرآن‪ -‬بعد‬

‫تتبع الخبار وتفحص الثار بيث يكن الكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع‪ ،‬وأنه من أكب‬

‫‪).‬مقاصد غصب اللفة فتدبر (مقدمة البهان‪ ،‬الفصل الرابع ‪49‬‬

‫‪:‬وقال السيد نعمة ال الزائري ردا على من يقول بعدم التحريف‬

‫إن تسليم تواتره عن الوحي اللي‪ ،‬وكون الكل قد نزل به الروح المي يفضي إل طرح الخبار‬

‫الستفيضة‪ ،‬مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بـها‪( ،‬النوار النعمانية‬

‫‪ ،)2/357‬ولذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر‪( :‬ما ادعى أحد من الناس أنه جع القرآن كله‬

‫إل كذاب‪ ،‬وما جعه وحفظه كما نزل إل علي بن أبي طالب والئمة من بعده) (الجة من الكاف‬
‫‪1/26).‬‬
‫‪.‬ول شك أن هذا النص صريح ف إثبات تريف القرآن الوجود اليوم عند السلمي‬

‫والقرآن القيقي هو الذي كان عند علي والئمة من بعده عليهم السلم‪ ،‬حت صار عند القائم‬

‫‪.‬عليه وعلى آبائه الصلة والسلم‬

‫ولذا قال المام الوئي ف وصيته لنا وهو على فراش الوت‪ ،‬عندما أوصانا كادر التدريس ف‬

‫‪:‬الوزة‬

‫)عليكم بـهذا القرآن حت يظهر قرآن فاطمة(‬

‫وقرآن فاطمة الذي يقصده المام هو الصحف الذي جعه علي‬ ‫‪.‬والذي تقدمت الشارة إليه آنفا‬

‫إن من أغرب المور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند ال‪ ،‬واختص بـها أمي‬

‫الؤمني سلم ال عليه والئمة من بعده‪ ،‬ولكنها تبقى مكتومة عن المة وبالذات عن شيعة أهل‬

‫البيت‪ ،‬سوى قرآن بسيط قد عبثت به اليادي فزادت فيه ما زادت‪ ،‬وأنقصت منه ما أنقصت ‪ -‬على‬

‫‪-‬حد قول فقهائنا‬

‫إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند ال حقا‪ ،‬وحازها أمي الؤمني صدقا فما معن إخفائها عن‬

‫المة وهي من أحوج ما تكون إليها ف حياتـها وف عبادتـها لربـها؟‬

‫!!علل كثي من فقهائنا ذلك لجل الوف عليها من الصوم‬

‫!ولنا أن نسأل‪ :‬أيكون أمي الؤمني وأسد بن هاشم جبانا بيث ل يستطيع أن يدافع عنها؟‬

‫!أيكتم أمرها ويرم المة منها خوفا من خصومه؟‬


‫ل والذي رفع السماء بغي عمد‪ ،‬ما كان لبن أبي طالب أن ياف غي ال وإذا سألنا‪ :‬ماذا يفعل‬

‫أمي الؤمني والئمة من بعده بالزبور والتوراة والنيل حت يتداولوها فيما بينهم‬

‫ويقرؤونـها ف سرهم؟‬

‫ً وحاز كل تلك الكتب والصحائف‬


‫إذا كانت النصوص تدعي أن أمي الؤمني وحده حاز القرآن كامل‬

‫الخرى؛ فما حاجته إل الزبور والتوراة والنيل؟ وباصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت‬

‫بنـزول القرآن؟‬

‫إني أشم رائحة أيد خبيثة فهي الت دست هذه الروايات وكذبت على الئمة وسيأتي إثبات ذلك ف‬

‫‪.‬فصل خاص إن شاء ال‬

‫نن نعلم أن السلم ليس له إل كتاب واحد هو القرآن الكري‪ ،‬وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص‬

‫‪.‬اليهود والنصارى كما هو واضح ف كتبهم القدسة التعددة‬

‫فالقول بأن أمي الؤمني حاز كتبا متعددة‪ ،‬وأن هذه الكتب كلها من عند ال‪ ،‬وأنـها كتب حوت‬

‫‪.‬قضايا شرعية هو قول باطل‪ ،‬أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستوا بالتشيع‬

‫نظرة الشيعة إل أهل السنة‬

‫عندما نطالع كتبنا العتبة وأقوال فقهائنا ومتهدينا ند أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل‬

‫السنة‪ ،‬ولذا وصفوهم بأوصاف وسوهم بأساء‪ :‬فسموهم (العامة) وسوهم النواصب‪ ،‬وما زال‬

‫ً ف دبره‪ ،‬وإذا شتم أحدهم الخر‬


‫العتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيل‬

‫وأراد أن يغلظ له ف الشتيمة قال له‪( :‬عظم سن ف قب أبيك) وذلك لنجاسة السن ف نظرهم إل‬

‫‪.‬درجة لو اغتسل ألف مرة لا طهر ولا ذهبت عنه ناسته‬

‫ً غريبا ف أحد أسواق الدينة‪ ،‬وكان والدي رحه ال‬


‫ما زلت أذكر أن والدي رحه ال التقى رجل‬

‫مبا للخي إل حد بعيد‪ ،‬فجاء به إل دارنا ليحل ضيفا عندنا ف تلك الليلة فأكرمناه با شاء‬

‫ال تعال‪ ،‬وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شابا ف أول دراست ف الوزة‪ ،‬ومن خلل‬

‫حديثنا تبي أن الرجل سن الذهب ومن أطراف سامراء جاء إل النجف لاجة ما‪ ،‬بات الرجل تلك‬

‫الليلة‪ ،‬ولا أصبح أتيناه بطعام الفطار فتناول طعامه ث هم بالرحيل‪ ،‬فعرض عليه والدي رحه‬

‫ال مبلغا من الال فلربا يتاجه ف سفره‪ ،‬شكر الرجل حسن ضيافتنا‪ ،‬فلما غادر أمر والدي برق‬

‫الفراش الذي نام فيه وتطهي الناء الذي أكل فيه تطهيا جيدا لعتقاده بنجاسة السن وهذا‬

‫اعتقاد الشيعة جيعا‪ ،‬إذ أن فقهاءنا قرنوا السن بالكافر والشرك والنـزير وجعلوه من‬

‫‪:‬العيان النجسة ولذا‬

‫وجب الختلف معهم‪ :‬فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال‪ :‬قلت للرضا ‪1-‬‬ ‫يدث المر ل أجد ‪:‬‬

‫بدا من معرفته‪ ،‬وليس ف البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ائت فقيه‬

‫البلد فاستفته ف أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بلفه فإن الق فيه (عيون أخبار الرضا ‪1/275‬‬

‫‪).‬ط‪.‬طهران‬

‫وعن السي بن خالد عن الرضا أنه قال‪( :‬شيعتنا السلمون لمرنا‪ ،‬الخذون بقولنا الخالفون‬

‫‪).‬لعدائنا‪ ،‬فمن ل يكن كذلك فليس منا) (الفصول الهمة ‪ 225‬ط‪.‬قم‬


‫وعن الفضل بن عمر عن جعفر أنه قال‪( :‬كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غينا)‬

‫‪().‬الفصول الهمة ‪225‬‬

‫‪:‬عدم جواز العمل با يوافق العامة ويوافق طريقتهم ‪2-‬‬

‫‪:‬وهذا باب عقده الر العاملي ف كتابه وسائل الشيعة فقال‬

‫والحاديث ف ذلك متواترة ‪ ..‬فمن ذلك قول الصادق‬ ‫ف الديثي الختلفي‪ :‬أعرضوها على أخبار‬

‫‪.‬العامة‪ ،‬فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه‬

‫وقال الصادق‬ ‫‪.‬إذا ورد عليكم حديثان متلفان فخذوا با خالف القوم ‪:‬‬

‫وقال‬ ‫‪.‬خذ با فيه خلف العامة‪ ،‬وقال‪ :‬ما خالف العامة ففيه الرشاد ‪:‬‬

‫وقال‬ ‫ما أنتم وال على شيء ما هم فيه‪ ،‬ول هم على شيء ما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من ‪:‬‬

‫‪.‬النيفية على شيء‬

‫وقوله‬ ‫وال ما جعل ال لحد خية ف أتباع غينا‪ ،‬وإن من وافقنا خالف عدونا‪ ،‬ومن وافق ‪:‬‬

‫‪.‬عدونا ف قول أو عمل فليس منا ول نن منه‬

‫وقول العبد الصال‬ ‫‪.‬ف الديثي الختلفي‪ :‬خذ با خالف القوم‪ ،‬وما وافق القوم فاجتنبه‬

‫وقول الرضا‬ ‫إذا ورد عليكم خبان متعارضان فانظروا إل ما يالف منهما العامة فخذوه‪: ،‬‬

‫‪.‬وانظروا با يوافق أخبارهم فدعوه‬

‫وقول الصادق‬ ‫وال ما بقي ف أيديهم شيء من الق إل استقبال القبلة انظر (الفصول الهمة ‪:‬‬

‫‪326-325).‬‬

‫وقال الر عن هذه الخبار بأنـها‪( :‬قد تاوزت حد التواتر‪ ،‬فالعجب من بعض التأخرين حيث ظن‬

‫‪).‬أن الدليل هنا خب واحد‬

‫وقال أيضا‪( :‬واعلم أنه يظهر من هذه الحاديث التواترة بطلن أكثر القواعد الصولية‬

‫‪).‬الذكورة ف كتب العامة) (الفصول الهمة ‪326‬‬

‫‪:‬أنـهم ل يتمعون مع السنة على شيء‪ :‬قال السيد نعمة ال الزائري ‪3-‬‬

‫إنا ل نتمع معهم ‪-‬أي مع السنة‪ -‬على إله ول على نب ول على إمام‪ ،‬وذلك أنـهم يقولون‪ :‬إن(‬

‫‪.‬ربـهم هو الذي كان ممد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر‬

‫ونن ل نقول بـهذا الرب ول بذلك النب‪ ،‬بل نقول‪ :‬إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس‬

‫‪).‬ربنا ول ذلك النب نبينا)(‪1‬‬

‫النوار الزائرية ‪ ،)2/278‬باب نور ف حقيقة دين المامية والعلة الت من أجلها يب الخذ(‬

‫‪:‬بلف ما تقوله العامة‬

‫‪:‬عقد الصدوق هذا الباب ف علل الشرائع فقال‬

‫عن أبي إسحاق الرجائي رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬ ‫‪:‬‬

‫أتدري ل أمرت بالخذ بلف ما تقوله العامة؟‬

‫‪.‬فقلت‪ :‬ل ندري‬

‫فقال‪ :‬إن عليا ل يكن يدين ال بدين إل خالف عليه المة إل غيه إرادة لبطال أمره‪ .‬وكانوا‬
‫يسألون أمي الؤمني‬ ‫عن الشيء الذي ل يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم‬

‫)ليلبسوا على الناس) (‪ 531‬طبع إيران‬

‫‪:‬ويتبادر إل الذهان السؤال التي‬

‫لو فرضنا أن الق كان مع العامة ف مسألة ما أيب علينا أن نأخذ بلف قولم؟ أجابن السيد‬

‫ممد باقر الصدر مرة فقال‪ :‬نعم يب الخذ بلف قولم‪ ،‬لن الخذ بلف قولم وإن كان خطأ فهو‬

‫‪.‬أهون من موافقتهم على افتاض وجود الق عندهم ف تلك السألة‬

‫إن كراهية الشيعة لهل السنة ليست وليدة اليوم‪ ،‬ول تتص بالسنة العاصرين بل هي كراهية‬

‫عميقة تتد إل اليل الول لهل السنة وأعن الصحابة ما عدا ثلثة منهم وهم أبو ذر والقداد‬

‫وسلمان‪ ،‬ولذا روى الكلين عن أبي جعفر قال‪( :‬كان الناس أهل ردة بعد النب صلى ال عليه‬

‫‪).‬وآله إل ثلثة القداد بن السود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري) (روضة الكاف ‪8/246‬‬

‫لو سألنا اليهود‪ :‬من هم أفضل الناس ف ملتكم؟‬

‫‪.‬لقالوا‪ :‬إنـهم أصحاب موسى‬

‫ولو سألنا النصارى‪ :‬من هم أفضل الناس ف أمتكم؟‬

‫‪.‬لقالوا‪ :‬إنـهم حواريو عيسى‬

‫ولو سألنا الشيعة‪ :‬من هم أسوأ الناس ف نظركم وعقيدتكم؟‬

‫‪.‬لقالوا‪ :‬إنـهم أصحاب ممد صلى ال عليه وآله‬

‫إن أصحاب ممد هم أكثر الناس تعرضا لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر‬

‫وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النب صلوات ال عليه‪ ،‬ولذا ورد ف دعاء صنمي قريش‪( :‬اللهم‬

‫العن صنمي قريش ‪-‬أبو بكر وعمر‪ -‬وجبتيهما وطاغوتيهما‪ ،‬وابنتيهما ‪-‬عائشة وحفصة‪..‬ال) وهذا‬

‫‪.‬دعاء منصوص عليه ف الكتب العتبة‪ .‬وكان المام المين يقوله بعد صلة الصبح كل يوم‬

‫عن حزة بن ممد الطيار أنه قال‪ :‬ذكرنا ممد بن أبي بكر عند أبي عبد ال‬ ‫فقال‪( :‬رحه ال‬

‫وصلى عليه‪ ،‬قال ممد بن أبي بكر لمي الؤمني يوما من اليام‪ :‬أبسط يدك أبايعك‪ ،‬فقال‪ :‬أو‬

‫ما فعلت؟‬

‫‪:‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬فبسط يده‪ ،‬فقال‬

‫‪).‬أشهد أنك إمام مفتض طاعته‪ ،‬وإن أبي ‪ -‬يريد أبا بكر أباه ‪ -‬ف النار) (رجال الكشي ‪61‬‬

‫وعن شعيب عن أبي عبد ال‬ ‫قال‪( :‬ما من أهل بيت إل وفيهم نيب من أنفسهم‪ ،‬وأنب النجباء‬

‫‪).‬من أهل بيت سوء ممد بن أبي بكر) (الكشي ‪61‬‬

‫‪:‬وأما عمر فقال السيد نعمة ال الزائري‬

‫إن عمر بن الطاب كان مصابا بداء ف دبره ل يهدأ إل باء الرجال) (النوار النعمانية(‬
‫‪1/63).‬‬
‫واعلم أن ف مدينة كاشان اليرانية ف منطقة تسمى (باغي في) مشهدا على غرار الندي الهول‬

‫فيه قب وهي لبي لؤلؤة فيوز الفارسي الوسي قاتل الليفة الثاني عمر بن الطاب‪ ،‬حيث أطلقوا‬

‫عليه ما معناه بالعربية (مرقد باب شجاع الدين) وباب شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي‬

‫لؤلؤة لقتله عمر بن الطاب‪ ،‬وقد كتب على جدران هذا الشهد بالفارسي (مرك بر أبو بكر‪ ،‬مرك‬
‫‪.‬بر عمر‪ ،‬مرك بر عثمان) ومعناه بالعربية‪ :‬الوت لبي بكر الوت لعمر الوت لعثمان‬

‫وهذا الشهد يزار من قبل اليرانيي‪ ،‬وتلقى فيه الموال والتبعات‪ ،‬وقد رأيت هذا الشهد‬

‫بنفسي‪ ،‬وكانت وزارة الرشاد اليرانية قد باشرت بتوسيعه وتديده‪ ،‬وفوق ذلك قاموا بطبع‬

‫‪.‬صورة الشهد على كارتات تستخدم لرسال الرسائل والكاتيب‬

‫روى الكلين عن أبي جعفر‬ ‫قال‪..( :‬إن الشيخي ‪-‬أبا بكر وعمر‪ -‬فارقا الدنيا ول يتوبا ول‬

‫يذكرا ما صنعا بأمي الؤمني‬ ‫فعليهما لعنة ال واللئكة والناس أجعي) (روضة الكاف‬
‫‪8/246).‬‬
‫وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي‪ :‬كان عثمان من يلعب به وكان منثا (الصراط الستقيم‬
‫‪2/30).‬‬
‫وأما عائشة فقد قال ابن رجب البسي‪( :‬إن عائشة جعت أربعي دينارا من خيانة (مشارف أنوار‬

‫‪).‬اليقي ‪86‬‬

‫وإني أتساءل‪ :‬إذا كان اللفاء الثلثة بـهذه الصفات فلم بايعهم أمي الؤمني‬ ‫؟ ول صار‬

‫وزيرا لثلثتهم طيلة مدة خلفتهم؟‬

‫‪.‬أكان يافهم؟ معاذ ال‬

‫ث اذا كان الليفة الثاني عمر بن الطاب مصابا بداء ف دبره ول يهدأ إل باء الرجال كما‬

‫قال السيد الزائري‪ ،‬فكيف إذن زوجه أمي الؤمني‬ ‫ابنته أم كلثوم؟ أكانت إصابته بـهذا‬

‫الداء‪ ،‬خافية على أمي الؤمني‬ ‫وعرفها السيد الزائري؟!‪ ..‬إن الوضوع ل يتاج إل أكثر من‬

‫‪.‬استعمال العقل للحظات‬

‫‪).‬وروى الكلين‪( :‬إن الناس كلهم أولد زنا أو قال بغايا ما خل شيعتنا) (الروضة ‪8/135‬‬

‫ولذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالم فعن داود بن فرقد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬ ‫ما تقول ‪:‬‬

‫ف قتل الناصب؟‬

‫فقال‪ :‬حلل الدم‪ ،‬ولكن أتقي عليك‪ ،‬فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه ف ماء لكيل‬

‫‪).‬يشهد عليك فافعل) (وسائل الشيعة ‪( ،)18/463‬بار النوار ‪27/231‬‬

‫‪.‬وعلق المام المين على هذا بقوله‪ :‬فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه‪ ،‬وابعث إلينا بالمس‬

‫وقال السيد نعمة ال الزائري‪( :‬إن علي بن يقطي وزير الرشيد اجتمع ف حبسه جاعة من‬

‫الخالفي‪ ،‬فأمر غلمانه وهدموا أسقف البس على البوسي فماتوا كلهم وكانوا خسمائة رجل)‬

‫‪().‬النوار النعمانية ‪3/308‬‬

‫وتدثنا كتب التاريخ عما جرى ف بغداد عند دخول هولكو فيها‪ ،‬فإنه ارتكب أكب مزرة عرفها‬

‫التاريخ‪ ،‬بيث صبغ نـهر دجلة باللون الحر لكثرة من قتل من أهل السنة‪ ،‬فانـهار من الدماء‬

‫جرت ف نـهر دجلة‪ ،‬حت تغي لونه فصار أحر‪ ،‬وصبغ مرة أخرى باللون الزرق لكثرة الكتب الت‬

‫ألقيت فيه‪ ،‬وكل هذا بسبب الوزيرين النصي الطوسي وممد بن العلقمي فقد كانا وزيرين‬

‫للخليفة العباسي‪ ،‬وكانا شيعيي‪ ،‬وكانت تري بينهما وبي هولكو مراسلت سرية حيث تكنا من‬

‫إقناع هولكو بدخول بغداد وإسقاط اللفة العباسية الت كانا وزيرين فيها‪ ،‬وكانت لما اليد‬

‫الطول ف الكم‪ ،‬ولكنهما ل يرتضيا تلك اللفة لنـها تدين بذهب أهل السنة‪ ،‬فدخل هولكو‬
‫‪.‬بغداد وأسقط اللفة العباسية‪ ،‬ث ما لبثا حت صارا وزيرين لولكو مع أن هولكو كان وثنيا‬

‫ومع ذلك فإن المام المين يتضى على ابن يقطي والطوسي والعلقمي‪ ،‬ويعتب ما قاموا به يعد‬

‫‪.‬من أعظم الدمات الليلة لدين السلم‬

‫وأختم هذا الباب بكلمة أخية وهي شاملة وجامعة ف هذا الباب قول السيد نعمة ال الزائري ف‬

‫حكم النواصب (أهل السنة) فقال‪ :‬إنـهم كفار أناس بإجاع علماء الشيعة المامية‪ ،‬وإنـهم شر‬

‫من اليهود والنصارى‪ ،‬وإن من علمات الناصب تقدي غي علي عليه ف المامة) (النوار‬

‫‪).‬النعمانية ‪207-2/206‬‬

‫‪:‬وهكذا نرى أن حكم الشيعة ف أهل السنة يتلخص با يأتي‬

‫أنـهم كفار‪ ،‬أناس‪ ،‬شر من اليهود والنصارى‪ ،‬أولد بغايا‪ ،‬يب قتلهم وأخذ أموالم‪ ،‬ل يكن‬

‫اللتقاء معهم ف شيء ل ف رب ول ف نب ول ف إمام ول يوز موافقتهم ف قول أو عمل‪ ،‬ويب لعنهم‬

‫وشتمهم وبالذات اليل الول أولئك الذين أثن ال تعال عليهم ف القرآن الكري‪ ،‬والذين وقفوا‬

‫مع رسول ال صلى ال عليه وآله ف دعوته وجهاده ‪ ..‬وإل فقل ل بال عليك من الذي كان مع‬

‫النب صلوات ال عليه ف كل العارك الت خاضها مع الكفار؟‪ ،‬فمشاركتهم ف تلك الروب كلها‬

‫‪.‬دليل على صدق إيانـهم وجهادهم فل يلتفت إل ما يقوله فقهاؤنا‬

‫لا انتهى حكم آل بـهلوي ف إيران على أثر قيام الثورة السلمية وتسلم المام المين زمام‬

‫المور فيها‪ ،‬توجب على علماء الشيعة زيارة وتـهنئة المام بـهذا النصر العظيم لقيام أول‬

‫‪.‬دولة شيعية ف العصر الديث يكمها الفقهاء‬

‫وكان واجب التهنئة يقع علي شخصيا أكثر من غيي لعلقت الوثيقة بالمام المين‪ ،‬فزرت إيران‬

‫بعد شهر ونصف ‪-‬وربا أكثر‪ -‬من دخول المام طهران إثر عودته من منفاه باريس‪ ،‬فرحب بي‬

‫‪.‬كثيا‪ ،‬وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة ف العراق‬

‫وف جلسة خاصة مع المام قال ل‪ :‬سيد حسي آن الوان لتنفيذ وصايا الئمة صلوات ال عليهم‪،‬‬

‫سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم‪ ،‬ولن نتك أحدا منهم يفلت من العقاب‪،‬‬

‫وستكون أموالم خالصة لشيعة أهل البيت‪ ،‬وسنمحو مكة والدينة من وجه الرض لن هاتي الدينتي‬

‫صارتا معقل الوهابيي‪ ،‬ول بد أن تكون كربلء أرض ال الباركة القدسة‪ ،‬قبلة للناس ف الصلة‬

‫وسنحقق بذلك حلم الئمة عليهم السلم‪ ،‬لقد قامت دولتنا الت جاهدنا سنوات طويلة من أجل‬

‫‪!!.‬إقامتها‪ ،‬وما بقي إل التنفيذ‬

‫‪:‬ملحظة‬

‫اعلم أن حقد الشيعة على العامة ‪-‬أهل السنة‪ -‬حقد ل مثيل له‪ ،‬ولذا أجاز فقهاؤنا الكذب‬

‫‪.‬على أهل السنة وإلصاق التهم الكاذبة بـهم والفتاء عليهم ووصفهم بالقبائح‬

‫والن ينظر الشيعة إل أهل السنة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليا‪ ،‬وصدرت‬

‫التوجيهات إل أفراد الشيعة بوجوب التغلغل ف أجهزة الدولة ومؤسساتـها وباصة الهمة منها‬

‫ً عن صفوف الزب‬
‫‪.‬كاليش والمن والخابرات وغيها من السالك الهمة فضل‬

‫وينتظر الميع ‪-‬بفارغ الصب‪ -‬ساعة الصفر لعلن الهاد والنقضاض على أهل السنة‪ ،‬حيث يتصور‬
‫عموم الشيعة أنـهم بذلك يقدمون خدمة لهل البيت صلوات ال عليهم‪ ،‬ونسوا أن الذي يدفعهم‬

‫‪.‬إل هذا أناس يعملون وراء الكواليس ستأتي الشارة إليهم ف الفصل التي‬

‫أثر العناصر الجنبية ف صنع التشيع‬

‫عرفنا ف الفصل الول من هذا الكتاب دور اليهودي عبد ال بن سبأ ف صنع التشيع وهذه حقيقة‬

‫‪.‬يتغافل عنها الشيعة جيعا من عوامهم وخواصهم‬

‫لقد فكرت كثيا ف هذا الوضوع وعلى مدى سنوات طوال‪ ،‬فاكتشفت كما اكتشف غيي أن هناك رجال‬
‫ً‬

‫‪.‬لم دور خطي ف إدخال عقائد باطلة وأفكار فاسدة إل التشيع‬

‫إن مكوثي هذه الدة الطويلة ف حوزة النجف العلمية الت هي أم الوزات‪ ،‬واطلعي على أمهات‬

‫الصادر جعلن أقف على حقائق خطية يهلها أو يتجاهلها الكثيون‪ ،‬واكتشفت شخصيات مريبة كان‬

‫لا دور كبي ف انراف النهج الشيعي إل ما هو عليه اليوم‪ ،‬فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت‬

‫عليهم السلم وخيانتهم لم كما تقدم بيانه يدلك على أن الذين فعلوا ذلك بـهم كانوا من‬

‫‪.‬التستين بالتشيع والوالة لهل البيت‬

‫‪:‬ولنأخذ ناذج من هؤلء التستين بالتشيع‬

‫‪:‬هشام بن الكم‬

‫‪.‬وهشام هذا حديثه ف الصحاح الثمانية وغيها‬

‫إن هشام تسبب ف سجن المام الكاظم ومن ث قتله‪ ،‬ففي رجال الكشي (أن هشام بن الكم ضال مضل‬

‫شرك ف دم أبي السن‬ ‫‪229).‬‬

‫قال هشام لبي السن(‬ ‫‪).‬أوصن‪ ،‬قال أوصيك أن تتقي ال ف دمي) (رجال الكشي ‪: 226‬‬

‫وقد طلب منه أبو السن‬ ‫أن يسك عن الكلم‪ ،‬فأمسك شهرا ث عاد فقال له أبو السن‪( :‬يا هشام‬

‫أيسرك أن تشرك ف دم امرئ مسلم؟‬

‫‪.‬قال‪ :‬ل‬

‫‪.‬قال‪ :‬وكيف تشرك ف دمي؟ فإن سكت وإل فهو الذبح‬

‫فما سكت حت كان من أمره ما كان‬ ‫‪).‬رجال الكشي ‪) (231‬‬

‫أيكن لرجل ملص لهل البيت أن يشرك ف قتل هذا المام‬ ‫‪.‬؟‬

‫‪:‬اقرأ معي هذه النصوص‬

‫عن ممد بن الفرج الرخجي قال‪ :‬كتبت إل أبي السن‬ ‫أسأله عما قال هشام بن الكم ف السم‪،‬‬

‫‪.‬وهشام بن سال ‪-‬الواليقي‪ -‬ف الصورة‬

‫فكتب‪ :‬دع عنك حية اليان واستعذ بال من الشيطان ليس القول ما قال الشامان (أصول الكاف‬

‫‪ ،1/105).‬بار النوار ‪ ،3/288‬الفصول الهمة ‪51‬‬

‫‪.‬لقد زعم هشام بن الكم أن ال جسم‪ ،‬وزعم هشام بن سال أن ال صورة‬

‫وعن إبراهيم بن ممد الزاز‪ ،‬وممد بن السي قال‪ :‬دخلنا على أبي السن الرضا‬ ‫فحكينا له ‪،‬‬

‫ما روي أن ممدا رأى ربه ف هيئة الشاب الوفق ف سن أبناء الثلثي سنة‪ ،‬رجله ف خضره‪،‬‬

‫‪:‬وقلنا‬
‫أجوف إل السرة والباقي صمد‪..‬ال)(‬ ‫إن هشام بن سال وصاحب الطاق واليثمي يقولون‪ :‬إنه‬

‫‪().‬أصول الكاف ‪( ،)1/101‬بار النوار ‪4/40‬‬

‫‪.‬فهل يعقل أن ال تعال ف هيئة شاب ف ثلثي سنة‪ ،‬وأنه أجوف إل السرة؟؟‬

‫إن هذا الكلم يوافق بالضبط قول اليهود ف توراتـهم أن ال عبارة عن إنسان كبي الجم وهذا‬

‫‪.‬منصوص عليه ف سفر التكوين من توراة اليهود‬

‫فهذه آثار يهودية أدخلت إل التشيع على يد هشام بن الكم التسبب والشتك ف مقتل المام‬

‫الكاظم‬ ‫‪.‬ويد هشام بن سال وشيطان الطاق واليثمي علي بن إساعيل صاحب كتاب المامة ‪،‬‬

‫‪.‬ولو نظرنا ف كتبنا العتبة كالصحاح الثمانية وغيها لوجدنا أحاديث هؤلء ف قائمة الصدارة‬

‫‪:‬زرارة بن أعي‬

‫قال الشيخ الطوسي‪( :‬إن زرارة من أسرة نصرانية‪ ،‬وإن جده (سنسن وقيل سبسن) كان راهبا‬

‫نصرانيا‪ ،‬وكان أبوه عبدا روميا لرجل من بن شيبان) (الفهرست ‪ ،)104‬وزرارة هو الذي قال‪:‬‬

‫(سألت أبا عبد ال عن التشهد ‪ ..‬إل أن قال‪ :‬فلما خرجت ضرطت ف ليته وقلت‪ :‬ل يفلح أبدا)(‬

‫‪( )1).‬رجال الكشي ‪142‬‬

‫وقال زرارة أيضا‪( :‬وال لو حدثت بكل ما سعته من أبي عبد ال لنتفخت ذكور الرجال على‬

‫‪).‬الشب)(‪( )2‬رجال الكشي ‪123‬‬

‫‪:‬عن ابن مسكان قال‪ :‬سعت زرارة يقول‬

‫‪.‬رحم ال أبا جعفر‪ ،‬وأما جعفر فإن ف قلب عليه لفتة(‬

‫فقلت له‪ :‬وما حل زرارة على هذا؟‬

‫‪).‬قال‪ :‬حله على هذا أن أبا عبد ال أخرج مازيه) (الكشي ‪131‬‬

‫‪).‬ولذا قال أبو عبد ال فيه‪( :‬لعن ال زرارة) (‪133‬‬

‫وقال أبو عبد ال‬ ‫أيضا‪ :‬اللهم لو ل تكن جهنم إل سكرجة(‪ )3‬لوسعها آل أعي بن سنسن (‬
‫‪133).‬‬
‫‪).‬وقال أبو عبد ال‪ :‬لعن ال بريدا‪ ،‬لعن ال زرارة (‪134‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬ل يوت زرارة إل تائها عليه لعنة ال (‪ ،)134‬وقال أبو عبد ال أيضا‪ :‬هذا زرارة‬

‫بن أعي‪ ،‬هذا وال من الذين وصفهم ال تعال ف كتابه العزيز‬

‫ُورا‬
‫ّنث‬
‫ً م‬
‫َاء‬
‫َب‬‫ُ ه‬
‫َاه‬
‫ْن‬‫َل‬
‫َع‬‫َج‬
‫ٍ ف‬
‫َل‬‫َم‬
‫ْ ع‬
‫ِن‬‫ْ م‬
‫ُوا‬
‫ِل‬‫َم‬
‫َا ع‬
‫َ م‬
‫َا إل‬
‫ْن‬‫ِم‬
‫َد‬‫َق‬
‫و‬ ‫الفرقان‪[]23:‬‬

‫‪().‬رجال الكشي ‪136‬‬

‫وقال‪ :‬إن قوما يعارون اليان عارية‪ ،‬ث يسلبونه‪ ،‬فيقال لم يوم القيامة العارون‪ ،‬أما إن‬

‫‪.‬زرارة بن أعي لنهم (‪ )141‬وقال أيضا‪ :‬إن مرض فل تعده‪ ،‬وإن مات فل تشهد جنازته‬

‫فقيل له‪ :‬زرارة؟ متعجبا‪ ،‬قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن ال ثالث‬

‫‪).‬ثلثة‪ .‬إن ال قد نكس زرارة‪ ،‬وقال‪ :‬إن زرارة قد شك ف إمامت فاستوهبته من ربي(‪138()1‬‬

‫قلت‪ :‬فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية وكان قد شك ف إمامة أبي عبد ال‪ ،‬وهو الذي قال‬

‫بأنه ضرط ف لية أبي عبد ال وقال عنه ل يفلح أبدا فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين‬

‫‪.‬السلم؟؟‬
‫إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة‪ ،‬وهو ف مركز الصدارة بي الرواة‪ ،‬وهو الذي كذب على أهل‬

‫البيت وأدخل ف السلم بدعا ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبد ال‪ ،‬ومن راجع صحاحنا وجد‬

‫مصداق هذا الكلم‪ ،‬ومثله بريد حت إن أبا عبد ال‬ ‫‪.‬لعنهما‬

‫‪.‬أبو بصي ليث بن البختي‬

‫أبو بصي هذا ترأ على أبي السن موسى الكاظم‬ ‫عندما سئل‬ ‫عن رجل تزوج امرأة لا زوج ول‬

‫‪.‬يعلم‬

‫قال أبو السن‬ ‫ترجم الرأة وليس على الرجل شيء إذا ل يعلم) ‪ ..‬فضرب أبو بصي الرادي( ‪:‬‬

‫‪).‬على صدره يكها وقال‪ :‬أظن صاحبنا ما تكامل علمه (رجال الكشي ‪154‬‬

‫أي أنه يتهم الكاظم‬ ‫‪!!.‬بقلة العلم‬

‫‪:‬ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور وأبو بصي ف أمر الدنيا‪ ،‬فقال أبو بصي‬

‫أما إن صاحبكم لو ظفر بـها لستأثر بـها‪ ،‬فأغفى ‪-‬أبو بصي‪ -‬فجاء كلب يريد أن يشغر(‪)1‬‬

‫عليه‪ ،‬فقام حاد بن عثمان ليطرده‪ ،‬فقال له ابن أبي يعفور‪ :‬دعه‪ ،‬فجاءه حت شغر ف أذنيه‬

‫‪().‬رجال الكشي ‪154‬‬

‫أي أنه يتهم أبا عبد ال بالركون إل الدنيا وحب الستئثار بـها فعاقبه ال تعال بأن أرسل‬

‫‪.‬كلبا فبال بأذنيه جزاء له على ما قال ف أبي عبد ال‬

‫وعن حاد الناب قال‪ :‬جلس أبو بصي على باب أبي عبد ال‬ ‫ليطلب الذن‪ ،‬فلم يؤذن له فقال‪:‬‬

‫لو كان معنا طبق لذن‪ ،‬قال فجاء كلب فشغر ف وجه أبي بصي‪ ،‬فقال ‪-‬أبو بصي‪ -‬أف أف ما هذا(‬

‫‪)2.‬؟‬

‫‪).‬فقال له جليسه‪ :‬هذا كلب شغر ف وجهك (رجال الكشي ‪155‬‬

‫أي أنه يتهم أبا عبد ال‬ ‫بب الثريد والطعام اللذيذ بيث ل يأذن لحد بالدخول عليه إل‬

‫إذا كان معه طبق طعام‪ ،‬لكن ال تعال عاقبه أيضا فأرسل كلبا فبال ف وجهه عقابا له على ما‬

‫قال ف أبي عبد ال‬ ‫‪.‬‬

‫ول يكن أبو بصي موثوقا ف أخلقه‪ ،‬ولذا قال شاهدا على نفسه بذلك‪ :‬كنت أقرئ امرأة كنت‬

‫!!أعلمها القرآن‪ ،‬فمازحتها بشيء‬

‫قال‪ :‬فقدمت على أبي جعفر‬ ‫أي تشتكيه‪ -‬قال‪ :‬فقال ل أبو جعفر‪ :‬يا أبا بصي أي شيء قلت‪-‬‬

‫للمرأة؟‬

‫!!قال‪ :‬قلت بيدي هكذا وغطى وجهه‬

‫‪).‬قال‪ :‬فقال أبو جعفر‪ :‬ل تعودن عليها (رجال الكشي ‪154‬‬

‫أي أن أبا بصي مد يده ليلمس شيئا من جسدها بغرض الداعبة (!!) والمازحة‪ ،‬مع أنه كان‬

‫‪!!.‬يقرئها القرآن‬

‫‪:‬وكان أبو بصي ملطا‬

‫ّد بن مسعود قال‪ :‬سألت علي بن السن عن أبي بصي فقال‬


‫‪:‬فعن مم‬

‫ّد وكان مول لبن أسد وكان مكفوفا‬


‫‪.‬أبو بصي كان يكن أبا مم‬
‫فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال‪ :‬أما الغلو فل‪ ،‬ل يكن يتهم ولكن كان ملطا‪( .‬رجال الكشي‬
‫‪154).‬‬
‫قلت‪ :‬أحاديثه ف الصحاح كثية جدا وفيها عجب عجاب‪ ،‬فإذا كان ملطا فماذا أدخل ف الدين من‬

‫تليط؟‬

‫إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تليطه؟؟‬

‫‪:‬علماء طبستان‬

‫لقد ظهر ف طبستان جاعة تظاهروا بالعلم‪ ،‬وهم من اندسوا ف التشيع لغرض الفساد والفساد‪.‬‬

‫من العلوم أن النسان تشهد عليه آثاره‪ ،‬فإن كانت آثاره حسنة فهذا دليل حسن سلوكه وخلقه‬

‫واعتقاده وسلمة سريرته‪ ،‬والعكس بالعكس فإن الثار السيئة تدل على سوء من خلفها سواء ف‬

‫‪.‬سلوكه أو خلقه أو اعتقاده وتدل على فساد سريرته‬

‫إن بعض علماء طبستان تركوا ملفات تثي الشكوك حول شخصياتـهم‪ ،‬ولنأخذ ثلثة من أشهر من‬

‫‪:‬خرج من طبستان‬

‫اليزا حسي بن تقي النوري الطبسي مؤلف كتاب (فصل الطاب ف إثبات تريف كتاب رب الرباب) ‪1-‬‬

‫جع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بـها تريف القرآن الكري‪ .‬وجع أقوال‬

‫‪.‬الفقهاء والتهدين‪ ،‬وكتابه وصمة عار ف جبي كل شيعي‬

‫إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن مرف‪ ،‬فما الفرق بي كلم الطبسي وبي كلم اليهود‬

‫والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادق ف إسلمه يشهد على الكتاب الذي أنزله ال تعال وتكفل بفظه‪،‬‬

‫‪.‬يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟‬

‫‪).‬أحد بن علي بن أبي طالب(‪ )1‬الطبسي صاحب كتاب (الحتجاج ‪2-‬‬

‫أورد ف كتابه روايات مصرحة بتحريف القرآن‪ ،‬وأورد أيضا روايات زعم فيها أن العلقة بي‬

‫أمي الؤمني والصحابة كانت سيئة جدا‪ ،‬وهذه الروايات هي الت تتسبب ف تزيق وحدة السلمي‪،‬‬

‫‪.‬وكل من يقرأ هذا الكتاب يد أن مؤلفه ل يكن سليم النية‬

‫فضل بن السن الطبسي صاحب ممع البيان ف تفسي القرآن‪ ،‬ذاك التفسي الذي شحنه بالغالطات ‪3-‬‬

‫‪.‬والتأويل التكلف والتفسي الاف الخالف لبسط قواعد التفسي‬

‫إن منطقة طبستان والناطق الاورة لا مليئة باليهود الزر‪ ،‬وهؤلء الطبسيون هم من يهود‬

‫الزر التستين بالسلم‪ ،‬فمؤلفاتـهم من أكب الكتب الطاعنة بدين السلم بيث لو قارنا بي‬

‫(فصل الطاب) وبي مؤلفات الستشرقي الطاعنة بدين السلم لرأينا (فصل الطاب) أشد طعنا‬

‫‪.‬بالسلم من مؤلفات أولئك الستشرقي‬

‫‪.‬وهكذا مؤلفات الخرين‬

‫توف أحد السادة الدرسي ف الوزة النجفية‪ ،‬فغسلت جثمانه مبتغيا بذلك وجه ال‪ ،‬وساعدني ف‬

‫غسله بعض أولده‪ ،‬فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه الراحل غي متون!! ول أستطيع الن أن‬

‫أذكر اسم هذا (الفقيد) لن أولده يعرفون من الذي غسل أباهم فإذا ذكرته عرفوني وعرفوا‬

‫‪.‬بالتال أني مؤلف هذا الكتاب واكتشف أمري ويصل ما ل يمد عقباه‬

‫وهناك بعض السادة ف الوزة ل عليهم ملحظات تثي الشكوك حولم والريب‪ ،‬وأنا والمد ل دائب‬
‫‪.‬البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم‬

‫ولنر لونا آخر من آثار العناصر الجنبية ف التشيع‪ ،‬فقد عبثت هذه العناصر بكتبنا العتبة‬

‫‪.‬ومراجعنا الهمة‪ ،‬ولنأخذ ناذج يطلع القارئ من خللا على حجم هذا العبث ومداه‬

‫إن كتاب الكاف هو أعظم الصادر الشيعية على الطلق‪ ،‬فهو موثق من قبل المام الثاني عشر‬

‫العصوم الذي ل يطئ ول يغلط‪ ،‬إذ لا ألف الكلين كتاب الكاف عرضه على المام الثاني عشر ف‬

‫سردابه ف سامراء‪ ،‬فقال المام الثاني عشر سلم ال عليه (الكاف كاف لشيعتنا) (انظر مقدمة‬

‫‪).‬الكاف ‪25‬‬

‫قال السيد القق عباس القمي‪( :‬الكاف هو أجل الكتب السلمية وأعظم الصنفات المامية والذي‬

‫ّد أمي الستابادي ف مكي فوائده‪( :‬سعنا من مشاينا‬


‫ل يعمل للمامية مثله)‪ ،‬قال الول مم‬

‫‪).‬وعلمائنا أنه ل يصنف ف السلم كتاب يوازيه أو يدانيه) (الكن واللقاب ‪3/98‬‬

‫‪:‬ولكن اقرأ معي هذه القوال‬

‫قال الوانساري‪( :‬اختلفوا ف كتاب الروضة الذي يضم مموعة من البواب هل هو أحد كتب الكاف‬

‫‪).‬الذي هو من تأليف الكلين أو مزيد عليه فيما بعد؟) (روضات النات ‪6/118‬‬

‫قال الشيخ الثقة السيد حسي بن السيد حيدر الكركي العاملي التوف (‪1076‬هـ)‪( :‬إن كتاب‬

‫الكاف خسون كتابا بالسانيد الت فيه لكل حديث متصل بالئمة عليهم السلم) (روضات النات‬
‫‪6/114).‬‬
‫‪).‬بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي التوف (‪460‬هـ‬

‫‪).‬إن كتاب الكاف مشتمل على ثلثي كتابا) (الفهرست ‪(161‬‬

‫يتبي لنا من القوال التقدمة أن ما زيد على الكاف ما بي القرن الامس والقرن الادي عشر‪،‬‬

‫عشرون كتابا وكل كتاب يضم الكثي من البواب‪ ،‬أي أن نسبة ما زيد ف كتاب الكاف طيلة هذه‬

‫الدة يبلغ ‪ %40‬عدا تبديل الروايات وتغيي ألفاظها وحذف فقرات وإضافة أخرى فمن الذي زاد‬

‫ف الكاف عشرين كتابا؟ ‪ ..‬أيكن أن يكون إنسانا نزيها؟؟‬

‫وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيي والتبديل‬

‫!!والعبث به؟؟‬

‫!!ونسأل‪ :‬أما زال الكاف موثقا من قبل العصوم الذي ل يطئ ول يغلط؟؟‬

‫ولنأخذ كتابا آخر يأتي بالرتبة الثانية بعد الكاف وهو أيضا أحد الصحاح الربعة الول‪،‬‬

‫إنه كتاب (تـهذيب الحكام) للشيخ الطوسي مؤسس حوزة النجف‪ ،‬فإن فقهاءنا وعلماءنا يذكرون‬

‫على أنه الن (‪ )13590‬حديثا‪ ،‬بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف الكتاب ‪-‬كما ف عدة الصول‪ -‬أن‬

‫تـهذيب الحكام هذا أكثر من (‪ )5000‬حديث‪ ،‬أي ل يزيد ف كل الحوال عن (‪ )6000‬حديث‪ ،‬فمن‬

‫الذي زاد ف الكتاب هذا الكم الائل من الحاديث الذي جاوز عدده العدد الصلي لحاديث‬

‫الكتاب؟ مع ملحظة البليا الت رويت ف الكاف وتـهذيب الحكام وغيها‪ ،‬فل شك أنـها إضافات‬

‫ليد خفية تستت بالسلم‪ ،‬والسلم منها بريء‪ ،‬فهذا حال أعظم كتابي فما بالك لو تابعنا حال‬

‫‪:‬الصادر الخرى ماذا ند؟؟ ولذا قال السيد هاشم معروف السن‬

‫وضع قصاص الشيعة مع ما وضعه أعداء الئمة عددا كثيا من هذا النوع للئمة الداة) وقال(‬
‫‪:‬أيضا‬

‫وبعد التتبع ف الحاديث النتشرة ف ماميع الديث كالكاف والواف وغيها ند أن الغلة(‬

‫والاقدين على الئمة الداة ل يتكوا بابا من البواب إل ودخلوا منه لفساد أحاديث الئمة‬

‫والساءة إل سعتهم) (الوضوعات ‪ )253 ،165‬وقد اعتذر بذلك الشيخ الطوسي ف مقدمة التهذيب‬

‫فقال‪( :‬ذاكرني بعض الصدقاء بأحاديث أصحابنا وما وقع فيها من الختلف والتباين والنافاة‬

‫والتضاد‪ ،‬حت ل يكاد يتفق خب إل وبإزائه ما يضاده‪ ،‬ول يسلم حديث إل وف مقابله ما‬

‫ينافيه‪ ،‬حت جعل مالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا) ورغم حرص الطوسي على صيانة‬

‫‪.‬كتابه إل أنه تعرض للتحريف كما رأيت‬

‫ف زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه (أساس الصول) جاء ف (ص‬

‫‪( :)51‬إن الحاديث الأثورة عن الئمة متلفة جدا ل يكاد يوجد حديث إل وف مقابله ما‬

‫‪.‬ينافيه‪ ،‬ول يتفق خب إل وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي دفع الم الغفي إل ترك مذهب الشيعة‬

‫ولننظر ف القول بتحريف القرآن‪ ،‬فإن أول كتاب نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس اللل‬

‫(ت ‪ 90‬هـ) فإنه أورد روايتي فقط‪ ،‬وهو أول كتاب ظهر للشيعة‪ ،‬ول يوجد فيه غي هاتي‬

‫‪.‬الروايتي‬

‫ولكن إن رجعنا إل كتبنا العتبة والت كتبت بعد كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا‬

‫منها طافح بروايات التحريف‪ ،‬حت تسن للنوري الطبسي جع أكثر من ألفي رواية ف كتابه (فصل‬

‫‪).‬الطاب‬

‫فمن الذي وضع هذه الروايات؟ وباصة إذا رجعنا إل ما ذكرناه آنفا ف بيان ما أضيف إل‬

‫الكتب وبالذات الصحاح تبي أن هذه الروايات وضعت ف الزمان التأخرة عن كتاب سليم بن قيس‬

‫وقد يكون ف القرن السادس أو السابع‪ ،‬حت أن الصدوق التوف (‪381‬هـ) قال‪( :‬إن من نسب‬

‫للشيعة مثل هذا القول ‪-‬أي التحريف‪ -‬فهو كاذب) لنه ل يسمع بثل هذه الروايات‪ ،‬ولو كانت‬

‫ً لعلم بـها أو لسمع‬


‫‪.‬موجودة فعل‬

‫وكذلك الطوسي أنكر نسبة هذا المر إل الشيعة كما ف تفسي (التبيان ف تفسي القرآن) ط‪.‬‬

‫النجف (‪1383‬هـ) وأما كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس وضعه أبان بن أبي‬

‫‪.‬عياش ث نسبه إل سليم‬

‫وأبان هذا قال عنه ابن الطهر اللي والردبيلي‪( :‬ضعيف جدا وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم‬

‫‪).‬بن قيس إليه) انظر (رجال اللي ص ‪( ،)206‬جامع الرواة للردبيلي ‪1/9‬‬

‫ولا قامت الدولة الصفوية صار هناك مال كبي لوضع الروايات وإلصاقها بالمام الصادق وبغيه‬

‫من الئمة سلم ال عليهم‪ .‬بعد هذا الوجز السريع تبي لنا أن مصنفات علمائنا ل يوثق بـها‪،‬‬

‫‪.‬ول يعتمد عليها‪ ،‬إذ ل يعت بـها‪ ،‬ولذا عبثت بـها أيدي العدى‪ ،‬فكان من أمرها ما قد عرفت‬

‫‪.‬والن نريد أن نعرج على لون آخر من آثار العناصر الجنبية ف التشيع‬

‫‪.‬إنـها قضية المام الثاني عشر وهي قضية خطية جدا‬

‫لقد تناول الخ الفاضل السيد أحد الكاتب هذا الوضوع فبي أن المام الثاني عشر ل حقيقة‬
‫له‪ ،‬ول وجود لشخصه‪ ،‬وقد كفانا الفاضل الذكور مهمة البحث ف هذا الوضوع‪ ،‬ولكن أقول‪ :‬كيف‬

‫يكون له وجود وقد نصت كتبنا العتبة على أن السن العسكري ‪-‬المام الادي عشر‪ -‬توف ول يكن‬

‫ً أو ذات ولد‪.‬‬
‫له ولد‪ ،‬وقد نظروا ف نسائه وجواريه عند موته فلم يدوا واحدة منهن حامل‬

‫راجع لذلك كتاب (الغيبة للطوسي ‪( ،)74‬الرشاد للمفيد ‪( ،)345‬أعلم الورى للفضل الطبسي‬

‫‪( )380).‬القالت والفرق للشعري للقمي ‪102‬‬

‫وقد حقق الخ الفاضل السيد أحد الكاتب ف مسألة نواب المام الثاني عشر‪ ،‬فأثبت أنـهم قوم‬

‫من الدجلة ادعوا النيابة من أجل الستحواذ على ما يراد من أموال المس وما يلقى ف الرقد‬

‫‪.‬أو عند السرداب من تبعات‬

‫‪:‬ولنر ما يصنعه المام الثاني عشر العروف بالقائم أو النتظر عند خروجه‬

‫‪:‬يضع السيف ف العرب ‪1-‬‬

‫‪).‬روى اللسي أن النتظر يسي ف العرب با ف الفر الحر وهو قتلهم) (بار النوار ‪(52/318‬‬

‫‪).‬وروى أيضا‪( :‬ما بقي بيننا وبي العرب إل الذبح) (بارا لنوار ‪52/349‬‬

‫وروى أيضا‪( :‬اتق العرب فإن لم خب سوء‪ ،‬أما إنه ل يرج مع القائم منهم واحد) (بار النوار‬
‫‪52/333).‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان كثي من الشيعة هم من أصل عربي؛ أيشهر القائم السيف عليهم ويذبهم؟؟‬

‫ً لعبوا دورا خطيا ف بث هذه السموم‪ .‬ل تستغربن ما دام‬


‫ل ‪ ..‬ل‪ ..‬إن وراء هذه النصوص رجال‬

‫كسرى قد خلص من النار إذ روى اللسي عن أمي الؤمني‪( :‬إن ال قد خلصه ‪-‬أي كسرى‪ -‬من النار‬

‫‪).‬وإن النار مرمة عليه) (البحار ‪41/4‬‬

‫هل يعقل إن أمي الؤمني صلوات ال وسلمه عليه يقول إن ال قد خلص كسرى من النار‪ ،‬وإن‬

‫النار مرمة عليه؟؟‬

‫‪.‬يهدم السجد الرام‪ ،‬والسجد النبوي ‪2-‬‬

‫روى اللسي‪( :‬أن القائم يهدم السجد الرام حت يرده إل أساسه والسجد النبوي إل أساسه)‬

‫‪().‬بار النوار ‪( ،)52/338‬الغيبة للطوسي ‪282‬‬

‫وبي اللسي‪( :‬أن أول ما يبدأ به ‪-‬القائم‪ -‬يرج هذين ‪-‬يعن أبا بكر وعمر‪ -‬رطبي غضي‬

‫‪).‬ويذريهما ف الريح ويكسر السجد) (البحار ‪52/386‬‬

‫إن من التعارف عليه‪ ،‬بل السلم به عند جيع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لا أهية‪ ،‬وأن‬

‫كربلء خي منها وأفضل‪ ،‬فكربلء حسب النصوص الت أوردها فقهاؤنا هي أفضل بقاع الرض‪ ،‬وهي‬

‫أرض ال الختارة القدسة الباركة‪ ،‬وهي حرم ال ورسوله وقبلة السلم وف تربتها الشفاء‪ ،‬ول‬

‫‪.‬تدانيها أرض أو بقعة أخرى حت الكعبة‬

‫ّد السي آل كاشف الغطاء يتمثل دائما بـهذا البيت‬


‫‪:‬وكان أستاذنا السيد مم‬

‫ّ الرتبة‬
‫َ علو‬
‫لكربل بان‬

‫ومن حديث كربل والكعبة‬

‫‪:‬وقال آخر‬
‫هي الطفوف فطف سبعا بغناها‬ ‫فما لكة معن مثل معناها‬

‫أرض ولكنها السبع الشداد لا‬ ‫دانت وطأطأ أعلها لدناها‬

‫ولنا أن نسأل‪ :‬لاذا يكسر القائم السجد ويهدمه ويرجعه إل أساسه؟‬

‫‪:‬والواب‪ :‬لن من سيبقى من السلمي ل يتجاوزون عشر عددهم كما بي الطوسي‬

‫‪).‬ل يكون هذا المر حت يذهب تسعة أعشار الناس) (الغيبة ‪(146‬‬

‫‪.‬بسبب إعمال القائم سيفه عموما وف السلمي خصوصا‬

‫‪:‬يقيم حكم آل داود ‪3-‬‬

‫وعقد الكلين بابا ف أن الئمة عليهم السلم إذا ظهر أمرهم حكموا بكم آل داود‪ ،‬ول يسألون‬

‫البينة ث روى عن أبي عبد ال قال‪( :‬إذا قام قائم آل مم‬


‫ّد حكم بكم داود وسليمان ول يسأل‬

‫‪).‬بينة) (الصول من الكاف ‪1/397‬‬

‫وروى اللسي‪( :‬يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد) (البحار ‪( ،)52/354‬غيبة‬

‫‪).‬النعماني ‪154‬‬

‫وقال أبو عبد ال‬ ‫لكأني انظر إليه بي الركن والقام يبايع الناس على كتاب جديد)( ‪:‬‬

‫‪().‬البحار ‪( ،)52/135‬الغيبة ‪176‬‬

‫ونتم هذه الفقرة بـهذه الرواية الروعة‪ ،‬فقد روى اللسي عن أبي عبد ال‬ ‫لو يعلم الناس( ‪:‬‬

‫ما يصنع القائم إذا خرج لحب أكثرهم أل يروه ما يقتل من الناس ‪ ..‬حت يقول كثي من الناس‪:‬‬

‫‪( ،)52/353‬الغيبة ‪135‬‬ ‫ّد لرحم) (البحار‬


‫‪).‬ليس هذا من آل ممد‪ ،‬ولو كان من آل مم‬

‫واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال‪( :‬إن القتل الاصل بالناس أكثره متص بالسلمي)‬

‫ث أهدى ل نسخة من كتابه (تاريخ ما بعد الظهور) حيث كان قد بي ذلك ف كتابه الذكور‪ ،‬وعلى‬

‫‪.‬النسخة الهداء بط يده‬

‫‪:‬ول بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول‬

‫لاذا يعمل القائم سيفه ف العرب؟ أل يكن رسول ال صلى ال عليه وآله عربيا؟‬

‫أل يكن أمي الؤمني وذريته الطهار من العرب؟‬

‫بل القائم الذي يعمل سيفه ف العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمي الؤمني؟‬

‫!وبالتال أليس هو عربيا؟‬

‫أليس ف العرب الليي من يؤمن بالقائم وبروجه؟‬

‫فلماذا يصص العرب بالقتل والذبح؟ وكيف يقال‪ :‬ل يرج مع القائم منهم واحد؟‬

‫وكيف يكن أن يهدم السجد الرام والسجد النبوي؟ مع أن السجد الرام هو قبلة السلمي كما نص‬

‫عليه القرآن وبي أنه أول بيت وجد على وجه الرض‪ ،‬وكان رسول ال صلوات ال عليه قد صلى‬

‫فيه‪ ،‬وصلى فيه أيضا أمي الؤمني والئمة من بعده وخصوصا المام الصادق الذي مكث فيه مدة‬

‫‪.‬طويلة‬

‫لقد كان ظننا أن القائم سيعيد السجد الرام بعد هدمه إل ما كان عليه زمن النب صلى ال‬

‫عليه وآله وقبل التوسعة‪ ،‬ولكن تبي ل فيما بعد أن الراد من قوله (يرجعه إل أساسه) أي‬
‫‪.‬يهدمه ويسويه بالرض‪ ،‬لن قبلة الصلة ستتحول إل الكوفة‬

‫روى الفيض الكاشاني‪( :‬يا أهل الكوفة لقد حباكم ال عز وجل با ل يب أحد من فضل‪ ،‬مصلكم‬

‫بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ‪ ..‬ول تذهب اليام حت ينصب الجر السود فيه)‬

‫‪().‬الواف ‪1/215‬‬

‫إذن نقل الجر السود من مكة إل الكوفة وجعل الكوفة مصلى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم‬

‫دليل على اتاذ الكوفة قبلة للصلة بعد هدم السجد الرام‪ ،‬إذ بعد هذا ل معن لرجاعه إل ما‬

‫كان عليه قبل التوسعة ول تبقى له فائدة‪ ،‬فل بد له من الزالة والدم ‪-‬حسبما ورد ف‬

‫الروايات‪ -‬وتكون القبلة والجر السود ف الكوفة‪ ،‬وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات‬

‫‪.‬أهيمة عند فقهائنا‪ ،‬فل بد إذن من هدمها‬

‫ونعود لنسأل مرة أخرى‪ :‬ما هو المر الديد الذي يقوم به القائم؟‬

‫وما هو الكتاب الديد والقضاء الديد؟‬

‫ّد فليس هو إذن بديد‬


‫‪.‬إن كان المر الذي يقوم به من صلب حكم آل مم‬

‫وإن كان الكتاب من الكتب الت استأثر بـها أمي الؤمني حسبما تدعيه الروايات الواردة ف‬

‫‪.‬كتبنا فليس هو بكتاب جديد‬

‫ّد وآله‪ ،‬والكتاب من غي كتبهم والقضاء من غي أقضيتهم فهو فعل‬


‫وإن كان القضاء ف أقضية مم‬

‫أمر جديد وقضاء جديد وكيف ل يكون جديدا والقائم سيحكم بكم آل داود كما مر؟‬

‫أنه أمر من حكم آل داود‪ ،‬وكتاب من كتبهم‪ ،‬وقضاء من قضاء شريعتهم‪ .‬ولذا كان جديدا‪،‬‬

‫ولذلك ورد ف الرواية‪( :‬لكأني أنظر إليه بي الركن والقام يبايع الناس على كتاب جديد)‬

‫‪.‬كما مر بيانه‬

‫بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء ف الرواية الروعة‪ ،‬فإنه سيثخن ف القتل بيث‬

‫يتمن الناس أل يروه لكثرة ما يقتل من الناس وبصورة بشعة ل رحة فيها ولشفقة‪ ،‬حت يقول‬

‫ّد لرحم‬
‫‪!!.‬كثي من الناس ليس هذا من آل ممد‪ ،‬ولو كان من آل مم‬

‫‪!.‬وبدورنا نسأل‪ :‬بن سيفتك القائم؟ ودماء من هذه الت سيجريها بـهذه الصورة البشعة؟‬

‫‪.‬إنـها دماء السلمي كما نصت عليه الروايات‪ ،‬وكما بي السيد الصدر‬

‫ّد‬
‫إذن ظهور القائم سيكون نقمة على السلمي ل رحة لم‪ ،‬ولم الق إن قالوا أنه ليس من آل مم‬

‫ّد يرحون ويشفقون على السلمي‪ ،‬أما القائم فإنه ل يرحم ول يشفق‪ ،‬فليس هو إذن‬
‫نعم لن آل مم‬

‫من آل ممد‪ ،‬ث أليس هو ‪-‬أي القائم‪ -‬سيمل الرض عدل‬


‫ً وقسطا بعد أن ملئت جورا وظلما؟‬

‫فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس وخاصة السلمي؟ وهذا ل يفعله ف تاريخ‬

‫البشرية أحد‪ ،‬ول حت الشيوعيون الذين كانوا حريصي على تطبيق نظريتهم على حساب الناس‪.‬‬

‫!!فتأمل‬

‫لقد أسلفنا أن القائم ل حقيقة له‪ ،‬وأنه غي موجود‪ ،‬ولكنه إذا قام فسيحكم بكم آل داود‬

‫وسيقضي على العرب والسلمي ويقتلهم قتل ل رحة فيه ول شفقة‪ ،‬ويهدم السجد الرام ومسجد‬

‫النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬ويأخذ الجر السود‪ ،‬ويأتي بأمر جديد وكتاب جديد‪ ،‬ويقضي بقضاء‬
‫جديد‪ ،‬فمن هو هذا القائم؟ وما القصود به؟‬

‫ً ومراجعة لمهات الصادر هي أن‬


‫إن القيقة الت توصلت إليها بعد دراسة استغرقت سنوات طوال‬

‫القائم كناية عن قيام دولة إسرائيل أو هو السيح الدجال‪ ،‬لن السن العسكري ليس له ولد‬

‫كما أسلفنا وأثبتنا‪ ،‬ولذا روى عن أبي عبد ال‬ ‫وهو بريء من ذلك‪( :-‬ما لن خالفنا ف‪-‬‬

‫‪).‬دولتنا نصيب‪ ،‬إن ال قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا) (البحار ‪52/376‬‬

‫ولاذا حكم آل داود؟ أليس هذا إشارة إل الصول اليهودية لذه الدعوة؟‬

‫وقيام دولة إسرائيل لبد أن يسودها حكم آل داود‪ ،‬ودولة إسرائيل إذا قامت‪ ،‬فإن من‬

‫مططاتـها القضاء على العرب خصوصا السلمي والسلمي عموما كما هو مقرر ف بروتوكولتـهم‪،‬‬

‫ً ل رحة فيه ول شفقة‬


‫‪.‬تقضي عليهم قضاء مبما وتقتلهم قتل‬

‫وحلم دولة إسرائيل هو هدم قبلة السلمي وتسويتها بالرض‪ ،‬ث هدم السجد النبوي والعودة إل‬

‫يثرب الت أخرجوا منها‪ ،‬وإذا قامت فستفرض أمرا جديدا‪ ،‬وتضع بدل القرآن كتابا جديدا‪،‬‬

‫وتقضي بقضاء جديد‪ ،‬ول تسأل بينة‪ ،‬لن سؤال البينة من خصائص السلمي‪ ،‬ولذا تسود الفوضى‬

‫‪.‬والظلم بسبب العنصرية اليهودية‬

‫ويسن بنا أن ننبه إل أن أصحابنا اختاروا لم اثن عشر إماما‪ ،‬وهذا عمل مقصود فهذا العدد‬

‫يثل عدد أسباط بن إسرائيل‪ ،‬ول يكتفوا بذلك بل أطلقوا على أنفسهم تسمية (الثن عشرية)‬

‫تيمنا بـهذا العدد‪ ،‬وكرهوا جبيل‬ ‫والروح المي كما وصفه ال تعال ف القرآن الكري‪،‬‬

‫وقالوا إنه خان المانة إذ يفتض أن ينـزل على علي‬ ‫‪،‬‬ ‫ّد‬
‫ولكنه حاد عنه‪ ،‬فنـزل إل مم‬ ‫‪،‬‬

‫‪.‬فخان بذلك المانة‬

‫‪:‬ولذا كرهوا جبيل‪ ،‬وهذه هي صفة بن إسرائيل ف كراهتهم له‪ ،‬ولذا رد ال عليهم بقوله تعال‬

‫ِي‬
‫َ‬ ‫ِن‬
‫ْم‬‫ُؤ‬
‫ْم‬‫ِل‬
‫َى ل‬
‫ْر‬‫ُش‬
‫َب‬‫ًى و‬
‫ُد‬‫َه‬
‫ِ و‬
‫ْه‬‫َي‬
‫َد‬‫َ ي‬
‫َي‬
‫ْ‬ ‫َا ب‬
‫ّقا ل‬
‫ّ‬ ‫َد‬‫ُص‬
‫ِ م‬
‫ِ ال‬
‫ّ‬ ‫ْن‬‫ِإذ‬
‫َ ب‬
‫ِك‬‫ْب‬
‫َل‬‫َى ق‬
‫َل‬‫ُ ع‬
‫َه‬‫ّل‬
‫َز‬‫ُ ن‬
‫ّه‬‫َإن‬
‫َ ف‬
‫ِيل‬
‫ِب‬
‫ْ‬ ‫ّا ل‬
‫ّ‬ ‫ُو‬‫َد‬
‫َ ع‬
‫َان‬
‫َن ك‬
‫ْ م‬
‫ُل‬‫ق‬

‫ُو‬
‫ّ‬ ‫َد‬
‫َ ع‬
‫ّ ال‬
‫ّ‬ ‫َإن‬
‫َ ف‬
‫َال‬
‫ِيك‬
‫َم‬‫َ و‬
‫ِيل‬
‫ِب‬
‫ْ‬ ‫َج‬
‫ِ و‬
‫ِه‬‫ُل‬
‫ُس‬‫َر‬
‫ِ و‬
‫ِه‬‫َت‬
‫ِك‬‫َلئ‬
‫َم‬‫ِ و‬
‫ّا ل‬
‫ّ‬ ‫ُو‬‫َد‬
‫َ ع‬
‫َان‬ ‫* م‬
‫َن ك‬

‫ِين‬
‫َ‬ ‫ِر‬‫َاف‬
‫ْك‬‫ّل‬
‫ل‬ ‫البقرة‪ ،]98-97:‬فوصف من عادى جبيل بالكفر‪ ،‬وأخب أن من عاداه فإنه عدو ل[‬

‫‪.‬تعال‬

‫ومن أعظم آثار العناصر الجنبية ف حرف التشيع عن ركب المة السلمية هو القول بتك المعة‬

‫‪.‬وعدم جوازها إل وراء إمام معصوم‬

‫لقد صدرت ف الونة الخية فتاوى توز إقامة صلة المعة ف السينيات‪ ،‬وهذا عمل عظيم‪ ،‬ول‬

‫‪.‬والمد ل جهود كبية ف حث الراجع العليا على هذا العمل وإني احتسب أجري عند ال تعال‬

‫ولكن أتساءل‪ :‬من الذي تسبب ف حرمان كل تلك الجيال وعلى مدى ألف سنة تقريبا من صلة‬

‫المعة؟ فأية يد خبيثة هذه الت استطاعت بدهائها وسيطرتـها أن ترم الشيعة من صلة المعة‪،‬‬

‫!مع وجود النص القرآني الصريح ف وجوب إقامة المعة؟؟‬

‫وما زالت اليادي الفية تعمل وتبث سومها‪ ،‬فقد أصدرت زعامة الوزة ف يومنا هذا تعليمات‬

‫بوجوب إكثار الفساد والظلم ونشره بي الناس‪ ،‬لن كثرة الفساد تعجل ف خروج المام الهدي‬

‫‪-‬القائم‪ -‬من سردابه‪ ،‬وقد استجاب كثي من الشيعة لذلك‪ ،‬وطبقوا هذه التعليمات ومارسوا‬
‫الفساد بكل ألوانه‪ ،‬وكان السيد البوجردي يشرف على تطبيقها ف مدينة الثورة ف بغداد‪،‬‬

‫فإذا ما مشى رجل ف أحد شوارع الثورة فرأى امرأة أعجبته‪ ،‬فإنـها تستجيب له بابتسامة منه‬

‫أو إشارة بطرف عينه‪ .‬ول تكتف زعامة الوزة بذلك‪ ،‬بل أرادت تعميم هذا الفساد ليشمل كل‬

‫‪.‬أناء العراق‪ ،‬ولذا قاموا باستئجار باصات نقل كبية لغرض السياحة والصطياف ف شال العراق‬

‫وقاموا بتغيب العوائل الساكنة ف مدن النوب بالسفر إل الشمال‪ ،‬فتى العوائل السافرة‬

‫تتكون كل عائلة منها من رجل عجوز وامرأته الطاعنة ف السن بثياب رثة ل يلك أحدهم ثن‬

‫ً عن نفقة السياحة والصطياف‪ ،‬وقد اصطحبت كل عائلة معها عددا من الفتيات‬


‫وجبة عشاء فضل‬

‫الميلت‪ ،‬فإذا ما وصلت القافلة إل مافظة من الافظات الت تر بـها وهي‪ ،‬صلح الدين‪-‬تكريت‪-‬‬

‫الوصل‪ ،‬دهوك‪ ،‬أربيل‪ ،‬كركوك‪ ،‬حط السافرون رحالم فيها أياما‪ ،‬ث تبدأ الفتيات بالنـزول إل‬

‫أسواق تلك الافظة‪ ،‬فيعرضن أنفسهن على الشباب لتتم (الصفقات الرمة) وأما فتة بقاء‬

‫‪.‬العوائل ف الصايف فإني أعجز عن وصف ما يري‬

‫إن الغاية من إصدار هذه التعليمات هي نشر الفساد وتدمي البلد‪ ،‬وأما خروج المام الثاني‬

‫‪.‬عشر العروف بالقائم فأنا واثق بأنـهم يدركون أن ل وجود لذا المام‬

‫!!!فانظروا إل هذه اليدي البيثة ماذا فعلت وماذا تفعل‬

‫الاتة‬

‫بعد هذه الرحلة الرهقة ف بيان تلك القائق الؤلة‪ ،‬ما الذي يب علي فعله؟‬

‫هل أبقى ف مكاني ومنصب وأجع الموال الضخمة من البسطاء والسذج باسم المس والتبعات‬

‫للمشاهد‪ ،‬وأركب السيارات الفاخرة (!!) وأتتع بالميلت؟ أم أترك عرض الدنيا الزائل‬

‫وأبتعد عن هذه الرمات‪ ،‬وأصدع بالق ‪-‬لن الساكت عن الق شيطان أخرس‪-‬؟‬

‫لقد عرفت أن عبد ال بن سبأ اليهودي هو الذي أسس التشيع‪ ،‬وفرق السلمي وجعل العداوة‬

‫والبغضاء بينهم‪ ،‬بعد أن كان الب واليان يمع بينهم‪ ،‬ويؤلف قلوبـهم‪ ،‬وعرفت أيضا ما صنعه‬

‫أجدادنا ‪-‬أهل الكوفة‪ -‬بأهل البيت‪ ،‬وما روته كتبنا ف نبذ الئمة والطعن بـهم‪ ،‬وضجر أهل‬

‫البيت من شيعتهم كما سبق القول‪ ،‬ويكفي قول أمي الؤمني‬ ‫‪:‬ف بيان حقيقتهم‬

‫لو ميزت شيعت لا وجدتـهم إل واصفة‪ ،‬ولو امتحنتهم لا وجدتـهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تحصتهم لا(‬

‫‪).‬خلص من اللف واحد) (الكاف ‪8/338‬‬

‫وعرفت أنـهم يكذبون ال تعال‪ ،‬فإن ال تعال بي أن القرآن الكري ل تعبث به اليادي‪ ،‬ولن‬

‫تقدر لن ال تكفل بفظه‪ ،‬وأما فقهاؤنا فيقولون إن القرآن مرف‪ ،‬فيدون بذلك قول ال تعال‪،‬‬

‫فمن أصدق؟ أأصدقهم؟ أم أصدق ال تعال؟ وعرفت أن التعة مرمة‪ ،‬ولكن فقهاؤنا أباحوها‪ ،‬وجرت‬

‫‪.‬إباحتها إل إباحة غيها وكان آخرها اللواط بالردان من الشباب‬

‫وعرفت أن المس ل يب على الشيعة دفعه ول إعطاؤه للفقهاء والتهدين بل هو حل لم حت يقوم‬

‫القائم‪ ،‬ولكن فقهاؤنا هم الذين أوجبوا على الناس دفعه وإخراجه وذلك لآربـهم ‪-‬أي‬

‫‪.‬الفقهاء‪ -‬الشخصية ومنافعهم الذاتية‬

‫وعرفت أن التشيع قد عبثت به أياد خفية هي الت صنعت فيه ما صنعت ‪ -‬كما أوضحنا ف الفصول‬
‫السابقة ‪ -‬فما الذي يبقين ف التشيع بعد ذلك؟‬

‫ّد بن سليمان عن أبيه قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬


‫ولذا ورد عن مم‬ ‫‪:‬‬

‫جعلت فداك‪ ،‬فإنا قد نبزنا نبزا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا‪ ،‬واستحلت ل الولة دماءنا(‬

‫‪.‬ف حديث رواه لم فقهاؤهم‬

‫قال أبو عبد ال‬ ‫‪.‬الرافضة؟ فقلت‪ :‬نعم ‪:‬‬

‫‪).‬قال‪ :‬ل وال ما هم سوكم به ولكن ال ساكم به) (روضة الكاف ‪5/34‬‬

‫فإذا كان أبو عبد ال قد شهد عليهم بأنـهم رافضة ‪-‬لرفضهم أهل البيت‪ -‬وأن ال تعال ساهم‬

‫به فما الذي يبقين معهم؟ وعن الفضل بن عمر قال‪ :‬سعت أبا عبد ال يقول‪( :‬لو قام قائمنا‬

‫بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم) (رجال الكشي ‪ )253‬ترجة ابن الطاب‪ ،‬لاذا يبدأ بكذابي الشيعة‬

‫فيقتلهم؟‬

‫يقتلهم قبل غيهم لقباحة ما افتوه وجعلوه دينا يتقربون به إل ال تعال به كقولم بإباحة‬

‫التعة واللواط‪ ،‬وقولم بوجوب إخراج خس الموال‪ ،‬وكقولم بتحريف القرآن والبدء ل تعال‬

‫ورجعة الئمة‪ ،‬وكل السادة والفقهاء والتهدين يؤمنون بـهذه العقائد وغيها‪ ،‬فمن منهم‬

‫سينجو من سيف القائم ‪-‬عجل ال فرجه‪-‬؟؟‬

‫وعن أبي عبد ال‬ ‫قال‪( :‬ما أنزل ال سبحانه آية ف النافقي إل وهي فيمن ينتحل التشيع)‬

‫‪().‬رجال الكشي ‪ 254‬أبي الطاب‬

‫صدق أبو عبد ال بأبي هو وأمي‪ ،‬فإذا كانت اليات الت نزلت ف النافقي منطبقة على من ينتحل‬

‫التشيع‪ ،‬فكيف يكنن أن أبقى معهم؟؟‬

‫وهل يصح بعد هذا أن يدعوا أنـهم على مذهب أهل البيت؟؟‪ ،‬وهل يصح أن يدعوا مبة أهل‬

‫البيت؟‬

‫‪.‬لقد عرفت الن أجوبة تلك السئلة الت كانت تيني وتشغل بال‬

‫بعد وقوف على هذه القائق وعلى غيها‪ ،‬أخذت أبث عن سبب كوني ولدت شيعيا‪ ،‬وعن سبب تشيع‬

‫أهلي وأقربائي‪ ،‬فعرفت أن عشيتي كانت على مذهب أهل السنة‪ ،‬ولكن قبل حوال مائة وخسي سنة‬

‫جاء من إيران بعض دعاة التشيع إل جنوب العراق‪ ،‬فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر‪ ،‬واستغلوا‬

‫طيب قلوبـهم وقلة علمهم‪ ،‬فخدعوهم بزخرف القول‪ ،‬فكان ذلك سبب دخولم ف النهج الشيعي‪،‬‬

‫‪.‬فهناك الكثي من العشائر والبطون تشيعت بـهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة‬

‫‪:‬ومن الضروري أن أذكر بعض هذه العشائر أداء لمانة العلم‬

‫فمنهم بنو ربيعة‪ ،‬بنو تيم‪ ،‬الزاعل‪ ،‬الزبيدات‪ ،‬العمي وهم بطن من تيم‪ ،‬الزرج‪ ،‬شرطوكة‬

‫ّد وهم من عشائر العمارة‪ ،‬عشائر الديوانية وهم آل أقرع وآل بدير‬
‫الدوار‪ ،‬الدفافعة‪ ،‬آل مم‬

‫‪.‬وعفج والبور والليحة‪ ،‬وعشية كعب‪ ،‬وبنو لم وغيها كثي‬

‫وهؤلء العشائر كلهم من العشائر العراقية الصيلة العروفة ف العراق‪ ،‬وهم معروفون‬

‫بشجاعتهم وكرمهم ونوتـهم‪ ،‬وهم عشائر كبية لا وزنـها وثقلها إذ هم من العشائر العربية‬

‫الصيلة‪ ،‬ولكن مع السف تشيعوا منذ أكثر من مائة وخسي سنة بسبب موجات دعاة الشيعة الذين‬
‫‪.‬وفدوا إليهم من إيران‪ ،‬فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى‬

‫ونسيت هذه العشائر الباسلة ‪-‬رغم تشيعها‪ -‬أن سيف القائم ينتظر رقابـهم ليفتك بـهم كما‬

‫مر بيانه‪ ،‬إذ أن المام الثاني عشر العروف بالقائم سيقتل العرب شر قتلة رغم كونـهم من‬

‫شيعته‪ ،‬وهذا ما صرحت به كتبنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬فلتنتظر تلك العشائر سيف القائم ليفتك‬

‫‪.‬بـها‬

‫لقد أخذ ال تعال العهد على أهل العلم أن يبينوا للناس الق‪ ،‬وها أنا ذا أبينه للناس‪،‬‬

‫وأوقظ النيام وأنبه الغافلي‪ ،‬وأدعو هذه العشائر العربية الصيلة أن ترجع إل أصلها‪ ،‬وأل‬

‫تبقى تت تأثي أصحاب العمائم الذين يأخذون منهم أموالم باسم المس والتبعات للمشاهد‪،‬‬

‫ويعتدون على شرف نسائهم باسم التعة‪ ،‬وكل من المس والتعة مرم كما سبق بيانه‪ ،‬وأدعو هذه‬

‫العشائر الصيلة لراجعة تاريها وتاريخ أسلفها ليقفوا على القيقة الت طمسها الفقهاء‬

‫‪.‬والتهدون وأصحاب العمائم حرصا منهم على بقاء منافعهم الشخصية‬

‫‪.‬وبـهذا أكون قد أديت جزءا من الواجب‬

‫ال أسألك بحبت لنبيك الختار وبحبت لهل بيته الطهار أن تضع لذا الكتاب القبول ف الدنيا‬

‫والخرة‪ ،‬وأن تعله خالصا لوجهك الكري‪ ،‬وأن تنفع به النفع العميم‪ ،‬والمد ل من قبل ومن‬

‫‪.‬بعد‬

‫الفهرست‬

‫القدمة‬ ‫‪5‬‬

‫مقدمة الكاتب‬ ‫‪7‬‬

‫عبد ال بن سبأ‬ ‫‪13‬‬

‫القيقة ف انتساب الشيعة لهل البيت‬ ‫‪18‬‬

‫التعة وما يتعلق بـها‬ ‫‪35‬‬

‫المس‬ ‫‪55‬‬

‫ملخص تطور نظرية المس‬ ‫‪63‬‬

‫الكتب السماوية‬ ‫‪71‬‬

‫الامعة‪1- :‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ 72‬صحيفة الناموس‪2- :‬‬

‫‪ 73‬صحيفة العبيطة‪3- :‬‬

‫صحيفة ذؤابة السيف‪4- :‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪ 74‬صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت ف ذؤابة السيف‪5- :‬‬

‫الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر‪6- :‬‬ ‫‪74‬‬

‫مصحف فاطمة‪7- :‬‬ ‫‪75‬‬

‫التوراة والنيل والزبور‪8- :‬‬ ‫‪76‬‬


‫القرآن‪9- :‬‬ ‫‪76‬‬

‫نظرة الشيعة إل أهل السنة‬ ‫‪79‬‬

‫أثر العناصر الجنبية ف صنع التشيع‬ ‫‪89‬‬

‫‪ 107‬الاتة‬

‫الفهرست‬ ‫‪112‬‬

‫ذش‬

You might also like