You are on page 1of 4

‫جميلة بوحيرد‬

‫طلبت من الرئيس بوتفليقة زيادة معاشها ورفضت تبرعات أمراء خليجيين لعلجها‬
‫جميلة بوحيرد تستغيث بالشعب الجزائري للعلج في الخارج‬
‫وجهت المناضلة جميلة بوحيرد‪ ،‬وهي إحدى الجميلت التي حكم عليها الجيش الستعماري‬
‫بالعدام إبان الثورة التحريرية‪ ،‬رسالة إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬دعته من خللها إلى مراجعة معاشها ومنحة الحرب التي‬
‫تتقاضاها‪ ،‬بما يمكنها من تجاوز الوضعية الصعبة التي تعيشها ويضمن لها إتمام ما بقي من عمرها في كرامة‪.‬‬
‫وكشفت بأنها صارت تقترض لتحصل على قوت يومها‪ ،‬بسبب محدودية ما تتقاضاه من معاش‪ ،‬داعية من أراد‬
‫التأكد من صدقية هذه الرسالة‪ ،‬التقرب من الدكان والجزار‪ ،‬اللذان تقتني منهما حاجياتها اليومية‪.‬‬

‫طلع على القروض‬


‫وقالت "لمن أراد التأكد من هذه الحقائق عليه التقرب من الدكان والجزار والسوبيريت لي ّ‬
‫التي أحصل من خللها على حاجياتي"‪.‬‬

‫وذكرت بوحيرد أنها لم تكن تتّوقع يوما أن تلجأ إلى مساعدات بطرق ملتوية لتغطية احتياجاتها‪" ،‬يؤسف أنها‬
‫أصبحت ممارسات جد عادية"‪ .‬وتابعت "أعلم أن الكثير من المجاهدين والمجاهدات الحقيقيين‪ ،‬يعيشون نفس‬
‫الوضعية‪ ،‬وربما أكثر صعوبة‪.‬‬

‫وأضافت بطلة معركة الجزائر مخاطبة رئيس الجمهورية‪" :‬ليس الغرض من هذه الرسالة هو استعراض حالة‬
‫هؤلء المجاهدون والمجاهدات الحقيقيون( لكن يفترض بك) رئيس الجمهورية الضطلع على أحوال جميع‬
‫هؤلء الذين لم تسمح لهم كرامتهم بالحصول على أية منافع مادية"‪.‬‬

‫والمبالغ التي يتعين أن تمنح لهؤلء‪" ،‬يجب أن تكون أفضل من التعويضات السخية‪ ،‬التي يحصل عليها نواب‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وأعضاء مجلس المة"‪.‬‬

‫ودعت جميلة بوحيرد إلى رفع المنحة الضئيلة الخاصة بهم‪ ،‬بالشكل الذي يسمح لهم‪ ،‬بعيشة كريمة فيما تبقى‬
‫لهم من أيام قليلة في حياتهم‪ ،‬كما جاء في هذه الرسالة المؤثرة‪.‬‬

‫وقالت المجاهدة جميلة بوحيرد بأنها رفضت عروضا من أمراء خليجيين عبروا عن استعدادهم للتكفل التام‬
‫بعلجها من المرض الذي تعانيه‪ ،‬ووصفت هذه العروض بـ "السخية"‪ ،‬مؤكدة على أنها اعتذرت بشكل مهذب‬
‫ووجهت كل الشكر والعرفان على سخاء من وصفتهم بالخوة‪.‬‬

‫وأكدت بوحيرد في رسالة ثانية خاطبت من خللها عموم الجزائريين أنها وجدت نفسها مضطرة لطلب يد‬
‫العون من أبناء بلدها من أجل تمكينها من العلج‪ ،‬بعدما عجزت عن تسديد تكاليف ثلث عمليات جراحية‬
‫أوصى بها الطباء‪ ،‬مشيرة إلى أنها غير قادرة على مواجهة مصاريف الستشفاء والعمليات الجراحية‬
‫والدوية‪ ،‬إضافة إلى القامة في فندق‪ ،‬على اعتبار أن منحتها غير كافية لتغطية هذه المصاريف‪.‬‬

‫ومن المتوقع أن تسارع الجهات الرسمية إلى التكفل السريع والتام بالمجاهدة جميلة بوحيرد نظرا للمكانة‬
‫التاريخية الكبيرة التي تحظى بها ‪.‬‬

‫ددددد ددددد دددددد‬


‫‪09/12/2009‬‬
‫إلى السيد رئيس جزائر أردُتها مستقلة‬
‫سيدي‪،‬‬
‫أسمح لنفسي بلفت انتباهك إلى وضعيتي الحرجة‪ ،‬فتقاعدي ومعاشي الضئيل الذي أتقاضاه بسبب حرب التحرييير‬
‫ل يسمحان لي بالعيش الكريم‪ ،‬وكل من البقييال والجييزار والمحلت الييتي أتسييوق بهييا يمكيين لهييم أن يشييهدوا علييى‬
‫القروض التي يمنحونها لي‪ .‬ولم أتخيل يوما أن أعزز مداخيلي بطرق غير شرعية أصييبحت للسييف منتشييرة فييي‬
‫بلدي‪.‬‬
‫أنا أعلم أن بعض المجاهدين الحقيقيين والمجاهدات يعيشون نفس وضعيتي‪ ،‬بل أسوأ منها‪ ،‬وأنا لم أقصد تمييثيلهم‬
‫بهذه الرسالة‪ ،‬ولكن من خلل موقعكم ل تستطيعون ول تريدون معرفة فقرهم وحاجتهم‪.‬‬
‫هيؤلء الخييوة والخيوات المعروفيين بنزاهتهيم ليم يسييتفيدوا ميين شييء‪ ،‬والرواتيب الييتي تمنييح لهيم ل تتجياوز‬
‫المستحقات التي تمنح عامة لنواب المجلس الشعبي اليوطني ومجليس المية‪ ،‬وكيذا ميا تتقاضيونه أنتيم وكيل اليذين‬
‫يحومون حولكم‪.‬‬
‫وبناء على هذا‪ ،‬أطلب منكم أن تتوقفوا عن إهانتنا وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضييئيل‪ ،‬وذلييك حييتى ُنكمييل الييوقت‬
‫القليل المتبقي لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الدنى من الكرامة‪.‬‬
‫مع تحياتي الوطنية‬
‫جميلة بوحيرد‬
‫الجزائر في ‪ 09‬ديسمبر ‪2009‬‬
‫إخواني وأخواتي الجزائريين العزاء‬
‫إنني إذ أتوجه إليكم بهذا الخطاب اليوم‪ ،‬فذلك لكونكم تمثلون هذا الشعب المتنيّوع والييدافئ والمعطيياء الييذي أحببتييه‬
‫دوما‪ .‬واليوم‪ ،‬أجدني مضطرة لطلب مساعدتكم‪.‬‬
‫حكم عليها بالعدام في عام ‪ 1957‬من طييرف المحكميية‬ ‫اسمحوا لي أول أن أقدم لكم نفسي‪ :‬أنا جميلة بوحيرد التي ُ‬
‫العسكرية في الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫إنني أجد نفسي اليوم في وضعية حرجة‪ ،‬فأنا مريضة والطباء طلبوا مني إجراء ‪ 3‬عمليات جراحية خطيرة وجييد‬
‫مكّلفة ل يمكنني التكفل بها‪ ،‬سواء تكاليف القامة في المستشفى والعمليات الجراحية والعلج والدواء والقامة فييي‬
‫فندق‪ ،‬حيث ل يسمح لي معاشي الضئيل والمنحة التي أتقاضاها بسبب حرب التحرير بالتكفل بكل هذه النفقات‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬أطلب منكم مساعدتي في حدود إمكانياتكم‪.‬‬
‫وقبل أن أنهي رسالتي‪ ،‬أريد أن أشكرك بعيض أميراء الخلييج العربيي اليذين أعتيبرهم إخيواني مين أجيل سيخائهم‬
‫وتفهمهم‪ ،‬حيث عرضوا علي بعفوية وكرم التكفل بكل النفقات العلجية‪ ،‬لكنني رفضت عرضهم‪.‬‬
‫مع تشكراتي لكل الخوات والخوة الجزائريين وحناني الخوي‪.‬‬
‫جميلة بوحيرد‬

‫رد الشرفاء‬
‫بيت جميلة محج لرفقاء السلح والمواطنين والشخصيات الوطنية‬
‫كان للرسالة التي وجهتها جميلة بوحيرد إلى رئيس الجمهورية والشعب الجزائري من أجل التكفل بعلجها وقع المفاجأة والصدمة‬
‫الكبيرة‪ ،‬حيث اتصل اللف بالجريدة منذ الساعات الولى لصباح أمس ‪ ،‬معبرين عن استعدادهم للتكفل بعلج جميلة بوحيرد‪،‬‬
‫ومنهم مواطنون جزائريون مقيمون بالداخل وبالخارج‪ ،‬حيث قال مواطن جزائري مقيم في سويسرا "وال عيب ما يحدث في‬
‫الجزائر‪ ،‬كيف تعيش من صنعت تاريخ الجزائر في هذه الوضعية وتصل إلى هذا المستوى"‪ ،‬وأضاف محمد "مستعد للتكفل بعلج‬
‫جميلة بوحيرد وتحمل كافة النفقات"‪.‬‬

‫العشرات بل اللف ساروا على خطى هذا المتصل من أساتذة ومثقفين وتجار وحرفيين ومششن مختلششف شششرائح‬
‫الشعب الجزائري‪ ،‬الذين عبروا عن مساندتهم المطلقة والستعداد التام للتكفششل بالبطلششة بششوحيرد‪ ،‬وطششالبوا بإيجششاد‬
‫حساب جاري لجمع الموال لبوحيرد‪ ،‬وكان المتصلون يتوزعشون بيششن مششذهول ومتحسششر‪ ،‬وبيششن مششن لششم يصششدق‬
‫الخبر‪" :‬كيف يمكن لواحدة من جميلت الجزائر وصانعات ملحمه أن تصل بها الوضاع إلى هذا الحال؟"‪.‬‬
‫وغيششر بعيششد عششن التصششالت الهاتفيششة والفاكسششات‪ ،‬كششان موقششع الجريششدة أمششس محطششة لعشششرات التعليقششات مششن‬
‫المواطنين وأبناء الشعب‪ ،‬الذين أبدوا استعداد تاما للتكفل بالبطلة‪ ،‬وطالبوا بإنشاء حساب خششاص للمجاهششدة‪ .‬أحششد‬
‫الشباب دشن حملة التبرعات بمبلغ ‪ 200‬دولر لصالح المجاهدة‪ ،‬وطالب الشششبان الجزائرييششن بالسششير فششي حملششة‬
‫التبرع‪.‬‬
‫وحرك نداء جميلة بوحيرد مشاعر الوطنية في أبناء الشعب من الجيال الجديدة‪ ،‬الذين اعتبروا أن التكفل بها‬
‫هو أقل ما يمكن أن يمنح لم ‪ 40‬مليون جزائري‪ ،‬كما قال أحد الشبان "هذا قليل في حق مششن قششدمت نفسششها فششداء‬
‫للجزائر‪ ،‬حيث عبرت منال من العاصمة عن أسفها لما وصل إليه رموز الجزائر "بكيت وأنا أقششرأ هششذا المقششال‪..‬‬
‫لن تسقطي يا أمنا وأختنا وشرفنا‪ ،‬لنك مثلنا العلى وتاج فوق رؤوسشنا‪ ،‬أفشديك بروحشي وبمشا أملشك ولشن تسشقط‬
‫دمعة من عينيك يا أم الجزائريين ويا أختنا الكبرى‪ ،‬أوجه ندائي لرئيسنا وزميلها في الجهاد ضد المستعمر‪.‬‬
‫وإلى كل جزائري محب لبلده وثورته ومجاهديه وشهدائه إلى كل رجل أعمال يملك المال أن يغدقه على أمنششا‬
‫وأختنا ويبني لها قصورا في الدنيا ويفرش لها الرض ورودا‪ ،‬وهذا قليل عليها لن جزاءها عند ال أكبر"‪.‬‬
‫وذهبت بعض التعليقات بالموقع لنتقاد العناية التي توجه للراقصات والفنانين في الوقت الذي تهان فيه رموز‬
‫الجزائر‪ ،‬حيث قالت إحدى الستاذات من الذين اتصلت بالجريدة وهي في حالة نفسية يرثى لها جراء الخبر الذي‬
‫نزل عليها كالصاعقة‪ ،‬حيث قالت للشروق وهي في حالة من الحباط "ماذا أقول للتلميذ والطلبة الششذين أدرسششهم‬
‫بعد اليوم عندما يقرأون ما وصلت إليه بوحيرد التي كنت دائما أقول عنها لتلميذي "هششي أسششطورة وهششي شششرف‬
‫الجزائر‪ ،‬ل حول و ل قوة إل بال"‪ ،‬وختمت المتحدثة كلمهششا بعششد أن طششالبت بإيجششاد حسششاب بريششدي مششن أجششل‬
‫توجيه المساعدات لعلج بوحيرد‪.‬‬
‫وقد كانت هبة الجزائريين لمؤازرة "شرف الجزائر"‪ ،‬كمششا قششال بشششأنها أحششدهم مششن مختلششف بقششاع العششالم مششن‬
‫الجزائر‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬هولندا ودول الخليج‪ ،‬وقد أبدى المتصششلون اسشتعدادهم التششام للتكفشل بالمجاهشدة‬
‫بكل ما تطلبه سواء كان التبرع بالعضاء أو بالمال‪.‬‬

‫حملة تبرع على الـ"فايس بوك"‬


‫ساعات قليلة فقط بعد صدور نداء الستغاثة الذي وجهته المجاهششدة الكششبيرة جميلششة بششوحيرد لبنششاء الشششعب‬
‫الجزائري‪ ،‬هبت جماعة من الشششباب لطلق حملششة واسششعة علششى موقششع الفششايس بششوك علششى النششترنيت مششن أجششل‬
‫مساعدة جميلة بوحيرد‪ ،‬حيث بلغ عدد المتصفحين للموقع في حدود الساعة العاشرة صباحا أمس أزيد مششن ‪200‬‬
‫شخص قاموا بإعادة نشر رسالة بوحيرد والعديد من صورها وجزء من تاريخها النضالي‪ ،‬وأغلب الششذين أطلقششوا‬
‫الحملة من شباب الجامعات والمعاهد والثانويات الذين أبدوا استعدادهم جميعا لمؤازرة المجاهدة إلى حيششن التكفششل‬
‫بها‪.‬‬

‫مدني عامر‪" :‬كل ما أملك هو تحت تصرف بوحيرد"‬


‫امتد صدى رسالة بوحيرد إلى أبناء الجزائر المقيمين في الخارج‪ ،‬حيششث أبششدى مششدني عششامر صششحفي بقنششاة أبششو‬
‫ظبي استعداده التام والكامل لوضع كل ما يملك تحت تصرف المجاهششدة أو"الشششهيدة الحيششة"‪ ،‬كمششا أسششماها‪ ،‬حيششث‬
‫عبر في اتصال هاتفي مع الشروق عن حزنه العميق‪ ،‬لما وصلت إليه واحدة من رموز الجزائر‪ ،‬بل المرأة الششتي‬
‫تمثل كرامة الشعب الجزائري‪.‬‬
‫وكشف المتحدث أن العديد من زملئه والكثير من الجزائريين المقيمين في دول الخليج عبروا عن نفس رغبتششه‬
‫"لن بوحيرد هي رمز كل الجزائرييششن"‪ ،‬وطلشب المتحششدث "بإيجششاد صشندوق أو إطششار منظشم يمكششن عشبره جمشع‬
‫التبرعات والموال التي توجه للمجاهدة"‪ ،‬وأكد مدني عامر في سياق حديثه أن الحالة التي وصلت إليها بوحيرد‬
‫في توجيه نداء استغاثة عبر الجرائد شيء قاس جدا لن نتقبله كخبر‪ ،‬فما بالك أن نقتنع به كواقع‪ ،"..‬يقول مششدني‬
‫عامر "هذا شيء يدفع للحزن‪ ،‬فبوحيرد أكبر من مجرد مجاهدة‪ ،‬إنها شرف وكرامة الجزائر ول يصح أبششدا أن‬
‫تصل لمثل هذا الهوان"‪.‬‬

You might also like