You are on page 1of 2

‫الفصل الول‬

‫كم هي جميلة هيذه المدينية! شياهدتها لول ميرة عنيدما ُأخيذت مين قرييتي‬
‫وُوضعت في قلعتها )القاهرة( بين رهائن المام‪.‬‬

‫فة")]‪ ([1‬المام ذوو الملبس الزرقاء عنوة من بين أحضان والدتي‬


‫أخذني "ع ُك ْ َ‬
‫ومن بين سواعد أفراد أسرتي المتبقين‪.‬‬

‫لم يكتفوا بذلك‪ ،‬بل أخذوا حصان والدي تنفيذا ً لرغبة المام‪.‬‬

‫فت فيه حدة هطول المطار لتتيح لنا مشاهدة المدينة‬ ‫كان يوما ً معتد ً‬
‫ل‪ ،‬خ ّ‬
‫)]‪([2‬‬
‫لن" ‪،‬‬ ‫والقرى البعيدة المتللئة فوق الجبال‪ ...‬كان الجو صافيًا‪ .‬إنه "عَ ّ‬
‫شهر التأهب للحصاد‪.‬‬

‫كنت مع زميلي "الدويدار")]‪ ،([3‬الدويدار "الحالي")]‪- ([4‬كما يسمونه‪ -‬على‬


‫سطح دار "النائب")]‪ ([5‬العالي‪ .‬ل أدري لماذا أحببت صداقته! ربما لتقارب‬
‫السن‪ ،‬وربما لعملنا المشترك‪.‬‬

‫كنت قريب العهد في منزل "النائب"‪ ،‬نائب المام و"عامله")]‪ ([6‬على المدينة‬
‫وما يتبعها‪ ،‬عندما أخذوني قسرا ً من قلعة القاهرة‪ ،‬معقل "الرهائن")]‪،([7‬‬
‫وُأدخلت من بوابة قصر النائب وأنا أتذكر نظرات الزدراء التي ودعني بها‬
‫زملئي "الرهائن"‪.‬‬

‫كنت على علم بأن بعض "الرهائن" قد ُأخذوا‪ ،‬إلى قصور المام وبعض نوابه‬
‫وأمرائه‪" ،‬دوادرة"‪ .‬وكنت أسمع أن بعضهم قد تمكن من الفرار‪ ،‬والبعض قد‬
‫فشل فكبلوه بالقيود الحديدية في قلعة القاهرة مدى الحياة‪.‬‬

‫الشيء الذي لم أكن أعرفه هو معنى "الدويدار" وما هو عمله! ولم أكن‬
‫أعي أي تفسير يقال؛ ربما لصغر سني‪.‬‬

‫من شروط "الدويدار" أن يكون صبيا ً لم يبلغ الحلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هكذا كان يقول أستاذنا )الفقيه(‪ ،‬السجين أيضا ً معنا‪ ،‬والمكلف بتعليمنا‬
‫القرآن والفروض والطاعة‪ ،‬في قلعة القاهرة معقل الرهائن‪.‬‬

‫يقوم "الدويدار" حاليا ً بعمل "ال ّ‬


‫طواشي")]‪.([8‬‬ ‫‪-‬‬

‫وعندما تبدو علينا الحيرة يقول‪:‬‬

‫و"الطواشي" هم العبيد المخصيون‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فنزداد حيرة أكثر‪.‬‬

‫والخصي هو من ُتضرب خصيته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ونحتار أكثر أيضا ً من جديد متألمين لهذا العمل القاسي‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫لكي ل يمارس عمل ً مشينًا‪ ...‬جنسيًا‪ ،‬كمضاجعته نساء القصور‪ .‬أي‬ ‫‪-‬‬
‫بمعنى آخر يجب أن يكون فاقدا ً لرجولته‪ ،‬أي بمعنى آخر عاجزًا‪.‬‬

‫ونحتار أيضًا‪ ،‬فيقول بغضب‪:‬‬

‫هذا يكفي‪ ...‬مفهوم؟‬ ‫‪-‬‬

‫)]‪([9‬‬
‫الفقيه‪.‬‬ ‫سّنا"‬
‫غير مفهوم يا " ِ‬ ‫‪-‬‬

‫يقوم غاضبا ً لردنا الجماعي الذي كان يعتبره وقحا ً أو وقاحة‪ ،‬فنصيح بنشيدنا‬
‫المعتاد‪:‬‬

‫غفر الله لك يا سيدنا‪ ..‬ولوالديك مع والدينا‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫روايه الرهينه‬

You might also like