Professional Documents
Culture Documents
التصور العام للسياسة الشرعية 2
التصور العام للسياسة الشرعية 2
Uploaded by
FauwazCopyright
Available Formats
Share this document
Did you find this document useful?
Is this content inappropriate?
Report this DocumentCopyright:
Available Formats
التصور العام للسياسة الشرعية 2
التصور العام للسياسة الشرعية 2
Uploaded by
FauwazCopyright:
Available Formats
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻭﳛﺘﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﻭﺟﻮﺎ ﻭﻃﺮﻕ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﲎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ،ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻭﱃ :ﺍﳊﺎﻛﻤﻴﺔ ﷲ
ﻭﺗﻌﲏ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﳐﻠﻮﻗﺎﺕ ﷲ Υﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ): Υﻭ ﺧﹶﻠ ﻖ ﹸﻛ ﱠﻞ ﺷ ﻲ ٍﺀ ﹶﻓ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﻩ ﺗ ﹾﻘﺪﻳﺮﺍ
ﲔ (،2
ﻕ ﺫﹸﻭ ﺍﹾﻟ ﹸﻘ ﻮ ﺓ ﺍﹾﻟ ﻤﺘ ( ،1ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻔﻞ Ιﺑﺮﺯﻕ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ Ιﰲ ﺫﻟﻚ ):ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍ َ
ﷲ ﻫ ﻮ ﺍﻟ ﺮﺯﺍ
ﻚ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﻭﺭﺯﻕ ،3ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺍﷲ Ιﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﹶﺃﹶﻟ ﻢ ﺗ ﻌﹶﻠ ﻢ ﹶﺃ ﱠﻥ ﺍ َ
ﷲ ﹶﻟ ﻪ ﻣ ﹾﻠ
ﺽ (. 4
ﺕ ﻭﺍ َﻷ ﺭ ﹺ
ﺴ ﻤﻮﺍ
ﺍﻟ
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎﷲ ﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﺍﳌﺎﻟﻚ ،ﻭﺍﳌﺎﻟﻚ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ ،ﻟﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻔﻄﺮﺗﻪ
ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻴﻒ ﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﻉ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﳛﻘﻖ ﻣﺼﺎﳊﻪ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ. 5
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﳊﺎﻛﻤﻴﺔ ﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻬﻮ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﶈﻠﻞ ﻭﺍﶈﺮﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻐﲑﻩ ﺫﻟﻚ ،ﻟﺬﺍ ﳚﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ،6ﻳﻘﻮﻝ ): Ιﹸﺛﻢ ﺟ ﻌ ﹾﻠﻨﺎ ﻙ ﻋﻠﹶﻰ ﺷﺮﹺﻳ ﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﺍ َﻷ ﻣ ﹺﺮ ﻓﹶﺎﺗﹺﺒﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﹺﺒ ﻊ ﹶﺃ ﻫﻮﺍ َﺀ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻻ ﻳ ﻌﹶﻠﻤﻮ ﹶﻥ ( ،7ﻭﻗﺎﻝ ):Ιﹺﺇ ﻥ
. 1ا
ن . 2 :
. 2ا
ارت . 58 :
. 3أ رس '() '*+, :ا
&در أ رس ،ا
#$م ا
"! ا م ،ط ،(1986) 2دار ا
ن ،ص ، 18-17و !7ر إ
! 3 '4 *! 5رس :ا
#$م
ا
"! .
. 4ا
*;'ة . 40 :
. 5أ رس :ا
#$م ا
"! ، 20 :أ>*' &4ب :أ>*' >"!? &4ب ،ا
#$م ا
"! ا م ، 1989 @4(A ،ص ، 254و !7ر إ
!'*>3 '4 *! 5
&4ب :ا
#$م ا
"! .
. 6وزارة اCوف :ا
* )@ ا
&. 299 /25 :@!E
. 7ا
. 18 : @!GH
9
ﺱ ﻻ ﻳ ﻌﹶﻠﻤﻮ ﹶﻥ ( ،1ﻭﻳﻘﻮﻝ ): Υﻓﹶﻼ ﻭ ﺭﺑ
ﻚﻻ ﻚ ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﺍﹾﻟ ﹶﻘﻴ ﻢ ﻭﹶﻟ ﻜ ﻦ ﹶﺃ ﹾﻛﹶﺜ ﺮ ﺍﻟﻨﺎ ﹺ
ﺤ ﹾﻜ ﻢ ﺇﹺﻻ ﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺃ ﻣ ﺮ ﺃﹶﻻ ﺗ ﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﹺﻻ ﹺﺇﻳﺎ ﻩ ﺫﻟ
ﺍﹾﻟ
ﺴﻠﻴﻤﺎ (. 2
ﺴﱢﻠﻤﻮﺍ ﺗ
ﺖ ﻭﻳ
ﻀﻴ
ﺴ ﹺﻬ ﻢ ﺣ ﺮﺟﺎ ﻣﻤﺎ ﹶﻗ
ﺠﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﹶﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﺠ ﺮ ﺑﻴﻨ ﻬ ﻢ ﹸﺛ ﻢ ﻻ ﻳ ﹺ
ﺤ ﱢﻜﻤﻮ ﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺷ
ﻳ ﺆ ﻣﻨﻮ ﹶﻥ ﺣﺘﻰ ﻳ
ﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﺃﻗﺴﻢ ﺍﷲ Ιﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻭﻏﲑﻩ،
ﰒ ﻳﺮﺿﻰ ﲝﻜﻤﻪ ،ﻭﻻ ﳚﺪ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺮﺟﺎ ﳑﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﰒ ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ ﻭﻳﻨﻘﺎﺩ ﻟﻪ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﺍ (. 3
ﺕ ﺍﻟﻨﹺﺒ ﻲ . 4(..ﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ):ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﻓﻊ
ﺻ ﻮ
ﻕ
ﺻﻮﺍﺗ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻓ ﻮ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ): Ιﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗ ﺮﹶﻓﻌﻮﺍ ﹶﺃ
ﺻﻮﻢ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺗﻪ ﺳﺒﺒﺎ ﳊﺒﻮﻁ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻘﺪﱘ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﳍﻢ ﻭﺃﺫﻭﺍﻗﻬﻢ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ،
ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺃﻭﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺒﻄﺎ ﻷﻋﻤﺎﳍﻢ(.5
ﻱ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺳﻮﻟ ﻪ،6(..
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ ):ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗ ﹶﻘ ﺪﻣﻮﺍ ﺑﻴ ﻦ ﻳ ﺪ ﹺ
)ﺃﻱ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻝ ،ﻭﻻ ﺗﺄﻣﺮﻭﺍ ﺣﱴ ﻳﺄﻣﺮ ،ﻭﻻ ﺗﻔﺘﻮﺍ ﺣﱴ ﻳﻔﱵ ،ﻭﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻜﻢ ﻓﻴﻪ
ﻭﳝﻀﻴﻪ(. 7
ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻭﻻ ﺗﻘﻄﻌﻮﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﳛﻜﻢ ﺑﻪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﻋﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺍﳌﱰﻝ ،ﺃﻭ ﻣﻘﺘﺪﻳﻦ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ . 8
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﷲ Υﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻟﺸﺮﻋﻪ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺄﺎ ):ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﺴﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ( .9ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﻳﲏ ):ﻫﻲ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ،ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﳌﺜﻞ ﻭﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ (. 10
ﻭﳍﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻓﺈﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﳚﺐ
ﳍﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،11ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﺗﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳛﺮﻡ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﳏﺪﺩﺓ
ﻭﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ،12ﻭﺗﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ،ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ): τﺇﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﱐ ﻭﺇﻥ ﺃﺳﺄﺕ ﻓﻘﻮﻣﻮﱐ،
ﺃﻃﻴﻌﻮﱐ ﻣﺎ ﺃﻃﻌﺖ ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ ،ﻓﺈﻥ ﻋﺼﻴﺖ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﱄ ﻋﻠﻴﻜﻢ (. 13
. 40: I . 1
. 2ا
"$ء . 65:
. 3ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 38 /1 :
. 4ا
H+ات . 2 :
. 5ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 51 /1 : ?!4
. 6ا
H+ات . 1 :
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 51 /1 : ?!4
. 8ا
7M,Nي*+, :د ? )* ا
7M,Nي ت) ،(O 528ا
7Zف )? >&;X Yا W,ا
TN$Uو)!ن اCو Tو OVا
3Uو ،Tر ?!"> P QR, 5(Sأ>*'،
ا
* ']Hا
ا_ ،ا
&هة ،دار ا
ن
]Uاث! ،وت ،دار ا
UZب ا
، 4ا
@4(Qا
[
[@ 1986 -O 1407 ،م ،ص ، 350و !7ر إ
!7M,N
'4 *! 5ي:
ا
7Zف .
. 9ا
'() : ` !Zا dإاه! Kا
، ` !Zا
"] @Qا
@,4و!ده ا
'و
@ ا ،@!,ر
@ ' T!$
c,در @Vا
'آUرا Oا
& 5وأ ?, 5
bآ]!@ ا
'را ]c
ا
!]4ا
@4,HاCرد`!@ ،إeاف ا
'ر ،1994 @$"
، $ص ،86و !7ر إ
! : ` !Z
'4 *! 5ا
"] @Qا
. @,4
. 10ا
'ر +U : $ا
'ر ، $درا ت و+ث ا
Zا ,ا
* ،b4ا
* ']HاCول ،دار @4(A ،@(!Uأو
،1988:Pص ،363و7ر إ
!'4 *! 5
'ر : $درا ت و+ث .
. 11ا
: ` !Zا
"] @Qا
. 91 : @,4
. 12وزارة اCوف :ا
* )@ ا
&. 301 /25 @!E
. 13ا
(! : &Eا
" ?$ا
(Zى /353 /6 :آUب " Kا
iوا
. @*!$h
10
ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :ﺇﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ،ﺇﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻛﺎﻥ
ﺑﻘﺎﺅﻩ ﻭﺇﻥ ﺃﺳﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻮﳝﻪ ﺃﻭ ﺗﻨﺤﻴﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻪ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ . 1ﻷﻥ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺃﻧﺰﻝ
ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ .
ﻚ ﻫ ﻢ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ﻓﺮﻭ ﹶﻥ ( ،2ﻭﻗﺎﻝ ): Υﻭ ﻣ ﻦ ﹶﻟ ﻢ ﻳ
ﺤ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺑﻤﺎ ﹶﺃﻧ ﺰ ﹶﻝ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺤ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺑﻤﺎ ﹶﺃﻧ ﺰ ﹶﻝ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻓﺄﹸﻭﹶﻟﺌ
ﻗﺎﻝ ): Ιﻭ ﻣ ﻦ ﹶﻟ ﻢ ﻳ
ﻚ ﻫ ﻢ ﺍﹾﻟﻔﹶﺎ ﺳﻘﹸﻮ ﹶﻥ(. 4 ﻚ ﻫ ﻢ ﺍﻟﻈﱠﺎﻟﻤﻮ ﹶﻥ ( ،3ﻭﻗﺎﻝ ): Υﻭ ﻣ ﻦ ﹶﻟ ﻢ ﻳ
ﺤ ﹸﻜ ﻢ ﺑﹺﻤﺎ ﹶﺃﻧ ﺰ ﹶﻝ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻓﺄﹸﻭﹶﻟﺌ ﹶﻓﺄﹸﻭﹶﻟﺌ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ )ﺍﳊﺎﻛﻤﻴﺔ ﷲ( ﺗﻌﺪ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﲏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﰲ ﺿﻮﺋﻬﺎ
ﻣﺪﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﳌﺴﻠﻢ ،ﻓﻴﻌﺘﱪ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻧﺎﺯﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ
ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﺣﺮﻣﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﲡﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ .
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲟﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻟﻌﻈﻢ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ): Ιﻭﺷﺎ ﹺﻭ ﺭ ﻫ ﻢ ﻓﻲ ﺍ َﻷ ﻣ ﹺﺮ،5(..
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ):ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺸﲑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻌﺰﻟﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ
ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺡ ﺍﷲ Υﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﻭﹶﺃ ﻣ ﺮ ﻫ ﻢ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﻴﻨ ﻬ ﻢ .6(..ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻭﺭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ρﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ،7ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﻟﺘﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺃﻣﺘﻪ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ. 8
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ):τﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ (. 9
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ρﻣﺸﻮﺭﺗﻪ ﰲ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﺪﺭ ،ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﻔﺪﺍﺀ ،ﻭﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ،ﻓﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻨﱯ ρﺑﺮﺃﻱ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ . 10 τ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻨﱯ ρﻣﱰﻟﺔ ﺑﺒﺪﺭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳊﺒﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ :ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﱰﻝ ﺃﻣﱰﻝ ﺃﻧﺰﻟﻜﻪ ﺍﷲ
ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻘﺪﻣﻪ ﻭﻻ ﻧﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳌﻜﻴﺪﺓ ؟ ،ﻗﺎﻝ ): ρﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳌﻜﻴﺪﺓ ( ،ﻗﺎﻝ) :
*V . 1ل ا
'?*V :ل ا
'? *+, '*+,د ،ا
'و
@ ا @!,ا
*b4ة ،دار ا
UZب ا
*Rي وا
UZب ا
]( @4(A ، `$أو
،(1992) Pص ، 144و !7ر إ
!5
!* *H '4ل ا
'? :ا
'و
@ ا ) ،@!,رف أ )!') :رف '*+, T!]kأ )!' ،و @ !jا
+آ Kا
'و
@ ا ،@!,دار اCر ،Kا
@4(QاCو
O 1405) P
– 1985م( ،ص ، 166-165و !7ر إ
!4 '4 *! 5رف أ )!' :و @ !jا
+آ. K
. 2ا
*;'ة . 44 :
. 3ا
*;'ة . 45 :
. 4ا
*;'ة . 47 :
m . 5ل )*ان . 159 :
. 6ا
7رى . 38 :ا
& : (Aأ>Zم ا
&mن . 249 /4 :
. 7وزارة اCوف :ا
* )@ ا
&. 280 / 26 : @!E
. 8ا
& : (Aأ>Zم ا
&mن . 249 /4:
. 9ا
,Uي :ا
" / 213 /4 :?$آUب ا
EHد /ب /34ر Kا
،1714 n'+ول )." ?"> n'> ": 5$
:K]", . 10ا
/1385 -1383 /3 :p!+RآUب ا
EHد /ب ) /(18ر Kا
. (1763) n'+
11
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﲟﱰﻝ ،ﻓﺎﺾ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻧﺄﰐ ﺃﺩﱏ ﻣﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﱰﻟﻪ ﰒ ﻧﻐﻮﺭ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺑﲏ ﻟﻚ ﺣﻮﺿﺎ
ﻓﻨﻤﻸﻩ ﻣﺎﺀ ﰒ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻨﺸﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ ): ρﻟﻘﺪ ﺃﺷﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ (. 1
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﺎﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺷﺎﻭﺭ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﲨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،2
ﻭﺷﺎﻭﺭ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ . 3
ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺃﻡ ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ،ﻓﺮﺃﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻮﻳﺰ ﻣﻨﺪﺍﺩ ﻭﺍﺑﻦ
ﻋﻄﻴﺔ ﺃﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ . 4
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻮﻳﺰ ﻣﻨﺪﺍﺩ ):ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻣﺸﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ( . 5ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) : Υ
) ﻭﺷﺎ ﹺﻭ ﺭ ﻫ ﻢ ﻓﻲ ﺍ َﻷ ﻣ ﹺﺮ ،6(..ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ .
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﺭﻳﲏ ﺃﻥ ﺍﷲ Υﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻗﺮﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺪﻝ
ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺎ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،7ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ .
ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻏﲑ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻛﺎﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،8ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻔﻴﺪ
ﺍﻟﻨﺪﺏ ،ﻭﺍﳌﺸﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻄﻴﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ):ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﺑﺔ ﻟﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ،ﻭﺃﻣﻨﺎ
ﻟﻌﺘﺒﻬﻢ ،ﻭﺗﻌﺮﻓﺎ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﳜﺘﺺ ﺑﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ(. 9
ﻭﻗﺪ ﺭﺟﺢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ،ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ،ﻓﺎﳌﻮﺍﺿﻊ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻭﺍﳋﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻛﺈﻋﻼﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ .
ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺪﺏ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺒﺖ ﲟﺎ ﻳﺮﺍﻩ
ﺑﺴﺮﻋﺔ. 10
. 1ا
+آ : Kا
*"'Uرك /426 /3 :آUب @4,ا
. @+R
. 2ا? ](ن ) :ء ا
'? )] ? ](ن ا
ر ت) ،(O739ا >"ن p!+b s&Sا? >(ن 5&&> ،وkج أ>د[ s!4e 5اCر`rوط ،ا
* ']Hا
،e4
@" r,ا
@! ،وت @4(A ،أو
1991 -O 1412 ،Pم ،ص ،359آUب ا
"! ،ر Kا
،4506 n'+ا
pU : ` &"4ا
(ري /627 /8 :آUب T;uا
&mن/
ب ) /(3ر Kا
. (4986) n'+
.3ا
(! : &Eا
" ?$ا
(Zى /318 /6 :آUب " Kا
ء .
. 4ا
& : (Aأ>Zم ا
&mن ،249 /4 :وزارة اCوف :ا
* )@ ا
&. 279/26 : @!E
. 5ا
& : (Aأ>Zم ا
&mن . 249 /4 :
m . 6ل )*ان . 159 :
. 7ا
'ر v;Rk : $ا
. 422 -419 : _7U
. 8وزارة اCوف :ا
* )@ ،280 /26 :ا? ا
&! :Kزاد ا
*4د. 302 /3 :
. 9ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 302 /3 :
. 10ا
'وري Q+ :ن )(' ا
>*? ا
'وري :ا
7رى !? ا
@#$وا
'h ،Y!(QUاد @4(Q,ا @4(A @,Cأو
1974-O1394) ،Pم( ،ص ،55و !7ر إ
!'4 *! 5
'وري :ا
7رى .
12
ﺃﻣﺎ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺎ ﻻ ﲡﻮﺯ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻗﺎﻃﻊ ،ﻭﺗﺼﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻧﺺ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﲨﻴﻊ
ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺎﻻﺕ 1ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺣﺴﺐ ﺯﻣﺎﻧﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺑﺎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﳊﺎﱄ . 2
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﻝ ﻣﻦ
ﺍﳊﻜﺎﻡ ،ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺷﻮﺭﻯ ﺑﲔ ﺍﳊﻜﺎﻡ. 3
ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﺔ ،4ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ): Υﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﹶﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﹶﺃﻃﻴﻌﻮﺍ
ﺍﻟ ﺮﺳﻮ ﹶﻝ ﻭﺃﹸﻭﻟﻲ ﺍ َﻷ ﻣ ﹺﺮ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ،5(..ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ):ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻌﺎﻫﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺃﻣﺮ
ﺍﷲ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ . 6
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ):ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﻟﺬﻟﻚ ﰲ ﻗﺴﻤﻬﻢ ﻭﺣﻜﻤﻬﻢ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻬﻢ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ،ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﺍﷲ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﰲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ( . 7ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ) : ρﺍﲰﻌﻮﺍ
ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻋﺒﺪ ﺣﺒﺸﻲ ﻛﺄﻥ ﺭﺃﺳﻪ ﺯﺑﻴﺒﺔ (. 8
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﲏ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺼﲏ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻋﲏ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺺ
ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﺎﱐ ( . 9ﻭﻗﺎﻝ ): ρﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﻋﺴﺮﻙ ﻭﻳﺴﺮﻙ ،ﻭﻣﻨﺸﻄﻚ ﻭﻣﻜﺮﻫﻚ ،ﻭﺃﺛﺮﺓ ﻋﻠﻴﻚ (. 10
.
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﺇﻥ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺃﻭﺻﺎﱐ ﺃﻥ ﺃﲰﻊ ﻭﺃﻃﻴﻊ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﳎﺪﻉ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ (. 11
ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﲑ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻄﺒﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،12ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ) : Υﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﹶﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﹶﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟ ﺮﺳﻮ ﹶﻝ ﻭﺃﹸﻭﻟﻲ ﺍ َﻷ ﻣ ﹺﺮ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻓﹺﺈ ﹾﻥ ﺗﻨﺎ ﺯ ﻋﺘ ﻢ ﻓﻲ
. 1ا
'ر v;Rk : $ا
*V ،444 :_7Uل ا
'? :ا
'و
@ ا ،153 :@!,أ رس :ا
#$م ا
"! '() ،105:ا
&در )دة '() :ا
&در )دة ،ا م
وأو $)wا
"! !@1967 -O1387) @!`G @4(A ،م( ،ص،75و !7ر إ
! '(4 '4 *! 5ا
&در )دة :ا م وأو $)wا
"! !@ .
*V . 2ل ا
'? :ا
'و
@ ا ) ،352 :@!,رف أ )!' :و @ !jا
+آ. 191 :K
. 3أ رس :ا
#$م ا
"! . 7 :
. 4أ رس :ا
#$م ا
"! ،68 :أ>*' &4ب :ا
#$م ا
"! *V ،195-194 :ل ا
'? :ا
'و
@ ا 346-343 :@!,ن )رف أ )!' :و @ !jا
+آ:K
. 210
. 5ا
"$ء. 59 :
. 6ا? : @!*!Sا
Uوى . 9 /35 :
. 7ا? : @!*!Sا
Uوى . 245 /28 :
. 8ا
pU : ` &"4ا
(ري /220 /2 :آUب اyذان /ب /56ر Kا
. (695) n'+
: K]", . 9ا
/1466 /3 : p!+RآUب ا ,رة /ب ) /(8ر Kا
. (1835) n'+
: K]", . 10ا
/1467 /3 : p!+RآUب ا ,رة /ب ) /(8ر Kا
. (1836) n'+
: K]", . 11ا
/1467 /3 : p!+RآUب ا ,رة /ب ) /(8ر Kا
. (1837) n'+
. 12أ رس :ا
#$م ا
"! '() ،71 :ا
&در )دة :ا م وأو $)wا
"! !@Q+ ،201:ن ا
'وري :ا
7رى. 91 :
13
ﺷ ﻲ ٍﺀ ﹶﻓ ﺮﺩﻭ ﻩ ﹺﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍﻟ ﺮﺳﻮ ﹺﻝ ، 1 (..ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ
ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،2ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ τﻗﺎﻝ ):ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﱯ ρﺳﺮﻳﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﻌﻮﻩ ،ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﱯ ρﺃﻥ ﺗﻄﻴﻌﻮﱐ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺑﻠﻰ ،ﻗﺎﻝ :ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﳌﺎ ﲨﻌﺘﻢ
ﺣﻄﺒﺎ ،ﻭﺃﻭﻗﺪﰎ ﻧﺎﺭﺍ ﰒ ﺩﺧﻠﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ ﺣﻄﺒﺎ ،ﻓﺄﻭﻗﺪﻭﺍ ﻓﻠﻤﺎ ﳘﹼﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻘﺎﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ،ﻓﻘﺎﻝ
ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﺇﳕﺎ ﺗﺒﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﱯ ρﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﺃﻓﻨﺪﺧﻠﻬﺎ؟ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﲬﺪﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺳﻜﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻠﻨﱯ ρ
ﻓﻘﺎﻝ :ﻟﻮ ﺩﺧﻠﻮﻫﺎ ﻣﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ( . 3ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺇﻥ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺟﺒﺔ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﻌﺮﻭﻑ . 4
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﱵ ﺭﻛﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﲑ ،ﺃﻥ ﺍﻷﻣﲑ ﻟﻮ ﻰ ﺟﻴﺸﻪ
ﻋﻦ ﳓﺮ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﺇﻥ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﳛﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭ ،ﻟﺬﺍ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﺎﻫﻢ . 5ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻨﻔﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳉﻴﺶ ،ﻟﺰﻣﻬﻢ ﺍﻟﻨﻔﲑ ،ﻭﱂ ﳚﺰ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ . 6
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ :ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،7
ﻭﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﺄﺻﻠﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ .
ﺱ ﹺﺇﻧﺎ ﺧﹶﻠ ﹾﻘﻨﺎ ﹸﻛ ﻢ ﻣ ﻦ ﹶﺫ ﹶﻛ ﹴﺮ ﻭﹸﺃﻧﺜﹶﻰ ﻭ ﺟ ﻌ ﹾﻠﻨﺎ ﹸﻛ ﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎ ﻭﹶﻗﺒﺎﺋ ﹶﻞ ﻟﺘﻌﺎ ﺭﻓﹸﻮﺍ ﹺﺇ ﱠﻥ ﹶﺃ ﹾﻛ ﺮ ﻣ ﹸﻜ ﻢ ﻋﻨ ﺪ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ): Υﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎ
ﺚ
ﺲ ﻭﺍ ﺣ ﺪ ﺓ ﻭ ﺧﹶﻠ ﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯ ﻭ ﺟﻬﺎ ﻭﺑ ﱠ ﷲ ﹶﺃﺗﻘﹶﺎ ﹸﻛ ﻢ ،8(..ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ): Ιﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎ
ﺱ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺭﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﺧﹶﻠ ﹶﻘ ﹸﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﻧ ﹾﻔ ﹴ ﺍِ
ﻣﻨ ﻬﻤﺎ ﹺﺭﺟﺎﻻ ﹶﻛﺜﲑﺍ ﻭﹺﻧﺴﺎ ًﺀ. 9(..
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻓﻀﻞ ﻟﻌﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻤﻲ ،ﻭﻻ ﻷﻋﺠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﰊ ﻭﻻ ﻷﺳﻮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺮ ﻭﻻ ﻷﲪﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺩ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ (.10
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﻛﻠﻜﻢ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ،ﻭﺁﺩﻡ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﻟﻴﻨﺘﻬﲔ ﻗﻮﻡ ﻳﻔﺨﺮﻭﻥ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ ﺃﻭ ﻟﻴﻜﻮﻧﻦ ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ
ﺍﳉﻌﻼﻥ (. 11
. 1ا
"$ء. 59 :
. 2ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د ،369 /3 :ا
: ` !Zا
"] @Qا
. 92 : @,4
: K]", . 3ا
/1469 /3 : p!+RآUب ا ,رة /ب ) /(8ر Kا
. (1840) n'+
. 4ا? ا
&! : Kإ) م ا
* ،10 /1 : ?!4ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 391 /3 :
. 5ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 268 ،391 /3 :
. 6ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 558 /3 :
. 7ا
: ` !Zا
"] @Qا
. 53 : @,4
. 8ا
H+ات . 13 :
. 9ا
"$ء . 1 :
. 10أ>*' :ا
*" /480 /5 : '$ر Kا
،(23550) n'+ا
(Qي :ا
* KH4ا
/12 /18 : !(Zر*. (16) 5
. 11ا ?$ p!+b : `(
Cأ داود /963 /3 :آUب اCدب /ب /120ر Kا
. 4269 n'+
14
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ τﰲ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻪ ):ﻭﻟﻴﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻟﺴﺖ ﲞﲑﻛﻢ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﱐ ،ﻭﺇﻥ ﺻﺪﻓﺖ
ﻓﺄﻗﻴﻤﻮﱐ ،ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻴﻜﻢ ﺿﻌﻴﻒ ﺣﱴ ﺁﺧﺬ ﺍﳊﻖ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻴﻜﻢ ﻗﻮﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﺣﱴ ﺃﺧﺬ ﻟﻪ ﺣﻘﻪ ( . 1ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﺎﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﳚﺐ ﺃﻥ ﲢﻘﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،2ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﳊﻜﺎﻡ ،ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ
ﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩﳘﺎ ،ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ،ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺭﻋﻴﺘﻪ ،ﻭﳚﺎﻫﺪ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ . 3
ﷲ ﻳ ﹾﺄ ﻣ ﺮ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻌ ﺪ ﹺﻝ ﻭﺍ ِﻹ ﺣﺴﺎ ﻥ( ،4ﻭﻗﻮﻟﻪ ) : Υﻳﺎ
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻗﻮﻟﻪ ): Υﹺﺇ ﱠﻥ ﺍ َ
ﷲ
ﲔ ﹺﺇ ﹾﻥ ﻳ ﹸﻜ ﻦ ﹶﻏﹺﻨﻴﺎ ﹶﺃ ﻭ ﹶﻓ ﻘﲑﺍ ﻓﹶﺎ ُ
ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﹺﻭ ﺍﹾﻟﻮﺍﻟ ﺪﻳ ﹺﻦ ﻭﺍ َﻷ ﹾﻗ ﺮﹺﺑ
ﻂ ﺷ ﻬﺪﺍ َﺀ ﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﹶﻟ ﻮ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﺴﲔ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻘ
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﻛﹸﻮﻧﻮﺍ ﹶﻗﻮﺍ ﻣ
ﷲ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﹺﺑﻤﺎ ﺗ ﻌ ﻤﻠﹸﻮ ﹶﻥ ﺧﹺﺒﲑﺍ( ،5ﻭﻳﻘﻮﻝ ) : Ιﹺﺇ ﱠﻥ ﺍ َ
ﷲ ﹶﺃ ﻭﻟﹶﻰ ﹺﺑ ﹺﻬﻤﺎ ﻓﹶﻼ ﺗﺘﹺﺒﻌﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﻬﻮﻯ ﹶﺃ ﹾﻥ ﺗ ﻌ ﺪﻟﹸﻮﺍ ﻭﹺﺇ ﹾﻥ ﺗ ﹾﻠﻮﻭﺍ ﹶﺃ ﻭ ﺗ ﻌ ﹺﺮﺿﻮﺍ ﹶﻓﹺﺈ ﱠﻥ ﺍ َ
ﺤ ﹸﻜﻤﻮﺍ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻌ ﺪ ﹺﻝ. 6(..
ﺱ ﹶﺃ ﹾﻥ ﺗ
ﺕ ﹺﺇﻟﹶﻰ ﹶﺃ ﻫﻠﻬﺎ ﻭﹺﺇﺫﹶﺍ ﺣ ﹶﻜ ﻤﺘ ﻢ ﺑﻴ ﻦ ﺍﻟﻨﺎ ﹺ
ﻳ ﹾﺄ ﻣ ﺮ ﹸﻛ ﻢ ﺃﹶ ﹾﻥ ﺗ ﺆﺩﻭﺍ ﺍ َﻷﻣﺎﻧﺎ
ﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ): Ιﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﰲ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﱃ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﳛﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ( ،7ﻟﺬﺍ ﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﰲ
ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ . 8
ﺤﻜﻴ ﻢ ﹺﺇ ﱠﻥ
ﻂ ﻻ ﹺﺇﹶﻟ ﻪ ﺇﹺﻻ ﻫ ﻮ ﺍﹾﻟ ﻌﺰﹺﻳ ﺰ ﺍﹾﻟ
ﺴﷲ ﹶﺃﻧ ﻪ ﻻ ﹺﺇﹶﻟ ﻪ ﺇﹺﻻ ﻫ ﻮ ﻭﺍﹾﻟﻤﻼﺋ ﹶﻜ ﹸﺔ ﻭﺃﹸﻭﻟﹸﻮ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹾﻠ ﹺﻢ ﻗﹶﺎﺋﻤﺎ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻘ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ): Ιﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍ ُ
ﷲ ﺍ ِﻹﺳﻼ ﻡ. 9(..
ﺍﻟﺪﻳ ﻦ ﻋﻨ ﺪ ﺍ ِ
ﻭﺍﻟﻘﺴﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻓﺸﻬﺪ ﺍﷲ Ιﺃﻧﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ،ﻭﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﻋﺪﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﳘﺎ ﲨﺎﻉ
ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻓﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻔﺮﺩﻩ Ιﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳊﻜﻤﺔ 10ﻭﻋﺪﻟﻪ Ιﻳﺘﻀﻤﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ،ﻭﺃﻧﻪ Ιﱂ ﳜﺺ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﲟﺨﺼﺺ
ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،ﻭﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ. 11
ﻭﻳﻘﻮﻝ Ιﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ):ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﱐ ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﳏﺮﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﻈﺎﳌﻮﺍ (،12
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﺳﺒﻌﺔ ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﷲ ﰲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ ﺇﻣﺎﻡ ﻋﺎﺩﻝ. 1(..
. 1ا
(! : &Eا
" ?$ا
/353 /6 : !(ZآUب " Kا
ء وا
. @*!$h
. 2ا
'ر v;Rk : $ا
. 407 : _7U
) . 3رف أ )!' :و @ !jا
+آ. 273 : K
. 4ا
. 90 : T+$
. 5ا
"$ء . 135 :
. 6ا
"$ء . 58 :
. 7ا? : @!*!Sا
Uوى . 245 /28 :
. 8ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 184 : @!*Z+
m . 9ل )*ان . 19 -18 :
. 10ا? ا
&! : Kأ )(' ا {*e dا
'? ? '*+,أ ? Zأب ? ! Kا
Hز@ ،ا
!" Uا
&! '*+, 54*V ،Kا
'$وي ،و>&& '*+, 5ا
& ،و'م
5إاه!K
رu,ن @4(A ،او
1988) Pم( ،دار ا
ا;' ا
، 4ص ،179و !7ر إ
! ? '4 *! 5ا
&! : Kا
!" Uا
&!. K
. 11ا? ا
&! : Kا
!" Uا
&!. 184 : K
: K]", . 12ا
/ 1994 /4 : p!+RآUب ا
( وا
/ @]Rب ) / (15ر Kا
. (2577) n'+
15
ﻭﻗﺎﻝ ): ρﺇﻥ ﺍﳌﻘﺴﻄﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻦ ﳝﲔ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،Υﻭﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﳝﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ ﰲ
ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻭﻟﻮﺍ (. 2
ﳔﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﺗ ﻘ ﺮ ﺃﻱ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻈﺎﱂ ،ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺚ ﲟﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﺏ ﻟﻠﺘ ﹾﻘﻮﻯ ،3(..ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻞ
ﺠ ﹺﺮ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ﺷﻨ َﺂ ﹸﻥ ﹶﻗ ﻮ ﹴﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﺃﹶﻻ ﺗ ﻌ ﺪﻟﹸﻮﺍ ﺍ ﻋ ﺪﻟﹸﻮﺍ ﻫ ﻮ ﹶﺃ ﹾﻗ ﺮ
ﻋﺎﻣﻞ ﺍﳍﻮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ): Ιﻭﻻ ﻳ
ﲔ،4(..
ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﹺﻭ ﺍﹾﻟﻮﺍﻟ ﺪﻳ ﹺﻦ ﻭﺍ َﻷ ﹾﻗ ﺮﹺﺑ
ﻂ ﺷ ﻬﺪﺍ َﺀ ﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﹶﻟ ﻮ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﺴﲔ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻘ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ): Υﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ َﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﻛﹸﻮﻧﻮﺍ ﹶﻗﻮﺍ ﻣ
ﻭﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻼ ﲡﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﺗﺐ ﺿﺮﺭ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،5ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ
ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﲨﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺪﺃ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﻘﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺒﻪ ﻟﺪﻭﻟﺘﻪ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺰﺩﻫﺮ ﺍﺘﻤﻊ . 6ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﻴﺪ ﻭﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻠﻄﺎﺕ
ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺃﻱ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺎ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻗﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ ،ﻭﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ،
ﻭﺗﺼﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ . 7
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﻗﺪ ﺑﲔ Ιﲟﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﲔ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﻗﻴﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ،ﻓﺄﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻘﺴﻂ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻟﻴﺴﺖ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻪ ( ،8ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﺒﻨﺎﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ،
ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻭﰲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻛﺜﲑﺓ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ
ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ،9ﻭﻳﺮﻯ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﳍﻢ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺫﻟﻚ ):ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻧﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﺘﺼﺮﻑ
ﳌﺼﺎﳊﻬﻢ ،ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻌﲔ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﺏ ﻋﻦ ﺣﻮﺯﺗﻪ ،ﻭﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺄﻣﻦ
ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺷﺮﻫﻢ ،ﺳﺎﻍ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ،ﺑﻞ ﺗﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ ( ،10ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﰲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﺜﻞ ﺣﻖ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﲝﻔﻆ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﺴﺐ ،ﻭﰲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﲝﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ . 11
: K]", . 1ا
/ 715 /2 : p!+RآUب ا
Nآة /ب ) / (30ر Kا
. (1031) n'+
: K]", . 2ا
/ 1458 /3 : p!+RآUب ا ,رة /ب ) / (5ر Kا
. (1827) n'+
. 3ا
*;'ة . 8 :
. 4ا
"$ء . 135 :
. 5ا
'ر : $ا
. 104- 103 : Y+
. 6أ رس :ا
#$م ا
"! . 54 :
. 7ا
'ر : $ا
. 105 : Y+
. 8ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 11 : @!*Z+
. 9ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 507 /3 :
. 10ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 486 /3 :
. 11ا? )eر :ا
*&. 96 - 95 : 'b
16
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :
ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﳌﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﳚﺐ
ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ρﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻬ ﻢ ﺇﳕﺎ ﺍﳌﻌﺘﱪ ﺍﳌﺴﻤﻰ،
ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ -ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﺎ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﲟﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ -ﻣﻘﺼﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺎ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ
.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﺎﻻﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ،
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﺃﻣﻨﻴﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺎﻻﺕ .
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ – ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ – ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﺪﺑﲑ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ،
ﻭﺇﺣﻼﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ .ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺩ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ):ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﺻﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﱂ
ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻧﺺ ﻣﻌﲔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺄﺧﻮﺫﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺒﲎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ،ﰲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﲟﺠﻤﻮﻉ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ ﺑﻪ ،ﻭﺿﺮﺏ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ( ،1ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺩﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﲰﻬﺎ ﻷﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺟﺪﻳﺪ .
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﺃ – ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻹﲨﺎﻟﻴﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﲨﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﺼﻮﺻﺎ
ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﺍﷲ Υﻷﳘﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﳊﺪﻭﺩ ،ﻓﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ Υﻭﺍﺟﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻄﺮﺃ ﻇﺮﻑ ﳛﻮﻝ
ﺩﻭﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﻢ ﺣﻖ ﰲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﺗﺜﺒﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻟﻜﻦ ﻭﺟﺪﻧﺎ
ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ τﱂ ﻳﻌﻂ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﻢ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﻮﻳﺔ .
. 1ا
: (A7ا
*ا&ت . 39 /1 :
17
ﺏ – ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺝ – ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ 1ﻭﺍﺑﻦ ﻓﺮﺣﻮﻥ 2ﺃﻥ ﺍﷲ Ιﺷﺮﻉ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎﻩ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﻋﻴﺎ
ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ﻭﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺳﺪ .
ﻭﺗﻘﺴﻢ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
-1ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ :ﺷﺮﻉ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ .
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺷﺮﻉ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺟﺒﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻹﺫﻥ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﶈﺼﻠﺔ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ . -2
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺷﺮﻉ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻛﺎﻟﺒﻴﺎﻋﺎﺕ . -3
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺷﺮﻉ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻛﺎﳍﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ . -4
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﺷﺮﻉ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺟﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺳﺘﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ: -5
ﺏ( .3
ﺹ ﺣﻴﺎ ﹲﺓ ﻳﺎ ﺃﹸﻭﻟﻲ ﺍ َﻷﹾﻟﺒﺎ ﹺ
ﺃ -ﺷﺮﻉ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﺎﻟﻘﺼﺎﺹ ،ﻳﻘﻮﻝ ): Ιﻭﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﻓﻲ ﺍﹾﻟ ﻘﺼﺎ ﹺ
ﺏ -ﺷﺮﻉ ﳊﻔﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺤﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻗﺎﻝ ):Ιﺍﻟﺰﺍﹺﻧﻴ ﹸﺔ ﻭﺍﻟﺰﺍﻧﹺﻲ ﻓﹶﺎ ﺟﻠﺪﻭﺍ ﹸﻛ ﱠﻞ ﻭﺍ ﺣ ﺪ ﻣﻨ ﻬﻤﺎ ﻣﹶﺌ ﹶﺔ ﺟ ﹾﻠ ﺪ ﺓ ( .4
ﺕ ﹸﺛ ﻢ ﹶﻟ ﻢ ﻳ ﹾﺄﺗﻮﺍ ﹺﺑﹶﺄ ﺭﺑ ﻌ ﺔ ﺷ ﻬﺪﺍ َﺀ
ﺼﻨﺎ
ﺕ -ﺷﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﺼﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ،ﻗﺎﻝ ): Ιﻭﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳ ﺮﻣﻮ ﹶﻥ ﺍﹾﻟ ﻤﺤ
ﲔ ﺟ ﹾﻠ ﺪ ﹰﺓ ( . 5
ﻓﹶﺎ ﺟﻠﺪﻭ ﻫ ﻢ ﹶﺛﻤﺎﹺﻧ
ﺴﺒﺎ
ﻕ ﻭﺍﻟﺴﺎ ﹺﺭﹶﻗ ﹸﺔ ﻓﹶﺎ ﹾﻗ ﹶﻄﻌﻮﺍ ﹶﺃﻳ ﺪﻳ ﻬﻤﺎ ﺟﺰﺍ ًﺀ ﹺﺑﻤﺎ ﹶﻛ
ﺙ -ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﺎ ﺷﺮﻉ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺤﺪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻗﺎﻝ ): Ιﻭﺍﻟﺴﺎ ﹺﺭ
ﷲ(.6
ﻧﻜﹶﺎﻻ ﻣ ﻦ ﺍ ِ
ﺲ ﻣ ﻦ ﻋ ﻤ ﹺﻞ
ﺏ ﻭﺍ َﻷﺯﻻ ﻡ ﹺﺭ ﺟ
ﺴ ﺮ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄﻧﺼﺎ
ﺨ ﻤ ﺮ ﻭﺍﹾﻟ ﻤﻴِ
ﺝ -ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻉ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺤﺪ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻗﺎﻝ ): Ιﹺﺇﻧﻤﺎ ﺍﹾﻟ
ﺸﻴﻄﹶﺎ ﻥ ﻓﹶﺎ ﺟﺘﹺﻨﺒﻮ ﻩ ﹶﻟ ﻌﱠﻠ ﹸﻜ ﻢ ﺗ ﹾﻔﻠﺤﻮ ﹶﻥ ( . 7
ﺍﻟ
ﺡ -ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻉ ﻟﻠﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ،ﻗﺎﻝ ): Ιﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳﻈﹶﺎ ﻫﺮﻭ ﹶﻥ ﻣﻨ ﹸﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﹺﻧﺴﺎﺋ ﹺﻬ ﻢ ﻣﺎ ﻫ ﻦ ﹸﺃ ﻣﻬﺎﺗ ﹺﻬ ﻢ ﹺﺇ ﹾﻥ ﹸﺃ ﻣﻬﺎﺗ ﻬ ﻢ ﺇﹺﻻ
ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻭﹶﻟ ﺪﻧ ﻬ ﻢ ﻭﹺﺇﻧ ﻬ ﻢ ﹶﻟﻴﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ﻣﻨ ﹶﻜﺮﺍ ﻣ ﻦ ﺍﹾﻟ ﹶﻘ ﻮ ﹺﻝ ﻭﺯﻭﺭﺍ ( . 8
. 1ا
Qا]" ?!4, :ا
Z+م . 207:
. 2ا? >ن R(S:ة ا
Z+م . 135 – 133 /2 :
. 3ا
(&ة . 179 :
. 4ا
$ر . 2 :
. 5ا
$ر . 4 :
. 6ا
*;'ة . 38 :
. 7ا
*;'ة . 90 :
. 8ا
*Hد
@ . 2 :
18
ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺳﺄﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
– 1ﻗﺎﻝ ): Ιﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﹺﺒ ﻲ ﹺﺇﺫﹶﺍ ﹶﻃﱠﻠ ﹾﻘﺘ ﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎ َﺀ ﹶﻓ ﹶﻄﱢﻠﻘﹸﻮ ﻫ ﻦ ﻟ ﻌ ﺪﺗ ﹺﻬ ﻦ ﻭﹶﺃ ﺣﺼﻮﺍ ﺍﹾﻟ ﻌ ﺪ ﹶﺓ ( . 1
ﻭﺿﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ 2ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ،
ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ،ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺣﻖ ﰲ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﱂ ﺗﺘﺮﻙ ﻭﺭﻗﺔ ﻳﻠﻌﺐ ﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻴﻒ
ﻳﺸﺎﺀ ،ﻳﻄﻠﻖ ﻭﳝﺴﻚ ،ﺑﻞ ﺿﺒﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﳍﺎ ﺩﻭﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺎﺕ .
ﻉ(.3
ﺙ ﻭ ﺭﺑﺎ
ﺏ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎ ِﺀ ﻣﹾﺜﻨﻰ ﻭﺛﹸﻼ ﹶ
– 2ﻗﺎﻝ ): Ιﻓﹶﺎﻧ ﻜﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﻃﹶﺎ
ﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ Ιﻗﺼﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﺃﻥ ﻳﻌﺪﺩ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﺒﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﱂ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ . 4
ﻛﺬﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﳝﻨﻊ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺟﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﳋﻄﺎﺏ τﺇﺫ ﻣﻨﻊ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺎﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺱ ،5ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﰲ
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ .
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ τﻗﺪ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ،ﻭﻣﻦ ﳍﻢ ﺩﻭﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺳﻴﺎﺳﺔ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺿﺮﺭ ﻳﻀﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺳﺎﺩ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
– 3ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻭﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﻜﻤﺘﻪ ، Ιﺃﻥ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﰲ
ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﳉﺮﺍﺡ ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ
ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻓﺄﺣﻜﻢ Ιﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺰﺟﺮ ﺍﻟﺮﺍﺩﻋﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺎﻳﺎﺕ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﺣﻜﺎﻡ ﻭﺷﺮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﺰﺟﺮ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﺎﻭﺯﺓ ﳌﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﳉﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﻉ (. 6
ﺖ ﹶﻟ ﺪﻳ ﹺﻬ ﻢ
ﺖ ﹶﻟ ﺪﻳ ﹺﻬ ﻢ ﹺﺇ ﹾﺫ ﻳ ﹾﻠﻘﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﺃﻗﹾﻼ ﻣ ﻬ ﻢ ﹶﺃﻳ ﻬ ﻢ ﻳ ﹾﻜ ﹸﻔ ﹸﻞ ﻣ ﺮﻳ ﻢ ﻭﻣﺎ ﹸﻛ ﻨ
ﻚ ﻭﻣﺎ ﹸﻛ ﻨ
ﺐ ﻧﻮﺣﻴ ﻪ ﹺﺇﹶﻟﻴ
ﻚ ﻣ ﻦ ﹶﺃﻧﺒﺎ ِﺀ ﺍﹾﻟ ﻐﻴ ﹺ
– 4ﻗﺎﻝ ): Ιﹶﺫﻟ
ﺸﺤﻮ ﻥ ﹶﻓﺴﺎ ﻫ ﻢ ﹶﻓﻜﹶﺎ ﹶﻥ ﻣ ﻦ
ﻚ ﺍﹾﻟ ﻤ
ﲔ ﹺﺇ ﹾﺫ ﹶﺃﺑ ﻖ ﹺﺇﻟﹶﻰ ﺍﹾﻟ ﹸﻔ ﹾﻠ ﺼﻤﻮ ﹶﻥ ( ،7ﻭﻳﻘﻮﻝ ): Ιﻭﹺﺇ ﱠﻥ ﻳﻮﻧ
ﺲ ﹶﻟ ﻤ ﻦ ﺍﹾﻟ ﻤ ﺮ ﺳﻠ ﺨﺘ
ﹺﺇ ﹾﺫ ﻳ
ﲔ(.8
ﻀ
ﺍﹾﻟ ﻤ ﺪ ﺣ
. 1ا
Qق . 1 :
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 94 – 92 /2 : ?!4
. 3ا
"$ء . 3 :
. 4ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 103 /2 : ?!4
. 5ا? أ : @(!eا
* ، 158 /4 : I$Rا
(! : &Eا
" / 172 /7 : ?$آUب ا
Z$ح .
. 6ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 114 /2: ?!4
m . 7ل )*ان . 44 :
. 8ا
Rت . 141 – 139 :
19
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ): τﺍﻗﺘﺮﻋﻮﺍ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﳉﺰﻳﺔ٭ ﻭﻋﺎﻝ ﻗﻠ ﻢ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﳉﺰﻳﺔ ﻓﻜﻔﻠﻬﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ (. 1
ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ،2ﻭﺃﻥ ﺍﷲ Ιﻗﺪ ﺃﻗﺮﻫﺎ ،ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ،ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﺎ ﻟﻴﺴﺖ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺍﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ .
ﻭﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﳌﺮﺟﺤﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ﱂ ﺗﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺣﻖ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍﻟﻐﲑ ،ﻭﻫﻮ
ﰲ ﺫﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﺘﻨﻮﺏ ﻣﻨﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﻣﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻦ .
ﻓﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﰲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺗﺖ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻷﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﺪﺑﲑ ﻟﻸﻣﺮ ﲟﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﺣﻞ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﳌﺮﺟﺤﺎﺕ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺇﺻﻼﺡ ﻷﻣﻮﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ .
ﻭﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻛﺎﳌﻮﺍﺭﻳﺚ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ
ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﺼﻮﺹ ﺇﲨﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﳌﺂﻝ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﱂ ﺗﺮﺩ ﺃﺩﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻷﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺇﳕﺎ ﻭﺟﺪﺕ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻟﻠﻤﺼﻄﻔﻰ ρﺗﺆﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﲢﻜﻴﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﺃﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻧﺺ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ .
ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: 3
– 1ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺟﻠﲔ ﻣﻦ ﻏﻔﺎﺭ ﺃﻗﺒﻼ ﻳﺮﻳﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺴﻴﺎ ﻓﺒﺎﺗﺎ ،ﻭﺃﺗﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﺑﻈﻬﺮ ﳍﻢ ﺇﱃ
ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺒﺎﺗﻮﺍ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﻴﺬﻫﺒﻮﺍ ﻓﻔﻘﺪ ﻗﺮﻧﲔ ﱎ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﺎﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻳﻦ ﻓﺄﺧﺬﻭﳘﺎ ،ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻤﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﻓﺤﺒﺲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻄﻠﺐ ﻓﻮﺟﺪﻭﳘﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻤﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻳﺎﻥ
):ﻭﺍﷲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻟﱪﺍﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻤﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ): ρﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺍ ﱄ( ،ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻏﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻚ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﷲ ): ρﻭﻟﻚ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﻭﻗﺘﻠﻚ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻶﺧﺮ ):ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﱄ( ،ﻓﻘﺎﻝ ):ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻟﱪﺍﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ):ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ
ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻭﳛﻚ( ،ﻓﻘﺎﻝ):ﻏﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻚ( ،ﻓﺴﻜﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ .4(ρ
– 2ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﻨﱯ ρﺃﻫﻞ ﺧﻴﱪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ،ﻭﳍﻢ ﻣﺎ ﲪﻠﺖ ﺭﻛﺎﻢ ﻭﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻭﺍﳊﻠﻘﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻭﺍﺷﺘﺮﻁ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﻐﻴﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻓﻼ ﺫﻣﺔ ﳍﻢ ﻭﻻ ﻋﻬﺪ ،ﻓﻐﻴﺒﻮﺍ ﻣﺴﻜﺎ٭ ﻓﻴﻪ
. 1ا
pU : ` &"4ا
(ري / 345 /5 :آUب ا
E7دات /ب . 30
. 2ا? ا
&! Kا
Qق ا
. 229 – 223 ، @!*Zُ+
. 3ا? ا
&! :Kا
Qق ا
، 12 :@!*Z+ا? ا
&! :Kإ) م ا
* ، 377 – 372 /4 :?!4ا? >نR(S :ة ا
Z+م ، 135 /2 :ا
Qا]" ?!4, :ا
Z+م. 208 :
'() .4ا
زاق :أ '() Zا
زاق ? ه*م ا
،(O211 – O126) `4$Rا
* s!(> 5&&> I$Rا
>*? ا ، *#)Cا
NHء ا
! ،e4وت ،ا
* @(UZا ، ,
@4(Aأو
،1972 – 1392 ،Pص ،217ر Kا
،18892 n'+و !7ر إ
! '(4 '4 *! 5ا
زاق :ا
*. I$R
٭ .ا
*ُ"~ :ا
،']Hا? #$,ر"
:ن ا
4ب. 486 /10 :
20
ﳊﻴﻲ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﺐ ،ﻓﻘﺎﻝ υﻟﻌﻢ ﺣﻴﻲ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﺐ ﻭﺍﲰﻪ ﺳﻌﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﻚ ﺣﻴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﲑ،
ﻣﺎﻝ ﻭﺣﻠﹼﻲ ﹸ
ﻗﺎﻝ :ﺃﺫﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﳊﺮﻭﺏ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻲ ﻗﹸﺘﻞ ﻣﻊ ﺑﲏ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﳌﺎ ﺩﺧﻞ
ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﺪﻓﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﻋﻤﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮﻩ ،ﻓﻤﺴﻪ ﺑﻌﺬﺍﺏ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺣﻴﻴﺎ ﻳﻄﻮﻑ ﰲ ﺧﺮﺑﺔ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ
ﻓﻄﺎﻓﻮﺍ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﳌﺴﻚ ﰲ ﺍﳋﺮﺑﺔ ،ﻓﻘﺘﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﺑﲏ ﺃﰊ ﺍﳊﻘﻴﻖ ﻭﺳﱮ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﺫﺭﺍﺭﻳﻬﻢ ﻭﻗﺴﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺑﺎﻟﻨﻜﺚ ﺍﻟﺬﻱ
ﻧﻜﺜﻮﺍ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳚﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﱪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺼﻠﺤﻬﺎ ﻭﻧﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺎ ﻣﻨﻜﻢ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ
ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﻭﻻ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻏﻠﻤﺎﻥ ﻳﻜﻔﻮﻢ ﻣﺆﻧﺘﻬﻢ ،ﻓﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﺍﻟﺸﻄﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ. 1
– 3ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ρﺣﺒﺲ ﰲ ﻤﺔ . 2
– 4ﻗﺎﻝ ): υﻟﻘﺪ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﺘﻘﺎﻡ ﰒ ﺃﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻌﻲ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﺰﻡ ﻣﻦ
ﺣﻄﺐ ﺇﱃ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺄﺣﺮﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻴﻮﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ(. 3
– 5ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﺑﻌﺜﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ): υﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨﻊ ﺇﻥ ﻋﺮﺽ ﻟﻚ ﻗﻀﺎﺀ ؟( ﻗﺎﻝ):ﺃﻗﻀﻲ ﲟﺎ ﰲ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ( ،ﻗﺎﻝ ): υﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ( ،ﻗﺎﻝ):ﻓﺒﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،( ρﻗﺎﻝ ): υﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﷲ( ،ﻗﺎﻝ):ﺃﺟﺘﻬﺪ ﺭﺃﻳﻲ ﻻ ﺁﻟﻮ( . 4ﺃﻱ ﺃﺑﺬﻝ ﻏﺎﻳﺔ ﺟﻬﺪﻱ ﻻ ﺃﻗﺼﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ،5ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺠﺘﻬﺪ ﺃﺟﺮﺍ ﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄ ،ﻭﺃﺟﺮﻳﻦ ﺇﻥ ﺃﺻﺎﺏ .
ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ τﻭﺿﺢ ﺠﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ -ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ -ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ،
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻧﺺ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺣﻜﻤﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ،
ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻋﺪﻡ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻻ ﳛﺪﺙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﺽ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﻭﺭﻭﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ τﺑﺄﻧﻪ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﳚﺘﻬﺪ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ،ﺇﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .
ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﺢ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻋﻤﺮ ):ﺍﻗﺾ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ
ﻓﺎﻗﺾ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ، ρﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺃﻗﻀﻴﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺎﻗﺾ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ
ﺍﳌﻬﺘﺪﻳﻦ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﳌﻬﺘﺪﻳﻦ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺭﺃﻳﻚ ،ﻭﺍﺳﺘﺸﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ( ،6ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛﺮ ﺃﻥ
. 1ا ?$ p!+b : `(
Cأ داود / 584 – 583 /2 :آUب ا
Mاج /ب ) / (24ر Kا
. 5297 n'+
. 2ا ?$ p!+b : `(
Cأ داود / 691 /2 :آUب ا / @!uCب ) / (29ر Kا
. 3087 n'+
. 3ا
,Uي :ا
" / 422 /1 :?$آUب ا
Rة /ب ) / (162ر Kا
/(217) n'+ل ). " p!+b ?">" 5$
. 4ا
,Uي :ا
" / 616 /4 : ?$آUب اZ>Cم /ب / 3ر Kا
،1328 – 1327 n'+ل ) ): 5$ها >' 54` nإ ?,ها ا
،5Vو
!{ إ $د'$) Oي
* ،TRUوأ )ن ا
[& ،ا * '!() ? '*+, 5ا. ( d
. 5ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 203 /1 : ?!4
ْNHري) _,V ،(606 -544اbCل أ>د nا
ل '() Y!&+S ،ا
&در اCر`ؤوط، . 6ا? ا 'H, : !GCا
'? أ ا
"4دات ا
*(رك ? ? '*+,ا !GCا
َ
ا
* ']Hا
،e4دار ا
1983 -O1403 ،@!`G @4(A ،Zم ،ص ،180ر Kا
،7675 n'+و !7ر إ
! ? '4 *! 5ا _,V :!GCاbCل ،ا
: ;"$أ )('
ا
>*? أ>*' ? $ ? + ? ]) s!4eن ? د$ر ا
?$ ، ;"$ا
7 ;"$ح ا
V +ل ا
'? ا
"! ، Aو> @!eا ,م ا
"ِ'$ي ،ا)'() 5*!U P$U
ا
Uح أ ّ'Xة ،ا
* ']Hا
[ sUZ, ،s]> ،?,ا
*)(Qت ا 1986 – O1406 ،@!`G @4(A ،@!,م ،ص ،231آUب mداب ا
&uء ،ب /11ا Sق أه Tا
،K]4
ر Kا
،5399 n'+و !7ر إ
! : ;"$
'4 *! 5ا
". ?$
21
ﻋﻤﺮ τﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ،ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ
ﻻ ﻧﺺ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺣﻜﻤﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ):ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﳚﺘﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻝ ﻭﻳﻘﻴﺴﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺾ ﻭﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﲑ ﺑﻨﻈﲑﻩ(. 1
ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ τﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺑﲏ ﻗﺮﻳﻈﺔ ،ﻭﺣﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ،ﻭﺻﻮﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ρﻭﻗﺎﻝ):ﻟﻘﺪ
ﺣﻜﻤﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﲝﻜﻢ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﲰﻮﺍﺕ( . 2ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻮﺟﻮﺩ
ﺍﳌﺼﻄﻔﻲ ρﻓﺄﻳﺪﻩ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ. 3
– 6ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻓﺘﺠﻠﻠﻬﺎ ﺭﺟﻞ ،ﻓﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺼﺎﺣﺖ ،ﻭﻓ ﺮ ﻭﻣ ﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﲑﻩ ،ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ،ﻓﻈﻨﺖ
ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ،ﻭﻗﺎﻟﺖ):ﺇﻧﻪ ﻫﻮ( ،ﻭﻗﺎﻟﺖ):ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﰊ( ،ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﻓﺄﻣﺮ ﺑﺮﲨﻪ ،ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ):ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ( ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ): ρﺍﺫﻫﱯ ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻚ( ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻗﻮﻻ ﺣﺴﻨﺎ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﺃﻻ ﺗﺮﺟﻢ
ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؟ ،ﻓﻘﺎﻝ):ﻻ ﻟﻘﺪ ﺗﺎﺏ ﺗﻮﺑﺔ ﻟﻮ ﺗﺎﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻘﹸﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ(. 4
ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ :ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ υﺃﻣﺮ ﺑﺮﺟﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻣﻦ
ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺎ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﻭﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ
– ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ρﺃﺭﺍﺩ ﺭﺟﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﱪﻱﺀ ،ﻷﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺿﺪﻩ ،ﻭﻫﻮ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ،ﻭﱂ ﳛﺘﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ. 5
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
-1ﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ τﲜﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ. 6
-2ﺃﻣﺮ ﻋﻤﺮ τﺑﺘﺤﺮﻳﻖ ﻗﺼﺮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﺹ ،ﳌﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﺠﺐ ﻋﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ. 7
-3ﺃﻣﺮ ﻋﻤﺮ τﺑﺘﺤﺮﻳﻖ ﺣﺎﻧﻮﺕ ﺭﻭﻳﺸﺪ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ):ﺃﻧﺖ ﻓﻮﻳﺴﻖ ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺮﻭﻳﺸﺪ(. 8
-4ﺣﺮﻕ ﻋﺜﻤﺎﻥ τﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﳌﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﲨﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺤﻒ ﻭﺍﺣﺪ. 9
ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺮﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ . -
. 1ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 203 /1 : ?!4
. 2ا
pU : ` &"4ا
(ري )] Pا
(Mري / 475 /7 :آUب ا
*hزي /ب ر / (30) Kر Kا
. (4122- 4121) n'+
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 204 /1 : ?!4
. 4و'Vت ا
وا@ ?$ا
,Uي وأ داود ،و! Eإ(Gت ا
E
KVا ا
TVوأن اZ! ،5US T( ' Υ dن ه'> ' $ث 3Qkإ @EV ?, ,ا
@)(Qأو Zن
ا
@EV ?, 3QMا? ا
&! -Kر>* 5ا . -dأ داود*!] :ن ? ا n4eCا
" `U"HاCزدي) ،(275 - 202إ)'اد وN) Y!]4Sت )(!' ا
')س ،و)دل ا
"!' ،و54,
آUب K
4,ا
" ، QM]
?$ا
* ']Hا
ا_ @4(A ،أو
1973 – O1393 ،Pم ،دار ا
،n'+ص ،542آUب ا
'+ود ،ب ،7ر Kا
،154 n'+و !7ر إ
!*! 5
3 '4داود :ا
" ،?$ا
,Uي /56 /4 :آUب ا
'+ود /ب / 22ر Kا
،1454 n'+ول ). ( p!+b sX ?"> n'> ):5$
. 5ا? ا
&! : Kا
Qق ا
، 44 : @!*Z+ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 371 /4 : ?!4
. 6ا
pU : ` &"4ا
(ري / 627 /8 :آUب T;uا
&mن /ب ) / (3ر Kا
. (4986) n'+
. 7ا? >Nم :ا
* / 440 /8 : P]+آUب ا. @!uC
'() . 8ا
زاق :ا
* / 77 /6 : I$Rر Kا
. (10051) n'+
. 9ا
pU : ` &"4ا
(ري / 627 /8 :آUب T;uا
&mن /ب ) / (3ر Kا
. (4987) n'+
22
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﻃﺮﻕ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻧﺺ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻱ ﱂ ﺗﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﻟﻜﻦ
ﻗﺪ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ،ﰲ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺗﻨﺪﺭﺝ
ﲢﺖ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻠﻜﻬﺎ ﺍﺘﻬﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ،ﻭﺗﻨﺪﺭﺝ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ؛ ﻭﻳﺘﻔﺮﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ .
-2ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ .
-3ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺼﻼﺡ )ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ( .
-4ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ .
-5ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳋﻼﻑ .
-6ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ .
-7ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ :
ﺃ -ﺍﳌﺸﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻠﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ .
ﺏ -ﺍﳌﻤﺘﻨﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻛﺎﳌﻤﺘﻨﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ .
ﺕ -ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺗﻐﲑ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ .
ﺙ -ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺰﺍﻝ ؛ ﻭﺗﻔﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
-1ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ .
-2ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ .
-3ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ .
-4ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺪﻓﻊ ﺿﺮﺭ ﻋﺎﻡ .
23
-5ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺷﺪ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺧﻒ .
-6ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﺗﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﺧﻔﻬﻤﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺃﺷﺪﳘﺎ .
-7ﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ .
-8ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ
ﻋﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻪ ):ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﲑ ﺣﻜﻢ ﻧﻈﲑﻩ (. 1
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻪ ):ﲪﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺇﳚﺎﺏ ﺣﻜﻢ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﳚﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ (. 2
ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﻔﺘﺎﺯﺍﱐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻪ ):ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﻟﻸﺻﻞ ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﳊﻜﻢ (. 3
ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ):ﲪﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﳍﻤﺎ ﺃﻭ ﻧﻔﻴﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﺑﺄﻣﺮ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺣﻜﻢ ﺃﻭ ﺻﻔﺔ ،ﺃﻭ ﻧﻔﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﻬﻤﺎ (. 4
ﻭﺍﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ .
ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ):ﻫﻮ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻢ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﰲ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍ ﹸﳌﹾﺜﺒﹺﺖ (. 5
.
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻈﻦ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻢ ،ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﻷﻥ
ﻋﲔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻋﲔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺑﻞ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻡ ﻣﻄﻠﻖ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻈﻦ ،ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺁﺧﺮ :ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻓﻴﺴﺘﺪﻋﻲ
ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﲔ ﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻭﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺜﺒﺖ :ﺍﺘﻬﺪ ﻭﻏﲑﻩ ﺃﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﳊﻜﻢ .
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻫﻮ ﺇﳊﺎﻕ ﺃﻣﺮ ﻏﲑ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﰲ
ﺍﻟﻌﻠﺔ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻧﺺ ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻪ ﻣﻌﲎ ﻋﺎﻡ ﲝﻴﺚ ﻳﺪﺧﻞ ﲢﺘﻪ ﻣﺜﻠﻪ
ﻻﲢﺎﺩ ﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻧﻌﺘﱪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﺑﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺂﺯﻕ ﻭﺣﻞ
. 1ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 133 / 1 : ?!4
. 2ا
( : Vأ ا
!' ا
( : Vإ>Zم ا
Rل أ>Zم اbCل '() 5&&> ،ا
*S '!Hآ ! ،وت –
($ن – دار ا
hب ا @4(A ، ,أو
– O1407 ،P
1986م ،ص ،528و !7ر إ
! : V(
'4 *! 5إ>Zم ا
Rل .
. 3ا
U Uزا` '4 :ا
'? 4",ن ? )* ا
U Uزا` ا
47ا
*e ،(O792) @$ PUح ا
P]) p]Uا
?U*
p!wUا
p!&$Uأbل ا
& ،5و I
r,آUب
ا
?U*
p!wUا
p!&$Uأbل ا
& '!() : 5ا4", ? dد ا
* (+ا
(Mري ا
$+ت) ،(O747ا
NHء ا
[` ،ص ،52و !7ر إ
!U U
'4 *! 5زا` :
eح ا
. p]U
. 4ا
Nhا
'*+, ? '*+, ? '*+, :ا
Nhا
،ا
*" K]) ?, P RUاbCل ،و 54,آUب ا pSا
>*ت
'(4ا
#` ? '*+, ]4م ا
'? اR`Cري 7ح
K]",ا
[(ت أbل ا
& '() ? 5ا
Z7ر ،ا
* ']Hا
[` ،R, ،ا
* @4(Qا( ،@!,Cق ،ا
@4(QاCو
، O1322 ،Pص ،228و !7ر إ
!'4 *! 5
Nhا
:ا
*". P RU
. 5ا
"( '() ]) : Zا
Zا
"( Zت) ،(O756وو
'S Oج ا
'? )(' ا
هب ? )] ا
"( Zت) ،(O771ا Eج eح ا
*E$ج ،ا
* ']Hا
[
،nدار ا
sUZ
ا
! ،@!*]4وت –
($ن @4(A ،أو
1984 – O1404 ،Pم ،ص ،3و !7ر إ
! : Z("
'4 *! 5ا Eج .
24
ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺎ ﻧﺺ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺮﻋﻲ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ
ﺃﺛﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ .1
ﻧﻮﺿﺢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﱄ :
ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﻗﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ،ﻟﻌﻠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻫﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻹﺳﻜﺎﺭ،
ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻀﺎﺭ ﻛﺜﲑﺓ .
ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ρﻟﺬﺍ ﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ ،ﻓﻠﺠﺄﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﻭﰎ
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺄﺯﻕ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ، ρ
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﻘﻴﺎﺳﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﻠﻠﻨﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺴﺘﺠﺪﺓ ،ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﺪﺑﲑ ﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .
ﻭﻗﺪ ﲢﺪﺙ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﳌﻬﻤﺔ ،ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﻨﻬﺾ ﲝﺠﻴﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻻﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ .2
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ):ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺷﺮﻋﺎ ( ،3ﺃﻱ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻓﺈﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﳏﺮﻣﺔ ،ﻭﺁﻟﺖ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺮﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﺎﺩﺓ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﺃﺩﻟﺔ
ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺎ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ( ﺇﳕﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﺗﻨﺪﺭﺝ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﻷﺎ
ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻴﻘﲔ .4
ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺽ ﻷﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﻛﻠﻴﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻏﲑ ﳏﺘﻤﻠﺔ ﻻﺳﺘﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ .5
ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺗﻔﺮﻉ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ .
. 1ا
Nر P QR, :أ>*' ا
Nر :ا
*' Tkا
& Eا
4م ،ا
* ']HاCول ،و ،?!A @4(Q, ،Y7,ا
@4(Qا
e4ة )1968 – O1387م( ،ص ،67و !7ر إ
!5
!* N
'4ر :ا
*'. Tk
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 163 – 161 / 4 ، 204 – 203 ،13 / 1 : ?!4
. 3ا
: (A7ا
*ا&ت . 194 / 4 :
. 4ا
: (A7ا
*ا&ت . 262 – 26 ، 10 – 9 / 3 :
. 5ا
: (A7ا
*ا&ت . 261 / 3 :
25
-2ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ .
-3ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺼﻼﺡ )ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ( .
-4ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ .
-5ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳋﻼﻑ .
-6ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ .
-7ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ :
ﺃ -ﺍﳌﺸﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻠﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ .
ﺍﳌﻤﺘﻨﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻛﺎﳌﻤﺘﻨﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ . ﺏ-
ﺕ -ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺗﻐﲑ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ .
ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺰﺍﻝ ؛ ﻭﺗﻔﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : ﺙ-
.1ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ .
.2ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ .
.3ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ .
.4ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺪﻓﻊ ﺿﺮﺭ ﻋﺎﻡ .
.5ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺷﺪ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺧﻒ .
.6ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﺗﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﺧﻔﻬﻤﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺃﺷﺪﳘﺎ .
.7ﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ .
.8ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .
) – (1ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ :
ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ :ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻳﻨﻘﺪﺡ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺘﻬﺪ ﻳﻌﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻪ .1
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺱ ﺃﻗﻮﻯ .2
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ :ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﰲ ﻧﻈﺎﺋﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺧﻼﻓﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ .3
ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ،ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ):ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺬ
ﲟﺼﻠﺤﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻛﻠﻲ ( .1ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﻨﻊ ،ﺃﻱ ﻳﺒﺎﺡ ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻟﻈﺮﻑ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ،ﺇﺫ
ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ .
. 1ا
U Uزا` e :ح ا
. 81 / 2 : p]U
. 2ا
U Uزا` e :ح ا
. 81 / 2 : p]U
. 3ا
U Uزا` e :ح ا
. 81 / 2 : p]U
26
ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺪﺑﲑ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .ﻓﺎﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻳﻌﺎﰿ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻓﻤﱴ ﺁﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﺺ ﺇﱃ
ﻣﻔﺴﺪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﻭﻳﻐﻠﹼﺐ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺃﻭ ﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ
ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ.
ﻭﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﳎﺮﺩ ﺫﻭﻗﻪ ﻭﻫﻮﺍﻩ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻋﻠﻤﻪ ﲟﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ،
ﻓﺎﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺂﻝ ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺃﻭ ﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺼﻮﺹ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﳌﻨﻊ ،ﻟﻜﻦ
ﻟﻮ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺭﻓﻊ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻀﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺭﻋﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺂﻝ ﺇﱃ
ﺃﻗﺼﺎﻩ .2
ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ – ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ – ﺇﱃ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﻉ .3ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ – ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ :
- 1ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ): ρﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﻼﺀ ﻣﺎ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﳛﺐ ﺍﷲ ،ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳋﻴﻼﺀ ﺍﻟﱵ ﳛﺐ ﺍﷲ ،ﻓﺎﺧﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﷲ ﻓﺎﺧﺘﻴﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻐﻲ ( .4ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺰﻩ ﺃﺭﳛﻴﺔ
ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻓﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣ ﻦ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﻝ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻧﻔﺲ ﻭﻗﻮﺓ ﺟﻨﺎﻥ .
ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺍﳋﻴﻼﺀ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻪ Ιﳌﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺭﺍﺟﺤﺔ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،5ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﳋﻴﻼﺀ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﳏﺮﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﻴﺢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ،ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺈﺭﻫﺎﺏ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﺑﺎﳋﻴﻼﺀ ،ﻓﺎﳋﻴﻼﺀ ﰲ ﺫﺍﺎ ﳏﺮﻣﺔ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ .
– 2ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ): ρﻻ ﺗﻠﻘﹼﻮﺍ ﺍﳉﻠﺐ ﻓﻤﻦ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﺎﺷﺘﺮﻱ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺳﻴﺪﻩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﳋﻴﺎﺭ (. 6
ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻨﱯ ρﺍﳋﻴﺎﺭ ﻟﻠﺮﻛﺒﺎﻥ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ، ρﻷﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﲪﺎﻳﺔ ﳍﻢ ،ﻓﺎﻟﺸﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﻉ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﳍﻢ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ρﺍﳋﻴﺎﺭ ﳍﻢ 7ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻟﻘﺪﻭﻣﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻣﺜﻼ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻤﱴ ﰎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﺰﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﹸﺑﻴﺢ ﺍﳋﻴﺎﺭ
ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺪﻉ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ .
– 3ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻨﱯ ρﺃﻥ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻳﻐﱭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻟﻀﻌﻒ ﰲ ﻋﻘﺪﺗﻪ ،ﻓﻨﻬﺎﻩ ρﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻓﻘﺎﻝ ):ﻻ ﺃﺻﺒﺮ ﻋﻨﻪ
( ،ﻓﻘﺎﻝ ): ρﺇﺫﺍ ﺑﺎﻳﻌﺖ ﻓﻘﻞ ﻻ ﺧﻼﺑﺔ ،ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﻛﻞ ﺳﻠﻌﺔ ﺍﺑﺘﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﳋﻴﺎﺭ ﺛﻼﺛﺎ ( ،8ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺟﻌﻞ υﺍﳋﻴﺎﺭ ﳌﻦ
. 1ا
: (A7ا
*ا&ت . 206 / 4 :
. 2ا
: (A7ا
*ا&ت . 207 / 4 :
. 3ا
Nhا
:ا
*" . 311 – 310 / 1 : P RUا
: 47اCم . 105 / 15 :
. 4أ داود :ا
" / 114 / 3 : ?$آUب ا
EHد :ب / 114ر Kا
، 2659 n'+ا p!+b : `(
Cأ داود / 505 / 2 :آUب ا
EHد :ب / 114رK
ا
، 2316 n'+ول ). ?"> 5$
. 5ا? ا
&! : Kإ) م ا
* . 167 / 2 : ?!4ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 488 / 3 :
. 6ا
pU : ` &"4ا
(Mري )] pU Pا
(Mري / 370 / 4 :آUب ا
(!ع /ب / 68ر Kا
. 2518 n'+
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 39 / 2 : ?!4
: K]", . 8ا
/ 1157 / 3 : p!+RآUب ا
(!ع /ب / 5ر Kا
. 1519 n'+
27
ﳜﺪﻉ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺃﺎ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﺭﺩﻫﺎ ،1ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﰎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﻻ
ﺧﻴﺎﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ υﺃﺑﺎﺡ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﱭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻋﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻷﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻣﻠﺰﻡ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﻴﺢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ،ﺃﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﱭ ،ﻟﻠﺤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻐﺒﻮﻥ ،ﻭﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﻻ ﺧﻴﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻷﺻﺎﺏ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺿﺮﺭ ﻛﺒﲑ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ .
– 4ﺃﻣﺮ υﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺄﺯﺭ ﻣﻦ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﰲ ﺑﲏ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻟﻴﻘﺘﻠﻪ ،2ﻓﻤﻦ ﺃﻧﺒﺖ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻎ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ υﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ،ﺇﺫ ﺃﺑﻴﺢ ﺃﻣﺮ ﳑﻨﻮﻉ ﻟﻈﺮﻑ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ ﳏﺮﻡ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻋﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺑﻴﺢ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﻛﻤﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ υﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﺪ ﺎ .3
– 5ﺍﲣﺬ υﰲ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺩﻟﻴﻼ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻓﺄﻣﻨﻪ ﻭﺩﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ،4ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺑﲔ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺧﱪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﺧﱪﻩ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻮﺟﺐ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ .5
ﻓﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﺎ ،ﳌﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﱀ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .
) – (2ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ :
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻟﺌﻊ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﰲ ﺍﳌﺂﻝ ،ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺷﺮﻋﺎ 6ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻳﺆﻭﻝ ﺇﱃ ﺃﻣﺮ ﳏﺮﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﻣﺂﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﰲ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ .
ﺴ ﺪ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﺍﳊﺎﺟﺰ ،ﻭﻗﻴﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺪﻭﺩﺍ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﺪ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥﺴ ﺪ 7ﺇﻏﻼﻕ ﺍﳋﹶﻠﻞﹶ ،ﻭﺳﺪﺩﻩ :ﺃﺻﻠﺤﻪ ،ﻭﺍﻟ ﺍﻟ
ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻮ ﺳﺪ ،ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ .
ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻟﻐﺔ :8ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ،ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳌﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ):ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ (. 9
. 1ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 325 / 4 : ?!4
. 2ا
,Uي :ا
" / 124 – 123 / 4 : ?$آUب ا
"! /ر Kا
(ب / 28ر Kا
، 1584 n'+ول ). (p!+b ?"> n'>): 5$
. 3ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 8 : @!*Z+
. 4ا
pU : ` &"4ا
(ري )] Pا
(Mري / 273 – 271 / 7 :آUب s$,اR`Cر /ب / 45ر Kا
. 3905 n'+
. 5ا? ا
&! : Kا
Qق ا
، 19 : @!*Z+ا? ا
&! : Kإ) م ا
* ، 104 / 1 : ?!4ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 364 / 3 :
. 6ا
: (A7ا
*ا&ت 194 / 4 :و'4 ,ه .
. 7ا? #$,ر "
:ن ا
4ب . 207 / 3 :
. 8ا? #$,ر "
:ن ا
4ب ، 96 / 8 :ط . O 1300
. 9ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 135 / 3 : ?!4
28
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ):ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲟﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ (. 1
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ):ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﱃ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻭﻣﻨﻔﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻭﻣﻀﺮﺓ (. 2
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ):ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﳑﻨﻮﻉ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺴﺪﺓ (. 3
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ):ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﳌﺆﺩﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ (. 4
ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻫﻲ ):ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻭﻳﺘﻮﺻﻞ ﺎ ﺇﱃ ﻓﻌﻞ ﳏﻈﻮﺭ (. 5
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻭﺍﺧﺘﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻮ
ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﲣﺼﻬﺎ ﺑﺎﲣﺎﺫ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻏﲑ
ﺻﺤﻴﺢ ﻷﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﺒﺎﺣﺎ ﺃﻭ ﳏﺮﻣﺎ،
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﲏ ﺃﺭﻯ ﺩﻗﺔ ﻭﻭﺿﻮﺣﺎ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﻌﲎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻣﻌﲎ ﺧﺎﺻﺎ ،ﻓﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ):ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ
ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺣﻼﻻ ﺃﻡ ﺣﺮﺍﻣﺎ (. 6
ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﳋﺎﺹ ):ﻫﻲ ﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﺃﻭ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﻣﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ (. 7
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ):ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﲝﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﳍﺎ (. 8
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ):ﻓﻤﻦ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﳌﻘﺼﺪ (. 9
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ):ﺇﻥ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺮﺑﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ(. 10
. 1ا
: (A7ا
*ا&ت 199 / 4 :و'4 ,ه .
]) . 2ا
]ة ]) :ا
]ة ،أbل ا
& @4(Q, ، 5آ* د{ QSان ، 1970 @4(A ،ص ، 210و !7ر إ
! ]4 '4 *! 5ا
]ة :أbل ا
&. 5
'*+, . 3م '*+, :م ',آر $, ،ه اEUVد ا م اZ>Cم ا
& @!Eوا
، @';&4ا
NHء اCول ،ا
@4,V e$ا
@4(A ، cZأو
O1393 ، P
1973م ،ص ، 314و !7ر إ
! '*+* '4 *! 5م $, :ه اEUVد .
. 4ا
'*+, : Q!&$7ا '*+, ? ?!,Cا
*UMر ا
[` ، Q!&$7ا
رود )], Pا ا
"4د Y!&+S ،وإآ*ل O!*]Sد '*+, .و
' !'ي >(! sا
، 7!&$7ا
NHء
ا
[` ،دار ا
*$رة
] 7$وا
Uز_ ،ا
*+, '*+, e$د '*+,ا
uMا
& ، wص ، 575و !7ر إ
! [` : Q!&$7
'4 *! 5ا
رود .
. 5ا
7آ` '*+, ? ]) ? '*+, :ا
7آ` ت) ،(O1255إرeد ا
+ل إ
Y!&+S Pا
K]) ?, Y+اbCل ،وe 57,Eح أ>*' ? Kا
(4دي ا
47
،وeح Vل ا
'? ? '*+,أ>*' ا
* P]+ا
، 47وهان ا
>7ن )] Pا
رت اbCل '(4
:ا
*]~ ? )(' ا dا
$Hا
47ت)@4(Q, ،(O478
P QR,ا
( ا
1937 – O1356 ، R, ، (]+م ،ص ، 246و !7ر إ
!7
'4 *! 5آ` :إرeد ا
+ل .
. 6أ>*' اج >"!? '() ،ا
دود '*+,ا
" ، Uأbل ا
& ، 5ا
'ار ا
1992 @4(A ، @!4,Hم ،ص ، 133و !7ر إ
! '*>3 '4 *! 5اج ا
": U
أbل ا
&. 5
. 7أ>*' اج ا
" : Uأbل ا
&. 134 : 5
. 8ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 95 / 3 : ?!4
. 9ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 134 / 3 : ?!4
. 10ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 96 / 3 : ?!4
29
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ):ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻻ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﻭﻃﺮﻕ ﺗﻘﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﻭﺃﺳﺒﺎﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳍﺎ
ﻣﻌﺘﱪﺓ ﺎ ،ﻓﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﰲ ﻛﺮﺍﻫﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ،ﲝﺴﺐ ﺇﻓﻀﺎﺋﻬﺎ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺎﺎ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺎ ﺎ ،ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﰲ ﳏﺒﺘﻬﺎ ﻭﺍﻹﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﲝﺴﺐ ﺇﻓﻀﺎﺋﻬﺎ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ،ﻓﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﻘﺼﻮﺩ (. 1
ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ – ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﺩﻟﻴﻼ ﻳﺆﻳﺪ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺩ .ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺪﺭﻳﲏ ):ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ
ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺧﻼ ﻣﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺃﻭ ﺷﻬﺪﺕ
ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺍﻷﻗﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻧﻘﻴﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺮﻃﲔ ( 2ﻭﻗﺪ ﻗﺼﺪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﲔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﻼﺑﺴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﺭ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺧﱪﺓ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻤﻲ .
ﺃﻣﺎ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻜﺲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ )ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ( ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ﺑﺄﺎ ):ﺣﺴﻢ ﻣﺎﺩﺓ ﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ(.3
ﻱ ﻓﻘﺎﻝ ):ﻫﻲ ﺣﺴﻢ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑﻘﻄﻊ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ (. 4
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺟ ﺰ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ):ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﺳﺪﻫﺎ ﳚﺐ ﻓﺘﺤﻬﺎ ،ﻭﺗﻜﺮﻩ ﻭﺗﻨﺪﺏ ﻭﺗﺒﺎﺡ (. 5
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺃ .ﺩ .ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺪﺭﻳﲏ – ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ – ﺑﺄﺎ ):ﻣﻨﻊ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺬﺭﻉ ﺎ ﺇﱃ ﻣﻔﺎﺳﺪ
ﻭﳏﻈﻮﺭﺍﺕ (. 6
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ): -ﺇﺫﺍ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺮﺏ Ιﺷﻴﺌﺎ ﻭﻟﻪ ﻃﺮﻕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺮﻣﻬﺎ ﻭﳝﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ
ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﺘﺤﺮﳝﻪ ﻭﺗﺜﺒﻴﺘﺎ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻨﻌﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﲪﺎﻩ ،ﻭﻟﻮ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﷲ Υﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﳌﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻀﺎ ﻟﻠﺘﺤﺮﱘ
ﻭﺇﻏﺮﺍ ًﺀ ﻟﻠﻨﻔﻮﺱ ﺑﻪ ،ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ Υﻭﻋﻠﻤﻪ ،ﻳﺄﰉ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﺍﻹﺑﺎﺀ ،ﺑﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺗﺄﰉ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ
ﺟﻨﺪﻩ ﺃﻭ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﰒ ﺃﺑﺎﺡ ﳍﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﳌﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻌ ﺪ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ،ﻭﳊﺼﻞ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ
ﻭﺟﻨﺪﻩ ﺿ ﺪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﳌﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﻓﺴﺪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻣﻮﻥ ﺇﺻﻼﺣﻪ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻈﻦ ﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ (. 7
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ):ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﲑ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ
ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ (. 8
. 1ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 135 / 3 : ?!4
+U . 2ا
'ر v;Rk : $ا
. 192 – 191 : _7U
. 3ا
&ا :ا
وق . 32 / 2 :
َNVي ا
(]Zا
A`hا
*
Zت) s&S ،(O741ا
bل إ
K]) PاbCل ]) '*+, Y!&+S ،آس ،دار َNVي :أ ا
& ? '*+, Kأ>*' ? ُ . 4ا? ُ
ا @4(A ، PRCأو
1990 – O1410 ، Pم ،ص ، 150و !7ر إ
!NV ? '4 *! 5ي s&S :ا
bل .
. 5ا
&ا :ا
وق . 33 / 2 :
+U . 6ا
'ُر +U : $ا
'ر @#` : $ا
I"4Uا *4Uل ا
Y+ا
& 5ا @" r, ، ,ا
@ @4(A ،را1988 – O1408 ، @4م ،ص ، 181
و !7ر إ
! +U '4 *! 5ا
'ُر @#` : $ا
. I"4U
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 135 / 3: ?!4
. 8ا
: (A7أ إ +ق إاه! '*+, P , ? Kا
] *Mا
(A7ا
، A`hا)RUم ،و I4S 5ا
'*+, @, 4ر '!eر ، wا
* ']HاCول @4(Q, ،
ا
"4دة ،ص ، 344و !7ر إ
! : (A7
'4 *! 5ا)RUم .
30
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃ .ﺩ .ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺪﺭﻳﲏ ):ﺇﻥ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﳌﻨﺎﻗﻀﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ(.1
ﻟﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﳌﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ ﲬﺮﺍ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺸﺮﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﰒ ﻗﻠﺒﻪ ﻷﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﺎﻃﻞ .2
ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ :
ﻗﺴﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ – ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :3
– 1ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻺﻓﻀﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ :ﻛﺸﺮﺏ ﺍﳌﺴﻜﺮ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻳﻔﻀﻲ
ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﳌﻴﺎﻩ – ﻓﻬﺬﻩ ﳏﺮﻣﺔ ﻗﻄﻌﺎ .
– 2ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺡ ﻗﺼﺪ ﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻛﻤﻦ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺧﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ .4
ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ 5ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ): 6ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺒﺎﺡ ﻭﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻟﻴﺲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ،ﻓﻼ ﻳﺮﺟﺢ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﻷﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﱃ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﺳﺪ ﺣﺮﺍﻡ ،ﻭﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻓﻼ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﺘﺤﺮﱘ .ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﻫﻮ ﺍﻹﺫﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺪﻟﻴﻞ .ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
7ﻭﺃﲪﺪ 8ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﳛﺮﻡ ،ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻭﺟﺪ
ﻋﻨﺪﳘﺎ ﺃﺻﻼﻥ :
ﺍﻹﺫﻥ ﺍﻷﺻﻠﻲ ،ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﻐﲑﻩ ﻭﺇﻳﻼﻣﻪ .ﻭﳘﺎ ﻳﺮﺟﺤﺎﻥ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺮﺓ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ .
– 3ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺡ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻭﻣﻔﺴﺪﺎ ﺃﺭﺟﺢ ﻣﻦ
ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﻛﺴﺐ ﺁﳍﺔ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﲔ ﻇﻬﺮﺍﻧﻴﻬﻢ .
– 4ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺡ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻭﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺃﺭﺟﺢ
ﻣﻦ ﻣﻔﺴﺪﺎ ﻛﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺨﻄﻮﺑﺔ ،ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ ،ﻓﻬﺬﻩ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﲝﺴﺐ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ﻓﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :9
+U . 1ا
'ر @#` : $ا
: I"4Uص . 188
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 95 / 3 : ?!4
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 136 / 3 : ?!4
. 4ا
7آ` :إرeد ا
+ل s"> ]) . 246 :ا s"> ]) : dا ، dأbل ا
_7Uا ، ,دار ا
*4رف 1959 – O1379 ، @!`G @4(A ، R, ،م ،
ص ، 279 – 276و !7ر إ
! s"> ]4 '4 *! 5ا : dأbل ا
. _7Uا
: ]!>Nا
& 5ا . 118 / 7 : ,
. 5ا
(Nاز :ا
Uى ا
(Nاز@ . 262 / 4 :
. 6ا
$h, : $7ا
*U+ج . 235 / 3 :
. 7ا? ر' : 'eا@ ا
*. 58 / 2 : 'EUH
. 8ا? 'ا : @,ا
*. 574 / 6 : P$h
. 9ا
&ا :ا
وق . 32 / 2 :ا
7آ` :إرeد ا
+ل . 247 :ا? NVي s&S :ا
bل . 15 :ا
[` : Q!&$7ا
رود .576 – 575 / 2 :
31
ﻗﺴﻢ ﻣﻌﺘﱪ ﺇﲨﺎﻋﺎ :ﻣﺜﻞ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻢ ﰲ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﶈﺮﻣﺔ . ﺃ-
ﻗﺴﻢ ﻣﻠﻐﻰ ﺇﲨﺎﻋﺎ :ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﻌﻨﺐ ،ﻓﻬﻨﺎ ﻻ ﳕﻨﻌﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﲬﺮﺍ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺏ-
ﻣﺒﺎﺡ .
ﻗﺴﻢ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ :ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻮﻉ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ،ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ﻏﲑﻫﻢ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺕ-
ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﺇﱃ ﺃﺟﻞ ،ﰒ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﻘﺪﺍ ،ﺃﻭ ﻷﺟﻞ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺃﻭ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻷﺑﻌﺪ
ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻌﺘﲔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺫﺍﺎ ﺟﺎﺋﺰﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺑﺎ ،ﻧﻈﺮﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻠﻐﺎﺓ ،ﻓﻴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺩﻓﻊ ﻋﲔ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﳝﻨﻌﻪ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﲪﺪ ،ﻭﳚﻴﺰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺂﳍﺎ ﺇﱃ :1
ﻓﻌﻞ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻨﻪ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ . ﺃ-
ﻓﻌﻞ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻨﻪ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ . ﺏ-
ﻭﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ :
– 1ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﳉﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻠﻤﻔﺴﺪﺓ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﻛﺎﳌﺮﺧﺺ ﰲ ﺳﻠﻌﺘﻪ ﻗﺼﺪﺍ ﻟﻄﻠﺐ ﻣﻌﺎﺷﻪ ،ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ
ﺑﻐﲑﻩ .
ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ،ﻭﻳﺒﲔ ﺃﻥ ﺟﺎﻟﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺩﺍﻓﻊ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ
ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻐﲑ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ
ﻓﻜﺬﻟﻚ ﳝﻨﻊ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ .
– 2ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺄﺣﺪ ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺇﱃ :
ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﺿﺮﺭ ﻋﺎﻡ ،ﻛﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺴﻠﻊ ،ﻭﻫﻨﺎ ﳚﺐ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃ-
ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺻﺔ .
ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﺿﺮﺭ ﻋﺎﻡ ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺇﱃ : ﺏ-
– 1ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﳉﺎﻟﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﲟﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺭ ،ﻓﻬﻮ ﳏﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﻛﺎﻟﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺎ ﺗﻘﻊ
ﺑﻐﲑﻩ ،ﺃﻭ ﺳﺒﻖ ﺇﱃ ﺷﺮﺍﺀ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﺯﻩ ﺃﺿﺮ ﺑﻐﲑﻩ ﻭﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺃﻥ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ
. 1ا
: (A7ا
*ا&ت . 364 – 348 / 2 :
32
ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﻣﻘﺼﻮﺩ ،ﻭﻟﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺣﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻋﺎ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺳﻴﺘﻀﺮﺭ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺘﻀﺮﺭ ﻏﲑﻩ .
– 2ﺃﻥ ﻻ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﺭ ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺇﱃ :
-1ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻗﻄﻌﻴﺎ ،ﻛﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮ ﺧﻠﻒ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺪ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﺃﻡ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﳝﻨﻊ
ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﺮﺭ .
-2ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻧﺎﺩﺭﺍ ،ﻛﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮ ﲟﻮﺿﻊ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﱃ ﻭﻗﻮﻉ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺒﺎﺡ ،ﻷﻥ
ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﺍﻋﺘﱪﺕ .
-3ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﻛﺜﲑﺍ ﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﲔ :
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻛﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﺃ-
ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ .
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻻ ﻏﺎﻟﺒﺎ ،ﻛﻤﺴﺎﺋﻞ ﺑﻴﻮﻉ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺢ ﺏ-
ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻭﺍﻹﺫﻥ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﺫﻟﻚ .
ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻓﻤﱴ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﻏﹸﻠﺒﺖ ﺃﺑﻴﺢ ﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﻭﻣﱴ ﻣﺎ
ﺍﻧﺘﻔﺖ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :1
ﺐ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﱃ ﺳﺐ ﺍﷲ . Υ
-1ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻻ ﳛﺘﺎﻝ ﺎ ﻛﺴ
-2ﺫﺭﻳﻌﺔ ﳑﺎ ﳛﺘﺎﻝ ﺑﻪ ﻛﺎﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ .
-3ﻣﺎ ﳛﺘﺎﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﺒﻴﻊ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﻮﻝ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ .
ﺣﺠﻴﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳊﺠﻴﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺗﺴﻌﺎ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﺩﻟﻴﻼ ﻭﲨﻴﻌﻬﺎ ﺗﻨﻬﺾ ﲝﺠﻴﺔ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ،2
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﺗﻨﻬﺾ ﲝﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻷﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ،ﻭﺳﺄﻭﺭﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ .
. 1ا? &S : @!*!Sا
'? ا? @!*!Sا
ّ+ا` ت)U @)*H, ،(O728وى ا? ، @!*!Sا
NHء ا
[
، nدار ا
*$ر ،ص ، 139و !7ر إ
!: @!*!S ? '4 *! 5
@)*H,ا
Uوى .
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 159 – 137 / 3 : ?!4
33
–1ﻗﺎﻝ ): υﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺃﻣﲑﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻠﻴﺼﱪ ،ﻭﻻ ﻳﱰﻋ ﻦ ﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ( .1ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺇﻋﻼﻡ
ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ 2ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻄﲑﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻒ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ،
ﺗﺮﺗﺐ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻭﺟﻮﺩﻩ ،ﻛﺤﺪﻭﺙ ﻓﺘﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺿﻌ
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ): ρﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺃﻣﲑﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻠﻴﺼﱪ ،ﻭﻻ ﻳﱰﻋ ﻦ ﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ( ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ – ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ – ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﻗﺘﻬﺎ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ):ﺃﻓﻼ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ؟(،
ﻓﻘﺎﻝ ): υﻻ ،ﻣﺎ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ (. 3
ﻭﻳﺘﻀﺢ ﳑﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﳛﻞ ﳏﻠﻪ ﺧﲑ ﻣﻨﻪ،
ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺳﻴﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻯ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳛﻞ ﳏﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻭ ﺷ ﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻼ ﳚﻮﺯ
ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻷﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻮ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﻜﺮ ،ﻭﻧﺸﺮ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ ،ﻭﺇﺑﻌﺎﺩ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﻞ ﳏﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﺮﺟﻰ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﺇﺻﻼﺡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﻞ ﻟﺮﲟﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ
ﻣﻔﺎﺳﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ،ﻭﺫﺑﺢ ،ﻭﺿﻌﻒ ﻟﻸﻣﺔ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﷲ ،Ιﺑﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﳌﻠﻚ .
ﻓﻬﻨﺎ ﳒﺮﻱ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﲔ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ،ﻭﺑﲔ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺟﺤﺖ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﳋﺮﻭﺝ
ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺿﻌﻒ ﻟﻸﻣﺔ ،ﻻ ﳜﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﺧﻒ ﺍﻟﻀﺮﺭﻳﻦ ﻟﺪﻓﻊ ﺃﺷﺪﳘﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،4ﻭﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ،ﻋﺪﻡ
ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﻇﻠﻤﻮﺍ ،ﺇﺫ ﺳﻴﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺷﺮ ﻋﻈﻴﻢ .5
– 2ﻰ υﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻐﺰﻭ ،6ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻣﻨﻪ υﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺇﺫ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﻟﻐﺰﻭ
ﺿﺮﺭ ﻛﺒﲑ ،ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﳊﻮﻕ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻪ ﳍﻢ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ):ﻭﺃﻛﱪ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ،ﺗﺄﺧﲑ ﺍﳊﺪ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺭﺍﺟﺤﺔ ،ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﻩ
ﻭﳊﻮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ،ﻭﺗﺄﺧﲑ ﺍﳊﺪ ﻟﻌﺎﺭﺽ ﺃﻣ ﺮ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺆﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭﺍﳌﺮﺿﻊ ﻭﻋﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺮ ﻭﺍﻟﱪﺩ
ﻭﺍﳌﺮﺽ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺗﺄﺧﲑ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩ ،ﻓﺘﺄﺧﲑﻩ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭﱃ (. 7
/ 1478 – 1477 / 3 : K]", p!+b : K]", . 1آUب ا ,رة /ب / 13ر Kا
. 1851 – 1849 n'+
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 5 – 4 / 3 : ?!4
/ 1482 – 1481 / 3 : K]", p!+b : K]", . 3آUب ا ,رة /ب / 17ر Kا
]7), K'` : ]7), . 1855 n'+وأ ، ]7), @,ا
* 'eإ
PآN$
ا
*4ل ?$اCال وا4Cل ،وآ N$ا
*4ل
4ء ا
'? ا
*"> ? &Uم ا
'? ا
'$Eي ا
(هن ري ت) (O975ا
* ']Hا
@" r, ، {,Mا
@ ،ط ، 2
1986 – O1407م ،ص ، 783ر Kا
، 14378 – 14377 n'+و !7ر إ
! : ]7)*
'4 *! 5ا
* 'eإ
Pآ N$ا
*4ل .
. 4أ رس '() '*+, :ا
&در أ رس :ا
& wأ P]4ا
ّاء وآ 5UاZ>Cم ا
"]1981 – O1401) @4(A ، @!`Qم(7$, ،رات وزارة اCوف
وا
r7ون وا
*&' ت ا ، @!,اCردن ،ص ، 452و !7ر إ
! 3 '4 *! 5رس :ا
& wأ . P]4
. 5ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 159 / 3 : ?!4
. 6ا
,Uي :ا
" / 43 / 4 : ?$آUب ا
'+ود /ب / 20ر Kا
، 1450 n'+ول ). ( sX n'> ) 5$
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 7 / 3 : ?!4
34
ﻭﻴﻪ υﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ،ﻭﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﻭﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ
ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻴﺪ ،ﻟﺮﺩﻉ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ،ﻭﻣﻔﺴﺪﺓ ﳊﻮﻕ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ،ﻟﺌﻼ ﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﳊﺪ ﺃﻭ ﻓﺮﺍﺭﺍ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳊﺪ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻌﺎﺭﺿﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻊ ﻣﻔﺴﺪﺓ ،ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﺔ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ .
– 3ﻗﺎﻝ ): υﻟﻴﺲ ﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﲑﺍﺙ ( . 1ﻋﺎﻗﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻮﺭﺛﻪ ﲝﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﲑﺍﺙ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﳊﻜﻴﻢ ،2ﺇﺫ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺳ ﺪ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﻮﺭﺛﻪ ﺍﺳﺘﻌﺠﻞ ﻣﻮﺕ ﻣﻮﺭﺛﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺘﻠﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﲑﺛﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﺴﻴﺊ ،ﻓﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻨﻘﻴﺾ ﻗﺼﺪﻩ ،ﻭ ﺣ ﺮﻣﻪ
ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻮﺭﺛﻪ .
– 4ﻗﺎﻝ ): υﻻ ﳛﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺑﲔ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﻫﻮ ﻏﻀﺒﺎﻥ ( . 3ﻰ υﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻫﻮ ﻏﻀﺒﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻪ υﺇﺫ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻓﺎﻟﻐﻀﺐ ﺳﻴﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﳊﻜﻢ ،ﺃﻭ
ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻠﻢ ،4ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ،ﻭﻫﻮ ﻛﻤﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ،ﻟﺌﻼ ﻳﻔﻀﻲ ﻗﻀﺎﺅﻩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺎﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﺇﱃ ﻣﺂﻝ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻐﲑ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻤﻨﻊ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﱂ ﻳﺸﺮﻉ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺂﻝ
! ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻊ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ !
ﻚ ﳌﺎ ﺑﻨﻮﺍ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
– 5ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ):ﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ): ρﺃﻟﻚ ﺗﺮﻱ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ
( ،ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻻ ﺗﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ؟ ﻗﺎﻝ ):ﻟﻮ ﻻ ﺣﺪﺛﺎﻥ ﻗﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻟﻔﻌﻠﺖ (. 5
ﱂ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ρﺪﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺎﺩﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ،
ﻓﻴﺨﺸﻰ υﺃﻥ ﻳﻨﻔﺮﻫﻢ ﺬﺍ ﺍﳍﺪﻡ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ υﺳﺪﺍ ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺼﲑ ﺇﱃ ﺍﳌﺂﻝ ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﺷﺮﻋﺎ .6
) – (3ﺍﻻﺳﺘﺼﻼﺡ ) ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ (
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ،ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺆﻭﻝ ﰲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﱃ ﺣﻔﻆ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺄﺩﻟﺔ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
. 1ا? : 5V,ا
" / 277 / 3 : ?$آUب ا
'ت /ب / 14ر Kا
، 2646 n'+ا p!+b : `(
Cا? / 98 / 2 : 5V,آUب ا
'ت /ب / 14ر Kا
n'+
، 2140ول ). p!+b 5$
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 117 / 2 : ?!4
/ 1343 / 3 : K]", p!+b : K]", . 3آUب ا / @!uCب / 8ر Kا
، 1717 n'+ا
pU : ` &"4ا
(ري / 146 / 13 :آUب اZ>Cم /ب / 13رK
ا
. 7158 n'+
. 4ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 175 / 2 : ?!4
. 5ا
pU : ` &"4ا
(ري / 513 / 3 :آUب ا
/ +ب / 42ر Kا
. 1583 n'+
. 6ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 158 / 4 : ?!4
35
ﺼﹶﻠ ﺢ ﺻﻼﺣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺣﺎ ،ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ، ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻟﻐﺔ :1ﻣﻦ ﺻﻠﺢ ،ﺍﻟﺼﻼﺡ :ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،
ﺻﹶﻠ ﺢ ﻳ
ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﺼﻼﺡ :ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﻓﺴﺎﺩﻩ :ﺃﻗﺎﻣﻪ،
ﺼﻠﹾﺢ :ﺗﺼﺎﱀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﺍﻟﺴِﻠﻢ .ﻭﳔﻠﺺ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻭﺍﻟ
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺼﺎﱀ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ،ﻭﺗﻌﲏ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ :2ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻲ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﳉﻤﻊ ﺃﺭﺳﺎﻝ ،ﺍﻟﺮﹺﺳﻞ ،ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﺔ :ﻗﻼﺩﺓ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﺭ ،ﻭﺍﻟ ﹺﺮﺳﻞ :ﺍﻟﻠﱭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ .
ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺗﻌﲏ ):ﺟﺎﺏ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﻣﻀﺮﺓ (. 3
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺍﳌﺼﺎﱀ ):ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﲤﺎﻡ ﻋﻴﺸﻪ ،ﻭﻧﻴﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ (. 4
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺎﱀ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻛﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ
ﻭﺍﳌﺎﻝ .ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺼﺎﱀ ﺣﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻓﻊ ﺎ ﺍﳌﺸﻘﺔ ﻭﺍﳊﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺷﺮﻋﺖ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻛﺎﻟﺒﻴﻊ
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ،ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺧﺺ ﺍﳌﺨﻔﻔﺔ ﻛﻘﺼﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ .
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﳌﺮﻭﺀﺍﺕ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻻ ﲣﺘﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺿﻴﻖ ،ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻟﺒﺲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﺪ ،ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﺔ .5
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﳌﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻫﻨﺎ ﳚﻮﺯ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺎ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻛﻘﻴﺎﺱ ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻤﺮ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺇﻥ
ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺬﻫﺒﺎﻥ ﻋﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻭﺃﻭﺟﺐ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﻤﺎ
ﺃﻭﺟﺐ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ .
ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻠﻐﺎﺓ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻐﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺿﻴﺎﻉ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﺭﺟﺢ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﺎ ﺗﺪﺑﲑ
ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻷﻣﺔ .
ﻓﺎﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻫﻲ ):ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺮﺩ ﻧﺺ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﻻ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ (. 6
ﻭﻗﻴﻞ ):ﻫﻲ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳍﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻌﺪﻡ .7
. 1ا? #$,ر "
:ن ا
4ب . 517 – 516 / 2 :
. 2ا? #$,ر "
:ن ا
4ب . 285 – 281 / 11 :
. 3ا
Nhا
:ا
*" ، 286 / 1 : P RUا? : @!*!Sا
Uوى . 343 / 11 :
. 4ا
: (A7ا
*ا&ت . 25 / 2 :
. 5ا
: (A7ا
*ا&ت ، 12 – 8 / 2 :ا
Nhا
:ا
*". 291 – 286 / 1 : P RU
. 6ا
ازي M :ا
'? ? *) ? '*+,ا
?!"+ا
ازي ) ( O707 – 544ا
*R+ل )] Kأbل ا
& ، 5درا @ و Y!&+Sد! V 5A .ض ا
]4ا` ،
ا
NHء ا
"دس @ r, ،ا
@ 1992 – O1412 ، @!`G @4(A ،م ،ص ، 163و !7ر إ
!
'4 *! 5ازي :ا
*R+ل ،ا
Nhا
:ا
*". 284 / 1 : P RU
. 7ا? NVي s&S :ا
bل . 148 :
36
ﻭﻗﻴﻞ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ .1
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ):ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺪﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﻻ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ (. 2
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻫﻲ ):ﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻨﺪ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻛﻠﻲ ﻭﻻ ﺟﺰﺋﻲ (. 3
ﻭﲰﻴﺖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻟﻴﻞ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ،4ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ):ﺍﳌﺮﺳﻞ
ﺍﳌﺮﺳﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﻜﻢ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ (. 5
ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﰲ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻔﺤﻮﻝ 6ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻌﲎ ﻳﺸﻌﺮ
ﲝﻜﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻋﻘﻼ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺻﻞ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺇﻻ ﻭﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ
ﺍﻟﺮﺩ .7
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺎ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻭﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ
ﻋﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺯﻣﻲ ﰲ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ .8
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ :
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻝ :9
-1ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ .
-2ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﱘ .
-3ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻷﺻﻞ ﻛﻠﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻭ ﻷﺻﻞ ﺟﺰﺋﻲ ،ﻗﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ .
-4ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﺒﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
ﺗﺘﺮﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﲜﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﳚﻮﺯ ﻗﺘﻠﻬﻢ .
. 1ا? ا
*V : sV+ل ا
'? أ )* و)[*ن ? )* وا? أ Zا
*
Zا
*4وف ? ا
PEU$, ،(O646 – O571) sH+ا
bل وا*]) T,C
اbCل وا
'Hل ،دار ا
sUZا
! ، @!*]4وت –
($ن @4(A ،أو
1985 – O1405 ، Pم ،ص ، 208و !7ر إ
! ? '4 *! 5ا
PEU$, : sV+ا
bل .
. 2ا
[` : Q!&$7ا
رود . 505 / 2 :
. 3ا
7آ` :إرeد ا
+ل . 242 :
. 4ا
[` : Q!&$7ا
رود ، 505 / 2 :ا {*e : `E bCا
'? *+,د ? )(' ا
>*? اe ،(O749 – O674) `E bCح ا
*E$ج
](!uوي ' ،م
5د.
)(' ا
'*+, ? ]) ? KZا
، @]*$ا
* ']Hا
[` @(UZ, ،ا
، 'eا
ض @4(A ،أو
، O1410 ، Pص ، 763و !7ر إ
!e : `E bC '4 *! 5ح
ا
*E$ج .
. 5ا
Nhا
:أ > '*+, ? '*+, ? '*+, ',ا
Nhا
ت) ،(O505ا
*M$ل &!]4S ?,ت اbCل ?!"> '*+, 5&&> ،ه! ، Uا
@4(Qا
[`!@ – O1400 ،
1980م ،و !7ر إ
!Nh
'4 *! 5ا
:ا
*M$ل .
. 6ا
7آ` :إرeد ا
+ل . 242 :
. 7ا
Nhا
:ا
*M$ل . 359 :
. 8ا
7آ` :إرeد ا
+ل . 242 :
. 9ا
7آ` :إرeد ا
+ل ، 242 :ا? ا
PEU$, : sV+ا
bل ، 208 :ا? NVي s&S :ا
bل ، 148 :ا
[` : Q!&$7ا
رود ، 505 / 2 :
ا
Nhا
:ا
*M$ل ، 366 – 355 :اe : `E bCح ا
*E$ج ، 763 / 2 :ا? ا
H$ر ? '*+, :أ>*' ? )(' ا
]) ? NN4ا
>Uا
]($+ا
*4وف
? ا
H$ر ت)e ،(O972ح ا
Zآ sا
* Y!&+S ، !$د '*+, .ا
]!>Nو د*> 5N` .د ،ا
NHء ا
ا_ @(UZ, ،ا
Z!(4ن ،ط 1993 – O1413م ،ص – 169
، 170و !7ر إ
! ? '4 *! 5ا
H$ر e :ح ا
Zآ sا
*. !$
37
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺳﻊ ﰲ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻫﻢ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺢ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﳍﺎ
ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﳉﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ .
ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻳﻌﻠﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ .1ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﻷﻥ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻨﺲ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻳﻮﺟﺐ ﻇﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ .2
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﱵ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﻭﺍﷲ Υﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﻙ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻧﻔﻌﻪ
ﻭﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﻙ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻗﺒﺤﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻻ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲎ ﺍﺘﻬﺪ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻋﻘﻠﻪ
ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﺃﻭ ﺿﺮﺭ ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ
ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ): -ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩ ،ﻭﻫﻲ
ﻋﺪﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺭﲪﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻣﺼﺎﱀ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺭ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺇﱃ ﺿﺪﻫﺎ
ﻭﻋﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ (. 3
ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻃﺒﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺘﻐﲑﺓ ﰲ ﻇﺮﻑ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺂﻝ
ﺇﱃ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻐﲑ ﺍﳊﻜﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻀﺒﻮﻁ
ﺑﻀﻮﺍﺑﻂ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﻞ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﻭﻻ ﳛﺮﻡ ﺣﻼﻻ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻻ ﻟﺪﺭﺀ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺃﻭ
ﺟﻠﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﺗﺖ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﻭﻧﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﻳﻘﺮﺭ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺫﻟﻚ ) :ﻭﻣﻦ
ﻟﻪ ﺫﻭﻕ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﺍﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻻﺎ ﻭﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩ ،ﻭﳎﻴﺌﻬﺎ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﺍﳋﻼﺋﻖ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻋﺪﻝ ﻓﻮﻕ ﻋﺪﳍﺎ ،ﻭﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﱀ :ﺗﺒﲔ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺟﺰﺀ
ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ،ﻭﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﲟﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﻓﻬﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﱂ ﳛﺘﺞ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻏﲑﻫﺎ
ﺃﻟﺒﺘﻪ (. 4
ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ
ﳜﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ (. 5
ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ :1
. 1ا
Nhا
:ا
*M$ل . 366 :
. 2اe : `E bCح ا
*E$ج . 763 / 2 :
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 3 / 3 : ?!4
. 4ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 4 : @!*Z+
. 5ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 14 : @!*Z+
38
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﳍﻬﻢ ﻫﻮﺍﻫﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺪﻡ ﺧﻠﻂ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﳍﻮﻯ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ،ﺍﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ .
ﺃﻭﻻ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﻭﳘﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺗﻄﻠﻴﻖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻭﳘﻴﺔ ﻻ
ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻨﺎ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺇﺫ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻠﻴﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ،ﻭﲰﻲ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﳌﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻠﺸﺮﻉ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ :ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻠﻐﺎﺓ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﱂ ﻳﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﱴ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﺑﺄﻥ
ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻹﻓﻄﺎﺭﻩ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺎﻣﺪﺍ ،ﻭﱂ ﻳﻔﺘﻪ ﺑﺎﻹﻋﺘﺎﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ .ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻗﺪ ﺍﻧﺒﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻠﻐﺎﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﱂ ﻳﻔﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﶈﻜﻮﻡ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﻠﻐﺎﺓ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻌﺪﻭ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻌﺪﻭ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻏﲑ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻭﻣﻠﻐﺎﺓ ،ﻷﻥ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺭﺟﺢ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﻣﻨﻊ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻫﻲ ﺗﻼﰲ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﺑﲔ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ
ﻭﺧﺼﻮﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺣﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﺮ .ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﺭﺟﺢ ﻭﻫﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﻭﺻﻮﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺭﺫﻳﻠﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ .ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻠﻐﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺗﻼﰲ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﺑﲔ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺮ ﻣﻦ
ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ .
ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﰲ ﺫﺍﺎ ﲝﻴﺚ ﻟﻮ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺗﻠﻘﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ .
ﺳﺎﺩﺳﺎ :ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺣﻜﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﰲ ﺍﻹﺭﺙ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻠﻐﺎﺓ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺮ ﺁﻥ .
ﺳﺎﺑﻌﺎ :ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻷﺧﺬ ﺎ ﺩﻓﻊ ﺣﺮﺝ ﻻﺯﻡ ،ﲝﻴﺚ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﻌﻘﻮﻟﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ
ﺣﺮﺝ .
ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ :
ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
. 1ا? ا
PEU$, : sH+ا
bل ، 208 :ا? NVي s&S :ا
bل ، 149 – 148 :ا? : @!*!Sا
Uوى ، 350 – 342 / 11 :ا
ازي :ا
*R+ل / 6 :
، 164 – 162ا
Nhا
:ا
*" ، 285 / 1 : P RUا',yي I! :ا
'? أ ا
? ]) ?"+أ )] ? '*+,ا',yي ،اZ>Cم أbل اZ>Cم ، R, ،
)(Q,ت p!(b ]) '*+,وأود ، Oص ، 140و !7ر إ
!',y '4 *! 5ي :اZ>Cم ', '*+, ،آر '*+, :م ',آر ،أbل ا
& 5ا ، ,دار
ا
@4(A ، @uE$أو
، 1976 ، Pص ، 178 – 175و !7ر إ
!', '*+* '4 *! 5آر :أbل ا
&', '*+, ، 5آر $, :ه اEUVد . 286 :
39
– 1ﺃﺑﺎﺡ υﻷﻣﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺪﺍﻳﺎﻫﻢ ﻭﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻳﺘﺰﻭﺩﻭﺍ ﻣﻬﻨﺎ ﻭﺎﻫﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﺮﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ
ﻟﺪﺍﻓﺔ 1ﺩﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺄﺣﺐ υﺃﻥ ﻳﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ .2
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ 3ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ υﺇﳕﺎ ﺃﻣﺮ ﺬﺍ ﻷﻧﻪ υﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ
ﳚﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ υﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﺣﻘﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺭﺍ
ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻟﺬﺍ ﻰ υﻋﻦ ﲣﺰﻳﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ .
– 2ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ υﺃﻧﻪ ﻗﻄﻊ ﰲ ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ،4ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ υﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﲢﻘﻴﻖ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺇﺫ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﺭﺩﻉ ﻟﻠﺠﻨﺎﺓ ﻭﺣﻔﻆ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻭﺭﺩﻉ ﳌﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ): -ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﰲ ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺣﻔﻈﺎ
ﻟﻠﻤﺎﻝ (. 5
– 3ﺣﺒﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ρﰲ ﻤﺔ ،6ﻭﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ υﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺪﻋﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻫﻮ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﺮﻡ ﻓﻴﺘﺴﲎ ﻟﻪ ﺍﳍﺮﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﺳﺒﻴﻠﻪ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻀﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﻟﺬﺍ ﳚﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .7
– 4ﺿﺎﻋﻒ υﺍﻟﻐﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺭﻕ ﻣﺎ ﻻ ﻗﻄﻊ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻋﺎﻗﺒﻪ ﺑﺎﳉﻠﺪ 8ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﻓﺤﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻘﺼﺪ ﺷﺮﻋﻲ ،ﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮ υﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﺎﻻ ﻗﻄﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻐﺮﳝﻪ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺳﺮﻕ ﻭﺃﻣﺮ ﲜﻠﺪﻩ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﳊﺪ .9
– 5ﻭﻟﹼﻰ υﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺣﲔ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﺑﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﻪ υﺇﺫ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺫﻭ ﻧﻜﺎﻳﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ ،10ﻓﺘﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻈﺮ υﰲ ﻣﺂﻝ ﺗﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﳌﺴﻠﻢ ،ﻓﻮﺟﺪ –
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﺳﻼﻡ – ﺃﻧﻪ ﺫﻭ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ .
ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ،ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﲢﻘﻴﻖ
ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ .
ف :ا
?, s$Hآ e Tء ،ا
'! : Iا
'4و ،وا
'ا@ وا
'@ :ا
&م 'Hن !*Qون .دا@ &ل دف ا
?, ;Qب TUد! >ّك !Q
5!>$Vا`5 .1د ّ
وw O$4,ب *Eدّ! ، 5أي ، O($Vو&ل د cا
'S @)*Hف ?,ب wب د! رت !ا
! E $دا@ ،ا
! : ,ا
*(Rح ا
* ، 75 : !$ا? #$,ر :
"ن ا
4ب . 104 / 9 :
. 2ا p!+b : `(
Cا
/ 924 / 3 : ;"$آUب ا
/ +uب / 37ر Kا
، 4128 n'+ول ). p!+b 5$
. 3ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 314 / 2 :
: K]", . 4ا
/ 1312 / 3 : p!+RآUب ا
'+ود /ب / 1ر Kا
. 1684 n'+
. 5ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 83 – 82 / 2 : ?!4
. 6ا ?$ p!+b : `(
Cأ داود / 691 / 2 :آUب ا / @!uCب / 29ا
،(3086) Kا
sR` : 4]Nا
ا@ . 310 / 3 :
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
* ، 373 / 4 : ?!4ا? ا
&! : Kا
Qق ا
، 78 : @!*Z+ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 5 / 5 :
. 8ا
+Qوي :أ 4Vأ>*' ? '() ? @, ? '*+,ا
*]~ ? ]*@ اCزدي ا
H+ي ا
*Rي ا
+Qوي ا
e ،(O321 – O229) $+ح `4,اGyر ،
>&& '*+, 5زه'ي ا
H$ر ،ا
* ']Hا
[
، nدار ا
sUZا
! ، @!*]4وت –
($ن ،ا
@4(QاCو
1979 – O1399 ، Pم ،ص ، 173و !7ر إ
!'4 *! 5
+Qوي e :ح `4,اGyر ،ول ) ،(p!+b n'>) 5$و` vا
): n'+ق υا
[*ر ا
*"و@ !? ,أوا Oا
E$, ?Hو!? 3 K
,و ، Oوآن
Heة , T4H ،أوا Oا
E$, ?Hا
& ، _Qو!*
3 Kو Oا
?Hا
hم وا
Z$ل ( .
. 9ا? ا
&! : Kإ) م ا
* ، 374 / 4 : ?!4ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 207 : @!*Z+
. 10ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 106 / 1 : ?!4
40
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎ ):ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ – ﻭﻗﺼﺪ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ – ﺗﺮﺳﻢ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ( . 1ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﳒﻴﻢ ):ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﱂ ﻳﻨﻔﺬ ﺃﻣﺮﻩ ﺷﺮﻋﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻘﻪ ﻓﺈﻥ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﱂ ﻳﻨﻔﺬ ( . 2ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ
ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :
– 1ﺇﺫﺍ ﱂ ﳚﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﱂ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ
ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻞ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﲔ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻓﺎﻷﻣﺜﻞ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ .3
– 2ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻐﺮﱘ ﺑﺎﳌﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﱘ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﳌﺘﻠﻒ ،ﺇﻣﺎ ﳊﻖ ﺍﷲ ﻛﺈﺗﻼﻑ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﰲ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ،
ﺃﻭ ﳊﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﳌﻮﺭﺛﻪ ﲝﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﲑﺍﺛﻪ .
ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺘﻐﺮﱘ ﻏﲑ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻣﺮﻩ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ
ﺣﻜﻤﻪ ،ﻭﺭﺟﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﲝﺴﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ .4
– 3ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳊﺞ ﲟﺎ ﳛﻘﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻤﺮ τﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻹﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﳊﺞ .5
ﻭﻳﻌﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ τﺑﻘﻮﻟﻪ ):ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﲝﺴﺐ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﳜﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ،ﻓﻈﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻨﻬﺎ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﻋﺎﻣﺔ ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻟﻜﻞ ﻋﺬﺭ ﻭﺃﺟﺮ (. 6
– 4ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﶈﺘﻜﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﺜﻞ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻃﻌﺎﻡ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ
ﰲ ﳐﻤﺼﺔ ،ﺃﻭ ﺳﻼﺡ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ،ﻭﺗﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ .7
– 5ﻟﻮﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﳝﻨﻊ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ،ﻭﳎﺎﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳝﻨﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﲡﻠﺲ
ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ .8
– 6ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﻭ ﺇﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺇﺫﺍ ﺃﺑﻘﻰ
ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،9ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ
ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻌﺎﺷﻬﻢ .10
– 7ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﲔ ﻋﺪﻭﻩ ﻟﻴﺄﺗﻴﻪ ﲞﱪﻫﻢ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﲑ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ
ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻟﻘﺘﺎﳍﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .11
. 1ا
Nر :ا
*'. 105 / 2 : Tk
. 2ا? ` : K!Hا O(eCوا
. 124 : ;#$
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 197 / 4 : ?!4
. 4ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 118 – 117 / 2 : ?!4
: K]", . 5ا
/ 90 – 898 / 2 : p!+RآUب ا
/ +ب / 23ر Kا
. 1226 n'+
. 6ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 15 – 14 : @!*Z+
. 7ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 188 : @!*Z+
. 8ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 217 : @!*Z+
. 9ا
(! : &Eا
" / 318 / 6 : ?$آUب " Kا
ء وا
. @*!$h
. 10ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 434 – 432 / 3 :
. 11ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 479 / 3 :
41
– 8ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺃﻥ ﳜﻤﺲ ﺍﻟﺴﻠﺐ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻛﺜﲑﺍ ،1ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ
ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﲑ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﳎﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ،ﻛﺎﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ
ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ .
– 9ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ .2
– 10ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ):ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺍﳌﻄﺎﻉ ،ﻫﺠﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﺘﺐ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺠﺮﺍﻧﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﻟﻪ ﲝﻴﺚ ﻻ
ﻳﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺑﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﻠﻜﻪ ،ﺇﺫ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﻻ ﺇﺗﻼﻓﻪ ( .3
– 11ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﱃ ﻭﻳﻌﺰﻝ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ .4
– 12ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ
ﻛﺎﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻠﺒﺎﻥ ،ﻓﺘﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ .5
– 13ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﺭ ﺍﳉﺎﱐ ﲟﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻳﺮ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ υﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﻣﻦ
ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ،6ﻭﺫﻟﻚ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺇﺫ ﻳﺮﺩﻉ ﺑﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ .7
– 14ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺎﻷﺳﺮﻯ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﳝﻦ ﺃﻭ ﻳﻔﺪﻱ ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻞ ،ﻭﻛﻞ
ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻓﻤﱴ ﻣﺎ ﺭﺟﺤﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﻦ ﻋﻤﻞ ﺎ ،ﻭﻣﱴ ﻣﺎ ﺭﺟﺤﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﻋﻤﻞ ﺎ .8
– 15ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻛﺄﻥ ﻳﻌﻄﻮﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺃﻭ
ﻳﻜﺮﻣﻮﺍ ﺭﺳﻠﻪ ،9ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﱃ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ – ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ – ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ
ﻭﻻﻩ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ .10
– 16ﳚﻮﺯ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ .11
) - (4ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ
ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻫﻮ ):ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺃﻭ ﻧﻔﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻔﻴﺎ (. 12
. 1ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 494 / 3 :
. 2ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 574 / 3 :
. 3ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 578 / 3 :
. 4ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 669 – 668 / 3 :
. 5ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 507 / 3 :
. 6ا p!+b : `(
Cأ داود / 848 / 3 :آUب ا
'+ود /ب / 37ا
،(3764) Kول ). ( p!+b ?"> ): 5$
. 7ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 109 / 3 :
. 8ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 66 / 5 ، 110 – 109 / 3 :
. 9ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 643 / 3 :
. 10ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 669 – 668 / 3 :
. 11ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 304 / 3 :
. 12ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 339 / 1 :
42
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻮ ):ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺜﺒﻮﺕ ﺃﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ (. 1
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻮ ):ﺩﻭﺍﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺪﻟﻴﻞ (. 2
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻮ ):ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻭﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺯﻭﺍﻟﻪ ،ﻇﻦ ﺑﻘﺎﺅﻩ (. 3
ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻮ ):ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ (. 4
ﻭﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﲢﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ،ﺃﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻛﺎﻥ
ﻓﻴﺤﻜﻢ ﺑﺪﻭﺍﻣﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ (. 5
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲﺀ ﻭﺛﺒﻮﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻖ ﻭﺛﺒﻮﺕ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﺃﻱ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎﺅﻩ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻣﺎ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻐﲑﻩ .
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ
ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﰲ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻔﺤﻮﻝ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :6
– 1ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻣﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻭﺩﻭﺍﻣﻪ ،ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﳊﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﻜﻮﺣﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﻻ ﺧﻼﻑ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ .
– 2ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﱪﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺣﱴ ﻳﺪﻝ ﺩﻟﻴﻞ
ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﲑﻩ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺻﻼﺓ ﺳﺎﺩﺳﺔ ،ﻭﺃﲨﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ .
– 3ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﺎﺭﺽ ﺇﻣﺎ ﲣﺼﻴﺼﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻇﺎﻫﺮﺍ ،ﺃﻭ ﻧﺴﺨﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻧﺼﺎ ،ﻓﻬﺬﺍ
ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ﺇﲨﺎﻋﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺑﺎ .
– 4ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻫﻮ ﳏﻞ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﰒ ﻳﺘﻐﲑ ﺻﻔﺔ ﺍﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﺴﺘﺪﻝ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻐﲑ ﺍﳊﻜﻢ
ﺑﺎﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﳊﺎﻝ .ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺍﳌﺘﻴﻤﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﻼﺗﻪ ﻻ ﺗﺒﻄﻞ ﺻﻼﺗﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻣﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ
ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺎﺳﺘﺼﺤﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺪﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺒﻄﻠﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺎﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﳊﺎﻝ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ .1
. 1ا $ي *V :ل ا
'? )(' ا
>! ? Kا
?"+ا $ي ا
47ت) @E` ،(O772ا
"ل eح E$,ج اbCل
b$ا
'? )(' ا *) ? dا
(!uوي
ت) ،( O685و> 54,ا 5!eا
* !'ة ا
*"*ة K] ):ا
bل
7ح ` @Eا
"ل ( ،ا
* ']Hا
ا_ 7` @!4*V O7$ c!$ُ) ،ا
sUZا
&
@!4هة ، O1345 ،
ا
* @4(Qا
"] !@ K
) ،ا
! ، sUZوت 1982م ،ص ، 358و !7ر إ
!$ '4 *! 5ي @E` :ا
"ل ،اe : `E bCح ا
*E$ج . 756 / 2 :
. 2ا
('hادي :أ>*' ? )] ? هن ا
('hادي ،ا
bل إ
PاbCل '() Y!&+S ،ا
]) '!*+أ ز`!' @(UZ, ،ا
*4رف ،ا
ض @4(A ،أو
O1404 ، P
– 1984م ،ص ، 317و !7ر إ
!'h(
'4 *! 5ادي :ا
bل إ
PاbCل .
. 3اe : `E bCح ا
*E$ج
](!uوي . 755 / 2 :
. 4ا
"! V : Aل ا
'? )(' ا
>*? ا
"! Aت) ،(O911ا O(eCوا
;#$ا)' ووع & 5ا
e ، @!47آ@ @(UZ,و P QR, @4(Q,ا
( ا
، (]+
@4(A ، R,أ!kة 1959 – O1378 ،م ،ص ، 76و !7ر إ
! : A!"
'4 *! 5ا O(eCوا
. ;#$
'!> ]) . 5ر '!> ]) :ر :درر ا
Z+م eح @]H,اZ>Cم s4S ،ا
* *E ,+ا
، $!"+ا
* ']HاCول ،دار ا
sUZا
، @!*]4ص ، 20و !7ر إ
!*! 5
'!> ]4 '4ر :درر ا
Z+م .
. 6ا
7آ` :إرeد ا
+ل . 238 :
43
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ :
– 1ﺍﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﳌﺘﻄﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﺍﳊﺪﺙ .2
– 2ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻣﻊ ﻛﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻛﻼﺏ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻼ ﻳﺆﻛﻞ ﺍﻟﺼﻴﺪ ،ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ .3
ﺃﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﻻ ﰒ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﺍﳊﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺴﻤﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺸﺮﻳﻊ ،ﻭﲟﻌﲎ ﺁﺧﺮ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺃﻣﺮ ﺛﺎﺑﺖ ﺃﻭ ﻣﻨﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻏﻠﻰ
ﺍﳊﺎﺿﺮ .ﻭﺫﻟﻚ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
) – (5ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳋﻼﻑ :
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﲟﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳋﻼﻑ ):ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳋﻼﻑ ( ﺃﻱ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ،4ﻭﳚﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ .
ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ،ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﺍﳌﲑﺍﺙ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ
ﻭﻛﱪ ﻟﻠﺮﻛﻮﻉ ﻭﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﱪ ﺗﻜﺒﲑﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻤﻞ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺗﻜﺒﲑﺓ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ
ﲡﺰﺉ ﻋﻦ ﺗﻜﺒﲑﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ .ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻮﻥ ﰲ ﺣﺠﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ .
ﺃﻣﺎ ﺻﻠﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﺘﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﺔ ﻋﻨﺪﻩ،
ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺮﺟﻮﺣﺔ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺭﺁﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺮﺟﻮﺣﺔ .
) – (6ﺍﻟﻌﺮﻑ :
ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻫﻮ :ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻘﺮﺭ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﺑﺘﻜﺮﺍﺭﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺮﺓ .5
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﰲ ﺍﻷﺷﺒﺎﻩ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻲ ﺍﳍﻨﺪﻱ ﻳﻌﺮﻑ :ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﺎ ) ﻋﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ (. 6
ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﺑﻦ ﺟﺰﻱ ):ﻏﻠﺒﺔ ﻣﻌﲎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ (. 7
. 1ا $ي @E` :ا
"ل ، 358 / 4 :ا
: `"*]Uأ )(' ا ? '*+, dأ>*' ا
*
Zا
U , ،(O771 – O710) `"*]Uح ا
bل إ
$ Pء ا
وع )]P
اbCل '() 5&&> ،ا
هب )(' ا
] ، I!Qدار ا
sUZا
! ، @!*]4وت –
($ن 1983 – O1403 ،م ،ص ، 128و !7ر إ
!U , : `"*]U
'4 *! 5ح
ا
bل ،ا
Nhا
:ا
*M$ل . 373 :
. 2ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 340 / 1 : ?!4
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 340 / 1 : ?!4
. 4ا
: (A7ا
*ا&ت . 154 – 150 / 4 :
'!> ]) . 5ر :درر ا
Z+م eح @]H,اZ>Cم 4 :ز ،ا? ا
&! : Kزاد ا
*4د . 162 / 3 :
. 6ا
"! : Aا O(eCوا
. 93 : ;#$
. 7ا? NVي s&S :ا
bل ، 148 :ا
Qا]" ?!4, :ا
Z+م . 128 :
44
ﻭﻗﺪ ﺑﲔ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﱂ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ .
ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﻑ ):ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ( .1
ﻭﻋﺮﻑ ):ﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺴﻦ ﻭﺃﻗﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻴﻪ ( .2
ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﻫﻮ ﻋﺮﻑ ﻫﻴﺌﺔ ﻏﲑ ﳐﺼﻮﺹ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺎ ﻭﻭﺍﺿﻌﻪ ﻏﲑ
ﻣﺘﻌﲔ .3
ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﳋﺎﺹ ﻫﻮ :ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺼﻼﺓ .4
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻑ ،ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻴﺎﻢ ،ﻓﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﱂ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ،ﺇﳕﺎ ﺃﺗﺖ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﺘﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ .
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺗﺎﺝ ):ﻓﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﺜﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻮﺣﻆ ﺍﻋﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺮﻑ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻠﺤﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻻ ﺷﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺫﺍﺎ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ( .5
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻨﺺ ﺧﺎﺹ ،ﺃﻭ ﺑﺄﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﺃﻭ ﺑﻨﻈﺎﻣﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﳎﺎﻻ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻡ ﺧﺎﺻﺔ .ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﻌﺘﱪ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻷﻥ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﺗﺖ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﺍﻟﻌﺮﻑ .
ﻭﺇﻥ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺯﻣﺎﻢ ﺗﺘﻐﲑ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ ،ﺣﺴﺐ ﺃﻋﺮﺍﻓﻬﻢ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﻢ ﻭﺭﻗﻴﻬﻢ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﻢ ،ﻟﺬﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﻨﻈﻤﺎ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﻓﻬﻢ ،ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﱵ ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻔﱵ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺯﻣﺎﻢ ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺇﻻ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﻟﻀﻼﻝ .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺇﻥ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺍﳌﻔﱵ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻷﳘﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻔﱵ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺫﻟﻚ :
) ﻭﻣﻦ ﺃﻓﱴ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻋﺮﻓﻬﻢ ﻭﻋﻮﺍﺋﺪﻫﻢ ،ﻭﺃﺯﻣﻨﺘﻬﻢ ،ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﻗﺮﺍﺋﻦ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﻓﻘﺪ
ﺿﻞ ﻭﺃﺿﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺎﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻃﺒﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﻋﻮﺍﺋﺪﻫﻢ ،ﻭﺃﺯﻣﻨﺘﻬﻢ
ﻭﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ ﲟﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺪﺍﻢ ( .6
ﻭﻧﺮﺍﻩ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺒﲔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﳌﻬﺮ ﺇﱃ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻣﺆﺟﻞ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ .7
ﻛﻤﺎ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ ،1ﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ
ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ ﻛﺎﻟﻨﻘﺪ ،2ﻭﻧﺮﺍﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﻫﻮ ﻋﺮﻑ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﺄﻗﺮ ﺍﻟﻨﱯ ρﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ
+U . 1ا
'ر : $ا
*$ه ا. 579 : @!
bC
. 2ا? ا
H$ر e :ح ا
Zآ sا
*. 448 / 4 : !$
'!> ]) . 3ر :درر ا
Z+م ، 40 / 1 :ا
&ا sES :ا
وق . 187 / 1 :
'!> ]) . 4ر :درر ا
Z+م ، 4 / 1 :ا
&ا sES :ا
وق . 187 / 1 :
'() . 5ا
>*? Sج :ا
"! @ ا
. 13 / 1 : @!)7
. 6ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 78 / 3 : ?!4
. 7ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 82 / 3 : ?!4
45
ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ،3ﻭﺿﺒﻄﻪ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،ﻓﻘﺎﻝ ): υﻣﻦ ﺃﺳﻠﻒ ﰲ ﲤﺮ ﻓﻠﻴﺴﻠﻒ ﰲ ﻛﻴﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻭﺯﻥ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺇﱃ
ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ (. 4
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻳﺘﻢ ﺑﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻳﻌﺘﱪ ﺩﻟﻴﻼ ﻟﻠﺘﺨﺼﻴﺺ ﺃﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻣﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﺼﻮﺹ ،ﻓﻠﻠﻌﺮﻑ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﺺ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﳌﻠﺰﻡ ،ﻷﻥ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻏﻠﺒﺘﻪ ،ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ،
ﻷﻥ ﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ .ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﺘﱪﺍ :5
– 1ﺃ ﹼﻻ ﻳﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻧﺼﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ،ﺃﻭ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻁ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ .
– 2ﺃ ﹼﻻ ﻳﺼﺮﺡ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﺍﻥ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻌﺮﻑ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻁ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑﻱ .
ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻔﺴﺮﺍ ﳌﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ،ﻓﺴﻜﻮﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﻌﺮﻑ،
ﻭﺇﻥ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﺣﺎ ﲟﺎ ﳛﻘﻖ ﳍﻤﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﻑ .
– 3ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺳﺎﺭﻳﹰﺎ ﻭﻗﺎﺋﻤﺎ ﻭﻗﺖ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﺑﺎﻥ ﺻﺪﻭﺭﻩ ،ﻓﺎﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻻ ﻋﱪﺓ ﺑﻪ .
– 4ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﻄﺮﺩﺍ ﺃﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ .
ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺟﺮﻯ ﰲ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺇﺭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻷﻃﻔﺎﳍﺎ .ﻓﻴﺨﺼﺺ ﻫﺆﻻﺀ
ﺿ ﻌ ﻦ ﹶﺃﻭﻻ ﺩ ﻫ ﻦ ﺣ ﻮﹶﻟﻴ ﹺﻦ ﻛﹶﺎ ﻣﹶﻠﻴ ﹺﻦ ﻟ ﻤ ﻦ ﹶﺃﺭﺍ ﺩ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳﺘ ﻢ ﺍﻟ ﺮﺿﺎ ﻋ ﹶﺔ [ . 6
ﺕ ﻳ ﺮ
ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ]: Ιﻭﺍﹾﻟﻮﺍﻟﺪﺍ
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻬﺾ ﲝﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :7
ﲔ[.8ﺽ ﻋ ﹺﻦ ﺍﹾﻟﺠﺎ ﻫﻠ
ﻑ ﻭﹶﺃ ﻋ ﹺﺮ
- 1ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ]: Ιﺧ ﺬ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹾﻔ ﻮ ﻭﹾﺃ ﻣ ﺮ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻌ ﺮ
ﻭﻓﺴﺮ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ .9
ﻑ [ . 10
ﺴ ﻮﺗ ﻬ ﻦ ﺑﹺﺎﹾﻟ ﻤ ﻌﺮﻭ
– 2ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ]: Ιﻭ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟ ﻤ ﻮﻟﹸﻮ ﺩ ﹶﻟ ﻪ ﹺﺭ ﺯﹸﻗ ﻬ ﻦ ﻭ ﻛ
ﻭﻳﻔﺴﺮ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﱂ ﻳﻌﱪ ﺍﷲ Ιﺑﺬﻟﻚ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﲟﺎ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ .
. 1ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 492 / 5 : ?!4
. 2ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 89 : @!*Z+
. 3ا? ا
&! : Kإ) م ا
*. 20 / 2 : ?!4
. 4ا? : 5V,ا
" / 75 / 3 : ?$آUب ا
HUرات /ب / 59ر Kا
. 2280 n'+
. 5ا? NVي s&S :ا
bل ، 148 :ا
: N4ا)' اZ>Cم ، 186 / 2 :ا
'ر +U : $ا
'ر : $ا
*$ه ا @!
bCاEUVد
أي ا
_7U
ا ، ,دار ا
UZب ا
@4(A ، n'+أو
1975 – O1395) Pم( ،ص ، 587 – 582و !7ر إ
!'
'4 *! 5ر : $ا
*$ه ا ، @!
bCا
Nر :ا
*': Tk
. 887 – 873 / 2
. 6رة ا
(&ة . 233 @m :
. 7ا? ا
&! : Kا
Qق ا
'!> ]) ، 89 : @!*Z+ر e :ح ا
*. 40 / 1 : @]H
. 8رة ا)Cاف . 199 @m :
. 9ا :
Cروح ا
*. 137 / 5 : `4
. 10رة ا
(&ة . 233 @m :
46
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﺕ ﺃﺟﺮﺓ ﳍﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺿﺎﻉ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻭﻻ ﺗﻘﺘﲑ ﺃﻭ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ
ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﻳﻔﻲ ﺑﻪ .1
– 3ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ): ρﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺣﺴﻦ (. 2
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
-1ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳍﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻷﻛﻞ .3
-2ﻟﻠﻀﻴﻒ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻮﺯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﰲ ﻣﺮﺣﺎﺿﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ
ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻧﻪ .4
-3ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳑﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﳘﺘﻬﻢ ﻛﺎﻟﺴﻮﻁ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎ .5
-4ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ .6
-5ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .7
) – (7ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ :
-1ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺸﻘﺔ ﲡﻠﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ .
-2ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﻤﺘﻨﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻛﺎﳌﻤﺘﻨﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ .
-3ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺗﻐﲑ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ .
- 4ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺰﺍﻝ .8
ﻭﺗﻌﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ -ﺃﻱ :ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺰﺍﻝ -ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﻝ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺎ ،ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ .ﻭﺗﺘﻔﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ ( .
-2ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ ( .
-3ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ( .
. 1ا :
Cروح ا
*. 146 / 1 : `4
. 2أ>*' :أ>*' ? > '$", ،(O241 – 164) T($ا ,م أ>*' ? > ، T($أeف )] 5&!&+S Pا
s!4e !7اCر`rوط ،و>& Yها ا
NHء K!4` '*+,ا
"4ي ،
إاه! Kا
، Y(Nا
NHء ا
"دس @" r, ،ا
@ ،أو
1996 – O1416 ، Pم ،ص ، 84ر Kا
،(360 n'+و
ا MSا
): n'+إ $د?, ?"> O
أ Kb) TVوه ا? أ ا
H$د ،و&!@ ر&G 5
Vت رVل ا
!X ?!RM7أ Zوه ا!) Kش ?* ،رVل ا
(Mري ،وأ 5Vkا
"! AاO(eC
وا
;#$ص ، 89ول :ل ا
): ; 4و
Kأ e ), O'Vء ?,آ sUا
n'+أ ، bو "A '4 I!4w '$ل ا
( n+وآ[ة ا
، I7Zوا
"rال ،
وإ`* ه ?,ل )(' ا4", ? dد ، 5!]) ,وأ 5Vkأ>*' ، O'$",أ>*' ? > : T($أ>*' ? > ، T($ا
*"E ، '$س رواة ا
*" ?, '$ا
، @+R
و b` '*+, 54wا
'? ا ، `(
Cا
* ']HاCول ، @(A @" r, ،ص ، 379و !7ر إ
! : T($> ? '*>3 '4 *! 5ا
*". '$
. 3ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 15 : @!*Z+
. 4ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 15 : @!*Z+
. 5ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 16 : @!*Z+
. 6ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 16 : @!*Z+
. 7ا? ا
&! : Kا
Qق ا
. 16 : @!*Z+
. 8ا
[` : Q!&$7ا
رود ، 581 – 579 / 2 :ا? ` : K!Hا O(eCوا
، 90 – 85 : ;#$ا
"! : Aا O(eCوا
+$ ، 87 – 83 : ;#$ا
'ر@#` : $
ا
، 230 – 227 : I"4Uا
Nر :ا
*' Tkا
& ، 982 : Eا
Nر e :ح ا
&ا)' ا
&. 180 – 179 : @!E
47
-4ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﺪﻓﻊ ﺿﺮﺭ ﻋﺎﻡ ( .
-5ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺷﺪ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﺧﻒ ( .
-6ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﻔﺴﺪﺗﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺃﺧﻔﻬﻤﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺃﺷﺪﳘﺎ ( .
-7ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ ﺍﳌﺼﺎﱀ ( .
-8ﻗﺎﻋﺪﺓ ):ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ( .
48
You might also like
- The Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good LifeFrom EverandThe Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good LifeRating: 4 out of 5 stars4/5 (5807)
- The Perfect Marriage: A Completely Gripping Psychological SuspenseFrom EverandThe Perfect Marriage: A Completely Gripping Psychological SuspenseRating: 4 out of 5 stars4/5 (1115)
- The 7 Habits of Highly Effective PeopleFrom EverandThe 7 Habits of Highly Effective PeopleRating: 4 out of 5 stars4/5 (353)
- The Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good LifeFrom EverandThe Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good LifeRating: 4.5 out of 5 stars4.5/5 (20046)
- Pride and Prejudice: Bestsellers and famous BooksFrom EverandPride and Prejudice: Bestsellers and famous BooksRating: 4.5 out of 5 stars4.5/5 (20479)
- Remarkably Bright Creatures: A NovelFrom EverandRemarkably Bright Creatures: A NovelRating: 4.5 out of 5 stars4.5/5 (5595)
- Never Split the Difference: Negotiating As If Your Life Depended On ItFrom EverandNever Split the Difference: Negotiating As If Your Life Depended On ItRating: 4.5 out of 5 stars4.5/5 (3285)
- Art of War: The Definitive Interpretation of Sun Tzu's Classic Book of StrategyFrom EverandArt of War: The Definitive Interpretation of Sun Tzu's Classic Book of StrategyRating: 4 out of 5 stars4/5 (3321)
- Habit 6 Synergize: The Habit of Creative CooperationFrom EverandHabit 6 Synergize: The Habit of Creative CooperationRating: 4 out of 5 stars4/5 (2499)
- American Gods: The Tenth Anniversary EditionFrom EverandAmerican Gods: The Tenth Anniversary EditionRating: 4 out of 5 stars4/5 (12949)
- The 7 Habits of Highly Effective People: The Infographics EditionFrom EverandThe 7 Habits of Highly Effective People: The Infographics EditionRating: 4 out of 5 stars4/5 (2475)
- Habit 1 Be Proactive: The Habit of ChoiceFrom EverandHabit 1 Be Proactive: The Habit of ChoiceRating: 4 out of 5 stars4/5 (2556)
- The 7 Habits of Highly Effective PeopleFrom EverandThe 7 Habits of Highly Effective PeopleRating: 4 out of 5 stars4/5 (2568)
- Habit 3 Put First Things First: The Habit of Integrity and ExecutionFrom EverandHabit 3 Put First Things First: The Habit of Integrity and ExecutionRating: 4 out of 5 stars4/5 (2507)
- How To Win Friends And Influence PeopleFrom EverandHow To Win Friends And Influence PeopleRating: 4.5 out of 5 stars4.5/5 (6527)
- The Iliad: A New Translation by Caroline AlexanderFrom EverandThe Iliad: A New Translation by Caroline AlexanderRating: 4 out of 5 stars4/5 (5719)
- Wuthering Heights (Seasons Edition -- Winter)From EverandWuthering Heights (Seasons Edition -- Winter)Rating: 4 out of 5 stars4/5 (9486)
![American Gods [TV Tie-In]: A Novel](https://imgv2-1-f.scribdassets.com/img/audiobook_square_badge/626321117/198x198/22ab6b48b6/1712683119?v=1){kind=icon}
