Professional Documents
Culture Documents
التعذيب في الجزائر
التعذيب في الجزائر
التعذيب في الجزائر حقيقة ل يمكن حجبها بشعارات سياسية أو تقارير رسصصمية صصصادرة
من جهات تود النصاعة لوجهها في عالم يعلن حربه الشاملة على هذه الفة ،التي تهصصدد حقصصوق
النسان بل تستهدف وجوده بصفة عامة ،ولقد أصبح التعذيب هو الوسيلة التي تصل بها مصالح
المن الجزائرية وغيرها في كثير من بلدان العصصالم الثصصالث ،لغايصصات أمليصصت عليهصصا مصصن العلصصى،
وخاصة إذا تعلق المر بما يسمى بالرهاب ،فطالما توفي أناس تحصصت التعصصذيب وطالمصصا فقصصدوا
أطرافهم أو أصيبوا بعاهات مزمنة أو وقعوا على محاضصصر دفصصع ثمنهصصا سصصنوات طصصوال مصصن وراء
القضبان ...عندما يفتح لك أحدهم قلبه ويسصصرد عليصصك الليصصالي الصصتي قضصصاها فصصي المخصصافر وهصصو
يشرب من علقم التعذيب من طرف جلدين ل يعرفون الرحمة ،ول تتسرب لقلصصوبهم الشصصفقة،
تحس بالدوار لن تلك القصص ل نراها إل في خيالت السينمائيين أو الرواة الذين يبحثصصون عصصن
الثارة ،آخرون بالرغم مما تعرضوا له تجدهم يتهربون وحجتهصصم أنهصصم ل يثقصصون فصصي العلمييصصن
لن همهم المادة العلمية ولو حسابهم ،قد تصل بهم مصصرة أخصصرى إلصصى الزنصصازين المظلمصصة ،ول
أحصصد بعصصده يصصدافع عنهصصم ،لن المنظمصصات النسصصانية ل تصصصل إليهصصم ،وإن اسصصتطاعت أن تصصدخل
السجون فيتم إختيار مصصن سصصيتكلم إليهصم ،وفصي أحصايين أخصصر يلبسصون الحصصراس بصصدلت عقابيصة
مخصصة للمساجين ويوضعون في ساحة تستقبل وفصصود المنظمصصات ،وهصصذا الصصذي حصصدث مصصرات
متعددة في سجن الحصصراش مثل مصصن طصصرف المصصدير السصصابق حسصصين بصصومعيزة ،وأخصصرى يتلقصصى
المساجين تهديدات مسبقة إن باحوا بأي شيء يستهدف المؤسسات العقابية أو مصالح القضاء
أو المن ،كما يحدث في سجن البرواقية ولمبيز )باتنة( مثل ،وهذا الذي سصصنفرد لصصه ملفصصا قريبصصا
عن واقع السجون الجزائرية من الداخل كما يرويها لنا شهود عيان...
لسنا بصدد الحديث عن التفاقيات الدولية التي وقعت عليها الجزائر ،والتي تحرم بصصصفة
مطلقة التعذيب ،وإنما نحصصن بصصصدد الحصصديث عصصن واقصصع يرويصصه لنصصا ضصصحايا بينهصصم أبريصصاء ،وعلصصى
ألسنتهم مباشرة ،بعيدا عن الديماغوجيات المفرطة التي نعرفها وألفناهصا كصصثيرا عنصصد فتصصح مثصصل
هذه المواضيع المحرمة داخل الجزائر ،ونكتشف بعض الشيء الوسائل القصصذرة الصصتي تسصصتعمل
في حقهم من على ما يسمى "سرير التعذيب" ،الكل يعرف الساليب الوحشية التي ما صارت
خافية على أحد ،ويكفي تلك الصور التي طالما تناقلتها وسائل العلم عصن تعصذيب سصجناء فصي
معتقلت العالم العربي ،ويكفصصي أيضصصا مصصا رواه آخصصرون إسصصتطاعوا الفصصرار للخصصارج ،كمصصن ألصصف
أحدهم كتابا عن "زنازين الجنرال خالد نزار" كما سصصماها ،حصصتى أن البعصصض مصصن الضصصحايا لجصصأوا
للقضاء الفرنسي الذي يسمح قانونه بمتابعة الضحية لجلده وإن حصصدث التعصصذيب خصصارج الصصتراب
الفرنسي ،ولكن عندما تلعصصب السياسصصية دورهصصا والطمصصاع المتبادلصصة إقتصصاديا وسياسصيا وحصصتى
إستخباراتيا فقد أرسلت طائرة خاصة للجنرال من طرف الرئيس بوتفليقة وفر خالد نزار تحصصت
جنح الظلم ،ليعود فيما بعد إلى باريس متابعا للضابط المفصصصول حصصبيب سصصوايدية علصصى خلفيصصة
كتابه المثير للجدل )الحرب القذرة( ...
مهاجر-ع سجين سابق في السصصجن العسصصكري بالبليصصدة ،قضصصى خمسصصة سصنوات كاملصصة
بعدما أتهم بالمخدرات في الفترة الممتدة بين ،1999-1994وهو عسصصكري سصصابق ،يصصروي لنصصا
قصصا عن التعذيب الذي يحدث فصصي السصصجن العسصصكري مصصن طصصرف جلديصصن كالمسصصاعد الول
عطاء الله ،والمساعد الول صالح الذي عندما يستقبل الوافد الجديد ،يعريه مصصن ألبسصصته كاملصصة
كيوم ولدته أمه ويربطه في قضبان حديدية تستعمل كباب للسصصاحات المعصصدة لمصصا يطلصصق عليصصه
بفسحات المساجين اليومية ،ثم يصب عليه الماء البارد ويضربه بخرطصصوم الميصصاه حصصتى يتمصصزق
جلده ،وصوته يبلغ عنان السماء طالبا الرحمة ،لكن الجلد تجده يقهقه على مرآى العوان وهصصو
يردد كلمة يشتهر بها:
روى لنا رقيب سابق تم فصصله مصن الخدمصة لسصباب مهنيصة هكصذا زعمصت الدارة المعنيصة،
ولسباب أخرى تتعلق برفضه الكثير من العمال غير النسانية هكصصذا بصصرر لنصصا هصصو بنفسصصه ،وقصصد
فضل أن ل نذكر اسمه لنه قد يدفع الثمن غاليا في هذا الظرف بالذات ،قال:
"كنت أشتغل حارسا في سجن عسكري ...وعندما نجتمع مع قائد فوجنا والذي هو غالبصصا مصصا
يحمل رتبة مساعد ،يأمرنا أن نبحث عن أي هفوة أو نتحرش بالمساجين حتى نقوم بالتعذيب".
"من أجل التخويف وعدم العودة للسجن مرة أخرى أو حتى للنتقام وخاصة من العسكريين
المتهمين بالرهاب".
"الرهابيون أو المتهمون بقضايا تتعلق بالرهاب ،حصصتى أنصصه لصصم يصصأت سصصجين مصصن هصصذه الفئة
لجل غاية ما سواء إدارية أو تتعلق بمعاشه في السصصجن أو حصصتى مصصن أجصصل طلصصب العلج ،فلصصن
ينال شيئا بل يعود مهشم الضلوع".
"نستعمل غالبا خراطيم الميصصاه للضصصرب بعصصدما نصصصب المصصاء علصصى ظهصصر السصصجين وصصصدره،
ونعلقه في سقف الحمام من رجليه عاريا كيوم ولدته أمصصه ...نتبصصادل الدوار فصصي تعصصذيبه ،وفصصي
بعض الحيان الكهرباء وأخرى ما يسمى بطريقة الشيفون ،أو المنع من النوم أو التعذيب بصصدس
رأسه في حوض الماء ومنعه من التنفس ،وهي الطرق التي ل تترك آثارا جسدية."...
هذا كان في سجن عسكري أغلب النزلء به من العسصصكريين ،ولكصصن مصصا الصصذي يحصصدث فصصي
السجون الخرى الصتي تختلصف فيصه طبيعصة الفئات النزيلصة بصه مصن مصدنيين بمختلصف مشصاربهم
وطوائفهم؟ !!
"صقر" سجين...
ننتقل إلى سجن تبسة )الحدود الجزائرية التونسية( حيصصث يصصروي لنصصا مسصصاجين سصصابقين
عما يحدث من وراء جدرانه ،فالكل يجمع على ذكر المساعد مرزوق-ع ومصا يفعلصصه مصصن تعصذيب
وحشي ومعاملة قاسصصية تتحصصدى حصصدود المعقصصول ،لصصو وصصصل ذلصصك للمنظمصصات الدوليصصة المهتمصصة
بالشأن النساني لتمت متابعته في كل مكان ...يروي لنا فصصداوي -م الصصذي قضصصى ثلث سصصنوات
كاملة في هذا السجن قصة مثيرة للغرابة ،وتتعلق بسجين سموه "صقر" ،كان عسصصكريا سصصابقا
في القوات الخاصة الجزائرية ،وعاش لسنوات في كتائب مكافحة الرهاب وفي جبصصال الزبربصصر
الملتهبة إبان الحرب الهلية الجزائرية ...يقول فداوي:
"عندما أدخل "صقر" السجن كان ذلك في آواخر 2000حيث أتهم بالتشهير وتهديصصد عصصاهرة
بصور ،وهو كان يقسم بأغلظ اليمان أنه ل علقة له من قريب أو من بعيد بالقضية ،فقد لفقت
له من أجل سجنه."...
ثم يسترسل السجين السابق في روايته عما حدث له:
" ...كان "صقر" متمردا بحكم طبيعة عمله السابق في القوات الخاصة ،فلما إلتحق بنا فصصي
سجن تبسة وبالضبط في القاعة الخامسصصة ،اليصصام الولصصى كصصان يرفصصض الهانصصات والشصصتم غيصصر
المبرر من طرف الحراس ،فغالبا ما يدخل علينا حارس ويسبنا جميعا بل إستثناء ومصصن دون أي
سبب ،والويل كل الويل لمن يجرأ للرد عليه ،في أحد المرات قام حارس وبال على المساجين
من العلى ،حيث أن الساحة مكتظة للغاية ولكل واحد الحصصق فصصي بلطصصة يجلصصس أو يقصصف بهصصا،
والساحة مغطاة بسياج من السلك فوقف فوقها وبصصال علينصصا مصصن دون سصصبب أو حصصتى يراعصصي
حرمة إنسانيتنا ،عندها غضب "صقر" وقام بسبه وشتمه ،فنصصزل وجصصاء بمجموعصصة مصصن الحصصراس
ليخرجوه وضربوه جماعة ،إل أنه كان قوي البنية فإستطاع أن يسدد هو أيضا لكمصصات لبعضصصهم،
ولما عجزوا أن يسقطوه أرضا وكانوا حوالي عشرة حراس ،حمل أحدهم قضيبا حديديا وضصصربه
على رأسه حتى سقط على الرض صريعا وينزف دما ،أخذوه معهصم إلصى الحمصام وصصبوا عليصه
الماء وراحوه يجلصصدوه بسصصلك كهربصصائي سصصميك مصصن دون شصصفقة ،تفنصصن المسصصاعد مصصرزوق فصصي
تعذيبه."...
يتنهد وتنبعث زفراته ملتهبة كأن وجع المشهد قد هز أركان وجدانه ويسترسل:
"تركوه كل الليلة في الحمام صريعا والحنفية تضخ ماءها علصصى جسصصده الجريصصح حصصتى صصصباح
يوم الغد ،ليطلب من سجينين إحضار بطانية وحملوه للقاعة وهصصو ل يصصزال فاقصصدا للصصوعي ،بقصصي
على هذه الحالة أكثر من خمسة أيام ل يأكل ول يشرب ول يكلم أحدا ...بعصصدها إسصصتفاق ولكصصن
بقي في حالة غير طبيعية ،حتى فاجأنا مرة وهو يطلي جسده بالبراز في المرحصصاض ،يخيصصل لصصه
أنه ماء يغتسل به ...كان موقفا مؤلما لنا جميعا ،منعناه بإستعمال القوة وغسلنا له جسصصده ،ثصصم
طلبنا مصصن الحصصارس أن يخرجصصوه للعيصصادة وعنصصدما عصصرف هويصصة المريصصض قصصال متبجحصصا :أتركصصوه
يموت ...طبعا مع كلمات فاحشة بذيئة نتعفف من ذكرها."...
ثم يزيد:
"بدأ أمر "صقر" يتطور شيئا فشيئا وواصل إمتناعه عن الكل والكلم حتى صصصار ل يسصصتطيع
الوقوف مما أجبرنا على إطعامه بالقوة ،في يوم من اليام طلب من أحد المساجين أن يعطيصصه
سيجارة ففرحنا لما تكلم ،أخذ عدة لفافات تبغ وأشعلها مرة واحدة ولما صارت ملتهبة أطفأهصصا
في جلد وجهه كمن يفعل ذلك بعقب سيجارة في المطفأة ،ومن دون أن يتحرك أو يتصألم ،كصان
الموقف رهيبا فوجه النسان حساس للغاية ،والرجل كأنه لم يفعصصل شصصيئا بصصل إبتسصصم مسصصتمتعا
بالجمر الذي أحرق وجهه."...
" ...واصل على هذه الحال ففي البداية إستعمل خمسة لفافات وراح المر يتطور حتى بلصصغ
أكثر من ثلثين لفافة ملتهبة يطفؤها في وجهه من دون أن يتألم أو يتوجصصع ،وتحصصول وجهصصه إلصصى
حفر سوداء تنزف من التعفن الذي أصابها ،لم يتوقف المر على وجهه بصصل صصصار يطفؤهصصا فصصوق
رموشه يريد أن يفقأ عينيصه ،الدارة لصم تصدخل مصن أجصل علجصه ،بصل صصارت كلمصا يفعصل ذلصك
يأخذونه إلى الحمام ويضربونه من دون شفقة ،وأحيانا يحشون جراحه النازفة بالملح ،لكنه ظل
ل يأبه بذلك أبدا."...
"المساعد مرزوق-ع الذي كان رئيسا لدائرة الحيازة أو ما يعرف أيضا بالحتباس ،وإبن عمه
العون مرزوق -ش وآخرين ممن ل يحملون في قلوبهم شفقة ول رحمة".
"بقي على هذا الحال سنة تقريبا مما إضطر الدارة بتدخل من عائلته التي لم تراه كل تلصصك
المدة فهو يرفض الخروج للزيارة ،فأضطروا أن يتابعوه ولكن بحقن التنصويم حصتى صصار يقضصي
أياما وهو يغط في نوم عميق ،ولما يسصصتيقظ يفعصصل بنفسصصه كمصصا إعتصصاد ...جصصاء موعصصد محصصاكمته
فأخذوه إلى المحكمة وهو رث الثياب فقد رفض أن يلبس أي شيء ،وعندما دخل على الجلسة
راح يصرخ ويهجم على القضاة والمستشارين والمحامين ،مما إضصصطر القاضصصي لرفصصع الجلسصصة،
وأمر تحويله إلى مستشفى العثمانية )قسنطينة( لمعالجته والكشف عن طبيعة مرضه ،عاد إلى
السجن وواصل حرق وجهه وجسده وحتى أجهزته التناسلية لم تسلم ،بعصصد حصصوالي شصصهرين تصصم
نقله إلى المستشفى ثم عادوا به من دون أن نعرف مصصا فعلصصوا لصصه ،لكصصن فصصي الصصدورة الجنائيصصة
الخرى برمج للمرة الثانية مما أكد لنا ان المستشفى أمر بمحاكمته لسلمته العقلية وهذا أمصصر
حيرنا فالرجل الذي يطفأ سيجارات بمعدل المئات في اليصصوم فصصي أمصصاكن حساسصصة للغايصصة مصصن
جسده ومن دون أن يتألم أو يتوجع مستحيل أنه في حالته الطبيعية ،أتحدى الطصصبيب إن أخصصذوه
بالفعل للمستشفى".
قاطعته متسائلنأن:
فأجاب:
"إدارة السجن هي من تتحمل مسؤولية حالته ،ول أظن أن النصائب العصام يصترك المصور تمصر
عادية مما يورطهم جميعا ،أنا متأكد أن جهة معينة تصصدخلت وحصصولت المصصور لغيصصر صصصالحه ،كصصأن
طلبوا من الطبيب المعالج أن يحرر وصفة تثبت سصصلمته أو أنصصه لصصم يحصصول أصصصل إلصصى العثمانيصصة
والقاضي قد تراجع في أمره".
"مرت كسابقتها ولكن القاضي لم يكترث لصصصراخه وسصصبه لهصصم فحكصصم عليصصه بسصصبع سصصنوات
نافذة ،مما يوحي أن القضية شابها الشك والتلعب بعدها تم نقلصصه مباشصصرة إلصصى سصصجن عنابصصة،
ومن ذلك الحين لم أسمع عنه شيئا ،ولحد الساعة لم أنساه وأتمنى أن أعرف مصيره."...
يروي لنا الضابط الجزائري نوار عبدالمالك قصة تعذيبه مرتين ،الولصصى لمصصا حصصاول الفصصرار
إلى الخارج بوثائق هوية مزورة ،والثانية لما أتهم من طرف الوزير ورئيس حركة حمس بصصوقرة
سلطاني بالتآمر عليه ،وقد تناولت وسائل العلم الجزائرية قصته ...فقال:
"في سصنة 1997قصدمت تقريصصرا للقيصادة العسصكرية عصن الصصوزير بصصوقرة سصلطاني وعلقتصصه
بالفغان الجزائريين ،إل أن نسخة منه تسربت إلى سلطاني فتوعدني بأن أدفع الثمن غاليا ،بعد
ذلك بفترة جاء أمر بوضعي في إجازة من دون سبب يذكر ،فعرفت أن الحكاية سصصتتطور حتمصصا
وخاصة أنني كنت في صراع مع قيادتي العسكرية حول شؤون تنظيمية ومهنيصصة وأخصصرى تتعلصصق
بمكافحة الرهاب ،التي أقحم فيها الجيش ليحمي أصحاب النفصصوذ والمصصصالح ،بقيصصت علصصى ذلصصك
الحال والجازة مفتوحة فإتصلت بقيادات أعرفها غير أن المر إستقر في مطاف يهددني ،لذلك
قررت الفرار إلى الخارج وخاصة لما نشر كتاب الحرب القصصذرة للضصصابط سصصوايدية فصصي فرنسصصا
وتم إعتقالي من طصصرف المخصصابرات لعلقصصتي الوثيقصصة بسصصوايدية وبالكتصصاب سصصواء فصصي السصصجن
العسكري بالبليدة أو فيما بعد ...إنتحلت هوية أخرى وإستخرجت جواز سفر غيصصر أن الحصصظ لصصم
يحصالفني وألقصي علصي القبصض فصي الحصدود الجزائريصة التونسصية ،سصلمتني مصصالح المصن إلصى
المخابرات حيث تم تعذيبي حتى صرت معوقا."...
"في البداية إستعملوا معي طريقصصة الشصصيفون ،حيصصث يغطصصون فمصصي وأنفصصي ويمنعصصونني مصصن
التنفس ،وخرطوم يضخ المياه بقوة إلى داخلي حتى صار يخرج من دبري ،وبعدها ربطوني مصصن
رجلي في قضيب مثبت في سقف الزنزانة وأبقى لساعات طوال علصصى هصصذه الحصصال ،الكهربصصاء
أيضا في جهازي التناسلي ،الصفع والبصق في وجهصصي وفصصي فمصصي أيضصصا بصصل يصصأمرونني أن أبلصصع
ذلك ...مرات أخرى يأخذون خرقة ويلطخونها بالبراز في المراحيض ويدسونها في فمصصي مبللصصة
مما يضطرني لشرب ذلك الماء القذر ،يتركونني عاريا فصصي زنزانصصة مليئة بالمصصاء فل أجصصد مكانصصا
أنام فيه ...أيضا أخذوا مفك البراغي حاد وثقبوا به رجلي وبعدها يستعملون الزجاج فصصي الجصصرح
حتى يظل ينزف ،مرة وضعوني في زنزانة صغيرة جدا تشبه الصندوق وبقيصصت ليلصصة كاملصصة وأنصصا
واقف ل أستطيع الجلوس أو النوم ...وسائل ل يمكن تخيلها".
"لصم أراهصم فأنصا مغمصض العينيصن ول أسصمع إل أصصواتهم ،كصانوا عنيفيصن للغايصة ،ل يعرفصون
الشفقة ول الرحمة ،همهم أن يصلوا إلى أشياء تجلب لهصصم رضصصا قيصصادتهم ولصصو كصصان ذلصصك علصصى
حساب إنسانية الخرين ،حتى ظننتهم مرتزقصصة تصصم إسصصتيرادهم مصصن وراء الحصصدود وليسصصوا أبنصصاء
عائلت شريفة وكريمة."...
أما حول تعذيبه في المرة الثانيصصة ،فقصصد جصصاءت علصصى غصصرار حادثصصة القبصصض علصصى المخصصدرات
بسيارة وزير الدولة وزعيم حركة حمس الجزائرية بصصوقرة سصصلطاني ،وكصصان بهصصا شصصقيقه وأميصصن
سره وكذلك نجله ،وقيل أيضا أنه فيها البرلماني عبدالرزاق مقري الذي هصو أيضصا نصائب لزعيصم
هذه الحركة ،فصصأتهم الضصصابط برفقصصة السصصيناتور الحمسصصي هبصصاز فريصصد والبرلمصصاني أحمصصد الصصدان
والبرلمصاني عبصدالغفور سصعدي وكلهصم مصصن السصلميين وتصصم تصصوريط الصصصحفي أنيصصس رحمصصاني
أيضا)مدير تحرير صحيفة الشروق اليومي( ،داهمت مصالح الدرك لمنطقة بني مسوس وبقيادة
المساعد الول ملوك -ف الذي كان صديقا لعائلة الوزير عندما عمل نائبا لرئيس فرقة الصصدرك
الوطني بالشريعة )ولية تبسة( ،من حيث يتحدر الوزير والضابط أيضا ،بعد التفصصتيش لصصم يعصصثرو
إل على كتابات روائية وأدبية وفكرية ألفهصصا الضصصابط الصصذي هصصو بصصدوره كصصاتب وسصصمي مصصن قبصصل
بشاعر الجيش الجزائري ،أقتيد إلى مقر الدرك ومن ثمة تم تعذيبه ،لتلفق لهم تهما ثقيلة بصصرأه
منها القضاء بعد سنة كاملة في السجن ،فيروي لنا مأساته قائل:
"لما أدخلوني إلى المقصصر عصصاملني المسصصاعد الول ملصصوك فضصصيل معاملصصة وحشصصية مصصن كلم
فاحش وبذيء ،وإستمر المر حتى بلغ درجة التعذيب ،البداية كانت بصصالكلم ثصصم وصصلت للفعصصل،
حيث وضعوني عاريا في غرفة شديدة البرودة حصصتى أصصصير أرتعصصش ولمصصا أطلصصب منهصصم توقيصصف
المكيف ،يحولونني إلى غرفة أخرى شديدة الحصرارة ،واجصصد نفسصصي وأنصا مربصوط علصى كرسصصي
أتصفد عرقا ،وكذلك منعي من النوم حيث يتداولون علي للتحقيق حتى الصصصباح ،وعنصصدما أتعصصب
يحولونني إلى الزنزانة التي ل يوجد بها سوى الجدران وبلطها بحيرة مصصاء ،ربطصصي فصصي كرسصصي
وصب الماء البارد على رأسي في الليل لما أنعس ،كذلك ربطوني في سلم وأقضصصي السصصاعات
الطوال واقفا ،إستعملوا الضغط على رجلي وهي معوقصصة ،التهديصصد بتصصوريط أفصصراد مصصن أسصصرتي
وحتى صديقات لي كما فعل بالصحفية بالقناة الجزائرية الثالثة مريم صخري."...
ولما سألته:
أجاب:
"لو لم يكن الوزير لحوكم شقيقه ونجله وجرجروه هو للمحكمصصة مصصن أجصل سصيارته ،هصصذا إن
كانت حكاية المخدرات حقيقة وليست مزاعما أريد منها رأسي فقصط ،أمصا إتهصامي لصه مباشصرة
فقد سمعت الضابط بنفسي وهو يحدث شخصا عبر الهاتف ،ويطلب منه أن يبلغ معالي الصصوزير
بأن كل شيء على ما يرام وسوف أتحمل القضية بأي طريقة كانت ،فضل عن التهديدات الصصتي
تلقيتها من قبل."...
وقد تم إعتقال رضا-ع ،في القضية نفسها وتعرض بدوره لبشصصع أنصصواع التعصصذيب ،حيصصث لمصصا
بلغه ما حدث لقريبه من طرف جيرانه ،سأل عنه وعرف طريقه ،ولكن لما وصصصل المقصصر الصصذي
يتواجد به الضابط معتقل ،تم القبصصض عليصصه هصصو أيضصصا مصصن طصصرف المسصصاعد الول ملصصوك -ف...
ويسرد لنا قصته من خلل رسالة تحصلنا عليها تحمل توقيعه ،وبعصصد الحصصديث عصصن البدايصصة الصصتي
أوصلته إلى مخفر الدرك ،ثم يعرض ما طلب منه من طرف العوان ورئيسهم المسصصاعد الول،
وتمثل المر في شهادة ضد الضابط قريبه ،غير أنه رفصصض ذلصصك ممصصا دفصصع المسصصاعد الول إلصصى
صفعه والمر بتحويله إلى الزنزانة لجل تعذيبه ...يقول:
" ربطوني بسلم ممدد على الرض بعد تعريتي من كصل لباسصي ،وراح أحصدهم يصدخل قضصيبا
في دبري حتى أحسسصت بالغثيصان مصن شصدة اللصم ...وبعصدها إسصتعملوا معصي طريقصة تسصمى
بالشيفون."...
"وضعوا السلم على بطني وراح المساعد الول يضغط عليه حتى أحصس أن أحشصائي بلغصت
فمي".
وأخرى:
"أحضصصر المسصصاعد الول خيطصصا وربصصط بصصه ذكصصري وراح يضصصغط بشصصدة وأنصصا أصصصرخ أرتجصصي
الرحمة."...
وأيضا:
"أخذوني إلى مغسل وأدخلوا رأسي فيه وهو مليء بالماء حتى أختنق وفعلوا ذلك أكصصثر مصصن
ساعة."...
هذه أهم النقاط التي تتعلق بموضوعنا وردت في شصصهادته الصصتي تحصصصلنا علصصى نسصصخة منهصصا،
وتوجد أخرى على مستوى الجمعية الكاثوليكية لمناهضة التعذيب ببصصاريس وأرسصصل نسصصخة منهصصا
أيضا إلى منظمة العفو الدولية ...الرسالة تحمل عنصصوان "شصصهادة علصصى التعصصذيب" ،موقعصصة مصصن
طرف صاحبها بتاريخ...2007-01-30 :
هو عنوان مقال نشر بصحيفة الشروق اليومي في شصصهر فيفصصري 2006لكصصاتبه الصصصحفي
أنيس رحماني ،وقد تحدث عن تعذيب سصصجين متهصصم بقضصصايا تتعلصصق بالرهصصاب مصصن طصصرف أحصصد
الحراس ويسمى بالمساعد الخير –بتشديد الياء ،-وكانت محاميته الستاذة بومرداسي حسصصيبة،
التي من خللها تم تسريب الحادثة للصحافة ،مما دفع المدير بفتح تحقيق لكصصن القضصصية إنتهصصت
بمجرد الفراج عن المعني في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ،وتقلد الحصصارس منصصصبه
من جديد وأوكلت له صلحيات أخرى أكثر مما كان عليه من قبل ،ومما حصصدث لصه أنصصه لمصا عصاد
من التحقيصصق طلصصب منصصه أحصصد العصصوان أن يتعصصرى كصصامل وهصصذا الصصذي يرفضصصه السصصلميون عصصبر
السجون ،مما دفع بالمساعد الخير إلى التدخل وإستعمال العنف معه ،حيث جرده من ملبسصصه
وأمره أن يحبو وهو خلفه يدخل العصا في دبره ،ويقهقهون على حالته ...روى لنصصا هصصذه القصصصة
السجين بوزينة-ع الذي كان شاهد عيان في ذلك اليوم...
مما يرويه لنا السجين السلمي السابق بلخيرة -ر والذي قضصصى سصنوات سصصجينا ،وأفصصرج
عنه في إطار المصالحة الجزائرية ،أنه عاش فترات طويلصصة وبعصصدة سصصجون مصصن الحصصراش إلصصى
سركاجي ،البرواقية ،البويرة ،قسنطينة ،عنابة ...ففي سنوات الجمر كما تسصصمى كصصانت إدارات
السجون تعلن حربها على السلميين ،فكلما حدثت عملية خارج السجن كإنفجار سيارة مفخخة
أو كمين لقوات المن أو غيرها ،يأتي النتقام منهم في السجن ،أحيانا يتم جمعهم فصصي السصصاحة
وتجريدهم من ملبسهم تحصصت رعايصصة القصصوات الخاصصصة أو قصصوات مصصن الصصدرك ،وأخصصرى الضصصرب
بالعصا في باب القاعة عند خروجهم فتجد الصصدماء تسصصيل حصصتى يخيصصل أن المكصصان صصصار مصصذبحا،
ويذكر لنا السجين السابق خنافيف-أ أنه في سجن سركاجي إذا تقدم أحد من الحارس ويطلصصب
منه نقله للعيادة بسبب مرض ،يكون رد الحارس متسائل عن نوع المرض ،فصصإن أجصصابه مثل أنصصه
يحس بآلم في قلبه ،يأمره أن يجثو على قدميه ويركله بقصصوة علصصى صصصدره حصصتى يسصصقط علصصى
الرض ...وأحيانا أخرى يقوم أفراد من المخابرات بزيارة السجن ويستدعى سجينا إلصصى العيصصادة
على أساس أن الطبيب يطلبه لمر ما ،لكن يجد في إنتظاره شيء آخر ،حيث يسصصتعملون معصصه
كل الطرق البشعة من شيفون وكهرباء ...ثم يتركونه صريعا ليتم حمله في بطانيصصة ورميصصه فصصي
قاعته ،فيقضي أسابيعا وهو ل يقدر على المشي ،وهذا ما حدث مثل للصصدكتور بحصصرون -م ،وهصصو
منطقة أولد فايت بالعاصمة الجزائرية ،قضى حوالي تسع سنوات بسجن البرواقية وأفرج عنصصه
في إطار المصالحة ،وقد سبب له التعذيب مرضا مزمنصا وأجريصت لصه أربصع عمليصات جراحيصة...
المر نفسه حدث للسجينين سعادو إلياس ومرابط محمد المدعو كمال ،والصصذين تصصم إخراجهمصصا
من سجن الحراش من طرف أعوان المخابرات التابعصصة لثكنصصة حيصصدرة ،هصصذا بعصصدما قبصصض علصصى
شريكهم شمامي مراد في عملية السطو المسلح على بنك البركة ببئر خصصادم ،وقصصد أعيصصدا إلصصى
السجن في حالة رثة للغاية ...وقد روى لنا سجين آخر على لسان حميصصد مبصصاركي وهصصو المتهصصم
الرئيسي في ما يعرف بقضية سركاجي التي وقعت في شصصهر فصصبراير ،1995حيصصث تصصم خصصصيه
على طاولة التعذيب وهو لحد الساعة متواجد بسجن لمبيز ولم يتم الفراج عنه ،كصصان محكومصصا
عليه بالعدام وتم تخفيض العقوبة إلى المؤبد بتاريخ 03 :أبريل 2001فيقول السجين السصصابق
بوشمة-ح الذي كان محكوما عليه بالمؤبد وقضى سنوات بسجن الحراش ،وقد طلب منصصا نشصصر
كلمه وفاءا لعهد أعطاه لمباركي من قبل:
"فيما يخص التعذيب فكل متهم بقضية تتعلق بالرهاب يتم تعذيبه بطرق بشعة ،حتى صارت
كلمة التعذيب ملزمة للرهاب ،أمصصا بالنسصصبة لحميصصد مبصصاركي الصصذي قضصصيت معصصه فصصترة بسصصجن
الحراش وفي قاعة واحدة قبصصل تحصصويله لسصصجن الشصصلف فصصي شصصهر أوت مصصن عصصام 2005بعصصد
الضراب عن الطعام بسبب وفاة زميل لنا ،فهو يعاني من الخصي التام ول يملصصك أدنصصى شصصعور
الذي يملكه أي رجل من الناحية الغريزية طبعا ،ويعاني من آلم فضيعة دائمصا ،وخصصصيه تصصم مصصن
طرف المخابرات ،حيث عذب بالكهرباء الذي يتم توصيله بذكره وفيما بعد الضرب بالركل عليه
حتى فقده تماما."...
في سجن الحراش تمارس كل أنواع التعذيب وخاصة مصصن أعصصوان وضصصباط يصصردد المسصصاجين
أسصصماءهم بكصصثرة ،ومصصن بينهصصم نجصصد الضصصابط العمصصري والعصصون رشصصيد والضصصابط عمصصر ...فهصصم
يستعملون أساليب بشعة من أجل إرهاب المساجين ،ومن بين ما يرويه لنا سجين الحصق العصام
وإسمه شعبان -م أن الضابط العمري يأمر المسصصاجين الصذين يعصذبهم بممارسصة اللصواط علصى
بعضهم ،وعلى مرآى بقية المساجين ،وهي عملية إذلل ل مثيل لها أبدا ...نكتفصصي بهصصذا لننصصا لصصو
إسترسلنا فيما يحدث لكتبنا مجلدات ل نهاية لها.
ومما يحفظه الكثيرون ويرددونه في كل مجالسهم أو سمرهم مواقف علي بن حصصاج الرجصصل
الثاني فصصي جبهصصة النقصصاذ المحظصصورة ،لمصصا سصصجن بصصالحراش فصصي 2005-08-04 :علصصى خلفيصصة
تصريحاته لقناة الجزيرة القطرية ،وأودع الزنزانة الرابعة في جناح العزلة والمخصص للمحكوم
عليهم بالعدام ،وتوجد بها أيضا زنازين خاصة بالشخاص المعاقبين من طرف إدارة السصصجن...
أنه لما يقوم العوان بإستخراج أي سجين من زنزانته وضربه فيتسلل بكاؤه إلى بن حاج ،تجده
يندفع طارقا الباب بقوة ويطلصصب غالبصصا حضصصور المصصدير فصصورا ،وهصصذا الصصذي ل يتخلصصف أبصصدا نظصصرا
لطبيعة السجين السياسية ،فيدفع ذلك الموقف إلى نجاة الشصصخص المعصصاقب مصصن ليلصصة سصصوداء
تحت سياط حراس برتب سفاحين نقولها بل تردد ...هذا الذي أجصبر الدارة إلصى إصصدار تعليمصة
داخلية مفادها أنه في حالة ضرب سجين يجب نقله بعيصصدا عصصن الجنصصاح ،حصصتى يتفصصادون مواقصصف
علي بن حاج التي قد يوصلها إلى وسائل العلم ...وفي مرات أخصر لمصا يتنقصصل إلصصى العيصادة أو
المحامي ويجد في طريقه سجينا يضرب من طرف حصارس يتصدخل ويحتصج إحتجاجصا كصبيرا ،بصل
يردد كلمة إشتهرت له في السصصجن" :ربصصوا أبنصصاءكم أول" ،وقصصد سصصبب ذلصصك متاعبصصا للدارة فصصي
مواجهة غضب المساجين أو إنتفاضاتهم المتكررة أو ما يعرف بلفظ محلي داخلصصي "التعصصراش"
ويتمثل في صعود المسجون ورفاقه الذين يساندوه فوق سصصقف السصصاحات ،ويقومصصون بتقطيصصع
أجسادهم بوسائل حادة تصصدخلهم غالبصصا إلصصى المستشصصفيات ،ومصصا يصصأتي ذلصصك إل بسصصبب الضصصرب
والهانات والتعذيب ،ومرات أخر حتى نكون موضوعيين بسبب الحبوب المهلوسة التي تسصصرب
للزنازين من طرف الحراس الذين وجدوا فيها تجارة مربحة ...
التعذيب في مخافر المن أو المخابرات ل يمكن وصفه ،ففي منطقة حيدرة حيث تتواجد
ثكنة عسكرية تابعة للمخابرات ،وكذلك في منطقة بن عكنون أيضصصا ،الزنصصازين تحصصت الرض ول
تصل إليها أشعة الشمس ،بل يوجد مساجين يقضون السنوات ول أحد يعلم بهم من آهصصاليهم أو
مصالح القضاء ،فهي زنازين سرية تخضع لسلطة المخابرات بعيدة عن أعين القضصاء أو سصلطة
الدولة ،فكل سجين يمر على تلك الثكنات تجده يعاني من أمراض مزمنصصة ،أو أنصصه مصصصاب بصداء
نفسي لما يسمعه أو تراه عينه أو يتعرض له هو بنفسه ،وهذا مؤكد ل يختلف فيصصه إثنصصان أبصصدا...
ومما يمكن أن نرويه على سبيل المثال ل الحصر ما حدث للسجين خ-أحمد والمعروف بالشصصيخ
داود سلمته فرنسا للجزائر فصصي مصصاي 2006بعصصدما قضصصى أكصصثر مصصن ثلث سصصنوات فصصي سصصجن
باريسي ،وكان متهما بتدبير إغتيال الزعيم الفغاني أحمد شاه مسصصعود ،تصصم تعصصذيبه فصصي زنزانصصة
تحت الرض بحيدرة ،وفي اليوم الذي أودع السجن كصصانت أذنصصه تنصصزف دمصصا وجسصصده كلصصه أزرق
اللون ،ل يستطيع الحركة وقضى أياما في حال ل يمكن وصصصفها ،وصصصل بصصه الحصصال إلصصى فقصصدان
السمع نهائيا ...وكذلك السجين السابق حمدي باشصا -س الصصذي يعصاني مصن مصصرض فصصي العمصصود
الفقري حيث ل يستطيع النوم على ظهره ،وقد كان هذا الخير مقيما في أمريكا وهصصو متحصصصل
على شهادة جامعية في العلم اللي وتربطه علقة وثيقة بأنور هدام وكذلك مراد دهينصصة وهمصصا
من قيادات جبهة النقاذ المحظصورة ،حكصصم عليصه بخمصس سصنوات قضصاها كاملصة بتهمصصة رددتهصصا
وسائل العلم وأعتبر عضوا نشصصيطا فصصي جماعصصة الفصصدا المحسصصوبة علصصى تيصصار مصصا كصصان يسصصمى
بالجزأرة وزعيمه التاريخي محمد السعيد ...السجين السابق مخلوفي-أ والذي توبصصع فصصي قضصصية
الطرف فيها نورالدين بوضيافي أمير الجيا والموقوف حاليا في الجزائر ،يروي لنصصا ممصصا تعصصرض
له رفقة آخرين منهصصم شصصقيقه فصصي زنصصازين المخصصابرات ،فمصصن السصصاليب المعروفصصة والمتدوالصصة
كالكهرباء والشيفون والمنع من النوم والحبوب المهلوسة وحقن المخدرات ،توجد أيضا طريقصصة
إبتكروها وهي إعطاء الموقوف كمية كبيرة من الكل ويأمرونه تحت التهديد بأكلهصصا كاملصصة ،وإن
ترك منها شيئا فما تسمى بالغرفة السوداء هي مصيره ،فتجد السجين ينفذ الوامر وفيما بعد ل
يفتح عليه الباب من أجل الذهاب إلى المرحاض ،وإن فعل شيئا بزنزانته فسصصوف يكصصون وجبتصصه
الجديدة ،أمر بالفعل مقزز وتعاف النفصصس مصصن السترسصصال فيصصه ...بصصل روى لنصصا أيضصصا أنصصه رأى
مساجين في صور تشبه صور أصحاب الكهف قضوا سنوات عديدة فصصي تلصصك الزنصصازين ول أحصصد
يعصصرف مصصصيرهم ول أسصصماءهم ول هصصم يصصذكرون الزمصصن أو التاريصصخ ،ربمصصا يكونصصون فصصي عصصداد
المفقودين الذين دفعت السلطة لذويهم في إطار مصالحة مزيفة أمصصوال ،ومصصن دون أن تكلصصف
نفسها عناء البحث الجدي...
السجين السابق قليل لخضر –الذي طلب منا نشر إسمه -من نواحي ولية الجلفة )الجنوب
الغربي( كان سائق سيارة أجرة ،في أحد المرات جاءه أشخاص وطلبصصوا منصصه أن يوصصصلهم إلصصى
مكان ما ولم يكن سوى ولية غرداية ،وبحكم عمله لب الطلب ،غير أنه بعد أشصصهر تصصم إعتقصصاله
بتهمة مساعدة إرهابيين على التنقل وتهريب أسلحة ،أخبرهم أنه بالفعل أوصصصل أشخاصصصا لكنصصه
لم يكن يعرف أنهم إرهابيين ،وليست من صلحياته تفتيش حقائب المسافرين والزبصصائن ،إل أن
ضابط الدرك الجزائري لولية الجلفة طلب منه مبلغا مصن المصصال مقابصصل الفصصراج عنصصه ،فرفصض
ذلك على أساس أنه ليس متهما ول علقة له بالرهاب من قريب أو من بعيصصد علصصى حصصد قصصوله،
لذلك أمر بتعذيبه أشد التعذيب وبطرق بشعة حتى فقد ذراعصصه اليمنصصى ،لنصصه كصصان مريضصصا بصصداء
السكري وسبب ذلك تعفنا في كتفه مصصن جصصراء المسصصامير الصصتي دقهصصا الجلدون فصصي عظصصامه...
قضى أكثر من ثمان سنوات بين سجن الشلف والبليدة والحراش ،أفصصرج عنصصه بتاريصصخ-04-06 :
2006وقد تجاوز داءه مرحلة متقدمة من الخطورة...
لقد حاولنا أن نكون مهنيين إلى أبعد الحدود غير أن ما رأيناه بعيوننا أو وصلنا عن طريصصق
الخرين دفعنا إلى أن نصبرز تعاطفنصا الشصديد مصع هصؤلء الضصحايا ،وديصدننا منصذ أن وعينصا الصدور
المنوط بنا كبشر أول وإعلمين أخيرا ،هو الدفاع عن حقوق النسان مهما كان النتماء أو الهوية
بعيدا عن التعصب العمى والمقيت والتجريح غير المبرر ،ونغتنصصم الفرصصصة لنطصصالب المنظمصصات
الدولية التحرك من أجل إستعادة حقوق هؤلء ،وقمع من تسول لصصه نفسصصه تكصصرار جرمصصه ،ربمصصا
آخرون سوف يتبجحون بأن المصالحة قد طوت كل شيء ،والماضي ذهب لحاله ،غير أننا نؤكصصد
أنه الحق في الحياة وفي الحرية وفصصي المسصصاواة وفصصي العدالصصة والكرامصصة والعيصصش و ...ونحصصن
نؤمن تمام اليقين على أنه ل يجوز الفلت من العقاب أبدا بسياسصصات تلجصصأ لهصصا النظمصصة حصصتى
تطوي صفحاتها السصوداء والدمويصة ،وإن كصانت المصم المتحصدة أكصدت فصي كصثير مصن قراراتهصا
المتكررة وشددت أكثر فيها على أنه يتوجب تحميل المسؤولية كاملة ومعاقبة العقصصاب الشصصديد
كل من يشجعون أفعال التعذيب أو يأمرون بها أو يتسصصاهلون بشصصأنها أو يرتكبونهصصا ،وقصصد وجصصدنا
فيما تحدثنا عنه ما يوافق كل المقررات الدولية ،فهل من مجيب لستغاثات تستنجد مصصن تحصصت
مخالب بربرية ل ترحم.