Professional Documents
Culture Documents
The Teacher From the Faculty and Scientific Research Dr ABDALLAH TANI KADDOUR الدكتور عبد الله ثاني قدور
The Teacher From the Faculty and Scientific Research Dr ABDALLAH TANI KADDOUR الدكتور عبد الله ثاني قدور
تطمح كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي إلى التميز والظهور فيما تقدمه من
معارف وإنتاج فكري والسبق والريادة فيما تحققه من نتائج ،ولكن يبقى تحقيق هذه الريادة في هذه
المجالت المتخصصة أمرًا صعبا في أغلب الحيان ،وذلك لسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها عدم وجود
صيغة واضحة للهداف التي ينبغي للستاذ الجامعي تحقيقها بصورة متواصلة مقارنة مع بعض مؤسسات
التعليم العالي والبحث العلمي المتميزة في العالم ،فإن غالبية هذه المؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي
في العالم العربي ومنذ بدء النهضة التعليمية لم تحقق النتائج المرضية من التميز والظهور أو السبق
والريادة البحثية في أي مجال من مجالت العلوم والمعارف النسانية.
وأصبح دورها مقصورًا على تحقيق الحد الدنى من أهداف التعليم العالي والبحث العلمي من خلل تزويد
طلبها بأساسيات المعرفة فقط دون إيجاد الليات التي يمكن من خللها تطوير تلك الساسيات المعرفية
لرتياد مجالت بحثية جديدة .ومهما كانت الجهود المبذولة واستمرارية أهميتها في عملية تزويد طلب
مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بأساسيات المعرفة المتخصصة ،إل أن عدم تحديد الهداف
القصيرة والمتوسطة ،وبعيدة المدى لهذا التعليم قد تكون سببًا رئيسيا في انعدام الفائدة المتبادلة بين التعليم
الجامعي ونتائج البحوث المقدمة.
يعتبر البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من جامعات ومعاهد عليا متخصصة مطلبًا
أساسيًا للتميز في أي حقل من حقول الدراسة المتخصصة في مجالت العلوم المختلفة ،ولكن في إطار
تطوير التعليم الجامعي وفي ظل معايير الجودة ،ولن يتم هذا التطوير إل إذا تم الهتمام الكامل بعضو هيئة
التدريس)الستاذ الجامعي( وفق معايير الجودة والكفاءة في التدريس ،تتوفر فيه كفاءة التخصص العلمي
والكاديمي والتربوي.
وليس التخصص بالمفهوم الضيق للكلمة ،إمضاء شهادات من معاهد معينة والتباهي بها ،وإنما قدرة عضو
هيئة التدريس على النتاج العلمي والمساهمة في التراكمية المعرفية في هذا المجال أو ذاك ،من خلل
بحوث علمية متخصصة ومقالت في دوريات ومجلت محكمة ،ولنا أمثلة كثيرة في الغرب ،معظم الذين
نبغوا وكانت لهم الريادة في تخصصات مختلفة لهم ملمح فكرية غير تلك التي نبغوا فيها ،أمثال )مارشال
ماكلوهان( أب التصال وصاحب مفهوم )القرية العالمية( ،فنان وأستاذ للموسيقى...
ويكون لعضو هيئة التدريس من الخبرة أيضا في التدريس ما قبل الجامعي ما يمكنه من مواجهة تحديات
تدريس طلبة الجامعة في عصر العولمة ،ول بد أن يكون قد تدرج في التدريس حتى يصل إلى هذه
المرتبة ،حتى يتمكن من امتلك خبرة تراكمية في عملية التدريس ،أما القفز على المراحل والجلوس على
كرسي التدريس الجامعي دفعة واحدة ليصبح عضو هيئة التدريس ،وبدون خبرة مسبقة ،قد تعطي نتائج
عكسية ل تساهم في ترقية جودة البحث العلمي ،لن أداء من ل يمتلك الخبرة ل يمكن أن يحقق مفهوم
التدريس الجامعي في زمن سباق الجودة..
ولقد تمكنت كثير من جامعات العالم من تحقيق درجات عالية من التميز والسبق والريادة في مجالت
مختلفة من مجالت البحث العلمي ،بل وتحرص على استمرار هذا التميز والريادة في تلك المجالت من
خلل باحثين متميزين يكون معظمهم من أعضاء هيئة التدريس الباحثين حتى تتحقق الفائدة التبادلية بين
التعليم الجامعي والبحث العلمي .وخلق المناخ الذي يحث على البداع ومكافأة المبدعين .ولذا ينبغي تفعيل
آلية محددة لتنشيط البحث العلمي المتواصل والمتميز الذي يحقق أهدافًا بحثية يرجى منها تحقيق الريادة
المتعارف عليها في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي .ونظرًا لن المحرك الساس لعملية البحث
العلمي هو الستاذ الجامعي الباحث ،فلبد علينا أن نحفزه لرتياد مجالت بحثية جديدة.
أستاذ بقسم علوم العلم والتصال جامعة وهران