You are on page 1of 2

‫‪The teacher from the faculty and scientific research‬‬

‫الستاذ الجامعي بين عضوية هيئة تدريس‬


‫والبحث العلمي‬
‫‪L’enseignant entre le corps professoral Et la recherche‬‬
‫‪scientifique‬‬
‫‪The teacher from the faculty and scientific research‬‬
‫‪Der Lehrer der Fakultät und der wissenschaftlichen‬‬
‫‪Forschung‬‬
‫‪Учитель из преподавателей и научных исследований‬‬
‫‪El profesor de la facultad y la investigación científica‬‬
‫‪Guru dari fakultas dan penelitian ilmiah‬‬
‫‪从教师和科学教师研究‬‬

‫الدكتور عبد الله ثاني قدور*‬


‫‪01/10/2009‬‬

‫تطمح كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي إلى التميز والظهور فيما تقدمه من‬
‫معارف وإنتاج فكري والسبق والريادة فيما تحققه من نتائج‪ ،‬ولكن يبقى تحقيق هذه الريادة في هذه‬
‫المجالت المتخصصة أمرًا صعبا في أغلب الحيان‪ ،‬وذلك لسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها عدم وجود‬
‫صيغة واضحة للهداف التي ينبغي للستاذ الجامعي تحقيقها بصورة متواصلة مقارنة مع بعض مؤسسات‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي المتميزة في العالم‪ ،‬فإن غالبية هذه المؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫في العالم العربي ومنذ بدء النهضة التعليمية لم تحقق النتائج المرضية من التميز والظهور أو السبق‬
‫والريادة البحثية في أي مجال من مجالت العلوم والمعارف النسانية‪.‬‬
‫وأصبح دورها مقصورًا على تحقيق الحد الدنى من أهداف التعليم العالي والبحث العلمي من خلل تزويد‬
‫طلبها بأساسيات المعرفة فقط دون إيجاد الليات التي يمكن من خللها تطوير تلك الساسيات المعرفية‬
‫لرتياد مجالت بحثية جديدة‪ .‬ومهما كانت الجهود المبذولة واستمرارية أهميتها في عملية تزويد طلب‬
‫مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بأساسيات المعرفة المتخصصة‪ ،‬إل أن عدم تحديد الهداف‬
‫القصيرة والمتوسطة‪ ،‬وبعيدة المدى لهذا التعليم قد تكون سببًا رئيسيا في انعدام الفائدة المتبادلة بين التعليم‬
‫الجامعي ونتائج البحوث المقدمة‪.‬‬
‫يعتبر البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من جامعات ومعاهد عليا متخصصة مطلبًا‬
‫أساسيًا للتميز في أي حقل من حقول الدراسة المتخصصة في مجالت العلوم المختلفة‪ ،‬ولكن في إطار‬
‫تطوير التعليم الجامعي وفي ظل معايير الجودة‪ ،‬ولن يتم هذا التطوير إل إذا تم الهتمام الكامل بعضو هيئة‬
‫التدريس)الستاذ الجامعي( وفق معايير الجودة والكفاءة في التدريس‪ ،‬تتوفر فيه كفاءة التخصص العلمي‬
‫والكاديمي والتربوي‪.‬‬
‫وليس التخصص بالمفهوم الضيق للكلمة‪ ،‬إمضاء شهادات من معاهد معينة والتباهي بها‪ ،‬وإنما قدرة عضو‬
‫هيئة التدريس على النتاج العلمي والمساهمة في التراكمية المعرفية في هذا المجال أو ذاك‪ ،‬من خلل‬
‫بحوث علمية متخصصة ومقالت في دوريات ومجلت محكمة‪ ،‬ولنا أمثلة كثيرة في الغرب‪ ،‬معظم الذين‬
‫نبغوا وكانت لهم الريادة في تخصصات مختلفة لهم ملمح فكرية غير تلك التي نبغوا فيها‪ ،‬أمثال )مارشال‬
‫ماكلوهان( أب التصال وصاحب مفهوم )القرية العالمية(‪ ،‬فنان وأستاذ للموسيقى‪...‬‬
‫ويكون لعضو هيئة التدريس من الخبرة أيضا في التدريس ما قبل الجامعي ما يمكنه من مواجهة تحديات‬
‫تدريس طلبة الجامعة في عصر العولمة‪ ،‬ول بد أن يكون قد تدرج في التدريس حتى يصل إلى هذه‬
‫المرتبة‪ ،‬حتى يتمكن من امتلك خبرة تراكمية في عملية التدريس‪ ،‬أما القفز على المراحل والجلوس على‬
‫كرسي التدريس الجامعي دفعة واحدة ليصبح عضو هيئة التدريس‪ ،‬وبدون خبرة مسبقة‪ ،‬قد تعطي نتائج‬
‫عكسية ل تساهم في ترقية جودة البحث العلمي‪ ،‬لن أداء من ل يمتلك الخبرة ل يمكن أن يحقق مفهوم‬
‫التدريس الجامعي في زمن سباق الجودة‪..‬‬
‫ولقد تمكنت كثير من جامعات العالم من تحقيق درجات عالية من التميز والسبق والريادة في مجالت‬
‫مختلفة من مجالت البحث العلمي‪ ،‬بل وتحرص على استمرار هذا التميز والريادة في تلك المجالت من‬
‫خلل باحثين متميزين يكون معظمهم من أعضاء هيئة التدريس الباحثين حتى تتحقق الفائدة التبادلية بين‬
‫التعليم الجامعي والبحث العلمي‪ .‬وخلق المناخ الذي يحث على البداع ومكافأة المبدعين‪ .‬ولذا ينبغي تفعيل‬
‫آلية محددة لتنشيط البحث العلمي المتواصل والمتميز الذي يحقق أهدافًا بحثية يرجى منها تحقيق الريادة‬
‫المتعارف عليها في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي‪ .‬ونظرًا لن المحرك الساس لعملية البحث‬
‫العلمي هو الستاذ الجامعي الباحث‪ ،‬فلبد علينا أن نحفزه لرتياد مجالت بحثية جديدة‪.‬‬
‫أستاذ بقسم علوم العلم والتصال جامعة وهران‬

You might also like