Professional Documents
Culture Documents
طلقاء لكن ليسوا أحرارا ً ُ
طلقاء لكن ليسوا أحرارا ً ُ
«مادام ال ُيسمح لي بالتنقل وال بالسفر وال بالعمل ،فإنني محتجز في سجن أضيق من ذلك
الذي غادرته إلى وهم الحرية».
حمادي الجبالي ،سجين سياسي سابق
© AISPP
أيضا ً إلى جعل السجناء السياسيين السابقين القانون التونسي ،الذي يعكس القوانين والمعايير وقد تع َّرض معظم السجناء السياسيين السابقين
ضحايا أكثر فأكثر. الدولية ،من قبيل العهد الدولي الخاص بالحقوق لالعتقال التعسفي والمحاكمات الجائرة والسجن
المدنية والسياسية ،وقواعد األمم المتحدة مددا ً طويلة في أوضاع قاسية .واح ُتجز بعضهم
وقد أُطلق سراح معظم السجناء السياسيين النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (القاعدة ،)64 في الحبس االنفرادي لفترات طويلة ،وبعضهم
السابقين بشروط ،بعضهم بعد قضاء أكثر من والمبادئ األساسية لمعاملة السجناء (المبدأ ،)10 اآلخر في زنازين مكتظة تفتقر إلى الشروط
عقد من الزمن في السجن ،وبموجب قرارات عفو ينص في المادة 37من القانون عدد 2001-52 الصحية األساسية .وتع َّرض العديد منهم للتعذيب
رئاسية صدرت في مناسبات وطنية .إن قرارات يتعلق بنظام السجون على أن: وغيره من ضروب إساءة المعاملة ،بما فيها التهديد
العفو هذه يجب أن تكون عالمة إيجابية .لكن إذا وحرم معظمهم من بإساءة المعاملة الجنسيةُ ،
ظلت عمليات مضايقة وترهيب المعتقلين ُتمارس «تهدف الرعاية االجتماعية للسجين إلى ... الرعاية الطبية الكافية.
بشكل اعتيادي عقب إطالق سراحهم ،فإنها لن متابعة حالته عند اإلفراج عنه وتسهيل اندماجه
تكون عالمة على ازدياد التسامح مع المعارضين، في محيطه األصلي بالتنسيق مع الهياكل أما اآلن ،وبعد قضاء سنوات وراء القضبان ،فإن
وإنما على استمرار االنتقام منهم بسبب المختصة المعنية». هؤالء السجناء السابقين يريدون استئناف حياتهم
معارضتهم .وفي هذا رسالة مخيفة لكل شخص الطبيعية؛ يريدون أن يقضوا وقتا ً أطول في بيوتهم
في تونس بأن يفكر مليا ً قبل أن يجهر باحتجاجه إن السلطات التونسية لم تفشل في احترام هذه وأن يعوضوا أطفالهم عن السنين التي ضاعت؛
ضد السلطات. االلتزامات القانونية بمساعدة السجناء الذين يتم يريدون إحياء شبكة عالقاتهم االجتماعية ورؤية
إطالق سراحهم على إعادة االندماج في المجتمع أصدقائهم وجيرانهم؛ ويريدون كسب عيشهم
وعلى تأهيل وتعويض السجناء الذين تعرضوا إلعالة أُسرهم .ولكن تعمل السلطات على مضاعفة
النتهاكات حقوق اإلنسان فحسب ،وإنما تعمد العقبات وسحق أي أمل إلعادة بناء حياتهم.
صدوق شورو
كان��ون األول .2008وفي 4أبريل/نيس��ان ،2009أيدت ف��ي 5نوفمبر/تش��رين الثان��ي ،2008أُطل��ق س��راح
© Private
محكمة االس��تئناف التونس��ية ذلك الحكم .وفي 22 صدوق ش��ورو ،وهو في الثانية والس��تين من العمر،
أبريل/نيس��ان ،أبلغت إدارة س��جن «الناظ��ور» صدوق بعد قضاء 18عاماً في الس��جن .وكان قد ُقبض عليه
شورو بأنه تمت مراجعة قرار إطالق سراحه المشروط في ع��ام 1991وأُدين في محاكم��ة جماعية أمام
في الحكم األول وإلغ��اؤه ،وبأنه يجب أن يكمل قضاء محكمة عس��كرية بتهمة التآمر المزع��وم من أجل
الس��نة المتبقية من الحكم األول وقضاء مدة الحكم اإلطاحة بالحكومة من قبل حركة النهضة ،التي كان
اإلضافي .وم��ن المتوقع إطالق س��راحه في أكتوبر/ يرئس��ها في ذلك الوق��ت .وقد ُحكم عليه بالس��جن
تشرين األول .2010 المؤبد إثر محاكمة جائرة.
وخ�لال الس��نوات الثماني عش��رة الت��ي قضاها في وف��ي 3ديس��مبر/كانون األول ُ ،2008قبض عليه في
الس��جن ،نُق��ل صدوق ش��ورو م��رارا ً من س��جن إلى منـزله من قبل عش��رة من أف��راد إدارة أمن الدولة كانوا
آخر ،وهو إجراء يعيق أنش��طة التضامن في أوس��اط يرت��دون مالب��س مدني��ة .ولم تُبل��غ الس��لطات عائلته
الس��جناء السياس��يين ويفرض عليهم عقوبة إضافية بالمكان الذي اقتيد إليه ،ولم تعرف زوجته أمنه مكان
بوضعهم في أماك��ن بعيدة عن عائالتهم .وغالباً ما وجوده إال بع��د ثالثة أيام .وفي األس��ابيع القليلة التي
ال يس��تطيع األقارب دفع تكاليف السفر مسافات طويلة أعقب��ت إطالق س��راحه ،أج��رى مقابالت مع وس��ائل
بشكل منتظم ،ولذلك ال يستطيعون تقديم المساعدة إع�لام عربية ح��ول تجربة الس��جن وأعرب ع��ن آرائه
السلطات إصدار جوازات سفر ألمنه واألطفال من دون المادية لذويهم المعتقلين. بشأن األوضاع السياسية في تونس .وقال إنه يأمل في
تقديم أي تفسير .وتعتقد العائلة أن السلطات تمنعهم الحصول عل��ى ترخيص لحركة النهض��ة المحظورة
كذلك من الحصول على وظائف عن طريق ممارسة لق��د أحدثت إع��ادة القبض على صدوق ش��ورو تأثيرا ً كي تتمكن من استئناف أنشطتها السياسية.
ضغوط على أصحاب العمل المحتملين. عميق��اً على زوجت��ه أمن��ه وأطفالهما ،الذي��ن كانوا
بانتظ��ار إطالق س��راحه من��ذ 18عاماً .وه��و محتجز وق��د اتُه��م ص��دوق ش��ورو «باالنتماء إل��ى منظمة
إن منظمة العفو الدولية تعتبر صدوق ش��ورو سجين اآلن في س��جن في بن��زرت ،التي تق��ع على بعد 66 وحكممحظ��ورة» ،في إش��ارة إلى حركة النهض��ةُ ،
رأي ،وتطالب بإطالق سراحه فورا ً وبال قيد أو شرط. كيلومترا ً إلى الشمال من تونس العاصمة .وقد رفضت علي��ه بالس��جن لمدة س��نة واحدة في 13ديس��مبر/
السلطات تستخدم بواعث القلق «األمنية» كذريعة بعض األحيان إلى مصادمات عنيفة مع الشرطة. السجناء السياسيون
لقمع المعارضة في مختلف ألوان الطيف فقد أطلقت الشرطة النار على أحد الطلبة وأردته
السياسي .فباإلضافة إلى اإلسالميين ،كان من وسجن العديدقتيالً في سبتمبر/أيلول ُ .1990 في أعقاب تولي الرئيس زين العابدين بن علي
بين المستهدفين أعضاء حزب العمال الشيوعي ً
من أعضاء حركة النهضة وأنصارها مددا وصلت مقاليد السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني ،1987
التونسي المحظور ،وحركة الديمقراطيين إلى ثالث سنوات بتهم العضوية في منظمة شهدت العالقات بين الحزب الحاكم وبعض
االشتراكيين والنقابات العمالية. غير مشروعة ،وعقد اجتماعات غير مرخص لها عناصر المعارضة تدهورا ً سريعاً .وكي تقيِّد نمو
واالشتراك في أنشطة عنيفة .وفي الوقت الذي قام الحركات اإلسالمية التي ازدادت شعبيتها ،قامت
أما اليوم ،فإن كل شخص ُيشتبه في معارضته بعض النشطاء اإلسالميين بأعمال عنف فردية السلطات بحظر تشكيل األحزاب على أسس دينية.
للحكم أو انتقاده له يصبح عرضة للمضايقة معزولة في مطلع التسعينيات ،فإن قيادة حركة فحاولت الحركة اإلسالمية األكبر في البالد تشكيل
واالعتقال التعسفي واالعتقال بمعزل عن العالم النهضة ما فتئت تشجب أعمال العنف ،ونفت أن حزب سياسي باسم «حركة النهضة» ،ولكنه لم
الخارجي والتعذيب والسجن بعد محاكمة جائرة. يكون أعضاؤها مسؤولين عن تلك األفعال. يحصل على ترخيص قانوني في يونيو/حزيران
وقد ُقبض على مئات ،وربما آالف األشخاص ،1989وأعقب ذلك شن حملة قمعية واسعة
بموجب قانون مكافحة اإلرهاب لعام ،2003وهؤالء وفي يوليو/تموز وأغسطس/آب ،1992أصدرت النطاق ضد النشطاء اإلسالميين وأنصارهم.
هم عادة من الشباب الذين يرتادون المساجد محاكم عسكرية في بوشوشة وباب سعدون
ويناقشون أفكارا ً دينية .ومن بين المستهدفين أحكاما ً بالسجن وصلت إلى السجن المؤبد خالل السنة الدراسية ،1991/1990وفي أعقاب
اآلخرين أعضاء في االتحاد العام لطلبة تونس بحق 265من قادة حركة النهضة وأعضائها المظاهرات التي اندلعت والمصادمات التي وقع
ونشطاء في المعارضة السياسية ونقابيون وأعضاء إثر محاكمات جائرة شابتها مزاعم التعذيب معظمها بين طلبة الجامعات وقوات األمنُ ،قبض
في الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي وغيره من ضروب إساءة المعاملة .وقد ُوجهت على آالف من أعضاء حركة النهضة وأنصارها
رفضت السلطات منحها تراخيص ،وصحفيون ممن إليهم تهم التآمر لإلطاحة بالحكم واالنتماء إلى المزعومين .وخالل مظاهرات االحتجاج ،قام بعض
ينتقدون الحكم أو الفساد المزعوم. منظمة محظورة .ومنذ ذلك الوقت ما انفكت الطلبة بإلقاء الحجارة ،وتحولت المظاهرات في
قوانين القمع
تصل إلى ستة أشهر ،أو بالسجن مدة تصل إلى بحسب (المادة )9وأنه يجوز للسلطات حظر أية تنص المادة 8من الدستور التونسي على أن «حرية
خمس سنوات لكل من يشارك بشكل مباشر أو غير مظاهرة يمكن أن تخل بالسالمة العامة والنظام الفكر والتعبير والصحافة والنشر واالجتماع وتأسيس
مباشر في اإلبقاء على منظمة غير مرخص لها أو العام (المادة ،)12وأن أي تجمع يمكن أن يخل الجمعيات مضمونة وتُمارس حسبما يضبطه
محظورة أو في إعادة تشكيلها (المادة .)30 بالسلم العام ممنوع على الطرق العامة واألماكن القانون »...بيد أن هذه الحقوق محدودة بقوانين
العامة (المادة .)13كما ينص نفس القانون على ومراسيم وأنظمة أخرى.
ويتضمن قانون العقوبات وقانون الصحافة عددا ً وجوب إبالغ السلطات قبل عقد أي اجتماع عام.
من األحكام المصوغة بشكل غامض ،والتي تج ِّرم وهناك بعض النصوص القانونية التي صيغت
نشر أخبار كاذبة بهدف تعكير صفو النظام العام ويشترط تعميم صدر عن وزارة التعليم العالي خصيصاً لتحديد نطاق هذه الحقوق ،ونصوص
(الفصل 49من قانون الصحافة) و»التحريض على في يناير/كانون الثاني 1997على كل من يقوم أخرى تفسرها السلطات التونسية وتطبقها بطرق
الثورة» بالخطب العامة أو الملصقات أو الكتابات بتنظيم اجتماع أو مؤتمر أن يقدم طلباً مسبقاً إلى تق ِّيد هذه الحقوق .إن هذه القيود ،التي يجري
(الفصل 121من القانون العقوبات) .كما تتضمن وزير الداخلية يتضمن قائمة بأسماء المشاركين تبريرها باسم حماية النظام العام ،تعتبر منافية
المادتان 245من قانون العقوبات و 50من قانون وجدول األعمال والتفاصيل المتعلقة بزمان ومكان للدستور التونسي واللتزامات تونس المنصوص
الصحافة تعريفات فضفاضة لجرائم التشهير. االجتماع .وبموجب هذا التعميم ،حظرت السلطات عليها في الصكوك الدولية لحقوق اإلنسان التي
ويحظر الفصل 121من قانون العقوبات توزيع االجتماعات في المنازل الخاصة أو داهمتها. صدقت عليها.
َّ
المناشير والنشرات والكتابات األجنبية المصدر أو
غيرها التي من شأنها تعكير صفو النظام العام أو وينص القانون عدد 154-59مؤرخ في 7نوفمبر/ فالقانون عدد 4المؤرخ في 24يناير/كانون الثاني
النيل من «األخالق الحميدة» ،وكذلك بيعها وعرضها تشرين الثاني ،1959يتعلق بالجمعيات ،على ،1969والذي ينظم االجتماعات العامة والمواكب
على العموم بنية ترويجها أو بيعها أو عرضها معاقبة كل من يشارك في اجتماع لمنظمة غير واالستعراضات والمظاهرات والتجمهر ،ينص على
لغرض دعائي. مرخص لها أو محظورة (المادة )29بالسجن مدة أنه يجب اإلعالن مسبقاً عن مثل هذه التجمعات
منظمة العفو الدولية مارس/آذار 2010 رقم الوثيقة MDE 30/003/2010 :
ُطلقاء لكن ليسوا أحرارا ً 4
السجناء السياسيون السابقون في تونس
العديد من السجناء السابقين يرفضون مراجعة أي شرط لمراجعة الشرطة ،وإنما يشترط المضايقة الناجمة عن
الشرطة ،األمر الذي يع ِّرضهم لخطر االنتقام. إبالغها بتغيير العنوان فقط .أما في الممارسة المراقبة اإلدارية
العملية فإن أفراد الحرس الوطني أو إدارة أمن
الدولة ،الذين يتمتعون بالسلطة على المنطقة يخضع معظم السجناء السياسيين إلى تدابير
حرية التنقل التي يعيش فيها السجين ،هم الذين يحددون المراقبة اإلدارية عقب إطالق سراحهم.
وتيرة مراجعة الشرطة .ويخضع أفراد إدارة و ُتفرض تدابير رقابة إدارية إضافية على
إن الدستور التونسي يحمي الحق في حرية أمن الدولة ،الذين غالبا ً ما يشار إليهم على أنهم السجناء السياسيين كجزء من األحكام الصادرة
التنقل ،وينص على أن « لكل مواطن حرية التنقل «البوليس السياسي» ،لسلطة وزارة الداخلية، بحقهم (أحكام إضافية) ،وغالبا ً ما ُيطلب منهم
داخل البالد وإلى خارجها واختيار مقر إقامته ويلعبون دورا ً مركزيا ً في مراقبة النشطاء مراجعة مركز الشرطة المحلي بشكل منتظم
في حدود القانون» (الفصل .)10وهذا أيضاً ما السياسيين إلى جانب األشخاص الذين ُينظر بعد اإلفراج عنهم.
يكفله العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية إليهم على أنهم يشكلون تهديدا ً للدولة ،ومن
والسياسية .ومع أن المادة 12من العهد الدولي بينهم اإلسالميون ونشطاء حقوق اإلنسان بيد أن هذه التدابير غير منصوص عليها في
تنص على أنه يجوز بموجب القانون تقييد الحق والصحفيون .وقد تك َّرس إلزام السجناء بمراجعة القانون بشكل كامل .فالقانون الجزائي ينص
في حرية التنقل واختيار مكان اإلقامة داخل مركز شرطة معين في أوقات محددة في على أن «يخول الحكم بالمراقبة اإلدارية للسلطة
حدود بلد معين والحق في مغادرة ذلك البلد، الممارسة العملية من دون أي سند قانوني. اإلدارية حق تعيين مكان إقامة المحكوم عليه
فإن هذه القيود يجب أن تكون ضرورية لحماية عند انقضاء مدة عقوبته وتغيير مكان إقامته
األمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أما وتيرة مراجعة مراكز الشرطة فإنها تتحدد كلما رأت ضرورة لذلك» (الفصل .)23كما
أو اآلداب العامة أو حقوق اآلخرين أو حرياتهم، بشكل تعسفي وتختلف من سجين إلى آخر. ينص على أنه «ال يسوغ للمحكوم عليه مبارحة
و «يجب أال تبطل مبدأ حرية التنقل» كما تقول وهي غالبا ً ما تكون بشكل يومي في السنة المكان الذي حددت إقامته به بدون رخصة»
لجنة حقوق اإلنسان .وال يجوز فرض قيود على األولى ،ومرة واحدة في األسبوع خالل السنوات (الفصل .)24
حرية التنقل إال في حالة الضرورة القصوى ،وإذا التالية .ونظرا ً ألن التدابير غير محددة تماما ً
كانت ال تنطوي على تمييز ،وكانت متناسبة من في القانون أو في أمر المراقبة اإلدارية ،فإن وفي معظم الحاالت ،ال يذكر أمر المراقبة اإلدارية
حيث تأثيرها ومدتها .بيد أن من الواضح أن القيود
المفروضة على السجناء السياسيين السابقين ال
تفي بهذه المعايير. طاهر الحراثي
© Private
وقالت لجنة حقوق اإلنسان ،التي تراقب تنفيذ عقب إطالق س��راحه المش��روط في نوفمبر/تشرين
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية الثاني 2005بعد قضاء 15عاماً في الس��جن ،أُخضع
والسياسية إنه «ما دام السفر الدولي يقتضي توفر طاه��ر الحراثي لتدابير المراقب��ة اإلدارية لمدة خمس
الوثائق المالئمة ،والسيما جواز السفر ،فإن الحق س��نوات .ففي السنة األولى ،كان عليه أن يراجع مركز
في مغادرة البالد يشمل الحق في الحصول الشرطة يومياً .وحتى ديسمبر/كانون األول ،2008كان
على وثائق السفر الضرورية ».فجواز السفر يوفر علي��ه أن يراجعه مرة كل أس��بوع .ومنذ ذلك الوقت لم
الوسيلة العملية لممارسة الحق في حرية يُسمح له بمغادرة مدينة سيدي عمر بوحجله ،حيث
التنقل .وينص القانون التونسي عدد 40-75المؤرخ يعيش ،من دون الحصول على ترخيص مس��بق من
في 14مايو/أيار 1975والمتعلق بجوازات السفر الشرطة .وفي أكتوبر/تشرين األول ُ ،2006حكم على
ووثائق السفر في الفصل 13على أن لجميع طاهر الحراثي بالس��جن لمدة ش��هرين بسبب خرقه
المواطنين التونسيين الحق في الحصول على ألمر المراقبة اإلدارية .فقد ذهب إلى تونس العاصمة
جواز سفر وتجديده. لزيارة ش��قيقته ،التي وقعت ف��ي غيبوبة إثر تعرضها
لحادث سيارة .وقد قدم طلباً خطياً إلى مركز الشرطة،
وفي الواقع ،فإن معظم السجناء السياسيين ولكنه لم يتلق ردا ً عليه بعد مرور أس��بوع ،فقرر السفر
السابقين يخضعون لقيود غير ضرورية على إلى العاصمة .ومنذ ذلك الوقت ،يتم اس��تدعاؤه إلى
حريتهم في التنقل داخل تونس ،ويُحرمون من مركز الشرطة وتهديده بالسجن إذا غادر المدينة.
الحصول على جوازات سفر ألسباب تعسفية.
خارج البالد أو خارج منطقة إقامتهم. وباإلضافة إلى أوامر المراقبة اإلدارية التي في الوقت الحاضر تعتبر وتيرة مراجعة
ونتيجة لذلك ،فإن السجناء السياسيين تصدرها المحاكم ،فقد فرض أفراد أمن الدولة الشرطة المطلوبة من معظم السجناء
غالبا ً ما ال ُيسمح لهم بزيارة أفراد على السجناء السياسيين تدابير تعسفية تصل السابقين أقل قسوة مما كانت عليه
عائالتهم أو أصدقائهم أو تلبية مواعيدهم ً
مصحوبة إلى حد أوامر المراقبة اإلدارية، بالنسبة لمحمد بن نجمة الذي كان عليه
الطبية في مدينة أخرى .وفي حالة بتهديدات بالحبس .بل قاموا في بعض أن يراجع الشرطة حوالي 28مرة في
مخالفة هذه الشروط ،فإنهم ُيسجنون الحاالت بتمديد فترة المراقبة اإلدارية من دون األسبوع خالل السنتين األوليين بعد إطالق
أو ُيهددون بالسجن .وحتى إذا تقيدوا إعطاء تفسير. سراحه في عام ،1997ولكنها تظل ثقيلة
تماما ً بشروط المراقبة اإلدارية ،فإنهم في إلى حد أنها تمنع السجناء السابقين من
بعض األحيان ُيهددون بأنهم س ُيتهمون يتعين على األشخاص الخاضعين ألوامر الحصول على عمل مدفوع األجر ويعيق
بمخالفة الشروط. المراقبة اإلدارية طلب إذن للسفر إلى إعادة اندماجهم في المجتمع.
عبدالله زواري
© Private
خارج منـزله وظلوا يتعقبونه كلما غادره .ولم يُس��مح على بعد نح��و 500كيلومتر م��ن منـزله في تونس
له بالس��فر إلى أبعد م��ن 30كيلومترا ً خارج حاس��ي العاصم��ة ،حيث تعي��ش زوجته وأطفال��ه .وفي 19
جربي من دون إذن ،وتم تجاهل طلباته بأن يُس��مح له أغس��طس/آب ،بعد مرور بضعة أي��امُ ،قبض عليه إثر
بزيارة زوجته وأطفاله في العاصمة تونس .وقد ُسمح تقديم استئناف أمام المحكمة اإلدارية طعن فيه بأمر
لعائلت��ه بزيارته في حاس��ي جرب��ي ،ولكنها لم تكن وزير الداخلية .وقد أدين في النهاية إثر محاكمة جائرة
قادرة على دفع تكاليف السفر في أغلب األحيان. وحكم بس��بب عدم انصياعه لتدابير المراقبة اإلداريةُ ،
عليه بالسجن ثمانية أشهر.
وخ�لال تلك الس��نوات ،ح��اول عبدالل��ه زواري العمل
كصحفي ،ونشر في المواقع اإلخبارية التونسية على وبعد إطالق سراحه ،أُخضع لمراقبة الشرطة وتعرض
ش��بكة االنترنت ،من قبيل «نواة» أو «تونس نيوز» .ولكن لمضايقتها .وأُدين مرة أخرى في عام 2003بس��بب
لم يُس��مح له بزيارة مقاهي االنترنت ،ولم يتمكن من وحكم عليه بالسجن 13مخالفته ألمر المراقبة اإلدارية ُ
حد من
توصيل منـزله بش��بكة االنترن��ت ،األمر ال��ذي َّ شهراً .وقد أُطلق سراحه في سبتمبر/أيلول .2004
ف��رص العمل المتاح��ة له .وعندما ح��اول فتح محل
تج��اري صغير ،قام��ت الس��لطات بإغالقه م��ن دون ف��ي 3يونيو/حزي��ران ،2007وقبل يومي��ن من موعد
إعطاء أي مبرر قانوني. انتهاء م��دة المراقبة اإلدارية البالغة خمس س��نوات،
أبلغ��ه رئي��س مرك��ز ش��رطة حاس��ي جرب��ي بأن��ه
وفي سبتمبر/أيلول ُ ،2009قبض عليه مرة أخرى في ت��م تمدي��د فت��رة المراقب��ة اإلداري��ة لس��تة وعش��رين
حاسي جربي وتم استجوابه بشأن صالته بمنظمات شهرا ً آخر .ورفضت الشرطة إعطاءه ذلك القرار خطياً،
حقوق اإلنس��ان وعمل��ه كصحفي .ورف��ض التوقيع وقال��ت إنها كانت تتبع األوامر لي��س إال .وفي 16يونيو/ ف��ي 6يونيو/حزي��ران ،2002أُطلق س��راح الصحفي
وهدد بنش��ر فيلم
عل��ى تعهد بعدم كتاب��ة مقاالتُ ، حزي��ران ،ق��دم عبدالل��ه زواري ش��كوى ض��د تمديد عبدالل��ه زواري بع��د قض��اء 11عام��اً ف��ي الس��جن
يزع��م أنه يُظهره متورطاً في عالقات جنس��ية إذا لم المراقب��ة اإلداري��ة إلى مكت��ب المدع��ي العام في بس��بب عضويته في حركة النهضة .وقد ُحكم عليه
يوقف نشاطه الصحفي وأنشطته في مجال حقوق مدنين ،ولكن دون جدوى. بخمس سنوات إضافية تحت المراقبة اإلدارية .وفي 2
اإلنسان .وقد أهانته الشرطة وهددته بالعنف الجسدي. أغس��طس/آب ،2002أبلغه رئيس مركز الشرطة الذي
وال يزال أفراد يرتدون مالب��س مدنية يراقبون منـزل عبد وحتى 2أغسطس/آب ،2009عندما ُرفعت إجراءات كان علي��ه أن يراجعه ب��أن وزارة الداخلية طلبت منه أن
الل��ه زواري ويتعقبونه من وقت إلى آخر عندما يخرج المراقبة اإلدارية ،عاش عبدالله زواري تحت رقابة دائمة يقض��ي مدة حك��م المراقبة اإلداري��ة ،وهي خمس
منه .بيد أنه اآلن حر في السفر داخل تونس. من قبل الش��رطة .وتمركز أفراد شرطة بمالبس مدنية س��نوات ،في قرية حاس��ي جربي بجن��وب تونس،
منظمة العفو الدولية مارس/آذار 2010 رقم الوثيقة MDE 30/003/2010 :
ُطلقاء لكن ليسوا أحرارا ً 6
السجناء السياسيون السابقون في تونس
عليهم أسئلة حول أنشطتهم .وفي بعض األحيان و ُتقيد حريتهم في التنقل .ومن الواضح أن المراقبة المراقبة والترهيب
يطلب أفراد أمن الدولة رؤية بطاقات هوية زوار ُتنفذ كشكل من أشكال ترهيب السجناء السابقين
السجناء .ونتيجة لذلك غالبا ً ما يشعر األقارب وعائالتهم وأصدقائهم. غالبا ً ما يعمد أفراد األمن إلى استجواب السجناء
واألصدقاء بالخوف الشديد من زيارة السجناء السياسيين بشأن أنشطتهم اليومية ،سواء كانوا
السابقين أو االتصال بهم ،األمر الذي يضعهم في وفي بعض األحيان يزور أفراد أمن الدولة خاضعين للمراقبة اإلدارية أم ال .إذ تتم مراقبتهم
حالة من العزلة. منازل السجناء السياسيين السابقين وأقاربهم وتع ُّقبهم من قبل أفراد تابعين لجهاز أمن الدولة
وأصحاب العمل الذين يش ِّغلونهم ويطرحون بمالبس مدنية ،و ُيمنعون من حضور االجتماعات،
عبدالكريم هاروني
«إن هذه المضايقة محاولة
© Private
و ُيمنع معظم السجناء السياسيين السابقين من استمرار القمع والخنق حمادي الجبالي
زيارة غيرهم من السجناء السياسيين السابقين االقتصادي
وأعضاء المنظمات غير الحكومية وأحزاب
© Private
المعارضة السياسية .وغالبا ً ما يقوم أفراد أمن أُعيد القبض على سجناء سياسيين سابقين و ُقدموا
الدولة بحصارهم داخل منازلهم ،أو تحذيرهم إلى القضاء بسبب استئناف أنشطتهم السياسية
من مغبة مغادرتها تحت طائلة إعادة اعتقالهم، السلمية أو انتقاد الحكومة علناً .وتعرض بعضهم
وذلك من أجل منعهم من المشاركة في االجتماعات للمضايقة والترهيب بهدف منعهم من ممارسة
السياسية أو مؤتمرات حقوق اإلنسان .وغالبا ً ما حقهم في حرية التعبير واالشتراك في الجمعيات
ُيمنع السجناء السابقون جسديا ً من دخول المباني والتجمع ،وهو ما يشكل انتهاكا ً للمواد ،21 ،19
التي تعقد فيها االجتماعات. 22من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية والدستور التونسي.
علي العريض
منذ إطالق س��راحه في نوفمبر/تشرين الثاني 2004
© Private
بع��د قضاء 14عام��اً في الس��جنُ ،قبض على علي
العريض ،وهو مهندس بالممارس��ة عم��ره 54عاماً،
أكث��ر من 20م��رة واقتي��د إل��ى وزارة الداخلي��ة أو أحد
مراكز الشرطة في إحدى المناطق الستجوابه بشأن في فبراير/شباط ،2006أُطلق سراح حمادي الجبالي
تصريحات��ه لوس��ائل اإلع�لام وتنقالته وأنش��طته .كما البالغ من العمر 60عاماً ،وهو مهندس ورئيس تحرير
تم تحذي��ره مرارا ً من المش��اركة ف��ي فعاليات عامة سابق لمطبوعة «الفجر» اإلسالمية ،وكانت محكمة
أو إص��دار بيانات عامة .ويرابط أف��راد أمن الدولة بصورة عس��كرية قد حكمت عليه بالس��جن 16عاماً بتهمة
منتظمة أمام منـزله ويستجوبون زواره ،كما يتعقبونه عضويته في حركة النهض��ة وتهم أخرى ذات صلة.
عندما يغادر منـزله. ومن��ذ إطالق س��راحه ،ظل خاضع��اً لتدابي��ر المراقبة
اإلدارية لمدة خمس سنوات في مدينة سوسة ،حيث
ومن��ع علي العري��ض بالقوة في مناس��بات متعددةُ يعي��ش .ويتعين علي��ه أن يراجع مركز الش��رطة يومياً،
من المشاركة في مؤتمرات أو دخول مكاتب األحزاب ولكن��ه يرفض القي��ام بذلك .ويق��وم أفراد أم��ن الدولة
السياس��ية ومنظم��ات المجتمع المدن��ي ،بما فيها والحرس الوطني بتعقبه بشكل مستمر .وفي كل مرة
منظم��ات حقوق اإلنس��ان .ويق��ول إن��ه ممنوع من يزوره قريب أو صديق يتعرف أفراد الشرطة وأمن الدولة
مغادرة تون��س العاصمة ،وإنه ممن��وع من الحصول على هوية الزائر .وكل ذل��ك يجعل حمادي الجبالي
على جواز سفر. يش��عر بأنه عرضة لتهدي��د مس��تمر.ويقول حمادي
الجبالي إن جميع أقربائ��ه يواجهون قيودا ً ويتعرضون
للترهيب .وقد مورس��ت ضغوط حتى على شقيقه
المنظمات التونسية لحقوق اإلنسان وهدد مع وأصحاب العمل الذين تعمل ابنت��ه لديهمُ .
زوجته بالس��جن إذا ش��ارك في أنشطة منظمات غير
الترخيص لعقد فعاليات عامة أو استئجار أماكن تدعم المنظمات التونسية لحقوق اإلنسان مطالب حكومي��ة ،أو أحيا العالق��ات االجتماعية والسياس��ية
لعقد مثل تلك الفعاليات فيها ،ومن طلب التمويل، السجناء السياسيين السابقين بأن يعيشوا بحرية .وقد القديمة .وهما اآلن خاضعان لمراقبة صارمة من قبل
وال يُسمح ألعضائهما بدخول مبانيهما إن ُوجدت. أُنشأت منظمتان غير حكوميتين ،هما الجمعية الش��رطة ،كما تفرض قيود مش��ددة عل��ى حريتهما
ويمكن تجريم أنشطتهما ،مع كون المسؤولين الدولية لمساندة المساجين السياسيين ومنظمة في التنقل خارج سوس��ة .وقد ق��دم كل منهما طلباً
واألعضاء في المنظمتين عرضة التهامهم حرية و إنصاف ،لمساعدة السجناء السياسيين للحصول على جواز س��فر قبل أكثر من سنة ،لكنهما
بالمشاركة في اجتماع غير مرخص أو االنتماء إلى منذ لحظة اعتقالهم وتوفير المساعدة القانونية لم يتلقيا أي رد حتى اآلن.
منظمة غير مشروعة .كما يتعرض أعضاؤهما لهم والدفاع عن حقوقهم بعد إطالق سراحهم.
للترهيب بشكل منتظم من قبل أفراد قوات األمن وقد رفضت السلطات التونسية تسجيل هاتين
بسبب التعبير عن آرائهم. المنظمتين قانونياً .ولذا فهما ممنوعتان من طلب
منظمة العفو الدولية مارس/آذار 2010 رقم الوثيقة MDE 30/003/2010 :
ُطلقاء لكن ليسوا أحرارا ً 8
السجناء السياسيون السابقون في تونس
بمعزل عن العالم الخارجي .ومورست ضغوط األطفال في بعض األحيان .ففي مطلع التسعينيات إن القمع واالضطهاد يؤثران على عائالتهم .فأفراد
على بعض زوجات السجناء السياسيين لحملهن من القرن المنصرم ،وقع العبء األكبر على العائالت لم يقضوا سنوات وهم يسافرون إلى
على االستقالة من وظائفهن .وبعد إطالق سراح كواهل النساء والقريبات للسجناء السياسيين، شتى أنحاء البالد لمساعدة السجناء وتزويدهم
السجناء السياسيين ،ظلت عمليات الترهيب واستهدفتهن السلطات؛ وقال عشرات من هؤالء بالطعام والمالبس على الرغم من أعبائهم المالية
ومضايقة عائالتهم مستمرة. السجناء إنهم ُقبض عليهم ،ثم تعرضوا للتعذيب فحسب ،وإنما ُوضعوا تحت المراقبة الصارمة
وغيره من ضروب إساءة المعاملة ،ومنها إساءة وأُخضعوا لالستجواب وتعرضوا للمضايقة
عبد الحميد جالصي المعاملة الجنسية والتهديد باالغتصاب واالعتقال والترهيب أيضاً ،وقد طالت هذه اإلجراءات حتى
© Private
األسعد الجوهري
الس��جن بتهم��ة عضويته في حرك��ة النهضة وتهم
ف��ي 17نوفمبر/تش��رين الثاني 2007وبع��د قضاء 17 واألسعد الجوهري ،وهو عضو مؤسس في الجمعية
عاماً في السجن ،أُطلق سراح عبد الحميد جالصي، الدولية لمساندة المس��اجين السياسيين ،يعاني من
وعمره 49عاماً ،بش��روط .ولم يشمل الحكم األولي إعاق��ة جس��دية .ويق��ول إن تل��ك اإلعاق��ة نتجت عن
حكم��اً بالمراقبة اإلداري��ة ،ولكنه عند إطالق س��راحه اإلصابات التي لحقت ب��ه أثناء التعذيب في المعتقل «إن عدم حيازتي بطاقة هوية
ُوضع قيد المراقبة المس��تمرة من قبل أفراد من جهاز في الفترة من 1991إلى .1994وفي كثير من األحيان
أمن الدول��ة يرتدون مالب��س مدنية ويرابط��ون بالقرب يعمد أفراد أمن الدولة إلى تعقب األس��عد الجوهري
يع ِّقد حياتي اليومية .فهو
م��ن منـزله في سوس��ة ،وظلوا يتعقبون��ه أثناء تنقله ومضايقت��ه واس��تجوابه .كم��ا أن��ه يتلق��ى تهديدات يمنعني من توقيع عقود إيجار،
ف��ي المدينة وعندم��ا كان يزور أصدق��اءه في تونس منتظم��ة باالعتداء الجس��دي عليه أو بس��جنه إذا لم ومن اإليفاء باإلجراءات اإلدارية
العاصم��ة .وكان كل اجتماع واتصال بأصدقائه وعائلته يتوقف عن عمله في مجال حقوق اإلنس��ان دفاعاً المتعلقة بأسرتي ،ومن طلب
يوضع تحت المراقبة الصارمة. عن السجناء السياسيين والس��جناء السابقين .فعلى
سبيل المثال ،تعرض في أغسطس/آب 2002لالعتداء
الحصول على جواز سفر أو
وقال إن��ه بعد احتجاج��ه ،ب��دأ الجيران بإبالغ الش��رطة عل��ى أيدي خمس��ة رجال ش��رطة بمالب��س مدنية، بطاقة عدد ] 3السجل العدلي[.
بزياراته وتنقالته .كم��ا أن بعض الجيران ال يلقون التحية وفي مايو/أيار 2007اع ُتقل لمدة يوم عندما كان من وال أستطيع الحصول على
عليه أو على أفراد عائلته في الشارع وال يزورونه ،ألنهم المقرر أن يلتقي بمنظمات غير حكومية دولية تعنى موافقة على العمل كتاجر /أو
يخشون أن تستجوبهم الشرطة أو أن يواجهوا مشاكل بحقوق اإلنس��انُ ،
وطلب منه توقيع إف��ادة يلتزم فيها بائع بالمف َّرق ألنني بحاجة إلى
ف��ي عملهم عل��ى ما يب��دو .وتش��عر عائلت��ه بأنها بوقف أنشطته السياسية واالجتماعية.
معزولة اجتماعياً .وقال عبد الحميد جالصي إن أحد
إبراز بطاقة الهوية وبطاقة عدد 3
أفراد أمن الدولة طلب من والد زوجته اإلبالغ عنه. وف��ي يناير/كان��ون الثاني ُ ،2010حكم على األس��عد كي أحصل عليها».
الجوهري غيابياً بالس��جن ثالثة أش��هر بتهمة «جمع األسعد الجوهري ،يوليو/تموز 2009
وال يس��تطيع عبد الحميد جالصي أن يجد عم ًال على أموال بدون ترخيص» .وقد الذ بالفرار خوفاً على حياته
الرغ��م من أن��ه مهن��دس كيميائي مؤهل .ويش��عر بعد قيام أفراد أمن الدولة بتفتيش منـزله وترويع عائلته.
بأن المضايق��ات أدت إلى إضع��اف عالقاته بأصدقائه ويُخش��ى أن تكون هذه المقاضاة مرتبطة بأنش��طته في مارس/آذار 1998أطلق سراح سجين الرأي السابق
وجيران��ه ومعارفه ،ويحاول باس��تمرار تجنب التس��بب المتعلقة بمس��اعدة الس��جناء السياس��يين السابقين والمداف��ع عن حق��وق اإلنس��ان األس��عد الجوهري،
بوقوع مشاكل لآلخرين. وبحقوق اإلنسان في تونس. وعمره 50عاماً ،بعد قضاء أكثر من ست سنوات في
على عمل مع إحدى الشركات الدولية العديدة السجن ،فإنهم غالبا ً ما يفتقرون إلى المؤهالت كما يواجه السجناء السياسيون السابقون التمييز
في تونس. أو الخبرات المناسبة ويواجهون مستويات بطالة في النظام اإلداري .إذ أن طلبات الحصول على
عالية .وعندما يجدون عمالً فعالً ،فإنه يتم ممارسة وثائق رسمية ،من قبيل نسخة عن السجل العدلي
وقد طعن العديد من السجناء السياسيين السابقين ضغوط على أصحاب العمل كي يطردوهم من (بطاقة عدد )3أو جواز سفر ،تقابل بالتأخير
في رفض السلطات إعطاءهم وثائق أو جوازات عملهم بحسب ما ورد .وعندما يحاولون بدء بعض المفرط والرفض أحياناً .وفي معظم الحاالت ال
سفر أمام محاكم إدارية .وتستمع هذه المحاكم األعمال التجارية الصغيرة ،فإنها ُتغلق من دون ُيعطى أي تفسير أو قرار مكتوب.
اإلدارية إلى قضايا إساءة استخدام السلطة أي سبب قانوني أو ُينصح الزبائن المحتملون
المزعومة من قبل هيئة إدارية معينة ،وكثيرا ً باالبتعاد عنهم .ويبدو أن جميع هذه القيود إن بعض هذه الوثائق الرسمية مطلوب من أجل
ما اتخذت قرارات لصالح السجناء السياسيين مصممة لخنقهم اقتصادياً. إيجاد عمل في المؤسسات العامة أو الحصول
السابقين ،بما في ذلك ما يتعلق منها بقضية على رخصة مهن للعمل كمحام أو طبيب مثالً.
جوازات السفر .بيد أن السلطات تجاهلت مثل إن الحرمان من جوازات السفر يمنع السجناء وإن ذلك ،باإلضافة إلى المراقبة المستمرة والقيود
تلك القرارات في األغلبية العظمى من مثل هذه السياسيين السابقين من السفر إلى الخارج المفروضة على التنقل ،يضيف إلى الصعوبات
الحاالت. وحتى زيارة عائالتهم في حاالت عدة .كما أن التي يواجهها السجناء السياسيون السابقون
جواز السفر يعتبر عنصرا ً حاسما ً في الحصول عندما يبحثون عن عمل .وبعد قضاء سنوات في
محمد عبو
ف��ي أبريل/نيس��ان ُ ،2005حكم عل��ى محمد عبو،
© Amnesty International
أفراد األمن الذي��ن كانوا يعمدون إل��ى ترهيب موكليه ُرفع��ت القي��ود الغامضة على الس��فر ،حيث ُس��مح وخ�لال محاوالت الس��فر الالحقة قيل ل��ه إنه ال يملك
المحتملين ويشيرون عليهم بتغيير محاميهم. له بالس��فر إلى فرنس��ا وبلجيكا بناء عل��ى دعوة من وثيقة صادرة عن وزارة العدل وحقوق اإلنس��ان تُظهر
منظمة العفو الدولية. بأنه قض��ى مدة حكمه .وفي 3و 6مارس/آذار 2009
وال ي��زال أفراد األم��ن يتعقبون محمد عب��و ،كما أنهم ُمنع من الس��فر بدون تفس��ير ،وأش��ار عليه أفراد األمن
يقومون بتطويق منـزله بصورة دورية ومراقبة زواره. وكان محمد عبو م��ن الناحية الفعلي��ة ممنوعاً من في مكت��ب تدقيق جوازات الس��فر ف��ي المطار بأال
العمل كمحام في تونس .وكان مكتبه مراقباً من قبل يحاول مغادرة البالد م��رة أخرى .وفي مايو/أيار 2009
منظمة العفو الدولية مارس/آذار 2010 رقم الوثيقة MDE 30/003/2010 :
ُطلقاء لكن ليسوا أحرارا ً 10
السجناء السياسيون السابقون في تونس
الجامعات التابعة للدولة ،وهو ما يعتبر انتهاكا ً سنوات كحد أقصى على الحكم الذي قضاه ولم وال يحصل معظم السجناء السياسيين السابقين
للمادة 13من العهد الدولي الخاص بالحقوق يرتكب أية جريمة جديدة .إال أن استعادة الحقوق على بطاقاتهم االنتخابية على الرغم من الطلبات
االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تكفل الحق نادرا ً ما تحدث في الممارسة العملية. المتكررة ،وال ُيسمح لهم بالتصويت .و ُيذكر أن
في التعليم ،بما فيه الحق في التعليم العالي. األقرباء المقربين يتأثرون بالقدر نفسه .وينص
لقد كان العديد من السجناء السياسيين طالبا ً الفصل 3من قانون االنتخابات التونسي على
في وقت اعتقالهم في مطلع التسعينيات من أنه ال يحق ألي شخص ُيحكم عليه بالسجن مدة
القرن المنصرم .وفي معظم الحاالت لم ُيسمح تزيد على ثالثة أشهر (أو ستة أشهر مع وقف
سمير طعم الله لهم بالدراسة في السجن ،وهو ما يعتبر انتهاكا ً التنفيذ) على جريمة جنائية ،أن ُيسجل في السجل
للمعايير الدولية وللمادة 19من قانون السجون االنتخابي .بيد أن الفصل 369مكرر من قانون
© Private
التونسي لعام .2001وعقب إطالق سراحهم ،قيل اإلجراءات الجنائية ينص على إعادة الحقوق
إن مئات منهم ُمنعوا من استئناف دراساتهم في السياسية والمدنية للسجناء بعد مرور خمس
حمدي الزواري
للحصول على جواز س��فر جديد ،وبع��د مرور ثمانية
عش��ر ش��هرا ً قدم ش��كوى للمحكمة اإلدارية ألنه لم
© Private
يتلق أي رد .وفي نوفمبر/تشرين الثاني ،2009أمرت
المحكمة اإلدارية وزارة الداخلية بإصدار جواز سفر له،
ولكن ذلك األمر لم يُنفذ بعد.
أن لكل شخص الحق في التمتع بأعلى مستوى المعالجة من اإلصابات أو األوضاع التي نجمت عن الحرمان من الرعاية الطبية
ممكن من الصحة الجسدية والعقلية .ولذا فإن التعذيب أو تردي األوضاع في السجون أو تفاقمت
السلطات التونسية ،بعدم السماح للسجناء بسببها .وال يستطيع األشخاص الذين ُيحرمون من ُيحرم بعض السجناء السياسيين السابقين من
السياسيين السابقين بتلقي الرعاية الطبية التي الحصول على جوازات سفر مغادرة البالد بهدف الحصول على رعاية صحية .كما ُيحرم بعضهم
يحتاجونها ،إنما تنتهك ،مرة أخرى ،التزاماتها المعالجة الطبية في الخارج. اآلخر من الحصول على بطاقة طبية أو بطاقة
الدولية لحقوق اإلنسان. إعاقة ،وهي البطاقة التي تسمح لمعدمي الدخل
تنص المادة 12من العهد الدولي الخاص أو ذوي اإلعاقات بالحصول على رعاية طبية.
بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على وفي بعض الحاالت ،قد يمنعهم ذلك من تلقي
المس��اعدة الطبية الالزمة له ،ولكن ش��يئاً من ذلك لم وقد أُجريت لعبد اللطي��ف بوحجيلة عملية جراحية منذ إطالق سراحه بشروط في نوفمبر/تشرين الثاني
يحدث منذ ذلك التاريخ .كما أن عبد اللطيف بوحجيلة ف��ي الكلي��ة ف��ي ع��ام ،2002وال ي��زال يعان��ي من ،2007وبعد قضاء أكثر من تس��ع سنوات في السجن،
مضطر لدفع نفقات عالجه ألنه لم يُسمح له بالحصول مش��كالت في القل��ب والكلي��ة ،وهو بحاجة ماس��ة ل��م يتمكن عبد اللطيف بوحجيل��ة ،وعمره 40عاماً،
على بطاقة طبية. وعاجلة إل��ى رعاية طبي��ة .ويقال إن حالت��ه الصحية م��ن الحصول على ملفاته الطبية من المستش��فى
متردية بسبب إس��اءة معاملته في السجن وإضراباته الذي كان يُعالج فيه أثناء س��جنه .وباإلضافة إلى ذلك،
و ُرفض طلب الحصول على جواز س��فر الذي قدمه المتكررة عن الطعام. كان يتم تأجيل مواعيد المستش��فى بصورة منظمة
في أبريل/نيس��ان 2008من دون تفسير خطي ،مما في محاولة لمنعه من تلقي الرعاية الطبية الضرورية
حرمه من خيار المعالجة الطبية في الخارج. وفي 12نوفمبر/تشرين الثاني 2008زاره موظفان من على ما يبدو .واحتجاجاً على ذلك ،فقد بدأ إضراباً عن
وزارة الصحة وسأاله عن حالته الصحية ووعداه بتوفير الطعام في 2أكتوبر/تشرين األول .2008
منظمة العفو الدولية مارس/آذار 2010 رقم الوثيقة MDE 30/003/2010 :
ُطلقاء لكن ليسوا أحرارا ً 12
السجناء السياسيون السابقون في تونس
الحبيب اللوز
بادر إلى التحرك اآلن
© Private
nوقف عمليات المضايقة واالعتقال والمقاضاة إن المضايقة المستمرة وبال هوادة للسجناء
واإلدانة بحق األشخاص الذين يمارسون حقوقهم السياسيين السابقين تؤدي إلى حرمانهم من
في حرية التعبير والتجمع واالشتراك في حقوقهم األساسية ،وتعتبر رمزا ً لعدم تسامح
الجمعيات بصورة سلمية؛ الحكومة التونسية مع أي نقد أو معارضة،
سواء في الماضي أو في الحاضر .فقد عوقب
nالموافقة على التسجيل القانوني للمنظمات السجناء أصالً ،وبعضهم إثر محاكمات جائرة
غير الحكومية التي تعمل من أجل حقوق السجناء وبسبب أنشطة ينبغي عدم تجريمها .ويجب أن
السياسيين السابقين ،ومنها الجمعية الدولية يكونوا اآلن أحرارا ً كي يتمكنوا من إعادة بناء
لمساندة المساجين السياسيين ومنظمة حرية حياتهم العائلية واالجتماعية وإيجاد عمل مأجور
وإنصاف؛ والحصول على الرعاية الطبية المالئمة .كما
ينبغي أن يكونوا أحرارا ً في ممارسة حقوقهم في
nإجراء مراجعة كاملة للقوانين والسياسات حرية التعبير والتجمع واالشتراك في الجمعيات
والممارسات التي أدت إلى وقوع مئات التونسيين – وهي الحقوق التي قضى العديد منهم سنوات
ضحايا ،واعتماد خطة شاملة لتأهيل ضحايا طويلة في السجون من أجلها. ف��ي 5نوفمبر/تش��رين الثان��ي ،2006أُطل��ق س��راح
االنتهاكات على أيدي الدولة .وينبغي جبر األضرار السجين السياسي الحبيب اللوز من السجن بشروط.
بشكل كاف ،بما في ذلك دفع التعويضات وإعادة يرجى كتابة مناشدات إلى السلطات وكانت محكمة عس��كرية قد حكمت عليه بالس��جن
الحقوق إلى نصابها والتأهيل وتدابير الرضى التونسية تدعوها فيها إلى: في ع��ام 1992بتهمة عضويته ف��ي حركة النهضة
وضمان عدم التكرار ،باإلضافة إلى تقديم وغيره��ا من الته��م ذات الصل��ة .وهو ال ي��زال خاضعاً
مرتكبي انتهاكات حقوق اإلنسان إلى العدالة. nوضع حد لمضايقة السجناء السياسيين لتدابير متعددة م��ن المراقبة اإلدارية التي غطت فترة
ووصمهم بعد إطالق سراحهم؛ وصل��ت إلى 13عام��اً .وهذه التدابي��ر تقيد حريته في
ترسل المناشدات إلى: التنقل وتمنعه من الحصول عل��ى المعالجة الطبية
الرئيس زين العابدين بن علي nوضع حد لفرض تدابير المراقبة اإلدارية المناسبة من أمراض السكري والجلوكوما التي أصابته
القصر الرئاسي المسيئة أو التعسفية على السجناء السياسيين في الس��جن .ونتيجة لإلهمال الطبي في الس��جن،
تونس العاصمة السابقين؛ أُصيبت إح��دى عيني��ه بالعمى ،وه��و عرضه لخطر
تونس فق��دان اإلبصار بالعين الثانية .وقال طبيب العيون الذي
فاكس+216 71 744 721 / 71 731 009 : nضمان حرية التنقل للسجناء السياسيين أج��رى له عملية في تون��س العاصمة عقب إطالق
المخاطبة :فخامة الرئيس السابقين والسماح لهم بإعادة االندماج في س��راحه إنه ينبغي فح��ص عينيه مرة كل أس��بوعين.
المجتمع من خالل االتصال بشبكات عالقاتهم بيد أنه نظ��را ً للترهيب الذي تقوم به الس��لطات وتدابير
السيد االزهر بوعوني االجتماعية وإيجاد عمل لهم والحصول على المراقب��ة اإلداري��ة التي تقتض��ي منه ع��دم مغادرة
وزير العدل وحقوق اإلنسان الرعاية الصحية وعلى الوثائق الرسمية وبطاقات منطق��ة صفاقس من دون إذن مس��بق ،فإن الحبيب
31بوليفار باب بنات الهوية ،ومنها جوازات السفر؛ اللوز ال يس��تطيع إج��راء فحص طبي إال م��رة كل ثالثة
تونس العاصمة – القصبة أش��هر .وعندما تكون لدي��ه مواعيد طبي��ة ،يصر أفراد
تونس nإلغاء جميع األحكام الواردة في قانون األمن عل��ى عدم مغادرته صفاق��س ،ويحذرونه من
فاكس+216 71 568 106 : العقوبات وقانون الصحافة وقانون االجتماعات أن هناك سجناء سياسيين سابقين ممن ُقبض عليهم
المخاطبة :معالي الوزير العامة لعام ،1969وقانون الجمعيات لعام مرة أخرى بسبب مغادرتهم المنطقة .وعندما يحتاج
،1959التي تنص على تجريم الممارسة السلمية إلى مغادرة صفاقس ،يُطلب منه إعطاء اسم طبيبه
للحق في حرية التعبير والتجمع واالشتراك في وعنوانه ،باإلضافة إلى ترتيب��ات إقامته .ويجري تعقبه
الجمعيات؛ أثن��اء وجوده ف��ي تون��س العاصمة ،وحت��ى داخل
المباني الطبية أحياناً.
مارس/آذار 2010 منظم��ة العفو الدولية حركة عالمية تضم 2.8مليون ش��خص يناضلون في أكثر
March 2010
رقم الوثيقة: من 150بلدا ً ومنطقة من أجل وضع حد لالنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان.
Index: MDE 30/003/2010
وتتمثل رؤيتنا في تمتع كل ش��خص بجميع حقوق اإلنس��ان المكرس��ة في اإلعالن
Amnesty International العالمي لحقوق اإلنسان وغيره من المعايير الدولية لحقوق اإلنسان.
International Secretariat
Peter Benenson House ومنظمتنا مس��تقلة عن أية حكوم��ة أو إيديولوجية سياس��ية أو مصلحة اقتصادية
1 Easton Street, London
WC1X 0DW, UK
أو دين – ومصدر تمويلها الرئيس��ي هو مس��اهمات عضويتها وما تتلقاه من هبات
www.amnesty.org
عامة.