You are on page 1of 6

‫وجوده ‪.

‬‬ ‫ينطلق اريك فروم في كتابه ( فن الحب ) من افتراض ان النسان قد شعر منذ بداية‬
‫النساني بما يدعوه الوحدة أي بافتراقه عن الكون الذي هو نظرياً جزء منه‪ ،‬و ليتسع لي‬
‫صدر المرحوم فروم لمحاولة شرح هذا كما أفهمه ‪ .‬أي شعور الغربة الذي شعره النسان‬
‫عندما افترض اختلفه عن بقية الكائنات في هذا الكون ‪ ،‬والمتهم هنا كما افترض هو العقل‬
‫الواعي الذي صور للنسان و لنقل تميزه به اي هذا العقل ‪ ،‬وهذا سافرد له نظرية خاصة ‪.‬‬
‫المهم وجد النسان نفسه وحيدا و بالطبع و هو واع جدا لهذه الوحدة امام الكون و بدأ من‬
‫هنا بمحاولة اعادة هذا التصال الذي عذبه فقده وهنا بدأت الحكاية ‪ .‬لم يعدم النسان الفرص‬
‫ليشهد عنده أو عند الخرين ( و بمنتهى الحسد طبعا ) ومضات من اعادة هذا التصال و من‬
‫الن فصاعدا سأدعو هذه الومضات ( النشوة ) و طبعا بدأ الجميع باعمال الفكر للحصول‬
‫على الوصفة التي يجب اتباعها للوصول الى هذه النشوة و بمطالبة الخرين الذين وصلوا‬
‫اليها بالبوح بسرهم الذي أوصلهم لها و الذي ظهر بعدها أن ل شئ عاد كما كان عند اولئك‬
‫الخرين ‪ .‬اسمحوا لي هنا أن اشرّح هذه النشوة بتشبيهها بعمل المحرك في السيارة ‪ ،‬أي‬
‫ضغط للمزيج المنفجر ثم حدوث شرارة كهربائية تؤدي بهذا المزيج الى النفجار وهذا‬
‫النفجار الذي يخلق هذه الومضة من اعادة التصال المنشودة ‪ ،‬وطبعا وجد النسان أنه‬
‫مجبر على القتناع بومضات محدودة خلل حياته ‪ ،‬وان كنا نرى أن لو تسو مثل قد فكر‬
‫بوصفة لبقاء النسان في وضع ان لم يكن في اتصال دائم فلنقل في استعداد دائم لهذا‬
‫التصال و دون ومضات وهذا ما سأعود للحديث عنه ‪ .‬المهم أعمل الناس فكرهم ‪ ،‬وأول‬
‫النتائج التي كان يسهل استنتاجها هو أن النسان ليس هو السيد المطلق في هذا الكون‬
‫( طبعا هناك نشوة أخرى أسهل منال ولكن النسان افترض انها ليست المطلوبة وهذا‬
‫سأعود للحديث عنه ) اذا ظواهر الطبيعة العنيفة و وقوف النسان عاجزا أمامها أوحت له‬
‫أنه ليس المر الناهي و لح ما يبدو أنه الحل ‪ ،‬فلنسلم أنفسنا لها قال الناس و لكن هذا لم‬
‫يكف لن أول خطوة في النشوة هي في ضغط المزيج القابل للنفجار أي التركيز على داخل‬
‫النسان و هذا صعب ان لم نقل متعذر بينما الرعد يقصف والبرق يومض فهنا يجب الهرب و‬
‫التفكير بملجأ بالنسة للغلبية و ل وقت للذوبان في المطلق ‪ .‬اذا ليس هذا هو الحل ‪ ،‬كان‬
‫يجب اختراع محرض أكثر عملية للتركيز دون الخوف على الحياة و تفتقت الذهان عن الحل‬
‫‪ ،‬فلنصنع تمثال لهذه الظواهر و لنعترف جميعا بانها أقوى منا و لنقض الساعات في التركيز‬
‫الذهني أمامها و بعد هذا التركيز المضني فان اي شرارة ولو فكرية تكون كافية لطلق هذه‬
‫النشوة ‪ .‬طبعا هذا الحل كان عمليا للقلة الذين لديهم الوقت و القدرة على التركيز لوقت‬
‫كاف ‪ ،‬وماذا عن الراعي الذي ل يستطيع التوقف عن التفكير في ماشيته و المزارع الذي ل‬
‫يني يفكر في أرضه ‪ .‬يجب الوصول بشكل أسرع الى المطلوب و كان الحل كالتالي‪ :‬يقوم ما‬
‫أصبح اسمهم من الن وصاعدا الكهنة بجمع الناس في أوقات محددة حيث يستطيع الكل‬
‫الحضور و توفير الوقت الكافي لهذه الممارسة و من ثم يقوم الكهنة بفرض التركيز‬
‫المطلوب أي تعطيل الفكر الواعي و هنا القائمة طويلة من الوصفات ( صلوات ‪ ،‬أدعية ‪،‬‬
‫موسيقا ‪ ،‬رقصات قد تكون جماعية ‪ ،‬غمغمات غير مفهومة ‪ ،‬أحاديث وعظية تذكّر الناس‬
‫بالقوة العليا ‪ ،‬الخ ) و هنا قد يكفي هذا لحداث النشوة المطلوبة عند البعض بينما يحتاج‬
‫قسم آخر الى شرارات فيزيولوجية لتحريض هذه النشوة و هنا أيضا القائمة طويلة‬
‫( قرابين ‪ ،‬موسيقا ‪ ،‬جنس جماعي ‪ ،‬رقص ‪ ،‬حركات متناسقة دعيت صلوات ‪ ،‬الخ الخ ) و‬
‫كل هذا طبعا بحضور الطوطم أو الصنم ان شئت الذي يؤمن كبداية التركيز بالنظر ‪ .‬طبعا هنا‬
‫كانت الصعوبة أيضا في تأمين التركيز الكافي اذا لم يكن بعيدا مرور حيوان ما امام المصلي‬
‫مثل ‪ ،‬او ان نجد من يقوم خطأ بقلب الصنم موضوع العبادة أو انتقاده بذكر تفاصيل صناعته‬
‫و المادة التي صنع منها أي ببساطة اعادة هذا الصنم موضوع التركيز الى حيز الوعي من‬
‫نوع ( كم يزن هذا الصنم ‪ ،‬وكم من الوقت يحتاج لنحته ‪ ،‬و ماذا يستطيع أن يفعل ؟ ) المهم‬
‫هنا برزت الحاجة الى نقل هذا الصنم الى مكان آمن من الذهان الناقدة أي الى العلى أول‬
‫وهنا نجد عبادة الكواكب التي تبين بسرعة أنها لم تكن عملية كفاية و ليجرب من اراد‬
‫التركيز على قرص الشمس مثل و الذي يحمل وأمثاله نقطة ضعف قاتلة أنه ليس موجودا‬
‫دائما و ل يحمل صفات كافية لقناع الجميع بأنه أقوى منهم‪ ،‬اذا يجب نقل المعبود الى الداخل‬
‫( أي عبادة صورة الشمس الذهنية كمثال) ‪ ،‬و هذا الداخل كان داخل العقل حيث يكون بأمان‬
‫و حيث يستطيع النسان بارادته أن يضفي عليه كل ما يجود به خياله من قدرات تجعله‬
‫جديرا فعل بالعبادة ( و العبادة كما أراها ماهي ال التسليم لهذا الرمز بقوة تفوق قوى‬
‫البشر ) ‪ .‬وحين وجد النسان تعدد القوى العليا لم يكن صعبا تمثيلها بآلهة متعددة و طبعا‬
‫بعيدة المنال فغليا في الولمب أو في السماء أو وراء الفق و هنا طبعا تم الحفاظ على‬
‫الممارسات الخاصة باحداث التركيز المطلوب و الشرارة المحرضة ‪ .‬المهم أصبحنا نجد آلهة‬
‫توافق كل تجمع بشري معين و حتى أننا نجد في الميثولوجيا اليونانية ما أجرؤ فأسميه‬
‫عبادة حسب الطلب أي عبادة اله أو الهة معينة كمعبود رئيسي يمتاز بالنسبة لهذا العابد‬
‫تحديدا بقدرته على احداث التركيز المطلوب لكون الصفات التي تنسب اليه توافق أرضية هذا‬
‫الشخص الفكرية و قدراته التركيزية فبالنسبة لمحارب مثل من السهل عليه قضاء ساعات‬
‫في التفكر بصفات الهة الحرب مثل من التفكير بصفات باخوس ‪ .‬و بما أن أصل المشكلة هو‬
‫هذا العقل الواعي فانه لم يترك هذه اللهة بسلم فقد أعمل فيهم تفصيل و تشريحا و السبب‬
‫الذي أراه و الذي كان قد بدأ يظهر منذ وقت طويل هو تجار النشوة أي نفس طبقة الكهنة‬
‫التي بدأت تحس بطعم التقدمات و القرابين التي كانت تقدم اليها و لسان حال مقدميها يقول ‪:‬‬
‫( ل تشغلوا أنفسكم بكسب العيش فنحن نكفيكم ذلك و لكن أشغلوا أذهانكم بطرق مفيدة‬
‫ليصالنا الى النشوة المطلوبة ) و هنا لنعدم طبعا الكاهن الذي وجد أنه يستطيع الحصول‬
‫على النشوة المطلوبة بأكل الدجاج المشوي الذي يقدم له لنه خبر سابقا النشوة بطرق أكثر‬
‫ذهنية كما هو المطلوب منه و طبعا بدون سوء نية فالتركيز على أكل دجاجة مشوية أسهل و‬
‫يحقق النشوة المطلوبة بالنسبة للكاهن أكثر من التركيز على التفكير بزيوس وهو يلتهم‬
‫النكتار ‪ .‬و طبعا اعمل الكهان فكرهم و أعملوه أكثر من اللزم لخلق صور و أوضاع جديدة‬
‫تستقطب تركيز عدد أكبر من العابدين لن عدد محبي الدجاج المشوي قد زاد ‪ .‬المهم بدأ‬
‫الكهان والناس بتخيل اللهة بأشكال أصبحت أكثر فأكثر بشرية و لم تعد تعطي الثر المطلوب‬
‫منها في جذب تركيز الناس الى قوة عليا و برزت الحاجة الى اله واحد ل يشغل نفسه‬
‫بمعاقرة الخمر أو اشعال الحروب أو استنسال الفانيات ‪ ،‬أي الى محرض للتركيز الذهني‬
‫المحض ل يشغل فكر العابد بأفعال بشرية تضيع تركيزه و بعيد المنال كما يجب و أيضا يوفر‬
‫الفرصة لذواق متنوعة من الناس أن يجدوا الصفات التي توافق تفكيرهم ليركزوا عليها‬
‫طبعا مع تخلصه من نقطة ضعف سابقيه بابتعاده الى العلى من جديد و استغناءه عن‬
‫حاجات البشر ‪ .‬و الفتح الكبير هو أن هذا الله الواحد يستطيع أن يمتاز بصفات هائلة التنوع‬
‫تفتح آفاقا كبيرة للتركيز المطلوب و دون الوقوع في شرك خلطها بصفات انسانية أي‬
‫اضاعة التركيز بالعودة الى التفكير في طوله و عرضه و كم شخصا يستطيع أن يقتل‬
‫بصاعقته ‪ .‬و طبعا و كما حصل عبر كل العصور نسي الناس لماذا أوجدوا هذا المعبود أصل‬
‫و صار المعبود والعبادة التي بدأت أصل لتحقيق هذه النشوة المنشودة ‪ ،‬عبارة عن جسر أو‬
‫وسيلة أو لنقل حلقة جديدة في سلسلة التفكير الواعي و عاد الناس للتفكير بقارنة قوة الله‬
‫بقوة الملك أو غناه بغنى مرابي القرية ‪ ،‬ال قلة لم تنس عبر العصور ماذا كان الهدف و هذه‬
‫القلة اتخذت وسائل تعقدت أكثر فأكثر و ذلك لن حسد الخرين لهم لم ينقص و مطالبتهم‬
‫بالوصفة الفعالة لم تكل لن تميزهم الخفي كان ظاهرا للجميع ‪ ،‬و عادت الحاجة لختراع أو‬
‫لنقل لتكييف طرق التركيز لتكون قابلة للتطبيق من قبل الغلبية ‪ ،‬و لكن الناس من طبعهم‬
‫النسيان فقد بقي الناس يصلون و لكنهم نسوا لماذا يصلون ‪ ،‬و بقوا يدورون أو يرقصون و‬
‫لكن دون أن بعرفوا لماذا ‪ ،‬لن المرحلة السابقة على المحرض الفيزيائي و هي التركيز قد‬
‫نسيت أو لنقل أنها كما كانت دائما أصعب من أن يستطيع الجميع أن يأخذوها بالحسبان و‬
‫كان الشكل أن فلنا يدور ثم يقول ( سبحاني ما أعظم شأني ) و الخر يسمع موسيقا ثم يقول‬
‫( أنا ال ) و يظهر عليهم أنهم حصلوا على هذه النشوة المطلوبة ‪ ،‬ولكن الضغط المطلوب‬
‫لنفجار هذا المزيج لم يكن ليرى لنه مسألة ذاتية للغاية و أصعب كما قلت من أن يعترف‬
‫بدوره يجب أن أضيف هنا أن الكم الهائل من التعاليم و الشرائع التي حفلت بها ديانات‬
‫المعبود الواحد كان لها السباب التالية ‪ :‬من جهة شرح المحرضات التي توصل لحالة‬
‫التركيز المطلوبة لحداث النشوة و التي تتعدد بتعدد أذواق معتنقي هذه الديانة ‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى تأمين الجو المناسب للتركيز المطلوب و ذلك باراحة النسان من المنغصات التي قد‬
‫تحتل تفكيره الواعي ( و هنا أفكر بالجوع أو الخوف أو الظلم ‪ ) ...‬و التي تمنعه من الدخول‬
‫في حالة التركيز المطلوب أي اراحة العقل الواعي و اطلق العنان للوعي الباطن أو الل‬
‫وعي ان شئنا ‪ .‬الجنس ‪ :‬كان دور الجنس كمحرض للنشوة معروفا منذ الزل و الحقيقة أن‬
‫الجنس الذي يفعله البشر يوفر طريقة سهلة التطبيق و عملية للكثيرين لحداث التركيز‬
‫المطلوب ‪ .‬و هنا ل بد أن نذكر أن جماعات بشرية معينة قد اتخذت من الجنس المحرض‬
‫الوحيد أو الساسي للنشوة و ظهرت العبادات العديدة التي تقوم على الجنس كممارسة‬
‫شعائرية أساسية و طبعا مع الضافات اللزمة لتأمين التركيز دائما ‪ .‬ماهي ممارسة‬
‫الجنس ؟ انها عبارة عن مجموعة من الممارسات المتصاعدة التواتر و الوقع و التي تبدأ‬
‫فكرية محضة ثم شيئا فشيئا ‪ ،‬تخلي الممارسات الفكرية مكانها لممارسات فيزيائية أشبهها‬
‫بدوائر متحدة المركز و متزايدة القطر باستمرار يقوم بها شخصان في حالة نفسية ( غالبا )‬
‫مستعدة للتركيز على هذا الموضوع و في ذهنيهما النشوة الجزئية على القل التي سيحصلن‬
‫عليها ‪ .‬طيب ‪ :‬تركيز ذهني بالتفكير بهذا الشريك و تخيل صفاته الجسمية و النفسية ‪ ،‬ثم‬
‫تركيز جسدي متبادل حيث يقوم كل من الشريكين بزيادة قدرة الخر على التركيز على جسده‬
‫الخاص و ذلك باللمس و ما اليه ‪ ،‬يضاف اليه تركيز للنظر الى المنبهات البصرية التي أفاض‬
‫في شرحها ديزموند موريس و هو يصف قرده العاري ‪ ،‬ومن ثم يحصل النفجار المعروف‬
‫الذي يختلط فيه الشرارة الفيزيائية و التي دعيت بشكل مستقل ( الورغازم ) مع النتيجة‬
‫المنشودة و هي النشوة التي ان اتبعت القواعد بدقة تفوق بمراحل مجرد النشوة الجسدية و‬
‫لكن لختلط الثنتين معا كان الناس ميالين دوما الى اعتبارها شيئا واحدا و لكن بمقادير‬
‫مختلفة فنسمع عبارات من نوع (هذه المرة احسن من السابقة ‪ ،‬او مع هذا الشخص أجمل )‬
‫‪ .‬أو الكثر علمية من نوع ( نسبة كذا من النساء لم يختبرن الورغازم ول مرة في‬
‫حياتهن ) ‪ .‬والصواب كما أرى هو ( هذه المرة لم أستطع ال الحصول على الشعور الذي‬
‫تعطيه هذه المجموعة المعقدة من الليات الفيزيولوجية التي تؤدي للقذف ‪ ،‬أو‪ ...‬أنني‬
‫حصلت على النشوة المطلوبة حيث استطعت التركيز و من ثم اطلق الشرارة لتوليد هذه‬
‫النشوة ) و من يتفحص آداب العالم و أسوق ما يدعى ( الكاما سوترا ) كمثال يدرك مدى‬
‫الجهد الذي بذله الناس لضمان الحصول على النشوة عن هذا الطريق ‪ .‬و طبعا السر الذي‬
‫يغيب عن كثير من الساعين الى النشوة بكل الطرق هو المرحلة الولى أي التركيز للنعتاق‬
‫من العقل اليومي ‪ ،‬و ليسمح لي علماء النفس بهذا التعبير ‪ .‬و ما المؤلفات العديدة في مجال‬
‫الجنس ال وصفات لعدم اضاعة التركيز المطلوب لهذه العملية ‪ .‬ومن هذا المنطلق يمكننا‬
‫فهم العادة السرية على الشكل التالي ‪ ،‬القدرة على الوصول للتركيز المطلوب لطلق‬
‫الشرارة اللزمة لحداث النشوة بدون مساعدة شريك ما و رغم ما يقال عن العادة السرية‬
‫فإنها من هذه الرؤية قدرة أعلى بكثير من العملية الجنسية الثنائية ‪ ،‬و طبعا المسؤول هنا‬
‫هو قدرة الشخص على منع العقل اليومي أو الوعي الفردي و هو مقابل وعي النوع و هذا‬
‫سأشرحه لحقا ‪ ،‬عن الشعور بالستغراب من محاولة الحصول على النشوة عن طريق‬
‫الجنس بدون شريك ‪ .‬و بنفس الطريقة يمكن فهم الشذوذات الجنسية كافة ‪ ،‬من حيث أنها‬
‫القدرة على التركيز بمساعدة اللم الجسدي ‪ ،‬وأنا أتكلم هنا عن المازوشية ‪ .‬او القدرة على‬
‫التركيز بوجود شريك من نفس الجنس ‪ ،‬أو باحداث اللم بالخرين ‪ .‬وبعد حدوث التركيز‬
‫المطلوب سواء كان عن طريق طبيعية ( يقرها المجتمع ‪،‬و النسان حيوان اجتماعي ) أو‬
‫عن طريق غير طبيعية ( شاذة ) ‪ .‬فما تبقى ان هو ال تحصيل حاصل لنه يكفي حدوث‬
‫الشرارة المطلوبة حتى تحصل النشوة ‪ .‬من المناسب هنا أن أقوم بشرح التركيز كما أفهمه ‪،‬‬
‫وذلك بالعودة الى فكرة العقل اليومي أو الوعي الفردي وهو كما أراه وعي النسان لذاته‬
‫كذات معزولة عن المحيط ‪ ،‬وعن هذا الوعي الفردي ينتج العقل اليومي الذي يقوم بتقييم‬
‫الكون من وجهة نظر هذه الذات أي من وجهة نظر مصلحتها و بالتالي توجيه أفعال الفرد‬
‫لخدمة هذه المصلحة و هي طبعا ليست مصلحة وعي النوع الذي يدعى أيضا بالنا العليا او‬
‫الل وعي و الذي تتركز وظيفته بالحفاظ على حياة الكائن للحفاظ على حياة النوع البشري‬
‫في هذا المثال ‪ .‬و طبعا هنا يظهر الحيوان الجتماعي الذي ل يريد أن يكون محاربا من قبل‬
‫الباقين لنه ليس مثلهم و الذي بالتالي يحمل قوانين المجتمع معه اينما ذهب و ذلك لن‬
‫محاربة المجتمع لشخص تعني عدم قدرته على مقارنة نفسه بالخرين و بالتالي ضياع‬
‫القدرة على التميز ( الفردية ) الذي هو أصل هذا العقل ‪ .‬و التميز الذي اقصده هنا هو التميز‬
‫النسبي عن الخر أي تميزي باسمي و لون عيوني و ما في جيبي وووو ‪ .‬فالتركيز اذا هو‬
‫عبارة عن ارسال هذا العقل الفردي في اجازة ليفسح المجال امام وعي النوع المتصل دوما‬
‫بالكون لنه ل يعترف بفردية الشخص او لنقل تميزه عن غيره بل إن هدفه الوحد هو‬
‫المحافظة على الحياة بالمطلق و من ضمنها حياة العضوية التي تحمله ‪ .‬اذا كل ما هو قادر‬
‫على تعطيل العقل اليومي مؤقتا هو قادر على احداث التركيز أي أن التركيز بالمختصر هو‬
‫الل و ليس النعم في اي اتجاه و ما محرضات التركيز الشائعة كنواس المنوم المغناطيسي او‬
‫ايقونة الراهب المسيحي أو الموسيقا بانواعها ال ابوابا ندخل عبرها الى العدم ‪ ،‬عدم الوعي‬
‫طبعا و هذا ما ادعوه التركيز ‪ ،‬فالراهب يركز على اليقونة خطا خطا و لونا لونا حتى‬
‫تتلشى اللوان و الخطوط اي ينام وعيه الذي يسال ماذا يدعى هذا اللون و ما نوع هذا‬
‫الخشب ‪ .‬و الذي يستمع للموسيقا يركز على الموسيقا حتى تتلشى النغام و النوتات و‬
‫المقامات و اللت ‪ .‬الذي يقوم بالتركيز لحل مسألة رياضية يركز حتى تتلشى الرموز و‬
‫الرقام من أمامه ‪ .‬و كل هذا ما هو ال الدخول في التماهي مع الكون بالسماح لللوعي‬
‫باستلم زمام المور ‪ ،‬و الوصفات التي استعملها النسان على مر العصور اكثر من ان‬
‫تحصى ‪ .‬هنا تبرز مشكلة هي من مميزات الوعي الفردي و هي ان النسان ميال بعد عودته‬
‫من حالة النشوة ( اي بعد عودة الوعي الى استلم القيادة ) الى تقييم المحرض الذي سبب‬
‫له هذه النشوة فالنشوة التي سببها اكل حبة من الشوكول تافهة ‪ ،‬و النشوة التي سببتها‬
‫ممارسة الجنس خاطئة ‪ ،‬و النشوة التي حرضتها الموسيقا تعتمد على نوع الموسيقا ‪ ،‬و‬
‫النشوة التي اختبرها كازانوفا بممارسة الجنس خلل مشاهدته لحفلة تعذيب جماعي‬
‫وحشية ‪ ،‬بينما نشوة الكاهن او المتدين ( وان وجد العديد ممن حوربوا على هذه النشوة )‬
‫تصبح مقدسة إن لم تخالف راي الغلبية ‪ ،‬رغم اننا نجد نشوة القبائل الفريقية بعد الرقص‬
‫حول النار لساعات على وقع الطبول و التمتمات غريبة ‪ .‬طبعا هناك انواع من النشوة كمثل‬
‫النشوة المسبوقة بتركيز تسببه المخدرات تندرج تحت ما اسميه النشوة الناتجة عن تركيز‬
‫سببه خلل في الية عمل الل وعي ‪ ،‬ففي حالة المخدرات مثل و التي يقاومها الل وعي‬
‫باعتبارها ضارة للعضوية و لكن النسان يحاول باستعمالها الوصول الى تركيز سريع و شاذ‬
‫ناتج عن تأثيرها الفيزيولوجي على الجملة العصبية ‪ .‬بينما ان اردنا البحث في التركيز الذي‬
‫يحصل بممارسة الشذوذات الجنسية العنيفة كالسادية و المازوخية مثل ‪ ،‬فاننا نجد سببه في‬
‫ان ل وعي النسان قد اجبر في مرحلة مبكرة من حياة النسانية على اضافة السطور التالية‬
‫الى شيفرته ( يجب في حالت معينة الحاق الذى و قتل كائنات حية أخرى او اناس من اجل‬
‫استمرار الحياة ‪ ،‬ومن الممكن في هذه الحال التعرض للذى او الموت ) وهذه المعلومات‬
‫التي قسر ل وعينا على اضافتها تفسر برأيي قدرة البعض على التركيز بوجود الذى دون أن‬
‫يعترض الل وعي عليها و كأنها مبالغة ( مرضية بالتأكيد ) لفعل أصبح يشكل قسري طبيعيا‬
‫بالنسبة للوعي ‪ ،‬و كمثال للتوضيح أرجو من قارئي أن يفترض أن خروفا قد تمكن من قتل‬
‫ذئب فماذا سيحصل بعد ؟ لن يأكل الخروف جثة الذئب و لو مات جوعا ‪ ،‬و اسمحوا لي أن‬
‫أسأل لماذا ؟ السبب أن الشيفرة الحياتية للخروف و بالتالي تكوينه الفيزيولوجي ليس فيها‬
‫ما يمكنه من أكل اللحم بينما هذه القدرة و ما تلها من استعداد فيزيولوجي لكل اللحم قد‬
‫أضيفت الى الشيفرة الحياتية للنسان ‪ .‬ختاما أقول أن النشوة هي واحدة و هي حاجة بشرية‬
‫أزلية و الذي يختلف ما هو ال الطرق المتبعة للحصول على التركيز الذي هو المرحلة‬
‫التحضيرية اللزمة لطلق النشوة و هو كما بينت انزال العقل الواعي الفردي عن موقع‬
‫القيادة واعادة القيادة لصاحبها الصلي و هو اللوعي أو عقل النوع ‪ .‬و طرق التركيز‬
‫تختلف باخنلف الناس و ارضياتهم النفسية و العقلية كمثل الختلف بين أذواق الناس‬
‫بالنسبة للموسيقا و الفنون عامة على سبيل المثال ‪ .‬و بما أن النسان ميال لتقييم مسببات‬
‫هذا التركيز فقد تم بالتالي تقييم النشوة و كأنها أنواع مختلفة تبعا لمحرضات التركيز ‪ ،‬وتم‬
‫بالتالي قبول بعضها و رفض البعض و التحفظ على البعض ‪ ،‬وما هي برأيي ال مسببات‬
‫مختلفة ل تحتمل التقييم حيث انها تتبع ظروفا داخلية و خارجية تختلف من انسان لخر و‬
‫طالما قدر هذا النسان على تحقيق التركيز بهذا المحرض فهو محق ل يحق له أو لغيره‬
‫منعه منه‬
‫‪posted by Mo @ 3:50 AM 0 comments links to this post‬‬

‫‪0 Comments:‬‬

‫‪Post a Comment‬‬

‫‪Links to this post:‬‬


See links to this post

Create a Link

<< Home

About Me
Name: Mo

View my complete profile

Previous Posts

You might also like