Professional Documents
Culture Documents
Qaulu Ulama Fi Tahdzir Min Bid'Ah Al-Azi'
Qaulu Ulama Fi Tahdzir Min Bid'Ah Al-Azi'
ــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد ل ؛ نحمده ونستعينه ،ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات
أما بعد ؛ فإن أصدق الحديث كتاب ال ،وخير الهدي هدي محمٍد صلى ال عليه وسلم ،
وشر المور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة في النار .
و بعد :
فهذا موضوع يشتمل على بعض أقوال أهل العلم ،تتعلق بالتحذير من بعض بدع العزاء ،
وهي النياحة ،والجتماع للعزاء ،ومسألة صنع الطعام لذلك ؛ ومسألة لبس اللباس
السود أثناء العزاء ،أسأل ال أن ينفع بها ،وصلى ال على نبينا وقدوتنا محمد وعلى
ـــــــــ
) يقول ال تعالى ممتنًا على عباده ) :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
فهذه الية الكريمة تدل على تمام الشريعة وكمالها ،وكفايتها لكل ما يحتاجه الخلق
الذين أنزل ال سبحانه قوله فيهم ) :وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون (
) الذاريات . ( 56:
) هذه أ كبر نعم ال تعالى على هذه المة ،حيث أ كمل تعالى لهم دينهم ،فل يحتاجون
ن غيره ،ول إلى نبي غير نبيهم صلوات ال وسلمه عليه ،ولهذا جعله ال
إلى دي ٍ
تعالى خاتم النبياء ،وبعثه إلى النس والجن ،فل حلل إل ما أحله ،ول حرام إل ما
" فل يتصور أن يجيء إنسان ،ويخترع في الشريعة شيئًا ؛ لن الزيادَة عليها تعد
استدراكًا على ال تبارك وتعالى ،وتوحي بأن الشريعة ناقصة ،وهذا يخالف ما جاء
فل يتصور إنسان يزيد على شرع ال ،ويكون غير مذموم " ) . ( 1
وهذا أمر قد أيقن به أهل الملل كلهم ول الحمد ،لكن كثيرًا منهم يجحدون ؛ كما قال
تعالى ) :وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا ( ) النمل . ( 14 :
ب ؛ قال :
عن طارق بن شها ٍ
" قالت اليهود لعمر :إنكم تقرؤون آية في كتابكم ،لو علينا معشر اليهود نزلت ؛
لتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال :وأي آية ؟ قالوا ) :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ( ،قال عمر :وال إني لعلم اليوم الذي نزلت على رسول ال صلى ال عليه
وسلم فيه ،والساعة التي نزلت فيها :نزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم
عشية عرفة ،في يوم جمعة " رواه البخاري و مسلم .
" إنه لم يكن نبي قبلي إل كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ،وينذرهم
وأخرج الطبراني في " معجمه الكبير " ) ( 1647عن أبي ذر الِغفاري رضي ال عنه ؛
قال :
" تركنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء ؛ إل وهو
قال :فقال صلى ال عليه وسلم " :ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار ؛ إل
فأي إحداث أو ابتداع إنما هو استدراك على الشريعة ،وجرأة قبيحة ينادي بها
وهذا ما فهمه تمامًا أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم والئمة من بعدهم ؛ فقد صح
عن ابن مسعود رضي ال عنه :أنه قال " :اتبعوا ول تبتدعوا ؛ فقد كفيتم ،وكل
وروى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي ال عنه انه قال :
" يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدًا ،فإن أخذتم يمينًا وشماًل لقد ضللتم
"اصبر نفسك على السنة ،وقف حيث وقف القوم ،وقل بما قالوا ،وكف عما كفوا
عنه ،واسلك سبيل سلفك الصالح ،فإنه يسعك ما وسعهم " ) . ( 2
وقال المام ابن كثير ـ رحمه ال ـ في " تفسيره " ) ( 401 / 4مناقشًا مسألة إهداء
" إنه ليس من عملهم ،ول كسبهم ،ولهذا لم يندب إليه رسول ال صلى ال عليه
وسلم أمته ،ول حثهم عليه ،ول أرشدهم إليه بنص ول إيماٍء ،ولم ُينقل ذلك عن أحٍد
من الصحابة رضي ال عنهم ،ولو كان خيرًا ؛ لسبقونا إليه .
وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ،ول يتصرف فيه بأنواع القيسة والراء " .
" فإذا كان كذلك ؛ فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله :
إن الشريعة لم تتم ،وإنه بقي منها أشياء يجب استدراكها ؛ لنه لو كان معتقدًا لكمالها
وتمامها من كل وجه ؛ لم يبتدع ،ول استدرك عليها ،وقائل هذا ضال عن الصراط
المستقيم .
الرسالَة ؛ لن ال يقول ) :اليوم َأكملت لكم دينكم ( ،فما لم يكن يومئٍذ ديناً؛ فل
" فطرق الدين والعبادات الصحيحة إنما هي ما بينه الذي خلق الخلق على لسان
رسوله محمد صلى ال عليه وسلم ،فمن زاد على هذا أو َنقص ؛ فقد خاَلف الحكيم
قال اِلمام الشوكاني في " القوِل المفيد " ) ص ( 38مناقشًا بعض المبتدعين في شيٍء
" فإذا كان ال قد أكمل دينه قبل أن يقبض نبيه صلى ال عليه وسلم ؛ فما هذا الرأي
للقرآن ! وإن لم يكن من الدين ؛ فأي فائدٍة في الشتغال بما ليس من الدين ؟ !
وهذه حجة قاهرة ،ودليل عظيم ،ل يمكن لصاحب الرأي أن يدفعه بدافع أبدًا ،فاجعل
هذه الية الشريفة أول ماتصك به وجوَه أهل الرأي ،وترغم به آنافهم ،وتدحض به
إذ " كل ما أحدث بعد نزول هذه الية ؛ فهو فضلة ،وزيادة ،وبدعة " ) . ( 7 ) ( ( 6
ــــــــــــ
الهوامش :
) : ( 2أخرجه :الللكائي في " السنة " ) ( 174 / 1والبيهقي في " المدخل "
الحلبي .
ل من " علم أصول البدع " للشيخ علي الحلبي ) ص 17ـ ( 21بتصرف .
) : ( 7نق ً
ـــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
) اعلم أن التصبر واجب ،وِإظهاِر الجزع حرام ،والنياحة حرام ،والبكاء مباح :
فأما الصبر ؛ فالقرآن جميعه دل عليه :قال ال عز وجل ) :الذين إذا أصابتهم مصيبة
ثم وعد عليه كما في قوله تعالى ) :إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ( .
فَأما الجزع ؛ فليس هو ِإل مرارَة الفقد ،فِإن هذا مركوز في الجبلة ،وِإنما المذموم
وأما النياحة :فحرام :فقد قال النبي صلى ال عليه وسلم :
" أربع في أمتي من أمر الجاهلية ل يتركونهن ؛ الفخر بالحساب ؛ والطعن في
النساب ؛ والستسقاء بالنجوم والنياحة ،وقال :النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام
وقال صلى ال عليه وسلم " :ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة
الجاهلية " رواه البخاري و مسلم ؛ وفيه أخبار كثيرة عن الرسول صلى ال عليه
وسلم ؛ لن ذلك يشبه التظلم والستغاثة على ال عز وجل ،وفيه تشبه بالستعداء .
والدليل عليه أن النبي صلى ال عليه وسلم جعل ابنه إبراهيم في حجره ،وكان ينزع ،
فبكى عليه ،وقال " :تدمع العين ،ويحزن القلب ،ول نقول إل ما يرضي الرب ،
وقد ذكر المام الذهبي ـ رحمه ال ـ النياحة ضمن كبائر الذنوب فقال في كتابه
" الكبائر" ) ص : ( 154
وكذلك ذكر ابن حجر الهيتمي ـ رحمه ال ـ النياحة ضمن الكبائر في كتابه " الزواجر
عن اقتراف الكبائر " ) ( 262 / 1ورد على من اعتبرها من الصغائر في
وقال المام ابن حزم ـ رحمه ال ـ في " المحلى " ) " ( 146 / 5فصل :صلة
) الصبر واجب ،والبكاء مباح ،ما لم يكن نوح ؛ فإن النوح حرام ؛ والصياح ،
وخمش الوجوه وضربها ،وضرب الصدر ،ونتف الشعر وحلقه للميت كل ذلك حرام
وكذلك الكلم المكروه الذي هو تسخط لقدار ال تعالى ،وشق الثياب ( اهـ .
وقال المام محمد بن إسماعيل المير الصنعاني ـ رحمه ال ـ في" سبل السلم "
) النوح هو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله والحديث دليل على
وقال المام الشوكاني ـ رحمه ال ـ في " السيل الجرار " ) : ( 338 / 1
) النوح والبكاء الذي يمكن دفعه حرام وأما مجرد فيضان العين وذروفها بالدموع من
دون صوت ول نوح ول تعمد للبكاء فهو الذي حصل اِلذن به وهو الذي قال فيه صلى
ال عليه وسلم " :العين تدمع والقلب يحزن ول نقول إل ما ُيْرضي ربنا "…( إلى آخر
كلمه.
وقال العلمة صديق حسن خان ـ رحمه ال ـ في " الدين الخالص " ) : ( 338 / 4
) ومن الجزع " النياحة " و" الرنة " ،ورفع الصوات ،وشق الجيوب ،وضرب
الخدود وغير ذلك من الفعال الدالة على َفْقِد الصبر ،وحصول الضطراب ،فإن هذا
كله ليس من الدين في شيء ،إنما هو من خصال الجاهلية ،وشيمة الكفرة الفجرة
وقال الشيخ علي محفوظ ـ رحمه ال ـ عضو جماعة كبار العلماء بالزهر في
) يحرم الندب وهو تعديد محاسن الميت كواجبله واعزاه ،والنوح وهو رفع الصوت
بالندب .ومثله الفراط في رفعه بالبكاء و إن لم يكن معه ندب ول نوح و ضرب نحو
الخد وشق نحو الجيب ونشر الشعر وحلقه ،ونتفه ،وتسويد الوجه وإلقاء الرماد على
الرأس ،والدعاء بالويل والثبور ،وكل شيء فيه تغيير للزي كلبس ما ل يعتاد لبسه
ل أو على تلك الصفة ،وكترك شيء من لباسه والخروج بدونه على خلف العادة ،
أص ً
وقد ابتلى كثير من الناس بتغيير الزي ،وعدم حلق الشعر ،مع ما تقرر من حرمته بل
كونه كبيرة وفسقا قياسا على تلك المذكورات وان كانت أفحش من ذلك لنهم عللوها
بما يعم الكل وهو أن ذلك يشعر إشعارا ظاهرا بالسخط وعدم الرضا بالقضاء والعياذ
وقال الشيخ العلمة محمد ناصر الدين اللباني ـ رحمه ال ـ في " أحكام الجنائز و
) لقد حرم رسول ال صلى ال عليه وسلم أمورًا كان ول يزال بعض الناس يرتكبونها
إذا مات لهم ميت ،فيجب معرفتها لجتنابها ،فل بد من بيانها ) وذكر منها النياحة ( (
وقال الشيخ سيد سابق ـ رحمه ال ـ في " فقه السنة " ) : ( 260 / 1
) النياحة مأخوذة من النوح ،وهو رفع الصوت بالبكاء ،وقد جاءت الحاديث مصرحة
وقال محمد بن علوي المالكي ! ) ( 9في " تحقيق المال فيما ينفع الميت من
) وأما النياحة والندب ،وهو التعديد ،وطرح التراب على الرأس ،ولطم الخدود ،
وشق الجيوب ،فجميع ذلك محرم شديد التحريم ،وقد وردت الحاديث الصحيحة ،
ـــــــــ
الهوامش :
) * ( النياحة تعتبر من كبار المعاصي وليست من البدع ولكني ذكرتها هنا لن كثير من الناس
) : ( 9هو صوفي ضال و إنما أوردت كلمه حجة على اتباعه ،وانظر لتعرف حال
الرجل " :هذه مفاهيمنا " لصالح آل الشيخ و" كمال المة في صلح
عقيدتها " للشيخ أبوبكر الجزائري و"جلء البصائر في الرد على كتابي شفاء
الفؤاد والذخائر" لسمير المالكي و" الدعاء ومنزلته من العقيدة " للعروسي
) ( 869 / 2و " التبرك المشروع والتبرك الممنوع " لعلي العلياني و" القول
الفصل في حكم الحتفال بمولد خير الرسل " للعملمة إسماعيل النصاري
رحمه ال و " حوار مع المالكي " للشيخ ابن منيع و" الرد القوي على
الرفاعي والمجهول وابن علوي " للعلمة حمود التويجري رحمه ال .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) اعلم أن التعزية لهل المصيبة سنة مرغب فيها ،والدليل عليه أن النبي صلى ال
عليه وسلم قال " :ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إل كساه ال سبحانه من حلل
ِإذا ثبت هذا ؛ فإن العزاء من حين يموت الميت إلى أن يدفن وبعد الدفن وبه قال
الشافعي .
ت له :
وروي َأن محمد بن عبِد الحكِم أرسل ِإلى الشافعي يعزية في مي ٍ
وأحسن ألفاظ التعزية ما صح عن النبي صلى ال عليه وسلم " :إن ل ما أخذ ،ول
ما َأعطى ،وكل شيٍء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ،ولتحتسب " رواه البخاري
ومسلم ( ) . ( 11
والتعزية عبادة فِإذا صيغت العبادة على وجه لم يكن معروفًا في عهد الرسول صلى ال
ومن صيغ التعزية التي لم تكن معروفه في عهد النبي صلى ال عليه وسلم تخصيص
وقت معين لها ؛ كتحديد وقت العزاء بعد صلة العصر أو بعد صلة المغرب كما هو
منتشر بين الناس ؛ والسنة ان يعزي المسلم أخاه في أي وقت لقيه فيه سواء لقيه في
المقبرة أو في الطريق أو في المسجد أو في البيت دون تحديد وقت ؛ وأما تحديد وقت
ت لم
معين للتعزية فهذا يعتبر من البدع لنه ) ل ينبغي تخصيص العبادات بأوقا ٍ
يخصصها بها الشرع ،بل تكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الزمان ،ليس
لبعضها على بعض فضل ،إل ما فضله الشرع ،وخصه بنوع من العبادة ،فإن كان
ذلك ؛ اختص بتلك الفضيلة تلك العبادَة دون غيرها ؛ كصوم يوم عرفة ،وعاشوراء ،
والحاصل :أن المكلف ليس له منصب التخصيص ،بل ذلك إلى ال ،وهذه كانت صفة
عبادة رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) ( 12
ومن المور التي تعتبر من المحدثات والبدع في التعزية الجتماع في بيت أهل الميت
لهل المصاب من غير كيفية معينة ول اجتماع معين كهذا الجتماع ،وِإنما يشرع لكل
مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في
وقد حذر كثير من أهل العلم قديمًا وحديثًا رحمهم ال من الجتماع في بيت أهل الميت
أو في غيره للعزاء ،وإليك فيما يلي بعض أقوال أهل العلم في التحذير من هذا
الجتماع :
1ـ قال المام الشافعي ـ رحمه ال ـ في كتابه " الم " ) : ( 248 / 1
) وأكره المآتم ،وهو الجماعة وان لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن ،ويكلف
) أما أنا فل يعجبني أخشى أن يكون تعظيمًا للميت أو قال للموت ( انتهى من " مسائل
3ـ قال المام الشيرازي ـ رحمه ال ـ في " المهذب " في ) باب :التعزية ،والبكاء
4ـ قال المام الطرطوشي ـ رحمه ال ـ في " الحوادث والبدع " ) ص : ( 170
) قال علماؤَنا المالكيون " :التصدي للعزاء بدعٌة ومكروه ،فَأما إن قعد في بيته َأو
وقال أيضًا ) ص ) : ( 175فصل المآتم :فَأما المآتم ؛ فممنوعة بإجماع العلماء :
قال الشافعي " :و َأ كره المآتم ،وهو اجتماع الرجال والنساء ،لما فيه من تجديد
والمأتُم :هو الجتماع في الصبحة ،وهو بدعة منكرة لم يُـنقل فيه شيء .
وكذلك ما بعده من الجتماع في الثاني والثالث والسابع و الشهر والسنة ،فهو طامة .
وقد بلغني عن الشيخ َأبي عمران الفاسي وكان من أئمة المسلمين أن بعض أصحابه
حضر صبحة ،فهجره شهرين وبعض الثالث ) ، ( 15حتى استعان الرجل عليه فقبله
وراجعه ،وأظنه استتابه أل يعود ( اهـ .
5ـ قال المام ابن قدامة ـ رحمه ال ـ في " المغني " في " كتاب الجنائز " ) : ( 342 / 2
) قال أبو الخطاب :يكره الجلوس للتعزية ،وقال ابن عقيل :يكره الجتماع بعد خروج
الروح لن فيه تهييجًا للحزن ،وقال أحمد :أكره التعزية عند القبر إل لمن لم يعز،
ـــــــــــــــ
الهوامش :
) : ( 10رواه ابن ماجة في " سننه " وحسنه اللباني في " صحيح سنن ابن ماجة "
بتصرف .
) " : ( 12الباعث على إنكار البدع و الحوادث " لبي شامة ) ص 165ـ ( 166نق ً
ل
من " علم أصول البدع " لعلي الحلبي ) ( 89بتصرف يسير .
رحمه ال .
) " : ( 14و كل بدعة ضللة " كما جاء في الحديث الصحيح .
) : ( 15لو فعل هذا الفعل أحد في عصرنا لقيل عنه متشدد ،وال المستعان .
ــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
6ـ قال المام النووي ـ رحمه ال ـ في " المجموع شرح المهذب " ) : ( 278 / 5
) أما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف ـ يقصد الشيرازي ـ وسائر الصحاب
على كراهته ونقله الشيخ أبو حامد في التعليق وآخرون عن نص الشافعي قالوا :يعني
بالجلوس لها ان يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية قالوا :بل ينبغي
ان ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ،ول فرق بين الرجال والنساء في
موجود في " الم " قال الشافعي في " الم " ) :واكره المآتم وهي الجماعة وان لم
يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الثر ( هذا لفظه
في " الم " وتابعه الصحاب عليه واستدل له المصنف وغيره بدليل آخر وهو انه
محدث .
وقد ثبت عن عائشة رضي ال عنها انها قالت " :لما جاء النبي صلى ال عليه وسلم
قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد ال بن رواحة جلس في المسجد يعرف في وجهه
الحزن وأنا انظر من شق الباب فاتاه رجل فقال ان نساء جعفر وذكر بكائهن فأمره ان
وقال أيضًا في " الذكار " ) ص ) : ( 136قال الشافعي وأصحابنا رحمهم ال يكره
يعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت ليقصدهم من أراد التعزية ،بل ينبغي أن
ينصرفوا في حوائجهم ول فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها ،صرح به
المحاملي ،ونقله عن نص الشافعي رضي ال عنه وهذه كراهة تنزيه ) ( 16إذا لم
يكن معها محدث آخر ،فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة ) ( 17كما هو الغالب
منها في العادة كان ذلك حراما من قبائح المحرمات فإنه محدث وثبت في الحديث
الصحيح ان " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضللة " ( اهـ .
وقال أيضًا في" روضة الطالبين وعمدة المفتين " في " باب التعزية " :
7ـ قال العلمة ابن علن رحمه ال تعليقا على كلم النووي في " الذكار " السابق :
) يكره الجلوس للتعزية ،قالوا :لنه محدث وهو بدعة ،ولنه يجدد الحزن ويكلف
8ـ قال المام ابن القيم الجوزية ـ رحمه ال ـ في " زاد المعاد في هدي خير العباد "
) : ( 527 / 1
) وكان من هديه صلى ال عليه وسلم تعزيُة أهِل الميت ،ولم يكن من هديه أن يجتمع
للعزاء ،و يقرأ له القرآن ،ل عند قبره و ل غيره ،وكل هذا بدعة حادثة مكروهة (
اهـ .
9ـ قال العلمة السيوطي ـ رحمه ال ـ في " المر بالتباع والنهي عن البتداع "
) ص : ( 288
قال الشافعي رضي ال عنه ) :وأكره المآتم ،وهو إجتماع الرجال و النساء ،لما فيه
10ـ قال العلمة البهوتي ـ رحمه ال ـ في " كشاف القناع عن متن القناع "
) ) ويكره الجلوس لها ( أي للتعزية بأن يجلس المصاب في مكان ليعزوه .أو يجلس
) قال كثير من متأخري أئمتنا رحمهم ال :يكره الجتماع عند صاحب الميت حتى يأتي
إليه من يعزي بل إذا رجع الناس من الدفن فليتفرقوا ،ويشتغلوا بأمورهم وصاحب
الميت بأمره ويكره الجلوس عن باب الدار للمصيبة فإن ذلك عمل أهل الجاهلية ،و
نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن ذلك ،وتكره في المسجد ( اهـ .
12ـ قال العلمة ابن عابدين ـ رحمه ال ـ في "حاشية رد المحتار " ) باب صلة
الجنازة ( :
ويكره له الجلوس في بيته حتى يأتي إليه من يعزي ،بل إذا فرغ ورجع الناس من
قلت ) القائل العلمة ابن عابدين ( :وهل تنتفي الكراهة بالجلوس في المسجد وقراءة
ظاهر ل
القرآن حتى إذا فرغوا قام ولي الميت وعزاه الناس كما يفعل في زماننا؟ ال ّ
لكون الجلوس مقصودًا للتعزية ل للقراءة ،ول سِيما إذا كان هذا الجتماع والجلوس
في المقبرة فوق القبور المدثورة ،ول حول ول قّوة إل بال ( اهـ .
13ـ قال الشيخ علي محفوظ ـ رحمه ال ـ عضو جماعة كبار العلماء بالزهر في
عن ) الرسول صلى ال عليه وسلم ( ول عن السلف أنهم جلسوا بقصد أن تذهب
الناس إلى تعزيتهم وكانت سنته صلى ال عليه وسلم أن يدفن الرجل من أصحابه
وينصرف كل إلى مصالحه ،هذه كانت سنته وهذه كانت طريقته وال تعالى يقول :
) لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر ( فلنتأس به
14ـ قال الشيخ العلمة محمد ناصر الدين اللباني ـ رحمه ال ـ في " أحكام الجنائز و
وذلك لحديث جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه قال ":كنا نعد الجتماع إلى أهل
15ـ سئلت اللجنة الدائمة للفتاء بالمملكة العربية السعودية كما في " فتاوى
إسلمية " جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند ) 43 / 2ـ ( 44طبعة دار الوطن
للنشر :
) عندما يتوفى شخص في بعض البلدان يجلس أهل الميت لتقبل العزاء بعد صلة
الجواب :تعزية المصاب مشروعة ،وهذا ل إشكال فيه ،وأما تخصيص وقت معين
لقبول العزاء وجعله ثلثة أيام فهذا من البدع ،وقد ثبت عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم أنه قال " :من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " ،وبال التوفيق ( .اهـ .
سئل الشيخ العلمة عبد العزيز بن عبد ال بن باز ـ رحمه ال ـ مفتي عام المملكة
16ـ ُ
) تقام مراسم العزاء ،يجتمع الناس عند بيت المتوفى خارج المنزل ،توضع بعض
المصابيح الكهربائية ) تشبه تلك التي توضع في الفراح ( ويصطف أهل المتوفى ويمر
الذين يريدون تعزيتهم يمرون عليهم واحدًا بعد الخر ويضع كل منهم يده على صدر كل
فرد من أهل المتوفى ويقول له ) :عظم ال أجرك ( فهل هذا الجتماع وهذا الفعل
مطابق للسنة ؟ وإذا لم يوافق السنة فما هي السنة في ذلك ؟ أفيدونا جزاكم ال خيرًا .
ل في الشرع
فأجاب الشيخ ابن باز :هذا العمل ليس مطابقًا للسنة ول نعلم له أص ً
المطهر ،وِإنما السنة التعزية لهل المصاب من غير كيفية معينة ول اجتماع معين
كهذا الجتماع ،وِإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو
في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة سواء كانت التعزية قبل الصلة أو بعدها ،
وِإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل ) أعظم ال أجرك
وأحسن عزاءك وجبر مصيبك ( ،وِإذا كان الميت مسلمًا دعا له بالمغفرة و الرحمة ،
وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضًا ويعزي الرجل المرأة و المرأة الرجل لكن
من دون خلوة ول مصافحة ِإذا كانت المرأة ليست محرمًا له .وفق ال المسلمين
17ـ قال الشيخ العلمة محمد بن عثيمين ـ رحمه ال ـ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة
) ..ان اجتماع أهل الميت لستقبال المعزين هو أيضًا من المور التي لم تكن معروفة
حتى إن بعض العلماء قال إنه بدعة ،ولهذا ل نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي
العزاء بل يغلقون أبوابهم وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم دون أن
أما استقبال الناس فهذا لم يكن معروفًا على عهد النبي صلى ال عليه وسلم حتى كان
الصحابة يعدون اجتماع أهل الميت وصنع الطعام من النياحة ،النياحة كما هو معروف
سئل فضيلته السؤال التالي :مسألة العزاء والجتماع عليه ،بعض الناس لو
كما ٌ
) نحن نفعل هذا ول نقصد به التعبد إنما نقصد به العادة ( كيف الرد عليهم ؟
فأجاب فضيلته ) :الجواب على هذا أن التعزية سنة ،والتعزية من العبادة فإذا صيغت
العبادة على هذا الوجه الذي لم يكن معروفًا في عهد الرسول صلى ال عليه وسلم
صارت بدعة ؛ ولهذا جاء الثواب في فضل من عزى المصاب ،والثواب ل يكون إل
) ص . ( 111
18ـ قال الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه ال ـ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية
) ل ينبغي الجلوس للعزاء والعلن عن ذلك كما يفعل بعض الناس اليوم ..الخ ( .
19ـ قال الشيخ سيد سابق ـ رحمه ال ـ في " فقه السنة " ) : ( 305 / 1
) السنة أن يعزى أهل الميت وأقاربه ثم ينصرف كل في حوائجه دون أن يجلس أحد
سواء أكان ُمعَزى أو معزًيا .وهذا هو هدي السلف الصالح...وما يفعله بعض الناس
الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من المور المحدثة والبدع المنكرة التي يجب على
المسلمين اجتنابها ويحرم عليهم فعلها ،ولم يقف المر عند هذا الحد ،بل تجاوزه عند
كثير من ذوى الهواء فلم يكتفوا باليام الول ،بل جعلوا يوم الربعين يوم تجديد لهذه
المنكرات ،و إعادة لهذه البدع ،وجعلوا ذكرى أولى بمناسبة مرور عام على الوفاة
وذكرى ثانية ،وهكذا مما ل يتفق مع عقل ول نقل ( انتهى باختصار .
ــــــــــــ
الهوامش :
) : ( 16الصحيح ان ذلك محرم كما قال كثير من أهل العلم لنه من المحدثات وقد قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " .
) : ( 17كل البدع محرمه لن " كل بدعة ضللة " ،فالجتماع للعزاء بدعة وان لم
يشتمل على منكرات أخرى لن الرسول صلى ال عليه وسلم وصحابته لم
يفعلوا هذا و" خير الهدي هدي محمد صلى ال عليه وسلم ،وشر المور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدل البعض على جواز الجلوس للعزاء واجتماع الناس له بما ثبت عن عائشة رضي
ال عنها ) أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع النساء ثم تفرقن إل أهلها وخاصتها
أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت :كلن منها
فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب
ببعض الحزن " ( أخرجه المام أحمد ،وهناك روايات مختصرة لهذا الثر في صحيح
والجواب :
أن الجتماع للعزاء بدون تخصيص وقت أو مكان وإنما وقع قدرًا في بعض الحيان
فهذا ل يقول أحد بأنه اجتماع مبتدع ،وأما الجتماع المبتدع والذي جاء في اثر جرير
أنه من النياحة فهو المخصص بوقت أو مكان محدد أو بصفة معينة لم ترد عن النبي
وقد سبق أن نقلت فيما مضى بعض أقوال أهل العلم الذين قالوا بجواز التعزية مع
قولهم بأنه ل يجوز تخصيص وقت أو مكان أو صفة معينة للتعزية .
وكان مما نقلته قول الشيخ العلمة محمد بن عثيمين ـ رحمه ال ـ كما في " فتاوى
) ..ان اجتماع أهل الميت لستقبال المعزين هو أيضًا من المور التي لم تكن معروفة
حتى إن بعض العلماء قال إنه بدعة ،ولهذا ل نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي
العزاء بل يغلقون أبوابهم وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم دون
أما استقبال الناس فهذا لم يكن معروفًا على عهد النبي صلى ال عليه وسلم حتى
كان الصحابة يعدون اجتماع أهل الميت وصنع الطعام من النياحة ،النياحة كما
وقد سئلت فضيلة الشيخ علي الحلبي ـ حفظه ال ـ عن هذا الثر واحتجاج البعض
) حكم الجتماع عند أهل الميت للعزاء :بدعٌة ،بل هو من النياحة ،كما جاء في حديث
فرواية البخاري تبّينها؛ و لفظه :كانت عائشة تأمر بالتلبين للمريض ،وللمحزون
و يدّل على هذا المر –من الرواية المذكورة في السؤال " :إل أهلها وخاصتها " ،
ع خاٍل
والنهي عن الجتماع مرتبط بالتخصيص زمانًا أو مكانًا ،أّما إذا حصل اجتما ٌ
من هذا أو ذاك :فهو على أصل الجواز ( انتهى جواب الشيخ علي الحلبي .
ـــــــــــــــ
كما يستدل البعض على جواز الجتماع في بيت الميت بما رواه البخاري في صحيحه عن
عائشة رضي ال تعالى عنها من " أنه صلى ال عليه وسلم لما جاءه قتل زيد بن حارثة
وجعفر وعبد ال بن رواحة جلس في المسجد يعرف في وجهه الحزن " .
فقد قال محمد بن علوي المالكي ! في " تحقيق المال فيما ينفع الميت من العمال "
) ص : ( 102
ما رواه المام البخاري في الجنازة ) باب من جلس عند المصيبة ( وأبو داود في
الجنائز من سننه في ) باب الجلوس عند المصيبة ( وفي نسخة ) باب من جلس في
" لما قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد ال بن رواحة جلس رسول ال صلى ال عليه
فأنت ترى المامين البخاري وأبا داود جعل عنوان الباب بلفظ صريح في الجلوس
وقت التعزية ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح :وفي هذا الحديث من الفوائد أيضا
ثم إن تعزية أهل الميت مقصد شرعي واجتماعهم في بيت واحد وسيلة يتحقق بها هذا
المقصد ،والقاعدة عند الفقهاء أن الوسائل تتبع المقاصد في أحكامها فوسيلة المحرم
محرمة .و وسيلة الواجب واجبة .وكذلك بقية الحكام الشرعية .
أما القول بأن الجلوس بدعة فل أعلم أحدًا نص عليه من أهل العلم وكيف يكون
الجلوس بدعة وقد جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ ! . . .الخ ( .
أوًل :ليس في هذا الحديث حجة على جواز الجتماع في بيت أهل الميت أو غيره
للتعزية ؛ لنه ل يوجد ما يدل على أن الرسول صلى ال عليه وسلم جلس من اجل ان
يأتيه الناس ليعزوه و لم ينقل ان أحد من الصحابة جاءه وهو في تلك الحالة من اجل
التعزية ؛ ولهذا قال العلمة الشربيني في " مغني المحتاج " " كتاب الجنائز " :
) وأما ما ثبت عن عائشة رضي ال تعالى عنها من " لما قتل زيد بن حارثة
وجعفر وعبد ال بن رواحة جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم في المسجد ُيعرف
في وجهه الحزن " فل نسلم أن جلوسه كان لجل أن يأتيه الناس ليعزوه ( اهـ .
وقال العلمة ابن علن في تعليقه على " الذكار " للمام النووي ) ص : ( 136
) وما ثبت عن عائشة " من أنه صلى ال عليه وسلم لما جاء خبر قتل لما قتل زيد بن
حارثة وجعفر وعبد ال بن رواحة جلس في المسجد ُيعرف في وجهه الحزن " فل نسلم
أن جلوسه كان لجل أن يأتيه الناس فيعزوه ،فلم يثبت ما يدل عليه ( .
وقال العلمة ابن عابدين ـ رحمه ال ـ في " حاشية رد المحتار " في " باب صلة
) قلت :وما في " البحر" من " أنه صلى ال عليه وسلم جلس لما قتل جعفر وزيد بن
حارثة والَناس يأتون ويعزونه " اهـ .يجاب عنه بأن جلوسه صلى ال عليه وسلم لم
ثانيًا :ان هذا الجلوس هو أمر طبيعي لمن يأتيه خبر ل يسره فيجلس جلسة خفيفة
تظهر عليه الحزن وقد قال الحافظ ابن حجر نفسه في شرح الحديث السابق
) ) : ( 199 / 3قال الزين بن المنير ما ملخصه :موقع هذه الترجمة من الفقه أن
العتدال في الحوال هو المسلك القوم فمن أصيب بمصيبة عظيمة ل يفرط في الحزن
حتى يقع في المحذور من اللطم والشق والنوح وغيرها ،ول يفرط في التجلد حتى
يفضي إلى القسوة والستخفاف بقدر المصاب ،فيقتدى به صلى ال عليه وسلم في
تلك الحالة بأن يجلس المصاب جلسة خفيفة بوقار وسكينة تظهر عليه مخايل الحزن
فكيف يستدل بهذه الجلسة الخفيفة كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه ال على مشروعية
ثالثًا :بالنسبة لقول محمد علوي المالكي ) :إن تعزية أهل الميت مقصد شرعي
واجتماعهم في بيت واحد وسيلة يتحقق بها هذا المقصد ،والقاعدة عند الفقهاء أن
الوسائل تتبع المقاصد في أحكامها فوسيلة المحرم محرمة .و وسيلة الواجب واجبة .
ن القيم
لمة اب ُ
ان قاعدة " للوسائل حكم المقاصد " ليست قاعدة مطردة فقد ) قال الع ّ
"...ل يلزم ذلك ـ أي أن يكون للوسائل حكم المقاصد ـ ؛ فقد يكون الشيء مباحًا ،بل
واجبًا ،و وسيلته مكروهٌة ؛ كالوفاء بالطاعة المنذورة وهو واجب مع أن وسيلَته وهو
النذر مكروه منهي عنه ،و كذلك الحلف المكروه مرجوح ،مع وجوب الوفاء به أو
الكفارة ،و كذلك سؤال الخلق عند الحاجة مكروه ،ويباح له النتفاع بما أخرجته له
المسألة .
فقد تكون الوسيلة متضمنة مفسدة تكره أو تحرم لجلها ،وما جعلت وسيلة إليه ليس
ومن نظر في تطبيق السلف الصالح ؛ رأى أنهم رضي ال عنهم كانوا يدققون في أمور
ول أدل على ذلك من قصة عبد ال بن مسعود رضي ال عنه لما جاء إلى أولئك القوم
المتحلقين في المسجد ،ومعهم حصى ،يعدون بها التكبير والتهليل والتسبيح ،فقال
لهم رضي ال عنه ..." :فعدوا سيئاتكم ،فأنا ضامن أن ل يضيع من حسناِتكم شيٌء ،
حكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلء صحابُة نبيكم صلى ال عليه وسلم
وي َ
متوافرون ،وهذه ثيابه لم تبل ،وآنيته لم تكسر ،واَلذي نفسي بيده ؛ إَنكم لعلى ملة
قالوا :وال يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إل الخير .قال :وكم من مريد للخير لن
قلت :فهذه قصة جليلة ،ترى فيها بجلء كيف كان علماء الصحابة رضي ال تعالى
عنهم يتعاملون مع العبادات بوساِئلها ومقاصِدها و نّيات أصحاِبها ،وبيان ذلك فيما
يلي :
ل ،وتسبيحًا .
أ ـ قوم يذكرون ال تعالى ؛ تكبيرًا ،وتهلي ً
ج ـ نياتهم في عمِلهم هذا حسنة ،يريدون به :عبادَة ال ،و ذكره ،وتعظيَمه .
د ـ ومع ذلك ؛ أنكر عليهم ابن مسعوٍد هذا العمل ضمن هذه الوسيلة ؛ لنه لم يعهد عن
هـ ـ رتب على عملهم المحدث هذا الثم لمخالفتهم السنة ،و مواقعِتهم البدعَة .
ل على
ل للتغاضي عن عملهم ،أو دلي ً
و ـ لم يجعل ـ رضي ال عنه ـ حسن نياِتهم سبي ً
صحة فعلهم ،إذ النيُة الحسنُة ل تجعل البدعة سنة ،ول القبيح حسنًا ،بل لبد أن
والخر :أن يكون صوابًا موافقًا للشريعة ،فمتى كان خالصًا ولم يكن صوابًا ؛ لم
يتقبل ( .
فهذا كله يجعل قاعدَة " للوسائل حكم المقاصد " مقصورة على ما َوَرَد في الشرع ،
ولو فتحنا باب الَنظر والحداث في الوسائل الِبدعية للمقاصد الشرعية ؛ لصار الدين
غير الدين ،والشريعة غير الشريعة ،إذ " التقرب إلى ال ل ينال إل بفعل ما شرع ال
،وعلى الوجه الذي شرعه ،أما ما لم يشرعه من وسائل التقرب إليه ؛ فإنه ل يثيب
عليه " ،بل الثم مرتب على فعل محِدثِه ( ) ( 19كما قال صلى ال عليه وسلم :
" كل محدثٍة بدعة ،وكل بدعٍة ضللة ،وكل ضللٍة في النار " .
أما بالنسبة لقول المالكي ) :القول بأن الجلوس بدعة فل أعلم أحدًا نص عليه من أهل
العلم ) ! ( وكيف يكون الجلوس بدعة وقد جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ ! (
بينت فيما سبق أن جلوس رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يكن لجل ان يأتيه الناس
فيعزوه ،وقد نقلت كلم العلمة الشربيني والعلمة ابن علن و العلمة ابن عابدين في
هذا ،وإنما كانت ) جلسة خفيفة بوقار و سكينة تظهر عليه مخايل الحزن ويؤذن بأن
المصيبة عظيمة ( كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر رحمه ال في " فتح الباري " عن
وأما قول المالكي ) :القول بأن الجلوس بدعة فل أعلم أحدًا نص عليه من أهل العلم (
فأقول غيرك علم ومن علم حجة على من لم يعلم كما يقول أهل العلم ! ؛
فقد نص كثير من أهل العلم على بدعية هذا الجتماع وقد نقلت فيما مضى بعض تلك
قول المام الشيرازي ـ رحمه ال ـ في " المهذب " ) :ويكره الجلوس للتعزية ؛ لن
وقول المام الطرطوشي ـ رحمه ال ـ ) :قال علماؤنا المالكيون " :التصدي للعزاِء
بدعة ومكروه ،فأما إن قعد في بيته َأو في المسجد محزونًا من غير َأن يتصدى للعزاء
وقول العلمة ابن علن ـ رحمه ال ـ في تعليقه على كلم للمام النووي في كتابه
" الذكار " ) :يكره الجلوس للتعزية ،قالوا :لنه محدث وهو بدعة ( .
وقول المام ابن القيم الجوزية رحمه ال في" زاد المعاد في هدي خير العباد "
) : ( 527 / 1
) وكان من هديه صلى ال عليه وسلم تعزية أهل الميت ،ولم يكن من هديه أن يجتِمَع
للعزاء ،ويقرأ له القرآن ،ل عند قبره ول غيره ،وكل هذا بدعة حادثة مكروهة ( اهـ .
وقول العلمة السيوطي ـ رحمه ال ـ في " المر بالتباع والنهي عن البتداع "
وقول الشيخ علي محفوظ رحمه ال عضو جماعة كبار العلماء بالزهرفي " البداع
في مضار البتداع " ) ص ) : ( 228ما يقع بعد الدفن من عمل المأتم ليلة أو ثلثة
وجاء في جواب اللجنة الدائمة للفتاء بالمملكة العربية السعودية حول الموضوع كما
في " فتاوى إسلمية " جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند ) 43 / 2ـ : ( 44
) تعزية المصاب مشروعة ،وهذا ل إشكال فيه ،وأما تخصيص وقت معين لقبول
العزاء وجعله ثلثة أيام فهذا من البدع ،وقد ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
وقول فضيلة الشيخ العلمة محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية
السعودية كما في" فتاوى إسلمية " جمع محمد المسند ) 48 / 2ـ …) : ( 49ان
اجتماع أهل الميت لستقبال المعزين هو أيضًا من المور التي لم تكن معروفة حتى إن
ــــــــــــ
الهوامش :
" البدعة وأثرها السيئ في المة " لسليم الهللي فقد توسع في تخريجه و
" إحكام المباني في نقض وصول التهاني " لعلي الحلبي .
ل من " علم أصول البدع " للشيخ علي حسن الحلبي ) ص 243ـ ( 246
) : ( 19نق ً
ـــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
3ـ الشبهة الثالثة :استدلوا أيضًا على جواز الجتماع للعزاء بالحديث الذي رواه
المام احمد بن حنبل وأبو داود والنسائي عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال
عنه ما قال " :قبرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ـ يعني :ميتًا ـ فلما فرغنا ،
انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وانصرفنا معه ،فلما حاذى بابه ،وقف ،
فإذا نحن بامرأة مقبلٍة َ ،قال َ :أظنه عرفها ،فلما ذهبت ،إذا هي فاطمة عليها السلم ،
فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ما أخرجك يا فاطمة من بيتك ؟
فقالت :أتيت يارسول ال أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم ،أو عزيتهم به ،فقال
لها رسول ال صلى ال عليه وسلم :فلعلك بلغت معهم الكدى ؟ ! ـ أي القبور ـ َقالت :
معاذ ال ،وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر ،قال :لو بلغت معهم الكدى ! فذكر تشديدًا
الجواب :أوًل :هذا الحديث ل يصح عن النبي صلى ال عليه وسلم فقد قال المام
النووي عنه في " المجموع شرح المهذب " ) ) : ( 237 / 5رواه احمد بن حنبل و
وضعفه الشيخ اللباني ـ رحمه ال ـ في " ضعيف سنن أبي داود " ) ص ( 256و
و كذلك ضعفه الشيخ علي الحلبي ـ حفظه ال ـ في تحقيقه لكتاب " الحوادث والبدع "
ثانيا :ليس فيه على فرض صحته ان المعزين اجتمعوا في بيت أهل الميت للعزاء ؛
وان فاطمة ـ رضي ال ـ عنها ذهبت أثناء هذا الجتماع ،فليس فيه حجة أيضاً .
ــــــــــ
4ـ الشبهة الرابعة :يقول البعض ان العلماء قالوا في هذا الجتماع انه مكروه أي
أوًل :ان هذا الجتماع لم يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم ول صحابته الكرام وهو
من أمور الدين فإحداثه يعتبر محرم و ليس مكروه لقوله صلى ال عليه وسلم " :من
ثانيًا :ان هناك علماء صرحوا بالتحريم ،والبعض منهم قال بالكراهة ؛ ويقصدون
بذلك الكراهة التحريمية ؛ وليست الكراهة التنزهية لنهم عللوا ذلك بقولهم أنه بدعة
؛ ول يمكن فهم المقصود بالبدعة هنا البدعة الحسنة ! كما يقول البعض لن البدعة
الحسنة عند من يقول بها يقول ان فيها أجر لمن يفعلها ولذلك يحثون عليها ؛ بينما
المكروه كراهة تنزهية هو :ما يثاب على تركه ) وليس على فعله ( ول يعاقب على فعله
وأما من قال بان هذا الجتماع مكروه كراهة تنزهية فكلمه مردود بتلك الدلة وبأقوال
العلماء الذين صرحوا بالتحريم والتي سبق نقلها فيما مضى .
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
السنة أن ُيصنع طعام لهل الميت من قبل الهل أو الجيران وليس أن َيصنع أهل الميت
الطعام لمن يحضر للعزاء فإن الثابت في السنة الصحيحة انه صلى ال عليه وسلم "
لما جاء نعي جعفر رضي ال عنه قال النبي صلى ال عليه وسلم :اصنعوا لل جعفر
طعامًا فقد أتاهم أمر ُيشغلهم " ؛ قال الشيخ اللباني في " أحكام الجنائز " )ص : ( 21
) ، ( 490 / 1وكذا الشافعي في " الم " ) ( 247 / 1و الدارقطني ) ( 197 ،194
ح اِلسناد " ووافقه الذهبي ،وصححه ابن السكن أيضًا ،كما في " التلخيص "
صحي ُ
) وإليه ـ يعني قول النبي صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم
ما يشغلهم " ـ ذهب بعض أهل العلم ،استحبوا أن يوجهوا إلى أهل الميت الذين
أوجعتهم المصيبة بطعام لشغلهم بالمصيبة ،وهو قول الشافعي ( اهـ .
وأما الجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام للذين يأتون إليهم للعزاء فهذا أمر غير
جائز شرعا ؛ فقد قال الصحابي الجليل جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه " :كنا
نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " أخرجه أحمد وابن
ماجة .
وقال المام النووي ـ رحمه ال ـ في " المجموع " ) " : ( 290 / 5رواه أحمد بن
حسن لكتاب " المر بالتباع والنهي عن البتداع " للسيوطي ) ص : ( 289
قال العلمة السندي ـ رحمه ال ـ ) :قوله " كنا نرى " هذا بمنزلة رواية إجماع
الصحابة أو تقرير من النبي صلى ال عليه وسلم ،وعلى الثاني فحكمه الرفع للنبي
سنن أبي داود " للعلمة محمد شمس الحق العظيم آبادي ـ رحمه ال ـ ) . ( 282 / 8
وإليك فيما يلي أقوال بعض أهل العلم حول هذه المسألة :
1ـ قال المام الشيرازي ـ رحمه ال ـ في " المهذب " في " باب التعزية و البكاء على
) فصل في صنع الطعام لهل الميت :ويستحب لقرباء الميت ،وجيرانه أن يصلحوا
صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا ،فانه قد جاءهم أمر يشغلهم عنه " (
اهـ .
2ـ قال المام الطرطوشي ـ رحمه ال ـ في " الحوادث و البدع " ) ص 170ـ : ( 171
) قال مالك " :ول بأس أن يبعث إلى أهل الميت طعام ،وسواء فيه القريب والبعيد ،
وذلك َأن النبي صلى ال عليه وسلم " لما جاءه نعي جعفر رضي ال عنه قال النبي
صلى ال عليه وسلم :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم أمر يشغلهم " .
وهذا الطعام مستحب عند معظم العلماءِ؛ لن ذلك من البر والتقرب للهل والجيران ،
فأما ِإذا َأصلح أهل الميت طعامًا ودعوا الناس ِإليه ؛ فلم ينقل فيه عن القدماء ـ أي
قال أبو نصر بن الصباغ في " الشامل " قال " :لم ينقل فيه شيٌء ،وهو بدعة غير
3ـ قال المام ابن الجوزي ـ رحمه ال ـ في " تلبيس إبليس " ) ص : ( 388
بالمصيبة عن إعداد الطعام لنفسهم وليس من السنة أن يتخذه أهل الميت ويطعمونه
إلى غيرهم ثم ذكر قول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا
4ـ قال المام ابن قدامة ـ رحمه ال ـ في " المغني " في " كتاب الجنائز "
) : ( 345 / 2
) يستحب إصلح طعام لهل الميت يبعث به إليهم إعانة لهم وجبرًا لقلوبهم .فإنهم
ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلح طعام لنفسهم .وقد روى أبو داود
وروي عن عبد ال بن أبي بكر أنه قال " :فما زالت السنة فينا حتى تركها من تركها "
ل لهم إلى
فأما صنع أهل الميت طعامًا للناس فمكروه لن فيه زيادة على مصيبتهم وشغ ً
5ـ قال المام الرافعي ـ رحمه ال ـ في " فتح العزيز شرح الوجيز " المطبوع مع
" المجموع شرح المهذب " للمام النووي طبعة دار الفكر ) : ( 252 / 5
) ويستحب لجيران الميت والبعدين من قرابته تهيئة طعام لهل الميت يشبعهم في
يومهم و ليلتهم فإنهم ل يفرغون له ولو اشتغلوا به لعيروا روي انه " لما جاء نعي
طعامًا فقد
جعفر رضي ال عنه قال النبي صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر َ
أتاهم أمر يشغلهم " ويستحب إلحاحهم على الكل ،ولو اجتمع نساء ـ من أهل الميت ـ
ينحن لم يجز ان يتخذ لهن طعام فإنه إعانة على المعصية ( اهـ .
6ـ قال المام النووي ـ رحمه ال ـ في " المجموع شرح المهذب " ) : ( 290 / 5
) اتفقت نصوص الشافعي في " الم " و" المختصر" والصحاب على أنه يستحب
لقرباء الميت وجيرانه ان يعملوا طعاما لهل الميت و يكون بحيث يشبعهم في يومهم
وليلتهم .
قال الشافعي في " المختصر " :و احب لقرابة الميت وجيرانه أن يعملوا لهل الميت
في يومهم وليلتهم طعاما يشبعهم فإنه سنة وفعل أهل الخير ،قال اصحابنا :ويلح
عليهم في الكل ولو كان الميت في بلد آخر يستحب لجيران أهله ان يعملوا لهم طعاما
ولو قال المصنف ويستحب لقرباء الميت وجيران أهله لكان احسن لدخول هذه
الصورة .
قال أصحابنا رحمهم ال و لو كان النساء ـ أي من أهل الميت ـ ينحن لم يجز اتخاذ
قال صاحب " الشامل " وغيره ) :وأما إصلح أهل الميت طعاما وجمع الناس عليه
فلم ينقل فيه شيء وهو بدعة غير مستحبة ( هذا كلم صاحب " الشامل " ويستدل لهذا
بحديث جرير بن عبد ال " :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه
من النياحة " رواه احمد بن حنبل وابن ماجة بإسناد صحيح وليس في رواية ابن
وقال أيضًا في " روضة الطالبين " " باب التعزية " ) :يستحب لجيران الميت ،
والباعد من قرابته ،تهيئة طعام لهل الميت ،يشبعهم في يومهم وليلتهم ،ويستحب
فلم ينقل فيه شىء ،قال :وهو بدعة غير مستحبة " وهو كما قال .قال غيره :ولو
كان الميت في بلد ،وأهله في غيره ،يستحب لجيران أهله اتخاذ الطعام لهم .ولو قال
المام الرافعي :يستحب لجيران أهل الميت ،لكان أحسن ،لتدخل فيه هذه الصورة .
ولو اجتمع نساء ـ أي من أهل الميت ـ ينحن ،لم يجز أن يتخذ لهن طعامًا ،فإنه إعانة
7ـ قال المام ابن تيمية ـ رحمه ال ـ في "مجموع الفتاوى " ) 316 / 24ـ : ( 317
) وأما صنعة أهل الميت طعامًا يدعون الناس إليه فهذا غير مشروع وإنما هو بدعة ،
بل قد قال جرير بن عبد ال " :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنعتهم الطعام من
وإنما المستحب إذا مات الميت ان ُيصنع لهله طعام .كما قال النبي صلى ال عليه
وسلم لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما
وقال أيضًا كما في " الختيارات الفقهية لشيخ السلم ابن تيمية " ) ص : ( 140
8ـ وقال العلمة محمد بن محمد الرعيني المغربي المعروف بالحطاب ـ رحمه ال ـ
في " مواهب الجليل لشرح مختصر خليل " في " كتاب الجنائز " :
) فرع :قال في الطراز :ويجوز حمل الطعام لهل الميت في يومهم وليلتهم واستحبه
الشافعي .
والصل فيه ما رواه عبد ال بن جعفر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال " :اصنعوا
لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم " .خرجه أبو داود .لن ذلك زيادة في البر
أما إصلح أهل الميت طعامًا وجمع الناس عليه فقد كرهه جماعة وعدوه من البدع لنه
لم ينقل فيه شيء وليس ذلك موضع الولئم ( اهـ .
9ـ قال العلمة الشربيني ـ رحمه ال ـ في " مغني المحتاج " في " كتاب الجنائز "
) 60 / 2ـ : ( 61
) ) و ( يسن ) لجيران أهله ( ولقاربه الباعد وإن كان الهل بغير بلد الميت ) ،تهيئة
طعام يشبعهم ( أي أهله القارب ) ،يومهم وليلتهم ( لقوله صلى ال عليه وسلم لما
جاء خبر قتل جعفر " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد جاءهم ما يشغلهم " حسنه
الترمذي وصححه الحاكم ؛ ولنه بر ومعروف .
قال السنوي :والتعبير باليوم والليلة واضح إذا مات في أوائل اليوم ،فلو مات في
أواخره فقياسه أن يضم إلى ذلك الليلة الثانية أيضًا ل سيما إذا تأخر الدفن عن تلك
الليلة ) .ويلح عليهم ( ندبًا ) في الكل ( منه إن احتيج إليه لئل يضعفوا ،فربما تركوه
استحياًء أو لفرط الحزن ،ول بأس بالقسم إذا عرف الحالف أنهم يبرون قسمه .
) ويحرم تهيئته للنائحات ( والنادبات ) وال أعلم ( لنها إعانة على معصية .
قال ابن الصباغ وغيره :أما إصلح أهل الميت طعامًا وجمع الناس عليه فبدعة غير
مستحب ،روى أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح عن جرير بن عبد ال قال " :كنا نعد
الجتماع إلى أهل الميت وصنعتهم الطعام للناس من النياحة " ( اهـ .
10ـ وقال العلمة ابن الحاج ـ رحمه ال ـ في " المدخل " :
) وأما إصلح أهل الميت طعامًا وجمع الناس عليه فلم ينقل فيه شيء وهو بدعة غير
ل من " الرد على الكاتب المفتون " للشيخ حمود التويجري رحمه
مستحب ( انتهى نق ً
ال ) ص . ( 15
11ـ وقال العلمة البهوتي ـ رحمه ال ـ في " كشاف القناع " في " كتاب الجنائز " :
) ) ويسن أن يصلح لهل الميت طعام يبعث به إليهم ثلثًا ( أي ثلثة أيام ،لقوله صلى
ويروى عن عبد ال بن أبي بكر أنه قال " :فما زالت السنة فينا حتى تركها من
تركها " .وسواء كان الميت حاضرًا أو غائبًا وأتاهم نعيه ،وينوي فعل ذلك لهل
الميت ) ،ل لمن يجتمع عندهم ،فيكره ( لنه معونة على مكروه ،وهو اجتماع
الناس عند أهل الميت .نقل المروذي عن أحمد :هو من أفعال الجاهلية ،وأنكره
شديدًا ،ولحمد وغيره :عن جرير وإسناده ثقات .قال " :كنا نعد الجتماع إلى
) ويكره فعلهم ( أي فعل أهل الميت ) ذلك ( أي الطعام ) للناس ( الذين يجتمعون
12ـ قال العلمة الصنعاني ـ رحمه ال ـ في " سبل السلم " ) : ( 403 / 3
) قال النبي صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم "
أخرجه الخمسة إل النسائي .فيه دليل على شرعية إيناس أهل الميت بصنع الطعام لهم
لما هم فيه من الشغل بالموت ،ولكنه أخرج أحمد من حديث جرير ابن عبد ال
البجلي " :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة " .
فيحمل حديث جرير على أن المراد صنعة أهل الميت الطعام لمن يدفن معهم ويحضر
لديهم كما هو عرف بعض أهل الجهات ،وأما الحسان إليهم بحمل الطعام لهم فل بأس
ــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
13ـ قال العلمة الشوكاني ـ رحمه ال ـ في " نيل الوطار " ) ) : ( 118 / 4باب :
) قوله " :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت...الخ " يعني أنهم كانوا يعدون الجتماع
عند أهل الميت بعد دفنه ،وأكل الطعام عندهم نوعًا من النياحة لما في ذلك من التثقيل
عليهم وشغلهم ،مع ما هم فيه من شغلة الخاطر بموت الميت ،ومافيه من مخالفة
السنة لنهم مأمورون بأن يصنعوا لهل الميت طعامًا فخالفوا ذلك و كلفوهم صنعة
14ـ قال العلمة ابن عابدين الحنفي ـ رحمه ال ـ في " حاشية رد المحتار " :
) مطلب في كراهة الضيافة من أهل الميت وقال أيضًا :ويكره اتخاذ الضيافة من
الطعام من أهل الميت لنه شرع في السرور ل في الشرور ،وهي بدعة مستقبحة .
وروى المام أحمد وابن ماجه بِإسناد صحيح عن جرير بن عبد ال قال " :كنا نعد
الجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة " اهـ .
وفي " البزازية " :ويكره اتخاذ الطعام في اليوم الول والثالث .وبعد السبوع ونقل
الطعام إلى القبر في المواسم ،واتخاذ الدعوة لقراءة القرآن وجمع الصلحاء والقراء
والحاصل أن اتخاذ الطعام عند قراءة القرآن َلجل الكل يكره .وفيها من كتاب
الستحسان :وإن اتخذ طعامًا للفقراء كان حسنًا اهـ .وأطال في ذلك " المعراج " .
وقال :وهذه الفعال كلها للسمعة والرياء فيحترز عنها لنهم ل يريدون بها وجه ال
تعالى اهـ .وبحث هنا في " شرح المنية " بمعارضة حديث جرير المار بحديث آخر
فيه " :أنه عليه الصلة والسلم دعته امرأة رجل ميت لما رجع من دفنه فجاء وجيء
أقول :وفيه نظر ،فإنه واقعة حال ل عموم لها مع احتمال سبب خاص ،فخلف ما في
15ـ قال العلمة المباركفوري ـ رحمه ال ـ في " تحفة الحوذي بشرح جامع
) قال الطيبي :دل ) أي حديث جعفر ( على أنه يستحب للقارب والجيران تهيئة طعام
قال ابن العربي في العارضة :والحديث أصل في المشاركات عند الحاجة وصححه
الترمذي .والسنة فيه أن يصنع في اليوم الذي مات فيه لقوله صلى ال عليه
وسلم " :قد جاءهم ما يشغلهم " فحزن موت وليهم اقتضى أن يتكلف لهم عيشهم .وقد
كانت للعرب مشاركات ومواصلت في باب الطعمة باختلف السباب وفي حالت
اجتماعها انتهى ،وقال القاري :والمراد طعام يشبعهم يومهم وليلتهم فإن الغالب أن
الحزن الشاغل عن تناول الطعام ل يستمر أكثر من يوم ،ثم إذا صنع لهم ما ذكر سن أن
يلح عليهم في الكل لئل يضعفوا بتركه استحياء أو لفرط جزع انتهى ،وقال ابن
الهمام :و يستحب لجيران أهل الميت والقرباء الباعد تهيئة طعام يشبعهم يومهم
وليلتهم لقوله صلى ال عليه وسلم " اصنعوا لل جعفر طعامًا " ؛ وقال يكره اتخاذ
الضيافة من أجل الميت لنه شرع في السرور ل في الشرور وهي بدعة مستقبحة
انتهى ،وقال القاري :واصطناع أهل البيت الطعام لجل اجتماع الناس عليه بدعة
مكروهة بل صح عن جرير رضي ال عنه " :كنا نعده من النياحة " وهو ظاهر في
التحريم انتهى ،قلت :حديث جرير رضي ال عنه أخرجه أحمد وابن ماجة بلفظ :
" كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " انتهى ؛
16ـ قال العلمة محمد شمس الحق العظيم آبادي ـ رحمه ال ـ في " عون المعبود
) الوارد أن يصنع الناس الطعام لهل الميت فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا
لجلهم الطعام قلب لذلك :وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لهل الميت قلب
17ـ وقال الشيخ علي محفوظ ـ رحمه ال ـ عضو جماعة كبار علماء الزهر في "
البداع في مضار البتداع " ) ص ) : ( 230وعلى الجملة :فما يعمله الناس اليوم من
اتخاذ الطعمة للمعزين والنفقات التي تنفق في ليالي المأتم ،وما يتبعها مثل ليالي
الجمع والربعين كله من البدع المذمومة المخالفة لما كان عليه رسول ال صلوات ال
وبدعها " ) ص ( 210عند حديثه على التعزية وقد نقلته في الفصل السابق :
وذلك لحديث جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه " كنا نعد ) وفي رواية :نرى (
الجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحِة " ( اهـ .
19ـ قال الشيخ العلمة عبد العزيز بن باز ـ رحمه ال ـ مفتي المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء سابقًا كما في " فتاوى إسلمية " جمع محمد المسند
) : ( 55 / 2
) الوصية بإقامة الولئم بعد الموت بدعة ومن عمل الجاهلية ،وهكذا عمل أهل الميت
للولئم المذكورة ولو بدون وصية منكر ل يجوز لما ثبت عن جرير بن عبد ال البجلي
النياحة " خرجه المام أحمد بإسناد حسن ولن ذلك خلف ما شرعه ال من إسعاف
أهل الميت بصنعة الطعام لهم لكونهم مشغولين بالمصيبة لما ثبت عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه لما بلغه استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في غزوة مؤته
قال لهله " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم " ( اهـ .
20ـ قال الشيخ العلمة محمد بن عثيمين ـ رحمه ال ـ عضو هيئة كبار العلماء
بالمملكة العربية السعودية في "الشرح الممتع على زاد المستقنع" ) 5/470ـ : ( 472
) قوله " :وسن أن يصلح لهل الميت طعام يبعث به إليهم " .
لقول النبي صلى ال عليه وسلم حين " جاء نعي جعفر رضي ال عنه قال النبي
صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم " .
وظاهر كلم المؤلف أن صنع الطعام لهل الميت سنة مطلقًا ،ولكن السنة تدل على أنه
ليس بسنة مطلقًا ،وإنما هو سنة لمن انشغلوا عن إصلح الطعام بما أصابهم من
ومع ذلك غالى بعض الناس في هذه المسألة غلوًا عظيمًا ل سيما في أطراف البلد ،
حتى إنهم إذا مات الميت يرسلون الهدايا من الخرفان الكثيرة لهل الميت ،ثم إن أهل
الميت يطبخونها للناس ،ويدعون الناس إليها فتجد البيت الذي أصيب أهله كأنه بيت
عرس .
وهذا ل شك أنه من البدع المنكرة ،وهل نحن مأمورون عند المصائب أن نأتي
بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم ؟ ! نحن
مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا ال إليه ) :إنا ل وإنا إليه راجعون ( ؛ ل بأن يأتي
وإذا لم تكن المصيبة منسية بما قال ال عز وجل ،ورسوله صلى ال عليه وسلم
فإنها ل خير فيها فيكون هذا النسيان سلوًا كسلو البهائم .
وقد قال الصحابة رضي ال عنهم " :كنا نعد الجتماع إلى َأهل الميت وصنعة الطعام
من النياحة " والنياحة من كبائر الذنوب فإن النبي صلى ال عليه وسلم قال " :
قوله " :ويكره لهم فعله للناس " أي :صنع الطعام مكروه لهل الميت ،أي :أن
يصنعوا طعامًا ويدعوا الناس إليه ؛ لن الصحابة رضي ال عنهم " كانوا يعدون صنع
الطعام والجتماع لهل الميت من النياحة " ( انتهى كلم الشيخ ابن عثيمين بتصرف
يسير.
21ـ قال الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه ال ـ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية
) ما يفعله بعض الناس اليوم من أن أهل الميت يهيئون مكانًا لجتماع الناس عندهم ،
مالية ،فهذا من المآتم المحرمة المبتدعة ؛ لما روى المام احمد عن جرير بن عبد ال
؛ قال " :كنا نعد الجتماع إلى َأهل المِيت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " ،
22ـ قال الشيخ حمود بن عبد ال التويجري ـ رحمه ال ـ في " الرد على الكاتب
) من العمال المردودة إقامة الولئم للعزاء لن ذلك لم يكن من أمر النبي صلى ال
وإنما هو من المحدثات (...إلى آخر كلمه رحمه ال ،وكتابه هذا في الساس رد على
كاتب كتب مقال يدعوا فيه إلى إقامة هذه الولئم .
23ـ قال فضيلة الشيخ سيد سابق ـ رحمه ال ـ في " فقه السنة " ) : ( 261 / 1
) استحب الشارع هذا العمل ) أي صنع الطعام لهل الميت ( لنه من البر و التقرب إلى
الهل والجيران ،قال الشافعي :وأحب لقرابة الميت أن يعملوا لهل الميت في يومهم
واستحب العلماء اللحاح عليهم ليأكل ،لئل يضعفوا بتركه استحياء أو لفرط جزع .
وقالوا :ل يجوز اتخاذ الطعام للنساء إذا كن ينحن لنه إعانة لهن على معصية .
واتفق الئمة على كراهة صنع أهل الميت طعامًا للناس يجتمعون عليه ،لما في ذلك
ل لهم إلى شغلهم و تشبهًا بصنع أهل الجاهلية ،لحديث
من زيادة المصيبة عليهم و شغ ً
جرير قال " :كنا نعد الجتماع إلى أهل المِيت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " و
24ـ جاء في " تقاليد يجب أن تزول منكرات المآتم والموالد " و هي رسالة أصدرتها
) يستحب صنع الطعام لهل الميت ،لنه من البر والتقرب إلى الهل و الجيران ،
ولنهم في شغل شاغل عن العناية بأنفسهم وإعداد الطعام ،قال صلى ال عليه
وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم " رواه أبو داود وابن ماجة
والترمذي وقال :حسن صحيح ،وقال الشافعي :وأحب لقرابة الميت أن يعملوا
لهل الميت في يومهم وليلتهم طعاما يشبعهم ،فإنه سنة وفعل أهل الخير .
ويكره لهل الميت أن يصنعوا للناس طعاما يجتمعون عليه كما يفعله كثير من الناس إذ
في ذلك من زيادة المصيبة عليهم ما فيه ) موت و خراب ديار ( ولنه تشبه بفعل
الجاهلية لحديث جرير قال " :كنا نعد الجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه
25ـ قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ـ حفظه ال ـ في " المنظار
) ِإقامة الولئم للزوار مخالف للسنة ومشغل لهل الميت ،والسنة أن يصنع َلهل
الميت طعام يكفيهم ـ ثم استدل بقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا
26ـ قال محمد علوي المالكي ) ! ( 20في " تحقيق المال فيما ينفع الميت من
) ...وإنما كان بدعة ) أي صنع أهل الميت الطعام للمعزين ( لن السنة أن يصنع
الناس لهل الميت الطعام ،فمن ترك هذه السنة وأحدث طريقة غيرها كان مبتدعًا ) ! (
فقد نص المام النووي رحمه ال على أنه بدعة غير مستحبة .
وقال ابن تيمية فيما نقله عنه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم " :جمع أهل المصيبة
الناس على طعامهم ليقرءوا ويهدوا له ليس معروفًا عند السلف وقد كرهه طوائف من
ـــــــــــــــــ
الهوامش :
) : ( 20هو صوفي مبتدع ،وذكرت كلمه حجة على أتباعه ،وأنظر ما سبق في
هامش ) رقم . ( 9 :
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول البعض ) ( 21ان الجتماع على الطعام في بيت أهل الميت جائز بدليل ما رواه
أبو داود في " سننه " عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من النصار قال :
" خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر َ :أوسع من قبل رجليه ،أوسع من قبل
رأسه ،فلما رجع استقبله داعي امرأته ـ أي زوجة الميت ـ ،فجاء ،وجيء بالطعام
ففي هذا الحديث دللة صريحة على جواز ما يصنعه أهل الميت من طعام ودعوة الناس
والجواب :ان الحديث رواه المام أبو داود في " سننه " في " باب في اجتناب
) خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر " :أوسع من قبل رجليه ،أوسع من قبل
رأسه " ،فلما رجع استقبله داعي امرأٍة ،فجاء ،وجيء بالطعام ،فوضع يده ،ثم
وضع القوم ،فأكلوا ،فنظر آباؤنا رسول ال صلى ال عليه وسلم يلوك لقمة في فمه
،ثم قال " :أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها " ،فأرسلت المرأة ،قالت :يا رسول
ال ِ :إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم أجد ،فأرسلت إلى جار لي قد اشترى
شاة ،أن أرسل إلي بها بثمنها ،فلم يوجد ،فأرسلت إلى امرأته ،فأرسلت إلي بها ،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم َ " :أطعميه السارى " ( .
وهو حديث صحيح صحح إسناده المام النووي في " المجموع " ) ( 286 / 5
والحافظ ابن حجر في " التلخيص " ) ( 201 / 5كما قال اللباني في " أحكام الجنائز
وبدعها " ) ص ( 182وصححه اللباني في " صحيح سنن أبي داود " ) . ( 335 / 2
فاللفظ الصحيح الذي رواه أبو داود هو " داعي امرأة " بالتنكير ل بالضافة ،أما
لفظ " داعي امرأته أي زوجة الميت " ليس صحيح بل هو تصحيف وقع في " مشكاة
المصابيح " ،ولهذا قال الشيخ العلمة المباركفوري في " تحفة الحوذي بشرح جامع
) فإن قلت :حديث جرير هذا مخالف لحديث عاصم بن كليب الذي رواه أبو داود في
سننه بسند صحيح عنه عن أبيه عن رجل من النصار قال " :خرجنا مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على
القبر يوصي الحافر " :أوسع من قبل رجليه ،أوسع من قبل رأسه " ،فلما رجع
استقبله داعي امرأته ،فأجاب ونحن معه ،فجيء بالطعام ،فوضع يده ،ثم وضع
القوم ،فأكلوا . " ..الحديث رواه أبو داود والبيهقي في دلئل النبوة هكذا في المشكاة
فقوله :فلما رجع استقبله داعي امرأته ..الخ نص صريح في أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم أجاب دعوة أهل البيت و اجتمع هو وأصحابه بعد دفنه وأكلوا ،فإن
الضمير المجرور في امرأته راجع إلى الميت الذي خرج رسول ال صلى ال عليه
قلت ) القائل :المباركفوري ( :قد وقع في المشكاة لفظ ) داعي امرأته ( بأضافة لفظ
امرأة إلى الضمير وهو ليس بصحيح بل الصحيح ) داعي امرأٍة ( بغير الضافة ،
قال في " عون المعبود " :داعي امرأته بالضافة انتهى ،وروى هذا الحديث المام
أحمد في " مسنده " ) ( 293 / 5وقد وقع فيه أيضًا ) :داعي امرأٍة ( بغير الضافة
) من قريش ( ،فلما ثبت أن الصحيح في حديث عاصم بن كليب هذا الفظ ) :داعي
امرأٍة ( بغير إضافة امرأة إلى الضمير ،ظهر أن حديث جرير المذكور ليس بمخالف
لحديث عاصم بن كليب هذا فتفكر ( انتهى كلم العلمه المباركفوري رحمه ال .
وقال العلمة محمد شمس الحق العظيم آبادي في " عون المعبود شرح سنن أبي
امرأة ( كذا في النسخ الحاضرة و في المشكاة داعي امرأته بالضافة إلى الضمير ..
الخ ( .
فبهذا يتبين أنه ل حجة في هذا الحديث على ما استدل به البعض من جواز صنع أهل
وانظر " الرد على الكاتب المفتون " للشيخ حمود التويجري ـ رحمه ال ـ
ــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
) : (21انظر " الرد على الكاتب المفتون " للشيخ التويجري ـ رحمه ال ـ ) ص ( 106
فقد نقل هذه الشبهة عن أحد المفتونين بالبدع ثم رد عليه رحمه ال .
ـــــــــــ
الجزء العاشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قال العلمة صديق حسن خان رحمه ال في " الدين الخالص " ): ( 344 / 4
) الهّم ،والغّم ،و الحزن ،والجزع ،والفزع ،والنوح ،واِلحداد فوق ما أجازه
الشارع ،ل يجوز ،وأن ذلك محرم على الرجال والنساء جميعًا .
ومنهم :من يكتب الكتاب وأطراف قرطاسه سوداء إلى أيام معدودة إظهارًا للغم على
ومنهم :من يحد إلى أيام كثيرة ،ويزيد في اِلحداد أشياء من قبل نفسه إتباعًا لخطوات
الشيطان .
وال أمر عباده أن يصبروا في المصائب والحزان ،ول يقلقوا ول يظطربوا ،بل
يستعينوا بال فيها ،ويسترجعوا ،ول يختالوا ويفخروا ،ول يأتوا بفعل الجاهلية في
شيء من اِلسلم ،ول يحدثوا بدعات ل يرضاها ال ورسوله عليه الصلة والسلم (
اهـ .
2ـ قال الشيخ علي محفوظ ـ رحمه ال ـ عضو جماعة كبار العلماء بالزهر في
) ومن البدع السيئة ما اعتاده الناس من لبس السود من الثياب عند حدوث مصيبة
فانه ل أصل له في السنة ،وإنما السنة لبس الثياب البيض في حال الشدة والرخاء
والحياة والموت ففي الحديث عن ابن عباس رضي ال عنه ما أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :البسوا من ثيابكم البياض ،فإنها خير ثيابكم ،وكفنوا فيها
موتاكم " فهذا الحديث وما شاكله ناطق بأن السنة لبس البيض مطلقًا في جميع
والحديث الذي ذكره عن النبي صلى ال عليه وسلم انه قال " :البسوا من ثيابكم
البياض ،فإنها خير ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم " ؛ قال الشيخ اللباني ـ رحمه ال ـ
في " أحكام الجنائز " ) ص : ( 82
) أخرجه أبو داود ) ( 176 / 2والترمذي ) ( 132 / 2و صححه ،وابن ماجه
وقال الحاكم " :صحيح على شرط مسلم " ،ووافقه الذهبي وهو كما قال ...الخ ( .
3ـ سئل فضيلة الشيخ العلمة محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه ال ـ عضو هيئة
كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية :هل يجوز لبس الثوب السود حزنًا على
فأجاب فضيلته :لبس السواد عند المصائب شعار باطل ل أصل له ،واِلنسان عند
اللهم أؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرًا منها " ،فِإذا قال ذلك بإيمان واحتساب
فِإن ال سبحانه وتعالى يؤجره على ذلك ويبدله بخير منها ،أما ارتداء لبس معين
ل من " فتاوى
كالسواد وما شابهه فإنه ل َأصل له وهو َأمر باطل ومذموم ( .انتهى نق ً
الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود " ) . ( 814 / 2
اعتاد بعض النساء أن تلتزم بلبس الثياب السود مدة معينة ِإذا مات لها قريب فما حكم
هذا العمل ؟
فأجاب فضيلته :ل أصل لتخصيص هذا اللون من الثياب باللبس بل الذي ينبغي للمرأة
الحادة أن ترتدي ثيابها التي تلبسها عادة في بيتها ِ ،إل أنه يجب عليها أن تجتنب
ثياب الزينة وتلبس ما ل زينة فيه سواء كان لونه أحمر أو أخضر أو أسود أو غير ذلك
5ـ قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ـ حفظه ال ـ في " المنظار في
) وهذا اللباس السود ليس بلزم ،فالمرأة تمتنع في الحداد من لباس الزينة ،من
أزرق أو أخضر ،بحيث ل يكون لباس زينٍة يرغب فيها ،وذلك كله تعظيمًا لحق الزوج
،و حق العقد السابق ،لما روت أم عطية قالت :قال النبي صلى ال عليه وسلم :
ـــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) قد يقول البعض ِ " :إن هذا المر شائع ذائع في أقاليم أهل السلم وأقطار أهل
فالجواب أن نقول :شيعوعة الفعل وانتشاره ل يدل على جوازه ؛ كما أن كتمه ل يدل
" ينبغي أن يعرف أن كثيرًا من المور يفعل فيها كثير من الناس خلف المر الشرعي ،
وقد قال الشيخ محيي الدين النواوي :ول يغتر النسان بكثرة الفاعلين لهذا الذي نهينا
عياض :ل
عنه ممن ل يراعي هذه الداب ،وامتثل ما قاله السيد الجليل الفضيل بن ِ
تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها ،ول تغتر بكثرة الهالكين .
وقال أبو الوفاء ابن عقيل في " الفنون " :من صدر اعتقاده عن برهان ؛ لم يبق عنده
تلون يراعي به أحوال الرجال ) :أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (
قلت :إذا عرفنا ما سبق ؛ يظهر بطلن ما يتعلل به كثير من الناس المواِقعين لبع ِ
ض
البدع ومحدثات المور :أن الكثرية من الناس على هذا ) ! ( ،أو أن الجماهير
ت عاطلٍة .
ت باطلٍة ،وتأويل ٍ
تفعله . . .أو غير ذلك من تعلل ٍ
قال العلمة ابن القيم في " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " ) ص 132ـ 135
" فالبصير الصادق ل يستوحش من قلة الرفيق ،ول من فقده ؛ إذا استشعر قلبه
والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ،فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق الطلب .
سئل إسحاق بن راهويِه عن مسألة ؟ فأجاب ،فقيل له :إن أخاك أحمد بن حنبل
ولقد ُ
يحتج إلى شاهٍد يشهد به ،والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس ،فإذا رأى
الرائي الشمس ؛ لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنها طالعة إلى من يشهد بذلك
ما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب "
الباعث على إنكار البدع و الحوادث " :حيث جاء المر بلزوم الجماعة ؛ فالمراد به
الذي كانت عليه الجماعُة الولى من عهد النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،ول
قال عمرو بن ميمون الودي :صحبت معاذًا باليمن ،فما فارقته حتى واريُته في
التراب بالشام ،ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ،
ثم سمعته يومًا من اليام وهو يقول :سيلي عليكم ولة يؤخرون الصلة عن مواقيتها ،
فصلوا الصلَة لميقاتها ،فهي الفريضة ،وصلوا معهم ؛ فإنها لكم نافلٌة .قال :قلت :
يا أصحاب محمد ! ما أدري ما تحدثونا ؟ قال :وما ذاك ؟ قال :تأمرني بالجماعة ،
وتحضني عليها ،ثم تقول :صل الصلَة وحدك ،وهي الفريضة ،وصل مع الجماعة
وهي نافلة ؟ قال :ياعمرو بن ميمون ! قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية ،تدري
ما الجماعة ،قلت :ل .قال :إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة ،الجماعة ما
وافق الحق ،وإن كنت وحدك ) .رواه الللكائي في " السنة " ) رقم . ( ( 160
وفي طريق أخرى :فضرب على فخذي ،وقال :ويحك ! إن جمهور الناس فارقوا
قال نعيم بن حماد :يعني :إذا فسدت الجماعة ؛ فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن
وعن الحسن البصري ؛ قال :السنة والذي ل إله إل هو بين الغالي والجافي ،
فاصِبروا عليها رحمكم ال ؛ فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى ،وهم أقل
ع في
الناس فيما بقي :الذين لم يذهبوا مع أهل اِلتراف في إترافِهم ،ول مع أهل البد ِ
بدعهم ،وصبروا على سنتهم حتى َلَقوا ربهم ،فكذلك إن شاء ال فكونوا " .
وقال ـ رحمه ال ـ ) ص 271ـ " : ( 273ومن له خبرة بما بعث ال تعالى به رسوله ،
وبما عليه أهل الشرك والبدع اليوم في هذا الباب وغيره ؛ علم أن بين السلف وبين
هؤلء الخلوف من البعد أبعد مما بين المشرق والمغرب ،وأنهم على شيٍء ،والسلف
وقد ذكر البخاري في " الصحيح " عن أم الدرداء رضي ال عنها ؛ قالت :دخل علي
أبو الدرداء مغضبًا ،فقلت له :ما لك ؟ فقال :وال ما أعرف فيهم شيئًا من أمر محمٍد
وقال الزهري :دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي .فقلت له :ما يبكيك ؟
فقال :ما أعرف شيئًا مما أدَركت إل هذه الصلَة ،وهذه الصلة قد ضيعت .ذكره
البخاري .
وهذه هي الفتنة العظمى التي قال فيها عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ) :كيف أنتم
إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ،وينشأ فيها الصغير ،تجري على الناس ،يتخذونها
سنة ،إذا غيرت ؛ قيل :غيرت السنة ،أو :هذا منكر ( ) .رواه الدرامي ) ، ( 64 / 1
وهذا مما يدل على أن العمل إذا جرى على خلف السنة ؛ فل عبرَة به ،ول التفات إليه
؛ فإن العمل قد جرى على خلف السنة منذ زمن أبي الدرداء وأنس " .
" وذكر أبو العباس أحمد بن يحيى ؛ قال :حدثني محمد بن عبيد ابن ميمون :حدثني
عبدال بن إسحاق الجعفري ؛ قال :كان عبدال بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة .
قال :فتذاكروا يومًا السنن ،فقال رجل كان في المجلس :ليس العمل على هذا .فقال
عبد ال :أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام ،فهم الحجة على السنة ؟ !
قلت :فالمسلم الحق هو الذي " ل يغلبه شيوع البدع عن تفهم السنن ؛ فإن العوائد كما
أنها تبني أصوًل وتهدم أصوًل ؛ فإنها ملكة ،والنفكاك منها يحتاج إلى ترويض
وما أجمل ما رواه اِلمام الخطيب البغدادي في " شرف أصحاب الحديث " ) ص ( 7
" عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ،وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك
ــــــــــ
الهوامش :
) " : ( 23الباعث على إنكار البدع والحوادث " ) ص ( 51لبي شامة ـ رحمه ال ـ .
) " : ( 24مرويات دعاء ختم القرآن " ) ص ( 75للشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه ال ـ .
حفظه ال ـ بتصرف.
الخاتمة
) أختم هذه الرسالة بنصيحة اقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين
الولين وهو الشيخ حسن بن علي البربهاري من أصحاب المام أحمد ـ رحمه ال ـ
" واحذر من صغار المحدثات ،فان صغار البدع تعود حتى تصير كبارًا ،وكذلك كل
بدعة أحدثت في هذه المة كان أولها صغيرًا يشبه الحق ،فاغتر بذلك من دخل فيها ،
ثم لم يستطع المخرج منها ،فعظمت ،وصارت دينًا يدان به ،فانظر رحمك ال كل من
سمعت كلمه من أهل زمانك خاصة فل تعجلن ،ول تدخل في شيء منه حتى تسأل
وتنظر :هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم أو أحد من
العلماء ،فان أصبت أثرًا عنهم فتمسك به ول تجاوزه لشيء ،ول تختر عليه شيئًا
واعلم رحمك ال أنه ل يتم إسلم عبد حتى يكون متبعًا مصدقًا مسلمًا ،فمن زعم أنه قد
بقي شيء من أمر السلم لم يكفوناه أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد
كذبهم ،وكفى بهذا فرقة وطعنًا عليهم ،فهو مبتدع ضال مضل ،محدث في السلم
ورحم ال المام مالك حيث قال " :ل يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به اولها ،فما
لم يكن يومئذ دينًا ،ل يكون اليوم دينًا " .
وصلى ال على نبينا القائل " :ما تركت شيئًا يقربكم إلى ال إل وقد أمرتكم به ،وما
تركت شيئًا يبعدكم عن ال ويقربكم إلى النار ،إل وقد نهيتكم عنه " .والحمد ل الذي
ــــــــــــــ
الهوامش :
) " : ( 26طبقات الحنابلة " للمام ابن أبي يعلى ـ رحمه ال ـ ) 18 / 2ـ . ( 19
) " : ( 27حجة النبي صلى ال عليه وسلم " للعلمة اللباني ـ رحمه ال ـ
) ص 103ـ . ( 105
ــــــــــــــــــــ
المحتويات
ص 3ـ الفصل الثاني :أقوال العلماء حول مسألة النياحة .
ص 4ـ الفصل الثالث :أقوال العلماء حول مسألة الجتماع للعزاء .
5ـ الفصل الرابع :أقوال العلماء حول مسألة صنع أهل الميت
ــــــــــــــــــــ
1ـ " الباعث على انكار البدع و الحوادث " للعلمة أبوشامة ،تحقيق مشهور حسن سلمان الطبعة الولى
2ـ " أحكام الجنائز وبدعها" للعلمة اللباني الطبعة الولى ط مكتبة المعارف بالرياض .
3ـ " الحوادث والبدع " للمام الطرطوشي ،تحقيق الشيخ علي الحلبي ط دار ابن الجوزي بالدمام .
4ـ " الدين الخالص " للعلمة صديق حسن خان ط دار الكتب العلمية ببيروت .
5ـ " الرد على الكاتب المفتون " للعلمة حمود التويجري ،ط دار اللواء بالرياض .
6ـ " الزواجر عن اقتراف الكبائر " لبن حجر الهيتمي ط دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الثانية .
7ـ " السيل الجرار " للشوكاني تحقيق محمود ابراهيم زايد ط دار الكتب العلمية ببيروت .
8ـ " الشرح الممتع على زاد المستقنع " لبن عثيمين ط مؤسسة آسام للنشر بالرياض الطبعة الولى .
9ـ " الكبائر " للذهبي تحقيق مشهور حسن سلمان ط مكتبة المنار بالردن الطبعة الولى .
10ـ " المجموع شرح المهذب " للنووي تحقيق محمد نجيب المطيعي ط مكتبة الرشاد بجدة .
11ـ " المحلى " لبن حزم تحقيق احمد شاكر ط مكتبة دار التراث بالقاهرة .
12ـ " المسائل والرسائل المروية عن المام احمد " لعبدالله الحمدي ط دار طيبة بالرياض الطبعة الثانية .
13ـ " المغني " لبن قدامة ط دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الولى .
14ـ " المقرب لحكام الجنائز " جمع عبدالعزيز العريفي .
15ـ " الملخص الفقهي " لصالح الفوزان ط دار ابن الجوزي بالدمام.
16ـ " المنظار في بيان كثير من الخطاء الشائعة " لصالح آل الشيخ ط دار العاصمة بالرياض الطبعة
الثانية .
17ـ " البداع في مضار البتداع " لعلي محفوظ ط دار المعرفة ببيروت .
18ـ " الخبار العلمية من الختيارات الفقهية لشيخ السلم ابن تيمية " للبعلي تحقيق احمد الخليل ط دار
العاصمة بالرياض .
19ـ " الذكار " للنووي ط المكتبة العلمية ببيروت الطبعة الثانية .
20ـ " الم " للشافعي ؟؟؟.
21ـ " المر بالتباع والنهي عن البتداع " للسيوطي تحقيق مشهور حسن سلمان ط دار ابن القيم بالدمام
الطبعة الولى .
22ـ " تحفة الحوذي بشرح جامع الترمذي " للمباركفوري ط دار الكتب العلمية ببيروت .
23ـ " تحقيق المال فيما ينفع الميت من العمال " لمحمد علوي المالكي ! ط مكتبة جوامع الكلم
بالقاهرة .
24ـ " تقاليد يجب ان تزول " لطائفة من علماء الزهر ط مكتبة التوعية السلمية بالجيزة الطبعة الثانية .
25ـ " تلبيس ابليس " لبن الجوزي تحقيق السيد الجميلي ط دار الكتاب العربي .
26ـ " حاشية رد المحتار " لبن عابدين ؟؟
27ـ " زاد المعاد " لبن القيم تحقيق شعيب الرناؤوط و عبدالقادر الرناؤوط ط الرسالة
28ـ " سبل السلم " للصنعاني تحقيق محمد صبحي الحلق ط دار ابن الجوزي بالدمام .
29ـ " سلسلة الحاديث الصحيحة " لللباني ط مكتبة المعارف بالرياض .
30ـ " شرح السنة " للبغوي تحقيق شعيب الرناؤوط وزهير الشاويش ط المكتب السلمي .
31ـ " صحيح سنن ابن ماجة لللباني الطبعة الولى للطبعة الجديدة ط مكتبة المعارف بالرياض .
32ـ " صحيح سنن ابي داود " لللباني ط مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الولى للطبعة الجديدة .
33ـ " ضعيف سنن أبي داوود " لللباني ط مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الولى للطبعة الجديدة .
34ـ " ضعيف سنن النسائي " لللباني ط مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الولى للطبعة الجديدة .
35ـ " روضة الطالبين وعمدة المفتين " للنووي .
36ـ " علم اصول البدع " .لعلي الحلبي ط دار الراية بالرياض .
37ـ " عون المعبود شرح سنن أبي داود " ط دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الولى .
38ـ " فتاوى اسلمية " جمع محمد المسند ط دار الوطن بالرياض .
39ـ " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " جمع اشرف عبدالمقصود ط دارعالم الكتب بالرياض الطبعة الثالثة .
40ـ " فتح الباري شرح صحيح البخاري " لبن حجر العسقلني ط دار الريان للتراث بالقاهرة الطبعة
الولى .
41ـ " فتح العزيز شرح الوجيز " للرافعي .
42ـ " فقه السنة " للسيد سابق الطبعة العشرون ط مكتبة العبيكان بالرياض .
43ـ " كشاف القناع " للبهوتي .
44ـ " مجموع الفتاوى " لبن تيمية .
45ـ " مجموع فتاوى ومقالت متنوعة " لعبدالعزيز بن باز ط مكتبة المعارف بالرياض .
46ـ " معجم البدع " لرائد صبري بن أبي علفة ط دار العاصمة بالرياض .
47ـ " مغني المحتاج " للشربيني ط دار الكتب العلمية ببيروت الطبعة الطبعة الولى .
48ـ " مواهب الجليل لشرح مختصر خليل " للحطاب .
49ـ " نور اليضاح " للشرنبللي .
50ـ " نيل الوطار " للشوكاني ط دار زمام بالرياض .
ــــــــــ