You are on page 1of 276

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪43‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسخخي " قخخدس ال خ سخخره " الجخخزء الثخخالث‬
‫والربعخون مؤسسخة الوفخاء بيخروت لبنخان كافخة الحقخوق محفوظخة ومسخجلة‬
‫الطبعخخة الثانيخخة المصخخححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م مؤسسخخة الوفخخاء ‪ -‬بيخخروت ‪-‬‬
‫لبنان ‪ -‬صرب‪ - 1457 :‬هاتف‪386868 :‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل الذي خص بالبلء من عباده المحبين النجباء‪ ،‬أفخخاخم‬
‫النبياء وأعاظم الوصياء‪ ،‬ثم الماثخخل مخخن الوليخخاء‪ ،‬والخخبررة مخخن التقيخخاء‪،‬‬
‫والصلة على أصفى الزكياء وأزكخخى الصخخفياء‪ ،‬وأحخخب أهخخل الرض إلخخى‬
‫أهل السماء محمد وأهل بيتخخه المعصخخومين السخخفراء‪ ،‬المخصوصخخين بطخخرف‬
‫البلء‪ ،‬المكرمين بتحف العناء الخخذين لخخم يرضخخوا بمكابخخدة الليخخل والنهخخار فخخي‬
‫طاعة رب السماء‪ ،‬حتى رملوا الوجوه في الثرى‪ ،‬وخضبوا اللحخخاء بالخخدماء‪،‬‬
‫ولعنة ال على أعدائهم الفجرة الشقياء‪ ،‬ومن ظلمهم من الكفرة الدعياء‪ .‬أما‬
‫بعد‪ :‬فهذا هو المجلد العاشر من كتاب بحخخار النخخوار‪ ،‬ممخخا ألفخخة أحقخخر خدمخخة‬
‫أخبار الئمة الطهار‪ ،‬وأفقر الخلق إلى رحمة الكريم الغفار محمخخد بخخاقر بخخن‬
‫محمد تقى حشرهما ال مع مواليهما الخيار‪ ،‬صلوات الخ عليهخخم مخخا اختلخخف‬
‫الليل والنهار‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫)أبواب( )تاريخ سخخيدة نسخاء العخالمين وبضخخعة سخخيد المرسخلين ومشخخكوة أنخخوار أئمخة(‬
‫)الدين وزوجة أشرف الوصيين البتول العذراء‪ ،‬والنسية الحخخوراء( )فاطمخخة‬
‫الزهراء صلوات ال عليهخا وعلخى أبيهخا وبعلهخا وبنيهخخا مخا قخخامت( )الرض‬
‫والسماء( ‪) 1‬بخخاب( )ولدتهخخا وحليتهخخا وشخخمائلها صخخلوات الخ عليهخخا وجمخخل‬
‫تواريخها( ‪ - 1‬لى‪ :‬أحمد بن محمد الخليلي‪ ،‬عن محمخخد بخخن أبخخي بكخخر الفقيخخه‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد النوفلي‪ ،‬عن إسحاق بن يزيد‪ ،‬عن حماد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن‬
‫زرعة بن محمد‪ ،‬عن المفضل بخخن عمخخر قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد الخ الصخخادق‬
‫)عليه السلم(‪ :‬كيف كان ولدة فاطمة )عليها السلم( ؟ فقال‪ :‬نعم إن خديجخخة‬
‫)عليها السلم( لما تزوج بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( هجرتها نسخخوة‬
‫مكة فكن ل يخخدخلن عليهخخا ول يسخخلمن عليهخخا ول يخختركن امخخرأة تخخدخل عليهخخا‬
‫فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حخخذرا عليخخه )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فلما حملخخت بفاطمخخة كخخانت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( تحخخدثها مخخن بطنهخخا‬
‫وتصبرها وكانت تكتخخم ذلخخك مخخن رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فخخدخل‬
‫رسول ال يومخا فسخمع خديجخة تحخدث فاطمخة )عليهخا السخلم( فقخال لهخا‪ :‬يخا‬
‫خديجة من تحدثين ؟ قالت‪ :‬الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني‪ ،‬قال‪ :‬يخخا‬
‫خديجخخة هخخذا جبرئيخخل ]يبشخخرني[ يخخخبرني أنهخخا أنخخثى وأنهخخا النسخخلة الطخخاهرة‬
‫الميمونة وأن ال تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل مخخن نسخخلها أئمخخة‬
‫ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه‪ .‬فلم تزل خديجة )عليها السلم(‬
‫على ذلك إلى أن حضرت ولدتها فوجهت إلى نساء‬

‫]‪[3‬‬

‫قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء مخخن النسخخاء فأرسخخلن إليهخخا‪ :‬أنخخت‬
‫عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا ل مال له فلسنا‬
‫نجئ ول نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة )عليها السخخلم( لخخذلك فبينخخا هخخي‬
‫كذلك إذ دخخخل عليهخخا أربخخع نسخخوة سخخمر طخخوال كخخأنهن مخخن نسخخاء بنخخي هاشخخم‬
‫ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن‪ :‬ل تحزني يا خديجة فإنا رسخخل ربخخك‬
‫إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتخخك فخخي الجنخخة‬
‫وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا ال إليك لنلي‬
‫ما تلي النساء من النساء‪ ،‬فجلست واحدة عن يمينهخخا‪ ،‬وأخخخرى عخخن يسخخارها‪،‬‬
‫والثالثة بيخخن يخخديها‪ ،‬والرابعخخة مخخن خلفهخخا‪ ،‬فوضخخعت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫طاهرة مطهرة‪ .‬فلما سقطت إلى الرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات‬
‫مكة ولم يبق في شرق الرض ول غربها موضع إل أشخرق فيخخه ذلخك النخور‬
‫ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريخخق‬
‫من الجنة وفي البريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كخخانت بيخخن يخخديها‬
‫فغسخخلتها بمخخاء الكخخوثر وأخرجخخت خرقخختين بيضخخاوين أشخخد بياضخخا مخخن اللبخخن‬
‫وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانيخة ثخم اسختنطقتها‬
‫فنطقت فاطمة )عليها السلم( بالشهادتين وقالت‪ :‬أشهد أن ل إلخخه إل ال خ وأن‬
‫أبي رسول ال سيد النبياء وأن بعلي سيد الوصياء وولدي سادة السباط ثخخم‬
‫سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن بإسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت‬
‫الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولدة فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملئكة قبل ذلك وقخخالت النسخخوة‪ :‬خخخذيها‬
‫يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها‪ .‬فتناولتها فرحة‬
‫مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكخخانت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( تنمخخي فخخي‬
‫اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمخخي فخخي الشخخهر كمخخا ينمخخي الصخخبي فخخي‬
‫السنة‪ .‬مصباح النوار‪ :‬عن أبخخي المفضخخل الشخخيباني‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن محمخخد‬
‫الشعري ابن بنت سخخعد بخن عبخد الخخ‪ ،‬عخن الحسخن بخخن محمخد بخخن إسخخماعيل‬
‫المعروف بابن أبي الشوارب‬

‫]‪[4‬‬

‫عن عبيد ال بن علي بن أشيم‪ ،‬عخخن يعقخخوب بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن حمخاد مثلخخه‪ - 2 .‬لخخى‪ ،‬ن‪:‬‬
‫الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهروي‪ ،‬عن الرضا )عليه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لما عرج بي إلى السماء أخذ بيخخدي جبرئيخخل‬
‫)عليه السلم( فأدخلني الجنة فناولي من رطبها فأكلته فتحول ذلخخك نطفخخة فخخي‬
‫صلبي فلما هبطت إلى الرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة )عليها السلم(‬
‫ففاطمة حوراء إنسية فكلمخخا اشخختقت إلخخى رائحخخة الجنخخة شخخممت رائحخخة ابنخختي‬
‫فاطمة‪ .‬ج‪ :‬مرسل مثله‪ - 3 .‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن يزيد‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن عبد الرحمان بن الحجاج‪ ،‬عن سدير الصيرفي‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫خلق نور فاطمة )عليها السلم( قبل أن يخلخخق الرض والسخخماء فقخخال بعخخض‬
‫الناس‪ :‬يا نبي ال فليست هي إنسية ؟ فقال‪ :‬فاطمة حوراء إنسية قالوا‪ :‬يا نبي‬
‫ال وكيف هي حوراء إنسية ؟ قخال‪ :‬خلقهخا الخ عخخز وجخل مخخن نخخوره قبخخل أن‬
‫يخلق آدم إذ كانت الرواح فلما خلق ال عز وجل آدم عرضت على آدم‪ .‬قيل‬
‫يا نبي ال وأين كانت فاطمة ؟ قال‪ :‬كانت في حقة تحت ساق العرش‪ ،‬قخخالوا‪:‬‬
‫يا نبي ال فما كان طعامها ؟ قال‪ :‬التسبيح والتقديس والتهليل والتحميخخد‪ ،‬فلمخخا‬
‫خلق ال عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب ال عز وجخخل أن يخرجهخخا‬
‫من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل )عليه السلم( فقال لخخي‪:‬‬
‫السلم عليك ورحمة ال و بركاته يا محمد ! قلت‪ :‬وعليك السلم ورحمة الخ‬
‫حبيبي جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد إن ربك يقرئك السلم قلت‪ :‬منه السخخلم وإليخخه‬
‫يعود السلم قال‪ :‬يا محمد إن هذه تفاحة أهداها ال عز وجل إليك مخخن الجنخخة‪.‬‬
‫فأخذتها وضممتها إلى صخخدري‪ ،‬قخخال‪ :‬يخخا محمخخد يقخخول الخ جخخل جللخخه كلهخخا‬
‫ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال‪ :‬يا محمخخد مخخا لخخك ل تأكخخل كلهخخا‬
‫ول تخف فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الرض فاطمة قلت‪:‬‬
‫حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الرض فاطمخخة ؟ قخخال‪:‬‬
‫سميت في الرض فاطمة لنها فطمت شيعتها من النار وفطخخم أعخخداؤها عخخن‬
‫حبها‬

‫]‪[5‬‬

‫وهي في السماء المنصورة وذلك قول ال عز وجل )ويومئذ يفخخرح المؤمنخخون بنصخخر‬
‫ال ينصر من يشاء( )‪ (1‬يعني نصر فاطمة لمحبيها‪ .‬بيان‪ :‬لعخخل هخخذا التأويخخل‬
‫مبني على أن قوله )من بعد( قبل قخخوله )يخخومئذ( إشخخارة إلخخى القيامخخة‪ - 4 .‬ع‪:‬‬
‫القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيخخه عخخن جخخابر‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( عن جابر بن عبد الخ قخال‪ :‬قيخخل يخا رسخخول الخ‬
‫إنك تلثم فاطمة وتلزمها وتدنيها منك وتفعل بها ما ل تفعله بأحد مخخن بناتخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬إن جبرئيل )عليه السلم( أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتهخخا فتحخخولت‬
‫ماء في صلبي ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة فأنا أشم منهخخا رائحخخة الجنخخة‪.‬‬
‫‪ - 5‬ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجخخوهري‪ ،‬عخخن عمخخر بخخن عمخخران‪ ،‬عخخن‬
‫عبيد ال بن موسى العبسى‪ ،‬عن جبلة المكي‪ ،‬عن طاووس اليماني‪ ،‬عن ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬دخلت عائشة على رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وهخخو يقبخخل‬
‫فاطمة فقالت له‪ :‬أتحبهخخا يخخا رسخخول الخ قخخال‪ :‬أمخخا والخ لخخو علمخخت حخخبي لهخخا‬
‫لزددت لها حبا إنخخه لمخخا عخخرج بخخي إلخخى السخخماء الرابعخخة أذن جبرئيخخل وأقخخام‬
‫ميكائيل ثم قيل لي إدن يا محمد فقلت‪ :‬أتقدم و أنت بحضرتي يا جبرئيل قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬إن ال عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على ملئكته المقربين وفضخخلك‬
‫أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فخخإذا أنخخا‬
‫بإبراهيم )عليه السلم( في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفهخا جماعخة مخن‬
‫الملئكة‪ .‬ثم إني صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنخخوديت‪ :‬يخخا‬
‫محمد نعم الب أبوك إبراهيم ونعم الخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجخخب‬
‫أخذ جبرئيل )عليه السلم( بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشخجرة مخخن نخخور فخخي‬
‫أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي فقلت‪ :‬حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟‬
‫فقال‪ :‬هذه لخيك علي ابن أبي طالب )عليه السلم( وهخذان الملكخان يطويخان‬
‫له الحلي والحلل إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الروم‪ 4 :‬و ‪.5‬‬

‫]‪[6‬‬

‫ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة مخخن المسخخك وأحلخخى مخخن‬
‫العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطخخت‬
‫إلى الرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشخختقت‬
‫إلى الجنة شخخممت رائحخخة فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪ - 6 .‬فخخس‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كان رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه * يكخخثر تقبيخخل فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عائشة إني لمخخا‬
‫أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني‬
‫من ثمارها فأكلته فحول ال ذلخك مخاء فخي ظهخري فلمخا هبطخت إلخى الرض‬
‫واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إل وجدت رائحخخة شخخجرة طخخوبى‬
‫منها‪ - 7 .‬قخخب‪ :‬أنخخس بخخن مالخخك قخخال‪ :‬سخخألت أمخخي عخخن صخخفة فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السخخلم( فقخخالت‪ :‬كخخانت كأنهخا القمخخر ليلخخة البخخدر أو الشخمس كفخرت غمامخا أو‬
‫خرجت من السحاب وكانت بيضاء بضة‪ .‬عطا‪ ،‬عخخن أبخخي ربخخاح قخخال‪ :‬كخخانت‬
‫فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( تعجن وإن قصبتها تضرب إلخخى‬
‫الجفنة وروي أنها كانت مشرقة الرباعية‪ .‬جابر بن عبد ال‪ :‬ما رأيت فاطمخخة‬
‫تمشي إل ذكرت رسول ال )صلى ال عليه وآله( تميخل علخى جانبهخا اليمخن‬
‫مرة وعلى جانبها اليسر مرة وولدت فاطمة بمكة بعخخد النبخخوة بخمخخس سخخنين‬
‫وبعد السراء بثلث سنين في العشرين من جمادى الخرة وأقامت مع أبيهخخا‬
‫بمكة ثماني سنين‪ ،‬ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعخخد مقخخدمها‬
‫المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس ودخل بها‬
‫يوم الثلثاء لست خلون مخخن ذي الحجخخة بعخخد بخخدر وقبخخض النخخبي ولهخخا يخخومئذ‬
‫ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر وولدت الحسن ولها إثنتخخا عشخخرة سخخنة‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫كفرت على البناء للمجهول أي إن شئت شخخبهتها بالشخخمس المسخختورة بالغمخخام‬
‫لسترها وعفافها أو لمكان النظر إليها وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت‬

‫]‪[7‬‬

‫الغمام لنورها ولمعانها‪ ،‬ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس فخخي حخخالتي ابتخخداء‬
‫الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي‬
‫أحاطت ببعض الشمس أو يقال‪ :‬التشبيه بها فخخي الحخخالتين لجمعهخخا فيهمخخا بيخخن‬
‫الستر والتمكخخن مخخن النظخخر‪ ،‬وعخخدم محخخو الضخخوء والشخخعاع‪ ،‬وعلخخى التقخخادير‬
‫مأخوذ من الكفر بمعنى التغطية يقال‪ :‬كفخخرت الشخخئ أكفخخره بالكسخخر كفخخرا أي‬
‫سترته‪ .‬والبضاضة رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنى شئ‪ - 8 .‬كشخخف‪:‬‬
‫ذكر ابن الخشاب‪ ،‬عن شيوخه يرفعه‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي )عليهمخخا‬
‫السلم( قال‪ :‬ولدت فاطمة بعد ما أظهخخر الخ نبخخوة نخخبيه وأنخخزل عليخخه الخخوحي‬
‫بخمس سنين وقريش تبني الخخبيت وتخخوفيت ولهخخا ثمخخاني عشخخرة سخخنة وخمسخخة‬
‫وسبعين يوما وفي رواية صدقة ثماني عشرة سنة وشهر وخمسة عشر يومخخا‬
‫وكان عمرها مع أبيها بمكة ثماني سنين‪ ،‬وهخاجرت إلخى المدينخة مخع رسخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فأقامت معه عشر سنين وكان عمرها ثماني عشرة‬
‫سنة فأقامت مع علي أمير المؤمنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يومخخا وفخخي‬
‫رواية أخرى أربعين يوما‪ .‬وقال الذارع‪ :‬أنا أقول فعمرها علخخى هخخذه الروايخخة‬
‫ثماني عشرة سنة وشهر و عشرة أيام وولدت الحسن ولها إحخخدى عشخخر سخخنة‬
‫بعد الهجرة بثلث سنين وفي كتاب مولد فاطمة )عليها السخخلم( لبخخن بخخابويه‬
‫يرفعه إلى أسماء بنت عميس قالت‪ :‬قال لي رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫وقد كنت شهدت فاطمة )عليها السلم( وقد ولدت بعض ولدها فلم أر لها دمخخا‬
‫فقال )صلى ال عليه وآله *‪ :‬إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية‪- 9 .‬‬
‫ضة‪ :‬ولدت )عليهخا السخلم( بعخد النبخخوة بخمخس سخنين وبعخخد السخخراء بثلث‬
‫سنين و أقامت مع رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( بمكخخة ثمخخان سخخنين‪ ،‬ثخخم‬
‫هاجرت مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى المدينخخة فزوجهخخا مخخن علخخي‬
‫)صلوات ال عليه( بعد مقدمهم المدينة بسنة وقبخخض النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ولفاطمة )عليها السلم( يخخومئذ ثمخخاني عشخخرة سخخنة وعاشخخت بعخخد أبيهخخا‬
‫إثنتين وسبعين يوما‪ - 10 .‬كا‪ :‬ولدت فاطمة )عليها السلم( بعد مبعخخث النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشخخرة سخخنة وخمسخخة‬
‫وسبعون يوما بقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما‪.‬‬

‫]‪[8‬‬

‫‪ - 11‬عيون المعجزات‪ :‬روي عن حارثة بن قدامة قخال‪ :‬حخدثني سخخلمان قخال‪ :‬حخخدثني‬
‫عمار‪ ،‬وقال‪ :‬أخبرك عجبا ؟ قلت‪ :‬حدثني يا عمار قال‪ :‬نعم شهدت علخخي بخخن‬
‫أبى طالب )عليه السلم( وقد ولج على فاطمة )عليها السخخلم( فلمخخا أبصخخرت‬
‫به نادت ادن لحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين‬
‫تقوم الساعة قال عمار‪ :‬فرأيت أمير المؤمنين )عليه السلم( يرجخخع القهقخخرى‬
‫فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي )صلى ال عليه وآلخخه( فقخخال لخخه‪ :‬ادن يخخا‬
‫أبا الحسن فخدنا فلمخا اطمخأن بخه المجلخس قخال لخه‪ :‬تحخدثني أم احخدثك ؟ قخال‪:‬‬
‫الحديث منك أحسن يا رسول ال‪ ،‬فقخخال‪ :‬كخخأني بخخك وقخخد دخلخخت علخخى فاطمخخة‬
‫وقالت لك كيت وكيت فرجعت‪ ،‬فقال علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬نخخور فاطمخخة مخخن‬
‫نورنا ؟ فقال )عليه السخخلم(‪ :‬أول تعلخخم ؟ فسخخجد علخخي شخخكرا لخ تعخالى‪ .‬قخال‬
‫عمار‪ :‬فخرج أمير المؤمنين )عليخخه السخخلم( وخرجخخت بخروجخخه فولخخج علخخي‬
‫فاطمة )عليها السلم( وولجت معه فقالت‪ :‬كأنك رجعت إلى أبخي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( فأخبرته بما قلته لك ؟ قال‪ :‬كان كذلك يا فاطمة‪ ،‬فقالت‪ :‬اعلم يا أبا‬
‫الحسن أن ال تعالى خلق نوري وكان يسبح ال جل جلله ثخخم أودعخخه شخخجرة‬
‫من شجر الجنة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى ال تعالى إليخخه إلهامخخا أن‬
‫اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ففعل فأودعني ال سخخبحانه‬
‫صلب أبي )صلى ال عليه وآله( ثم أودعنخخي خديجخخة بنخخت خويلخخد فوضخخعتني‬
‫وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن يخخا أبخخا الحسخخن المخخؤمن‬
‫ينظر بنور ال تعالى‪ - 12 .‬قل‪ :‬قال الشيخ المفيد في كتاب حخخدائق الريخخاض‪:‬‬
‫يوم العشرين من جمادى الخرة كان مولخخد السخخيدة الزهخخراء )عليهخخا السخخلم(‬
‫سنة إثنتين من المبعث‪ .‬من بعض كتب المخالفين بإسخخناده‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫محمد بن سليمان الهاشمي عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬ولدت فاطمخخة سخخنة إحخخدى‬
‫وأربعين من مولد رسول ال )صلى ال عليه وآله( وزعم محمخخد بخخن إسخخحاق‬
‫أن فاطمة ولدت قبل أن يوحى إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وكخخذلك سخخائر‬
‫أولده من خديجة‪ ،‬وفي روايتي عن الحافظ أبخي المنصخور الخخديلمي بروايتخه‬
‫عن أبي علي الحخخداد عخخن أبخخي نعيخخم الحخخافظ فخخي كتخخاب معرفخخة الصخخحابة أن‬
‫فاطمة كانت أصغر بنات رسول ال سنا ولدت وقريش تبنخخي الكعبخخة وكخخانت‬
‫فيما قبل تكنى أم أسماء‪.‬‬
‫]‪[9‬‬

‫وقال أبو الفرج في كتاب مقاتل الطالبيين كان مولد فاطمة )عليها السخخلم( قبخخل النبخخوة‬
‫وقريش حينئذ تبني الكعبة وكان تزويج علي بن أبخخى طخخالب إياهخخا فخخي صخخفر‬
‫بعد مقدم رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدينة وبنى بها بعد رجخخوعه مخخن‬
‫غزاة بدر ولها يومئذ ثماني عشرة سنة حخخدثني بخخذلك الحسخخن بخخن علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫الحارث‪ ،‬عن ابن سعد‪ ،‬عن الواقدي‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد ال بن أبي سبرة‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عبد الخ أبخخي فخخروة‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد ابخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم(‪ - 13 .‬كا‪ :‬عبد ال بن جعفر وسعد بن عبد الخ جميعخخا‪ ،‬عخخن إبراهيخخم‬
‫بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن حبيب السجسخختاني قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا جعفخخر )عليخخه السخخلم( يقخخول‪:‬‬
‫ولدت فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( بعد مبعث رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون‬
‫يوما‪ - 14 .‬كف‪ :‬ولدت ]فاطمة )عليهخخا السخخلم([ فخخي العشخخرين مخخن جمخخادى‬
‫الخرة يوم الجمعة سنة إثنخختين مخخن المبعخخث وقيخخل‪ :‬سخخنة خمخس مخن المبعخخث‬
‫وكان نقش خاتمها أمن المتوكلون وبوابها فضة أمتها‪ - 15 .‬مصبا‪ :‬في اليوم‬
‫العشرين من جمادى الخرة ]يوم الجمعة[ سنة إثنتين من المبعث كخخان مولخخد‬
‫فاطمة )عليها السلم( في بعض الروايات وفي رواية أخرى سنة خمخخس مخخن‬
‫المبعث والعامة تخخروي أن مولخخدها قبخخل المبعخخث بخمخخس سخخنين‪ - 16 .‬كتخخاب‬
‫دلئل المامة لمحمد بن جرير الطبري المامي‪ ،‬عن أبي المفضل الشخخيباني‪،‬‬
‫عن محمد بن همام‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد الخخبرقي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى عن عبد الرحمان بن أبي نجران‪ ،‬عن ابخخن سخخنان‪ ،‬عخخن ابخخن مسخخكان‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ولدت فاطمة في جمادى‬
‫الخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين مخخن مولخخد النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سخخنين وبعخخد وفخخات أبيهخخا‬
‫خمسا وسبعين يوما وقبضت فخي جمخادى الخخرة يخوم الثلثخاء لثلث خلخون‬
‫منه سنة إحدى عشرد من الهجرة‪ .‬وعنه‪ ،‬عن محمد بخخن هخخارون بخخن موسخخى‬
‫التلعكبري‪ ،‬عن أحمد بن محمد الضبي‪ ،‬عن‬

‫]‪[10‬‬

‫محمد بن زكريا الغلبي‪ ،‬عن شعيب بن واقد‪ ،‬عن جعفخخر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫جده عن ابن عباس قال‪ :‬لم تزل فاطمة تشب في اليوم كالجمعة وفي الجمعخخة‬
‫كالشهر وفي الشهر كالسنة فلما هاجر رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( مخخن‬
‫مكة إلى المدينة وابنتي بها مسجدا وأنس أهل المدينة به وعلت كلمته وعرف‬
‫النخخاس بركتخخه وسخخار إليخخه الركبخخان وظهخخر اليمخخان ودرس القخخرآن وتحخخدث‬
‫الملوك والشراف وخاف سيف نقمتخه الكخابر و الشخراف وهخاجرت فاطمخة‬
‫مع أمير المؤمنين ونساء المهاجرين وكانت عائشة فيمن هاجر معهخخا فقخدمت‬
‫المدينخخة فخخأنزلت ]مخخع[ النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( علخخى أم أبخخي أيخخوب‬
‫النصاري وخطب رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( النسخاء وتخزوج سخودة‬
‫أول دخخخوله المدينخخة ونقخخل فاطمخخة إليهخخا ثخخم تخخزوج أم سخخلمة فقخخالت أم سخخلمة‪:‬‬
‫تزوجني رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفوض أمر إبنته إلي فكنت أؤدبها‬
‫وكانت وال أدأب مني وأعرف بالشياء كلها‪) (2) .‬بخخاب( )أسخخمائها وبعخخض‬
‫فضائلها )عليها السلم(( ‪ - 1‬لى‪ ،‬ع‪ ،‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن الحسخخن بخخن عبخخد الخ بخخن يخخونس‪ ،‬عخخن‬
‫يونس بن ظبيان‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬لفاطمة )عليها السلم(‬
‫تسعة أسماء عنخخد الخ عخخز وجخخل فاطمخخة‪ ،‬والصخخديقة والمباركخخة‪ ،‬والطخخاهرة‪،‬‬
‫والزكية‪ ،‬والراضية‪ ،‬والمرضية‪ ،‬والمحدثة‪ ،‬والزهراء ثم قال )عليه السلم(‪:‬‬
‫أتدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قلت‪ :‬أخبرني يا سيدي قال‪ :‬فطمت مخخن الشخخر‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪ :‬لو ل أن أمير المؤمنين )عليه السلم( تزوجها لما كان لهخخا كفخخو‬
‫إلخخى يخخوم القيامخخة علخخى وجخخه الرض آدم فمخخن دونخخه‪ .‬كتخخاب دلئل المامخخة‬
‫للطبري‪ :‬عن الحسن بن أحمد العلوي‪ ،‬عخخن الصخخدوق مثلخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬يمكخخن أن‬
‫يستدل به على كون علي وفاطمة )عليهما السلم( أشرف من سائر‬

‫]‪[11‬‬

‫أولي العزم سوى نبينا )صلى ال عليهم أجمعين( ل يقخال ل يخدل علخى فضخلهما علخى‬
‫نوح وإبراهيم )عليهما السلم( لحتمال كون عدم كونهما كفوين لكونهما من‬
‫أجدادها )عليهم السلم( لنا نقول ذكر آدم )عليه السلم( يدل على أن المخخراد‬
‫عدم كونهم أكفاءها مع قطخخع النظخخر عخخن الموانخخع الخخخر علخخى أنخخه يمكخخن أن‬
‫يتشبث بعدم القول بالفضل‪ ،‬نعم يمكن أن يناقش في دللته على فضل فاطمخخة‬
‫عليهم بأنه يمكن أن يشترط في الكفاءة كون الزوج أفضل‪ ،‬ول يبعد ذلك مخخن‬
‫متفخخاهم العخخرف وال خ يعلخخم‪ - 2 .‬ع‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن سخخهل‬
‫الصيقل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل الدارمي‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن محمخخد بخخن جعفخخر‬
‫الهرمزاني‪ ،‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليخخه السخخلم( يخخا بخخن‬
‫رسول ال لم سميت الزهخراء زهخخراء ؟ فقخال‪ :‬لنهخا تزهخخر لميخر المخؤمنين‬
‫)عليه السلم( في النهار ثلث مرات بالنور‪ ،‬كان يزهر نخخور وجههخخا صخخلة‬
‫الغداة والناس في فراشهم فيخدخل بيخاض ذلخك النخور إلخى حجراتهخم بالمدينخة‬
‫فتبيض حيطخخانهم فيعجبخخون مخخن ذلخخك فيخخأتون النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة )عليها السخخلم( فيخخأتون منزلهخخا‬
‫فيرونها قاعدة في محرابها تصخلي والنخور يسخطع مخن محرابهخا مخن وجههخا‬
‫فيعلمون أن الخخذي رأوه كخان مخخن نخخور فاطمخة فخإذا انتصخخف النهخار وترتبخت‬
‫للصخخلة زهخخر نخخور وجههخخا )عليهخخا السخخلم( بالصخخفرة فتخخدخل الصخخفرة فخخي‬
‫حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة )عليها السخخلم( فيرونهخخا قائمخخة‬
‫في محرابها وقد زهر نور وجهها ‪) -‬صلوات ال عليهخا وعلخى أبيهخا وبعلهخا‬
‫وبنيها( ‪ -‬بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها فإذا كخخان آخخخر‬
‫النهار وغربخت الشخمس احمخخر وجخه فاطمخة فأشخخرق وجههخا بخالحمرة فرحخا‬
‫وشكرا ل عز وجل فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم‬
‫فيعجبون من ذلك ويأتون النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ويسخخألونه عخخن ذلخخك‬
‫فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونهخا جالسخة تسخبح الخ وتمجخده ونخور وجههخا‬
‫يزهخخر بخخالحمرة فيعلمخخون أن الخخذي رأوا كخخان مخخن نخخور وجخخه فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسخين )عليخخه السخخلم( فهخو‬
‫يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الئمة منا أهل البيت إمام بعد إمام‪.‬‬

‫]‪[12‬‬

‫بيان‪ :‬ترتبت أي ثبتت في محرابها كما في اللغة أو تهيأت من الترتيب العرفي بمعنخخى‬
‫جعل كل شئ في مرتبته ويحتمل أن يكون تصحيف تزينت‪ - 3 .‬ن‪ :‬بالسناد‬
‫إلى دارم قال‪ :‬حدثنا علي بن موسى الرضا ومحمد بن علي )عليهما السخخلم(‬
‫قال‪ :‬سمعنا المأمون يحدث عن الرشخيد‪ ،‬عخن المهخدي‪ ،‬عخن المنصخور‪ ،‬عخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قال ابن عباس لمعاوية‪ :‬أتدري لم سميت فاطمة فاطمخخة ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬لنها فطمت هي وشيعتها من النار سخخمعت رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( يقوله‪ - 4 .‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا‪ ،‬عخخن آبخخائه )عليهخخم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إني سخخميت ابنخختي فاطمخخة‬
‫لن ال عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار‪ .‬صخخح‪ :‬عخخن الرضخخا‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه )عليهم السلم( مثله‪ - 5 .‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن معقل القرميسيني‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يزيد الجزري‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي‪ ،‬عن عبد ال خ بخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬لم سميت فاطمة الزهراء زهراء فقال‪ :‬لن ال عز وجل خلقها من نور‬
‫عظمته فلما أشرقت أضخخاءت السخخماوات والرض بنورهخخا وغشخخيت أبصخخار‬
‫الملئكة وخخخرت الملئكخخة لخ سخخاجدين وقخخالوا‪ :‬إلهنخخا وسخخيدنا مخخا هخخذا النخخور‬
‫فأوحى ال إليهم هذا نور من نوري وأسكنته في سخخمائي خلقتخخه مخخن عظمخختي‬
‫أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع النبياء وأخرج من ذلك‬
‫النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضخخي بعخخد‬
‫انقضاء وحيي‪ .‬مصباح النوار‪ :‬عن أبي جعفخخر )عليخخه السخخلم( مثلخخه‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معخخرب كرمانشخخاهان‪.‬‬
‫‪ - 6‬مع‪ ،‬ع‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الجلودي‪ ،‬عن الجخخوهري‪ ،‬عخخن ابخخن عمخخارة عخخن‬
‫أبيه قال‪ :‬سألت أبا عبد الخ )عليخخه السخخلم( عخخن فاطمخخة لخخم سخخميت زهخخراء ؟‬
‫فقال‪ :‬لنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لهل السماء كمخخا يزهخخر‬
‫نور الكواكب لهل‬
‫]‪[13‬‬

‫الرض ‪ - 7‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن محمخخد بخخن زيخخاد مخخولى‬
‫بني هاشم قال‪ :‬حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له‪ :‬نجيخخة بخخن إسخخحاق الفخخزاري‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن الحسن بن حسن قخخال‪ :‬قخال أبخخو الحسخن )عليخه السخلم(‪ :‬لخخم‬
‫سخخميت فاطمخخة فاطمخخة ؟ قلخخت‪ :‬فرقخخا بينخخه وبيخخن السخخماء قخخال‪ :‬إن ذلخخك لمخخن‬
‫السماء ولكن السم الذي سميت به أن ال تبخخارك وتعخخالى علخخم مخخا كخخان قبخخل‬
‫كونه فعلم أن رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يخختزوج فخخي الحيخخاء وأنهخخم‬
‫يطمعون في وراثة هذا المر من قبله فلمخخا ولخخدت فاطمخخة سخخماها الخ تبخخارك‬
‫وتعالى فاطمة لما أخرج منها وجعخل فخي ولخدها ففطمهخم عمخا طمعخوا فبهخذا‬
‫سميت فاطمة فاطمة لنها فطمت طمعهم ومعنى فطمت قطعخخت‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخوله‬
‫فرقا بينه وبين السماء لعلة توهم أن هذا السم مما لخم يسخبقها إليخه أحخد فلخذا‬
‫سميت به لئل يشاركها فيه امرأة ممن مضى فأجاب )عليه السلم( بخخأنه كخخان‬
‫من السماء التي كانوا يسمون بها قبل‪ ،‬قوله‪) :‬إن ال( أي لن الخ‪ - 8 .‬مخع‪،‬‬
‫ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن مخدج بن عمير الحنفخخي‪ ،‬عخخن‬
‫بشير بن إبراهيم النصاري‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن يحيى بن ]أبي[ كخخثير عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬إنما سميت فاطمة فاطمخخة لن الخ عخخز وجخخل فطخخم‬
‫من أحبها من النخار‪ - 9 .‬ع‪ :‬مخاجيلويه‪ ،‬عخن محمخخد العطخار‪ ،‬عخن محمخخد بخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن محمد بن صالح بن عقبة‪ ،‬عن يزيخخد بخخن عبخخد الملخخك‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لما ولخخدت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( أوحخخى الخ عخخز‬
‫وجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد )صلى ال عليه وآله( فسماها فاطمة ثخخم‬
‫قال‪ :‬إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبو جعفر )عليه السخخلم(‪:‬‬
‫وال لقد فطمهخخا الخ تبخخارك وتعخخالى بخخالعلم وعخخن الطمخخث بالميثخخاق‪ .‬مصخخباح‬
‫النوار‪ :‬عنه )عليه السلم( مثلخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬فطمتخخك بخخالعلم أي أرضخخعتك بخخالعلم‬
‫حتى استغنيت وفطمت‪ ،‬أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم أو جعلخخت فطامخخك‬
‫من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في‬

‫]‪[14‬‬

‫بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية‪ .‬وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول كالدافق‬
‫بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهخخل‬
‫أو المعنى‪ :‬لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منخخه‪ ،‬والوجهخخان الخيخخران‬
‫يشكل إجراؤهما في قوله‪ :‬فطمتك عن الطمث إل بتكلف‪ ،‬بأن يجعخخل الطمخخث‬
‫كناية عن الخلق والفعال الذميمة‪ ،‬أو يقال علخخى الثخخالث‪ :‬لمخخا فطمتخخك عخخن‬
‫الدناس الروحانية والجسمانية فأنت تفطم الناس عن الدنخخاس المعنويخخة‪10 .‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن أحمخخد بخخن علويخخة الصخخبهاني‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن محمخخد‬
‫الثقفي‪ ،‬عن جندل بن والق‪ ،‬عن محمخخد بخخن عمخخر البصخخري‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد بن على عن أبيه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬يا فاطمخخة أتخخدرين لخخم سخخميت فاطمخخة ؟ فقخخال علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال لم سميت ؟ قخال‪ :‬لنهخخا فطمخخت هخخي وشخخيعتها مخخن النخخار‪ .‬مصخخباح‬
‫النوار‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله‪ .‬بيان‪ :‬ل يقال‪ :‬المناسخخب علخخى مخخا ذكخخر فخخي‬
‫وجه التسمية أن تسمى مفطومخخة إذ الفطخخم بمعنخخى القطخخع‪ ،‬يقخخال‪ :‬فطمخخت الم‬
‫صبيها وفطمت الرجل عن عادته و فطمت الحبل‪ .‬لنا نقول‪ :‬كثيرا مخخا يجخخئ‬
‫فاعل بمعنى مفعول كقولهم سخخر كخخاتم و مكخخان عخخامر‪ ،‬وكمخخا قخخالوا فخخي قخخوله‬
‫تعالى‪) :‬عيشة راضية( و )مخخاء دافخخق( ويحتمخخل أن يكخخون ورد الفطخخم لزمخخا‬
‫أيضا‪ .‬قال الفيروز آبادي‪ :‬أفطم السخلة‪ :‬حان أن تفطم فإذا فطمت فهي فخخاطم‬
‫ومفطومة وفطيم انتهى ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عخخن النخخار‬
‫وعن الشرور‪ ،‬وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلخخك مخخا علخخم الخ‬
‫مخخن محاسخخن أفعالهخخا ومكخخارم خصخخالها فالسخخناد مجخخازي‪ - 11 .‬ع‪ :‬ابخخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى عن محمخد بخن سخنان‪ ،‬عخن ابخن مسخكان‪،‬‬
‫عن محمد بخخن مسخخلم الثقفخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا جعفخخر )عليخخه السخخلم( يقخخول‪:‬‬
‫لفاطمة )عليها السلم( وقفة على باب جهنم‪ ،‬فإذا كان يخخوم القيامخخة كتخخب بيخخن‬
‫عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النخخار فتقخخرأ‬
‫فاطمة بين عينيه محبا فتقول‪:‬‬

‫]‪[15‬‬

‫إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولني وتولى ذريتي مخخن النخخار ووعخخدك‬
‫الحق وأنت ل تخلف الميعخخاد فيقخخول الخ عخخز وجخخل‪ :‬صخخدقت يخخا فاطمخخة إنخخي‬
‫سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولك وأحب ذريتك وتولهم من النار‬
‫ووعدي الحق وأنا ل أخلف الميعاد وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي‬
‫فيه فاشفعك وليتبين ملئكختي وأنبيخائي ورسخلي وأهخل الموقخف موقفخك منخي‬
‫ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة‪- 12 .‬‬
‫ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنما سخخميت ابنخختي‬
‫فاطمة لن ال عز وجخل فطمهخا وفطخم مخن أحبهخا مخن النخار‪ - 13 .‬مخع‪ ،‬ع‪:‬‬
‫بإسناد العلوي‪ ،‬عن علي )عليه السلم( أن النبي )صلى ال عليه وآلخخه( سخخئل‬
‫ما البتول ؟ فإنا سمعناك يا رسول ال تقخخول‪ :‬إن مريخخم بتخخول وفاطمخخة بتخخول‪،‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪ :‬البتول‪ :‬التي لم تر حمرة قط أي لم تحخخض فخخإن الحيخخض‬
‫مكروه في بنات النبيخخاء‪ .‬مصخباح النخوار‪ :‬عخخن علخخي )عليخخه السخخلم( مثلخخه‪.‬‬
‫بيان‪ :‬البتل القطع أي إنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الخدم‪ ،‬قخال فخي‬
‫النهاية‪ :‬امرأة بتول منقطعة عن الرجال ل شهوة لها فيهم‪ ،‬وبها سميت مريخخم‬
‫أم عيسى )عليه السلم( وسميت فاطمة )عليها السلم( البتول لنقطاعها عن‬
‫نساء زمانها فضل ودينا و حسبا‪ ،‬وقيل لنقطاعها عن الخخدنيا إلخخى الخ تعخخالى‬
‫ونحو ذلك قال الفيروز آبادي‪ .‬أقول‪ :‬قد مضت وسيأتي الخبار فخخي أنخخه قخخال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( لفاطمة‪ :‬شق ]ال[ لك يا فاطمة إسما مخخن أسخخمائه‬
‫فهخخو الفخخاطر وأنخخت فاطمخخة وشخخبهه‪ - 14 .‬قخخب‪ :‬ابخخن بخخابويه فخخي كتخخاب مولخخد‬
‫فاطمة‪ ،‬والخركوشي في شرف النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( وابخخن بطخخة‬
‫في البانة‪ ،‬عن الكلبي‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليه السلم( قخخال‪ :‬قخخال رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( لعلي‪ :‬هل تدري لم سخخميت فاطمخخة ؟ قخخال علخخي‪ :‬لخخم‬
‫سميت فاطمة يا رسول ال ؟ قال‪ :‬لنها فطمت هخخي وشخخيعتها مخخن النخخار‪ .‬أبخخو‬
‫علي السلمي في تاريخه بإسناده عن الوزاعي‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‬

‫]‪[16‬‬

‫عن أبي هريرة‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إنما سميت فاطمخخة لن ال خ فطخخم مخخن أحبهخخا‬
‫عن النار‪ .‬شيرويه في الفردوس‪ ،‬عن جابر النصاري قال النبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله(‪ :‬إنما سميت ابنتي فاطمة لن ال فطمها وفطم محبيهخخا عخخن النخخار‪.‬‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬تدري أي شئ تفسير فاطمخة قخال‪ :‬فطمخت مخن الشخر‬
‫ويقال إنما سميت فاطمة لنها فطمخخت عخخن الطمخخث‪ .‬أبخخو صخخالح المخخؤذن فخخي‬
‫الربعين‪ :‬سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما البتول ؟ قال‪ :‬التي لخخم تخخر‬
‫حمرة قخط ولخم تحخض فخإن الحيخض مكخروه فخي بنخات النبيخاء وقخال )عليخه‬
‫السلم(‪ :‬لعائشة يا حميرا إن فاطمة ليست كنساء الدميين ل تعتل كما تعتلن‪.‬‬
‫أبو عبد ال قال‪ :‬حرم ال النساء على علي ما دامت فاطمة حية لنها طخخاهرة‬
‫ل تحيض وقال عبيد الهروي في الغريبين سميت مريم بتول لنها بتلت عخخن‬
‫الرجال وسميت فاطمة بتول لنها بتلخخت عخخن النظيخخر‪ .‬أبخخو هاشخخم العسخخكري‪:‬‬
‫سخخألت صخخاحب العسخخكر )عليخخه السخخلم( لخخم سخخميت فاطمخخة الزهخخراء )عليهخخا‬
‫السلم( ؟ فقال‪ :‬كان وجهها يزهخخر لميخخر المخخؤمنين )عليخخه السخخلم( مخخن أول‬
‫النهار كالشمس الضاحية‪ ،‬و عند الزوال كالقمر المنير وعند غروب الشخخمس‬
‫كالكوكب الدري‪ .‬الحسن بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليخخه السخخلم(‪ :‬لخخم‬
‫سخخميت فاطمخخة الزهخخراء ؟ قخخال‪ :‬لن لهخخا فخخي الجنخخة قبخخة مخخن يخخاقوت حمخخراء‬
‫ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة معلقة بقدرة الجبخخار ل علقخة لهخا مخخن فوقهخا‬
‫فتمسكها‪ ،‬ول دعامة لها من تحتها فتلزمها لها مأة ألخخف بخخاب علخخى كخخل بخخاب‬
‫ألف من الملئكة‪ ،‬يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكخخوكب الخخدري الزاهخخر‬
‫في أفق السماء‪ ،‬فيقولون‪ :‬هذه الزهخخراء لفاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪ - 15 .‬قخخب‪:‬‬
‫كناها أم الحسن وأم الحسين وأم المحسن وأم الئمة وأم أبيها وأسماؤها علخخى‬
‫ما ذكره أبو جعفر القمي‪ :‬فاطمة‪ ،‬البتول‪ ،‬الحصان‪ ،‬الحرة السخخيدة‪ ،‬العخخذراء‪،‬‬
‫الزهخخراء‪ ،‬الحخخوراء‪ ،‬المباركخخة‪ ،‬الطخخاهرة‪ ،‬الزكيخخة‪ ،‬الراضخخية المرضخخية‪،‬‬
‫المحدثة‪ ،‬مريم الكبرى‪ ،‬الصديقة الكبرى‪ ،‬ويقال لها في السماء النورية‬

‫]‪[17‬‬
‫السماوية‪ ،‬الحانية‪ .‬بيان‪ :‬الحانية أي المشخخفقة علخخى زوجهخخا وأولدهخخا‪ ،‬قخخال الجخخزري‪:‬‬
‫الحانية التي تقيم على ولدها ل تتزوج شفقة وعطفا ومنخخه الحخخديث فخخي نسخخاء‬
‫قريش‪ :‬أحناه على ولد وأرعاه على زوج‪ - 16 .‬إرشاد القلوب‪ :‬مرفوعا إلخخى‬
‫سلمان الفارسي ‪) -‬ره( ‪ -‬قال‪ :‬كنت جالسا عند النبي )صخلى الخ عليخه وآلخه(‬
‫في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ورحب به فقال‪ :‬يا رسول ال بما فضل ال علينا أهخخل الخخبيت علخخي بخخن‬
‫أبي طالب والمعادن واحدة‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذن أخبرك يخخا‬
‫عم إن ال خلقتني وخلق عليا ول سماء ول أرض ول جنة ول نخخار ول لخخوح‬
‫ول قلم‪ .‬فلما أراد ال عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة‬
‫ثانية فكانت روحا فمزح فيما بينهما واعتدل فخلقني وعليا منهما ثم فتخخق مخخن‬
‫نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نخخور السخخماوات‬
‫فعلي أجل من السخماوات ثخم فتخخق مخن نخور الحسخن نخخور الشخخمس ومخخن نخخور‬
‫الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمخخر وكخخانت الملئكخخة تسخخبح الخ‬
‫تعالى وتقول في تسبيحها‪ :‬سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على ال تعالى‪،‬‬
‫فلما أراد ال تعالى أن يبلوا الملئكة أرسخل عليهخم سخحابا مخن ظلمخة وكخانت‬
‫الملئكة ل تنظر أولها من آخرها ول آخرها من أولها فقالت الملئكخخة‪ :‬إلهنخخا‬
‫وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه‪ ،‬فنسألك بحق هخخذه النخخوار إل مخخا‬
‫كشفت عنا فقال ال عز وجخخل‪ :‬وعزتخخي وجللخخي لفعلخخن فخلخخق نخخور فاطمخخة‬
‫الزهراء )عليها السخخلم( يخخومئذ كالقنخخديل وعلقخخه فخخي قخخرط العخخرش فزهخخرت‬
‫السماوات السبع والرضون السبع‪ ،‬مخن أجخخل ذلخك سخميت فاطمخخة الزهخراء‪.‬‬
‫وكانت الملئكة تسبح ال وتقدسه فقال ال‪ :‬وعزتخخي وجللخخي لجعلخخن ثخخواب‬
‫تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحخبي هخذه المخرأة وأبيهخا وبعلهخا وبنيهخا‬
‫قال سلمان‪ :‬فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب )عليه السلم( فضمه إلى‬
‫صدره وقبل ما بين عينيه‪ ،‬وقخال‪ :‬بخخأبي عخخترة المصخخطفى مخخن أهخخل بيخخت مخخا‬
‫أكرمكم على ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[18‬‬

‫بيان‪ :‬القرط بالضم الذي يعلق في شحمة الذن‪ - 17 .‬فر‪ :‬موسى بن علي بخخن موسخخى‬
‫بن عبد الرحمن المحاربي معنعنا عن أبي عبد ال جعفر بن محمخخد بخخن علخخى‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخده قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬معاشر الناس تدرون لما خلقت فاطمة ؟ قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫خلقت فاطمة حوراء إنسية ل إنسية ]و[ قال‪ :‬خلقت من عخخرق جبرئيخخل ومخخن‬
‫زغبه‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال استشكل ذلك علينا تقول‪ :‬حوراء إنسية ل إنسية ثم‬
‫تقول‪ :‬من عرق جبرئيل ومن زغبه قال‪ :‬إذا أنبئكم أهدى إلي ربي تفاحة مخخن‬
‫الجنة أتاني بها جبرئيل )عليخخه السخخلم( فضخخمها إلخخى صخخدره فعخخرق جبرئيخخل‬
‫)عليه السلم( وعرقت التفاحة فصخخار عرقهمخخا شخخيئا واحخخدا ثخخم قخخال‪ :‬السخخلم‬
‫عليك يا رسول ال ورحمة ال وبركاته قلت‪ :‬وعليك السلم يا جبرئيل فقخخال‪:‬‬
‫إن ال أهدى إليك تفاحخخة مخخن الجنخخة فأخخخذتها وقبلتهخخا ووضخخعتها علخخى عينخخي‬
‫وضممتها إلى صدري‪ .‬ثم قال‪ :‬يا محمد كلها‪ ،‬قلت‪ :‬يا حبيبي يا جبرئيل هدية‬
‫ربي تؤكل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قخخد أمخرت بأكلهخا فأفلقتهخا فرأيخخت منهخخا نخورا سخاطعا‬
‫ففزعت من ذلك النور‪ ،‬قال‪ :‬كل فخخإن ذلخخك نخخور المنصخخورة فاطمخخة قلخخت‪ :‬يخخا‬
‫جبرئيل ومن المنصورة ؟ قال‪ :‬جارية تخرج من صلبك واسخمها فخي السخماء‬
‫منصورة‪ ،‬وفي الرض فاطمخخة‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا جبرئيخخل ولخخم سخخميت فخخي السخخماء‬
‫منصخخورة وفخخي الرض فاطمخخة ؟ قخخال‪ :‬سخخميت فاطمخخة فخخي الرض ]لنخخه[‬
‫فطمت شيعتها من النار وفطموا أعداؤها عن حبها وذلك قخخول الخ فخخي كتخخابه‬
‫)ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر ال( )‪ (1‬بنصر فاطمة )عليها السلم(‪ .‬بيان‪:‬‬
‫الزغب الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ وكونها من زغب جبرئيل إمخخا‬
‫لكون التفاحة فيها وعرقت من بينها‪ ،‬أو لنه التصق بها بعخخض ذلخخك الزغخخب‬
‫فأكله النبي )صلى ال عليه وآله(‪ - 18 .‬ما‪ :‬جماعة عخخن أبخخي المفضخخل‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بخخن محمخد العلخخوي‪ ،‬عخن محمخخد بخخن علخي ابخن الحسخين بخخن زيخخد‪ ،‬عخن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬سخمعت رسخول الخ )صخلى‬
‫ال عليه وآله( ]يقول‪ [:‬سميت فاطمة لن ال فطمها وذريتها مخخن النخخار‪ ،‬مخخن‬
‫لقي ال‬

‫)‪ (1‬الروم‪ .4 :‬راجع المصدر ص ‪.119‬‬

‫]‪[19‬‬

‫منهم بالتوحيد واليمان بما جئت به‪ - 19 .‬أقخخول‪ :‬روى فخخي مقاتخخل الطخخالبيين بإسخخناده‬
‫إلى جعفر بن محمخد‪ ،‬عخخن أبيخخه )عليهمخخا السخخلم( أن فاطمخخة )عليهخا السخلم(‬
‫كانت تكنى أم أبيها‪ - 20 .‬مصباح النوار‪ :‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهخخم‬
‫السلم( قال‪ :‬إنما سميت فاطمة بنت محمد الطاهرة‪ ،‬لطهارتها من كل دنخخس‪،‬‬
‫وطهارتها من كل رفخخث‪ ،‬ومخخا رأت قخخط يومخخا حمخخرة ول نفاسخخا‪) (3) .‬بخخاب(‬
‫)مناقبها وفضائلها وبعخض أحوالهخا ومعجزاتهخا )صخلوات الخ عليهخا(( ‪- 1‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر في باب الركبان يوم القيامة عخخن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫برواية ابن عباس أنه قخال‪ :‬لخن يركخخب يخخومئذ إل أربعخخة‪ :‬أنخا وعلخخي وفاطمخخة‬
‫وصالح نبي ال فأما أنا فعلى البراق‪ ،‬وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضخخباء‬
‫تمام الخبر‪ - 2 .‬جا‪ :‬عمر بخخن محمخخد الصخخيرفي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن همخخام‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن القاسم‪ .‬عن إسماعيل بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن الباقر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن الخ ليغضخخب لغضخخب فاطمخخة ويرضخخى‬
‫لرضاها‪ - 3 .‬ل‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن الشخعري‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ‬
‫الرازي عن ابن أبي عثمخخان‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن بكخخر‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن الول‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تعالى اختار‬
‫مخخن النسخخاء أربخخع‪ :‬مريخخم وآسخخية وخديجخخة وفاطمخخة الخخخبر‪ - 4 .‬ن‪ :‬بالسخخانيد‬
‫الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى الخ‬
‫عليه وآله( إن ال ليغضخخب لغضخخب فاطمخخة‪ ،‬ويرضخخى لرضخخاها‪ .‬صخخح‪ :‬عخخن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثله‪ - 5 .‬ن‪ :‬بإسناد التميمي‪ ،‬عخخن الرضخخا‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‬

‫]‪[20‬‬

‫الحسن والحسخخين خيخخر أهخخل الرض بعخخدي وبعخخد أبيهمخخا‪ ،‬وأمهمخخا أفضخخل نسخخاء أهخخل‬
‫الرض‪ - 6 .‬ن‪ :‬بإسناد التميمي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قخخال‪:‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله( إن فاطمة أحصنت فرجها فحخخرم الخ ذريتهخخا‬
‫على النار‪ - 7 .‬لى‪ :‬الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن جعفر العلوي‪ ،‬عن محمد بن علي بن خلف‪ ،‬عن حسن بن صالح بخخن أبخخي‬
‫السود‪ ،‬عن أبي معشر‪ ،‬عن محمد بن قيس قال‪ :‬كان النبي )صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة )عليها السلم( فخخدخل عليهخخا فأطخخال عنخخدها‬
‫المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة )عليها السلم( مسكتين مخخن ورق‬
‫وقلدة وقرطين )‪ (1‬وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها )عليهما السخخلم(‬
‫فلما قدم رسول ال )صلى ال عليه وآلخه( دخخل عليهخا فوقخف أصخحابه علخى‬
‫الباب ل يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها فخرج عليهخخم رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآلخخه( وقخخد عخرف الغضخب فخخي وجهخه حخختى جلخس عنخد‬
‫المنبر فظنت فاطمة )عليها السلم( أنه إنما فعل ذلك رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليخخه وآلخخه( لمخخا رأى مخخن المسخخكتين والقلدة والقرطيخخن والسخختر‪ ،‬فنزعخخت‬
‫قلدتها وقرطيها ومسكتيها‪ :‬ونزعت الستر‪ ،‬فبعثت به إلى رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( وقالت للرسول‪ :‬قل له‪ :‬تقرأ عليك ابنتك السلم وتقول‪ :‬إجعخخل‬
‫هذا في سبيل ال‪ ،‬فلما أتاه قال‪ :‬فعلت فداها أبوهخخا ثلث مخخرات ليسخخت الخخدنيا‬
‫من محمد ول من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عنخخد ال خ مخخن الخيخخر جنخخاح‬
‫بعوضة ما أسخخقى فيهخخا كخخافرا شخخربة مخخاء ثخخم قخخام فخخدخل عليهخخا‪ - 8 .‬ج‪ :‬عخخن‬
‫الحسين بن زيد‪ ،‬عن جعفر الصادق )عليه السلم( أن رسول ال )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( قال لفاطمة‪ :‬يا فاطمة إن ال عز وجل يغضب لغضخخبك ويرضخخى‬
‫لرضاك قال‪ :‬فقال المحدثون بها‪ ،‬قال‪ :‬فأتاه ابن جريج فقخخال‪ :‬يخخا أبخخا عبخخد الخ‬
‫حدثنا اليوم حديثا استشهره الناس‪ ،‬قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬حدثت أن رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال لفاطمة‪ :‬إن ال ليغضب‬

‫)‪ (1‬المسكة ‪ -‬بالتحريك ‪ -‬السوار والخلخال والورق‪ :‬الفضة‪ ،‬والقلدة ‪ -‬بالكسخخر ‪ -‬مخخا‬
‫يجعل في العنق من الحلى‪ ،‬والقرط ‪ -‬بالضم ‪ -‬ما يعلق في شحمة الذن من‬
‫الجواهر وغيرها‪.‬‬
‫]‪[21‬‬

‫لغضبك‪ ،‬ويرضى لرضاك‪ ،‬قال‪ :‬فقال )عليه السلم( نعم إن ال ليغضب فيما تخخروون‬
‫لعبده المؤمن ويرضى لرضاه ؟ فقال‪ :‬نعم فقال )عليخخه السخخلم( فمخخا تنكخخرون‬
‫أن تكون ابنة رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( مؤمنخخة يرضخخى الخ لرضخخاها‬
‫ويغضب لغضبها ؟ قخخال‪ :‬صخخدقت‪ .‬الخ أعلخخم حيخخث يجعخخل رسخخالته‪ - 9 .‬لخخى‪:‬‬
‫القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن العباس بن بكار‪ ،‬عن عبد ال بخخن‬
‫المثنى‪ ،‬عن عمه ثمامة بن عبد ال‪ ،‬عن أنس بخخن مالخخك‪ ،‬عخخن أمخخه قخخالت‪ :‬مخخا‬
‫رأت فاطمة )عليهخا السخلم( دمخا فخخي حيخخض ول فخي نفخخاس‪ - 10 .‬لخخى‪ :‬ابخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن زيخخاد‬
‫العطار قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السخخلم(‪ :‬قخخول رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬فاطمة سخخيدة نسخخاء أهخخل الجنخخة أسخخيدة نسخخاء عالمهخخا ؟ قخخال‪ :‬تخخاك‬
‫مريم‪ ،‬وفاطمة سخيدة نسخخاء أهخل الجنخخة مخن الوليخن والخريخن فقلخت‪ :‬فقخول‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحسن والحسين سيدا شخخباب أهخخل الجنخخة ؟‬
‫قال‪ :‬همخخا والخ سخخيدا شخخباب أهخخل الجنخخة مخخن الوليخخن والخريخخن‪ - 11 .‬لخخى‪:‬‬
‫الطالقاني‪ ،‬عن أحمد بن إسخخحاق المخخادرائي‪ ،‬عخخن أبخخي قلبخخة‪ ،‬عخخن غخخانم بخخن‬
‫الحسن السعدي‪ ،‬عن مسلم بن خالد المكي‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه‬
‫)عليهما السلم(‪ ،‬عن جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬عن علي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قالت فاطمة )عليها السلم( لرسول ال )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬يا أبتاه أين ألقخخاك يخخوم الموقخخف العظخخم‪ ،‬ويخخوم الهخخوال ويخخوم الفخخزع‬
‫الكبر ؟ قال‪ :‬يا فاطمة عند باب الجنة ومعخي لخواء )الحمخد لخ( وأنخخا الشخفيع‬
‫لمتي إلى ربي قالت يا أبتاه فإن لم ألقخخك هنخخاك‪ ،‬قخخال‪ :‬إلقينخخي علخخى الحخخوض‬
‫وأنا أسقي أمتي قالت‪ :‬يا أبتاه فإن لم ألقك هنخخاك قخخال‪ :‬إلقينخخي علخخى الصخخراط‬
‫وأنا قائم أقول‪ :‬رب سلم أمتي قالت‪ :‬فإن لم ألقك هناك‪ ،‬قال‪ :‬إلقيني وأنخخا عنخخد‬
‫الميزان أقول رب سلم أمتي قالت‪ :‬فإن لم ألقك هناك‪ ،‬قال‪ :‬إلقيني على شخخفير‬
‫جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي فاستبشرت فاطمة بذلك )صلى ال عليهخخا‬
‫وعلى أبيها وبعلها وبنيها(‪ - 12 .‬لى‪ :‬يحيى بخن زيخد بخخن العبخخاس‪ ،‬عخخن عمخخه‬
‫علي بن العباس‪ ،‬عن‬

‫]‪[22‬‬

‫علي بن المنذر‪ ،‬عن عبد ال بن سالم‪ ،‬عن حسين بن زيد‪ ،‬عن علي بن عمر بن علي‪،‬‬
‫عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن الحسخخين‬
‫بن علي‪ ،‬عن علي بن أبى طالب )عليهم السلم( عن رسول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليخخه وآلخخه( أنخخه قخخال‪ :‬يخخا فاطمخخة إن ال خ تبخخارك وتعخخالى ليغضخخب لغضخخبك‪،‬‬
‫ويرضى لرضاك قال‪ :‬فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد )عليهما السلم( يخخا‬
‫أبا عبد ال إن هؤلء الشباب يجيئونخخا عنخخك بأحخخاديث منكخخرة فقخخال لخخه جعفخخر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬وما ذاك يخخا صخخندل‪ ،‬قخال‪ :‬جاؤونخخا عنخخك أنخخك حخخدثتهم أن الخ‬
‫ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ؟ قال‪ :‬فقال جعفر )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫يا صندل ألستم رويتم فيمخخا تخخروون أن الخ تبخخارك وتعخخالى ليغضخخب لغضخخب‬
‫عبده المؤمن‪ ،‬ويرضى لرضاه ؟ قال‪ :‬بلى قال‪ :‬فما تنكرون أن تكون فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( مؤمنة يغضب ال لغضبها ويرضى لرضاها‪ ،‬قخخال‪ :‬فقخخال لخخه‪:‬‬
‫ال أعلم حيث يجعل رسالته‪ .‬ما‪ :‬الغضائري‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن يحيى مثلخخه‪.‬‬
‫‪ - 13‬لى‪ :‬ابخخن موسخخى‪ ،‬عخخن السخدي‪ ،‬عخن الخخبرمكي‪ ،‬عخن جعفخخر بخخن أحمخد‬
‫التميمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد الملك بن عميخر‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن جخده‪ ،‬عخن ابخن‬
‫عباس عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬ابنتي فاطمة سيدة نساء العخخالمين‬
‫الخبر‪ - 14 .‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الجلودي‪ ،‬عن هشام بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن حمخخاد‬
‫عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬قرأت في النجيل في وصف النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( نكاح النساء ذو النسل القليل‪ ،‬إنما نسله مخن مباركخة لهخخا بيخت فخي‬
‫الجنة‪ ،‬ل صخب فيه ول نصب يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمخخك‪،‬‬
‫لها فرخان مستشهدان‪ ،‬وقد مر الخبر بتمامه في كتخخاب أحخخوال النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ - 15 .‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن يحيى الخزاز عن موسى بن إسماعيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن موسخخى بخخن جعفخخر‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إن رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( دخل على ابنتخخه فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( وإذا فخخي عنقهخخا قلدة‬
‫فأعرض عنها فقطعتها ورمخت بهخا‪ ،‬فقخال لهخا رسخول الخ )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله(‪ :‬أنت مني يا فاطمخخة ثخخم جخاء سخخائل فنخخاولته القلدة ثخخم قخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬اشتد غضب ال وغضبي على من‬

‫]‪[23‬‬

‫أهرق دمي وآذاني في عترتي‪ .‬كشف‪ :‬عن موسى بن جعفر )عليه السلم( مثله‪- 16 .‬‬
‫فس‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله )إنها لحدى الكبر * نذيرا‬
‫للبشر( )‪ (1‬قال‪ :‬يعنخخي فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪ - 17 .‬جخخا‪ ،‬مخخا‪ :‬المفيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫المراغي‪ ،‬عن الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مخروان‪ ،‬عخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن الحمسي‪ ،‬عن خالد بن عبد ال عن يزيد بن أبي‬
‫زياد‪ ،‬عن عبد ال بن الحارث‪ ،‬عن سعد بن مالك يعني ابن أبي وقاص قخخال‪:‬‬
‫سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬فاطمة بضعة مني مخخن سخخرها‬
‫فقد سرني ومن ساءها فقد سخخاءني فاطمخخة أعخخز النخخاس علخخي‪ - 18 .‬مخخا‪ :‬ابخخن‬
‫الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن يعقخخوب بخخن يوسخخف الضخخبي‪ ،‬عخخن عبيخخد الخ بخخن‬
‫موسى‪ ،‬عن جعفر الحمري‪] ،‬عن الشيباني[‪ ،‬عن جميع بن عمير قال‪ :‬قالت‬
‫عمتي لعائشة وأنا أسمع‪ :‬ل أنت )‪ (2‬مسيرك إلى علي )عليه السلم( ما كان‬
‫؟ قالت‪ :‬دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( من علي )عليه السلم( ول من النساء أحب إليه من فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ - 19 .‬ما‪ :‬بالسناد إلى عبيد ال بن موسى‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن فخخراس‪،‬‬
‫عن مسروق‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬أقبلت فاطمة )عليهخخا السخخلم( تمشخخي ل والخ‬
‫الذي ل إله إل هو ما مشيها يخرم من مشية رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فلما رآها قال‪ :‬مرحبا بابنتي مرتين قالت فاطمة )عليها السلم( فقال لي‪ :‬أمخخا‬
‫ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه المة‪.‬‬

‫)‪ (1‬المدثر‪ 38 :‬و ‪ (2) .39‬كلمة يقال عند الشفاق وقد قال على )عليه السلم(‪) :‬لخ‬
‫أبوهم وهخخل أحخخد أشخخد لهخخا مراسخخا( وأمخخا فخخي النسخخخ المطبوعخخة وهكخخذا فخخي‬
‫المصدر ص ‪) 211‬وأنا أسمع له أنت مسخخيرك( وهخخو تصخخحيف‪ ،‬ولخخو كخخان‬
‫أراد إرجاع الضمير لقال‪) :‬وأنا أستمع لها( فإنه كان يستمع لكلم عمته مع‬
‫عائشة‪ .‬على أنه ل معنى لقوله‪) :‬أنت مسيرك إلى على(‪.‬‬

‫]‪[24‬‬

‫توضخخيح‪ :‬قخخال الجخخوهري‪ :‬مخخا خرمخخت منخخه شخخيئا أي مخخا نقصخخت ومخخا قطعخخت‪ ،‬وقخخال‬
‫الجزري‪ :‬في حديث سعد ما خرمت من صلة رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( شيئا أي ما تركت‪ - 20 .‬لخخى‪ :‬الهمخخداني‪ ،‬عخخن علخخي بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن سلمة الهوازي عخخن إبراهيخخم بخخن محمخخد الثقفخخي‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن‬
‫موسى‪ ،‬عن أبي قتادة‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن علء الحضرمي‪ ،‬عن سعيد بخخن‬
‫المسيب‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان جالسا‬
‫ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السخخلم( فقخخال‪ :‬اللهخخم‬
‫إنك تعلم أن هؤلء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبب مخخن أحبهخخم‪ ،‬وأبغخخض‬
‫مخخن أبغضخخهم‪ ،‬ووال مخخن والهخخم‪ ،‬وعخخاد مخخن عخخاداهم‪ ،‬وأعخخن مخخن أعخخانهم‪،‬‬
‫واجعلهم مطهرين من كل رجس‪ ،‬معصخومين مخن كخل ذنخب‪ ،‬وأيخدهم بخروح‬
‫القدس منك‪ .‬ثم قال )عليه السلم(‪ :‬يخخا علخخي أنخخت إمخخام أمخختي وخليفخختي عليهخخا‬
‫بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمخخة قخخد أقبلخخت‬
‫يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألخخف ملخخك‪ ،‬وعخخن يسخخارها‬
‫سبعون ألف ملك‪ ،‬وبين يديها سبعون ألف ملك‪ ،‬وخلفهخخا سخخبعون ألخخف ملخخك‪،‬‬
‫تقود مؤمنات أمتي إلخخى الجنخخة‪ .‬فأيمخخا امخخرأة صخخلت فخخي اليخخوم والليلخخة خمخخس‬
‫صلوات‪ ،‬وصامت شهر رمضان وحجخخت بيخخت ال خ الحخخرام‪ ،‬وزكخخت مالهخخا‪،‬‬
‫وأطاعت زوجها‪ ،‬ووالت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمخخة وإنهخخا‬
‫لسيدة نساء العخخالمين‪ .‬فقيخخل‪ :‬يخخا رسخول الخ أهخي سخيدة نسخاء عالمهخخا ؟ فقخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ذاك لمريم بنت عمران‪ ،‬فأما ابنتي فاطمخخة فهخخي سخخيدة‬
‫نساء العالمين من الولين والخرين وإنهخخا لتقخخوم فخخي محرابهخخا فيسخخلم عليهخخا‬
‫سبعون ألف ملك من الملئكة المقربين وينادونها بما نادت به الملئكة مريخخم‬
‫فيقولون‪ :‬يا فاطمة )إن ال اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(‬
‫)‪ .(1‬ثم التفت إلى علي )عليه السلم( فقال‪ :‬يخخا علخخي إن فاطمخخة بضخخعة منخخي‬
‫وهي نور عيني و ثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويسخخرني مخخا سخخرها وإنهخخا‬
‫أول من يلحقني من أهل‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪.37 :‬‬

‫]‪[25‬‬

‫بيتي فأحسن إليها بعدي‪ ،‬وأمخا الحسخخن والحسخين فهمخا إبنخخاي وريحانتخاي وهمخخا سخيدا‬
‫شباب أهل الجنة فليكرما عليك كسمعك وبصرك‪ .‬ثخخم رفخخع )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( يده إلى السماء فقال‪ :‬اللهم إني اشهدك أني محب لمن أحبهخخم‪ ،‬ومبغخخض‬
‫لمن أبغضهم‪ ،‬وسلم لمن سالمهم‪ ،‬وحرب لمن حاربهم‪ ،‬وعخخدو لمخخن عخخاداهم‪،‬‬
‫وولي لمن والهم‪ - 21 .‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكخخم‪،‬‬
‫عن أبي جميلة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن بنات النبيخخاء )صخخلوات‬
‫ال عليهم( ل يطمثن إنما الطمث عقوبخخة وأول مخخن طمثخخت سخخارة‪ - 22 .‬مخخا‪:‬‬
‫حمويه‪ ،‬عن أبي الحسين‪ ،‬عن أبي خليفة‪ ،‬عن العباس بن الفضل‪ ،‬عن عثمان‬
‫بن عمر‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن ميسرة بن حبيب‪ ،‬عن المنهخخال بخخن عمخخرو‪ ،‬عخخن‬
‫عائشة بنت طلحة‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬ما رأيخخت مخخن النخخاس أحخخدا أشخخبه كلمخخا‬
‫وحديثا برسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( مخن فاطمخة كخانت إذا دخلخخت عليخخه‬
‫رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه فإذا دخل عليها قامت إليخخه فرحبخخت‬
‫به وقبلت يديه‪ ،‬ودخلت عليه في مرضه فسارها فبكخخت ثخخم سخخارها فضخخحكت‬
‫فقلت‪ :‬كنت أرى لهذه فضل على النساء فإذا هي امرأة من النساء‪ ،‬بينما هخخي‬
‫تبكي إذ ضحكت‪ ،‬فسألتها فقالت‪ :‬إذا إني لبذرة‪ ،‬فلما توفي رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( سألتها فقالت‪ :‬إنه أخبرني أنه يمخخوت فبكيخخت ثخخم أخخخبرني أنخخي‬
‫أول أهله لحوقا به فضحكت‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬في حديث فاطمة عند وفخخاة‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قالت لعائشة‪) :‬إني إذا لبخخذرة( البخخذر الخخذي يفشخخي‬
‫السر ويظهر ما يسمعه‪ - 23 .‬فس‪) :‬إن الذين يؤذون ال ورسخخوله لعنهخخم الخ‬
‫في الدنيا والخرة وأعد لهم عذاب مهينا( )‪ (1‬قال‪ :‬نزلت فيمن غصخخب أميخخر‬
‫المؤمنين حقه وأخذ حق فاطمة وآذاها‪ ،‬وقد قال النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪:‬‬
‫من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها فخخي‬
‫حياتي ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪.57 :‬‬

‫]‪[26‬‬
‫آذى ال وهو قول ال )إن الذين يؤذون ال ورسوله( اليخخة‪ - 24 .‬ل‪ :‬فيمخخا أوصخخى بخخه‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلى علي )عليه السلم( يا علي إن ال عخخز وجخخل‬
‫أشخرف علخى الخدنيا فاختخارني منهخا علخى رجخال العخالمين‪ ،‬ثخم أطلخع الثانيخة‬
‫فاختارك على رجال العالمين بعدي‪ ،‬ثم أطلع الثالثة فاختار الئمة مخخن ولخخدك‬
‫على رجال العالمين بعدك ثم أطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين‪.‬‬
‫‪ - 25‬مع‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سخخنان‪ ،‬عخخن المفضخخل‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن قخخول رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( في فاطمة‪ :‬إنها سيدة نساء العالمين أهي سيدة نسخخاء عالمهخخا ؟‬
‫فقال‪ :‬ذاك لمريم كانت سيدة نساء عالمها‪ ،‬وفاطمة سخخيدة نسخخاء العخخالمين مخخن‬
‫الولين والخرين‪ - 26 .‬مع‪ :‬القطان‪ ،‬عن أحمد الهمخخداني )‪ ،(1‬عخخن المنخخذر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن سخخليمان‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن عباية‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪:‬‬
‫إن فاطمة شجنة )‪ (2‬مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ما سرها وإن ال خ تبخخارك‬
‫وتعخخالى ليغضخخب لغضخخب فاطمخخة ويرضخخى لرضخخاها‪ - 27 .‬مخخع‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫هارون الزنجاني‪ ،‬عن علي بن عبد العزيز قال‪ :‬سمعت القاسم بن سلم يقول‬
‫في معنى قول النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الرحمن شجنة من ال عخخز وجخخل‬
‫يعني ]أنه[ قرابة مشتبكة كأشتباك العروق وقخخول القخخائل الحخخديث ذو شخخجون‬
‫إنما هو تمسك بعضه ببعض وقال بعض أهخخل العلخخم يقخخال‪ :‬شخخجر مشخخجن إذا‬
‫التخخف بعضخخه ببعخخض ويقخخال شخخجنة وشخخجنة والشخخجنة كالغصخخن يكخخون مخخن‬
‫الشجرة‪ - 28 .‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبخخائه‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخين )عليهخخم‬
‫السلم( قال‪ :‬حدثتني‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع ص ‪ 303‬السند هكذا‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسخخن القطخخان قخخال‪:‬‬
‫حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى مولى بنى هاشم قال‪ :‬أخبرنخخا المنخخذر‬
‫بن محمد قراءة قال‪ :‬حخخدثنا جعفخخر بخخن سخخليمان التميمخخي‪ .‬الخخخ‪ (2) .‬الشخخجنة‬
‫مثلثة ‪ -‬الشعبة من كل شئ يقال‪) :‬بينهما شجنة رحم( أي شخخعبة رحخخم كأنهخخا‬
‫حبل من حبال صلته‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫أسماء بنت عميس قالت‪ :‬كنت عند فاطمة جدتك إذ دخل رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( وفي عنقها قلدة مخخن ذهخخب كخخان علخخي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم(‬
‫اشتراها له من فيئ له فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل يغرنخخك النخخاس أن‬
‫يقولوا بنت محمد وعليك لباس الجبابرة فقطعتها وباعتها واشخترت بهخا رقبخخة‬
‫فأعتقتها فسر رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( بخخذلك‪ - 29 .‬يخخج‪ :‬روي عخخن‬
‫عمران بن الحصين قال‪ :‬كنت عنخخد النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( جالسخخا إذ‬
‫أقبلت فاطمة )عليها السلم( وقد تغير وجههخا مخن الجخوع‪ ،‬فقخال لهخا‪ :‬أدنخي‪،‬‬
‫فدنت منه‪ ،‬فرفع يده حخختى وضخخعها علخخى صخخدرها فخخي موضخخع القلدة وهخخي‬
‫صغيرة ثم قال‪ :‬اللهم مشخخبع الجاعخخة ورافخخع الوضخخعة‪ ،‬ل تجخخع فاطمخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة فقالت‪ :‬ما جعخخت بعخخد ذلخخك‪- 30 .‬‬
‫يج‪ :‬روي عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أقام‬
‫أياما ولم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه‪ ،‬فطاف في ديار أزواجه فلم يصب‬
‫عند إحداهن شيئا فأتى فاطمة فقال‪ :‬يا بنية هل عندك شئ آكله‪ ،‬فإني جخخايع ؟‬
‫قالت‪ :‬ل وال بنفسي وأخي فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين وبضعة‬
‫لحم فأخذته ووضعته تحخخت جفنخخة وغطخخت عليهخخا وقخخالت‪ :‬والخ لوثخخرن بهخخا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( على نفسخخي وغيخخري وكخخانوا محتخخاجين إلخخى‬
‫شبعة طعام‪ ،‬فبعثت حسنا أو حسينا إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فرجع إليها فقالت‪ :‬قد أتانا الخ بشخخئ فخبخخأته لخخك فقخخال‪ :‬هلمخخي علخخي يخخا بنيخخة‪،‬‬
‫فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه‪ :‬بهتخخت وعرفخخت‬
‫أنه من عند ال‪ ،‬فحمدت ال وصلت على نبيه أبيها وقدمته إليه فلما رآه حمخخد‬
‫ال وقال‪ :‬من أين لك هذا ؟ قالت‪ :‬هو مخخن عنخخد الخ إن الخ يخخرزق مخخن يشخخاء‬
‫بغيخخر حسخخاب‪ .‬فبعخخث رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( إلخخى علخخي فخخدعاه‬
‫وأحضره وأكل رسول ال )صخلى الخ عليخخه وآلخخه( وعلخخي وفاطمخخة والحسخخن‬
‫والحسين وجميع أزواج النبي حتى شبعوا‪ ،‬قالت فاطمخخة‪ :‬وبقيخخت الجفنخخة كمخخا‬
‫هي فأوسعت منها على جميع جيراني جعل ال فيها بركة وخيخخرا كخخثيرا‪31 .‬‬
‫‪ -‬يج‪ :‬روي أن أبا عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن خديجخخة لمخخا تخخوفيت جعلخخت‬
‫فاطمة تلوذ برسول ال )صلى ال عليه وآله( وتدور حوله وتسأله يخخا رسخخول‬
‫ال أين أمي فجعل النبي )صلى ال عليه وآله(‬

‫]‪[28‬‬

‫ل يجيبها فجعلت تدور على من تسأله‪ ،‬ورسول ال ل يدري ما يقخخول‪ ،‬فنخخزل جبرئيخخل‬
‫فقال‪ :‬إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلم وتقول لها‪ :‬إن أمك في بيخخت‬
‫من قصخخب‪ ،‬كعخخابه مخخن ذهخخب‪ ،‬وعمخخده مخخن يخخاقوت أحمخخر‪ ،‬بيخخن آسخخية امخخرأة‬
‫فرعون ومريم بنت عمران‪ ،‬فقالت فاطمخة‪ :‬إن الخ هخو السخلم ومنخه السخلم‬
‫وإليه السخلم‪ .‬إيضخاح‪ :‬قخال الجخوهري كعخوب الرمخح النواشخر فخي أطخراف‬
‫النابيب‪ - 32 .‬يج‪ :‬روي أن أم أيمن لما تخخوفيت فاطمخخة‪ ،‬حلفخخت أن ل تكخخون‬
‫بالمدينة إذ ل تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها‪ ،‬فخرجت إلى مكخخة‪ ،‬فلمخخا‬
‫كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت‪ :‬يا رب أنخخا‬
‫خادمة فاطمة تقتلني عطشا فأنزل ال عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج‬
‫إلى الطعام والشراب سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليخخوم الشخخديد الحخخر‬
‫فما يصيبها عطش )‪ - 33 .(1‬يج‪ :‬روي أن سلمان قال‪ :‬كانت فاطمة )عليها‬
‫السلم( جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير‪ ،‬وعلى عمود الرحى دم سائل‬
‫والحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع‪ ،‬فقلت‪ :‬يا بنت رسول ال دبخخرت‬
‫كفاك وهذه فضة‪ ،‬فقالت أوصاني رسول ال )صلى ال عليه وآلخه( أن تكخون‬
‫الخدمة لها يوما‪ ،‬فكان أمس يوم خدمتها قال سلمان‪ :‬قلخت‪ :‬إنخي مخولى عتخاقه‬
‫إما أنا أطحن الشعير أو أسكت الحسين لك ؟ فقالت‪ :‬أنا بتسخكينه أرفخق وأنخت‬
‫تطحن الشعير‪ ،‬فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنا بالقامخخة‪ ،‬فمضخخيت وصخخليت‬
‫مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما فرغت قلخخت لعلخخي مخخا رأيخخت فبكخخى‬
‫وخرج ثم عاد فتبسم فسأله عن ذلك رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( قخخال‪:‬‬
‫دخلت على فاطمة وهي مستلقية لقفاها والحسين نائم على صخخدرها‪ ،‬وقخخدامها‬
‫رحى تدور من غير يد‪ ،‬فتبسم رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخال‪ :‬يخخا‬
‫علي أما علمت أن ل ملئكة سيارة في الرض يخخخدمون محمخخدا وآل محمخخد‬
‫إلى‬

‫)‪ (1‬وقد روى مثل ذلك عن أم أيمن عند مهاجرتها من مكة إلخخى المدينخخة وروى عنهخخا‬
‫أيضا أنها قالت‪ :‬كان للنبى )صلى ال عليه وآلخخه( فخخخارة يبخخول فيهخخا بالليخخل‬
‫فكنت إذا أصبحت صببتها فقمت ليلة وأنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت‬
‫ذلك للنبى )صلى ال عليه وآله( فقال‪) :‬إنك ل تشتكى بطنك بعد يومك هذا(‬
‫راجع الصابة ج ‪ 4‬ص ‪.416‬‬

‫]‪[29‬‬

‫أن تقوم الساعة‪ - 34 .‬يج‪ :‬روي أن أبا ذر قخخال‪ :‬بعثنخخي رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( أدعو عليا فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد والرحى تطحن وليس معها‬
‫أحد‪ ،‬فناديته فخرج وأصغى إليه رسول ال‪ ،‬فقال لخخه شخخيئا لخخم أفهمخخه‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫عجبا من رحى في بيت علي تدور وليس معهخخا أحخخد‪ ،‬قخخال‪ :‬إن ابنخختي فاطمخخة‬
‫مل ال قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا وإن ال علم ضعفها فأعانها على دهرها‬
‫وكفاها أما علمت أن ل ملئكة مخخوكلين بمعونخخة آل محمخخد )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ - 35 .‬يج‪ :‬روي أن عليا عليه السلم أصبح يوما فقخخال لفاطمخخة‪ :‬عنخخدك‬
‫شخخئ تغخخذينيه قخخالت‪ :‬ل‪ ،‬فخخخرج واسخختقرض دينخخارا ليبتخخاع مخخا يصخخلحهم فخخإذا‬
‫المقداد في جهد وعياله جياع فأعطاه الخخدينار ودخخخل المسخخجد وصخخلى الظهخخر‬
‫والعصر مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم أخذ النبي بيخخد علخخي وانطلقخخا‬
‫إلى فاطمة وهي في مصلها وخلفها جفنة تفور‪ .‬فلما سمعت كلم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( خرجت فسلمت عليخخه وكخخانت أعخخز النخخاس عليخخه‪ ،‬فخخرد‬
‫السلم ومسح بيده على رأسها ثم قال‪ :‬عشينا غفر الخ لخخك وقخخد فعخخل فأخخخذت‬
‫الجفنة فوضعتها بين يدي رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬يا فاطمة أنى‬
‫لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ولم أشم مثخخل رائحتخخه قخخط ولخخم‬
‫آكل أطيب منه ؟ ووضع كفه بين كتفي وقخال‪ :‬هخخذا بخخدل عخخن دينخخارك إن الخ‬
‫يرزق من يشاء بغير حساب‪ .‬أقول‪ :‬قال الزمخشري فخخي الكشخخاف عنخخد ذكخخر‬
‫قصة زكريا ومريم‪ :‬وعن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه جاع في زمن قحط‬
‫فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليهخخا فقخخال‪ :‬هلمخخي‬
‫يا بنية وكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خخخبزا ولحمخخا فبهتخخت وعلمخخت أنهخخا‬
‫نزلت من ال فقال لها‪ :‬أنى لك هذا قالت هو من عنخخد ال خ إن ال خ يخخرزق مخخن‬
‫يشاء بغير حساب‪ ،‬فقال )عليه السلم(‪ :‬الحمخخد لخ الخخذي جعلخخك شخخبيهة سخخيدة‬
‫نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته حتى شبعوا وبقي الطعخخام كمخخا هخخو‬
‫وأوسعت فاطمة على جيرانها‪.‬‬

‫]‪[30‬‬

‫‪ - 36‬قب‪ ،‬يج‪ :‬روي أن عليا استقرض من يهودي شخخعيرا فاسخخترهنه شخخيئا فخخدفع إليخخه‬
‫ملءة فاطمة رهنا وكانت من الصوف فأدخلهخخا اليهخخودي إلخخى دار ووضخخعها‬
‫في بيت فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الخخذي فيخخه الملءة بشخخغل فخخرأت‬
‫نورا ساطعا في البيت أضاء بخخه كلخخه فانصخخرفت إلخخى زوجهخخا فخخأخبرته بأنهخخا‬
‫رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما فتعجب اليهودي زوجها وقخخد نسخخي أن فخخي‬
‫بيته ملءة فاطمخخة‪ ،‬فنهخخض مسخخرعا ودخخخل الخخبيت فخخإذا ضخخياء الملءة ينشخخر‬
‫شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمخخع مخخن قريخخب‪ ،‬فتعجخخب مخخن ذلخخك فخخأنعم‬
‫النظخخر فخخي موضخخع الملءة فعلخخم أن ذلخخك النخخور مخخن ملءة فاطمخخة‪ ،‬فخخخرج‬
‫اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجتخخه تعخخدو إلخخى أقربائهخخا فخخاجتمع ثمخانون مخخن‬
‫اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم‪ .‬بيان‪ :‬الملءة بالضم والمد الزار والريطخة )‬
‫‪ - 37 .(1‬يج‪ :‬روي أن اليهود كان لهم عرس فجاؤوا إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وقالوا‪ :‬لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنخخا‬
‫حتى يزداد عرسنا بهاء وألحوا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬إنها زوجة علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫وهي بحكمه وسألوه أن يشفع إلى علي في ذلك‪ ،‬وقد جمع اليهود الطم والخخرم‬
‫)‪ (2‬مخن الحلخي والحلخل‪ ،‬وظخن اليهخود أن فاطمخة تخدخل فخي بخذلتها وأرادوا‬
‫استهانة بها‪ ،‬فجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي وحلل لم يروا مثلها فلبستها‬
‫فاطمة وتحلت بها فتعجب النخخاس مخخن زينتهخخا وألوانهخخا وطيبهخخا‪ ،‬فلمخخا دخلخخت‬
‫فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الرض بين يديها وأسخخلم بسخخبب مخخا‬
‫رأوا خلق كثير من اليهود‪ .‬إيضاح‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الرم بالكسر الثرى يقخخال‪:‬‬
‫جاء بالطم والخخرم إذا جخخاء بالمخخال الكخخثير وقخخال‪ :‬الطخخم البحخخر وقخخال الفيخخروز‬
‫آبادي‪ :‬جاء بالطم والرم‪:‬‬

‫)‪ (1‬كذا في القاموس‪ .‬وفى أقرب الموارد‪ :‬هي الريطة ذات لفقين و ‪ -‬ثوب يلبس على‬
‫الفخذين‪ (2) .‬يقال‪ :‬جاء بالطم والرم‪ ،‬أي بكل ما كخخان عنخخده مستقصخخى فمخخا‬
‫كان من البحر فهو الطم وما كان من البر فهو الرم‪.‬‬
‫]‪[31‬‬

‫بالبحري والبري أو الرطب واليابس أو التراب والماء أو بالمال الكثير‪ ،‬والرم بالكسر‬
‫ما يحمله المخخاء أو مخخا علخى وجخخه الرض مخن فتخات الحشخخيش‪ ،‬وقخال‪ :‬الطخم‬
‫بالكسر الماء أو ما على وجهه أو ما ساقه مخخن غثخخاء والبحخخر والعخخدد الكخخثير‪.‬‬
‫‪ - 38‬شى‪ :‬عن سيف‪ ،‬عن نجم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن فاطمة‬
‫)عليها السلم( ضمنت لعلي )عليه السلم( عمل البيت والعجين والخبز وقخخم‬
‫البيت وضمن لها علي )عليه السلم( ما كان خلف البخخاب‪ :‬نقخخل الحطخخب وأن‬
‫يجئ بالطعام‪ ،‬فقال لها يوما‪ :‬يا فاطمة هل عندك شخخئ ؟ قخخالت‪ :‬والخخذي عظخخم‬
‫حقك ما كان عندنا منذ ثلثخخة أيخخام )‪ (1‬شخخئ نقريخخك بخخه قخخال‪ :‬أفل أخخخبرتني ؟‬
‫قالت‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( نهخخاني أن أسخخألك شخخيئا فقخخال‪ :‬ل‬
‫تسألين ابن عمك شخخيئا إن جخخاءك بشخخئ ]عفخخو[ وإل فل تسخخأليه‪ .‬قخخال‪ :‬فخخخرج‬
‫)عليه السلم( فلقي رجل فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به وقخخد أمسخخى‪ ،‬فلقخخي‬
‫مقداد بن السود فقخال للمقخداد‪ :‬مخا أخرجخك فخي هخذه السخاعة ؟ قخال‪ :‬الجخوع‬
‫والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين‪ ،‬قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي جعفخخر )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫ورسول ال )صلى ال عليه وآله( حي ؟ قال‪ :‬ورسول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( حي‪ ،‬قال‪ :‬فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وساؤثرك به فدفعه إليخخه‬
‫فأقبل فوجد رسول ال )صلى ال عليه وآله( جالسخخا وفاطمخخة تصخخلي وبينهمخخا‬
‫شئ مغطى فلما فرغت اجترت ذلك الشئ فإذا جفنة مخخن خخخبز ولحخخم قخخال‪ :‬يخخا‬
‫فاطمة أنى لك هذا قالت هو من عند ال إن ال يرزق من يشاء بغير حسخخاب‪،‬‬
‫فقال له رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬أل احخخدثك بمثلخخك ومثلهخخا ؟ قخال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬مثلك مثل زكريا إذ دخل على مريم المحخخراب فوجخخد عنخخدها رزقخخا‬
‫قال‪ :‬يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند ال إن ال يخخرزق مخخن يشخخاء بغيخخر‬
‫حساب فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة الخختي يأكخخل منهخخا القخخائم )عليخخه السخخلم(‬
‫وهي عندنا‪ - 39 .‬قب‪ :‬الخركوشي في كتخخابيه‪ :‬اللوامخخع‪ ،‬وشخخرف المصخخطفى‬
‫بإسناده عن سلمان‪ ،‬وأبو بكخخر الشخخيرازي فخخي كتخخابه عخخن أبخخي صخخالح‪ ،‬وأبخخو‬
‫إسحاق الثعلبي‪ ،‬وعلي بن‬

‫)‪ (1‬صححناه على المصدر‪ ،‬راجع ج ‪ 1‬ص ‪.171‬‬

‫]‪[32‬‬

‫أحمد الطائي‪ ،‬وأبو محمد الحسن بن علوية القطان في تفاسيرهم‪ ،‬عن سعيد بخخن جخخبير‬
‫وسخخفيان الثخخوري‪ ،‬وأبخخو نعيخخم الصخخفهاني فيمخخا نخخزل مخخن القخخرآن فخخي أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( عن حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وعخخن أبخخي‬
‫مالك‪ ،‬عن ابن عباس والقاضي النطنزي عن سخخفيان بخخن عيينخخة‪ ،‬عخخن جعفخخر‬
‫الصادق )عليه السلم( واللفظ له‪ ،‬في قوله )مرج البحرين يلتقيان( )‪ (1‬قخخال‪:‬‬
‫علي وفاطمخة بحخخران عميقخخان ل يبغخي أحخدهما علخى صخاحبه‪ ،‬وفخخي روايخخة‬
‫)بينهما برزخ(‪ :‬رسول ال )يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان( الحسن والحسخخين‬
‫)عليهما السلم(‪ .‬عمار بن ياسر في قوله تعالى‪) :‬فاستجاب لهم ربهخم أنخي ل‬
‫أضيع عمل عامل منكخخم مخخن ذكخخر أو أنخخثى( )‪ (2‬قخال‪ :‬فالخخذكر علخخي والنخخثى‬
‫فاطمة )عليهما السلم( وقت الهجرة إلى رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫في الليلة )‪ .(3‬الباقر )عليه السلم( في قوله تعالى )وما خلق الذكر والنخخثى(‬
‫)‪ (4‬فالذكر أمير المؤمنين والنثى فاطمة )عليهما السلم( )إن سعيكم لشتى(‬
‫لمختلف )فأما من أعطى واتقخخى وصخخدق بالحسخخنى( بقخخوته وصخخام حخختى وفخخا‬
‫بنذره وتصدق بخخخاتمه وهخخو راكخخع‪ ،‬وآثخخر المقخخداد بالخخدينار علخخى نفسخخه قخخال‪:‬‬
‫)وصدق بالحسنى( وهي الجنة والثواب من ال فسنيسره لك فجعله إماما فخخي‬
‫الخير وقدوة وأبا للئمة يسره الخ لليسخخرى‪ .‬البخخاقر )عليخخه السخخلم( فخخي قخخوله‬
‫تعالى )ولقد عهدنا إلى آدم مخن قبخل( )‪ (5‬كلمخات فخخي محمخد وعلخخي وفاطمخخة‬
‫والحسن والحسين والئمة من ذريتهم )عليهم السلم( كذا نزلخخت علخخى محمخخد‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ .‬القاضي أبخو محمخد الكرخخي فخي كتخابه عخن الصخادق‬
‫)عليه السلم( قالت فاطمة )عليها السلم(‪ :‬لما‬

‫)‪ (1‬الرحمن‪ (2) .19 :‬آل عمران‪ (3) .195 :‬يريد معنى قوله تعالى في تمام الية‪:‬‬
‫)فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلى( أي وقت الهجخخرة‪.‬‬
‫)‪ (4‬الليل‪ (5) .7 - 3 :‬طه‪.115 :‬‬

‫]‪[33‬‬

‫نزلت‪) :‬ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضخخكم بعضخخا( )‪] (1‬ر[ هبخخت رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( أن أقخخول لخخه‪ :‬يخخا أبخخة فكنخخت أقخخول‪ :‬يخخا رسخخول الخ‬
‫فأعرض عني مرة أو إثنتين أو ثلثا ثخخم أقبخل علخخي فقخال‪ :‬يخا فاطمخة إنهخخا لخم‬
‫تنزل فيك‪ ،‬ول في أهلك ول في نسلك‪ ،‬أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل‬
‫الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قخخولى‪ :‬يخخا أبخخة‪ ،‬فإنهخخا أحيخخى‬
‫للقلب‪ ،‬وأرضى للرب‪ .‬واعلم أن ال تعالى ذكر إثنتي عشرة امرأة في القرآن‬
‫على وجه الكناية )أسخخكن أنخخت وزوجخخك الجنخخة( )‪ (2‬حخخوا )ضخخرب الخ مثل‬
‫للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط( )‪) (3‬إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في‬
‫الجنخخة( )‪ (4‬امخخرأة فرعخخون )وامرأتخخه قائمخخة( )‪ (5‬لبراهيخخم )وأصخخلحنا لخخه‬
‫زوجه( )‪ (6‬لزكريا )الن حصخخحص الحخخق( )‪ (7‬زليخخخا )وآتينخخاه أهلخخه( )‪(8‬‬
‫ليوب )إني وجدت امرأة تملكهم( )‪ (9‬بلقيخخس )إنخخي أريخخد أن أنكحخخك( )‪(10‬‬
‫لموسى )وإذ أسخر النخبي إلخى بعخض أزواجخه حخديثا( )‪ (11‬حفصخة وعائشخة‬
‫)ووجدك عائل( )‪ (12‬خديجة )مرج البحرين( )‪ (13‬فاطمة )عليها السخخلم(‪.‬‬
‫ثم ذكرهن بخصال‪ :‬التوبة من حوا )قال ربنا ظلمنا( )‪ (14‬والشوق من آسية‬
‫)رب ابن لي عندك بيتا( )‪ (15‬والضخخيافة مخخن سخخارة )وامرأتخخه قائمخخة( )‪(16‬‬
‫والعقخخل مخخن بلقيخخس )إن الملخخوك إذا دخلخخوا قريخخة( )‪ (17‬والحيخخاء مخخن امخخرأة‬
‫موسى‬

‫)‪ (1‬النور‪ (2) .63 :‬البقرة‪ (3) .35 :‬التحريخخم‪ (4) .10 :‬التحريخم‪ (5) .11 :‬هخخود‪:‬‬
‫‪ (6) .71‬النبياء‪ (7) .90 :‬يوسخف‪ (8) .51 :‬النبيخخاء‪ (9) .84 :‬النمخل‪:‬‬
‫‪ (10) .23‬القصخخص‪ (11) .27 :‬التحريخخم‪ (12) .2 :‬الضخخحى‪(13) .8 :‬‬
‫الرحمن‪ (14) .19 :‬العراف‪ (15) .22 :‬التحريم‪ (16) .11 :‬هود‪) .71 :‬‬
‫‪ (17‬النمل‪.34 :‬‬

‫]‪[34‬‬

‫)فجاءته إحديهما تمشي( )‪ (1‬والحسان من خديجة )ووجخخدك عخخائل( )‪ (2‬والنصخخيحة‬


‫لعائشة وحفصة )يا نساء النبي لستن كأحد ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وأطعن ال ورسوله(‬
‫)‪ (3‬والعصمة مخخن فاطمخخة عليهخخا السخخلم )ونسخخاءنا ونسخخاءكم( )‪ .(4‬وإن الخ‬
‫تعخخالى أعطخخى عشخخرة أشخخياء لعشخخرة مخخن النسخخاء‪ :‬التوبخخة لحخخوا زوجخخة آدم‪،‬‬
‫والجمخال لسخارة زوجخة إبراهيخم‪ ،‬والحفخاظ لرحمخة زوجخة أيخوب‪ ،‬والحرمخة‬
‫لسية زوجة فرعون والحكمة لزليخا زوجة يوسخخف‪ ،‬والعقخخل لبلقيخخس زوجخة‬
‫سليمان‪ ،‬والصبر لبرخانه أم موسخخى‪ ،‬والصخخفوة لمريخخم أم عيسخخى‪ ،‬والرضخخى‬
‫لخديجة زوجة المصطفى‪ ،‬والعلم لفاطمة زوجة المرتضى‪ .‬والجابخخة لعشخخرة‬
‫)ولقخخد نادانخخا نخخوح فلنعخخم المجيبخخون( )‪) (5‬فاسخختجاب لخخه ربخخه فصخخرف عنخخه‬
‫كيخخدهن( )‪ (6‬يوسخخف )قخخال‪ :‬قخخد أجيبخخت دعوتكمخخا( )‪ (7‬موسخخى وهخخارون‬
‫)فاستجبنا له( يونس )‪) (8‬فاستجبنا له فكشخخفنا مخخا بخخه مخخن ضخخر(‪ (9) .‬أيخخوب‬
‫)فاستجبنا له ووهبنا لخخه يحيخخى( )‪ (10‬زكريخخا )ادعخخوني أسخختجب لكخخم( )‪(11‬‬
‫للمخلصين )أمن يجيب المضطر( )‪ (12‬للمضخخطرين )وإذا سخخألك عبخخادي( )‬
‫‪ (13‬للداعين )فاستجاب لهم ربهم( )‪ (14‬فاطمة وزوجها‪ .‬وكخخان رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( يهتم لعشرة أشياء فخآمنه الخ منهخخا وبشخره بهخا‪ :‬لفراقخه‬
‫وطنه‪ ،‬فخخأنزل الخ )إن الخخذي فخخرض عليخخك القخخرآن لخخرادك إلخخى معخخاد( )‪(15‬‬
‫ولتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لخخه‬
‫لحافظون( )‪(16‬‬

‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .25 :‬الضحى‪ (3) .8 :‬الحزاب‪ (4) .32 :‬آل عمران‪(5) .61 :‬‬
‫الصافات‪ (6) .75 :‬يوسف‪ (7) .32 :‬يونس‪ (8) .89 :‬النبياء‪(9) .88 :‬‬
‫النبياء‪ (10) .84 :‬النبياء‪ (11) .90 :‬المؤمن‪ (12) .60 :‬النمل‪) .62 :‬‬
‫‪ (13‬البقرة‪ (14) .186 :‬آل عمخخران‪ (15) .195 :‬القصخخص‪(16) .85 :‬‬
‫الحجر‪.9 :‬‬
‫]‪[35‬‬

‫ولمته من العذاب فنزل‪) :‬وما كان ال ليعذبهم وأنت فيهم( )‪ (1‬ولظهور الدين فنخخزل‪:‬‬
‫)ليظهره على الدين كله( )‪ (2‬وللمؤمنين بعده فنزل‪) :‬يثبخخت الخ الخخذين آمنخخوا‬
‫بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة( )‪ (3‬ولخصخمائهم فنخزل‪) :‬يخوم ل‬
‫يخزي ال النبي والذين آمنوا( )‪ (4‬والشفاعة فنخخزل‪) :‬ولسخخوف يعطيخخك ربخخك‬
‫فترضى( )‪ (5‬وللفتنة بعخخده علخخى وصخخيه فنخخزل‪) :‬فإمخا نخخذهبن بخخك فإنخا منهخم‬
‫منتقمون( )‪ (6‬يعني بعلي‪ ،‬ولثبات الخلفة في أولده فنزل‪) :‬ليسخختخلفنهم فخخي‬
‫الرض( )‪ (7‬ولبنته حال الهجرة فنزل‪) :‬الذين يذكرون ال قياما وقعخخودا( )‬
‫‪ (8‬اليات‪ .‬ورأس التوابين أربعة‪ :‬آدم )قال ربنا ظلمنخخا أنفسخخنا( )‪ (9‬ويخخونس‬
‫قال‪) :‬سبحانك إني كنت من الظخخالمين( )‪ (10‬وداود )وخخخر راكعخخا وأنخخاب( )‬
‫‪ (11‬وفاطمة )الذين يخخذكرون الخ قيامخخا وقعخخودا( )‪ .(12‬وخخخوف أربعخخة مخخن‬
‫الصالحات‪ :‬آسية عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول‪) :‬رب ابن لي عندك بيتخخا‬
‫في الجنخخة( )‪ (13‬ومريخم خخافت مخن النخخاس وهربخخت )فناديهخخا مخن تحتهخخا أل‬
‫تحزنخخي( )‪ (14‬وخديجخخة عخخذلها النسخخاء فخخي النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫فهجرنها فقالت فاطمة‪ (15) :‬أما كان أبي رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫أل يحفظ فخخي ولخخده‪ ،‬أسخخرع مخخا أخخخذتم‪ ،‬وأعجخخل مخخا نكصخختم‪ .‬ورأس البكخخائين‬
‫ثمانيخخة‪ :‬آدم‪ ،‬ونخخوح‪ ،‬ويعقخخوب‪ ،‬ويوسخخف‪ ،‬وشخخعيب‪ ،‬وداود وفاطمخخة‪ ،‬وزيخخن‬
‫العابدين )عليهم السلم(‪ ،‬قخال الصخخادق‪ :‬أمخا فاطمخة فبكخت علخخى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها‪ :‬قخخد آذيتينخخا بكخخثرة‬
‫بكائك‪ ،‬إما أن تبكي‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) .33 :‬براءة‪ (3) .34 .‬ابراهيم‪ (4) .27 :‬التحريم‪ (5) .8 :‬الضحى‪:‬‬
‫‪ (6) .4‬الزخخخرف‪ (7) .41 :‬النخخور‪ (8) .55 :‬آل عمخخران‪(9) .191 :‬‬
‫العخخراف‪ (10) .22 :‬النبيخخاء‪ (11) .87 :‬ص‪ (12) .24 :‬آل عمخخران‬
‫‪ (13) .191‬التحريم‪ (14) .11 :‬مريخخم‪ (15) .23 :‬كخخذا فخخي النسخخخ وفخخى‬
‫المصدر أيضا ج ‪ 3‬ص ‪ 322‬والظاهر أن الصحيح هكذا‪ :‬وفاطمة فقالت‪.‬‬

‫]‪[36‬‬

‫بالليل وإما أن تبكي بالنهار‪ ،‬فكخخانت تخخخرج إلخخى مقخخابر الشخخهداء فتبكخخي‪ .‬وخيخخر نسخخاء‬
‫العالمين أربعة‪ :‬كتاب أبي بكر الشيرازي وروى أبو الهذيل عن مقاتخخل‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن الحنفية‪ ،‬عن أبيه أن رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( قخخرأ )إن ال خ‬
‫اصطفاك وطهرك( الية فقال لي‪ :‬يا علي خيخخر نسخخاء العخخالمين أربخخع‪ :‬مريخخم‬
‫بنت عمران وخديجة بنت خويلد‪ ،‬وفاطمة بنخت محمخد‪ ،‬وآسخية بنخت مزاحخم‪.‬‬
‫أبو نعيم في الحلية وابن البيع في المسند والخطيب في التاريخ وابن بطة فخخي‬
‫البانة وأحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عخخن معمخخر‪ ،‬عخخن قتخخادة‪ ،‬عخخن‬
‫أنس وروى الثعلبي في تفسيره والسخخلمي فخخي تاريخخخ خراسخخان وأبخخو صخخالح‬
‫المؤذن في الربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة‪ ،‬وروى الشعبي عن جابر بخن‬
‫عبد ال وسعيد بن المسيب‪ ،‬وروى كريب عن ابن عبخخاس وروى مقاتخخل عخخن‬
‫سليمان‪ ،‬عن الضحاك عن ابن عبخخاس وقخخد رواه أبخخو مسخخعود وعبخخد الخخرزاق‬
‫وأحمد وإسحاق كلهم عن النبي )صلى ال عليه وآله( واللفظ للحليخخة أنخخه قخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران‪ ،‬وخديجخخة‬
‫بنت خويلد‪ ،‬وفاطمة بنت محمد‪ ،‬وآسخخية امخخرأة فرعخخون‪ ،‬وفخخي روايخخة مقاتخخل‬
‫والضحاك وعكرمة عن ابخخن عبخخاس‪ :‬وأفضخخلهن فاطمخخة‪ .‬الفضخخائل عخخن عبخخد‬
‫الملك العكبري ومسند أحمد بإسنادهما‪ ،‬عن كريب‪ ،‬عن ابن عبخخاس أنخخه قخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬سيدة نساء أهل الجنة مريم الخبر سواء‪ .‬تاريخخخ بغخخداد‬
‫بإسناد الخطيب‪ ،‬عن حميخد الطويخل‪ ،‬عخن أنخس قخال النخبي )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله(‪ :‬خير نساء العالمين الخبر سواء‪ .‬ثخخم إن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فضلها على سائر نساء العالمين في الدنيا والخرة روت عائشة وغيرها عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬يا فاطمة أبشري فإن ال تعالى اصطفاك‬
‫على نساء العخخالمين وعلخخى نسخخاء السخخلم وهخخو خيخخر ديخخن‪ .‬حذيفخخة إن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه آله( قال‪ :‬أتاني ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنخخة‬
‫أو نساء أمتي‪ .‬البخاري ومسلم في صخخحيحيهما وأبخخو السخخعادات فخخي فضخخائل‬
‫العشرة وأبو بكر بن‬

‫]‪[37‬‬

‫شيبة في أماليه والديلمي في فردوسه أنه )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬فاطمة سيدة نساء‬
‫أهل الجنة‪ .‬حلية أبي نعيم‪ :‬روى جابر بن سمرة عن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( في خخخبر أمخخا إنهخخا سخخيدة نسخخاء يخخوم القيامخخة‪ .‬تاريخخخ البلذري إن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال لفاطمة‪ :‬أنت أسرع أهلي لحاقا بي فخخوجمت‪ ،‬فقخخال‬
‫لها‪ :‬أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت‪ .‬بيخان‪ :‬وجخم كوعخخد‬
‫أي سكت على غيظ‪ - 40 .‬قب‪ :‬الشخخعبي‪ ،‬عخخن مسخخروق‪ ،‬عخخن عائشخخة قخخالت‪:‬‬
‫أسر النبي )صلى ال عليه وآله( إلى فاطمة شخخيئا فضخخحكت‪ ،‬فسخخألتها فقخخالت‪:‬‬
‫قال لي‪ :‬أل ترضين أن تكوني سخخيدة نسخخاء أهخخل الجنخخة أو نسخخاء أمخختي‪ .‬حليخخة‬
‫الولياء وكتخخاب الشخخيرازي روى عمخخران بخخن حصخخين وجخابر بخخن سخخمرة أن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( دخل على فاطمة فقخخال‪ :‬كيخخف تجخخدينك يخخا بنيخخة ؟‬
‫قال‪ :‬إني لوجعة وإنه ليزيدني أنه مالي طعام آكله قخخال‪ :‬يخخا بنيخخة أمخخا ترضخخين‬
‫أنك سيدة نساء العالمين ؟ قالت‪ :‬يا أبة فخخأين مريخخم بنخخت عمخخران ؟ قخخال‪ :‬تلخخك‬
‫سيدة نساء عالمها وإنك سيدة نسخاء عالمخخك أم والخ زوجتخك سخيدا فخخي الخدنيا‬
‫والخرة‪ .‬وقيل للصادق )عليه السلم(‪ :‬قول الرسول )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أي سيدة نساء عالمها ؟ قال‪ :‬ذاك مريخخم وفاطمخخة‬
‫سيدة نساء أهل الجنة مخخن الوليخخن والخريخخن‪ .‬وفخخي الحخخديث‪ :‬إن آسخخية بنخخت‬
‫مزاحم ومريم بنت عمران وخديجخة يمشخخين أمخخام فاطمخخة كالحجخاب لهخخا إلخى‬
‫الجنة‪ .‬وسأل بزل الهروي الحسين بن روح ‪ -‬ره ‪ -‬فقال‪ :‬كم بنات رسول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬أربع‪ ،‬فقال‪ :‬أيتهن أفضخخل ؟ فقخخال‪ :‬فاطمخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( ؟ قخخال‪ :‬لخصخخلتين خصخخها الخ بهمخخا‪ :‬إنهخخا ورثخخت رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ونسل رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( منهخا‪ ،‬ولخخم‬
‫يخصها بذلك إل بفضل إخلص عرفه من نيتها‪.‬‬

‫]‪[38‬‬

‫وقال المرتضى رحمه ال‪ :‬التفضيل هو كخخثرة الثخخواب بخخأن يقخخع إخلص ويقيخخن ونيخخة‬
‫صافية‪ ،‬ول يمتنع من أن تكون عليها السلم قد فضلت علخخى أخواتهخخا بخخذلك‪،‬‬
‫ويعتمد على أنها عليها السلم أفضل نساء العالمين بإجماع الماميخخة‪ ،‬وعلخخى‬
‫أنه قد ظهر من تعظيم الرسول )صلى الخ عليخخه وآلخخه( لشخخأن فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( وتخصيصها من بين سائرهن ما ربما ل يحتاج إلى الستدلل عليخخه‪.‬‬
‫جامع الترمذي وإبانة العكبري وأخبار فاطمة عن أبي علي الصولي وتاريخخخ‬
‫خراسان عن السلمي مسندا أن جميعا الخختيمي قخخال‪ :‬دخلخخت مخخع عمخختي علخخى‬
‫عائشة فقالت لها عمتي‪ :‬ما حملك على الخروج علخخى علخخي ؟ فقخالت عائشخخة‪:‬‬
‫دعينا فو ال ما كان أحد من الرجال أحب إلى رسخخول الخ مخخن علخخي ول مخخن‬
‫النساء أحب إليه من فاطمخة‪ .‬فضخائل العشخرة عخن أبخي السخعادات‪ ،‬وفضخائل‬
‫الصحابة عن السمعاني وفخخي روايخخات عخخن الشخخريك والعمخخش وكخخثير النخخوا‬
‫وابن الحجام كلهم‪ ،‬عن جميع بن عمير‪ ،‬عن عائشة وعن أسخخامة‪ ،‬عخخن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وروي عن عبد ال بن عطا‪ ،‬عن عبد ال خ ابخخن بريخخدة‪،‬‬
‫عن أبيه قال‪ :‬سألت رسول ال )صلى ال عليه وآله( أي النساء أحخخب إليخخك ؟‬
‫قال‪ :‬فاطمة‪ ،‬قلت‪ :‬من الرجال ؟ قال‪ :‬زوجها‪ .‬جامع الترمذي قال بريدة‪ :‬كان‬
‫أحب النساء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاطمة ومن الرجخخال علخخي‪.‬‬
‫قخخوت القلخخوب عخخن أبخخي طخخالب المكخخي والربعيخخن عخخن أبخخي صخخالح المخخؤذن‬
‫وفضائل الصحابة عن أحمد بالسناد عن سخخفيان‪ ،‬وعخخن العمخخش‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الجحاف‪ ،‬عن جميع عن عائشة أنه قال علي للنبي )صلى ال عليه وآله( لمخخا‬
‫جلس بينه وبين فاطمة وهما مضطجعان‪ :‬أينا أحخخب إليخخك أنخخا أو هخخي ؟ فقخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬هي أحب إلي وأنت أعخخز علخخي منهخخا‪ .‬وفخخي خخخبر عخخن‬
‫جابر بن عبد ال أنه افتخخخر علخخي وفاطمخخة بفضخخائلهما فخخأخبر جبرئيخخل النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنهمخخا قخخد أطخخال الخصخخومة فخخي محبتخخك فخخاحكم بينهمخخا‬
‫فدخل وقص عليهما مقالتهما‪ ،‬ثم أقبل على فاطمة وقال‪ :‬لك حلوة الولد وله‬

‫]‪[39‬‬
‫عز الرجال وهو أحب إلخخي منخخك‪ ،‬فقخخالت فاطمخخة‪ :‬والخخذي اصخخطفاك واجتبخخاك وهخخداك‬
‫وهدى بك المة لزلت مقرة له ما عشت‪ .‬عامر الشخخعبي والحسخخن البصخخري‬
‫وسفيان الثوري ومجاهد وابن جبير وجابر النصاري ومحمد الباقر وجعفخخر‬
‫الصادق )عليهما السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬إنما فاطمة‬
‫بضعة مني فمن أغضخخبها فقخخد أغضخخبني أخرجخخه البخخخاري عخخن المسخخور بخخن‬
‫مخرمة‪ .‬وفي رواية جابر‪ :‬فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى ال‪ .‬وفخخي‬
‫مسلم والحلية إنما فاطمة ابنختي بضخعة منخخي يريبنخي مخا أرابهخخا ويخخؤذيني مخا‬
‫آذاها‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬وفي الحديث )فاطمة بضعة مني( البضخخعة بالفتخخح‬
‫القطعة من اللحم وقد تكسر أي إنها جزء مني كما أن القطعة من اللحخخم جخزء‬
‫مخخن اللحخخم‪ .‬وقخخال‪ :‬وفخخي حخخديث فاطمخخة‪ :‬يريبنخخي مخخا يريبهخخا أي يسخخوؤني مخخا‬
‫يسوؤها ويزعجني ما يزعجها‪ ،‬يقال‪ :‬رابني هذا المر وأرابني إذا رأيت منه‬
‫ما تكره‪ - 41 .‬قب‪ :‬سعد بن أبي وقاص سمعت النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫يقول‪ :‬فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني‪ ،‬فاطمة‬
‫أعز البرية علي‪ .‬مستدرك الحاكم‪ ،‬عن أبي سخخهل بخخن زيخخاد‪ ،‬عخخن إسخخماعيل‪،‬‬
‫وحلية أبي نعيم عن الزهري‪ ،‬وابن أبي مليكة‪ ،‬والمسور بن مخرمة أن النبي‬
‫)صلى الخ عليخخه وآلخخه( قخخال‪ :‬إنمخخا فاطمخخة شخخجنة منخخي يقبضخخني مخخا يقبضخخها‬
‫ويبسطني ما يبسطها‪ .‬وجاء سهل بن عبد ال إلى عمر بن عبد العزيخخز فقخخال‪:‬‬
‫إن قومك يقولون‪ :‬إنك تؤثر عليهم ولد فاطمة‪ ،‬فقال عمخخر‪ ،‬سخخمعت الثقخخة مخخن‬
‫الصحابة أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬فاطمة بضعة مني يرضيني ما‬
‫أرضاها ويسخطني ما أسخطها‪ ،‬فو ال إني لحقيق أن أطلخخب رضخخى رسخخول‬
‫ال‪ ،‬ورضاه ورضاها في رضى ولدها‪ .‬وقد علموا أن النبي يسره * مسرتها‬
‫جدا ويشني اغتمامها )‪ (1‬قوله )صلى ال عليه وآله( هذا يدل على عصخخمتها‬
‫لنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( على كل حال‪ ،‬بل كان من فعل المستحق ‪ (2) -‬من ذمها وإقامة‬

‫)‪ (1‬يشنى من شنأ الرجل‪ :‬أبضغه‪ (2) .‬يعنى ما يستحقها بعد تقارف الذنوب‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫الحد إن كخان الفعخخل يقتضخخيه ‪ -‬سخارا لخخه )صخلى الخ عليخخه وآلخخه( ومطيعخا‪ .‬أبخخو ثعلبخخة‬
‫الخشني قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا قخخدم مخخن سخخفره يخخدخل‬
‫على فاطمة‪ ،‬فدخل عليها فقامت إليه واعتنقتخخه وقبلخخت بيخخن عينيخخه‪ .‬الربعيخخن‬
‫عن ابن المؤذن بإسناده‪ ،‬عن النضر بن شميل‪ .‬عن ميسرة‪ ،‬عن المنهال‪ ،‬عن‬
‫عائشة بنت طلحة‪ ،‬عن عائشة بنت أبي بكر‪ ،‬وفي فضائل السخخمعاني بإسخخناده‬
‫عن عكرمة قال‪ :‬كان النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( إذا قخخدم مخخن مغخخازيه قبخخل‬
‫فاطمة‪ .‬ورووا عن عائشة أن فاطمة كانت إذا دخلت على رسول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( قام لها من مجلسخخه وقبخخل رأسخخها وأجلسخخها مجلسخخه‪ ،‬وإذا جخخاء‬
‫إليها لقيته وقبل كل واحد منهما صاحبه وجلسا معا‪ .‬أبو السعادات في فضائل‬
‫العشرة وابن المؤذن في الربعيخخن بالسخخناده عخخن عكرمخخة عخخن ابخخن عبخخاس‪،‬‬
‫وعن أبي ثعلبة الخشني‪ ،‬وعن نافع‪ ،‬عن ابن عمر قخخالوا‪ :‬كخخان النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( إذا أراد سفرا كان آخر الناس عهدا بفاطمة‪ ،‬وإذا قدم كان أول‬
‫الناس عهدا بفاطمة‪ ،‬ولو لخخم يكخخن لهخخا عنخخد الخ تعخخالى فضخخل عظيخخم لخخم يكخخن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يفعل معها ذلك‪ ،‬إذ كانت ولده وقخخد أمخخر الخ‬
‫بتعظيم الولد للوالد‪ ،‬ول يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمخخر بخخه أمتخخه‬
‫عن ال تعالى‪ .‬أبو سعيد الخخخدري قخخال‪ :‬كخخانت فاطمخخة مخخن أعخخز النخخاس علخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل عليها يوما وهي تصلي فسخخمعت كلم‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في رحلها‪ ،‬فقطعخت صخلتها وخرجخت مخخن‬
‫المصلى فسلمت عليه‪ ،‬فمسح يخخده علخخى رأسخخها وقخخال‪ :‬يخخا بنيخخة كيخخف أمسخخيت‬
‫رحمك ال عشينا غفر ال لك وقد فعل‪ .‬أخبار فاطمة عن أبي علخخي الصخخولي‬
‫قال عبد ال بن الحسن‪ :‬دخل رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( علخخى فاطمخخة‬
‫فقدمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها ثم قال‪ :‬يا بنيخخة هخخذا أول‬
‫خبز أكل أبوك منذ ثلثة أيام‪ ،‬فجعلت فاطمة تبكي ورسول ال يمسح وجههخخا‬
‫بيده‪ .‬أبو صالح المؤذن في الربعين بالسناد عن شعبة‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪،‬‬
‫عن‬

‫]‪[41‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫يقول‪ :‬إن ال تعالى لما أمرنخخي أن أزوج فاطمخخة مخخن علخخي ففعلخخت‪ ،‬فقخخال لخخي‬
‫جبرئيل‪ :‬إن ال تعالى بنى جنة من لؤلؤة بيكل قصخخبة إلخخى قصخخبة لؤلخخؤة مخخن‬
‫ياقوت مشذرة بالذهب وجعل سقوفها زبرجدا أخضر‪ ،‬وجعل فيها طاقات من‬
‫لؤلؤ مكللة بالياقوت‪ .‬ثم جعل غرفها لبنة من ذهخخب‪ ،‬ولبنخخة مخخن فضخخة‪ ،‬ولبنخخة‬
‫من در‪ ،‬ولبنة من ياقوت‪ ،‬ولبنة من زبرجخخد‪ ،‬ثخخم جعخخل فيهخخا عيونخخا تنبخخع مخخن‬
‫نواحيها وحفت بالنهار وجعل على النهار قبايا من در قخخد شخخعبت بسلسخخل‬
‫الذهب وحفت بأنواع الشجر وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة‬
‫من درة بيضاء غشخاؤها السخندس والسختبرق‪ ،‬وفخرش أرضخها بخالزعفران‪،‬‬
‫وفتق بالمسك والعنبر‪ ،‬وجعل في كل قبة حوراء‪ ،‬والقبة لها مخخائة بخخاب علخخى‬
‫كل باب جاريتان وشجرتان في كل قبة مفرش وكتاب مكتخخوب حخخول القبخخاب‬
‫آية الكرسي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل لمن بنى ال هذه الجنة ؟ قخال‪ ،‬بناهخا لعلخي بخن‬
‫أبي طالب وفاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة أتحفهما ال‪ ،‬ولتقر بخخذلك عينخخك‬
‫يا رسول ال‪ .‬بيان‪ :‬قوله‪) :‬لؤلخخؤة مخخن يخخاقوت( لعخخل المعنخخى أنهخخا فخخي صخخفاء‬
‫اللؤلؤ ولون اليخخاقوت‪ ،‬ول يبعخخد أن تكخخون )مخخن( زائدة مخخن النسخخاخ أو يكخخون‬
‫الظرف متعلقا بقوله مشخذرة أي اللؤلخؤة مرصخخعة مخن اليخخاقوت بالخخذهب قخال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬الشذر قطع من الخخذهب تلقخخط مخخن معخخدنه بل إذابخخة‪ ،‬أو خخخرز‬
‫يفصل بهخخا النظخخم أو هخخو اللؤلخخؤ الصخخغار‪ .‬قخخوله‪ :‬قخخد شخخعبت‪ ،‬الشخخعب الجمخخع‬
‫والتفريق‪ ،‬ولعل الظهخخر هنخخا الول وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬الريكخخة كسخخفينة‬
‫سرير في حجلة‪ ،‬أو كل ما يتكا عليه من سخخرير ومنصخخة وفخخراش‪ ،‬أو سخخرير‬
‫منجد مزين في قبة أو بيت‪ ،‬فإذا لم يكخخن فيخخه سخخرير فهخخو حجلخخة‪ ،‬والسخخندس‪:‬‬
‫الرقيق مخخن الحريخخر‪ ،‬والسخختبرق الغليخخظ منخخه‪ .‬قخخوله‪) :‬وفتخخق( أي جعخخل بيخخن‬
‫الزعفران المسك والعنبر أو بين فرشها المبسوطة مخخن الفتخخق بمعنخخى الشخخق‪،‬‬
‫والمفرش كمنبر شئ كالشاذكونة‪.‬‬

‫]‪[42‬‬

‫‪ - 42‬قب‪ :‬ابن عبد ربه الندلسي في العقد عن عبد ال بن الزبير في خبر عن معاوية‬
‫بن أبي سفيان قال‪ :‬دخل الحسن بن علخخي علخخى جخده )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫وهو يتعثر بذيله فأسر إلى النبي )صلى ال عليه وآله( سرا فرأيته وقخخد تغيخخر‬
‫لونه‪ ،‬ثم قام النبي )صلى ال عليه وآله( حتى أتخخى منخخزل فاطمخخة فأخخخذ بيخدها‬
‫فهزها إليه هزا قويا ثم قال‪ :‬يا فاطمخخة إيخاك وغضخب علخخي فخإن الخ يغضخب‬
‫لغضبه ويرضى لرضاه‪ ،‬ثم جاء علي فأخذ النبي )صلى ال عليه وآلخخه( بيخخده‬
‫ثم هزها إليه هخخزا خفيفخخا ثخخم قخخال‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن إيخخاك وغضخخب فاطمخخة فخخإن‬
‫الملئكة تغضب لغضبها وترضخخى لرضخخاها‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا رسخخول الخ مضخخيت‬
‫مذعورا وقد رجعت مسرورا‪ ،‬فقال‪ :‬يا معاوية كيف ل أسر وقد أصلحت بين‬
‫إثنين هما أكرم الخلق على ال‪ .‬وفي رواية عبد ال بخخن الحخخارث وحخخبيب بخخن‬
‫ثابت وعلي بن إبراهيم‪ :‬أحب إثنيخن فخي الرض إلخي‪ .‬قخال ابخن بخابويه‪ :‬هخذا‬
‫غير معتمد لنهما منزهان أن يحتاجا أن يصلح بينهما رسول ال )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ .‬الباقر والصادق )عليهما السلم( أنه كان النبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ل ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمخخة‪ ،‬يضخخع وجهخخه بيخخن ثخخديي فاطمخخة‬
‫ويدعو لها‪ ،‬وفي رواية حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها‪ .‬أبو بكر‬
‫محمد بن عبد ال الشافعي وابن شهاب الزهري وابن المسيب كلهم عن سخخعد‬
‫بن أبي وقاص‪ ،‬وأبو معاذ النحوي المروزي وأبو قتادة الحراني‪ ،‬عن سخخفيان‬
‫الثوري‪ ،‬عن هاشم بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬والخركوشي في شخخرف‬
‫النبي‪ ،‬والشنهي في العتقاد‪ ،‬والسمعاني في الرسخخالة‪ ،‬وأبخخو صخخالح المخخؤذن‬
‫في الربعين‪ ،‬وأبو السعادات في الفضائل‪ ،‬ومن أصحابنا أبخخو عبيخخدة الحخخذاء‬
‫وغيره‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( أنه كان رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫يكثر تقبيل فاطمة فأنكرت عليه بعض نسائه فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنخخه‬
‫لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها‬
‫فأكلتها ‪ -‬في رواية‪ :‬فناولني منها تفاحة فأكلتها ‪-‬‬

‫]‪[43‬‬
‫فتحول ذلك نطفة في صلبي‪ ،‬فلما هبطت إلى الرض واقعت خديجخخة فحملخخت بفاطمخخة‬
‫ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشختقت إلخى رائحخة الجنخة شخممت رائحخة ابنختي‪.‬‬
‫ودخل النبي )صلى ال عليه وآله( على فاطمة فرآها منزعجخخة فقخخال لهخخا‪ :‬مخخا‬
‫بك ؟ فقالت‪ :‬الحميرا افتخرت على أمي أنها لم تعخخرف رجل قبلخخك وأن أمخخي‬
‫عرفتها مسنة فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن بطن أمك كخخان للمامخخة وعخخاء‪.‬‬
‫ابن عبد ربه في العقد أن المهدي رأى فخخي منخخامه شخخريكا القاضخخي مصخخروفا‬
‫وجهه عنه‪ ،‬فلما انتبه قص رؤياه علخخى الربيخخع فقخخال‪ :‬إن شخخريكا مخخخالف لخخك‬
‫وإنه فاطمي محضا‪ ،‬قال المهدي‪ :‬علي بشريك‪ ،‬فأتي به‪ ،‬فلما دخل عليه قال‪:‬‬
‫بلغني أنك فاطمي‪ ،‬قال‪ :‬أعيذك بال أن تكون غير فاطمي إل أن تعني فاطمة‬
‫بنت كسرى‪ ،‬قال‪ :‬ل ولكن أعني فاطمة بنت محمد‪ ،‬قخخال‪ :‬فتلعنهخخا ؟ قخخال‪ :‬ل‪،‬‬
‫معاذ ال‪ ،‬قال‪ :‬فما تقول في من يلعنها ؟ قال‪ :‬عليه لعنة ال‪ ،‬قخال‪ :‬فخالعن هخخذا‬
‫يعني الربيع ؟ قال‪ :‬ل وال ما ألعنهخخا يخخا أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬قخخال لخخه شخخريك‪ :‬يخخا‬
‫مخخاجن فمخخا ذكخخرك لسخخيدة نسخخاء العخخالمين وابنخخة سخخيد المرسخخلين فخخي مجخخالس‬
‫الرجال‪ ،‬قال المهدي‪ :‬فما وجه المنام ؟ قال‪ :‬إن رؤياك ليسخخت برؤيخخا يوسخخف‬
‫)عليه السلم( وإن الدماء ل تستحل بالحلم‪ .‬وأتخخي برجخخل شخختم فاطمخخة إلخخى‬
‫الفضل بن الربيع فقال لبن غانم‪ :‬أنظر في أمره ما تقخخول‪ ،‬قخخال‪ :‬يجخخب عليخخه‬
‫الحد‪ ،‬قال له الفضل‪ :‬هي ذا أمك إن حخخددته‪ ،‬فخخأمر بخخأن يضخخرب ألخخف سخخوط‬
‫ويصلب في الطريق‪ - 43 .‬قب‪ :‬روي أن فاطمة تمنت وكيل عند غزاة علخخي‬
‫)عليه السلم( فنزل‪) :‬رب المشرق والمغرب ل إله إل هخخو فاتخخخذه وكيل( )‬
‫‪ .(1‬صحيح الدارقطني أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أمخخر بقطخخع لخخص‬
‫فقال اللص‪ :‬يا رسول ال قدمته في السلم وتأمره بالقطع ؟ فقخال‪ :‬لخو كخانت‬
‫ابنتي فاطمخخة‪ ،‬فسخخمعت فاطمخخة فحزنخخت فنخخزل جبرئيخخل بقخخوله‪) :‬لئن أشخخركت‬
‫ليحبطن عملك( )‪ (2‬فحزن‬

‫)‪ (1‬المزمل‪ (2) .9 :‬المزمر‪.65 :‬‬

‫]‪[44‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنزل )لو كان فيهما آلهة إل ال لفسدتا( )‪ (1‬فتعجخخب‬
‫النبي من ذلك فنزل جبرئيل وقال‪ :‬كانت فاطمة حزنت من قولك فهذه اليات‬
‫لموافقتها لترضى‪ .‬بيان‪ :‬لعل المعنى أن هذه اليات نزلت لتعلم فاطمة )عليها‬
‫السلم( أن مثل هذا الكلم المشروط ل ينافي جللة المخخخاطب والمسخخند إليخخه‬
‫وبراءته لوقوع ذلك بالنسبة إلى الرسول )صلى ال عليه وآلخخه( مخخن الخ عخخز‬
‫وجل‪ ،‬أو لبيان أن قطع يد فاطمة بمنزلة الشرك أو أن هذا النوع من الخطاب‬
‫المراد به المة إنما صدر لصدور هذا النوع مخخن الكلم بالنسخخبة إلخخى فاطمخخة‬
‫فكخخان خلفخخا للولخخى‪ ،‬والول أصخخوب وأوفخخق بالصخخول‪ - 44 .‬قخخب‪ :‬سخخئل‬
‫الصادق )عليه السلم( عن معنى حي على خير العمل‪ ،‬فقال‪ :‬خير العمل بخخر‬
‫فاطمة وولدها‪ ،‬وفي خبر آخر الوليخخة‪ .‬أبخخو صخخالح فخخي الربعيخخن‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫حامد السفرائيني بإسناده عن أبي هريخرة قخال‪ :‬قخال رسخول الخ )صخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬أول شخص تدخل الجنة فاطمة‪ .‬عن النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫قال‪ :‬لمخخا خلخخق الخ الجنخخة خلقهخخا مخخن نخخور وجهخخه ثخخم أخخخذ ذلخخك النخخور فقخخذفه‬
‫فأصابني ثلث النور‪ ،‬وأصاب فاطمة ثلخخث النخخور‪ ،‬وأصخخاب عليخخا وأهخخل بيتخخه‬
‫ثلث النور‪ ،‬فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلخخى وليخخة آل محمخخد‪ ،‬ومخخن لخخم‬
‫يصبه من ذلك النور ضل عن ولية آل محمد‪ .‬الحسين بن زيد بن علي‪ ،‬عخخن‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ ،‬وجابر الجعفي‪ ،‬عن الباقر )عليه السلم( قخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها‪ .‬ابخخن‬
‫شريح بإسناده عن الصادق )عليخخه السخخلم(‪ ،‬وأبخخو سخخعيد الخخواعظ فخخي شخخرف‬
‫النبي )صلى ال عليخه وآلخه( عخن أميخر المخؤمنين‪ ،‬وأبخو صخالح المخؤذن فخي‬
‫الفضخخائل‪ ،‬عخخن ابخخن عبخخاس‪ ،‬وأبخخو عبخخد ال خ العكخخبري فخخي البانخخة ومحمخخود‬
‫السفرائيني في الديانة رووا جميعا أن النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( قخخال‪ :‬يخخا‬
‫فاطمة إن ال ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك‪ .‬أبو بكر مردويه فخخي كتخخابه‬
‫بالسناد عن سنان الوسي قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حخخدثني جبرئيخخل‬
‫أن ال تعالى لما زوج فاطمة عليا )عليه السلم( أمر رضوان فأمر شجرة‬

‫)‪ (1‬النبياء‪.22 :‬‬

‫]‪[45‬‬

‫طوبى فحملت رقاعا لمحبي آل بيت محمد )صلى ال عليه وآله( ثخخم أمطرهخخا ملئكخخة‬
‫من نور بعدد تيك الرقاع فأخذ تلخخك الملئكخخة الرقخخاع‪ ،‬فخخإذا كخخان يخخوم القيامخخة‬
‫واستوت بأهلها أهبط ال الملئكة بتلك الرقاع فإذا لقي ملك من تلك الملئكخخة‬
‫رجل من محبي آل بيت محمد دفع إليه رقعة براءة من النار‪ .‬وجاء في كخخثير‬
‫من الكتب منها كشف الثعلبي وفضخخائل أبخخي السخخعادات فخخي معنخخى قخخوله‪) :‬ل‬
‫يرون فيها شمسا ول زمهريرا( )‪ (1‬أنه قال ابن عباس‪ :‬بينخخا أهخخل الجنخخة فخخي‬
‫الجنة بعد ما سكنوا رأوا نورا أضاء الجنان فيقول أهل الجنة‪ :‬يا رب إنك قخخد‬
‫قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل )ل يرون فيها شمسا( فينادي منخخاد‪:‬‬
‫ليخخس هخخذا نخخور الشخخمس ول نخخور القمخخر‪ ،‬وإن عليخا وفاطمخخة تعجبخا مخخن شخخئ‬
‫فضحكا فأشرقت الجنان من نورهمخخا‪ .‬أبخخو علخخي الصخخولي فخخي أخبخخار فاطمخخة‬
‫وأبو السعادات في فضائل العشرة بالسناد عن أبي ذر الغفاري قخخال‪ :‬بعثنخخي‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( أدعو عليا فأتيت بيته وناديته فلم يجبني فخخأخبرت‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬عد إليه فإنه في البيت ودخلت عليه فرأيخخت‬
‫الرحى تطحن ول أحد عندها‪ ،‬فقلت لعلي‪ :‬إن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يدعوك‪ ،‬فخرج متوحشا حتى أتى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبرت النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بمخخا رأيخخت فقخال‪ :‬يخخا أبخخا ذر ل تعجخخب فخإن لخ ملئكخخة‬
‫سخخياحون فخخي الرض موكلخخون بمعونخخة آل محمخخد‪ .‬الحسخخن البصخخري وابخخن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن عمار وميمونة أن كليهمخخا قخخال‪ :‬وجخخدت فاطمخخة نائمخخة والرحخخى‬
‫تدور فأخبرت رسول ال بذلك فقخخال‪ :‬إن الخ علخخم ضخخعف أمتخخه فخخأوحى إلخخى‬
‫الرحخخى أن تخخدور فخخدارت‪ .‬وقخخد رواه أبخخو القاسخخم البسخختي فخخي منخخاقب أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( وأبو صالح المؤذن في الربعين عن الشعبي بإسناده‬
‫عن ميمونة وابن فياض في شرح الخبار‪ .‬وروي أنها )عليها السخخلم( ربمخخا‬
‫اشتغلت بصلتها وعبادتها فربما بكى ولدها فرأى المهد يتحخخرك وكخخان ملخخك‬
‫يحركه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الدهر‪(*) .13 :‬‬

‫]‪[46‬‬

‫محمد بن علي بن الحسين بن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬بعخخث رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( سلمان إلى فاطمة قال‪ :‬فوقفت بالباب وقفة حتى سخخلمت‪ ،‬فسخخمعت‬
‫فاطمة تقرء القرآن من جوا والرحى تدور من برا‪ ،‬وما عنخخدها أنيخخس‪ ،‬وقخخال‬
‫في آخر الخبر‪ :‬فتبسم رسول ال )صلى ال عليخه وآلخه( وقخال‪ :‬يخا سخخلمان إن‬
‫ابنتي فاطمة مل ال قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشخخها تفرغخخت لطاعخخة الخ‬
‫فبعث ال ملكا اسمه زوقابيل وفي خبر آخر جبرئيل فأدار لها الرحى وكفاهخخا‬
‫ال مؤنة الدنيا مع مؤنخخة الخخخرة‪ .‬بيخخان‪ :‬المخخراد بخالجوا داخخخل الخخبيت وبخخالبرا‬
‫خارجه ولم أظفر بهما في اللغة نعم قال في النهايخة‪ :‬فخي حخديث سخلمان‪ :‬مخن‬
‫أصلح جوانيه أصلح ال برانيه‪ ،‬أراد بالبراني العلنية‪ ،‬واللخخف والنخخون مخخن‬
‫زيخخادات النسخخب‪ ،‬وأصخخله مخخن قخخولهم خخخرج فلن بخخرا أي خخخرج إلخخى الخخبر‬
‫والصحراء‪ ،‬وقال الفيروز آبخخادي‪ :‬الجخخو داخخخل الخخبيت كالجوانيخخة‪ ،‬وقخخال فخخي‬
‫النهاية في صفته )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬جليخخل المشخخاش‪ ،‬أي عظيخخم رؤوس‬
‫العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬هخخي رؤوس العظخخام‬
‫اللينة التي يمكن مضغها‪ ،‬ومنه الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه‪ .‬انتهخخى‪.‬‬
‫‪ - 45‬قب‪ :‬علي بن معمر قال‪ :‬خرجت أم أيمن إلخخى مكخخة لمخخا تخخوفيت فاطمخخة‬
‫)عليهخخا السخخلم( وقخخالت‪ :‬ل أرى المدينخخة بعخخدها‪ ،‬فأصخخابها عطخخش شخخديد فخخي‬
‫الجحفة حتى خافت على نفسها‪ ،‬قال‪ :‬فكسرت عينيها نحو السماء ثم قالت‪ :‬يخخا‬
‫رب أتعطشني وأنا خادمة بنت نبيك ؟ قخخال‪ :‬فنخخزل إليهخخا دلخخو مخخن مخخاء الجنخخة‬
‫فشربت ولم تجع ولم تطعم سبع سنين‪ .‬بيان‪ :‬قخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬كسخخر مخخن‬
‫طرفه غض‪ - 46 .‬قب‪ :‬مالك بن دينار رأيت في مودع الحخخج امخخرأة ضخخعيفة‬
‫على دابة نحيفة والناس ينصحونها لتنكص‪ ،‬فلما توسطنا الباديخة كلخت دابتهخا‬
‫فعذلتها في إتيانها‪ ،‬فرفعت رأسها إلى السماء وقالت‪ :‬ل في بيتي تركتنخخي ول‬
‫إلى بيتك حملتني‪ ،‬فوعزتك وجللك لو فعخخل بخخي هخخذا غيخخرك لمخخا شخخكوته إل‬
‫إليك‪ ،‬فإذا شخص أتاها مخخن الفيفخخاء وفخخي يخخده زمخخام ناقخخة فقخخال لهخخا‪ :‬اركخخبي‪،‬‬
‫فركبت وسارت الناقة كالبرق الخاطف‪ ،‬فلما بلغت المطخخاف رأيتهخخا تطخخوف‪،‬‬
‫فحلفتها من أنت ؟ فقالت‪ :‬أنا شهرة بنخخت مسخخكة بنخخت فصخخة خادمخخة الزهخخراء‬
‫)عليها السلم(‪.‬‬

‫]‪[47‬‬

‫ورهنت )عليها السلم( كسوة لها عنخد امخرأة زيخد اليهخودي فخي المدينخة واستقرضخت‬
‫الشعير فلما دخل زيد داره قخخال‪ :‬مخخا هخخذه النخخوار فخخي دارنخخا ؟ قخخالت‪ :‬لكسخخوة‬
‫فاطمة فأسلم في الحال وأسخخلمت امرأتخخه وجيرانخخه حخختى أسخخلم ثمخخانون نفسخخا‪.‬‬
‫وسألت )عليها السلم( رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( خاتمخخا فقخخال‪ :‬أل‬
‫أعلمك ما هو خير من الخاتم ؟ إذا صليت صخخلة الليخخل فخاطلبي مخخن الخ عخخز‬
‫وجل خاتما فإنك تنالين حاجتك‪ ،‬قال‪ :‬فدعت ربها تعالى‪ ،‬فإذا بهخخاتف يهتخخف‪:‬‬
‫يا فاطمة الذي طلبت مني تحت المصلى فرفعت المصلى فإذا الخخخاتم يخخاقوت‬
‫ل قيمة له فجعلته في إصبعها وفرحت‪ ،‬فلما نامت من ليلتها رأت في منامهخخا‬
‫كأنها في الجنة فرأت ثلثة قصخور لخم تخر فخي الجنخة مثلهخا قخالت‪ :‬لمخن هخذه‬
‫القصور ؟ قخخالوا‪ :‬لفاطمخخة بنخخت محمخخد‪ ،‬قخخال‪ :‬فكأنهخخا دخلخخت قصخخرا مخخن ذلخخك‬
‫ودارت فيه فرأت سريرا قد مال على ثلث قوائم‪ ،‬فقالت )عليها السلم(‪ :‬مخخا‬
‫لهذا السرير قد مالت على ثلث ؟ قالوا‪ :‬لن صاحبته طلبخخت مخخن ال خ خاتمخخا‬
‫فنزع أحخد القخوائم وصخيغ لهخا خاتمخا وبقخي السخرير علخى ثلث قخوائم‪ ،‬فلمخا‬
‫أصبحت دخلت على رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( وقصخخت القصخخة فقخخال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬معاشر آل عبد المطلب ليس لكم الخخدنيا إنمخخا لكخخم‬
‫الخرة‪ ،‬وميعادكم الجنخة‪ ،‬مخا تصخنعون بالخخدنيا فإنهخخا زائلخة غخرارة‪ ،‬فأمرهخا‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( أن ترد الخاتم تحت المصلى فردت ثم نامت على‬
‫المصلى‪ ،‬فخخرأت فخخي المنخخام أنهخخا دخلخخت الجنخخة‪ ،‬فخخدخلت ذلخخك القصخخر ورأت‬
‫السرير على أربع قوائم فسألت عن حاله فقالوا‪ :‬ردت الخاتم ورجخخع السخخرير‬
‫إلى هيئته‪ .‬أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجخخال‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه‬
‫السلم(‪ ،‬وعن سلمان الفارسي أنه لما استخرج أمير المؤمنين )عليه السخخلم(‬
‫من منزله خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر فقالت‪ :‬خلوا عن ابن عمي فو‬
‫الذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لنشرن شخخعري ولضخخعن قميخخص‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( على رأسخخي ولصخخرخن إلخخى ال خ فمخخا ناقخخة‬
‫صالح بأكرم على ال مخخن ولخخدي‪ ،‬قخخال سخخلمان‪ :‬فرأيخخت والخ أسخخاس حيطخخان‬
‫المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ مخخن تحتهخخا نفخخذ‪ ،‬فخخدنوت‬
‫منها وقلت‪ :‬يا سيدتي ومولتي إن الخ تبخخارك وتعخخالى بعخخث أبخخاك رحمخخة فل‬
‫تكوني نقمة فرجعت الحيطان حتى سخخطعت الغخبرة مخخن أسخخفلها‪ ،‬فخدخلت فخخي‬
‫خياشيمنا‪.‬‬

‫]‪[48‬‬
‫بريدة قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ملك الموت خيرني فاسخختنظرته إلخخى نخخزول‬
‫جبرئيل‪ .‬فتجلى ابنته فاطمة الغشي فقخخال لهخخا‪ :‬يخخا بنخختي احفظنخخي عليخخك فإنخخك‬
‫وبعلك وابنيك معي في الجنة‪ .‬بشرت مريم بولدها )إن ال خ يبشخخرك بكلمخخة( )‬
‫‪ (1‬وبشرت فاطمة بالحسن والحسين في الحديث إن النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( بشرها عند ولدة كل منهما بأن يقول لها‪ :‬ليهنئك أن ولدت إماما يسخخود‬
‫أهل الجنة وأكمل ال تعالى ذلخخك فخخي عقبهخخا‪ ،‬قخخوله )وجعلهخخا كلمخخة باقيخخة فخخي‬
‫عقبه( )‪ (2‬يعني عليا )عليه السلم(‪ .‬أبو عبد ال خ )عليخخه السخخلم( كخخانت مخخدة‬
‫حملها تسع ساعات‪ ،‬وولدت فاطمة الحسن والحسين وبينهما ستة أشهر علخخى‬
‫رواية وردت‪ .‬ومريم بنت عمران‪ ،‬وفاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‬
‫وشرف الناس بآبائهم‪ .‬ونذرت أم مريم ل محررا‪ ،‬ومحمخخد )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( أكثر الخلق تقربا إلى ال في سائر الحوال وذلخخك يخخوجب أن يكخخون قخخد‬
‫أتى عند أن سأله الزهراء )عليها السلم( بأضعاف ما قالت أم مريم بمخخوجب‬
‫فضله على الخلئق‪ ،‬وكان نذرها من قبل الم وهخخو يقتضخخي تنصخخف منزلتخخه‬
‫مما ينذره الب‪ .‬قوله )وكفلها زكريا( )‪ (3‬والزهراء كفلها رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ول خلف في فضل كفالة رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫على كل كفالة وكفالة اليتيم منخخدوب إليهخخا وكفالخخة الولخخد واجبخخة‪ .‬ولخخدت مريخخم‬
‫بعيسى )عليه السلم( فخخي أيخخام الجاهليخخة‪ ،‬وولخخدت فاطمخخة بالحسخخن والحسخخين‬
‫على فطرة السلم‪ .‬وكان الخ أعلخخم مريخخم بسخخلمتها وبسخخلمة مخا حملتخخه فل‬
‫يجوز أن يتطرق إليها خوف‪ ،‬والزهراء حملت بهما وهخخي ل تعلخخم مخخا يكخخون‬
‫من حالها في الحمل والوضع من السلمة والعطب‪ ،‬فينبغي أن يكون في ذلك‬
‫مثوبة زائدة‪ ،‬ولذلك فضل المسلمون على الملئكة يوم بدر في القتخخال‪ ،‬لنهخخم‬
‫كانوا بين الخوف والرجاء في سلمتهم‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .40 :‬الزخرف‪ (3) .28 :‬آل عمران‪.33 :‬‬

‫]‪[49‬‬

‫والملئكة ليسوا كذلك‪ .‬وقيل لها )ل تحزني( )‪ (1‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا‬
‫فاطمة إن ال يرضى لرضاك‪ ،‬وقيل لها )فنفخنا فيه من روحنا( )‪ (2‬وفاطمة‬
‫)عليها السلم( خامسة أهل العباء وافتخار جبرئيل بكل واحد منهم قوله‪ :‬مخخن‬
‫مثلي وأنا سادس خمسة‪ .‬ولها )تساقط عليك رطبا جنيخخا فكلخخي واشخخربي( )‪(3‬‬
‫يحتمل أن النخلة والنهر كانا موجودين قبل ذلك لنه لم يبق لهما أثر مثخخل مخخا‬
‫بقي لزمزم والمقام وموضع التنخخور وانفلق البحخخر ورد الشخخمس‪ ،‬وللزهخخراء‬
‫)عليها السلم( حديث التمر الصيحاني وقدس الماء‪ .‬وروي أنه بكت أم أيمخخن‬
‫وقالت‪ :‬يا رسول ال فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬يا أم أيمن لخخم‬
‫تكذبين فإن ال تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر أشخجار الجنخة أن تنخثر عليهخم‬
‫من حليها وحللها وياقوتهخخا ودرهخخا وزمردهخخا واسخختبرقها فأخخخذوا منهخخا مخخا ل‬
‫يعلمون‪ .‬وتكلمت الملئكة مع مريخخم )إن الخ اصخخطفاك وطهخخرك واصخخطفاك‬
‫على نساء العالمين( )‪ (4‬أراد نساء عخخالم أهخخل زمانهخخا كقخخوله لبنخخي إسخخرائيل‬
‫)وإني فضلتكم على العالمين( )‪ (5‬وليسوا بأفضل من المسخخلمين قخخوله )كنتخخم‬
‫خير أمة( )‪ (6‬ثم إن الصفات فخخي هخخذه اليخخة يشخخاركها غيرهخخا قخخوله )إن الخ‬
‫اصطفى آدم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ذرية بعضها من بعض( )‪ (7‬وفاطمة وذريتها مخخن‬
‫جملتهم وقال النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬فاطمخخة سخخيدة نسخخاء العخخالمين مخخن‬
‫الولين والخرين وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك مخخن‬
‫المقربين وينادونها بما نادت به الملئكخخة مريخخم فيقولخخون‪ :‬يخخا فاطمخخة )إن الخ‬
‫اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين( )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬مريم‪ (2) .24 :‬التحريم‪ (3) .:12 :‬مريم‪ 25 :‬و ‪ (4) .26‬آل عمران‪(5) .37 :‬‬
‫البقرة‪ (6) .44 :‬آل عمران‪ (7) .106 :‬آل عمران‪ (8) .31 :‬آل عمران‪:‬‬
‫‪.37‬‬

‫]‪[50‬‬

‫وأنه )كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا( )‪ (1‬وليس في نفس الية أن‬
‫ذلك كان ال تعالى ى يخلقه اختراعا أو يأتيها به الملك وإنمخخا هخخو يخخدل علخخى‬
‫كثرة شكرها ل تعالى كما تقول‪ :‬رزقني ال اليوم درهما كمخخا قخخال‪) :‬قخخل كخخل‬
‫من عند الخخ( )‪ (2‬وللزهخخراء مخخن هخخذا البخخاب مخخا ل ينكخخره مسخخلم مخخن حخخديث‬
‫المقداد وخبر الطائر والرمان والعنب والتفاح والسفرجل وغيرها‪ ،‬وذلك مما‬
‫يقطع على أنها كانت تأكل ما لم يكن لغيرها من جميع الخلخخق بعخخد هبخخوط آدم‬
‫وحوا‪ ،‬وفي الحديث أن النبي )صلى ال عليه وآله( دخخخل علخخى فاطمخخة وهخخي‬
‫في مصلها وخلفها جفنة يفور دخانها فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بيخخن‬
‫أيديهما فسأل علي )عليه السلم( أنى لك هذا قالت هو من فضخخل الخ ورزقخخه‬
‫إن ال يرزق من يشاء بغير حساب‪ .‬ورزق مريم من الجنة وخلق فاطمة مخخن‬
‫رزق الجنة‪ ،‬وفي الحديث فناولني جبرئيل رطبة من رطبها فأكلتها فتحخخولت‬
‫ذلك نطفة في صلبي‪ .‬وقد مدح الخ تعخخالى مريخخم فخخي القخخرآن بعشخخرين مدحخخة‬
‫وصح في الخبار لفاطمة عشرون اسما كل اسم يدل على فضيلة ذكرها ابخخن‬
‫بابوبه في كتاب مولد فاطمة )عليها السلم(‪ .‬وقال لها‪) :‬ومريم ابنت عمخخران‬
‫التي أحصنت فرجها( )‪ (3‬يريد بذلك العفاف ل الملمسة والذرية لنه لو لخخم‬
‫يكن كذلك لجعل حملها له ووضعها ومخاضها بغير ما جرت بخخه العخخادة فلمخخا‬
‫جعله على مجرى العادة دل على مقالنا ويؤكد ذلك الخبار الواردة فخخي مخخدح‬
‫التزويج وطلب الولد وذم العزوبخخة‪ ،‬وقخخال تعخخالى للزهخخراء ولولدهخخا‪) :‬إنمخخا‬
‫يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت( )‪ .(4‬حسخخان بخخن ثخخابت‪ :‬وإن مريخخم‬
‫أحصخخنت فرجهخخا وجخخاءت بعيسخخى كبخخدر الخخدجى فقخخد أحصخخنت فخخاطم بعخخدها‬
‫وجاءت بسبطي نبي الهدى ‪ - 47‬يل‪ ،‬فض‪ :‬دخل رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( على علي فوجده هو وفاطمة )عليهما السلم(‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .34 :‬النساء‪ (3) .81 :‬التحريم‪ (4) .12 :‬الحزاب‪.34 :‬‬

‫]‪[51‬‬

‫يطحنان في الجاروش فقال النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬أيكمخخا أعيخخى ؟ فقخخال علخخي‪:‬‬
‫فاطمة يا رسول ال فقال لها‪ :‬قومي يا بنية‪ ،‬فقامت وجلس النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( موضعها مع علي )عليه السلم( فواساه فخخي طحخخن الحخخب‪- 48 .‬‬
‫كشف‪ :‬من كتاب معالم العترة لعبد العزيز بن الخضر بأسانيده مرفوعا إلخخى‬
‫قتادة‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬خير نسائها مريخخم‬
‫وخير نسائها فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‪ .‬وبإسناده إلى أحمد بخخن‬
‫حنبل يرفعه إلى أنس أن النبي )صلى ال عليه وآله( قخخال‪ :‬حسخخبك مخخن نسخخاء‬
‫العالمين مريم بنت عمران‪ ،‬وخديجة بنت خويلد‪ ،‬وفاطمة بنت محمد )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون‪ .‬وبإسناده عن أنخخس أن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قخخال‪ :‬حسخخبك مخخن نسخخاء العخخالمين مريخخم بنخخت عمخخران‪،‬‬
‫وخديجة بنت خويلد‪ ،‬وفاطمة بنت محمد )صلى ال عليخه وآلخه(‪ .‬ومنخه قخالت‬
‫عائشة لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬أل أبشرك أني سمعت رسول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يقول‪ :‬لسيدات نساء أهل الجنة أربع‪ :‬مريم بنت عمخران‪ ،‬وفاطمخة‬
‫بنت محمد‪ ،‬وخديجة بنت خويلخخد‪ ،‬وآسخخية بنخخت مزاحخخم امخخرأة فرعخخون‪ .‬ومخخن‬
‫مسند أحمد عن عائشة قالت‪ :‬أقبلت فاطمة تمشي كخخأن مشخخيتها مشخخية رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عخخن يمينخخه أو عخخن‬
‫شماله‪ ،‬ثم أسر إليها حديثا فبكت‪ ،‬قلت‪ :‬استخصك رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( بحديثه ثم تبكين‪ ،‬ثم أسر إليها حديثا فضحكت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما رأيخخت كخخاليوم‬
‫فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال‪ ،‬فقالت‪ :‬ما كنت لفشي سر رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬حتى قبض رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( سخخألتها‬
‫فقالت‪ :‬أسر إلي فقال‪ :‬إن جبرئيل )عليه السلم( كان يعارضخخني بخخالقرآن فخخي‬
‫كل عام مرة وإنه عارضخخني بخخه العخخام مرتيخخن ول أراه إل قخخد حضخخر أجلخخى‪،‬‬
‫وإنك أول أهل بيتي لحوقا بخخي ونعخخم السخخلف أنخخا لخخك فبكيخخت لخخذلك‪ ،‬فقخال‪ :‬أل‬
‫ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه المة ونساء المخخؤمنين ؟ قخخالت‪ :‬فضخخحكت‬
‫لذلك )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬راجع المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ - 8‬المطبعة السلمية‪.‬‬


‫]‪[52‬‬

‫وروى ابن خالويه في كتاب الل عن أبي عبد ال الحنبلي‪ ،‬عن محمخخد بخخن أحمخخد ابخخن‬
‫قضاعة‪ ،‬عن عبد ال )‪ (1‬بن محمخخد‪ ،‬عخخن أبخخي محمخخد العسخخكري‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآلخه(‪ :‬لمخخا خلخق الخ آدم‬
‫وحوا تبخترا في الجنة‪ ،‬فقخخال آدم لحخخوا‪ :‬مخخا خلخخق الخ خلقخخا هخخو أحسخخن منخخا‪،‬‬
‫فأوحى ال إلى جبرئيل‪ :‬أئت بعبدي الفخخردوس العلخخى‪ ،‬فلمخخا دخل الفخخردوس‬
‫نظرا إلى جارية على در نوك من درانيك الجنة وعلى رأسخخها تخخاج مخخن نخخور‬
‫وفي أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن )‪ (2‬وجهها فقال آدم‪:‬‬
‫حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن )‪ (3‬وجههخخا‬
‫؟ فقال‪ :‬هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في آخر الزمان‪ ،‬قال‪ :‬فمخخا‬
‫هذا التاج الذي على رأسها ؟ قال‪ :‬بعلها علي بن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم(‪.‬‬
‫قال ابن خالويه‪ :‬البعل في كلم العخخرب خمسخخة أشخخياء‪ :‬الخخزوج‪ ،‬والصخخنم مخخن‬
‫قوله‪) :‬أتدعون بعل( )‪ ،(4‬والبعل اسم امرأة وبها سميت بعلبك‪ ،‬والبعخخل مخخن‬
‫النخل مخخا شخخرب بعروقخخه مخخن غيخخر سخخقي‪ ،‬والبعخخل السخخماء‪ ،‬والعخخرب يقخخول‪:‬‬
‫السماء بعل الرض‪ .‬قال‪ :‬فما القرطان اللذان في أذنيها ؟ قال‪ :‬ولداها الحسن‬
‫والحسين‪ ،‬قال آدم‪ :‬حبيخخبي جبرئيخخل أخلقخخوا قبلخخي ؟ قخخال‪ :‬هخخم موجخخودون فخخي‬
‫غامض علم ال قبل أن تخلق بأربعة آلف سنة‪ .‬وعن ابن خخخالويه مخخن كتخخاب‬
‫الل يرفعه إلى علي بن موسى الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عخخن علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد مخخن‬
‫بطنان العرش يا معشر الخلئق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( بنت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عبدان راجع ج ‪ 2‬ص ‪ ،12‬اختصخر العلمخة المجلسخي قخدس سخره‬
‫سند الحديث‪ (2) .‬و )‪ (3‬في المصدر من نور وجهها في كل الموضعين‪) .‬‬
‫‪ (4‬الصافات‪.125 :‬‬

‫]‪[53‬‬

‫محمخد )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ .‬وزاد ابخن عرفخة عخن رجخاله يرفعخه إلخى أبخي أيخوب‬
‫النصاري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬إذا كخخان يخخوم القيامخخة‬
‫نخخادى منخخاد مخخن بطنخخان العخخرش يخخا أهخخل الجمخخع نكسخخوا رؤوسخخكم وغضخخوا‬
‫أبصخخاركم حختى تجخوز فاطمخخة )عليهخا السخلم( علخخى الصخخراط فتمخر ومعهخخا‬
‫سبعون ألف جارية من الحور العين‪ .‬ومنه عن نافع ابخخن أبخخي الحمخخراء قخخال‪:‬‬
‫شهدت رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( ثمانيخخة أشخخهر إذا خخخرج إلخخى صخخلة‬
‫الغداة مر بباب فاطمة )عليها السلم( فقال‪ :‬السلم عليكم أهل الخخبيت ورحمخة‬
‫ال خ وبركخخاته‪ ،‬الصخخلة )إنمخخا يريخخد ال خ ليخخذهب عنكخخم الرجخخس أهخخل الخخبيت‬
‫ويطهركم تطهيرا( )‪ .(1‬ومنه‪ ،‬عن الحسين بخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخن النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬يخخا فاطمخخة إن الخ ليغضخب لغضخخبك ويرضخخى‬
‫لرضاك‪ .‬ومن كتاب أبي إسحاق الثعلبي‪ ،‬عن جميخخع بخخن عميخخر‪ ،‬عخخن عمتخخه‪،‬‬
‫قالت‪ :‬سخألت عائشخخة مخخن كخخان أحخخب )‪ (2‬إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ؟ فقالت‪ :‬فاطمة )عليها السلم( قلت‪ :‬إنمخخا أسخخألك عخخن الرجخخال‪ ،‬قخخالت‪:‬‬
‫زوجها‪ ،‬وما يمنعه فو ال إن كان ما علمت صواما قواما جديرا أن يقول بمخخا‬
‫يحب ال ويرضى‪ .‬وعن جابر قال‪ :‬ما رأيت فاطمة )عليها السلم( تمشي إل‬
‫ذكرت )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬تميل على جانبهخخا اليمخخن مخخرة‬
‫وعلى جانبها اليسر مرة‪ .‬وعن عائشة ‪ -‬وذكرت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( ‪:-‬‬
‫ما رأيت أصدق منها إل أباها‪ .‬ومن كتاب مولد فاطمة لبن بخخابويه‪ :‬روى أن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬اشتاقت الجنة إلخخى أربخخع مخخن النسخخاء‪ :‬مريخخم‬
‫بنت عمران‪ ،‬وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون وهي زوجة النبي )صلى الخ‬
‫عليه وآله( في الجنة‪ ،‬وخديجة بنت خويلد زوجة النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫في الدنيا‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .34 :‬فخخي المصخخدر‪ :‬أحخخب النخخاس‪ ،‬راجخخع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .19‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬مشية رسول ال‪.‬‬

‫]‪[54‬‬

‫والخرة‪ ،‬وفاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‪ .‬وروى عن علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬أخبروني أي شئ‬
‫خير للنساء‪ ،‬فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا‪ ،‬فرجعت إلى فاطمة )عليها السلم(‬
‫فأخبرتها الذي قال لنا رسول ال )صلى ال عليه وآله( وليس أحخخد منخخا علمخخه‬
‫ول عرفه فقالت‪ :‬ولكني أعرفه‪ ،‬خير للنساء أن ل يريخخن الرجخخال ول يراهخخن‬
‫الرجال‪ ،‬فرجعت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلخخت‪ :‬يخخا رسخخول الخ‬
‫سألتنا أي شئ خير للنساء وخير لهن أن ل يرين الرجال ول يراهن الرجال‪،‬‬
‫قال‪ :‬من أخبرك فلم تعلمه وأنت عندي ؟ قلت‪ :‬فاطمخخة‪ ،‬فخأعجب ذلخخك رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬إن فاطمخخة بضخخعة منخخي‪ .‬وروى عخخن مجاهخخد‬
‫قال‪ :‬خرج النبي )صلى ال عليه وآله( وهو آخذ بيخخد فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫فقال‪ :‬من عرف هذه فقد عرفها‪ ،‬ومخخن لخخم يعرفهخخا فهخخي فاطمخخة بنخخت محمخخد‪،‬‬
‫وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي‪ ،‬فمخخن آذاهخخا فقخخد آذانخخي‪،‬‬
‫ومن آذاني فقد آذى ال‪] .‬وروى عن جعفر بن محمخخد )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫قخخال رسخخول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن ال خ ليغضخخب لغضخخب فاطمخخة‬
‫ويرضى لرضاها‪ .‬وبهذا السخناد عنخه )عليخه السخلم( مثلخه فقخال لخه‪ :‬يخا بخن‬
‫رسول ال بلغنا أنك قلت وذكر الحديث‪ .‬قال‪ :‬فما تنكرون مخخن هخخذا ؟ فخخو ال خ‬
‫إن ال ليغضب لغضب عبخخده المخخؤمن ويرضخخى لرضخخاه[ )‪ .(1‬وعنخخه )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن فاطمخخة شخخجنة منخخي‬
‫يسخطني ما أسخطها ويرضيني ما أرضاها‪ .‬وبالسخخناد عنخخه )عليخخه السخخلم(‬
‫مثله‪ .‬ونقلت من كتاب لبي إسحاق الثعلبي‪ ،‬عن مجاهخخد قخخال‪ :‬خخخرج رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليخه وآلخه( وقخد أخخخذ بيخد فاطمخخة وقخال‪ :‬مخخن عخخرف هخخذه فقخد‬
‫عرفها‪ ،‬ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد‪ ،‬وهي بضعة مني‪ ،‬وهي قلبي‬
‫الذي بين جنبي‪ ،‬فمن آذاها فقد آذاني‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى ال‪ .‬وعن جابر بخخن‬
‫عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬إن فاطمة شعرة مني فمن آذى شخخعرة منخخي فقخخد‬
‫آذانخخي ومخخن آذانخخي فقخخد آذى ال خ ومخخن آذى ال خ لعنخخه ال خ ملخخء السخخماوات‬
‫والرض‪.‬‬

‫)‪ (1‬ما جعلناه بين العلمتين ساقط عن النسخ المطبوعة‪ ،‬والضمير فخي قخخوله‪) :‬وعنخخه‬
‫عليه السلم( راجع إلى الصخخادق )عليخخه السخخلم( راجخخع المصخخدر ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ - 57‬المطبعة السلمية‪.‬‬

‫]‪[55‬‬

‫وعن حذيفة كان رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( ل ينخام حختى يقبخل عخرض وجنخة‬
‫فاطمة )عليها السلم( أو بين ثدييها‪ .‬وعن جعفر بن محمخخد )عليهمخخا السخخلم(‬
‫كان النبي ل ينام ليلته حتى يضع وجهخخه بيخخن ثخخديي فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪.‬‬
‫وروى أن محمد بن أبي بكر قرأ )وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي( )‬
‫‪ (1‬ول محدث قلت‪ :‬وهل تحدث الملئكة إل النبياء ؟ قال‪ :‬مريم لم تكن نبية‬
‫و سخخارة امخخرأة إبراهيخخم قخخد عخخاينت الملئكخخة وبشخخروها بإسخخحاق ومخخن وراء‬
‫إسحاق يعقوب )‪ (2‬ولم تكن نبية‪ ،‬وفاطمة بنت محمد رسول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( كانت محدثة ولم تكن نبية‪ .‬وعن أم سلمة قالت‪ :‬كانت فاطمة بنخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( أشبه الناس وجها وشبها برسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ .‬وروى عن علي )عليه السلم(‪ ،‬عخخن فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫قالت‪ :‬قال لي رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬يخخا فاطمخخة مخخن صخخلى عليخخك‬
‫غفر ال له وألحقه بي حيث كنت من الجنة‪ .‬وروى عن الزهخخري‪ ،‬عخخن علخخي‬
‫بن الحسين )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال علخخي بخخن أبخخي طخخالب لفاطمخخة )عليهمخخا‬
‫السلم(‪ :‬سألت أباك فيما سألت أين تلقينه يوم القيامة ؟ قالت‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال لخخي‪:‬‬
‫اطلبيني عند الحخخوض قلخت‪ :‬إن لخخم أجخدك ههنخا ؟ قخال‪ :‬تجخخديني إذا مسخختظل‬
‫بعرش ربي ولن يستظل به غيري‪ ،‬قالت فاطمة‪ :‬فقلت‪ :‬يا أبة أهل الدنيا يخخوم‬
‫القيامة عراة ؟ فقال‪ :‬نعم يا بنية‪ ،‬فقلت‪ :‬وأنا عريانة ؟ قال‪ :‬نعم وأنت عريانخخة‬
‫وأنه ل يلتفخخت فيخخه أحخخد إلخخى أحخخد‪ ،‬قخخالت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪ :‬فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫واسوأتاه يومئذ من ال عز وجل فما خرجت حتى قال لي‪ :‬هبط علي جبرئيل‬
‫الروح المين )عليه السلم( فقال لي‪ :‬يا محمد اقخخرأ فاطمخخة السخخلم وأعلمهخخا‬
‫أنها استحيت من ال تبارك وتعالى فاستحيى ال منها فقد وعخخدها أن يكسخخوها‬
‫يوم القيامة حلتين من نور قال علي )عليه السلم(‪ :‬فقلت لها‪ :‬فهل سألتيه عن‬
‫ابن عمك ؟ فقالت‪ :‬قد فعلت فقال‪ :‬إن عليا أكخخرم علخخى الخ عخخز وجخخل مخخن أن‬
‫يعريه يوم القيامة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .51 :‬إشارة إلى الية ‪ 74‬من سورة هود‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫‪ - 49‬فضائل شهر رمضان للصدوق‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد الكوفي‪ ،‬عخن المنخذر بخن محمخخد‪ ،‬عخن الحسخن بخخن علخخي الخخخزاز‪ ،‬عخخن‬
‫الرضا )عليه السلم( قال في حديث طويل‪ :‬كانت فاطمة )عليهخخا السخخلم( إذا‬
‫طلع هلل شهر رمضان يغلب نورها الهلل ويخفى‪ ،‬فإذا غابت عنخخه ظهخخر‪.‬‬
‫‪ - 50‬بشا‪ :‬بالسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد الطوسخخي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين المعروف بابن الصقال‪ ،‬عن محمد بن معقل العجلي‪ ،‬عن محمخخد بخخن‬
‫أبي الصهبان‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫)عليهما السلم(‪ ،‬عن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬صلى بنا رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( صلة العصر فلما انفتل جلس في قبلته والناس حخخوله‪،‬‬
‫فبيناهم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل وأخلخخق‬
‫وهو ل يكاد يتمالك كبرا وضخعفا‪ ،‬فأقبخل عليخه رسخول الخ )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله( يستحثه الخبر فقخخال الشخخيخ‪ :‬يخخا نخخبي الخ أنخخا جخخائع فخخأطعمني‪ ،‬وعخخاري‬
‫الجسد فاكسني‪ ،‬وفقير فارشني‪ .‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أجد لخخك شخخيئا‬
‫ولكن الدال على الخيخخر كفخخاعله‪ ،‬انطلخخق إلخخى منخخزل مخخن يحخخب الخ ورسخخوله‬
‫ويحبه ال ورسوله‪ ،‬يؤثر ال على نفسخخه‪ ،‬انطلخخق إلخخى حجخخرة فاطمخخة‪ ،‬وكخخان‬
‫بيتها ملصق بيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( الذي ينفرد به لنفسه مخخن‬
‫أزواجه‪ ،‬وقال‪ :‬يا بلل قم فقف به على منزل فاطمة‪ ،‬فخخانطلق العرابخخي مخخع‬
‫بلل‪ ،‬فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته‪ :‬السلم عليكخخم يخخا أهخخل‪،‬‬
‫بيت النبوة ! ومختلف الملئكة‪ ،‬ومهبط جبرئيل الروح المين بالتنزيخخل‪ ،‬مخخن‬
‫عند رب العالمين فقالت فاطمة‪ :‬وعليك السلم فمن أنت يخا هخذا ؟ قخال‪ :‬شخيخ‬
‫من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا مخن شخقة وأنخا يخا بنخت محمخد‬
‫عاري الجسد‪ ،‬جائع الكبد فواسيني يرحمك ال‪ ،‬وكان لفاطمة وعلي فخخي تلخخك‬
‫الحال ورسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلثا ما طعموا فيها طعاما‪ ،‬وقد علم‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك من شأنهما‪.‬‬

‫]‪[57‬‬
‫فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين فقالت‪ :‬خذ‬
‫هذا أيها الطارق ! فعسى ال أن يرتاح لك ما هو خير منه‪ ،‬قال العرابي‪ :‬يخخا‬
‫بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد‬
‫من السغب‪ .‬قال‪ :‬فعمدت لما سمعت هذا مخخن قخخوله إلخخى عقخخد كخخان فخخي عنقهخخا‬
‫أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬فقطعته من عنقهخخا ونبخخذته‬
‫إلى العرابي فقالت‪ :‬خذه وبعه فعسى ال أن يعوضك بخخه مخخا هخخو خيخخر منخخه‪،‬‬
‫فأخذ العرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول ال والنخخبي )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( جالس في أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال أعطتنخخي فاطمخخة ]بنخخت محمخخد[‬
‫هذا العقد فقالت‪ :‬بعه فعسى ال أن يصنع لخخك‪ .‬قخخال‪ :‬فبكخخى النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( وقال‪ :‬وكيف ل يصنع ال لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة‬
‫بنات آدم‪ .‬فقام عمار بن ياسر رحمة ال عليه فقال‪ :‬يخخا رسخخول الخ أتخخأذن لخخي‬
‫بشراء هذا العقد ؟ قال‪ :‬اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلن مخخا عخخذبهم ال خ‬
‫بالنار‪ ،‬فقال عمار‪ :‬بكم العقخخد يخخا أعرابخخي ؟ قخخال‪ :‬بشخخبعة مخخن الخخخبز واللحخخم‪،‬‬
‫وبردة يمانية أستر بها عورتي واصلي فيها لربي‪ ،‬ودينار يبلغني إلخخى أهلخخي‪،‬‬
‫وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( مخخن‬
‫خيبر ولم يبق منه شيئا فقال‪ :‬لك عشرون دينارا ومأتا درهخخم هجريخخة وبخخردة‬
‫يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبز البر واللحم‪ .‬فقال العرابي‪ :‬مخخا‬
‫أسخخخاك بالمخخال أيهخا الرجخخل‪ ،‬وانطلخخق بخخه عمخخار فوفخاه مخا ضخخمن لخخه‪ .‬وعخخاد‬
‫العرابي إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقخال لخه رسخول الخ )صخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬أشبعت واكتسيت ؟ قال العرابي‪ :‬نعم واسخختغنيت بخخأبي أنخخت‬
‫وأمخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخأجز فاطمخخة بصخخنيعها فقخخال العرابخخي‪ :‬اللهخخم إنخخك إلخخه مخخا‬
‫استحدثناك‪ ،‬ول إله لنا نعبده سواك وأنت رازقنا على كل الجهات اللهم أعخخط‬
‫فاطمة ما ل عين رأت ول أذن سمعت‪ .‬فخخأمن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫على دعائه وأقبل على أصحابه فقال‪ :‬إن ال قد أعطى‬

‫]‪[58‬‬

‫فاطمة في الدنيا ذلك‪ :‬أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي‪ ،‬وعلي بعلها ولو ل علي ما‬
‫كان لفاطمة كفو أبدا‪ ،‬وأعطاها الحسن والحسخخين ومخخا للعخخالمين مثلهمخخا سخخيدا‬
‫شباب أسباط النبياء وسيدا شباب أهخخل الجنخخة ‪ -‬وكخخان بخخأزائه مقخخداد وعمخخار‬
‫وسلمان ‪ -‬فقال‪ :‬وأزيدكم ؟ قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬أتخخاني الخخروح يعنخخي‬
‫جبرئيل )عليه السلم( أنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان فخخي قبرهخخا‪:‬‬
‫من ربك ؟ فتقول‪ :‬ال ربي‪ ،‬فيقولن‪ :‬فمن نبيك ؟ فتقول‪ :‬أبي‪ ،‬فيقخولن‪ :‬فمخن‬
‫وليك ؟ فتقول‪ :‬هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬
‫أل وأزيدكم من فضلها‪ :‬إن ال قد وكل بها رعيل من الملئكة يحفظونها مخخن‬
‫بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهخخم معهخخا فخخي حياتهخخا وعنخخد‬
‫قبرها وعند موتها يكثرون الصخخلة عليهخخا وعلخخى أبيهخخا وبعلهخخا وبنيهخخا‪ .‬فمخخن‬
‫زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي‪ .‬ومن زار فاطمة فكأنمخخا زارنخخي‪،‬‬
‫ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة‪ ،‬ومن زار الحسخخن والحسخخين‬
‫فكأنما زار عليا‪ ،‬ومن زار ذريتهما فكأنما زارهمخخا‪ .‬فعمخخد عمخخار إلخخى العقخخد‪،‬‬
‫فطيبه بالمسك‪ ،‬ولفه في بردة يمانية‪ ،‬وكان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلخخك‬
‫السهم الذي أصابه بخيبر‪ ،‬فدفع العقد إلخى المملخوك وقخخال لخه‪ :‬خخذ هخذا العقخد‬
‫فادفعه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأنخخت لخخه‪ ،‬فأخخخذ المملخخوك العقخخد‬
‫فأتى به رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأخخخبره بقخخول عمخخار‪ ،‬فقخخال النخخبي‪:‬‬
‫انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها‪ ،‬فجاء المملخخوك بالعقخخد وأخبرهخخا‬
‫بقول رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأخخخذت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( العقخخد‬
‫وأعتقخخت المملخخوك‪ ،‬فضخخحك الغلم‪ ،‬فقخخالت‪ :‬مخخا يضخخحكك يخخا غلم ؟ فقخخال‪:‬‬
‫أضحكني عظم بركة هذا العقد‪ ،‬أشبع جائعخخا‪ ،‬وكسخخى عريانخخا وأغنخخى فقيخخرا‪،‬‬
‫وأعتق عبدا‪ ،‬ورجع إلى ربه‪ .‬بيان‪ :‬السمل بالتحريك الثوب الخلق‪ ،‬قخخوله‪ :‬قخخد‬
‫تهلل أي الرجل من قولهم تهلل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السخخرور‪ ،‬أو‬
‫الثوب كناية عن انخراقه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬هذا هو المتعين لنه وصف للسمل ل للرجل‪ ،‬والقياس أن يقول‪ :‬قد تهلهل‪.‬‬

‫]‪[59‬‬

‫قوله‪ :‬يستحثه الخبر أي يسأله الخبر ويحثه ويرغبه على ذكخخر أحخخواله‪ .‬قخخوله‪ :‬أرشخخني‬
‫قال الجزري‪ :‬يقع الرياش علخخى الخصخخب والمعخخاش والمخخال المسخختفاد‪ ،‬ومنخخه‬
‫حديث عائشة‪ :‬ويريش مملقهخخا أي يكسخخوه ويعينخخه‪ ،‬وأصخخله مخخن الريخخش كخخان‬
‫الفقير المملخخق ل نهخخوض بخخه كالمقصخخوص الجنخخاح‪ ،‬يقخخال‪ :‬راشخخه يريشخخه إذا‬
‫أحسن إليه‪ ،‬والقرظ‪ :‬ورق السلم يدبغ به‪ ،‬ويقال‪ :‬ارتاح ال لفلن أي رحمخخه‪،‬‬
‫والسغب الجوع‪ ،‬وقال الجزري يقال للقطعخخة مخخن الفرسخخان‪ :‬رعلخخة ولجماعخخة‬
‫الخيل‪ :‬رعيل ومنه حديث علي )عليه السخخلم( سخخراعا إلخخى أمخخره رعيل‪ ،‬أي‬
‫ركابا على الخيل‪ - 51 .‬فر‪ :‬عبيد بن كخخثير معنعنخخا عخخن أبخخي سخخعيد الخخخدري‬
‫قال‪ :‬أصبح علي ابن أبخخى طخخالب )عليخخه السخخلم( ذات يخخوم سخخاغبا‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫فاطمة هل عندك شئ تغذينيه ؟ قخالت‪ :‬ل والخذي أكخرم أبخي بخالنبوة وأكرمخك‬
‫بالوصية ما أصبح الغداة عندي شئ‪ ،‬وما كان شئ أطعمناه مذ يومين إل شئ‬
‫كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين‪ ،‬فقال علخخي‪ :‬يخخا‬
‫فاطمة أل كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا أبا الحسن إني لستحيي مخخن‬
‫إلهي أن أكلف نفسك ما ل تقدر عليه‪ ،‬فخخخرج علخي بخن أبخي طخخالب مخخن عنخد‬
‫فاطمة )عليهما السلم( واثقا بال بحسن الظن فاستقرض دينارا‪ ،‬فبينا الدينار‬
‫في يد علي بن أبي طالب )عليه السلم( يريخخد أن يبتخخاع لعيخخاله مخخا يصخخلحهم‪،‬‬
‫فتعرض له المقداد بن السود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس مخخن فخخوقه‬
‫وآذته من تحته‪ ،‬فلما رآه علي بن أبي طالب )عليه السلم( أنكخخر شخخأنه فقخخال‪:‬‬
‫يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا الحسن خل سخخبيلي ول‬
‫تسألني عمخخا ورائي‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا أخخخي إنخخه ل يسخخعني أن تجخخاوزني حخختى أعلخخم‬
‫علمك فقال‪ :‬يا أبا الحسن رغبة إلى الخ وإليخخك أن تخلخخي سخخبيلي ول تكشخخفني‬
‫عن حالي فقال له‪ :‬يا أخي إنه ل يسعك أن تكتمني حالك‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسخخن‬
‫أما إذ أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصخخية مخخا أزعجنخخي مخخن‬
‫رحلي إل الجهد وقد تركت عيالي يتضاغون جوعا‪ ،‬فلما سمعت بكاء العيخخال‬
‫لخخم تحملنخي الرض فخرجخخت مهمومخخا راكخب رأسخي‪ ،‬هخذه حخالي وقصختي‪،‬‬
‫فانهملت عينا علي بالبكاء‬

‫]‪[60‬‬

‫حتى بلت دمعته لحيته فقال له‪ :‬أحلف بالذي حلفت ما أزعجني إل الخخذي أزعجخخك مخخن‬
‫رحلك فقد استقرضت دينارا فقد آثرتك على نفسي‪ ،‬فدفع الخخدينار إليخخه ورجخخع‬
‫حتى دخل مسجد النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فصخخلى فيخخه الظهخخر والعصخخر‬
‫والمغرب‪ ،‬فلما قضى رسول ال )صلى ال عليه وآله( المغرب مر بعلي بخخن‬
‫أبي طالب وهو فخخي الصخخف الول فغمخخزه برجلخخه فقخخام علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫متعقبا خلف رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى لحقه على باب من أبخخواب‬
‫المسجد فسلم عليه فرد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ]السلم[ فقال‪ :‬يا أبخخا‬
‫الحسن هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك فمكث مطرقا ل يحيخخر جوابخخا حيخخاء‬
‫من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يعلم ما كان من أمخخر الخخدينار ومخخن‬
‫أين أخذه وأين وجهه‪ ،‬وقد كان أوحى ال تعالى إلخخى نخخبيه محمخخد )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( أن يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فلما نظخخر‬
‫رسول ال )صلى ال عليخه وآلخه( إلخى سخكوته فقخال‪ :‬يخا أبخا الحسخن مالخك ل‬
‫تقول‪ :‬ل‪ ،‬فانصرف أو تقول‪ :‬نعم‪ ،‬فأمضي معك‪ ،‬فقال حياء وتركمخخا فخخاذهب‬
‫بنا‪ ،‬فأخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( يد ]ي[ علي بن أبي طخخالب )عليخخه‬
‫السلم( فانطلقا حتى دخل علخخى فاطمخخة الزهخخراء )عليهخخا السخخلم( وهخخي فخخي‬
‫مصلها قد قضت صلتها وخلفها جفنة تفور دخانا‪ ،‬فلما سمعت كلم رسول‬
‫ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فخخي رحلهخا خرجخخت مخن مصخخلها فسخخلمت عليخه‬
‫وكانت أعز الناس عليه فرد )عليها السلم( ومسح بيده على رأسها وقال لها‪:‬‬
‫يا بنتاه كيف أمسيت رحمخك الخ تعخالى )‪ (1‬عشخينا غفخخر الخ لخخك وقخد فعخخل‪،‬‬
‫فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي )صلى ال عليه وآله( وعلي بخخن أبخخى‬
‫طالب‪ ،‬فلما نظر علخي بخن أبخخى طخخالب إلخى طعخام وشخخم ريحخخه رمخى فاطمخخة‬
‫ببصره رميا شحيحا‪ ،‬قالت له فاطمة‪ :‬سبحان ال ما أشخخح نظخخرك وأشخخده هخخل‬
‫أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت به السخطة ؟ قال‪ :‬وأي ذنب أعظم مخخن‬
‫ذنب أصبتيه أليس عهدي إليك اليوم الماضي وأنت تحلفيخخن بخخال مجتهخخدة مخخا‬
‫طعمت طعاما مذ يومين ؟ قال‪ :‬فنظخرت إلخى السخماء فقخالت‪ :‬إلهخي يعلخم فخي‬
‫سمائه ويعلم في أرضه أني لم أقل إل حقا‪ ،‬فقال لها‪ :‬يخخا فاطمخخة أنخخى لخخك هخخذا‬
‫الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ولم أشم مثل ريحه قط وما آكل أطيخخب‬
‫منه‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ والمصدر وفى كشف الغمة‪ :‬قالت بخير‪ ،‬قال‪ :‬عشينا رحمك ال ‪-‬‬

‫]‪[61‬‬

‫قال‪ :‬فوضع رسول ال )صلى ال عليه وآله( كفه الطيبة المباركة بين كتفخخي علخخي بخخن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( فغمزها ثم قال‪ :‬يا علي هذا بدل دينارك وهذا جزاء‬
‫دينارك من عند ال )إن ال يرزق مخخن يشخخاء بغيخخر حسخخاب( )‪ (1‬ثخخم اسخختعبر‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( باكيا ثم قال‪ :‬الحمخخد ل خ الخخذي ]هخخو[ أبخخى لكخخم أن‬
‫تخرجا من الدنيا حتى يجزيكما ويجريك )‪ (2‬يا علي مجرى زكريخخا ويجخخري‬
‫فاطمة مجرى مريم بنت عمخخران )كلمخخا دخخخل عليهخخا زكريخخا المحخخراب وجخخد‬
‫عندها رزقا( )‪ .(3‬كشخخف‪ :‬عخخن أبخخي سخخعيد مثلخخه )‪ .(4‬مخخا‪ :‬جماعخخة عخخن أبخخي‬
‫المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن مسخخكان‪ ،‬عخخن عبخخد الخ ابخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن‬
‫يحيى بن عبد الحميد الحماني‪ ،‬عن قيس بن الربيع‪ ،‬عن أبي هارون العبخخدي‪،‬‬
‫عن أبي سعيد مثله‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬لوحت الشخخئ بالنخخار أحميتخخه‪ ،‬وقخخال‬
‫فخخي النهايخخة‪ :‬فيخخه إن شخخئت دعخخوت الخ أن يسخخمعك تضخخاغيهم فخخي النخخار‪ ،‬أي‬
‫صخخياحهم وبكخخاءهم يقخخال‪ :‬ضخخغا يضخخغو ضخخغوا وضخخغاء إذا صخخاح‪ ،‬ومنخخه‬
‫الحديث‪ :‬وصبيتي يتضاغون حخخولي‪ .‬قخخوله‪ :‬رميخخا شخخحيحا‪ ،‬الشخخح البخخخل مخخع‬
‫حخخرص وهخخو ل يناسخخب المقخخام إل بتكلخخف ويحتمخخل أن يكخخون أصخخله سخخحيحا‬
‫بالسخخين المهملخخة مخخن السخخح بمعنخخى السخخيلن كنايخخة عخخن المبالغخخة فخخي النظخخر‬
‫والتحديق بالبصر‪ ،‬وعلى ما في النسخ يحتمل أن يكخخون مخخن الحخخرص كنايخخة‬
‫عن المبالغة في النظر أو البخل كناية عن النظر بطخخرف البصخخر علخخى وجخخه‬
‫الغيظ‪ - 52 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن إسخخحاق بخخن عبخخد‬
‫العزيز‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .33 :‬كذا في النسخ وفى المصدر‪ ،‬حتى يجزيكما هخخدايا يخخا علخخى‬
‫في المنازل الذى جزى فيها زكريا ويجزيك يا فاطمة في الخخذى جزيخخت فيخخه‬
‫مريم إلخ وفى كشف الغمة‪ :‬الحمد ل الذى أبخخى لكمخخا أن تخرجخخا مخخن الخخدنيا‬
‫حتى يجريك ‪ -‬إلخخخ‪ (3) .‬المصخخدر‪ ،21 ،‬واليخخة فخخي آل عمخخران‪(4) .33 :‬‬
‫راجع كشف الغمة المطبعة السلمية ج ‪ 2‬ص ‪29 - 26‬‬

‫]‪[62‬‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي عبد الخ )عليخخه السخلم( قخال‪ :‬جخاءت فاطمخة تشخكو إلخخى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( بعض أمرها فأعطاها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫كربة وقال‪ :‬تعلمي ما فيها‪ ،‬فإذا فيها‪ :‬من كخخان يخخؤمن بخخال واليخخوم الخخخر فل‬
‫يؤذي جاره‪ ،‬ومن كان يخؤمن بخال واليخوم الخخخر فليكخرم ضخيفه‪ ،‬ومخن كخان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فليقخل خيخرا أو ليسخكت‪ .‬بيخان‪ :‬كخرب النخخل أصخول‬
‫السعف أمثال الكتف‪ - 53 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهخخران‪،‬‬
‫عن عبيد بن معاوية عن معاوية بن شريح‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن عمخخرو‬
‫بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السخخلم(‪ ،‬عخخن جخخابر بخخن عبخخد الخ‬
‫النصاري قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( يريخخد فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( وأنا معه‪ ،‬فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ثم قال‪ :‬السخخلم‬
‫عليكم فقالت فاطمة )عليها السلم(‪ :‬عليك السلم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أدخخخل ؟‬
‫قالت‪ :‬أدخل يا رسول ال ! قال‪ :‬أدخل أنا ومن معي ؟ فقالت‪ :‬يخخا رسخخول ال خ‬
‫ليس علي قنخخاع‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا فاطمخخة خخخذي فضخخل ملحفتخخك‪ ،‬فقنعخخي بخخه رأسخخك‪،‬‬
‫ففعلت‪ ،‬ثم قال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فقالت‪ :‬وعليك السلم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أدخل‬
‫؟ قالت‪ :‬نعم أدخل يا رسول ال قال‪ :‬أنا ومن معي ؟ قالت‪ :‬أنخخت ومخخن معخخك‪،‬‬
‫قال جابر‪ :‬فدخل رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ودخلخخت أنخخا وإذا وجخخه‬
‫فاطمة أصفر كأنه بطن جرادة فقال رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬مخخالي‬
‫أرى وجهك أصفر ؟ قالت‪ :‬يا رسول ال الجوع‪ ،‬فقال‪ :‬اللهخخم مشخخبع الجوعخخة‬
‫ورافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد‪ ،‬فقال جابر‪ :‬فو ال فنظخخرت إلخخى الخخدم‬
‫ينحدر من قصاصها حتى عاد وجهها أحمر فما جاعت بعد ذلك اليوم‪- 54 .‬‬
‫فر‪ :‬الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد مخن بطنخان العخرش‪ ،‬يخا معشخر‬
‫الخلئق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الخ إلخخى قصخخرها ]فتمخخر إلخخى‬
‫قصرها ظ[ فاطمة ابنتي وعليهخخا ريطتخخان خضخراوان حواليهخخا سخخبعون ألخف‬
‫حوراء فخخإذا بلغخخت إلخخى بخخاب قصخخرها وجخخدت الحسخخن قائمخخا والحسخخين نائمخخا‬
‫مقطوع الرأس فتقول للحسن‪ :‬من هذا ؟ فيقول‪ :‬هذا أخخخي إن أمخخة أبيخخك قتلخخوه‬
‫وقطعوا رأسه‪ ،‬فيأتيها النداء من عند ال يا بنت حبيب ال إني إنما أريتك‬

‫]‪[63‬‬

‫ما فعلت به أمة أبيك لني أدخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه‪ ،‬إني جعلت تعزيتخخك‬
‫اليوم أني ل أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنت وذريتخخك وشخخيعتك‬
‫ومن أولكم معروفا ممخخن ليخخس هخخو مخخن شخخيعتك قبخخل أن أنظخخر فخخي محاسخخبة‬
‫العباد‪ .‬فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولها معروفخخا ممخخن‬
‫ليس من شيعتها فهو قول ال عز وجل )ل يحزنهم الفخخزع الكخخبر( )‪ (1‬قخخال‪:‬‬
‫هول يوم القيامخة )وهخم فيمخا اشختهت أنفسخهم خالخدون )‪ (2‬هخي والخ فاطمخة‬
‫وذريتها وشيعتها ومن أولهم معروفا ممن ليس هخخو مخخن شخخيعتها‪ - 55 .‬كخخا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عخخن صخخالح‬
‫بن عقبة‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قخخال‪:‬‬
‫قال النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( لفاطمخة‪ :‬يخا فاطمخة قخومي فخاخرجي تلخك‬
‫الصحفة‪ :‬فقامت فأخرجت صحفة فيها تريد وعراق يفور‪ ،‬فأكل النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( وعلي وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( ثلثخخة عشخخر‬
‫يوما ثم إن أم أيمن رأت الحسين معه شئ فقالت له‪ :‬من أيخخن لخخك هخخذا ؟ قخخال‪:‬‬
‫إنا لنأكله منذ أيام‪ ،‬فأتت أم أيمن فاطمة )عليها السخخلم( فقخخالت‪ :‬يخخا فاطمخخة إذا‬
‫كان عند أم أيمن شئ فإنما هو لفاطمخخة ولولخخدها‪ ،‬وإذا كخخان عنخخد فاطمخخة شخخئ‬
‫فليخخس لم أيمخخن منخخه شخخئ‪ ،‬فخأخرجت لهخخا منخخه‪ ،‬فخخأكلت منخخه أم أيمخخن ونفخخدت‬
‫الصحفة‪ ،‬فقال لها النبي )صلى ال عليه وآله( أما لو ل أنك أطعمتهخخا لكلخخت‬
‫منها أنت وذريتخك إلخى أن تقخوم السخاعة ثخم قخال أبخو جعفخر )عليخه السخلم(‪:‬‬
‫والصخخحفة عنخخدنا يخخخرج بهخخا قائمنخخا )عليخخه السخخلم( فخخي زمخخانه‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال‬
‫الجوهري‪ :‬العرق‪ :‬العظم الذي أخذ عنه اللحم والجمع عخخراق بالضخخم انتهخخى‪.‬‬
‫والمراد هنا العظم مع اللحخم كمخا ورد فخخي اللغخة أيضخا قخال الفيخروز آبخخادي‪:‬‬
‫العرق وكغراب العظم أكل لحمه والجمع ككتخخاب وغخخراب نخخادر‪ ،‬أو العخخرق‪:‬‬
‫العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق‪ ،‬أو كلهما لكليهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) .103 :‬النبياء‪.102 :‬‬

‫]‪[64‬‬

‫‪ - 56‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪،‬‬
‫عن عقبة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مخا عبخخد الخ بشخخئ مخن التمجيخد‬
‫أفضل من تسبيح فاطمخة )عليهخا السخلم(‪ ،‬ولخو كخان شخخئ أفضخل منخه لنحلخخه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاطمة‪ - 57 .‬فر‪ :‬سهل بن أحمخخد الخخدينوري‬
‫معنعنا عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪ :‬قال جابر لبخخي‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك يا ابن رسول ال حدثني بحديث فخي فضخخل‬
‫جدتك فاطمة إذا أنا حخخدثت بخخه الشخخيعة فرحخخوا بخخذلك‪ .‬قخخال أبخخو جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم( حدثني أبي‪ ،‬عن جدي‪ ،‬عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة نصب للنبياء والرسل منابر من نخخور فيكخخون منخخبري أعلخخى‬
‫منابرهم يوم القيامة‪ ،‬ثم يقول ال‪ :‬يا محمد أخطب‪ ،‬فأخطب بخطبة لخخم يسخخمع‬
‫أحد من النبياء والرسل بمثلها‪ .‬ثم ينصب للوصياء منابر من نور وينصخخب‬
‫لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نخخور فيكخخون منخخبره أعلخخى‬
‫منابرهم‪ ،‬ثم يقول الخ‪ :‬يخا علخي أخطخب فيخطخخب بخطبخة لخم يسخخمع أحخد مخخن‬
‫الوصياء بمثلها‪ .‬ثم ينصب لولد النبياء والمرسلين منابر من نخخور فيكخخون‬
‫لبني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر مخخن نخخور‪ ،‬ثخخم يقخخال لهمخخا‪ :‬أخطبخخا‪،‬‬
‫فيخطبان بخطبتين لم يسخخمع أحخخد مخخن أولد النبيخخاء والمرسخخلين بمثلهمخخا‪ .‬ثخخم‬
‫ينادي المنادي وهو جبرئيخخل )عليخخه السخخلم(‪ :‬أيخخن فاطمخخة بنخخت محمخخد ؟ أيخخن‬
‫خديجة بنت خويلد ؟ أين مريم بنت عمران ؟ أين آسية بنخخت مزاحخخم ؟ أيخخن أم‬
‫كلثوم أم يحيى بن زكريا ؟ فيقمن فيقول ال تبارك وتعالى‪ :‬يا أهل الجمع لمن‬
‫الكرم اليوم ؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين‪ :‬ل الواحد القهار‪ ،‬فيقخخول‬
‫ال تعالى‪ :‬يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسخخين‬
‫وفاطمة‪ ،‬يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضخخوا البصخخار فخخإن هخخذه فاطمخخة‬
‫تسير إلى الجنة‪ .‬فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين‪ ،‬خطامهخا‬
‫من اللؤلؤ المخفق الرطب‪ ،‬عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبهخخا‬
‫فيبعث إليها مأة‬

‫]‪[65‬‬

‫ألف ملك فيسيرون على يمينها‪ ،‬ويبعث إليها مخأة ألخف ملخك فيصخخيرون علخى يسخارها‬
‫ويبعث إليها مأة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يسخخيرونها علخخى بخخاب‬
‫الجنة‪ .‬فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت‪ :‬فيقول ال‪ :‬يا بنت حبيبي ما التفاتك‬
‫وقد أمرت بك إلى جنتي ؟ فتقول‪ :‬يا رب أحببخخت أن يعخخرف قخخدري فخخي مثخخل‬
‫هذا اليوم فيقول ال‪ :‬يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قبله حب لخخك‬
‫أو لحد من ذريتك خذي بيده فادخليه الجنة‪ .‬قال أبخخو جعفخخر )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫وال يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيهخخا كمخخا يلتقخخط الطيخخر الحخخب‬
‫الجيد من الحب الردئ‪ ،‬فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقخخي ال خ فخخي‬
‫قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول ال عز وجل‪ :‬يخخا أحبخخائي مخخا التفخخاتكم وقخخد‬
‫شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا رب أحببنا أن يعخخرف قخخدرنا فخخي‬
‫مثل هخخذا اليخخوم‪ ،‬فيقخخول الخخ‪ :‬يخا أحبخخائي ارجعخخوا وانظخخروا مخخن أحبكخخم لحخخب‬
‫فاطمة‪ ،‬انظروا من أطعمكم لحب فاطمة‪ ،‬انظروا مخخن كسخخاكم لحخخب فاطمخخة‪،‬‬
‫انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة‪ ،‬انظروا من رد عنكم غيبة في حخخب‬
‫فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة‪ .‬قال أبو جعفر‪ :‬وال خ ل يبقخخى فخخي النخخاس إل‬
‫شاك أو كافر أو منافق‪ ،‬فإذا صاروا بين الطبقخخات نخادوا كمخخا قخال الخ تعخخالى‬
‫)فما لنا من شافعين ول صديق حميم( )‪ (1‬فيقولون‪) :‬فلو أن لنخخا كخخرة فنكخخون‬
‫من المؤمنين( )‪ .(2‬قال أبو جعفر )عليه السخخلم(‪ :‬هيهخخات هيهخخات منعخخوا مخخا‬
‫طلبوا )ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون( )‪ - 58 .(3‬فخخر‪ :‬محمخخد‬
‫بن القاسم بن عبيد معنعنخا‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ )عليخه السخلم( أنخه قخال‪) :‬إنخا‬
‫أنزلناه في ليلة القدر( )‪ (4‬الليلة فاطمخة والقخدر الخ فمخن عخرف فاطمخة حخق‬
‫معرفتها فقد أدرك ليلخخة القخخدر‪ ،‬وإنمخخا سخخميت فاطمخخة لن الخلخخق فطمخخوا عخخن‬
‫معرفتها‪.‬‬

‫)‪ (1‬و )‪ (2‬الشعراء‪ (3) .102 - 100 :‬النعام‪ (4) .28 :‬القدر‪.1 :‬‬
‫]‪[66‬‬

‫‪ - 59‬مهج‪ :‬عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصخخمد‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن الفقيخخه‬
‫أبي الحسن‪ ،‬عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن ابن محمد بن سعيد‪ ،‬عن فرات بن إبراهيم‪ ،‬عن جعفخخر بخخن محمخخد بخخن‬
‫بشرويه‪ ،‬عن محمد بخخن إدريخخس بخخن سخخعيد النصخخاري‪ ،‬عخخن داود بخخن رشخخيد‬
‫والوليد بن شجاع بن مروان‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن عبد ال بخخن سخخلمان الفارسخخي‪،‬‬
‫عن أبيه قال‪ :‬خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب )عليه السخخلم( ابخخن عخخم الرسخخول‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله( فقال لي‪ :‬يا سلمان جفوتنا بعد رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬فقلت‪ :‬حبيبي أبا الحسن مثلكم ل يجفى غيخخر أن حزنخخي علخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( طال فهو الخخذي منعنخخي مخخن زيخخارتكم‪ ،‬فقخخال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا سلمان أئت منزل فاطمة بنت رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها مخخن الجنخخة‪ ،‬قلخخت‬
‫لعلي )عليه السلم(‪ ،‬قد اتحفت فاطمة )عليها السلم( بشئ من الجنة بعد وفاة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬نعم بخخالمس‪ .‬قخخال سخخلمان الفارسخخي‪:‬‬
‫فهرولت إلى منزل فاطمة )عليها السلم( بنت محمد )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪،‬‬
‫فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت‬
‫ساقها انكشف رأسها‪ ،‬فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت‪ :‬يخخا سخخلمان جفخخوتني‬
‫بعد وفاة أبي )صلى ال عليه وآله( قلت‪ :‬حبيبتي أأجفاكم ؟ قالت‪ :‬فمخخه اجلخخس‬
‫واعقل ما أقول لك‪ .‬إني كنت جالسة بخخالمس فخخي هخخذا المجلخخس وبخخاب الخخدار‬
‫مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملئكة عن منزلنخخا‪ ،‬فخخإذا‬
‫انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد‪ ،‬فدخل علي ثلث جخخوار لخخم يخخر الخخراؤون‬
‫بحسخخنهن ول كهيئتهخخن ول نضخخارة وجخخوههن ول أزكخخى مخخن ريحهخخن‪ ،‬فلمخخا‬
‫رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت‪ :‬بخخأبي أنتخخن مخخن أهخخل مكخخة أم مخخن أهخخل‬
‫المدينة ؟ فقلن‪ :‬يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ول مخخن أهخل المدينخة ول مخن‬
‫أهل الرض جميعا غير أننا جوار من الحوار العين مخخن دار السخخلم أرسخخلنا‬
‫رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات‪.‬‬

‫]‪[67‬‬

‫فقلت للتي أظن أنها أكبر سخخنا‪ :‬مخخا اسخخمك ؟ قخخالت‪ :‬اسخخمي مقخخدودة‪ ،‬قلخخت‪ :‬ولخخم سخخميت‬
‫مقدودة ؟ قالت‪ :‬خلقت للمقداد بن السود الكندي صاحب رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( فقلت للثانيخخة‪ :‬مخخا اسخخمك ؟ قخخالت‪ :‬ذرة‪ ،‬قلخخت‪ :‬ولخخم سخخميت ذرة‬
‫وأنت في عيني نبيلة ؟ قالت‪ :‬خلقخخت لبخخي ذر الغفخخاري صخخاحب رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه(‪ .‬فقلخخت للثالثخخة‪ :‬مخخا اسخخمك ؟ قخخالت‪ :‬سخخلمى‪ ،‬قلخخت‪ :‬ولخخم‬
‫سميت سلمى ؟ قالت‪ :‬أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله(‪ .‬قالت فاطمة‪ :‬ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثخخال الخشخخكنانج )‪(1‬‬
‫الكبار أبيض من الثلج وأزكخخى ريحخخا مخخن المسخخك الذفخخر‪] ،‬فأحضخخرته[ )‪(2‬‬
‫فقالت لي‪ :‬يا سلمان أفطر عليه عشيتك فإذا كان غخخدا فجئنخخي بنخخواه أو قخخالت‪:‬‬
‫عجمه‪ .‬قال سلمان‪ :‬فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إل قالوا‪ :‬يا سلمان أمعك مسك ؟ قلخت‪ :‬نعخم‪ ،‬فلمخا كخان‬
‫وقت الفطار أفطرت عليه فلم أجخخد لخه عجمخخا ول نخوى‪ ،‬فمضخيت إلخى بنخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في اليوم الثاني فقلت لها‪ :‬إني أفطرت علخخى‬
‫ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما ول نوى‪ ،‬قالت‪ :‬يا سلمان ولخخن يكخخون لخخه‬
‫عجم ول نوى وإنما هو نخخخل غرسخخه الخ فخخي دار السخخلم بكلم علمنيخخه أبخخي‬
‫محمد )صلى ال عليه وآلخخه( كنخخت أقخخوله غخخدوة وعشخخية‪ .‬قخخال سخخلمان‪ :‬قلخخت‪:‬‬
‫علمني الكلم يا سيدتي‪ ،‬فقالت‪ :‬إن سرك أن ل يمسك أذى الحمخخى مخخا عشخخت‬
‫في دار الدنيا فواظب عليه‪ .‬ثم قال سلمان‪ :‬علمتني هذا الحرز فقالت‪ :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال النور‪ ،‬بسم ال نور النور‪ ،‬بسم ال نور علخخى نخخور‪،‬‬
‫بسم ال الذي هو مدبر المور‪ ،‬بسم ال الذي خلق النور من النور‪ ،‬الحمد لخخ‬
‫الذي خلق النور من النور‪ ،‬وأنزل النور على الطور‪ ،‬في كتاب مسطور‪ ،‬في‬
‫رق منشور‪ ،‬بقدر مقدور‪ ،‬على نبي محبور‪ ،‬الحمد ل الذي هو بالعز مذكور‬

‫)‪ (1‬خشكنانج معرب خشكنانة وهو الخبز السكري الذي يختبز مع الفسخختق واللخخوز‪) .‬‬
‫‪ (2‬ما جعلناه بين العلمتين ساقط عن النسخ المطبوعة‪ .‬راجع المصدر ص‬
‫‪ 8‬وقد نقله المصنف رحمه ال في المجلد المتمم للعشرين فراجع‪(*) .‬‬

‫]‪[68‬‬

‫وبالفخر مشهور‪ ،‬وعلى السراء والضراء مشكور‪ ،‬وصلى ال على سيدنا محمد وآلخخه‬
‫الطاهرين‪ .‬قال سلمان‪ :‬فتعلمتهن فو ال لقد علمتهن أكثر مخخن ألخخف نفخخس مخخن‬
‫أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمى فكخخل بخخرئ مخخن مرضخخه بخخإذن الخ تعخخالى‪.‬‬
‫بيان‪ :‬العتجاز‪ :‬لف العمامة على الرأس‪ ،‬قولها )عليها السلم(‪ :‬فمه‪ .‬أي فما‬
‫السبب في ترك زيارتنا أو اسكت ؟ والتنكخخر‪ :‬التغيخخر علخخى وجخخه السخختيحاش‬
‫والكراهة‪ ،‬ولمخخا كخخانت الخخذرة موضخخوعة للصخخغيرة مخخن النملخخة قخخالت )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬أنت مع نبلك وشرفك لم سميت باسم يدل على الحقارة‪ ،‬والخشكنانج‬
‫لعله معرب أي الخبز اليابس‪ - 60 .‬مخخن بعخخض كتخخب المنخخاقب‪ :‬بإسخخناده عخخن‬
‫أسامة قال‪ :‬مررت بعلي والعباس وهما قاعدان في المسخخجد فقخخال‪ :‬يخخا أسخخامة‬
‫استأذن لنا على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا رسخخول الخ هخخذا‬
‫علي والعباس يستأذنان‪ ،‬فقال‪ :‬هخخل تخخدري مخخا جخخاء بهمخخا ؟ قلخخت‪ :‬ل والخ مخخا‬
‫أدري‪ ،‬قال‪ :‬لكني أدري ما جاء بهما فأذن لهما فدخل فسلما ثم قعدا فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال أي أهلخخك أحخخب إليخخك ؟ قخخال‪ :‬فاطمخخة‪ .‬وبإسخخناده عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫الزبير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنخخت النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( قالت‪ :‬ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إل أن يكون الخخذي‬
‫ولدها‪ .‬وبإسناده‪ ،‬عن أحمد بن محمد الثعلبي‪ ،‬عن عبد ال بن حامد‪ ،‬عن أبخخي‬
‫محمد المزني‪ ،‬عن أبي يعلى الموصلي‪ ،‬عن سهل بخخن زنجلخخة الخخرازي‪ ،‬عخخن‬
‫عبد ال بن صالح عن ابن لهيعة‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جخخابر بخخن عبخخد‬
‫ال أن النبي )صلى ال عليه وآله( أقام أياما لم يطعخخم طعامخخا حخختى شخخق ذلخخك‬
‫عليه‪ ،‬وطاف في منخازل أزواجخه فلخم يصخب عنخد واحخدة منهخن شخيئا‪ ،‬فخأتى‬
‫فاطمة فقال‪ :‬يا بنية هل عندك شئ آكله فإني جائع ؟ فقالت‪ :‬ل وال بأبي أنت‬
‫وأمي‪ ،‬فلما خخخرج مخخن عنخخدها بعخخث إليهخخا جخخارة لهخخا برغيفيخخن وقطعخخة لحخخم‪،‬‬
‫فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطت عليها وقالت‪ :‬لؤثرن بهخخا رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( على نفسي ومخخن عنخخدي‪ ،‬وكخخانوا جميعخخا محتخخاجين‬
‫إلى شبعة طعام‬

‫]‪[69‬‬

‫فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فرجع إليها‪ ،‬فقخخالت‪ :‬بخخأبي‬
‫أنت وأمي قد أتانا ال بشئ فخبأته‪ ،‬قال‪ :‬هلمي‪ ،‬فأتته فكشفت عن الجفنة فخخإذا‬
‫هي مملوءة خبزا ولحما‪ ،‬فلما نظرت إليه بهتت فعرفت أنهخخا كرامخخة مخخن الخ‬
‫عز وجل فحمدت ال وصلت على نبيه‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أيخخن‬
‫لك هذا يا بنية ؟ فقالت‪ :‬هو من عند ال إن ال يرزق من يشاء بغيخخر حسخخاب‪،‬‬
‫فحمد ال عز وجل وقال‪ :‬الحمد ل الذي جعلخك شخبيهة بسخيدة نسخاء العخالمين‬
‫في نساء بني إسرائيل في وقتهم‪ ،‬فإنها كانت إذا رزقها ال تعالى فسئلت عنخخه‬
‫قالت‪ :‬هو من عند ال إن ال يرزق من يشاء بغير حساب‪ ،‬فبعث رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى علي ثخخم أكخخل رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫وأهل بيته جميعا وشبعوا وبقيت الجفنة كما هي‪ ،‬قالت فاطمة فأوسخخعت منهخخا‬
‫على جميع جيراني وجعل ال فيها البركة والخير كما فعل ال بمريخخم )عليهخخا‬
‫السلم(‪ .‬قب‪ :‬الثعلبي في تفسيره وابن المخخؤذن فخخي الربعيخخن بإسخخنادهما عخخن‬
‫محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر مثله‪ - 61 .‬ومخخن كتخخاب المنخخاقب المخخذكور عخخن‬
‫أبي الفرج محمد بن أحمد المكي‪ ،‬عن المظفر بن أحمد بن عبخد الواحخخد‪ ،‬عخخن‬
‫محمخخد بخخن علخخي الحلخخواني‪ ،‬عخخن كريمخخة بنخخت أحمخخد ابخخن محمخخد المخخروزي‪،‬‬
‫وأخبرني أيضخخا بخخه عاليخخا قاضخخي القضخخاة محمخخد بخخن الحسخخين البغخخدادي عخخن‬
‫الحسين بن محمد بن علي الزينبي‪ ،‬عن الكريمة فاطمة بنت أحمخخد بخخن محمخخد‬
‫المروزية بمكة حرسها ال تعالى‪ ،‬عن أبي علي زاهر بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن معخخاذ‬
‫بن يوسف الجرجاني عن أحمد بن محمد بن غالب‪ ،‬عن عثمان بن أبي شيبة‪،‬‬
‫عن ]ابن[ نمير‪ ،‬عن مجالد عن ابن عباس‪ .‬قال‪ :‬خرج أعرابي من بني سخخليم‬
‫يتبدى في البرية‪ ،‬فإذا هو بضب قخخد نفخخر مخخن بيخخن يخخديه‪ ،‬فسخخعى وراءه حخختى‬
‫اصطاده‪ ،‬ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫فلما أن وقف بإزائه ناداه‪ :‬يا محمخخد يخخا محمخخد‪ ،‬وكخخان مخخن أخلق رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( إذا قيل له‪ :‬يا محمد قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬وإذا قيل له‪ :‬يا أحمد‬
‫قال‪ :‬يا أحمد‪ ،‬وإذا قيل‬

‫]‪[70‬‬

‫له‪ :‬يا أبا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا القاسم‪ ،‬وإذا قيل ]له[‪ :‬يا رسول الخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬لبيخخك وسخخعديك‬
‫وتهلل وجهه فلما أن ناداه العرابي يا محمد يا محمد قال له النبي‪ :‬يخخا محمخخد‬
‫يا محمد‪ ،‬قال له‪ :‬أنت السخخاحر الكخخذاب الخخذي مخخا أظلخخت الخضخخراء ول أقلخخت‬
‫الغخخبراء مخخن ذي لهجخخة هخخو أكخخذب منخخك‪ ،‬أنخخت الخخذي تزعخخم أن لخخك فخخي هخخذه‬
‫الخضراء إلها بعث بخك إلخخى السخخود والبيخخض واللت والعخزى‪ ،‬لخو ل أنخي‬
‫أخاف أن قومي يسمونني العجخول لضخربتك بسخيفي هخذا ضخربة أقتلخك بهخا‪،‬‬
‫فأسود بك الولين والخرين‪ .‬فوثب إليه عمر بخخن الخطخخاب ليبطخخش بخخه فقخخال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أجلس يا با حفص فقد كاد الحليم أن يكخخون نبيخخا‪.‬‬
‫ثم التفت النبي )صلى ال عليه وآله( إلى العرابي فقال له‪ :‬يا أخا بنخخي سخخليم‬
‫هكذا تفعل العرب ؟ يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلم الغليظ ؟ يخخا‬
‫أعرابي والذي بعثني بالحق نبيا إن مخن ضخربي فخي دار الخدنيا هخو غخدا فخي‬
‫النار يتلظى‪ ،‬يا أعرابخخي والخخذي بعثنخخي بخخالحق نبيخخا إن أهخخل السخخماء السخخابعة‬
‫يسمونني أحمد الصادق‪ ،‬يا أعرابخخي أسخخلم تسخخلم مخخن النخخار يكخخون لخخك مخخا لنخخا‬
‫وعليك ما علينخا وتكخون أخانخا فخي السخلم‪ .‬قخال‪ .‬فغضخب العرابخي وقخال‪:‬‬
‫واللت والعزى ل أؤمن بك يا محمد أو يؤمن هذا الضب‪ ،‬ثم رمخخى بالضخخب‬
‫عن كمه‪ ،‬فلما أن وقع الضب على الرض ولى هاربخخا‪ ،‬فنخخاداه النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬أيها الضب أقبل إلي‪ ،‬فأقبل الضب ينظر إلى النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أيهخخا الضخخب مخخن أنخخا ؟‬
‫فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع فقال‪ :‬أنت محمد بن عبخد الخ بخن‬
‫عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف‪ ،‬فقال له النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫من تعبد ؟ قال‪ :‬أعبد ال عز وجل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم‬
‫خليل واصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول‪ :‬أل يا رسول ال إنك صخخادق *‬
‫فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعخخد مخخا عبخخدنا كأمثخخال‬
‫الحمير الطواغيا‬

‫]‪[71‬‬

‫فيا خير مدعو ويا خير مرسل إلى الجن بعد النس لبيك داعيا ونحخن أنخخاس مخخن سخخليم‬
‫وإننا أتيناك نرجو أن ننال العواليا أتيت ببرهان من ال واضح فأصبحت فينا‬
‫صخخادق القخخول زاكيخخا فبخخوركت فخخي الحخخوال حيخخا وميتخخا وبخخوركت مولخخودا‬
‫وبوركت ناشيا قال‪ :‬ثم أطبق على فم الضخب فلخخم يحخر جوابخخا‪ ،‬فلمخا أن نظخخر‬
‫العرابي إلى ذلك قال‪ :‬واعجبا ضب اصخخطدته مخخن البريخخة ثخخم أتيخخت بخخه فخخي‬
‫كمي ل يفقه ول ينقه ول يعقل يكلم محمدا )صلى ال عليه وآلخخه( بهخخذا الكلم‬
‫ويشهد له بهذه الشهادة أنا ل أطلب أثرا بعد عين‪ ،‬مد يمينخخك فأنخخا أشخخهد أن ل‬
‫إله إل ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬فأسلم العرابخخي وحسخخن إسخخلمه‪.‬‬
‫ثم التفت النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أصحابه فقال لهم‪ :‬علموا العرابخخي‬
‫سورا من القرآن قال‪ :‬فلما أن علم العرابي سورا من القخخرآن قخخال لخخه النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬هل لك شي من المال ؟ قال‪ :‬والذي بعثخخك بخخالحق نبيخخا‬
‫إنا أربعة آلف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر مني ول أقل مخخال‪ .‬ثخخم التفخخت‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أصحابه فقال لهم‪ :‬من يحمل العرابخخي علخخى‬
‫ناقة أضمن له على ال ناقة من نوق الجنخة قخال‪ :‬فخوثب إليخه سخعد بخن عبخادة‬
‫قال‪ :‬فداك أبي وأمي عنخدي ناقخة حمخراء عشخراء وهخي للعرابخي‪ .‬فقخال لخه‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا سعد تفخر علينا بناقتك ؟ أل أصف لخخك الناقخخة‬
‫التي نعطيكها بدل من ناقة العرابي‪ ،‬فقال‪ :‬بلخخى فخخداك أبخخي وأمخخي‪ .‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫سخخعد ناقخخة مخخن ذهخخب أحمخخر وقوائمهخخا مخخن العنخخبر‪ ،‬ووبرهخخا مخخن الزعفخخران‬
‫وعيناها من ياقوتخخة حمخخراء‪ ،‬وعنقهخخا مخخن الزبرجخخد الخضخخر‪ ،‬وسخخنامها مخخن‬
‫الكافور الشهب‪ ،‬وذقنها من الدر‪ ،‬وخطامها من اللؤلخخؤ الرطخخب‪ ،‬عليهخخا قبخخة‬
‫من درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تطيخخر بخخك فخخي‬
‫الجنة‪ .‬ثم التفت النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أصحابه فقال لهم‪ :‬مخخن يتخخوج‬
‫العرابي أضمن له‬

‫]‪[72‬‬

‫على ال تاج التقى‪ ،‬قال‪ :‬فوثب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طخخالب )عليخخه السخخلم(‬
‫وقال‪ :‬فداك أبي وأمي وما تاج التقى فذكر من صفته‪ ،‬قال‪ :‬فنزع علي )عليخخه‬
‫السلم( عمامته فعمم بها العرابي‪ .‬ثم التفخخت النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فقال‪ :‬من يزود العرابي وأضمن له علخى الخ عخز وجخل زاد التقخوى‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫فوثب إليه سلمان الفارسي فقال‪ :‬فداك أبي وأمخخي ومخخا زاد التقخخوى ؟ قخخال‪ :‬يخخا‬
‫سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك ال عز وجل قول شخهادة أن ل إلخه إل‬
‫ال وأن محمدا رسول ال فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك‪ ،‬وإن أنت لخخم تقلهخخا لخخم‬
‫تلقني ولم ألقك أبدا‪ .‬قال‪ :‬فمضى سلمان حختى طخاف تسخعة أبيخات مخن بيخوت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلم يجد عنخدهن شخيئا‪ ،‬فلمخا أن ولخى راجعخا‬
‫نظر إلى حجرة فاطمة )عليها السلم( فقال‪ :‬إن يكن خير فمخخن منخخزل فاطمخخة‬
‫بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقرع الباب فأجخابته مخن وراء البخاب‪ :‬مخن‬
‫بالباب ؟ فقال لها‪ :‬أنا سلمان الفارسي فقالت له‪ :‬يا سلمان وما تشخخاء ؟ فشخخرح‬
‫قصة العرابي والضب مع النبي )صلى ال عليه وآله(‪ .‬قالت لخه‪ :‬يخا سخلمان‬
‫والذي بعث محمدا )صلى ال عليه وآله( بالحق نبيا إن لنخخا ثلثخخا مخخا طعمنخخا‪،‬‬
‫وإن الحسن والحسين قخخد اضخخطربا علخخي مخخن شخخدة الجخخوع‪ ،‬ثخخم رقخخدا كأنهمخخا‬
‫فرخان منتوفخخان‪ ،‬ولكخخن ل أرد الخيخخر إذا نخخزل الخيخخر ببخخابي‪ .‬يخخا سخخلمان خخخذ‬
‫درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل لخه‪ :‬تقخول لخك فاطمخخة بنخت‬
‫محمد‪ :‬أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء ال خ‬
‫تعالى‪ .‬قال‪ :‬فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى شخخمعون اليهخخودي فقخخال لخخه‪ :‬يخخا‬
‫شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( تقول لك‪ :‬أقرضني‬
‫عليه صاعا من تمخخر وصخخاعا مخخن شخخعير أرده عليخخك إنشخخاء الخخ‪ .‬قخخال‪ :‬فأخخخذ‬
‫شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالخخدموع وهخخو يقخخول‪ :‬يخخا‬
‫سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران‬

‫]‪[73‬‬

‫في التوراة أنا أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمخخدا عبخخده ورسخخوله‪ ،‬فأسخخلم وحسخخن‬
‫إسلمه‪ .‬ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير فأتى بخخه سخخلمان‬
‫إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان فقالت له‪ :‬خخخذه‬
‫وامض به إلى النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فقال لهخخا سخخلمان‪ :‬يخخا فاطمخخة‬
‫خذي منخه قرصخا تعلليخن بخه الحسخن والحسخين‪ ،‬فقخالت‪ :‬يخا سخلمان هخذا شخئ‬
‫أمضيناه ل عز وجل لسنا نأخذ منه شيئا‪ .‬قال‪ :‬فأخخخذه سخخلمان فخخأتى بخخه النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فلما نظر النبي )صلى ال عليه وآله( إلخخى سخخلمان قخخال‬
‫له‪ :‬يا سلمان من أين لك هذا ؟ قال‪ :‬من منزل بنتك فاطمة‪ ،‬قال‪ :‬وكخخان النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لم يطعم طعاما منذ ثلث‪ .‬قال‪ :‬فوثب النبي )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( حتى ورد إلى حجرة فاطمخخة‪ ،‬فقخخرع البخخاب وكخخان إذا قخخرع النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( البخخاب ل يفتخخح لخه البخاب إل فاطمخخة فلمخا أن فتحخخت لخه‬
‫الباب نظر النبي )صلى ال عليه وآله( إلخخى صخخفار وجههخخا وتغيخخر حخخدقتيها‪،‬‬
‫فقال لها‪ :‬يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهخخك وتغيخخر حخخدقتيك ؟ فقخخالت‪ :‬يخخا‬
‫أبه إن لنا ثلثا ما طعمنا طعاما وإن الحسن والحسين قخد اضخخطربا علخخي مخخن‬
‫شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان‪ .‬قخال‪ :‬فأنبههمخخا النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فأخذ واحدا على فخذه اليمن والخر على فخخخذه اليسخخر وأجلخخس‬
‫فاطمة بين يديها واعتنقها النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( ودخخخل علخي بخن أبخي‬
‫طالب )عليه السلم( فاعتنق النبي )صلى ال عليه وآله( من ورائه‪ ،‬ثخخم رفخخع‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( طرفه نحو السماء فقخال‪ :‬إلهخي وسخيدي ومخخولي‬
‫هؤلء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم وثبخخت‬
‫فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( حتى دخلت إلخخى مخخخدع لهخخا فصخخفت‬
‫قدميها فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت‪ :‬إلهي وسيدي‬
‫هذا محمد نبيك‪ ،‬وهذا علي ابن عم نبيك‪ ،‬وهذان الحسن والحسين‬

‫]‪[74‬‬
‫سبطا نبيك إلهي أنزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منهخخا‬
‫وكفروا بها‪ ،‬اللهم أنزلها عليها فإنخا بهخا مؤمنخون‪ .‬قخال ابخن عبخاس‪ :‬والخ مخا‬
‫استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارهخخا وإذا قتارهخخا أزكخخى‬
‫من المسك الذفر‪ ،‬فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫وعلخخي والحسخخن والحسخخين‪ ،‬فلمخخا أن نظخخر إليهخخا علخخي بخخن أبخخي طخالب )عليخخه‬
‫السلم( قال لها‪ :‬يا فاطمة من أين لك هذا ؟ ولم يكن عهد عندها شيئا فقال لخخه‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كل يا أبخخا الحسخخن ول تسخخأل الحمخخد لخ الخخذي لخخم‬
‫يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران )كلما دخل عليها زكريا‬
‫المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عنخخد ال خ إن‬
‫ال يرزق من يشاء بغير حساب( )‪ .(1‬قال‪ :‬فأكل النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫وعلي وفاطمة والحسن والحسين وخرج النبي )صلى ال عليه وآله(‪ .‬وتخخزود‬
‫العرابي واستوى على راحلته وأتى بني سليم وهم يومئذ أربعة آلف رجخخل‬
‫فلما أن وقخخف فخخي وسخخطهم نخخاداهم بعلخخو صخخوته‪ :‬قولخخوا ل إلخخه إل الخ محمخخد‬
‫رسول ال‪ .‬قال‪ :‬فلما سمعوا منه هذه المقالة أسرعوا إلى سخخيوفهم فجردوهخخا‪،‬‬
‫ثم قالوا له‪ :‬لقد صبوت إلى ديخخن محمخخد السخخاحر الكخخذاب‪ ،‬فقخخال لهخخم‪ :‬مخخا هخخو‬
‫بساحر ول كذاب‪ .‬ثم قال‪ :‬يا معشر بني سليم إن إله محمخخد )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( خير إله‪ ،‬وإن محمخخدا )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( خيخخر نخخبي‪ :‬أتيتخخه جائعخخا‬
‫فأطعمني‪ ،‬وعاريا فكساني‪ ،‬وراجل فحملني‪ ،‬ثم شرح لهم قصخخة الضخخب مخخع‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وأنشدهم الشعر الذي أنشد فخي النخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ .‬ثم قال‪ :‬يا معاشر بني سليم أسلموا تسخلموا مخن النخار‪ ،‬فأسخلم فخي‬
‫ذلك اليوم أربعة آلف رجل وهم أصحاب الرايات الخضر وهم حول رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ .‬أقخخول‪ :‬وجخخدت هخخذا الحخخديث فخخي كتخخاب قخخديم مخخن‬
‫مؤلفات العامة قال‪ :‬حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الطرشيشي ببغداد سنة أربع‬
‫وثمانين وأربعمائة‪ ،‬قال‪ :‬حدثتنا‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪.33 :‬‬

‫]‪[75‬‬

‫كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزي ‪ -‬بمكة حرسها ل ‪ -‬بقراءتها علينخخا فخخي‬
‫المسجد الحرام في ذي الحجة سنة إحدى وثلثين وأربعمخخائة‪ ،‬قخخالت‪ :‬أخبرنخخا‬
‫أبخخو علخخي زاهخخر بخخن أحمخخد الفقيخخه بسخخرخس‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا معخخاذ بخخن يوسخخف‬
‫الجرجاني قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن غالب‪ ،‬عخخن عثمخخان بخخن أبخخي شخخيبة‪،‬‬
‫عن ابن نمير‪ ،‬عن مجالد عن ابن عبخاس مثلخه‪ .‬بيخان‪ :‬قخال الجخوهري‪ :‬تبخدى‬
‫الرجل‪ :‬أقام بالباديخخة‪ ،‬وازدلخخف أي تقخخدم وقطخخع كفخخرح وكخخرم لخخم يقخخدر علخخى‬
‫الكلم‪ ،‬ونقه الحديث كفرح‪ :‬فهمخه‪ ،‬والعشخراء مخن النخوق بضخم العيخن وفتخح‬
‫الشين التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء مخخن النسخخاء‪،‬‬
‫وذرفخخت عينخخه أي سخخال دمعهخخا‪ ،‬ويقخخال‪ :‬عللخخه بطعخخام وغيخخره أي شخخغله بخخه‪،‬‬
‫والمخدع‪ :‬البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير وتضم ميمخخه وتفتخخح‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬صبأ فلن إذا خرج عن دين إلى ديخخن غيخخره وقخخد تقلخخب الهمخخزة واوا‪.‬‬
‫‪ - 62‬ومن الكتاب المخخذكور‪ :‬روي فخخي المراسخخيل أن الحسخخن والحسخخين كخخان‬
‫عليهما ثياب خلق وقد قرب العيد فقال لمهما فاطمة )عليها السلم(‪ :‬إن بنخخي‬
‫فلن خيطت لهم الثياب الفاخرة أفل تخيطين لنا ثيابا للعيخخد يخخا أمخخاه ؟ فقخخالت‪:‬‬
‫يخاط لكما إنشاء ال‪ ،‬فلما أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنة‬
‫إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال لخخه رسخخول ال خ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬ما هذا يا أخي جبرئيل‪ ،‬فأخبره بقول الحسن والحسين لفاطمخخة وبقخخول‬
‫فاطمة يخاط لكما إنشاء ال‪ ،‬ثم قال جبرئيل‪ :‬قال ال تعالى لما سمع قولها‪ :‬ل‬
‫نستحسن أن نكذب فاطمة بقولها‪ :‬يخاط لكما إنشخخاء الخخ‪ .‬وعخخن سخخعيد الحفخخاظ‬
‫الديلمي بإسناده عن أنس قال‪ :‬قال رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬بينمخا‬
‫أهل الجنة في الجنة يتنعمون‪ ،‬وأهل النار فخخي النخخار يعخخذبون إذا لهخخل الجنخخة‬
‫نور ساطع‪ ،‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬ما هذا النور لعل رب العخخزة أطلخخع فنظخخر‬
‫إلينا فيقول لهم رضوان‪ :‬ل ولكن علي )عليه السلم( مخخازح فاطمخخة فتبسخخمت‬
‫فأضاء ذلك النور من ثناياها‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫وبالسناد عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬لما أسري بي ودخلخخت‬
‫الجنة بلغت إلى قصر فاطمة فرأيت سبعين قصرا من مرجانة حمخخراء مكللخخة‬
‫باللؤلؤ أبوابها وحيطانها وأسرتها من عرق واحد‪ .‬وقال الحسن‪ :‬ما كخخان فخخي‬
‫الدنيا أعبد من فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬كانت تقوم حتى تتخخورم قخخدماها‪- 63 .‬‬
‫نبه‪ :‬بينما النبي )صلى ال عليه وآله( والناس في المسخخجد ينتظخخرون بلل أن‬
‫يأتي فيؤذن إذ أتى بعد زمان فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مخخا حبسخخك‬
‫يا بلل ؟ فقال‪ :‬إني اجتزت بفاطمة )عليها السلم( وهي تطحن واضعة ابنها‬
‫الحسن عند الرحى وهي تبكي‪ ،‬فقلخخت لهخخا‪ :‬أيمخخا أحخخب إليخخك إن شخخئت كفيتخخك‬
‫ابنخخك‪ ،‬وإن شخخئت كفيتخخك الرحخخى‪ ،‬فقخخالت‪ :‬أنخخا أرفخخق بخخابني‪ ،‬فأخخخذت الرحخخى‬
‫فطحنت فخخذاك الخخذي حبسخخني‪ ،‬فقخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬رحمتهخخا‬
‫رحمك ال‪ .‬أقول‪ :‬روى ابن شيرويه فخخي الفخخردوس‪ ،‬عخخن ابخخن عبخخاس‪ ،‬وأبخخي‬
‫سعيد‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬فاطمخخة سخخيدة نسخخاء العخخالمين مخخا‬
‫خل مريم بنت عمران‪ .‬وعن المسور بن مخرمة عنه )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫قال‪ :‬فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني أو آذاها فقد آذاني‪ .‬وعن عمر‬
‫بن الخطاب عنه )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فاطمة وعلي والحسن والحسخخين فخخي‬
‫حظيرة القدس في قبة بيضاء سخخقفها عخخرش الرحمخخن عخخز وجخخل‪ .‬أقخخول‪ :‬قخخال‬
‫السيد ابن طاووس قدس ال روحه في كتاب سخخعد السخخعود قخخال‪ :‬وجخخدت فخخي‬
‫كتاب ما نزل من القرآن الحكيم في النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وأهخخل بيتخخه‬
‫)عليهم السلم( تأليف محمخد بخخن العبخخاس بخخن علخخي بخخن مخروان‪ ،‬قخال‪ :‬حخدثنا‬
‫محمد بن القاسم بن عبيد البخاري عن جعفر بن عبد ال العلخخوي‪ ،‬عخخن يحيخخى‬
‫بن هاشم‪ ،‬عن جعفر بن سليمان‪ ،‬عخخن أبخخي هخخارون العبخخدي‪ ،‬عخخن أبخخي سخخعيد‬
‫الخدري قال‪ :‬أهديت إلى رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( قطيفخخة منسخخوجة‬
‫بالذهب أهداها لخخه ملخخك الحبشخخة‪ ،‬فقخخال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫لعطينها رجل يحب ال ورسوله ويحبه ال‬

‫]‪[77‬‬

‫ورسوله فمد أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( أعناقهم إليها فقخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أين علي قال عمار بن ياسر‪ :‬فلما سخمعت ذلخخك وثبخخت‬
‫حتى أتيت عليا )عليه السلم( فأخبرته فجاء فدفع رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( القطيفة إليه فقال‪ :‬أنت لها‪ ،‬فخرج بهخخا إلخخى سخخوق الليخخل فنقضخخها سخخلكا‬
‫سلكا فقسمها في المهاجرين والنصخخار ثخخم رجخخع إلخخى منزلخخه ومخخا معخخه منهخخا‬
‫دينار‪ ،‬فلما كان من غد استقبله رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن أخذت أمس ثلثة آلف مثقال من ذهب فأنخخا والمهخخاجرون والنصخخار‬
‫نتغدى عندك غدا‪ ،‬فقال علي )عليه السلم( نعم يا رسول ال‪ .‬فلمخخا كخخان الغخخد‬
‫أقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله( في المهاجرين والنصار حخختى قرعخخوا‬
‫الباب‪ ،‬فخرج إليهم وقد عرق من الحياء‪ ،‬لنه ليس في منزله قليخخل ول كخخثير‬
‫فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( ودخخخل المهخاجرون والنصخار حختى‬
‫جلسوا ودخل علي على فاطمخة فخإذا هخو بجفنخة مملخوءة ثريخدا عليهخا عخراق‬
‫يفور منها ريح المسك الذفر فضرب علي بيده عليها فلم يقخدر علخخى حملهخخا‪،‬‬
‫فعاونته فاطمة على حملها حتى أخرجها فوضعها بين يدي رسول ال‪ ،‬فدخل‬
‫)صلى ال عليه وآله( على فاطمة فقال‪ :‬أي بنية أنى لك هذا ؟ قالت‪ :‬يخخا أبخخت‬
‫هو من عند ال إن ال يرزق من يشاء بغير حساب‪ ،‬فقال رسول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬الحمد ل الذي لم يخرجني من الدنيا حتى رأيت في ابنخختي مخخا‬
‫رأى زكريا في مريم بنت عمران‪ ،‬فقالت فاطمة‪ :‬يخخا أبخخة أنخخا خيخخر أم مريخخم ؟‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنت في قومك‪ ،‬ومريم في قومهخخا‪64 .‬‬
‫‪ -‬مصباح النوار‪ :‬عن أبي جعفر )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬أقبلخخت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فعخخرف فخخي وجههخخا الخمخخص ‪-‬‬
‫قال‪ :‬يعني الجوع ‪ -‬فقال لها‪ :‬يا بنية ههنا فأجلسها على فخذه اليمن‪ ،‬فقخخالت‪:‬‬
‫يا أبتاه إني جائعة‪ ،‬فرفع يديه إلى السماء فقال‪ :‬اللهخخم رافخخع الوضخخعة ومشخخبع‬
‫الجاعة أشبع فاطمة بنخخت نبيخخك‪ ،‬قخخال أبخخو جعفخخر )عليخخه السخخلم(‪ :‬فخخو الخ مخخا‬
‫جاعت بعد يومها حتى فارقت الدنيا‪ .‬وعن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫إن فاطمة بنت محمد وجدت علة فجاءها رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫عائدا فجلس عندها وسألها عن حالها‪ ،‬فقالت‪ :‬إني أشتهي طعاما‬
‫]‪[78‬‬

‫طيبا‪ ،‬فقام النبي )صلى ال عليه وآلخخه( إلخخى طخخاق فخخي الخخبيت فجخخاء بطبخخق فيخخه زبيخخب‬
‫وكعخخك وأقخخط وقطخخف عنخخب )‪ (1‬فوضخخعه بيخخن يخخدي فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫فوضع رسول ال )صلى ال عليه وآله( يده في الطبق وسمى ال وقال‪ :‬كلخخوا‬
‫بسم ال‪ ،‬فأكلت فاطمة ورسول الخ )صخلى الخ عليخخه وآلخخه( وعلخخي والحسخن‬
‫والحسين فبينما هم يخخأكلون إذ وقخخف سخخائل علخخى البخخاب فقخخال‪ :‬السخخلم عليكخخم‬
‫أطعمونا مما رزقكم ال‪ ،‬فقال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬اخسخخأ‪ ،‬فقخخالت‬
‫فاطمة‪ :‬يا رسول ال ! ما هكذا تقول للمسكين‪ ،‬فقخخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( إنه الشيطان وأن جبرئيل جاءكم بهذا الطعام من الجنة فخخأراد الشخخيطان‬
‫أن يصيب منه وما كان ذلك ينبغي له‪ .‬وعن حذيفة قال‪ :‬كان النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( ل ينام حخختى يقبخخل عخخرض وجنخخة فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( أو بيخخن‬
‫ثدييها‪ .‬وعن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال كان رسول ال )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( ل ينام حتى يضع وجهه الكريم بين ثديي فاطمة )عليهخخا السخخلم(‪.‬‬
‫‪ - 65‬ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عخخن الجخخوهري‪ ،‬عخخن شخخعيب بخخن واقخخد عخخن‬
‫إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إنما سميت فاطمة محدثة لن الملئكة كخخانت تهبخخط مخخن‬
‫السخخماء فتناديهخخا كمخخا تنخخادي مريخخم بنخخت عمخخران فتقخخول‪ :‬يخخا فاطمخخة )إن الخ‬
‫اصطفيك وطهرك واصطفيك على نساء العالمين ‪ -‬يخخا فاطمخخة ‪ -‬اقنخختي لربخخك‬
‫واسجدي واركعخخي مخخع الراكعيخخن( )‪ (2‬فتحخخدثهم ويحخخدثونها فقخخالت لهخخم ذات‬
‫ليلة‪ :‬أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا‪ :‬إن مريم‬
‫كانت سيدة نساء عالمها وإن ال عز وجل جعلك سيدة نساء عالمخخك وعالمهخخا‬
‫وسيدة نساء الولين والخرين‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكعك خبز معروف فارسخي معخرب ‪ .-‬والقخط بفتخح الهمخزة وكسخر القخاف وقخخد‬
‫تسكن للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها لبن يابس متحجر يتخذ من مخيخخض‬
‫الغنم يقال له بالفارسية )كشك( ‪ .-‬والقطف بالكسر العنقود‪ (2) .‬آل عمران‪:‬‬
‫‪.38 .37‬‬

‫]‪[79‬‬

‫كتخخاب دلئل المامخخة للطخخبري عخخن أبخخي محمخخد هخخارون بخخن موسخخى التلعكخخبري عخخن‬
‫الصدوق مثله‪ - 66 .‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن المؤدب‪ ،‬عن أحمخخد بخخن‬
‫علي الصبهاني‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن إسماعيل بن بشخخار قخخال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن جعفر الحضرمي بمصر منذ ثلثين سنة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سخخليمان‪،‬‬
‫قال محمد بن أبي بكر‪ ،‬لما قرأ‪ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نخخبي )‪(1‬‬
‫ول محدث قلت‪ :‬وهل يحدث الملئكة إل النبياء ؟ قال‪ :‬إن مريم لم تكن نبية‬
‫وكانت محدثة‪ ،‬وأم موسى بن عمخران كخانت محدثخة ولخم تكخن نبيخة‪ ،‬وسخارة‬
‫امخخرأة إبراهيخخم قخخد عخخاينت الملئكخخة فبشخخروها بإسخخحاق ومخخن وراء إسخخحاق‬
‫يعقوب ولم تكن نبية‪ ،‬وفاطمة بنت رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( كخخانت‬
‫محدثة ولم تكن نبية‪ .‬قال الصدوق ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬قد أخبر ال عخخز وجخخل فخخي‬
‫كتابه بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلى الناس في قخخوله تبخخارك وتعخخالى )ومخخا‬
‫أرسلنا قبلك إل رجال نوحي إليهخخم( )‪ (2‬ولخخم يقخخل نسخخاء‪ ،‬والمحخخدثون ليسخخوا‬
‫برسل ول أنبياء‪ - 67 .‬ير ]كا[‪ :‬أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال‪ :‬سأل أبا عبخخد الخ )عليخخه السخخلم(‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن الجفر‪ ،‬فقال‪ :‬هخو جلخد ثخور مملخوء علمخا‪ ،‬فقخال لخه‪ :‬مخا‬
‫الجامعة ؟ قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الديم مثخخل فخخخذ‬
‫الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من من قضية إل وفيهخا حخختى أرش‬
‫الخدش‪ ،‬قال له‪ :‬فمصحف فاطمة ؟ فسكت طويل ثم قال‪ :‬إنكم لتبحثخخون عمخخا‬
‫تريدون وعما ل تريدون‪ ،‬إن فاطمة مكثت بعد رسول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( خمسة وسبعين يومخخا وقخخد كخخان دخلهخخا حخخزن شخخديد علخخى أبيهخخا‪ ،‬وكخخان‬
‫جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسخخها ويخبرهخخا عخخن أبيهخخا‬
‫ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها‪ ،‬وكان علي )عليه السلم( يكتب‬
‫ذلك‪ ،‬فهذا مصحف فاطمة‪(3) .‬‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .51 :‬النبياء‪ (3) 7 :‬أصول الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.241‬‬

‫]‪[80‬‬

‫‪ - 68‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن حماد بن عثمان قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬تظهخخر زنادقخخة سخخنة ثمانيخخة وعشخخرين ومخخائة‬
‫وذلك لني نظرت في مصحف فاطمة‪ ،‬قخخال‪ :‬فقلخخت‪ :‬ومخخا مصخخحف فاطمخخة ؟‬
‫فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى لما قبض نبيه )صلى الخ عليخخه وآلخخه( دخخخل علخى‬
‫فاطمة من وفاته من الحزن ما ل يعلمه إل ال عز وجخخل‪ ،‬فأرسخخل إليهخخا ملكخخا‬
‫يسلي عنها غمها ويحدثها‪ ،‬فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‬
‫لها‪ :‬إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي‪ ،‬فأعلمته فجعل يكتخخب كلمخخا‬
‫سمع حتى أثبت مخخن ذلخخك مصخخحفا‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم قخخال‪ :‬أمخخا إنخخه ليخخس مخخن الحلل‬
‫والحرام‪ ،‬ولكن فيه علم ما يكون‪ - 69 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد مثلخخه )‬
‫‪ .(1‬أقخخول‪ :‬قخخد أوردنخخا كخخثيرا مخخن فضخخائلها ومناقبهخخا وسخخيرها )صخخلوات الخ‬
‫عليها( في باب غصب فدك وباب فضائل أصحاب الكسخخاء )عليهخخم السخخلم(‪.‬‬
‫وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير الثعلبي بإسناده عخخن‬
‫مجاهد قال‪ :‬خرج رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخد أخخخذ بيخخد فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( وقال‪ :‬من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفهخخا فهخخي فاطمخخة‬
‫بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذانخخى‪،‬‬
‫ومن آذانى فقد آذى ال‪ .‬كتاب الدلئل للطبري‪ ،‬عن أبي الفخخرج المعافخخا‪ ،‬عخخن‬
‫إسحاق بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن إسخخماعيل بخخن إبراهيخخم‬
‫بن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن عمه زيد بن علي قال‪ :‬حدثتني فاطمخة بنخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬قال لي رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله )‪ :‬أل أبشرك ؟ إذا أراد ال أن يتحف زوجة وليه فخخي الجنخخة بعخخث إليخخك‬
‫تبعثين إليها من حليك‪) * .‬هامش( )‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.240‬‬

‫]‪[81‬‬

‫)‪) (4‬باب( )سيرها ومكارم أخلقها )صلوات ال عليهخخا( وسخخير بعخخض خخخدمها( ‪- 1‬‬
‫ب‪ :‬السندي بن محمد‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه )عليهمخخا‬
‫السلم( قال‪ :‬تقاضى علي وفاطمة إلى رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( فخخي‬
‫الخدمة‪ ،‬فقضى على فاطمة بخدمخخة مخخا دون البخخاب‪ ،‬وقضخخى علخخى علخخي بمخخا‬
‫خلفه‪ ،‬قال‪ :‬فقالت فاطمة‪ :‬فل يعلخخم مخخا داخلنخخي مخخن السخخرور إل ال خ بإكفخخائي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( تحمخخل رقخخاب الرجخخال‪ .‬بيخخان‪ :‬تحمخخل رقخخاب‬
‫الرجال أي تحمل امور تحملها رقابهم من حمل القرب والحطب‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون كناية عن التبرز من بين الرجال‪ ،‬أو المشي على رقخخاب النخخائمين عنخخد‬
‫خروجها ليل للستقاء أي التحمل على رقخخابهم ول يبعخخد أن يكخخون أصخخله مخخا‬
‫تحمل فاسقطت كلمة )ما( من النساخ‪ .‬ثم اعلم أن المعروف في اللغخخة كفخخاه ل‬
‫أكفاه ولعل فيه أيضا تصحيفا )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي بن الحسخخين )عليهمخخا السخخلم( أنخخه قخال‪ :‬حخدثتني أسخخماء بنخت‬
‫عميس قخالت‪ :‬كنخت عنخد فاطمخة )عليهخا السخلم( إذ دخخل عليهخا رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وفي عنقها قلدة من ذهب كان اشخختراها لهخخا علخخي بخخن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( من فئ‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪:‬‬
‫يا فاطمة ل يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لبخخاس الجبخخابرة‪ ،‬فقطعتهخخا‬
‫وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها‪ ،‬فسر بذلك رسول ‪ -‬ال )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ - 3 .‬ع‪ :‬ابن مقبرة‪ ،‬عن محمد بن عبد ال الحضخخرمي‪ ،‬عخخن جنخخدل بخخن‬
‫والق عن محمد بن عمر المازني‪ ،‬عن عبادة الكلبي‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن فاطمة الصغرى‪ ،‬عن الحسين بن علخخي‪،‬‬
‫عن أخيه الحسن بن علي بخخن أبخخي طخخالب )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬رأيخخت أمخخي‬
‫فاطمة )عليها السلم( قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعخخة سخخاجدة‬
‫حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات‬

‫)‪ (1‬بخخل هخخو مصخخدر أكفخخأ مهمخخوزا والمخخراد كفخخاءة الزوجخخة تحمل مثخخل تحمل رقخخاب‬
‫الرجال‪.‬‬
‫]‪[82‬‬

‫وتسميهم وتكثر الدعاء لهم‪ ،‬ول تدعو لنفسخخها بشخخئ‪ ،‬فقلخخت لهخخا‪ :‬يخخا أمخخاه لخخم ل تخخدعين‬
‫لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت‪ :‬يا بني ! الجار ثم الدار‪ - 4 .‬ع‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫محمد بن عبد الرحمن المروزي‪ ،‬عن جعفر المقري‪ ،‬عن محمخخد بخخن الحسخخن‬
‫الموصلي‪ ،‬عن محمد بن عاصم‪ ،‬عن أبي زيد الكحال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن موسخخى‬
‫بن جعفر‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬كخخانت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ول تدعو لنفسخخها‪ ،‬فقيخخل لهخخا‪ :‬يخخا‬
‫بنت رسول ال إنك تدعين للناس ول تدعين لنفسك‪ ،‬فقالت‪ :‬الجخخار ثخخم الخخدار‪.‬‬
‫‪ - 5‬ع‪ :‬القطخان‪ ،‬عخن السخكري‪ ،‬عخن الحكخم بخخن أسخخلم‪ ،‬عخن ابخن عليخة‪ ،‬عخن‬
‫الحريري‪ ،‬عن أبي الورد بن ثمامة‪ ،‬عن علي )عليه السلم( أنخخه قخخال لرجخخل‬
‫من بني سعد‪ :‬أل أحدثك عني وعن فاطمة إنها كانت عندي وكانت من أحخخب‬
‫أهله إليه وأنها استقت بالقربخخة حخختى أثخخر فصخخدرها‪ ،‬وطحنخخت بخخالرحى حخختى‬
‫مجلت يداها‪ ،‬وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها‪ ،‬وأوقدت النخخار تحخخت القخخدر‬
‫حتى دكنت ثيابها‪ ،‬فأصابها من ذلك ضرر شخخديد‪ .‬فقلخخت لهخخا‪ :‬لخخو أتيخخت أبخخاك‬
‫فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا العمخخل فخأتت النخخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( فوجدت عنده حداثا فاستحت فانصرفت‪ .‬قخخال‪ :‬فعلخخم النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( أنها جاءت لحاجة‪ ،‬قال‪ :‬فغدا علينا رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( ونحن في لفاعنا فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فسكتنا واستحيينا لمكاننا‪ ،‬ثم قخخال‪:‬‬
‫السخخلم عليكخخم فسخخكتنا ثخخم قخخال‪ :‬السخخلم عليكخخم‪ .‬فخشخخينا إن لخخم نخخرد عليخخه أن‬
‫ينصرف وقد كان يفعخخل ذلخخك يسخخلم ثلثخخا فخخإن أذن لخخه وإل انصخخرف‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫وعليك السلم يا رسول ال أدخل فلم يعخخد أن جلخخس عنخخد رؤوسخخنا‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ قال‪ :‬فخشيت إن لخخم نجبخخه أن يقخخوم‬
‫قال‪ :‬فأخرجت رأسي فقلت‪ :‬أنا وال أخبرك يا رسول ال إنها استقت بالقربخخة‬
‫حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلخخت يخخداها‪ ،‬وكسخخحت الخخبيت‬
‫حتى اغبرت ثيابها‪ ،‬وأوقدت تحت القخخدر حخختى دكنخخت ثيابهخخا‪ ،‬فقلخخت لهخخا‪ :‬لخخو‬
‫أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه من هذا‬

‫]‪[83‬‬

‫العمل‪ ،‬قال‪ :‬أفل اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلثخخا‬
‫وثلثين‪ ،‬واحمدا ثلثا وثلثين‪ ،‬وكبرا أربع وثلثيخخن قخخال‪ :‬فخخأخرجت )عليهخخا‬
‫السلم( رأسها فقخخالت‪ :‬رضخخيت عخخن الخ ورسخخوله ثلث دفعخخات‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال‬
‫الجزري‪ :‬مجلت يده تمجل مجل‪ ،‬إذا ثخن جلدها في العمل بالشياء الصخخلبة‪،‬‬
‫ومنها حديث فاطمة أنها شكت إلى علي )عليه السلم( مجل يدها من الطحن‪.‬‬
‫وقال‪ :‬في حديث فاطمة‪ :‬أنها أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها‪ ،‬دكخخن الثخخوب إذا‬
‫اتسح واغبر لونه يدكن دكنا‪ .‬وقال‪ :‬اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان‬
‫أو غيره ومنه حديث علي وفاطمة‪ :‬وقد دخلنا في لفاعنا أي لحافنا‪ .‬وقال‪ :‬في‬
‫حديث فاطمة أنها جائت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فوجدت عنده حخخداثا‬
‫أي جماعة يتحدثون‪ ،‬وهخو جمخخع علخى غيخر قيخاس حمل علخخى نظيخخره‪ ،‬نحخخو‬
‫سامر وسمار فان السمار المحدثون‪ .‬قوله‪ :‬فلم يعد أن جلخخس‪ ،‬أي لخخم يتجخخاوز‬
‫عن الجلوس من عدا يعد وقال الجوهري‪ :‬عداه أي جاوزه‪ ،‬وما عدا فلن أن‬
‫صنع كذا‪ - 6 .‬كا‪ ،‬مكا‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قخخال‪ :‬كخخان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( إذا أراد السخخفر سخخلم علخخى مخخن أراد التسخخليم‬
‫عليه من أهله ثم يكخون آخخر مخن يسخلم عليخه فاطمخة )عليهخا السخلم( فيكخون‬
‫وجهه إلى سفره من بيتها‪ ،‬وإذا رجع بدأ بهخا‪ .‬فسخافر مخرة وقخد أصخاب علخي‬
‫)عليه السلم( شيئا من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج فأخذت سخخوارين مخخن‬
‫فضة وعلقت على بابها سترا‪ ،‬فلما قدم رسول ال )صلى ال عليه وآله( دخل‬
‫المسجد فتوجه نحخو بيخت فاطمخة كمخا كخان يصخنع‪ ،‬فقخامت فرحخة إلخى أبيهخا‬
‫صبابة وشوقا إليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر‪،‬‬
‫فقعخخد رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( حيخخث ينظخخر إليهخخا‪ ،‬فبكخخت فاطمخخة‬
‫وحزنت وقالت‪ :‬ما صنع هذا بي قبلها‪ .‬فدعت ابنيها فنزعت الستر مخخن بابهخخا‬
‫وخلعت السوارين من يديها‪ ،‬ثخخم دفعخخت السخخوارين إلخخى أحخخدهما والسخختر إلخخى‬
‫الخر ثم قالت لهما‪ :‬انطلقا إلى أبي فأقرئاه‬

‫]‪[84‬‬

‫السلم وقول له‪ :‬ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك بخخه‪ ،‬فجخخاءاه فأبلغخخاه ذلخخك عخخن أمهمخخا‬
‫فقبلهما رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( والتزمهمخخا وأقعخخد كخخل واحخخد منهمخخا‬
‫على فخذه‪ ،‬ثم أمر بذينك السوارين فكسرا فجعلهما قطعا ثم دعا أهخخل الصخخفة‬
‫]وهم[ قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ول أموال‪ ،‬فقسمه بينهخخم قطعخخا‪،‬‬
‫ثم جعل يدعو الرجل منهخخم العخخاري الخخذي ل يسخختتر بشخخئ وكخخان ذلخخك السخختر‬
‫طويل ليس له عرض فجعل يؤزر الرجل فإذا التقيا عليه قطعخخه حخختى قسخخمه‬
‫بينهم أزرا ثم أمر النسخخاء ل يرفعخخن رؤوسخخهن مخخن الركخخوع والسخخجود حخختى‬
‫يرفخخع الرجخخال رؤوسخخهم‪ ،‬وذلخخك أنهخخم كخخانوا مخخن صخخغر إزارهخخم إذا ركعخخوا‬
‫وسخخجدوا بخخدت عخخورتهم مخخن خلفهخخم ثخخم جخخرت بخخه السخخنة أن ل يرفخخع النسخخاء‬
‫رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال‪ .‬ثم قال رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬رحم ال فاطمة ليكسونها ال خ بهخخذا السخختر مخخن كسخخوة الجنخخة‪،‬‬
‫وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة‪ .‬عن الكاظم )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬دخل على ابنته فاطمة )عليها السلم( وفي‬
‫عنقها قلدة‪ ،‬فأعرض عنها‪ ،‬فقطعتها ورمت بها‪ ،‬فقال لها رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬أنت مني ائتيني يا فاطمة ثم جخخاء سخخائل فنخخاولته القلدة‪- 7 .‬‬
‫قب‪ :‬حلية أبي نعيم ومسند أبي يعلى قالت عائشة‪ :‬ما رأيت أحخخدا قخخط أصخخدق‬
‫من فاطمة غير أبيها‪ .‬ورويا أنه كان بينهما شئ فقالت عائشة‪ :‬يا رسخخول ال خ‬
‫سخخلها فإنهخخا ل تكخخذب وقخخد روى الحخخديثين عطخخا وعمخخرو بخخن دينخخار‪ .‬الحسخخن‬
‫البصري‪ :‬ما كخان فخخي هخذه المخخة أعبخخد مخن فاطمخخة كخانت تقخوم حخختى تخورم‬
‫قدماها‪ .‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله( لها‪ :‬أي شئ خير للمرأة ؟ قالت‪ :‬أن‬
‫ل ترى رجل ول يراها رجل‪ .‬فضمها إليه وقال‪ :‬ذريخخة بعضخخها مخخن بعخخض‪.‬‬
‫وفي الحلية‪ :‬الوزاعي عن الزهري قال‪ :‬لقد طحنت فاطمة بنخخت رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‬

‫]‪[85‬‬

‫حتى مجلت )‪ (1‬يداها وطب الرحى في يدها‪ .‬بيان‪ :‬طب أي تأنى في المور وتلطخخف‬
‫ولعل المعنى أثخخرت فيهخخا قليل قليل ولعخخل فيخخه تصخخحيفا )‪ - 8 .(2‬قخخب‪ :‬فخخي‬
‫الصحيحين إن عليا )عليه السلم( قال أشتكي مما أندء بالقرب فقخخالت فاطمخخة‬
‫)عليها السلم(‪ :‬وال إني أشتكي يدي ممخا أطحخخن بخالرحى وكخخان عنخخد النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أسارى فأمرها أن تطلخخب مخخن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآلخه( خادمخا‪ ،‬فخدخلت علخى النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( وسخلمت عليخه و‬
‫رجعت‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬مالك ؟ قالت‪ :‬وال مخخا اسخختطعت‬
‫أن أكلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( من هيبته‪ ،‬فخخانطلق علخخي معهخخا إلخخى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال لهما‪ :‬لقد جخخاءت بكمخخا حاجخخة‪ ،‬فقخخال علخخي‪:‬‬
‫مجاراتهما فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل ولكني أبيعهم وانفخخق أثمخخانهم علخخى‬
‫أهل الصفة‪ ،‬وعلمها تسبيح الزهراء‪ .‬كتاب الشيرازي أنها لمخخا ذكخخرت حالهخخا‬
‫وسألت جارية بكى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقخخال‪ :‬يخخا فاطمخخة والخخذي‬
‫بعثني بالحق إن فخخي المسخخجد أربعمخخائة رجخخل مخخالهم طعخام ول ثيخخاب ولخخو ل‬
‫خشيتي خصلة لعطيتك ما سألت‪ ،‬يا فاطمة إني ل أريد أن ينفك عنك أجرك‬
‫إلى الجارية‪ ،‬وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب )عليه السلم( يخخوم‬
‫القيامة بين يدي ال عز وجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلة التسبيح فقال‬
‫أمير المؤمنين‪ :‬مضيت تريدين من رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( الخخدنيا‬
‫فأعطانا ال ثخخواب الخخخرة‪] .‬قخخال[ قخخال أبخخو هريخخرة‪ :‬فلمخخا خخخرج رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( من عند فاطمة أنزل ال علخخى رسخخوله )وإمخخا تعرضخخن‬
‫عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها( يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة ابتغخخاء‬
‫مرضاة ال‪ ،‬يعني طلب رحمة من ربك‪ ،‬يعني رزقا من ربك ترجوهخخا )فقخخل‬
‫لهم قول ميسورا( )‪ (3‬يعني قول حسنا‪ .‬فلما نزلت هذه الية أنفذ رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( جارية إليها للخدمة وسماها فضة‪ .‬تفسير الثعلبي‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬وتفسير القشيري‪ ،‬عن جابر النصاري أنه‬

‫)‪ (1‬مجلت يده قرحت يده أو تجمع ماء فيها بين الجلد واللحخخم بسخخبب العمخخل‪ (2) .‬بخخل‬
‫المراد بالطب أن تجعل طبابخخة أي سخخيرا مخخن الجلخخد علخخى الرحخخى فتمسخخكها‬
‫بيدها وتدير‪ (3) .‬السراء‪.30 :‬‬
‫]‪[86‬‬

‫رأى النبي )صلى ال عليه وآله( فاطمة وعليهخخا كسخخاء مخخن أجلخخة البخخل وهخخي تطحخخن‬
‫بيديها وترضع ولدها‪ ،‬فدمعت عينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يخخا‬
‫بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلوة الخرة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال الحمد لخ علخخى‬
‫نعمائه‪ ،‬والشكر ل على آلئه فأنزل ال )ولسخخوف يعطيخخك ربخخك فترضخخى( )‬
‫‪ .(1‬ابن شاهين في مناقب فاطمة‪ ،‬وأحمد في مسخند النصخار بإسخنادهما عخن‬
‫أبي هريرة وثوبان أنهما قال‪ :‬كان النبي )صلى ال عليه وآله( يبدأ في سخخفره‬
‫بفاطمة ويختم بها‪ ،‬فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقخخدوم أبيهخخا وزوجهخخا‬
‫فلما رآه النبي )صلى ال عليه وآلخخه( تجخخاوز عنهخخا وقخخد عخخرف الغضخخب فخخي‬
‫وجهه حتى جلس عند المنخبر فنزعخت قلدتهخا وقرطيهخا ومسخكتيها ونزعخت‬
‫الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت‪ :‬إجعل هذا في سبيل ال فلما أتاه قخخال )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬قد فعلت فداها أبوها ثلث مرات ما لل محمد وللخخدنيا فخخإنهم خلقخخوا‬
‫للخرة وخلقت الدنيا لهم‪ .‬وفي رواية أحمد‪ :‬فإن هؤلء أهخخل بيخختي ول أحخخب‬
‫أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا‪ .‬أبو صالح المؤذن في كتابه بالسخناد عخخن‬
‫علي )عليه السلم( أن النبي )صلى ال عليخه وآلخه( دخخل علخى ابنتخه فاطمخة‬
‫فإذا في عنقها قلدة‪ ،‬فأعرض عنها‪ ،‬فقطعهخخا فرمخخت بهخخا‪ ،‬فقخخال رسخخول الخخ‪:‬‬
‫أنت مني يا فاطمة ثم جاءها سخخائل فنخخاولته القلدة‪ .‬أبخخو القاسخخم القشخخيري فخخي‬
‫كتابه‪ :‬قال بعضهم‪ :‬انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة‪ ،‬فقلخخت لهخخا‪:‬‬
‫من أنت ؟ فقالت )وقل سلم فسوف تعلمون( )‪ (2‬فسخخلمت عليهخخا‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا‬
‫تصنعين ههنا ؟ قالت‪) :‬من يهدي ال فل مضل له( )‪ (3‬فقلت‪ :‬أمن الجن أنت‬
‫أم من النس ؟ قالت‪) :‬يا بني آدم خذوا زينتكم( )‪ (4‬فقلت‪ :‬من أين‬

‫)‪ (1‬الضحى‪ (2) .5 :‬الزخرف‪ (3) .89 :‬لم نجد بهذا اللفظ آية في القرآن والموجود‬
‫فيه‪ :‬الزمر‪ 38 :‬ومن يهدى ال فماله من مضل‪ (4) .‬العراف‪.29 :‬‬

‫]‪[87‬‬

‫أقبلت ؟ قالت‪) :‬ينادون من مكان بعيد( )‪ (1‬فقلخخت‪ :‬أيخخن تقصخخدين ؟ قخخالت‪) :‬ولخ علخخى‬
‫الناس حج البيت( )‪ (2‬فقلخت‪ :‬مخختى انقطعخت ؟ قخالت‪) :‬ولقخد خلقنخا السخخموات‬
‫والرض في ستة أيام( )‪ (3‬فقلت‪ :‬أتشخختهين طعامخخا ؟ فقخخالت‪) :‬ومخخا جعلنخخاهم‬
‫جسدا ل يأكلون الطعام( )‪ (4‬فأطعمتها‪ ،‬ثم قلت‪ :‬هرولخخي ول تعجلخخي‪ ،‬قخخالت‪:‬‬
‫)ل يكلف ال نفسا إل وسعها( )‪ (5‬فقلت‪ :‬أردفك ؟ فقالت‪) :‬لو كان فيهما آلهة‬
‫إل ال لفسدتا( )‪ (6‬فنزلت فأركبتها‪ ،‬فقالت‪) :‬سبحان الخخذي سخخخر لنخخا هخخذا( )‬
‫‪ .(7‬فلما أدركنا القافلة قلت‪ :‬ألك أحد فيها ؟ قالت‪) :‬يا داود إنا جعلنخخاك خليفخخة‬
‫في الرض( )‪) (8‬وما محمد إل رسخول( )‪) (9‬يخا يحيخى خخذ الكتخاب( )‪(10‬‬
‫)يا موسى إني أنا ال( )‪ (11‬فصحت بهخخذه السخخماء‪ ،‬فخخإذا أنخخا بأربعخخة شخخباب‬
‫متوجهين نحوها‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء منك ؟ قالت‪) :‬المال والبنون زينة الحيخخوة‬
‫الدنيا( )‪ (12‬فلما أتوها قالت‪) :‬يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القخخوي‬
‫الميخخن( )‪ (13‬فكخخافوني بأشخخياء فقخخالت‪) :‬وال خ يضخخاعف لمخخن يشخخاء( )‪(14‬‬
‫فزادوا علخى فسخألتهم عنهخخا فقخالوا‪ :‬هخذه أمنخخا فضخخة جاريخخة الزهخخراء )عليهخخا‬
‫السلم( ما تكلمت منذ عشرين سنة إل بالقرآن‪ - 9 .‬قية‪ :‬من كتاب زهد النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لبي جعفر أحمد القمي أنه لمخخا نزلخت هخذه اليخة علخخى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لهخخا سخخبعة أبخخواب‬
‫لكل باب منهم جزء مقسوم " )‪ (15‬بكى النبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( بكخخاء‬
‫شديدا وبكت صحابته لبكائه‬

‫)‪ (1‬فصلت‪ (2) .44 :‬آل عمران‪ (3) .91 :‬ق‪ 37 :‬بزيادة‪ :‬وما بينهما‪ .‬بخخالرض‪) .‬‬
‫‪ (4‬النبياء‪ (5) .8 :‬البقرة‪ (6) .286 :‬النبياء‪ (7) .22 :‬الزخرف‪) .12 :‬‬
‫‪ (8‬ص‪ (9) .25 :‬آل عمران‪ (10) .138 :‬مريخم‪ (11) .13 :‬طخخه‪ 11 :‬و‬
‫‪ (12) .13‬الكهف‪ (13) .44 :‬القصص‪ (14) .26 :‬البقرة‪(15) .263 :‬‬
‫الحجر‪ 43 :‬و ‪.44‬‬

‫]‪[88‬‬

‫ولم يدروا ما نزل به جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬ولم يستطع أحد مخخن صخخحابته أن يكلمخخه‪.‬‬
‫وكان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا رأى فاطمة )عليهخخا السخخلم( فخخرح بهخخا‪،‬‬
‫فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها‪ ،‬فوجد بيخخن يخخديها شخخعيرا وهخخي تطحخخن‬
‫فيه وتقول‪) :‬وما عند ال خير و أبقى( )‪ (1‬فسلم عليها وأخبرهخا بخخبر النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وبكائه‪ .‬فنهضت والتفت بشملة لها خلقة قد خيطت فخخي‬
‫إثني عشر مكانا بسعف النخل‪ ،‬فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشخخملة‬
‫وبكى وقخخال‪ :‬واحزنخخاه إن ]بنخخات[ قيصخخر وكسخخرى لفخخي السخخندس والحريخخر‪،‬‬
‫وابنة محمد )صلى ال عليه وآله( عليها شخخملة صخخوف خلقخخة قخخد خيطخخت فخخي‬
‫إثنى عشر مكانا‪ .‬فلما دخلت فاطمة على النبي )صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن سلمان تعجب من لباسي‪ ،‬فو الذي بعثخخك بخخالحق مخخا لخخي ولعلخخي‬
‫منذ خمس سنين إل مسك كبش نعلف عليهخا بالنهخار بعيرنخا‪ ،‬فخإذا كخان الليخل‬
‫افترشناه وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف فقال النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪:‬‬
‫يا سلمان إن ابنخختي لفخخي الخيخخل السخخوابق‪ .‬ثخخم قخالت‪ :‬يخخا أبخخت فخخديتك مخخا الخخذي‬
‫أبكاك ؟ فذكر لها ما نزل بخخه جبرئيخخل مخخن اليخختين المتقخخدمتين قخخال‪ :‬فسخخقطت‬
‫فاطمة )عليها السلم( على وجههخخا وهخخي تقخخول‪ :‬الويخخل ثخخم الويخخل لمخخن دخخخل‬
‫النار‪ ،‬فسمع سلمان فقال‪ :‬يا ليتني كنخت كبشخا لهلخخي فخأكلوا لحمخي و مزقخخوا‬
‫جلدي ولم أسمع بذكر النار‪ ،‬وقال أبو ذر‪ :‬يا ليت أمي كانت عاقرا ولم تلدني‬
‫ولم أسمع بذكر النار‪ ،‬وقال مقداد‪ :‬يا ليتني كنخخت طخخائرا فخي القفخخار ولخخم يكخخن‬
‫علي حساب ول عقاب ولم أسمع بذكر النار‪ ،‬وقخخال علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬يخخا‬
‫ليت السباع مزقت لحمي وليت أمي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار‪ .‬ثم وضخخع‬
‫علي )عليه السلم( يده على رأسه وجعل يبكي ويقول‪ :‬وا بعد سفراه ! وا قلة‬
‫زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار ويتخطفون‪ ،‬مرضى ل يعاد سخخقيمهم‪،‬‬
‫و جرحى ل يخخداوى جريحهخخم‪ ،‬وأسخخرى ل يفخخك أسخخرهم‪ ،‬مخخن النخخار يخخأكلون‪،‬‬
‫ومنهخخا يشخخربون وبيخخن أطباقهخخا يتقلبخخون‪ ،‬وبعخخد لبخخس القطخخن مقطعخخات النخخار‬
‫يلبسون‪ ،‬وبعد معانقة الزواج‬

‫)‪ (1‬القصص‪.60 :‬‬

‫]‪[89‬‬

‫مع الشياطين مقرنون‪ - 10 .‬كشف‪ :‬من مسند أحمد بخخن حنبخخل )‪ (1‬عخخن ثوبخخان مخخولى‬
‫رسول ال قال‪ :‬كان رسول ال إذا سافر آخر عهده بإنسان مخخن أهلخخه فاطمخخة‪،‬‬
‫وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة )عليها السلم( قال‪ :‬فقدم من غزاة فأتاهخخا‬
‫فإذا هو بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين )عليهما السخلم( قلخخبين‬
‫من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلمخخا رأت ذلخخك فاطمخخة ظنخخت أنخخه لخخم يخخدخل‬
‫عليهخخا مخخن أجخخل مخخا رأى‪ ،‬فهتكخخت السخختر ونزعخخت القلخخبين مخخن الصخخبيين‬
‫فقطعتهما‪ ،‬فبكى الصبيان فقسمته بينهما‪ ،‬فانطلقا إلى رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( وهما يبكيان فأخذه رسول ال )صلى ال عليه وآله( منهمخخا وقخخال‪:‬‬
‫يا ثوبان إذهب بهذا إلى بني فلن أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمخخة قلدة مخخن‬
‫عصب وسوارين من عاج‪ ،‬فإن هؤلء أهل بيتي ول أحب أن يأكلوا طيبخخاتهم‬
‫في حياتهم الدنيا‪ .‬بيان‪ :‬القلب بالضم‪ :‬السوار‪ ،‬قال الجزري‪ :‬في حديث ثوبان‬
‫أن فاطمة حلت الحسن والحسين بقلبين من فضة‪ ،‬القلب‪ :‬السوار‪ .‬وقال‪ :‬وفيه‬
‫أنخخه قخخال لثوبخخان‪ :‬اشخختر لفاطمخخة قلدة مخخن عصخخب وسخخوارين مخخن عخخاج قخخال‬
‫الخطابي في المعالم‪ :‬إن لم تكن الثياب اليمانية فل أدري ما هخخو ومخخا أرى أن‬
‫القلدة تكخخون منهخخا‪ ،‬وقخخال أبخخو موسخخى‪ :‬يحتمخخل عنخخدي أن الروايخخة إنمخخا هخخي‬
‫العصب بفتح الصاد وهو أطناب مفاصل الحيوان‪ ،‬وهو شخخئ مخخدور فيحتمخخل‬
‫أنهم كانوا يأخذون عصخخب بعخخض الحيوانخخات الطخخاهرة فيقطعخخونه ويجعلخخونه‬
‫شبه الخرز فإذا يبس يتخذون منه القلئد وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظخخام‬
‫السلحفاة وغيرها السورة جاز وأمكخخن أن يتخخخذ مخخن عصخخب أشخخباهها خخخرز‬
‫ينظم القلئد‪ .‬قال‪ :‬ثم ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصخخب سخخن دابخخة بحريخخة‬
‫تسمى‪ :‬فخرس فرعخون يتخخذ منهخخا الخخرز وغيخر الخخرز مخن نصخخاب سخخكين‬
‫وغيره‪ ،‬ويكون أبيض‪ - 11 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫عثمان بن عيسخى‪ ،‬عخن فخرات ابخن أحنخف قخال‪ :‬سخمعت أبخا عبخد الخ )عليخه‬
‫السلم( يقول‪ :‬ليس على وجه الرض بقلة أشرف ول أنفع من الفرفخخخ وهخخو‬
‫بقلة فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬ثم قال‪ :‬لعن ال بني أمية هم سموها‬
‫)‪ (1‬والظاهر إنه منقول من كتاب معالم العترة‪ ،‬راجع المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.6‬‬

‫]‪[90‬‬

‫بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة )عليها السلم(‪ - 12 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬بقلة رسول ال )صلى ال عليه وآله( الهندباء‪ ،‬و بقلخخة‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( الباذروج‪ ،‬وبقلة فاطمة )عليها السلم( الفرفخخخ‪.‬‬
‫‪ - 13‬يب‪ :‬محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محسن بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن محمد بن جناب‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قخخال‪:‬‬
‫إن فاطمة )عليها السلم( كانت تأتي قبور الشهداء في كل غخخداة سخخبت فتخخأتي‬
‫قبر حمزة وتترحم عليه‪ ،‬وتستغفر له‪ - 14 .‬فس‪) :‬إنما النجوى من الشخخيطان‬
‫ليحزن الخخذين آمنخخوا وليخخس بضخخارهم شخخيئا إل بخخاذن الخ وعلخخى الخ فليتوكخخل‬
‫المؤمنون( )‪ (1‬قال‪ :‬فإنه حدثني أبي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كخخان سخخبب نخخزول هخخذه اليخخة أن‬
‫فاطمة )عليها السلم( رأت في منامها أن رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫هخخم أن يخخخرج هخخو وفاطمخخة وعلخخي والحسخخن والحسخخين )عليهخخم السخخلم( مخخن‬
‫المدينة فخرجوا حتى جاوزوا مخخن حيطخخان المدينخخة‪ ،‬فتعخخرض لهخخم طريقخخان‪،‬‬
‫فأخذ رسخول الخ )صخلى الخ عليخخه وآلخخه( ذات اليميخن حختى انتهخى بهخم إلخخى‬
‫موضع فيه نخل وماء‪ ،‬فاشترى رسول ال )صلى ال عليه وآله( شخخاة كخخبراء‬
‫‪ -‬وهي التي في إحدى أذنيها نقط بيض ‪ -‬فأمر بخخذبحها فلمخخا أكلخخوا مخخاتوا فخخي‬
‫مكانهم‪ ،‬فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلخخم تخخخبر رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( بذلك‪ .‬فلمخخا أصخخبحت جخاء رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( بحمخخار‬
‫فأركب عليه فاطمة )عليها السلم( وأمر أن يخرج أميخخر المخخؤمنين والحسخخن‬
‫والحسين )عليهم السلم( من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلمخخا خرجخخوا‬
‫من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫ذات اليمين كما رأت فاطمة حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء‪ ،‬فاشخخترى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( شاة كما رأت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فخخأمر‬
‫بذبحها‪ ،‬فذبحت وشويت‪ .‬فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحخخت ناحيخخة منهخخم‬
‫تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( حخختى وقخخع‬
‫عليها وهي تبكي فقال‪ :‬ما شأنك يا بنية ؟ قالت‪:‬‬

‫)‪ (1‬المجادلة‪.11 :‬‬

‫]‪[91‬‬
‫يا رسول ال إني رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيتخخه فتنحيخخت‬
‫عنكخخم فل أراكخخم تموتخخون‪ .‬فقخخام رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فصخخلى‬
‫ركعتين ثم ناجى ربه‪ ،‬فنزل عليه جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد هذا شيطان يقال له‪:‬‬
‫الدهار وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي )‪ (1‬المؤمنين في نومهم مخخا‬
‫يغتمون به‪ ،‬فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقخخال‬
‫له‪ :‬أنت أريخخت فاطمخة هخذه الرؤيخخا ؟ فقخال‪ :‬نعخم يخا محمخد فخخبزق عليخه ثلث‬
‫بزقات فشجه في ثلث مواضع‪ .‬ثم قال جبرئيل لمحمد‪ :‬قل يا محمد إذا رأيت‬
‫في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل‪ :‬أعخخوذ بمخخا عخخاذت بخخه‬
‫ملئكة ال المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيخخت‬
‫]و[ من رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو ال أحخخد ويتفخخل عخخن يسخخاره‬
‫ثلث تفلت‪ ،‬فإنه ل يضره ما رأى وأنزل ال على رسوله )إنما النجوى من‬
‫الشيطان( الية‪ .‬بيان‪ :‬ما رأيت كبراء وأشكالها فيما عندنا من كتب اللغة بهذا‬
‫المعنى‪ - 15 .‬شى‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫رأت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فخخي النخوم كخأن الحسخخن والحسخخين ذبحخا أو قتل‬
‫فأحزنها ذلك‪ ،‬فأخبرت به رسول ال )صلى ال عليه وآلخه( فقخال‪ :‬يخا رؤيخا !‬
‫فتمثلخخت بيخخن يخخديه قخخال‪ :‬أنخخت أريخخت فاطمخخة هخخذا البلء ؟ قخخالت‪ :‬ل فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أضغاث ! أنت أريت فاطمة هذا البلء ؟ قالت‪ :‬نعم يا رسخخول الخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬فمخخا‬
‫أردت بذلك ؟ قالت‪ :‬أردت أن أحزنها‪ ،‬فقال لفاطمة‪ :‬اسمعي ليس هخخذا بشخخئ‪.‬‬
‫‪ - 16‬نخخوادر الروانخخدى‪ :‬بإسخخناده عخخن موسخخى بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن آبخخائه )عليهخخم‬
‫السلم( قخخال‪ :‬قخخال علخخي )عليخخه السخخلم( اسخختأذن أعمخخى علخخى فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( فحجبته فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لها‪ :‬لم حجبتيه وهو ل‬
‫يراك ؟ فقالت )عليها السلم(‪ :‬إن لم يكن يرانخخي فخخإني أراه وهخخو يشخخم الريخخح‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أشهد أنك بضعة مني‪.‬‬

‫)‪ (1‬يرى‪ ،‬ظ‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫وبهذا السناد قال‪ :‬سأل رسول ال صلى ال عليه واله أصخخحابه عخخن المخخرأة مخخا هخخي‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬عورة‪ ،‬قال‪ :‬فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم يدروا‪ ،‬فلما سمعت فاطمة‬
‫)عليها السلم( ذلك قالت‪ :‬أدنى ما تكون من ربهخا أن تلخزم قعخر بيتهخا‪ ،‬فقخال‬
‫رسخخول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن فاطمخخة بضخخعة منخخي‪) (5) .‬بخخاب(‬
‫))تزويجها صلوات ال عليها(( ‪ - 1‬قل‪ :‬بإسناده إلى شيخنا المفيخخد فخخي كتخخاب‬
‫حدائق الرياض قال‪ :‬ليلة إحدى وعشرين من المحرم وكانت ليلة خميس سنة‬
‫ثلث من الهجرة كان زفاف فاطمة ابنة رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى‬
‫منزل أمير المؤمنين )عليه السلم( يستحب صومه شكرا ل تعخخالى لمخخا وفخخق‬
‫من جمع حجته وصفوته‪ .‬ومن تاريخ بغداد بإسناده إلى ابن عبخخاس قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫زفت فاطمة )عليها السلم( إلى علي )عليخخه السخخلم( كخخان النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( قدامها‪ ،‬وجبرئيل عن يمينها‪ ،‬وميكائيل عن يسارها وسبعون ألخخف‬
‫ملك خلفها يسبحون ال ويقدسونه حتى طلع الفجر‪ - 2 .‬مصباح‪ :‬في أول يوم‬
‫من ذي الحجة زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاطمة )عليهخخا السخخلم(‬
‫من أمير المؤمنين )عليه السلم( وروي أنه كان يوم السادس‪ - 3 .‬ن‪ :‬جعفخخر‬
‫بن نعيم الشاذاني‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن علخخي بخخن معبخخد‪،‬‬
‫عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم )قال‪ :‬قال لي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمخخر فاطمخخة‪ ،‬وقخخالوا‪ :‬خطبناهخخا إليخخك‬
‫فمنعتنا وزوجت عليا‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬وال ما أنا منعتكم وزوجته‪ ،‬بخخل ال خ منعكخخم‬
‫وزوجه‪ ،‬فهبط علي جبرئيل فقال‪ :‬يا محمخد إن الخ جخل جللخخه يقخول‪ :‬لخخو لخم‬
‫أخلق عليا لما كان‬

‫]‪[93‬‬

‫لفاطمة ابنتك كفو على وجه الرض آدم فمن دونه‪ .‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيخخه‪،‬‬
‫عن علي بن معبد مثله‪ - 4 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن الحسخخين‪ ،‬عخخن الحسخخين‬
‫بن محمد السخخدي‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن عبخخد الخ العلخخوي‪ ،‬عخخن يحيخخى بخخن هاشخخم‬
‫الغساني‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن جوير بن سعد‪ ،‬عن الضحاك بن مزاحم‬
‫قال‪ :‬سمعت علي بن أبى طالب )عليه السلم( يقخخول‪ :‬أتخخاني أبخخو بكخخر وعمخخر‬
‫فقال‪ :‬لو أتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فذكرت له فاطمة‪ .‬قال‪ :‬فأتيته‬
‫فلما رآني رسول ال )صلى ال عليه وآله( ضحك ثم قال‪ :‬ما جاء بخخك يخخا أبخخا‬
‫الحسن حاجتك ؟ قال‪ :‬فذكرت له قرابخختي وقخخدمي فخخي السخخلم ونصخخرتي لخخه‬
‫وجهادي فقال‪ :‬يا علي صدقت فأنت أفضل مما تخخذكر‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا رسخخول الخ‬
‫فاطمة تزوجنيها‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي إنه قد ذكرهخخا قبلخخك رجخخال فخخذكرت ذلخخك لهخخا‬
‫فرأيت الكراهة في وجهها‪ ،‬ولكن على رسلك حتى أخرج إليك‪ .‬فدخل عليها‪،‬‬
‫فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضخوء فوضخخأته بيخدها وغسخخلت‬
‫رجليه‪ ،‬ثم قعدت‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا فاطمة ! فقالت‪ :‬لبيك لبيك حاجتك يا رسول ال‬
‫؟ قال‪ :‬إن علي بن أبى طالب من قد عرفت قرأبته وفضله وإسلمه و إني قد‬
‫سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه‪ ،‬وقد ذكر مخن أمخرك شخيئا فمخا‬
‫ترين ؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيه رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫كراهة‪ :‬فقخخام وهخخو يقخخول‪ :‬الخ أكخخبر سخخكوتها إقرارهخخا‪ .‬فأتخخاه جبرئيخخل )عليخخه‬
‫السلم( فقال‪ :‬يا محمد زوجها علخخي بخخن أبخخى طخخالب فخخإن الخ قخخد رضخخيها لخخه‬
‫ورضيه لها‪ ،‬قال علي‪ :‬فزوجني رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( ثخخم أتخخاني‬
‫فأخذ بيدي فقال‪ :‬قم بسم ال وقل على بركة ال ومخخا شخخاء الخ ل قخخوة إل بخخال‬
‫توكلت على ال‪ ،‬ثم جاءني حتى أقعدني عندها )عليها السلم(‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهخخم‬
‫إنهما أحخخب خلقخخك إلخخي فأحبهمخخا وبخخارك فخخي ذريتهمخخا‪ ،‬واجعخخل عليهمخخا منخخك‬
‫حافظخخا‪ ،‬وإنخخي أعيخخذهما بخخك وذريتهمخخا مخخن الشخخيطان الرجيخخم‪ .‬بيخخان‪ :‬الرسخخل‬
‫بالكسر التأني والرفق‪.‬‬

‫]‪[94‬‬

‫‪ - 5‬ما‪ :‬جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري‪ ،‬عن خاله‪ ،‬عن الشعري عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬لما زوج رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه( عليخخا فاطمخخة‬
‫)عليهما السلم( دخل عليها وهي تبكي فقال لها‪ :‬ما يبكيك ؟ فخخو الخ لخخو كخخان‬
‫في أهل بيتي خير منه زوجتك‪ ،‬وما أنا زوجتخخك ولكخخن الخ زوجخخك وأصخخدق‬
‫عنك الخمس مخخا دامخخت السخخموات والرض‪ .‬قخخال علخخي‪) :‬عليخخه السخخلم( قخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قم فبع الدرع‪ ،‬فقمت فبعته وأخخخذت الثمخخن‪،‬‬
‫ودخلت على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فسكبت الخخدراهم فخخي حجخخره‪،‬‬
‫فلم يسألني كم هي ول أنا أخبرته‪ ،‬ثم قبض قبضة ودعخخا بلل فأعطخخاه فقخخال‪:‬‬
‫ابتع لفاطمة طيبا‪ ،‬ثم قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( من الدراهم بكلتا‬
‫يديه فأعطاه أبا بكر وقال‪ :‬ابتع لفاطمة مخخا يصخخلحها مخخن ثيخخاب وأثخخاث الخخبيت‬
‫وأردفخخه بعمخخار بخخن ياسخخر وبعخخدة مخخن أصخخحابه‪ .‬فحضخخروا السخخوق فكخخانوا‬
‫يعترضون الشئ مما يصلح‪ ،‬فل يشترونه حتى يعرضوه على أبخخي بكخخر فخخإن‬
‫استصلحه اشتروه‪ .‬فكان مما اشتروه‪ :‬قميص بسبعة دراهخخم‪ ،‬وخمخخار بأربعخخة‬
‫دراهم وقطيفة سوداء خيبرية‪ ،‬وسرير مزمخخل بشخخريط‪ ،‬وفراشخخين مخخن خيخخش‬
‫مصر حشو أحدهما ليف وحشو الخر من جز الغنم‪ ،‬وأربخخع مرافخخق مخخن أدم‬
‫الطائف‪ ،‬حشوها أذخخخر‪ ،‬وسخختر مخخن صخخوف وحصخخير هجخخري )‪ ،(1‬ورحخخى‬
‫لليد‪ ،‬ومخضب من نجاس‪ ،‬وسقاء من أدم‪ ،‬وقعب للبن وشن للماء‪ ،‬ومطهخخرة‬
‫مزفتة )‪ (2‬وجرة خضراء‪ ،‬وكيزان خزف حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو‬
‫بكر بعض المتاع‪ ،‬وحمل أصحاب رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( الخخذين‬
‫كانوا معه الباقي‪ .‬فلما عرض المتاع على رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫جعل يقلبه بيده ويقول‪ :‬بارك ال لهل البيت‪.‬‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادى‪ :‬هجر محركة بلخخدة بخخاليمن بينخخه وبيخخن عخخثر يخخوم وليلخخة مخخذكر‬
‫مصروف وقد يؤنث ويمنع والنسبة هجخخري وهخخاجري واسخخم لجميخخع أرض‬
‫البحرين‪ ،‬وقرية كانت قرب المدينة‪ (2) .‬المزفت‪ :‬المطلى بالزفت‪.‬‬

‫]‪[95‬‬

‫قال علي )عليه السلم(‪ :‬فأقمت بعد ذلك شهرا أصلي مع رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( وأرجع إلى منزلي‪ ،‬ول أذكر شيئا من أمخخر فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( ثخخم‬
‫قلن أزواج رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬أل نطلخخب لخخك مخخن رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( دخول فاطمة عليك ؟ فقلت‪ :‬افعلن‪ ،‬فدخلن عليه فقخخالت‬
‫أم أيمن‪ :‬يا رسول ال لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة وإن عليا‬
‫يريد أهله‪ ،‬فقر عين فاطمة ببعلها واجمع شملها وقر عيوننا بذلك‪ ،‬فقخخال‪ :‬فمخخا‬
‫بال علي ل يطلب مني زوجته‪ ،‬فقد كنخخا نتوقخخع ذلخخك منخخه‪ ،‬قخخال علخخي‪ :‬فقلخخت‪:‬‬
‫الحياء يمنعني يا رسول ال‪ .‬فالتفت إلخخى النسخخاء فقخخال‪ :‬مخخن ههنخخا ؟ فقخخالت أم‬
‫سلمة‪ :‬أنا أم سلمة وهذه زينب‪ ،‬وهذه فلنة وفلنة‪ ،‬فقخخال رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬هيئوا لبنتي وابن عمي في حجري بيتا‪ ،‬فقالت أم سخخلمة‪ :‬فخخي‬
‫أي حجرة يا رسول ال ؟ فقال رسول ال‪ :‬في حجرتك وأمر نسخخاءه أن يزيخخن‬
‫ويصلحن من شأنها‪ .‬قالت أم سلمة‪ :‬فسألت فاطمة‪ :‬هل عندك طيخخب ادخرتيخخه‬
‫لنفسك ؟ قالت‪ :‬نعخم فخأتت بقخارورة فسخكبت منهخا فخي راحختي فشخممت منهخا‬
‫رائحة ما شممت مثلها قط‪ ،‬فقلت ما هخخذا ؟ فقخخالت‪ :‬كخخان دحيخخة الكلخخبي يخخدخل‬
‫على رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( فيقخخول لخخي‪ :‬يخا فاطمخخة هخخات الوسخخادة‬
‫فاطرحيها لعمك‪ ،‬فأطرح له الوسادة فيجلس عليا‪ ،‬فإذا نهخخض سخخقط مخخن بيخخن‬
‫ثيابه شئ فيأمرني بجمعه‪ ،‬فسأل علي )عليه السلم( رسخخول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( عن ذلك فقال‪ :‬هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيخخل‪ .‬قخخال علخخي‪ :‬ثخخم‬
‫قال لي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي اصنع لهلك طعاما فاضخخل‬
‫ثم قال‪ :‬من عندنا اللحم والخبز‪ ،‬وعليك التمر والسمن‪ ،‬فاشتريت تمرا وسمنا‬
‫فحسر رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن ذراعخه وجعخل يشخدخ التمخر فخي‬
‫السمن حتى اتخذه حيسا‪ ،‬وبعث إلينا كبشا سمينا فذبح‪ ،‬وخبز لنخخا خخخبز كخخثير‪.‬‬
‫ثم قال لي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ادع من أحببخخت‪ ،‬فخخأتيت المسخخجد‬
‫وهو مشحن بالصخخحابة‪ ،‬فخخأحييت أن أشخخخص قومخخا وأدع قومخخا‪ ،‬ثخخم صخخعدت‬
‫على ربوة هناك ونخخاديت‪ :‬أجيبخخوا إلخخى وليمخخة فاطمخخة‪ ،‬فأقبخخل النخخاس أرسخخال‪،‬‬
‫فاستحييت من كثرة الناس وقلة‬

‫]‪[96‬‬

‫الطعام‪ ،‬فعلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما تداخلني فقخخال‪ :‬يخخا علخخي إنخخي سخأدعو‬
‫ال بالبركة قخخال علخخي‪ :‬فأكخخل القخخوم عخخن آخرهخخم طعخخامي‪ ،‬وشخخربوا شخخرابي‪،‬‬
‫ودعوا لي بالبركة و صدروا وهم أكثر من أربعة آلف رجل‪ ،‬ولم ينقص من‬
‫الطعام شئ‪ .‬ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالصحاف فملئت ووجه‬
‫بها إلى منازل أزواجه‪ ،‬ثم أخذ صحفة وجعل فيها طعاما وقخخال‪ :‬هخخذا لفاطمخخة‬
‫وبعلها حتى إذا انصرفت الشمس للغروب قال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬يا أم سلمة هلمي فاطمة‪ ،‬فانطلقت فأتت بها وهي تسحب أذيالهخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫تصببت عرقا حياء مخخن رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬فعخخثرت‪ .‬فقخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أقالك ال العخخثرة فخخي الخخدنيا والخخخرة‪ .‬فلمخخا‬
‫وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علخخي )عليخخه السخخلم(‪ ،‬ثخخم‬
‫أخذ يدها فوضعها في يد علي )عليه السخخلم( وقخخال‪ :‬بخخارك الخ لخخك فخخي ابنخخة‬
‫رسول ال يا علي نعم الزوجة فاطمة‪ ،‬ويا فاطمة نعم البعل علخخي انطلقخخا إلخخى‬
‫منزلكما ول تحدثا أمرا حتى آتيكما‪ .‬قال علي‪ :‬فأخخخذت بيخخد فاطمخخة وانطلقخخت‬
‫بها حتى جلسخخت فخي جخانب الصخخفة وجلسخت فخخي جانبهخخا وهخي مطرقخة إلخخى‬
‫الرض حياء مني وأنا مطرق إلى الرض حيخخاء منهخخا‪ .‬ثخخم جخخاء رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬من ههنا ؟ فقلنا‪ :‬ادخل يا رسخخول الخ مرحبخخا بخخك‬
‫زائرا وداخل‪ ،‬فدخل‪ ،‬فأجلس فاطمة من جانبه ثم قال‪ :‬يا فاطمة إيخختيني بمخخاء‬
‫فقامت إلى قعب في البيت فملته ماء ثم أتته به‪ ،‬فأخذ جرعة فتمضمض بهخخا‬
‫ثم مجها في القعب ثم صب منها علخخى رأسخخها‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬أقبلخخي ! فلمخخا أقبلخخت‬
‫نضح منه بين ثدييها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أدبري‪ ،‬فأدبرت فنضح منه بين كتفيها ثخخم قخخال‪:‬‬
‫)اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي‪ ،‬اللهم وهذا أخي وأحخخب الخلخخق إلخخي اللهخخم‬
‫اجعله لك وليا وبك حفيا‪ ،‬وبارك له في أهله‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا علخخي ادخخخل بأهلخخك‬
‫بارك ال لك ورحمة الخ وبركخاته عليكخم إنخه حميخد مجيخد‪ .‬بيخان‪ :‬مزمخل أي‬
‫ملفوف‪ ،‬والشريط‪ :‬خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه‬

‫]‪[97‬‬

‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬الخيش‪ :‬ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلظ من مشخخاقة الكتخخان‬
‫أو من أغلظ العصب‪ ،‬قوله‪ :‬من جز الغنم بالكسر أي الصوف الذي جخخز مخخن‬
‫الغنم والمخضب كمنبر‪ :‬المركن‪ .‬قوله‪ :‬فقر عين فاطمة‪ ،‬ظاهره أنخخه بصخخيغة‬
‫المر بناء على أن مجرده يكون متعديا أيضا‪ ،‬لكنخخه لخخم يخخرد فيمخخا عنخخدنا مخخن‬
‫كتب اللغخخة‪ .‬وقخخال الجخخوهري‪ :‬جمخخع الخ شخخملهم‪ ،‬أي مخخا تشخختت مخخن أمرهخخم‪،‬‬
‫وشتت ال شمله أي ما اجتمع من أمره‪ ،‬وقال‪ :‬الشدخ كسخخر الشخخئ الجخخوف‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الحيس هو تمر يخلط بسمن وأقط‪ ،‬والسحب الجخخر‪ ،‬والقعخخب قخخدح مخخن‬
‫خشب‪ ،‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وبك حفيا‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬تقخخول‪ :‬حفيخخت‬
‫بخخه بالكسخخر أي بخخالغت فخخي إكرامخخه وإلطخخافه ‪ -‬انتهخخى ‪ -‬أي مطيعخخا لخخك غايخخة‬
‫الطاعخة أو مشخفقا علخى الخلخق ناصخحا لهخم بسخبب إطاعخة أمخرك‪ - 6 .‬مخا‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي غالب الزراري‪ ،‬عن الكلينخي‪ ،‬عخن عخدة مخن أصخحابه عخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن الخيبري‪ ،‬عن يونس بخخن ظبيخخان‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬لخخو ل أن ال خ خلخخق أميخخر المخخؤمنين‬
‫لفاطمة ما كان لها كفو على الرض‪ - 7 .‬ما‪ :‬روي أن أمير المؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( دخل بفاطمة بعد وفاة اختها رقيخخة زوجخخة عثمخخان بسخختة عشخخر يومخخا‪،‬‬
‫وذلك بعد رجوعه من بدر‪ ،‬وذلك ليام خلت من شوال وروي أنخخه دخخخل بهخخا‬
‫يوم الثلثا لست خلون من ذي الحجة وال تعالى أعلم‪ - 8 .‬ل‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن علي العدوي‪ ،‬عن عمخخرو بخخن المختخخار عخن يحيخخى الحمخخاني‪ ،‬عخن‬
‫قيس بن الربيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب النصاري‬
‫قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( مرض مرضة فأتته فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( تعوده وهو ناقه )‪ (1‬من مرضه‪ ،‬فلما رأت ما برسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( من الجهد‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬نقه المريض من علته إذا برئ وأفاق لكن فيه ضخخعف لخم يرجخخع إلخى كمخال‬
‫قوته بعد‪ ،‬فهو ناقه‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها‪ ،‬فقخخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( لها‪ :‬يا فاطمة إن ال جل ذكره اطلع إلى الرض اطلعة فاختخخار منهخخا‬
‫بعلك‪ ،‬فأوحى إلي فأنكحتكه‪ ،‬أما علمت يا فاطمة أن لكرامة ال إيخخاك زوجخخك‬
‫أقدمهم سلما أعظمهم حلما‪ ،‬وأكثرهم علما‪ .‬قال‪ :‬فسرت بخخذلك فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم(‪ ،‬واستبشرت بما قخال لهخا رسخول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( فخأراد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يزيدها مزيد الخير كله مخخن الخخذي قسخخمه‬
‫ال له ولمحمد وآل محمد‪ .‬فقخال‪ :‬يخا فاطمخة لعلخي ثمخان خصخال‪ :‬إيمخانه بخال‬
‫وبرسخخوله‪ ،‬وعلمخخه‪ ،‬وحكمتخخه وزوجتخخه‪ ،‬وسخخبطاه الحسخخن والحسخخين‪ ،‬وأمخخره‬
‫بالمعروف‪ ،‬ونهيه عن المنكر‪ ،‬وقضاؤه بكتاب الخ‪ .‬يخا فاطمخة إنخا أهخل بيخت‬
‫أعطينا سبع خصال لم يعطهخا أحمخخد مخن الوليخن قبلنخا ول يخخدركها أحخخد مخن‬
‫الخرين بعدنا‪ :‬نبينا خير النبياء وهو أبوك‪ ،‬ووصخخينا خيخخر الوصخخياء وهخخو‬
‫بعلك‪ ،‬وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك‪ ،‬ومنا من له جناحخخان يطيخخر‬
‫بهما في الجنة وهو جعفر‪ ،‬ومنا سبطا هذه المة وهما ابنخخاك‪ - 9 .‬لخخى‪ :‬أبخخي‪،‬‬
‫والعطار‪ ،‬عن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد الجبخخار‪ ،‬عخخن أبخخي أحمخخد‬
‫الزدي‪ ،‬عن أبان بن عثمخخان‪ ،‬عخخن أبخخان بخخن تغلخخب‪ ،‬عخخن عكرمخخة‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تبارك وتعالى آخخخى‬
‫بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سخخبع سخخماواته‪ ،‬وأشخخهد‬
‫على ذلك مقربي ملئكته وجعله لي وصيا وخليفة‪ ،‬فعلي مني وأنا منه‪ ،‬محبه‬
‫محبي‪ ،‬ومبغضه مبغضي وإن الملئكة لتتقرب إلخخى ال خ بمحبتخخه‪ - 10 .‬لخخى‪:‬‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي‬
‫العل‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( دخلت أم أيمن على النبي )صلى ال عليه وآلخه( وفخي ملحفتهخا شخئ‪،‬‬
‫فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما معك يا أم أيمن فقالت إن فلنخخة‬
‫أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها‬

‫]‪[99‬‬
‫ثم بكت أم أيمن وقالت‪ :‬يا رسول ال فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شئيا‪ ،‬فقال رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أم أيمن لم تكذبين‪ ،‬فخخإن الخ تبخخارك وتعخخالى لمخخا‬
‫زوجت فاطمة عليا )عليهما السخخلم( أمخخر أشخخجار الجنخخة أن تنخخثر عليهخخم مخخن‬
‫حليهخخا وحللهخخا وياقوتهخخا ودرهخخا وزمردهخخا واسخختبرقها( فأخخخذوا منهخخا مخخال‬
‫يعلمون‪ ،‬ولقد نحل ال طخخوبى فخخي مهخخر فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فجعلهخخا فخخي‬
‫منزل علي )عليه السلم(‪ .‬شى‪ :‬عن عمرو بخخن شخخمر‪ ،‬عخخن جخخابر‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر )عليه السلم( مثله‪ - 11 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عخخن بعخخض أصخخحابه رفعخخه قخخال‪:‬‬
‫كانت فاطمة )عليها السلم( ل يذكرها أحد لرسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫إل أعرض عحتى آيس الناس منها‪ ،‬فلما أراد أن يزوجها من علي أسر إليهخخا‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنخخه‬
‫رجل دحداح البطن‪ ،‬طويل الذراعين‪ ،‬ضخم الكراديس‪ ،‬أنزع عظيخم العينيخن‬
‫والسكنة ]مشاشار كمشاشير البعير )‪ [(1‬ضاحك السن‪ ،‬ل مال لخخه‪ .‬فقخخال لهخخا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا فاطمخخة أمخخا علمخخت أن الخ أشخخرف علخخى‬
‫الخخدنيا فاختخخارني علخخى رجخال العخخالمين‪ ،‬ثخخم اطلخخع فاختخخار عليخخا علخخى رجخخال‬
‫العالمين‪ ،‬ثم اطلع فاختارك على نساء العالمين ؟‪ .‬يا فاطمة إنه لما أسري بخخي‬
‫إلى السماء وجدت مكتوبا على صخخرة بيخت المقخدس‪ :‬ل إلخخه إل الخخ‪ ،‬محمخخد‬
‫رسول ال‪ ،‬أيدته بوزيره‪ ،‬ونصرته بوزيره‪ ،‬فقلت لجبرئيل‪ :‬ومخخن وزيخخري ؟‬
‫فقال‪ :‬علي بن أبي طخخالب‪ .‬فلمخخا انتهيخخت إلخخى سخخدرة المنتهخخى وجخخدت مكتوبخخا‬
‫عليها‪ :‬إنخخي أنخخا الخ ل إلخخه إل‪ .‬إنخخا وحخخدي‪ ،‬محمخخد صخخفوتي مخخن خلقخخي أيخخدته‬
‫بوزيره‪ ،‬ونصرته بوزيره‪ ،‬فقلت لجبرئيل‪ :‬ومن وزيري ؟ قال‪ :‬علي بن أبخخي‬
‫طالب )عليه السلم(‪ .‬فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عخخرش رب العخخالمين‪،‬‬
‫وجدت مكتوبا على‬

‫)‪ (1‬الظاهر أن الصحيح هكذا‪ :‬مشاشاه كمشاشى البعير‪ ،‬فصحف‪ ،‬وقد ذكر في كتخخاب‬
‫الصفين في حليته عليه السلم‪ :‬عظيخخم المشاشخخين كمشخخاش السخخبع الضخخارى‬
‫بلفخخظ التثنيخخة‪ ،‬وقخخال الجخخزرى جليخخل المشخخاش أي عظيخخم رؤوس العظخخام‬
‫كالمرفقين والكتفين والركبتين‪ ،‬وهذا واضح‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫قائمة من قوائم العخخرش‪ :‬أنخخا الخ ل إلخخه إل أنخخا محمخخد حبيخخبي أيخخدته بخخوزيره ونصخخرته‬
‫بوزيره‪ .‬فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها فخخي دار علخخي‬
‫وما في الجنة قصر ول منزل إل وفيها فخختر منهخخا وأعلهخخا أسخخفاط حلخخل مخخن‬
‫سندس واستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط فخخي كخخل سخخفط مخخائة ألخخف‬
‫حلة ما فيه حلة تشبه الخخرى علخى ألخوان مختلفخة‪ ،‬وهخو ثيخخاب أهخل الجنخة‪،‬‬
‫وسطها ظل ممدود‪ ،‬عخخرض الجنخخة كعخخرض السخخماء والرض أعخخدت للخخذين‬
‫آمنوا بال ورسوله‪ ،‬يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مخخائة عخخام فل يقطعخخه‬
‫وذلك قوله )وظل ممدود( )‪ (1‬وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعخخامهم متخخدلل فخخي‬
‫بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم فخخي دار الخخدنيا‬
‫وما لم تروه‪ ،‬وما سمعتم به وما لخخم تسخخمعوا مثلهخخا‪ ،‬وكلمخخا يجتنخخى منهخخا شخخئ‬
‫نبتت مكانها أخرى‪ ،‬ل مقطوعة‪ ،‬ول ممنوعة‪ ،‬ويجري نهخخر فخخي أصخخل تلخخك‬
‫الشجرة تنفجر منها النهار الربعة )أنهار من ماء غير آسن‪ ،‬وأنهار من لبن‬
‫لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة لشاربين‪ ،‬وأنهار من عسل مصفى( )‪.(2‬‬
‫يا فاطمة إن ال أعطاني في علي سبع خصال‪ :‬هو أول من ينشق عنخخه القخخبر‬
‫معي‪ ،‬وهو أول من يقف معي على الصراط فيقول للنخخار خخخذي ذا وذري ذا‪،‬‬
‫وأول من يكسى إذا كسيت‪ ،‬وأول من يقخخف معخخي علخخى يميخخن العخخرش‪ ،‬وأول‬
‫من يقرع معي باب الجنة‪ ،‬وأول مخن يسخكن معخي علييخن‪ ،‬وأول مخن يشخرب‬
‫معي من الرحيق المختوم )ختامه مسك وفي ذلخخك فليتنخخافس المتنافسخخون(‪ .‬يخخا‬
‫فاطمة هذا ما أعطاه ال عليا في الخرة وأعد له في الجنة إذا كان فخخي الخخدنيا‬
‫ل مال له‪ .‬فأما ما قلت‪ :‬إنه بطين‪ ،‬فانه مملوء من علم خصه ال بخخه وأكرمخخه‬
‫من بين أمتي‪.‬‬

‫)‪ (1‬الواقعة‪ (2) .29 :‬القتال‪(*) .17 :‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وأما ما قلت‪ :‬إنه أنزع عظيم العينين فإن ال خلقه بصفة آدم )عليه السلم(‪ .‬وأما طول‬
‫يديه فإن ال عزوجل طولها يقتل بها أعداءه وأعداء رسوله‪ ،‬وبخخه يظهخخر الخ‬
‫الدين ولو كخره المشخركون‪ ،‬وبخه يفتخح الخ الفتخوح‪ ،‬ويقاتخل المشخركين علخى‬
‫تنزيخخل القخخرآن والمنخخافقين مخخن أهخخل البغخخى والنكخخث والفسخخوق علخخى تخخأويله‪.‬‬
‫ويخرج ال من صلبه سيدي شباب أهل الجنة‪ ،‬ويزين بهما عرشه‪ .‬يا فاطمخخة‬
‫ما بعث ال نبيا إل جعل له ذرية من صلبه وجعخخل ذريخختي مخخن صخخلب علخخي‪،‬‬
‫ولو ل علي ما كانت لي ذرية‪ .‬فقالت فاطمة‪ :‬يخخا رسخخول الخ مخخا أختخخار عليخخه‬
‫أحدا من أهل الرض‪ ،‬فزوجها رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال ابخخن‬
‫عباس عند ذلك‪ :‬وال ما كان لفاطمة كفو غير علي )عليخه السخلم(‪ .‬إيضخخاح‪:‬‬
‫الدحداح القصير السمين واندح بطنه اندحاحا‪ :‬اتسع‪ ،‬وكل عظمين التقيخخا فخخي‬
‫مفصل فهو كردوس‪ ،‬نحو المنكبين والركبتين والوركين والنخخزع هخخو الخخذي‬
‫انحسر الشعر عن جانبي جبهته‪ ،‬والسكنة كقرحه مقر الرأس من العنق‪ ،‬ولخخم‬
‫أجد لمشاشار معنى في اللغخخة‪ ،‬ولعلخخه كخان فخخي الصخخل‪ :‬لخخه مشخاش كمشخخاش‬
‫البعير‪ ،‬والمشاش رؤوس العظام‪ ،‬ولم تكن تلك الفقرة في بعض النسخخخ وهخخو‬
‫أصوب )‪ .(1‬قوله‪ :‬إل وفيها فتر‪ ،‬بالفخخاء المكسخخورة‪ :‬مخخا بيخخن طخخرف البهخخام‬
‫وطرف المشيرة وفي بعضها بالقاف قال الفيروز آبادي‪ :‬القتر القدر ويحخخرك‬
‫وفي بعضها قنو بالكسر أي عذق‪ ،‬والتدلل‪ :‬التدلي‪ ،‬والسخن الجخخن المتغيخخر‪،‬‬
‫وقخخد مخخر شخخرح سخخائر أجخخزاء الخخخبر فخخي كتخخاب الفتخخن وكتخخاب أحخخوال أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ - 12 .‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن سخخلمة بخخن‬
‫الخطاب‪ ،‬عن إبراهيم ابن مقاتل‪ ،‬عن حامد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن هخخارون‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عن علخخي )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬لقخخد هممخخت بتزويخخج‬
‫فاطمة ابنة محمد )صلى ال عليه وآله( ولم أتجرء‬

‫)‪ (1‬وذلك لن معنخخى قخخوله‪) :‬ضخخخم الكراديخخس( هخخو معنخخى قخخوله )مشاشخخاه كمشاشخخى‬
‫البعير(‬

‫]‪[102‬‬

‫أن أذكر ذلك للنبي وأن ذلك ليختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا علي ! قلت‪ :‬لبيك يا رسول الخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬هخخل‬
‫لك في التزويج ؟ قلت‪ :‬رسول ال خ أعلخخم‪ ،‬وإذا هخخو يريخخد أن يزوجنخخي بعخخض‬
‫نساء قريش وإني لخائف على فوت فاطمة‪ .‬فما شعرت بشئ إذ أتاني رسخخول‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال لي‪ :‬أجب النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫وأسرع‪ ،‬فما رأينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( أشد فرحا منه اليوم‪ .‬قال‪:‬‬
‫فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سخخلمة فلمخخا نظخخر إلخخي تهلخخل وجهخخه فرحخخا‬
‫وتبسم حتى نظرت إلى بيخاض أسخنانه يخخبرق‪ ،‬فقخال‪ :‬أبشخر يخخا علخي فخإن الخ‬
‫عزوجل قد كفاني ما قد كان أهمني من أمر تزويجك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬وكيخخف ذلخخك يخخا‬
‫رسول ال ؟‪ .‬قال‪ :‬أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنخخة وقرنفلهخخا فناولنيهمخخا‪،‬‬
‫فأخذتهما وشممتهما‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا سخخبب هخخذا السخخنبل والقرنفخخل ؟ فقخال‪ :‬إن الخ‬
‫تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملئكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها‬
‫بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها‪ ،‬وأمر ريحها فهبت بخخأنواع العطخخر‬
‫والطيخخب‪ ،‬وأمخخر حخخور عينهخخا بخخالقراءة فيهخخا بسخخورة طخخه وطواسخخين ويخخس‬
‫وحمعسق‪ ،‬ثم نادى مناد من تحت العرش‪ :‬أل إن اليخخوم يخخوم وليمخخة علخخي بخخن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( أل إني أشهدكم أني قخد زوجخخت فاطمخخة بنخخت محمخخد‬
‫من علي بن أبى طخخالب رضخخى منخخي بعضخخهما لبعخخض‪ .‬ثخخم بعخخث الخ تبخخارك‬
‫وتعخخالى سخخحابة بيضخخاء فقطخخرت عليهخخم مخخن لؤلؤهخخا وزبرجخخدها ويواقيتهخخا‪،‬‬
‫وقامت الملئكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها‪ ،‬هذا مما نثرت الملئكة‪ .‬ثخخم‬
‫أمر ال تبارك وتعخالى ملكخا مخن ملئكخة الجنخة يقخال لخه‪ :‬راحيخل وليخس فخي‬
‫الملئكة أبلغ منه فقال‪ :‬اخطب يا راحيل‪ ،‬فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهخخل‬
‫السماء ول أهل الرض‪ .‬ثم نادى مناد‪ :‬أل يا ملئكتي وسكان جنتي ! باركوا‬
‫على علي بن‬

‫]‪[103‬‬
‫أبي طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد‪ ،‬فقخخد بخخاركت عليهمخخا‪ ،‬أل إنخخي قخخد زوجخخت‬
‫أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعخد النخخبيين والمرسخلين‪ .‬فقخال راحيخخل‬
‫الملك‪ :‬يا رب وما بركتك فيهمخخا بخخأكثر ممخخا رأينخخا لهمخخا فخخي جنانخخك ودارك ؟‬
‫فقال عزوجل‪ :‬يخخا راحيخخل إن مخخن بركخختي عليهمخخا أن أجمعهمخخا علخخى محبخختي‬
‫وأجعلهما حجة على خلقي‪ ،‬وعزتي وجللخخي لخلقخخن منهمخخا خلقخخا‪ ،‬ولنشخخأن‬
‫منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي‪ ،‬ومعادن لعلمي‪ ،‬ودعاة إلى ديني‪ ،‬بهم‬
‫أحتج على خلقي بعد النخخبيين والمرسخخلين‪ .‬فأبشخخر يخخا علخخي فخخإن الخ عزوجخخل‬
‫أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا‪ ،‬وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجخخك‬
‫الرحمان‪ ،‬وقد رضيت لها بما رضي ال لها فدونك أهلك فإنك أحق بها منخخي‬
‫ولقد أخبرني جبرئيل )عليه السلم( أن الجنخة مشختاقة إليكمخا‪ ،‬ولخو ل أن الخ‬
‫عزوجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لجاب فيكمخخا الجنخخة‬
‫وأهلها‪ ،‬فنعم الخ أنت‪ ،‬ونعم الختن أنت‪ ،‬ونعم الصاحب أنت وكفاك برضخخى‬
‫ال رضى‪ .‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال بلغ من قخخدري حخختى‬
‫أني ذكرت في الجنة وزوجني الخ فخخي ملئكتخه ؟ فقخخال‪ :‬إن الخ عزوجخل إذا‬
‫أكرم وليه وأحبه أكرمه بما ل عين رأت ول أذن سمعت‪ ،‬فحباهخا الخ لخخك يخخا‬
‫علي‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪) :‬رب أوزعني أن أشكر نعمتخخك الخختي أنعمخخت‬
‫علي( )‪ (1‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬آميخخن‪ .‬ن‪ :‬محمخخد بخخن علخخي‬
‫بن الشاة‪ ،‬عن أحمد بن المظفر‪ ،‬عن محمد بن زكريا‪ ،‬عن مهدي بخخن سخخابق‪،‬‬
‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السخخلم( مثلخخه‪ .‬ن‪ :‬الخخدقاق‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫زكريا القطان‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن أحمد بن الحارث عن أبخخي معاويخخة‪ ،‬عخخن‬
‫العمش‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عخخن علخخي )عليهخخم السخخلم(‬
‫مثله‪ - 13 .‬فر‪ :‬عقبة بن مكرم الضبي‪ ،‬عن محمد بن علخخي بخخن عمخخرو‪ ،‬عخخن‬
‫عمرو بن عبد ال بن هارون الطوسي‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال الشخخيباني‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علخخي‬
‫)عليهم السلم( مثله‪ ،‬وفي آخره‪ :‬فإنما حباك‬

‫)‪ (1‬النمل‪.19 :‬‬

‫]‪[104‬‬

‫ال فخخي الجنخة بمخخا ل عيخن رأت‪ ،‬ول أذن سخمعت‪ ،‬فقخال علخخي بخخن أبخخى طخالب )عليخه‬
‫السلم(‪ :‬يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن‬
‫أعمل صالحا ترضاه وأصلح لخخي فخخي ذريخختي‪ ،‬فقخخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬آمين يا رب العالمين ويا خير الناصرين‪ - 14 .‬ب‪ :‬ابن طريخخف‪ ،‬عخخن‬
‫ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عخخن أبيخخه )عليهمخخا السخخلم(‪ ،‬قخخال‪ :‬كخخان فخخراش علخخي‬
‫وفاطمة حين دخلت عليه إهاب كبش إذا أرادا أن يناما عليه قلبخخاه فنامخخا علخخى‬
‫صوفه‪ ،‬قال وكانت وسادتهما أدما حشوا ليف‪ ،‬قال‪ :‬وكان صداقها درعا مخخن‬
‫حديد‪ - 15 .‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بخخن أحمخخد بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن موسى ابن إبراهيم المروزي‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن جخخده‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬عن جابر ابن عبد ال قال‪ :‬لما زوج رسول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( فاطمة من علي أتخخاه أنخخاس مخخن قريخخش فقخخالوا‪ :‬إنخخك زوجخخت عليخخا‬
‫بمهر خسيس‪ ،‬فقال‪ :‬ما أنا زوجت عليا‪ ،‬ولكن ال عزوجل زوجه ليلة أسري‬
‫بي عند سدرة المنتهى‪ ،‬أوحى ال إلى السدرة أن انثري ما عليك فنثرت الخخدر‬
‫والجوهر والمرجان‪ ،‬فابتدر الحور العين فالتقطن‪ ،‬فهخخن يتهخخادينه ويتفخخاخرن‬
‫ويقلن‪ :‬هذا من نثار فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‪ .‬فلما كخخانت ليلخخة‬
‫الزفاف أتى النبي ببغلته الشهباء‪ ،‬وثنى عليهخخا قطفخخة‪ ،‬وقخخال لفاطمخخة‪ :‬اركخخبي‬
‫وأمر سلمان أن يقودها والنبي )صلى ال عليه وآلخخه يسخخوقها‪ ،‬فبينمخخا هخخو فخخي‬
‫بعض الطريق إذ سمع النبي )صلى ال عليه وآلخخه( وجبخخة فخخإذا هخخو بجبرئيخخل‬
‫في سبعين ألفا‪ ،‬وميكائل في سبعين ألفا‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما‬
‫أهبطكم إلى الرض ؟ قالوا‪ :‬جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طخخالب فكخخبر‬
‫جبرئيل‪ ،‬وكخخبر ميكائيخخل‪ ،‬وكخخبرت الملئكخخة‪ ،‬وكخخبر محمخخد )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ ،‬فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلخخة‪ .‬بيخخان‪ :‬الوجبخخة السخخقطة مخخع‬
‫الهدة ]أ[ وصخخوت السخخاقط‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ وحيخخة بالحخخاء المهملخخة اليخخاء‬
‫المثناة‪ ،‬والوحي الكلم الخفي‪ - 16 .‬ن‪ :‬باسخخناد التميمخخي‪ ،‬عخخن الرضخخا‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما زوجت فاطمخخة‬
‫إل ]بعد[ ما أمرني ال عز وجل بتزويجها‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫‪ - 17‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قخخال رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أتاني ملك فقال‪ :‬يا محمخخد إن ال خ يقخخرء عليخخك السخخلم‬
‫ويقول لك‪ :‬قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه‪ ،‬وقد أمرت شجرة طخخوبى‬
‫أن تحمل الدر والياقوت والمرجان‪ ،‬وإن أهل السماء قد فرحوا لذلك‪ ،‬وسيولد‬
‫منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬وبهما يزين أهخخل الجنخخة‪ ،‬فابشخخر يخخا محمخخد‬
‫فانخك خيخخر الوليخخن والخريخخن‪ .‬صخخح‪ :‬عنخه )عليخه السخلم( مثلخه‪ - 18 .‬مخا‪:‬‬
‫الحفار‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن علي بن أحمد العجلي‪ ،‬عن عباد بن يعقخخوب‪ ،‬عخخن‬
‫عيسى بن عبد ال العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬جاء رسول ال )صلى ال عليه وآله( يطلبني فقال‪ :‬أين أخخخي يخا‬
‫أم أيمن ؟ قالت‪ :‬ومن أخوك ؟ قال‪ :‬علي‪ .‬قالت‪ :‬يا رسخخول الخ تزوجخخه ابنتخخك‬
‫وهو أخوك‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما وال يا أم أيمن لقد زوجتها كفوا شريفا وجيهخخا فخخي‬
‫الدنيا والخرة ومن المقربين‪ - 19 .‬ما‪ :‬الحسين بخخن إبراهيخخم القزوينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن وهبان‪ ،‬عن علي بن حبيش‪ ،‬عن العباش بن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن الحسين بن أبي غندر‪ ،‬عخخن إسخخحاق بخخن عمخخار وأبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى أمهخخر‬
‫فاطمة )عليها السلم( ربع الدنيا‪ ،‬فربعها لها‪ ،‬وأمهرها الجنخخة والنخخار‪ ،‬تخخدخل‬
‫أعخخداءها النخخار‪ ،‬وتخخدخل أولياءهخخا الجنخخة‪ ،‬وهخخي الصخخديقة الكخخبرى‪ ،‬وعلخخى‬
‫معرفتها دارت القرون الولى‪ - 20 .‬ب‪ :‬محمخخد بخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن ابخخن بكيخخر‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬زوج رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( عليا فاطمة صلوات الخ عليهمخخا علخخى درع لخخه حطميخخة تسخخوى ثلثيخخن‬
‫درهما‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي في تزويج أبي جعفر الثاني )عليه السلم( أنخخه قخخال‪ :‬إن‬
‫محمد ابن علي بن موسى‪ ،‬يخطب أم الفضل بنت عبد ال المأمون‪ ،‬وبذل لها‬
‫من الصداق مهر جدته فاطمة وهو خمس مائة درهم جياد‪.‬‬

‫]‪[106‬‬

‫‪ - 21‬يج‪ :‬روي أنه لما كان وقت زفاف فاطمة )عليها السلم( اتخذ النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( طعاما وخبيصا‪ .‬وقال لعلي‪ :‬ادع الناس‪ ،‬قال علي )عليه السخخلم(‪:‬‬
‫جئت إلى الناس فقلت‪ :‬أجيبوا الوليمة‪ ،‬فخأقبلوا‪ ،‬فقخال النخبي )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله(‪ :‬أدخل عشرة‪ ،‬فدخلوا وقدم إليهم الطعخام والثريخخد‪ ،‬فخأكلوا‪ ،‬ثخخم أطعمهخخم‬
‫السمن والتمر فل يزداد الطعام إل بركة فلما أطعم الرجال عمد إلى ما فضل‬
‫منها‪ ،‬فتفل فيها وبارك عليها‪ ،‬وبعث منها إلخخى نسخخائه‪ ،‬وقخخال‪ :‬قخخل لهخخن‪ :‬كلخخن‬
‫وأطعمن من غشيكن‪ .‬ثم إن رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( دعخخا بصخخحفة‬
‫فجعخخل فيهخخا نصخخيبا فقخخال‪ :‬هخخذا لخخك ولهلخخك‪ .‬وهبخخط جبرئيخخل فخخي زمخخرة مخخن‬
‫الملئكة بهدية‪ .‬فقال لم سلمة‪ :‬املئي القعخخب مخخاء فقخخال لخخي‪ :‬يخخا علخخي اشخخرب‬
‫نصفه‪ ،‬ثم قال لفاطمخخة‪ :‬اشخخربي وأبقخخي‪ ،‬ثخخم أخخخذ البخخاقي فصخخبه علخخى وجههخخا‬
‫ونحرها ثم فتح السلة فإذا فيها كعك وموز وزبيب‪ ،‬فقال‪ :‬هخخذا هديخخة جبرئيخخل‬
‫ثم أقلب من يده سفرجلة فشقها نصخخفين وأعطخخى عليخخا وقخخال‪ :‬هخخذه هديخخة مخخن‬
‫الجنة إليكما وأعطى عليا نصفا وفاطمة نصفا‪ - 22 .‬قخخب‪ :‬ابخخن عبخخاس وابخخن‬
‫مسعود وجابر والبراء وأنس وأم سلمة والسدي وابن سخخيرين والبخخاقر )عليخخه‬
‫السلم( في قوله تعالى )وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصخخهرا(‬
‫)‪ (1‬قالوا‪ :‬هو محمد وعلي والحسن والحسخين )عليهخم السخلم( )وكخخان ربخك‬
‫قخخديرا( القخخائم فخخي آخخخر الزمخخان لنخخه لخم يجتمخخع نسخب وسخبب فخخي الصخحابة‬
‫والقرابة إل له فلجخخل ذلخخك اسخختحق الميخخراث بالنسخخب والسخخبب وفخخي روايخخة‬
‫)البشر( الرسول )والنسب( فاطمة‪ ،‬و )الصهر( علي )عليخه السخخلم(‪ .‬تفسخخير‬
‫الثعلبي قال ابن سيرين‪ :‬نزلت في النبي وعلخخي زوج فاطمخخة وهخخو ابخخن عمخخه‬
‫وزوج ابنتخخه‪ ،‬فكخخان نسخخبا وصخخهرا‪ .‬ابخخن الحجخخاج‪ :‬بالمصخخطفى وبصخخره *‬
‫ووصيه يوم الغدير كعب بن زهير‪ :‬صهر النبي وخير النخخاس كلهخخم الصخخادق‬
‫)عليه السلم( أوحى ال تعالى إلى رسوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قل لفاطمخخة‬
‫ل تعصي عليا فانه‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪.56 :‬‬


‫]‪[107‬‬

‫إن غضب غضبت لغضبه‪ .‬عوتب النبي )صلى ال عليه وآله( في أمخخر فاطمخخة فقخخال‪:‬‬
‫لو لم يخلق ال علي بن أبي طالب ما كان لفاطمة كفو‪ ،‬وفي خبر‪ :‬لولك لمخخا‬
‫كان لها كفو على وجه الرض‪ .‬المفضل‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ )عليخه السخلم(‬
‫قال‪ :‬لول أن ال تعالى خلق أمير المخخؤمنين لخخم يكخخن لفاطمخخة كفخخو علخخى وجخخه‬
‫الرض آدم فمخخن دونخخه‪ .‬وقخخالوا‪ :‬تخخزوج النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( مخخن‬
‫الشيخين وزوج من عثمان بنتين ؟ قلنا‪ :‬التزويخخج ل يخخدل علخخى الفضخخل وإنمخخا‬
‫هو مبني على إظهار الشخخهادتين ثخخم إنخخه )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( تخخزوج فخخي‬
‫جماعة وأما عثمان ففي زواجه خلف كثير وأنه كخخان زوجهمخخا مخخن كخخافرين‬
‫قبله وليست حكم فاطمة مثخخل ذلخخك لنهخخا وليخخدة السخخلم ومخخن أهخخل العبخخاء و‬
‫المباهلخخة والمهخخاجرة فخخي أصخخعب وقخخت‪ ،‬وورد فيهخخا آيخخة التطهيخخر‪ ،‬وافتخخخر‬
‫جبرئيل بكونه منهم‪ ،‬وشهد الخ لهخخم بالصخخدق‪ ،‬ولهخخا أمومخخة الئمخخة إلخخى يخخوم‬
‫القيامة‪ ،‬ومنها الحسن والحسين‪ ،‬وعقب الرسول )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وهي‬
‫سيدة نساء العالمين‪ ،‬وزوجها من أصلها وليخخس بخخأجنبي‪ ،‬وأمخخا الشخخيخان فقخخد‬
‫توسل إلى النبي )صلى ال عليه وآله( بذلك‪ ،‬وأما علي فتوسل النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( إليه بعد ما رد خطبتهما‪ ،‬والعاقد بينهما هو ال تعالى‪ ،‬والقابخخل‬
‫جبرئيخخل‪ ،‬والخخخاطب راحيخخل‪ ،‬والشخخهود حملخخة العخخرش‪ ،‬وصخخاحب النثخخار‬
‫رضوان‪ ،‬وطبق النثخخار شخخجرة طخخوبى‪ ،‬والنثخخار الخخدر واليخخاقوت والمرجخخان‪،‬‬
‫والرسول هو المشاطة‪ ،‬و أسماء صاحبه الحجلخخة‪ ،‬ووليخخد هخخذا النكخخاح الئمخخة‬
‫)عليهخخم السخخلم(‪ .‬ابخخن شخخاهين المخخروزي فخخي كتخخاب فضخخائل فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( بإسناده عن الحسين بن واقد عن أبي بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬والبلذري في‬
‫التاريخ بأسانيده أن أبا بكر خطب إلى النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( فقال‪ :‬أنتظر لها القضاء‪ ،‬ثم خطب إليه عمر‪ ،‬فقال‪ :‬أنتظر لها‬
‫القضاء الخبر‪ .‬مسند أحمد وفضائله وسنن أبي داود‪ ،‬وإبانة ابن بطة‪ ،‬وتاريخ‬
‫الخطيب‪ ،‬و كتاب ابن شاهين واللفظ له بالسناد عن خالد الحذاء وأبي أيخخوب‬
‫وعكرمة وأبي نجيح وعبيدة بن سليمان كلهخخم عخخن ابخخن عبخخاس أنخخه لمخخا زوج‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فاطمة عليا قال له‬

‫]‪[108‬‬

‫النبي أعطها شيئا‪ ،‬قال‪ :‬ما عندي شئ‪ ،‬قال‪ :‬فأين درعك الحطمية ‪ -‬وفي روايخة غيخره‬
‫أنه قال علي‪ :‬عندي ‪ -‬قال‪ :‬فأعطها إياها‪ .‬تاريخي الخطيب والبلذري وحلية‬
‫أبي نعيم‪ ،‬وإبانة العكبري‪ :‬سفيان الثوري عخخن العمخخش‪ ،‬عخخن الثخخوري‪ ،‬عخخن‬
‫علقمة‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬أصاب فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة‪ ،‬فقخخال‬
‫لها النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا فاطمة زوجتخخك سخخيدا فخخي الخخدنيا وإنخخه فخخي‬
‫الخرة لمن الصالحين‪ ،‬يا فاطمة لما أراد ال تعالى أن املكك بعلخخي أمخخر ال خ‬
‫تعالى جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصف الملئكة صفوفا ثم خطب عليهم‬
‫فزوجك من علي‪ ،‬ثم أمر ال سبحانه شجر الجنان فحملت الحلي والحلل‪ ،‬ثخخم‬
‫أمرها فنثرته على الملئكة‪ ،‬فمن أخذ منهم يومئذ شخيئا أكخثر ممخا أخخخذ غيخره‬
‫افتخر به إلى يوم القيامخخة قخخالت أم سخخلمة‪ :‬لقخخد كخخانت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫تفتخر على النساء لنهخخا مخخن خطخخب عليهخخا جبرئيخخل )عليخخه السخخلم(‪] .‬و[ قخد‬
‫اشتهر في الصحاح بالسانيد عن أمير المؤمنين )عليه السخخلم( وابخخن عبخخاس‬
‫وابن مسعود وجابر النصاري وأنس بن مالك والبراء بن عخخازب وأم سخخلمة‬
‫بألفاط مختلفة ومعاني متفقة أن أبا بكر وعمخخر خطبخخا إلخخى النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فاطمة مرة بعد أخرى‪ ،‬فردهمخخا‪ .‬وروى أحمخخد فخخي الفضخخايل عخخن‬
‫بريدة أن أبا بكر وعمر حطبا إلى النبي )صلى ال عليخه وآلخه( فاطمخخة فقخال‪:‬‬
‫إنها صغيرة‪ .‬وروى ابن بطة في البانة أنه خطبها عبد الرحمخخان فلخخم يجبخخه‪،‬‬
‫وفي رواية غيره أنه قال‪ :‬بكذا من المهر‪ .‬فغضب )صلى ال عليه وآله( ومد‬
‫يده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده فجعلها في ذيله فصارت دار ومرجانخا‬
‫يعرض به جواب المهر‪ .‬ولما خطخخب علخخي )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬سخخمعتك يخخا‬
‫رسول ال تقول كل سبب ونسب منقطع إل سببي ونسبي‪ ،‬فقال النبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬أما السبب فقد سبب ال‪ ،‬وأمخخا النسخخب فقخخد قخخرب الخخ‪ ،‬وهخخش‬
‫وبش في وجهه وقال‪ :‬ألك شئ أزوجك منها ؟ فقال‪ :‬ل يخفى عليك حخخالي إن‬
‫لي فرسا وبغل وسيفا ودرعا‪ ،‬فقال‪ :‬بع الخخدرع‪ .‬وروى أنخخه أتخخى سخخلمان إليخخه‬
‫وقال‪ :‬أجب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما دخل عليه‬

‫]‪[109‬‬

‫قال‪ :‬أبشر يا علي فإن ال قد زوجك بها في السماء قبل أن ازوجكها في الرض ولقخخد‬
‫أتاني ملك وقال‪ :‬أبشر يا محمد باجتمخاع الشخخمل وطهخخارة النسخل‪ ،‬قلخت‪ :‬ومخا‬
‫اسمك ؟ قال‪ :‬نسخخطائيل مخخن مخخوكلي قخخوائم العخخرش‪ ،‬سخخألت الخ هخخذه البشخخارة‬
‫وجبرئيل علخى أثخري‪ .‬أبخو بريخدة‪ ،‬عخن أبيخه أن عليخا )عليخه السخلم( خطخب‬
‫فاطمة فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مرحبا وأهل‪ ،‬فقيل لعلخخي‪ :‬يكفيخخك‬
‫من رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( إحخخداهما‪ :‬أعطخخاك الهخخل‪ ،‬وأعطخخاك‬
‫الرحب‪ .‬ابن بطة وابن المؤذن والسمعاني في كتبهم بالسناد عن ابخخن عبخخاس‬
‫وأنس بن مالك قال‪ :‬بينما رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( جخخالس إذ جخخاء‬
‫علي فقال‪ :‬يا علي ما جاء بخخك ؟ قخخال‪ :‬جئت اسخخلم عليخخك‪ ،‬قخخال‪ :‬هخخذا جبرئيخخل‬
‫يخبرني أن ال عزوجل زوجك فاطمخخة وأشخخهد علخخى تزويجهخخا أربعيخخن ألخخف‬
‫ملك وأوحى ال إلى شجرة طوبى أن انخخثري عليهخخم الخخدر واليخخاقوت‪ ،‬فنخخثرت‬
‫عليهم الدر واليخخاقوت‪ ،‬فابتخخدرن إليخخه الحخخور العيخخن يلتقطخخن فخخي أطبخخاق الخخدر‬
‫والياقوت‪ ،‬وهن يتهادينه بينهن إلى يخخوم القيامخخة‪ ،‬وكخخانوا يتهخخادون ويقولخخون‪:‬‬
‫هذه تحفة خير النساء‪ .‬وفي رواية ابن بطة عن عبد ال‪ :‬فمن أخذ منخخه يخخومئذ‬
‫شيئا أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يخخوم القيامخخة‪.‬‬
‫ابن مردويه في كتابه باسناده عن علقمة قخال‪ :‬لمخخا تخخزوج علخخي فاطمخخة تنخخاثر‬
‫ثمار الجنة على الملئكة‪ .‬عبد الرزاق بإسناده إلخخى أم أيمخخن فخخي خخخبر طويخخل‬
‫عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وعقد جبرئيخخل وميكائيخخل فخخي السخخماء نكخخاح‬
‫علي وفاطمة‪ ،‬فكان جبرئيخخل المتكلخخم عخخن علخخي وميكائيخخل الخخراد عنخخي‪ .‬وفخخي‬
‫حديث خباب بن الرت أن الخ تعخخالى أوحخخى إلخخى جبرئيخخل‪ :‬زوج النخخور مخخن‬
‫النور‪ ،‬وكخخان الخخولي الخخ‪ ،‬والخطيخخب جبرئيخخل‪ ،‬والمنخخادي ميكائيخخل‪ ،‬والخخداعي‬
‫إسرافيل‪ ،‬والناثر عزرائيل‪ ،‬والشهود ملئكة السماوات والرضين ثم أوحخخى‬
‫إلى‬

‫]‪[110‬‬

‫شجرة طوبى أن انثري ما عليك‪ ،‬فنثرت الخخدر البيخخض واليخخاقوت الحمخخر والزبرجخخد‬
‫الخضر واللؤلؤ الرطب‪ ،‬فبادرن الحور العين يلتقطن ويهدين بعضخخهن إلخخى‬
‫بعض‪ .‬الصادق )عليه السلم( في خبر‪ :‬أنه دعاه رسول ال )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله( وقال‪ :‬أبشر يا علي فان ال قد كفاني ما كان همنخخي )‪ (1‬مخخن تزويجخخك‪.‬‬
‫ثم ذكر ابن شهر آشوب مختصرا مما مر برواية الصدوق رحمه ال ثم قخخال‪:‬‬
‫وقد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور فخخي جمخخع مخخن‬
‫أهل السماوات السبع‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد لخ الول قبخل أوليخة الوليخن‪ ،‬البخاقي بعخد‬
‫فناء العالمين‪ ،‬نحمده إذ جعلنخخا ملئكخخة روحخخانيين‪ ،‬وبربخخوبيته مخخذعنين‪ ،‬ولخخه‬
‫على ما أنعم علينا شاكرين حجبنا من الذنوب‪ ،‬وسخخترنا مخخن العيخخوب‪ ،‬أسخخكننا‬
‫في السماوات‪ ،‬وقربنا إلى السرادقات‪ ،‬وحجب عنخخا النهخخم للشخخهوات‪ ،‬وجعخخل‬
‫نهمتنا )‪ (2‬وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه‪ .‬الباسط رحمته‪ ،‬الواهب نعمته‪ ،‬جل‬
‫عن إلحاد أهل الرض من المشركين وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين ‪ -‬ثخخم‬
‫قال بعد كلم ‪ -‬اختار الملك الجبار صفوة كرمه‪ ،‬وعبخخد عظمتخخه لمتخخه سخخيدة‬
‫النساء‪ ،‬بنت خير النبيين‪ ،‬وسيد المرسلين وإمام المتقين‪ ،‬فوصل حبلخخه بحبخخل‬
‫رجل من أهله وصاحبه‪ ،‬المصدق دعوته‪ ،‬المبادر إلى كلمته‪ ،‬علي الوصخخول‬
‫بفاطمة البتول ابنة الرسول‪ .‬وروي أن جبرئيل روى عخخن الخ تعخخالى عقيبهخخا‬
‫قخخوله عخخز وجخخل‪ :‬الحمخخد ردائي‪ ،‬والعظمخخة كبريخخائي‪ ،‬والخلخخق كلهخخم عبيخخدي‬
‫وإمائي زوجت فاطمة أمتي من علي صفوتي‪ ،‬اشخخهدوا ملئكخختي‪ .‬وكخخان بيخخن‬
‫تزويج أمير المؤمنين وفاطمة )عليهما السلم( في السماء إلى تزويجهما فخخي‬
‫الرض أربعين يوما‪ ،‬زوجها رسول ال )صلى ال عليه وآله( من علخخي أول‬
‫يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر ج ‪ 3‬ص ‪) :347‬من همتي(‪ (2) .‬النهمة‪ :‬بلخخوغ الهمخخة والشخخهوة فخخي‬
‫الشئ‪.‬‬
‫]‪[111‬‬

‫‪ - 23‬مع‪ ،‬ل‪ ،‬لى‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عخخن الخخبزنطي عخن علخخي‬
‫بن جعفر قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( يقول‪ :‬بينا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون‬
‫وجها فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حبيبي جبرئيل ! لخم أرك فخي‬
‫مثل هذه الصورة‪ ،‬فقال الملك‪ :‬لست بجبرئيل‪ ،‬أنا محمود بعثني ال عزوجخخل‬
‫أن أزوج النور من النور‪ ،‬قال‪ :‬من ممن ؟ فقال‪ :‬فاطمة من علخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬فلمخخا‬
‫ولى الملك إذا بين كتفيه‪ :‬محمد رسول ال‪ ،‬علي وصيه فقخخال لخخه رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال‪ :‬من قبخخل أن يخلخخق‬
‫ال عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف عخخام‪ - 24 .‬قخخب‪ :‬عخخن علخخي بخخن جعفخخر‬
‫مثله ثم قال‪ :‬وفي رواية بأربعة وعشرين ألف عام‪ .‬عبد ال بن ميمون حخخدثنا‬
‫أبو هريرة‪ ،‬عن أبخخي الزبيخخر‪ ،‬عخخن جخخابر النصخخاري ]فخخي[ حخخديث محمخخود‪،‬‬
‫وأنبأني أبو ]يعلى[ العطار وأبو المؤيخخد الخطيخخب بنحخخو هخذا الخخبر إل أنهمخا‬
‫رويا‪ :‬ملخك لخه عشخرون رأسخا فخي كخل رأس ألخف لسخان‪ ،‬وكخان اسخم الملخك‬
‫صرصائيل‪ .‬أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين بالسناد عن أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬وكتاب أبي القاسم سليمان الطبري بإسناده عن شعبة‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن‬
‫مرة‪ ،‬عن إبراهيم عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود كلهما أن النبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬إن ال تعالى أمرنخخي أن أزوج فاطمخخة مخخن علخخي‪ .‬كتخخاب ابخخن‬
‫مردويه‪ ،‬قال ابن سيرين‪ :‬قال عبيدة‪ :‬إن عمر بخخن الخطخخاب ذكخخر عليخخا فقخخال‪:‬‬
‫ذاك صهر رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( نخخزل جبرئيخخل علخخى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إن الخ يخأمرك أن تخزوج فاطمخة مخن علخي‪ .‬ابخن‬
‫شاهين بالسناد عن أبخي أيخوب‪ ،‬قخال النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬أمخرت‬
‫بتزويجك من البيضاء‪ ،‬وفي رواية من السماء‪ .‬الضحاك أن النبي )صلى ال خ‬
‫عليه وآله( قال لفاطمة‪ :‬إن علي بن أبي أبخخى طخخالب ممخخن قخخد عرفخخت قرابتخخه‬
‫وفضله من السلم‪ ،‬وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و‬

‫]‪[112‬‬

‫أحبهم إليه‪ ،‬وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين ؟ فسكتت‪ ،‬فخرج رسول ال )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( وهو يقول‪ :‬ال أكبر‪ ،‬سخخكوتها إقرارهخخا‪ .‬وروى ابخخن مردويخخه أنخخه‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال لعلي‪ :‬تكلخم خطيبخا لنفسخك‪ ،‬فقخال‪ :‬الحمخخد لخ الخخذي‬
‫قرب من حامديه‪ ،‬ودنا من سائليه‪ ،‬ووعد الجنخخة مخن يتقيخه وأنخخذر بالنخخار مخن‬
‫يعصيه‪ ،‬نحمده على قديم إحسانه وأياديه‪ ،‬حمد مخخن يعلخخم أنخخه خخخالقه وبخخاريه‪،‬‬
‫ومميتخخه ومحييخخه‪ ،‬ومسخخائله عخخن مسخخاويه‪ ،‬ونسخختعينه ونسخختهديه‪ ،‬ونخخؤمن بخخه‬
‫ونستكفيه‪ ،‬ونشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬شخهادة تبلغخه وترضخيه‬
‫وأن محمدا عبده ورسخخوله )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬صخخلة تزلفخخه وتحظيخخه‪،‬‬
‫وترفعه وتصطفيه‪ ،‬والنكاح مما أمر ال بخه ويرضخيه‪ ،‬واجتماعنخا ممخا قخدره‬
‫ال وأذن فيه‪ ،‬وهذا رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( زوجنخخي ابنتخخه فاطمخخة‬
‫على خمس مخخائة درهخخم‪ ،‬وقخخد رضخخيت‪ ،‬فاسخخألوه واشخخهدوا‪ .‬وفخخي خخخبر‪ :‬وقخخد‬
‫زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن‪ ،‬وقد رضيت بما رضي ال لها‬
‫فدونك أهلك فإنك أحق بها مني‪ .‬وفي خبر فنعم الخ أنت‪ ،‬ونعم الختخخن أنخخت‪،‬‬
‫ونعم الصاحب أنت‪ ،‬وكفاك برضى ال رضى‪ ،‬فخخر علخخي سخاجدا شخخكرا لخ‬
‫تعالى وهو يقول‪) :‬رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمخخت علخخي( اليخخة )‬
‫‪ (1‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬آمين‪ ،‬فلما رفع رأسه قال النبي )صخخلى‬
‫ال عليخخه وآلخخه(‪ ،‬بخخارك الخ عليكمخخا‪ ،‬وبخخارك فيكمخخا‪ ،‬وأسخخعد جخخدكما‪ ،‬وجمخخع‬
‫بينكما‪ ،‬وأخرج منكما الكثير الطيب‪ ،‬ثخخم أمخخر النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫بطبق بسر وأمر بنهبه ودخل حجرة النساء وأمر بضرب الدف‪ .‬الحسخخين بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( في خبر‪ :‬زوج النبي )صلى ال عليه وآله( فاطمة عليخخا‬
‫على أربع مخخائة وثمخخانين درهمخخا‪ ،‬وروي أن مهرهخخا أربعمخخائة مثقخخال فضخخة‪،‬‬
‫وروي أنه كان خمسمائة درهم‪ ،‬وهو أصح‪ .‬وسبب الخلف في ذلك ما روى‬
‫عمرو بن أبي المقدام وجابر الجعفي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬النمل‪.19 :‬‬

‫]‪[113‬‬

‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان صداق فاطمة برد حبرة‪ ،‬وإهاب شاة على عخخرار )‬
‫‪ (1‬وروي عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬كان صداق فاطمخخة درع حطميخخة‬
‫وإهاب كبش أو جدي‪ .‬رواه أبو يعلى في المسند‪ ،‬عن مجاهخخد‪ .‬كخخافي الكلينخخي‬
‫زوج النبي )صلى ال عليه وآله( فاطمة من علي على جرد برد‪ .‬وقيل للنخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬قخخد علمنخخا مهخخر فاطمخخة فخخي الرض فمخخا مهرهخخا فخخي‬
‫السماء ؟ قال‪ :‬سل عما يعنيك ودع مال يعنيك‪ ،‬قيل‪ :‬هذا مما يعنينا يا رسخخول‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬كان مهرها في السماء خمس الرض فمن مشى عليها مغضخخبا )‪(2‬‬
‫لها ولولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة‪ .‬وفي الجلء والشخخفاء فخخي‬
‫خبر طويل عن الباقر )عليه السلم( وجعلخخت نحلتهخخا مخخن علخخي خمخخس الخخدنيا‬
‫وثلث الجنة )‪ (3‬وجعلت لها في الرض أربعة أنهار‪ :‬الفخخرات‪ ،‬ونيخخل مصخخر‬
‫ونهروان‪ ،‬ونهر بلخخخ‪ ،‬فزوجهخخا أنخخت يخخا محمخخد بخمسخخمائة درهخخم تكخخون سخخنة‬
‫لمتك‪ .‬وفي حديث خباب بن الرت ثخخم قخخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫زوجخخت فاطمخخة ابنخختي منخخك بخخأمر ال خ تعخخالى علخخى صخخداق خمخخس الرض‬
‫وأربعمائة وثمانين درهما‪ ،‬الجل خمس الرض‪ ،‬والعاجل أربعمائة وثمانين‬
‫درهما‪ .‬وقخخد روي حخديث خمخس الرض عخخن الصخخادق )عليخخه السخلم( عخن‬
‫يعقوب بن شعيب‪ .‬إسحاق بن عمار وأبو بصير قال الصادق )عليه السخخلم(‪:‬‬
‫إن ال تعالى مهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها‪ ،‬ومهرها الجنة والنخخار فتخخدخل‬
‫أولياءها الجنة وأعداءها النار‪ .‬أمالي أبي جعفر الطوسي‪ ،‬قال الصادق )عليه‬
‫السلم( في خبر‪ :‬وسكب الدراهم في حجره فأعطى منها قبضخخة كخخانت ثلثخخة‬
‫وستين أو سخختة وسخختين إلخخى أم أيمخخن لمتخخاع الخخبيت وقبضخخة إلخخى أسخخماء بنخخت‬
‫عميس للطيب‪ ،‬وقبضة إلى أم سخخلمة للطعخخام‪ ،‬وأنفخخذ عمخخارا وأبخخا بكخخر وبلل‬
‫لبتياع ما يصلحها‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحبرة كعنبة‪ :‬ثوب يصنع باليمن من قطن أو كتان‪ .‬والهاب‪ :‬الجلخخد مخخا لخخم يخخدبغ‬
‫والعرار‪ :‬نبت طيب الرائحة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مبغضا‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وثلثي الجنة راجع ج ‪ 3‬ص ‪ 351‬ط المطبعة العلمية‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫أقول‪ :‬ثم ذكر نحوا مما نقلنا عن أمالي الشيخ إلى قوله وجرة خضراء وكيزان خزف‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬وفي رواية ونطع من أدم‪ ،‬وعباء قطواني وقربة ماء‪ .‬وهب بن وهب‬
‫القرشي‪ ،‬وكان من تجهيز علي داره انتشخخار رمخخل ليخخن‪ ،‬ونصخخب خشخخبة مخخن‬
‫حائط إلى حائط للثياب‪ ،‬وبسط إهاب كبش‪ ،‬ومخدة ليف‪ .‬أبو بكر مردويه في‬
‫حديثه‪ :‬فمكث علي تسعة وعشرين ليلة‪ ،‬فقال له جعفر وعقيل‪ :‬سله أن يخخدخل‬
‫عليك أهلك‪ ،‬فعرفت أم أيمن ذلك وقالت‪ :‬هذا مخخن أمخخر النسخخاء‪ :‬وخلخخت بخخه أم‬
‫سلمة فطالبته بذلك‪ ،‬فدعاه النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخال‪ :‬حبخخا وكرامخخة‬
‫فأتى الصحابة بالهدايا فأمر بطحن البر وخبزه وأمر عليا بذبح البقخخر والغنخم‪،‬‬
‫فكان النبي )صلى ال عليه وآله( يفصل ولم ير على يده أثر دم‪ ،‬فلمخخا فرغخخوا‬
‫من الطبخ أمر النبي )صلى ال عليه وآله( أن ينادى على رأس داره‪ :‬أجيبخخوا‬
‫رسول ال‪ ،‬وذلك كقوله )وأذن في الناس بالحخخج( )‪ .(1‬فأجخخابوا مخخن النخلت‬
‫والزروع‪ ،‬فبسط النطوع فخخي المسخخجد وصخخدر النخخاس وهخخم أكخخثر مخخن أربعخخة‬
‫آلف رجل وسخخائر نسخخاء المدينخخة‪ ،‬ورفعخخوا منهخخا مخخا أرادوا ولخخم ينقخخص مخخن‬
‫الطعام شئ‪ ،‬ثم عادوا في اليوم الثاني وأكلوا‪ ،‬وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثخخة‬
‫أبي أيوب‪ .‬ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالصخخحاف فملئت ووجخخه‬
‫إلى منازل أزواجه‪ ،‬ثم أخذ صفحة وقال‪ :‬هذا لفاطمة وبعلها‪ ،‬ثخخم دعخخا فاطمخخة‬
‫وأخذ يدها فوضعها في يد علي وقال‪ :‬بارك الخ لخخك فخخي ابنخخة رسخخول الخ يخخا‬
‫علي ! نعم الزوج فاطمة‪ ،‬ويا فاطمة نعم البعل علي‪ .‬وكان النبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآلخخه أمخخر نسخخاءه أن يزينهخخا ويصخخلحن مخخن شخخأنها فخخي حجخخرة أم سخخلمة‬
‫فاستدعين من فاطمة )عليها السلم( طيبا فأتت بقارورة‪ ،‬فسئلت عنها فقالت‪:‬‬
‫كان دحية الكلبي يدخل على رسول ال )صلى ال عليه وآلخه( فيقخول لخي‪ :‬يخا‬
‫فاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك فكان إذا نهض سقط من بين ثيخخابه شخخئ‬
‫فيأمرني بجمعه‪ ،‬فسئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن‬
‫)‪ (1‬الحج‪.28 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫ذلك فقال‪ :‬هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل‪ ،‬وأتخخت بمخخاء ورد فسخخألت أم سخخلمة عنخخه‬
‫فقالت‪ :‬هذا عرق رسول ال )صخلى الخ عليخه وآلخه( كنخت آخخذه عنخد قيلولخة‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( عندي‪ .‬وروي أن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا‪،‬‬
‫فلما لبستها تحيرت نسوة قريش منها‪ ،‬وقلن من أين لك هذا ؟ قالت‪ :‬هخخذا مخخن‬
‫عند ال‪ .‬تاريخ الخطيب‪ ،‬وكتاب ابن مردويه‪ ،‬وابن المؤذن وشيرويه الديلمي‬
‫بأسانيدهم عن علي بن الجعد‪ ،‬عن ابن بسطام‪ ،‬عن شعبة بن الحجخخاج‪ ،‬وعخخن‬
‫علوان‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي حمزة الضبعي‪ ،‬عن ابن عباس وجخخابر‪ ،‬أنخخه لمخخا‬
‫كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي )عليه السلم( كخخان النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( أمامها‪ ،‬وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها‪ ،‬وسبعون ألف‬
‫ملك من خلفها‪ ،‬يسبحون ال ويقدسونه حتى طلع الفجخخر‪ .‬كتخخاب مولخخد فاطمخخة‬
‫عن ابن بابويه في خبر‪ :‬أمر النبي )صلى ال عليه وآله( بنخخات عبخخد المطلخخب‬
‫ونسخخاء المهخخاجرين والنصخخار أن يمضخخين فخخي صخخحبة فاطمخخة‪ ،‬وأن يفرحخخن‬
‫ويرجزن و يكبرن ويحمدن‪ ،‬ول يقلن مال يرضى الخخ‪ ،‬قخخال جخخابر‪ :‬فأركبهخخا‬
‫على ناقته ‪ -‬وفي رواية على بغلته الشهباء ‪ -‬وأخذ سخخلمان زمامهخخا‪ ،‬وحولهخخا‬
‫سبعون ألف حوراء والنبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وحمخخزة وعقيخخل وجعفخخر‬
‫وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم‪ ،‬ونسخخاء النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( قدامها يرجزن فأنشخأت أم سخلمة‪] :‬شخعر[ سخرن بعخون الخ جخاراتي *‬
‫واشكرنه في كل حخالت واذكخخرن مخخا أنعخم رب العلخى * مخخن كشخف مكخروه‬
‫وآفات فقد هدانا بعد كفر وقد * أنعشنا رب السماوات وسرن مخخع خيخخر نسخخاء‬
‫الورى * تفدى بعمات وخالت يا بنت مخخن فضخخله ذو العلخخى * بخخالوحي منخخه‬
‫والرسالت ثم قالت عائشة‪:‬‬

‫]‪[116‬‬

‫]شعر[ يا نسوة استرن بالمعخخاجر * واذكخخرن مخخا يحسخخن فخخي المحاضخخر واذكخخرن رب‬
‫الناس إذ يخصنا * بدينه مع كل عبد شاكر والحمد ل على إفضاله * والشكر‬
‫ل العزيز القادر سرن بها فال أعطى ذكرها * وخصها منه بطهر طاهر ثخخم‬
‫قالت حفصة‪] :‬شعر‪ [:‬فاطمة خير نساء البشر * ومن لها وجخخه كخخوجه القمخخر‬
‫فضلك ال على كل الورى * بفضل من خخص بخخآي الزمخخر زوجخخك الخ فخختى‬
‫فضل * أعني عليا خير من في الحضخر فسخرن جخاراتي بهخا إنهخخا * كريمخة‬
‫بنت عظيم الخطر ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ‪] :‬شعر[ أقول قخخول فيخخه مخخا‬
‫فيه * وأذكر الخير وابخخديه محمخخد خيخخر بنخخي آدم * مخخا فيخخه مخخن كخخبر ول تيخخه‬
‫بفضله عرفنا رشدنا * فال بالخير يجازيه ونحن مع بنخخت نخخبي الهخخدى * ذي‬
‫شرف قد مكنت فيه في ذروة شامخة أصلها * فمخخا أرى شخخيئا يخخدانيه وكخخانت‬
‫النسوة يرجعن أول بيت من كل رجز‪ ،‬ثم يكبرن ودخلن الدار ثم أنفذ رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( إلى علي ودعاه إلخى المسخجد ثخم دعخا فاطمخة فأخخذ‬
‫يديها ووضعها في يده وقال‪ :‬بارك ال في ابنة رسول ال‪ .‬كتاب ابن مردويخخه‬
‫أن النبي سأل ماء فأخذ منه جرعة فتمضمض بهخخا ثخخم مجهخخا فخخي القعخخب‪ ،‬ثخخم‬
‫صبها على رأسها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أقبلي فلما أقبلت نضخح مخن بيخن ثخدييها‪ ،‬ثخم قخال‪:‬‬
‫أدبري فلما أدبرت نضح من بين كتفيها‪ ،‬ثخخم دعخخا لهمخخا‪ .‬كتخخاب ابخخن مردويخخه‪:‬‬
‫اللهم بارك فيهما‪ ،‬وبارك عليهما‪ ،‬وبارك لهما في شبليهما‪.‬‬

‫]‪[117‬‬

‫وروي أنه قال‪ :‬اللهخخم إنهمخخا أحخب خلقخخك إلخخي‪ ،‬فأحبهمخخا وبخارك فخي ذريتهمخخا واجعخخل‬
‫عليهما منك حافظا‪ ،‬وإني اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم‪ .‬وروي‬
‫أنه دعا لها فقال‪ :‬أذهب ال عنك الرجس وطهرك تطهيخخرا‪ .‬وروي أنخخه قخخال‪:‬‬
‫مرحبا ببحرين يلتقيان‪ ،‬ونجمين يقترنان‪ .‬ثم خرج إلى الباب يقخخول‪ :‬طهركمخخا‬
‫وطهر نسلكما‪ ،‬أنا سلم لمن سالمكما وحخرب لمخن حاربكمخا‪ ،‬أسختودعكما الخ‬
‫وأستخلفه عليكما‪ .‬وباتت عندها أسماء بنت عميخخس اسخخبوعا بوصخخية خديجخخة‬
‫إليها فدعا لها النبي )صلى ال عليه وآله( في دنياها وآخرتها‪ .‬ثخخم أتاهمخخا فخخط‬
‫صبيحتهما وقال‪ :‬السلم عليكم أدخل رحمكم ال ؟ ففتحت أسماء الباب وكانخخا‬
‫نائمين تحت كساء‪ ،‬فقال‪ :‬على حالكما‪ ،‬فأدخل رجليه بين أرجلهما فأخبر الخخ‬
‫عن أورادهما )تتجافى جنوبهم عن المضاجع( اليخخة )‪ .(1‬فسخخأل عليخخا‪ :‬كيخخف‬
‫وجدت أهلك ؟ قال‪ :‬نعم العون على طاعة الخخ‪ ،‬وسخخأل فاطمخخة‪ ،‬فقخخالت‪ :‬خيخخر‬
‫بعل فقال‪ :‬اللهم اجمع شملهما‪ ،‬وألف بيخن قلوبهمخا‪ ،‬واجعلهمخخا وذريتهمخخا مخخن‬
‫ورثة جنة النعيم‪ ،‬وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة‪ ،‬واجعل فخخي ذريتهمخخا‬
‫البركة‪ ،‬واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك‪ ،‬ويأمرون بما يرضخخيك‪ .‬ثخخم‬
‫أمر بخروج أسماء وقال‪ :‬جزاك ال خيرا‪ ،‬ثم خل بها بإشارة الرسول )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ .‬وروى شرحبيل باسناده قال‪ :‬لما كان صخخبيحة عخخرس فاطمخخة‬
‫جاء النبي بعس فيه لبن فقال لفاطمة‪ :‬اشربي فداك أبوك‪ ،‬وقال لعلي‪ :‬اشخخرب‬
‫فداك ابن عمك‪ - 25 .‬مكا‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لمخخا‬
‫تزوج علي فاطمة بسط البيت كثيبا‪ ،‬وكان فراشخخهما إهخخاب كبخخش‪ ،‬ومرفقهمخخا‬
‫محشوة ليفا‪ ،‬ونصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء‪ .‬عن الحسين بن‬
‫نعيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخال‪ :‬سخخمعته يقخخول‪ :‬أدخخخل رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فاطمة على علي وسترها عباءة‪ ،‬وفرشها إهاب كبش‪،‬‬
‫ووسادتها أدم محشوة بمسد‪.‬‬

‫)‪ (1‬السجدة‪.16 :‬‬


‫]‪[118‬‬

‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المسد حبل من ليف أو ليف المقل أو من أي شئ كان‪- 26 .‬‬
‫كشف‪ :‬روى الحافظ محمد بن محمود النجار‪ ،‬عن رجال ذكرهم قال‪ :‬سمعت‬
‫أسماء بنت عميس تقول‪ :‬سمعت سخخيدتي فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( تقخخول‪ :‬ليلخخة‬
‫دخل بي علخخي بخخن أبخخى طخخالب )عليخخه السخخلم( أفزعنخخي فخخي فراشخخي‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫أفزعت يا سيدة النساء ؟ قخخالت‪ :‬سخخمعت الرض تحخخدثه ويحخخدثها‪ ،‬فأصخخبحت‬
‫وأنا فزعة فأخبرت والدي )صلى ال عليه وآله( فسجد سجدة طويلة ثخخم رفخخع‬
‫رأسه وقال‪ :‬يا فاطمة أبشري بطيب النسل‪ ،‬فإن ال فضخخل بعلخخك علخخى سخخائر‬
‫خلقه‪ ،‬وأمر الرض أن تحدثه بأخبارها وما يجخخري علخخى وجههخخا مخخن شخخرق‬
‫الرض إلى غربها‪] - 27 .‬مل[ قل‪ :‬أخبرني محمد بن النجار فيما أجازه لخخي‬
‫من كتاب تذييله على تاريخ الخطيب في ترجمة أحمد بن محمد الدلل‪ ،‬حدث‬
‫عن أحمد بن محمد الطروش وأبي بكر محمد بن الحسن بخخن دريخخد الزدي‪،‬‬
‫روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن يوسف الخخبزاز وأبخخو محمخخد‬
‫الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامريان‪ ،‬أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد‬
‫ابن أبي علي‪ ،‬وأبو حامد عبد ال بن مسلم بن ثابت‪ ،‬ويوسخف بخن الميخخال بخخن‬
‫كامل قالوا‪ :‬أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز‪ ،‬أخبرنخخا أبخخو الحسخخين‬
‫محمد بن أحمخخد البرسخي قخال‪ :‬حخدثني القاضخخي أحمخخد بخن محمخخد بخخن يوسخف‬
‫السامري‪ ،‬حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الشاهد المعروف بالدلل‪ ،‬أخبرنخخا‬
‫محمد بن أحمد المعخخروف بخالطروش‪ ،‬أخبرنخخا أبخو عمخرو سخليمان بخخن أبخخي‬
‫معشر‪ ،‬عن سليمان بن عبد الرحمن‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمخن عخن أسخماء‬
‫بنت واثلة بن السقع‪ ،‬عن أسماء بنت عميس مثله‪ - 28 .‬كشخخف‪ :‬مخخن منخخاقب‬
‫الخوارزمي عن علخخي )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬خطبخخت فاطمخخة إلخخى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقالت لي مولة‪ :‬هل علمت أن فاطمة قد خطبخخت إلخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قالت‪ :‬فقد خطبت فمخخا يمنعخخك أن‬
‫تأتي رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيزوجك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬وعنخخدي شخخئ أتخخزوج‬
‫به ؟ قالت‪ :‬إنك إن جئت إلى رسول الخ زوجخخك‪ ،‬فخخو الخ مخخا زالخخت تزجينخخي‬
‫حتى دخلت على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان لرسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( جللة وهيبة‪ ،‬فلما قعدت بين يديه أفحمت‪ ،‬فو ال ما اسخختطعت‬
‫أن أتكلم‬

‫]‪[119‬‬

‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما جاء بخخك ألخخك حاجخخة ؟ فسخخكت‪ ،‬فقخخال‪ :‬لعلخخك‬
‫جئت تخطب فاطمة‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقخال‪ :‬وهخخل عنخخدك مخخن شخئ تسخختحلها بخه ؟‬
‫فقلت‪ :‬ل وال يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬ما فعلت الدرع التي سلحتكها ؟ )‪ (1‬فقلخخت‪:‬‬
‫عندي‪ ،‬فو الذي نفس علي بيده إنها لحطمية‪ ،‬ما ثمنها أربع مائة درهم‪ ،‬فقخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬قد زوجتكها فابعث بها إليها‪ ،‬فاستحلها بها‪ ،‬فإن كخانت‬
‫لصداق فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬في‬
‫حديث علي )عليه السلم( ما زالت تزجينخخي حخختى دخلخخت عليخخه أي تسخخوقني‬
‫وتدفعني‪ - 29 .‬كشف‪ :‬وعنه‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬كنت عند النبي )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( فغشيه الوحي فلما أفاق قال لي‪ :‬يا أنس أتخدري مخا جخاءني بخه جبرئيخل‬
‫من عند صاحب العرش ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪ :‬أمرنخخي أن أزوج‬
‫فاطمة من علي‪ ،‬فخخانطلق فخخادع لخخي أبخخا بكخخر وعمخخر وعثمخخان وعليخخا وطلحخخة‬
‫والزبير‪ ،‬وبعددهم من النصار قخخال‪ :‬فخخانطلقت فخخدعوتهم لخخه‪ ،‬فلمخخا أن أخخخذوا‬
‫مجالسهم قال رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬الحمخخد لخ المحمخخود بنعمتخخه‪،‬‬
‫المعبود بقدرته‪ ،‬المطاع ]في[ سلطانه‪ ،‬المرهوب من عذابه‪ ،‬المرغخخوب إليخخه‬
‫فيما عنده‪ ،‬النافذ أمره في أرضه وسمائه‪ ،‬الذي خلق الخلق بقخخدرته‪ ،‬وميزهخخم‬
‫بأحكامه‪ ،‬وأعزهم بدينه‪ ،‬وأكرمهم بنبيه محمخخد‪ ،‬ثخخم إن ال خ جعخخل المصخخاهرة‬
‫نسبا لحقا‪ ،‬وأمرا مفترضا‪ ،‬وشج بها الرحخخام‪ ،‬وألزمهخخا النخخام فقخخال تبخخارك‬
‫اسمه وتعالى جده )وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكخخان‬
‫ربك قديرا( )‪ (2‬فأمر ال يجري إلى قضائه‪ ،‬وقضاؤه يجري إلى قدره‪ ،‬فلكل‬
‫قضاء قدر‪ ،‬ولكل قدر أجل‪ ،‬ولكل أجل كتاب )يمحخخو الخ مخخا يشخخاء ويثبخخت و‬
‫عنده أم الكتاب " )‪ .(3‬ثم إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمخخة مخخن علخخي علخخى‬
‫أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علخخي وكخخان غائبخا قخخد بعثخه رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( في حاجة‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما فعلت درع سلحتكها‪ ،‬راجع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .471‬الفرقان‪) .56 :‬‬
‫‪ (3‬الرعد‪.39 :‬‬

‫]‪[120‬‬

‫ثم أمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( بطبق فيخخه بسخخر فوضخخع بيخخن أيخخدينا‪ ،‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫انتهبوا فبينا نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم إليخخه رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ثم قال‪ :‬يا علي إن ال أمرني أن أزوجخخك فاطمخخة‪ ،‬وقخخد زوجتكهخخا علخخى‬
‫أربعمائة مثقال فضة أرضيت ؟ قال‪ :‬رضيت يا رسول ال‪ ،‬ثم قام علي فخخخر‬
‫ل ساجدا فقال النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬جعخخل ال خ فيكخخم ]الخيخخر[ الكخخثير‬
‫الطيب وبارك فيكما‪ ،‬قال أنخخس‪ :‬والخ لقخخد أخخخرج منهخخا الكخخثير الطيخخب‪ .‬قخخب‪:‬‬
‫خطب النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( علخخى المنخخبر فخخي تزويخخج فاطمخخة خطبخخة‬
‫رواها يحيى بن معين في أماليه‪ ،‬وابن بطة في البانة باسنادهما عن أنس بن‬
‫مالك مرفوعا‪ ،‬ورويناها عن الرضا )عليه السخخلم( وذكخخر نحخخوه‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال‬
‫الجزري‪ :‬وشخجت العخروق والغصخان اشختبكت‪ ،‬ومنخه حخديث علخي )عليخه‬
‫السخخلم(‪ :‬ووشخخج بينهخخا وبيخخن أزواجهخخا أي خلخخط وألخخف‪ - 30 .‬كشخخف‪ :‬ومخخن‬
‫المناقب عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( يخخا‬
‫فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الخرة لمخخن الصخخالحين‪ ،‬لمخخا أراد الخ‬
‫أن املكك من علي أمر ال جبرئيل فقام في السماء الرابعخخة وصخخف الملئكخخة‬
‫صفوفا ثم خطب عليهم فزوجك من علي‪ ،‬ثم أمخخر الخ شخخجر الجنخخان فحملخخت‬
‫الحلي والحلل ثم أمرها فنثرت على الملئكة فمخن أخخذ منهخا شخيئا أكخثر ممخا‬
‫أخذه غيره افتخر به إلى يوم القيامة‪ .‬ومنه عن ابن عباس قال‪ :‬كخخانت فاطمخخة‬
‫تذكر لرسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فل يخخذكرها أحخخد إل صخخد عنخخه حخختى‬
‫يئسوا منها‪ ،‬فلقي سعد بن معاذ عليا فقال‪ :‬إني وال ما أرى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( يحبسها إل عليك‪ ،‬فقال له علي‪ :‬فلم ترى ]ذلك[ ؟ فو ال ما أنا‬
‫بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي‪ ،‬وقخد علخم مخالي صخفراء‬
‫ول بيضاء قال سعد‪ :‬فإني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن لي فخخي ذلخخك فرجخخا‬
‫قال‪ :‬فأقول ماذا ؟ قال تقول‪ :‬جئت خاطبا إلى الخ وإلخخى رسخخوله فاطمخخة بنخخت‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله(‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫قال‪ :‬فانطلق علي فعرض للنبي )صلى ال عليه وآله( وهو ثقيل حصر‪ ،‬فقال له النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬كأن لك حاجة يا علي ؟ قخال‪ :‬أجخل جئتخك خاطبخا إلخى‬
‫ال وإلى رسوله فاطمة بنت محمد فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( مرحبا‬
‫كلمة ضعيفة‪ .‬فعاد إلى سعد فأخبره فقال‪ :‬أنكحك‪ ،‬فو الذي بعثه بالحق إنخخه ل‬
‫خلف الن ول كذب عنده‪ ،‬اعزم عليك لتأتينه غدا ولتقخخولن يخخا نخخبي الخ مخختى‬
‫تبين لي ؟ قال علي هذا أشد علي من الولى أول أقول‪ :‬يا رسول ال حخخاجتي‬
‫؟ قال‪ :‬قل كما أمرتك‪ .‬فانطلق علي فقال‪ :‬يا رسول ال متى تخخبين لخخي ؟ قخخال‪:‬‬
‫الليلة إن شاء ال‪ .‬ثم دعا بلل فقال‪ :‬يا بلل إنخخي قخخد زوجخخت ابنخختي مخخن ابخخن‬
‫عمي وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكخخاح‪ ،‬فخخائت الغنخخم فخخخذ‬
‫شخخاة منهخخا وأربعخخة أمخخداد فاجعخخل لخخي قصخخعة لعلخخي أجمخخع عليهخخا المهخخاجرين‬
‫والنصار فإذا فرغت منها فآذني بها فانطلق ففعل ما أمر به ثخخم أتخاه بقصخخعة‬
‫فوضعها بين يديه‪ .‬فطعن رسول ال )صلى ال عليه وآله( في رأسها ثم قال‪:‬‬
‫أدخل علي الناس زفة زفة ل تغادر زفة إلى غيرها‪ ،‬يعني إذا فرغت زفة لخخم‬
‫تعد ثانية‪ ،‬فجعل النخاس يزفخون كلمخا فرغخت زفخة وردت أخخرى حختى فخرغ‬
‫الناس‪ ،‬ثم عمد النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( إلخخى فضخخل مخخا فيهخخا فتفخخل فيخخه‬
‫وبارك‪ ،‬وقخال‪ :‬يخخا بلل احملهخا إلخخى أمهاتخخك‪ ،‬وقخخل لهخن‪ :‬كلخن وأطعمخن مخخن‬
‫غشيكن‪ .‬ثم إن النبي )صلى ال عليه وآله( قام حتى دخل علخخى النسخخاء فقخخال‪:‬‬
‫إني زوجت ابنتي ابن عمي‪ ،‬وقد علمتن منزلتهخخا منخي وإنخي لخدافعها إليخخه إل‬
‫فدونكن ابنتكن‪ .‬فقام النساء فغلفنها )‪ (1‬من طيبهن وحليهن وجعلن فخخي بيتهخخا‬
‫فراشا حشوه ليف ووسادة‪ ،‬وكساء خيبريا‪ ،‬ومخضبا‪ ،‬واتخذن أم أيمن بوابخخة‪.‬‬
‫ثم إن النبي )صلى ال عليه وآله( دخل فلما رآه النسخخاء وثبخخن‪ ،‬وبينهخخن وبيخخن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ستره‪ ،‬وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( كما أنت على رسلك من أنت ؟ قالت‪ :‬أنا الخختي أحخخرس‬
‫ابنتك إن الفتاة ليلة يبنى بها ل بد لها من امرأة تكون‬

‫)‪ (1‬أي ضمخنها بالطيب‪ .‬وعن ابن دريد أنها لغة عامية والصواب غللنها‪.‬‬

‫]‪[122‬‬

‫قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها قال‪ :‬فاني أسأل ال‬
‫أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شخخمالك مخخن الشخخيطان‬
‫الرجيم ثم صرخ بفاطمة‪ ،‬فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى جنخخب رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( حصرت وبكت فأشفق النبي )صلى ال عليه وآلخخه( أن‬
‫يكون بكاؤها لن عليا ل مال له‪ ،‬فقال لها النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬مخخا‬
‫يبكيك ؟ فو ال ما ألوتك ونفسي فقد أصبت لك خيخخر أهلخخي وأيخخم الخخذي نفسخخي‬
‫بيده لقد زوجتكه سيدا في الدنيا وإنخخه فخخي الخخخرة لمخخن الصخخالحين فلن منهخخا‬
‫وأمكنتخخه مخخن كفهخخا‪ .‬فقخخال النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪ :‬يخخا أسخخماء ائتينخخي‬
‫بالمخضب‪ ،‬فملته ماء فمج النبي )صلى ال عليه وآلخخه( فيخخه‪ ،‬وغسخخل قخخدميه‬
‫ووجهه‪ ،‬ثم دعا بفاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب بخخه علخخى رأسخخها وكفخخا بيخخن‬
‫يديها‪ ،‬ثم رش ]جلده و[ جلدها‪ ،‬ثم التزمها فقال‪ :‬اللهخخم إنهخخا منخخي وأنخخا منهخخا‪،‬‬
‫اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها‪ .‬ثم دعا بمخضخخب آخخخر ثخخم‬
‫دعا عليا )عليه السلم( فصنع به كما صنع بها‪ ،‬ثم دعخخا لخخه كمخخا دعخخا لهخخا ثخخم‬
‫قال‪ :‬قوما إلى بيتكما‪ ،‬جمع ال بينكما‪ ،‬وبارك في نسلكما وأصخخلح بالكمخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫قال فأغلق عليه بخخابه‪ .‬قخخال ابخخن عبخخاس‪ :‬فخخأخبرتني أسخخماء بنخخت عميخخس أنهخخا‬
‫رمقت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلم يخخزل يخخدعو لهمخخا خاصخخة ]و[ ل‬
‫يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته‪ .‬بيان‪ :‬قخخوله )عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫ما أنا بواحد الرجلين‪ ،‬أي لست ممن يشار إليه ويعرف من بيخخن النخخاس حخختى‬
‫يقال‪ :‬إنه أحد الرجلين المعروفين‪ ،‬ويحتمل أن يكخخون قخخوله‪ :‬مخخا أنخخا بصخخاحب‬
‫دنيا تفصيل للرجليخخن فخخذكر أحخخدهما وأحخخال الخخخر علخخى الظهخخور أي لسخخت‬
‫بمعروف بين الناس‪ ،‬أولم يمهله المخاطب لذكر الخر )‪ .(1‬وقخال الجخخزري‪:‬‬
‫في حديث تزويج فاطمة )عليها السلم( أنه صخخنع طعامخا وقخخال لبلل‪ :‬أدخخخل‬
‫الناس علي زفة زفة‪ ،‬أي طائفة بعد طائفة‪ ،‬وزمرة بعد زمخخرة‪ ،‬سخخميت بخخذلك‬
‫لزفيفها في مشيها وإقبالها بسرعة قخخوله‪ :‬ل تغخخادر زفخخة أي ل تخخترك جماعخخة‬
‫مائل إلى غيرهم‪ .‬وتفسيره ل يخلو من بعد‪.‬‬

‫)‪ (1‬ولعله أراد معنى قولهم‪) :‬رجل من القريتين عظيم( فافهم‪.‬‬


‫]‪[123‬‬

‫وقال في النهاية‪ :‬في حديث زواج فاطمة )عليها السخخلم(‪ :‬فلمخخا رأت عليخخا جالسخخا إلخخى‬
‫جنب النبي )صلى ال عليه وآله( حصخخرت وبكخخت‪ ،‬أي اسخختحيت وانقطعخخت‪،‬‬
‫كأن المر ضاق بها كما يضخخيق الحبخخس علخخى المحبخخوس‪ .‬وقخخال‪ :‬قخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لفاطمة‪ :‬ما يبكيك فمخخا ألوتخخك ونفسخخي وقخخد أصخخبت لخخك‬
‫خير أهلي‪ ،‬أي ما قصرت في أمرك وأمري حيخخث اخخخترت لخخك عليخخا زوجخخا‪.‬‬
‫قوله‪ :‬فلن منها‪ ،‬من للتبعيخخض أي لن شخخئ منهخخا‪ ،‬والمعنخخى حصخخول بعخخض‬
‫اللين والنقياد منها‪ .‬قوله‪ :‬ثم رش جلده وجلدها‪ ،‬لعله )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫رش أول عليهما ثخخم خخخص عليخخا )عليخخه السخخلم( بخخالرش‪ ،‬والظهخخر ثخخم رش‬
‫جلدها كما سيأتي‪ - 31 .‬كشف‪ :‬قال الخخخوارزمي‪ ،‬وأنبخخأني أبخخو العل الحخخافظ‬
‫الهمداني يرفعه إلى الحسين بن علي )عليهمخا السخلم( قخال‪ :‬بينخا رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( في بيت أم سلمة إذ هبط عليه ملك لخخه عشخخرون رأسخخا‪،‬‬
‫في كل رأس ألف لسان‪ ،‬يسخخبح الخ ويقدسخخه بلغخخة ل تشخخبه الخخخرى وراحتخخه‬
‫أوسع من سبع سماوات وسبع أرضين‪ ،‬فحسب النبي )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫أنه جبرئيل فقال‪ :‬يا جبرئيل لم تأتني في مثل هخخذه الصخخورة قخخط قخخال‪ :‬مخخا أنخخا‬
‫جبرئيل أنا صرصائيل بعثني ال إليك لخختزوج النخخور مخن النخخور‪ ،‬فقخخال النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( من ممن ؟ قال‪ :‬ابنتك فاطمة من علي بخخن أبخخي طخخالب‪،‬‬
‫فزوج النبي )صلى ال عليه وآله( فاطمة من علي بشهادة جبرئيخخل وميكائيخخل‬
‫وصرصخخائيل‪ .‬قخخال‪ :‬فنظخخر النخخبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( فخخإذا بيخخن كتفخخي‬
‫صرصائيل‪ :‬ل إله إل ال محمد رسول ال علي بن أبي طخخالب مقيخخم الحجخخة‪،‬‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله( يا صرصائيل منذ كم هذا كتب بين كتفيخخك ؟‬
‫قال‪ :‬من قبل أن يخلق ال الدنيا باثني عشر ألف سخخنة‪ .‬ومخخن كتخخاب المنخخاقب‪:‬‬
‫عن بلل بن حمامة قال‪ :‬طلع علينا رسول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( ذات‬
‫يوم ووجهه مشرق كدارة القمر‪ ،‬فقام إليه عبخخد الرحمخخن بخخن عخخوف فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما هذا النور ؟ قال‪ :‬بشارة أتتنخخي مخخن ربخخي فخخي أخخخي وابخخن عمخخي‬
‫وابنتي وأن الخ زوج عليخخا مخن فاطمخخة‪ ،‬وأمخر رضخوان خخازن الجنخان فهخخز‬
‫شجرة طوبى‬

‫]‪[124‬‬

‫فحملت رقاعا يعني صكاكا بعدد محبي أهل بيتي‪ ،‬وأنشأ مخخن تحتهخخا ملئكخخة مخخن نخخور‬
‫ودفع إلخخى كخخل ملخخك صخخكا‪ ،‬فخخإذا اسخختوت القيامخخة بأهلهخخا نخخادت الملئكخخة فخخي‬
‫الخلئق فل يبقى محب لهل البيت إل دفعت إليه صكا فيه فكاكه مخخن النخخار‪،‬‬
‫بأخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء مخن أمختي مخن النخار‪ .‬يخج‪:‬‬
‫عن النبي )صلى ال عليه وآله( مثله‪ .‬قب‪ :‬تاريخ بغداد بالسناد عن بلل بخخن‬
‫حمامة مثله ثم قخال‪ :‬وفخي روايخة أنخه يكخون فخي الصخكوك بخراءة مخن العلخي‬
‫الجبار لشيعة علي وفاطمة مخخن النخار‪ - 32 .‬كشخخف‪ :‬ومخخن المنخخاقب عخن ابخن‬
‫عباس قال‪ :‬لما أن كانت ليلة زفت فاطمة إلى علي بن أبي طخخالب كخخان النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قدامها‪ ،‬وجبرئيل عخخن يمينهخخا وميكائيخخل عخخن يسخخارها‪،‬‬
‫وسبعون ألف ملك من ورائها يسبحون ال ويقدسونه حتى طلع الفجخخر‪ .‬ومخخن‬
‫المناقب عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫أتاني ملك فقخخال‪ :‬يخخا محمخخد إن الخ عزوجخخل يقخخرء عليخخك السخخلم ويقخخول‪ :‬قخخد‬
‫زوجت فاطمة من علي فزوجها منه‪ ،‬وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر‬
‫والياقوت والمرجان‪ ،‬وأن أهل السماء قد فرحوا لذلك‪ ،‬وسخيولد منهمخا ولخدان‬
‫سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬وبهما يزين الجنة فابشر يا محمد فإنخخك خيخخر الوليخخن‬
‫والخرين‪ .‬ومن المناقب عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبخخي طخخالب‬
‫)عليه السلم( وكل قالوا‪ :‬إنه لما أدركت فاطمة بنت رسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( مدرك النساء خطبها أكابر قريش مخخن أهخخل الفضخخل والسخخابقة فخخي‬
‫السلم‪ ،‬والشرف والمال‪ ،‬وكان كلما ذكرهخخا رجخخل مخخن قريخخش لرسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( أعرض عنه رسول ال )صلى ال عليخه وآلخه( بخوجهه‬
‫حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه أن رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫ساخط عليه أو قد نزل على رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فيخخه وحخخي مخخن‬
‫السماء‪ ،‬ولقد خطبها من رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( أبخخو بكخخر فقخخال لخخه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أمرهخخا إلخخى ربهخخا‪ ،‬وخطبهخخا بعخخد أبخخي بكخخر‬
‫عمر بن الخطاب فقال له‬

‫]‪[125‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله كمقالته لبي بكر‪ .‬قال‪ :‬وإن أبا بكخخر وعمخخر كانخخا ذات‬
‫يوم جالسين في مسجد رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ومعهمخخا سخخعد بخخن‬
‫معاذ النصاري ثم الوسي فتذاكروا من فاطمة بنت رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فقال أبو بكر‪ :‬قد خطبها الشراف من رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( فقال‪ :‬إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها‪ ،‬وإن علي بن أبي‬
‫طالب لم يخطبها من رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( ولخخم يخخذكرها لخخه‪ ،‬ول‬
‫أراه يمنعه من ذلك إل قلخخة ذات اليخخد‪ ،‬وإنخخه ليقخخع فخخي نفسخخي أن الخ عزوجخخل‬
‫ورسوله )صلى ال عليه وآله( إنما يحبسانها عليه‪ .‬قال‪ :‬ثم أقبل أبو بكر على‬
‫عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال‪ :‬هل لكما في القيام إلخخى علخخي بخخن‬
‫أبي طالب حتى نذكر له هذا‪ ،‬فإن منعه قلة ذات اليد واسخخيناه وأسخخعفناه‪ ،‬فقخال‬
‫له سعد بن معاذ‪ :‬وفقك ال يا أبا بكر فما زلت موفقا‪ ،‬قوموا بنا على بركة ال‬
‫ويمنه‪ .‬قال سلمان الفارسي‪ :‬فخرجوا من المسجد والتمسوا عليا في منزله فلم‬
‫يجدوه‪ ،‬وكان ينضح ببعير ‪ -‬كان له ‪ -‬المخخاء علخخى نخخخل رجخخل مخخن النصخخار‬
‫بأجرة‪ ،‬فانطلقوا نحوه‪ ،‬فلما نظر إليهم علي )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬مخخا وراءكخخم‬
‫وما الذي جئتم له ؟ فقال أبو بكر‪ :‬يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصخخال‬
‫الخير إل ولك فيها سابقة وفضل‪ ،‬وأنت من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫بالمكان الذي قد عرفت من القرابة‪ ،‬والصحبة والسابقة وقد خطب الشخخراف‬
‫من قريش إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ابنتخخه فاطمخخة فردهخخم‪ ،‬وقخخال‪:‬‬
‫إن أمرهخخا إلخخى ربهخخا إن شخخاء أن يزوجهخخا زوجهخخا‪ ،‬فمخخا يمنعخخك أن تخخذكرها‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله( وتخطبهخخا منخخه‪ ،‬فخخإني أرجخخو أن يكخخون الخ‬
‫عزوجل ورسوله )صلى ال عليه وآله( إنما يحبسانها عليك‪ .‬قال‪ :‬فتغرغرت‬
‫عينا علي بالدموع‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبا بكر لقد هيجت منخي سخاكنا‪ ،‬وأيقظتنخي لمخر‬
‫كنت عنه غافل‪ ،‬وال إن فاطمة لموضع رغبة‪ ،‬وما مثلي قعد عن مثلها غير‬
‫أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬ل تقل هذا يا أبا الحسخخن فخخإن‬
‫الدنيا وما فيها عند ال تعالى ورسوله كهباء منثور‪.‬‬

‫]‪[126‬‬

‫قال‪ :‬ثم إن علي بن أبي طالب )عليه السلم( حل عن ناضحه وأقبل يقوده إلخخى منزلخخه‬
‫فشده فيه‪ ،‬ولبس نعله‪ ،‬وأقبل إلى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬فكخخان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في منزل زوجته أم سلمة ابنة أبي أميخخة بخخن‬
‫المغيرة المخزومخخي‪ ،‬فخخدق علخخي )عليخخه السخخلم( البخخاب فقخخالت أم سخخلمة‪ :‬مخخن‬
‫بالباب ؟ فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( من قبل أن يقول علي‪ :‬أنخخا‬
‫علي‪ :‬قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب‪ ،‬ومريه بالخخدخول‪ ،‬فهخخذا رجخخل يحبخخه‬
‫ال ورسوله‪ ،‬ويحبهما‪ ،‬فقالت أم سلمة‪ :‬فداك أبي وأمي ومن هذا الخخذي تخخذكر‬
‫فيه هذا وأنت لم تخخره ؟ فقخخال‪ :‬مخخه يخخا أم سخخلمة فهخخذا رجخخل ليخخس بخخالخرق ول‬
‫بالنزق هذا أخي وابن عمي وأحب الخلق إلي‪ .‬قالت أم سخخلمة‪ :‬فقمخخت مبخخادرة‬
‫أكاد أن أعثر بمرطي‪ ،‬ففتحخخت البخخاب‪ ،‬فخخإذا أنخخا بعلخخي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه‬
‫السلم(‪ ،‬ووال ما دخل حين فتحت حتى علم أني قد رجعت إلخخى خخخدري‪ ،‬ثخم‬
‫إنه دخل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬السلم عليك يخخا رسخخول‬
‫ال ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وعليخخك السخخلم‬
‫يا أبا الحسن اجلس‪ .‬قالت أم سلمة‪ :‬فجلس علي بن أبي طالب )عليخخه السخخلم(‬
‫بين يدي رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وجعخخل ينظخخر إلخخى الرض كخخأنه‬
‫قصد الحاجة وهخخو يسخختحيي أن يبخخديها‪ ،‬فهخخو مطخخرق إلخخى الرض حيخخاء مخخن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬فقالت أم سلمة‪ :‬فكأن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( علم ما في نفس علي )عليه السلم( فقال له‪ :‬يا أبا الحسن إني أرى أنك‬
‫أتيت لحاجة فقل حاجتك وأبد ما في نفسك‪ ،‬فكل حاجة لك عندي مقضية‪ .‬قال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬فقلت‪ :‬فداك أبي وأمي إنك لتعلم أنخخك أخخخذتني مخخن عمخخك‬
‫أبي طالب ومن فاطمة بنت أسخخد وأنخخا صخخبي ل عقخخل لخخي‪ ،‬فغخخذيتني بغخخذائك‪،‬‬
‫وأدبتني بأدبك‪ ،‬فكنت إلي أفضل من أبي طخالب ومخن فاطمخة بنخت أسخد‪ .‬فخي‬
‫البر والشفقة وإن ال تعالى هداني بك وعلى يديك‪ ،‬واستنقذني مما كان عليخخه‬
‫آبائي وأعمامي من الحيرة والشك‪ ،‬وأنك وال يا رسول ال ذخري وذخيرتي‬
‫في الدنيا والخرة يا رسول ال فقد أحببت مع ما شد ال مخخن عضخخدي بخخك أن‬
‫يكون لي بيت وأن يكون‬

‫]‪[127‬‬

‫لي زوجة أسكن إليها‪ ،‬وقد أتيتك خاطبا راغبا أخطخخب إليخخك ابنتخخك فاطمخخة‪ ،‬فهخخل أنخخت‬
‫مزوجي يا رسول ال ؟ قالت أم سلمة‪ :‬فرأيخخت وجخخه رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يتهلل فرحا وسرورا ثم تبسم في وجه علي )عليه السلم( فقال‪ :‬يا‬
‫أبا الحسن فهل معك شئ أزوجك به ؟ فقال علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬فخخداك أبخخي‬
‫وأمي وال ما يخفى عليك من أمري شئ‪ ،‬أملك سخخيفي‪ ،‬ودرعخخي‪ ،‬وناضخخحي‬
‫وما أملك شيئا غير هذا‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬يخا علخخي‬
‫أما سيفك فل غنا بخخك عنخخه تجاهخخد بخخه فخخي سخخبيل الخ وتقاتخخل بخخه أعخخداء الخخ‪،‬‬
‫وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك‪ ،‬ولكني‬
‫قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك‪ .‬يا أبا الحسن أبشرك ؟ قال علي )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬قلت‪ :‬نعخخم فخخداك أبخخي وأمخخي بشخخرني فإنخخك لخخم تخخزل ميمخخون النقيبخخة‪،‬‬
‫مبارك الطائر‪ ،‬رشيد المر صلى ال عليك‪ .‬فقال لي رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬أبشر يا أبا الحسن فإن ال عزوجل قخد زوجكهخا فخي السخماء مخن‬
‫قبل أن أزوجك في الرض‪ ،‬ولقد هبط علي في موضعي مخخن قبخخل أن تخخأتيني‬
‫ملك من السماء له وجوه شتى‪ ،‬وأجنحة شخختى لخخم أر قبلخخه مخخن الملئكخخة مثلخخه‬
‫فقال لي‪ :‬السلم عليك ورحمة ال وبركاته‪ ،‬أبشخخر يخخا محمخخد باجتمخاع الشخخمل‬
‫وطهارة النسل‪ ،‬فقلت‪ :‬وما ذاك أيها الملك ؟ فقال لي‪ :‬يخخا محمخخد أنخخا سخخيطائيل‬
‫الملك الموكل بإحدى قوائم العخخرش‪ ،‬سخخألت ربخخي عزوجخخل أن يخخأذن لخخي فخخي‬
‫بشارتك‪ ،‬وهذا جبرئيل )عليه السلم( في أثري يخبرك عخخن ربخخك عخخز وجخخل‬
‫بكرامة ال عزوجل‪ .‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فما استتم كلمخخه حخختى‬
‫هبط علي جبرئيل فقال‪ :‬السلم عليك ورحمة ال وبركاته‪ ،‬يا نبي ال ! ثم إنه‬
‫وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيه سطران مكتوبان بخخالنور‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة ؟ وما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل‪ :‬يخخا‬
‫محمد إن ال عزوجل اطلع إلى الرض اطلعة فاختارك مخن خلقخه فانبعثخك‬
‫برسالته‪ ،‬ثم اطلع إلى الرض ثانية فاختار لك منها أخا ووزيرا‬

‫]‪[128‬‬

‫وصاحبا وختنا‪ ،‬فزوجه ابنتك فاطمة‪ .‬فقلت‪ :‬حبيبي جبرئيل ومخخن هخخذا الرجخخل ؟ فقخخال‬
‫لي‪ :‬يا محمد أخوك في الدنيا وابن عمك في النسب علي بخخن أبخخي طخخالب وإن‬
‫ال أوحى إلى الجنان أن تزخرفي‪ ،‬فتزخرفت الجنخخان‪ ،‬وإلخخى شخخجرة طخخوبى‪:‬‬
‫احملي الحلي والحلل وتزينت الحور العين‪ ،‬وأمر ال الملئكة أن تجتمع فخخي‬
‫السماء الرابعة عند البيت المعمور‪ ،‬فهبط من فوقها إليهخخا وصخخعد مخخن تحتهخخا‬
‫إليها‪ ،‬وأمر الخ عزوجخخل رضخخوان فنصخخب منخخبر الكرامخخة علخخى بخخاب الخخبيت‬
‫المعمور‪ ،‬وهو الذي خطب عليخخه آدم عخخرض السخخماء علخخى الملئكخخة‪ ،‬وهخخو‬
‫منبر من نور‪ ،‬فأوحى إلى ملك من ملئكخخة حجبخخه يقخخال لخخه‪ :‬راحيخخل أن يعلخخو‬
‫ذلك المنبر‪ ،‬وأن يحمده بمحامده ويمجده وبتمجيخخده‪ ،‬وأن يثنخي عليخخه بمخخا هخو‬
‫أهله‪ ،‬وليس في الملئكة أحسن منطقا ول أحلى لغة مخن راحيخل الملخخك‪ ،‬فعل‬
‫المنخخبر‪ ،‬وحمخخد ربخخه‪ ،‬ومجخخده وقدسخخه‪ ،‬وأثنخخى عليخخه بمخخا هخخو أهلخخه‪ ،‬فخخارتجت‬
‫السماوات فرحا وسخخرورا‪ .‬قخخال جبرئيخخل‪ :‬ثخخم أوحخخى الخ إلخخي أن أعقخخد عقخخدة‬
‫النكاح‪ ،‬فإني قد زوجت أمتي فاطمه بنت حبيبي محمخخد عبخخدي علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب‪ ،‬فعقدت عقدة النكخخاح‪ ،‬وأشخخهدت علخخى ذلخخك الملئكخخة أجمعيخخن‪ ،‬وكتخخب‬
‫شهادتهم في هذه الحريرة‪ ،‬وقد أمرني ربي عزوجل أن أعرضها عليك‪ ،‬وأن‬
‫أختمها بخاتم مسخخك‪ ،‬وأن أدفعهخخا إلخخى رضخخوان وإن الخ عزوجخخل لمخخا أشخخهد‬
‫الملئكة على تزويج علي من فاطمة أمر شخخجرة طخخوبى أن تنخخثر حملهخخا مخخن‬
‫الحلي والحلل‪ ،‬فنثرت ما فيها‪ ،‬فالتقطته الملئكخة والحخور العيخن وإن الحخور‬
‫العين ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة‪ .‬يا محمد إن ال خ عزوجخخل أمرنخخي‬
‫أن آمخخرك أن تخخزوج علينخخا فخخي الرض فاطمخخة وتبشخخرهما بغلميخخن زكييخخن‬
‫نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا والخرة‪ ،‬يا أبخخا الحسخخن فخخو‬
‫ال ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب‪ ،‬أل وإني منفذ فيك أمخخر ربخخي‬
‫عزوجل‪ ،‬امض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد ومزوجخخك علخخى‬
‫رؤوس الناس‪ ،‬وذاكر من فضلك ما تقر به عينك وأعين‬

‫]‪[129‬‬

‫محبيك في الدنيا والخرة‪ .‬قال علي‪ :‬فخرجت مخخن عنخخد رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( مسرعا وأنا ل أعقل فرحا وسرورا‪ ،‬فاستقبلني أبو بكر وعمر فقال‪ :‬ما‬
‫وراءك ؟ فقلت‪ :‬زوجنخخي رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ابنتخخه فاطمخخة‪،‬‬
‫وأخبرني أن ال عزوجل زوجنيها من السماء‪ ،‬وهذا رسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( خارج في أثري ليظهر ذلك بحضخخرة النخخاس‪ ،‬ففرحخخا بخخذلك فرحخخا‬
‫شديدا‪ ،‬ورجعا معي إلخخى المسخخجد‪ .‬فمخخا توسخخطناه حخختى لحخخق بنخخا رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وإن وجهه ليتهلل سرورا وفرحا فقال‪ :‬يا بلل‪ ،‬فأجابه‬
‫فقال‪ :‬لبيك يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أجمع إلي المهاجرين والنصار‪ ،‬فجمعهخخم‪ ،‬ثخخم‬
‫رقى درجخخة مخن المنخبر فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه وقخخال‪ :‬معاشخر المسخلمين إن‬
‫جبرئيل أتاني أنفا فأخبرني عن ربي عزوجل أنه جمخخع الملئكخخة عنخخد الخخبيت‬
‫المعمور وأنه أشهدهم جميعا أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسخخول الخ مخخن عبخخده‬
‫علي بن أبي طالب وأمرني أن ازوجه فخخي الرض وأشخخهدكم علخخى ذلخخك‪ .‬ثخخم‬
‫جلس‪ ،‬وقال لعلي )عليه السلم(‪ :‬قم يا أبا الحسن فاخطب أنخخت لنفسخخك‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فقام‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليه وصلى على النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخال‪:‬‬
‫الحمد ل شكرا لنعمه وأياديه‪ ،‬ول إله إل ال شهادة تبلغه وترضيه‪ ،‬وصخخلى‬
‫ال علخخى محمخخد صخخلة تزلفخخه وتحظيخخه‪ ،‬والنكخخاح ممخخا أمخخر الخ عزوجخخل بخخه‬
‫ورضيه‪ ،‬ومجلسنا هخخذا ممخخا قضخخاه الخ وأذن فيخخه‪ ،‬وقخخد زوجنخخي رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( ابنته فاطمة وجعل صخخداقها درعخخي هخخذا وقخخد رضخخيت‬
‫بذلك فاسألوه واشهدوا‪ .‬فقال المسلمون لرسخول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخخه(‪:‬‬
‫زوجته يا رسول ال ؟ فقخال‪ :‬نعخم‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬بخارك الخ لهمخخا وعليهمخخا‪ ،‬وجمخع‬
‫شخخملهما‪ .‬وانصخخرف رسخخول ال خ إلخخى أزواجخخه فخخأمرهن أن يخخدففن لفاطمخخة‪،‬‬
‫فضربن بالدفوف قال علي‪ :‬فأقبل رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن انطلق الن فبع درعك وائتني بثمنه حتى اهيئ لك ولبنتي فاطمخخة‬
‫ما يصلحكما‪.‬‬

‫]‪[130‬‬

‫قال علي‪ :‬فانطلقت فبعته بأربعمخائة درهخم سخخود هجريخة‪ ،‬مخخن عثمخخان بخن عفخان فلمخخا‬
‫قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال‪ :‬يا أبا الحسن لست أولخخى بالخخدرع‬
‫منك وأنت أولى بالدراهم مني‪ ،‬فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فإن الخخدرع هديخخة منخخي إليخخك‬
‫فأخخخذت الخخدرع والخخدراهم‪ ،‬وأقبلخخت إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فطرحت الدرع والدراهم بين يديه وأخبرته بما كان من أمر عثمان‪ ،‬فدعا لخخه‬
‫بخير‪ .‬وقبض رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( قبضخخة مخخن الخخدراهم‪ ،‬ودعخخا‬
‫بأبي بكر فدفعها إليه‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبا بكر اشتر بهخخذه الخخدراهم لبتنخخي مخخا يصخلح‬
‫لها في بيتها‪ ،‬وبعث معه سلمان وبلل ليعيناه على حمل ما يشتريه‪ .‬قخخال أبخخو‬
‫بكر‪ :‬وكانت الدراهم التي أعطانيها ثلثة وستين درهمخخا فخخانطلقت واشخختريت‬
‫فراشا من خيش مصر محشخخوا بالصخخوف‪ ،‬ونطعخخا مخخن أدم‪ ،‬ووسخخادة مخخن أدم‬
‫حشوها من ليف النخخخل‪ ،‬وعبخخاءة خيبريخخة‪ ،‬وقربخخة للمخخاء وكيزانخخا‪ ،‬وجخخرارا‪،‬‬
‫ومطهرة للماء‪ ،‬وستر صوف رقيقا‪ ،‬وحملناه جميعا حتى وضخخعناه بيخخن يخخدي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما نظر إليه بكى وجرت دموعه‪ ،‬ثخخم رفخخع‬
‫رأسه إلى السماء وقال‪ :‬اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف‪ .‬قال علخخي‪ :‬ودفخخع‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( باقي ثمن الدرع إلى أم سخخلمة فقخخال‪ :‬اتركخخي‬
‫هذه الدراهم عندك‪ ،‬ومكثت بعد ذلك شهرا ل أعخخاود رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( في أمر فاطمخخة بشخخئ اسخختحياء مخخن رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ ،‬غير أني كنت إذا خلوت برسول ال يقول لي‪ :‬يا أبا الحسن مخخا أحسخخن‬
‫زوجتك وأجملها‪ ،‬أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتخخك سخخيدة نسخخاء العخخالمين‪ .‬قخخال‬
‫علي‪ :‬فلما كان بعد شهر دخل علي أخي عقيل بن أبي طالب فقال‪ :‬يا أخي ما‬
‫فرحت بشئ كفرحتي بتزويجك فاطمة بنت محمد )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ ،‬يخخا‬
‫أخي فما بالك ل تسأل رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يخخدخلها عليخخك فنقخخر‬
‫عينا باجتماع شملكما‪ ،‬قال علي‪ :‬وال يا أخي إني لحب ذلك وما يمنعني من‬
‫مسألته إل الحياء منه فقال‪ :‬أقسمت عليك إل قمت معي‪.‬‬
‫]‪[131‬‬

‫فقمنا نريد رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلقينا في طريقنا أم أيمن مولة رسول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فذكرنا ذلك لها فقالت‪ :‬ل تفعل ودعنا نحخخن نكلمخخه فخخإن‬
‫كلم النساء في هذا المخخر أحسخخن وأوقخخع بقلخخوب الرجخخال‪ .‬ثخخم انثنخخت راجعخخة‬
‫فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها بذلك وأعلمت نساء النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فاجتمعن عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان في بيت عائشة‪ ،‬فأحدقن‬
‫به وقلن‪ :‬فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول ال قد اجتمعنا لمخخر لخخو أن خديجخخة‬
‫في الحياء لقرت بذلك عينها‪ .‬قالت أم سلمة‪ :‬فلما ذكرنا خديجة بكخخى رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ثم قال‪ :‬خديجة وأيخخن مثخخل خديجخخة‪ ،‬صخخدقتني حيخخن‬
‫كذبني الناس وازرتني على دين ال وأعانتني عليخخه بمالهخخا‪ ،‬إن الخ عزوجخخل‬
‫أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة مخخن قصخخب ]الزمخخرد[ ل صخخخب فيخخه‬
‫ول نصب‪ .‬قالت أم سلمة‪ :‬فقلنا‪ :‬فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسخخول الخ إنخخك لخخم‬
‫تذكر من خديجة أمرا إل وقخخد كخانت كخخذلك غيخخر أنهخخا قخد مضخخت إلخخى ربهخخا‪.‬‬
‫فهناها ال بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنتخه ورضخوانه ورحمتخخه‪ ،‬يخا‬
‫رسول ال وهذا أخوك في الدنيا وابن عمك في النسخخب علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫يحب أن تدخل عليه زوجته فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وتجمع بهخخا شخخمله‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫يا أم سلمة فما بال علي ل يسألني ذلك ؟ فقلت‪ :‬يمنعه الحياء منخخك يخخا رسخخول‬
‫ال‪ .‬قالت أم أيمن‪ :‬فقال لي رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬انطلقخخي إلخخى‬
‫علي فائتيني به فخرجت من عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخخإذا علخخي‬
‫ينتظرني ليسألني عن جواب رسول ال )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ ،‬فلمخا رآنخي‬
‫قال‪ :‬ما وراك يا أم أيمن قلت‪ :‬أجب رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ .‬قخخال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬فدخلت عليه وقمن أزواجه فخخدخلن الخخبيت وجلسخخت بيخخن يخخديه‬
‫مطرقا نحو الرض حياء منه‪ ،‬فقال أتحب أن تخخدخل عليخخك زوجتخخك ؟ فقلخخت‬
‫وأنا مطرق‪ :‬نعم فداك أبي وأمي فقال‪ :‬نعم وكرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك‬
‫في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء ال‪ ،‬فقمت فرحا مسخخرورا وأمخخر )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( أزواجه أن يزين‬

‫]‪[132‬‬

‫فاطمة )عليها السلم( ويطيبنها ويفرشخخن لهخخا بيتخخا ليخخدخلنها علخخى بعلهخخا‪ ،‬ففعلخخن ذلخخك‪.‬‬
‫وأخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( من الدراهم التي سخخلمها إلخخى أم سخخلمة‬
‫عشرة دراهخخم فخخدفعها إلخخي )‪ (1‬وقخخال‪ :‬اشخختر سخخمنا وتمخخرا وأقطخخا‪ ،‬فاشخختريت‬
‫وأقبلت به إلى رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ ،‬فحسخخر عخخن ذراعيخخه ودعخخا‬
‫بسفرة مخخن أدم وجعخخل يشخخدخ التمخخر والسخخمن ويخلطهمخخا بخخالقط حخختى اتخخخذه‬
‫حيسا‪ .‬ثم قال يا علي ادع من أحببت‪ ،‬فخرجت إلى المسجد وأصحاب رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( متخخوافرون‪ ،‬فقلخخت‪ :‬أجيبخخوا رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ ،‬فقاموا جميعا وأقبلوا نحو النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪ ،‬فخخأخبرته‬
‫أن القوم كثير‪ ،‬فجلل السفرة بمنخخديل وقخخال‪ :‬أدخخخل علخخي عشخخرة بعخخد عشخخرة‪،‬‬
‫ففعلت وجعلوا يأكلون ويخرجون ول ينقص الطعام‪ ،‬حتى لقد أكخخل مخخن ذلخخك‬
‫الحيس سبع مائة رجل وامرأة ببركة النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ .‬قخخالت أم‬
‫سلمة‪ :‬ثم دعا بابنته فاطمخخة‪ ،‬ودعخخا بعلخخي )عليخخه السخخلم(‪ ،‬فأخخخذ عليخخا بيمينخخه‬
‫وفاطمة بشماله‪ ،‬وجمعهما إلى صدره‪ ،‬فقبل بين أعينهمخخا‪ ،‬ودفخخع فاطمخخة إلخخى‬
‫علي وقال‪ :‬يا علي نعم الزوجة زوجتك‪ ،‬ثم أقبل على فاطمة وقال‪ :‬يا فاطمخخة‬
‫نعم البعل بعلك‪ ،‬ثم قام يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما الذي هيئ لهمخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال‪ :‬طهركما ال وطهر نسخخلكما أنخخا‬
‫سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكمخخا‪ ،‬أسخختودعكما الخ وأسخختخلفه عليكمخخا‪.‬‬
‫قال علي‪ :‬ومكث رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( بعخخد ذلخخك ثلثخخا ل يخخدخل‬
‫علينا‪ ،‬فلما كان في صبيحة اليخخوم الرابخخع جاءنخخا ليخخدخل علينخخا‪ ،‬فصخخادف فخخي‬
‫حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعمية‪ ،‬فقال لها‪ :‬ما يقفك ها هنا وفخخي الحجخخرة‬
‫رجل ؟ فقالت‪ :‬فداك أبخخي وأمخخي إن الفتخخاة إذا زفخخت إلخخى زوجهخخا تحتخخاج إلخخى‬
‫امرأة تتعاهدها وتقوم بحوائجها فأقمت ههنخخا لقضخخي حخخوائج فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم(‪ ،‬قال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬يخخا أسخخماء قضخخى الخ لخخك حخخوائج الخخدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬فخخي النسخخخة المطبوعخخة والمصخخدر ج ‪ 1‬ص ‪) :488‬فخخدفعها إلخخى علخخى )عليخخه‬
‫السلم(( وهو سهو ظخخاهر فخخإن قخخائل الكلم هخخو نفسخخه )عليخخه السخخلم( كمخخا‬
‫يقول‪ :‬اشتريت الخ‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫قال علي )عليه السلم(‪ :‬وكانت غداة قرة وكنت أنا وفاطمة تحخخت العبخخاء فلمخخا سخخمعنا‬
‫كلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( لسماء ذهبنا لنقوم فقال‪ :‬بحقي عليكما‬
‫ل تفترقا حتى أدخل عليكما‪ ،‬فرجعنا إلى حالنا ودخل )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫وجلخخس عنخخد رؤوسخخنا‪ ،‬وأدخخخل رجليخخه فيمخخا بيننخخا‪ ،‬وأخخخذت رجلخخه اليمنخخى‬
‫فضممتها إلى صدري‪ ،‬وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلخخى صخخدرها‪،‬‬
‫وجعلنا ندفئ رجليه من القر‪ .‬حتى إذا دفئتا قال‪ :‬يا علي ائتني بكوز من مخخاء‪،‬‬
‫فأتيته‪ ،‬فتفل فيه ثلثا وقرأ فيه آيات مخخن كتخخاب الخ تعخخالى‪ ،‬ثخخم قخال‪ :‬يخخا علخخي‬
‫اشربه‪ ،‬واترك فيه قليل ففعلت ذلك فرش باقي الماء على رأسخخي وصخخدري‪،‬‬
‫وقال‪ :‬أذهب ال عنك الرجس يا أبخخا الحسخخن وطهخخرك تطهيخخرا‪ .‬وقخخال‪ :‬ائتنخخي‬
‫بماء جديد‪ ،‬فأتيته به‪ ،‬ففعل كما فعل وسلمه إلخخى ابنتخخه )عليهخخا السخخلم( وقخخال‬
‫لها‪ :‬اشربي واتركي منه قليل‪ ،‬ففعلخخت فرشخخه علخخى رأسخخها وصخخدرها‪ ،‬وقخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أذهب الخ عنخخك الرجخخس وطهخخرك تطهيخخرا‪ ،‬وأمرنخخي‬
‫بالخروج مخخن الخخبيت‪ .‬وخل بخخابنته‪ ،‬وقخخال‪ :‬كيخخف أنخخت يخخا بنيخخة وكيخخف رأيخخت‬
‫زوجك ؟ قالت له‪ :‬يا أبه خير زوج إل أنه دخل علي نسخخاء مخخن قريخخش وقلخخن‬
‫لي‪ :‬زوجك رسول ال )صلى ال عليه وآله( من فقير ل مال له فقال لهخخا‪ :‬يخخا‬
‫بنية ما أبوك بفقير ول بعلك بفقير‪ ،‬ولقد عرضخخت علخخي خخخزائن الرض مخخن‬
‫الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عز جل‪ .‬يا بنية لو تعلمين ما علم أبخخوك‬
‫لسمجت الدنيا في عينيك‪ .‬وال يخا بنيخخة مخخا ألوتخك نصخحا أن زوجتخك أقخخدمهم‬
‫سخخلما‪ ،‬وأكخخثرهم علمخخا وأعظمهخخم حلمخخا‪ .‬يخخا بنيخخة إن الخ عزوجخخل اطلخخع إلخخى‬
‫الرض اطلعة فاختار من أهلها رجلين‪ :‬فجعل أحدهما أباك والخر بعلخخك‪،‬‬
‫يا بنية نعم الزوج زوجك ل تعصي له أمرا‪ .‬ثم صاح بي رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا علي‪ ،‬فقلت لبيك يا رسول ال‪ :‬قخخال‪ :‬ادخخخل بيتخخك‪ ،‬والطخخف‬
‫بزوجتك‪ ،‬وارفق بها فان فاطمة بضعة مني‪ ،‬يؤلمني ما يؤلمها ويسرني‬

‫]‪[134‬‬

‫ما يسرها‪ ،‬أستودعكما الخ وأسخختخلفه عليكمخخا‪ .‬قخخال علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬فخخو الخ مخخا‬
‫أغضبتها‪ ،‬ول أكرهتها على أمر حتى قبضها ال خ عزوجخخل‪ ،‬ول أغضخخبتني‪،‬‬
‫ول عصت لي أمرا‪ ،‬ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنخخي الهمخخوم والحخخزان‪.‬‬
‫قال علي )عليه السلم(‪ :‬ثم قام رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه( لينصخخرف‬
‫فقالت له فاطمة‪ :‬يا أبه ل طاقة لخخي بخدمخخة الخخبيت‪ ،‬فأخخخدمني خادمخخا تخخخدمني‬
‫وتعينني على أمر البيت‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا فاطمة أول تريخخدن خيخخرا مخخن الخخخادم ؟‬
‫فقال علي‪ :‬قخولي‪ :‬بلخخى‪ ،‬قخالت‪ :‬يخا أبخخه خيخرا مخن الخخخادم فقخال‪ :‬تسخخبحين الخ‬
‫عزوجخخل‪ ،‬فخخي كخخل يخخوم ثلثخخا وثلثيخخن مخخرة وتحمخخدينه ثلثخخا وثلثيخخن مخخرة‪،‬‬
‫وتكبرينه أربعا وثلثين مرة فذلك مائة باللسان وألف حسنة فخخي الميخخزان‪ ،‬يخخا‬
‫فاطمة إنك إن قلتها في صبيحة كل يخخوم كفخخاك الخ مخخا أهمخخك مخخن أمخخر الخخدنيا‬
‫والخرة تبيان‪ :‬أقول‪ :‬روى مثل تلك الرواية من كتاب كفايخخة الطخخالب تخخأليف‬
‫محمد بن يوسف الكنجي الشافعي بإسناده عن ابخخن عبخخاس باختصخخار وتغييخخر‬
‫تركناه لتكرر مضامينه ثم قال‪ :‬قال محمخخد بخخن يوسخخف‪ :‬هكخخذا رواه ابخخن بطخخة‬
‫وهو حسن عال‪ ،‬وذكر أسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صخخحيح‪ ،‬لن‬
‫أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب تزوجها بعده أبو بكر فولدت له محمدا‪،‬‬
‫فلما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب )عليه السلم( وإن أسماء الخختي‬
‫حضرت في عرس فاطمة )عليهخخا السخخلم( إنمخخا هخخي أسخخماء بنخخت يزيخخد ابخخن‬
‫السكن النصاري‪ ،‬وأسماء بنت عميس كان مع زوجها جعفر بالحبشة‪ ،‬وقدم‬
‫بها يوم فتح خيبر سنة سبع‪ ،‬وكخخان زواج فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( بعخخد وقعخخة‬
‫بدر‪ ،‬بأيام يسيرة فصح بهذا أن أسماء المذكورة في هذا الحديث إنما هي بنت‬
‫يزيد )‪ (1‬ولها أحاديث‬
‫)‪ (1‬أقول‪ :‬وكانت أسماء هذه مكناة بام سلمة وكانت يقال لها خطيبة النسخخاء فمخخا روى‬
‫في قصة زفافها عن أم سلمة فإنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن بخخن رافخخع‬
‫ل أم سلمة التى زوجها النبي بعد ذاك الزفاف بسنة أو أكثر‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬انتهى )‪ .(1‬أقول‪ :‬المرط‪ :‬كساء مخخن صخخوف أو خخخز‬
‫كان يؤتزر بها‪ ،‬والخدر بالكسر‪ :‬الستر قوله )عليخه السخلم(‪ :‬ممخا كخان عليخه‬
‫آبائي‪ ،‬أي الحيرة في بعض المور التي اهتدى إليه أمير المؤمنين وخص به‬
‫من العلوم الربانيخخة‪ ،‬والشخخرك )‪ (2‬إنمخخا هخخو للعلم أو يكخخون المخخراد بعخخض‬
‫الجداد من جهة الم‪ ،‬وقال الجخخزري فخخي ميمخخون النقيبخخة أي منجخخح الفعخخال‪،‬‬
‫مظفخخر المطخخالب‪ ،‬والنقيبخخة‪ :‬النفخخس وقيخخل‪ :‬الطبيعخخة والخليقخخة‪ ،‬وقخخال‪ :‬طخخائر‬
‫النسان ما حصل له في علم ال ما قدر لخخه‪ ،‬ومنخخه الحخخديث بخخالميمون طخخائره‬
‫أي بالمبارك حظه‪ ،‬ويجوز أن يكون أصله من الطيخخر السخخانح والبخخارح قخخوله‬
‫)عليه السلم(‪ :‬تزلفه أي تقربه‪ ،‬قوله‪ :‬وتحظيخخه مخخن بخخاب الفعخخال يقخخال فلن‬
‫أحظى مني أي أقرب إليه مني قوله‪ ،‬ثم انثنت‪ ،‬أي انصرفت قال الجخخوهري‪:‬‬
‫ثنيتخخه صخخرفته عخخن حخخاجته‪ ،‬وقخخال الجخخزري‪ :‬الصخخخب الضخخجة واضخخطراب‬
‫الصوات للخصخخام ومنخخه حخخديث خديجخخة‪ :‬ل صخخخب فيخخه ول نصخخب‪ ،‬قخخوله‪:‬‬
‫فجلل السفرة أي ستر ما فيها بمنديل لئل يرى الكلون ما فيها‪ ،‬فيحصل فيهخخا‬
‫البركة‪ ،‬وقد تكخخرر ذلخخك فخخي الخبخخار المشخختملة علخخى إعجخخاز البركخخة‪- 33 .‬‬
‫كشف‪ :‬ونقلت من كتاب الذرية الطاهرة تصنيف أبي بشر محمد بن أحمد ابن‬
‫حماد النصاري المعروف بالخخدولبي‪ ،‬مخخن نسخخخة بخخخط الشخخيخ ابخخن وضخخاح‬
‫الحنبلي الشهرباني وأجاز لي أن أروي عنه كلما يروي عخخن مشخخايخه‪ ،‬وهخخو‬
‫يروي كثيرا‪ .‬وأجاز لي السيد جلل الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسخخوي‬
‫الحائري أدام ال شرفه أن أرويه عنه‪ ،‬عن الشيخ عبخخد العزيخخز بخخن الخضخخر‬
‫المحدث إجازة في محرم سنة عشر وستمائة وعن الشخخيخ برهخخان الخخدين أبخخي‬
‫الحسين أحمد بخخن علخخي الغزنخخوي إجخخازة فخخي ربيخخع الول سخخنة أربخخع عشخخرة‬
‫وستمائة‪ ،‬كلهما عن الشيخ الحافظ أبخخي الفضخخل محمخخد بخخن ناصخخر السخخلمي‬
‫بإسناده‪ ،‬والسيد أجاز لي قديما رواية كلما يرويه‬

‫)‪ (1‬انتهخخى ملخصخخا‪ .‬راجخخع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .500‬قخخد آثرنخخا هنخخاك )ص ‪ 126‬س ‪(23‬‬
‫نسخة )الشك( بدل )الشرك( فراجع‪.‬‬

‫]‪[136‬‬
‫وبهذا الكتاب في ذي الحجة من سنة ست وسبعين وستمائة عن علخخي )عليخخه السخخلم(‪.‬‬
‫قال‪ :‬خطب أبو بكخخر وعمخخر إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬فخخأبى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال عمر‪ :‬أنت لهخخا يخخا علخخي‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخالي‬
‫من شئ إل درعي أرهنها‪ ،‬فزوجه رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( فاطمخخة‬
‫فلما بلغ ذلك فاطمة بكت‪ ،‬قال‪ :‬فدخل عليها رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫فقال‪ :‬ما يبكيك يا فاطمة ؟ فو الخ لقخخد أنكحخخت أكخثرهم علمخا وأفضخلهم حلمخا‬
‫وأولهم سلما‪ .‬وعن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪ :‬تزوج علخخي فاطمخخة‬
‫في شهر رمضان‪ ،‬وبنى بها فخخي ذي الحجخخة مخخن السخخنة الثانيخخة مخخن الهجخخرة‪.‬‬
‫وعن مجاهد‪ ،‬عن علي )عليه السخخلم( قخال‪ :‬خطبخخت فاطمخخة إلخخى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقالت مولة لي‪ :‬هل علمت أن فاطمخة قخخد خطبخت إلخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قلت‪ :‬ل قالت‪ :‬فقد خطبت‪ ،‬فمخخا يمنعخخك أن‬
‫تأتي رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فيزوجخخك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬وهخخل عنخخدي شخخئ‬
‫أتزوج به‪ ،‬فقالت‪ :‬إنك إن جئت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( زوجك‪،‬‬
‫فو ال ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه(‪،‬‬
‫وكانت جللة وهيبة‪ ،‬فلما قعدت بين يديه أفحمت فو ال ما استطعت أن أتكلم‬
‫فقال‪ :‬ما جاء بك ألك حاجة ؟ فسكت فقال‪ :‬لعلك جئت تخطب فاطمخخة ؟ قلخخت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهل عندك من شئ تستحلها به ؟ قلت‪ :‬ل وال يا رسول ال‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫ما فعلت الدرع التي سلحتكها ؟ فقلت‪ :‬عندي والذي نفسي بيخخده إنهخخا لحطميخخة‬
‫ما ثمنهخخا ]إل[ أربعمخخائة درهخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخد زوجتكهخخا فخخابعث بهخخا‪ ،‬فخخإن كخخانت‬
‫لصداق فاطمة بنت رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ .‬بيخخان‪ :‬تقخخول‪ :‬سخخلحته‬
‫وأسلحه إذا أعطيته سلحا‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬في حديث زواج فاطمخخة أنخخه قخخال‬
‫لعلي‪ :‬أين درعك الحطمية‪ ،‬هي التي تحطم السيوف أي تكسخخرها وقيخخل‪ :‬هخخي‬
‫العريضة الثقيلة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬هخخي منسخوبة إلخى بطخن مخخن عبخخد القيخس يقخخال لهخم‪:‬‬
‫حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع‪ ،‬وهذا أشخخبه القخخوال‪ - 34 .‬كشخخف‪:‬‬
‫وعن عطاء بن أبي رباح قال‪ :‬لما خطب علي فاطمة أتاها رسول ال )صخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬إن عليا قد ذكرك‪ ،‬فسكتت‪ ،‬فخرج فزوجها‪ .‬وعخخن ابخخن‬
‫بريدة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال نفر من النصار لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪:‬‬

‫]‪[137‬‬

‫أخطب فاطمة‪ ،‬فأتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فسلم عليه‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬مخخا حاجخخة‬
‫علي بن أبي طالب ؟ قال‪ :‬يا رسول ال ذكرت فاطمة بنت رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا وأهل‪ ،‬لم يخزد عليهخخا‪ ،‬فخخرج علخي علخى أولئك‬
‫الرهط من النصار‪ ،‬وكانوا ينتظرونه قالوا‪ :‬ما وراك ؟ قال‪ :‬مخخا أدري غيخخر‬
‫أنه )صلى ال عليه وآله( قخخال‪ :‬مرحبخا وأهل‪ ،‬قخالوا‪ :‬يكفيخك مخن رسخخول الخ‬
‫أحدهما‪ :‬أعطاك الهل والرحب‪ .‬فلما كان بعخخد ذلخخك قخال‪ :‬يخخا علخخي إنخخه ل بخخد‬
‫للعرس من وليمة‪ ،‬فقال سخخعد‪ :‬عنخخدي كبخخش‪ ،‬وجمخخع لخخه رهخخط مخخن النصخخار‬
‫آصعا من ذرة )‪ (1‬فلما كان ليلة البناء قال‪ :‬ل تحدثن شيئا حتى تلقاني‪ ،‬فخخدعا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بماء فتوضأ منه‪ ،‬ثم أفرغه على علي وقال‪:‬‬
‫اللهم بارك فيهما‪ ،‬وبارك عليهما‪ ،‬وبارك لهما في شبليهما وقال ابخخن ناصخخر‪:‬‬
‫في نسليهما‪ .‬وعن أسخخماء بنخخت عميخخس قخخالت‪ :‬كنخخت فخخي زفخخاف فاطمخخة بنخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلمخخا أصخخبحنا جخخاء النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( إلى الباب فقال‪ :‬يا أم أيمن ادعي لخي أخخي‪ ،‬قخالت‪ :‬هخو أخخوك وتنكحخه‬
‫ابنتك ؟ قال‪ :‬نعم يا أم أيمن‪ ،‬قخخالت‪ :‬وسخخمع النسخخاء صخخوت النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فتنحين واختبيت أنا في ناحية‪ ،‬فجاء علخخي )عليخخه السخخلم( فنضخخح‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( من الماء‪ ،‬ودعا لخخه‪ .‬ثخخم قخال‪ :‬ادعخخي لخخي فاطمخخة‪،‬‬
‫فجاءت خرقة من الحياء‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬أسخخكني‬
‫لقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي‪ ،‬ثم نضح عليها من الماء‪ ،‬ودعا لها‬

‫)‪ (1‬آصع جمع صاع‪ ،‬ذكره صاحب القاموس فخخي مخخادة فخخرق‪ ،‬قخخال‪ " :‬الفخخرق مكيخخال‬
‫بالمدينة يسع ثلثة آصع )وفى المصباح‪ (:‬ونقل المطرزى عن الفارسى انه‬
‫يجمع ‪ -‬صاع ‪ -‬أيضا على آصخخع بخخالقلب كمخخا قيخخل دار وآدر بخخالقلب‪ ،‬وهخخذا‬
‫الذى نقله جعله أبو حاتم من خطا العوام‪ ،‬وقال ابن النباري‪ :‬وليخخس عنخخدي‬
‫بخطأ في القياس‪ ،‬لنه وإن كان غير مسموع من العرب )يعنى من العخخرب‬
‫الجاهلي( ولكنه قياس ما نقل عنهخخم وهخخو أنهخخم ينقلخخون الهمخخزة مخخن موضخخع‬
‫العين إلى موضع الفاء فيقولون أبار وآبار ‪ -‬ذيل أقرب الموارد‪(*) .‬‬

‫]‪[138‬‬

‫قالت‪ :‬ثم رجع رسول ال )صلى ال عليه وآله( فرأى سوادا بين يديه‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقلت‪ :‬أنا أسماء بنت عميس‪ ،‬قال‪ :‬جئت في زفخخاف فاطمخخة تكرمينهخخا ؟ قلخخت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قالت‪ :‬فدعا لي‪ .‬قال علي بخخن عيسخخى‪ :‬وحخخدثني السخخيد جلل الخخدين عبخخد‬
‫الحميد بن فخار الموسوي بما هذا معناه‪ ،‬وربما اختلخخف اللفخخاظ ]قخال[ قخالت‬
‫أسماء بنت عميس هذه‪ :‬حضرت وفاة خديجة )عليها السخخلم( فبكخخت‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين‪ ،‬وأنت زوجة النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫مبشرة على لسانه بالجنة‪ ،‬فقالت‪ :‬ما لهذا بكيت‪ ،‬ولكن المخخرأة ليلخخة زفافهخخا ل‬
‫بد لها من امرأة تفضي إليهخا بسخرها‪ ،‬وتسختعين بهخا علخى حوائجهخا وفاطمخة‬
‫حديثة عهد بصبى وأخاف أن ل يكون لها من يتخخولى أمرهخخا حينئذ فقلخخت‪ :‬يخخا‬
‫سيدتي لك ]علي[ عهد ال إن بقيت إلى ذلك الخخوقت أن أقخوم مقامخخك فخخي هخذا‬
‫المر فلما كانت تلك الليلة وجخاء النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أمخخر النسخخاء‬
‫فخرجخخن وبقيخخت‪ ،‬فلمخخا أراد الخخخروج رأى سخخوادي فقخخال‪ :‬مخخن أنخخت ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫أسماء بنت عميس‪ ،‬فقال‪ :‬ألم آمرك أن تخرجخي ؟ فقلخت‪ :‬بلخى يخا رسخول الخ‬
‫فداك أبي وأمي‪ ،‬وما قصدت خلفك‪ ،‬ولكني أعطيت خديجة عهخخدا ‪ -‬وحخخدثته‬
‫‪ -‬فبكى‪ ،‬فقال‪ :‬بال لهذا وقفت ؟ فقلت‪ :‬نعم وال فدعا لي‪ .‬عدنا إلخخى مخخا أورده‬
‫الدولبي‪ .‬وعن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬لقد جهزت فاطمة بنخخت رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى علي بن أبى طالب )عليه السخلم( ومخا كخان حشخو‬
‫فرشهما ووسائدهما إل ليف‪ ،‬ولقد أولم علي لفاطمة )عليها السلم( فما كانت‬
‫وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته‪ ،‬رهن درعه عند يهودي وكخخانت وليمتخخه‬
‫آصعا من شعير وتمر وحيس )‪ .(1‬بيخان‪ :‬قخال الجخزري‪ :‬فخخي حخديث تزويخخج‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ :‬فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء‪ ،‬أي خجلة‬
‫مدهوشة من الخرق التحير‪ ،‬ويحتمل أن يكون‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ .494‬وله كلم بعد هذه الرواية من أن الحاضخخرة عنخخد زفافهخخا‬
‫لبد أن تكون هي سلمى بنت عميس ‪ -‬أخت أسماء ‪ -‬زوجة حمزة بخخن عبخخد‬
‫المطلب‪ .‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫بالحاء المهملة والزاء المعجمة‪ ،‬فالمراد تقخخارب الخطخخو فخخي المشخخي‪ ،‬قخال الجخخوهري‪:‬‬
‫الحزق‪ :‬القصير المتقارب الخطو وكخخذا الحزقخخة‪ ،‬وروي أنهخخا أتتخخه تعخخثر فخخي‬
‫مرطها من الخجل وقال الجوهري‪ :‬وقضينا إليه ذلك المر‪ ،‬أي أنهينخخاه إليخخه‪.‬‬
‫‪ - 35‬كشف‪ :‬ومن كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بخخن أبخخي طخالب )عليخه‬
‫السلم( تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي‪ ،‬عن أبي هريرة قخخال‪ :‬قخخالت‬
‫فاطمة‪ :‬يا رسول ال زوجتني علي بن أبي طالب وهو فقير ل مال له‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫يا فاطمة أما ترضين أن ال أطلع إلى الرض الطلعة فاختار منها رجليخخن‪:‬‬
‫أحدهما أبوك‪ ،‬والخخخر بعلخخك‪ .‬وعخخن جخابر بخخن سخخمرة قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أيها الناس هذا علي بن أبى طالب وأنتم تزعمون أنخخي‬
‫أنا زوجته ابنتي فاطمة‪ ،‬ولقد خطبها إلي أشراف قريخخش فلخخم أجخخب كخخل ذلخخك‬
‫أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ليلخخة أربخخع وعشخخرين مخخن شخخهر‬
‫رمضخخان‪ :‬فقخخال‪ :‬يخخا محمخخد العلخخي العلخخى يقخخرء عليخخك السخخلم‪ ،‬وقخخد جمخخع‬
‫الروحانيين والكروبيين في واد يقال له‪ :‬الفيح‪ ،‬تحت شخخجرة طخخوبى‪ ،‬وزوج‬
‫فاطمة عليا وأمرني فكنت الخاطب وال تعخخالى الخخولي‪ ،‬وأمخخر شخخجرة طخخوبى‬
‫فحملت الحلي والحلل والدر والياقوت‪ ،‬ثم نثرته‪ ،‬وأمر الحور العين فاجتمعن‬
‫فلقطن‪ ،‬فهن يتهادينه إلى يوم القيامة ويقلن‪ :‬هذا نثار فاطمة‪ .‬وعن علقمة عن‬
‫عبد ال أنه قال‪ :‬أصاب فاطمخة )عليهخا السخلم( ليلخة صخبيحة العخرس رعخدة‬
‫فقال لها النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الخخخرة‬
‫لمن الصالحين يا فاطمخخة لمخخا أردت أن أملكخخك بعلخخي أمخخر الخ شخخجر الجنخخان‬
‫فحملت حليا وحلل وأمرها فنثرته على الملئكة‪ ،‬فمخخن أخخخذ منخخه يخخومئذ شخخيئا‬
‫أكثر مما أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلخخى يخخوم القيامخخة‪،‬‬
‫قالت أم سلمة‪ :‬فلقخخد كخخانت فاطمخخة تفتخخخر علخخى النسخخاء‪ ،‬لن أول مخخن خطخخب‬
‫عليها جبرئيل‪ .‬وروى أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( دخل على فاطمخخة‬
‫ليلة عرسها بقدح من لبن فقال‪ :‬اشربي هذا فداك أبوك‪ ،‬ثخخم قخخال لعلخخي )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬اشرب فداك ابن عمك‪ .‬وروى أنه لما زفت فاطمة إلى علي )عليهما‬
‫السلم( نزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل‬

‫]‪[140‬‬

‫ومعهم سبعون ألف ملك وقدمت بغلة رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدلدل‪ ،‬وعليهخخا‬
‫فاطمة )عليها السلم( مشتملة‪ ،‬قال‪ :‬فأمسك جبرئيل باللجام‪ ،‬وأمسك إسرافيل‬
‫بالركاب‪ ،‬وأمسك ميكائيل بالثفر‪ ،‬ورسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يسخخوي‬
‫عليها الثياب فكبر جبرئيل‪ ،‬وكبر إسرافيل وكبر ميكائيخخل‪ ،‬وكخخبرت الملئكخخة‬
‫وجرت السنة بالتكبير في الزفخخاف إلخخى يخخوم القيامخة‪ .‬بيخان‪ :‬قخال فخي النهايخخة‪:‬‬
‫الشتمال افتعال من الشملة وهخخو كسخخاء يتغطخخى بخخه ويتلفخخف فيخخه‪ ،‬وقخخال ثفخخر‬
‫الدابة الذي يجعل تحت ذنبها‪ - 36 .‬كشف‪ :‬وعن جعفر بن محمد‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫)عليهم السلم( أن أبا بكر أتى النبي )صلى ال عليه وآلخخه( فقخخال‪ :‬يخخا رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( زوجني فاطمة‪ ،‬فأعرض عنه‪ ،‬فأتاه عمر فقال مثل‬
‫ذلك فأعرض عنه‪ ،‬فأتيا عبد الرحمن بن عوف فقال‪ :‬أنت أكثر قريخخش مخخال‪،‬‬
‫فلو أتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخطبت إليه فاطمة‪ ،‬زادك ال مال‬
‫إلى مالك‪ ،‬وشرفا إلى شرفك فأتى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال لخخه ذلخخك‪،‬‬
‫فأعرض عنه‪ ،‬فأتاهما فقال‪ :‬قد نزل بي مثل الذي نخخزل بكمخخا‪ .‬فأتيخخا علخخي بخخن‬
‫أبي طالب وهخخو يسخخقي نخلت لخخه فقخخال‪ :‬قخخد عرفنخخا قرابتخخك مخخن رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقدمتك في السلم‪ ،‬فلو أتيت رسخخول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( فخطبت إليه فاطمخخة لخخزادك الخ فضخخل إلخخى فضخخلك‪ ،‬وشخخرفا إلخخى‬
‫شرفك‪ .‬فقال‪ :‬لقد نبهتماني‪ ،‬فانطلق فتوضأ‪ ،‬ثخخم اغتسخخل ولبخخس كسخخاء قطريخخا‬
‫وصلى ركعتين‪ ،‬ثم أتى النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخال‪ :‬يخخا رسخخول الخ‬
‫زوجنخخي فاطمخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬إذا زوجتكهخخا فمخخا تصخخدقها ؟ قخخال‪ :‬أصخخدقها سخخيفي‪،‬‬
‫وفرسي‪ ،‬ودرعي‪ ،‬وناضحي‪ ،‬قال‪ :‬أما ناضحك وسيفك وفرسك فل غنى بخخك‬
‫عنها تقاتل المشركين‪ ،‬وأمخخا درعخخك فشخخأنك بهخخا‪ .‬فخخانطلق علخخي وبخخاع درعخخه‬
‫بأربع مائة وثمانين درهما قطرية‪ ،‬فصبها بيخخن يخدي النخبي )صخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فلم يسأله عن عددها‪ ،‬ول هو أخبره عنها‪ ،‬فأخذ منها رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( قبضة فدفعها إلى المقداد بخخن السخخود فقخخال‪ :‬ابتخخع مخخن هخخذا مخخا‬
‫تجهز به فاطمة وأكثر لهخا مخخن الطيخخب‪ ،‬فخانطلق المقخداد فاشخخترى لهخخا رحخى‬
‫وقربة ووسادة من أدم‪ ،‬وحصخيرا قطريخا فجخاء بخه فوضخعه بيخن يخدي النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأسماء بنت عميس معه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‬

‫]‪[141‬‬
‫خطب إليك ذوو السنان والموال من قريش ولم تزوجهم فزوجتهخخا مخخن هخخذا الغلم ؟‬
‫فقال‪ :‬يا أسماء أما إنك ستزوجين بهذا الغلم‪ ،‬وتلدين لخخه غلمخخا‪ .‬هخذا مخخع مخا‬
‫روي أنها كانت في الحبشخخة غريخخب‪ ،‬فإنهخخا تزوجخخت بخخأمير المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( وولدت منه كمخا ذكخر )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ .‬فلمخا كخان الليخل قخال‬
‫لسلمان‪ :‬أيتني ببغلتي الشهباء‪ ،‬فأتاه بها‪ ،‬فحمل عليها فاطمة )عليها السخخلم(‪،‬‬
‫فكان سلمان يقودها ورسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( يقخخوم بهخخا‪ .‬فبينخخا هخخو‬
‫كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره فالتفت‪ ،‬فإذا هو جبرئيل وميكائيخخل وإسخخرافيل‬
‫في جمع كثير من الملئكة‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل ما أنزلكخخم ؟ قخخال‪ :‬نخخزف فاطمخخة‬
‫إلى زوجها‪ ،‬فكبر جبرئيخخل‪ ،‬ثخخم كخخبر ميكائيخخل‪ ،‬ثخخم كخخبر إسخخرافيل‪ ،‬ثخخم كخخبرت‬
‫الملئكة‪ ،‬ثم كبر النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم كبر سلمان الفارسي‪ ،‬فصار‬
‫التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة‪ .‬فجاء بها فأدخلها على علخخي )عليخخه‬
‫السلم( فأجلسها إلى حبنبه على الحصر القطري ثم قال‪ :‬يخخا علخخي هخخذه بنخختي‬
‫فمن أكرمها فقد أكرمني‪ ،‬ومن أهانها فقد أهانني‪ .‬ثم قخخال‪ :‬اللهخخم بخخارك لهمخخا‪،‬‬
‫وبارك عليهما‪ ،‬واجعل لهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء‪ ،‬ثم وثب فتعلقت به‬
‫وبكخخت‪ ،‬فقخخال لهخخا‪ :‬مخخا يبكيخخك فقخخد زوجتخخك أعظمهخخم حلمخخا‪ ،‬وأكخخثرهم علمخخا‪.‬‬
‫إيضاح‪ :‬قال الجزري فيه‪ :‬أنه )عليه السلم( كان متوشحا بثوب قطري‪ :‬هخخو‬
‫ضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلم فيها بعض الخشونة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي حلل‬
‫جياد تحمل من قبل البحرين‪ ،‬وقخخال الزهخخري‪ :‬فخخي أعخخراض البحريخخن قريخخة‬
‫يقال لها‪ :‬قطر‪ ،‬وأحسب الثياب القطرية نسبت إليهخخا‪ ،‬فكسخخروا القخخاف للنسخخبة‬
‫وخففوا‪ - 37 .‬كشف‪ :‬قد أورد صخخاحب كتخخاب الفخخردوس فخخي الحخخاديث عخخن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( لو ل علي لم يكخخن لفاطمخخة كفخخو‪ .‬وروى صخخاحب‬
‫الفردوس أيضا عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يخخا علخخي إن‬
‫ال زوجك فاطمة‪ ،‬وجعل صداقها الرض فمن مشى عليها مبغضا لك مشخخى‬
‫حراما‪.‬‬

‫]‪[142‬‬

‫وروى ابن بابويه من حديث طويل أورده في تزويج أمير المخخؤمنين بفاطمخخة )عليهمخخا‬
‫السلم( أنه أخذ في فيه ماء ودعا فاطمة فأجلسها بين يديه‪ ،‬ثم مخخج المخخاء فخخي‬
‫المخضب ‪ -‬وهخو المركخن ‪ -‬وغسخل قخدميه ووجهخه‪ ،‬ثخم دعخا فاطمخة )عليهخا‬
‫السلم( وأخذ كفا من ماء فضرب به علخخى رأسخخها‪ ،‬وكفخخا بيخخن يخخديها ثخخم رش‬
‫جلدها‪ ،‬ثم دعخخا بمخضخخب آخخخر ثخخم دعخخا عليخخا فصخخنع بخخه كمخخا صخخنع بهخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫التزمهما فقال‪ :‬اللهم إنهما مني وأنا منهمخخا‪ ،‬اللهخخم كمخخا أذهبخخت عنخخي الرجخخس‬
‫وطهرتني تطهيرا‪ ،‬فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا‪ ،‬ثم قال‪ :‬قوما إلى‬
‫بيتكما جمع ال بينكما‪ ،‬وبارك فخخي سخخيركما‪ ،‬وأصخخلح بالكمخخا‪ ،‬ثخخم قخخام فخخأغلق‬
‫عليهما الباب بيده‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬فأخبرتني أسخخماء أنهخخا رمقخخت رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فلم يزل يدعو لهما خاصة ل يشركهما في دعخخائه أحخخدا‬
‫حتى توارى في حجرته‪ .‬وفي رواية أنه قخخال‪ :‬بخخارك الخ لكمخخا فخخي سخخيركما‪،‬‬
‫وجمع شملكما‪ ،‬وألف على اليمان بين قلوبكما‪ ،‬شأنك بأهلك‪ ،‬السلم عليكما‪.‬‬
‫وروى عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬لما زوج رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫فاطمة من علي )عليهما السلم( كخخان الخ تعخخالى مزوجخخه مخخن فخخوق عرشخخه‪،‬‬
‫وكان جبرئيل الخاطب‪ ،‬وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من الملئكخخة‬
‫شهودا وأوحى ال إلى شجرة طخخوبى أن أنخثري مخا فيخك مخن الخخدر واليخخاقوت‬
‫واللؤلؤ‪ ،‬وأوحى ال إلى الحور العين أن التقطنه فهن يتهادينه إلى يوم القيامة‬
‫فرحا بتزويج فاطمة عليا‪ .‬وعخخن شخخرحبيل بخخن سخخعيد قخخال‪ :‬دخخخل رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( على فاطمة في صبيحة عرسها بقخخدح فيخخه لبخخن‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫اشربي فداك أبوك‪ ،‬ثم قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬اشرب فداك ابن عمك‪ .‬وعخخن‬
‫شرحبيل بن سعيد النصاري قال‪ :‬لما كانت صخخبيحة العخخرس أصخاب فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( رعدة‪ ،‬فقال لها رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬زوجتخك‬
‫سيدا في الدنيا وإنه في الخرة لمن الصالحين‪ :(*) .‬وعن أبخخي جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬شكت فاطمة )عليها السلم( إلخخى رسخخول ال خ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‬

‫في النسخة المطبوعة هناك رمز كا وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫عليا فقالت‪ :‬يا رسول ال ما يدع شيئا من رزقه إل وزعه بين المساكين‪ ،‬فقال لهخخا‪ :‬يخخا‬
‫فاطمخخة أتسخخخطيني فخخي أخخخي وابخخن عمخخي‪ ،‬إن سخخخطه سخخخطي وإن سخخخطي‬
‫لسخط الخخ‪ ،‬فقخخالت‪ :‬أعخخوذ بخخال مخخن سخخخط الخ وسخخخط رسخخوله‪ .‬وروى عخخن‬
‫الصبغ بن نباتخخة‪ :‬قخال‪ :‬سخمعت أميخخر المخخؤمنين )عليخه السخخلم( يقخخول‪ :‬والخ‬
‫لتكلمن بكلم ل يتكلم به غيري إل كخخذاب‪ ،‬ورثخخت نخخبي الرحمخخة‪ ،‬وزوجخختي‬
‫خير نساء المة‪ ،‬وأنا خير الوصيين )‪ - 38 .(1‬كا‪ :‬العخخدة‪ ،‬عخخن سخخهل‪ ،‬عخخن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمرو‪ ،‬عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن عليا تزوج فاطمة )عليها السلم( على جرد برد‪،‬‬
‫ودرع‪ ،‬وفراش كان من إهاب كبخش‪ .‬بيخان‪ :‬قخوله‪ :‬علخى جخرد بخخرد‪ ،‬أي بخخرد‬
‫خلق‪ - 39 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫فضال‪ ،‬عن ابن بكير قخال‪ :‬سخمعت أبخا عبخد الخ )عليخه السخلم( يقخول‪ :‬زوج‬
‫رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( فاطمخة علخى درع حطميخة يسخوى ثلثيخن‬
‫درهما‪ - 40 .‬كا‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن معاوية بن وهخخب‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬زوج رسول ال )صخلى الخ عليخه وآلخه(‬
‫عليا فاطمة‪ ،‬على درع حطمية وكان فراشها إهاب كبش يجعلن الصوف إذا‬
‫اضطجعا تحت جنوبهما‪ - 41 .‬كا‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخين‪،‬‬
‫عن العباس بن عامر‪ ،‬عن عبد ال بن ]أبي[ بكير‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬زوج رسول ال )صلى ال عليخه وآلخه( عليخا فاطمخة علخى درع‬
‫حطمية تساوي ثلثين درهما‪ .‬بيان‪ :‬يمكن الجمع بين تلخخك الروايخخات بوجخخوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون المراد كون الدرع جزءا للمهر‪ .‬الثاني‪ :‬أن يكون المعنى أنخه‬
‫لو كان هذا اليوم لساوى ثلثين درهما وإن كانت قيمته في ذلك الزمان أكثر‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪.32‬‬

‫]‪[144‬‬

‫الثالث‪ :‬أن يقال‪ :‬إنه كان يسوى ثلثين درهما‪ ،‬لكن بيع بخمسخخمائة درهخخم‪ .‬الرابخخع‪ :‬أن‬
‫يكون بعض الخبار محمول على التقية‪ - 42 .‬كخخا‪ :‬عخخدة مخخن أصخخحابنا‪ ،‬عخخن‬
‫سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الوليد الخزاز عن يونس بخخن يعقخخوب‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫مريم النصاري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان صداق فاطمة جخخرد‬
‫برد حبرة‪ ،‬ودرع حطميخخة‪ ،‬وكخخان فراشخخها إهخخاب كبخخش يلقيخخانه و يفرشخخانه و‬
‫ينامان عليه‪ - 43 .‬كا‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن خالخخد‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن أسباط عن داود‪ ،‬عن يعقوب بخخن شخخعيب قخخال‪ :‬لمخخا زوج رسخخول الخ‬
‫)صلى الخ عليخخه وآلخخه( عليخخا فاطمخخة دخخخل عليهخخا وهخخي تبكخخي فقخال لهخخا‪ :‬مخخا‬
‫يبكيك ؟ فو ال لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه وما أنخخا زوجتكخخه ولكخخن‬
‫ال زوجك وأصدق عنخك الخمخس مخا دامخت السخماوات والرض‪ - 44 .‬كخا‪:‬‬
‫علي بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن إسحاق‪ ،‬عن الحسخخين بخخن علخخي بخخن سخخليمان‪،‬‬
‫عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخال‪ :‬إن فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زوجتني بالمهر الخسخخيس‪ ،‬فقخخال لهخخا‬
‫رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخخه(‪ :‬مخا أنخخا زوجتخك ولكخن الخ زوجخخك مخن‬
‫السماء‪ ،‬وجعل مهرك خمس الدنيا ما دامخخت السخخماوات والرض‪ - 45 .‬كخخا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل بخخن دراج‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ل غيرة في الحلل بعد قول رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬ل تحدثا شيئا حتى أرجع إليكما‪ ،‬فلما أتاهمخخا أدخخخل رجليخخه بينهمخخا فخخي‬
‫الفراش‪ - 46 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ الخخبرقي رفعخخه قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاطمة قالوا‪ :‬بالرفاء والبنيخخن‪ ،‬قخخال‪ :‬ل‬
‫بل على الخير والبركة‪ .‬ايضاح‪] :‬قال الجزري[ فيه‪ :‬نهخخى أن يقخخال للمخختزوج‬
‫بالرفاء والبنين الرفاء‪ ،‬اللتيام والتفاق‪ ،‬والبركة‪ ،‬والنمخخاء‪ ،‬وإنمخخا نهخخى عنخخه‬
‫كراهية لنه كان من عادتهم ولهذا سن فيه غيره‪ - 47 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيخخى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‬

‫]‪[145‬‬
‫عن مخلد بن موسى‪ ،‬عن إبراهيم بن علي‪ ،‬عن علي بن يحيخخى اليربخخوعي‪ ،‬عخخن أبخخان‬
‫ابن تغلب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم‪ ،‬وازوجكم إل فاطمة فإن تزويجها نزل‬
‫من السماء‪ - 48 .‬فر )‪ :(1‬علي بن محمد بن مخلد الجعفخخي معنعنخخا عخخن ابخخن‬
‫عباس رضي ال عنه في قول ال تعخخالى )وهخخو الخخذي خلخخق مخخن المخخاء بشخخرا‬
‫فجعله نسبا وصهرا( )‪ (2‬قخخال‪ :‬خلخخق الخ نطفخخة بيضخخاء مكنونخخة فجعلهخخا فخخي‬
‫صلب آدم‪ ،‬ثم نقلها من صلب آدم إلى صخخلب شخخيث‪ ،‬ومخخن صخخلب شخخيث إلخخى‬
‫صلب أنخخوش‪ ،‬ومخخن صخخلب أنخخوش إلخخى صخخلب قينخخان‪ ،‬حخختى توارثتهخخا كخخرام‬
‫الصلب في مطهرات الرحام‪ ،‬حتى جعلها ال في صلب عبخخد المطلخخب ثخخم‬
‫قسمها نصفين‪ ،‬فألقى نصفها إلى صخخلب عبخد الخخ‪ ،‬ونصخفها إلخى صخلب أبخي‬
‫طالب وهي سللة تولد من عبد ال محمخخدا‪ ،‬ومخخن أبخخى طخخالب عليخخا )عليهمخخا‬
‫الصلة والسلم(‪ ،‬فذلك قول ال تعالى )وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله‬
‫نسبا وصهرا(‪ .‬وزوج فاطمة بنت محمد عليا‪ ،‬فعلي من محمخخد‪ ،‬ومحمخخد مخخن‬
‫علي‪ ،‬والحسن والحسين وفاطمخخة نسخخب وعلخخي الصخخهر )‪ - 49 .(3‬مصخخباح‬
‫النوار وكتاب المحتضر للحسن بخخن سخخليمان نقل مخخن كتخخاب الفخخردوس عخخن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬لو ل علخخي لخخم يكخخن لفاطمخخة كفخخو‪ .‬ومنخخه‬
‫رفعه بإسناده عن ابن عباس أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال لعلخخي )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬يا علي إن ال عز وجل زوجك فاطمة وجعل صداقها الرض‪ ،‬فمن‬
‫مشى عليها مبغضا لك مشى عليها حراما‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة هناك تصحيف غريب راجع ص ‪ (2) .42‬الفرقان‪) .56 :‬‬
‫‪ (3‬المصدر‪ :‬ص ‪.107‬‬

‫]‪[146‬‬

‫‪) - 6‬بخخاب( ))كيفيخخة معاشخخرتها مخخع علخخى )عليهمخخا السخخلم((( ‪ - 1‬ع‪ :‬القطخخان‪ ،‬عخخن‬
‫السكري‪ ،‬عن الحسين بن علي العبدي‪ ،‬عن عبد العزيز بن مسلم‪ ،‬عن يحيخخى‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬صلى بنا رسخخول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلخخى منخخزل فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( فأبصر عليا نائما بين يخخدي البخخاب علخخى الخخدقعا‪ ،‬فجلخخس النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فجعل يمسح التراب عن ظهخخره ويقخخول‪ :‬قخخم فخداك أبخخي‬
‫وأمي يا أبا تراب‪ ،‬ثم أخذ بيده ودخل منزل فاطمة‪ ،‬فمكثنخخا هنيئة‪ ،‬ثخخم سخخمعنا‬
‫ضحكا عاليا‪ ،‬ثم خرج علينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( بخخوجه مشخخرق‪،‬‬
‫فقلنا‪ :‬يا رسول ال دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلفه‪ ،‬فقال‪ :‬كيخخف ل أفخخرح‬
‫وقد أصلحت بين إثنين أحخخب أهخخل الرض إلخخى أهخخل السخخماء‪ .‬بيخخان‪ :‬الخخدقعاء‬
‫التراب‪ ،‬والخبار المشتملة على منازعتهما مأولة بما يرجع إلى ضخخرب مخخن‬
‫المصلحة‪ ،‬لظهور فضلهما على الناس أو غير ذلك مما خفي علينخخا جهتخخه‪2 .‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن عثمان بن عمران‪ ،‬عن عبيد ال بن موسخخى‪،‬‬
‫عن عبد العزيز‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت قال‪ :‬كان بين علي وفاطمة )عليهما‬
‫السخخلم( كلم‪ ،‬فخخدخل رسخخول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( وألقخخي لخخه مثخخال‬
‫فاضطجع عليه‪ ،‬فجاءت فاطمة )عليها السلم( فاضطجعت من جانب‪ ،‬وجاء‬
‫علي )عليه السلم( فاضطجع من جانب‪ ،‬قال‪ :‬فأخخخذ رسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يد علخخي فوضخخعها علخخى سخخرته‪ ،‬وأخخخذ يخخد فاطمخخة فوضخخعها علخخى‬
‫سرته‪ ،‬فلم يزل حتى أصلح بينهما‪ ،‬ثم خرج‪ ،‬فقيل لخخه‪ :‬يخخا رسخخول الخ دخلخخت‬
‫وأنت على حال‪ ،‬وخرجخخت ونحخخن نخخرى البشخخرى فخخي وجهخخك‪ ،‬قخخال‪] :‬و[ مخخا‬
‫يمنعني وقد أصلحت بين إثنين أحب من على وجه الرض إلي‪.‬‬

‫]‪[147‬‬

‫قال الصدوق ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬ليس هذا الخبر عندي بمعتمد‪ ،‬ول هو لي بمعتقد في هخخذه‬
‫العلة لن عليا وفاطمة )عليهما السلم( ما كانا ليقع بينهما كلم يحتاج رسول‬
‫ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( إلخخى الصخخلح بينهمخخا‪ ،‬لنخخه )عليخخه السخخلم( سخخيد‬
‫الوصيين‪ ،‬وهي سيدة نساء العالمين‪ ،‬مقتديان بنبي ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫في حسن الخلخخق‪ .‬مصخخباح النخخوار‪ :‬عخخن حخخبيب مثلخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬المثخخال بالكسخخر‬
‫الفراش‪ ،‬ذكره الفيروز آبادي‪ - 3 .‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الحسن بن عرفخخة‪،‬‬
‫عن وكيع‪ ،‬عن محمد بن إسرائيل‪ ،‬عن أبي صخخالح‪ ،‬عخخن أبخخي ذر رحمخخة الخ‬
‫عليه قال‪ :‬كنت أنخخا وجعفخخر بخخن أبخي طخالب مهخاجرين إلخخى بلد الحبشخخة )‪(1‬‬
‫فأهديت لجعفر جارية قيمتها أربعخخة آلف درهخخم‪ ،‬فلمخخا قخخدمنا المدينخخة أهخخداها‬
‫لعلي )عليه السلم( تخدمه‪ ،‬فجعلها علخخي فخخي منخخزل فاطمخخة‪ .‬فخخدخلت فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( يوما فنظرت إلى رأس علي )عليه السلم( في حجر الجاريخخة‬
‫فقالت‪ :‬يا أبا الحسن فعلتها‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال يخخا بنخخت محمخخد مخخا فعلخخت شخخيئا فمخخا‬
‫الذي تريدين ؟ قالت تأذن لي في المصير إلى منزل أبخخي رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( فقال لها‪ :‬قد أذنت لخخك‪ .‬فتجللخخت بجللهخخا‪ ،‬وتخخبرقعت ببرقعهخخا‪،‬‬
‫وأرادت النبي )صلى ال عليه وآله( فهبط جبرئيل )عليخخه السخخلم(‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫محمد إن ال يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬إن هذه فاطمة قد أقبلت تشكو عليخخا فل‬
‫تقبل منها في علي شيئا‪ ،‬فدخلت فاطمة فقال لها رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬جئت تشخخكين عليخخا‪ ،‬قخخالت‪ :‬إي ورب الكعبخخة‪ ،‬فقخخال لهخخا‪ :‬ارجعخخي إليخخه‬
‫فقولي له‪ :‬رغم أنفي لرضاك‪ .‬فرجعت إلى علي )عليه السلم( فقخخالت لخخه‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن رغم أنفي لرضخخاك ‪ -‬تقولهخا ثلثخخا ‪ -‬فقخال لهخخا علخي شخكوتني إلخى‬
‫خليلي وحبيبي رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ ،‬واسخخوأتاه مخخن رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬أشهد ال يا فاطمخخة أن الجاريخخة حخخرة لخخوجه الخخ‪ ،‬وأن‬
‫الربع مائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء أهل المدينة‪.‬‬

‫)‪ (1‬ل يعرف لبي ذر هجرة إلى حبشة‪.‬‬


‫]‪[148‬‬

‫ثم تلبس وانتعل وأراد النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( فقال‪:‬‬
‫يا محمد إن ال يقرئك السلم‪ ،‬ويقول لك‪ :‬قل لعلي‪ :‬قد أعطيتك الجنخخة بعتقخخك‬
‫الجاريخخة فخي رضخخى فاطمخخة‪ ،‬والنخار بالربعمخائة درهخخم الخختي تصخخدقت بهخخا‪،‬‬
‫فأدخل الجنة من شئت برحمتي‪ ،‬وأخرج من النار من شخخئت بعفخخوي‪ ،‬فعنخخدها‬
‫قال علي )عليه السلم(‪ :‬أنا قسخيم الخ بيخن الجنخة والنخخار‪ .‬قخخب‪ :‬أبخخو منصخخور‬
‫الكاتب في كتاب الروح والريحان‪ ،‬عن أبي ذر مثله‪ .‬بشا‪ :‬والدي أبو القاسخخم‪،‬‬
‫وعمار بن ياسر‪ ،‬وولده سعد جميعا‪ ،‬عن إبراهيم بن نصخخر الجرجخخاني‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن حمزة المرعشي‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمخخد بخخن جعفخخر عخخن‬
‫حمزة بن إسماعيل‪ ،‬عن أحمد بن الخليخخل‪ ،‬عخخن يحيخخى بخخن عبخخد الحميخخد‪ ،‬عخخن‬
‫شريك عن ليث بن أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس مثله بخخأدنى تغييخخر‪،‬‬
‫وقد أوردناه في باب أنه )عليه السلم( قسيم الجنة والنار )‪ - 4 .(1‬قخب‪ :‬لمخخا‬
‫انصرفت فاطمة من عند أبي بكر أقبلت على أميخخر المخخؤمنين )عليخه السخلم(‬
‫فقالت له‪ :‬يا ابن أبي طخخالب اشخختملت شخخيمة الجنيخخن‪ ،‬وقعخخدت حجخخرة الظنيخخن‬
‫فنقضت قادمة الجدال‪ ،‬فخانك ريش العزل ]أضخخرعت خخخدك يخخوم أضخخعت‬
‫جدك‪ ،‬افترست الذئاب وافترشت التراب‪ ،‬ما كففت قائل‪ ،‬ول أغنيخخت بخخاطل[‬
‫هذا ابخخن أبخخي قحافخخة يبختزني نحيلخة أبخي‪ ،‬وبليغخة ابنخي‪ ،‬والخ لقخخد أجهخر فخخي‬
‫خصامي‪ ،‬وألفيته ألخخد فخخي كلمخخي‪ ،‬حخختى منعتنخخي القيلخخة نصخخرها والمهخخاجرة‬
‫وصلها‪ ،‬وغضت الجماعة دوني طرفها‪ ،‬فل دافع ول مانع خرجخخت كاظمخخة‪،‬‬
‫وعدت راغمة‪ ،‬ول خيار‪ ،‬لي ليتني مت قبل هينتي‪ ،‬ودون زلتي عذيري ال خ‬
‫منك عاديا‪ ،‬ومنك حاميا‪ ،‬ويلي في كل شخخارق‪ ،‬ويلي مخخات العمخخد ووهنخخت‬
‫العضد‪ ،‬وشكواي إلى أبي‪ .‬وعدواي إلى ربخخي اللهخخم أنخخت أشخخد قخخوة‪ .‬فأجابهخخا‬
‫أمير المؤمنين‪ :‬ل ويل لخخك‪ ،‬بخخل الويخخل لشخخانئك‪ ،‬نهنهخخي عخخن وجخخدك يخخا بنيخخة‬
‫الصفوة‪ ،‬وبقية النبوة‪ ،‬فما ونيت عن ديني‪ ،‬ول أخطأت مقخخدوري‪ ،‬فخخان كنخخت‬
‫تريدن البلغة‪ ،‬فرزقك مضمون‪ ،‬وكفيلك مأمون‪ ،‬وما أعد لك خير مما قطع‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 39‬ص ‪ 207‬من الطبعة الحديثة‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫عنخخك‪ ،‬فاحتسخخبي الخخ‪ ،‬فقخخالت‪ :‬حسخخبي ال خ ونعخخم الوكيخخل )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬أقخخول‪ :‬قخخد مخخر‬
‫]تصحيح[ كلماتها وشرحها في أبواب فدك‪ - 5 .‬قخخب‪ :‬معقخخل بخخن يسخخار وأبخخو‬
‫قبيل وابن إسحاق وحبيب بن أبي ثابت وعمخخران بخخن الحصخخين وابخخن غسخخان‬
‫والباقر )عليه السلم( مع اختلف الروايات واتفاق المعنى‪ ،‬أن النسخخوة قلخخن‪:‬‬
‫يا بنت رسول ال خطبك فلن وفلن فردهخخم أبخخوك وزوجخخك عخخائل ! فخخدخل‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يخا رسخخول الخ زوجتنخخي عخخائل فهخخز‬
‫رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( بيخده معصخمها وقخال‪ :‬ل يخا فاطمخة ولكخن‬
‫زوجتك أقدمهم سلما‪ ،‬وأكثرهم علما وأعظمهم حلما‪ ،‬أما علمت يا فاطمة أنخخه‬
‫أخي في الدنيا والخرة‪ ،‬فضحكت وقالت‪ :‬رضيت يا رسول ال‪ ،‬وفي روايخخة‬
‫أبي قبيل‪ :‬لم أزوجك حتى أمرني جبرئيل وفخخي روايخخة عمخخران بخخن الحصخخين‬
‫وحبيب بن أبي ثابت أما إنخخي قخخد زوجتخخك خيخخر مخخن أعلخخم‪ ،‬وفخخي روايخخة ابخخن‬
‫غسان زوجتك خيرهم‪ .‬وفي كتاب ابن شاهين‪ :‬عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عخخن‬
‫أيوب‪ ،‬عن عكرمة قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنكحتك أحب أهلي إلخخي‪.‬‬
‫‪ - 6‬فض‪ ،‬يل‪ :‬عن ابن عباس يرفعه إلى سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنخخه ‪-‬‬
‫قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬ما نقله المصخخنف رحمخه الخ يخخخالف النسخخة المطبوعخخة كخثيرا ولخذلك ننقلخخه مخن‬
‫المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ 208‬لمزيدة الفائدة‪) :‬ولما انصرفت من عنخخد أبخخي بكخخر‪،‬‬
‫أقبلت على أمير المخخؤمنين فقخخالت لخخه‪ :‬يخخا ابخخن أبخخى طخخالب ! اشخختملت شخخملة‬
‫الجنين‪ ،‬وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الجدل‪ ،‬فخاتك ريخخش العخخزل‬
‫هذا ابن أبى قحافة قد ابتزني نحيلة أبى‪ ،‬وبليغخخة ابنخخي‪ ،‬والخ لقخخد أجهخخد فخخي‬
‫ظلمتي وألد في خصامى‪ ،‬حتى منعنتي القيلة نصرها‪ ،‬والمهاجرة وصخخلها‬
‫وغضت الجماعة دوني طرفها فل مخخانع ول دافخخع‪ ،‬خرجخخت وال خ كاظمخخة‪،‬‬
‫وعدت راغمة ول خيار لى‪ ،‬ليتنى مخخت قبخخل ذلخختي‪ ،‬و تخخوفيت دون منيخختى‪،‬‬
‫عذيري وال فيك حاميخخا‪ ،‬ومنخخك داعيخخا‪ ،‬ويله فخخي كخخل شخخارق‪ ،‬ويله مخخات‬
‫العمد‪ ،‬ووهن العضد‪ ،‬شكواى إلى ربى‪ ،‬وعدواى إلى أبى‪ (...‬وبخخاقى الكلم‬
‫ليس فيه كثير اختلف فراجع‪.‬‬

‫]‪[150‬‬

‫كنت واقفا بين يدي رسول ال أسكب الماء على يخخديه إذا دخلخخت فاطمخخة وهخخي تبكخخي‪،‬‬
‫فوضع النبي )صلى ال عليه وآله( يده على رأسها وقال‪ :‬مخخا يبكيخخك ل أبكخخى‬
‫ال خ عينيخخك يخخا حوريخخة‪ ،‬قخخالت‪ :‬مخخررت علخخى ملء مخخن نسخخاء قريخخش وهخخن‬
‫مخضبات‪ ،‬فلما نظرن إلي وقعوا في وفي ابن عمخخي فقخخال لهخخا‪ :‬ومخخا سخخمعتي‬
‫منهن ؟ قالت‪ :‬قلن‪ :‬كان قد عز علخخى محمخخد أن يخخزوج إبنتخخه مخخن رجخخل فقيخخر‬
‫قريش وأقلهم مال‪ ،‬فقال لها‪ :‬وال يا بنية مخخا زوجتخخك ولكخخن الخ زوجخخك مخخن‬
‫علي فكان بدوه منه‪ .‬وذلك أنه خطبك فلن وفلن فعند ذلك جعلت أمرك إلى‬
‫ال تعالى وأمسخخكت عخخن النخخاس‪ ،‬فبينخخا صخخليت يخخوم الجمعخخة صخخلة الفجخخر إذ‬
‫سمعت حفيف الملئكة‪ ،‬وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفا من الملئكخخة‬
‫متوجين‪ ،‬مقرطين‪ ،‬مدملجين )‪ (1‬فقلت‪ :‬ما هذه القعقعة مخخن السخخماء يخخا أخخخي‬
‫جبرئيل ؟ فقال‪ :‬يا محمد إن ال عز وجل أطلع إلى الرض إطلعة‪ ،‬فاختخخار‬
‫منها من الرجال عليخخا )عليخخه السخخلم( ومخخن النسخخاء فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪،‬‬
‫فزوج فاطمة من علي‪ ،‬فرفعت رأسها وتبسمت بعد بكائها‪ ،‬وقخخالت‪ :‬رضخخيت‬
‫بما رضي ال ورسوله‪ .‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أل أزيدك يا فاطمخخة فخخي‬
‫علي رغبة ؟ قالت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬ل يخرد علخى الخ عخز وجخل ركبخخان أكخرم منخا‬
‫أربعة‪ :‬أخي صالح على ناقته‪ ،‬وعمي حمزة على ناقتي العضباء‪ ،‬وأنخخا علخخى‬
‫البراق‪ ،‬وبعلك علي بن أبى طالب على ناقة من نوق الجنة‪ .‬فقالت‪ :‬صف لي‬
‫الناقة من أي شئ خلقت ؟ قال‪ :‬ناقة خلقخخت مخخن نخخور الخ عخخز وجخخل‪ ،‬مدبجخخة‬
‫الجنخخبين‪ ،‬صخخفراء‪ ،‬حمخخراء الخخرأس‪ ،‬سخخوداء الحخخدق‪ ،‬قوائمهخخا مخخن الخخذهب‪،‬‬
‫خطامهخا مخن اللؤلخوء الرطخب‪ ،‬عيناهخا مخن اليخاقوت‪ ،‬وبطنهخا مخن الزبرجخد‬
‫الخضر‪ .‬عليها قبة من لؤلوءة بيضاء‪ ،‬يرى باطنها من ظاهرها‪ ،‬و ظاهرها‬
‫من باطنها‪ ،‬خلقت من عفو ال عز وجل‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي كان على رؤوسهم التاج وفى اذنهم القرط وفى معصمهم الدملوج وهخخو حلخخى‬
‫يلبس في المعصم‪.‬‬

‫]‪[151‬‬

‫تلك الناقة من نوق ال‪ ،‬لها سبعون ألف ركنا بيخخن الركخخن والركخخن سخخبعون ألخخف ملخخك‬
‫يسبحون ال عخخز وجخخل بخخأنواع التسخخبيح ل يمخخر علخخى ملء مخخن الملئكخخة إل‬
‫قالوا‪ :‬من هذا العبد ؟ ما أكرمه على ال عز وجل أتراه نبيا مرسخخل‪ ،‬أو ملكخخا‬
‫مقربا‪ ،‬أو حامل عرش‪ ،‬أو حامل كرسي‪ ،‬فينخخادي منخخاد مخخن بطنخخان العخخرش‪:‬‬
‫أيها الناس‪ ،‬ليس هذا بنبي مرسل‪ ،‬ول ملك مقرب‪ ،‬هذا علي ابخخن أبخخي طخخالب‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬فيبدرون رجال رجال‪ ،‬فيقولون‪ :‬إنا ل خ وإنخخا إليخخه‬
‫راجعون‪ ،‬حدثونا فلخخم نصخخدق‪ ،‬ونصخخحونا فلخخم نقبخخل‪ ،‬والخخذين يحبخخونه تعلقخخوا‬
‫بالعروة الخخوثقى‪ ،‬كخخذلك ينجخخون فخخي الخخخرة‪ .‬يخخا فاطمخخة أل أزيخخدك فخخي علخخي‬
‫رغبة‪ ،‬قالت‪ :‬زدني يا أبتاه‪ .‬قال النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن عليخخا أكخخرم‬
‫على ال من هارون لن هارون أغضب موسى وعلي لم يغضبني قط والذي‬
‫بعث أباك بالحق نبيا ما غضبت عليه يوما قط‪ ،‬وما نظرت في وجه علخخي إل‬
‫ذهب الغضب عني‪ .‬يا فاطمة أل أزيدك في علي رغبة‪ ،‬قالت‪ :‬زدني يخخا نخخبي‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬هبط علي جبرئيل وقخال‪ :‬يخا محمخد اقخخرء عليخا مخن السخخلم السخخلم‪.‬‬
‫فقامت وقالت فاطمة )عليها السلم(‪ :‬رضيت بال ربا وبك يا أبتاه نبيا وبخخابن‬
‫عمي بعل ووليا‪ - 7 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عخخن هشخخام بخخن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان أمير المؤمنين )عليه السخخلم(‬
‫يحتطخخب ويسخختقي ويكنخخس‪ ،‬وكخخانت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( تطحخخن وتعجخخن‬
‫وتخبز‪ .‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم القزويني‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخخن أبخخي‬
‫عمير مثله‪ - 8 .‬ما‪ :‬الحسخخين‪ ،‬عخخن ابخخن وهبخخان‪ ،‬عخخن علخخي بخخن حخخبيش‪ ،‬عخخن‬
‫العباس بن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صخخفوان‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن أبخخي‬
‫غندر‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن‬

‫]‪[152‬‬

‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال تعالى إلى رسوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قل‬
‫لفاطمة‪ :‬ل تعصي عليا فإنه إن غضخخب غضخخبت لغضخخبه‪ - 9 .‬وفخخى الخخديوان‬
‫المنسوبة أبياتها إلى أمير المؤمنين أنه قخخال فخخي مرضخخه محاطبخخا لفاطمخخة مخخا‬
‫روي عن أبي العلء الحسن العطار‪ ،‬عن الحسن المقري‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫الحافظ‪ ،‬عن علي بن أحمد المقري‪ ،‬عن زيد بن مسخكان‪ ،‬عخن عبيخد الخ ابخن‬
‫محمد البلوي أنه )عليه السلم( أنشد هذه البيات وهو محمخخوم يرثخخي فاطمخخة‬
‫)عليها السلم(‪ :‬وإن حياتي منك يخخا بنخخت أحمخخد * بإظهخخار مخخا أخفيتخخه لشخخديد‬
‫ولكن لمر ال تعنو رقابنا وليخخس علخخى أمخخر إل لخخه جليخخد أتصخخرعني الحمخخى‬
‫لديك وأشتكي إليك ومالي في الرجال نديد أصر على صبر وأقوى على منى‬
‫إذا صبر خوار الرجال بعيد وفي هذه الحمخخى دليخخل بأنهخخا لمخخوت البرايخخا قخخائد‬
‫وبريد بيان‪ :‬وإن حياتي منك أي اشخختدت حيخخاتي بسخخببك حيخخث ل بخخد لخخي مخخن‬
‫إظهار مخا أخفيتخخه مخخن المخخرض‪ ،‬كخخذا خطخخر بالبخخال )‪ (1‬وقيخخل‪ :‬منخخك أي مخخن‬
‫بعدك‪ ،‬وقيل‪ :‬أي حياتي منخخك وبسخخببك وأنخخا شخخديد بإظهخخار مخخا أخفيتخخه‪ ،‬أي ل‬
‫أظهره‪ ،‬ول يخفخخى بعخخدهما‪ ،‬تعنخخو‪ ،‬أي تخضخخع‪ ،‬والجليخخد‪ ،‬الصخخلب‪ ،‬والنديخخد‪:‬‬
‫المثل والنظير‪ ،‬والخوار الضعيف والصخخياح‪ - 10 .‬دعخخوات الراونخخدي‪ :‬عخخن‬
‫سويد بن غفلة قال‪ :‬أصخخابت عليخخا )عليخخه السخخلم( شخخدة فخخأتت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬فخخدقت البخخاب فقخخال‪ :‬أسخخمع حخخس‬
‫حبيبي بالباب يا أم أيمن قومي وانظري ! ففتحخخت لهخخا البخخاب‪ ،‬فخخدخلت‪ ،‬فقخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لقد جئتنخخا فخخي وقخخت مخخا كنخخت تأتينخخا فخخي مثلخخه‪ ،‬فقخخالت‬
‫فاطمة‪ :‬يا رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( مخا طعخام الملئكخة عنخد ربنخا ؟‬
‫فقال‪ :‬التحميد ؟ فقالت‪ :‬ما طعامنا ؟ قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬

‫)‪ (1‬والذى يخطر بالبال أن )حياتي( مصحف )حيائي( فيستقيم معنخخى الشخخعر وسخخياق‬
‫الكلم ولزمه كون الشعار شكوائية في حياتها )عليها السلم( لرثائية في‬
‫وفاتها بل هو الظاهر من سياقها كما ل يخفى‪.‬‬

‫]‪[153‬‬

‫والذي نفسي بيده ما أقتبس في آل محمد شهرا نارا‪ ،‬وأعلمك خمخخس كلمخخات علمنيهخخن‬
‫جبرئيل )عليه السلم( قالت‪ :‬يا رسول ال ما الخمس الكلمات ؟ قال‪) :‬يا رب‬
‫الوليخخن و الخريخخن‪ ،‬يخخا ذا القخخوة المخختين‪ ،‬ويخخا راحخخم المسخخاكين‪ ،‬ويخخا أرحخخم‬
‫الراحمين( ورجعت فلما أبصرها علي )عليه السلم( قال‪ :‬بأبي أنت وأمي ما‬
‫وراءك يخخا فاطمخخة ؟ قخخالت‪ :‬ذهبخخت للخخدنيا وجئت للخخخرة‪ ،‬قخخال علخخي )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬خير أمامك خير أمامك‪ - 11 .‬مصباح النوار‪ :‬عن جعفر بن محمد‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬شكت فاطمخخة إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫عليا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال ل يدع شيئا من رزقخخه إل وزعخخه علخخى المسخخاكين‪،‬‬
‫فقال لها‪ :‬يا فاطمة أتسخطيني في أخخخي وابخخن عمخخي إن سخخخطه سخخخطي وإن‬
‫سخطي سخط ال عز وجل‪ - 12 .‬ما‪ :‬جماعخخة‪ ،‬عخخن أبخخي غخخالب الخخزاراري‪،‬‬
‫عن خاله‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال )‪ (1‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عخخن‬
‫إسماعيل بن سهل الكاتب‪ ،‬عن أبي طالب الغنوي‪ ،‬عن علي بخخن أبخخي حمخخزة‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬حرم ال عز وجل علخخى‬
‫علخخي النسخخاء مخخا دامخخت فاطمخخة حيخخة‪ ،‬قلخخت‪ :‬وكيخخف ؟ قخخال‪ :‬لنهخخا طخخاهرة ل‬
‫تحيض‪ .‬بيان‪ :‬هذا التعليخخل يحتمخخل وجهيخخن‪ :‬الول أن يكخخون المخخراد أنهخخا لمخخا‬
‫كانت ل تحيض حتى يكون له )عليه السلم( عذر فخخي مباشخخرة غيرهخخا‪ ،‬فلخخذا‬
‫حرم ال عليه غيرها رعايخخة لحرمتهخخا‪ .‬الثخخاني أن يكخخون المعنخخى أن جللتهخخا‬
‫منعت من ذلك وعبر عن ذلك ببعض ما يلزمخخه مخخن الصخخفات الخختي اختصخخت‬
‫بها‪ - 13 .‬قب‪ :‬سئل عالم فقيل‪ :‬إن ال تعالى قد أنزل هل أتى في أهخخل الخخبيت‬
‫وليس شئ من نعيم الجنة إل وذكخخر فيخخه إل الحخخور العيخخن‪ ،‬قخخال‪ :‬ذلخخك إجلل‬
‫لفاطمة )عليها السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬يعنى أبا عبد ال محمد بن خالد البرقى‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫سفيان الثوري‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صخخالح فخخي قخخوله‪) :‬وإذا النفخخوس زوجخخت( )‪(1‬‬
‫قال‪ :‬ما من مؤمن يوم القيامة إل إذا قطع الصراط زوجه ال على باب الجنة‬
‫بأربع نسوة من نساء الدنيا‪ ،‬وسبعين ألف حورية من حور الجنة إل علي بخخن‬
‫أبى طالب‪ ،‬فانه زوج البتول فاطمة في الدنيا‪ ،‬وهخخو زوجهخخا فخخي الخخخرة فخخي‬
‫الجنة ليست له زوجة في الجنة غيرها من نسخخاء الخخدنيا‪ ،‬لكخخن لخخه فخخي الجنخخان‬
‫سبعون ألف حورا لكل حور سبعون ألف خادم‪ .‬أقخخول‪ :‬سخخيأتي بعخخض أخبخخار‬
‫هذا الباب في باب غسلها ودفنها )عليها السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬التكوير‪.7 :‬‬

‫]‪[155‬‬
‫‪) - 7‬باب( )ما وقع عليها مخخن الظلخخم وبكائهخخا وحزنهخخا وشخخكايتها( )فخخي مرضخخها إلخخى‬
‫شهادتها وغسلها ودفنها‪ ،‬وبيان( )العلة في إخفاء دفنهخخا صخخلوات ال خ عليهخخا(‬
‫)ولعنخخة ال خ علخخى مخخن ظلمهخخا( ‪ - 1‬ل‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫معروف‪ ،‬عن محمد بن سخهيل البحرانخي يرفعخه إلخى أبخي عبخد الخ الصخادق‬
‫)عليه السلم( قخخال‪ :‬البكخخاؤن خمسخخة‪ :‬آدم‪ ،‬ويعقخخوب‪ ،‬ويوسخخف وفاطمخخة بنخخت‬
‫محمد‪ ،‬وعلي بن الحسين )عليهم السخخلم(‪ ،‬فأمخخا آدم فبكخخى علخخى الجنخخة حخختى‬
‫صار في خديه أمثال الودية‪ ،‬وأمخخا يعقخخوب فبكخخى علخخى يوسخخف حخختى ذهخخب‬
‫بصره وحتى قيل له‪) :‬تال تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من‬
‫الهالكين( )‪ (1‬وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا‬
‫له‪ :‬إما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار وإما أن تبكي بالنهار وتسخخكت بالليخخل‪،‬‬
‫فصالحهم على واحدة منهما‪ ،‬وأما فاطمة فبكت على رسخخول ال خ )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( حتى تأذى بخخه أهخخل المدينخخة فقخخالوا لهخخا‪ :‬قخخد آذيتينخخا بكخخثرة بكخخائك‪،‬‬
‫فكخخانت تخخخرج إلخخى المقخخابر مقخخابر الشخخهداء فتبكخخي حخختى تقضخخي حاجتهخخا ثخخم‬
‫تنصرف‪ ،‬وأما علي بن الحسين فبكى على الحسخخين )عليخخه السخخلم( عشخخرين‬
‫سنة أو أربعين سنة‪ ،‬ما وضع بين يديه طعام إل بكى‪ ،‬حتى قال له مولى لخخه‪:‬‬
‫جعلت فداك يا ابن رسول ال إني أخاف عليخخك أن تكخخون مخخن الهخخالكين قخخال‪:‬‬
‫إنما أشكو بثي وحزني إلى ال وأعلخخم مخخن الخ مخخا ل تعلمخخون‪ ،‬إنخخي لخخم أذكخخر‬
‫مصخخرع بنخخي فاطمخخة إل خنقتنخخي لخخذلك عخخبرة‪ .‬لخخى ‪ -‬الحسخخين بخخن أحمخخد بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن معروف مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬يوسف‪.85 :‬‬

‫]‪[156‬‬

‫‪ - 2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد‬
‫الجبار‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بخخن عثمخخان‪ ،‬عخخن أبخخان بخخن تغلخخب‪ ،‬عخخن‬
‫عكرمة‪ ،‬عن عبد ال بن العباس قال‪ :‬لما حضرت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول ال خ مخخا يبكيخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي‪ ،‬كأني بفاطمخخة بنخختي‬
‫وقد ظلمت بعدي وهي تنادي يا أبتاه‪ ،‬فل يعينها أحد من أمتي‪ ،‬فسخخمعت ذلخخك‬
‫فاطمة )عليها السلم( فبكت‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تبكين‬
‫يا بنية‪ ،‬فقالت‪ :‬لست أبكي لما يصنع بي من بعخخدك‪ ،‬ولكنخخي أبكخخي لفراقخخك يخخا‬
‫رسول ال‪ ،‬فقال لها‪ :‬أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بخخي فإنخخك أول مخخن‬
‫يلحق بي من أهل بيتي‪ - 3 .‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن السناني‪ ،‬عن السخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫البرمكي‪ ،‬عن جعفر بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال بن يحيخخى‪ ،‬عخخن العمخخش‪ ،‬عخخن‬
‫عباية‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬دخلت فاطمة علخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( في مرضه الذي توفي فيه‪ ،‬قال‪ :‬نعيت إلي نفسي‪ ،‬فبكخخت فاطمخخة‪ ،‬فقخخال‬
‫لها‪ :‬ل تبكين فإنك ل تمكثين من بعدي إل إثنين و سبعين يومخخا ونصخخف يخخوم‬
‫حتى تلحقي بي‪ ،‬ول تحلقي بي‪ ،‬حتى تتحفخخي بثمخخار الجنخخة فضخخحكت فاطمخخة‬
‫)عليها السلم(‪ - 4 .‬يج‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن فاطمة مكثت بعد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( خمسخخة وسخخبعين يومخخا‪ ،‬وكخخان دخلهخخا حخخزن‬
‫شديد على أبيهخخا‪ ،‬وكخخان جبرئيخخل يأتيهخخا ويطيخخب نفسخخها ويخبرهخخا عخخن أبيهخخا‬
‫ومكانه في الجنة ويخبرها ما يكون بعدها في ذريتها‪ ،‬وكان علي يكتب ذلخخك‪.‬‬
‫‪ - 5‬قب )‪ :(1‬دخلت أم سلمة على فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فقخخالت لهخخا‪ :‬كيخخف‬
‫أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قالت‪ :‬أصبحت‬
‫بين كمد وكرب‪ ،‬فقد النبي وظلم الوصخخي‪ ،‬هتخك والخ حجخابه‪ ،‬مخن أصخبحت‬
‫إمامته مقبضة ]مقتضبة[ على غير‬

‫)‪ (1‬في المطبوعة شى وهو سهو ل يناسب تفسير العياشي وإنما يوجد في المنخخاقب ج‬
‫‪ 2‬ص ‪.203‬‬

‫]‪[157‬‬

‫ما شرع ال في التنزيل‪ ،‬وسنها النبي )صلى ال عليه وآله( في التأويخخل ولكنهخخا أحقخخاد‬
‫بدرية‪ ،‬وترات أحدية‪ ،‬كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لمكخخان الوشخخاة‪ ،‬فلمخخا‬
‫استهدف المر أرسلت علينخا شخخآبيب الثخار مخن مخيلخخة الشخقاق فيقطخخع وتخخر‬
‫اليمان من قسي صدورها‪ ،‬ولخخبئس ‪ -‬علخخى مخخا وعخخد الخ مخخن حفخخظ الرسخخالة‬
‫وكفالة المؤمنين ‪ -‬أحرزوا عائدتهم غخرور الخدنيا بعخد استنصخار ]انتصخار[‪،‬‬
‫ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب‪ ،‬ومنازل الشهادات‪ .‬أقول‪ :‬كان الخبر في‬
‫المأخوذ منه مصحفا محرفا‪ ،‬ولم أجده في موضع آخرا صخخححه بخخه فخأوردته‬
‫على ما وجدته‪ - 6 .‬من بعض كتب المناقب‪ :‬عن سعد بن عبد ال الهمخخداني‪،‬‬
‫عن سليمان ابن إبراهيم‪ ،‬عن أحمد بخخن موسخخى بخخن مردويخخه‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد بن مروان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سخخعيد بخخن محمخخد الجرمخخي‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن‬
‫ثابت‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حبة‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬غسلت النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( في قميصه‪ ،‬فكخخانت فاطمخخة تقخخول‪ :‬أرنخخي القميخخص فخخإذا شخخمته‬
‫غشي عليها‪ ،‬فلما رأيت ذلك غيبته‪ - 7 .‬يه )‪ :(1‬روي ]أنه[ لما قبخخض النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( امتنع بلل من الذان‪ ،‬قخخال ل أؤذن لحخخد بعخخد رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وإن فاطمة )عليهخخا السخخلم( قخخالت ذات يخخوم‪ ،‬إنخخي‬
‫أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي )صلى ال عليخه وآلخه( بخالذن‪ ،‬فبلخغ ذلخك‬
‫بلل‪ ،‬فأخذ في الذان‪ ،‬فلما قال‪ :‬ال أكبر ال أكبر‪ ،‬ذكرت أباها وأيخخامه‪ ،‬فلخخم‬
‫تتمالك من البكخاء‪ ،‬فلمخا بلخغ إلخى قخوله‪ :‬أشخهد أن محمخدا رسخول الخ شخهقت‬
‫فاطمة )عليها السخخلم( وسخخقطت لوجههخخا وغشخخي عليهخخا‪ ،‬فقخخال النخخاس لبلل‪:‬‬
‫أمسك يا بلل فقد فارقت ابنة رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدنيا‪ ،‬وظنخخوا‬
‫أنها قد ماتت‪ ،‬فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة )عليهخخا السخخلم( وسخخألته أن‬
‫يتم الذان‪ ،‬فلم يفعل‪ ،‬وقال لها‪ :‬يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه‬
‫بنفسك إذا سمعت صوتي بالذان‪ ،‬فأعفته عن ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة ير وهو سهو والحديث يوجد في الفقيه باب الذان‪ .‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[158‬‬

‫‪ - 8‬مع‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمان ابن محمد الحسخخيني‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد‬
‫ال محمد بن زكريا‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الرحمان المهلبي‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا‬
‫عبد ال بن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن أمخخه‬
‫فاطمة بنت الحسين )عليه السلم( قالت‪ :‬لما اشتدت علة فاطمخة بنخخت رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وغلبها‪ ،‬اجتمع عندها نساء المهاجرين والنصخخار‪،‬‬
‫فقلخخن لهخخا‪ :‬يخخا بنخخت رسخخول الخخ‪ :‬كيخخف أصخخبحت عخخن علتخخك ؟ فقخخالت )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬أصبحت وال عائفة لدنياكم‪ ،‬قالية لرجالكم‪ ،‬لفظتهم قبل أن عجمتهخخم‬
‫وشنئتهم بعد أن سبرتهم‪ ،‬فقبحا لفلول الحد‪ ،‬وخخخور القنخخاة‪ ،‬وخطخخل الخخرأي‪ ،‬و‬
‫بئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الخ عليهخم وفخي العخذاب هخم خالخدون‪ ،‬ل‬
‫جرم لقد قلدتهم ربقتها‪ ،‬وشننت عليهم غارها فجخخدعا‪ ،‬وعقخخرا‪ ،‬وسخخحقا للقخخوم‬
‫الظخخالمين‪ .‬ويحهخخم أنخخى زحزحوهخخا عخخن رواسخخي الرسخخالة‪ ،‬وقواعخخد النبخخوة‪،‬‬
‫ومهبط الوحي المين‪ ،‬والطخخبين بخأمر الخخدنيا والخخدين‪ ،‬أل ذلخخك هخخو الخسخخران‬
‫المبين‪ ،‬وما نقموا من أبي الحسن‪ ،‬نقموا وال منه نكيخخر سخخيفه‪ ،‬وشخخدة وطئه‪،‬‬
‫ونكال وقعته‪ ،‬وتنمره في ذات ال عز وجل‪ .‬وال لخخو تكخخافوا عخخن زمخخام نبخخذه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليخه لعتلقخه‪ ،‬ولسخار بهخم سخيرا سخجحا‪ ،‬ل‬
‫يكلم خشاشه‪ ،‬ول يتعتع راكبه‪ ،‬ولوردهم منهل نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه‬
‫ولصدرهم بطانا‪ ،‬قد تحير بهم الري غير متحل منخخه بطخخائل إل بغمخخر المخخاء‬
‫وردعخخة شخخررة السخخاغب‪ ،‬ولفتحخخت عليهخخم بركخخات مخخن السخخماء والرض‪،‬‬
‫وسيأخذهم الخ بمخخا كخخانوا يكسخخبون‪ .‬أل هلخخم فاسخخمع ومخخا عشخخت أراك الخخدهر‬
‫العجب‪ ،‬وإن تعجب فقد أعجبك الحادث إلى أي سخخناد اسخختندوا‪ ،‬وبخخأي عخخروة‬
‫تمسكوا‪ ،‬استبدلوا الذنابى وال بالقوادم والعجز بالكاهل‪ .‬فرغما لمعاطس قوم‬
‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا أل إنهم هم المفسدون ولكن ل يشخخعرون‪ ،‬أفمخخن‬
‫يهخخدي إلخخى الحخخق أحخخق أن يتبخخع أمخخن ل يهخخدي إل أن يهخخدى فمخخا لكخخم كيخخف‬
‫تحكمون‪.‬‬

‫]‪[159‬‬
‫أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريخخث مخخا تنتخخج ثخخم احتلبخخوا طلع القعخخب دمخخا عبيطخخا‪،‬‬
‫وذعافخخا ممقخخرا‪ ،‬هنالخخك يخسخخر المبطلخخون‪ ،‬ويعخخرف التخخالون‪ ،‬غخخب مخخا سخخن‬
‫الولون‪ ،‬ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا‪ ،‬وطأمنوا للفتنة جأشخخا‪ ،‬وأبشخخروا بسخخيف‬
‫صارم‪ ،‬وهرج شامل‪ ،‬واسختبداد مخن الظخالمين يخدع فيئكخخم زهيخخدا‪ ،‬وزرعكخخم‬
‫حصيدا فيا حسرتى لكم‪ ،‬وأنى بكم‪ ،‬وقد عميت ]قلوبكم[ عليكم أن لزمكموهخخا‬
‫وأنتم لها كارهون‪ .‬ثم قال‪ :‬وحدثنا بهذا الحديث ]أبو الحسن[ علي بخخن محمخخد‬
‫بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قال‪ :‬أخبرنا أبو عبد ال جعفخخر بخخن‬
‫محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بخن علخخي بخخن أبخخي طخالب )عليخه‬
‫السلم( قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عيسى بن عبد ال بن‬
‫محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قخخال‪ :‬حخخدثني أبخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬لمخخا حضخخرت‬
‫فاطمة )عليها السلم( الوفاة دعتني فقالت‪ :‬أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ؟ قال‪:‬‬
‫قلخت‪ :‬بلخى انفخذها فأوصخت إليخه وقخالت‪ :‬إذا أنخا مخت فخادفني ليل ول تخوذنن‬
‫رجليخخن ذكرتهمخخا‪ ،‬قخخال‪ :‬فلمخخا اشخختدت علتهخخا اجتمخخع إليهخخا نسخخاء المهخخاجرين‬
‫والنصخخار فقلخخن‪ :‬كيخخف أصخخبحت يخخا بنخخت رسخخول ال خ مخخن علتخخك ؟ فقخخالت‪:‬‬
‫أصبحت وال عائفة لدنياكم‪ ،‬وذكر الحديث نحوه‪ .‬قال الصدوق ‪ -‬رحمخخه ال خ‬
‫‪ :-‬سألت أبا أحمد الحسين بن عبخخد الخ بخخن سخخعيد العسخخكري عخخن معنخخى هخخذا‬
‫الحديث فقال‪ :‬أما قولها صخخلوات الخ عليهخخا‪ :‬عائفخخة إلخخى آخخخر مخخا ذكخخره )‪(1‬‬
‫وسخخنوردها فخخي تضخخاعيف مخخا سخخنذكره فخخي شخخرح الخطبخخة علخخى اختلف‬
‫رواياتها‪ - 9 .‬ج‪ :‬قال سويد بخخن غفلخخة‪ :‬لمخخا مرضخخت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫المرضة التي توفيت فيها اجتمخخع إليهخخا نسخخاء المهخخاجرين والنصخخار يعخخدنها‪،‬‬
‫فقلن لها‪ :‬كيف أصبحت من علتك يا ابنة رسخخول ال خ ؟ فحمخخدت ال خ وصخخلت‬
‫على أبيها )صلى ال عليه وآله( ثم قالت‪ .‬أصبحت وال عائفة لدنياكن‪ ،‬قاليخخة‬
‫لرجالكن‪ ،‬لفظتهم بعد أن عجمتهم‬

‫)‪ (1‬راجع معاني الخبار ص ‪ ،356‬ط مكتبة الصدوق‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫وشنأتهم بعد أن سبرتهم‪ ،‬فقبحا لفلول الحد واللعب بعخخد الجخخد‪ ،‬وقخخرع الصخخفاة وصخخدع‬
‫القناة‪ ،‬وخطل الراء‪ ،‬وزلل الهواء‪ ،‬وبئس ما قخخدمت لهخخم أنفسخخهم أن سخخخط‬
‫ال عليهم وفخخي العخخذاب هخخم خالخخدون‪ ،‬ل جخخرم لقخخد قلخخدتهم ربقتهخخا‪ ،‬وحملتهخخم‬
‫أوقتها‪ ،‬وشننت عليهم غارها‪ ،‬فجدعا‪ ،‬وعقرا‪ ،‬وبعدا للقوم الظخخالمين‪ .‬ويحهخخم‬
‫أنى زغرعوها عن رواسي الرسالة‪ ،‬وقواعد النبوة والدللة‪ ،‬ومهبخخط الخخروح‬
‫المين‪ ،‬والطبين بأمور الدنيا والدين‪ ،‬أل ذلك هو الخسران المبين‪ .‬وما الخخذي‬
‫نقموا من أبي الحسن‪ ،‬نقموا منه وال نكير سيفه‪ ،‬وقلة مبخخالته بحتفخخه‪ ،‬وشخخدة‬
‫وطخأته‪ ،‬ونكخال وقعتخه‪ ،‬وتنمخره فخي ذات الخ‪ .‬وتخال لخو مخالوا عخن المحجخة‬
‫اللئحة‪ ،‬وزالوا عخخن قبخخول الحجخخة الواضخخحة لردهخخم إليهخخا‪ ،‬وحملهخخم عليهخخا‪،‬‬
‫ولسار بهم سيرا سخخجحا ل يكلخخم خشاشخخه‪ ،‬ول يكخخل سخخائره‪ ،‬ول يمخخل راكبخخه‪،‬‬
‫ولوردهخخم منهل نميخخرا صخخافيا رويخخا تطفخخح ضخخفتاه‪ ،‬ول يخخترنق جانبخخاه‬
‫ولصدرهم بطانا‪ ،‬ونصح لهم سرا وإعلنا‪ ،‬ولم يكن يحلي من الغنى بطائل‪،‬‬
‫ول يحظي من الدنيا بنائل‪ ،‬غير ري الناهل‪ ،‬وشبعة الكافل‪ ،‬ولبان لهم الزاهد‬
‫من الراغب‪ ،‬والصادق من الكاذب‪ ،‬ولو أن أهل القخخرى آمنخخوا واتقخخوا لفتحنخخا‬
‫عليهم بركات من السماء والرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كخخانوا يكسخخبون‪،‬‬
‫والذين ظلموا من هؤلء سيصيبهم سيئات ما كسخخبوا ومخخا هخخم بمعجزيخخن‪ ،‬أل‬
‫هلم فاستمع ومخخا عشخخت أراك الخخدهر عجبخخا وإن تعجخخب فعجخخب قخخولهم‪ ،‬ليخخت‬
‫شعري إلى أي سناد استندوا وعلى أي عماد اعتمدوا‪ ،‬وبأية عخخروة تمسخخكوا‪.‬‬
‫وعلخخى أيخخه ذريخخة أقخخدموا واحتنكخخوا لخخبئس المخخولى ولخخبئس العشخخير‪ ،‬وبئس‬
‫للظخخالمين بخخدل‪ ،‬اسخختبدلوا والخ الخخذنابى بخخالقوادم‪ ،‬و العجخخز بالكاهخخل‪ ،‬فرغمخخا‬
‫لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صخخنعا أل إنهخخم هخخم المفسخخدون ولكخخن ل‬
‫يشعرون‪ ،‬ويحهم أفمن يهخخدي إلخخى الحخخق أحخخق أن يتبخخع أمخخن ل يهخخدي إل أن‬
‫يهدى فما لكم كيف تحكمون‪ .‬أما لعمخخري لقخخد لقحخخت فنظخخرة ريثمخخا تنتخخج‪ ،‬ثخخم‬
‫احتلبوا ملء القعب دما عبيطا وذعافا مبيدا‪ ،‬هنالك يخسر المبطلون‪ ،‬ويعرف‬
‫التالون‪ ،‬غب ما أسس الولون‬

‫]‪[161‬‬

‫ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا‪ ،‬واطمئنوا للفتنة جأشا‪ ،‬وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد‬
‫غاشم‪ ،‬وبهرج شخخامل‪ ،‬واسخختبداد مخخن الظخخالمين‪ ،‬يخخدع فيئكخخم زهيخخدا وجمعكخخم‬
‫حصيدا‪ ،‬فيا حسرة لكم‪ ،‬وأنى بكم‪ ،‬وقد عميخت عليكخم أنلزمكموهخا وأنتخم لهخا‬
‫كاركون‪ .‬قال سخخويد بخخن غفلخخة‪ :‬فأعخخادت النسخخاء قولهخخا )عليهخخا السخخلم( علخخى‬
‫رجالهن فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والنصار معتذرين‪ ،‬وقالوا‪ :‬يخخا‬
‫سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنخا هخخذا المخر مخن قبخخل أن نخخبرم العهخخد‪،‬‬
‫ونحكم العقد‪ ،‬لما عدلنا إلى غيره فقالت )عليها السلم(‪ :‬إليكم عنخخي فل عخخذر‬
‫بعد تعذيركم‪ ،‬ول أمر بعخد تقصخخيركم‪ - 10 .‬مخا‪ :‬الحفخار‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخن‬
‫علي الدعبلي‪ ،‬عن أحمد بن علي الخزاز‪ ،‬عخخن أبخخي سخخهل الخخدقاق‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫الرزاق‪ ،‬وقال الدعبلي‪ :‬وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري‪ ،‬عن عبد الرزاق‪،‬‬
‫عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسخخعود‪ ،‬عخخن‬
‫ابن عبخاس قخال‪ :‬دخلخن نسخوة مخن المهخاجرين والنصخار علخى فاطمخة بنخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يعدنها في علتها‪ ،‬فقلن‪ :‬السلم عليك يا بنخخت‬
‫رسول ال ‪) -‬صلى ال عليه وآله( ‪ -‬كيف أصبحت ؟ فقخخالت‪ :‬أصخخبحت وال خ‬
‫عائفخخة لخخدنياكن‪ ،‬قاليخخة لرجخخالكن‪ ،‬لفظتهخخم بعخخد إذ عجمتهخخم وسخخئمتهم بعخخد أن‬
‫سبرتهم‪ ،‬فقبحا لفون الرأي‪ ،‬وخطل القول‪ ،‬وخور القناة‪ ،‬و لخخبئس مخخا قخخدمت‬
‫لهم أنفسهم أن سخط ال عليهم وفخخي العخخذاب هخخم خالخخدون‪ ،‬ل جخخرم والخ لقخخد‬
‫قلدتهم ربقتها‪ ،‬وشننت عليهم غارها‪ ،‬فجدعا ورغما للقخخوم الظخخالمين‪ .‬ويحهخخم‬
‫أنى زحزحوها عن أبي الحسن‪ ،‬مخخا نقمخخوا والخ منخخه إل نكيخخر سخخيفه و نكخخال‬
‫وقعه‪ ،‬وتنمره في ذات ال‪ ،‬وتال لو تكافوا عليه عن زمخخام نبخخذه إليخخه رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( لعتلقخه‪ ،‬ثخم لسخار بهخم سخيرة سخجحا‪ ،‬فخإنه قواعخد‬
‫الرسالة‪ ،‬ورواسي النبوة‪ ،‬ومهبط الروح المين‪ ،‬والطبين بأمر الخدين والخخدنيا‬
‫والخخخرة أل ذلخخك هخخو الخسخخران المخخبين‪ .‬وال خ ل يكتلخخم خشاشخخه‪ ،‬ول يتعتخخع‬
‫راكبه‪ ،‬ولوردهم منهل رويا فضفاضا‬

‫]‪[162‬‬

‫تطفح ضفته‪ ،‬ولصدرهم بطانا قد خثر بهم الري غير متحخل بطخخائل إل تغمخر الناهخل‬
‫ودرع سورة سغب‪ ،‬ولفتحت عليهم بركات من السماء والرض‪ ،‬وسخخيأخذهم‬
‫ال بما كانوا يكسبون‪ .‬فهلم فاسمع فما عشت أراك الدهر عجبخخا‪ ،‬وإن تعجخخب‬
‫بعد الحخخادث فمخخا بخخالهم ؟ بخخأي سخخند اسخختندوا‪ ،‬أم بأيخخة عخخروة تمسخخكوا‪ ،‬لخخبئس‬
‫المخخولى ولخخبئس العشخخير‪ ،‬وبئس للظخخالمين بخخدل‪ .‬اسخختبدلوا الخخذنابى بخخالقوادم‪،‬‬
‫والحرون بالقاحم‪ ،‬والعجز بالكاهل‪ ،‬فتعسا لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‬
‫أل إنهم هم المفسدون ولكن ل يشعرون‪ ،‬أفمن يهدي إلى الحق أحخخق أن يتبخخع‬
‫أن ل يهدي إل أن يهدي فما لكم كيف تحكمون‪ .‬لقحت فنظرة ريث مخخا تنتخخج‪،‬‬
‫ثم احتلبوا طلع القعب دما عبيطا‪ ،‬وذعافا ممضخخا هنالخخك يخسخخر المبطلخخون‪،‬‬
‫ويعرف التالون غب ما أسكن الولون‪ ،‬ثم طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنهخخا‪،‬‬
‫ثم اطمئنوا للفتنة جأشا‪ ،‬وأبشروا بسيف صارم‪ ،‬وهرج دائم شامل‪ ،‬واسخختبداد‬
‫من الظالمين‪ ،‬فزرع فيئكخخم زهيخخدا‪ ،‬وجمعكخخم حصخخيدا‪ ،‬فيخخا حسخخرة لهخخم‪ ،‬وقخخد‬
‫عميخخت عليهخخم النبخخاء أنلزمكموهخخا وأنتخخم لهخخا كخخارهون‪ .‬بيخخان‪ :‬أقخخول‪ :‬روى‬
‫صاحب كشف الغمة الروايتين اللتين أوردهمخخا الصخخدوق عخخن كتخخاب السخخقيفة‬
‫بحذف السناد‪ ،‬ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهخخج البلغخخة عخخن أحمخخد بخخن‬
‫عبد العزيز الجوهري‪ ،‬عن محمد بن زكريا‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمان إلى‬
‫آخر ما أورده الصدوق وإنما أوردتها مكررة للختلف الكثير بيخن رواياتهخا‬
‫وشدة العتناء بشأنها‪ ،‬ولنشرحها لحتياج جخخل فقراتهخخا إلخخى الشخخرح والبيخخان‬
‫زيادة على ما أورده الصدوق وال المستعان‪ .‬قولها )عليها السلم(‪) :‬عائفخخة(‬
‫أي كارهة‪ ،‬يقخخال‪ :‬عخخاف الرجخخل الطعخخام يعخخافيه عيافخخا إذا كخخره‪ ،‬و )القاليخخة(‪:‬‬
‫المبغضة قال تعالى‪) :‬ما ودعك ربك وما قلى( )‪ (1‬ولفظت الشخخئ مخخن فمخخي‪:‬‬
‫أي رميته وطرحته‪ ،‬و )العجم(‪ :‬العض تقول‪ :‬عجمت العود أعجمه‬

‫)‪ (1‬الضحى‪(*) .3 :‬‬

‫]‪[163‬‬
‫بالضم إذا عضضته )وشنأه( كمنعه وسمعه‪ :‬أبغضه‪ ،‬وسبرتهم أي اختبرتهم‪ ،‬فعلى ما‬
‫فخخي أكخخثر الروايخخات المعنخخى‪ :‬طرحتهخخم وأبغضخختهم بعخخد امتحخخانهم ومشخخاهدة‬
‫سيرتهم وأطوارهم وعلخخى روايخخة الصخخدوق المعنخخى‪ :‬أنخخي كنخخت عالمخخة بقبخخح‬
‫سيرتهم وسوء سريرتهم فطرحتهم‪ ،‬ثم لمخخا اختخخبرتهم شخخنئتهم وأبغضخختهم أي‬
‫تأكخخد إنكخخاري بعخخد الختبخخار‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون الول إشخخارة إلخخى شخخناعة‬
‫أطخخوارهم الظخخاهرة‪ ،‬والثخخاني إلخخى خبخخث سخخرائرهم الباطنخخة‪ .‬قولهخخا )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬فقبحا لفلول الحد إلى قولها‪ :‬خالدون‪ ،‬قبحا بالضم مصدر حذف فعله‬
‫إما من قولهم‪ :‬قبحه ال قبحا‪ ،‬أو من قبخح بالضخم قباحخة‪ ،‬فحخرف الجخر علخى‬
‫الول داخل على المفعول‪ ،‬وعلى الثاني على الفاعل )والفلول( بالضخخم جمخخع‬
‫فل بالفتح‪ ،‬وهو الثلمة والكسر في حد السيف‪ ،‬وحكخخى الخليخخل فخخي العيخخن أنخخه‬
‫يكون مصدرا ولعله أنسب بالمقخخام‪ ،‬وحخخد الشخخئ شخخباته‪ ،‬وحخخد الرجخخل بأسخخه‪،‬‬
‫)والخخخور( بالفتخخح والتحريخخك‪ :‬الضخخعف‪ ،‬و )القنخخاة(‪ :‬الرمخخح و )الخطخخل(‪:‬‬
‫بالتحريك المنطق الفاسد المضطرب‪ ،‬وخطل الرأي فساده واضطرابه‪ .‬قولها‬
‫)عليها السلم(‪) :‬اللعب بعد الجخد( أي أخخذتم دينكخم بخاللعب والباطخل بعخد أن‬
‫كنتخخم مجخخدين فيخخه آخخخذين بالحجخخة‪ .‬قولهخخا )عليهخخا السخخلم(‪ :‬وقخخرع الصخخفاة‬
‫)الصفاة( الحجر الملخخس أي جعلتخخم أنفسخخكم مقرعخخا لخصخخامكم حختى قرعخخوا‬
‫صفاتكم أيضا قال الجزري في حديث معاوية‪ :‬يضرب صفاتها بمعوله‪ ،‬وهو‬
‫تمثيل أي اجتهد عليه وبالغ في امتحانه واختباره‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬ل يقرع لهم‬
‫صفاة‪ ،‬أي ل ينالهم أحد بسوء‪ ،‬انتهى‪ .‬أقول‪ :‬ل يبعد أن يكون كناية عن عخخدم‬
‫تأثير حيلتهم بعد ذلك‪ ،‬وفلول حدهم‪ ،‬كما أن من يضرب السيف على الصخخفاة‬
‫ل يخخؤثر فيهخخا ويفخخل السخخيف‪ .‬وصخخدع القنخخاة‪ :‬شخخقها‪ ،‬والسخخأمة‪ :‬الملل‪ ،‬وقخخال‬
‫الجزري‪ :‬في حديث علي‪ :‬إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلخخى أفخخن‪ .‬الفخخن‬
‫النقص‪ ،‬ورجل أفن ومأفون أي ناقص العقل وقوله تعالى‪) :‬أن سخط ال( هو‬
‫المخصوص بالذم‪ ،‬أو علة الذم‪ ،‬والمخصوص محذوف أي لخخبئس شخخيئا ذلخخك‬
‫لن كسبهم السخط والخلود‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫قولها )عليها السلم(‪ :‬ل جرم لقد قلدتهم ربقتها‪ ،‬ل جرم كلمة تخخورد لتحقيخخق الشخخئ‪ ،‬و‬
‫الربقة في الصل عروة في حبل تجعخخل فخخي عنخخق البهيمخخة أو يخخدها تمسخخكها‪،‬‬
‫ويقال للحبل الذي تكون فيه الربقة ربق وتجمع علخخى ربخخق وربخخاق وأربخخاق‪،‬‬
‫والضمير في ربقتها راجع إلى الخلفة المدلول عليها بالمقخخام‪ ،‬أو إلخخى فخخدك‪،‬‬
‫أو حقوق أهل البيت )عليهم السلم( أي جعلت إثمها لزمة لرقابهم كخخالقلئد‪.‬‬
‫قولها‪ :‬وشننت عليهم غارها‪ ،‬الشن‪ :‬رشن الماء رشا متفرقا‪ ،‬والسن بالمهملخخة‬
‫الصب المتصل ومنه قخخولهم‪ :‬شخخبت عليهخخم الغخخارة إذا فرقخخت عليهخخم مخخن كخخل‬
‫وجه‪ .‬قولها‪ :‬وحملتهم أوقتها قال الجخخوهري‪ :‬الوق‪ :‬الثقخخل يقخخال‪ :‬ألقخخى عليخخه‬
‫أوقه‪ ،‬وقد أوقته تأويقا أي حملتخخه المشخخقة والمكخخروه‪ .‬قولهخخا )عليهخخا السخخلم(‪:‬‬
‫فجدعا وعقرا‪) ،‬الجدع( قطع النف أو الذن أو الشفة‪ ،‬وهخخو بخخالنف أخخخص‬
‫ويكخخون بمعنخخى الحبخخس‪ ،‬و )العقخخر( بالفتخخح الجخخرح ويقخخال فخخي الخخدعاء علخخى‬
‫النسان‪ :‬عقرا له وحلقا‪ ،‬أي عقر ال جسده وأصابه بوجع في حلقخخه‪ ،‬وأصخخل‬
‫العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف‪ ،‬ثم اتسع فيخخه فاسخختعمل فخخي القتخخل‬
‫والهلك‪ ،‬و هذه المصادر يجب حذف الفعل منها‪ ،‬و )السحق( بالضم‪ :‬البعخخد‪.‬‬
‫قولها )عليها السلم(‪ :‬ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ويخخح كلمخخة‬
‫تسخختعمل فخخي الخخترحم والتوجخخع والتعجخخب‪ ،‬والزحزحخخة‪ :‬التنحيخخة‪ :‬والتبعيخخد‪،‬‬
‫والزعزعخخة‪ :‬التحريخخك والرواسخخي مخخن الجبخخال‪ :‬الثخخوابت الرواسخخخ‪ ،‬وقواعخخد‬
‫البيت‪ :‬أساسه‪ .‬قولها )عليهخخا السخخلم(‪ :‬والطخخبين‪ ،‬هخخو بالطخخاء المهملخخة والبخخاء‬
‫الموحدة الفطن الحاذق‪ .‬قولها )عليها السلم(‪ :‬ومخخا نقمخخوا مخخن أبخخي الحسخخن ‪-‬‬
‫إلى قولها ‪ -‬في ذات ال‪ ،‬وفي كشف الغمة وما الذي نقموا مخخن أبخخي الحسخخن‪،‬‬
‫يقال‪ :‬نقمت على الرجخخل كضخخربت‪ ،‬وقخخال الكسخخائي‪ :‬كعلمخخت لغخخة أي عتبخخت‬
‫عليه وكرهت شيئا منه‪ ،‬والتنكير‪ :‬النكار والتنكخر‪ :‬التغيخر عخن حخال يسخرك‬
‫إلى حال تكرهها‪ ،‬والسم النكير‪ ،‬وما هنا يحتمل المعنييخخن والول أظهخخر أي‬
‫إنكار سيفه فخإنه )عليخه السخلم( كخان ل يسخل سخخيفه إل لتغييخر المنكخرات‪ ،‬و‬
‫)الوطأة(‪ :‬الخذة الشديدة والضغطة‪ ،‬وأصل الوطئ‪ :‬الدوس بالقدم‬

‫]‪[165‬‬

‫ويطلق على الغزو والقتل لن من يطأ الشئ برجليه فقد استقصى في هلكه وإهخخانته‪،‬‬
‫و )النكال(‪ :‬العقوبة التي تنكخخل النخخاس‪ ،‬و )الوقعخخة(‪ :‬صخخدمة الحخخرب‪ ،‬وتنمخخر‬
‫فلن أي تغيخخر وتنكخخر وأوعخخد‪ ،‬لن النمخخر ل تلقخخاه أبخخدا إل متنكخخرا غضخخبان‪.‬‬
‫قولها‪ :‬فخخي ذات الخخ‪ ،‬قخخال الطيخخبي‪ :‬ذات الشخخئ‪ :‬نفسخخه وحقيقتخخه‪ ،‬والمخخراد مخخا‬
‫أضيف إليه‪ ،‬وقال الطبرسي في قخخوله تعخخالى‪) :‬وأصخخلحوا ذات بينكخخم( كنايخخة‬
‫عن المنازعة والخصومة‪ ،‬والذات‪ :‬هي الخلقة والبنيخخة‪ ،‬يقخخال‪ :‬فلن فخخي ذاتخخه‬
‫صالح أي في خلقته وبنيته‪ ،‬يعني أصلحوا نفس كخخل شخخئ بينكخخم‪ ،‬أو أصخخلحوا‬
‫حال كل نفس بينكم‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه وأصلحوا حقيقة وصلكم وكذلك معنى اللهخخم‬
‫أصلح ذات البين أي أصلح الحال التي بهخخا يجتمخخع المسخخلمون انتهخخى‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫فالمراد بقولها‪ :‬فخخي ذات الخخ‪ ،‬أي فخخي الخ ولخ بنخخاء علخخى أن المخخراد بالخخذات‬
‫الحقيقة‪ ،‬أو في المور والحوال التي تتعلق بال من دينه وشرعه وغير ذلك‬
‫كقوله تعالى‪) :‬إنه عليم بذات الصخخدور( أي المضخخمرات الخختي فخخي الصخخدور‪.‬‬
‫قولها )عليها السلم(‪ :‬وتال لخخو مخخالوا‪ ،‬أي بعخخد أن مكنخخوه فخخي الخلفخة قولهخخا‬
‫)عليها السلم( وتال لو تكخخافوا ‪ -‬إلخخى قولهخخا ‪ -‬بمخخا كخخانوا يكسخخبون‪ ،‬التكخخاف‪،‬‬
‫تفاعل من الكف وهو الدفع والصرف‪ ،‬والزمام ككتاب الخيط الخخذي يشخخد فخخي‬
‫البرة أو الخشاش ثم يشد في طرفه المقود‪ ،‬وقد يسخخمى المقخخود زمامخخا‪ ،‬ونبخخذه‬
‫أي طرحه‪ ،‬وفي الصحاح اعتلقه أي أحبه‪ ،‬ولعله هنا بمعنى تعلق بخخه وإن لخخم‬
‫أجد فيما عنخدنا مخن كتخخب اللغخخة‪ .‬والسخخجح‪ ،‬بضخخمتين‪ :‬الليخن السخخهل‪ ،‬والكلخم‪:‬‬
‫الجرح‪ ،‬والخشاش بكسر الخاء المعجمة‪ :‬ما يجعل في أنف البعير من خشخخب‬
‫ويشد به الزمام ليكون أسرع لنقيخخاده وتعتعخخت الرجخخل أي أقلقتخخه وأزعجتخخه‪.‬‬
‫والمنهل‪ :‬المورد وهو عين ماء ترده البل في المراعي وتسمى المنازل التي‬
‫في المفاوز على طرق السفار‪ :‬مناهل‪ .‬لن فيها مخخاء قخخاله الجخخوهري‪ ،‬وقخخال‪:‬‬
‫ماء نمير أي ناجع عذبا كان أو غيره‪ ،‬وقخخال الصخخدوق نقل عخخن الحسخخين بخخن‬
‫عبد ال بن ‪-‬‬

‫]‪[166‬‬

‫سعيد العسكري‪ :‬النمير الماء النامي في الجسد )‪ ،(1‬وقال الجخخوهري‪ :‬الخخروي سخخحابة‬
‫عظيمة القطر شديدة الوقع ويقال‪ :‬شربت شخربا رويخا‪ ،‬والفضخفاض‪ :‬الواسخع‬
‫يقال‪ :‬ثخخوب فضخخفاض‪ ،‬وعيخخش فضخخفاض‪ ،‬ودرع فضفاضخخة‪ ،‬وضخخعتا النهخخر‬
‫بالكسر وقيل‪ :‬وبالفتح‪ :‬أيضا‪ :‬جانباه‪ ،‬وتطفح‪ ،‬أي تمتلئ حتى تفيخخض‪ .‬ورنخخق‬
‫الماء كفرح ونصر وترنخخق‪ :‬كخخدر‪ ،‬وصخخار المخخاء رونقخخة‪ :‬غلخخب الطيخخن علخخى‬
‫المخخاء‪ ،‬والخخترنوق‪ :‬الطيخخن الخخذي فخخي النهخخار والمسخخيل‪ ،‬فالظخخاهر أن المخخراد‬
‫بقولها‪ :‬ول يترنق جانباه‪ ،‬أنه ل ينقص الماء حتى يظهخخر الطيخخن والحمخخأ مخخن‬
‫جانبي النهر ويتكدر الماء بذلك‪ ،‬وبطن كعلم‪ :‬عظخخم بطنخخه مخخن الشخخبع‪ ،‬ومنخخه‬
‫الحديث‪ :‬تغخخدو خماصخخا وتخخروح بطانخخا‪ ،‬والمخخراد عظخخم بطنهخخم مخخن الشخخرب‪.‬‬
‫وتحيخخر المخخاء‪ ،‬أي اجتمخخع ودار كخخالمتحير يرجخخع أقصخخاه إلخخى أدنخخاه‪ ،‬ويقخخال‪:‬‬
‫تحيرت الرض بالمخخاء‪ ،‬إذا امتلت‪ ،‬ولعخخل البخخاء بمعنخخى فخخي أي تحيخخر فيهخخم‬
‫الري أو للتعدية أي صاروا حيارى لكثرة الري‪ ،‬والري بالكسر والفتخخح ضخخد‬
‫العطش‪ .‬وفي رواية الشيخ‪ :‬قد خثر‪ ،‬بالخاء المعجمة والثاء المثلثة أي أثقلهخخم‬
‫من قولك‪ :‬أصبح فلن خاثر النفخس‪ ،‬أي ثقيخل النفخس غيخر طيخب ول نشخيط‪،‬‬
‫وحلي منه بخير كرضي أي أصاب خيرا‪ ،‬وقال الجخخوهري‪ :‬قخخولهم‪ :‬لخخم يحخخل‬
‫منها بطائل أي لم يستفد منها كثير فائدة‪ ،‬والتحلي‪ :‬التزين‪ ،‬والطخخائل‪ :‬الغنخخاء‪،‬‬
‫والمزية‪ ،‬والسخخعة والفضخخل‪ ،‬والتغمخر‪ ،‬هخو الشخرب دون الخخري‪ ،‬مخأخوذ مخخن‬
‫الغمخخر بضخخم الغيخخن المعجمخخة وفتخخح الميخخم وهخخو القخخدح الصخخغير‪ .‬والناهخخل‪:‬‬
‫العطشخخان والريخخان‪ ،‬والمخخراد هنخخا الول‪ ،‬والخخردع‪ :‬الكخخف والخخدفع والردعخخة‪:‬‬
‫الدفعة منه‪ ،‬وفي جميع الروايات سوى معاني الخبار‪ :‬سورة الساغب وفيخخه‪:‬‬
‫شررة الساغب‪ ،‬ولعله من تصحيف النساخ‪ ،‬والشرر‪ :‬مخا يتطخخاير مخن النخار‪،‬‬
‫ول‬

‫)‪ (1‬وفى معاني الخبار ‪ -‬ط مكتبة الصدوق ‪ -‬ص ‪ - 357‬و )النميخخر(‪ :‬المخخاء النخخامى‬
‫في الحشد‪ .‬وقال في ذيله بأنه الصواب فإن الحشخخد مخخن العيخخن مخخا ل ينقطخخع‬
‫ماؤها‪.‬‬
‫]‪[167‬‬

‫يبعخخد أن يكخخون مخخن الشخخرة بمعنخخى الحخخرص‪ .‬وسخخورة الشخخئ بالفتخخح‪ :‬حخخدته وشخخدته‪،‬‬
‫والسغب‪ :‬الجوع‪ .‬وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬الحظخخوة بالضخخم والكسخخر‪ ،‬والحظخخة‬
‫كعدة‪ :‬المكانة والحظ من الرزق‪ ،‬وحظي كل واحد من الزوجين عند صاحبه‬
‫كرضي‪ ،‬والنائل‪ :‬العطية‪ ،‬ولعل فيه شبه القلب‪ .‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬الكافخخل‪:‬‬
‫العائل‪ ،‬والذي ل يأكخخل أو يصخخل الصخخيام والضخخامن انتهخخى‪ .‬أقخخول‪ :‬يمكخخن أن‬
‫يكون هنا بكل من المعنيين الولين ويحتمل أن يكون بمعنى كافل اليتيم‪ ،‬فإنه‬
‫ل يحخل لخه الكخل إل بقخدر البلغخة‪ ،‬وحاصخل المعنخى أنخه لخو منخع كخل منهخم‬
‫الخرين عن الزمام الذي نبذه رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( وهخخو تخخولي‬
‫أمر المة‪ ،‬لتعلق به أمير المؤمنين )عليه السلم( أو أخذه محبا له ولسلك بهم‬
‫طريق الحق من غير أن يترك شيئا من أوامر ال أو يتعدى حدا من حخخدوده‪،‬‬
‫ومخخن غيخخر أن يشخخق علخخى المخخة‪ ،‬ويكلفهخخم فخخوق طخخاقتهم ووسخخعهم‪ ،‬ولفخخازوا‬
‫بالعيش الرغيد في الدنيا والخرة ولم يكن ينتفخع مخن دنيخاهم ومخا يتخولى مخن‬
‫أمرهم إل بقدر البلغة وسد الخلة‪ .‬قولها )عليها السخلم(‪ :‬أل هلخم فاسخمع‪ ،‬فخي‬
‫رواية ابن أبي الحديد‪ :‬أل هلمن فاسمعن وما عشتن أراكن الدهر عجبخخا‪ ،‬إلخخى‬
‫أي لجإ لجأوا واسختندوا وبخأي عخروة تمسخكوا لخبئس المخولى ولخبئس العشخير‬
‫ولبئس للظالمين بدل ‪ -‬قال الجوهري‪ :‬هلم يا رجخخل بفتخخح الميخخم بمعنخخى تعخخال‬
‫يسخختوي فيخخه الواحخخد والجمخخع والتخخأنيث‪ ،‬فخخي لغخخة أهخخل الحجخخاز وأهخخل نجخخد‬
‫يصرفونها فيقولون للثنين‪ :‬هلما‪ ،‬وللجمع‪ :‬هلموا‪ ،‬وللمرأة‪ :‬هلمي‪ ،‬وللنسخخاء‪:‬‬
‫هلممن والول أفصح‪ ،‬وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلخخت‪ :‬هلمخخن يخخا رجخخل‪،‬‬
‫وللمرأة هلمن بكسر الميم وفي التثنية هلمان للمؤنث والمذكر جميعا‪ ،‬وهلمخخن‬
‫يخا رجخال بضخم الميخم‪ ،‬وهلممنخان يخا نسخوة انتهخى‪ ،‬وعلخى الروايخات الخخر‬
‫الخطاب عام‪ .‬قولها‪ :‬وما عشتن‪ :‬أي أراكن الدهر شيئا عجبا ل يذهب عجبخخه‬
‫وغرابته‬

‫]‪[168‬‬

‫مدة حياتكن‪ ،‬أو يتجدد لكن كل يوم أمر عجيب متفرع على هذا الحادث الغريب‪ .‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬شعرت بالشئ أشخخعر بخخه شخخعرا أي فطنخخت لخخه ومنخخه قخخولهم‪ :‬ليخخت‬
‫شعري‪ ،‬أي ليتني علمت‪ ،‬واللجخأ محركخخة‪ :‬الملذ والمعقخخل كالملجخخأ‪ ،‬ولجخأت‬
‫إلخخى فلن إذا اسخختندت إليخخه واعتضخخدت بخخه‪ ،‬والسخخناد‪ :‬مخخا يسخختند إليخخه‪ .‬وقخخال‬
‫الجوهري‪ :‬احتنك الجراد الرض أكل ما عليها وأتى على نبتها وقوله تعخخالى‬
‫حاكيا عن إبليس )لحتنكخخن ذريتخخه( )‪ (1‬قخال الفخخراء يريخخد لسخختولين عليهخخم‪،‬‬
‫والمراد بالذريخة ذريخة الرسخول )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ .‬والمخولى‪ :‬الناصخر‬
‫والمحب‪ ،‬والعشير‪ :‬الصاحب المخالط المعاشخخر‪ ،‬ولخخبئس للظخخالمين بخخدل‪ ،‬أي‬
‫بئس البدل من اختاروه على إمام العدل وهو أمير المخخؤمنين )عليخخه السخخلم(‪.‬‬
‫قولها )عليها السلم(‪ :‬استبدلوا ‪ -‬إلى قولها ‪ :-‬كيف تحكمون‪ ،‬الخخذنابى بالضخخم‬
‫ذنب الطائر ومنبت الذنب والذنابى في الطائر أكثر استعمال من الذنب وفخخي‬
‫الفرس والبعير ونحوهما الخذنب أكخثر‪ ،‬وفخي جنخاح الطخائر أربخع ذنخابى بعخد‬
‫الخوافي وهي ما دون الريشات العشر من مقخخدم الجنخخاح الخختي تسخخمى قخخوادم‪،‬‬
‫والذنابي من الناس‪ :‬السفلة والتباع‪ .‬والحرون‪ :‬فخخرس ل ينقخخاد‪ ،‬وإذا اشخختدت‬
‫به الجري وقف‪ ،‬وقحم في المر قحومخخا‪ :‬رمخخى بنفسخخه فيخخه مخخن غيخخر رويخخة‪،‬‬
‫استعير الول للجبان والجاهل‪ ،‬والثاني للشجاع والعخخالم بخخالمور الخخذي يخخأتي‬
‫بها من غير احتياج إلى تخرو وتفكخر‪ ،‬والعجخز كالعضخد مخؤخر الشخئ يخؤنث‬
‫ويذكر‪ ،‬وهو للرجل والمرأة جميعا‪ ،‬والكاهل‪ :‬الحارك‪ .‬وهو ما بين الكتفيخخن‪،‬‬
‫وكاهل القوم عمدتهم في المهمخات وعخدتهم للشخدائد والملمخات ورغمخا مثلثخة‬
‫مصخخدر رغخخم أنفخخه أي لصخخق بالرغخخام بالفتخخح وهخخو الخختراب‪ ،‬ورغخخم النخخف‬
‫يستعمل في الذل والعجز عن النتصار والنقياد على كره‪ ،‬والمعاطس جمخخع‬
‫معطخخس بالكسخخر والفتخخح وهخخو النخخف وقخخرئ فخخي اليخخة )يهخخدي( بفتخخح الهخخاء‬
‫وكسرها وتشديد‬

‫)‪ (1‬السراء‪.64 :‬‬

‫]‪[169‬‬

‫الدال فأصله يهتدي‪ ،‬وبتخفيف الدال وسكون الهاء‪ .‬قولهخخا )عليهخخا السخخلم(‪ :‬أمخخا لعمخخر‬
‫إلهك‪ ،‬إلى آخر الخبر‪ ،‬وفي بعض نسخ ابن أبي الحديد‪ :‬أما لعمخخر الخخ‪ ،‬وفخخي‬
‫بعضها‪ :‬أما لعمر إلهكن‪ ،‬والعمر بالفتح والضخخم بمعنخخى العيخخش الطويخخل‪ ،‬ول‬
‫يستعمل فخخي القسخخم إل العمخخر بالفتخخح‪ ،‬ورفعخخه بالبتخخداء أي عمخخر الخ قسخخمي‬
‫ومعنى عمر ال بقاؤه ودوامه‪ .‬ولقحت كعلمت أي حملخخت‪ ،‬والفاعخخل فعلتهخخم‪،‬‬
‫أو فعالهم‪ ،‬أو الفتنة‪ ،‬أو الزمنة والنظرة بفتخح النخون وكسخر الظخاء التخأخير‪،‬‬
‫واسم يقوم مقام النظار‪ ،‬ونظرة إما مرفوع بالخبرية والمبتخخدأ محخخذوف كمخخا‬
‫في قوله تعالى )فنظرة إلى ميسرة( )‪ (1‬أي فالواجب نظرة ونحو ذلخك‪ ،‬وإمخا‬
‫منصوب بالمصدرية‪ ،‬أي انتظروا أو أنظروا نظرة قليلة‪ ،‬والخير أظهر كما‬
‫اختاره الصدوق‪ .‬وريثما تنتج‪ :‬أي قدر ما تنتج‪ ،‬يقال‪ :‬نتجت الناقة على ما لم‬
‫يسم فاعله تنتج نتاجا وقد نتجها أهلها نتجا وأنتجخخت الفخخرس إذا حخخان نتاجهخخا‪.‬‬
‫والقعب‪ :‬قدح من خشب يروي الرجل‪ ،‬أو قدح ضخم‪ ،‬واحتلب طلع القعب‬
‫هو أن يمتلئ من اللبن حتى يطلع عنه ويسخخيل‪ ،‬والعخخبيط‪ :‬الطخخري‪ ،‬والخخذعاف‬
‫كغراب‪ :‬السم‪ ،‬والمقر بكسر القاف‪ :‬الصبر‪ ،‬وربما يسخخكن‪ ،‬وأمقخخر أي صخخار‬
‫مرا والمبيد‪ :‬المهلك‪ ،‬وأمضه الجرج‪ :‬أوجعه‪ ،‬وغب كل شئ‪ :‬عاقبته‪ ،‬وطاب‬
‫نفس فلن بكذا‪ :‬أي رضي به من دون أن يكرهه عليه أحد‪ ،‬وطاب نفسه عن‬
‫كذا أي رضي ببذله‪ .‬و )نفسا( منصوب على التميز‪ ،‬وفي كتخخاب نخخاظر عيخخن‬
‫الغريبين )‪ (2‬طأمنته‪ :‬سكنته فاطمأن‪ ،‬والجخخأش مهمخخوزا‪ :‬النفخخس والقلخخب أي‬
‫اجعلوا قلخخوبكم مطمئنخخة لنخخزول الفتنخخة‪ ،‬والسخخيف الصخخارم‪ :‬القخخاطع‪ ،‬والغشخخم‪:‬‬
‫الظلم‪ ،‬والهرج‪ :‬الفتنة والختلط وفي رواية ابن أبي الحديخخد‪ :‬وقخخرح شخخامل‪،‬‬
‫فالمراد بشمول القرح‪ ،‬إما للفراد‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .390 :‬كذا في النسخ المطبوعة ولم أتحققه‪ ،‬فراجع وتحرر‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫أو للعضاء‪ .‬والستبداد بالشئ‪ :‬التفرد به‪ .‬والضمير المرفوع فخخي )يخخدع( راجخخع إلخخى‬
‫الستبداد والفئ‪ :‬الغنيمة والخراج وما حصل للمسلمين من أموال الكفار مخخن‬
‫غير حرب والزهيد‪ :‬القليخخل‪ ،‬والحصخخيد‪ :‬المحصخخود‪ ،‬وعلخخى روايخخة‪ :‬زرعكخخم‬
‫كناية عن أخذ أموالهم بغيخخر حخخق‪ ،‬وعلخخى روايخخة‪ :‬جمعكخخم يحتمخخل ذلخخك‪ ،‬وأن‬
‫يكون كناية عن قتلهم واستئصالهم‪ .‬وأنى بكخخم‪ ،‬أي وأنخخى تلحخخق الهدايخخة بكخخم‪،‬‬
‫وعميت عليكم بالتخفيف أي خفيت والتبست‪ ،‬وبالتشديد على صيغة المجهول‬
‫أي لبست‪ ،‬وقخخرئ فخخي اليخخة بهمخخا‪ .‬والضخخمائر فيهخخا‪ ،‬قيخخل‪ :‬هخخي راجعخخة إلخخى‬
‫الرحمة المعبر عخخن النبخخوة بهخا‪ ،‬وقيخل إلخى البينخة وهخي المعجخخزة‪ ،‬أو اليقيخن‬
‫والبصيرة في أمر ال‪ ،‬وفي المقام يحتمخل رجوعهخا إلخى رحمخة الخ الشخاملة‬
‫للمامة والهتداء إلى الصراط المستقيم‪ ،‬بطاعة إمخخام العخخدل أو إلخخى المامخخة‬
‫الحقة وطاعة مخخن اختخخاره الخ وفخخرض طخخاعته‪ ،‬أو إلخخى البصخخيرة فخخي الخخدين‬
‫ونحوها‪ ،‬وإليكم عني‪ :‬أي كفوا وأمسكوا‪ ،‬وقولها‪ :‬بعد تعذيركم أي تقصخخيركم‬
‫والمعذر‪ :‬المظهر للعذر اعتلل من غيخخر حقيقخخة‪ - 11 .‬كتخخاب دلئل المامخخة‬
‫للطبري‪ :‬عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري عن أبيه‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫همام‪ ،‬عن أحمد البرقي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبد الرحمن بخخن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصخخير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قبضت فاطمة )عليها السلم( في جمادى الخرة يخخوم‬
‫الثلثاء لثلث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة‪ :‬وكخخان سخخبب وفاتهخخا أن‬
‫قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره‪ ،‬فأسقطت محسخخنا‪ ،‬ومرضخخت مخخن‬
‫ذلك مرضا شديدا‪ ،‬ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها‪ .‬وكان الخخرجلن مخخن‬
‫أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( سأل أمير المؤمنين )صلوات ال عليخخه(‬
‫أن يشفع لهما إليها‪ ،‬فسألها أمير المخخؤمنين )عليخخه السخخلم(‪ ،‬فلمخخا دخل عليهخخا‬
‫قال لها‪ :‬كيف أنت يا بنت رسول ال ؟ قالت‪ :‬بخير بحمد ال‪ ،‬ثم قخخالت لهمخخا‪:‬‬
‫ما سمعتما النبي‬

‫]‪[171‬‬
‫يقول‪ :‬فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني‪ ،‬ومخخن آذانخخي فقخخد آذى الخ ؟ قخخال‪ :‬بلخخى‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فو ال لقخخد آذيتمخخاني‪ ،‬قخخال‪ :‬فخرجخخا مخخن عنخخدها )عليهخخا السخخلم( وهخخي‬
‫ساخطة عليهما‪ .‬قخخال محمخخد بخخن همخخام‪ :‬وروي أنهخخا قبضخخت لعشخخر بقيخخن مخخن‬
‫جمادى الخخخرة‪ ،‬وقخخد كمخخل عمرهخخا يخخوم قبضخخت ثمانيخخة عشخخر سخخنة وخمسخخا‬
‫وثمانين يومخا بعخخد وفخاة أبيهخخا‪ ،‬فغسخلها أميخخر المخخؤمنين )عليخه السخخلم(‪ ،‬ولخخم‬
‫يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسخخماء‬
‫بنت عميس‪ ،‬وأخرجها إلى البقيع في الليل‪ ،‬ومعخخه الحسخخن والحسخخين وصخخلى‬
‫عليها‪ ،‬ولم يعلم بها‪ ،‬ول حضر وفاتها‪ ،‬ول صلى عليها أحد من سائر النخخاس‬
‫غيرهم‪ ،‬ودفنها بالروضة وعمخي موضخع قبرهخا‪ .‬وأصخبح البقيخع ليلخة دفنخت‬
‫وفيه أربعون قبرا جددا‪ ،‬وإن المسلمين لما علموا وفاتهخخا جخخاؤوا إلخخى البقيخخع‪،‬‬
‫فوجدوا فيه أربعين قبرا‪ ،‬فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور‪ ،‬فضخخج النخخاس‬
‫ولم بعضهم بعضا وقالوا‪ :‬لم يخلف نبيكم فيكم إل بنتخخا واحخدة تمخوت وتخدفن‬
‫ولم تحضروا وفاتها والصلة عليها‪ ،‬ول تعرفخخوا قبرهخخا‪ .‬ثخخم قخخال ولة المخخر‬
‫منهم‪ :‬هاتم من نساء المسخخلمين مخخن ينبخخش هخخذه القبخخور حخختى نجخخدها فنصخخلي‬
‫عليها ونزور قبرها‪ ،‬فبلخغ ذلخك أميخر المخؤمنين )صخلوات الخ عليخه( فخخرج‬
‫مغضبا قد أحمرت عيناه‪ ،‬ودرت أوداجه وعليه قباه الصفر الذي كان يلبسخخه‬
‫في كل كريهة‪ ،‬وهو متوكا على سيفه ذي الفقار‪ ،‬حتى ورد البقيع‪ ،‬فسار إلخخى‬
‫الناس النذير وقالوا‪ :‬هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بخخال لئن‬
‫حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الخر‪ .‬فتلقاه عمر ومن‬
‫معه من أصحابه وقال له‪ :‬مالك يا أبا الحسخخن وال خ لننبشخخن قبرهخخا ولنصخخلين‬
‫عليها‪ ،‬فضرب علي )عليه السلم( بيده إلى جوامع ثوبه فهزه‪ ،‬ثم ضرب بخخه‬
‫الرض‪ ،‬وقال له‪ :‬يا ابن السوداء أما حقي فقد تركتخخه مخافخخة أن يرتخخد النخخاس‬
‫عن دينهم‪ ،‬وأما قبر فاطمة فو الخخذي نفخخس علخخي بيخخده‪ ،‬لئن رمخخت وأصخخحابك‬
‫شيئا من ذلك لسقين الرض من دمائكم‪ ،‬فإن شئت فأعرض يا عمر‪.‬‬

‫]‪[172‬‬

‫فتلقاه أبو بكر فقال‪ :‬يا أبا الحسن بحق رسول الخ وبحخخق مخخن فخخوق العخخرش إل خليخخت‬
‫عنه فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه‪ ،‬قال‪ :‬فخلى عنه وتفرق الناس‪ ،‬ولم يعخخودوا‬
‫إلى ذلك‪ - 12 .‬ما‪ :‬ابن حمويه‪ ،‬عن أبي الحسين‪ ،‬عن أبي خليفة‪ ،‬عن العباس‬
‫بن الفضل عن محمد بن أبي رجاء‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أبي إسحاق‪،‬‬
‫عن عبد ال بن علي ابن أبي رافخخع‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن سخخلمى امخخرأة أبخخي رافخخع‬
‫قالت‪ :‬مرضت فاطمة‪ ،‬فلما كان اليوم الذي مخاتت فيخه قخالت‪ :‬هيئي لخي مخاء‪،‬‬
‫فصببت لها‪ ،‬فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل‪ ،‬ثم قالت‪ :‬ائتيني بثيخاب جخدد‪،‬‬
‫فلبستها‪ ،‬ثم أتت الخبيت الخذي كخانت فيخه فقخالت‪ :‬افرشخي لخي فخي وسخطه‪ ،‬ثخم‬
‫اضطجعت واستقبلت القبلة‪ ،‬ووضعت يدها تحت خدها وقالت‪ :‬إني مقبوضخخة‬
‫الن فل أكشفن فإني قد اغتسلت‪ ،‬قالت‪ :‬وماتت فلما جاء علي أخخخبرته فقخخال‪:‬‬
‫ل تكشف‪ ،‬فحملها يغسلها )عليها السخخلم(‪ .‬بيخخان‪ :‬لعلهخخا )عليهخخا السخخلم( إنمخخا‬
‫نهت عن كشخف العخورة والجسخخد للتنظيخف‪ ،‬ولخخم تنخه عخن الغسخخل ‪ - 13‬لخى‪:‬‬
‫الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ :،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن جبير‪ ،‬عن ابن عباس في خخخبر طويخخل قخخد أثبتنخخاه فخخي بخخاب مخخا أخخخبر‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( بظلم أهل البيت قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وأمخخا‬
‫ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين‪ ،‬مخخن الوليخخن والخريخخن وهخخي بضخخعة‬
‫مني‪ ،‬وهي نور عيني‪ ،‬وهي ثمرة فؤادي‪ ،‬وهي روحي التي بين جنبي وهخخي‬
‫الحوراء النسية‪ ،‬متى قامت في محرابهخخا بيخخن يخخدي ربهخخا جخخل جللخخه زهخخر‬
‫نورها لملئكة السماء كما يزهر نور الكواكب لهل الرض‪ ،‬ويقول ال عز‬
‫وجل لملئكته‪ ،‬يا ملئكتي انظروا إلى أمخختي فاطمخخة سخخيدة إمخخائي قائمخخة بيخخن‬
‫يدي‪ ،‬ترتعد فرائصها من خيفتي‪ ،‬وقد أقبلت بقلبها على عبادتي‪ ،‬أشهدكم أني‬
‫قد أمنت شيعتها من النار‪ .‬وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعخخدي‪ ،‬كخخأني‬
‫بها وقد دخل الذل‬

‫]‪[173‬‬

‫بيتها‪ ،‬وانتهكت حرمتهخخا‪ ،‬وغصخخبت حقهخخا‪ ،‬ومنعخخت إرثهخخا‪ ،‬وكسخخر جنبهخخا‪ ،‬وأسخخقطت‬
‫جنينها‪ ،‬وهي تنادي‪ :‬يا محمداه‪ ،‬فل تجاب‪ ،‬وتسخختغيث‪ ،‬فل تغخخاث‪ ،‬فل تخخزال‬
‫بعدي محزونة‪ ،‬مكروبة‪ ،‬باكية‪ ،‬تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة‪ ،‬وتتذكر‬
‫فراقي أخرى‪ ،‬وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كخخانت تسخختمع إليخخه‬
‫إذا تهجدت بالقرآن‪ ،‬ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيخخام أبيهخخا عزيخخزة‪.‬‬
‫فعند ذلك يؤنسها ال تعالى ذكره بالملئكخة فنادتهخا بمخا نخخادت بخه مريخم بنخخت‬
‫عمران فتقول‪ :‬يا فاطمة )إن الخ اصخطفيك وطهخخرك واصخطفيك علخخى نسخاء‬
‫العالمين( يا فاطمة )اقنخختي لربخخك واسخخجدي واركعخخي مخخع الراكعيخخن( )‪ (1‬ثخخم‬
‫يبتدي بهخخا الوجخخع فتمخخرض فيبعخخث الخ عخخز وجخخل إليهخخا مريخخم بنخخت عمخخران‬
‫تمرضها وتؤنسها في علتها‪ ،‬فتقول عند ذلك‪ :‬يخخا رب إنخخي قخخد سخخئمت الحيخخاة‬
‫وتبرمت بأهل الدنيا‪ ،‬فألحقني بأبي‪ ،‬فيلحقها ال عز وجل بي‪ ،‬فتكون أول من‬
‫يلحقني من أهل بيتي‪ ،‬فتقخخدم علخخي محزونخخة‪ ،‬مكروبخخة‪ ،‬مغمومخخة‪ ،‬مغصخخوبة‪،‬‬
‫مقتولة‪ ،‬فأقول عند ذلك‪ :‬اللهم العن من ظلمهخخا‪ ،‬وعخخاقب مخخن غصخخبها‪ ،‬وذلخخل‬
‫مخخن أذلهخخا‪ ،‬وخلخخد فخخي نخخارك مخخن ضخخرب جنبيهخخا حخختى ألقخخت ولخخدها‪ ،‬فتقخخول‬
‫الملئكة عند ذلك‪ :‬آمين‪ - 14 .‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي الخطاب‪ ،‬عن حماد ابن عيسى‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه )عليهمخخا السخخلم(‬
‫قال‪ :‬قال جابر بن عبد ال‪ :‬سمعت رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يقخخول‬
‫لعلخخي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم( قبخخل مخخوته بثلث‪ :‬سخخلم عليخخك يخخا أبخخا‬
‫الريحانتين‪ ،‬اوصيك بريحانتي من الدنيا‪ ،‬فعن قليل ينهد ركناك‪ ،‬وال خليفتي‬
‫عليك‪ .‬فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال علخخي )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬فلمخخا مخخاتت‬
‫فاطمة )عليها السلم( قال علي )عليه السلم(‪ :‬هخخذا الركخخن الثخخاني الخخذي قخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن يونس‪ ،‬عن حماد مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ 37 :‬و ‪.38‬‬

‫]‪[174‬‬

‫‪ - 15‬أقول‪ :‬وجدت في بعض الكتب خبرا في وفاتهخا )عليهخا السخلم( فخأحببت إيخراده‬
‫وإن لم آخذه مخخن أصخخل يعخخول عليخخه‪ .‬روى ورقخخة بخخن عبخخد الخ الزدي قخخال‪:‬‬
‫خرجت حاجا إلى بيت ال الحرام راجيا لثواب الخ رب العخخالمين‪ ،‬فبينمخخا أنخخا‬
‫أطوف وإذا أنخخا بجاريخخة سخخمراء‪ ،‬ومليحخخة الخخوجه عذبخخة الكلم‪ ،‬وهخخي تنخخادي‬
‫بفصاحة منطقها‪ ،‬وهخخي تقخخول‪ :‬اللهخخم رب الكعبخة الحخرام‪ ،‬والحفظخة الكخرام‪،‬‬
‫وزمزم والمقام‪ ،‬والمشاعر العظام ورب محمد خير النام‪) ،‬صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( البررة الكرام ]أسخخألك[ أن تحشخخرني مخخع سخخاداتي الطخخاهرين‪ ،‬وأبنخخائهم‬
‫الغخخر المحجليخخن الميخخامين‪ .‬أل فاشخخهدوا يخخا جماعخخة الحجخخاج والمعتمريخخن أن‬
‫موالي خيخرة الخيخار‪ ،‬وصخفوة البخرار‪ ،‬والخذين عل قخدرهم علخى القخدار‪،‬‬
‫وارتفع ذكرهم في سائر المصار المرتدين بالفخار )‪ .(1‬قال ورقخخة بخخن عبخخد‬
‫ال‪ :‬فقلت‪ :‬يا جارية إني لظنك من موالي أهل البيت )عليهم السلم( فقخخالت‪:‬‬
‫أجل‪ ،‬قلت لها‪ :‬ومن أنت من مواليهم ؟ قالت‪ :‬أنا فضخخة أمخخة فاطمخخة الزهخخراء‬
‫ابنة محمد المصطفى )صلى ال عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها(‪ .‬فقلت لهخخا‪:‬‬
‫مرحبا بك وأهل وسهل‪ ،‬فلقد كنت مشتاقا إلخخى كلمخخك ومنطقخخك فأريخخد منخخك‬
‫الساعة أن تجيبيني من مسألة أسألك‪ ،‬فإذا أنت فرغت مخخن الطخخواف قفخخي لخخي‬
‫عند سوق الطعام حتى آتيك وأنت مثابة مأجورة‪ ،‬فافترقنخخا‪ .‬فلمخخا فرغخخت مخخن‬
‫الطواف وأردت الرجوع إلى منزلي جعلت طريقي علخخى سخخوق الطعخخام وإذا‬
‫أنا بها جالسة في معزل عن الناس‪ ،‬فأقبلت عليها واعتزلت بها وأهديت إليهخخا‬
‫هدية ولم أعتقد أنها صدقة‪ ،‬ثم قلت لها‪ :‬يا فضة أخبريني عن مولتك فاطمخخة‬
‫الزهراء )عليها السلم( وما الخخذي رأيخخت منهخخا عنخخد وفاتهخخا بعخخد مخخوت أبيهخخا‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله(‪ .‬قال ورقة‪ :‬فلما سمعت كلمي تغرغرت عيناها‬
‫بالدموع ثم انتحبت نادبة وقخخالت‪ :‬يخخا ورقخخة بخخن عبخخد الخ هيجخخت علخخي حزنخخا‬
‫ساكنا‪ ،‬وأشجانا في فؤادي كانت‬

‫)‪ (1‬أي لبسين رداء الفخر‪.‬‬

‫]‪[175‬‬
‫كامنة‪ ،‬فاسمع الن ما شاهدت منها )عليهخخا السخخلم(‪ .‬اعلخخم أنخخه لمخخا قبخخض رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( افتجع لخه الصخغير والكخبير‪ ،‬وكخثر عليخه البكخاء‪ ،‬وقخل‬
‫العزاء‪ ،‬وعظم رزؤه على القرباء والصحاب والولياء والحباب والغرباء‬
‫والنساب‪ ،‬ولم تلق إل كل بخخاك وباكيخخة‪ ،‬ونخخادب ونادبخخة‪ ،‬ولخخم يكخخن فخخي أهخخل‬
‫الرض والصحاب‪ ،‬والقرباء والحباب‪ ،‬أشد حزنا وأعظخخم بكخخاء وانتحابخخا‬
‫من مخولتي فاطمخة الزهخراء )عليهخا السخلم(‪ ،‬وكخان حزنهخا يتجخدد ويزيخد‪،‬‬
‫وبكاؤها يشتد‪ .‬فجلست سبعة أيام ل يهدأ لهخخا أنيخخن‪ ،‬ول يسخخكن منهخخا الحنيخخن‪،‬‬
‫كل يوم جاء كان بكاؤها أكخخثر مخخن اليخخوم الول‪ ،‬فلمخخا كخخان فخخي اليخخوم الثخخامن‬
‫أبدت ما كتمت من الحزن‪ ،‬فلم تطق صبرا إذ خرجت وصرخت‪ ،‬فكأنها مخخن‬
‫فم رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( تنطخخق‪ ،‬فتبخخادرت النسخخوان‪ ،‬وخرجخخت‬
‫الولئد والولدان‪ ،‬وضج الناس بالبكاء والنحيب وجاء النخخاس مخخن كخخل مكخخان‪،‬‬
‫وأطفئت المصابيح لكيل تتبين صفحات النساء وخيل إلى النسوان أن رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قد قام من قبره‪ ،‬وصارت الناس في دهشخخة وحيخخرة‬
‫لما قد رهقهم‪ ،‬وهي )عليها السلم( تنادي وتندب أباه‪ :‬وا أبتاه‪ ،‬وا صفياه‪ ،‬وا‬
‫محمداه ! وا أبا القاسماه‪ ،‬وا ربيع الرامخخل واليتخخامى‪ ،‬مخخن للقبلخخة والمصخخلى‪،‬‬
‫ومن لبنتك الوالهة الثكلى‪ .‬ثم أقبلت تعثر في أذيالها‪ ،‬وهي ل تبصر شيئا من‬
‫عبرتها‪ ،‬ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيهخخا محمخخد )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فلما نظرت إلى الحجخرة وقخع طرفهخا علخخى المأذنخخة فقصخخرت خطاهخا‪،‬‬
‫ودام نحيبها وبكاها‪ ،‬إلى أن أغمخخي عليهخخا‪ ،‬فتبخخادرت النسخخوان إليهخخا فنضخخحن‬
‫الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت‪ ،‬فلما أفاقت من غشيتها قامت‬
‫وهي تقول‪ .‬رفعت قوتي‪ ،‬وخانني جلدي‪ ،‬وشمت بي عدوي‪ ،‬والكمخخد قخخاتلي‪،‬‬
‫يا أبتخخاه بقيخخت والهخخة وحيخخدة‪ ،‬وحيرانخخة فريخخدة‪ ،‬فقخخد انخمخخد صخخوتي‪ ،‬وانقطخخع‬
‫ظهخخري‪ ،‬وتنغخخص عيشخخي‪ ،‬وتكخخدر دهخخري‪ ،‬فمخخا أجخخد يخخا أبتخخاه بعخخدك أنيسخخا‬
‫لوحشتي‪ ،‬ول رادا لدمعتي ول معينا لضعفي‪ ،‬فقد فني بعدك محكخخم التنزيخخل‪،‬‬
‫ومهبط جبرئيل‪ ،‬ومحل ميكائيل‬

‫]‪[176‬‬

‫انقلبت بعدك يا أبتاه السباب‪ ،‬وتغلقت دوني البواب‪ ،‬فأنا للدنيا بعدك قالية وعليك مخخا‬
‫ترددت أنفاسي باكية‪ ،‬ل ينفد شوقي إليك‪ ،‬ول حزني عليك‪ .‬ثم نادت‪ :‬يا أبتخخاه‬
‫والباه‪ ،‬ثم قالت‪ :‬إن حزني عليك حزن جديد * وفؤادي وال صخخب عنيخخد كخخل‬
‫يوم يزيد فيه شجوني واكتيابي عليك ليس يبيد جل خطبي فبان عنخخي عخخزائي‬
‫فبكائي كل وقت جديد إن قلبا عليخخك يخخألف صخخبرا * أو عخخزاء فخخإنه لجليخخد ثخخم‬
‫نادت‪ :‬يا أبتاه انقطعت بك الخخدنيا بأنوارهخخا‪ ،‬وزوت زهرتهخخا وكخخانت ببهجتخخك‬
‫زاهرة‪ ،‬فقد أسود نهارها‪ ،‬فصار يحكي حنادسها رطبها ويابسخخها‪ ،‬يخخا أبتخخاه ل‬
‫زلت آسفة عليك إلى التلق‪ ،‬يا أبتاه زال غمضي منذ حق الفراق‪ ،‬يا أبتاه من‬
‫للرامل والمساكين‪ ،‬ومن للمة إلخخى يخخوم الخخدين‪ ،‬يخخا أبتخخاه أمسخخينا بعخخدك مخخن‬
‫المستضعفين يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين‪ ،‬ولقد كنا بك معظمين في‬
‫الناس غير مستضعفين فأي دمعة لفراقك ل تنهمل‪ ،‬وأي حزن بعدك عليك ل‬
‫يتصل‪ ،‬وأي جفن بعخخدك بخخالنوم يكتحخخل‪ ،‬وأنخخت ربيخخع الخخدين‪ ،‬ونخخور النخخبيين‪،‬‬
‫فكيف للجبال ل تمور‪ ،‬وللبحار بعدك ل تغخخور‪ ،‬والرض كيخخف لخخم تخختزلزل‪.‬‬
‫رميت يا أبتاه بالخطب الجليخخل‪ ،‬ولخخم تكخخن الرزيخخة بالقليخخل‪ ،‬وطرقخخت يخخا أبتخخاه‬
‫بالمصاب العظيم‪ ،‬وبالفادح المهول‪ .‬بكتك يا أبتخخاه الملك‪ ،‬ووقفخخت الفلك‪،‬‬
‫فمنخخبرك بعخخدك مسخختوحش‪ ،‬ومحرابخخك خخخال مخخن مناجاتخخك‪ ،‬وقخخبرك فخخرح‬
‫بمواراتك‪ ،‬والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلتك‪ .‬يا أبتاه ما أعظم ظلمخة‬
‫مجالسك‪ ،‬فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجل عليك وأثكل أبو الحسن المؤتمن‬
‫أبو ولديك‪ ،‬الحسن والحسين‪ ،‬وأخوك ووليخخك وحبيبخخك ومخخن ربيتخخه صخخغيرا‪،‬‬
‫وواخيته كبيرا‪ ،‬وأحلى أحبابك وأصحابك إليك من كان منهم سابقا ومهخخاجرا‬
‫وناصرا‪ ،‬والثكل شاملنا‪ ،‬والبكاء قاتلنا‪ ،‬والسى لزمنا ثم زفرت زفرة وأنت‬
‫أنة كادت روحها أن تخرج ثم قالت‪:‬‬

‫]‪[177‬‬

‫قل صبري وبان عني عزائي بعد فقدي لخاتم النبياء عين يا عين أسكبي الخخدمع سخخحا‬
‫ويك ل تبخلي بفيض الدماء يخخا رسخخول اللخخه يخخا خيخخرة الخ * وكهخخف اليتخخام‬
‫والضعفاء قد بكتك الجبال والوحش جمعا والطير والرض بعد بكخخي السخخماء‬
‫وبكاك الحجون والركن والمشخخغر يخخا سخخيدي مخخع البطحخخاء وبكخخاك المحخخراب‬
‫والدرس للقرآن في الصبح معلنا والمساء وبكاك السلم إذ صار فخخي النخخاس‬
‫غريبا من سائر الغرباء لخخو تخخرى المنخخبر الخخذي كنخخت تعلخخوه عله الظلم بعخخد‬
‫الضياء يا إلهي عجل وفاتي سريعا فلقد تنغصت الحياة يخخا مخخولئي قخخالت‪ :‬ثخخم‬
‫رجعت إلى منزلهخخا وأخخخذت بالبكخخاء والعويخخل ليلهخخا ونهارهخخا‪ ،‬وهخخي ل ترقخخأ‬
‫دمعتهخخا‪ .‬ول تهخخدأ زفرتهخخا‪ .‬واجتمخخع شخخيوخ أهخخل المدينخخة وأقبلخخوا إلخخى أميخخر‬
‫المؤمنين علي )عليه السلم( فقالوا له‪ :‬يا أبا الحسن إن فاطمة )عليها السلم(‬
‫تبكي الليل والنهار فل أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشخخنا‪ ،‬ول بالنهخخار‬
‫لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا‪ ،‬وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليل‬
‫أو نهارا‪ ،‬فقخخال )عليخخه السخخلم(‪ :‬حبخخا وكرامخخة‪ .‬فأقبخخل أميخخر المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( حتى دخل على فاطمة )عليها السلم( وهي ل تفيخخق مخخن البكخخاء‪ ،‬ول‬
‫ينفع فيها العزاء فلما رأته سكنت هنيئة لخخه‪ ،‬فقخخال لهخخا‪ :‬يخخا بنخخت رسخخول الخ ‪-‬‬
‫)صلى ال عليه وآله( ‪ -‬إن شخيوخ المدينخة يسخألوني أن أسخألك إمخا أن تبكيخن‬
‫أباك ليل وإما نهارا‪ .‬فقالت‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن مخخا أقخخل مكخخثي بينهخخم ومخخا أقخخرب‬
‫مغيبي من بين أظهرهم فو ال ل أسكت ليل ول نهارا أو ألحق بخخأبي رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال لها علي )عليه السلم(‪ :‬افعلي يا بنت رسخخول‬
‫ال ما بدا لك‪ .‬ثم إنه بنى لها بيتخخا فخخي البقيخخع نازحخخا عخخن المدينخخة يسخخمى بيخخت‬
‫الحخخزان‪ ،‬وكخخانت إذا أصخخبحت قخخدمت الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم(‬
‫أمامها‪ ،‬وخرجت إلى البقيع باكية‬

‫]‪[178‬‬

‫فل تزال بين القبور باكية‪ ،‬فإذا جخخاء الليخخل أقبخخل أميخخر المخخؤمنين )عليخخه السخخلم( إليهخخا‬
‫وساقها بين يديه إلى منزلها‪ .‬ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لهخخا بعخخد مخخوت‬
‫أبيها سبعة وعشرون يوما‪ ،‬و اعتلت العلة التي توفيت فيها‪ ،‬فبقيخخت إلخخى يخخوم‬
‫الربعين‪ ،‬وقد صلى أمير المؤمنين )عليه السلم( صخخلة الظهخخر وأقبخخل يخخرد‬
‫المنزل إذا استقبلته الجواري باكيخخات حزينخخات فقخخال لهخخن‪ :‬مخخا الخخخبر ومخخالي‬
‫أراكن متغيرات الوجوه والصور ؟ فقلن‪ :‬يا أمير المخخؤمنين أدرك ابنخخة عمخخك‬
‫الزهخخراء )عليهخخا السخخلم( ومخخا نظنخخك تخخدركها‪ .‬فأقبخخل أميخخر المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( مسرعا حتى دخل عليها‪ ،‬وإذا بها ملقاه على فراشها وهو من قباطي‬
‫مصر وهي تقبض يمينا وتمد شمال‪ ،‬فألقى الرداء عخخن عخخاتقه والعمامخخة عخخن‬
‫رأسه‪ ،‬وحل أزراره‪ ،‬وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجخره‪ ،‬و ناداهخا‪ :‬يخا‬
‫زهراء ! فلم تكلمه‪ ،‬فناداها‪ :‬يا بنت محمخد المطفخخى ! فلخم تكلمخخه‪ ،‬فناداهخا‪ :‬يخا‬
‫بنت مخخن حمخخل الزكخخاة فخخي طخخرف ردائه وبخخذلها علخخى الفقخخراء ! فلخخم تكلمخخه‪،‬‬
‫فناداها‪ :‬يخخا ابنخخة مخخن صخخلى بالملئكخخة فخخي السخخماء مثنخخى مثنخخى ! فلخخم تكلمخخه‪،‬‬
‫فناداها‪ :‬يا فاطمة كلميني فأنا ابخخن عمخخك علخخي بخخن أبخخي طخخالب‪ .‬قخخال‪ :‬ففتحخخت‬
‫عينيها في وجهه ونظرت إليه وبكت وبكى وقال‪ :‬مخخا الخخذي تجخخدينه فأنخخا ابخخن‬
‫عمك علي بن أبيطالب‪ .‬فقالت‪ :‬يا ابن العم إني أجد الموت الذي ل بد منه ول‬
‫محيص عنخخه‪ ،‬وأنخخا أعلخخم أنخخك بعخخدي ل تصخخبر علخخى قلخخة التزويخخج فخخإن أنخخت‬
‫تزوجت امرأة اجعل لها يوما وليلة واجعل لولدي يوما وليلة يا أبخخا الحسخخن‬
‫ول تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسخخرين فإنهمخخا بخخالمس‬
‫فقدا جدهما واليوم يفقدان أمهما‪ ،‬فالويل لمخخة تقتلهمخخا وتبغضخخهما ثخخم أنشخخأت‬
‫تقول‪ :‬ابكني إن بكيت يا خير هادي واسبل الخخدمع فهخخو يخخوم الفخخراق يخخا قريخخن‬
‫البتول أوصيك بالنسل فقد أصبحا حليف اشتياق ابكني وابك لليتامى ول تنس‬
‫قتيل العدى بطف العراق‬

‫]‪[179‬‬

‫فارقوا فاصبحوا يتامى حيارى يحلف ال فهو يوم الفراق قالت‪ :‬فقال لهخخا علخخي )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬من أين لك يا بنت رسول ال هذا الخبر‪ ،‬والخخوحي قخخد انقطخخع عنخخا ؟‬
‫فقالت‪ :‬يا أبا الحسن رقدت الساعة فرأيت حبيبي رسول ال )صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( في قصر من الدر البيض فلما رآني قال‪ :‬هلمي إلي يا بنية فخخإني إليخخك‬
‫مشتاق فقلت‪ :‬وال إني لشد شوقا منك إلخخى لقخخائك‪ ،‬فقخخال‪ :‬أنخخت الليلخخة عنخخدي‬
‫وهو الصادق لما وعد والموفي لما عاهد‪ .‬فإذا أنت قرأت يخس فخاعلم أنخخي قخد‬
‫قضيت نحبي فغسلني ول تكشخخف عنخخي فخخإني طخخاهرة مطهخخرة وليصخخل علخخي‬
‫معك من أهلي الدنى فالدنى ومن رزق أجري وادفني ليل في قخخبري‪ ،‬بهخخذا‬
‫أخبرني حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬فقال علي‪ :‬والخ لقخخد أخخخذت‬
‫في أمرها وغسلتها في قميصها ولخخم أكشخفه عنهخا فخخو الخ لقخد كخانت ميمونخخة‬
‫طاهرة مطهرة ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫وكفنتها وأدرجتها في أكفانها فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت يا أم كلثخخوم !‬
‫يا زينب ! يا سكينة ! يا فضة ! يا حسن ! يا حسين ! هلموا تزودوا من أمكخخم‬
‫فهذا الفراق واللقاء في الجنة‪ .‬فأقبل الحسن والحسين )عليهمخخا السخخلم( وهمخخا‬
‫يناديان وا حسرتا ل تنطفئ أبدا من فقد جدنا محمخد المصخخطفى وأمنخا فاطمخخة‬
‫الزهراء يا أم الحسن يا أم الحسين إذا لقيت جدنا محمد المصطفى فاقرئيه منا‬
‫السلم وقولي له‪ :‬إنا قد بقينا بعد يتيمين فخخي دار الخخدنيا‪ .‬فقخخال أميخخر المخخؤمنين‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬إني أشهد ال أنها قد حنت وأنت ومدت يديها وضخخمتهما‬
‫إلى صدرها مليا وإذا بهاتف من السماء ينادي يخخا أبخخا الحسخخن ارفعهمخخا عنهخخا‬
‫فلقد أبكيا والخ ملئكخخة السخخماوات فقخخد اشخختاق الحخخبيب إلخخى المحبخخوب‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فرفعتهما عن صدرها وجعلت أعقد الرداء وأنخخا أنشخخد بهخخذه البيخخات‪ :‬فراقخخك‬
‫أعظم الشياء عندي وفقدك فاطم أدهى الثكول سخخأبكي حسخخرة وأنخخوح شخخجوا‬
‫على خل مضى أسنى سبيل‬

‫]‪[180‬‬

‫أل يا عين جودي واسعديني فحزني دائم أبكي خليلي ثم حملها على يده وأقبل بها إلخخى‬
‫قبر أبيها ونادى‪ :‬السلم عليك يا رسول ال السلم عليك يا حبيب ال‪ ،‬السلم‬
‫عليك يا نور ال‪ ،‬السلم عليك يا صفوة ال مني السلم عليك والتحية واصلة‬
‫مني إليك ولديك‪ ،‬ومن ابنتك النازلة عليك بفنائك وإن الوديعخخة قخخد اسخختردت‪،‬‬
‫والرهينة قد أخذت‪ ،‬فوا حزناه على الرسول‪ ،‬ثم من بعده علخخى البتخخول‪ ،‬ولقخخد‬
‫اسودت علي الغبراء‪ ،‬وبعدت عنخخي الخضخخراء‪ ،‬فخخوا حزنخخاه ثخخم وا أسخخفاه‪ .‬ثخخم‬
‫عدل بها علخى الروضخة فصخلى عليخه فخي أهلخه وأصخحابه ومخواليه وأحبخائه‬
‫وطائفة من المهاجرين والنصار‪ ،‬فلما واراها وألحدها في لحدها أنشخخأ بهخخذه‬
‫البيات يقول‪ :‬أرى علل الدنيا علي كثيرة وصاحبها حتى الممات عليخخل لكخخل‬
‫اجتماع من خليلين فرقة وإن بقائي عندكم لقليل وإن افتقادي فاطما بعد أحمخخد‬
‫دليل على أن ل يدوم خليل ‪ - 16‬قب‪ :‬قبض النبي )صلى ال عليه وآله( ولها‬
‫يومئذ ثماني عشرة سخخنة وسخخبعة أشخخهر و عاشخخت بعخخده إثنيخخن وسخخبعين يومخخا‬
‫ويقال‪ :‬خمسخخة وسخبعين يومخا وقيخل‪ :‬أربعخة أشخهر‪ ،‬وقخخال القربخاني‪ :‬قخد قيخخل‬
‫أربعين يوما وهو أصح وتوفيت )عليها السلم( ليلة الحد لثلث عشخخرة ليلخخة‬
‫خلت من شهر ربيع الخر سنة إحدى عشخخرة مخخن الهجخخرة ومشخخهدها بخخالبقيع‬
‫وقالوا‪ :‬إنها دفنت في بيتها وقالوا‪ :‬قبرها بين قبر رسول ال )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ومنبره‪ .‬السمعاني في الرسالة‪ ،‬وأبو نعيم في الحلية‪ ،‬وأحمد في فضائل‬
‫الصخخحابة‪ ،‬و النطنخخزي فخخي الخصخخائص وابخخن مردويخخه فخخي فضخخائل أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( والزمخشري في الفائق‪ ،‬عخن جخابر قخال رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( لعلي قبل موته‪ :‬السلم عليخخك أبخخا الريحخخانتين أوصخخيك‬
‫بريحانتي من الدنيا‪ ،‬فعن قليل ينهد ركناك عليك‪ ،‬قال‪ :‬فلما قبض رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال علخخي‪ :‬هخخذا أحخخد الركنيخخن‪ ،‬فلمخخا مخاتت فاطمخخة قخخال‬
‫علي‪ :‬هذا هو الركن الثاني‪ .‬البخاري ومسلم والحلية ومسخخند أحمخخد بخخن حنبخخل‬
‫روت عائشة أن النبي )صلى ال عليه وآله( دعا‬

‫]‪[181‬‬

‫فاطمة في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشئ فبكخت‪ ،‬ثخم دعاهخخا ]فسخارها[ فضخحكت‬
‫فسألت عن ذلك فقالت‪ :‬أخبرني النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أنخخه مقبخخوض‬
‫فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت‪ .‬كتاب ابن شاهين قالت أم‬
‫سلمة وعائشة‪ :‬إنهخخا لمخخا سخخئلت عخخن بكائهخخا وضخخحكها قخالت‪ :‬أخخخبرني النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنخخه مقبخخوض ثخخم أخخخبر أن بنخخي سيصخخيبهم بعخخدي شخخدة‬
‫فبكيت‪ ،‬ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا بخه فضخخحكت‪ .‬وفخخي روايخة أبخي بكخر‬
‫الجعابي وأبي نعيم الفضل بن دكين والشعبي عن مسخخروق وفخخي السخخنن عخخن‬
‫القزويني‪ ،‬والبانة عن العكبري‪ ،‬والمسند عخخن الموصخخلي‪ ،‬و الفضخخائل‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بأسانيدهم‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن مسروق قالت عائشة‪ :‬أقبلخخت فاطمخخة تمشخخي‬
‫كأن مشيتها مشية رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال‪ :‬مرحبا با‬
‫بنتي فأجلسها عن يمينه وأسر إليها حديثا فبكت‪ ،‬ثم أسر إليها حديثا فضحكت‬
‫فسألتها عن ذلك فقالت‪ :‬ما أفشي سر رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬حخختى‬
‫إذا قبض سألتها فقالت‪ :‬إنه أسر إلي فقال‪ :‬إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن‬
‫كل سنة مرة وإنه عارضني به العام مرتين ول أراني إل وقخخد حضخخر أجلخخي‬
‫وإنك لول أهل بيتى لحوقا بي‪ ،‬ونعم السلف أنا لك‪ .‬بكيخت لخذلك ثخم قخال‪ :‬أل‬
‫ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين فضحكت لذلك‪ .‬وروي أنها ما زالخخت‬
‫بعد أبيها معصبة الرأس‪ ،‬ناحلة الجسم‪ ،‬منهخخدة الركخخن باكيخخة العيخخن‪ ،‬محترقخخة‬
‫القلب‪ ،‬يغشى عليها ساعة بعد ساعة‪ ،‬وتقول لو لديها‪ :‬أين أبوكمخخا الخخذي كخخان‬
‫يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة ؟ أيخخن أبوكمخخا الخخذي كخخان أشخخد النخخاس شخخفقة‬
‫عليكما فل يدعكما تمشيان على الرض ؟ ول أراه يفتح هخخذا البخخاب أبخخدا ول‬
‫يحملكما على عاتقة كما لم يزل يفعل بكما‪ .‬ثم مرضت ومكثت أربعين ليلة ثم‬
‫دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس )‪ (1‬و‬

‫)‪ (1‬قد كثر في هذا الباب ذكر أسماء بنت عميس وأن فاطمة )عليها السخخلم( أوصخخت‬
‫إليها بكذا وكذا‪ .‬لكنه ينافى ما هو الثابت في التاريخ مخخن أنهخخا كخخانت زوجخخة‬
‫جعفر بن ‪-‬‬
‫]‪[182‬‬

‫عليا )عليه السخخلم( وأوصخخت إلخخى علخخي بثلت‪ :‬أن يخختزوج بابنخخة ]أختهخخا[ )‪ (1‬أمامخخة‬
‫لحبها أولدها‪ ،‬وأن يتخذ نعشا لنها كخخانت رأت الملئكخخة تصخوروا صخخورته‬
‫ووصفته له‪ ،‬وأن ل يشهد أحد جنازتها ممخن ظلمهخا وأن ل يخترك أن يصخلي‬
‫عليها أحد منهم‪ .‬وذكر مسلم عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عخخن‬
‫عروة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬وفي حديث الليث بن سعد‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عخخن ابخخن شخخهاب‪،‬‬
‫عن عروة‪ ،‬عن عائشة في خبر طويل يذكر فيه أن فاطمخخة أرسخخلت إلخخى أبخخي‬
‫بكر تسأل ميراثها من رسول ال ‪ -‬القصخخة ‪ -‬قخخال‪ :‬فهجرتخخه ولخخم تكلمخخه حخختى‬
‫توفيت ولم يؤذن بها أبو بكر يصلي عليها‪ .‬الواقدي‪ :‬إن فاطمة لمخخا حضخخرتها‬
‫الوفاة أوصت عليا أن ل يصلي عليها أبو بكر وعمر فعمل بوصيتها‪ .‬عيسخخى‬
‫بن مهران‪ ،‬عن مخول بن إبراهيم‪ ،‬عن عمر بن ثابت‪ ،‬عن أبي إسخخحاق عخخن‬
‫ابن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬أوصت فاطمة أن ل يعلخخم إذا مخخاتت أبخخو بكخخر‬
‫ول‬

‫‪ -‬أبى طالب ثم بعد شهادته تزوجه أبو بكر ابن أبى قحافة وبعد وفاته ‪ -‬في سخخنة ثلث‬
‫وعشرة من الهجرة ‪ -‬بعخخد رحلخخة النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( بأزيخخد مخخن‬
‫سنتين ‪ -‬تزوجها على بن أبى طالب فكخخانت عنخخده مخخع ابنخخه محمخخد بخخن أبخخى‬
‫بكر‪ ،‬فأما أن يكون وفاة فاطمة )عليها السلم( بعد هخخذه السخخنة ولخخم يقخخل بخخه‬
‫أحد أو كان )أسماء بنت عميس( مصحفا عن سلمى امرأة أبى رافع كما مر‬
‫عن أمالى المفيد ص ‪ 172‬ويجئ في غيخخره مخخن المصخخادر أو سخخلمى امخخرأة‬
‫حمزة بن عبد المطلب وهى أخت أسماء بنخت عميخس كمخا احتملخه الربلخي‬
‫في كشف الغمة وقد مر ص ‪ 136‬وأما أن يكون مصخخحفا عخخن أسخخماء بنخخت‬
‫يزيد بن السكن كما مر في ص ‪ 132‬عن الكنجى الشافعي‪ .‬وهخخو الشخخبه‪) .‬‬
‫‪ (1‬مخا جعلنخاه بيخخن العلمخختين سخاقط عخن النسخخة المطبوعخخة‪ ،‬موجخود فخخي‬
‫المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ 362‬وهو الصخخحيح فخإن أمامخة بنخخت أختهخا زينخخب بنخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( زوجة أبى العاص بن الربيع قال أبو عمر‬
‫في الستيعاب‪ :‬تزوجها ‪ -‬يعنى أمامة ‪ -‬على بخخن أبيطخخالب رضخخى الخ عنخخه‬
‫بعد فاطمة رضى ال عنها‪ ،‬زوجها منه الزبير بن العوام‪ ،‬وكخخان أبوهخخا أبخخو‬
‫العاص قد أوصى بها إليه‪.‬‬

‫]‪[183‬‬

‫عمر‪ ،‬ول يصليا عليها‪ ،‬قال‪ :‬فدفنها علي )عليه السلم( ليل ولم يعلمهما بذلك‪ .‬تاريخخخ‬
‫أبي بكر بن كامل قالت عائشة‪ :‬عاشت فاطمة بعد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ستة أشهر فلما توفيت دفنها علي ليل وصخخلى عليهخخا علخخي‪ .‬وروى فيخخه‬
‫عن سفيان بن عيينة وعن الحسن بن محمد وعبد ال بن أبي شيبة‪ ،‬عن يحيى‬
‫بن سعيد القطان‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري أن فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( دفنخخت‬
‫ليل‪ .‬وعنخخه فخخي هخخذا الكتخخاب أن أميخخر المخخؤمنين والحسخخن والحسخخين )عليهخخم‬
‫السلم( دفنوها ليل وغيبوا قبرها‪ .‬تاريخ الطبري‪ :‬إن فاطمخخة دفنخخت ليل ولخخم‬
‫يحضرها إل العباس وعلي و المقداد والزبير وفي رواياتنا أنخخه صخخلى عليهخخا‬
‫أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسخخلمان وأبخخو ذر والمقخخداد وعمخخار‬
‫وبريدة‪ ،‬وفي رواية والعباس وابنه الفضل‪ ،‬وفي رواية وحذيفة وابن مسعود‪.‬‬
‫الصبغ بن نباته أنه سأل أمير المؤمنين )عليه السلم( عخخن دفنهخخا ليل فقخخال‪:‬‬
‫إنها كانت ساخطة علخخى قخخوم كرهخخت حضخخورهم جنازتهخخا وحخخرام علخخى مخخن‬
‫يتولهم أن يصلي على أحد من ولدها‪ .‬وروي أنخخه سخخوى قبرهخخا مخخع الرض‬
‫مستويا وقخخالوا‪ :‬سخخوى حواليهخخا قبخخورا مخخزورة مقخخدار سخخبعة حخختى ل يعخخرف‬
‫قبرها‪ ،‬وروي أنه رش أربعين قبرا حتى ل يبين قبرها من غيره من القبور‪،‬‬
‫فيصلوا عليها‪ .‬أبو عبد ال حمويه بن علي البصخخري وأحمخخد بخخن حنبخخل وأبخخو‬
‫عبد ال بن بطة بأسانيدهم قالت أم سلمى امرأة أبي رافع ) ‪ :(1‬اشتكت فاطمة‬
‫شكواها التي قبضت فيها وكنت أمرضخخها فأصخخبحت يومخخا أسخخكن مخخا كخخانت‪،‬‬
‫فخرج علي إلى بعخخض حخخوائجه فقخخالت‪ :‬اسخخكبي لخخي غسخخل فسخخكبت‪ ،‬فقخخامت‬
‫واغتسلت أحسن ما يكون من الغسل‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ المطبوعة وهكخخذا المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ 364‬وهخخو سخخهو والصخخحيح‪:‬‬
‫)قالت سلمى امرأة أبى رافع( كما مر عن المفيد ص ‪ 172‬ويجيئ عخخن ابخخن‬
‫بابويه ص ‪ 188‬راجع كتب الرجال أيضا‪.‬‬

‫]‪[184‬‬

‫ثم لبست أثوابها الجدد ثم قالت‪ :‬افرشي وسط البيت ثم استقبلت القبلة و نامت‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫أنا مقبوضخخة‪ ،‬وقخخد اغتسخخلت فل يكشخخفني أحخخد ثخخم وضخخعت خخخدها علخخى يخخدها‬
‫وماتت‪ .‬وقالت أسماء بنت عميس‪ :‬أوصت إلي فاطمة أن ل يغسلها إذا مخخاتت‬
‫إل أنا وعلي فخخأعنت عليخخا علخخى غسخخلها‪ .‬كتخخاب البلذري إن أميخخر المخخؤمنين‬
‫)عليه السلم( غسلها من معقخخد الزار وإن أسخخماء بنخخت عميخخس غسخخلتها مخخن‬
‫أسفل ذلك‪ .‬أبو الحسن الخزاز القمي في الحكام الشرعية سخخئل أبخخو عبخخد الخ‬
‫)عليه السلم( عن فاطمخخة مخخن غسخخلها ؟ فقخخال‪ :‬غسخخلها أميخخر المخخؤمنين لنهخخا‬
‫كانت صديقة ]و[ لم يكن ليغسلها إل صديق‪ .‬وروي أن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( قال عند دفنها‪ :‬السخخلم عليخخك إلخخى آخخخر مخخا سخخيأتي نقل مخخن الكخخافي‪.‬‬
‫وروي أنه لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يخخد فتناولتهخخا‪ ،‬وانصخخرف‪.‬‬
‫عبد الرحمان الهمداني وحميد الطويخخل أنخخه )عليخخه السخخلم( أنشخخأ علخخى شخخفير‬
‫قبرها‪ :‬ذكرت أبا ودي فبت كأنني برد الهموم الماضيات وكيخخل لكخخل اجتمخخاع‬
‫من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطما بعخخد أحمخخد *‬
‫دليل علخى أن ل يخدوم خليخل فأجخاب هخاتف‪ :‬يريخد الفختى أن ل يمخوت خليلخه‬
‫وليس له إل الممات سبيل فل بد من موت ول بد مخخن بلخخى وإن بقخخائي بعخخدكم‬
‫لقليل إذا انقطعت يوما من العيش مدتي فإن بكاء الباكيات قليل ستعرض عخن‬
‫ذكري وتنسى مودتي ويحدث بعدي للخليل بديل بيان‪) :‬أبا ودي( أي من كان‬
‫يلزم ودي وحبي‪ ،‬والحاصل أني ذكرت محبوبي فبت كخخأنني لشخخدة همخخومي‬
‫ضامن لرد كل هم وحزن كان لي قبل ذلك‬

‫]‪[185‬‬

‫وقوله‪) :‬فل بد من موت( لعله من تتمة أبياته )عليه السلم( ل كلم الهاتف‪ ،‬ولو كخخان‬
‫من كلم الهخاتف فلعلخه ألقخاه علخى وجخه التلقيخن‪ - 17 .‬قخب‪ :‬قخال أبخو جعفخر‬
‫الطوسي‪ :‬الصوب أنها مدفونة في دارها أو فخخي الروضخخة‪ .‬يؤيخخد قخخوله قخخول‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنخخة‬
‫وفي البخاري )بين بيتي ومنخخبري( وفخخي الموطخخأ والحليخخة والترمخخذي ومسخخند‬
‫أحمد ابن حنبل )ما بين بيتي ومنبري(‪ .‬وقال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬منخخبري‬
‫على ترعة من ترع الجنة وقالوا‪ :‬حد الروضة ما بين القخخبر إلخخى المنخخبر إلخخى‬
‫الساطين التي تلي صحن المسجد‪ .‬أحمد بن محمد بن أبي نصر قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫أبا الحسن )عليه السلم( عن قبر فاطمة فقال‪ :‬دفنت في بيتها فلمخخا زادت بنخخو‬
‫أمية في المسجد صارت في المسجد‪ .‬يزيد بن عبد الملك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخده‬
‫قال‪ :‬دخلت على فاطمة )عليها السلم( فبدأتني بالسلم ثم قالت‪ :‬ما غدا بك ؟‬
‫قلت‪ :‬طلب البركة قالت‪ :‬أخبرني أبي وهو ذا‪ :‬مخخن سخخلم عليخخه أو علخخي ثلثخخة‬
‫أيام أوجب ال له الجنة‪ ،‬قلت لها‪ :‬في حياته وحياتك ؟ قالت‪ :‬نعم وبعد موتنخخا‪.‬‬
‫‪ - 18‬كشف‪ :‬روي أن أبا جعفر )عليه السلم( أخخخرج سخخفطا أو حقخخا وأخخخرج‬
‫منه كتابا فقرأه وفيه وصية فاطمة )عليها السلم( بسم ال خ الرحمخخن الرحيخخم‪،‬‬
‫هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( أوصت بحوائطهخخا‬
‫السبعة إلى علي بن أبي طخخالب‪ ،‬فخخإن مضخخى فخخالى الحسخخن فخخإن مضخخى فخخإلى‬
‫الحسين‪ ،‬فإن مضى فإلى الكابر من ولدي( شهد المقداد بن السخخود والزبيخخر‬
‫بن العوام وكتب علي بن أبي طالب‪ .‬وعن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬أوصتني‬
‫فاطمة )عليها السلم( أن ل يغسلها إذا ماتت إل أنا وعلي فغسلتها أنخخا وعلخخي‬
‫)عليه السلم(‪ .‬وقيل‪ :‬قالت فاطمة )عليها السلم( لسخخماء بنخخت عميخخس حيخخن‬
‫توضأت وضوءها للصلة‪ :‬هاتي طيبي الذي أتطيب بخه‪ ،‬وهخاتي ثيخابي الختي‬
‫أصلي فيها‪ ،‬فتوضأت ثم وضعت‬

‫]‪[186‬‬

‫رأسها فقالت لها‪ :‬اجلسي عند رأسي فإذا جخاء وقخت الصخلة فخأقيميني فخإن قمخت وإل‬
‫فأرسلي إلى علي‪ .‬فلما جاء وقت الصلة قالت‪ :‬الصلة يخخا بنخخت رسخخول الخخ‪،‬‬
‫فإذا هي قد قبضت فجاء علي فقالت له‪ :‬قد قبضت ابنة رسول ال قخخال علخخي‪:‬‬
‫مخختى ؟ قخخالت حيخخن أرسخخلت إليخخك قخخال‪ :‬فخخأمر أسخخماء فغسخخلتها وأمخخر الحسخخن‬
‫والحسين )عليهما السلم( يخخدخلن المخخاء ودفنهخخا ليل وسخخوى قبرهخخا فعخخوتب‬
‫)على ذلك( فقال‪ :‬بذلك أمرتني‪ .‬وروي أنها بقيت بعخخد أبيهخخا أربعيخخن صخخباحا‬
‫ولما حضرتها الوفاة قالت لسماء‪ :‬إن جبرئيخخل أتخخى النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلثا ثلثا لنفسه‪ ،‬وثلثا لعلخخي‬
‫وثلثا لي‪ ،‬وكان أربعين درهما فقالت‪ :‬يا أسماء ائتيني ببقية حنوط والدي مخخن‬
‫موضع كذا وكخذا فضخعيه عنخد رأسخي فوضخعته‪ ،‬ثخم تسخجت بثوبهخا وقخالت‪:‬‬
‫انتظريني هنيهة وادعيني فإن أجبتك وإل فخخاعلمي أنخخي قخخد قخخدمت علخخى أبخخي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ .‬فانتظرتها هنيهة ثم نادتها فلخخم تجبهخخا فنخخادت‪ :‬يخخا بنخخت‬
‫محمد المصطفى ! يا بنت أكرم من حملته النسخخاء ! يخخا بنخخت خيخخر مخخن وطخخئ‬
‫الحصا ! يا بنت من كان مخخن ربخخه قخخاب قوسخخين أو أدنخخى ! قخخال‪ :‬فلخخم تجبهخخا‪،‬‬
‫فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا فوقعت عليها تقبلهخخا وهخخي‬
‫تقول‪ :‬فاطمة ! إذا قدمت على أبيك رسول ال فاقرئيه عن أسماء بنت عميس‬
‫السلم‪ .‬فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين فقال‪ :‬يا أسخخماء مخخا ينيخخم أمنخخا‬
‫في هذه الساعة ؟ قالت‪ :‬يا ابنخخي رسخخول الخ ليسخخت أمكمخخا نائمخخة‪ ،‬قخخد فخارقت‬
‫الدنيا فوقع عليها الحسن يقبلها مخخرة ويقخخول‪ :‬يخخا أمخخاه كلمينخخي قبخخل أن تفخخارق‬
‫روحي بدني قالت‪ :‬وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول‪ :‬يا أماه أنا ابنك الحسين‬
‫كلميني قبل أن يتصدع قلبي فخخأموت‪ .‬قخخالت لهخخا أسخخماء‪ :‬يخخا ابنخخي رسخخول الخ‬
‫انطلقا إلى أبيكمخخا علخخي فخخأخبراه بمخخوت أمكمخخا‪ ،‬فخرجخخا حخختى إذا كانخخا قخخرب‬
‫المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء‪ ،‬فابتدرهما جميع الصحابة فقخخالوا مخخا يبكيكمخخا‬
‫يا ابني رسول ال ل أبكى ال أعينكما لعلكما نظرتما‬

‫]‪[187‬‬

‫إلى موقف جدكما فبكيتما شوقا إليه‪ .‬فقال‪) :‬ل( أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة )صخخلوات‬
‫ال عليها( قال‪ :‬فوقع علي )عليه السلم( علخى وجهخه يقخول‪ :‬بمخن العخزاء يخا‬
‫بنت محمد ؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك ثم قال‪ :‬لكخخل اجتمخخاع مخخن‬
‫خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطمخخا بعخخد أحمخخد دليخخل‬
‫على أن ل يدوم خليل )‪ (1‬ثم قال )عليه السلم(‪ :‬يا أسماء غسخخليها وحنطيهخخا‬
‫وكفنيها قال‪ :‬فغسلوها وكفنوها وحنطوها وصلوا عليها ليل ودفنوهخخا بخخالبقيع‬
‫وماتت بعد العصر‪ .‬وقال ابن بابويه رحمه ال‪ :‬جاء هذا الخبر كذا والصحيح‬
‫عندي أنها دفنت في بيتها فلما زاد بنو أمية في المسجد صارت فخخي المسخخجد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الظاهر والمشهور مما نقله الناس وأرباب التواريخ والسير أنها )عليهخخا‬
‫السلم( دفنت بالبقيع كما تقدم‪ .‬وروى مرفوعا إلى سلمى أم بني رافع قخخالت‪:‬‬
‫كنت عند فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( في شكواها التي ماتت فيها‬
‫قالت‪ :‬فلما كان في بعض اليام وهي أخف ما نراها فغدا علي بن أبي طخخالب‬
‫في حاجته وهو يرى يومئذ أنها أمثل ما كانت فقالت‪ :‬يا أمخخة )‪ (2‬اسخخكبي لخخي‬
‫غسل ففعلت فاغتسلت كأشد مخا رأيتهخخا ثخخم قخالت لخخي‪ :‬أعطينخخي ثيخخابي الجخخدد‬
‫فأعطيتها فلبست ثم قالت‪ :‬ضعي فراشي واستقبليني ثم قالت‪ :‬إني قخخد فرغخخت‬
‫من نفسي فل اكشفن إنخي مقبوضخة الن ثخخم توسخخدت يخدها اليمنخخى واسختقبلت‬
‫القبلة فقبضت‪ .‬فجاء علي )عليه السلم( ونحخخن نصخخيح فسخخأل عنهخخا فخخأخبرته‬
‫فقال‪ :‬إذا وال ل تكشف فاحتملت في ثيابها فغيبت‪.‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬وإن افتقادي واحدا بعد واحد وهو الصحيح فإنه )عليخخه السخخلم(‬
‫تمثل بهذه الشعار وأنشدها‪ ،‬ل أنه أنشأها‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يخخا أمخخة الخخ‪،‬‬
‫راجع ج ‪ 2‬ص ‪.64‬‬

‫]‪[188‬‬

‫أقول‪ :‬إن هذا الحديث قد رواه ابن بابويه رحمه ال كما ترى وقد روى أحمد بن حنبل‬
‫في مسنده عن أم سلمى )‪ (1‬قخخالت‪ :‬اشخختكت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( شخخكواها‬
‫التي قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتهخخا فخخي شخخكواها‬
‫ذلك‪ .‬قالت‪ :‬وخرج علي )عليه السلم( لبعض حاجته فقخخالت‪ :‬يخخا أمخخة اسخخكبي‬
‫لي غسل فسكبت لها غسل فاغتسلت كأحسن ما رأيتهخخا تغتسخخل ثخخم قخخالت‪ :‬يخخا‬
‫أماه أعطيني ثيابي الجدد‪ ،‬فأعطيتها فلبستها ثم قالت‪ :‬يا أماه قدمي لي فراشي‬
‫وسط البيت ففعلت‪ ،‬فاضطجعت واستقبلت القبلة‪ ،‬وجعلت يدها تحت خدها ثم‬
‫قالت‪ :‬يا أماه إني مقبوضة الن وقد تطهرت فل يكشفني أحد فقبضت مكانهخخا‬
‫قالت‪ :‬فجاء علي )عليه السلم( فأخبرته‪ .‬واتفاقهما من طرق الشخخيعة والسخخنة‬
‫على نقله مع كون الحكم علخخى خلفخخه عجيخخب فخخإن الفقهخخاء مخخن الطريقيخخن ل‬
‫يجيزون الدفن إل بعد الغسل إل في مواضع ليس هذا منه‪ ،‬فكيخخف رويخخا هخخذا‬
‫الحديث ولم يعلله ول ذكرا فقهه‪ ،‬ول نبها على الجواز ول المنع‪ ،‬ولعل هخخذا‬
‫أمر يخصها )عليها السلم( وإنما استدل الفقهخخاء علخخى أنخخه يجخخوز للرجخخل أن‬
‫يغسل زوجته بأن عليا غسل فاطمة )عليهما السخخلم( وهخخو المشخخهور‪ .‬وروى‬
‫ابن بابويه مرفوعا إلى الحسن بن علي )عليهما السلم( أن عليا غسل فاطمة‬
‫)عليهما السلم( وعن علي أنه صخخلى الخ علخخى فاطمخخة‪ ،‬وكخخبر عليهخخا خمسخخا‬
‫ودفنها ليل وعن محمد بن علي )عليهمخا السخلم( أن فاطمخة )عليهخا السخلم(‬
‫دفنت ليل‪ .‬بيان‪ :‬قد بينا في كتاب المخخزار أن الصخخح أنهخخا مدفونخخة فخخي بيتهخخا‬
‫وأما ما ذكره من تخرك غسخلها فخالولى أن يخأول بمخا ذكرنخا سخابقا مخن عخدم‬
‫كشف بدنها للتنظيف )فل تنافي( للخبار الكثيرة الدالخخة علخخى أن عليخخا )عليخخه‬
‫السلم( غسلها ويؤيد ما ذكرنا من التأويل ما مر في روايخخة ورقخخة فل تغفخخل‪.‬‬
‫‪ - 19‬كشف‪ :‬ونقلت من كتاب الذريخخة الطخخاهرة للخخدولبي فخخي وفاتهخخا )عليهخخا‬
‫السلم( ما نقله عن رجاله قال‪ :‬لبثت فاطمة بعد النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫ثلثة أشهر‪ ،‬وقال‬
‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 183‬فيما سبق‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫ابن شهاب‪ :‬ستة أشهر وقال الزهري‪ :‬ستة أشهر ومثله عن عائشة ومثلخخه عخخن عخخروة‬
‫بن الزبير أبي جعفر محمد بن علي )عليهما السلم( خسما وتسعين ليلة ‪ -‬في‬
‫سنة إحدى عشرة ‪ -‬وقال ابن قتيبة في معارفخة‪ :‬مخائة يخوم‪ .‬وقيخل‪ :‬مخاتت فخي‬
‫سنة إحدى عشرة ليلة الثلثاء لثلث ليال من شخخهر رمضخخان وهخخي بنخخت تسخخع‬
‫وعشخخرين سخخنة أو نحوهخخا‪ .‬وقيخخل‪ :‬دخخخل العبخخاس علخخى علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫وفاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأحخخدهما يقخخول لصخخاحبه‪ :‬أينخخا‬
‫أكبر فقال العباس‪ :‬ولخخدت يخخا علخخي قبخخل بنخخاء قريخخش الخخبيت بسخخنوات وولخخدت‬
‫)ابنتي( وقريش تبني البيت ورسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخخه( ابخن خمخخس‬
‫وثلثين سنة قبل النبوة بخمس سنين‪ .‬وروي أنها أوصيت عليا )عليه السلم(‬
‫وأسخماء بنخت عميخس أن يغسخلها‪ .‬وعخن ابخن عبخاس قخال‪ :‬مرضخت فاطمخة‬
‫مرضا شديدا فقالت لسماء بنت عميس‪ :‬أل ترين إلى مخا بلغخت فل تحملينخي‬
‫على سرير ظخاهر فقخخالت‪ :‬ل لعمخخري ولكخن أصخنع نعشخا كمخخا رأيخت يصخنع‬
‫بالحبشة‪ .‬قالت‪ :‬فأرينيه فأرسلت إلى جرائد رطبخخة فقطعخخت مخخن السخخواق ثخخم‬
‫جعلخخت علخى السخرير نعشخا وهخخو أول مخا كخان النعخخش فتبسخمت ومخا رؤيخخت‬
‫متبسخخمة إل يخخومئذ ثخخم حملناهخخا فخخدفناها ليل وصخخلى عليهخخا العبخخاس بخخن عبخخد‬
‫المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بخخن عبخخاس‪ .‬وعخخن أسخخماء بنخخت‬
‫عميس أن فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالت لسماء‪ :‬إني قخخد‬
‫استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المخخرأة الثخخوب فيصخخفها لمخخن رأى‬
‫فقالت أسماء‪ :‬يا بنت رسول ال أنا أريخخك شخخيئا رأيتخخه بخأرض الحبشخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فدعت بجريدة رطبة فحسنتها ثخخم طرحخخت عليهخخا ثوبخخا فقخخالت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬ما أحسن هذا وأجمله ل تعخخرف بخخه المخخرأة مخخن الرجخخل‪ .‬قخخال‪ :‬قخخالت‬
‫فاطمة‪ :‬فخخإذا مخخت فاغسخخليني أنخخت ول يخخدخلن علخخي أحخخد فلمخخا تخخوفيت فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( جاءت عائشة تخخدخل عليهخخا فقخخالت أسخخماء‪ :‬ل تخخدخلي فكلمخخت‬
‫عائشة‬

‫]‪[190‬‬

‫أبا بكر فقالت‪ :‬إن هذه الخثعمية تحو بيننا وبين ابنة رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه(‬
‫وقد جعلت لها مثل هودج العروس فقالت أسماء لبي بكر‪ :‬أمرتني أن يخخدخل‬
‫عليها أحد وأريتها هذا الذي صنعت وهي حيخخة فخخأمرتني أن أصخخنع لهخخا ذلخخك‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬أصنعي ما أمرتك فخخا نصخخرف‪ ،‬وغسخخلها علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫وأسماء‪ .‬وروى الخدولبي حخديث الغسخل الخذي اغتسخلته قبخل وفاتهخا وكونهخا‬
‫دفنت به ولم تكشف وقد تقدم ذكره وروى مخخن غيخخر هخخذا أن أبخخا بكخخر وعمخخر‬
‫عاتبا عليا )عليه السلم( كونه لم يؤذنهما بالصلة عليها فاعتذر أنها أوصخخته‬
‫بذلك وحلف لهما فصدقاه وعذراه‪ .‬وقال على )عليه السلم( عند دفخخن فاطمخخة‬
‫)عليهما السلم( كالمناجي بذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( عنخخد قخخبره‪:‬‬
‫السلم عليك يا رسول ال عني وعن ابنتك النازلة في جوارك‪ ،‬إلخخى آخخخر مخخا‬
‫سيأتي‪ .‬ثم قال علي بن عيسى‪ :‬الحديث ذو شجون أنشدني بعخخض الصخخحاب‬
‫للقاضي أبي بكر بخخن )أبخخي( قريعخخة‪ :‬يخخا مخخن يسخخائل دائبخخا * عخخن كخخل معظلخخة‬
‫سخيفة ل تكشفن مغطى فلربما كشفت جيفة ولخخرب مسخختور بخخدا كالطبخخل مخخن‬
‫تحت القطيفة إن الجواب لحاضر لكنني أخفيه خيفة لو ل اعتداء رعيخخة ألقخخى‬
‫سياستها الخليفة وسيوف أعداء بها * هاماتنا أبدا نقيفة لنشرت من أسرار آل‬
‫محمد جمل طريفة تغنيكم عما رواه مالك وأبخخو حنفيفخخة وأريتكخخم أن الحسخخين‬
‫أصيب في يوم السقيفة ولى حال لحدت بالليخخل فاطمخخة الشخخريفة ولمخخا حمخخت‬
‫شيخيكم عن وطئ حجرتها المنيفة أوه لبنت محمد * ماتت بغصتها أسيفة‬

‫]‪[191‬‬

‫وقد ورد من كلمها )عليها السلم( في مرض موتها ما يدل على شخخدة تألمهخخا وعظخخم‬
‫موجخخدتها وفخخرط شخخكايتها ممخخن ظلمهخخا ومنعهخخا حقهخخا أعرضخخت عخخن ذكخخره‪،‬‬
‫وألغيت القول فيخه‪ ،‬ونكبخت عخن إيخراده لن غرضخي مخن هخذا الكتخاب نعخت‬
‫مناقبهم ومزاياهم وتنبيه الغافل عن موالتهم‪ ،‬فربما تنبخخه ووالهخم‪ ،‬ووصخخف‬
‫ما خصهم ال بخخه مخخن الفضخخائل الخختي ليسخخت لحخخد سخخواهم‪ ،‬فأمخخا ذكخخر الغيخخر‬
‫والبحث عن الشر والخير فليس من غرض هذا الكتاب وهو موكول إلى يخخوم‬
‫الحساب وإلى ال تصير المور‪ .‬بيخخان‪ :‬النقخخف‪ :‬كسخخر الهامخخة عخخن الخخدماغ أو‬
‫ضربها أشد ضرب أو برمح أو عصخخا‪ - 20 .‬ضخخه‪ :‬مرضخخت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السخخلم( مرضخخا شخخديدا ومكثخخت أربعيخخن ليلخخة فخخي مرضخخها إلخخى أن تخخوفيت‬
‫)صلوات ال عليها( فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميخخس‬
‫ووجهت خلف علي وأحضرته‪ ،‬فقالت‪ :‬يا ابخخن عخخم إنخخه قخخد نعيخخت إلخخي نفسخخي‬
‫وإنني ل أرى مابي إل أنني ل حق بأبي ساعة بعد سخخاعة )‪ (1‬وأنخخا أوصخخيك‬
‫بأشياء في قلبي‪ .‬قال لها علي )عليخخه السخخلم(‪ :‬أوصخخيني بمخخا أحببخخت يخخا بنخخت‬
‫رسول ال ! فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ثم قالت‪ :‬يا ابن عخخم‬
‫ما عهدتني كاذبة ول خائنة ول خالفتك منخذ عاشخرتني فقخال )عليخه السخلم(‪:‬‬
‫معاذ ال أنت أعلم بال وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من ال ]من[ أن أوبخك‬
‫بمخالفتي )‪ (2‬قخد عخخز علخخي مفارقتخخك وتفقخدك‪ ،‬إل أنخه أمخر لبخد منخخه‪ ،‬والخ‬
‫جددت علي مصيبة رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وقخخد عظمخخت وفاتخخك‬
‫وفقدك‪ ،‬فإنا ل وإنخخا إليخخه راجعخخون مخخن مصخخيبة مخخا أفجعهخخا وآلمهخخا وأمضخخها‬
‫وأحزنها هذه وال مصيبة ل عزاء لها‪ ،‬ورزية ل خلف لها‪.‬‬
‫)‪ (1‬الساعة أو بعخخد سخخاعة‪ .‬ظ )‪ (2‬فخخي النسخخخة المطبوعخخة‪) :‬وأشخخد خوفخخا مخخن الخ أن‬
‫أوبخك( وهخو نخاقص قطعخخا‪ .‬فخإنه لبخد فخي الكلم مخن صخخلة متممخخة لفعخخل‬
‫التفضيل في قوله )عليه السلم(‪ :‬أعلم وأبر وأتقخخى وأكخخرم وأشخخد خوفخخا مخخن‬
‫ال‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ثم قال‪ :‬أوصيني بمخخا شخخئت‬
‫فإنك تجدني فيها أمضي كما أمرتني به وأختار أمرك على أمري‪ .‬ثخخم قخخالت‪:‬‬
‫جزاك ال عني خير الجزاء يا ابخخن عخخم رسخخول الخ أوصخخيك أول أن تخختزوج‬
‫بعدي بابنة ]اختي[ )‪ (1‬أمامة فإنها تكون لولدي مثلي فخإن الرجخال لبخد لهخم‬
‫من النساء‪ .‬قال‪ :‬فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أربخخع ليخخس‬
‫لي إلى فراقه سبيل‪ ،‬بنت ]أبي العاص[ )‪ (2‬أمامة أوصتني بهخخا فاطمخخة بنخخت‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله(‪ .‬ثم قالت‪ :‬أوصيك يا ابن عخخم أن تتخخخذ لخخي نعشخخا‬
‫فقد رأيت الملئكة صوروا صورته فقال ها‪ :‬صفيه لخخي فوصخخفته فاتخخخذه لهخخا‬
‫فأول نعش عمل على وجه الرض ذاك وما رأى أحد قبله ول عمل أحخخد‪ .‬ثخم‬
‫قالت‪ :‬أوصيك أن ل يشهد أحد جنخخازتي مخخن هخخؤلء الخخذين ظلمخخوني وأخخخذوا‬
‫حقي فإنهم عخخدوي وعخخدو رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ول تخخترك أن‬
‫يصلي علي أحد منهم‪ ،‬ول من أتباعهم‪ ،‬وادفنخخي فخخي الليخخل إذا هخخدأت العيخخون‬
‫ونامت البصار ثم توفيت صخخلوات الخ عليهخخا وعلخخى أبنيهخخا وبعلهخخا وبنيهخخا‪.‬‬
‫فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعخخت نسخخاء بنخخي هاشخخم فخخي دارهخخا‪،‬‬
‫فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن‪:‬‬
‫يا سيدتاه ! يا بنت رسول الخ ! وأقبخل النخاس مثخل عخرف الفخرس إلخى علخي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬وهخخو جخخالس والحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( بيخخن يخخديه‬
‫يبكيان‪ ،‬فبكى الناس لبكائهما‪ .‬وخرجت أم كلثوم وعليهخخا برقعخخة وتجخخر ذيلهخخا‬
‫متجللة بخخرداء عليهخخا تسخخبجها وهخخي تقخخول‪ :‬يخخا أبتخخاه يخخا رسخخول الخ الن حقخخا‬
‫فقخخدناك‪ ،‬فقخخدا ل لقخخاء بعخخده أبخخدا‪ .‬واجتمخخع النخخاس فجلسخخوا وهخخم يضخخجون‬
‫وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها‪ ،‬وخرج أبو ذر وقال‪ :‬انصخخرفوا‬
‫فإن ابنة رسول ال )صلى ال عليه وآله( قد أخخخر إخراجهخخا فخخي هخخذه العشخخية‬
‫فقام الناس وانصرفوا‪.‬‬

‫)‪ (1‬و )‪ (2‬قد عرفت فيما سبق وجه هذه الزيادة فراجع ص ‪.182‬‬

‫]‪[193‬‬
‫فلما أن هدأت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها علي والحسن والحسين )عليهخخم‬
‫السلم( وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسخخلمان وبريخخدة ونفخخر مخخن‬
‫بني هاشم وخواصه صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوى علي )عليخخه‬
‫السخخلم( حواليهخخا قبخخورا مخخزورة مقخخدار سخخبعة حخختى ل يعخخرف قبرهخخا وقخخال‬
‫بعضهم من الخواص‪ :‬قبرها سوى مع الرض مستويا فمسح مسحا سواء مع‬
‫الرض حتى ل يعرف موضعه‪ - 21 .‬كا‪ :‬أحمخخد بخخن مهخخران ‪ -‬رحمخخه الخ ‪-‬‬
‫رفعه وأحمد بن إدريس عخخن محمخخد ابخخن عبخخد الجبخخار الشخخيباني قخخال‪ :‬حخخدثني‬
‫القاسم بن محمد الرازي قال‪ :‬حدثني علخي ابخن محمخخد الهرمزانخي‪ ،‬عخن أبخخي‬
‫عبد ال الحسين بن علخخي )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪ :‬لمخخا قبضخخت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( دفنها أمير المؤمنين )عليه السلم( سرا وعفا على موضع قبرهخخا ثخخم‬
‫قام فحول وجهه إلى قبر رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخه( ثخخم قخال‪ :‬السخخلم‬
‫عليك يا رسول ال عني ! والسلم عليك عخخن ابنتخخك‪ ،‬وزائرتخخك والبائتخخة فخخي‬
‫الثرى ببقعتك‪ ،‬والمختار ال لها سرعة اللحخخاق بخخك‪ ،‬قخخل يخخا رسخخول الخ عخخن‬
‫صفيتك صبري‪ ،‬وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي‪ ،‬إل أن في التأسي لخخي‬
‫بسنتك في فرقتك‪ ،‬موضع تعخخز‪ ،‬فلقخخد وسخخدتك فخخي ملحخخودة قخخبرك‪ ،‬وفاضخخت‬
‫نفسك بين نحري وصدري‪ .‬بلى ! وفي كتاب ال لي أنعم القبول‪ ،‬إنا ل خ وإنخخا‬
‫إليه راجعون قد استرجعت الوديعة‪ ،‬وأخذت الرهينة‪ ،‬واخلست الزهراء‪ ،‬فما‬
‫أقبح الخضراء والغبراء يا رسول ال ! أما حزني فسرمد‪ ،‬وأما ليلي فمسهد‪،‬‬
‫وهم ل يبرح من قلبي‪ ،‬أو يختار ال لي دارك التي أنت فيها مقيم‪ ،‬كمد مقيح‪،‬‬
‫وهم مهيج‪ ،‬سرعان ما فرق بيننا وإلى ال أشكو‪ .‬وستنبئك ابنتك بتظافر امتك‬
‫علخخى هضخخمها‪ ،‬فأحفهخخا السخخؤال‪ ،‬واسخختخبرها الحخخال‪ ،‬فكخخم مخخن غليخخل معتلخخج‬
‫بصدرها‪ ،‬لم تجد إلى بثه سبيل‪ ،‬وستقول و يحكم ال وهو خير الحاكمين‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫والسلم عليكما سلم مودع‪ ،‬ل قال ول سئم‪ ،‬فإن أنصرف فل عن مللخخة وإن أقخخم فل‬
‫عن سوء ظن بما وعد ال الصابرين‪ .‬واها واها والصبر أيمن وأجمخخل‪ ،‬ولخخو‬
‫ل غلبة المستولين‪ ،‬لجعلت المقخخام واللبخخث لزامخخا معكوفخخا‪ ،‬ولعخخولت إعخخوال‬
‫الثكلى على جليل الرزية‪ .‬فبعين ال تدفن ابنتك سخخرا‪ ،‬وتهضخخم حقهخخا‪ ،‬ويمنخخع‬
‫إرثها ! ؟ ولم يتباعد العهد‪ ،‬ولم يخلق منخخك الخخذكر‪ ،‬وإلخخى الخ يخخا رسخخول الخ‬
‫المشتكى‪ ،‬وفيك يا رسول ال أحسن العزاء‪ ،‬صلى ال عليك‪ ،‬وعليهخخا السخخلم‬
‫والرضخخوان‪ .‬بيخخان‪) :‬العفخخو( المحخخو والنمحخخاء )والتجلخخد( القخخوة قخخوله )عليخخه‬
‫السلم( )إل أن في التأسي لي بسنتك( أي بسنة فرقتك‪ ،‬والمعنى أن المصخخيبة‬
‫بفراقك كانت أعظم فكما صبرت على تلك مع كونهخخا أشخخد فلن أصخخبر علخخى‬
‫هذه أولى‪ ،‬والتأسي القتخداء بالصخخبر فخخي هخذه المصخيبة‪ ،‬كالصخبر فخخي تلخك‪.‬‬
‫)وفاضت نفسه( خرجت روحه‪ .‬قخخوله )عليخخه السخخلم(‪) :‬فخخي كتخخاب الخ أنعخخم‬
‫القبول( أي فيه ما يصير سببا لقبول المصخخائب أنعخخم القبخخول‪ ،‬واسخختعار عليخخه‬
‫السخخلم لفخخظ الوديعخخة والرهينخخة لتلخخك النفخخس الكريمخخة لن الرواح كالوديعخخة‬
‫والرهن في البدان أو لن النساء كخالودائع والرهخائن عنخد الزواج‪ ،‬ويمكخن‬
‫أن يقخخرء )اسخخترجعت( وقرائنخخه علخخى بنخخاء المعلخخوم والمجهخخول‪ .‬والتخخخالس‪:‬‬
‫التسالب‪ ،‬والسهود قلة النوم )أو يختار( أي إلى أن يختخخار‪ ،‬و )الكمخخد( بالفتخخح‬
‫وبالتحريك الحزن الشديد‪ ،‬ومرض القلب منه وهو إما خبر لقوله هم‪ ،‬أو كخخل‬
‫منهما خبر مبتدأ محذوف و )الهضم( الظلم و )الحفاء( المبالغة فخخي السخخؤال‬
‫و )الغليل( حرارة الجخخوف واعتلجخخت المخخواج‪ :‬التطمخخت وفخخي نهخخج البلغخخة‬
‫وكشف الغمة‪ :‬والسلم عليكما سلم مودع‪ .‬وعكفه يعكفه‪ :‬حبسه‪ ،‬والعوال‪:‬‬
‫رفع الصوت بالبكاء والصياح قوله‪) :‬فبعين ال( أي تدفن ابنتخخك سخخرا متلبسخخا‬
‫بعلم من ال وحضوره وشهوده قخخوله عليخخه السخخلم‪ :‬و )فيخخك( أي فخخي إطاعخخة‬
‫أمرك‪ - 22 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عخخن‬
‫ابن رئاب‬

‫]‪[195‬‬

‫عن أبي عبيدة قال‪ :‬سأل أبا عبد ال )عليه السلم( بعخخض أصخخحابنا عخخن الجفخخر فقخخال‪:‬‬
‫هو جلد ثور مملوء علما قال له‪ :‬فالجامعة ؟ قال‪ :‬تلك صحيفة طولها سخخبعون‬
‫ذراعا في عرض الديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليخخه‪ ،‬وليخس‬
‫من قضية إل وهي فيها حخختى أرش الخخخدش‪ .‬قخخال‪ :‬فمصخخحف فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( ؟ قال‪ :‬فسكت طويل ثخخم قخخال‪ :‬إنكخخم لتبحثخخون عمخخا تريخخدون وعمخخا ل‬
‫تريخخدون إن فاطمخخة مكثخخت بعخخد رسخخول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( خمسخخة‬
‫وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل يأتيها فيحسخخن‬
‫عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عخن أبيهخخا ومكخخانه‪ ،‬ويخبرهخا بمخخا‬
‫يكون بعده في ذريتها وكان علخخي )عليخخه السخخلم( يكتخخب ذلخخك فهخخذا مصخخحف‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ - 23 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عخخن‬
‫جده‪ ،‬عن أبي بصير عن أبي عبد ال‪ ،‬عخخن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسخخموهم‬
‫يقول السقط لبيه‪ :‬أل سميتني وقد سمى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫محسنا قبل أن يولد‪ .‬بيان‪ :‬يحتمل أن يكون )وقد سمى( كلم السقط‪ - 24 .‬كا‪:‬‬
‫العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن هشام بخخن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقخخول‪ :‬عاشخخت فاطمخخة بعخخد‬
‫رسول ال )صخلى الخ عليخه وآلخه( خمسخة وسخبعين يومخا لخم تخر كاشخرة ول‬
‫ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتيخخن‪ :‬الثنيخن والخميخس‪ ،‬فتقخول‬
‫)عليها السلم(‪ :‬ههنا كخخان رسخخول الخ وههنخخا كخخان المشخخركون‪ .‬وفخخي روايخخة‬
‫أبان‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنها كانت تصخخلي هنخخاك و‬
‫تدعو حتى ماتت عليها السلم‪ .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫هشام مثله‪ - 25 .‬كا‪ :‬حميد‪ ،‬عن ابن سماعة‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‪ ،‬عن أبان‪،‬‬
‫عن محمد ابن المفضل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السخخلم( يقخخول‪ :‬جخخاءت‬
‫فاطمة )عليها السلم( إلخخى سخارية فخي المسخخجد وهخي تقخول وتخخخاطب النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪:‬‬

‫]‪[196‬‬

‫قد كان بعد أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لخخم يكخخثر الخطخخب إنخخا فقخخدناك فقخخد الرض‬
‫وابلها * واختل قومك فاشهدهم ول تغب بيان‪ :‬قال الجزري )الهنبثة( واحخخدة‬
‫الهنخخخابث وهخخخي المخخخور الشخخخداد المختلفخخخة والهنبثخخخة‪ :‬الختلط فخخخي القخخخول‬
‫)والشخخهود( الحضخخور و )الخطخخب( بالفتخخح المخخر الخخذي تقخخع فيخخه المخاطبخخة‪،‬‬
‫والشأن‪ ،‬والحال‪ ،‬و )الوابل( المطر الشديد‪ - 26 .‬قل‪ :‬روينا عن جماعخخة مخخن‬
‫أصحابنا ذكرناهم في كتاب التعريف للمولد الشريف إن وفخخاة فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( صارت يوم ثالث جمادى الخرة‪ - 27 .‬قب‪ :‬أنشدت الزهراء )عليها‬
‫السلم( بعد وفات أبيها )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وقد رزئنا به محضا خليقته *‬
‫صافي الضرائب والعراق والنسب وكنت بدرا ونورا يستضاء بخخه * عليخخك‬
‫تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل روح القدس زائرنا * فغاب عنا وكل‬
‫الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صخخادفنا * لمخخا مضخخيت وحخخالت دونخخك‬
‫الحجب إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن * من البرية ل عجم ول عرب ضاقت‬
‫علي بلد بعد ما رحبت * وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب فأنت والخ خيخخر‬
‫الخلق كلهم * وأصدق الناس حيث الصدق والكذب فسخخوف نبكيخخك مخخا عشخخنا‬
‫وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب عمرو بن دينار‪ ،‬عخخن البخخاقر )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬ما رؤيت فاطمة )عليها السلم( ضاحكة قط منخخذ قبخخض رسخخول‬
‫الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( حختى قبضخت‪ .‬بيخان‪) :‬الخرزء( بالضخم والهمخزة‬
‫المصخخيبة بفقخخد العخخزة ورزئنخخا علخخى صخخيغة المجهخخول أي أصخخبنا واسخخقطت‬
‫الهمزة للتخفيف )‪ (1‬وقوله‪) :‬محضا خليقته( مفعول ثان لرزئنا على التجريد‬
‫كقولهم‪ :‬لقيت بزيد أسدا أي رزئت به بشخص محض الخليقة ل يشوبها كخخدر‬
‫وسوء و )الضريبة( الطبيعة والسجية‪ ،‬و )العراق( جمع عرق بالكسر وهو‬
‫الصل من كل شئ و )الشجن( بالتحريك الهم والحزن و )العجم( بالضم و‬

‫)‪ (1‬يريد اسقاطها في قولها‪) :‬بما لم يرز(‪ .‬فان أصلها )لم يرزء(‪.‬‬

‫]‪[197‬‬

‫بالتحريك خلف العرب‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬الخسخخف‪ :‬النقصخخان والهخخوان و )سخخيم( كلخخف‬
‫والزم وهملت عينه‪ :‬فاضت‪ - 28 .‬ج‪ :‬فيما احتخخج بخخه الحسخخن )عليخخه السخخلم(‬
‫على معاوية وأصحابه أنه قال لمغيرة ابن شخخعبة‪ :‬أنخخت ضخخربت فاطمخخة بنخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى أدميتها وألقت مخخا فخخي بطنهخخا اسخختذلل‬
‫منك لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ومخالفة منك لمره وانتهاكا لحرمتخخه‪،‬‬
‫وقد قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنخت سخيدة نسخاء أهخل الجنخة والخ‬
‫مصيرك إلى النخخار‪ - 29 .‬أقخخول‪ :‬وجخخدت فخخي كتخخاب سخخليم بخخن قيخخس الهللخخي‬
‫برواية أبان بن أبي عياش عنه‪ ،‬عن سلمان وعبد ال بن العبخخاس قخخال‪ :‬تخخوفي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوم توفي فلم يوضع في حفرته‪ ،‬حتى نكخخث‬
‫الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلف‪ ،‬واشتغل علي )عليخخه السخخلم( برسخخول‬
‫ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( حخختى فخخرغ مخخن غسخخله وتكفينخخه وتحنيطخخه ووفخخي‬
‫حفرته‪ ،‬ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصية رسول ال )صلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ .‬فقال عمر لبي بكر‪ :‬يا هذا إن الناس أجمعين قد بخايعوك مخخا خل‬
‫هذا الرجل وأهل بيته فابعث إليه فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له‪ :‬قنفخخذ‪ ،‬فقخخال‬
‫له‪ :‬يا قنفذ انطلق إلى علي فقل له‪ :‬أجب خليفة رسول ال‪ ،‬فبعثا مخخرارا وأبخخى‬
‫علي )عليه السلم( أن يأتيهم‪ ،‬فخخوثب عمخخر غضخخبان ونخخادى خالخخد بخخن الوليخخد‬
‫وقنفذا فأمرهما أن يحمل حطبخخا ونخخارا ثخخم أقبخخل حخختى انتهخخى إلخخى بخخاب علخخي‬
‫وفاطمة صلوات ال عليهما وفاطمة قاعدة خلف الباب‪ ،‬قخخد عصخخبت رأسخخها‪،‬‬
‫ونحل جسمها في وفاة رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ .‬فأقبخخل عمخخر حخختى‬
‫ضرب الباب ثم نادى‪ :‬يا ابن أبي طالب افتح الباب ! فقالت‪ :‬فاطمة‪ :‬يخخا عمخخر‬
‫مالنا ولخخك ل تخخدعنا ومخا نحخخن فيخه‪ ،‬قخال‪ :‬افتحخخي البخخاب وإل أحرقنخخا عليكخم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا عمر أما تتقي ال عزوجل تدخل على بيتي وتهجم على داري فأبى‬
‫أن ينصرف‪ ،‬ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فخخأحرق البخخاب ثخخم دفعخخه‬
‫عمر فاستقبلته فاطمة )عليها السلم( وصاحت يخخا أبتخخاه يخخا رسخخول الخ فرفخخع‬
‫السيف وهو في غمخده فوجخا بخه جنبهخا فصخرخت فرفخع السخوط فضخرب بخه‬
‫ذراعها فصاحت يا أبتاه‪.‬‬

‫]‪[198‬‬

‫فوثب علي بن أبى طالب )عليه السلم( فأخذ بتلبيخخب عمخخر ثخخم هخخزه فصخخرعه ووجخأ‬
‫أنفه ورقبته‪ ،‬وهم بقتله‪ ،‬فذكر قخول رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخه وآلخه( ومخا‬
‫أوصاه به من الصبر والطاعة فقال‪ :‬والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صخخهاك‬
‫لول كتاب من ال سبق لعلمخخت أنخخك ل تخخدخل بيخختي‪ ،‬فأرسخخل عمخخر يسخختغيث‪.‬‬
‫فأقبل الناس حتى دخلوا الخخدار فكخخاثروه وألقخخوا فخخي عنقخخه حبل فحخخالت بينهخخم‬
‫وبينه فاطمة عند بخخاب الخخبيت‪ ،‬فضخخربها قنفخخذ الملعخخون بالسخخوط فمخخاتت حيخخن‬
‫ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه ال فألجأها إلى عضخخادة‬
‫بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينا من بطنها فلم تخخزل صخخاحبة‬
‫فراش حتى ماتت ‪ -‬صلى ال عليها ‪ -‬من ذلك شهيدة‪ .‬وساق الحديث الطويخخل‬
‫في الداهية العظمى والمصيبة الكبرى إلى أن قال ابخخن عبخخاس‪ :‬ثخخم إن فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( بلغها أن أبا بكر قبض فدكا فخرجت في نساء بني هاشم حخختى‬
‫دخلت على أبي بكر فقالت‪ :‬يا أبا بكر تريخخد أن تأخخخذ منخخي أرضخخا جعلهخخا لخخي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدعا أبو بكخخر بخخدواة ليكتخخب بخخه لهخخا‪ ،‬فخخدخل‬
‫عمر فقال‪ :‬يا خليفة رسول ال ل تكتب لها حتى تقيم البينة بمخخا تخخدعي فقخخالت‬
‫فاطمة )عليها السخخلم(‪ :‬علخخي وأم أيمخخن يشخخهدان بخخذلك‪ ،‬فقخخال عمخخر‪ ،‬ل تقبخخل‬
‫شهادة امرأة أعجمية ل تفصح‪ ،‬وأما علي فيجر النار إلخخى قرصخخته‪ .‬فرجعخخت‬
‫فاطمة مغتاظة فمرضت‪ ،‬وكان علي يصخخلي فخخي المسخخجد الصخخلوات الخمخخس‬
‫فلما صلى قال له أبو بكر وعمر‪ :‬كيف بنت رسخخول الخ إلخخى أن ثقلخخت فسخخأل‬
‫عنها وقال‪ :‬قد كان بيننا وبينها ما قخد علمخت فخإن رأيخت أن تخأذن لنخا لنعتخذر‬
‫إليها من ذنبنا‪ ،‬قال‪ :‬ذاك إليكما‪ .‬فقاما فجلسا بالباب ودخل علي )عليه السلم(‬
‫على فاطمة )عليها السلم( فقال لها‪ :‬أيتها الحخخرة فلن وفلن بالبخخاب يريخخدان‬
‫أن يسلما عليك فما تريدين ؟ قالت‪ :‬البيت بيتك‪ ،‬و الحخخرة زوجتخخك‪ ،‬افعخخل مخخا‬
‫تشاء ! فقال‪ :‬سدي قناعك فسدت قناعها وحولت وجهها‬

‫]‪[199‬‬

‫إلى الحائط‪ ،‬فدخل وسلما وقال‪ :‬إرضي عنا رضي ال عنك فقالت‪ :‬ما دعا إلى هخخذا ؟‬
‫فقخخال‪ :‬اعترفنخخا بالسخخاءة ورجونخخا أن تعفخخي عنخخا فقخخالت‪ :‬إن كنتمخخا صخخادقين‬
‫فأخبراني عما أسألكما عنه‪ ،‬فإني ل أسألكما عن أمخخر إل وأنخخا عارفخخة بأنكمخخا‬
‫تعلمانه‪ ،‬فإن صدقتما علمت أنكما صادقان في مجيئكمخخا قخخال‪ :‬سخخلي عمخخا بخخدا‬
‫لك‪ .‬قالت‪ :‬نشدتكما بال هل سمعتما رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يقخخول‪:‬‬
‫)فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني( ؟ قال‪ :‬نعم فرفعت يدها إلى السخخماء‬
‫فقالت‪ :‬اللهم إنهما قخخد آذيخخاني فأنخخا أشخخكوهما إليخخك وإلخخى رسخخولك‪ ،‬ل والخ ل‬
‫أرضى عنكما أبدا حتى ألقى أبي رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه( واخخخبره‬
‫بما صنعتما فيكون هخخو الحخخاكم فيكمخخا قخخال‪ :‬فعنخخد ذلخخك دعخخا أبخخو بكخخر بالويخخل‬
‫والثبور‪ ،‬وجزع جزعا شديدا فقال عمر‪ :‬تجزع يا خليفة رسول ال مخخن قخخول‬
‫امرأة ؟‪ .‬قال‪ :‬فبقيت فاطمة )عليها السلم( بعخخد وفخخاة أبيهخخا )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( وسلم أربعين ليلخخة فلمخخا اشخختد بهخخا المخخر دعخخت عليخخا )عليهمخخا السخخلم(‬
‫وقالت‪ :‬يا ابن عم ما أراني إل لما بخخي وأنخخا أوصخخيك أن تخختزوج بأمامخخة بنخخت‬
‫اختي زينب تكون لولدي مثلي‪ ،‬واتخذ لي نعشا فإني رأيت الملئكة يصخخفونه‬
‫لي‪ ،‬وأن ل يشهد أحد من أعداء ال جنازتي ول دفني ول الصلة علخخي‪ .‬قخخال‬
‫ابن عباس‪ :‬فقبضت فاطمة )عليها السلم( من يومها فارتجت المدينة بالبكخخاء‬
‫من الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليخخا )عليخخه السخخلم( ويقخخولن لخخه‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن ل تسبقنا بالصلة على ابنة رسول ال‪ ،‬فلما كان الليل دعا علي )عليه‬
‫السخخلم( العبخخاس والفضخخل والمقخخداد وسخخلمان وأبخخا ذر وعمخخارا فقخخدم العبخخاس‬
‫فصلى عليها ودفنوها‪ .‬فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريخخدون‬
‫الصلة على فاطمة )عليهخا السخلم( فقخال المقخداد‪ :‬قخد دفنخا فاطمخة البارحخة‪،‬‬
‫فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال‪ :‬لم أقل لخخك إنهخخم سخخيفعلون قخخال العبخخاس‪ :‬إنهخخا‬
‫أوصت أن ل تصليا عليها فقال عمر‪ :‬ل تتركون يا بني هاشم حسخخدكم القخخديم‬
‫لنا أبدا إن هذه الغضائن التي في صخخدوركم لخخن تخخذهب‪ ،‬والخ لقخخد هممخخت أن‬
‫أنبشها فأصلي عليها‪ ،‬فقال علي )عليخخه السخخلم(‪ :‬والخ لخخو رمخخت ذاك يخخا ابخخن‬
‫صهاك لرجعت‬

‫]‪[200‬‬

‫إليك يمينك‪ ،‬لئن سللت سيفي لغمدته دون إزهاق نفسك‪ :‬فانكسر عمخخر وسخخكت وعلخخم‬
‫أن عليا )عليها السلم( إذا حلف صدق‪ .‬ثم قال علي )عليه السخخلم(‪ :‬يخخا عمخخر‬
‫ألست الذي هم بك رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأرسل إلي فجئت متقلخخدا‬
‫سيفي ثم أقبلت نحوك لقتلك فأنزل ال عز وجل )فل تعجل عليهخخم إنمخخا نعخخد‬
‫لهم عدا( )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمام الخبر مع الخبخخار الخخخر المشخختملة علخخى مخخا وقخخع‬
‫عليها من الظلم أوردتها في كتاب الفتن‪ - 30 .‬مصخخباح النخخوار‪ :‬عخخن جعفخخر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬ماتت فاطمة )عليها السلم( ما بيخخن‬
‫المغرب والعشاء وعن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليه السخخلم(‬
‫أن فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما احتضرت نظخخرت نظخخرا‬
‫حخخادا ثخخم قخخالت‪ :‬السخخلم علخخى جبرئيخخل‪ ،‬السخخلم علخخى رسخخول الخخ‪ ،‬اللهخخم مخخع‬
‫رسولك‪ ،‬اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلم‪ ،‬ثم قالت‪ :‬أترون ما‬
‫أرى ؟ فقيل لها ما ترى ؟ قالت‪ :‬هذه مواكب أهل السماوات‪ ،‬وهخخذا جبرئيخخل‪،‬‬
‫وهذا رسول ال‪ ،‬ويقول‪ :‬يا بنية أقدمي فما أمامك خير لك‪ .‬وعن زيد بن علي‬
‫)عليه السلم( أن فاطمة )عليها السلم( لما احتضخرت سخلمت علخى جبرئيخل‬
‫وعلى النبي )صلى ال عليه وآله( وسلمت على ملك المخخوت‪ ،‬وسخخمعوا حخخس‬
‫الملئكة‪ ،‬ووجدوا رائحة طيبة كأطيب ما يكون من الطيب‪ .‬وعن أبي جعفخخر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن فاطمة عاشت بعد رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫ستة أشهر‪ .‬وعن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مكثت فاطمة )عليها السخخلم(‬
‫فخخي مرضخخها خمسخخة عشخخر يومخخا وتخخوفيت‪ .‬وعخخن جعفخخر بخخن محمخخد )عليهمخخا‬
‫السلم( قال‪ :‬شهد دفنها سلمان الفارسي والمقداد بن السود وأبو ذر الغفاري‬
‫وابن مسعود والعباس بن عبد المطلب والزبير بن العوام‪ .‬وعخخن أبخخي جعفخخر‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( أن فاطمة بنت رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫عاشت بعد‬

‫)‪ (1‬مريم‪(*) .85 :‬‬

‫]‪[201‬‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ستة أشهر مخخا رؤيخخت ضخخاحكة‪ ،‬وعنخخه )عليخخه السخخلم( أن‬
‫فاطمة كفنت في سبعة أثواب‪ .‬وعن حسين بن علوان‪ ،‬عن سعد بخخن طريخخف‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬بدو مخخرض فاطمخخة بعخخد خمسخخين ليلخخة مخخن‬
‫وفاة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فعلمت أنها الوفاة فاجتمعت لذلك تخخأمر‬
‫عليا بأمرها وتوصيه بوصيتها وتعهد إليه عهودهخخا‪ ،‬وأميخخر المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( يجزع لذلك‪ ،‬ويطيعها في جميع ما تخخأمره‪ .‬فقخخالت‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( عهد إلي وحخخدثني أنخخي أول أهلخخه لحوقخخا بخخه‬
‫ول بد مما ل بد منه‪ ،‬فاصبر لمر ال تعالى وارض بقضائه‪ ،‬قال‪ :‬و أوصته‬
‫بغسلها وجهازها ودفنها ليل ففعل‪ ،‬قال‪ :‬وأوصته بصدقتها وتركتها قال‪ :‬فلما‬
‫فرغ أمير المؤمنين من دفنها لقيه الرجلن فقال له‪ :‬ما حملك على ما صنعت‬
‫؟ قخخال‪ :‬وصخخيتها وعهخخدها‪ - 31 .‬ع‪ :‬حخخدثنا علخخي بخخن أحمخخد قخخال‪ :‬حخخدثنا أبخخو‬
‫العباس أحمد بن محمد بن يحيى عن عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبد ال خ‬
‫قال‪ :‬أتى رجل أبا عبد الخ )عليخخه السخخلم( فقخخال لخخه‪ :‬يرحمخخك الخ هخخل تشخخيع‬
‫الجنازة بنار ويمشى معها بمجمرة وقنديل أو غير ذلك مما يضاء بخخه ؟ قخخال‪:‬‬
‫فتغير لون أبي عبد ال )عليه السلم( من ذلخخك واسخختوى جالسخخا ثخخم قخخال‪ :‬إنخخه‬
‫جاء شقي من الشقياء إلى فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله( فقال لهخخا‪:‬‬
‫أما علمت أن عليا قد خطب بنت أبي جهل فقالت‪ :‬حقا ما تقول‪ :‬فقال‪ :‬حقا مخخا‬
‫أقول ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬فدخلها من الغيرة ما ل تملك نفسها وذلك أن ال تبارك‬
‫وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهخخادا‪ .‬وجعخخل للمحتسخخبة‬
‫الصابرة منهن من الجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل ال‪ .‬قال‪ :‬فاشخختد‬
‫غم فاطمة )عليها السلم( من ذلخك‪ ،‬وبقيخت متفكخرة هخي حختى أمسخت وجخاء‬
‫الليل حملت الحسن على عاتقها اليمن والحسين على عاتقها اليسر وأخخخذت‬
‫بيد أم كلثوم اليسرى بيخخدها اليمنخخى ثخخم تحخخولت إلخخى حجخخرة أبيهخخا فجخخاء علخخي‬
‫)عليه السلم( فدخل في حجرته فلم يخخر فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فاشخختد لخخذلك‬
‫غمه وعظم عليه‪ ،‬ولم يعلم القصة‬

‫]‪[202‬‬

‫ما هي فاستحيى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد فصلى فيه ما شخخاء ال خ‬
‫ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكا عليه‪ .‬فلما رأى النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ما بفاطمة من الحزن أفاض عليه الماء ثم لبخخس ثخخوبه ودخخخل المسخخجد‪،‬‬
‫فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعخخا الخ أن يخخذهب مخخا‬
‫بفاطمة من الحزن والغخم وذلخك أنخه خخرج مخن عنخدها وهخي تتقلخب وتتنفخس‬
‫الصعداء فلما رآها النبي )صلى ال عليه وآله( أنها ل يهنئها النوم‪ ،‬وليس لها‬
‫قرار قال لها‪ :‬قومي يا بنية فقامت فحمل النبي )صلى ال عليه وآلخه( الحسخن‬
‫وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫وهو نائم فوضع النبي رجله على رجل علي فغمزه وقخخال‪ :‬قخخم يخخا أبخخا تخخراب‪،‬‬
‫فكم ساكن أزعجته‪ ،‬ادع لخخي أبخخا بكخخر مخخن داره وعمخخر مخخن مجلسخخه وطلحخخة‪.‬‬
‫فخرج علي )عليه السلم( فاستخرجهما من منزلهما‪ ،‬واجتمعوا عنخخد رسخخول‬
‫ال فقال رسول الخ )صخخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬يخخا علخي أمخا علمخخت أن فاطمخخة‬
‫بضعة مني وأنا منها‪ ،‬فمن آذاهخخا فقخخد آذانخخي ]ومخخن آذانخخي فقخخد آذى الخخ[ )‪(1‬‬
‫ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي‪ ،‬ومخن آذاهخا فخخي حيخاتي كخان‬
‫كمن آذاها بعد موتي ؟ قال‪ :‬فقخال علخي‪ :‬بلخى يخا رسخول الخ قخال‪ :‬فقخال‪ :‬فمخا‬
‫دعاك إلى ما صنعت ؟ فقال علي‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا مخخا كخخان منخخي ممخخا‬
‫بلغها شئ ول حدثت بها نفسي فقخال النخبي )صخخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬صخخدقت‬
‫وصدقت‪ .‬ففرحت فاطمخة )عليهخا السخلم( بخذلك وتبسخمت حختى رئي ثغرهخا‬
‫فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬إنه لعجب لحينه مخخا دعخخاه إلخخى مخخا دعانخخا هخخذه السخخاعة‬
‫قال‪ :‬ثم أخخخذ النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( بيخخد علخخي )عليخخه السخخلم( فشخخبك‬
‫أصابعه بأصابعه فحمل النبي )صلى ال عليه وآلخخه( الحسخخن وحمخخل الحسخخين‬
‫علي )عليه السلم( وحملت فاطمة )عليهخخا السخخلم( أم كلثخخوم وأدخلهخخم النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بيتهم ووضع عليهم قطيفة‪ ،‬واسخختودعهم ال خ ثخخم خخخرج‬
‫وصلى بقية الليل‪ .‬فلما مرضت فاطمة )عليهخخا السخخلم( مرضخخها الخخذي مخخاتت‬
‫فيه أتياها عائدين و استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما فلما رأى ذلخخك أبخخو بكخخر‬
‫أعطى ال عهدا ل يظله سقف‬

‫)‪ (1‬زيادة جعلها في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ 177‬بين العلمتين ولم يذيل بشئ وكيف كان‬
‫فهى زيادة يستدعيها السياق كما يأتي آنفا من كلمها )عليها السلم(‪.‬‬

‫]‪[203‬‬

‫بيت حتى يدخل على فاطمة )عليها السلم( ويتراضاها‪ .‬فبات ليلة في الصقيع ما أظله‬
‫شئ ثم إن عمر أتى عليا )عليه السلم( فقال له‪ :‬إن أبا بكر شيخ رقيق القلب‪،‬‬
‫وقد كان مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( في الغار فله صحبة وقد أتيناها‬
‫غير هذه المرة مرارا نريد الذن عليها وهخخي تخأبى أن تخأذن لنخا حختى نخدخل‬
‫عليها فنتراضى فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فخخدخل علخخي‬
‫على فاطمة )عليها السلم( فقال‪ :‬يا بنت رسول ال قد كان من هذين الرجلين‬
‫ما قد رأيت وقد ترددا مرارا كثيرة ورددتهما ولم تأذني لهما وقخخد سخألني أن‬
‫أستأذن لهما عليك فقالت‪ :‬وال ل آذن لهما ول أكلمهما كلمة من رأسي حخختى‬
‫ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه مني‪ .‬قخخال علخخي )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫فإني ضمنت لهما ذلك‪ ،‬قخخالت‪ :‬إن كنخخت قخخد ضخخمنت لهمخخا شخخيئا فخخالبيت بيتخخك‬
‫والنساء تتبع الرجال ل أخالف عليك بشخخئ فخائذن لمخخن أحببخخت‪ ،‬فخخخرج علخخي‬
‫)عليه السلم( فأذن لهما فلما وقع بصرهما على فاطمة )عليها السخخلم( سخخلما‬
‫عليها فلم ترد عليهما وحولت وجههخخا عنهمخخا فتحخخول واسخختقبل وجههخخا حخختى‬
‫فعلت مخخرارا‪ ،‬وقخخالت‪ :‬يخخا علخخي جخخاف الثخخوب‪ ،‬وقخخالت لنسخخوة حولهخخا‪ :‬حخخولن‬
‫وجهي‪ ،‬فلما حولن وجهها حول إليها فقال أبو بكر‪ :‬يخخا بنخخت رسخخول الخ إنمخخا‬
‫أتيناك ابتغاء مرضاتك‪ ،‬واجتنخخاب سخخخطك نسخخألك أن تغفخخري لنخخا وتصخخفحي‬
‫عما كان منا إليك‪ ،‬قالت‪ :‬ل اكلمكما من رأسي كلمخخة واحخخدة حخختى ألقخخى أبخخي‬
‫وأشكوكما إليه‪ ،‬وأشكو صنعكما وفعالكما وما ارتكبتمخخا منخخي‪ .‬قخخال‪ :‬إنخخا جئنخخا‬
‫معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفري واصفحي عنا ول تؤاخذينا بما كان منخخا‪،‬‬
‫فالتفتت إلى علي )عليه السلم( وقالت‪ :‬إني ل أكلمهما من رأسي كلمخخة حخختى‬
‫أسألهما عن شئ سمعاه من رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فخخإن صخخدقاني‬
‫رأيت رأيي قخخال‪ :‬اللهخم ذلخخك لهخا وإنخخا ل نقخخول إل حقخا ول نشخخهد إل صخدقا‪.‬‬
‫فقخخالت‪ :‬أنشخخدكما بخخال أتخخذكر ان أن رسخخول الخخ )صخخلى الخخ عليخخه وآلخخه(‬
‫استخرجكما في جوف الليل بشئ كان حدث من أمر علي ؟ فقال‪ :‬اللهخخم نعخخم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬أنشدكما بال‬

‫]‪[204‬‬

‫هل سمعتما النبي )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬فاطمة بضعة مني وأنا منهخخا مخخن آذاهخخا‬
‫فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى ال ومن آذاها بعد مخخوتي فكخان كمخن آذاهخخا فخي‬
‫حياتي ومن آذاها فخخي حيخخاتي كخخان كمخخن آذاهخخا بعخخد مخخوتي ؟ قخخال‪ :‬اللهخخم نعخخم‬
‫فقالت‪ :‬الحمد ل‪ .‬ثم قالت‪ :‬اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد‬
‫آذياني في حياتي وعند موتي‪ ،‬وال ل أكلمكمخخا مخخن رأسخخي كلمخخة حخختى ألقخخى‬
‫ربي فأشكوكما إليه بما صنعتما ]بخه و[ بخي وارتكبتمخا منخي‪ ،‬فخدعا أبخو بكخر‬
‫بالويل والثبور وقال‪ :‬ليت أمي لم تلدني‪ ،‬فقال عمر‪ :‬عجبا للناس كيف ولخخوك‬
‫أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها ومخخا لمخخن‬
‫أغضب امرأة‪ ،‬وقاما وخرجا‪ .‬قال‪ :‬فلما نعي إلى فاطمة )عليها السلم( نفسها‬
‫أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت‪ :‬يخخا أم أيمخخن‬
‫إن نفسي نعيت إلي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له‪ :‬يا ابخخن‬
‫العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها‪ :‬قخخولي مخخا أحببخخت‪ ،‬قخخالت‬
‫له‪ :‬تزوج فلنة تكخون مربيخة لولخدي مخن بعخدي مثلخي‪ ،‬واعمخل نعشخا رأيخت‬
‫الملئكة قد صورته لي فقال لها علي‪ :‬أريني كيف صورته‪ ،‬فخخأرته ذلخخك كمخخا‬
‫وصفت له وكما أمرت به‪ ،‬ثخخم قخخالت‪ :‬فخخإذا أنخخا قضخخيت نحخخبي فخخأخرجني مخخن‬
‫ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار‪ ،‬ول يحضرن من أعداء الخ وأعخخداء‬
‫رسوله للصلة علي‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬أفعل‪ .‬فلما قضت نحبها صخخلى‬
‫ال عليها وهم في ذلك في جوف الليل أخذ علي )عليخخه السخخلم( فخخي جهازهخخا‬
‫من ساعته كما أوصته‪ ،‬فلما فرغ من جهازها‪ ،‬أخخخرج علخخي الجنخخازة وأشخخعل‬
‫النار في جريد النخل‪ ،‬ومشى مع الجنازة بالنخخار‪ ،‬حخختى صخخلى عليهخخا ودفنهخخا‬
‫ليل‪ .‬فلما أصبح أبو بكر وعمر عاودا عائدين لفاطمة‪ ،‬فلقيا رجل من قريخخش‬
‫فقال له‪ :‬من أين أقبلت ؟ قال‪ :‬عزيت عليخخا بفاطمخة‪ ،‬قخال‪ :‬وقخد مخخاتت ؟ قخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬ودفنت في جوف الليل‪ ،‬فجزعا جزعخخا شخخديدا ثخخم أقبل إلخخى علخخي )عليخخه‬
‫السلم( فلقياه فقال له‪ :‬وال‬

‫]‪[205‬‬

‫ما تركت شيئا من غوائلنا ومسائتنا وما هذا إل من شئ في صدرك علينا‪ ،‬هل هخخذا إل‬
‫كما غسلت رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( دوننخخا ولخخم تخخدخلنا معخخك‪ ،‬وكمخخا‬
‫علمت إبنك أن يصيح بخأبي بكخر أن‪ :‬أنخزل عخن منخبر أبخي‪ .‬فقخال لهمخا علخي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أتصدقاني إن حلفت لكما ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فحلخخف فأدخلهمخخا علخخي‬
‫المسجد قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لقد أوصاني وقخخد تقخخدم إلخخي‬
‫أنه ل يطلع علخخى عخخورته أحخخد إل ابخخن عمخخه‪ ،‬فكنخخت اغسخخله والملئكخخة تقلبخخه‬
‫والفضل بن العباس يناولني الماء وهو مربوط العينين بالخرقخخة‪ ،‬ولقخخد أردت‬
‫أن أنخخزع القميخخص فصخخاح بخخي صخخائح مخخن الخخبيت سخخمعت الصخخوت ولخخم أر‬
‫الصورة‪ :‬ل تنزع قميخخص رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ولقخخد سخخمعت‬
‫الصوت يكرره علي فأدخلت يدي من بين القميص فغسلته‪ ،‬ثم قدم إلي الكفخخن‬
‫فكفنته‪ ،‬ثم نزعت القميص بعدما كفنته‪ .‬وأما الحسخن ابنخي فقخد تعلمخان ويعلخم‬
‫أهل المدينة أنه كان يتخطى الصفوف حتى يأتي النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫وهو ساجد فيركب ظهره فيقوم النبي )صلى ال عليه وآله( ويخده علخى ظهخر‬
‫الحسن والخرى على ركبته حتى يتم الصخخلة قخخال‪ :‬نعخخم قخخد علمنخخا ذلخخك‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬تعلمان ويعلم أهل المدينة أن الحسن كخان يسخعى إلخى النخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( ويركب على رقبته ويدلي الحسن رجليه على صدر النبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( حتى يرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد والنبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( يخطب ول يزال على رقبته حخختى يفخخرغ النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( من خطبته والحسن على رقبته فلما رأى الصبي على منبر أبيخخه غيخخره‬
‫شق عليه ذلك‪ ،‬وال ما أمرته بخخذلك ول فعلخخه عخن أمخري‪ .‬وأمخا فاطمخخة فهخي‬
‫المرأة التي استأذنت لكما عليها‪ ،‬فقد رأيتما ما كان من كلمها لكما‪ ،‬وال لقخخد‬
‫أوصتني أن ل تحضرا جنازتها ول الصلة عليهخخا‪ ،‬ومخخا كنخخت الخخذي أخخخالف‬
‫أمرها ووصيتها إلي فيكما فقال عمر‪ :‬دع عنك هذه الهمهمة‪ ،‬أنا أمضخخي إلخخى‬
‫المقابر فأنبشها حتى أصخخلي عليهخخا‪ ،‬فقخخال لخخه علخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬والخ لخخو‬
‫ذهبت تروم من ذلك شيئا وعلمت أنك ل تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي‬
‫فيه عيناك فإني كنت ل أعاملك إل بالسيف قبل أن تصل إلى شئ من ذلك‪.‬‬

‫]‪[206‬‬

‫فوقع بين علي )عليه السلم( وعمر كلم حتى تلحيا واستبسل‪ ،‬واجتمخخع المهخخاجرون‬
‫والنصار فقالوا‪ :‬وال ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عم رسخخول الخ وأخيخخه‬
‫ووصيه وكادت أن تقع فتنة‪ ،‬فتفرقا‪ (1) .‬بيان‪ :‬الصعداء بالمد تنفخس ممخدود‪،‬‬
‫قوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وصدقت إما تأكيد للول أو على بنخخاء المجهخخول‬
‫من المخاطب‪ ،‬أو على الغيبة أي صدقت فاطمة )عليها السلم( لنها لم تذكر‬
‫إل ما سمعت‪ ،‬والصقيع الذي يسخخقط مخخن السخخماء بالليخخل شخخبيه بالثلخخج‪ ،‬ويقخخال‬
‫أجفيت السرج من ظهر الفرس إذا رفعته عنه‪ ،‬وجافخخاه عنخخه أي أبعخخده ولعخخل‬
‫المعنخخى‪ :‬خخخذ الثخخوب وارفعخخه قليل حخختى أتحخخول مخخن جخخانب إلخخى جخخانب‬
‫)والهمهمة( تنويم المرأة الطفل بصوتها‪ ،‬وندر الشئ ينخخدر نخخدرا سخخقط وشخخذ‪،‬‬
‫والملحاة المنازعة‪ ،‬والمباسلة المصاولة في الحرب والمستبسل الذي يوطن‬
‫نفسه على الموت‪ ،‬واستبسل أي طرح نفسه في الحرب‪ ،‬وهخخو يريخخد أن يقتخخل‬
‫ل محالخخة‪ - 32 .‬ع‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن سالم‪ ،‬عن المفضل قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد ال خ‬
‫)عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك من غسل فاطمة ؟ قال‪ :‬ذاك أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬فكأني استعظمت ذلك من قوله فقال‪ :‬كأنك ضخخقت ممخخا أخبرتخخك‬
‫به ؟ قلت‪ :‬قد كان ذلك جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬ل تضخخيقن فإنهخخا صخخديقة ل يغسخخلها‬
‫إل صديق‪ ،‬أما علمت أن مريم لم يغسلها إل عيسى )عليه السلم(‪ .‬كا‪ :‬محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عخن عبخد الرحمخن بخن سخالم مثلخه‪ - 33 .‬ب‪ :‬ابخن‬
‫طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أن عليا )عليخخه‬
‫السلم( غسل امرأته فاطمة )عليها السلم( بنت رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وسلم(‪ - 34 .‬ع‪ :‬علي بن أحمد بن محمخخد‪ ،‬عخخن السخخدي‪ ،‬عخخن النخعخخي‪،‬‬
‫عن النوفلي عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السخخلم(‬
‫لي علة دفنت فاطمة‬

‫)‪ (1‬عرضنا الحديث على المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ 177‬وصححنا بعض ألفاظه المصحفة‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫)عليهخخا السخخلم( بالليخخل ولخخم تخخدفن بالنهخخار ؟ قخخال‪ :‬لنهخخا أوصخخت أن ل يصخخلي عليهخخا‬
‫الرجلن العرابيان‪ (1) .‬بيان‪ :‬العرابيان‪ :‬الكافران لقوله تعالى )العخخراب‬
‫أشد كفرا ونفاقا( )‪ - 35 (2‬ع‪ ،‬لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن ابن زكريا القطان‪ ،‬عن‬
‫ابن حبيب‪ ،‬عن محمد ابن عبيخخد الخ وعبخخد الخ بخخن الصخخلت الجحخخدري قخخال‪:‬‬
‫حدثنا ابن عائشة‪ ،‬عن عبد ال ابن عبد الرحمن الهمداني‪ ،‬عن أبيخخه قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫دفن علي بن أبي طالب )عليه السلم( فاطمة )عليها السلم( قخخام علخخى شخخفير‬
‫القبر وذلك في جوف الليل لنه كان دفنها ليل ثم أنشأ يقول‪ :‬لكل اجتماع مخخن‬
‫حليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي واحدا بعخخد واحخخد دليخخل‬
‫على أن ل يدوم خليل سخختعرض عخخن ذكخخري وتنسخخى مخخودتي ويحخخدث بعخخدي‬
‫للخليل خليل ‪ - 36‬كتاب الدلئل للطبري‪ :‬عن أحمد بن محمد الخشخخاب‪ ،‬عخخن‬
‫زكريا بن يحيى‪ ،‬عن ابن أبي زائدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول الخ )صخلى‬
‫ال عليه وآله( ما ترك إل الثقلين‪ :‬كتاب ال وعترته‪ :‬أهل بيته‪ ،‬وكان قد أسر‬
‫إلى فاطمة )صلوات ال عليها( أنها لحقة به أول أهل بيته لحوقا‪ .‬قالت‪ :‬بينخخا‬
‫أني بين القائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام إذ رأيت كأن أبي قد أشرف علي‬
‫فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت يا أبتاه انقطخخع عنخخا خخخبر السخخماء فبينخخا أنخخا‬
‫كذلك إذ أتتني الملئكة صفوفا يقخدمها ملكخان حختى أخخذاني فصخعدا بخي إلخى‬
‫السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطخخرد‪ ،‬وقصخخر‬
‫بعد قصر‪ ،‬وبستان بعد بستان‪ ،‬وإذا قد اطلع علي من تلخخك القصخخور جخخواري‬
‫كأنهن اللعب فهن يتباشرن ويضحكن إلخخي ويقلخخن‪ :‬مرحبخخا بمخخن خلقخخت الجنخخة‬
‫وخلقنا من ‪-‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع ج ‪ 1‬ص ‪ :176‬أن ل يصلى عليها رجال‪ (2) .‬براءة‪.98 :‬‬

‫]‪[208‬‬

‫أجل أبيها‪ .‬فلم تزل الملئكة تصعد بي حخختى أدخلخخوني إلخخى دار فيهخخا قصخخور فخخي كخخل‬
‫قصر من البيوت ما ل عين رأت وفيها من السندس والستبرق على أسخخرة )‬
‫‪ (1‬وعليها ألحاف من ألوان الحرير والديباج‪ ،‬وآنيخخة الخخذهب والفضخخة‪ ،‬وفيهخخا‬
‫موائد عليها من ألوان الطعام‪ ،‬وفي تلك الجنخان نهخر مطخخرد أشخخد بياضخا مخخن‬
‫اللبن وأطيب رائحة من المسك الذفر‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن هذه الدار ؟ وما هذا النهخخر‬
‫؟ فقالوا‪ :‬هذه الدار الفردوس العلى الذي ليس بعده جنة وهي دار أبيك ومن‬
‫معه من النبيين ومن أحب ال‪ ،‬قلت‪ :‬فما هذا النهر ؟ قالوا‪ :‬هذا الكخخوثر الخخذي‬
‫وعده أن يعطيه إياه فقلت‪ :‬فأين أبخي ؟ قخالوا‪ :‬السخاعة يخدخل عليخك‪ .‬فبينخا أنخا‬
‫كذلك إذ برزت لي قصور هي أشد بياضا وأنور من تلك وفخخرش هخخي أحسخن‬
‫من تلك الفرش وإذا بفرش مرتفعة على أسرة وإذا أبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫جالس على تلك الفرش‪ ،‬ومعه جماعة‪ ،‬فلما رآنخخي أخخخذني فضخخمني وقبخخل مخخا‬
‫بين عيني وقال‪ :‬مرحبا بابنتي ! وأخذني وأقعدني في حجره ثخخم قخخال لخخي‪ :‬يخخا‬
‫حبيبتي أما ترين ما أعد ال لك وما تقدمين عليه ؟ فأراني قصخخورا مشخخرقات‬
‫فيها ألوان الطخخرائف والحلخخي والحلخخل‪ ،‬وقخخال‪ :‬هخخذه مسخخكنك ومسخخكن زوجخخك‬
‫وولديك ومن أحبك وأحبهما فطيبي نفسا فإنخخك قادمخخة علخخي إلخخى أيخخام‪ ،‬قخخالت‪:‬‬
‫فطار قلبي واشتد شوقي وانتبهت من رقدتي مرعوبة‪ .‬قال أبو عبخخد الخخ‪ :‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬فلما انتبهخخت مخخن مرقخخدها صخخاحت بخخي فأتيتهخخا‬
‫فقلت لها‪ :‬ما تشتكين ؟ فخبرتني بخبر الرؤيا ثم أخذت علي عهد ال ورسوله‬
‫أنها إذا توفت ل أعلم أحدا إل أم سلمة زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وأم أيمن وفضة ومن الرجال ابنيها وعبخخد الخ بخخن عبخخاس وسخخلمان الفارسخخي‬
‫وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة‪ ،‬وقالت‪ :‬إني أحللتك من أن ترانخخي‬
‫بعد موتي فكن مع النسوة فيمن‬
‫)‪ (1‬السرة‪ :‬جمع سرير وهو التخت ويغلب على تخت الملك‪ ،‬لن من جلس عليه من‬
‫أهخخل الرفعخخة يكخخون مسخخرورا‪ .‬وألحخخاف جمخخع لحخخاف ‪ -‬علخخى غيخخر قيخخاس ‪-‬‬
‫والمراد هنا غطاء التخت‪(*) .‬‬

‫]‪[209‬‬

‫يغسلني ول تخخدفني إل ليل ول تعلخخم أحخخدا قخخبري‪ .‬فلمخخا كخخانت الليلخخة الخختي أراد الخ أن‬
‫يكرمها ويقبضها إليه أقبلت تقول‪ :‬وعليكم السلم وهي تقول لي‪ :‬يخخا ابخخن عخخم‬
‫قد أتاني جبرئيل مسلما وقال لي‪ :‬السلم يقرأ عليخخك السخخلم يخخا حبيبخخة حخخبيب‬
‫ال‪ ،‬وثمرة فؤاده‪ ،‬اليوم تلحقين بخخالرفيع العلخخى وجنخخة المخخأوى ثخخم انصخخرف‬
‫عني‪ .‬ثم سمعناها ثانية تقخخول‪ :‬وعليكخخم السخخلم فقخخالت‪ :‬يخخا ابخخن عخخم هخخذا والخ‬
‫ميكائيل وقال لي كقول صاحبه‪ .‬ثم تقول‪ :‬وعليكم السلم ورأيناهخخا قخخد فتحخخت‬
‫عينيها فتحا شديدا ثم قالت‪ :‬يا ابن عم هذا وال الحق وهذا عزرائيل قخخد نشخخر‬
‫جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي أبي وهذه صفته‪ ،‬فسخخمعناها تقخخول‪:‬‬
‫وعليك السلم يا قابض الرواح عجل بي ول تعذبني ثم سمعناها تقول‪ :‬إليك‬
‫ربي ل إلى النار ثم غمضت عينيها ومدت يديها ورجليها كأنها لم تكخخن حيخخة‬
‫قط‪ - 37 .‬لى‪ :‬المكتب‪ ،‬عن العلوي‪ ،‬عن الفخخزاري‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخين‬
‫الزيات عن سليمان بن حفص المروزي‪ ،‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباته قال‪:‬‬
‫سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( عن علخخة دفنخخه لفاطمخخة‬
‫بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( ليل فقال‪ :‬إنها كانت ساخطة علخخى قخخوم‬
‫كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولهم أن يصلي على أحخخد مخخن‬
‫ولدها‪ - 38 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أحمخخد المنصخخوري‪ ،‬عخخن سخخلمان بخخن‬
‫سهل‪ ،‬عن عيسى بن إسحاق القرشي‪ ،‬عن حمدان بن علي الخفاف‪ ،‬عن ابخخن‬
‫حميد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفخر البخاقر‪ ،‬عخن أبيخه )عليهمخا السخلم(‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن عمار بن ياسر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما مرضت فاطمخخة بنخخت رسخخول الخ‬
‫)صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ‪ -‬مرضخختها الخختي تخخوفيت فيهخخا ‪ -‬وثقلخخت )‪ (1‬جاءهخا‬
‫العباس بن عبد المطلخخب عخخائدا فقيخخل لخخه إنهخخا ثقيلخخة وليخخس يخخدخل عليهخخا أحخخد‬
‫فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي )عليه السلم( فقال لرسوله‪ :‬قخخل لخخه‪ :‬يخخا‬
‫ابن أخ عمك يقرؤك السلم ويقول لك‪ :‬ل قخخد فجخخأني مخخن الغخخم بشخخكاة حبيبخخة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬عطف على قوله‪) :‬لما مرضت(‪.‬‬

‫]‪[210‬‬
‫وقرة عينيه وعيني فاطمة ما هدني وإني لظنها أولنا لحوقخخا برسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يختار لها ويحبوها ويزلفها لربخه‪ ،‬فخإن كخان مخن أمرهخا مخا ل بخد‬
‫منه‪ ،‬فأجمع ‪ -‬أنا لك الفداء ‪ -‬المهاجرين والنصار حخختى يصخيبوا الجخخر فخي‬
‫حضورها والصلة عليها‪ ،‬وفي ذلك جمال للدين‪ .‬فقخخال علخخي )عليخخه السخخلم(‬
‫لرسوله وأنا حاضر عنده‪ :‬أبلغ عمي السلم وقل ل عدمت إشخخفاقك وتحيتخخك‪،‬‬
‫وقد عرفت مشورتك‪ ،‬ولرأيك فضله‪ ،‬إن فاطمة بنت رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( لم تزل مظلومة‪ ،‬من حقها ممنوعخخة‪ ،‬وعخخن ميراثهخخا مدفوعخخة‪ ،‬لخخم‬
‫تحفظ فيها وصية رسول ال )صلى ال عليه وآله( ول رعخخي فيهخخا حقخخه‪ ،‬ول‬
‫حق ال عز وجل‪ ،‬وكفى بال حاكما ومن الظالمين منتقما‪ ،‬وأنا أسألك يخخا عخخم‬
‫أن تسمح لي بترك ما أشرت به فإنها وصخختني بسخختر أمرهخخا‪ .‬قخخال‪ :‬فلمخخا أتخخى‬
‫العباس رسوله بما قال علي )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬يغفخخر الخ لبخخن أخخخي فخخإنه‬
‫لمغفور له إن رأى ابن أخي ل يطعن فيه‪ ،‬إنخه لخم يولخد لعبخد المطلخب مولخود‬
‫أعظم بركة من علي إل النبي )صلى ال عليه وآله( إن عليا لخخم يخخزل أسخخبقهم‬
‫إلى كل مكرمة وأعلمهم بكل فضيلة‪ ،‬وأشجعهم في الكريهة‪ ،‬وأشخخدهم جهخخادا‬
‫للعداء في نصرة الحنيفية‪ ،‬وأول مخخن آمخخن بخخال ورسخخوله )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ - 39 .‬ل‪ :‬محمد بخخن عميخخر البغخخدادي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الحسخخن بخخن عبخخد‬
‫الكريم‪ ،‬عن عباد بن صهيب‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال العمري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن‬
‫جده‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬خلقت الرض لسبعة بهم يرزقخخون‪ ،‬وبهخخم‬
‫يمطرون‪ ،‬وبهم ينصرون‪ :‬أبو ذر وسلمان والمقداد وعمخخار‪ ،‬وحذيفخخة‪ ،‬وعبخخد‬
‫ال بن مسعود قال علي )عليه السلم(‪ :‬وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصخلة‬
‫على فاطمخخة‪ .‬كخخش‪ :‬جبرئيخخل بخخن أحمخد‪ ،‬عخخن الحسخخين بخن خخرزاد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫فضال‪ ،‬عن ثعلبة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده )عليهخخم‬
‫السلم( مثله‪ - 40 .‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الصخخدوق‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن‬

‫]‪[211‬‬

‫محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن القاسم بن محمد الرازي‪ ،‬عن علي بن محمد الهرمخخرازي )‬
‫‪ (1‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬لما مرضخخت‬
‫فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصت إلى علي بن أبخخي طخخالب‬
‫)عليه السلم( أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ول يؤذن أحخخدا بمرضخخها‪ ،‬ففعخخل‬
‫ذلك‪ ،‬وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميخخس رحمهخخا الخخ‪،‬‬
‫علخخى استسخخرار بخخذلك كمخخا وصخخت بخخه‪ ،‬فلمخخا حضخخرتها الوفخخاة وصخخت أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( أن يتولى أمرها‪ ،‬ويدفنها ليل ويعفخخي قبرهخخا‪ ،‬فتخخولى‬
‫ذلك أمير المؤمنين )عليه السلم( ودفنها‪ ،‬وعفى موضع قبرها‪ .‬فلمخخا‪ ،‬نفخخض‬
‫يده من تراب القبر‪ ،‬هاج به الحزن‪ ،‬فأرسل دموعه على خديه وحخول وجهخخه‬
‫إلى قبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬السلم عليخخك يخخا رسخخول الخخ‪،‬‬
‫السلم عليك من ابنتك وحبيبتك‪ ،‬وقرة عينخك وزائرتخك‪ ،‬والبائتخة فخي الخثرى‬
‫ببقيعك‪ ،‬المختار ال لها سرعة اللحخاق بخك‪ ،‬قخل يخا رسخول الخ عخن صخفيتك‬
‫صبري‪ ،‬وضعف عن سخخيدة النسخخاء تجلخخدي‪ ،‬إل أن فخخي التأسخخي لخخي بسخخنتك‪،‬‬
‫والحزن الذي حخخل بخخي لفراقخخك‪ ،‬موضخخع التعخخزي‪ ،‬ولقخخد وسخخدتك فخخي ملحخخود‬
‫قبرك‪ ،‬بعد أن فاضت نفسك على صدري‪ ،‬وغمضتك بيخخدي‪ ،‬وتخخوليت أمخخرك‬
‫بنفسخخي‪ .‬نعخخم وفخخي كتخخاب ال خ أنعخخم القبخخول‪ ،‬إنخخا ل خ وإنخخا إليخخه راجعخخون‪ ،‬قخخد‬
‫استرجعت الوديعة‪ ،‬وأخذت الرهينة‪ ،‬واختلست الزهراء‪ ،‬فما أقبح الخضراء‬
‫والغبراء يا رسول ال‪ .‬أما حزني فسرمد‪ ،‬وأما ليلي فمسهد‪ ،‬ل يبرح الحخخزن‬
‫من قلبي أو يختار ال لي دارك التي فيها أنت مقيم‪ ،‬كمد مقيخخح‪ ،‬وهخخم مهيخخج‪،‬‬
‫سرعان ما فرق ]ال[ بيننا‪ ،‬وإلى الخ أشخخكو‪ ،‬وسخختنبئك ابنتخخك بتظخخاهر أمتخخك‬
‫علي‪ ،‬وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال‪ ،‬فكم من غليخخل معتلخخج بصخخدرها‬
‫لم تجد إلى بثه سبيل‪ ،‬وستقول و‬

‫)‪ (1‬كخخذا فخخي النسخخخة وفيخخه الهخخروي خ ل وقخخد مخخر عخخن الكخخافي )ج ‪ 1‬ص ‪(458‬‬
‫الهرمزانى راجع ص ‪ 193‬فيما سبق‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫يحكم ال وهو خير الحاكمين‪ .‬سلم عليك يا رسخول الخ سخلم مخودع ل سخئم )‪ (1‬ول‬
‫قال‪ ،‬فإن أنصرف فل عن مللة‪ ،‬وإن أقم فل عخخن سخخوء ظنخخي بمخخا وعخخد الخ‬
‫الصابرين‪ ،‬الصبر أيمن وأجمل ولو ل غلبة المستولين علينا‪ ،‬لجعلخخت المقخخام‬
‫عند قبرك لزاما‪ ،‬والتلبث عنده معكوفا‪ ،‬ولعولت إعوال الثكلخخى علخخى جليخخل‬
‫الرزية‪ .‬فبعين ال تدفن بنتك سرا‪ ،‬ويهتضم حقها قهخخرا ويمنخخع إرثهخخا جهخخرا‪،‬‬
‫ولم يطل العهد‪ ،‬ولم يخلق منك الذكر‪ ،‬فإلى ال يا رسول ال المشتكى‪ ،‬وفيخخك‬
‫أجمل العزاء‪ ،‬فصلوات ال عليها وعليك ورحمة ال خ وبركخخاته‪ - 41 .‬عيخخون‬
‫المعجزات للسيد المرتضى رحمه ال‪ :‬روي أن فاطمة )عليها السلم( توفيت‬
‫ولها ثمان عشرة سنة وشهران‪ ،‬وأقخخامت بعخخد النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫خمسخخة وسخخبعين يومخخا و روي أربعيخخن يومخخا‪ ،‬وتخخولى غسخخلها وتكفينهخخا أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( وأخرجها ومعه الحسن والحسين فخخي الليخخل‪ ،‬وصخخلوا‬
‫عليها ولم يعلم بها أحد‪ ،‬ودفنها في البقيع وجدد أربعيخخن قخخبرا فاستشخخكل علخخى‬
‫الناس قبرها فأصبح الناس ولم بعضخهم بعضخا وقخالوا‪ :‬إن نبينخا )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( خلف بنتا ولم نحضر وفاتها والصخخلة عليهخخا ودفنهخخا‪ ،‬ول نعخخرف‬
‫قبرها فنزورها‪ .‬فقال من تولى المر‪ :‬هخخاتوا مخخن نسخخاء المسخخلمين مخخن تنبخخش‬
‫هذه القبور‪ ،‬حتى نجد فاطمة )عليها السخخلم( فنصخخلي عليهخخا ونخخزور قبرهخخا‪،‬‬
‫فبلغ ذلك أمير المؤمنين )عليه السلم( فخرج مغضبا قخد أحمخخرت عينخاه وقخد‬
‫تقلد سيفه ذا الفقار حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيخه فقخال )عليخه السخلم(‪ :‬لخو‬
‫نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم‪ ،‬فتولى القوم عن البقيخخع‪42 .‬‬
‫‪ -‬يب‪ :‬سخخلمة بخخن الخطخخاب‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن عمخخر بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عخخن سخخليمان بخخن خالخخد‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬سألته عن أول من جعل له النعش‪ ،‬فقال‪ :‬فاطمة بنت رسول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ 43 - .‬يب‪ :‬سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن أحمد بن يحيخخى بخخن‬
‫زكريا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬والقياس‪ :‬سؤوم‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫حميد بن المثنى‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن الحذاء عن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫أول نعش أحدث في السلم نعش فاطمة إنها اشخختكت شخخكوتها الخختي قبضخخت‬
‫فيها وقالت لسماء‪ :‬إني نحلت وذهب لحمي أل تجعليخخن لخخي شخخيئا يسخخترني ؟‬
‫قالت أسماء‪ :‬إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا أفل أصنع لخخك‬
‫فإن أعجبك أصنع لك ؟ قالت‪ :‬نعخخم فخخدعت بسخخرير فخخأكبته لخخوجهه‪ ،‬ثخخم دعخخت‬
‫بجرائد فشخخددته علخى قخوائمه ثخم جللتخخه ثوبخخا فقخخالت‪ :‬هكخخذا رأيتهخخم يصخخنعون‬
‫فقالت‪ :‬اصنعي لي مثله استريني سترك ال من النار‪ - 44 .‬مخن بعخض كتخب‬
‫المناقب القديمة‪ :‬اختلف الروايات في وقت وفاتها ففي رواية أنهخخا بقيخخت بعخخد‬
‫رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه( شخهرين‪ .‬وفخي روايخة ثلثخة أشخهر‪ ،‬وفخي‬
‫رواية مائة يوم‪ ،‬وفي رواية ثمانيخخة أشخخهر‪ .‬وعخخن علخخي بخخن أحمخخد العاصخخمي‬
‫بإسناده عن موسى بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( عخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم( أن فاطمة لما توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله( كخانت تقخول‪ :‬وا‬
‫أبتاه من ربه ما أدناه‪ ،‬وا أبتاه جنان الخلد مثواه‪ ،‬وا أبتاه يكرمه ربخخه إذ أتخخاه‪،‬‬
‫يا أبتاه الرب و الرسل تسلم عليه حين تلقاه‪ .‬فلما ماتت فاطمة )عليها السخلم(‬
‫قال علي بن أبخي طخالب يرثيهخا‪) :‬لكخل اجتمخاع مخن خليليخن فرقخة( البيخات‪.‬‬
‫وذكخر الحخاكم أن فاطمخة لمخا مخاتت أنشخأ علخي )عليخه السخلم(‪ :‬نفسخي علخى‬
‫زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات ل خير بعدك في الحيخخاة وإنمخخا‬
‫أبكي مخافة أن تطول حياتي وعن سيد الحفاظ أبي منصور الخخديلمي بإسخخناده‬
‫أن عبد ال بن الحسن دخل على هشخخام بخخن عبخخد الملخخك وعنخخده الكلخخبي‪ ،‬فقخخال‬
‫هشام لعبد ال بن الحسن‪ :‬يا أبا محمد ! كم بلغت فاطمة بنت رسخخول الخ مخخن‬
‫السن ؟ فقال‪ :‬بلغت ثلثين فقال للكلبي‪ :‬ما تقول ؟ قال‪ :‬بلغت خمسا وثلثيخخن‪،‬‬
‫فقخال هشخخام لعبخد الخخ‪ :‬أل تسخخمع مخا يقخخول الكلخبي ؟ فقخال عبخخد الخ‪ :‬يخا أميخخر‬
‫المؤمنين سلني عن أمي فأنا أعلم بها وسل الكلبي عن امه فهو أعلم بها‪.‬‬

‫]‪[214‬‬
‫وعن العاصمي بإسناده‪ ،‬عن محمد بن عمر قال‪ :‬توفيت فاطمة بنت محمد )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( لثلث ليال خلون من شهر رمضان وهي بنت تسخخع وعشخخرين أو‬
‫نحوها‪ .‬وذكر أبو عبد ال بخخن منخخدة الصخخفهاني فخخي كتخخاب المعرفخخة أن عليخخا‬
‫تزوج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة وبنى بها بعد ذلخخك بنحخخو مخخن سخخنة‬
‫وولدت لعلي الحسن والحسين والمحسن وأم كلثوم الكخخبرى وزينخخب الكخخبرى‪.‬‬
‫وقخخال محمخخد بخخن إسخخحاق‪ :‬تخخوفيت ولهخخا ثمخخان وعشخخرون سخخنة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬سخخبع‬
‫وعشرون سنة‪ ،‬وفي رواية أنها ولدت علخخى رأس سخخنة إحخخدى وأربعيخخن مخخن‬
‫مولد النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فيكخخون سخخنها علخخى هخخذا ثلثخخا وعشخخرين‪،‬‬
‫والكثر على أنها كانت بنت تسع وعشرين أو ثلثين )عليها السخخلم(‪ .‬وذكخخر‬
‫وهب بن منبه‪ ،‬عن ابن عباس أنها بقيت أربعين يوما بعده‪ ،‬وفي روايخخة سخختة‬
‫أشهر وساق ابن عباس الحديث إلى أن قال‪ :‬لما توفيت )عليها السخلم( شخقت‬
‫أسماء جيبهخخا وخرجخخت فتلقاهخخا الحسخخن والحسخخين فقخخال‪ :‬أيخخن أمنخخا ؟ فسخخكتت‬
‫فدخل البيت فإذا هي ممتدة فحركهخا الحسخخين فخإذا هخخي ميتخة‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخا أخخخاه‬
‫آجرك ال في الوالدة‪ ،‬وخرجا يناديان‪ :‬يخخا محمخخداه يخخا أحمخخداه اليخخوم جخخدد لنخخا‬
‫موتك إذ ماتت أمنا‪ .‬ثم أخبرا عليا وهو فخخي المسخخجد فغشخخي عليخخه حخختى رش‬
‫عليه الماء ثم أفاق فحملهما حخختى أدخلهمخخا بيخخت فاطمخخة وعنخخد رأسخخها أسخخماء‬
‫تبكي وتقول‪ :‬وا يتامى محمخخد‪ ،‬كنخخا نتعخخزى بفاطمخخة بعخخد مخخوت جخخدكما فبمخخن‬
‫نتعزى بعدها فكشف علي عن وجهها فإذا برقعة عند رأسها فنظخخر فيهخخا فخخإذا‬
‫فيها‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآآله( أوصت وهي تشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا عبده ورسوله‬
‫وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية ل ريخخب فيهخا وأن الخ يبعخخث مخن‬
‫القبور يا علي أنا فاطمة بنت محمد زوجنخخي الخ منخخك لكخخون لخخك فخخي الخخدنيا‬
‫والخرة أنت أولى بي من غيري حنطني وغسلني و كفني بالليل وصل علي‬
‫وادفني بالليل ول تعلم أحدا وأستودعك ال وأقرء على ولدي السلم إلى يخخوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫]‪[215‬‬

‫فلما جن الليل غسلها علي ووضعها على السرير‪ ،‬وقال للحسن‪ :‬ادع لي أبخخا ذر فخخدعاه‬
‫فحمله إلى المصلى‪ ،‬فصلى عليها ثم صلى ركعتين‪ ،‬ورفع يديه إلخخى السخخماء‬
‫فنادى‪ :‬هذه بنت نبيك فاطمخخة أخرجتهخخا مخخن الظلمخخات إلخخى النخخور‪ ،‬فأضخخاءت‬
‫الرض ميل في ميل فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا مخخن بقعخخة مخخن البقيخخع إلخخي‬
‫إلي فقد رفع تربتها مني فنظروا فإذا هي بقبر محفور‪ ،‬فحملخخوا السخخرير إليهخخا‬
‫فدفنوها فجلس علي على شفير القخبر فقخال‪ :‬يخا أرض ! اسختودعتك وديعختي‪،‬‬
‫هذه بنت رسول ال فنودي منها‪ :‬يا علي أنا أرفق بهخخا منخخك فخخارجع ول تهتخخم‬
‫فرجع وانسد القبر واستوى بالرض فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة‪- 45 .‬‬
‫أقول‪ :‬قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين‪ :‬كانت وفخخاة فاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‬
‫بعد وفاة النبي )صلى ال عليه وآله( بمدة يختلف فخخي مبلغهخخا فخخالمكثر يقخخول‪:‬‬
‫ثمانية أشهر‪ ،‬والمقلل يقول‪ :‬أربعين يوما إل أن الثبت في ذلخخك مخخا روي عخخن‬
‫أبي جعفر محمد بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( أنهخخا تخخوفيت بعخخده بثلثخخة أشخخهر‬
‫حدثني بذلك الحسن بن علي‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن ابن سعد‪ ،‬عن الواقخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫عمرو بن دينار‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي )عليهما السلم(‪ - 46 .‬كخخف‪،‬‬
‫مصبا‪ :‬في الثالث من جمادى الخرة كان وفخخاة فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( سخخنة‬
‫إحدى عشرة‪ - 47 .‬مصبا‪ :‬في اليوم الحادي والعشرين من رحب كانت وفخخاة‬
‫الطاهرة فاطمة )عليهخا السخلم( فخي قخخول ابخن عبخاس‪ .‬بيخان‪ :‬أقخول ل يمكخخن‬
‫التطبيق بين أكثر تواريخخخ الخخولدة والوفخخاة ومخخدة عمرهخخا الشخخريف‪ ،‬ول بيخخن‬
‫تواريخ الوفاة وبين ما مر في الخبر الصحيح أنها )عليها السلم( عاشت بعخخد‬
‫أبيها خمسة وسبعين يوما إذ لو كان وفاة الرسول )صلى ال عليخخه وآلخخه( فخخي‬
‫الثامن والعشرين من صفر كان على هذا وفاتها في أواسخخط جمخخادى الولخخى‪،‬‬
‫ولو كان في ثاني عشر ربيع الول كا ترويه العامخخة كخخان وفاتهخخا فخخي أواخخخر‬
‫جمادى الولى‪ ،‬وما رواه أبخخو الفخخرج‪ ،‬عخخن البخخاقر )عليخخه السخخلم( مخخن كخخون‬
‫مكثها بعده )صلى الخ عليخخه وآلخخه( ثلثخخة أشخخهر يمكخخن تطخخبيقه علخخى مخخا هخخو‬
‫المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الخرة‪ ،‬ويدل عليخخه أيضخخا مخخا مخخر‬
‫من خبر‬

‫]‪[216‬‬

‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( برواية الطبري بأن يكخخون )عليخخه السخخلم(‬
‫لم يتعرض لليام الزائدة لقلتها وال يعلم‪ - 48 .‬أقول‪ :‬فخخي الخخديوان المنسخخوب‬
‫إليه )عليه السلم( أنه أنشد بعد وفاة فاطمة )عليها السلم(‪ :‬أل هل إلى طخخول‬
‫الحياة سبيل وأنى وهذا الموت ليس يحول وإني وإن أصبحت بخخالموت موقنخخا‬
‫فلي أمل من دون ذاك طويل وللدهر ألوان تروح وتغتخخدي وإن نفوسخخا بينهخخن‬
‫تسيل ومنزل حق ل معخرج دونخه لكخل امخرئ منهخا إليخه سخبيل قطعخت بأيخام‬
‫التعزز ذكره وكل عزيز ما هناك ذليل أرى علل الدنيا علي كثيرة وصخخاحبها‬
‫حتى الممات عليل وإني لمشتاق إلى مخخن أحبخخه فهخخل لخخي إلخخى مخخن قخخد هخخويت‬
‫سبيل وإني وإن شطت بي الدار نازحا وقد مات قبلي بالفراق جميل فقخخد قخخال‬
‫في المثال في البين قائل أضربه يوم الفراق رحيل لكل اجتمخخاع مخخن خليليخخن‬
‫فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطما بعد أحمد دليخخل علخخى أن‬
‫ل يدوم خليل وكيف هناك العيش من بعد فقخخدهم لعمخخرك شخخئ مخخا إليخخه سخخبيل‬
‫سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ويظهر بعدي للخليل عديل وليس خليلخخي‬
‫بالملول ول الذي إذا غبت يرضاه سواي بديل ولكن خليلي من يخخدوم وصخخاله‬
‫ويحفخخظ سخخري قلبخخه ودخيخخل إذا انقطعخخت يومخخا مخخن العيخخش مخخدتي فخخإن بكخخاء‬
‫الباكيات قليل يريد الفتى أن ل يموت حبيبه وليس إلى ما يبتغيه سخخبيل وليخخس‬
‫جليل رزء مخخال وفقخخده ولكخخن رزء الكرميخخن جليخخل لخخذلك جنخخبي ل يخخؤاتيه‬
‫مضجع وفي القلب من حر الفراق غليل بيان‪ :‬خبر )أنى( محذوف و )منزل(‬
‫عطف على ألوان و )المعراج( محل‬

‫]‪[217‬‬

‫القامة وشطت الدار ونزحت‪ :‬بعدت‪ ،‬والباء للتعدية‪ ،‬والتضريب مبالغة فخخي الضخخرب‬
‫والبين‪ :‬الفراق أي أضرب المثل الذي قاله القخخائل فخخي يخخوم الفخخراق الخخذي هخخو‬
‫رحيل‪ ،‬و المثل قوله‪ :‬لكل اجتمخاع‪ ،‬وفخاطم مرخخم فاطمخة لضخرورة الشخعر‪:‬‬
‫والبديل‪ :‬البدل‪ ،‬ودخيل الرجل الذي يداخله في أموره ويختص به )ل يؤاتيه(‬
‫أي ل يوافقه والغليل‪ :‬العطش‪ ،‬ومنه‪ :‬قوله )عليه السلم( عند رحلتها )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬حبيب ليس يعدله حبيب وما لسواه في قلبي نصيب حبيب غاب عخخن‬
‫عيني وجسمي وعن قلبي حبيبي ل يغيب بيان‪ :‬حخخبيب فخخي الموضخخعين خخخبر‬
‫مبتداء محذوف أو الثاني خبر الول‪ .‬ومنخخه‪ :‬مخاطبخخا لهخخا بعخخد وفاتهخخا‪ :‬مخخالي‬
‫وقفت على القبور مسلما قبر الحبيب فلم يخخرد جخخوابي أحييخخب مخخا لخخك ل تخخرد‬
‫جوابنخخا أنسخخيت بعخخدي خلخخة الحبخخاب ومنخخه‪ :‬مجيبخخا لنفسخخه مخخن قبلهخخا )عليهخخا‬
‫السلم(‪ :‬قخخال الحيخخب‪ :‬وكيخخف لخخي بجخخوابكم وأنخخا رهيخخن جنخخادل وتخخراب أكخخل‬
‫التراب محاسني فنسيتكم وحجبت عن أهلي وعن أترابي فعليكم منخخي السخخلم‬
‫تقطعت عني وعنكم خلة الحباب بيان‪ :‬الجنادل‪ :‬الحجار‪ ،‬والترب‪ :‬الموافق‬
‫في السن‪ .‬وفي شرح الديوان‪ :‬روي أن البيات الخيخخرة سخخمعت مخخن هخخاتف‪.‬‬
‫‪ - 49‬مصباح النوار‪ :‬عن أبخخي جعفخخر )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬إن فاطمخخة بنخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مكثت بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ستين يوما ثم مرضت فاشتدت عليها فكان من دعائها في شكواها‪ :‬يا حخخي يخخا‬
‫قيوم برحمتك أستغيث فأغثني اللهخخم زحزحنخخي عخخن النخخار‪ ،‬وأدخلنخخي الجنخخة‪،‬‬
‫وألحقني بأبي محمد )صلى ال عليه وآله( فكان أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫يقول لها‪ :‬يعافيك ال ويبقيك‪ ،‬فتقول‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن مخخا أسخخرع اللحخخاق بخخال‪،‬‬
‫وأوصت بصدقتها ومتاع البيت‪ ،‬وأوصته أن يتزوج أمامة بنت أبي العخخاص‪،‬‬
‫وقالت‪ :‬بنت أختى وتحنن على‬

‫]‪[218‬‬

‫ولدي قال‪ :‬ودفنها ليل‪ .‬وعن ابن عباس قال‪ :‬رأت فاطمة في منامها النبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( قالت‪ :‬فشكوت إليه ما نالنا من بعده‪ ،‬قخخالت‪ :‬فقخخال لخخي رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لكم الخرة التي أعدت للمتقين وإنك قادمخخة علخخي عخخن‬
‫قريب‪ .‬وعن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬لمخخا حضخخرت‬
‫فاطمة الوفاة بكت فقال لها أمير المؤمنين‪ :‬يا سيدتي ما يبكيك ؟ قخخالت‪ :‬أبكخخي‬
‫لما تلقى بعدي فقال لها‪ :‬ل تبكي فو ال إن ذلك لصغير عنخخدي فخخي ذات الخخ‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأوصته أن ل يؤذن بها الشيخين ففعخخل‪ - 50 .‬كتخخاب الخخدلئل للطخخبري‪:‬‬
‫عن أبي إسحاق الباقرجي‪ ،‬عن فليجة عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبي أحمد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن بغدان‪ ،‬عن محمد بن الصخخلت‪ ،‬عخخن عبخد الخ ابخن سخعيد‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جريح‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( أنهخخا‬
‫أوصت لزواج النبي )صلى ال عليه وآله( لكل واحدة منهخخن بخخاثنتي عشخخرة‬
‫أوقية ولنساء بني هاشم مثل ذلخك وأوصخت لمامخة بنخت أبخي العخاص بشخئ‪.‬‬
‫وبإسناد آخر عن عبد الخ بخن حسخن‪ ،‬عخن زيخد بخن علخي‪ :‬أن فاطمخة )عليهخا‬
‫السلم( تصدقت بمالها على بني هاشخم وبنخي عبخد المطلخب وأن عليخا )عليخه‬
‫السلم( تصدق عليهم وأدخل معهم غيرهم‪.‬‬

‫]‪[219‬‬

‫‪) - 8‬باب( )تظلمها )صلوات ال عليها( في القيامة( )وكيفية مجيئها إلخخى المحشخخر( ‪1‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن محمد بن جرير الطبري‪ ،‬عن الحسخخن بخخن عبخخد الواحخخد‬
‫عن إسماعيل بن علي السدي‪ ،‬عن منيع بن الحجاج‪ ،‬عن عيسى بخخن موسخخى‪،‬‬
‫عن جعفر الحمر‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫سمعت جابر بن عبد ال النصاري يقول‪ :‬قال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نخخوق الجنخخة مدبجخخة‬
‫الجنبين‪ ،‬خطامها من لؤلوء رطب‪ ،‬قوائمها من الزمخخرد الخضخخر ذنبهخخا مخخن‬
‫المسك الذفر‪ ،‬عيناها ياقوتتان حمراوان‪ .‬عليها قبة من نور‪ ،‬يخخرى ظاهرهخخا‬
‫من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرهخخا‪ ،‬داخلهخخا عفخخو الخخ‪ ،‬وخارجهخخا رحمخخة الخخ‪،‬‬
‫علخخى رأسخخها تخخاج مخخن نخخور‪ ،‬للتخخاج سخخبعون ركنخخا كخخل ركخخن مرصخخع بالخخدر‬
‫والياقوت‪ ،‬يضئ كمخخا يضخخئ الكخخوكب الخخدري فخخي أفخخق السخخماء وعخخن يمينهخخا‬
‫سبعون ألف ملك‪ ،‬وعن شمالها سبعون ألف ملك‪ ،‬وجبرئيل آخذ بخطام الناقة‬
‫ينادي بأعل صوته‪ :‬غضخخوا أبصخخاركم حخختى تجخخوز فاطمخخة بنخخت محمخخد‪ ،‬فل‬
‫يبقى يومئذ نبي ول رسول ول صديق ول شخخهيد إل غضخخوا أبصخخارهم حختى‬
‫تجوز فاطمة‪ ،‬فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلله‪ ،‬فتنزخ بنفسخخها عخخن‬
‫ناقتها‪ ،‬وتقول‪ :‬إلهي وسيدي أحكم بينخخي وبيخخن مخخن ظلمنخخي اللهخخم أحكخخم بينخخي‬
‫وبين من قتل ولدي‪ ،‬فإذا النداء من قبل ال جل جلله‪ :‬يا حبيبتي وابنة حبيبي‬
‫سخخليني تعطخخى‪ ،‬واشخخفعي تشخخفعي‪ ،‬فخخوعزتي وجللخخي لجخخازني ظلخخم ظخخالم‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي و محبي ذريتي‪.‬‬

‫]‪[220‬‬

‫فإذا النداء من قبل ال جل جلله‪ :‬أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوهخخا ومحبخوا ذريتهخا‬
‫فيقبلون وقد أحاط بهم ملئكة الرحمة فتقخخدمهم فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( حخختى‬
‫تدخلهم الجنة‪ .‬توضيح‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المدبج المزين وقال الجزري فيه‬
‫كان له طيلسان مدبج هخخو الخخذي زينخخت أطرافخخه بالخخديباج‪ ،‬قخخوله )الذفخخر( أي‬
‫طيب الريح قوله )داخلها عفو ال( كناية عن أنها مشمولة بعفو ال خ ورحمتخخه‬
‫وتجئ إلى القيامة شفيعة للعباد معها رحمخخة الخ وعفخخوه لهخخم‪ ،‬وقخخال الفيخخروز‬
‫آبخخادي‪ :‬زخخخه‪ :‬دفعخه فخي وهخخدة وزيخد اغتخاظ ووثخب انتهخى والتشخفيع‪ :‬قبخخول‬
‫الشفاعة‪ - 2 .‬ن‪ :‬أحمد بن أبي جعفر البيهقي‪ ،‬عن أحمد بن علي الجرجخخاني‪،‬‬
‫عن إسماعيل ابن أبخخي عبخخد الخ القطخخان‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن عبخخد الخ بخخن عخخامر‬
‫الطائي‪ ،‬عن أبي أحمد بن سليمان الطائي‪ ،‬عن علي بن موسى الرضخخا‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تحشر ابنخختي‬
‫فاطمة )عليهخخا السخخلم( يخخوم القيامخخة ومعهخخا ثيخخاب مصخخبوغة بالخخدماء‪ ،‬تتعلخخق‬
‫بقائمة من قوائم العرش تقول‪ :‬يا عدل أحكم بيني وبين قاتل ولدي‪ ،‬قخال علخي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬قال رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬ويحكخم‬
‫]ال[ لبنتي ورب الكعبة‪ - 3 .‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثخة‪ ،‬عخن الرضخا‪ ،‬عخن آبخائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قخال رسخول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬تحشخر ابنختي‬
‫فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش‬
‫فتقول‪ :‬يا عدل أحكم بيني وبين قاتل ولدي‪ ،‬قال رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬فيحكم لبنتي ورب الكعبة‪ ،‬وإن ال عز وجل يغضب لغضخخب فاطمخخة‬
‫ويرضى لرضاها‪ .‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثلخخه‪ - 4 .‬ن‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬إذا كخخان يخخوم القيامخخة نخخادى منخخاد‪ :‬يخخا معشخخر الخلئق‬
‫غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪- 5 .‬‬
‫صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثله‪.‬‬

‫]‪[221‬‬

‫ثم قال‪ :‬وفي رواية أخرى إذا كان يوم القيامة قيخخل‪ :‬يخخا أهخخل الجمخخع غضخخوا أبصخخاركم‬
‫تمر فاطمة بنخخت رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخه وآلخه( فتمخخر وعليهخا ريطتخان‬
‫حمراوان‪ .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الريطة كل ملءة غيخخر ذات لفقيخخن كلهخخا‬
‫نسج واحد وقطعة واحدة أو كل ثخخوب ليخخن رقيخخق‪ - 6 .‬ن‪ :‬بالسخخانيد الثلثخخة‪،‬‬
‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فينظر‬
‫إليها الخلئق فيتعجبون منها‪ ،‬ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة مكتوب‬
‫على كل حلة بخط أخضر‪ :‬أدخلوا بنت محمخخد الجنخخة علخخى أحسخخن الصخخورة‪،‬‬
‫وأحسخخن الكرامخخة‪ ،‬وأحسخخن منظخخر‪ ،‬فخختزف إلخخى الجنخخة كمخخا تخخزف العخخروس‪،‬‬
‫ويوكل بها سبعون ألف جارية‪ .‬صح‪ :‬عنه‪ ،‬عن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( مثلخخه‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قوله )عليه السلم( )قد عجنت( في بعض النسخخخ بالبخخاء الموحخخدة علخخى‬
‫بناء المفعول من باب التفعيل أي جعلخخت عجيبخخة لغسخخلها بمخخاء الحيخخوان وفخخي‬
‫بعض النسخ بالنون كناية عن الغسل بخخه أو كونهخخا بحيخخث ل يمخخوت أبخخدا مخخن‬
‫يلبسها‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬في الحديث يزف علي بيني وبين إبراهيم إلخخى الجنخخة‬
‫إن كسخخرت الخخزاء فمعنخخاه يسخخرع مخخن زف فخخي مشخخيه وأزف إذا أسخخرع‪ ،‬وإن‬
‫فتحخخت فهخخو مخخن زففخخت العخخروس أزفهخخا إذا أهخخديتها إلخخى زوجهخخا‪ - 7 .‬ثخخو‪:‬‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطخار‪ ،‬عخن الشخخعري‪ ،‬عخخن محمخد بخن الحسخخين عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبخخد ال خ )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إذا كخخان يخخوم القيامخخة نصخخب لفاطمخخة‬
‫)عليها السلم( قبة من نور وأقبل الحسين )صلوات ال عليه(‪ ،‬رأسه في يده‪،‬‬
‫فإذا رأته شهقت شهقة ل يبقى في الجمع ملك مقرب ول نبي مرسل ول عبخخد‬
‫مؤمن إل بكى لها‪ ،‬فيمثل الخ عخخز وجخخل رجل لهخخا فخخي أحسخخن صخخورة وهخخو‬
‫يخاصم قتلته )بل رأس( فيجمع ال قتلته والمجهزين عليه‪ ،‬و مخخن شخخرك فخخي‬
‫قتله‪ ،‬فيقتلهم حتى أتى على آخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين‬

‫]‪[222‬‬

‫)عليه السلم(‪ ،‬ثم ينشرون فيقتلهم الحسن )عليه السلم( ثم ينشخخرون فيقتلهخخم الحسخخين‬
‫)عليه السلم( ثم ينشرون فل يبقى من ذريتنا أحخد إل قتلهخم قتلخخة‪ ،‬فعنخد ذلخخك‬
‫يكشف ال الغيظ‪ ،‬و ينسي الحزن‪ .‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬رحم ال‬
‫شيعتنا‪ ،‬شيعتنا والخ هخم المؤمنخون‪ ،‬فقخد والخ شخركونا فخي المصخيبة بطخول‬
‫الحزن والحسرة‪ .‬بيان‪ :‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪) :‬بل رأس( لعله حال عن‬
‫الضخخمير فخخي قخخوله قتلتخخه‪ - 8 .‬ثخخو‪ :‬ابخخن المتوكخخل‪ ،‬عخخن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن‬
‫الشعري‪ ،‬عن ابن يزيد عن محمد بن منصور‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن شريك يرفعه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمخخة‬
‫)صلوات ال عليها( في لمة مخخن نسخخائها فيقخخال لهخخا‪ :‬أدخلخخي الجنخخة فتقخخول‪ :‬ل‬
‫أدخل حتى أعلم ما صخخنع بولخخدي مخخن بعخخدي ؟ فيقخخال لهخخا‪ :‬أنظخخري فخخي قلخخب‬
‫القيامخخة فتنظخخر إلخخى الحسخخين )صخخلوات الخ عليخخه( قائمخخا وليخخس عليخخه رأس‪،‬‬
‫فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصخخرخ الملئكخخة لصخخراخنا‪ ،‬فيغضخخب‬
‫ال عز وجل لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها‪ :‬هبهب قد أوقد عليها ألخخف عخخام‬
‫حتى أسودت ل يدخلها روح أبدا ول يخرج منها غم أبدا فيقخخال لهخخا‪ :‬التقطخخي‬
‫قتلة الحسين )صلوات ال عليه( وحملخخة القخخرآن فتلتقطهخخم‪ .‬فخخإذا صخخاروا فخخي‬
‫حوصلتها‪ ،‬صهلت وصهلوا بها‪ ،‬وشهقت وشهقوا بها‪ ،‬وزفرت وزفروا بهخخا‪،‬‬
‫فينطقون بألسنة ذلقخخة طلقخخة‪ :‬يخخا ربنخخا أوجبخخت لنخخا النخخار قبخخل عبخخدة الوثخخان ؟‬
‫فيأتيهم الجواب عن ال عز وجخل أن‪ :‬مخن علخم ليخس كمخن ل يعلخم‪ .‬إيضخاح‪:‬‬
‫اللمة بضم اللم وفتح الميم المخففخخة الجماعخخة‪ ،‬وقخخال الجخخوهري لمخخة الرجخخل‬
‫تربه وشكله‪ ،‬والهاء عوض واللمة الصحاب ]ما[ بيخخن الثلثخخة إلخخى العشخخرة‬
‫انتهى‪ .‬والمراد بحملة القرآن الذين ضيعوه وحرفوه‪ - 9 .‬ثو‪ :‬ابن البرقي )‪(1‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه ]عن[ محمد بن خالد يرفعه‬
‫)‪ (1‬هخخو علخخى بخخن أحمخخد بخخن عبخخد الخ بخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن خالخخد الخخبرقى‪ .‬راجخخع‬
‫المستدرك ج ‪ 3‬ص ‪.665‬‬

‫]‪[223‬‬

‫إلى عنبسة الطائي‪ ،‬عن أبي خير‪ ،‬عن علي بن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يمثل لفاطمة )عليها السلم( رأس الحسخخين‬
‫)عليه السلم( متشخحطا بخدمه فتصخخيح وا ولخداه ! وا ثمخرة فخؤاداه ! فتصخعق‬
‫الملئكة لصيحة فاطمة )عليها السخخلم( وينخخادي أهخخل القيامخخة‪ :‬قتخخل الخ قاتخخل‬
‫ولدك يا فاطمة‪ .‬قال‪ :‬فيقول الخ عخز وجخل‪ :‬ذلخك أفعخل بخه وبشخيعته وأحبخائه‬
‫وأتباعه وإن فاطمة )عليها السلم( في ذلك اليوم علخخى ناقخخة مخخن نخخوق الجنخخة‬
‫مدبجة الجنبين‪ ،‬واضحة الخدين شهلء العينين‪ ،‬رأسها من الذهب المصخخفى‪،‬‬
‫]و[ أعناقها من المسك والعنبر‪ ،‬خطامها من الزبرجد الخضر‪ ،‬رحائلهخخا در‬
‫مفضض بالجوهر‪ ،‬على الناقة هخخودج غشخاؤها مخخن نخور الخخ‪ ،‬وحشخوها مخخن‬
‫رحمة ال‪ ،‬خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا يحف بهودجها سبعون ألف ملخخك‬
‫بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين‪ .‬ثم ينادي مناد‬
‫من بطنان العرش‪ :‬يا أهل القيامة غضوا أبصخخاركم فهخخذه فاطمخة بنخخت محمخخد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( تمخخر علخخى الصخخراط‪ ،‬فتمخخر فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف‪ .‬قال النبي )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله(‪ :‬ويلقي أعداءها وأعداء ذريتها في جهنم‪ .‬توضيح‪) :‬ذلخخك أفعخخل بخخه( أي‬
‫بالحسين )عليه السلم( أي أقتل قاتليه وقاتلي شيعته وأحبائه‪ ،‬ويحتمل إرجاع‬
‫الضمائر جميعخخا إلخخى القاتخخل وقخخال الجخخوهري‪ :‬الشخخهلة فخخي العيخخن أن يشخخوب‬
‫سخخوادها زرقخخة‪ ،‬وعيخخن شخخهلء‪ ،‬قخخوله )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪) :‬رحائلهخخا(‬
‫الصوب رحالها جمع رحل وكأنه جمع رجالة ككتابخخة وهخخي السخخرج‪- 10 .‬‬
‫قخخب‪ :‬السخخمعاني فخخي الرسخخالة القواميخخة والزعفرانخخي فخخي فضخخائل الصخخحابة‬
‫والشنهي في اعتقاد أهل السخنة والعكخبري فخي البانخة وأحمخد فخي الفضخائل‬
‫وابن المؤذن في الربعين بأسانيدهم عن الشعبي‪ ،‬عن أبي جحيفة وعخخن ابخخن‬
‫عباس والصبغ‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬وقد روى حفص بن غياث‪ ،‬عن القزوينخخي‪،‬‬
‫عطاء عن أبي هريرة كلهم عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إذا كان يوم‬
‫القيامة ووقف الخلئق بين يدي ال تعالى نادى مناد من وراء الحجخخاب‪ :‬أيهخخا‬
‫الناس غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم‪ ،‬فإن فاطمة بنت محمد )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( تجوز على الصراط‪ .‬وفي حديث أبي أيخوب‪ :‬فتمخر معهخا سخبعون‬
‫جارية‬

‫]‪[224‬‬
‫من الحور العين كالبرق اللمع‪ - 11 .‬جا‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قخخال‪:‬‬
‫إذا كان يوم القيامة جمع ال الولين والخرين في صعيد واحد فينخخادي منخخاد‪:‬‬
‫غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( الصخخراط‪ .‬قخال‪ :‬فتغخض الخلئق أبصخخارهم فتخخأتي فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( على نجيب من نجب الجنة يشيعها سخخبعون ألخخف ملخخك‪ ،‬فتقخخف موقفخخا‬
‫شريفا من مواقف القيامة‪ ،‬ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علخخي‬
‫)عليه السلم( بيدها مضمخا بدمه وتقول يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت‬
‫ما صنع به‪ ،‬فيأتيها النداء من قبل ال عز وجل‪ :‬يا فاطمة لخخك عنخخدي الرضخخا‬
‫فتقول‪ :‬يا رب انتصر لي من قاتله فيأمر ال تعالى عنقا من النار فتخرج مخخن‬
‫جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي )عليه السلم( كما يلتقط الطيخخر الحخخب‪ ،‬ثخخم‬
‫يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب ثم تركب فاطمة )عليها‬
‫السلم( نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملئكة المشيعون لهخخا وذريتهخخا بيخخن‬
‫يديها وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري فيه يخرج‬
‫عنق من النار أي طائفة منها‪ - 12 .‬فر‪ :‬أبخو القاسخم العلخخوي الحسخني منعنخا‪،‬‬
‫عن ابن عباس‪ :‬إذا كخخان يخوم القيامخة نخخادى منخاد‪ :‬يخا معشخر الخلئق غضخوا‬
‫أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآلخخه( فتكخخون أول مخخن‬
‫تكسى ويستقبلها من الفردوس إثنتا عشرة ألف حوراء لم يستقبلوا أحخخدا قبلهخخا‬
‫ول أحدا بعخخدها‪ ،‬علخخى نجخخائب مخخن يخخاقوت أحنحتهخخا وأزمتهخخا اللؤلخخؤ‪ ،‬عليهخخا‬
‫رحائل من در على كل رحالة منهخخا نمرقخخة مخخن سخخندس‪ ،‬وركائبهخخا زبرجخخد‪،‬‬
‫فيجوزون بهخا الصخراط حختى ينتهخون بهخا إلخى الفخردوس فيتباشخر بهخا أهخل‬
‫الجنان‪ .‬وفي بطنان الفردوس قصور بيض‪ ،‬وقصور صخخفر‪ ،‬مخخن لؤلخخؤة مخخن‬
‫غرز واحخد وإن فخي القصخخور الخبيض لسخبعين ألخف دار منخازل محمخخد وآلخه‬
‫)صخخلوات ال خ عليهخخم( وإن فخخي القصخخور الصخخفر لسخخبعين ألخخف دار مسخخاكن‬
‫إبراهيم وآله )عليهم السلم( فتجلس على كرسي من نور فيجلسون‬

‫]‪[225‬‬

‫حولها ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحد قبلهخخا ول يبعخخث إلخخى أحخخد بعخخدها فيقخخول‪ :‬إن‬
‫ربك يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬سليني اعطك فتقول‪ :‬قد أتم علخخي نعمتخخه وهنخخأني‬
‫كرامته‪ ،‬وأباحني جنته أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم‪ ،‬فيعطيها الخخ ذريتهخخا‬
‫وولدها ومن ودهم لها وحفظهم فيها‪ ،‬فيقول‪ :‬الحمد ل الذي أذهب عنا الحزن‬
‫وأقر بعيني‪ .‬قال جعفر‪ :‬كان أبي يقول‪ :‬كان ابن عباس إذا ذكخر هخذا الحخديث‬
‫تل هذه الية‪) :‬والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهخخم( )‪.(1‬‬
‫تبيين‪ :‬قخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬النمرقخخة مثلثخخة الوسخخادة الصخخغيرة أو الميخخثرة أو‬
‫الطنفسة فوق الرحل‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬فيه ينادي مناد مخخن بطنخخان العخخرش أي‬
‫من وسطه‪ ،‬وقيل من أصله‪ ،‬وقيخخل‪ :‬البطنخخان جمخخع بطخخن وهخخو الغخخامض مخخن‬
‫الرض يريد من دواخل العرش انتهى‪ ،‬قوله )من غرز واحد( أي مخخن محخخل‬
‫واحد من قولهم غرزت الشئ بالبرة‪ - 13 .‬فر‪ :‬سليمان بن محمد معنعنا عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬سمعت أمير المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم(‬
‫]يقول[ دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يخخوم علخخى فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( وهي حزينة فقال لها‪ :‬ما حزنك يا بنية ؟ قالت‪ :‬يا أبه ذكرت المحشر‬
‫ووقوف الناس عراة يوم القيامة قال‪ :‬يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قخخد أخخخبرني‬
‫جبرئيل عن ال عز وجل أنه قال‪ :‬أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة أنخخا‬
‫ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ .‬ثم يبعخخث الخ إليخخك‬
‫جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك‬
‫إسخخرافيل بثلث حلخخل مخخن نخخور فيقخخف عنخخد رأسخخك فينادينخخك يخخا فاطمخخة بنخخت‬
‫محمخخد ! قخخومي إلخخى محشخخرك‪ ،‬فتقخخومين آمنخخة روعتخخك‪ ،‬مسخختورة عورتخخك‪،‬‬
‫فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور‪ ،‬زمامها من‬
‫لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب‪ ،‬فتركبينها ويقود زوقائيخخل بزمامهخخا‪ ،‬وبيخخن‬
‫يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح‪.‬‬

‫)‪ (1‬الطور‪ .21 :‬راجع المصدر ص ‪.169‬‬

‫]‪[226‬‬

‫فإذا جد بك السير اسخختقبلتك سخخبعون ألخخف حخخوراء‪ ،‬يستبشخخرون بخخالنظر إليخخك بيخخد كخخل‬
‫واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العخود مخن غيخر نخار‪ ،‬وعليهخن‬
‫أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الخضر‪ ،‬فيسرن عن يمينخخك‪ ،‬فخخإذا سخخرت‬
‫مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينخخك‪ ،‬اسخختقبلتك مريخخم بنخخت عمخخران‪ ،‬فخخي‬
‫مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معهخخا عخخن يسخخارك‪ .‬ثخخم‬
‫تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بال ورسوله‪ ،‬ومعهخخا سخخبعون‬
‫ألف ملك بأيخخديهم ألويخخة التكخخبير فخإذا قربخخت مخخن الجمخخع اسخختقبلتك حخخواء فخخي‬
‫سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معخك‪ .‬فخإذا‬
‫توسطت الجمع‪ ،‬وذلك أن ال يجمع الخلئق في صخخعيد واحخخد‪ ،‬فيسخختوي بهخخم‬
‫القدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلئق‪ :‬غضوا أبصاركم حختى‬
‫تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها‪ ،‬فل ينظر إليك يومئذ إل إبراهيم‬
‫خليل الرحمن )صلوات ال وسلمه عليه( وعلي بن أبي طالب‪ ،‬ويطلخخب آدم‬
‫حوا فيراها مع أمك خديجة أمامك‪ .‬ثم ينصب لخخك منخخبر مخخن النخخور فيخخه سخخبع‬
‫مراقخخي بيخخن المرقخخاة إلخخى المرقخخاة صخخفوف الملئكخخة‪ ،‬بأيخخديهم ألخخويه النخخور‪،‬‬
‫ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عخخن‬
‫يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرئيل )عليه السخخلم(‬
‫فيقول لك‪ :‬يا فاطمة سلي حاجتخخك‪ ،‬فتقخولين‪ :‬يخخا رب أرنخخي الحسخخن والحسخين‬
‫فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دما‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يخا رب خخذ لخي اليخوم حقخي‬
‫ممن ظلمني‪ .‬فيغضب عند ذلخخك الجليخخل‪ ،‬ويغضخخب لغضخخبه جهنخخم والملئكخخة‬
‫أجمعون‪ ،‬فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخخخرج فخخوج مخخن النخخار ويلتقخخط قتلخخة‬
‫الحسين وأبنخاءهم وأبنخخاء أبنخخائهم ويقولخون‪ :‬يخا رب إنخخا لخم نحضخر الحسخين‪،‬‬
‫فيقول ال لزبانية جهنم‪ :‬خذوهم بسيماهم بزرقة العين وسواد الوجوه‪ ،‬خذوا‬
‫بنواصيهم فألقوهم في الدرك السفل من النار فخخإنهم كخخانوا أشخخد علخخى أوليخخاء‬
‫الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫ثم يقول جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين‪ :‬يا رب شيعتي‪ ،‬فيقخخول‬
‫ال عز وجل‪ :‬قد غفرت لهم فتقولين يا رب شيعة ولدي فيقول ال قخخد غفخخرت‬
‫لهم فتقولين‪ :‬يا رب شيعة شيعتي فيقول الخخ‪ :‬انطلقخخي فمخخن اعتصخخم بخخك فهخخو‬
‫معك في الجنة‪ ،‬فعند ذلك يود الخلئق أنهخم كخانوا فخاطميين فتسخيرين ومعخك‬
‫شخخيعتك‪ ،‬وشخخيعة ولخخدك‪ ،‬وشخخيعة أميخخر المخخؤمنين آمنخخة روعخخاتهم‪ ،‬مسخختورة‬
‫عوراتهم‪ ،‬قد ذهبت عنهم الشدائد‪ ،‬وسهلت لهم الموارد‪ ،‬يخاف الناس وهخخم ل‬
‫يخافون‪ ،‬ويظمأ الناس وهم ل يظمخخأون‪ .‬فخخإذا بلغخخت بخخاب الجنخخة‪ ،‬تلقتخخك إثنتخخا‬
‫عشر ألف حوراء‪ ،‬لم يلتقين أحدا قبلك ول يتلقيخخن أحخخدا كخخان بعخخدك‪ ،‬بأيخخديهم‬
‫حراب من نور‪ ،‬على نجائب من نور رحائلها من الذهب الصفر واليخخاقوت‪،‬‬
‫أزمتها من لؤلؤ رطب‪ ،‬على كل نجيب نمرقة من سندس منضود‪ .‬فإذا دخلت‬
‫الجنة تباشر بك أهلها‪ ،‬ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور‪،‬‬
‫فيأكلون منها والناس فخخي الحسخخاب‪ ،‬وهخخم فيمخخا اشخختهت أنفسخخهم خالخخدون وإذا‬
‫اسخختقر أوليخخاء الخ فخخي الجنخخة زارك آدم ومخخن دونخخه النخخبيين وإن فخخي بطنخخان‬
‫الفردوس لؤلوءتان من عرق واحخخد لؤلخخوءة بيضخخاء ولؤلخخوءة صخخفراء فيهمخخا‬
‫قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منخخازل لنخخا ولشخخيعتنا‪،‬‬
‫والصفراء منازل لبراهيم وآل إبراهيم )صلوات ال عليهم أجمعين(‪ .‬قخخالت‪:‬‬
‫يا أبه فما كنت أحب أن أرى يومك ول أبقى بعدك‪ ،‬قال‪ :‬يا ابنتي لقد أخبرني‬
‫جبرئيل عن ال عز وجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل كلخخه لمخخن‬
‫ظلمك‪ ،‬والفوز العظيم لمن نصرك‪ .‬قال عطاء‪ :‬كان ابن عبخخاس إذا ذكخخر هخخذا‬
‫الحديث تل هذه الية )والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم‬
‫وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بمخا كسخب رهيخن( )‪ .(1‬بيخان‪ :‬ومخا‬
‫ألتناهم أي وما نقصناهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الطور‪ .21 :‬راجع المصدر ص ‪(*) .171‬‬

‫]‪[228‬‬
‫‪) - 9‬باب( )أولدها وذريتها وأحوالهم وفضلهم وأنهم من أولد الرسول( )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله حقيقة( ‪ - 1‬وجدت في بعض كتب المناقب أخبرنخخا علخخي بخخن أحمخخد‬
‫العاصمي‪ ،‬عن إسماعيل ابن أحمد البيهقي‪ ،‬عن أبيه أحمد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال الحافظ‪ ،‬عن أبي محمد الخراساني‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي العخخوام‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن حريز بن عبد الحميخد عخن شخيبة بخخن نعامخة‪ ،‬عخخن فاطمخة بنخخت‬
‫الحسين‪ ،‬عن فاطمة الكبرى قالت‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كخخل‬
‫بنخخي أم ينتمخخون إلخخى عصخخبتهم إل ولخخد فاطمخخة‪ ،‬فخخإني أنخخا أبخخوهم وعصخخبتهم‪.‬‬
‫وأخبرنا أبو الحسن بن بشران العدل ببغداد‪ ،‬عن أبي عمرو بن السخخماك عخخن‬
‫حنبل بن إسحاق‪ ،‬عن داود بن عمرو‪ ،‬عن صالح بن موسى‪ ،‬عن عاصم بخخن‬
‫بهدلة عن يحيى بن يعمر العامري قال‪ :‬بعث إلي الحجاج فقال‪ :‬يا يحيى أنخخت‬
‫الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ؟‬
‫قلت له‪ :‬إن أمنتني تكلمت قال‪ :‬فأنت آمن‪ ،‬قلت له‪ :‬نعم أقرء عليك كتخخاب ال خ‬
‫إن ال يقول‪) :‬ووهبنا له إسحق ويعقوب كل هدينا ‪ -‬إلخخى أن قخخال‪ - :‬وزكريخخا‬
‫ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصخخالحين( )‪ (1‬وعيسخخى كلمخخة الخ وروحخخه‬
‫ألقاها إلى العذراء البتول‪ ،‬وقد نسبه الخ تعخالى إلخى إبراهيخم )عليخه السخلم(‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما دعاك إلى نشر هذا وذكره ؟ قلت‪ :‬ما اسخختوجب ال خ عخخز وجخخل علخخى‬
‫أهل العلم في علمهم )لتبيننه للناس ول تكتمونه( الية )‪ (2‬قخخال‪ :‬صخخدقت ول‬
‫تعودن‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .85 :‬آل عمران‪(*) .187 :‬‬

‫]‪[229‬‬

‫لذكر هذا ول نشره‪ .‬وجاء الحديث مرسل أطول من هذا‪ ،‬عن عامر الشعبي أنخخه قخخال‪:‬‬
‫بعث إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليخخه‬
‫فنظرت فإذا نطلع منشور والسيف مسخخلول‪ ،‬فسخخلمت عليخخه فخخرد علخخي السخخلم‬
‫فقال‪ :‬ل تخف فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر وأجلسني عنده ثم أشخخار فخخأتي‬
‫برجل مقيد بالكبول والغلل فوضعوه بين يديه فقخال‪ :‬إن هخذا الشخخيخ يقخخول‪:‬‬
‫إن الحسن والحسين كانا ابني رسول ال )صلى ال عليه وآله( ليأتيني بحجخخة‬
‫من القرآن وإل لضربن عنقه‪ .‬فقلت‪ :‬يجب أن تحل قيده فإنه إذا احتج فإنه ل‬
‫محالة يذهب وإن لخخم يحتخخج فخخإن السخخيف ل يقطخخع هخخذا الحديخخد‪ ،‬فحلخخوا قيخخوده‬
‫وكبوله فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير فحزنت بذلك وقلت‪ :‬كيخخف يجخخد حجخخة‬
‫على ذلك من القرآن فقال له الحجاج‪ :‬ائتني بحجة من القرآن على ما ادعيخخت‬
‫وإل أضرب عنقك فقال له‪ :‬انتظر فسكت سخاعة ثخخم قخال لخه مثخخل ذلخخك فقخال‪:‬‬
‫انتظر ! فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم ثم قال‪) :‬ووهبنخخا لخخه إسخخحاق ويعقخخوب ‪ -‬إلخخى قخخوله ‪-‬‬
‫وكذلك نجزي المحسنين( ثم سكت وقال للحجاج‪ :‬اقرء ما بعده فقرأ )وزكريا‬
‫ويحيى وعيسى( فقخال سخعيد‪ :‬كيخف يليخق ههنخا عيسخى ؟ قخال‪ :‬إنخه كخان مخن‬
‫ذريته‪ ،‬قال‪ :‬إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته‬
‫فنسب إليه معخه بعخخده‪) ،‬فالحسخن والحسخين( أولخى أن ينسخخبا إلخى رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( مع قربهما منه فأمر له بعشخخرة آلف دينخخار وأمخخر بخخأن‬
‫يحملوها معه إلى داره وأذن له في الرجوع‪ .‬قال الشعبي‪ :‬فلما أصبحت قلخخت‬
‫في نفسي‪ :‬قد وجب علي أن آتي هذا الشخخيخ فخخأتعلم منخخه معخخاني القخخرآن لنخخي‬
‫كنت أظن أني أعرفها فإذا أنخخا ل أعرفهخخا فخخأتيته فخخإذا هخخو فخخي المسخخجد وتلخخك‬
‫الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بهخخا ثخخم قخخال‪ :‬هخخذا كلخخه ببركخخة‬
‫الحسن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم(‪ ،‬لئن كنخخا أغممنخخا واحخخدا لقخخد أفرحنخخا ألفخخا‬
‫وأرضينا ال ورسوله )صلى ال عليه وآله(‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫كتاب الدلئل لمحمد بن جرير الطبري‪ :‬عن إبراهيم بن أحمد الطبري عخخن محمخخد بخخن‬
‫أحمد القاضي التنوخي‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن عبخخد السخخلم‪ ،‬عخخن عثمخخان بخخن أبخخي‬
‫شيبة‪ ،‬عن جرير‪ ،‬عن شيبة بخخن نعامخخة‪ ،‬عخخن فاطمخخة الصخخغرى‪ ،‬عخخن فاطمخخة‬
‫الكبرى قالت‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لكل نبي عصبة ينتمخخون إليخخه‬
‫وإن فاطمخخة عصخخبتي الخختي تنتمخخي ]إلخخي[ )‪ - 2 .(1‬مخخع‪ :‬الحسخخين بخخن أحمخخد‬
‫العلوي ومحمد بن علي بن بشار معا‪ ،‬عن المظفر بخخن أحمخخد القزوينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫صالح بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن زياد‪ ،‬عن صالح بن أبخخي حمخخاد عخخن الحسخخن‬
‫بن موسى الوشاء البغدادي قال‪ :‬كنت بخراسان مع علخخي بخخن موسخخى الرضخخا‬
‫)عليهما السلم( في مجلسه وزيد بن موسى حاضر وقد أقبل على جماعة في‬
‫المجلس يفتخر عليهم ويقول‪ :‬نحن ونحن وأبخخو الحسخخن )عليخخه السخخلم( مقبخخل‬
‫على قوم يحدثهم‪ .‬فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال‪ :‬يا زيد أغرك قخخول بقخخالي‬
‫الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم ال ذريتها على النخخار‪ ،‬والخ مخخا ذلخخك‬
‫إل للحسن والحسخين وولخد بطنهخا خاصخة‪ .‬فأمخا أن يكخون موسخى بخن جعفخخر‬
‫)عليهما السلم( يطيع ال‪ ،‬ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثخخم تجيئان‬
‫يوم القيامة سواء لنت أعز علخخى الخ عخخز وجخخل منخخه إن علخخي ابخخن الحسخخين‬
‫)عليهما السلم( كان يقول‪ :‬لمحسننا كفلن من الجر ولمسخخيئنا ضخخعفان مخخن‬
‫العذاب‪ .‬وقال الحسن الوشاء‪ :‬ثم التفت إلي وقال‪ :‬يا حسن كيف تقرؤون هخخذه‬
‫الية‪) :‬قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنخخه عمخخل غيخخر صخخالح( )‪ (2‬فقلخخت مخخن‬
‫الناس من يقرء )إنخخه عمخخل غيخخر صخخالح( ومنهخخم مخخن يقخخرء )إنخخه عمخخل غيخخر‬
‫صالح( نفاه عن أبيه فقال )عليه السلم(‪ :‬كل لقد كان ابنه‪ ،‬ولكن لمخخا عصخخى‬
‫ال عز وجل نفاه ال عن أبيه‪ ،‬كذا من كان منا لم يطع ال فليس منا وأنت إذا‬
‫أطعت ال فأنت منا أهل البيت‪.‬‬
‫)‪ (1‬هكذا في النسخة المطبوعة‪ .‬ويحتمل أن يكخون اللفخظ هكخذا‪ :‬عصخبتي إلخى تنتمخي‬
‫وقد مر الخبر عن المناقب تحخخت الرقخخم ‪ 1‬وفيخخه‪ :‬كخخل بنخخى أم‪ .‬فراجخخع‪(2) .‬‬
‫هود‪.46 :‬‬

‫]‪[231‬‬

‫ن‪ :‬السناني‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن صالح بخن أحمخد مثلخه‪ - 3 .‬مخع‪ :‬أبخي‪ ،‬عخن سخعد‪ :‬عخن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل بخخن صخخالح‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫مروان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هل قال رسول ال )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن فاطمة أحصنت فرجها فحخخرم الخ ذريتهخخا علخخى النخخار ؟ قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬عنى بذلك الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم )عليهم السلم(‪ - 4 .‬مخخع‪:‬‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عخخن ابخخن مهزيخخار‪ ،‬عخخن الوشخخاء‪،‬‬
‫عن محمد بن القاسم بن الفضيل )‪ ،(1‬عن حماد بخخن عثمخخان قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك ما معنى قول رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم ال ذريتها على النار فقال‪ :‬المعتقخخون‬
‫من النار هم ولد بطنها الحسخخن والحسخخين وزينخخب وأم كلثخخوم‪ - 5 .‬ن‪ :‬بإسخخناد‬
‫التميمي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم ال ذريتهخخا علخخى النخخار‪ .‬مصخخباح‬
‫النوار‪ :‬عن أبي عبد ال )عليخخه السخخلم( عخن النخخبي )صخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫مثله‪ - 6 .‬ن‪ :‬ماجيلويه وابن المتوكل والهمداني‪ ،‬عخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫ياسر قال‪ :‬خرج زيخخد بخخن موسخخى أخخخو أبخخي الحسخخن )عليخخه السخخلم( بالمدينخخة‬
‫وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار‪ ،‬فبعخخث إليخخه المخخأمون فأسخخر وحمخخل إلخخى‬
‫المأمون فقال المأمون‪ :‬اذهبوا به إلى أبي الحسن‪ ،‬قال ياسر‪ :‬فلما أدخخخل إليخخه‬
‫قال له أبو الحسن‪ :‬يا زيد أغرك قول سفلة أهخخل الكوفخخة‪ :‬إن فاطمخخة أحصخخنت‬
‫فرجها فحرم ال ذريتها علخخى النخخار‪ ،‬ذاك للحسخخن والحسخخين خاصخخة إن كنخخت‬
‫ترى أنك تعصي ال وتدخل الجنة‪ ،‬وموسى بن جعفر أطاع ال ودخخخل الجنخخة‬
‫فأنت إذا أكرم على ال عز وجل من موسى بن جعفر‪ ،‬وال ما ينخخال أحخخد مخخا‬
‫عند ال عز وجل إل بطاعته‪ ،‬وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت‪.‬‬

‫)‪ (1‬هخخذا هخخو الصخخحيح‪ ،‬راجخخع المصخخدر ص ‪ ،109‬رجخخال النجاشخخي ص ‪ 280‬وفخخى‬


‫المطبوعة محمد بن القاسم بن المفضل‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫فقال له زيد‪ :‬أنا أخوك وابن أبيك‪ ،‬فقال له أبخخو الحسخخن )عليخخه السخخلم(‪ :‬أنخخت أخخخي مخا‬
‫أطعت ال عز وجل إن نوحا )عليه السلم( قال‪) :‬رب إن ابني من أهلي وإن‬
‫وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين( )‪ (2‬فقال ال عز وجل )يا نوح إنخخه ليخخس‬
‫من أهلك إنه عمل غير صالح( فأخرجه ال عز وجل من أن يكون مخخن أهلخخه‬
‫بمعصيته‪ - 7 .‬قب‪ :‬تاريخ بغداد وكتاب السمعاني وأربعيخخن المخخؤذن ومنخخاقب‬
‫فاطمة عن ابن شاهين بأسانيدهم عن حذيفة وابن مسخخعود قخخال النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الخ ذريتهخخا علخخى النخخار قخخال‬
‫ابخخن منخخده‪ :‬خخخاص بالحسخخن والحسخخين ويقخخال‪ :‬أي مخخن ولخخدته بنفسخخها‪ ،‬وهخخو‬
‫المروي عن الرضا )عليه السلم( والولى كل مؤمن منهم‪ - 8 .‬ج‪ :‬عن أبخخي‬
‫الجارود قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السخخلم(‪ :‬يخخا أبخخا الجخخارود مخخا يقولخخون فخخي‬
‫الحسن والحسين ؟ قلت‪ :‬ينكرون علينا أنهما ابنا رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( قال‪ :‬فبأي شئ احتججتم عليهم ؟ قلت‪ :‬بقخول الخ فخي عيسخخى بخخن مريخم‬
‫)ومن ذريته داود ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وكل من الصالحين( فجعخل عيسخى مخن ذريخة‬
‫إبراهيم واحتججنا عليهم بقوله تعالى )قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا‬
‫ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم( )‪ (2‬قال‪ :‬فأي شخخئ قخخالوا ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬قخخالوا‪ :‬قخخد‬
‫يكون ولد البنت من الولد ول يكون من الصلب‪ .‬قال‪ :‬فقال أبخخو جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬وال يخخا أبخخا الجخخارود لعطينكهخخا مخخن كتخخاب الخ آيخخة تسخخمي لصخخلب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ل يردها إل كافر‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫وأين ؟ قال‪ :‬حيث قال ال‪) :‬حرمت عليكم أمهخخاتكم وبنخخاتكم وأخخخواتكم ‪ -‬إلخخى‬
‫قوله ‪ -‬وحلئل أبناءكم الذين من أصلبكم( )‪ (3‬فسلهم يا أبا الجخخارود ح هخخل‬
‫يحل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( نكاح حليلتهما فخخإن قخخالوا‪ :‬نعخخم فكخخذبوا‬
‫وال‪ ،‬وإن قالوا‪ :‬ل‪ ،‬فهما وال إبنا رسخخول الخ لصخخلبه ومخخا حرمخخت عليخخه إل‬
‫للصلب‪ .‬بيان‪ :‬أقول‪ :‬إطلق البخخن والولخخد عليهخخم كخخثير وقخخد مضخخى الخبخخار‬
‫المفصلة‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) .45 :‬آل عمران‪ (3) .61 :‬النساء‪.22 :‬‬

‫]‪[233‬‬

‫في باب احتجاج الرضا )عليه السلم( عند المأمون في المامة وسخخيأتي فخخي احتجخخاج‬
‫موسى بن جعفر )عليه السلم( مع خلفاء زمانه ولعل وجخخه الحتجخاج باليخة‬
‫الخيرة هو اتفاقهم على دخول ولد البنت في هذه الية والصل فخخي الطلق‬
‫الحقيقة أو أنهم يستدلون بهذه الية على حرمة حليلة ولخخد البنخخت‪ ،‬ول يتخخم إل‬
‫بكونه ولدا حقيقة للصلب‪ ،‬وسيأتي تمخخام القخخول فخخي ذلخخك فخخي أبخخواب الخمخخس‬
‫إنشاء ال‪ - 9 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ظريف بن ناصح‪ ،‬عن عبد الصخخمد بخخن بشخخير‪،‬‬
‫عن أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال لي أبو جعفر‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الجارود ما يقولون في الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( ؟ قلخخت‪ :‬ينكخخرون‬
‫علينا أنهما إبنا رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( قخخال‪ :‬فبخخأي شخخئ احتججتخخم‬
‫عليهم ؟ قلت‪ :‬بقول الخ عخخز وجخخل فخخي عيسخخى بخخن مريخخم )ومخخن ذريتخخه داود‬
‫وسليمان ‪ -‬إلى قخخوله ‪ -‬وكخخذلك نجخخزي المحسخخنين( وجعخخل عيسخخى مخخن ذريخخة‬
‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت‪ :‬قالوا‪ :‬قد يكون ولخخد البنخخة مخخن الولخخد‬
‫ول يكون من الصلب قال‪ :‬فبأي شئ احتججتم عليهخخم ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬احتججنخخا‬
‫عليهم بقول ال تعالى )قخخل تعخخالوا نخخدع أبناءنخخا وأبنخخاءكم ونسخخاءنا ونسخخاءكم(‬
‫الية قال‪ :‬فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت‪ :‬قخخالوا‪ :‬قخخد يكخخون فخخي كلم العخخرب ابنخخي‬
‫رجل واحد فيقول أبناءنا وإنما همخخا ابخخن واحخخد قخخال‪ :‬فقخخال أبخخو جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬وال يا أبا الجارود لعطينكها من كتاب ال خ تسخخمي لصخخلب رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ل يردها إل كافر قخال‪ :‬قلخت‪ :‬جعلخت فخداك وأيخن ؟‬
‫قال‪ :‬حيث قال ال )حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ‪ -‬إلى أن ينتهى إلى قخخوله ‪-‬‬
‫وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم( فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الخخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( نكاح حليلتهما‪ ،‬فإن قالوا‪ :‬نعم فكذبوا وال وفجروا وإن‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬فهما وال أبناه لصلبه وما حرمتا عليه إل للصلب‪ .‬كخخا‪ :‬العخخدة‪ ،‬عخخن‬
‫البرقي‪ ،‬عن الحسن بخخن ظريخخف‪ ،‬عخخن عبخخد الصخخمد مثلخخه‪ - 10 .‬قخخب‪ :‬ولخخدت‬
‫الحسن )عليه السخخلم( ولهخخا إثنخختى عشخخرة سخخنة وأولدهخخا‪ :‬الحسخخن والحسخخين‬
‫والمحسن سقط وفي معارف القتيبي أن محسنا فسخخد مخخن زخخخم قنفخخذ العخخدوي‪.‬‬
‫وزينب وأم كلثوم‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫تذنيب‪ :‬قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين )عليه السلم( فخخي‬
‫بعض أيام صفين حين رأى ابنه الحسن )عليه السلم( يتسخخرع إلخخى الحخخرب‪:‬‬
‫املكوا عني هذا الغلم ل يهدني فإني أنفس بهذين ‪ -‬يعني الحسن والحسخخين ‪-‬‬
‫عن الموت لئل ينقطع بهما نسل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬فإن قلخخت‪:‬‬
‫أيجوز أن يقال للحسن والحسين وولدهما أبناء رسول الخ‪ ،‬وولخخد رسخخول الخ‬
‫وذرية رسول ال‪ ،‬ونسل رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم لن‬
‫ال سماهم أبناءه في قوله تعالى )نخخدع أبناءنخخا وأبنخخاءكم( وإنمخخا عنخخى الحسخخن‬
‫والحسين ولو أوصى لولد فلن بمال دخل فيه أولد البنات وسمى الخ تعخالى‬
‫عيسى ذرية إبراهيم ولم يختلف أهل اللغة في أن ولد البنات من نسل الرجل‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬فما تصنع بقوله تعالى )مخخا كخخان محمخخد أبخخا أحخخد مخخن رجخخالكم( )‪(1‬‬
‫قلت‪ :‬أسألك عن أبوته لبراهيم بن مارية فكلما تجيب به عن ذلك فهو جوابي‬
‫عن الحسن والحسين )عليهما السلم(‪ ،‬والجواب الشامل للجميع أنه عنى زيد‬
‫بن الحارثة لن العرب كانت تقخخول‪ :‬زيخخد بخخن محمخخد علخخى عخخادتهم فخخي تبنخخي‬
‫العبيد‪ ،‬فأبطل ال تعالى ذلك ونهى عن سنة الجاهلية وقال‪ :‬إن محمدا ليس أبا‬
‫لواحد من الرجال البالغين المعروفين بينكم وذلك ل ينفي كونه أبا لطفال لخخم‬
‫يطلق عليهم لفظة الرجال كإبراهيم وحسن وحسين )عليهم السلم(‪ .‬أقول‪ :‬ثم‬
‫ذكر بعض العتراضات والجوبة التي ليس هذا الباب موضع ذكرها‪.‬‬
‫)‪ (1‬الحزاب‪.40 :‬‬

‫]‪[235‬‬

‫‪) - 10‬باب( ))أوقافها وصدقاتها صلوات ال عليها(( ‪ - 1‬كا‪ :‬محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أحمد بن عمر عن أبيه‪ ،‬عخخن أبخخي مريخخم‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن صدقة رسول ال )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( وصخخدقة علخخي )عليخخه السخخلم( فقخخال‪ :‬هخخي لنخخا حلل‪ ،‬وقخخال‪ :‬إن فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( جعلت صدقتها لبني هاشم وبني المطلب‪ - 2 .‬كا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبخخو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬أل أقرئك وصية فاطمة ؟ قال‪ :‬قلخخت‪ :‬بلخخى فخخأخرج حقخخا‬
‫أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأ‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا مخخا أوصخخت بخخه‬
‫فاطمة بنت محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( أوصت بحوائطها السخخبعة‬
‫العواف والدلل والبرقة والمبيت والحسخخني والصخخافية ومخخا لم إبراهيخخم إلخخى‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( فإن مضى علي فخإلى الحسخخن‪ ،‬فخخإن مضخخى‬
‫الحسن فإلى الحسين‪ ،‬فإن مضى الحسين‪ ،‬فخخإلى الكخخبر مخخن ولخخدي شخخهد الخ‬
‫على ذلك والمقداد بن السود والزبير بن العوام وكتخخب علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫)عليه السلم(‪ .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عاصم بخخن حميخخد‬
‫مثله ولم يذكر حقا ول سفطا وقال‪ :‬إلى الكبر من ولدي دون ولدك‪ - 3 .‬كخخا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حمخخاد بخخن عثمخخان‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أل أقرئك وصية فاطمة ؟ قلت‪ :‬بلى قال‪:‬‬
‫فأخرج إلي صحيفة‪ :‬هذا ما عهدت فاطمة بنت محمد )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫في أموالها إلى علي بن أبي طالب فخخإن مخخات فخخإلى الحسخخن‪ ،‬فخخإن مخخات فخخإلى‬
‫الحسخخين‪ ،‬فخخإن مخخات فخخإلى الكخخبر مخخن ولخخدي دون ولخخدك‪ :‬الخخدلل والعخخواف‬
‫والمبيت والبرقة والحسني والصافية ما لم إبراهيم‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫شهد ال عز وجل على ذلك والمقداد بن السود والزبير بن العوام‪ - 4 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن أبخخي يحيخخى‬
‫المزني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قخخال‪ :‬المخخبيت هخخو الخخذي كخخاتب عليخخه‬
‫سلمان فأفاءه ال على رسوله فهو في صدقتها‪ - 5 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن الثخخاني )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬سخخألته عخخن‬
‫الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( لفاطمخخة‬
‫)عليها السلم( فقال‪ :‬إنما كانت وقفا فكان رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫يأخذ إليه منها ما ينفق علخخى أضخخيافه والتابعخخة تلزمخخه فيهخخا‪ ،‬فلمخخا قبخخض جخخاء‬
‫العباس يخاصم فاطمة فيها فشهد علي وغيره أنها وقف علخخى فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( وهي‪ :‬الدلل والعواف والحسني والصافية وما لم إبراهيخخم والمخخبيت‬
‫والبرقة‪.‬‬

‫]‪[237‬‬

‫))أبواب(( ))تاريخ المامين الهمامين قرتى عين رسول الثقلين الحسن(( ))والحسخخين‬
‫سيدى شباب أهل الجنة أجمعين(( ))صلوات الخ عليهمخخا أبخخد البخخدين ولعنخخة‬
‫ال(( ))على أعخدائهما فخي كخل حيخن(( )‪) (11‬بخاب( ))ولدتهمخا وأسخمائهما‬
‫وعللها ونقش خواتيمهما(( ))صخخلوات الخ عليهمخخا(( ‪ - 1‬قخخب‪ :‬ولخخد الحسخخين‬
‫)عليه السلم( عام الخندق بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلثخخاء لخمخخس خلخخون‬
‫من شعبان سخخنة أربخخع مخخن الهجخخرة بعخخد أخيخخه بعشخخرة أشخخهر وعشخخرين يومخخا‬
‫واسمه‪ :‬الحسين وفي التوراة شبير‪ ،‬وفي النجيل طاب وكنيته‪ :‬أبو عبخخد الخخ‪،‬‬
‫والخاص أبو علي وألقابه‪ :‬الشهيد السعيد‪ ،‬والسبط الثاني‪ ،‬والمخخام الثخخالث‪2 .‬‬
‫‪ -‬كشف‪ :‬قال كمال الدين بن طلحة‪ :‬كنية الحسين )عليه السلم( أبخخو عبخخد الخ‬
‫ل غير وأمخخا ألقخخابه فكخخثيرة‪ :‬الرشخخيد‪ ،‬والطيخخب‪ ،‬والخخوفي‪ ،‬والسخخيد‪ ،‬والزكخخي‪،‬‬
‫والمبارك والتابع لمرضاة ال‪ ،‬والسبط‪ ،‬وأشهرها الزكي ولكن أعلهخخا رتبخخة‬
‫ما لقبه به رسول ال )صلى ال عليه وآله( في قخخوله عنخخه وعخخن أخيخخه‪ :‬أنهمخخا‬
‫سيدا شباب أهل الجنخخة فيكخخون السخخيد أشخخرفها وكخخذلك السخخبط فخخإنه صخخح عخخن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬حسين سبط من السباط‪ .‬وقال ابخخن‬
‫الخشخخاب‪ :‬يكنخخى بخخأبي عبخخد ال خ لقبخخه‪ :‬الرشخخيد‪ ،‬والطيخخب‪ ،‬والخخوفي والسخخيد‪،‬‬
‫والمبارك‪ ،‬والتابع لمرضاة ال‪ ،‬والدليل على ذات ال عز وجل والسبط‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫‪ - 3‬ع‪ ،‬لخخى‪] :‬أحمخخد بخخن الحسخخن[ القطخخان‪ ،‬عخخن ]الحسخخن بخخن علخخي[ السخخكري‪ ،‬عخخن‬
‫الجوهري‪ ،‬عن الضبي‪ ،‬عن حرب بخخن ميمخخون‪ ،‬عخخن الثمخخالي‪ ،‬عخخن زيخخد بخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيخخه علخخي بخخن الحسخخين )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪ :‬لمخخا ولخخدت فاطمخخة‬
‫الحسن )عليهما السلم( قالت لعلي )عليه السلم(‪ :‬سمه فقال‪ :‬ما كنت لسخخبق‬
‫باسمه رسول ال فجاء رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فخخأخرج إليخخه فخخي‬
‫خرقة صفراء فقال‪ :‬ألم أنهكم أن تلفوه في ]خرقة[ صفراء ثم رمى بها وأخخخذ‬
‫خرقة بيضاء فلفه فيها ثم قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬هل سميته ؟ فقال‪ :‬ما كنت‬
‫لسبقك باسمه‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وما كنت لسبق باسمه ربي عخخز‬
‫وجل‪ .‬فأوحى ال تبارك وتعالى إلى جبرئيخل أنخخه قخخد ولخد لمحمخخد ابخن فخاهبط‬
‫فأقرئه السلم وهنئه وقل له‪ :‬إن عليا منك بمنزلة هخخارون مخخن موسخخى فسخخمه‬
‫باسم ابن هارون فهبط جبرئيل )عليه السلم( فهنأه من ال عز وجل ثم قخخال‪:‬‬
‫إن ال تبخارك وتعخالى يخأمرك أن تسخميه باسخم ابخن هخارون‪ ،‬قخال‪ :‬ومخا كخان‬
‫اسمه ؟ قال‪ :‬شبر قال‪ :‬لساني عربي قال‪ :‬سمه الحسن فسماه الحسن‪ .‬فلما ولد‬
‫الحسين )عليه السلم( أوحى ال عز وجل إلى جبرئيل )عليه السلم( أنخخه قخخد‬
‫ولد لمحمد ابن فخاهبط إليخخه فهنئه وقخخل لخه إن عليخا منخك بمنزلخخة هخخارون مخخن‬
‫موسى فسمه باسم ابن هارون قال‪ :‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( فهنأه من الخ‬
‫تبارك وتعالى ثم قال‪ :‬إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابخخن‬
‫هارون قال‪ :‬وما اسمه ؟ قال‪ :‬شبير قخخال‪ :‬لسخخاني عربخخي قخخال‪ :‬سخخمه الحسخخين‬
‫فسماه الحسين‪ .‬بيان‪ :‬قال الفيخروز آبخادي‪ :‬شخبر كبقخم وشخبير كقميخر ومشخبر‬
‫كمحدث أبناء هارون )عليه السلم( قيل وبأسخخمائهم سخخمي النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( الحسن والحسين والمحسن‪ - 4 .‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهم السلم( عن أسماء بنت عميخخس قخخالت‬
‫قبلت )‪ (1‬جدتك فاطمة )عليها السخخلم( بالحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم(‬
‫فلما ولد الحسن )عليه السخخلم( جخاء النخخبي )صخلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال‪ :‬يخا‬
‫أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬قبل المرأة ‪ -‬كعلم ‪ -‬قبالة‪ ،‬كخخانت قابلخخة وهخخى المخخرأة الخختى تأخخخذ الولخخد عنخخد‬
‫الولدة‪.‬‬

‫]‪[239‬‬

‫خرقة صفراء‪ ،‬فرمى بها النبي )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬يا أسخخماء ألخخم أعهخخد إليكخخم‬
‫أن ل تلفوا المولود في خرقة صفراء‪ ،‬فلففته فخخي خرقخخة بيضخخاء ودفعتخخه إليخخه‬
‫فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي )عليه السخخلم(‪ :‬بخخأي شخخئ‬
‫سميت ابني ؟ قال‪ :‬ما كنت أسبقك باسمه يا رسول ال‪ ،‬كنت أحخخب أن أسخخميه‬
‫حربا فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ول أسخخبق أنخخا باسخخمه ربخخي‪ .‬ثخخم هبخخط‬
‫جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمخخد العلخخي العلخخى يقخخرئك السخخلم ويقخخول‪:‬‬
‫علي منك بمنزلة هارون من موسى ول نبي بعخخدك سخخم ابنخخك هخخذا باسخخم ابخخن‬
‫هارون قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وما اسم ابخخن هخخارون ؟ قخخال‪ :‬شخخبر‪،‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله( لساني عربخخي قخخال جبرئيخخل )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫سمه الحسن‪ .‬قخخالت أسخخماء‪ :‬فسخخماه الحسخخن فلمخا كخخان يخخوم سخابعه عخخق النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا وحلق‬
‫رأسه‪ ،‬وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسخه بخالخلوق ثخم قخال‪ :‬يخا أسخماء‬
‫الدم فعل الجاهلية‪ .‬قالت أسماء‪ :‬فلما كان بعد حول ولد الحسين )عليه السلم(‬
‫وجاءني النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا أسماء هلمي ابنخخي‪ ،‬فخخدفعته إليخخه‬
‫في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى‪ ،‬وأقام في اليسرى‪ ،‬ووضعه في حجره‬
‫فبكى‪ ،‬فقالت أسماء‪ :‬قلت‪ :‬فداك أبي وأمي مم بكخاؤك ؟ قخال‪ :‬علخى ابنخي هخذا‬
‫قلت‪ :‬إنه ولد الساعة يا رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال‪ :‬تقتلخخه الفئة‬
‫الباغية من بعدي ل أنالهم ال شفاعتي‪ .‬ثم قخخال‪ :‬يخخا أسخخماء ل تخخخبري فاطمخخة‬
‫بهذا فإنها قريبة عهد بولدته ثم قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬أي شئ سميت ابني‬
‫؟ قال‪ :‬ما كنت لسبقك باسمه يا رسول ال‪ ،‬وقد كنت أحخخب أن أسخخميه حربخخا‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ول أسبق باسمه ربخي عخز وجخل‪ .‬ثخم هبخط‬
‫جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمخخد العلخخي العلخخى يقخخرئك السخخلم‪ ،‬ويقخخول‬
‫لك‪ :‬علي منك كهارون من موسى‪ ،‬سم ابنك هذا باسم ابن هارون قخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وما اسم ابن هارون ؟ قال‪ :‬شبير قال النبي )صلى الخخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬لساني عربي قال جبرئيل‪ :‬سمه الحسين فسماه الحسين فلما كخخان‬
‫يوم سابعه عق عنه النبي )صلى ال عليه وآله( بكبشين أملحين‬

‫]‪[240‬‬

‫وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه‪ ،‬وتصدق بوزن الشعر ورقخخا وطلخخى رأسخخه‬
‫بالخلوق‪ ،‬فقال‪ :‬يا أسماء الخدم فعخل الجاهليخة‪ .‬صخح‪ :‬عخن الرضخا‪ ،‬عخن آبخائه‬
‫)عليهم السلم( مثله‪ .‬قب‪ :‬الواعظ فخخي شخخرف النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫والسمعاني في فضائل الصحابة وجماعة من أصحابنا فخخي كتبهخخم عخخن هخخانئ‬
‫بن هانئ عن أمير المؤمنين )عليه السلم( وعخخن علخخي بخخن الحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( وعن أسماء بنت عميس وذكر نحوه‪ .‬بيخخان‪ :‬الملحخخة‪ :‬بيخخاض يخخخالطه‬
‫سواد‪ ،‬والخلوق‪ :‬طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنخخواع‬
‫الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة‪ - 5 .‬ن‪ :‬بهخخذا السخخناد عخخن الحسخخن بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( أنخخه سخمي حسخخنا يخخوم السخخابع واشختق مخن اسخم الحسخخن‬
‫حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إل الحمل‪ .‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله‪- 6 .‬‬
‫ن )‪ (1‬بهذا السناد عن علي بن الحسين )عليهما السلم( ]أنه[ قال‪ :‬إن النبي‬
‫)صلى ال عليخه وآلخه( أذن فخي أذن الحسخين بالصخلة يخوم ولخد‪ .‬صخح‪ :‬عنخه‬
‫)عليه السخخلم( مثلخخه‪ - 7 .‬ن‪ :‬بهخخذا السخخناد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( قال‪ :‬إن فاطمة )عليها السلم( عقت عخخن الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( وأعطت القابلة رجل شاة ودينارا‪ .‬صح‪ :‬عنه )عليه السخخلم( مثلخخه‪8 .‬‬
‫‪ -‬مع‪ ،‬ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن الضبي‪ ،‬عخخن عبخخاد بخخن‬
‫كثير وأبي بكر الهذلي‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عخخن جخخابر قخخال‪ :‬لمخخا حملخخت فاطمخخة‬
‫بالحسن فولدت وقد كان النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أمرهخخم أن يلفخخوه فخخي‬
‫خرقة بيضاء فلفوه في صفراء و قالت فاطمة‪ :‬يخا علخي سخمه فقخال‪ :‬مخا كنخت‬
‫لسبق باسمه رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فجخخاء النخخبي فأخخخذه وقبلخخه‬
‫وأدخل لسانه في فيه فجعل الحسن )عليه السلم( يمصه‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة ب وهو سخخهو ظخخاهر‪ ،‬راجخخع عيخخون أخبخخار الرضخخا )عليخخه‬
‫السلم( ج ‪ 2‬ص ‪.43‬‬

‫]‪[241‬‬
‫ثم قال لهم رسول ال )صلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬ألخخم أتقخخدم إليكخم أن ل تلفخخوه فخخي خرقخة‬
‫صفراء فدعا )صلى ال عليه وآله( بخرقة بيضاء فلفه فيها ورمى بالصخخفراء‬
‫وأذن فخخأذنه اليمنخخى‪ ،‬وأقخخام فخخي اليسخخرى‪ ،‬ثخخم قخخال لعلخخي )عليخخه السخخلم(‪ :‬مخخا‬
‫سميته ؟ قال‪ :‬ما كنت لسبقك باسمه ]فقال رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫ما كنت لسبق ربخي باسخمه[ )‪ (1‬قخال‪ :‬فخأوحى الخ عخز ذكخره إلخى جبرئيخل‬
‫)عليه السلم( أنه قد ولد لمحمخخد ابخخن فخخاهبط إليخخه فخخأقرئه السخخلم وهنئه منخخي‬
‫ومنك‪ ،‬وقل لخخه‪ :‬إن عليخخا منخخك بمنزلخخة هخخارون مخخن موسخخى فسخخمه باسخخم ابخخن‬
‫هارون ]فهبط جبرئيل على النبي وهنأه من ال عز وجل ومنه ثم قال لخخه‪ :‬إن‬
‫ال عز وجل يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون[ )‪ (2‬قال‪ :‬ومخخا كخخان اسخخمه ؟‬
‫قال‪ :‬شخخبر قخخال‪ :‬لسخخاني عربخخي قخخال‪ :‬سخخمه الحسخخن فسخخماه الحسخخن‪ .‬فلمخخا ولخخد‬
‫الحسين جاء إليهم النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( ففعخخل بخخه كمخخا فعخخل بالحسخخن‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬وهبط جبرئيل على النبي )صلى ال عليه وآله( فقخخال‪ :‬إن الخ‬
‫عز وجل يقرئك السلم ويقول لك إن عليا )عليه السلم( منك بمنزلة هارون‬
‫من موسى فسمه باسم ابن هارون قخخال‪ :‬ومخخا كخخان اسخخمه ؟ قخخال‪ :‬شخخبيرا قخال‪:‬‬
‫لسخخاني عربخخي قخخال فسخخمه الحسخخين‪ ،‬فسخخماه الحسخخين‪ - 9 .‬ع‪ :‬بالسخخناد‪ ،‬عخخن‬
‫الجوهري‪ ،‬عن الحكم بن أسلم‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن سالم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إني سميت ابني هخخذين باسخخم ابنخخي هخخارون‬
‫شبرا وشبيرا‪ - 10 .‬ع‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن الضبي‪ ،‬عخخن حخخرب بخخن ميمخخون‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن علي بن عبد ال بخخن عبخخاس‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده قخخال‪ :‬قخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا فاطمة اسم الحسن والحسين في ابنخخي هخخارون شخخبر‬
‫وشبير لكرامتهما على الخ عخخز وجخخل‪ - 11 .‬مخخع‪ ،‬ع‪ :‬الحسخخن بخخن محمخخد بخخن‬
‫يحيى العلوي‪ ،‬عخن جخده‪ ،‬عخن أحمخد بخن صخالح التميمخي‪ ،‬عخن عبخد الخ بخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السخخلم( قخخال‪ :‬أهخخدى جبرئيخخل‬
‫إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( اسم الحسن بن علي وخرقة حريخخر مخخن‬
‫ثياب‬

‫)‪ (1‬و )‪ (2‬ما جعلناه بين العلمتين ساقط من النسخ المطبوعة راجع علل الشخخرايع ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،131‬معاني الخبار ص ‪.57‬‬

‫]‪[242‬‬

‫الجنة واشتق اسم الحسين من اسم الحسن‪ - 12 .‬مخخع‪ ،‬ع‪ :‬الحسخخن العلخخوي‪ ،‬عخخن جخخده‪،‬‬
‫عن داود بن القاسم‪ ،‬عن عيسى عن يوسف بن يعقوب‪ ،‬عن ابن عيينخخة‪ ،‬عخخن‬
‫عمرو بن دينار‪ ،‬عن عكرمة قال‪ :‬لما ولخخدت فاطمخخة الحسخخن جخخاءت بخخه إلخخى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فسماه حسنا فلمخا ولخدت الحسخين جخاءت بخه إليخه‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال هذا أحسن من هذا فسماه حسينا‪ - 13 .‬ن‪ ،‬لي‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن أبخخي العقبخخة‪،‬‬
‫عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬كان نقش خخخاتم الحسخخن‬
‫)عليه السلم(‪ :‬العزة ل‪ ،‬وكان نقش خاتم الحسين )عليه السلم(‪ :‬إن ال بالغ‬
‫أمره الخبر‪ - 14 .‬د‪ :‬روي عن أم الفضل زوجة العباس أنهخخا قخخالت‪ :‬قلخخت يخخا‬
‫رسول ال صلى ال عليك رأيخخت فخخي المنخخام كخخأن عضخخوا مخخن أعضخخائك فخخي‬
‫حجري فقال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬تلخخد فاطمخخة غلمخخا فتكفليخخه‪ ،‬فوضخخعت‬
‫فاطمة الحسن فدفعه إليها النبي )صلى ال عليه وآله( فرضخعته بلبخن قثخم بخن‬
‫العباس‪ - 15 .‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد ]بن عبد ال[‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى وأبي إسحاق النهاوندي‪ ،‬عخخن عبيخخد الخ بخخن حمخخاد‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أقبل جيخخران أم أيمخخن إلخخى رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬يا رسول ال إن أم أيمن لم تنم البارحخخة مخخن‬
‫البكاء‪ ،‬لم تزل تبكى حتى أصبحت قال‪ :‬فبعث رسول ال إلى أم أيمن فجاءته‬
‫فقال لها‪ :‬يا أم أيمن ل أبكى ال عينك إن جيرانخك أتخوني وأخخبروني أنخك لخم‬
‫تزل الليل تبكين أجمع‪ ،‬فل أبكى الهل عينك ما الذي أبكاك ؟ قالت‪ :‬يا رسول‬
‫ال رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي الليل أجمع فقخخال لهخخا رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬فقصيها على رسول ال فإن ال ورسوله أعلم فقخخالت‪:‬‬
‫تعظم علي أن أتكلم بها فقال لها‪ :‬إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها علخخى‬
‫رسول ال قالت‪ :‬رأيت في ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال‬
‫لها رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬نخخامت عينخخك يخخا أم أيمخخن ! تلخخد فاطمخخة‬
‫الحسين فتربينه وتلبينه )‪ (1‬فيكون بعض أعضائي في بيتك‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي تسقينه اللبن‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫فلما ولدت فاطمة الحسين )عليه السلم( فكان يوم السابع أمر رسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فحلق رأسه وتصدق بوزن شعره فضة‪ ،‬وعخخق عنخخه‪ ،‬ثخخم هيخخأته أم‬
‫أيمن ولفته في برد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم أقبلت بخخه إلخخى رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬مرحبا بالحامخخل و المحمخخول يخخا أم أيمخخن هخخذا‬
‫تأويخخل رؤيخخاك‪ .‬قخخب‪ :‬الصخخادق )عليخخه السخخلم( وابخخن عبخخاس مثلخخه أخرجخخه‬
‫القيروانخخي فخخي التعخخبير وصخخاحب فضخخائل الصخخحابة‪ - 16 .‬لخخى‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن الحسن بخخن علخخي السخخكري‪ ،‬عخخن الجخخوهري عخخن الضخخبي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن يزيد‪ ،‬عن عمر بن علي بن الحسخين‪ ،‬عخن فاطمخخة بنخت الحسخين‪،‬‬
‫عن أسماء بنخخت أبخخي بكخخر‪ ،‬عخخن صخخفية بنخخت عبخخد المطلخخب قخخالت‪ :‬لمخخا سخخقط‬
‫الحسين من بطن أمه وكنت وليتها )عليها السلم( قال النبي )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬يا عمة هلمي إلي ابني فقلت‪ :‬يا رسول ال إنا لم ننظفه بعخخد‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫عمة أنت تنظفينه ؟ إن ال تبارك وتعالى قخخد نظفخخه وطهخخره‪ - 17 .‬لخخى‪ :‬بهخخذا‬
‫السناد‪ ،‬عن صفية بنت عبد المطلب قالت‪ :‬لما سقط الحسخخين )عليخخه السخخلم(‬
‫من بطن أمه فدفعته إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فوضع النبي )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( لسانه في فيه وأقبل الحسين على لسان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يمصه قالت‪ :‬فما كنت أحسب رسول ال صلى ال عليه وآله( يغذوه إل‬
‫لبنا أو عسل قالت‪ :‬فبال الحسين عليه فقبل النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( بيخخن‬
‫عينيه ثم دفعه إلي وهو يبكي ويقول‪ :‬لعن ال قوما هم قخخاتلوك يخخا بنخخي يقولهخخا‬
‫ثلثا قالت‪ :‬فقلت‪ :‬فداك أبي وأمي ومن يقتله ؟ قال‪ :‬بقية )‪ (1‬الفئة الباغية من‬
‫بني أمية لعنهم ال‪ - 18 .‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عخخن موسخخى‬
‫بن عمر‪ ،‬عن عبد ال بن صباح‪ ،‬عن إبراهيم بن شعيب قال‪ :‬سمعت أبا عبخخد‬
‫ال )عليه السخلم( يقخول‪ :‬إن الحسخين بخن علخي لمخا ولخد أمخر الخ عخز وجخل‬
‫جبرئيل أن يهبط في ألف مخخن الملئكخخة فيهنخخئ رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( من ال عز وجل ومن جبرئيل‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ والمصدر ص ‪ 136‬والظاهر‪) :‬تقتله(‬

‫]‪[244‬‬

‫قال‪ :‬فهبط جبرئيل فمر على جزيرة في البحخخر فيهخخا ملخخك يقخخال لخخه‪ :‬فطخخرس كخخان مخخن‬
‫الحملة بعثه ال عز وجل في شئ فأبطخخأ عليخخه فكسخخر جنخخاحه وألقخخاه فخخي تلخخك‬
‫الجزيرة فعبد ال تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بخخن علخخي‬
‫)عليهما السلم( فقال الملك لجبرئيل‪ :‬يا جبرئيل أين تريد ؟ قال‪ :‬إن ال خ عخخز‬
‫وجل أنعم على محمخخد بنعمخخة فبعثخخت اهنئه مخخن الخ ومنخخي فقخخال‪ :‬يخخا جبرئيخخل‬
‫احملني معك لعل محمدا )صلى ال عليه وآله( يدعو لي‪ ،‬قخخال‪ :‬فحملخخه‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فلما دخل جبرئيل على النبي )صلى ال عليه وآله( هنأه مخخن ال خ عخخز وجخخل‪،‬‬
‫ومنه وأخبره بحال فطرس فقال النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬قخخل لخخه‪ :‬تمسخخح‬
‫بهذا المولود‪ ،‬وعد إلى مكانك‪ ،‬قال فتمسح فطرس بالحسين بن علي )عليهمخخا‬
‫السلم( وارتفع‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال أما إن أمتك سختقتله ولخه علخي مكافخاة أل‬
‫يزوره زائر إل أبلغته عنه ول يسلم عليه مسلم إل أبلغتخخه سخخلمه ول يصخخلي‬
‫عليه مصل إل أبلغته صلته ثم ارتفع‪ .‬مل‪ :‬محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن ابخخن‬
‫أبي الخطاب‪ ،‬عن موسى بن سعدان عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن‬
‫شعيب مثله‪ .‬أقول‪ :‬قد مضى بتغيير ما في باب أخذ ميثاقهم من الملئكخخة‪19 .‬‬
‫‪ -‬قب‪ :‬ابن عباس والصادق )عليه السلم( مثله ثم قال‪ :‬وقد ذكر الطوسي في‬
‫المصباح رواية عن القاسم بن أبي العلء الهمداني حديث فطرس الملخخك فخخي‬
‫الدعاء‪ .‬وفي المسألة الباهرة في تفضيل الزهخخراء الطخخاهرة‪ ،‬عخخن أبخخي محمخخد‬
‫الحسن بن طاهر القائني الهاشخخمي أن الخ تعخالى كخخان خيخخره بيخخن عخخذابه فخخي‬
‫الدنيا أو في الخرة فاختار عذاب الدنيا فكان معلقا بأشفار عينيه فخخي جزيخخرة‬
‫فخخي البحخر ل يمخر بخخه حيخوان وتحتخه دخخان منتخن غيخر منقطخخع‪ .‬فلمخخا أحخخس‬
‫الملئكة نازلين سأل من مر به منهم عما أوجب لهم ذلك فقخخال‪ :‬ولخخد للحاشخخر‬
‫النبي المي أحمد من بنته وصيه ولد يكون منه أئمة الهخخدى إلخخى يخخوم القيامخخة‬
‫فسأل من أخبره أنه يهنئ رسول ال )صلى ال عليه وآله( بتلك عنه‪ ،‬ويعلمخه‬
‫بحاله‬

‫]‪[245‬‬

‫فلما علم النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( بخخذلك سخخأل الخ تعخخالى أن يعتقخخه للحسخخين ففعخخل‬
‫سخخبحانه‪ ،‬فحضخخر فطخخرس وهنخخأ النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( وعخخرج إلخخى‬
‫موضعه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬من مثلي وأنا عتاقة الحسخخين ابخخن علخخي وفاطمخخة وجخخده‬
‫أحمخخد الحاشخخر‪ .‬بيخخان‪ :‬العتاقخخة بالفتخخح الحريخخة ويقخخال‪ :‬فلن مخخولى عتاقخخة‪،‬‬
‫فالمصدر بمعنى المفعول ولعله سقط لفظ المولى من النساخ‪ - 20 .‬ع‪ :‬أحمخخد‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابخخن حخبيب‪ ،‬عخن ابخخن بهلخخول عخخن علخخي بخخن‬
‫حسان‪ ،‬عن عبد الرحمان بخخن كخخثير )‪ (1‬الهاشخخمي قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد الخ‬
‫)عليه السلم(‪ :‬جعلخخت فخخداك مخخن أيخخن جخخاء لولخخد الحسخخين الفضخخل علخخى ولخخد‬
‫الحسن وهما يجريان في شرع واحد ؟ فقال‪ :‬ل أراكم تأخذون به‪ .‬إن جبرئيل‬
‫)عليه السلم( نزل على محمد )صلى ال عليه وآله( ومخخا ولخخد الحسخخين بعخخد‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يولد لك غلم تقتله امتك من بعدك فقال‪ :‬يا جبرئيل ل حاجة لخخي فيخخه‬
‫فخاطبه ثلثا ثم دعا عليا )عليه السلم( فقال له‪ :‬إن جبرئيل يخبرني عن الخخ‬
‫عز وجل أنه يولد لك‪ ،‬غلم تقتله أمتك من بعدك فقخخال‪ :‬ل حاجخخة لخخي فيخخه يخخا‬
‫رسول ال فخاطب عليا )عليه السلم( ثلثا ثم قال‪ :‬إنه يكون فيخخه وفخخي ولخخده‬
‫المامة والوراثة والخزانة‪ .‬فأرسل إلى فاطمة )عليها السلم( أن ال يبشخخرك‬
‫بغلم تقتله أمتي من بعدي فقالت فاطمة‪ :‬ليس لي حاجة فيه يا أبه ! فخاطبهخخا‬
‫ثلثا ثم أرسل إليها‪ :‬ل بد أن يكون فيه المامة والوراثة والخزانة‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫رضيت عن ال عز وجل‪ .‬فعلقت وحملخخت بالحسخخين )عليخخه السخخلم( فحملخخت‬
‫ستة أشهر ثم وضعته ولم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسخخين بخخن علخخي‬
‫وعيسى بن مريم )عليهم السلم( فكفلته أم سلمة وكان رسول ال )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يخخروى‪،‬‬
‫فأنبت ال عز وجل لحمه مخخن لحخخم رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ولخخم‬
‫يرضع من فاطمة )عليها السلم( ول من غيرها لبنا قط‪.‬‬

‫)‪ (1‬هذا هخخو الصخحيح وفخخى المصخدر ج ‪ 1‬ص ‪ 196‬وهكخخذا النسخخخة المطبوعخة عبخخد‬
‫الرحمخخن ابخخن المثنخخى وهخخو سخخهو‪ .‬قخخال النجاشخخي‪ :‬عبخخد الرحمخخن بخخن كخخثير‬
‫الهاشمي مولى عباس بن محمد ابن على بن عبد ال بن العباس كان ضعيفا‬
‫غمز أصحابنا عليه‪ ،‬وهو عم على بن حسان الراوى عنه‪.‬‬

‫]‪[246‬‬
‫فلما أنزل ال تبارك وتعالى فيه )وحمله وفصاله ثلثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلخخغ‬
‫أربعين سخخنة قخخال رب أوزعنخخي أن أشخخكر نعمتخخك الخختي أنعمخخت علخخي وعلخخى‬
‫والدي وأن أعمخخل صخخالحا ترضخخاه وأصخخلح لخخي فخخي ذريخختي( )‪ .(1‬فلخخو قخخال‪:‬‬
‫أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة ولكخخن خخخص هكخخذا‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪:‬‬
‫قولهم‪ :‬الناس في هذا المر شرع سواء‪ ،‬يحرك و يسكن‪ ،‬ويستوي فيه الواحد‬
‫والمخخؤنث والجمخخع‪ ،‬وهخخذا شخخرع هخخذا وهمخخا شخخرعان أي مثلن قخخوله )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬ل أراكم تأخذون به أي ل تعتقدون المساواة أيضا بل تفضخخلون ولخخد‬
‫الحسن أو أنكم ل تأخذون بقولي إن بينت لكم العلة في ذلخخك والخيخخر أظهخخر‪.‬‬
‫‪ - 21‬فس‪) :‬ووصينا النسان بوالديه إحسانا( )‪ (2‬قال‪ :‬الحسان رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( قوله‪) :‬بوالخخديه( إنمخخا عنخخى الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( ثم عطف علخخى الحسخخين فقخخال )حملتخخه أمخخه كرهخخا ووضخخعته كرهخخا(‪.‬‬
‫وذلك أن ال أخبر رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( وبشخره بالحسخين قبخل‬
‫حمله‪ ،‬وأن المامة تكون في ولده إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم أخخبره بمخا يصخيبه مخن‬
‫القتل والمصخيبة فخخي نفسخه و ولخده ثخم عوضخخه بخخأن جعخل المامخخة فخي عقبخخه‬
‫وأعلمه أنخخه يقتخخل ثخخم يخخرده إلخخى الخخدنيا و ينصخخره حخختى يقتخخل أعخخداءه ويملكخخه‬
‫الرض وهو قوله‪) :‬ونريد أن نمن على الخخذين استضخخعفوا فخخي الرض( )‪(3‬‬
‫الية وقوله‪) :‬ولقد كتبنا في الزبور من بعخخد الخخذكر أن الرض يرثهخخا عبخخادي‬
‫الصالحون( )‪ (4‬فبشر ال نبيه )صلى ال عليه وآلخخه( أن أهخخل بيتخخك يملكخخون‬
‫الرض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم‪ .‬فأخبر رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( فاطمة )عليها السلم( بخبر الحسين )عليه السلم( وقتله فحملته كرها‪.‬‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬فهل رأيتم أحخخدا يبشخخره بولخخد ذكخخر فيحملخخه‬
‫كرها ؟‬

‫)‪ (1‬و )‪ (2‬الحقاف‪ (3) .15 :‬القصص‪ (4) .4 :‬النبياء‪.105 :‬‬

‫]‪[247‬‬

‫أي إنها اغتمت وكرهت لما أخبرت بقتله‪ ،‬ووضعته كرها لما علمت مخخن ذلخخك و كخخان‬
‫بين الحسن والحسين )صلوات ال عليهما( طهر واحد وكخخان الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( في بطن أمه ستة أشهر وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قول ال‬
‫عز وجل )وحملخخه وفصخخاله ثلثخخون شخخهرا(‪ .‬بيخخان‪ :‬إنمخخا عخخبر عخخن المخخامين‬
‫)عليهمخخا السخخلم( بالوالخخدين لن المخخام كالوالخخد للرعيخخة فخخي الشخخفقة عليهخخم‬
‫ووجوب طاعتهم له‪ ،‬وكون حياتهم بالعلم واليمان بسببه‪ ،‬فقوله‪ :‬ح )إحسانا(‬
‫نصب على العلة أي وصينا كل إنسان بإكرام المامين للرسخخول ولنتسخخابهما‬
‫إليه‪ ،‬ول يبعد أن يكون مصحفا ويكون في الصل )قال النسخخان رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله(( ويكون في قراءتهم )بولديه( بدون اللف‪ .‬قوله )عليخخه‬
‫السلم(‪) :‬وكان بين الحسن والحسين طهر واحد( أي مقدار أقل طهخخر واحخخد‬
‫وهي عشرة أيام كما سخخيجئ بروايخخة الكلينخخي‪ :‬وكخخان بينهمخخا فخخي الميلد سخختة‬
‫أشهر وعشرا‪ - 22 .‬لى‪ :‬ابخخن موسخخى‪ ،‬عخخن السخخدي )‪ (1‬عخخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن علي ابن سالم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق جعفر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬كان للحسين بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( خاتمخخان نقخخش‬
‫أحدهما‪ :‬ل إله إل ال عدة للقاء ال‪ ،‬ونقش الخخخر‪ :‬إن الخ بخالغ أمخره‪ ،‬وكخان‬
‫نقش خاتم علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬خزي وشخخقي قاتخخل الحسخخين بخخن‬
‫علي )عليهما السلم(‪ - 23 .‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن أبخخي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن المثنى‪ ،‬عن محمد بخخن مسخخلم قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن خاتم الحسين بن علي )عليهمخخا‬
‫السلم( إلى من صار ؟ وذكرت له أني سمعت أنه أخذ من أصبعه فيمخخا أخخخذ‬
‫قال )عليه السلم(‪ :‬ليس كما قالوا‪ :‬إن الحسين )عليه السلم( أوصى إلى ابنه‬
‫علي بن الحسين )عليه السلم( وجعل خاتمه في أصبعه‪ ،‬وفخخوض إليخخه أمخخره‬
‫كما فعله رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( بخخأمير المخخؤمنين )عليخخه السخخلم(‪،‬‬
‫وفعله أمير المؤمنين بالحسن‪ ،‬وفعله الحسن بالحسين )عليهم السلم(‬

‫)‪ (1‬في المصدر ص ‪ 131‬عن السدي‪ ،‬عن النخعي الخ‪.‬‬

‫]‪[248‬‬

‫ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي )عليه السلم( بعد أبيه‪ ،‬ومنه صار إلي فهو عنخخدي وإنخخي‬
‫للبسه كل جمعة وأصلي فيه‪ .‬قال محمد بن مسلم‪ :‬فخخدخلت إليخخه يخخوم الجمعخخة‬
‫وهو يصلي فلما فرغ من الصلة مد إلي يده فرأيت في أصبعه خاتمخخا نقشخخه‪:‬‬
‫ل إله إل ال عدة للقاء ال فقال‪ :‬هذا خاتم جدي أبي عبد ال الحسين بن علخخي‬
‫)عليهمخخا السخخلم(‪ - 24 .‬ك )‪ :(1‬مخخاجيلويه‪ ،‬عخخن عمخخه‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫الكوفي‪ ،‬عن أبي الربيع الزاهراني‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن ليث بن أبخخي سخخليم‪ ،‬عخخن‬
‫مجاهد قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يقخخول‪:‬‬
‫إن ل تبارك وتعالى ملكا يقال له‪ :‬دردائيل كان له ستة عشر ألخخف جنخخاح‪ ،‬مخخا‬
‫بين الجناح إلى الجناح هواء‪ ،‬والهواء كما بين السماء والرض‪ .‬فجعل يومخخا‬
‫يقول في نفسه‪ :‬أفوق ربنا جل جلله شئ ؟ فعلخخم الخ تبخخارك وتعخخالى مخخا قخال‬
‫فزاده أجنحة مثلها فصار له إثنان وثلثون ألف جناح ثم أوحى ال عز وجخخل‬
‫إليه أن‪ :‬طر‪ ،‬فطخار مقخخدار خمسخخمائة عخخام‪ ،‬فلخخم ينخخل رأسخخه قائمخخة مخخن قخخوائم‬
‫العرش‪ .‬فلما علم ال عز وجل إتعابه‪ ،‬أوحى إليه أيها الملك عد إلخخى مكانخخك‪،‬‬
‫فأنا عظيم فوق كل عظيم‪ ،‬وليس فوقي شئ‪ ،‬ول أوصخخف بمكخخان‪ ،‬فسخخلبه الخ‬
‫أجنحته ومقامه من صفوف الملئكة‪ .‬فلما ولد الحسين بن علي )صلوات الخخ‬
‫عليهما(‪ ،‬وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الخ إلخى ملخك خخازن‬
‫النيران أن اخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامخخة‬
‫مولد ولد لمحمد )صلى ال عليه وآله( في دار الدنيا‪ ،‬وأوحى إلى حور العين‬
‫]أن[ تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد )صلى ال عليه وآله( فخخي دار‬
‫الدنيا‪ .‬وأوحى ال إلى الملئكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميخخد والتمجيخخد‬
‫والتكبير‪ ،‬لكرامة مولود ولد لمحمخخد )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فخخي دار الخخدنيا‪،‬‬
‫وأوحى ال عز وجل‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ المطبوعة‪ :‬كا وهو سهو راجع كمال الدين ج ‪ 1‬ص ‪.398‬‬

‫]‪[249‬‬

‫إلى جبرئيل )عليه السلم( أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل‪ ،‬في القبيل ألف ألخخف‬
‫ملك علخى خيخول بلخق مسخرجة ملجمخة‪ ،‬عليهخا قبخاب الخدر واليخاقوت‪ ،‬معهخم‬
‫ملئكخخة يقخخال لهخخم‪ :‬الروحخخانيون بأيخخديهم حخخراب مخخن نخخور أن هنئوا محمخخدا‬
‫بمولوده‪ .‬وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين وعخخزه وقخخل لخخه‪ :‬يخخا محمخخد‬
‫يقتله شرار أمتك على شرار الدواب فويل للقاتل‪ ،‬وويل للسائق‪ ،‬وويل للقائد‪،‬‬
‫قاتل الحسين أنا منه برئ وهو منخخي بخخرئ لنخخه ل يخخأتي أحخخد يخخوم القيامخخة إل‬
‫وقاتل الحسين أعظم جرما منه قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الخخذين‬
‫يزعمون أن مع ال إلها آخر والنار أشوق إلى قاتل الحسخخين ممخخن أطخخاع ال خ‬
‫إلى الجنة‪ .‬قال‪ :‬فبينا جبرئيل يهبط من السخخماء إلخخى الرض إذ مخخر بخخدردائيل‬
‫فقال له دردائيل‪ :‬يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قخخامت القيامخخة علخخى‬
‫أهل الدنيا ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني ال عخخز‬
‫وجل إليه لهنئه بمولوده فقال الملك له‪ :‬يا جبرئيخخل بالخذي خلقخك وخلقنخخي إن‬
‫هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلم وقل له‪ :‬بحق هذا المولخخود عليخخك إل مخخا‬
‫سألت ال ربك أن يرضخى عنخخي ويخخرد علخي أجنحختي ومقخخامي مخخن صخفوف‬
‫الملئكة‪ .‬فهبط جبرئيل على النبي )صلى ال عليه وآله( وهنأه كما أمخخره الخ‬
‫عز وجل وعزاه فقال النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬تقتلخخه أمخختي ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله( ما هؤلء بخخأمتي أنخخا بخخرئ منهخخم والخ بخخرئ‬
‫منهم قال جبرئيل‪ :‬وأنا برئ منهم يا محمد‪ .‬فدخل النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫على فاطمة وهنأها وعزاها فبكت فاطمة )عليها السلم( وقالت‪ :‬يخخا ليتنخخي لخخم‬
‫ألده قاتل الحسين في النار )‪ (1‬وقال النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أنخخا أشخخهد‬
‫بذلك يا فاطمة ولكنه ل يقتل حتى يكون منخخه إمخخام تكخخون منخخه الئمخخة الهاديخخة‬
‫بعده‪ .‬ثم قال )صلى الخ عليخه وآلخه(‪ :‬الئمخخة بعخخدي‪ :‬الهخخادي علخي‪ ،‬المهتخدي‬
‫الحسن‪ ،‬الناصر الحسين المنصور علي بن الحسين‪ ،‬الشافع محمد بخخن علخخي‪،‬‬
‫النفاع جعفر بن محمد‪ ،‬المين موسى بخخن جعفخخر‪ ،‬الرضخخا علخخي بخخن موسخخى‪،‬‬
‫الفعال محمد بن علي‪ ،‬المؤتمن علي بن‬
‫)‪ (1‬جملة اسمية دعائية أي أورد ال قاتله في النار‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫محمد‪ ،‬العلم الحسن بن علي‪ ،‬ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم‪ ،‬فسكنت فاطمخخة مخخن‬
‫البكاء‪ .‬ثم أخبر جبرئيل النبي )صلى ال عليه وآله( بقضية الملك وما أصيب‬
‫به‪ ،‬قال ابن عباس فأخذ النبي )صلى ال عليه وآله( الحسين وهو ملفوف في‬
‫خرق من صوف فأشار به إلى السماء ثم قال‪ :‬اللهم بحق هذا المولود عليخخك‪،‬‬
‫ل بل بحقك عليه‪ ،‬وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسخخحاق ويعقخخوب‪،‬‬
‫إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل ورد عليه‬
‫أجنحته ومقامه من صخخفوف الملئكخخة‪ .‬فاسخختجاب الخ دعخخاءه‪ ،‬وغفخخر للملخخك‪،‬‬
‫والملك ل يعرف في الجنخة إل بخأن يقخال‪ :‬هخذا مخولى الحسخين بخن علخي ابخن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬بيان‪ :‬لعل هذا على تقدير صحة الخبر كان‬
‫بمحض خطور البال‪ ،‬من غير اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان أو المخخراد‬
‫بقوله‪ :‬فوق ربنا شئ فخخوق عخخرش ربنخخا إمخخا مكانخخا أو رتبخخة فيكخخون ذلخخك منخخه‬
‫تقصيرا في معرفة عظمته وجلله‪ ،‬فيكون على هذا ذكر نفي المكان لرفع ما‬
‫ربما يتوهم متوهم وال يعلم‪ - 25 .‬يج‪ :‬روي عن أبي عبد ال )عليه السخخلم(‬
‫قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( يخخأتي مراضخخع فاطمخخة فيتفخخل فخخي‬
‫أفخخواههم ويقخخول لفاطمخخة‪ :‬ل ترضخخعيهم‪ - 26 .‬شخخا‪ :‬كنيخخة الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)صلوات ال عليهما( أبو محمد‪ ،‬ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضخخان‬
‫سنة ثلث من الهجرة وجاءت به أمه فاطمة )عليها السلم( إلى النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنخخة كخخان جبرئيخخل‬
‫)عليه السلم( نزل بها إلى النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فسخخماه حسخخنا وعخق‬
‫عنه كبشا روى ذلك جماعة منهم أحمد ابن صالح التميمي‪ ،‬عن عبخخد الخ بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪ .‬وكنية الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( أبو عبد ال ولد بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربخخع مخخن‬
‫الهجرة‪ ،‬وجاءت به أمه فاطمة إلى جده رسخخول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫فاستبشر به وسماه حسينا وعق عنه كبشخخا‪ - 27 .‬سخخر‪ :‬فخخي جخخامع الخخبزنطي‪،‬‬
‫عن عيسان مولى سدير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬

‫]‪[251‬‬

‫وعن رجل من أصحابنا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخلم( قخال‪ :‬وذكخره غيخر‬
‫واحد من أصحابنا أن أبا عبد ال )عليخه السخخلم( قخال‪ :‬إن فطخخرس ملخخك كخان‬
‫يطوف بالعرش فتلكأ في شئ من أمر ال فقص جناحه ورمى به على جزيرة‬
‫من جزائر البحر‪ ،‬فلما ولد الحسين )عليه السلم( هبخخط جبرئيخخل إلخخى رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يهنئه بولدة الحسخين )عليخه السخلم( فمخر بخه فعخاذ‬
‫بجبرئيل فقال‪ :‬قد بعثت إلى محمد أهنئه بمولود ولد له فإن شئت حملتخخك إليخخه‬
‫فقال‪ :‬قد شئت فحمله فوضعه بيخخن يخخدي رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فبصبص بأصبعه إليخخه فقخخال لخخه رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬امسخخح‬
‫جناحك بحسين فمسح جناحه بحسين فعرج‪ .‬بيان‪ :‬تلكأ عن المر تلكؤا تباطخخأ‬
‫عنه وتوقف‪ - 28 .‬قب‪ :‬مسند أحمد بالسناد عن هانئ بخخن هخخانئ‪ ،‬عخخن علخخي‬
‫)عليه السلم( وفي رواية غيره‪ ،‬عخخن أبخخي غسخخان بإسخخناده عخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما ولد الحسين جاء النبي )صلى ال عليخه وآلخه( فقخال‪ :‬أرونخي‬
‫ابني ما سميتموه‪ ،‬قلت‪ :‬سميته حربا قال‪ :‬بل هو حسخخن‪ .‬مسخخندي أحمخخد وأبخخي‬
‫يعلى قال‪ :‬لما ولد الحسن سماه حمزة فلما ولد الحسين سماه جعفرا قال علي‪:‬‬
‫فدعاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إني أمرت أن أغير اسم هذين‬
‫فقلت‪ :‬ال ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا وقد روينا نحو هخخذا عخخن ابخخن‬
‫أبي عقيل‪ .‬محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ :‬قال رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬أمرت أن اسمي إبني هذين حسنا وحسينا‪ .‬شرح الخبار قخخال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬لما ولد الحسن بن علي أهدى جبرئيل إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( اسمه في سرقة من حرير من ثيخخاب الجنخخة فيهخخا حسخخن‬
‫واشتق منها اسم الحسين‪ ،‬فلما ولدت فاطمة الحسن أتت به رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فسماه حسنا فلما ولدت الحسين أتته بخخه فقخال‪ :‬هخخذا أحسخن مخن‬
‫ذاك فسماه الحسين‪ .‬قوله )سرقة( أي أحسن الحريخخر‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪:‬‬
‫السرق شقق الحرير قال أبو عبيد إل أنها البيض منها والواحخخدة منهخخا سخخرقة‬
‫قال‪ :‬وأصلها بالفارسية )سره( أي جيد‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫‪ - 29‬قب‪ :‬ابن بطة في البانة من أربع طرق منها أبو الخليل‪ ،‬عن سلمان قال رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬سخخمى هخخارون ابنيخخه شخخبرا وشخخبيرا‪ .‬وإنخخي سخخميت‬
‫ابني الحسن والحسين‪ .‬مسند أحمد وتاريخ البلذري وكتخب الشخيعة أنخه قخال‪:‬‬
‫إنما سميتهم بأسماء أولد هارون شبرا وشخخبيرا ]ومشخخبرا[ فخخردوس الخخديلمي‬
‫عن سلمان قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬سمى هارون ابنيه شبرا وشخخبيرا‬
‫وإنني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى هارون ابنيه‪ .‬عطاء بخخن يسخخار‪،‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قدم راهب على قعود له فقال‪ :‬دلوني على منزل فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( قال‪ :‬فدلوه عليها فقال لهخخا‪ :‬يخخا بنخخت رسخخول الخ أخرجخخي إلخخي‬
‫ابنيك فأخرجت إليه الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويبكي ويقول‪ :‬اسمهما في‬
‫التوراة شبير وشبر وفي النجيل طاب وطيب ثم سأل عن صفة النبي )صلى‬
‫ال عليخخه وآلخه( فلمخخا ذكخروه قخال‪ :‬أشخخهد أن ل إلخخه إل الخ وأشخخهد أن محمخخدا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬القعود مخن البخل هخو‬
‫البكر حين يركب أي يمكخخن ظهخخره مخخن الركخخوب وأدنخخى ذلخخك أن يخخأتي عليخخه‬
‫سخخنتان إلخخى أن يثنخخي فخخإذا أثنخخى سخخمي جمل‪ - 30 .‬قخخب‪ :‬عمخخران بخخن سخخلمان‬
‫وعمرو بن ثابت قال‪ :‬الحسن والحسخخين اسخخمان مخخن أسخخامي أهخخل الجنخخة ولخخم‬
‫يكونا في الدنيا‪ .‬جابر قال النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬سخخمي الحسخخن حسخخنا‬
‫لن بإحسان ال قامت السماوات والرضون‪ ،‬واشتق الحسين مخخن الحسخخان‪،‬‬
‫وعلي والحسن اسمان من أسماء ال تعالى والحسين تصغير الحسن‪ .‬وحكخخى‬
‫أبو الحسين النسابة‪ :‬كأن ال عز وجل حجب هذين السمين عن الخلق يعنخخي‬
‫حسنا وحسينا حتى يسمي بهما ابنا فاطمة )عليهخخا السخخلم( فخخإنه ل يعخخرف أن‬
‫أحدا من العرب تسمى بهما في قديم اليام إلى عصرهما ل مخخن ولخخد نخخزار )‬
‫‪ (1‬ول اليمن مع سعة أفخاذهما‬

‫)‪ (1‬هذا هو الصحيح كما فخخي المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ 398‬وفخخى النسخخخ المطبوعخخة تخخراد‪.‬‬
‫مراد خ ل‪ ،‬وكلهما سهو فإن تراد مهمل ومراد من قبائل اليمن فل يعد في‬
‫قباله‪ .‬ونزار‬

‫]‪[253‬‬

‫وكثرة ما فيهما من السامي وإنما يعخخرف فيهمخخا حسخخن بسخخكون السخخين وحسخخين بفتخخح‬
‫الحاء وكسر السين على مثال حبيب فأما حسن بفتح الحاء والسين فل نعرفخخه‬
‫إل اسم جبل معروف قال الشاعر‪ :‬لم الرض وبخخل مخخا أجنخخت بحيخخث أضخخر‬
‫بالحسن السبيل )‪ (1‬سئل أبو عمه غلم تغلب عن معنى قول أميخخر المخخؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪) :‬حخختى لقخخد وطخخئ الحسخخنان‪ ،‬وشخخق عطفخخاي( فقخخال‪ :‬الحسخخنان‬
‫البهامان‪ ،‬وأحدهما حسخخن‪ ،‬قخخال الشخخنفري )‪ .(2‬مهضخخومة الكشخخحين درمخخاء‬
‫الحسن )‪ (3‬جماء ملسخخاء بكفيهخخا شخخثن شخخق عطفخخاي أي ذيلخخي‪ - 31] .‬قخخب‪[:‬‬
‫كتاب النوار‪ :‬إن ال تعالى هنأ النبي )صلى ال عليه وآله ب( حمل الحسخخين‬
‫وولدته وعزاه بقتله فعرفت فاطمة‪ ،‬فكرهت ]ذلك[ فنزلت )حملته أمه كرها‬
‫ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلثون شهرا( )‪ (4‬فحمل النساء تسعة أشخخهر‬
‫ولم يولد‬

‫* هو نزار بن معد بن عدنان بطن من العدنانية منهم بطنان عظيمان‪ :‬ربيعة ومضخخر‪.‬‬
‫ومن أيامهم يوم خزازى‪ ،‬وقيل خزاز‪ ،‬وهو جبل كانت به وقعخخة بيخخن نخخزار‬
‫واليمن‪ .‬راجع معجم قبائل العرب )‪ (1‬أنشده الجوهرى في الصخخحاح ونقخخل‬
‫أن الشاعر قال في الحسين‪ :‬تركنا بالنواصف من حسين نساء الحخخى يلقطخخن‬
‫الجمانا )‪ (2‬شاعر من بنى الزد كان من أشد محاضخير العخرب قيخل سخمى‬
‫به لحدته‪ ،‬وقيل لعظم شفته‪ (3) .‬درماء مؤنث الدرم ‪ -‬وهو كخخل مخخا غطخخاه‬
‫الشحم وخفى حجمه‪ ،‬ورجل أدرم ل تستبين كعوبه ومرافقخخه‪ .‬وهخخذا المعنخخى‬
‫هو الصحيح الذى اختاره الراوندي في شرحه على النهج وأنكخخره ابخخن أبخخى‬
‫الحديد ‪ -‬راجع شرح الحديدي ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .50‬الحقاف‪.15 :‬‬
‫]‪[254‬‬

‫مولود لستة أشهر عاش غير عيسى والحسين )عليهما السلم(‪ .‬غرر أبخي الفضخل بخن‬
‫خير ]انة[ )‪ (1‬بإسناده أنه اعتلت فاطمخة لمخا ولخدت الحسخين )عليخه السخلم(‬
‫وجف لبنها فطلب رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( مرضخخعا فلخخم يجخخد فكخخان‬
‫يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها فيجعل ال له في إبهام رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( رزقا يغذوه‪ ،‬ويقال‪ :‬بل كان رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يخخدخل‬
‫لسانه في فيه فيغره كما يغر الطير فرخه‪ ،‬فجعل ال له فخخي ذلخخك رزقخخا ففعخخل‬
‫ذلك أربعين يوما وليلة فنبت لحمه من لحم رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬غر الطائر فرخه يغخخره غخخرا أي زقخخه‪ - 32 .‬قخخب‪ :‬بخخرة‬
‫ابنة أمية الخزاعي قالت‪ :‬لمخخا حملخخت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( بالحسخخن خخخرج‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( في بعض وجوهه فقال لها‪ :‬إنك سخختلدين غلمهخخا‬
‫قد هنأني بخخه جبرئيخخل‪ ،‬فل ترضخخعيه حخختى أصخخير إليخخك قخخالت‪ :‬فخخدخلت علخخى‬
‫فاطمة حين ولدت الحسن‪) ،‬عليه السلم( ولخخه ثلث مخخا أرضخخعته فقلخخت لهخخا‪:‬‬
‫أعطينيه حتى ارضعه‪ ،‬فقالت‪ :‬كل ثم أدركتها رقخخة المهخخات فأرضخخعته فلمخخا‬
‫جاء النبي )صلى ال عليه وآله( قال لها‪ :‬ماذا صنعت ؟ قالت‪ :‬أدركنخخي عليخخه‬
‫رقة المهخخات فأرضخعته فقخال‪ :‬أبخخى الخ عخز وجخخل إل مخا أراد‪ .‬فلمخا حملخت‬
‫بالحسين )عليه السلم( قال لها‪ :‬يا فاطمة إنك سخختلدين غلمهخخا قخخد هنخخأني بخخه‬
‫جبرئيل فل ترضعيه حتى أجخخئ إليخخك ولخخو أقمخخت شخخهرا‪ ،‬قخخالت‪ :‬أفعخخل ذلخخك‪،‬‬
‫وخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخخي بعخخض وجخخوهه‪ ،‬فولخخدت فاطمخخة‬
‫الحسين )عليه السلم( فما أرضعته حختى جخاء رسخول الخ )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله( فقال لها‪ :‬ماذا صنعت ؟ قالت‪ :‬ما أرضعته‪ ،‬فأخذه فجعل لسانه في فمخخه‬
‫فجعل الحسين يمص حتى قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إيهخخا حسخخين إيهخخا‬
‫حسين ثم قال‪ :‬أبى ال إل ما يريد هي فيك وفخي ولخدك يعنخي المامخة‪- 33 .‬‬
‫كشف‪ :‬قال كمال الدين بن طلحة‪ :‬اعلم أن هخخذا السخخم الحسخخن سخخماه بخخه جخخده‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإنه لما ولد )عليه السلم( قال‪ :‬ما سخخميتموه‬
‫قالوا‪ :‬حربا قال‪ :‬بل سموه حسنا‪ ،‬ثم إنه )صلى ال عليه وآله( عق عنه كبشخخا‬
‫وبذلك احتج الشافعي في كون العقيقخخة سخخنة عخخن المولخخود وتخخولى ذلخخك النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ومنع أن تفعله فاطمة )عليها السلم(‬

‫)‪ (1‬راجع المصدر ج ‪ 4‬ص ‪.50‬‬

‫]‪[255‬‬

‫وقال لها‪ :‬أحلقي رأسه وتصدقي بوزن الشخعر فضخة ففعلخت ذلخك‪ ،‬وكخان وزن شخعره‬
‫يخوم حلقخه درهمخا‪ ،‬وشخيئا‪ ،‬فتصخدقت بخه فصخارت العقيقخة‪ ،‬والتصخدق بزنخة‬
‫الشعر‪ ،‬سنة مستمرة‪ ،‬بما شرعه النبي )صلى ال عليه وآله( في حق الحسخخن‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬وكخخذا اعتمخخد فخخي حخخق الحسخخين )عليخخه السخخلم( عنخخد ولدتخخه‪،‬‬
‫وسيأتي ذكره إنشاء ال تعالى‪ .‬وروى الجنابذي أن عليا )عليه السلم( سخخمى‬
‫الحسن حمزة والحسين جعفرا فدعا رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( عليخخا‬
‫وقال له‪ :‬قد أمرت أن أغير اسم إبني هذين قال‪ :‬فما شاء الخ ورسخخوله‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فهما الحسن والحسخخين‪ .‬ويظهخخر مخخن كلمخه أنخه بقخخي الحسخخن )عليخه السخخلم(‬
‫مسمى حمزة إلى حين ولد الحسين وغيرت أسماؤهما )عليهما السلم( وقخختئذ‬
‫وفي هذا نظر لمتأمله أو يكخخون قخخد سخخمي الحسخخن وغيخخره ولمخخا ولخخد الحسخخين‬
‫وسمي جعفرا غيره‪ ،‬فيكون التسمية في زمانين والتغييخخر كخخذلك‪ .‬وكنيتخخه أبخخو‬
‫محمد ل غير‪ ،‬وأما ألقخخابه فكخخثيرة‪ :‬التقخخي والطيخخب والزكخخي والسخخيد والسخخبط‬
‫والولي كل ذلك كان يقال له ويطلق عليه وأكثر هذه اللقاب شهرة التقي لكن‬
‫أعلها رتبة وأولها به ما لقبه به رسول ال خ )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( حيخخث‬
‫وصفه به وخصه بأن جعله نعتا له فإنه صح النقل عن النبي )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( فيما أورده الئمة الثبخخات والخخروات الثقخخات أنخخه قخخال‪ :‬ابنخخي هخخذا سخخيد‪،‬‬
‫فيكون أولى ألقابه‪ :‬السيد‪ .‬وقال ابن الخشاب‪ :‬كنيته أبو محمد وألقابه‪ :‬الوزير‬
‫والتقي والقائم والطيب والحجة والسيد والسبط والخخولي‪ .‬وروى مرفوعخخا إلخخى‬
‫أم الفضل قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( رأيخخت فخخي المنخخام‬
‫كخخأن عضخخوا مخخن أعضخخائك فخخي بيخختي قخخال‪ :‬خيخخرا رأيخخت تلخخد فاطمخخة غلمخخا‬
‫ترضعينه بلبن قثم فولدت الحسخخن فأرضخخعته بلبخخن قثخخم‪ .‬وروى مرفوعخخا إلخخى‬
‫علي )عليه السلم( قال‪ :‬حضرت ولدة فاطمة )عليها السلم( قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لسخخماء بنخخت عميخخس وأم سخخلمة‪ :‬احضخخراها فخخإذا وقخخع‬
‫ولدها واستهل فأذنا في أذنه اليمنى وأقيما في أذنه اليسرى فإنه ل يفعخخل ذلخخك‬
‫بمثله إل عصم من الشيطان ول تحدثا شيئا حتى آتيكما‪.‬‬

‫]‪[256‬‬

‫فلما ولدت فعلتا ذلك فأتاه النبي )صلى ال عليخه وآلخه( فسخره ولبخأه بريقخخه )‪ (1‬وقخال‪:‬‬
‫اللهم إني أعيذه بك وولده مخخن الشخخيطان الرجيخخم‪ .‬ومخخن كتخخاب الفخخردوس عخخن‬
‫النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أمخخرت أن اسخخمي ابنخخي هخخذين حسخخنا وحسخخينا‪.‬‬
‫إيضاح‪ :‬سررت الصبي أسره سرا قطعت سرره وهو مخخا تقطعخخه القابلخخة مخخن‬
‫سرة الصبي وقال في النهاية‪ :‬في حديث ولدة الحسن بن علخخي وألبخخأه بريقخخه‬
‫أي صب ريقه في فيه كما يصب اللباء فخي فخم الصخبي‪ ،‬وهخو أول مخا يحلخب‬
‫عند الولدة‪ ،‬ولبأت الشاة ولخخدها أرضخخعته اللبخخاءة وألبخخأت السخخخلة أرضخخعتها‬
‫اللبخخاء‪ - 34 .‬عيخخون المعجخخزات للمرتضخخى‪ :‬روي أن فاطمخخة ولخخدت الحسخخن‬
‫والحسخخين مخخن فخخخذها اليسخخر‪ ،‬وروي أن مريخخم ولخخدت المسخخيح مخخن فخخخذها‬
‫اليمخخن‪ ،‬وحخخديث هخخذه الحكايخخة فخخي كتخخاب النخخوار وفخخي كتخخب كخخثيرة وروى‬
‫العلئي في كتابه يرفع الحديث إلى صفية بنت عبد المطلب قخخالت‪ :‬لمخخا سخخقط‬
‫الحسين بن فاطمة )عليهما السلم( كنت بين يديها فقال لي النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬هلمي إلي بابني فقلت‪ :‬يا رسول ال إنا لم ننظفه بعخخد فقخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬أنخخت تنظفينخخه ؟ إن الخ قخخد نظفخخه وطهخخره‪ .‬وروي أن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قام إليخخه وأخخخذه فكخخان يسخخبح ويهلخخل ويمجخخد‬
‫صلوات ال عليه‪ - 35 .‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن سنان عن معخخاذ الهخخراء‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخال‪:‬‬
‫الغلم رهن بسابعه بكبش‪ ،‬يسمى فيخه ويعخخق عنخخه‪ ،‬وقخال‪ :‬إن فاطمخة )عليهخخا‬
‫السلم( حلقت ابنيها وتصدقت بخخوزن شخخعرهما فضخخة‪ - 36 .‬كخخا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن إسماعيل بن مرار‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬عق رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( عخخن الحسخخن‬
‫)عليه السلم( بيده و‬

‫)‪ (1‬في نسختنا وفى نسخة المصدر )لبأه( وفى بعض النسخخخ )ألبخخأه( وكلهمخخا بمعنخخى‬
‫راجع المصدر ج ‪ 2‬ص ‪95‬‬

‫]‪[257‬‬

‫قال‪ :‬بسم ال عقيقة عن الحسن‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم عظمهخخا بعظمخخه‪ ،‬ولحمهخخا بلحمخخه‪ ،‬ودمهخخا‬
‫بدمه وشعرها بشعره‪ ،‬اللهم اجعلهخا وقخاء لمحمخخد وآلخه‪ - 37 .‬كخا‪ :‬محمخد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن معاوية ابخخن وهخخب قخخال‪:‬‬
‫قال أبخخو عبخخد الخ )عليخخه السخخلم(‪ :‬عقخخت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( عخخن ابنيهخخا‬
‫صلوات الخ عليهمخخا وحلقخخت رؤوسخخهما فخخي اليخخوم السخخابع وتصخخدقت بخخوزن‬
‫الشعر ورقا‪ - 38 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن عاصم الكوزي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليخخه السخخلم(‬
‫يذكر عن أبيه أن رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( عخخق عخخن الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم( بكبش‪ ،‬وعن الحسين )عليه السلم( بكبش وأعطى القابلة شيئا وحلق‬
‫رؤوسخخهما يخخوم سخخابعهما‪ ،‬ووزن شخخعرهما فتصخخدق بخخوزنه فضخخة‪ - 39 .‬كخخا‪:‬‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن بعخض أصخحابه‪ ،‬عخن أبخان عخن‬
‫يحيى بن أبي العل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬سخخمى رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( حسنا و حسينا )عليهما السلم( يوم سابعهما وشق مخخن‬
‫اسم الحسن الحسين وعق عنهما شخخاة شخخاة‪ ،‬وبعثخخوا برجخخل شخخاة إلخخى القابلخخة‪،‬‬
‫ونظروا ما غيره‪ ،‬فأكلوا منه‪ ،‬وأهدوا إلخخى الجيخخران‪ ،‬وحلقخخت فاطمخخة )عليهخخا‬
‫السلم( رؤوسهما وتصدقت بوزن شعرهما فضة‪ - 40 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبخخي‪،‬‬
‫عن الحسين بن خالد قال‪ :‬سألت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( عخخن التهنئة‬
‫بالولد متى ؟ فقال‪ :‬أما إنه لما ولد الحسن بن علخخي هبخخط جبرئيخخل علخخى النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بخخالتهنئة فخخي اليخخوم السخخابع‪ ،‬وأمخخره أن يسخخميه‪ ،‬ويكنيخخه‬
‫ويحلق رأسه‪ ،‬ويعق عنه‪ ،‬ويثقب اذنه‪ ،‬وكذلك كان حين ولخخد الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( أتاه في اليوم السابع فأمره بمثل ذلخخك‪ .‬قخخال‪ :‬وكخخان لهمخخا ذؤابتخخان فخخي‬
‫القرن اليسر‪ ،‬وكان الثقب في الذن اليمنى فخخي شخخحمة الذن وفخخي اليسخخرى‬
‫في أعلى الذن فالقرط في اليمنى والشنف في اليسرى‪ ،‬و قخخد روي أن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ترك لهما ذؤابخختين فخخي وسخخط الخخرأس وهخخو أصخخح مخخن‬
‫القرن‪ .‬بيان‪ :‬القرط بالضم‪ :‬الذي يعلق في شخخحمة الذن‪ ،‬والشخخنف بالفتخخح مخخا‬
‫يعلق في أعلى الذن‪.‬‬

‫]‪[258‬‬

‫‪ - 41‬كا‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن بعخض أصخحابنا‪ ،‬عخن علخي بخن الحكخم‪ ،‬عخن ربيخع بخن‬
‫محمد المسلي )‪ (1‬عن عبد ال بن سليمان العخخامري‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما عرج برسول ال )صلى ال عليه وآله( نزل بالصخخلة عشخر‬
‫ركعات‪ :‬ركعتين ركعتين‪ ،‬فلما ولد الحسن والحسين زاد رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( سبع ركعات شكرا ل فأجاز ال له ذلك‪ - 42 .‬كخا‪ :‬علخي‪ ،‬عخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن ابن ظبيان وحفص ابن غياث‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال قال‪ :‬كان في خاتم الحسن والحسين‪ :‬الحمد لخخ‪ - 43 .‬كخخا‪ :‬العخخدة‪،‬‬
‫عن سهل‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسخخين بخخن خالخخد‪ ،‬عخخن الرضخخا )عليخخه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان نقش خاتم الحسن )عليه السلم(‪ :‬العزة ل‪ ،‬وخخخاتم الحسخخين‬
‫)عليه السلم( إن ال بالغ أمره‪ - 44 .‬كا‪ :‬علي بن الحسخخين‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن الحسين‪ ،‬عن الحسخخن بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إذا سقط لستة أشهر فهو تخخام وذلخخك إن الحسخخين بخخن علخخي‬
‫)عليهما السلم( ولخخد وهخخو ابخخن سخختة أشخخهر‪ - 45 .‬مخخا‪ :‬الحسخخين بخخن إبراهيخخم‬
‫القزويني عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن أحمد بن إبراهيم‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي‬
‫الزعفراني‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عميخخر عخخن هشخخام بخخن سخخالم‪،‬‬
‫عن أبخي عبخد الخ )عليخه السخلم( قخال‪ :‬حمخل الحسخين بخن علخي سختة أشخهر‬
‫وارضع سنتين‪ ،‬وهو قول الخ عزوجخخل‪) :‬ووصخخينا النسخخان بوالخخديه إحسخخانا‬
‫حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلثخخون شخخهرا( )‪- 46 .(2‬‬
‫كخا‪ :‬العخدة‪ ،‬عخن أحمخد بخن محمخد‪ ،‬عخن علخي بخن الحكخم‪ ،‬عخن عبخد الرحمخن‬
‫العرزمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬كخخان بيخخن الحسخخن والحسخخين‬
‫)عليهما السلم( طهر‪ ،‬وكخان بينهمخا فخي الميلد سختة أشخهر وعشخرا‪- 47 .‬‬
‫أقول‪ :‬في حديث المفضل بطوله الذي يأتي باسناده في كتاب الغيبة‬

‫)‪ (1‬نسبة إلى مسلية كمحسنة بطن من مذحج من القحطانية وهم بنو مسلية بخخن عخخامر‬
‫بن عمرو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بخخن يشخجب‪ ،‬يخخروى عخخن‬
‫أبى عبد ال )عليه السلم(‪ (2) .‬الحقاف‪.15 :‬‬
‫]‪[259‬‬

‫عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪ :‬كان ملك بين المؤمنين يقال له‪ :‬صلصخائيل‪ ،‬بعثخه‬
‫ال في بعث فأبطأ فسلبه ريشه ودق جناحيه وأسكنه فخخي جزيخخرة مخخن جخخزائر‬
‫البحر إلى ليلة ولد الحسين )عليه السلم(‪ ،‬فنزلت الملئكة واستأذنت ال فخخي‬
‫تهنئة جدي رسول ال )صلى ال خ عليخخه وآلخخه( وتهنئة أميخخر المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( وفاطمة )عليها السلم( فأذن ال لهم فنزلوا أفواجا مخن العخرش ومخن‬
‫سماء سماء فمروا بصلصائيل وهو ملقى بخالجزيرة‪ .‬فلمخا نظخروا إليخه وقفخوا‬
‫فقال لهم يا ملئكة ربي إلى أين تريدون ؟ وفيم هبطتم ؟ فقخخالت لخخه الملئكخخة‪:‬‬
‫يا صلصائيل قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود ولد في الدنيا بعد جخخده رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وأبيه علي وأمه فاطمة وأخيه الحسن والحسين وقد‬
‫استأذنا ال في تهنئة حبيبه محمد )صلى ال عليه وآله( لولده فخخأذن لنخخا‪ ،‬فقخخال‬
‫صلصائيل‪ :‬يا ملئكة ال إني أسألكم بال ربنا وربكم وبحخخبيبه محمخخد )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( وبهخخذا المولخخود أن تحملخخوني معكخخم إلخخى حخخبيب الخ وتسخخألونه‬
‫وأسأله أن يسأل ال بحق هذا المولود الذي وهبه ال له أن يغفر لخخي خطيئتخخي‬
‫ويجبر كسر جناحي ويردني إلى مقامي مع الملئكة المقربين‪ .‬فحملوه وجاؤا‬
‫به إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فهنخؤه بخابنه الحسخين )عليخه السخلم(‬
‫وقصوا عليه قصخخة الملخخك وسخخألوه مسخخألة الخ والقسخخام عليخخه بحخخق الحسخخين‬
‫)عليه السلم( أن يغفر له خطيئته ويجبر كسر جناحه‪ ،‬ويرده إلى مقخخامه مخخع‬
‫الملئكة المقربين‪ .‬فقام رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فخخدخل علخخى فاطمخخة‬
‫)عليها السلم( فقال لها‪ :‬ناوليني ابني الحسين فأخرجته إليخخه مقموطخخا ينخخاغي‬
‫جده رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخرج به إلى الملئكة فحمله على بطن‬
‫كفه فهللوا وكبروا وحمدوا ال تعالى وأثنوا عليه‪ .‬فتوجه بخخه إلخخى القبلخخة نحخخو‬
‫السخخماء‪ ،‬فقخخال‪ :‬اللهخخم إنخخي أسخخألك بحخخق ابنخخي الحسخخين أن تغفخخر لصلصخخائيل‬
‫خطيئته‪ ،‬وتجبر كسر جناحه‪ ،‬وترده إلى مقامه مع الملئكة المقربيخخن‪ ،‬فتقبخخل‬
‫ال تعالى من النبي )صلى ال عليه وآله( ما أقسم به عليه‪ ،‬وغفر لصلصائيل‬
‫خطيئته وجبر كسر جناحه‪ ،‬ورده إلى مقامه مع الملئكة المقربين‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫]‪ - 48‬مصباح‪ :‬خرج إلى القاسم بن علء الهمداني وكيل أبي محمخخد )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫أن مولنا الحسين )عليه السلم( ولد يوم الخميخس لثلث خلخون مخن شخعبان‪.‬‬
‫وروى الحسين بن زبخخد‪ ،‬عخخن جعفخر بخخن محمخخد قخال‪ :‬ولخخد الحسخين بخن علخخي‬
‫لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة‪ [.‬أقول‪ :‬سيأتي تمام القول‬
‫من المصباح وسائر الكتب فخخي أبخخواب أحخخوال أبخخي عبخخد الخ الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( من ولدته وشهادته‪ ،‬ولعن ال على قاتله‪.‬‬
‫]‪[261‬‬

‫‪) - 12‬باب( )فضائلهما ومناقبهمخخا والنصخخوص عليهمخخا( )صخخلوات الخ عليهمخخا( ‪- 1‬‬
‫كشف‪ :‬الترمذي بسنده‪ ،‬عن يعلى بن مخخرة قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬حسين مني وأنا من حسخخين أحخخب الخ مخخن أحخخب حسخخينا‪ ،‬حسخخين‬
‫سبط من السباط‪ - 2 .‬قب‪ :‬تفسير النقاش بإسناده‪ ،‬عن سخخفيان الثخخوري‪ ،‬عخخن‬
‫قابوس بن أبي ظبيان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كنت عند النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( وعلى فخذه اليسر ابنه إبراهيم وعلخخى فخخخذه اليمخخن الحسخخين‬
‫بن علي وهو تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا إذ هبخخط جبرئيخخل بخخوحى مخخن رب‬
‫العالمين‪ .‬فلما سري عنه قال‪ :‬أتاني جبرئيل من ربي فقال‪ :‬يا محمد إن ربخخك‬
‫يقرء عليك السلم ويقول‪ :‬لست أجمعهمخخا لخخك فأفخخد أحخخدهما بصخخاحبه‪ ،‬فنظخخر‬
‫النبي )صلى ال عليه وآلخخه( إلخخى إبراهيخخم فبكخخى ونظخخر إلخخى الحسخخين فبكخخى‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن إبراهيم أمه أمة‪ ،‬ومتى مات لخخم يحخخزن عليخخه غيخخري‪ ،‬وأم الحسخخين‬
‫فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي‪ ،‬ومتى مخخات حزنخخت ابنخختي وحخخزن‬
‫ابن عمي وحزنت أنا عليه‪ ،‬وأنا أوثر حزني على حزنهما يا جبرئيخخل يقبخخض‬
‫إبراهيم فديته للحسين‪ .‬قال‪ :‬فقبخخض بعخخد ثلث فكخخان النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( إذا رأى الحسين )عليه السلم( مقبل قبله وضخخمه إلخخى صخخدره ورشخخف‬
‫ثناياه‪ ،‬وقال‪ :‬فديت من فديته بإبني إبراهيم‪ - 3 .‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬عن يوسف بن الحارث‪ ،‬عن محمد بن مهران‪ ،‬عخن علخي بخن‬
‫الحسن‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن إسماعيل ابخخن معاويخخة‪ ،‬عخخن نخخافع‪،‬‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يخخوم القيامخخة‬
‫زين عرش رب العالمين بكل زينة‪ ،‬ثم يؤتى بمنبرين من نخخور طولهمخخا مخخائة‬
‫ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش‪ ،‬والخر عن يسار العخخرش‪ ،‬ثخخم يخخؤتى‬
‫بالحسن و‬

‫]‪[262‬‬

‫و الحسين )عليهما السلم( فيقوم الحسن علخخى أحخخدهما والحسخخين علخخى الخخخر‪ ،‬يزيخخن‬
‫الرب تبارك وتعالى بهمخا عرشخه كمخا يزيخن المخرءة قرطاهخا‪ - 4 .‬لخى‪ :‬ابخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن حمخخاد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عخخن الصخخادق‪ ،‬عخخن أبيخخه )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال جخخابر بخخن عبخخد ال خ‬
‫النصاري‪ :‬سمعت رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( يقخول لعلخي بخن أبخى‬
‫طالب )عليه السلم( قبل موته بثلث‪ :‬سلم ال عليك أبا الريحانتين أوصخخيك‬
‫بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهخد ركنخاك‪ ،‬والخ خليفختي عليخك‪ ،‬فلمخا قبخض‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( قخخال علخخي‪ :‬هخخذا أحخخد ركنخخي الخخذي قخخال لخخي‬
‫رسول )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما مخاتت فاطمخة )عليهخا السخلم( قخال علخي‪:‬‬
‫هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ .‬مخخع‪ :‬أبخخي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن يونس‪ ،‬عن حماد بن عيسى مثله‪5 .‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عائشة والحكم والعباس‬
‫جميعا عن مهدي بن ميمون‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن أبي يعقوب‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫أبي نعيم قال‪ :‬شهدت ابن عمرو أتاه رجل فسأله عن دم البعوضة فقال‪ :‬ممخخن‬
‫أنت ؟ قال‪ :‬من أهل العراق قال‪ :‬انظروا إلخخى هخخذا يسخخألني عخخن دم البعوضخخة‬
‫وقد قتلوا ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول‪ :‬إنهما ريحانتي من الدنيا‪ ،‬يعنخخي الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم(‪ .‬قب‪ :‬أبخخو عيسخخى فخخي جخخامعه وأبخخو نعيخخم فخخي حليتخخه والسخخمعاني فخخي‬
‫فضائله وابن بطة في إبانته عن ابن ]أبي[ نعيم مثلخخه‪ - 6 .‬لخخى‪ :‬القطخخان‪ ،‬عخخن‬
‫السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن عميخخر بخخن عمخخران‪ ،‬عخخن سخخليمان بخخن عمخخران‬
‫النخعي‪ ،‬عن ربعي بن خراش‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬رأيت النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( آخذا بيد الحسين بن علي )عليهما السلم( وهو يقخخول‪ :‬يخخا أيهخخا‬
‫الناس هذا الحسين ابخخن علخخي فخخاعرفوه فخخو الخخذي نفسخخي بيخخده إنخخه لفخخي الجنخخة‬
‫ومحبيه في الجنة‪ ،‬ومحبي محبيه في الجنخخة‪ - 7 .‬ب‪ :‬ابخخن طريخخف‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم(‬

‫]‪[263‬‬

‫قال‪ :‬بينما الحسن والحسين يصطرعان عند النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬هي يا حسن فقالت فاطمة‪ :‬يا رسول الخ تعيخخن الكخخبير‬
‫على الصغير ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬جبرئيل يقول‪ :‬هخي يخا‬
‫حسين وأنا أقول‪ :‬هي يا حسن‪ .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبخخادي‪ :‬هيخخك‪ :‬أسخخرع فيمخخا‬
‫أنت فيه )‪ - 8 .(1‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابخخن علخخوان‪ ،‬عخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبيخخه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحسن والحسخخين‬
‫سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما الحسن فأنحله الهيبة والعلخخم وأمخخا الحسخخين فخخأنحله‬
‫الجود والرحمة‪ - 9 .‬ل‪ :‬ابن مقبرة‪ ،‬عن محمد بن عبد ال خ الحضخخرمي‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن يحيى الحول عن خلد المنقري‪ ،‬عن قيس‪ ،‬عن أبي حصخخين‪ ،‬عخخن‬
‫يحيى بن وثاب‪ ،‬عخخن ابخخن عمخخر قخخال‪ :‬كخخان علخخى الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( تعويذان حشوهما من زغب جناح جبرئيل )عليخخه السخخلم(‪ - 10 .‬ل‪:‬‬
‫الحسن بن محمد بن يحيى العلوي‪ ،‬عن جده‪ ،‬عخخن الزبيخخر بخخن أبخخي بكخخر عخخن‬
‫إبراهيم بن حمزة الزبيري‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن علخخي الرافعخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫جدته زينب بنت أبي رافع قالت‪ :‬أتت فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( بإبنيها الحسن والحسين )عليهمخخا السخخلم( إلخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآلخخه( فخخي شخخكواه الخخذي تخخوفي فيخخه فقخخالت‪ :‬يخخا رسخخول الخ هخخذان ابنخخاك‬
‫فورثهما شيئا فقال‪ :‬أما الحسن فإن له هيبتي وسؤددي‪ ،‬وأما الحسخخين فخخإن لخخه‬
‫شجاعتي وجودي‪ .‬عم‪ ،‬شا‪ :‬عن إبراهيم بن علي الرافعي مثله ) ‪ - 11 .(2‬ل‪:‬‬
‫الحسن بن محمد العلوي‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‪ ،‬محمخد بخن علخي‪ ،‬عخن عبخد الخ بخن‬
‫الحسن بن محمد وحسين بن علي بن عبد ال بن أبخخي رافخخع‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫شيخ من البصار‬

‫)‪ (1‬هي‪ :‬اسم فعل للمر‪ ،‬ضبطه في القخاموس ط مصخر بالفتخح وفخي أقخرب المخوارد‬
‫بالكسر‪ (2) .‬إرشاد المفيخخد ص ‪ ،169‬اعلم الخخورى ص ‪ 210‬وفخخى بعخخض‬
‫النسخ المطبوعة‪) :‬ع‪ ،‬م‪ ،‬شا( وهو سهو ظاهر‪.‬‬

‫]‪[264‬‬

‫يرفعه إلى زينب بنت أبي رافع عن أمها قالت‪ :‬قالت فاطمة )عليها السلم(‪ :‬يا رسخخول‬
‫ال هذان ابناك فانحلهما فقال رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬أمخخا الحسخخن‬
‫فنحلته هيبختي وسخؤددي وأمخا الحسخين فنحلتخه سخخائي وشخجاعتي‪ - 12 .‬ل‪:‬‬
‫الحسن بن محمد العلخخوي‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبيخخه عخخن‬
‫إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن صفوان بن سليمان أن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫قال‪ :‬أما الحسن فأنحله الهيبة والحلم‪ ،‬وأما الحسخخين فخخأنحله الجخخود والرحمخخة‪.‬‬
‫‪ - 13‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الولد ريحانة وريحانتاي‪ :‬الحسن والحسخخين‬
‫)عليهما السلم(‪ .‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثلخخه‪ - 14 .‬ن‪:‬‬
‫بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬الحسخخن والحسخخين‬
‫سيدا شباب أهل الجنة وأبوهمخخا خيخخر منهمخخا‪ - 15 .‬ن‪ :‬بإسخخناد التميمخخي‪ ،‬عخخن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫الحسن والحسين خير أهل الرض بعدي وبعد أبيهمخخا‪ ،‬وأمهمخخا أفضخخل نسخخاء‬
‫أهل الرض‪ - 16 .‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقخخدة‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن إسخخماعيل‬
‫الراشدي‪ ،‬عن علي بن ثابت العطار‪ ،‬عن عبد ال بن ميسرة‪ ،‬عخخن عخخدي بخخن‬
‫ثابت‪ ،‬عن البراء بن عازب قال‪ :‬رأيخخت رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫حامل الحسين )عليه السلم( وهو يقول‪ :‬اللهم إني أحبه فأحبه‪ - 17 .‬ما‪ :‬أبخخو‬
‫عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن يحيى بن زكريا بن شيبان‪ ،‬عن أرطاة بخن حيخخدر‪،‬‬
‫عن أيوب بن واقد‪ ،‬عن يونس بن حباب‪ ،‬عخخن أبخخي حخخازم‪ ،‬عخخن أبخخي هريخخرة‬
‫قخخال‪ :‬سخخمعت رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يقخخول‪ :‬مخخن أحخخب الحسخخن‬
‫والحسين فقد أحبني‪ ،‬ومن أبغضهما فقد أبغضني‪ - 18 .‬فض‪ :‬محمد بن عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين الشناني‪ ،‬عن محمد بن يزيد القاضي‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن آدم‪ ،‬عن جعفر بن زياد الحمر‪ ،‬عن أبي الصيرفي‪ ،‬عن‬

‫]‪[265‬‬
‫صفوان بن قميصة‪ ،‬عن طارق بن شهاب قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )صلوات ال عليه(‬
‫للحسن والحسين‪ ،‬أنتما إمامان بعدي وسيدا شباب أهل الجنخخة‪ ،‬والمعصخخومان‬
‫حفظكما ال‪ ،‬ولعنة ال على من عاداكما‪ - 19 .‬ما‪ :‬ابن حشيش‪ ،‬عن أبي ذر‪،‬‬
‫عن عبد ال‪ ،‬عن فضل بن يوسف‪ ،‬عن مخول‪ ،‬عن منصور بن أبي السود‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪ - 20 .‬مخخا‪:‬‬
‫الحفار‪ ،‬عن عيسى بن موسى‪ ،‬عن علي بن عبيد ال بن العلء عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي )عليهم السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( قال‪ :‬الحسن والحسين )عليهما السلم( يوم القيامخخة عخخن جنخخبي‬
‫عرش الرحمن تبارك وتعالى بمنزلة الشنفين من الخخوجه‪ - 21 .‬مخخا‪ :‬جماعخخة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جريخخر الطخخبري‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن علخي عخن‬
‫عمرو بن خليفة‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬اصخخطرح الحسخخن‬
‫والحسين فقال رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬إيهخخا حسخخن‪ ،‬فقخخالت فاطمخخة‬
‫)عليها السلم(‪ :‬يا رسول ال تقخخول‪ :‬إيهخخا حسخخن وهخخو أكخخبر الغلميخخن‪ ،‬فقخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬أقخخول‪ :‬إيهخخا حسخخن‪ ،‬ويقخخول جبرئيخخل‪ :‬إيهخخا‬
‫حسين‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل إيخخه‬
‫بكسر الهاء‪ ،‬قال ابن السكيت‪ :‬فإن وصلت نونت فقلت إيه حدثنا ثم قال‪ :‬فخخإذا‬
‫أسكته وكففته قلت‪ :‬إيها عنا وإذا أردت التبعيد قلت‪ :‬أيها بالفتح‪ .‬أقول‪ :‬يظهخخر‬
‫من الخبر أن أيها بالنصب أيضا يكون للسخختزادة‪ - 22 .‬ب‪ ،‬مخخع‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫هارون الزنجاني فيما كتب إلي عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم‬
‫بن سلم‪ ،‬عن هيثم‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن الحسن أن رسول ال خ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( أتي بالحسين بن علي )عليهمخخا السخخلم( فوضخخع فخخي حجخخره فبخال عليخخه‬
‫فأخخخذ فقخخال‪ :‬ل تزرمخخوا ابنخخي ثخخم دعخخى بمخخاء فصخخب عليخخه‪ .‬قخخال الصخخمعي‬
‫الزرام‪ :‬القطع‪ ،‬يقال للرجل إذا قطع‬

‫]‪[266‬‬

‫بخخوله أزرمخخت بولخخك وأزرمخخه غيخخره إذا قطعخخه‪ ،‬وزرم البخخول نفسخخه إذا انقطخخع‪- 23 .‬‬
‫كشف‪ :‬من كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي‪ ،‬عن أم عثمان أم ولخخد علخخي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم( قالت‪ :‬كان لل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫قطيفة يجلس عليها جبرئيل ول يجلس عليها غيره وإذا عرج طخخويت‪ ،‬وكخخان‬
‫إذا عرج انتفض فيسقط من زغب ريشه فيقوم فيتبعه فيجعله في تمائم الحسن‬
‫والحسين )عليهما السلم(‪ .‬ومن كتاب حلية الولياء قخخال‪ :‬رأيخخت رسخخول ال خ‬
‫)صلى ال عليه وآله( واضعا الحسن على عخخاتقه وقخخال‪ :‬مخخن أحبنخخي فليحبخخه‪.‬‬
‫وعن نعيم قال‪ :‬قال أبو هريرة‪ :‬ما رأيت الحسن قط إل فاضت عيناي دموعا‬
‫وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫ورسول ال )صلى ال عليه وآله( يفتح فمخخه ثخخم يخخدخل فمخخه فخخي فمخخه ويقخخول‪:‬‬
‫اللهخخم إنخخي أحبخخه وأحخخب مخخن يحبخخه يقولهخخا ثلث مخخرات‪ - 24 .‬ن‪ :‬بالسخخانيد‬
‫الثلثة‪ ،‬عخن الرضخا‪ ،‬عخن آبخائه )عليهخخم السخلم( قخال‪ :‬إن الحسخن والحسخخين‬
‫)عليهما السلم( كانا يلعبان عند النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( حخختى مضخخى‬
‫عامة الليل ثم قال لهما‪ :‬انصرفا إلى أمكما فبرقت برقة فما زالت تضئ لهمخخا‬
‫حتى دخل على فاطمة )عليها السلم( والنبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ينظخخر‬
‫إلى البرقة فقال‪ :‬الحمد ل الخخذي أكرمنخخا أهخخل الخخبيت‪ .‬صخخح‪ :‬عنخخه‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫)عليهم السلم( مثله‪ - 25 .‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن الخخبرقي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عخخن زيخخد الشخخحام‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ الصخخادق )عليخخه‬
‫السلم(‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهما السلم( قخخال‪ :‬مخخرض النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآلخخه( المرضخخة الخختي عخخوفي منهخخا فعخخادته فاطمخخة سخخيدة النسخخاء ومعهخخا‬
‫الحسن والحسين )عليهمخخا السخخلم( قخخد أخخخذت الحسخخن بيخخدها اليمنخخى وأخخخذت‬
‫الحسين بيدها اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة‪،‬‬
‫فقعد الحسن )عليه السلم( علخخى جخخانب رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫اليمن والحسين )عليه السلم( على جانب رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‬
‫اليسر فأقبل يغمزان ما يليهما من بدن رسول ال )صلى ال عليه وآله( فمخخا‬
‫أفاق النبي )صلى ال عليه وآله( من نومه‪.‬‬

‫]‪[267‬‬

‫فقالت فاطمة للحسن والحسين‪ :‬حبيبي إن جدكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه ودعخخاه‬
‫حتى يفيق وترجعان إليه‪ ،‬فقال‪ ،‬لسنا ببارحين في وقتنا هذا فاضطجع الحسن‬
‫على عضد النبي اليمن‪ ،‬والحسين على عضده اليسر فغفيا وانتبهخخا قبخخل أن‬
‫ينتبه النبي )صلى ال عليه وآله( وقد كانت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( لمخخا نامخخا‬
‫انصرفت إلى منزلها فقال لعائشة‪ :‬ما فعلت أمنخخا ؟ قخخالت‪ :‬لمخخا نمتمخخا رجعخخت‬
‫إلى منزلهخا‪ .‬فخرجخا فخخي ليلخة ظلمخاء مدلهمخخة ذات رعخد وبخخرق وقخخد أرخخت‬
‫السماء عزاليها فسطع لهما نور فلخخم يخخزال يمشخخيان فخخي ذلخخك النخخور والحسخخن‬
‫قابض بيده اليمنى على يد الحسين اليسخخرى وهمخخا يتماشخخيان ويتحخخدثان حخختى‬
‫أتيا حديقة بني النجار‪ ،‬فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا ل يعلمان أين يأخذان فقال‬
‫الحسن للحسين‪ :‬إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه‪ ،‬ومخخا نخخدري أيخخن نسخخلك ؟‬
‫فل عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح‪ ،‬فقال له الحسخخين )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫دونك يا أخي فافعخخل مخخا تخخرى‪ ،‬فاضخخطجعا جميعخخا واعتنخخق كخخل واحخخد منهمخخا‬
‫صاحبه وناما‪ .‬وانتبخه النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( عخن نخومته الختي نامهخا‬
‫فطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما‪ ،‬فقام )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫قائما على رجليه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬إلهي وسيدي ومولي هذان شبلي خرجا مخخن‬
‫المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما فسخخطع للنخبي )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله( نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فإذا هما‬
‫نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه وقد تقشخخعت السخخماء فوقهمخخا كطبخخق‬
‫فهي تمطر كأشد مطر ما رآه الناس قط وقد منع ال عز وجخخل المطخخر منهمخخا‬
‫في البقعة التي هما فيها نائمان ل يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهمخا حيخة لهخخا‬
‫شعرات كآجام القصب وجناحان جناح قد غطت به الحسن‪ ،‬وجناح قد غطت‬
‫به الحسين‪ .‬فلما أن بصر بهما النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( تنحنخخح فانسخخابت‬
‫الحية وهي تقول‪ :‬اللهم إني أشهدك وأشهد ملئكتخخك أن هخذين شخخبل نبيخك قخد‬
‫حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سخخالمين صخخحيحين فقخخال لهخخا النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬أيتها الحية ممن أنخت ؟ قخخالت‪ :‬أنخخا رسخول الجخن إليخخك قخال‪ :‬وأي‬
‫الجن ؟ قالت‪ :‬جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من‬

‫]‪[268‬‬

‫كتاب ال عز وجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب ال فلما بلغت هذا الموضع‬
‫سخخمعت مناديخخا ينخخادي‪ :‬أيتهخخا الحيخخة هخخذان شخخبل رسخخول الخ فاحفظيهمخخا مخخن‬
‫العاهات والفات‪ ،‬ومن طوارق الليل والنهار‪ ،‬فقد حفظتهمخخا وسخخلمتهما إليخخك‬
‫سالمين صحيحين وأخذت الحية الية وانصرفت‪ .‬فأخذ النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( الحسن فوضعه على عاتقه اليمن ووضع الحسين علخى عخاتقه اليسخخر‬
‫وخرج علي )عليه السلم( فلحق برسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( فقخخال لخخه‬
‫بعض أصحابه‪ :‬بأبي أنت وأمي ادفع إلي أحد شبليك أخفف عنك فقال‪ :‬امض‬
‫فقد سمع ال كلمك وعرف مقامك‪ ،‬وتلقاه آخر فقال‪ :‬بخخأبي أنخخت وأمخخي ادفخخع‬
‫إلي أحد شبليك أخفف عنك فقال‪ :‬امض فقد سمع ال كلمك‪ ،‬وعرف مقامخك‪.‬‬
‫فتلقاه علي )عليه السلم( فقال‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسخخول الخ ادفخخع إلخي أحخخد‬
‫شبلي وشبليك حتى أخفف عنخخك‪ ،‬فخالتفت النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( إلخخى‬
‫الحسن فقال‪ :‬يا حسن هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال لخه‪ :‬والخ يخخا جخداه إن‬
‫كتفك لحب إلي من كتف أبي‪ ،‬ثم التفت إلى الحسين )عليه السخلم( فقخال‪ :‬يخا‬
‫حسين هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال له‪ :‬وال يا جداه إني لقخخول لخخك كمخخا‬
‫قال أخي الحسن إن كتفك لحب إلي مخخن كتخخف أبخخي‪ ،‬فأقبخخل بهمخخا إلخخى منخخزل‬
‫فاطمة )عليها السلم( وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيخخديهما فخخأكل‬
‫وشبعا وفرحا‪ .‬فقال لهما النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قومخا الن فاصخطرعا‪،‬‬
‫فقاما ليصطرعا‪ ،‬وقد خرجخخت فاطمخخة فخخي بعخخض حاجتهخخا‪ ،‬فخخدخلت فسخخمعت‬
‫النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( وهخو يقخول‪ :‬إيخه يخا حسخن شخد علخى الحسخين‬
‫فاصرعه‪ ،‬فقالت له‪ :‬يا أبه واعجباه أتشجع هذا على هذا ؟ تشجع الكبير على‬
‫الصغير ؟ فقال لها‪ :‬يا بنية أما ترضين أن أقول أنا‪ :‬يا حسن شد على الحسين‬
‫فاصرعه وهذا حبيبي جبرئيل يقول‪ :‬يخخا حسخخين شخخد علخخى الحسخخن فاصخخرعه‪.‬‬
‫قب‪ :‬أبو هريرة وابن عباس والصادق )عليه السلم( وذكر نحوه ثم قال‪ :‬وقد‬
‫روى الخركوشي في شرف النبي )صلى ال عليه وآله( عن هارون الرشيد‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن ابن عباس هذا المعنى‪.‬‬
‫]‪[269‬‬

‫بيان‪ :‬غفا غفوا وغفخخوا‪ :‬نخخام أو نعخخس كخخأغفى وادلهخخم الظلم‪ :‬كثخخف‪ ،‬وقخخال الجخخزري‪:‬‬
‫العزالى جمع العزلء وهو فم المخخزادة السخخفل فشخخبه اتسخخاع المطخخر وانخخدفاقه‬
‫بالذي يخرج من فم المزادة انتهى‪ ،‬والشبل بالكسر ولد السد إذا أدرك الصيد‬
‫ويقال قشخخعت الريخح السخخحاب أي كشخفته‪ ،‬فانقشخع وتقشخخع‪ ،‬وانسخخابت الحيخة‪:‬‬
‫جرت‪ - 26 .‬مل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد والحميري ومحمد العطار جميعا‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى عن علي بن الحكم وغيره عن جميل بن دراج‪ ،‬عخخن أخيخخه نخخوح‪ ،‬عخخن‬
‫الجلح عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن عبد العزيز‪ ،‬عن علخخي )عليخخه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫سمعت رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يقخخول‪ :‬يخخا علخخي لقخخد أذهلنخخي هخخذان‬
‫الغلمان ‪ -‬يعني الحسن والحسين ‪ -‬أن أحب بعدهما أحدا إن ربي أمرنخخي أن‬
‫أحبهمخخا وأحخخب مخخن يحبهمخخا‪ - 27 .‬مخخل‪ :‬محمخخد بخخن أحمخخد بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن علي الزيدي‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن علخي بخن عبخاس وعبخد السخلم بخن‬
‫حرب معا‪ ،‬عمن سمع بكر بن عبد ال المزني‪ ،‬عن عمران بن الحصين قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لي‪ :‬يا عمران بن حصخخين إن لكخخل شخخئ‬
‫موقعا من القلب وما وقع موقع هذين الغلمين من قلخخبي شخخئ قخخط فقلخخت‪ :‬كخخل‬
‫هذا يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬يا عمران وما خفي عليك أكثر إن ال أمرني بحبهما‪.‬‬
‫‪ - 28‬مل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابخخن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عمخخن حخخدثه‪ ،‬عخخن سخخفيان‬
‫الجريري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي رافع )‪ ،(1‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخده أبخخي رافخخع‪ ،‬عخخن‬
‫أبي ذر الغفاري قال‪ :‬أمرني رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( بحخخب الحسخخن‬
‫والحسين فأحببتهما وأنا أحب من يحبهما لحب رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( إياهما‪ - 29 .‬مل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميخخري‪ ،‬عخخن رجخخل مخخن أصخخحابنا‪ ،‬عخخن‬
‫عبد ال بن موسى عن مهلهل العبدي‪ ،‬عن أبي هخخارون العبخخدي‪ ،‬عخخن ربيعخخة‬
‫السعدي‪ ،‬عن أبي ذر الغفاري قال‪ :‬رأيت رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يقبل الحسين بن علي وهو يقول‪ :‬من أحب الحسن‬

‫)‪ (1‬كأنه مصحف عن الرافعى وهو إبراهيم على بن أبى رافع كما مخخر فخخي ص ‪263‬‬
‫ذيل الرقخخم ‪ 10‬ويخخأتى فخخي ص ‪ 276‬تحخخت الرقخخم ‪ 46‬أو غيخخر إبراهيخخم مخخن‬
‫أحفاد أبى رافع فراجع‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫والحسين وذريتهما مخلصا لم تلفح النار وجهه‪ ،‬ولو كانت ذنوبه بعدد رمخخل عالخخج إل‬
‫أن يكون ذنبا يخرجه من اليمان‪ - 30 .‬مل‪ :‬محمخخد بخخن جعفخخر الخخرزاز‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب عمخخن ذكخخره‪ ،‬عخخن علخخي بخخن عخخابس‪ ،‬عخخن‬
‫الجحاف‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن عبد ال ابن سخخلمة‪ ،‬عخخن عبيخخدة السخخلماني‪،‬‬
‫عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( يقخخول‪:‬‬
‫من كان يحبني فليحب ابني هذين فإن ال أمرني بحبهما‪ - 31 .‬مل‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسخى‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن عبخد الخ بخن المغيخرة عخن محمخد بخن‬
‫سليمان البزاز‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬مخخن أراد أن يتمسخخك بعخخروة الخ‬
‫الوثقى التي قال ال عز وجل في كتابه‪ ،‬فليتوال علي بن أبي طخخالب والحسخخن‬
‫والحسين‪ ،‬فإن ال تبارك وتعالى يحبهما مخخن فخخوق عرشخخه‪ - 32 .‬مخخل‪ :‬أبخخي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيخخه وابخخن أبخخي نجخخران عخخن رجخخل‪ ،‬عخخن‬
‫عباس بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أبغض الحسن والحسين جاء يوم القيامة وليس‬
‫على وجهه لحم ولم تنله شفاعتي‪ - 33 .‬مل‪ :‬محمخخد بخخن جعفخخر الخخرزاز‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبي المغرا‪ ،‬عن أبخخي بصخخير‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول قال رسخول الخ )صخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬قرة عيني النساء وريحانتي الحسن والحسين‪ - 34 .‬مل‪ :‬الحسخخن‬
‫بن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عمخخن ذكخخره عخخن علخخي بخخن‬
‫عباس‪ ،‬عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن الصبغ‪ ،‬عن زاذان قال‪ :‬سمعت علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( في الرحبة يقول‪ :‬الحسن والحسين ريحانتخخا رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ - 35 .‬مل‪ :‬الحسين بن علي الزعفراني‪ ،‬عن يحيى‬
‫بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال ابن عثمان بن خثيم‪ ،‬عن سعيد بخخن أبخخي راشخخد‪ ،‬عخخن‬
‫يعلى بن مرة قال‪ :‬قال رسول‬

‫]‪[271‬‬

‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حسين مني وأنا من حسين أحب ال من أحب حسينا حسخخين‬
‫سبط من السخخباط‪ .‬عخخم‪ ،‬شخخا‪ :‬سخخعيد مثلخخه‪ - 36 .‬مخخل‪ :‬محمخخد الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن عبد العلى ابن حماد‪ ،‬عخن وهخب‪ ،‬عخن عبخد‬
‫ال بن عثمان‪ ،‬عن سعيد بن أبي راشد‪ ،‬عن يعلى العامري أنه خرج من عند‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى طعام دعي إليه‪ ،‬فإذا هو بحسخخين يلعخخب‬
‫مع الصبيان‪ ،‬فاستقبل النبي )صلى ال عليه وآلخخه( أمخخام القخخوم ثخخم بسخخط يخخديه‬
‫فطفر الصبي ههنا مرة وههنا مرة وجعخخل رسخخول ال خ يضخخاحكه حخختى أخخخذه‬
‫فجعل إحدى يديه تحخخت ذقنخخه‪ ،‬والخخخرى تحخخت قفخخاه‪ ،‬ووضخخع فخخاه علخخى فيخخه‬
‫وقبله‪ .‬ثم قال‪ :‬حسين مني وأنا منه أحب ال من أحب حسينا حسين سبط مخخن‬
‫السباط‪ - 37 .‬مل‪ :‬محمد الحميري‪ ،‬عخخن سخخعيد‪ ،‬عخخن نصخخر بخخن علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن جعفر عن أخيه موسى قال‪ :‬أخذ رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه(‬
‫بيد الحسن والحسين فقال‪ :‬من أحب هذين الغلمين وأباهما وأمهما فهو معخخي‬
‫في درجتي يوم القيامة‪ - 38 .‬أقول‪ :‬روى بعض مؤلفي أصحابنا‪ ،‬عن هشخخام‬
‫بن عروة‪ ،‬عن أم سلمة أنها قالت‪ :‬رأيت رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يلبس ولده الحسين )عليه السخخلم( حلخخة ليسخخت مخخن ثيخخاب الخخدنيا فقلخخت لخخه‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما هذه الحلة ؟ فقال‪ :‬هخخذه هديخخة أهخخداها إلخخي ربخخي للحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( وإن لحمتها من زغب جناح جبرئيل‪ ،‬وها أنا ألبسه إياها وأزينه بها‪،‬‬
‫فإن اليوم يوم الزينة وإني أحبه‪ - 39 .‬يج‪ :‬محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن الحسن‪ ،‬عن يحيى ابن عبد الحميد‪ ،‬عن شريك بن حماد‪ ،‬عن أبي‬
‫ثوبان السدي وكان من أصحاب أبي جعفخر‪ ،‬عخخن الصخخلت بخن المنخخذر‪ ،‬عخن‬
‫المقداد بن السود الكندي أن النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( خخخرج فخخي طلخخب‬
‫الحسن والحسين وقد خرجا من البيت وأنا معخخه‪ ،‬فرأيخخت أفعخى علخى الرض‬
‫فلما أحست بوطئ النبي )صلى ال عليه وآله( قامت ونظخخرت وكخخانت أعلخخى‬
‫من النخلة‪ ،‬و أضخم من البكر‪ ،‬يخرج من فيها النار فهالني ذلك‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫فلما رأت رسول ال )صلى ال عليه وآله( صارت كأنها خيط فالتفت إلخي رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال أل تدري ما تقخخول هخخذه يخخا أخخخا كنخخدة ؟ قلخخت‪ :‬الخ‬
‫ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬قالت‪ :‬الحمد ل الذي لم يمتني حتى جعلني حارسا لبنخخي‬
‫رسول ال‪ ،‬وجرت في الرمل رمل الشخخعاب فنظخخرت إلخخى شخخجرة ل أعرفهخخا‬
‫بذلك الموضع لني ما رأيت فيه شجرة قط قبل يخخومي ذلخخك‪ ،‬ولقخخد أتيخخت بعخخد‬
‫ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها‪ ،‬وكانت الشجرة أظلتهمخخا بخخورق‪ ،‬وجلخخس‬
‫النبي بينهما فبدأ بالحسين فوضخخع رأسخخه علخخى فخخخذه اليمخخن ثخخم وضخخع رأس‬
‫الحسن على فخذه اليسر ثم جعل يرخي لسانه في فم الحسين‪ ،‬فانتبه الحسين‬
‫فقال‪ :‬يا أبه‪ ،‬ثم عاد في نومه‪ ،‬فانتبه الحسن‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبخخه‪ ،‬وعخخاد فخخي نخخومه‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬كأن الحسين أكبر فقال النبي )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن للحسخخين فخخي‬
‫بواطن المؤمنين معرفخخة مكتومخخة‪ ،‬سخخل أمخخه عنخخه‪ ،‬فلمخخا انتبهخخا حملهمخخا علخخى‬
‫منكبه‪ ،‬ثم أتيت فاطمة فوقفت بالباب فأتت حمامة وقالت‪ :‬يا أخا كندة ! قلخخت‪:‬‬
‫من أعلمك أني بالباب فقالت‪ :‬أخبرتني سيدتي أن بالباب رجل مخخن كنخخدة مخخن‬
‫أطيبهخا أخبخارا يسخألني عخن موضخع قخرة عينخي‪ .‬فكخبر ذلخك عنخدي‪ .‬فوليتهخا‬
‫ظهري كما كنت أفعل حين أدخل على رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فخخي‬
‫منزل أم سلمة فقلت لفاطمة‪ :‬ما منزلة الحسين ؟ قالت‪ :‬إنه لما ولخخدت الحسخخن‬
‫أمرني أبي أن ل ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتى أفطمه فأتاني أبخخي زائرا فنظخخر‬
‫إلى الحسن وهو يمص الثدي فقال فطمتخخه ؟ قلخت‪ :‬نعخم‪ ،‬قخال‪ :‬إذا أحخخب علخخي‬
‫الشتمال‪ ،‬فل تمنعيه فإني أرى فخخي مقخخدم وجهخخك ضخخوءا ونخخورا وذلخخك أنخخك‬
‫ستلدين حجة لهذا الخلق فلما تم شهر من حملي وجدت في سخنة فقلخخت لبخخي‬
‫ذلك فدعا بكوز مخن مخاء‪ ،‬فتكلخم عليخه وتفخل عليخخه‪ ،‬وقخخال‪ :‬اشخربي‪ ،‬فشخربت‬
‫فطرد ال عني ما كنت أجد‪ ،‬وصرت في الربعين مخخن اليخخام فوجخخدت دبيبخخا‬
‫في ظهري كدبيب النمل في بين الجلدة والثخوب فلخم أزل علخى ذلخك حختى تخم‬
‫الشهر الثاني‪ ،‬فوجدت الضطراب والحركة فو ال لقد تحرك وأنا بعيخخد عخخن‬
‫المطعم والمشرب‪ ،‬فعصمني ال كأني شربت لبنخخا حخختى تمخخت الثلثخخة أشخخهر‬
‫وأنا أجد الزيادة‪ ،‬والخير في منزلي‪.‬‬

‫]‪[273‬‬

‫فلما صرت في الربعة آنس ال به وحشتي‪ ،‬ولزمت المسجد ل أبخخرح منخخه إل لحاجخخة‬
‫تظهر لي‪ ،‬فكنت في الزيادة والخفة في الظاهر والباطن حخختى تمخخت الخمسخخة‬
‫فلما صارت الستة كنخخت ل أحتخخاج فخخي الليلخخة الظلمخخاء إلخخى مصخخباح وجعلخخت‬
‫أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلي التسبيح والتقديس في باطني‪ .‬فلما مضى‬
‫فوق ذلك تسع ازددت قخخوة فخخذكرت ذلخخك لم سخخلمة فشخخد الخ بهخخا أزري فلمخخا‬
‫زادت العشر غلبتني عينخخي وأتخخاني آت فمسخخح جنخخاحه علخخى ظهخخري‪ ،‬فقمخخت‬
‫وأسبغت الوضوء‪ ،‬وصليت ركعتين‪ ،‬ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منخخامي‪،‬‬
‫وعليه ثياب بيض‪ ،‬فجلس عند رأسي‪ ،‬ونفخ في وجهي وفي قفاي‪ ،‬فقمت وأنا‬
‫خائفة فأسبغت الوضوء وأديت أربعا ثم غلبتني عيني فأتخخاني آت فخخي منخخامي‬
‫فأقعدني ورقاني وعودني‪ .‬فأصخخبحت وكخخان يخخوم أم سخخلمة فخخدخلت فخخي ثخخوب‬
‫حمامة ثم أتيت أم سلمة فنظر النبي )صلى ال عليه وآله( إلى وجهي فرأيخخت‬
‫أثر السرور في وجهه فذهب عني ما كنت أجد وحكيت ذلك للنبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقال‪ :‬ابشري أما الول فخليلي عزرائيخخل الموكخخل بأرحخخام النسخخاء‬
‫وأما الثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام أهل بيتي‪ ،‬فنفخ فيخخك ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‬
‫فبكى ثم ضمني إليه وقال‪ :‬وأما الثالث فذاك حبيبي جبرئيل يخدمه ال ولدك‪،‬‬
‫فرجعت فنزل تمام السنة‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬وإني لجد فخخي نفسخخي سخخخنة‬
‫بالتحريك وهي فضل حرارة تجدها مخخع وجخخع‪ ،‬قولهخخا )عليهخخا السخخلم( )وأنخخا‬
‫بعيد عن المطعم والمشرب( أي ل أجدهما أو ل أشخختهيهما‪ ،‬ول يخفخخى تنخخافي‬
‫الخبار الواردة في مدة الحمخل وأخبخار السختة أكخثر وأقخوى‪ - 40 .‬يخج‪ :‬عخن‬
‫الحسين بن الحسن‪ ،‬عن أبي سمينة محمد بخخن علخخي‪ ،‬عخخن جعفخخر ابخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن الحسن بن راشد‪ ،‬عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيخخم الجعفخخري‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫إبراهيم )عليه السلم( قال‪ :‬خخخرج الحسخخن والحسخخين حخختى أتيخخا نخخخل العجخخوة‬
‫للخلء فهويا إلى مكان وولى كل واحد منهما بظهره إلى صاحبه‪ ،‬فرمى الخخ‬
‫بينهما بجدار يستر‬

‫]‪[274‬‬

‫أحدهما عن صاحبه‪ ،‬فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفخخع عخخن موضخخعه‪ ،‬وصخخار‬
‫في الموضع عين ماء وجنتان )‪ (1‬فتوضئا وقضيا مخخا أرادا‪ .‬ثخخم انطلقخخا حخختى‬
‫صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فخخظ غليخظ فقخال لهمخا‪ :‬مخا خفتمخا‬
‫عدوكما ؟ من أين جئتما ؟ فقال إنهما جاءا )‪ (2‬من الخلء فهم بهمخخا فسخخمعوا‬
‫صوتا يقول‪ :‬يا شيطان أتريد أن تناوي ابني محمخخد‪ ،‬وقخخد علمخخت بخخالمس مخخا‬
‫فعلت وناويت أمهما‪ ،‬وأحدثت في دين ال‪ ،‬وسلكت )‪ (3‬عن الطريق‪ ،‬وأغلظ‬
‫له الحسين أيضا فهوى بيده ليضرب به وجه الحسين‪ ،‬فأيبسها ال من منكبه‪،‬‬
‫فأهوى باليسرى ففعل ال به مثل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أسألكما بحق أبيكما وجدكما لمخخا‬
‫دعوتما ال أن يطلقني‪ ،‬فقال الحسين‪ :‬اللهم أطلقه واجعل لخخه فخخي هخخذا عخخبرة‪،‬‬
‫واجعل ذلك عليه حجة‪ ،‬فأطلق ال يده‪ .‬فانطلق قدامهما حتى أتيخخا عليخخا وأقبخخل‬
‫عليه بالخصومة فقال‪ :‬أين دسستهما وكان ‪ -‬هذا بعد يوم السقيفة بقليل ‪ -‬فقال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬ما خرجا إل للخلء‪ ،‬وجذب رجل منهم عليخخا حخختى شخخق‬
‫رداءه فقال الحسين للرجل‪ :‬ل أخرجك ال من الدنيا حختى تبتلخي بالدياثخة فخي‬
‫أهلك وولدك‪ ،‬وقد كان الرجل قاد ابنته إلى رجل من العراق‪ .‬فلما خرجا إلخخى‬
‫منزلهما قال الحسين للحسن‪ :‬سمعت جدي يقول‪ :‬إنمخخا مثلكمخخا مثخخل يخخونس إذ‬
‫أخرجه ال من بطن الحوت‪ ،‬وألقاه بظهر الرض‪ ،‬وأنبخخت عليخخه شخخجرة مخخن‬
‫يقطين‪ ،‬وأخرج له عينا من تحتها‪ ،‬فكان يأكل من اليقطين‪ ،‬و يشرب من مخخاء‬
‫العين‪ ،‬وسمعت جدي يقول‪ :‬أما العين فلكم‪ ،‬وأما اليقطين فخخأنتم عنخخه أغنيخخاء‪،‬‬
‫وقد قال ال في يونس )وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا أفمتعناهم‬

‫)‪ (1‬أجانتان )خ ل( والجانة ‪ -‬بالكسر أناء تغسل فيه الثياب )‪ (2‬إننخخا جئنخخا خ ل‪(3) .‬‬
‫أي نكبت عن الصراط المستقيم وعدلت عنه‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫إلى حين( )‪ (1‬ولسنا نحتاج إلى اليقطين‪ ،‬ولكن علم الخ حاجتنخخا إلخخى العيخخن فأخرجهخخا‬
‫لنا‪ ،‬وسنرسل إلى أكثر من ذلك فيكفرون ويتمتعون إلى حيخخن‪ ،‬فقخخال الحسخخن‪:‬‬
‫قد سمعت هذا‪ .‬بيان‪ :‬نخخاواه‪ :‬عخخاداه‪ ،‬والخخدس‪ :‬الخفخخاء‪ ،‬والدسخخيس‪ :‬مخخن تدسخخه‬
‫ليأتيك بالخبار أي أين أرسلتهما خفية ليأتياك بالخبر‪ - 41 .‬شا‪ :‬كان الحسخخن‬
‫بن علي )عليهما السلم( يشبه بالنبي )صلى ال عليه وآلخخه( مخخن صخخدره إلخخى‬
‫رأسه والحسين يشبه من صدره إلى رجليخخه‪ ،‬وكانخخا )عليهمخخا السخخلم( حبيخخبي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( من بين جميع أهله وولخخده‪ - 42 .‬شخخا‪ :‬روى‬
‫زاذان عن سلمان قال‪ :‬سمعت رسول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( يقخول فخي‬
‫الحسن والحسين )عليهمخخا السخخلم(‪ :‬اللهخخم إنخخي أحبهمخخا فأحبهمخخا وأحبخخب مخخن‬
‫أحبهما وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أحب الحسخن والحسخخين أحببتخخه ومخن‬
‫أحببته أحبه ال‪ ،‬ومن أحبه ال أدخله الجنخخة‪ ،‬ومخخن أبغضخخهما أبغضخخته‪ ،‬ومخن‬
‫أبغضته أبغضه ال‪ ،‬ومخن أبغضخه الخ أدخلخه النخار‪ .‬وقخال )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله(‪ :‬إن ابني هذين ريحانتي من الدنيا‪ .‬بيان‪ :‬ريحانتي على المفرد‪ ،‬أو على‬
‫التثنية على قول من جوز نصب خبر الحخخروف المشخخبهة بالفعخخل‪ ،‬وقخخد رووا‬
‫عن النبي )صلى ال عليه وآله( )أن قعر جهنم لسبعين خريفخخا( وقخخد ورد فخخي‬
‫الشعر‪ :‬إن حراسنا أسدا‪ - 43 .‬شا‪ :‬روى زر بخخن حخخبيش‪ ،‬عخخن ابخخن مسخخعود‪،‬‬
‫قال‪ :‬كان النبي )صلى ال عليه وآله( يصلي فجاء الحسن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( فارتد فاه‪ ،‬فلما رفع رأسه أخخخذهما أخخخذا رفيقخخا فلمخخا عخخاد عخخادا‪ ،‬فلمخخا‬
‫انصرف أجلس هذا على فخذه اليمن‪ ،‬وهذا على فخذه اليسخخر ثخخم قخخال‪ :‬مخخن‬
‫أحبني فليحب هذين‪ ،‬وكانا )عليهما السلم( حجة الخ لنخبيه )صخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( في المباهلة وحجة ال من بعد أبيهما أمير المؤمنين )عليه السلم( على‬
‫المة في الدين والمنة ل‪ - 44 .‬شا‪ :‬ابن لهيعة‪ ،‬عخخن أبخخي عوانخخة يرفعخخه إلخخى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬قال رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪ :‬إن‬
‫الحسن والحسين شنفا العرش وإن الجنة قالت‪ :‬يا رب أسكنتني‬

‫)‪ (1‬الصافات‪.147 :‬‬

‫]‪[276‬‬

‫الضعفاء والمساكين‪ ،‬فقخخال لهخخا الخ تعخخالى‪ :‬أل ترضخخين أنخخي زينخخت أركانخخك بالحسخخن‬
‫والحسين قال‪ :‬فماست كما تميس العخخروس فرحخخا‪ .‬بيخخان‪ :‬يقخخال‪ :‬مخخاس يميخخس‬
‫ميسا إذا تبختر في مشيته وتثنى قاله الجزري‪ - 45 .‬عم‪ ،‬شا‪ :‬روى عبخخد ال خ‬
‫بخخن ميمخخون القخخداح‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد الصخخادق )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫اصطرع الحسن والحسين )عليهما السلم( بين يخخدي رسخول الخ )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إيها حسن خذ حسينا فقالت‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ :‬يا رسول ال تسخختنهض الكخخبير علخخى الصخخغير ؟ فقخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هذا جبرئيل )عليه السخلم( يقخول للحسخين‪:‬‬
‫إيها يا حسين خذ الحسن‪ - 46 .‬قب‪ ،‬شا‪ :‬روى إبراهيخخم الرافعخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن جده قال‪ :‬رأيت الحسن والحسين )عليهما السلم( يمشيان إلخخى الحخخج فلخخم‬
‫يمرا برجل راكب إل نزل يمشي فثقل ذلك على بعضهم‪ ،‬فقالوا لسعد بن أبي‬
‫وقاص‪ :‬قد ثقل علينا المشي‪ ،‬ول نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان‪،‬‬
‫فقال سعد للحسن‪ :‬يا أبا محمخخد إن المشخخي قخخد ثقخخل علخخى جماعخخة ممخخن معخخك‪،‬‬
‫والناس إذا رأوكمخخا تمشخخيان لخخم تطخخب أنفسخخهم أن يركبخخوا فلخخو ركبتمخخا‪ ،‬فقخخال‬
‫الحسن )عليه السلم(‪ :‬ل نركب قد جعلنخخا علخى أنفسخنا المشخخي إلخخى بيخخت الخ‬
‫الحرام على أقدامنا‪ ،‬ولكنا نتنكب عن الطريق‪ ،‬فأخذا جانبا من النخخاس‪- 47 .‬‬
‫جا‪ .‬الجعابى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬عن الحسخخن بخخن علخخي بخخن عفخخان‪،‬‬
‫عن بريد بن هارون‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬خخخرج‬
‫علينا رسول ال )صلى ال عليخه وآلخه( آخخذا بيخد الحسخن والحسخين )عليهمخا‬
‫السخخلم( فقخخال‪ :‬إن ابنخخي هخخذين ربيتهمخخا صخخغيرين‪ ،‬ودعخخوت لهمخخا كخخبيرين‪،‬‬
‫وسألت ال لهما ثلثخخا فأعطخخاني إثنخختين ومنعنخخي واحخخدة‪ :‬سخخألت الخ لهمخخا أن‬
‫يجعلهما طاهرين مطهرين زكيين فأجابني إلخخى ذلخخك‪ ،‬وسخخألت الخ أن يقيهمخخا‬
‫وذريتهما وشيعتهما النار فأعطخخاني ذلخخك‪ ،‬وسخخألت الخ أن يجمخخع المخخة علخخى‬
‫محبتهما فقال‪ :‬يا محمد إني قضيت قضاء وقدرت قدرا وإن طائفة مخخن أمتخخك‬
‫ستفي لخك بخذمتك فخي اليهخود والنصخارى والمجخوس وسخيخفرون ذمتخك فخي‬
‫ولدك‪ ،‬وإني أوجبت على نفسي لمخخن فعخخل ذلخك أل أحلخه محخخل كرامختي‪ ،‬ول‬
‫أسكنه‬

‫]‪[277‬‬

‫جنتي‪ ،‬ول أنظر إليه بعين رحمتي يوم القيامة‪ - 48 .‬قب‪ :‬قال ال تعالى )والذين آمنوا‬
‫واتبعهم ذرياتهم بإيمان( )‪ (1‬ول اتباع أحسخخن مخخن اتبخخاع الحسخخن والحسخخين‪،‬‬
‫وقال تعالى )ألحقنا بهخخم ذريخخاتهم( فقخخد ألحخخق الخ بهمخخا ذريتهمخخا برسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وشهد بذلك كتابه‪ ،‬فوجب لهم الطاعخخة لحخخق المامخخة‪،‬‬
‫مثل ما وجب للنبي )صلى ال عليه وآله( لحق النبوة‪ .‬وقال تعالى حكاية عخخن‬
‫حملخخة العخخرش )الخخذين يحملخخون العخخرش ومخخن حخخوله يسخخبحون بحمخخد ربهخخم‬
‫ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للخذين تخابوا‬
‫واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهخخم جنخخات عخخدن الخختي وعخخدتهم‬
‫ومن صلح من آبخائهم وأزواجهخم و ذريخاتهم إنخك أنخت العزيخز الحكيخم وقهخم‬
‫السيئات( )‪ (2‬وقال أيضا )والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنخخا وذرياتنخخا‬
‫قرة أعين( )‪ (3‬ول يسبق النبي )صلى ال عليه وآله( في فضيلة وليس أحخخق‬
‫بهذا الدعاء بهذه الصيغة منه وذريته‪ ،‬فقد وجب لهخخم المامخخة‪ .‬ويسخختدل علخخى‬
‫إمامتهما بما رواه الطريقان المختلفان‪ ،‬والطائفتان المتباينتان من نخخص النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( على إمامة الثني عشر‪ ،‬وإذا ثبخخت ذلخخك فكخخل مخخن قخال‬
‫بإمامة الثني عشر قطع على إمامتها ويخخدل أيضخخا مخخا ثبخخت بل خلف أنهمخخا‬
‫دعوا الناس إلى بيعتهما والقول بإمامتهما‪ ،‬فل يخلو مخخن أن يكونخخا محقيخخن أو‬
‫مبطلين‪ ،‬فإن كانا محقين فقد ثبخخت إمامتهمخخا‪ ،‬وإن كانخخا مبطليخخن وجخخب القخخول‬
‫بتفسيقهما‪ ،‬وتضليلهما‪ ،‬وهذا ل يقوله مسلم‪ .‬ويستدل أيضا بأن طريق المامة‬
‫ل يخلو إما أن يكون هو النص‪ ،‬أو الوصف والختيار‪ ،‬وكل ذلك قخخد حصخخل‬
‫في حقهما فوجب القول بإمامتهما‪ .‬ويستدل أيضخخا بمخخا قخد ثبخخت بأنهمخا خرجخا‬
‫وادعيا ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد‪ ،‬وهمخخا قخد ثبخخت فسخقهما‪ ،‬بخخل‬
‫كفرهما‪ ،‬فيجب أن تكون المامة للحسن والحسين‪.‬‬

‫)‪ (1‬الطور‪ (2) 21 :‬الغافر‪ (3) .9 - 7 :‬الفرقان‪.74 :‬‬

‫]‪[278‬‬

‫ويسخختدل أيضخخا بإجمخخاع أهخخل الخخبيت )عليهخخم السخخلم( لنهخخم أجمعخخوا علخخى إمامتهمخخا‬
‫وإجماعهم حجة‪ .‬ويستدل بالخبر المشهور أنه قال )عليه السلم(‪ :‬ابناي هذان‬
‫إمامان قاما أو قعدا‪ ،‬أوجب لهما المامة بموجب القول سواء نهضخخا بالجهخخاد‬
‫أو قعدا عنه‪ ،‬دعيا إلى أنفسهما أو تركا ذلك‪ .‬وطريقة العصخخمة والنصخخوص‪،‬‬
‫وكونهما أفضل الخلق يدل على إمامتهمخخا وكخخانت الخلفخخة فخخي أولد النبيخخاء‬
‫)عليهم السلم( وما بقي لنبينا ولد سواهما‪ ،‬ومخخن برهانهمخخا بيعخخة رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( لهما‪ ،‬ولم يبايع صغيرا غيرهما‪ ،‬ونزل القرآن بايجخخاب‬
‫ثواب الجنة من عملهما مخع ظخخاهر الطفوليخة منهمخخا قخوله تعخخالى )ويطعمخخون‬
‫الطعام( )‪ (1‬اليات فعمهما بهذا القول مع أبويهما‪ .‬وإدخالهما‪ ،‬فخخي المباهلخخة‪،‬‬
‫قال ابن علن المعتزلي‪ :‬هذا يدل على أنهما كانا مكلفين فخخي تلخخك الحخخال لن‬
‫المباهلة ل تجوز إل مع البخخالغين‪ .‬وقخخال أصخخحابنا‪ :‬إن صخخغر السخخن عخخن حخد‬
‫البلوغ ل ينافي كمال العقل‪ ،‬وبلوغ الحلم حد لتعلق الحكخخام الشخخرعية‪ ،‬فكخخان‬
‫ذلك لخرق العخادة‪ ،‬فثبخت بخخذلك أنهمخخا كانخا حجخة الخ لنخخبيه فخخي المباهلخة مخع‬
‫طفوليتهما‪ ،‬ولو لم يكونا إمخخامين لخخم يحتخخج الخ بهمخخا مخخع صخخغر سخخنهما علخخى‬
‫أعدائه ولم يتبين في الية ذكر قبول دعائهما‪ ،‬ولو أن رسول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليخخه وآلخخه( وجخخد مخخن يقخخوم مقخخامهم غيرهخخم‪ ،‬لباهخخل بهخخم أو جمعهخخم معهخخم‪،‬‬
‫فاقتصاره عليهم‪ ،‬يبين فضلهم ونقخخص غيرهخخم‪ .‬وقخخد قخخدمهم فخخي الخخذكر علخخى‬
‫النفس ليبين عن لطف مكانهم‪ ،‬وقرب منزلتهم وليؤذن بخخأنهم مقخخدمون علخخى‬
‫النفس معدون بها‪ ،‬وفيه دليل ل شئ أقوى منه أنهم أفضل خلخخق الخخ‪ .‬واعلخخم‬
‫أن ال تعالى قال في التوحيد والعخخدل )قخخل يخخا أهخخل الكتخخاب تعخخالوا إلخخى كلمخخة‬
‫سواء‬

‫)‪ (1‬الدهر‪.7 :‬‬

‫]‪[279‬‬

‫بيننا وبينكم( )‪ (1‬وفي النبخخوة والمامخخة )قخخل تعخخالوا نخخدع أبناءنخخا وأبنخخاءكم( )‪ (2‬وفخخي‬
‫الشرعيات )قل تعخخالوا أتخخل مخخا حخخرم ربكخخم( )‪ (3‬وقخخد أجمخخع المفسخخرون بخخأن‬
‫المراد بأبنائنا الحسن والحسين قال أبو بكر الرازي‪ :‬هذا يدل على أنهمخخا ابنخخا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأن ولد البنة ابن على الحقيقة‪ .‬أبخخو صخخالح‬
‫عخخن ابخخن عبخخاس فخخي قخخوله تعخخالى )قخخل الحمخخد لخ وسخخلم علخخى عبخخاده الخخذين‬
‫اصطفى( )‪ (4‬قال‪ :‬هم أهل بيت رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬علخخي بخخن‬
‫أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأولدهم إلى يخخوم القيامخخة‪ ،‬هخخم صخخفوة‬
‫ال وخيرته من خلقه‪ .‬أبو نعيم الفضل بن دكين‪ ،‬عن سخخفيان‪ ،‬عخخن العمخخش‪،‬‬
‫عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير في قوله تعالى )والذين يقولخخون ربنخخا‬
‫هب لنا من أزواجنا وذرياتنا( )‪ (5‬الية قال‪ :‬نزلت هذه الية وال خاصة في‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬كان أكثر دعائه يقخخول )ربنخخا هخخب لنخخا مخخن‬
‫أزواجنا( يعني فاطمخة )وذرياتنخخا( الحسخن والحسخخين )قخخرة أعيخخن( قخال أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬وال ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ول سألته ولدا‬
‫حسن القامة‪ ،‬ولكن سألت ربي ولدا مطيعين ل‪ ،‬خائفين وجلين منه‪ ،‬حتى إذا‬
‫نظرت إليه وهو مطيع ل قرت به عيني‪ .‬قال‪) :‬واجعلنا للمتقيخخن إمامخخا( قخخال‪:‬‬
‫نقتدي بمن قبلنا من المتقين فيقتدي المتقون بنخخا مخخن بعخخدنا‪ ،‬وقخخال ال خ )أولئك‬
‫يجزون الغرفة بما صبروا( يعنخخي علخخي ابخخن أبخخي طخخالب والحسخخن والحسخخين‬
‫وفاطمة‪) ،‬ويلقون فيها تحية وسلما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما( وقخخد‬
‫روي أن )والتين والزيتون( نزلخخت فيهخخم‪ .‬الصخخادق )عليخخه السخخلم( فخخي قخخوله‬
‫تعالى )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وآمنوا برسخخوله يخخؤتكم كفليخخن مخخن رحمتخخه‬
‫ويجعل لكم نورا تمشون به( )‪ (6‬قال‪ :‬الكفلين الحسن والحسين‪ ،‬والنور علي‬
‫وفي رواية سماعة عنه )عليه السلم( )نورا تمشون به( قال‪ :‬إماما‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .64 :‬آل عمران‪ (3) .61 :‬النعام‪ (4) .151 :‬النمل‪(5) .59 :‬‬
‫الفرقان‪ (6) .76 - 74 :‬الحديد‪.28 :‬‬

‫]‪[280‬‬

‫تأتمون به في محبة النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( لهمخخا‪ .‬أحمخخد بخخن حنبخخل وأبخخو يعلخخى‬
‫الموصلي في مسنديهما وابن ماجة في السنن وابن بطة في البانة وأبو سعيد‬
‫في شخرف النخبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( والسخمعاني فخي فضخائل الصخحابة‬
‫بأسانيدهم عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة قال النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪:‬‬
‫من أحب الحسن والحسين فقد أحبنخخي‪ ،‬ومخخن أبغضخخهما فقخخد أبغضخخني‪ .‬جخخامع‬
‫الترمذي بإسناده عن أنس بن مالك قخخال‪ :‬سخخئل رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال‪ :‬الحسن والحسين‪ ،‬وقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬من أحب الحسن والحسين أحببته‪ ،‬ومن أحببتخه أحبخه الخ‪ ،‬ومخخن أحبخخه‬
‫ال أدخله الجنة‪ ،‬ومن أبغضخهما أبغضخته‪ ،‬ومخخن أبغضخخته أبغضخخه الخخ‪ ،‬ومخن‬
‫أبغضه ال خلخده النخخار‪ .‬جخامع الترمخخذي وفضخائل أحمخخد وشخرف المصخطفى‬
‫وفضائل السمعاني وأمالي ابن شريح وإبانخخة ابخخن بطخخة أن النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( أخذ بيد الحسن والحسين فقال‪ :‬مخخن أحبنخخي وأحخخب هخخذين وأباهمخخا‬
‫وأمهما كان معي في درجتي في الجنة يوم القيامة‪ .‬وقد نظمه أبو الحسين في‬
‫نظم الخبار فقال‪ :‬أخذ النبي يد الحسين وصخخنوه * يومخخا وقخخال وصخخحبه فخخي‬
‫مجمع من ودني يا قوم أو هذين أو أبويهما فالخلد مسكنه معي جامع الترمذي‬
‫وإبانة العكبري وكتاب السمعاني بالسناد عخخن أسخخامة بخخن زيخخد قخخال‪ :‬طرقخخت‬
‫على النبي )صلى ال عليه وآله( ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج إلي وهخخو‬
‫مشتمل على شئ ما أدري ما هو ؟ فلمخخا فرغخخت مخخن حخخاجتي فقلخخت‪ :‬مخخا هخخذا‬
‫الذي أنت مشتمل عليه‪ ،‬فكشفه فإذا هو الحسن والحسين‪ ،‬علخخى وركيخخه فقخخال‪:‬‬
‫هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنخخي أحبهمخخا وأحخخب مخخن يحبهمخخا‪ .‬فضخخائل أحمخخد‬
‫وتاريخ بغداد بالسناد عن عمر بن عبد العزيز قال‪ :‬زعمت المرأة الصخخالحة‬
‫خولة بنت حكيم أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج وهو محتضن أحد‬
‫ابني ابنته حسخخنا أو حسخخينا وهخخو يقخخول‪ :‬إنكخخم لتجنبخخون وتجهلخخون وتبخلخخون‪،‬‬
‫وإنكم لمن ريحان ال‪.‬‬
‫]‪[281‬‬

‫علي بن صالح بن أبي النجود‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن ابن مسعود قخخال النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( والحسن والحسخخين جالسخخان علخخى فخخخذيه‪ :‬مخخن أحبنخخي فليحخخب‬
‫هذين‪ .‬أبو صالح وأبو حازم عن ابن مسعود‪ ،‬وأبو هريرة قخخال‪ :‬خخخرج علينخخا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( ومعخه الحسخن والحسخخين‪ ،‬هخخذا علخى عخاتقه‬
‫وهذا على عاتقه‪ ،‬وهو يلثم هخذا مخرة وهخذا مخرة حختى انتهخى إلينخا‪ ،‬فقخال لخه‬
‫رجل‪ :‬يا رسول ال إنك لتحبهما ؟ فقال‪ :‬من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما‬
‫فقد أبغضني‪ .‬الترمذي في الجامع والسمعاني في الفضائل عن يعلى بخخن مخخرة‬
‫الثقفي والبراء بن عازب وأسامة بن زيد وأبي هريرة وأم سلمة في أحخخاديثهم‬
‫أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال للحسن والحسين‪ :‬اللهم إني أحبهما‪ ،‬وفخخي‬
‫رواية وأحب من أحبهما‪ .‬أبو الحويرث أن النبي )صلى ال عليه وآلخخه( قخخال‪:‬‬
‫اللهم أحب حسنا وحسينا وأحب من يحبهما‪ .‬معاوية بخخن عمخخار عخخن الصخخادق‬
‫)عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن حب علخخي قخخذف فخخي‬
‫قلوب المؤمنين فل يحبخخه إل مخخؤمن ول يبغضخخه إل منخافق وإن حخخب الحسخن‬
‫والحسين قذف في قلوب المؤمنين والمنافقين والكافرين‪ ،‬فل تخخرى لهخم ذامخا‪.‬‬
‫ودعا النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( الحسخخن والحسخخين قخخرب مخخوته‪ ،‬فقربهمخخا‬
‫وشمهما وجعل يرشفهما وعيناه تهملن‪ .‬بيان‪ :‬رشفه يرشفه كنصره وضربه‬
‫وسمعه رشفا‪ :‬مصه‪ - 49 .‬قخخب‪ :‬شخخرف النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( عخخن‬
‫الخركوشي‪ ،‬والفردوس عن الديلمي عن ابن عمر‪ ،‬والجخخامع عخخن الترمخخذي‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬والصحيح عن البخاري ومسند الرضا عن آبائه‪ ،‬عخخن النخخبي‬
‫)صلى الخ عليخه وآلخه( واللفخظ لخه‪ :‬قخال‪ :‬الولخد ريحانخة‪ ،‬والحسخن والحسخين‬
‫ريحانتاي من الخخدنيا‪ ،‬قخال الترمخخذي‪ :‬وهخذا حخديث صخخحيح‪ ،‬وقخخد رواه شخخعبة‬
‫ومهدي بن ميمون عن محمد بن يعقوب ويروى عنه )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫أنه قال لهما‪ :‬إنكما من ريحان ال‪ ،‬وفي رواية عتبة بن غزوان أنه وضخخعهما‬
‫في حجره وجعل يقبل هذا مرة وهذا مرة فقال قوم‪ :‬أتحبهما يخخا رسخخول ال خ ؟‬
‫فقال‪ :‬ما لي ل أحب ريحانتي من الدنيا وروى‬

‫]‪[282‬‬

‫نحوا من ذلك راشد بن علي وأبو أيخخوب النصخخاري والشخخعث بخخن قيخخس بخخن الحسخخين‬
‫)عليه السلم(‪ .‬قال الشريف الرضي شبه بالريحان لن الولد يشم ويضم كمخخا‬
‫يشم الريحان وأصل الريحان مأخوذ من الشئ الذي يتروح إليه ويتنفخخس مخخن‬
‫الكرب به‪ .‬ومخخن شخفقته مخا رواه صخاحب الحليخخة بالسخناد عخخن منصخور بخخن‬
‫المعتمر‪ ،‬عن إبراهيم عن علقمة‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬وعن ابن عمر قال‪ :‬كل واحد‬
‫منا كنا جلوسا عند رسول ال إذ مر به الحسن والحسين وهما صخخبيان فقخخال‪:‬‬
‫هخخات ابنخخي أعوذهمخخا بمخخا عخخوذ بخخه إبراهيخخم ابنيخخه إسخخماعيل وإسخخحاق فقخخال‪:‬‬
‫أعيذكما بكلمات ال التامة‪ ،‬من كل عين لمة‪ ،‬ومن كل شخخيطان وهامخخة‪ .‬ابخخن‬
‫ماجه في السنن‪ ،‬وأبو نعيم في الحلية‪ ،‬والسمعاني في الفضائل بالسخخناد عخخن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس أن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( كخخان يعخخوذ‬
‫حسنا وحسينا فيقول‪ :‬اعيذكما بكلمات الخ التامخخات مخخن كخخل شخخيطان وهامخخة‪،‬‬
‫ومن كل عين لمة‪ .‬وكان إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق وجاء في أكثر‬
‫التفاسير أن النبي )صلى ال عليه وآله( كان يعوذهما بالمعوذتين ولهذا سمي‬
‫المعوذتين‪ ،‬وزاد أبو سعيد الخخخدري فخخي الروايخخة ثخخم يقخخول )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬هكذا كان إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق كان يتفل عليهما ومخخن‬
‫كثرة عوذ النبي )صلى ال عليه وآله( قال ابن مسعود وغيره‪ :‬إنهما عوذتخخان‬
‫للحسنين وليستا من القرآن الكريم‪ .‬ابن بطة في البانة‪ ،‬وأبخخو نعيخخم بخخن دكيخخن‬
‫بإسنادهما عن أبي رافع قال‪ :‬رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( أذن فخخي‬
‫اذن الحسن لما ولد‪ ،‬وأذن كذلك في أذن الحسين )عليهما السلم( لما ولد‪ .‬ابن‬
‫غسان بإسناده أن النبي )صلى ال عليه وآله( عق الحسن والحسين شخخاة شخخاة‬
‫وقال‪ :‬كلوا وأطعموا وابعثوا إلى القابلة برجل يعني الربع المؤخر من الشخخاة‪،‬‬
‫رواه ابن بطة في البانة‪ .‬أحمد بن حنبل فخخي المسخخند‪ ،‬عخخن أبخخي هريخخرة كخخان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقبخخل الحسخخن والحسخخين فقخخال عيينخخة ‪ -‬وفخخي‬
‫رواية غيره القرع بن حابس ‪ :-‬إن لي عشرة ما قبلت‬

‫]‪[283‬‬

‫واحدا منهم قط فقال )عليه السلم(‪ :‬من ل يرحم ل يرحم‪ ،‬وفخي روايخخة حفخص الفخخراء‬
‫فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( حختى التمخع لخونه وقخال للرجخل‪ :‬إن‬
‫كان ال قد نزع الرحمة من قلبك فما أصخنع بخك مخن لخخم يرحخخم صخغيرنا ولخم‬
‫يعزز كبيرنا فليس منا‪ .‬أبو يعلى الموصلي في المسند عن أبخخي بكخخر بخخن أبخخي‬
‫شيبة بإسخخناده عخخن ابخخن مسخخعود والسخخمعاني فخخي فضخخائل الصخخحابة عخخن أبخخي‬
‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة أنه كان النبي )صلى ال عليه وآله( يصلي فإذا سخخجد‬
‫وثب الحسن والحسين علخخى ظهخخره فخخإذا أرادوا أن يمنعوهمخخا أشخخار إليهخخم أن‬
‫دعوهما‪ ،‬فلما قضى الصلة وضعهما فخخي حجخخرة وقخخال‪ :‬مخخن أحبنخخي فليحخخب‬
‫هذين‪ ،‬وفي رواية الحليخخة‪ :‬ذروهمخخا بخخأبي وأمخخي‪ ،‬مخخن أحبنخخي فليحخخب هخخذين‪.‬‬
‫تفسخخير الثعلخخبي قخخال الربيخخع بخخن خخخثيم لبعخخض مخخن شخخهد قتخخل الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬جئتم بها معلقيها ‪ -‬يعني الرؤوس ‪ -‬ثم قال‪ :‬وال لقد قتلتم صخخفوة لخخو‬
‫أدركهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( لقبل أفواههم وأجلسهم في حجره ثم‬
‫قرأ )اللهم فاطر السموات والرض ]عالم الغيخب والشخهادة[ أنخت تحكخم بيخن‬
‫عبادك فيما كانوا فيه يختلفخخون( )‪ .(1‬ومخخن إيثارهمخا علخى نفسخه )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( ما روي عن علي )عليه السلم( أنه قال‪ :‬عطش المسلمون عطشا‬
‫شديدا فجاءت فاطمخخة بالحسخخن والحسخخين إلخخى النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال إنهما صغيران ل يحتملن العطش‪ ،‬فدعا الحسن فأعطاه‬
‫لسانه فمصه حتى ارتوى ثم دعا الحسين فأعطاه لسانه فمصه حخختى ارتخخوى‪.‬‬
‫أبو صالح المؤذن في الربعين وابن بطة في البانة‪ ،‬عن علي وعن الخدري‬
‫وروى أحمد بن حنبل في مسند العشرة وفضائل الصحابة عن عبد الرحمخخان‬
‫بن الزرق عن علي )عليه السخخلم( وقخخد روى جماعخخة‪ ،‬عخخن أم سخخلمة وعخخن‬
‫ميمونة واللفظ له عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬رأينخخا رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( قد أدخل رجله في اللحاف أو في الشعار فاستسخخقى الحسخخن فخخوثب‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلى منيحة لنا فمص من ضرعها فجعله في قخخدح‬
‫ثم وضعه في يد الحسن فجعل الحسين يثب عليه ورسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يمنعه فقالت فاطمة‪ :‬كأنه أحبهما إليك يا رسول ال قال‪ :‬ما هو بأحبهما‬
‫إلي ولكنه استسقى أول مرة وإني و‬

‫)‪ (1‬الزمر‪.47 :‬‬

‫]‪[284‬‬

‫إياك وهذين وهذا المنجدل يوم القيامة في مكان واحد‪ .‬بيان‪ :‬المنيحة بفتح الميم والحاء‬
‫وكسر النون منحة اللبخخن كالناقخخة أو الشخخاة تعطيهخا غيخخرك يحتلبهخخا ثخم يردهخا‬
‫عليك‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬فيه أنا خاتم النبيين في أم الكتاب وإن آدم لمنجخخدل فخخي‬
‫طينته أي ملقى علخخى الجدالخخة وهخخي الرض ومنخخه حخخديث ابخخن صخخياد‪ :‬وهخخو‬
‫منجدل في الشمس انتهى ولعله )عليه السلم( كان متكئا أو نائما‪ - 50 .‬قخخب‪:‬‬
‫أبو حازم‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬رأيخخت النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يمخخص‬
‫لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل الثمرة‪ .‬ومخخن فخخرط محبتخخه لهمخخا مخخا‬
‫روى يحيى بن كثير وسفيان بن عيينتة بإسنادهما أنه سمع رسول ال )إصلى‬
‫ال عليه وآله( بكاء الحسن والحسين وهو على المنبر‪ ،‬فقام فزعا ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس ما الولد إل فتنة‪ ،‬لقد قمت إليهمخخا ومخخا معخخي عقلخخي‪ ،‬وفخخي روايخخة و مخخا‬
‫أعقخخل‪ .‬الخركوشخخي فخخي ا للوامخخع وفخخي شخخرف النخخبي أيضخخا والسخخمعاني فخخي‬
‫الفضائل والترمذي في الجامع والثعلبي فخخي الكشخخف والواحخخدي فخخي الوسخخيط‬
‫وأحمد بن حنبل فخخي الفضخخائل وروى الخلخخق‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن بريخخدة قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبي يقول‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يخطخخب علخخى المنخخبر‬
‫فجاء الحسن والحسخخين وعليهمخخا قميصخخان أحمخخران يمشخخيان ويعخخثران فنخخزل‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( من المنبر فحملهما ووضعهما بيخخن يخخديه ثخخم‬
‫قال‪) :‬إنما أموالكم وأولدكم فتنة( )‪ (1‬إلى آخر كلمه وقخخد ذكخخره أبخخو طخخالب‬
‫الحارثي في قوت القلوب إل أنه تفرد بالحسن بن علخخي )عليخخه السخخلم( وفخخي‬
‫خبر‪ :‬أولدنا أكبادنا يمشون على الرض‪ .‬معجم الطبراني بإسخخناده عخخن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬وأربعين المخخؤذن وتاريخخخ الخطيخخب بأسخخانيدهم إلخخى جخخابر قخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصخخة‬
‫وجعل ذريتي من صلبي ومن صلب علخخي بخخن أبخخي طخخالب إن كخخل بنخخي بنخخت‬
‫ينسبون إلى أبيهم إل أولد فاطمة فإني أنا أبوهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬النفال‪.28 :‬‬

‫]‪[285‬‬

‫وقيل في قوله‪) :‬ما كان محمد أبا أحد من رجالكم( )‪ (1‬إنما نزل في نفخخي التبنخخي لزيخخد‬
‫بن حارثه وأراد بقوله )مخخن رجخخالكم( البخخالغين فخخي وقتكخخم والجمخخاع ]علخخى[‬
‫أنهما لم يكونا بالغين فيه‪ .‬الحياء‪ :‬عن الغزالي والفردوس‪ :‬عن الخخديلمي قخخال‬
‫المقدام بن معدي كرب‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حسن مني وحسخخين‬
‫من علي وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هما وديعتي فخخي أمخختي‪ .‬ومخخن ملعبتخخه‬
‫)صلى ال عليه وآله( معهما ما رواه ابن بطة في البانخخة مخخن أربعخخة طخخرق‪،‬‬
‫عن سفيان الثوري‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬دخلت على النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( والحسن والحسين )عليهما السلم( على ظهره وهو يجثو لهما‬
‫ويقخخول‪ :‬نعخخم الجمخخل جملكمخخا‪ ،‬ونعخخم العخخدلن أنتمخخا‪ .‬ابخخن نجيخخح كخخان الحسخخن‬
‫والحسين يركبان ظهر النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( ويقخخولن‪ :‬حخخل حخخل )‪(2‬‬
‫ويقول‪ :‬نعم الجمل جملكما‪ .‬السمعاني في الفضخخائل‪ ،‬عخخن أسخخلم مخخولى عمخخر‪،‬‬
‫عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬رأيت الحسخن والحسخين علخى عخاتقي رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقلت‪ :‬نعم الفرس لكما فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ونعم الفارسان هما‪ .‬ابن حماد )‪ ،(3‬عن أبيه أن النبي )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( برك للحسن والحسين فحملهما وخخخالف بيخخن أيخخديهما وأرجلهمخخا وقخخال‪:‬‬
‫نعم الجمل جملكما‪ .‬بيان‪ :‬لعل المعنى أنهما استقبل أو استدبرا عنخخد الركخخوب‬
‫فحاذى يمين كل منهما شمال الخر‪ ،‬أو أنه جعل أيدي كل منهما أو أرجلهمخخا‬
‫من جانب كمخخا سخخيأتي فخخي روايخخة أبخخي يوسخخف‪ - 51 .‬قخخب‪ :‬الخركوشخخي فخخي‬
‫شرف النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ ،‬عخخن عبخخد العزيخخز بإسخخناده‪ ،‬عخخن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنه كان جالسا فأقبل الحسن والحسين فلما رآهما النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قام‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .40 :‬قال الجوهرى‪ :‬حلحلت بالناقة‪ ،‬إذا قلت لها حل ‪ -‬بالتسكين ‪-‬‬
‫وهو زجر للناقة‪ (3) .‬في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ :387‬ابن مهاد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النبي‪.‬‬

‫]‪[286‬‬
‫لهما واستبطأ بلوغهما إليه‪ ،‬فاستقبلهما وحملهما على كتفيه‪ ،‬وقال‪ :‬نعم المطي مطيكما‬
‫ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما‪ .‬تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان‪،‬‬
‫عن عبيد ال بن موسى‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمخخة‪،‬‬
‫عن ابن مسعود قال‪ :‬حمل رسول ال )صلى ال عليه وآله( الحسن والحسخخين‬
‫على ظهره‪ :‬الحسن على أضلعه اليمنى والحسين على أضلعه اليسرى ثم‬
‫مشى وقال‪ :‬نعم المطي مطيكما‪ ،‬ونعم الراكبان أنتمخخا‪ ،‬وأبوكمخخا خيخخر منكمخخا‪.‬‬
‫وروي أن النبي )صلى ال عليه وآله( ترك لهما ذؤابخختين فخخي وسخخط الخخرأس‪.‬‬
‫مرزد قال‪ :‬سمعت ]أبا هريرة[ )‪ (1‬يقول سمع إذنخخاي هاتخخان وبصخخر عينخخاي‬
‫هاتان رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو آخذ بيديه جميعخخا بكتفخخي الحسخخن‬
‫والحسين‪ ،‬وقدماهما على قدم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ويقول‪ :‬تخخرق‬
‫عين بقة قال‪ :‬فرقا الغلم حتى وضع قدميه على صدر رسول ال )صلى ال خ‬
‫عليه وآله( ثم قال له‪ :‬افتح فاك ثم قبله ثم قال‪ :‬اللهخم أحبخه فخإني أحبخه‪ .‬كتخاب‬
‫ابن البيع وابن مهدي والزمخشري قال‪ :‬حزقة حزقة ترق عين بقة اللهم إنخخي‬
‫أحبه فأحبه وأحب من يحبخخه‪ .‬الحزقخخة‪ :‬القصخخير الصخخغير الخطخخأ‪ ،‬وعيخخن بقخخة‬
‫أصغر العين وقال‪ :‬أراد بالبقة فاطمة )‪ (2‬فقخخال للحسخين‪ :‬يخا قخخرة عيخن بقخة‬
‫ترق وكانت فاطمة )عليهما السلم( ترقص ابنها حسنا )عليه السلم( وتقول‪:‬‬
‫أشبه أباك يا حسن * واخلع عن الحق الرسن واعبد إلها ذا منخخن ول تخخوال ذا‬
‫الحخن وقخالت للحسخين )عليخه السخلم(‪ :‬أنخت شخبيه بخأبي لسخت شخبيها بعلخي‬
‫)هامش( * )‪ (1‬راجع المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .388‬فخخي النسخخخ المطبوعخخة‪:‬‬
‫)أراد بالبقعة عين فاطمة( وما في الصلب هو الصحيح المطخخابق للمصخخدر ج‬
‫‪ 3‬ص ‪.388‬‬

‫]‪[287‬‬

‫وفي مسند الموصلي أنه كان يقول أبو بكر للحسن )عليه السلم( وأباه ]يسخخمع[‪ :‬أنخخت‬
‫شبيه بنبي لست شخخبيها بعلخخي وعلخخي يتبسخخم‪ .‬وكخخانت أم سخخلمة تربخخي الحسخخين‬
‫وتقول‪ :‬بأبي ابن علي أنت بالخير ملي كن كأسنان حلخي كخن كبكخخش الحخخولي‬
‫وكانت أم الفضل امرأة العباس تربي الحسين وتقول‪ :‬يا ابن رسول ال يا ابن‬
‫كثير الجاه فرد بل أشباه أعاذه إلهي من أمم الدواهي ايضاح‪ :‬قخخال الجخخزري‪:‬‬
‫فيه أنه )عليه الصلة والسلم( كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول‪ :‬حزقخخة‬
‫حزقة ترق عين بقة فترقى الغلم حخختى وضخخع قخخدميه علخخى صخخدره الحزفخخة‪:‬‬
‫الضعيف المقارب الخطو من ضعفه‪ ،‬وقيل‪ :‬القصير العظيم البطن فذكر هاله‬
‫على سبيل المداعبة والتأنيس له‪ ،‬وترق بمعنى اصعد‪ ،‬وعين بقخخة كنايخخة عخخن‬
‫صغر العين‪ ،‬وحزقة مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقخخة‪،‬‬
‫وحزقة الثاني كذلك أو أنه خبر مكرر‪ ،‬ومخخن لخخم ينخخون حزقخخة فحخخذف حخخرف‬
‫النداء وهي في الشذوذ كقولهم أطرق كرا )‪ (1‬لن حرف النخخداء إنمخخا يحخخذف‬
‫من العلم المضموم أو المضاف انتهى‪ .‬والحزقة بضم الحخخاء المهملخخة والخخزاء‬
‫المعجمة‪ ،‬وفتح القاف المشددة‪ ،‬والظاهر أن عين بقة كناية عن صخخغر الجثخخة‬
‫لصغر العين‪ ،‬ويمكن أن يكون مراده ذلك بأن يكون مراده بالعين النفس‪ ،‬أو‬
‫أن وجه التشبيه بعين البقة صغر عينها ولكن الزمخشري صخخرح فخخي الفخخائق‬
‫بذلك حيث قال‪ :‬وعين بقة منادى ذهب إلخى صخغر عينيخه تشخبيها لهمخا بعيخن‬
‫البعوضة‪ ،‬انتهى‪ .‬قولها )عليهما السلم(‪) :‬وأخلخخع عخخن الحخخق الرسخخن( الحخخق‬
‫بفتح الحاء فيكون كناية‬

‫)‪ (1‬الكرا‪ :‬الذكر من القبج‪ ،‬و )أطرق كرا( مثل يضرب لمخخن يخخخدع بكلم لطيخخف لخخه‬
‫ويراد به الغائلة‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫عن إظهار السرار أو بضمها بأن يكون جمع حقة بالضم أو بالكسر وهو ما كان مخخن‬
‫البل ابن ثلث سنين فيكون كناية عن السخاء والجود‪ ،‬أو عن التصرف فخخي‬
‫المور والشتغال بالعمال فان تسريح البل تدبير لهخخا‪ ،‬ومخخوجب للشخختغال‬
‫بغيرها‪ ،‬و أسنان الحلي تضاريسخخه‪ ،‬والتشخخبيه فخخي السختواء والحسخن‪- 52 .‬‬
‫قب‪ :‬في معجزاتهما )عليهما السلم( أحمد بن حنبل في المسند وابن بطة فخخي‬
‫البانة والنطنزي في الخصائص والخركوشي فخخي شخخرف النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( واللفظ له‪ ،‬و روى جماعة عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريخخرة وعخخن‬
‫صفوان بن يحيى وعن محمد بخخن علخخي بخخن الحسخخين وعخخن علخخي بخخن موسخخى‬
‫الرضا وعن أمير المؤمنين )عليهم السلم( أن الحسن والحسخخين كانخخا يلعبخخان‬
‫عند النبي )صلى ال عليه وآله( حتى مضى عامة الليل ثم قال لهما‪ :‬انصخخرفا‬
‫إلى امكما فبرقت برقة فما زالت تضئ لهما حخختى دخل علخخى فاطمخخة والنخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ينظر إلخى البرقخة وقخال‪ :‬الحمخخد لخ الخذي أكرمنخا أهخل‬
‫البيت وقد رواه السمعاني وأبو السعادات فخخي فضخائلهما عخخن أبخخي جحيفخخة إل‬
‫أنهما تفردا في حق الحسن )عليه السلم(‪ .‬وفي حديث عفيف الكندي أنه قخخال‬
‫الفارس له‪ :‬إذا رأيت في داره )عليه السلم( حمامة يطير معها فرخاها فاعلم‬
‫أنه ولد له يعني عليا )عليه السلم(‪ .‬ثم قال بعد كلم‪ :‬بلغني بعد برهة ظهخخور‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فأسلمت فكنت أرى الحمامة فخخي دار علخخي تفخخرخ‬
‫من غير وكر‪ ،‬وإذا رأيت الحسن والحسين عند رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ذكرت قول الفارس‪ .‬وفي رواية بسطام عنه في حديث طويل‪ :‬فلما قتل‬
‫علي ذهبت فما رأيت‪ ،‬وفي رواية أبي عقيل رأيت في منزل علي بعخخد مخخوته‬
‫طيران يطيخخران فلمخخا مخخات الحسخخن غخخاب أحخخدهما‪ ،‬فلمخخا قتخخل الحسخخين غخخاب‬
‫الخر‪ .‬الكشف والبيان‪ ،‬عن الثعلبي بالسناد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عخخن أبيخخه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬مرض النبي )صلى ال عليه وآله( فأتاه جبرئيل بطبخخق‬
‫فيه رمان وعنب فأكل النبي )صلى ال عليه وآله( منخخه فسخخبح ثخخم دخخخل عليخخه‬
‫الحسن والحسين فتناول منه فسبح الرمان والعنب ثم دخل علخخي فتنخخاول منخخه‬
‫فسبح أيضا ثم دخل رجل من أصحابه فأكل فلم يسبح فقال جبرئيل‪ :‬إنما‬

‫]‪[289‬‬

‫يأكل هذا نبي أو وصي أو ولد نخبي‪ .‬أبخو عبخد الخ المفيخد النيسخابوري فخي أمخاليه قخال‬
‫الرضخخا )عليخخه السخخلم(‪ :‬عخخري الحسخخن و الحسخخين )صخخلوات ال خ عليهمخخا(‬
‫وأدركهما العيد‪ ،‬فقال لمهما‪ :‬قد زينوا صخخبيان المدينخخة إل نحخخن‪ ،‬فمخخا لخخك ل‬
‫تريننا ؟ فقالت‪ :‬إن ثيابكما عند الخياط فإذا أتا ]ني[ زينتكما‪ ،‬فلمخخا كخخانت ليلخخة‬
‫العيد أعادا القخخول علخخى أمهمخخا فبكخخت ورحمتهمخخا‪ ،‬فقخخالت لهمخخا مخخا قخخالت فخخي‬
‫الولى فردا عليها‪ .‬فلمخخا أخخخذ الظلم قخخرع البخخاب قخخارع‪ ،‬فقخخالت فاطمخخة‪ :‬مخخن‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬يا بنت رسول ال أنخخا الخيخخاط جئت بالثيخخاب‪ ،‬ففتحخخت البخخاب‪ ،‬فخخإذا‬
‫رجل ومعه من لباس العيد قالت فاطمة‪ :‬وال لخخم أر رجل أهيخخب سخخيمة منخخه‪،‬‬
‫فناولها منديل مشدودا ثم انصرف‪ .‬فخخدخلت فاطمخخة ففتحخخت المنخخديل فخخإذا فيخخه‬
‫قميصخخان‪ ،‬ودراعتخخان‪ ،‬وسخخراويلن ورداءان‪ ،‬وعمامتخخان‪ ،‬وخفخخان أسخخودان‬
‫معقبان بحمرة‪ ،‬فأيقظتهما وألبستهما‪ ،‬فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫وهما مزينان فحملهما وقبلهما ثم قال‪ :‬رأيت الخياط ؟ قالت‪ :‬نعخخم‪ ،‬يخخا رسخخول‬
‫ال‪ ،‬والذي أنفذته من الثياب قال‪ :‬يا بنية ما هو خياط إنما هو رضوان خازن‬
‫الجنة قالت فاطمة‪ :‬فمن أخبرك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬ما عرج حخختى جخخاءني و‬
‫أخبرني بخخذلك‪ .‬الحسخخن البصخخري وأم سخخلمة أن الحسخخن والحسخخين دخل علخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبيخخن يخخديه جبرئيخخل‪ ،‬فجعل يخخدوران حخخوله‬
‫يشبهانه بدحية الكلبي فجعل جبرئيل يومئ بيديه كالمتناول شيئا فخخإذا فخخي يخخده‬
‫تفاحة وسفرجلة ورمانة فناولهما وتهللت وجوههما‪ ،‬وسعيا إلى جخخدهما فأخخخذ‬
‫منهما فشمها ثم قال‪ :‬صيرا إلى أمكما بما معكما وبدوكما بأبيكما أعجخخب )‪(1‬‬
‫فصارا كما أمرهما فلم يأكلوا حتى صار النبي )صلى ال خ عليخخه وآلخخه( إليهخخم‬
‫فأكلوا جميعا‪ ،‬فلم يزل كلما أكل منه عاد إلى ما كان حخختى قبخخض رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ :391‬وابدءا بأبيكما فصارا‪(*) .‬‬

‫]‪[290‬‬

‫قال الحسين )عليه السلم(‪ :‬فلم يلحقه التغيير والنقصخان أيخخام فاطمخخة بنخخت رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه( حختى تخخوفيت فلمخا تخخوفيت فقخخدنا الرمخخان وبقخخي التفخخاح‬
‫والسفرجل أيام أبي فلما استشهد أميخخر المخخؤمنين فقخخد السخخفرجل وبقخخي التفخخاح‬
‫علخخى هيئتخخه للحسخخن حخختى مخخات فخخي سخخمه وبقيخخت التفاحخخة إلخخى الخخوقت الخخذي‬
‫حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي فلمخخا اشخختد‬
‫علخخي العطخخش عضضخختها وأيقنخخت بالفنخخاء‪ .‬قخخال علخخي بخخن الحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم(‪ :‬سمعته يقول ذلك قبل قتله بساعة‪ ،‬فلما قضى نحبه وجخخد ريحهخخا فخخي‬
‫مصرعه‪ ،‬فالتمست فلم ير لها أثر‪ ،‬فبقي ريحها بعخخد الحسخخين )عليخخه السخخلم(‬
‫ولقد زرت قبره فوجدت ريحها يفخخوح مخن قخبره‪ ،‬فمخخن أراد ذلخك مخخن شخخيعتنا‬
‫الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقخخات السخخحر فخخإنه يجخخده إذا كخخان مخلصخخا‪.‬‬
‫أمالي أبي الفتح الحفار‪ :‬ابن عباس وأبو رافع كنا جلوسا مع النبي )صلى الخ‬
‫عليه وآله( إذ هبط عليه جبرئيل ومعه جام من البلور الحمخخر مملخخوءا مسخخكا‬
‫وعنبرا فقال له‪ :‬السلم عليك ! ال يقرء عليك السلم‪ ،‬ويحييخخك بهخخذه التحيخخة‬
‫ويأمرك أن تحيي بها عليا وولديه‪ ،‬فلما صخخارت فخخي كخخف النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( هللت ثلثا وكبرت ثلثا ثم قخخال بلسخخان ذرب‪) :‬بسخخم الخ الرحمخخن‬
‫الرحيم طه ما أنزلنا عليك القخخرآن لتشخخقى(‪ ،‬فأشخخمها النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( ثم حيى بها عليا فلما صارت في كخخف علخخي قخخالت‪) :‬بسخخم الخ الرحمخخن‬
‫الرحيم إنما وليكم ال ورسوله( )‪ (1‬الية فأشمها علي وحيى بها الحسن فلمخخا‬
‫صارت في كف الحسن قالت‪) :‬بسم ال الرحمخخن الرحيخخم عخخم يتسخخاءلون عخخن‬
‫النباء العظيم( الية فأشمها الحسن وحيى بها الحسين فلمخخا صخخارت فخخي كخخف‬
‫الحسين قالت‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم قخل ل أسخخألكم عليخه أجخرا إل المخودة‬
‫في القربى( )‪ (2‬ثم ردت إلى النبي فقالت‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم الخ نخخور‬
‫السموات والرض( )‪ (3‬فلم أدر‪ :‬على السماء صعدت أم فخخي الرض نزلخخت‬
‫بقدرة ال تعالى‪ .‬بيان‪ :‬ذرابة اللسان‪ :‬حدته‪.‬‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .58 :‬الشورى‪ (3) .23 :‬النور‪.35 :‬‬

‫]‪[291‬‬

‫‪ - 53‬قب‪ :‬كتاب المعالم إن ملكا نزل من السماء على صفة الطير‪ ،‬فقعد على يد النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فسلم عليه بالنبوة وعلى يد علي فسخخلم عليخخه بالوصخخية‪،‬‬
‫وعلى يد الحسن والحسين فسلم عليهما بالخلفة‪ ،‬فقال رسول ال )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله(‪ :‬لم لم تقعخخد علخخى يخخد فلن ؟ فقخخال‪ :‬أنخخا ل أقعخخد فخخي أرض عصخخي‬
‫عليها ال‪ ،‬فكيف أقعد على يد عصت ال‪ .‬أربعيخخن المخخؤذن وإبانخخة العكخخبري‪،‬‬
‫وخصائص النطنزي قال ابن عمر‪ :‬كان للحسن والحسين تعويخخذان حشخخوهما‬
‫من زغب جنخخاح جبرئيخخل‪ ،‬وفخخي روايخخة فيهمخخا مخخن جنخخاح جبرئيخخل‪ ،‬وعخخن أم‬
‫عثمان أم ولد لعلي )عليه السلم( قالت‪ :‬كانت لل محمد )صخخلى الخ عليهخخم(‬
‫وسادة ل يجلس عليها إل جبرئيل‪ ،‬فإذا قام عنها طويت فكان إذا قخخام انتفخخض‬
‫من زغبه‪ ،‬فتلتقطه فاطمة‪ ،‬فتجعله فخخي تمخخائم الحسخخن والحسخخين‪ .‬أبخخو هريخخرة‬
‫وابخخن عبخخاس والحخخارث الهمخخداني وأبخو ذر والصخادق أنخخه اصخطرع الحسخخن‬
‫والحسين بين يدي رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال رسخخول الخخ‪ :‬إيخخه‬
‫حسن إيه حسن خذ حسينا فقالت فاطمة‪ :‬يا رسول ال أتستنهض الكخخبير علخخى‬
‫الصغير ؟ فقخخال‪ :‬هخخذا جبرئيخخل يقخخول للحسخخين‪ :‬إيهخخا حسخخين خخخذ حسخخنا أورده‬
‫السمعاني في فضائله‪ - 54 .‬قب‪ :‬في معالى امورهما )عليهما السلم(‪ :‬مقاتل‬
‫بن مقاتل‪ ،‬عن مرازم‪ ،‬عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( في قخخوله تعخخالى‬
‫)والتين والزيتون( قال‪ :‬الحسن‪ :‬والحسين )وطور سينين( قال علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب )وهخخذا البلخد الميخن( قخال‪ :‬محمخخد )صخلى الخ عليخه وآلخخه( )لقخد خلقنخا‬
‫النسان في أحسن تقويم( قال‪ :‬الول )ثم( رددناه أسفل سافلين( ببغضه أميخخر‬
‫المؤمنين )إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات( علي بن أبيطخخالب )فمخخا يكخخذبك‬
‫بعد بالدين( يا محمد ولية علي بن أبي طخخالب‪ .‬واجتمخخع أهخخل القبلخخة علخخى أن‬
‫النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( قخال‪ :‬الحسخخن والحسخخين إمامخخان قامخخا أو قعخخدا‪.‬‬
‫واجتمعوا أيضا أنه قال‪ :‬الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة حدثني بخخذلك‬
‫ابن كادش العكخخبري‪ ،‬عخخن أبخخي طخخالب الحربخخي العشخخاري‪ ،‬عخخن ابخخن شخخاهين‬
‫المروزي فيما قرب سنده قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن حميخخد قخخال‪ :‬حخخدثنا‬
‫إبراهيم بن العامري قال‪ :‬حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر قخخال‪ :‬سخخمعت أنخخس بخخن‬
‫مالك‬

‫]‪[292‬‬

‫يقول‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول الخبر‪ .‬ورواه أحمد بن حنبل فخخي‬
‫الفضائل والمسند‪ ،‬والترمذي في الجامع‪ ،‬وابن ماجه فخخي السخخنن‪ ،‬وابخخن بطخخة‬
‫في البانة والخطيب في التاريخ والموصلي في المسند‪ ،‬والواعظ فخخي شخخرف‬
‫المصطفى‪ ،‬والسمعاني في الفضائل‪ ،‬وأبو نعيم في الحلية‪ ،‬من ثلثخخة طخخرق‪،‬‬
‫وابن حشيش التميمي )‪ (1‬عن العمش‪ .‬وروى الدار قطني بالسناد عن ابخخن‬
‫عمر قال‪ :‬قال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ :‬ابنخخاي هخخذان سخخيدا شخخباب أهخخل الجنخخة‬
‫وأبوهما خير منهما‪ ،‬ورواه الخدري‪ ،‬وابن مسخخعود وجخخابر النصخخاري وأبخخو‬
‫جحيفة وأبو هريرة وعمر بن الخطاب وحذيفة وعبد ال بخخن عمخخر وأم سخخلمة‬
‫ومسلم بن يسار والزبرقان بن أظلم الحميري‪ ،‬ورواه العمش عخخن إبراهيخخم‪،‬‬
‫عخخن علقمخخة عخخن عبخخد الخخ‪ .‬وفخخي حليخخة الوليخخاء واعتقخخاد أهخخل السخخنة ومسخخند‬
‫النصار‪ ،‬عن أحمد بالسناد عن حذيفة قال النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( فخخي‬
‫خبر‪ :‬أما رأيت العارض الذي عرض لي قلت‪ :‬بلى قخخال‪ :‬ذاك ملخخك لخخم يهبخخط‬
‫إلى الرض قبل الساعة فاستأذن ال تعالى أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن‬
‫والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهخخل الجنخة‪ .‬سخئل أبخخو‬
‫عبد ال )عليه السلم( عن قوله )الحسن والحسخخين سخخيدا شخخباب أهخخل الجنخخة(‬
‫فقال‪ :‬هما وال سيدا شباب أهل الجنة من الولين والخرين‪ ،‬والمشهور عخخن‬
‫النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( أنخخه قخخال‪ :‬أهخخل الجنخخة شخخباب كلهخخم‪ .‬ومخخن كخخثرة‬
‫فضلهما ومحبة النبي )صلى ال عليه وآله( إياهما أنخخه جعخخل نوافخخل المغخخرب‬
‫وهي أربع ركعات كل ركعتين منها عند ولدة كل واحد منهمخخا‪ .‬سخخليمان بخخن‬
‫أحمخخد الطخخبراني‪ ،‬والقاضخخي أبخخو الحسخخن الجراحخخي‪ ،‬وأبخخو الفتخخح الحفخخار‪،‬‬
‫والكياشيرويه‪ ،‬والقاضي النطنزي بأسانيدهم عخن عقبخة‪ ،‬عخن عخامر الجهنخي‬
‫وأبي دجانة‪ ،‬وزيد بن علي‪ ،‬عن النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( قخخال‪ :‬الحسخخن‬
‫والحسين شنفا العرش ‪ -‬وفي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ابن حبيش‪ .‬راجع ج ‪ 3‬ص ‪.394‬‬

‫]‪[293‬‬

‫رواية ‪ -‬وليسا بمعلقين‪ ،‬وإن الجنة قالت‪ :‬يا رب أسكنتني الضعفاء والمسخخاكين ! فقخخال‬
‫ال تعالى‪ :‬أل ترضين أنخخي زينخخت أركانخخك بالحسخخن والحسخخين‪ ،‬فماسخخت كمخخا‬
‫تميس العروس فرحا‪ .‬وفخخي خخخبر عنخخه )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( إذا كخخان يخخوم‬
‫القيامة زين عرش الرحمن بكل زينة ثم يؤتى بمنبرين من نور طولهما مخخائة‬
‫ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش والخر عخخن يسخخار العخخرش‪ ،‬ثخخم يخخؤتي‬
‫بالحسن والحسين ويزين الرب تبارك وتعالى بهما عرشخخه كمخخا تزيخخن المخخرأة‬
‫قرطاها‪ .‬وفي رواية أبي لهيعخخة البصخخري قخخال‪ :‬سخخألت الجنخخة ربهخخا أن يزيخخن‬
‫ركنا من أركانها فأوحى الخ تعخخالى إليهخخا أنخخي قخخد زينتخخك بالحسخخن والحسخخين‬
‫فخخزادت الجنخخة سخخرورا بخخذلك‪ .‬كتخخاب السخخؤدد بالسخخناد عخخن سخخفيان بخخن سخخليم‬
‫والبانة‪ :‬عن العكبري بالسناد عن زينب بنخت أبخخي رافخخع أن فاطمخة )عليهخا‬
‫السلم( أتت بابنيها الحسن والحسين إلى رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫وقالت‪ :‬انحل ابني هذين يا رسول الخ ‪ -‬وفخخي روايخخة‪ :‬هخخذان ابنخخاك فورثهمخخا‬
‫شيئا ‪ -‬فقال‪ :‬أما الحسن فلخخه هيبخختي وسخخؤددي وأمخخا الحسخخين فخخإن لخخه جرأتخخي‬
‫وجودي‪ .‬وفي كتاب آخر أن فاطمة قالت‪ :‬رضيت يا رسول الخ‪ ،‬فلخذلك كخان‬
‫الحسخخن حليمخخا مهيبخخا والحسخخين نجخخدا جخخوادا‪ .‬الرشخخاد والروضخخة والعلم‬
‫وشرف النبي )صلى ال عليه وآله( )‪ (1‬وجامع الترمذي وإبانة العكبري من‬
‫ثمانية طرق رواه أنس وأبو جحيفة أن الحسين كخخان يشخخبه النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( من صدره إلى رأسه‪ ،‬والحسن يشبه بخخه مخخن صخخدره إلخخى رجليخخه‪.‬‬
‫المحاضرات عن الراغب روى أبو هريرة وبريدة‪ :‬رأيخخت النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( يخطب على المنبر ينظر إلى الناس مرة وإلى الحسن مخرة وقخخال‪:‬‬
‫إن ابنخخي هخخذا سيصخخلح الخخ بخخه بيخخن فئتيخخن مخخن المسخخلمين ورواه البخخخاري‬
‫والخطيخخب والخركوشخخي والسخخمعاني‪ .‬وروى البخخخاري والموصخخلي وأبخخو‬
‫السعادات والسمعاني‪ :‬قال إسماعيل بن خالد لبي جحيفة‪ :‬رأيخخت رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وكان الحسن يشبهه‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ ،‬وشرف المصطفى‪ .‬راجع ج ‪ 3‬ص ‪.396‬‬


‫]‪[294‬‬

‫أبو هريرة قال‪ :‬دخل الحسخخين بخخن علخخي )عليخخه السخخلم( وهخخو معتخخم فظننخخت أن النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قد بعث‪ .‬الغزالي والمكخخي فخخي الحيخخاء وقخخوت القلخخوب‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله( للحسن )عليه السلم(‪ .‬أشبهت خلقي وخلقي‪.‬‬
‫‪ - 55‬قب‪ :‬في محبة النبي )صلى ال عليه وآله( للحسن )عليه السلم(‪ :‬روى‬
‫أبو علي الجبائي عن مسند أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن مسعود وروى عبد‬
‫ال بن شداد عن أبيه وأبو يعلى الموصلي في المسند عن ثخخابت البنخخاني‪ ،‬عخخن‬
‫أنس‪ ،‬وعبد ال بن شيبة عن أبيه أنه دعي النبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( إلخى‬
‫صلة والحسن متعلق به فوضعه النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( مقابخخل جنبخخه‬
‫وصلى‪ ،‬فلما سجد أطال السجود فرفعخت رأسخخي مخخن بيخخن القخوم فخإذا الحسخخن‬
‫على كتف رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما سخخلم )عليخخه السخخلم( قخخال لخخه‬
‫القوم‪ :‬يا رسول ال لقد سجدت في صلتك هذه سجدة ما كنت تسخجدها كأنمخا‬
‫يوحى إليك فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لخخم يخخوح إلخخي ولكخخن ابنخخي كخخان علخخى‬
‫كتفي فكرهت أن أعجله حتى نزل‪ .‬وفخخي روايخخة عبخخد الخ بخخن شخخداد أنخخه قخخال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حخختى يقضخخي‬
‫حاجته‪ .‬الحلية بالسناد عن أبي بكرة قال‪ :‬كان النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يصلي بنا وهو ساجد فيجخخئ الحسخخن وهخخو صخخبي صخخغير حخختى يصخخير علخخى‬
‫ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى صلته قالوا‪ :‬يا رسول ال إنخخك‬
‫لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا ريحانتي الخبر‪ ،‬وفيها‬
‫عن البراء بن عازب قال‪ :‬رأيت رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( واضخخعا‬
‫للحسن على عاتقه فقال‪ :‬من أحبني فليحبه‪ .‬سخخنن ابخخن ماجخخة وفضخخائل أحمخخد‪:‬‬
‫روى نافع‪ ،‬عن ابن جبير‪ ،‬عن أبي هريرة أنه )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( قخخال‪:‬‬
‫اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه قال‪ :‬وضمه إلخى صخدره‪ .‬مسخند أحمخد‪،‬‬
‫عن أبي هريرة قال النبي )صلى ال عليه وآله( وقد جاءه الحسن وفخخي عنقخخه‬
‫السخاب‪ ،‬فالتزمه رسول ال والخختزم هخخو رسخخول الخ وقخخال‪ :‬اللهخخم إنخخي أحبخخه‬
‫فأحبه‬

‫]‪[295‬‬

‫وأحب من يحبه ثلث مرات أخرجه ابن بطة بروايات كخخثيرة‪ .‬عبخخد الرحمخخن بخخن أبخخي‬
‫ليلى‪ :‬كنا عند النبي )صلى ال عليه وآلخخه( فجخخاء الحسخخن فأقبخخل يتمخخرغ عليخخه‬
‫فرفع فميصخخه وقبخخل زبيبتخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬السخخخاب بالكسخخر قلدة تتخخخذ مخخن قرنفخخل‬
‫ومحلب وسك ونحوه وليس فيها مخن اللؤلخؤ والجخوهر شخئ وقيخل‪ :‬هخو خيخط‬
‫ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان والجواري‪ ،‬والزبيبة مصغر الزب بالضم وهو‬
‫الذكر‪ - 56 .‬قب‪ :‬وعن أبي قتادة أن النبي )صلى ال عليه وآله( قبخخل الحسخخن‬
‫وهو يصلي‪ .‬الخدري إن الحسن جاء والنبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( يصخخلي‬
‫فأخذ بعنقه وهو جالس فقام النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وإنخخه ليمسخخك بيخخديه‬
‫حتى ركع‪ .‬فضائل عبد الملك قال أبخخو هريخخرة‪ :‬كخخان النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( يقبل الحسن فقال القرع ابن حابس‪ :‬إن لي عشخخرة مخخن الولخخد مخخا قبلخخت‬
‫أحدا منهم فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من ل يرحخخم ل يرحخخم‪ .‬مسخخند العشخخرة‬
‫وإبانة العكبري وشرف النبي )صلى ال عليه وآله( وفضخخائل السخخمعاني وقخخد‬
‫تداخلت الروايات بعضها في بعخض عخن عميخر بخن إسخحاق قخال‪ :‬رأيخت أبخا‬
‫هريرة في طريق قال للحسن بن علي )عليهما السلم(‪ :‬أردني الموضع الذي‬
‫قبله النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬فكشف عن بطنه فقبل سخخرته‪ .‬سخخليم بخخن‬
‫قيس‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪ :‬كان الحسين )عليه السلم( على فخذ رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وهو يقبله ويقول‪ :‬أنت السيد بن السخخيد أبخخو السخخادة‪،‬‬
‫أنت المام ابن المام أبو الئمة‪ ،‬أنت الحجة ابن الحجة أبو الحجج تسعة مخخن‬
‫صلبك وتاسعهم قائمهم‪ .‬ابن عمر أن النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( بينمخخا هخخو‬
‫يخطب على المنبر إذ خرج الحسين )عليخخه السخخلم( فخخوطئ فخخي ثخخوبه فسخخقط‬
‫فبكى فنزل النبي )صلى ال عليه وآله( عن المنبر فضمه إليه وقال‪ :‬قاتل ال خ‬
‫الشيطان إن الولد لفتنة والذي نفسي بيده ما دريت أني نزلت عن منبري‪ .‬أبو‬
‫السعادات في فضائل العشرة قال يزيد بن أبي زياد‪ :‬خرج النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع الحسين يبكخخي‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫ألم تعلمي أن‬

‫]‪[296‬‬

‫بكاءه يؤذيني‪ .‬ابن ماجه في السنن‪ ،‬والزمخشخري فخي الفخائق‪ :‬رأى النخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( الحسين يلعب مع الصبيان فخخي السخخكة فاسخختقبل النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( أمام القوم فبسط إحدى يديه فطفق الصبي يفر مرة من ههنا ومرة‬
‫مخخن ههنخخا ورسخخول ال خ يضخخاحكه‪ ،‬ثخخم أخخخذه فجعخخل إحخخدى يخخديه تحخخت ذقنخخه‬
‫والخرى على فاس رأسه وأقنعه فقبلخخه وقخخال‪ :‬أنخخا مخخن حسخخين وحسخخين منخخي‬
‫أحب ال من أحب حسينا حسين سبط من السباط‪ .‬استقبل أي تقدم وأقنعه أي‬
‫رفعه‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري فيه‪ :‬فجعل إحدى يديه في فاس رأسخخه‪ ،‬هخخو طخخرف‬
‫مؤخره المشرف على القنا‪ - 57 .‬قب‪ :‬قال المغيرة بن عبد الخ‪ :‬مخر الحسخين‬
‫)عليه السلم( فقال أبو ظبيان‪ :‬ما له قبحه ال إن كان رسول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( ليفرج بين رجليه ويقبل زبيبته‪ .‬عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‪ :‬كنا‬
‫جلوسا عند النبي )صلى ال عليه وآله( إذ أقبل الحسين )عليه السلم( فجعخخل‬
‫ينزو على ظهر النبي )صلى ال عليه وآله( وعلى بطنه‪ ،‬فبخخال فقخخال‪ :‬دعخخوه‪.‬‬
‫أبو عبيد في غريب الحديث أنه قال )صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬ل تزرمخخوا ابنخخي‬
‫أي ل تقطعوا عليه بوله ثخخم دعخخا بمخخاء فصخخبه علخخى بخخوله‪ .‬سخخنن أبخخي داود أن‬
‫الحسين )عليه السلم( بال في حجر رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( فقخخالت‬
‫لبانة‪ :‬أعطني إزارك حتى اغسله قال‪ :‬إنما يغسل مخخن بخخول النخخثى‪ ،‬وينضخخح‬
‫من بول الذكر‪ .‬أحاديث الليث بن سعد أن النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( كخخان‬
‫يصلي يوما في فئة والحسين صغير بالقرب منه فكان النبي )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله( إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك رجليه وقال‪ :‬حل حل‪ ،‬فإذا‬
‫أراد رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه‬
‫فإذا سجد عاد على ظهره وقال‪ :‬حل حل‪ ،‬فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النخخبي‬
‫)صلى الخ عليخه وآلخه( مخن صخلته‪ ،‬فقخال يهخودي‪ ،‬يخا محمخد إنكخم لتفعلخون‬
‫بالصبيان شيئا ما نفعله نحن‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( أمخخا لخخو كنتخخم‬
‫تؤمنون بال ورسوله‪ ،‬لرحمتم الصبيان قال‪:‬‬

‫]‪[297‬‬

‫فإني أو من بال وبرسوله‪ ،‬فأسلم لما رأى كرمه مع عظم قدره‪ .‬بيان‪ :‬قال الجخخوهري‪:‬‬
‫حلحلت القوم‪ :‬أي أزعجتهم عن موضعهم‪ ،‬وحلحلت بالناقة إذا قلت لها‪ :‬حخخل‬
‫بالتسكين وهخخو زجخخر للناقخخة وحخخوب زجخخر للبعيخخر وحخخل أيضخخا بخخالتنوين فخخي‬
‫الوصل‪ - 58 .‬قب‪ :‬أمالي الحاكم قال أبو رافع‪ :‬كنخت ألعخب الحسخين )عليخه‬
‫السلم( وهو صخخبي بالمخخداحي فخخإذا أصخخابت مخخدحاتي مخخدحاته قلخخت‪ :‬احملنخخي‬
‫فيقول‪ :‬أتركب ظهرا حمله رسول ال ؟ قأتركه فإذا أصابت مخخدحاته مخخدحاتي‬
‫قلت‪ :‬ل أحملك كما لم تحملني فيقول‪ :‬أما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فأحمله‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬دحى أي رمى وألقخخى‪،‬‬
‫ومنخخه حخخديث أبخخي رافخخع‪ :‬كنخخت ألعخخب الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم(‬
‫بالمداحي‪ ،‬هي أحجار أمثخخال القرصخخة كخخانوا يحفخخرون حفيخخرة ويخخدحون فيهخخا‬
‫بتلك الحجار فإن وقع الحجر فقد غلب صاحبها وإن لم يقع غلب‪ - 59 .‬قب‪:‬‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه(‪:‬‬
‫من أحخخب أن ينظخخر إلخخى أحخخب أهخخل الرض إلخخى أهخخل السخخماء‪ ،‬فلينظخخر إلخخى‬
‫الحسخخين‪ .‬رواه الطبريخخان فخخي الوليخخة والمنخخاقب‪ ،‬والسخخمعاني فخخي الفضخخائل‬
‫بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء‪ .‬وعمرو ابن شعيب أنه مر الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( على عبد ال بن عمرو بن العاص فقال عبد ال‪ :‬مخخن أحخخب أن ينظخخر‬
‫إلى أحب أهل الرض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز فما كلمته منذ‬
‫ليالي صفين فأتى به أبو سعيد الخدري إلى الحسخخين )عليخخه السخخلم( فقخخال لخخه‬
‫الحسين‪ :‬أتعلم أني أحب أهخخل الرض إلخخى أهخخل السخخماء وتقخخاتلني وأبخخي يخخوم‬
‫صفين ؟ وال إن أبي لخير مني‪ ،‬فاستعذر وقخخال‪ :‬إن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( قال لي‪ :‬أطع أباك فقال له الحسين )عليه السلم(‪ :‬أما سخخمعت قخخول الخ‬
‫تعالى )وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علخخم فل تطعهمخخا( )‪(1‬‬
‫وقول رسول ال )صلى ال عليه وآله( )إنما الطاعة الطاعة فخخي المعخخروف(‬
‫وقوله )ل طاعخخة لمخلخخوق فخخي معصخخية الخخخالق(‪ .‬وفخخي المسخخألة البخخاهرة فخخي‬
‫تفضيل الزهراء الطاهرة‪ ،‬عن أبي محمد الحسن بن طاهر‬
‫)‪ (1‬لقمان‪ ،14 :‬راجع المصدر ج ص ‪.73‬‬

‫]‪[298‬‬

‫القائني الهاشمي قال‪ :‬جاء الحديث أن جبرئيل نزل يوما فوجد الزهراء نائمة والحسين‬
‫قلقا علخخى عخادة الطفخخال مخخع أمهخخاتهم فقعخخد جبرئيخخل يلهيخخه عخخن البكخخاء حخختى‬
‫استيقظت فأعلمها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بذلك‪ .‬الطخخبري‪ :‬طخخاووس‬
‫اليماني‪ ،‬عن ابن عباس قال رسخول الخ )صخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬رأيخت فخي‬
‫الجنة قصرا من درة بيضاء ل صدع فيها ول وصل‪ ،‬فقلت‪ :‬حبيخخبي جبرئيخخل‬
‫لمن هذا القصر ؟ قال‪ :‬للحسين ابنك‪ ،‬ثم تقدمت أمامه فخخإذا أنخخا بتفخخاح فأخخخذت‬
‫تفاحة ففلقتها فخرجت منها حوراء كأن مقاديم النسخخور أشخخفار عينيهخخا فقلخخت‪:‬‬
‫لمن أنت ؟ فبكت ثم قالت‪ :‬لبنك الحسين‪ - 60 .‬قخب‪ ،‬عخخم‪ :‬فخخي كتخاب شخخرف‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( عن جابر قال‪ :‬قال رسخول الخ )صخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظخخر إلخخى الحسخخين ابخخن‬
‫علي‪ - 61 .‬قب‪ ،‬عم‪ :‬عبد الخ بخخن بريخخدة عخخن ابخخن عبخخاس قخال‪ :‬انطلقخخت مخخع‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنادى على باب فاطمة ثلثخخا فلخم يجبخخه أحخد‬
‫فمال إلى الحائط فقعد فيه وقعدت إلى جانبه فبينا هخخو كخخذلك إذ خخخرج الحسخخن‬
‫بن علي قد غسل وجهه و علقت عليه سبحة قال‪ :‬فبسط النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( يديه ومدهما ثم ضم الحسن إلى صدره وقبله وقخخال‪ :‬إن ابنخخي هخخذا سخخيد‬
‫ولعل ال عز وجل يصلح به بين فئتين من المسلمين‪ - 62 .‬كشخخف‪ :‬قخخال ابخخن‬
‫طلحة‪ :‬روي مرفوعخخا إلخخى أبخخي بكخخرة نفيخخع بخخن الحخخارث الثقفخخي قخال‪ :‬رأيخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( والحسن بن علي إلى جنبه وهخخو يقبخخل علخخى‬
‫الناس مرة وعليه مرة‪ ،‬ويقول‪ :‬إن ابني هذا سيد ولعل ال أن يصخخلح بخخه بيخخن‬
‫فئتين من المسلمين عظيمخختين‪ ،‬رواه الجنابخخذي‪ .‬وروى عخخن صخخحيحي مسخخلم‬
‫والبخاري مرفوعا إلى البراء قال‪ :‬رأيت رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه(‬
‫والحسن بن علي على عاتقه يقول‪ :‬اللهخخم إنخخي أحبخخه فخخأحبه‪ .‬وروى الترمخخذي‬
‫مرفوعا إلى ابن عباس أنه قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫]‪[299‬‬

‫حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل‪ :‬نعم المركب ركبت يا غلم‪ ،‬فقخخال النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ونعم الراكب هو‪ ،‬رواه الجنابذي‪ .‬وروى عن الحخخافظ‬
‫أبي نعيم ما أورده في حليته‪ ،‬عن أبي بكرة قال‪ :‬كان النبي )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( يصلي بنا فجخخاءه الحسخن وهخخو سخاجد وهخخو صخخغير حخختى يصخير علخخى‬
‫ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى قالوا‪ :‬يا رسول الخ إنخخك تصخخنع‬
‫بهذا الصبي شيئا ل تصنعه بأحد فقال‪ :‬إن هخخذا ريحخخانتي وإن ابنخخي هخخذا سخخيد‬
‫وعسى أن يصلح ال به بين فئتين مخن المسخلمين‪ ،‬رواه الجنابخذي فخي كتخابه‪.‬‬
‫وروى عن الترمذي من صحيحه يرفعه بسنده إلى أنس بن مالخخك قخخال‪ :‬سخخئل‬
‫رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( أي أهخخل بيتخخك أحخخب إليخخك ؟ قخخال‪ :‬الحسخخن‬
‫والحسخخين‪ ،‬وكخخان يقخخول لفاطمخخة )عليهخخا السخخلم(‪ :‬ادعخخي لخخي ابنخخي فيشخخمهما‬
‫ويضمهما إليه‪ .‬وروى عن مسلم والبخاري بسخخنديهما عخخن أبخخي هريخخرة قخخال‪:‬‬
‫خرجت مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( طائفة من النهخخار ل يكلمنخخي ول‬
‫أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى أتخى مخبخاء وهخو المخخدع‬
‫فقال‪ :‬أثم لكع ؟ أثم لكع ؟ يعنخخي حسخخنا فظننخخا أنمخخا تحبسخخه أمخخه لن تغسخخله أو‬
‫تلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم إني أحبه وأحب من يحبه وفي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬فمخخا كخخان أحخخد‬
‫أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( مخخا‬
‫قال‪ .‬بيان‪ :‬أثم‪ ،‬الهمزة للستفهام‪ ،‬والمراد باللكع الصخخغير‪ ،‬وعليخخه حملخخه فخخي‬
‫النهاية وقال الزمخشري في الفائق اللكع اللئيم وقيل‪ :‬الوسخخخ مخخن قخخولهم لكخخع‬
‫عليه الوسخ ولكث ولكد أي لصق وقيل‪ :‬هو الصغير وعن نوح بن جرير أنه‬
‫سئل عنه فقال‪ :‬نحن أرباب الحمير نحن أعلم به‪ ،‬هو الجحش الراضخخع ومنخخه‬
‫حديثه )صلى ال عليه وآله( أنه طلب الحسن فقال‪ :‬أثخخم لكخخع أثخخم لكخخع‪- 63 .‬‬
‫كشف‪ :‬روى عن الترمذي فخخي صخخحيحه مرفوعخخا إلخخى أسخخامة بخخن زيخخد قخخال‪:‬‬
‫طرقت النبي )صلى ال عليه وآله( ذات ليلة في بعخخض الحاجخخة فخخخرج وهخخو‬
‫مشتمل على شئ ما أدري‬

‫]‪[300‬‬

‫ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت‪ :‬ما هذا الذي أنت مشختمل عليخه فكشخفه فخإذا حسخن‬
‫وحسين على وركيه فقال‪ :‬هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنخخي أحبهمخخا فأحبهمخخا‬
‫وأحب من يحبهما‪ .‬وروى عن الترمذي بسنده عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪ .‬وعن ابخخن‬
‫عمر قال‪ :‬سمعت النبي )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬هما ريحانتاي من الخخدنيا‬
‫وروى عن النسائي بسنده عن عبد ال بن شداد‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال‪ :‬خخخرج علينخخا‬
‫رسول ال في إحدى صلتي العشاء وهو حامل حسنا فتقدم النبي )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( فوضعه ثم كبر للصلة فصلى فسجد بين ظهراني صخخلته سخخجدة‬
‫فأطالها قال أبي‪ :‬فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول ال )صلى الخخ‬
‫عليه وآله( وهو ساجد‪ ،‬فرجعت إلى سجودي فلما قضخخى رسخخول الخ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( الصلة قال الناس‪ :‬يخا رسخول الخ إنخك سخجدت بيخن ظهرانخي‬
‫صلتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليخك ؟ ! قخال‪:‬‬
‫كل ذلك لم يكن‪ ،‬ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضخخي حخخاجته‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجزري فيه‪ :‬فأقاموا بيخخن ظهرانيهخخم أي أقخخاموا بينهخخم علخخى سخخبيل‬
‫الستظهار والستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونخون مفتوحخة تأكيخدا ومعنخاه أن‬
‫ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه‪ - 64 .‬كشف‪ :‬وروى‬
‫عن الترمذي والنسائي في صحاحهم كل منهم بسنده يرفعخخه إلخخى بريخخدة قخخال‪:‬‬
‫كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يخطب فجاء الحسن والحسين )عليهمخخا‬
‫السلم( وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران‪ ،‬فنزل رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( من المنبر فحملهما ووضعهما بيخخن يخخديه‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬صخخدق الخ‬
‫)إنما أموالكم وأولدكم فتنة( فنظرت إلى هخخذين الصخخبيين يمشخخيان ويعخخثران‪،‬‬
‫فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما‪ ،‬ورواه الجنابخخذي بألفخخاظ قريبخخة مخخن‬
‫هذا وأخصر‪ .‬وروى عن الترمذي بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبخي جحيفخخة‬
‫قال‪ :‬رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكخان الحسخخن بخخن علخي يشخبهه‪،‬‬
‫وعن أنس قال‪ :‬لم يكن أحد أشبه‬

‫]‪[301‬‬

‫برسول ال من الحسن بن علي‪ ،‬وعن علي )عليه السلم( قال‪ :‬كخخان الحسخخن بخخن علخخي‬
‫أشبه برسول ال )صلى ال عليه وآله( ما بين الصخدر إلخى الخرأس والحسخين‬
‫أشبه فيما كان أسفل من ذلك‪ .‬وروى عن البخخاري فخخي صخحيحه يرفعخخه إلخخى‬
‫عقبة بن الحارث قال‪ :‬صلى أبخخو بكخخر العصخخر ثخخم خخخرج يمشخخي ومعخخه علخخي‬
‫)عليه السلم( فرأى الحسن يلعب بين الصبيان فحملخخه أبخخو بكخخر علخخى عخخاتقه‬
‫وقال‪ :‬بأبي شخخبيه بخخالنبي ليخخس شخخبيها بعلخخي وعلخخي )عليخخه السخخلم( يضخخحك‪،‬‬
‫وروى الجنابذي هذا الحديث فقال‪ :‬بأبي شبه النبي ل شبيها بعلي قال‪ :‬وعلخخي‬
‫يتبسم‪ .‬وروى عن إسماعيل بن أبي خالد قال‪ :‬قلت لبخخي جحيفخخة‪ :‬هخخل رأيخخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬والحسن بن علي يشبهه‪ .‬وروى‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬ما رأيت الحسن بن علي إل فاضت عيناي دموعا وذلك‬
‫أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خخخرج يومخخا فوجخخدني فخخي المسخخجد فأخخخذ‬
‫بيدي فاتكأ علي ثم انطلقت حخختى جئنخا سخخوق بنخي قينقخخاع فمخا كلمنخي فطخاف‬
‫ونظر ثم رجع ورجعت معه‪ ،‬فجلس في المسجد فاحتبى ثم قال لي‪ :‬ادع لكع‪،‬‬
‫فأتى حسن يشتد حتى وقع في حجره فجعل يخخدخل يخخده فخخي لحيخخة رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وجعل رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يفتخخح فمخخه‪،‬‬
‫ويدخل فمه في فمه‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم إني أحبه وأحب من يحبه ثلثا‪ .‬قب‪ :‬الحلية‬
‫عن أبي هريرة مثله‪ - 65 .‬كشف‪ :‬وروى الجنابذي بسنده‪ ،‬عن عبد الرحمان‬
‫بن عوف قال‪ :‬قال رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬يخخا عبخخد الرحمخخان أل‬
‫علمك عوذة كان يعوذ بها إبراهيم ابنيخه إسخماعيل وإسخحاق وأنخا أعخوذ بهمخا‬
‫ابني الحسن والحسين قل‪ :‬كفى بسخخمع الخ واعيخخا لمخخن دعخخا ول مرمخخى وراء‬
‫أمر ال لرام رمى‪ .‬وروي مرفوعا إلى إسحاق بن سليمان الهاشمي عن أبيخخه‬
‫قال‪ :‬كنا عند أمير المخؤمنين هخخارون الرشخخيد فتخخذاكروا علخخي بخخن أبخخي طخالب‬
‫)عليه السلم( فقال أمير المؤمنين‬
‫]‪[302‬‬

‫هارون‪ :‬تزعم العوام أني أبغخخض عليخخا وولخخده حسخخنا وحسخخينا‪ ،‬ول والخ مخخا ذلخخك كمخخا‬
‫يظنون‪ ،‬ولكن ولده هؤلء‪ ،‬طالبنا بدم الحسين معهم في السهل و الجبل حخختى‬
‫قتلنا قتلته ثم أفضى إلينا هخخذا المخخر‪ ،‬فخالطنخخاهم فحسخخدونا‪ ،‬وخرجخخوا علينخخا‪،‬‬
‫فحلوا قطيعتهم‪ .‬وال لقد حدثني أمير المؤمنين المهخخدي‪ ،‬عخخن أميخخر المخخؤمنين‬
‫أبي جعفر المنصور عن محمد بن علي بن عبد ال بن عباس قال‪ :‬بينما نحن‬
‫عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذ أقبلت فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( تبكخخي‬
‫فقال لها النبي )صخلى الخ عليخه وآلخه( مخا يبكيخك ؟ قخالت‪ :‬يخا رسخول الخ إن‬
‫الحسن والحسين خرجا‪ ،‬فو ال مخا أدري أيخن سخلكا‪ ،‬فقخال النخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬ل تبكين فداك أبوك فإن ال عخز وجخل خلقهمخا وهخو أرحخم بهمخا‬
‫اللهم إن كانا أخذا في بر فاحفظهما وإن كانا أخخخذا فخخي بحخخر فسخخلمهما‪ ،‬فهبخخط‬
‫جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا أحمخخد ل تغتخخم ول تحخخزن‪ ،‬همخخا فاضخخلن فخخي‬
‫الدنيا فاضلن في الخرة وأبوهما خير منهما وهما فخخي حظيخخرة بنخخي النجخخار‬
‫نائمين‪ ،‬وقد وكل ال بهما ملكا يحفظهمخخا‪ .‬قخخال ابخخن عبخخاس‪ :‬فقخخام رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقمنا معه حتى أتينا حظيخخرة بنخخي النجخخار فخخإذا الحسخخن‬
‫معانق الحسين‪ ،‬وإذا الملك قد غطاهما بأحد جناحيه فحمل النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( الحسن وأخذ الحسين الملك والناس يرون أنه حاملهما فقال له أبخو‬
‫بكر وأبو أيوب النصاري‪ :‬يا رسول ال أل نخفف عنك بأحد الصبيين فقال‪:‬‬
‫دعاهما فإنهما فاضلن في الدنيا فاضلن في الخرة وأبوهما خيخخر منهخخا‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬وال لشرفنهما اليوم بما شخخرفهما الخ فخطخخب فقخخال‪ :‬يخخا أيهخخا النخخاس أل‬
‫أخبركم بخيخخر النخخاس جخخدا وجخدة ؟ قخالوا‪ :‬بلخخى يخخا رسخول الخخ‪ ،‬قخال‪ :‬الحسخخن‬
‫والحسين جدهما رسول الخ وجخدتهما خديجخة بنخخت خويلخخد‪ ،‬أل أخخبركم أيهخا‬
‫الناس بخير الناس أبا وأما ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول الخ قخخال‪ :‬الحسخخن والحسخخين‬
‫أبوهما علي ابن أبي طالب وأمهما فاطمة بنت محمد‪ .‬أل أخبركم أيهخخا النخخاس‬
‫بخير الناس عما وعمخخة ؟ قخخالوا‪ :‬بلخخى يخخا رسخخول الخ قخخال‪ :‬الحسخخن والحسخخين‬
‫عمهما جعفر بن أبيطالب وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب‪ .‬أل يا أيها النخخاس‬
‫أل أخبركم بخير الناس خال‬

‫]‪[303‬‬

‫وخالة ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال قال‪ :‬الحسن والحسين خالهمخخا القاسخخم بخخن رسخخول الخ‬
‫وخالتهما زينب بنت رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه(‪ ،‬أل يخخا إن أباهمخخا فخخي‬
‫الجنة‪ ،‬وأمهما في الجنة‪ ،‬و جدهما في الجنة‪ ،‬وجخخدتهما فخخي الجنخخة‪ ،‬وخالهمخخا‬
‫في الجنة‪ ،‬وخالتهما في الجنة وعمهما في الجنة‪ ،‬وعمتهما فخخي الجنخخة‪ ،‬وهمخخا‬
‫في الجنة‪ ،‬ومن أحبهما في الجنة ومخخن أحخخب مخخن أحبهمخخا فخخي الجنخخة‪ .‬وروى‬
‫مرفوعا إلى أحمد بن محمد بن أيخخوب المغيخخري قخخال‪ :‬كخخان الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)عليه السلم( أبيض مشربا حمرة أدعج العينين‪ ،‬سهل الخدين دقيق المسربة‬
‫كث اللحية ذا وفرة كأن عنقه إبريخق فضخة‪ ،‬عظيخم الكراديخس‪ ،‬بعيخد مخا بيخن‬
‫المنكبين ربعة ليس بالطويخخل ول القصخخير‪ ،‬مليحخخا مخخن أحسخخن النخخاس وجهخخا‪،‬‬
‫وكان يخضب بالسواد وكان جعد الشعر‪ ،‬حسن البدن‪ .‬الدعج‪ :‬شدة السواد مع‬
‫سعتها‪ ،‬يقال‪ :‬عين دعجاء‪ ،‬والمسربة بضم الراء الشعر المستدق الخخذي يأخخخذ‬
‫من الصدر إلى السرة‪ ،‬وكل عظميخخن التقيخخا فخخي مفصخخل فهخخو كخخردوس‪ ،‬مثخخل‬
‫المنكبين والركبخختين‪ .‬وممخخا جمعخخه صخخديقنا العخخز المحخخدث مرفوعخخا إلخخى ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ليلة عرج بخخي إلخخى السخخماء‬
‫رأيت إلى باب الجنة مكتوبا ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال )صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله(‪ ،‬علي حبيب ال‪ ،‬الحسن والحسخخين صخخفوة الخخ‪ ،‬فاطمخخة أمخخة الخخ‪ ،‬علخخى‬
‫باغضيهم لعنة ال‪ .‬وبإسناده قال عمر‪ :‬سمعت رسخخول ال خ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( يقول‪ :‬إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيخخرة القخخدس‪ ،‬فخخي قبخخة‬
‫بيضاء سقفها عرش الرحمان عز وجل‪ .‬وبإسناده عنه أن رسول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( قال‪ :‬ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنخة وأبوهمخا خيخر منهمخا‪.‬‬
‫وعن كتاب الل لبن خالويه اللغوي‪ ،‬عن ابخخن عبخخاس قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآلخخه(‪ :‬حسخخن وحسخخين سخخيدا شخخباب أهخخل الجنخخة مخخن أحبهمخخا‬
‫أحبني ومن أبغضهما أبغضني‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫وعن جابر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن الجنة تشتاق إلى أربعخخة مخخن‬
‫أهلي قد أحبهم ال وأمرني بحبهم‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬والحسخخن‪ ،‬والحسخخين‪،‬‬
‫والمهدي )صخلوات الخ عليهخم( الخذي يصخلي خلفخه عيسخى بخن مريخم )عليخه‬
‫السلم(‪ .‬ومن كتاب الل مرفوعا إلى عقبة بخخن عخخامر قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬قالت الجنة‪ :‬يا رب أليس قد وعدتني أن تسكنني ركنخخا‬
‫من أركانك ؟ قال‪ :‬فأوحى ال إليها أما ترضين أني زينتك بالحسن والحسين‪،‬‬
‫فأقبلت تميس كما تميس العروس‪ .‬ومن كتاب الربعين للفتخخواني‪ ،‬عخخن جخخابر‬
‫بن عبد ال قال‪ :‬دخلت على النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وهخخو يمشخخي علخخى‬
‫أربخخع والحسخخن والحسخخين علخخى ظهخخره ويقخخول‪ :‬نعخخم الجمخخل جملكمخخا‪ ،‬ونعخخم‬
‫الحملن أنتما‪ ،‬وروى اللفتواني أن النبي )صلى ال عليه وآلخخه( دعخخا الحسخخن‬
‫فأقبل وفي عنقه سخاب فظننت أن أمه حبسته لتلبسه فقخخال النخخبي )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله(‪ :‬هكذا‪ ،‬وقال الحسن )عليه السخخلم( هكخخذا بيخخده )‪ (1‬فخخالتزمه فقخخال‬
‫النبي )صلى ال عليخخه وآلخخه( اللهخخم إنخخي أحبخخه فخخأحبه وأحخخب مخخن أحبخخه ثلث‬
‫مرات قال‪ :‬متفق على صحته من حخخديث عبخخد الخ بخخن أبخخي بريخخد )‪ (2‬ورواه‬
‫البخاري‪ .‬في السير عخخن علخخي‪ ،‬عخخن سخخفيان‪ .‬وروى الحخافظ أبخخو بكخخر محمخخد‬
‫اللفتواني عن أبي هريرة أن الحسن بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( قخخال‪ :‬السخخلم‬
‫عليكم فرد أبو هريرة فقال‪ :‬بأبي‪ ،‬رأيت رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يصلي فسجد فجاء الحسن )عليه السلم( فركب ظهره وهخخو سخخاجد‪ ،‬ثخخم جخخاء‬
‫الحسين )عليه السلم( فركب ظهره مع أخيه وهخو سخاجد فثقل علخخى ظهخخره‪،‬‬
‫فجئت فأخذتهما عن ظهره ‪ -‬وذكر كلما سقط على أبي يعلى ‪ -‬ومسخخح علخخى‬
‫رؤوسهما وقال‪ :‬من أحبني فليحبهمخخا ثلثخخا‪ .‬وعخخن أبخخي هريخخرة قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يقخخول‪ :‬مخخن أحخخب الحسخخن والحسخخين فقخخد‬
‫أحبنخخي‪ ،‬ومخخن أبغضخخهما فقخخد أبغضخخني‪ ،‬وروي أن العبخخاس جخخاء يعخخود النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( في مرضخخه فرفعخخه وأجلسخخه فخخي مجلسخخه علخخى سخخريره‬
‫فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رفعك ال‬

‫)‪ (1‬قال بيده‪ :‬أي أهوى بيخخده‪ ،‬والمخخراد أن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( بسخخط بخخاعه‬
‫ليستقبل الحسن والحسين )عليه السلم( بسط باعه ليلتزمه النبي )صلى ال خ‬
‫عليه وآله(‪ (2) .‬في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ :97‬أبى يزيد‪.‬‬

‫]‪[305‬‬

‫يا عم فقال العبخخاس‪ :‬هخخذا علخخي يسخختأذن فقخال‪ :‬يخخدخل‪ ،‬فخدخل ومعخخه الحسخخن والحسخخين‬
‫)عليهما السلم( فقال العباس‪ :‬هؤلء ولخخدك يخخا رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ ،‬قال‪ :‬هم ولدك يا عم فقخخال‪ :‬أتحبهمخخا ؟ قخخال‪ :‬نعخخم قخخال‪ :‬أحبخخك الخ كمخخا‬
‫أحببتهمخخا‪ .‬وعخخن أبخخي هريخخرة أن النخخبي أتخخي بتمخخر مخخن تمخخر الصخخدقة‪ ،‬فجعخخل‬
‫يقسمه‪ ،‬فلما فرغ حمل الصبي وقام فإذا الحسخخن فخخي فيخخه تمخخرة يلوكهخخا فسخخال‬
‫لعابه عليه‪ ،‬فرفخخع رأسخخه ينظخخر إليخخه فضخخرب شخخدقه وقخخال‪ :‬كخخخ أي بنخخي أمخخا‬
‫شعرت أن آل محمد ل يأكلون الصدقة‪ .‬قلت‪ :‬وقد أورده أحمخخد بخن حنبخخل فخي‬
‫مسنده بألفاظ غير هذه قال الحسن‪ :‬فأدخل إصبعه فخخي فمخخي وقخخال‪ :‬كخخخ كخخخ‪،‬‬
‫وكأني أنظر لعابي على إصبعه‪ .‬وروى عن أبي عميرة رشيد بخخن مالخخك هخخذا‬
‫الحديث بألفاظ أخرى وذكر أن رجل أتاه بطبق من تمر فقخخال‪ :‬أهخخذا هديخخة أم‬
‫صدقة ؟ قال الرجل‪ :‬صدقة فقدمها إلى القوم‪ ،‬قال‪ :‬وحسخخن بيخخن يخخديه يتعفخخر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فمه قال‪ :‬ففطن له رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( فأدخل إصبعه في في الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها وقال‪ :‬إنخخا‬
‫آل محمد ل نأكل الصدقة‪ .‬قال اللفتخخواني‪ :‬لخخم يخخخرج الطخخبراني لبخخي عميخخرة‬
‫السعدي في معجمه سوى هذا الحديث الواحد وفي حديث آخر‪ :‬إنخخا آل محمخخد‬
‫ل نأكل الصدقة‪ ،‬وقال معروف فحدثني أنه يخخدخل إصخخبعه ليخرجهخخا فيقخخول‪:‬‬
‫هكذا‪ .‬كأنه يلتوي عليه ويكره أن يؤذيه )عليه السخخلم(‪ .‬وروى مرفوعخخا إلخخى‬
‫أسامة بن زيد أن النبي )صلى ال عليه وآلخخه( كخخان يقعخخده علخخى فخخخذه ويقعخخد‬
‫الحسين على الفخذ الخرى ويقخخول‪ :‬اللهخخم ارحمهمخخا فخخإني أرحمهمخخا‪ ،‬ورواه‬
‫البخاري في الدب‪ .‬وروى مرفوعا إلى أبي بكر قال‪ :‬سخخمعت النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مخخرة‬
‫وقال‪ :‬إن ابني هذا سيد ولعل ال أن يصلح به ما بين فئتين من المسلمين‪.‬‬
‫]‪[306‬‬

‫وروى عن زيد بن أرقم أن النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه( قخخال لعلخخي وفاطمخخة وحسخخن‬
‫وحسين‪ :‬أنا سلم لمن سالمتم‪ ،‬وحرب لمن حاربتم‪ .‬وقد روى أحمد بخخن حنبخخل‬
‫أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال وقد نظر إلخخى الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم(‪ :‬من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معخخي فخخي درجخختي يخخوم القيامخخة‪.‬‬
‫ومن كتاب الفردوس عن عائشة عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬سخخألت‬
‫الفخخردوس ربهخخا فقخخالت‪ :‬أي رب زينخخي فخخإن أصخخحابي وأهلخخي أتقيخخاء أبخخرار‪،‬‬
‫فأوحى ال عز وجل إليها ألم أزينك بالحسن والحسين‪ - 66 .‬بشا‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫علي بن عبد الصمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد الكرخخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن الخليل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬عن عبخخد الخ بخخن صخخالح‪،‬‬
‫عن معاوية بن صالح‪ ،‬عن راشد بن سعد‪ ،‬عن يعلى بن مرة أنه قال‪ :‬خرجنخخا‬
‫مع النبي )صلى ال عليه وآله( دعينا إلى طعام فإذا الحسن يلعب في الطريق‬
‫فأسرع النبي )صلى ال عليه وآله( أمام القوم ثخخم بسخخط يخخده فجعخخل يمخخر مخخرة‬
‫هيهنا ومرة ههنا يضاحكه حتى أخذه فجعل إحخخدى يخخديه فخخي ذقنخخه والخخخرى‬
‫بين رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال رسول ال‪ :‬حسن مني وأنا منه أحب ال مخخن‬
‫أحبه الحسن والحسين سبطان من السباط‪ - 67 .‬كخخا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫بعض أصحابه‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬رقا النبي )صلى ال عليه وآله( حسنا وحسينا فقال‪:‬‬
‫اعيخخذكما بكلمخخات الخ التامخخة وأسخخمائه الحسخخنى كلهخخا عامخخة مخخن شخخر السخخامة‬
‫والهامة‪ ،‬ومن شر كل عين لمخخة‪ ،‬ومخخن شخخر كخخل حاسخخد إذا حسخخد‪ .‬ثخخم التفخخت‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلينا فقال‪ :‬هكخخذا ]كخخان[ يعخخوذ إبراهيخخم إسخخماعيل‬
‫وإسخخحاق )عليهخخم السخخلم(‪ - 68 .‬كخخا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله(‪ :‬الولد الصالح ريحانة من ال قسمها بين عباده وإن ريحخخانتي مخخن‬
‫الخخدنيا الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( سخخميتهما باسخخم سخخبطين مخخن بنخخي‬
‫إسرائيل شبرا وشبيرا‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫‪ - 69‬يب‪ :‬الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر وفضالة‪ ،‬عن عبد ال بن سنان عخخن حفخخص‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان‬
‫في الصلة وإلى جانبه الحسين بن علخخي فكخخبر رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فلم يحر الحسين التكبير‪ ،‬ولم يزل رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يكخخبر ويعالخخج الحسخخين التكخخبير ولخخم يحخخر حخختى أكمخخل سخخبع تكخخبيرات فأحخخار‬
‫الحسين التكبير في السابعة فقال أبو عبد ال )عليه السلم( فصارت سنة‪70 .‬‬
‫‪ -‬فر‪ :‬جعفر الفزاري معنعنا عن ابن عباس في قول ال تعالى‪) :‬يا أيها الخخذين‬
‫آمنوا اتقوا ال وآمنوا برسخخوله يخخؤتكم كفليخخن مخخن رحمتخخه( )‪ (1‬قخخال‪ :‬الحسخخن‬
‫والحسين )ويجعل لكم نورا تمشون بخخه( قخخال‪ :‬أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب )عليه السلم( ‪ - 71‬فر‪ :‬علخخي بخخن محمخخد الزهخخري معنعنخخا عخخن جخخابر‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ .‬في قوله تعالى‪) :‬يؤتكم كفليخخن مخخن‬
‫رحمته( يعني حسنا وحسينا قال‪ :‬ما ضر من أكرمه ال أن يكون مخخن شخخيعتنا‬
‫ما أصابه في الدنيا ولو لم يقدر على شخخئ يخخأكله إل الحشخخيش‪ .‬أقخخول‪ :‬قخخد مخخر‬
‫بعض مناقبهما والنصوص عليهمخخا فخخي بخخاب أخبخخار النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( بمظلخخوميتهم )عليهخخم السخخلم( وسخخيأتي بعخخض النصخخوص فخخي البخخواب‬
‫التية‪ - 72 .‬في بعض كتب المناقب القديمة عن محمد بن أحمد بن علخخي بخخن‬
‫شاذان بإسناده عن ابن عباس قال‪ :‬كنخخت جالسخخا بيخخن يخخدي النخخبي )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( ذات يوم‪ ،‬وبيخخن يخخديه علخخي وفاطمخخة والحسخخن والحسخخين‪ ،‬إذ هبخخط‬
‫جبرئيل )عليه السلم( ومعه تفاحة فحيا بها النبي )صلى ال عليه وآله( فتحيا‬
‫بها النبي )صلى ال عليه وآله( وحيا بها علي بن أبي طالب فتحيخخا بهخخا علخخي‬
‫وقبلها وردها إلى رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فتحيخا بهخخا رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( وحيا بها الحسن وتحيا بها الحسخخن وقبلهخخا وردهخخا إلخخى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فتحيا بها رسول ال وحيا بها الحسين فتحيخخا‬
‫بها الحسين‪ ،‬وقبلها وردها إلى رسول ال )صخلى الخ عليخه وآلخه( فتحيخا بهخا‬
‫وحيا بها فاطمة فتحيت بها وقبلتها وردتها إلى النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‪.‬‬
‫فتحيا بها الرابعة وحيا بها علي بن أبي طالب فتحيا بها علي بن أبى طالب‬

‫)‪ (1‬الحديد‪.28 :‬‬

‫]‪[308‬‬

‫فلما هم أن يردها إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( سقطت التفاحة من بيخخن أنخخامله‬
‫فانفلقت بنصفين فسطع منهخخا نخخور حخختى بلخخغ إلخخى السخخماء الخخدنيا‪ ،‬فخخإذا عليهخخا‬
‫سطران مكتوبان‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم تحية من ال خ ]تعخخالى[ إلخخى محمخخد‬
‫المصطفى‪ ،‬وعلي المرتضى‪ ،‬وفاطمة الزهخخراء‪ ،‬والحسخخن والحسخخين سخخبطي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأمان لمحبيها يوم القيامة من النخخار‪ .‬وعخخن‬
‫ابن شاذان‪ ،‬بإسناده عن زاذان‪ ،‬عن سلمان قال‪ :‬أتيت النبي )صخلى الخ عليخه‬
‫وآله( فسلمت عليه ثم دخلت على فاطمة )عليها السخخلم( فقخخالت‪ :‬يخخا عبخخد الخ‬
‫هذان الحسن والحسين جائعان يبكيان‪ ،‬فخذ بأيديهما فاخرج بهما إلخخى جخخدهما‬
‫فأخذت بأيديهما وحملتهما حتى أتيت بهما إلى النبي )صلى ال خ عليخخه وآلخخه(‪.‬‬
‫فقال‪ :‬مالكما يا حسناي قال‪ :‬نشتهي طعاما يا رسول ال‪ ،‬فقخخال النخخبي )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( اللهخخم أطعمهمخخا ‪ -‬ثلثخخا ‪ -‬قخال‪ :‬فنظخرت فخإذا سخفرجلة فخخي يخد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( شبيهة بقلة مخخن قلل هجخخر أشخخد بياضخخا مخخن‬
‫الثلج‪ ،‬وأحلى من العسخخل وأليخخن مخخن الزبخخد‪ ،‬ففركهخخا )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫بابهامه فصيرها نصفين ثم دفع إلخخى الحسخخن نصخخفها وإلخخى الحسخخين نصخخفها‪،‬‬
‫فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتهيها‪ .‬قال‪ :‬يا سلمان هذا طعخخام‬
‫من الجنخخة ل يخخأكله أحخخد حخختى ينجخخو مخخن الحسخخاب‪ .‬وباسخخناده عخخن الطخخبراني‬
‫بإسناده عن سلمان قال‪ :‬كنا حول النبي )صلى ال عليه وآله( فجاءت أم أيمن‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال لقد ضل الحسخخن والحسخخين‪ ،‬وذلخخك عنخخد ارتفخخاع النهخخار‪،‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قوموا فاطلبوا ابنخخي‪ .‬فأخخخذ كخخل رجخخل‬
‫تجاه وجهه‪ ،‬وأخذت نحو النبي )صلى ال عليه وآله( فلم يزل حتى أتى سخخفح‬
‫الجبخخل‪ ،‬وإذا الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( ملخختزق كخخل واحخخد منهمخخا‬
‫بصاحبه‪ ،‬وإذا شجاع )‪ (1‬قائم على ذنبه‪ ،‬يخرج من فيه شخخبه النخخار‪ ،‬فأسخخرع‬
‫إليه رسول ال فالتفت مخاطبا لرسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( ثخخم انسخخاب‬
‫فدخل بعض الجحرة )‪ (2‬ثم أتاهما فأفرق بينهما‬

‫)‪ (1‬الشجاع ‪ -‬بالضم والكسر ‪ -‬الحية‪ (2) .‬كأنه جمع جحر وهو مكان تحتفره الهخخوام‬
‫والسباع لنفسها والقياس في جمعه‪ :‬جحرة واجحار‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫ومسح وجوههما‪ ،‬وقال‪ :‬بأبي وامي أنتما ما أكرمكما على ال‪ .‬ثم حمخخل أحخخدهما علخخى‬
‫عخخاتقه اليمخخن‪ ،‬والخخخر علخخى عخخاتقه اليسخخر‪ ،‬فقلخخت‪ :‬طوباكمخخا نعخخم المطيخخة‬
‫مطيتكما فقال رسول ال‪ :‬ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما‪ .‬وروي فخخي‬
‫المراسيل أن الحسن والحسين كانا يكتبان فقال الحسن للحسين‪ :‬خطي أحسخخن‬
‫من خطخخك‪ ،‬وقخخال الحسخخين‪ :‬ل بخخل خطخخي أحسخخن مخخن خطخخك‪ ،‬فقخخال لفاطمخخة‪:‬‬
‫احكمي بيننا فكرهت فاطمة أن تؤذي أحدهما‪ ،‬فقالت لهما‪ :‬سل أباكما فسخخأله‬
‫فكره أن يؤذي أحدهما فقال‪ :‬سل جدكما رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪،‬‬
‫فقال )صلى ال عليخه وآلخه(‪ :‬ل أحكخم بينكمخا حختى أسخأل جبرئيخل فلمخا جخاء‬
‫جبرئيل قال‪ :‬ل أحكم بينهما ولكخخن إسخخرافيل يحكخخم بينهمخخا فقخخال إسخخرافيل‪ :‬ل‬
‫أحكم بينهما ولكن أسأل ال أن يحكم بينهما فسأل ال تعالى ذلك فقخخال تعخخالى‪:‬‬
‫ل أحكم بينهما ولكن أمهما فاطمة تحكم بينهما‪ .‬فقالت فاطمة‪ :‬أحكم بينهمخخا يخخا‬
‫رب وكانت لها قلدة فقالت لهما أنا أنثر بينكما جواهر هذه القلدة فمخخن أخخخذ‬
‫منهما أكثر فخطه أحسخخن‪ ،‬فنثرتهخا وكخان جبرئيخخل وقختئذ عنخد قائمخة العخرش‬
‫فأمره ال تعالى أن يهبط إلخى الرض وينصخف الجخخواهر بينهمخخا كيل يتخخأذى‬
‫أحدهما ففعل ذلك جبرئيخخل إكرامخخا لهمخخا وتعظيمخخا‪ .‬وروى ركخخن الئمخخة عبخخد‬
‫الحميد بن ميكائيل‪ ،‬عن يوسف بن منصور الساوي عخخن عبخخد الخ بخخن محمخخد‬
‫الزدي‪ ،‬عن سهل بن عثمان‪ ،‬عن منصور بن محمد النسخخفي‪ ،‬عخخن عبخخد ال خ‬
‫بن عمرو‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عخخن مالخخك بخخن سخخليمان‪ ،‬عخخن‬
‫ابن جريح‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬كخخان رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( جائعا ل يقدر على ما يأكل فقال لخخي‪ :‬هخخاتي رداي‪ ،‬فقلخخت‪ :‬أيخخن تريخخد ؟‬
‫قال‪ :‬إلى فاطمة ابنتي فأنظر إلى الحسن والحسين‪ ،‬فيذهب بعض مخخا بخخي مخخن‬
‫الجوع‪ .‬فخرج حتى دخل على فاطمخخة )عليهخخا السخخلم( فقخخال‪ :‬يخخا فاطمخخة أيخخن‬
‫ابناي ؟ فقالت‪ :‬يا رسول ال خرجخا مخن الجخوع وهمخا يبكيخان‪ ،‬فخخرج النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( في طلبهما فرأى أبا الدرداء فقال‪ :‬يا عويمر هل رأيت‬
‫ابني ؟ قال‪ :‬نعم يا رسول ال هما نائمان في‬

‫]‪[310‬‬

‫ظل حخائط بنخي جخخدعان‪ ،‬فخانطلق النخخبي فضخخمهما وهمخخا يبكيخان وهخخو يمسخخح الخدموع‬
‫عنهما‪ ،‬فقال له أبو الدرداء‪ :‬دعني أحملهما فقال‪ :‬يا أبا الخخدرداء دعنخخي أمسخخح‬
‫الدموع عنهما فو الذي بعثني بالحق نبيخخا لخخو قطخخر قطخخرة فخخي الرض لبقيخخت‬
‫المجاعة في أمتي إلى يوم القيامة ثم حملهما وهما يبكيخخان وهخخو يبكخخي‪ .‬فجخخاء‬
‫جبرئيل فقال‪ :‬السخلم عليخك يخا محمخد رب العخزة جخل جللخه يقخرئك السخلم‬
‫ويقول‪ :‬ما هذا الجزع ؟ فقال النبي )صلى ال عليه وآله( يا جبرئيل ما أبكخخي‬
‫جزعا بل أبكي من ذل الدنيا‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬إن ال خ تعخخالى يقخخول‪ :‬أيسخخرك أن‬
‫أحول لك أحدا ذهبا ول ينقص لك مما عندي شئ ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال لخخم ؟ قخخال‪:‬‬
‫لن ال تعالى لم يحب الدنيا ولو أحبها لما جعل للكافر أكملها‪ ،‬فقخخال جبرئيخخل‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا محمد ادع بالجفنة المنكوسخخة الخختي فخخي ناحيخخة الخخبيت‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فدعا بها فلما حملت فإذا فيها ثريد ولحخخم كخخثير‪ ،‬فقخخال‪ :‬كخخل يخخا محمخخد وأطعخخم‬
‫ابنيك وأهل بيتك‪ ،‬قال‪ :‬فأكلوا فشبعوا قال‪ :‬ثم أرسل بهخخا إلخخي فخخأكلوا وشخخبعوا‬
‫وهو على حالها‪ ،‬قال‪ :‬ما رأيت جفنة أعظم بركخخة منهخخا‪ ،‬فرفعخخت عنهخخم فقخخال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬والخخذي بعثنخخي بخخالحق لخخو سخخكت لتخخداولها فقخخراء‬
‫أمتي إلى يوم القيامة‪ - 73 .‬أقول‪ :‬وجخخدت فخخي بعخخض مؤلفخخات أصخخحابنا أنخخه‬
‫روي مرسل عن جماعة من الصخخحابة قخخالوا‪ :‬دخخخل النخخبي )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( دار فاطمة )عليها السلم( فقال‪ :‬يا فاطمة إن أباك اليوم ضيفك‪ ،‬فقخخالت‬
‫)عليها السلم(‪ :‬يا أبت إن الحسن والحسين يطالباني بشئ من الزاد فلخخم أجخخد‬
‫لهما شيئا يقتاتان به‪ ،‬ثم إن النبي )صلى ال عليه وآله( دخل وجلس مع علخخي‬
‫والحسن والحسين وفاطمة )عليهم السلم(‪ ،‬وفاطمة متحيرة مخخا تخخدري كيخخف‬
‫تصخخنع‪ ،‬ثخخم إن النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( نظخخر إلخخى السخخماء سخخاعة وإذا‬
‫بجبرئيل )عليه السلم( قد نزل‪ ،‬وقال‪ :‬يا محمد العلي العلخخى يقخخرئك السخخلم‬
‫ويخصك بالتحية والكرام‪ ،‬ويقول لك‪ :‬قل لعلي وفاطمة والحسخخن والحسخخين‪:‬‬
‫أي شئ يشتهون من فخخواكه الجنخخة ؟ فقخال النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‪ :‬يخخا‬
‫علي ! ويا فاطمة ! ويا حسن ! ويخخا حسخخين ! إن رب العخخزة علخخم أنكخخم جيخخاع‬
‫فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلم‬

‫]‪[311‬‬
‫ولم يردوا جوابا حياء من النبي )صلى ال عليه وآلخخه( فقخخال الحسخخين )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫عن إذنك يا أباه يا أمير المؤمنين‪ ،‬وعن إذنك يا أماه يخخا سخخيدة نسخخاء العخخالمين‬
‫وعن إذنك يا أخخاه الحسخخن الزكخخي أختخخار لكخم شخيئا مخن فخواكه الجنخخة فقخالوا‬
‫جميعا‪ :‬قل يا حسين ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال‪ :‬يا رسول ال قل‬
‫لجبرئيل إنا نشتهي رطبا جنيا فقال النبي )صلى ال عليه وآلخه(‪ :‬قخد علخم الخ‬
‫ذلك ثم قال‪ :‬يا فاطمة قومي وادخلي البيت و احضري إلينخخا مخخا فيخخه‪ ،‬فخخدخلت‬
‫فرأت فيه طبقا من البلور‪ ،‬مغطى بمنديل من السندس الخضر‪ ،‬وفيه رطخخب‬
‫جني في غير أوانه فقال النبي‪ :‬يا فاطمة أنى لك هذا ؟ قالت هو من عنخخد ال خ‬
‫إن ال يرزق من يشاء بغير حساب كما قالت مريم بنخخت عمخران‪ .‬فقخام النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وتناوله وقدمه بيخخن أيخخديهم ثخخم قخخال‪ :‬بسخخم ال خ الرحمخخن‬
‫الرحيم ثم أخذ رطبة واحدة فوضخخعها فخخي فخخم الحسخخين )عليخخه السخخلم( فقخخال‪:‬‬
‫هنيئا مريئا لك يا حسين‪ ،‬ثم أخذ رطبة فوضخعها فخي فخخم الحسخن وقخخال‪ :‬هنيئا‬
‫مريئا يا حسن‪ ،‬ثم أخذ رطبة ثالثة فوضخخعها فخخي فخخم فاطمخخة الزهخخراء )عليهخخا‬
‫السلم( وقال لها‪ :‬هنيئا مريئا لك يخخا فاطمخخة الزهخخراء‪ ،‬ثخخم أخخخذ رطبخخة رابعخخة‬
‫فوضعها في فم علي )عليه السلم( وقال‪ :‬هنيئا مريئا لخخك يخخا علخخي‪ .‬ثخخم نخخاول‬
‫عليا رطبة أخرى والنبي )صلى ال عليه وآله( يقول لخخه‪ :‬هنيئا مخخريئا لخخك يخخا‬
‫علي ثم وثب النبي )صلى ال عليه وآله( قائما ثم جلس ثخخم أكلخخوا جميعخخا عخخن‬
‫ذلك الرطب فلما اكتفوا وشبعوا‪ ،‬ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن ال خ تعخخالى‪.‬‬
‫فقالت فاطمة‪ :‬يا أبه ! لقد رأيت اليوم منك عجبا فقال‪ :‬يخخا فاطمخخة أمخخا الرطبخخة‬
‫الولى التي وضعتها في فم الحسين‪ ،‬وقلت له‪ :‬هنيئا يا حسين‪ ،‬فخخإني سخخمعت‬
‫ميكائيل وإسرافيل يقولن‪ :‬هنيئا لك يا حسخخين‪ ،‬فقلخخت أيضخخا موافقخخا لهمخخا فخخي‬
‫القول ثم أخذت الثانية فوضعتها في فخخم الحسخخن‪ ،‬فسخخمعت جبرئيخخل وميكائيخخل‬
‫يقولن‪ :‬هنيئا لك يا حسن‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا موافقا لهما في القول‪ ،‬ثخخم أخخخذت الثالثخخة‬
‫فوضعتها في فمك يا فاطمة فسمعت الحور العين مسخخرورين مشخخرفين علينخخا‬
‫من الجنان وهن يقلن‪ :‬هنيئا لك يا فاطمة‪ ،‬فقلت موافقا لهن بالقول‪.‬‬

‫]‪[312‬‬

‫ولما أخذت الرابعة فوضخخعتها فخخي فخخم علخخي سخخمعت النخخداء مخخن ]قبخخل[ الحخخق سخخبحانه‬
‫وتعالى يقول‪ :‬هنيئا مريئا لك يا علخخي‪ ،‬فقلخخت موافقخخا لقخخول ال خ عزوجخخل‪ ،‬ثخخم‬
‫ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى وأنا أسمع صخخوت الحخخق سخخبحانه وتعخخالى‬
‫يقول‪ :‬هنيئا مريئا لك يا علي ثم قمت إجلل لرب العزة جل جللخخه‪ ،‬فسخخمعته‬
‫يقول‪ :‬يا محمد وعزتي وجللي‪ ،‬لخو نخاولت عليخخا مخخن هخذه السخاعة إلخخى يخخوم‬
‫القيامة رطبة رطبخة لقلخت لخه‪ :‬هنيئا مخريئا بغيخر انقطخاع‪ .‬وروي فخي بعخض‬
‫الخبار أن أعرابيا أتى الرسول )صلى ال عليه وآله( فقال له‪ :‬يا رسول الخخ‬
‫لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هدية لولديك الحسن والحسين‪ ،‬فقبلهخخا‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ودعا له بالخير فإذا الحسن )عليه السلم( واقخخف‬
‫عند جده فرغخخب إليهخخا فأعطخخاه إياهخخا فمخخا مضخخى سخخاعة إل والحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( قد أقبل فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها فقال‪ :‬يخا أخخخي مخن أيخخن لخخك‬
‫هذه الخشفة ؟ فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬أعطانيها جدي رسول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( فسار الحسين )عليه السلم( مسرعا إلخخى جخخده فقخخال‪ :‬يخخا جخخداه‬
‫أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولخخم تعطنخخي مثلهخخا‪ ،‬وجعخخل يكخخرر القخخول علخخى‬
‫جده‪ ،‬وهو ساكت لكنه يسلي خاطره ويلطفخخه بشخخئ مخخن الكلم حخختى أفضخخى‬
‫من أمر الحسين )عليه السخخلم( إلخخى أن هخخم يبكخخي‪ .‬فبينمخخا هخخو كخخذلك إذ نحخخن‬
‫بصياح قد ارتفع عند باب المسخخجد فنظرنخخا فخخإذا ظبيخخة ومعهخخا خشخخفها‪ ،‬ومخخن‬
‫خلفها ذئبة تسوقها إلخى رسخول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( وتضخربها بأحخد‬
‫أطرافها حتى أتت بها إلى النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ثخخم نطقخخت الغزالخخة‬
‫بلسان فصيح وقالت‪ :‬يا رسخخول الخ قخخد كخخانت لخخي خشخخفتان إحخخداهما صخخادها‬
‫الصياد وأتى بها إليك وبقيت لي هذه الخرى وأنا بهخخا مسخخرورة وإنخخي كنخخت‬
‫الن ارضعها فسمعت قائل يقول‪ :‬أسرعي أسخخرعي يخخا غزالخخة‪ ،‬بخشخخفك إلخخى‬
‫النبي محمد وأوصليه سريعا لن الحسخخين واقخخف بيخخن يخخدي جخخده وقخخد هخخم أن‬
‫يبكي‪ ،‬والملئكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبخخادة‪ ،‬ولخخو بكخخى‬
‫الحسين )عليه السلم( لبكت الملئكة المقربون لبكخائه‪ .‬وسخمعت أيضخا قخائل‬
‫يقول‪ :‬أسرعي يا غزالة قبل جريان الدموع على خد الحسخخين )عليخخه السخخلم(‬
‫فإن لم تفعلي سلطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك فأتيت‬

‫]‪[313‬‬

‫بخشفي إليك يا رسول ال وقطعت مسافة بعيدة‪ ،‬ولكن طويت لي الرض حخختى أتيتخخك‬
‫سريعة‪ ،‬وأنا أحمد ال ربي على أن جئتك قبل جريخان دمخوع الحسخين )عليخه‬
‫السلم( على خده‪ .‬فارتفع التهليل والتكبير من الصحاب ودعا النخبي )صخلى‬
‫ال عليه وآله( للغزالة بالخير و البركة‪ ،‬وأخذ الحسين )عليه السلم( الخشخخفة‬
‫وأتى بها إلخخى أمخخه الزهخخراء )عليهخخا السخخلم( فسخخرت بخخذلك سخخرورا عظيمخخا‪.‬‬
‫وروي عن سلمان الفارسي قال‪ :‬اهدي إلى النبي )صلى ال عليه وآله( قطف‬
‫من العنب في غير أوانه فقال لي‪ :‬يا سخخلمان ائتنخخي بولخخدي الحسخخن والحسخخين‬
‫ليأكل معي من هذا العنب‪ ،‬قال سلمان الفارسي‪ :‬فذهبت أطرق عليهما منخخزل‬
‫امهما فلم أرهما فأتيت منزل اختهما أم كلثوم فلم أرهما فجئت فخخخبرت النخخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بذلك‪ .‬فاضطرب ووثب قائما وهو يقخخول‪ :‬وا ولخخداه‪ ،‬وا‬
‫قرة عيناه‪ ،‬من يرشدني عليهما فله على ال الجنة فنزل جبرئيخخل مخخن السخخماء‬
‫وقال‪ :‬يا محمد علم هخخذا النزعخخاج ؟ فقخخال‪ :‬علخخى ولخخدي الحسخخن والحسخخين‪،‬‬
‫فإني خائف عليهما من كيد اليهود‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬يخخا محمخخد بخخل خخخف عليهمخخا‬
‫من كيد المنافقين فإن كيدهم أشد مخخن كيخخد اليهخخود‪ ،‬واعلخخم يخخا محمخخد أن ابنيخخك‬
‫الحسن والحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح فصار النبي )صلى الخ عليخخه‬
‫وآله( من وقته وساعته إلى الحديقة وأنخخا معخخه حخختى دخلنخخا الحديقخخة وإذا همخخا‬
‫نائمان وقد اعتنق أحدهما الخخخر‪ ،‬وثعبخخان فخي فيخخه طاقخة ريحخان يخخروح بهخخا‬
‫وجهيهما‪ .‬فلما رأى الثعبان النبي )صلى ال عليه وآله( ألقى ما كخخان فخخي فيخخه‬
‫فقال‪ :‬السلم عليك يا رسول ال لست أنا ثعبانا‪ ،‬ولكني ملك من ملئكة ]الخخ[‬
‫الكروبيين‪ ،‬غفلت عن ذكر ربي طرفة عيخخن‪ ،‬فغضخخب علخخي ربخخي ومسخخخني‬
‫ثعبانا كما ترى وطردني من السماء إلى الرض وإني منذ سنين كثيرة أفصد‬
‫كريما على ال فأسأله أن يشفع لي عند ربي عسى أن يرحمني ويعيدني ملكخخا‬
‫كما كنت أول إنه على كل شئ قدير‪ .‬قال‪ :‬فجثا النبي )صلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫يقبلهما حتى استيقظا فجلسا على ركبتي النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فقخخال‬
‫لهما النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬انظرا يا ولدي هذا ملك من ملئكة ال‬

‫]‪[314‬‬

‫الكروبيين‪ ،‬قد غفل عن ذكر ربه طرفة عين‪ ،‬فجعله ال هكذا وأنا مستشخخفع بكمخخا إلخخى‬
‫ال خ تعخخالى فاشخخفعا لخخه‪ ،‬فخخوثب الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( فأسخخبغا‬
‫الوضخخوء‪ ،‬وصخخليا ركعخختين وقخخال‪ :‬اللهخخم بحخخق جخخدنا الجليخخل الحخخبيب محمخخد‬
‫المصطفى وبأبينا علي المرتضى وبامنا فاطمة الزهخخراء‪ ،‬إل مخخا رددتخخه إلخخى‬
‫حالته الولى‪ .‬قال‪ :‬فما استتم دعاءهما فإذا بجبرئيل قد نخخزل مخخن السخخماء فخخي‬
‫رهط من الملئكة‪ ،‬وبشر ذلخخك الملخخك برضخخى الخ عنخخه‪ ،‬وبخخرده إلخخى سخخيرته‬
‫الولى ثم ارتفعوا به إلى السماء وهم يسبحون الخ تعخخالى‪ .‬ثخخم رجخخع جبرئيخخل‬
‫إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وهو متبسم وقال‪ :‬يا رسول ال إن ذلك الملك‬
‫يفتخر على ملئكة السبع السماوات ويقخخول لهخخم‪ :‬مخخن مثلخخي وأنخخا فخخي شخخفاعة‬
‫السيدين السبطين الحسخخن والحسخخين‪ .‬وقخخال‪ :‬حكخخي عخخن عخخروة البخخارقي قخال‪:‬‬
‫حججت في بعض السنين فدخلت مسجد رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه(‬
‫فوجدت رسول ال جالسا وحوله غلمان يافعان‪ ،‬وهخخو يقبخخل هخخذا مخخرة وهخخذا‬
‫أخرى فإذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلمه حتى يقضي وطره منهما‪،‬‬
‫وما يعرفون لي سبب حبخخه إياهمخخا‪ .‬فجئتخخه وهخخو يفعخخل ذلخخك بهمخخا فقلخخت‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال هذان ابناك ؟ فقال‪ :‬إنهما ابنا ابنتي وابنا أخخخي وابخخن عمخخي وأحخخب‬
‫الرجال إلي ومن هو سمعي وبصري‪ ،‬ومن نفسه نفسي ونفسخخي نفسخخه‪ ،‬ومخخن‬
‫أحزن لحزنه ويحزن لحزني‪ ،‬فقلت له‪ :‬قخخد عجبخخت يخخا رسخخول الخ مخخن فعلخخك‬
‫بهما وحبك لهما فقال لي‪ :‬احدثك أيها الرجل‪ .‬إني لما عخخرج بخخي إلخخى السخخماء‬
‫ودخلت الجنة انتهيت إلى شجرة في رياض الجنة فعجبت من طيب رائحتها‪،‬‬
‫فقال لي جبرئيخخل‪ :‬يخخا محمخخد ل تعجخخب مخخن هخخذه الشخخجرة فثمرهخخا أطيخخب مخخن‬
‫ريحها فجعل جبرئيل يتحفني من ثمرها‪ ،‬ويطعمني من فاكهتهخخا وأنخخا ل أمخخل‬
‫منها‪ ،‬ثم مررنا بشجرة أخرى فقال لي جبرئيل‪ :‬يا محمد كل من هذه الشجرة‬
‫فإنها تشبه الشجرة التي أكلت منها الثمر‪ ،‬فهخخي أطيخخب طعمخخا وأذكخخى رائحخخة‬
‫قال‪ :‬فجعل جبرئيل يتحفني بثمرها ويشمني من رائحتها وأنا ل أمل منها‪.‬‬
‫]‪[315‬‬

‫فقلت‪ :‬يا أخي جبرئيل ما رأيت في الشجار أطيخخب ول أحسخخن مخخن هخخاتين الشخخجرتين‬
‫فقال لي‪ :‬يا محمد أتدري مخخا اسخخم هخخاتين الشخخجرتين ؟ فقلخخت‪ :‬ل أدري فقخخال‪:‬‬
‫إحداها الحسن والخرى الحسين فإذا هبطت يا محمد إلى الرض من فخخورك‬
‫فأت زوجتك خديجة‪ ،‬وواقعها مخخن وقتخخك وسخخاعتك‪ ،‬فخخإنه يخخخرج منخخك طيخخب‬
‫رائحة الثمر الذي أكلته من هخخاتين الشخخجرتين فتلخخد لخخك فاطمخخة الزهخخراء‪ ،‬ثخخم‬
‫زوجها أخاك عليا فتلد له ابنيخخن فسخخم أحخخدهما الحسخخن والخخخر الحسخخين‪ .‬قخخال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ففعلت ما أمرني أخي جبرئيل فكخخان المخخر‬
‫ما كان‪ .‬فنزل إلي جبرئيل بعدما ولد الحسن والحسين‪ ،‬فقلخت لخخه‪ :‬يخا جبرئيخل‬
‫ما أشوقني إلى تينك الشجرتين فقال لي‪ :‬يا محمخد إذا اشختقت إلخى الكخل مخن‬
‫ثمرة تينك الشجرتين فشم الحسن والحسين‪ ،‬قال‪ :‬فجعل النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( كلما اشتاق إلى الشجرتين يشم الحسن والحسخين ويلثمهمخا وهخو يقخول‪:‬‬
‫صخخدق أخخخي جبرئيخخل )عليخخه السخخلم( ثخخم يقبخخل الحسخخن والحسخخين ويقخخول‪ :‬يخخا‬
‫أصحابي إني أود أني اقاسمهما حياتي لحبي لهما فهما ريحانتخخاي مخخن الخخدنيا‪.‬‬
‫فتعجب الرجل ]من[ وصف النبي )صلى ال عليه وآلخخه( للحسخخن والحسخخين‪،‬‬
‫فكيف لو شاهد النبي )صلى ال عليه وآله( من سفك دمخخاءهم‪ ،‬وقتخخل رجخخالهم‬
‫وذبخخح أطفخخالهم‪ ،‬ونهخخب أمخخوالهم‪ ،‬و سخخبى حريمهخخم‪ ،‬أولئك عليهخخم لعنخخة ال خ‬
‫والملئكة والناس أجمعين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‪ .‬أقخخول‪ :‬قخخد‬
‫مر أخبار كخخثيرة فخي بخاب فضخائل أصخخحاب الكسخاء وبخخاب النصخخوص علخخى‬
‫الثنخخي عشخخر )عليهخخم السخخلم( فخخي فضخخائلهما‪ .‬وروى الخخديلمي فخخي فخخردوس‬
‫الخبار عن أمير المؤمنين )عليه السخخلم( أن موسخخى بخخن عمخخران سخخأل ربخخه‬
‫عزوجل فقخال‪ :‬يخا رب إن أخخي هخارون مخات فخاغفر لخه فخأوحى الخ أن‪ :‬يخا‬
‫موسى لو سألتني في الولين والخرين لجبتك ما خل قاتل الحسين بن علي‬
‫بن أبي طالب فاني أنتقم له منه‪ .‬وروى أيضا عنه )عليخخه السخخلم( أن موسخخى‬
‫بن عمران سأل ربه عزوجل زيارة قبر الحسين بن علخخي فخخزاره فخخي سخخبعين‬
‫ألفا من الملئكة‪ .‬وعن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( اللهم إني‬
‫احبه فأحبه وأحب من يحبه‬

‫]‪[316‬‬

‫‪ -‬ثلثا ‪ -‬يعني الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ .‬وعن أبي سعيد عنه )صلى ال عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إل ابني الخالة عيسخخى ويحيخخى‬
‫بن زكريا‪ .‬ابخن عمخر‪ ،‬عنخه )صخلى الخ عليخه وآلخه(‪ .‬الحسخن والحسخين همخا‬
‫ريحاني من الدنيا‪ .‬يعلى بن مرة‪ :‬الحسين مني وأنا من حسخخين أحخخب الخ مخخن‬
‫أحب حسينا‪ ،‬حسين سبط من السباط‪ .‬علي بخخن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم(‪:‬‬
‫الحسن والحسين يوم القيامة‪ ،‬عن جنبي عرش الرحمان بمنزلخخة الشخخنفين مخخن‬
‫الوجه‪ .‬حذيفة عنه )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحسين أعطخخي مخخن الفضخخل مخخا لخخم‬
‫يعط أحد من ولد آدم ما خل يوسف بن يعقوب‪ .‬وعن عائشة عنه )صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬سألت الفردوس ربها عخخز وجخخل فقخخالت‪ :‬أي رب زينخخي فخخإن‬
‫أصحابي وأهلي أتقياء أبرار‪ ،‬فأوحى ال إليها أو لم أزينك بالحسن و الحسين‬
‫؟ وروى ابن نما في مثير الحزان من تاريخ البلذري قال‪ :‬حدث محمخخد بخن‬
‫يزيد المبرد النحوي في إسناد ذكره قخخال‪ :‬انصخخرف النخخبي إلخخى منخخزل فاطمخخة‬
‫فرآها قائمة خلف بابها فقال‪ :‬ما بال حبيبتي ههنا ؟ فقالت‪ :‬ابناك خرجا غخخدوة‬
‫وقد غخخبي علخخي خبرهمخخا‪ ،‬فمضخخى رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يقفخخو‬
‫آثارهمخخا حخختى صخخار إلخخى كهخخف جبخخل فوجخخدهما نخخائمين وحيخخة مطوقخخة عنخخد‬
‫رؤسهما فأخذ حجرا وأهوى إليها فقالت‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ! وال ما‬
‫نمت عند رؤوسهما إل حراسة لهما‪ ،‬فدعا لهخخا بخيخخر ثخخم حمخخل الحسخخن علخخى‬
‫كتفه اليمنى‪ ،‬والحسين على كتفه اليسرى‪ ،‬فنزل جبرئيل فأخذ الحسين وحمله‬
‫فكانا بعد ذلك يفتخخخران فيقخخول الحسخخن‪ :‬حملنخخي خيخخر أهخخل الرض‪ ،‬و يقخخول‬
‫الحسين‪ :‬حملني خير أهل السماء‪ - 74 .‬د‪ :‬من كتاب الدر‪ :‬ذكر عبخخد الخ بخخن‬
‫أحمد بن حنبل حديثا عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي )صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه( أنخخه‬
‫قال للحسن‪ :‬اللهم إني احبه فأحب من يحبه‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫وحدث عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن رجاله‪ ،‬عن عمير بن إسحاق قال‪ :‬كنت مع الحسخخن بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( فلقينا أبخو هريخرة فقخال‪ :‬أرنخي اقبخل منخك حيخث رأيخت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقبل قال‪ :‬فقال لقميصه )‪ (1‬كذا فكشفه عخخن‬
‫سرته‪ .‬وعنه‪ ،‬عن رجاله قال‪ :‬كنخا عنخخد النخخبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فجخاء‬
‫الحسن بن علي يحبو حتى صعد علخخى صخخدره فبخخال عليخخه‪ ،‬فابتخخدرناه لنأخخخذه‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ابني ابني ثخخم دعخخا بمخخاء فصخخبه عليخخه‪ .‬قخخال‬
‫المسهر مولى الزبير‪ :‬تذاكرنا من أشبه النبي )صلى ال عليه وآله( من أهله‪،‬‬
‫فدخل علينا عبد ال بن الزبير‪ ،‬فقال‪ :‬أنا احدثكم بأشبه أهله إليخخه‪ :‬الحسخخن بخخن‬
‫علي رأيته يجئ وهو ساجد فيركب ظهخخره فمخخا ينزلخخه حخختى يكخخون هخخو الخخذي‬
‫ينزل‪ ،‬ورأيته يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه يخرج من الجانب الخخخر‬
‫وقال فيه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هو ريحخخاني مخخن الخخدنيا وإن ابنخخي‬
‫هذا سيد يصلح ال به بين فئتين من المسلمين وقال‪] :‬اللهم[ إني أحبخخه وأحخخب‬
‫من يحبه‪ - 75 .‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده عخخن موسخخى بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآلخخه(‬
‫قبل زب الحسين بن علي كشخخف عخخن اربيتخخه )‪ (2‬وقخخام فصخخلى مخخن غيخخر أن‬
‫يتوضأ‪.‬‬
‫)‪ (1‬قخال لقميصخخه كخخذا‪ :‬أي أفرجخه‪ (2) .‬الربيخة‪ :‬أصخل الفخخخذ‪ ،‬وأصخله اربخخوة فخإنهم‬
‫استثقلوا التشديد على الواو‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫‪) - 13‬بخخاب( )مكخخارم أخلقهمخخا صخخلوات الخ عليهمخخا وإقخخرار المخخخالف( )والمؤالخخف‬
‫بفضلهما( ‪ - 1‬قب‪ :‬استفتى أعرابي عبد الخ بخخن الزبيخخر وعمخخرو بخخن عثمخخان‬
‫فتواكل فقال‪ :‬اتقيا ال فاني أتيتكما مسترشدا أمواكلة في الدين ؟ فأشارا عليخخه‬
‫بالحسن والحسين فأفتياه فأنشأ أبياتا منهخخا‪ :‬جعخخل الخ حخخر وجهيكمخخا نعليخخن *‬
‫سبتا يطأهما الحسنان بيان‪ :‬قال الجزري فيه‪ :‬يا صاحب السبتين اخلع نعليك‪:‬‬
‫السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال سميت بذلك لن‬
‫شعرها قد سبت عنها أي حلق وازيل‪ ،‬وقيل‪ :‬لنها انسبتت بالدباغ أي لنخخت‪،‬‬
‫يريد‪ :‬يا صاحب النعلين وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السخخبت سخخبتا اتسخخاع‬
‫مثل قولهم‪ :‬فلن يلبس الصوف والقطن والبريسم أي الثيخخاب المتخخخذة منهخخا‪.‬‬
‫‪ - 2‬قب‪ :‬إسماعيل بن بريد )‪ (1‬بإسناد عن محمد بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم(‬
‫أنه قال‪ :‬أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( فتغيخخب‬
‫حخختى وجخخد الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا السخخلم( فخخي طريخخق خخخال فأخخخذهما‬
‫فاحتملهما على عاتقيه وأتى بهما النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسخخول‬
‫ال إني مستجير بال وبهما‪ ،‬فضحك رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( حخختى‬
‫رد يده إلى فمه ثم قال للرجل‪ :‬اذهب فأنت طليق‪ ،‬وقال للحسن والحسين‪ :‬قخخد‬
‫شفعتكما فيه أي فتيان فأنزل الخ تعخخالى )ولخخو أنهخخم إذ ظلمخخوا أنفسخخهم جخخاؤك‬
‫فاستغفروا ال واستغفر لهم الرسول لوجدوا ال توابا رحيما( )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ :400‬اسماعيل بن يزيد‪ (2) .‬النساء‪.63 :‬‬

‫]‪[319‬‬

‫أخبار الليث بن سعد بإسناده أن رجل نخخذر أن يخخدهن بقخخارورة رجلخخي أفضخخل قريخخش‪،‬‬
‫فسأل عن ذلك‪ ،‬فقيل‪ :‬إن مخرمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش فاسأله عخخن‬
‫ذلك‪ ،‬فأتاه وسأله وقد خرف وعنده ابنخخه المسخخور‪ ،‬فمخخد الشخخيخ رجليخخه وقخخال‪:‬‬
‫ادهنهما‪ ،‬فقال المسور ابنه للرجل‪ :‬ل تفعل أيها الرجل‪ ،‬فإن الشيخ قخخد خخخرف‬
‫وإنما ذهب إلى ما كان في الجاهلية وأرسخخله إلخخى الحسخخن والحسخخين )عليهمخخا‬
‫السلم( وقال‪ :‬ادهن بها أرجلهما‪ ،‬فهما أفضخخل النخخاس وأكرمهخخم اليخخوم‪ .‬وفخخي‬
‫حديث مدرك بن أبي زياد‪ ،‬قلت لبن عبخاس وقخد أمسخخك للحسخخن ثخم الحسخخين‬
‫بالركاب‪ ،‬وسوى عليهما‪ :‬أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب ؟ فقال‪ :‬يخخالكع‬
‫وما تدري من هذان ؟ هذان ابنا رسول ال )صلى ال عليه وآله( أو ليس مما‬
‫أنعم ال علي به أن امسك لهما وأسوي عليهما‪ .‬عيون المحاسن عن الروياني‬
‫أن الحسن والحسين مخرا علخى شخيخ يتوضخأ ول يحسخن‪ ،‬فأخخذا فخي التنخازع‬
‫يقول كل واحد منهما‪ :‬أنت ل تحسن الوضوء فقال‪ :‬أيها الشيخ كن حكما بيننا‬
‫يتوضأ كل واحخد منخخا فتوضخئا ثخم قخال‪ :‬أينخا يحسخخن ؟ قخال‪ :‬كلكمخخا تحسخنان‬
‫الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلم الن منكما‬
‫وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما‪ .‬الباقر )عليخخه السخخلم(‬
‫قال‪ :‬ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له‪ ،‬ول تكلم محمد ابخخن الحنفيخخة‬
‫بين يدي الحسين )عليه السلم( إعظاما له‪ .‬وقالوا‪ :‬قيل ليوب )عليه السخخلم(‬
‫)نعم العبد( )‪ ،(1‬وللحسن والحسخخين‪ :‬نعخخم المطيخخة مطيتكمخخا‪ ،‬ونعخخم الراكبخخان‬
‫أنتما‪ ،‬وقال‪) :‬وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون( )‪ (2‬وقال الحسين )عليه السلم(‪:‬‬
‫إن لم تصدقوني فاعتزلوني ول تقتلوني‪.‬‬

‫)‪ (1‬ص‪ (2) .44 :‬الدخان ‪.21‬‬

‫]‪[320‬‬

‫‪ - 3‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن حمدان بن سليمان النيسابوري‪ :‬عن محمد بن يحيى ابخخن‬
‫زكريا‪ ،‬وعدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيخه جميعخا‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن سخخنان‪ ،‬عخن أبخي الجخارود‪ ،‬عخخن أبخخي سخخعيد عقيصخا التميمخي قخال‪:‬‬
‫مررت بالحسن والحسين صلى ال عليهما وهمخخا فخخي الفخخرات مسخختنقعان فخخي‬
‫إزارين فقلت لهما‪ :‬يا ابني رسول ال أفسدتما الزارين‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا با سخخعيد‬
‫فسخخاد الزاريخخن أحخخب إلينخخا مخخن فسخخاد الخخدين إن للمخخاء أهل وسخخكانا كسخخكان‬
‫الرض ثم قال لي‪ :‬أين تريد ؟ فقلت إلى هذا المخخاء‪ ،‬فقخخال‪ :‬ومخخا هخخذا المخخاء ؟‬
‫فقلت‪ :‬اريد دواءه أشرب مخخن هخذا المخاء المخخر لعلخخة بخخي أرجخخو أن يجفخف لخه‬
‫الجسد‪ ،‬ويسهل البطن‪ ،‬فقال‪ :‬ما نحسب أن ال عزوجل جعل في شئ قد لعنه‬
‫شفاء‪ ،‬قلت‪ :‬ولم ذاك ؟ فقال‪ :‬لن ال تبارك وتعالى لمخخا آسخخفه قخخوم نخخوح فتخخح‬
‫السماء بماء منهمر )‪ (1‬وأوحى إلى الرض فاستعصخخت عليخخه عيخخون منهخخا‪،‬‬
‫فلعنها وجعلها ملحا أجاجا‪ .‬وفي رواية حمدان بن سليمان أنهما قخخال )عليهمخخا‬
‫السلم(‪ :‬يا أبا سعيد تأتي ماء ينكر وليتنخا فخخي كخل يخخوم ثلث مخرات إن الخ‬
‫عزوجل عرض وليتنا على المياه‪ ،‬فما قبل وليتنخا عخذب وطخاب‪ ،‬مخا جحخد‬
‫وليتنا جعله ال عزوجل مرا وملحا أجاجا‪ - 4 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن عبد الرحمن العرزمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إلى الحسخخن والحسخين )عليهمخا السخلم( وهمخخا جالسخان علخى‬
‫الصفا فسألهما فقال‪ :‬إن الصدقة ل تحل إل في دين موجخخع‪ ،‬أو غخخرم مفظخخع‪،‬‬
‫أو فقر مدقع‪ ،‬ففيك شئ من هذا ؟ قال‪ :‬نعم فأعطيخخاه‪ ،‬وقخخد كخخان الرجخخل سخخأل‬
‫عبد ال بن عمر‪ ،‬وعبد الرحمن بن أبي بكر فأعطينخخاه ولخخم يسخخأله عخخن شخخئ‬
‫فرجع إليهما فقال لهما‪ :‬مالكما لم تسألني عما سألني عنه الحسخخن والحسخخين‪،‬‬
‫وأخبرهما بما قال فقال‪ :‬إنهما غذيا بالعلم غذاء‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬آسفه عليه‪ :‬أغضبه‪ ،‬وهو اقتباس من قخخوله تعخخالى فخخي قصخخة فرعخخون )فلمخخا‬
‫آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين(‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬فيه ل تحل المسألة إل لذي فقر مدقع‪ ،‬أي شخخديد يفضخخي بصخخاحبه‬
‫إلى الدقعاء‪ ،‬وهو التراب‪ - 5 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن معاوية بن وهخخب‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مات الحسن )عليه السلم( وعليه دين‪ ،‬وقتل‬
‫الحسين )عليه السلم( وعليه دين‪ .‬أقول‪ :‬روى السيد بن طاؤوس فخخي كشخخف‬
‫المحجة باسناده من كتاب عبد الخ بخخن بكيخخر بإسخخناده عخخن أبخخي جعفخخر )عليخخه‬
‫السلم( أن الحسخخين )عليخخه السخخلم( قتخخل وعليخخه ديخخن وإن علخخي بخخن الحسخخين‬
‫)عليهما السلم( باع ضخخيعة لخخه بثلثمخخائة ألخخف ليقضخخي ديخخن الحسخخين )عليخخه‬
‫السلم( وعدات كانت عليه‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫))أبواب(( )ما يختص بالمام الزكي سيد شباب أهل الجنة( )الحسن بن على صلوات‬
‫ال عليهما( )‪) (14‬باب( )النص عليه صلوات الخ عليخه( ‪ - 1‬عخخم‪ :‬الكلينخخي‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم ابن عمر اليماني‪ ،‬عخخن‬
‫سليم بن قيس قال‪ :‬شهدت أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن وأشخخهد‬
‫على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثخخم دفخخع‬
‫إليه الكتاب والسلح وقال له‪ :‬يا بني أمرني رسول ال أن أوصي إليك وأدفع‬
‫إليك كتبي وسلحي كما أوصى إلخخي ودفخخع إلخخي كتبخخه وسخخلحه‪ ،‬وأمرنخخي أن‬
‫آمرك إذا حضرك الموت أن تخخدفعها إلخخى أخيخخك الحسخخين ثخخم أقبخخل علخخى ابنخخه‬
‫الحسين فقال‪ :‬وأمرك رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( أن تخخدفعها إلخخى ابنخخك‬
‫هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال‪ :‬وأمخخرك رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي فاقرأه من رسول ال ومنخخي السخخلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الهخخوازي عخخن‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عخن عمخرو بخن شخمر‪ ،‬عخن جخابر‪ ،‬عخن أبخي جعفخر )عليخه‬
‫السلم( مثله‪ - 3 .‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫عبد الصمد ابن بشير‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السخخلم( قخخال‪:‬‬
‫إن أمير المؤمنين لما حضره الوفاة قخخال لبنخخه الحسخخن‪ :‬ادن منخخي حخختى أسخخر‬
‫إليك ما أسر إلي رسول ال وأئتمنك على مخا ائتمننخخي عليخخه‪ ،‬ففعخخل‪ - 4 .‬عخم‪:‬‬
‫بإسناده يرفعه إلخى شخهر بخن حوشخب أن عليخا )عليخه السخلم( لمخا سخار إلخى‬
‫الكوفة استودع ام سلمة كتبه والوصية‪ ،‬فلما رجع الحسن دفعتها إليه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬ترى هذه الروايات في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.230 - 297‬‬

‫]‪[323‬‬

‫‪) - 15‬باب( )معجزاته صلوات ال عليه( ‪ - 1‬ير‪ :‬الهيثخخم النهخخدي‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن عبد ال الكناسي عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬خخخرج‬
‫الحسن بن علي بن أبي طالب )عليهما السلم( في بعض عمخخره ومعخخه رجخخل‬
‫من ولد الزبير كان يقول بامامته‪ ،‬قال‪ :‬فنزلوا في منهل من تلك المناهل قال‪:‬‬
‫نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش‪ :‬قال‪ :‬ففرش للحسن )عليه السلم(‬
‫تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحخخت نخلخخة أخخخرى قخخال‪ :‬فقخخال الزبيخخري ورفخخع‬
‫رأسه‪ :‬لو كان في هذا النخل رطب لكلنا منخه‪ ،‬قخال‪ :‬فقخال لخه الحسخن )عليخه‬
‫السلم(‪ :‬وإنك لتشتهي الرطب ؟ قال‪ :‬نعم فرفع الحسن )عليه السلم( يده إلى‬
‫السماء فدعا بكلم لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلخخى حالهخخا‬
‫فأورقت وحملت رطبا قال‪ :‬فقال له الجمخخال الخخذي اكخختروا منخخه‪ :‬سخخحر والخخ‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقال له الحسن‪ :‬ويلك ليس بسحر ولكخخن دعخخوة ابخخن النخخبي مجابخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم )‪ .(1‬يخخج‪ :‬عخخن عبخخد‬
‫ال مثله‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬المنهل المورد وهو عين مخاء تخرده البخل فخي‬
‫المراعي وتسمى المنازل التي في المفخخاوز علخخى طخخرق السخخفار مناهخخل‪ ،‬لن‬
‫فيها ماء‪ ،‬قوله )إلى حالها( أي قبخخل اليبخخس وفخخي الخخخرائج فاخضخخرت النخلخخة‬
‫وأورقت‪ - 2 .‬يج‪ :‬روي عن الصادق‪ ،‬عن آبخخائه )عليهخخم السخخلم( أن الحسخخن‬
‫)عليه السلم( قال يوما لخيه الحسين ولعبد ال بن جعفخخر‪ :‬إن معاويخخة بعخخث‬
‫إليكخخم بجخخوائزكم وهخخي تصخخل إليكخخم يخخوم كخخذا لمسخختهل الهلل‪ ،‬وقخخد أضخخاقا‪،‬‬
‫فوصلت في الساعة التي ذكرها لما كان رأس الهلل فلما وافاهم المخخال كخخان‬
‫على الحسن )عليه السلم( دين كخخثير فقضخخاه ممخخا بعثخخه إليخخه ففضخخلت فضخخلة‬
‫ففرقها في أهل بيته ومواليه‪ ،‬وقضى الحسين )عليه السلم( دينخخه وقسخخم ثلخخث‬
‫ما بقي‬

‫)‪ (1‬تراه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ .462‬أيضا وفيه‪ :‬عن القاسم النهدي فراجع‪.‬‬

‫]‪[324‬‬
‫في أهل بيته ومواليه وحمل الباقي إلى عياله‪ ،‬وأمخخا عبخخد الخ فقضخخى دينخخه ومخخا فضخخل‬
‫دفعه إلى الرسول ليتعرف معاوية من الرسول ما فعلوا‪ ،‬فبعث إلخخى عبخخد ال خ‬
‫أموال حسنة‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬ضاق الرجل أي بخخخل وأضخخاق أي ذهخخب‬
‫ماله‪ - 3 .‬يج‪ :‬روي عن مندل بن اسامة )‪ (1‬عن الصادق‪ ،‬عن آبخخائه )عليهخخم‬
‫السلم( أن الحسن )عليه السلم( خرج من مكة ماشيا إلى المدينخخة‪ ،‬فتخخورمت‬
‫قدماه‪ ،‬فقيل له‪ :‬لو ركبت ليسكن عنخخك هخخذا الخخورم‪ ،‬فقخخال‪ :‬كل ولكنخخا إذا أتينخخا‬
‫المنزل فخإنه يسخختقبلنا أسخود معخه دهخخن يصخلح لهخخذا الخخورم فاشختروا منخه ول‬
‫تماكسوه‪ ،‬فقال له بعض مواليه‪ :‬ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع هخخذا الخخدواء ؟‬
‫فقال‪ :‬بلى إنه أمامنا وسخخاروا أميخخال فخخإذا السخخود قخخد اسخختقبلهم‪ ،‬فقخخال الحسخخن‬
‫لموله‪ :‬دونك السخخود فخخخذ الخخدهن منخخه بثمنخخه فقخخال السخخود‪ :‬لمخخن تأخخخذ هخخذا‬
‫الدهن ؟ قال‪ :‬للحسن بن علي بن أبي طالب )عليهما السلم( قال‪ :‬انطلخخق بخخي‬
‫إليه‪ .‬فصار السود إليه فقال السود يا ابن رسول ال إني مخخولك ل آخخخذ لخخه‬
‫ثمنا ولكن ادع ال أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل الخخبيت فخخإني خلفخخت‬
‫امرأتي تمخض‪ ،‬فقال‪ :‬انطلق إلى منزلك فخخإن الخ تعخخالى قخخد وهخخب لخخك ولخخدا‬
‫ذكرا سويا فرجع السود من فوره فإذا امرأته قد ولدت غلما سويا ثخخم رجخخع‬
‫السخخود إلخخى الحسخخن )عليخخه السخخلم( ودعخخا لخخه بخخالخير بخخولدة الغلم لخخه وإن‬
‫الحسن قد مسح رجليه بذلك الدهن فما قام عن موضعه حتى زال الورم‪- 4 .‬‬
‫كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫علي بن النعمان‪ ،‬عن صندل‪ ،‬عن أبي أسامة مثله إلى قوله فقد وهب ال لخخك‬
‫ذكرا سويا وهو من شيعتنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ المطبوعخخة والصخخحيح‪ :‬عخخن صخخندل‪ ،‬عخخن أبخخى أسخامة ‪ -‬وهخخو زيخخد‬
‫الشحام ‪ -‬كما تخخراه فخخي هخخذه الصخخفحة تحخخت الرقخخم ‪ 4‬عخخن الكخخافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 463‬وقد رواه ابن شهر ‪ -‬آشوب في المناقب عن أبى أسخخامة مرسخخل علخخى‬
‫عادته‪ ،‬تراه في ج ‪ 4‬ص ‪ .7‬راجع جامع الرواة أيضا‪.‬‬

‫]‪[325‬‬

‫أقول‪ :‬قد أوردنا كثيرا من معجزاته في باب ما جرى بينه )عليه السلم( وبين معاويخخة‬
‫وباب وفاته وغيرهما‪ - 5 .‬يج‪ :‬روي أن عليا )عليه السلم( كان فخخي الرحبخخة‬
‫فقام إليه رجل فقال‪ :‬أنا من رعيتك وأهل بلدك ؟ قال )عليخخه السخخلم(‪ :‬لسخخت‬
‫مخخن رعيخختي ول مخخن أهخخل بلدي‪ ،‬وإن ابخن الصخخفر )‪ (1‬بعخخث بمسخائل إلخخى‬
‫معاوية فأقلقته وأرسلك إلي لجلها‪ ،‬قال‪ :‬صدقت يا أمير المؤمنين إن معاوية‬
‫أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطلعت على ذلك ول يعلمهخخا غيخخر الخخ‪ .‬فقخخال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬سل أحد ابني هذين‪ ،‬قال‪ :‬أسخخأل ذا الخخوفرة )‪ (2‬يعنخخي الحسخخن‬
‫فأتاه فقال له الحسن‪ :‬جئت تسأل كم بيخخن الحخخق والباطخخل ؟ وكخخم بيخخن السخخماء‬
‫والرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ ومخخا قخخوس قخخزح ؟ ومخخا المخخؤنث ؟‬
‫وما عشخخرة أشخخياء بعضخخها أشخخد مخخن بعخخض ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ .‬قخخال الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬بين الحق والباطل أربع أصابع‪ ،‬ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسخخمع‬
‫بأذنيخخك بخخاطل‪ ،‬وبيخخن السخخماء والرض دعخخوة المظلخخوم‪ ،‬ومخخد البصخخر وبيخخن‬
‫المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس‪ ،‬وقزح اسم الشيطان‪ ،‬وهخخو قخخوس ال خ‬
‫وعلمة الخصب وأمان لهل الرض من الغرق‪ ،‬وأما المؤنث فهخخو الخخذي ل‬
‫يدرى أذكخخر أم انخخثى فخإنه ينتظخخر بخخه فخخإن كخخان ذكخخرا احتلخخم وإن كخخانت انخخثى‬
‫حاضت وبدا ثديها وإل قيل له‪ :‬بل ! فإن أصاب بخخوله الحخخائط فهخخو ذكخخر وإن‬
‫انتكص بوله على‬

‫)‪ (1‬يريد ملك الروم قال الفيروز آبادى‪ :‬وبنو الصفر ملوك الروم أولد الصخخفر بخخن‬
‫روم بن يعصو ابن اسحاق‪ ،‬أو لن جيشخخا مخخن الحبخخش غلخخب عليهخخم فخخوطئ‬
‫نساءهم فولد لهم أولد صخخفر‪ (2) .‬أي صخخاحب الخخوفرة والخخوفرة ‪ -‬بالفتخخح ‪-‬‬
‫الشعر المجتمع على الرأس أو ما سال على الذنين منه أو ما جاوز شخخحمة‬
‫الذن ثم بعدها الجمة ثم بعدها اللمة‪ ،‬وبذلك وصف شعر رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( حيث قالوا‪) :‬كان شعره وفرة وإذا طال صارت جمة(‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫رجليه كما ينتكص بول البعير‪ ،‬فهخخو انخخثى )‪ .(1‬وأمخخا عشخخرة أشخخياء بعضخخها أشخخد مخخن‬
‫بعض فأشد شئ خلق ال الحجر وأشد منه الحديد يقطع به الحجر‪ ،‬وأشخخد مخخن‬
‫الحديد النار تذيب الحديد‪ ،‬وأشد من النخخار المخخاء‪ ،‬وأشخخد مخخن المخخاء السخخحاب‪،‬‬
‫وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب وأشد من الريح الملخخك الخخذي يردهخخا‪،‬‬
‫وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك‪ ،‬وأشد من ملك المخخوت المخخوت‬
‫الذي يميت ملك الموت‪ ،‬وأشد من الموت أمر ال الذي يدفع الموت‪ - 6 .‬قب‪:‬‬
‫محمد بن إسحاق بالسناد جاء أبو سفيان إلى علي )عليه السلم( فقال‪ :‬يا أبخخا‬
‫الحسن جئتك في حاجة‪ ،‬قال‪ :‬وفيم جئتني ؟ قال‪ :‬تمشي معخخي إلخخى ابخخن عمخخك‬
‫محمد فتسأله أن يعقد لنا عقدا ويكتب لنا كتابا‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا سفيان لقد عقد لخخك‬
‫رسول ال عقدا ل يرجع عنه أبدا وكانت فاطمخخة مخخن وراء السخختر‪ ،‬والحسخخن‬
‫يدرج بين يديها وهو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا فقال لها‪ :‬يا بنت محمد‬
‫! قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلمه العرب والعجم‪ ،‬فأقبخخل الحسخخن‬
‫)عليه السلم( إلى أبي سفيان وضرب إحدى يديه على أنفخخه والخخخرى علخخى‬
‫لحيته ثم أنطقه ال عزوجل بأن قال‪ :‬يا أبا سخخفيان ! قخخل ل إلخخه إل ال خ محمخخد‬
‫رسول ال حتى أكون شفيعا فقال )عليه السلم(‪ :‬الحمد ل الذي جعخخل فخخي آل‬
‫محمد من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا )وآتيناه الحكم صبيا(‬
‫)‪ .(2‬أبو حمزة الثمالي‪ ،‬عن زين العابدين )عليه السلم( قال‪ :‬كان الحسن بن‬
‫علي جالسا‬
‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المؤنث‪ :‬المخنث وهو الرجخخل المشخبه المخرأة فخخي لينخه ورقخخة‬
‫كلمه وتكسر أعضائه‪ (2) .‬هذه القصة مذكورة في كتخب السخخير عنخخد ذكخخر‬
‫فتح مكة سنة ثمان للهجرة حين جاء أبو سفيان إلى رسخخول ال خ ليخخبرم عهخخد‬
‫المشركين ويزيد في مدته‪ ،‬راجع سيرة ابن هشخخام ج ‪ 2‬ص ‪ ،396‬المنخخاقب‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ ،206‬ارشخخاد المفيخخد ص ‪ ،60‬اعلم الخخورى ص ‪ .66‬فقخخد كخخان ‪-‬‬
‫على هذا ‪ -‬لحسن بن على )عليهما السخخلم( عخخامئذ خمخخس سخخنين‪ ،‬ل أربعخخة‬
‫عشر شهرا كما زعم‪.‬‬

‫]‪[327‬‬

‫فأتاه آت فقال‪ :‬يا ابن رسول ال قد احترقت دارك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬مخخا احخخترقت‪ .‬إذ أتخخاه آت‬
‫فقال‪ :‬يا ابن رسول الخ‪ :‬قخخد وقعخت النخار فخخي دار إلخخى جنخخب دارك حخختى مخا‬
‫شككنا أنها ستحرق دارك ثم إن ال صرفها عنها‪ .‬واستغاث النخخاس مخخن زيخخاد‬
‫إلى الحسن بن علي )عليهما السلم( فرفع يده وقخخال‪ :‬اللهخخم خخخذ لنخخا ولشخخيعتنا‬
‫من زياد بن أبيه وأرنا فيه نكال عاجل إنك على كخل شخئ قخدير قخال‪ :‬فخخرج‬
‫خراج في إبهام يمينه يقال لها‪ :‬السلعة‪ ،‬وورم إلى عنقه‪ ،‬فمخخات‪ .‬ادعخخى رجخخل‬
‫على الحسن بن علي )عليهما السلم( ألف دينار كذبا ولم يكن له عليخخه فخخذهبا‬
‫إلى شخخريح فقخخال للحسخخن )عليخخه السخخلم(‪ :‬أتحلخخف ؟ قخخال‪ :‬إن حلخخف خصخخمي‬
‫أعطيه فقال شريح للرجل‪ :‬قل بال الذي ل إله إل هو عخخالم الغيخخب والشخخهادة‪.‬‬
‫فقال الحسن‪ :‬ل أريد مثل هذا لكن قخل‪ :‬بخخال إن لخخك علخخي هخخذا‪ ،‬وخخخذ اللخخف‪.‬‬
‫فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير فلما قام خر إلى الرض ومات‪ ،‬فسئل الحسخخن‬
‫)عليه السلم( عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬خشخيت أنخه لخخو تكلخخم بالتوحيخخد يغفخر لخه يمينخخه‬
‫ببركة التوحيخخد‪ ،‬ويخجخخب عنخخه عقوبخخة يمينخخه‪ .‬محمخخد الفتخخال النيسخخابوري فخخي‬
‫مونس الحزين بالسناد‪ ،‬عن عيسى بن الحسن عن الصخادق )عليخه السخلم(‪:‬‬
‫قال بعضهم للحسن بن علي )عليهما السلم( في احتماله الشدائد عن معاويخخة‬
‫فقال )عليه السلم( كلما معنخاه‪ :‬لخو دعخوت الخ تعخالى لجعخل العخراق شخاما‬
‫والشام عراقا وجعل المخرأة رجل والرجخخل امخرأة فقخال الشخخامي‪ :‬ومخخن يقخخدر‬
‫على ذلك ؟ فقال )عليه السلم(‪ :‬انهضي أل تستحين أن تقعدي بيخخن الرجخخال‪،‬‬
‫فوجد الرجل نفسه امخخرأة ثخخم قخخال‪ :‬وصخخارت عيالخخك رجل وتقاربخخك وتحمخخل‬
‫عنها وتلد ولدا خنثى فكان كما قال )عليه السلم(‪ :‬ثخخم إنهمخخا تابخخا وجخخاءا إليخخه‬
‫فدعا ال تعخالى فعخخادا إلخى الحالخة الولخخى‪ .‬الحسخين بخخن أبخخي العلء )‪ (1‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال الحسن بن علي )عليهمخخا السخخلم( لهخخل‬
‫بيته‪ :‬يا قوم إني أموت بالسم كما مات رسول ال )صلى ال عليه وآلخه( فقخال‬
‫له أهل بيته‪ :‬ومن الذي يسمك ؟ قال‪ :‬جاريتي أو امرأتي فقخخالوا لخخه‪ :‬أخرجهخخا‬
‫من ملكك عليها‬

‫)‪ (1‬في المصدر ج ‪ 4‬ص ‪ 8‬الحسن بن أبى العلء‪.‬‬


‫]‪[328‬‬

‫لعنة ال‪ ،‬فقال‪ :‬هيهخخات مخن إخراجهخا ومنيخختي علخخى يخخدها‪ ،‬مخالي منهخخا محيخص‪ ،‬ولخو‬
‫أخرجتها ما يقتلني غيرها‪ ،‬كان قضاء مقضيا وأمرا واجبا من ال فما ذهبخخت‬
‫اليام حتى بعث معاوية إلى امرأته‪ .‬قخخال‪ :‬فقخخال الحسخخن )عليخخه السخخلم(‪ :‬هخخل‬
‫عندك من شربة لبن ؟ فقالت‪ :‬نعم وفيه ذلك السم الذي بعخخث بخخه معاويخخة فلمخخا‬
‫شربه وجد مس السم في جسده فقال‪ :‬يا عدوة ال قتلتيني قاتلك ال‪ ،‬أمخخا وال خ‬
‫ل تصيبين مني خلفا ول تنالين من الفاسق عخخدو الخ اللعيخخن خيخخرا أبخخدا‪- 7 .‬‬
‫نجم‪ :‬من كتاب الدلئل لبي جعفر ابن رستم الطبري باسناده إلى عبد ال ابن‬
‫عباس قال‪ :‬مرمت بالحسن بن علي )عليهما السخخلم( بقخرة فقخخال‪ :‬هخذه حبلخخى‬
‫بعجلة انثى لها غرة فخخي جبينهخخا ورأس ذنبهخخا أبيخخض‪ ،‬فانطلقنخخا مخخع القصخخاب‬
‫حتى ذبحها فوجخدنا العجلخة كمخا وصخف علخى صخورتها‪ ،‬فقلنخا‪ :‬أو ليخس الخ‬
‫عزوجل يقول‪) :‬ويعلم ما فخخي الرحخخام( )‪ (1‬فكيخخف علمخخت ؟ فقخخال‪ :‬مخخا يلعخخم‬
‫المخزون المكنون المجزوم المكتوم الذي لم يطلع عليه ملك مقخخرب ول نخخبي‬
‫مرسل غير محمد وذريته‪ .‬بيان‪ :‬رد استبعاده )عليه السلم( بأبلغ وجخخه‪ ،‬ولخخم‬
‫يبين وجه الجمع بينه وبين ما هو ظاهر الية من اختصاص العلم بخخذلك بخخال‬
‫تعخخالى وقخخد مخخر أن المعنخخى أنخخه ل يعلخخم ذلخخك أحخخد إل بتعليمخخه تعخالى ووحيخخه‬
‫وإلهامه وأنهم )عليهم السلم( إنما يعلمخخون بخخالوحي واللهخخام‪ - 8 .‬نجخخم‪ :‬مخخن‬
‫كتاب مولد النبي )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( ومولخخد الصخخفياء )عليهخخم السخخلم(‬
‫تأليف الشيخ المفيد رحمه ال باسناد إلى جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السخخلم(‬
‫قال‪ :‬جاء الناس إلى الحسن بن علي )عليهما السلم( فقالوا‪ :‬أرنا من عجخخائب‬
‫أبيك التي كان يرينا ! فقال‪ :‬وتؤمنون بخخذلك ؟ قخخالوا‪ :‬نعخخم نخخؤمن والخ بخخذلك‪،‬‬
‫قال‪ :‬أليس تعرفون أبي ؟ قالوا جميعا‪ :‬بل نعرفه‪ ،‬فرفع لهم جانب الستر فخخإذا‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( قاعد‪ ،‬فقال‪ :‬تعرفونه ؟ قالوا بأجمعهم‪ :‬هذا أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( ونشهد أنك أنت ولي ال حقا والمام من بعخخده‪ ،‬ولقخخد‬
‫أريتنا أمير المؤمنين )عليه السلم( بعد موته كما أرى أبوك أبخخا بكخخر رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( في مسجد قبا بعد‬

‫)‪ (1‬لقمان‪(*) .34 :‬‬

‫]‪[329‬‬

‫موته فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬ويحكم أما سمعتم قول ال عزوجل )ول تقولوا لمخخن‬
‫يقتل في سبيل ال أموات بل أحياء ولكن ل تشعرون( )‪ (1‬فإذا كان هذا نخخزل‬
‫فيمن قتل في سبيل ال ما تقولون فينا ؟ قالوا‪ :‬آمنا وصدقنا يا ابن رسول الخخ‪.‬‬
‫‪ - 9‬نجم‪ :‬وجخدت فخخي جخزو بخخخط محمخد بخخن علخخي بخخن الحسخين بخن مهزيخخار‬
‫ونسخه في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وكان على ظهر الذي نقل منخه هخذا‬
‫الحديث ما هذا المراد من لفظه‪ :‬من حديث أبي الحسن بن علي بن محمد بخخن‬
‫عبد الوهاب قدم علينا في سنة أربعين وثلث مائة وأمخخا لفظخخة الحخخديث فهخخو‪:‬‬
‫حدثنا أبو محمد عبد ال بن محمخخد الحمخخري المعخخروف بخخابن داهخخر الخخرازي‬
‫قال‪ :‬حدثني أبو جعفر محمد بن علي الصيرفي القرشي أبو سخخمينة )‪ (2‬قخخال‪:‬‬
‫حدثني داود بن كثير الرقخخي‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم(‪ :‬لمخخا صخخالح‬
‫الحسن بن علي )عليهما السلم( معاوية جلسخا بالنخيلخة فقخال معاويخة‪ :‬يخا أبخا‬
‫محمد بلغني أن رسول ال )صلى ال عليخخه وآلخخه( كخخان يخخخرص النخخخل فهخخل‬
‫عندك من ذلك علم‪ ،‬فإن شيعتكم يزعمون أنخخه ل يعخخزب عنكخخم علخخم شخخئ فخخي‬
‫الرض ول في السماء ؟ فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬إن رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( كان يخرص كيل وأنا أخرص عددا فقال معاوية‪ :‬كم في هخخذه‬
‫النخلة ؟ فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬أربعة آلف بسرة وأربع بسرات‪ .‬أقول‪:‬‬
‫ووجدت قد انقطع مخخن المختصخخر المخخذكور كلمخخات فوجخخدتها فخخي روايخخة ابخخن‬
‫عباس الجوهري‪:‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .154 :‬في النسخة المطبوعة‪) :‬أبو سخخفينة( وهخخو تصخخحيف‪ .‬والرجخخل‬
‫محمد بن على بن إبراهيم بن موسى أبخخو جعفخخر القرشخخى مخخولهم صخخيرفي‬
‫ابن أخت خلد المقرى وهو خلد بن عيسى وكان يلقب أبا سخخمينة ضخخعيف‬
‫جدا فاسد العتقاد‪ ،‬ل يعتمد فخخي شخخيئ وكخخان ورد قخخم‪ ،‬وقخخد اشخختهر بالكخخذب‬
‫بالكوفة‪ ،‬ونزل على أحمد بن محمد بن عيسى مدة ثم تشهر بخخالغلو فخفخخي و‬
‫أخرجه احمد بن محمد بخن عيسخى عخن قخم ولخه قصخة راجخع النجاشخي ص‬
‫‪ .255‬وقخخال الكشخخى‪ :‬ذكخخر الفضخخل بخخن شخخاذان فخخي بعخخض كتبخخه‪ :‬الكخخذابون‬
‫المشهورون‪ :‬أبو الخطاب ويونس بخخن ظبيخخان ويزيخخد الصخخائغ‪ ،‬ومحمخخد بخخن‬
‫سنان‪ ،‬وأبو سمينة أشهرهم‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫فخخأمر معاويخخة بهخخا فصخخرمت وعخخدت فجخخاءت أربعخخة آلف وثلث بسخخرات‪ .‬ثخخم صخخح‬
‫الحديث بلفظها فقال‪ :‬وال ما كذبت ول كذبت فنظر فإذا فخخي يخد عبخخد الخ بخخن‬
‫عامر بن كريز بسرة ثم قال‪ :‬يا معاوية أما وال لو ل أنك تكفر لخبرتك بمخخا‬
‫تعمله وذلك أن رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( كخخان فخخي زمخخان ل يكخخذب‬
‫وأنت تكذب وتقول‪ :‬متى سمع من جده على صغر سنه‪ ،‬وال لتدعن زيخخاد أو‬
‫لتقتلن حجرا ولتحملن إليك الرؤوس من بلد إلى بلد فادعى زيادا وقتل حجخخرا‬
‫وحمل إليخخه رأس عمخخرو بخخن الحمخخق الخزاعخخي‪ - 10 .‬يخخج‪ :‬عخخن عبخخد الغفخخار‬
‫الجازي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السخخلم( قخخال‪ :‬إن الحسخخن بخخن علخخي )عليهمخخا‬
‫السلم( كان عنده رجلن فقال لحدهما‪ :‬إنك حدثت البارحة فلنا بحديث كذا‬
‫وكذا‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إنه ليعلم ما كان‪ ،‬وعجب من ذلك فقال )عليه السلم(‪ :‬إنا‬
‫لنعلم ما يجري في الليل والنهار ثم قال‪ :‬إن ال خ تبخخارك وتعخخالى علخخم رسخخوله‬
‫)صلى ال عليه وآله( الحلل والحرام‪ ،‬والتنزيل والتأويخخل‪ ،‬فعلخخم رسخخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله( عليا علمه كله‪ .‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن النضخخر بخخن‬
‫شعيب‪ ،‬عخخن عبخخد الغفخخار مثلخخه‪ - 11 .‬كشخخف‪ :‬قخخال لبنخخه )عليخخه السخخلم(‪ :‬إن‬
‫للعرب جولة ولقد رجعت إليها عخخوازب أحلمهخخا‪ ،‬ولقخخد ضخخربوا إليخخك أكبخخاد‬
‫البل حتى يستخرجوحك‪ ،‬ولو كنت في مثل وجخخار الضخخبع‪ .‬بيخخان‪ :‬فخخي أكخخثر‬
‫النسخ لبنه )‪ (1‬والصواب لبيه وقد قال )عليه السلم(‪ :‬ذلك له صلوات الخخ‬
‫عليه قبل رجوع الخلفة إليه أي إن للعرب جولنا وحركة في اتبخخاع الباطخخل‬
‫ثخخم يرجخخع إليهخخا أحلمهخخا العازبخخة البعيخخدة الغائبخخة عنهخخم‪ ،‬فيرجعخخون إليخخك‪ ،‬و‬
‫ضرب أكباد البل كناية عن الركوب وشدة الركخخض‪ ،‬قخخال الجخخزري فيخخه‪ :‬ل‬
‫تضرب أكبخخاد المطخخي إل إلخخى ثلثخخة مسخخاجد أي ل تركخخب ول يسخخار عليهخخا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬وجار الضبع هو جحره الذي يأوي إليه‪ ،‬ومنه حديث الحسن‪ :‬لو كنخخت‬
‫في وجار الضبع ذكره للمبالغه لنه إذا حفر أمعن‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة من المصدر )ط مطبعخخة السخخلمية(‪ :‬وقخخال لبيخخه )عليهمخخا‬
‫السلم( راجع ج ‪ 2‬ص ‪.150‬‬

‫]‪[331‬‬

‫‪) - 16‬بخخاب( )مكخخارم أخلقخخه ]وعملخخه[ وعلمخخه وفضخخله وشخخرفه( وجللتخخه ونخخوادر‬
‫احتجاجاته صلوات ال عليخخه( ‪ - 1‬لخخى‪ :‬علخخي بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن السخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل بخخن عمخخر قخخال‪ :‬قخخال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أن الحسخخن بخخن‬
‫علي بن أبي طالب )عليهما السخخلم( كخخان أعبخخد النخخاس فخخي زمخخانه وأزهخخدهم‬
‫وأفضلهم و كان إذا حج حج ماشيا وربما مشى حافيخخا وكخخان إذا ذكخخر المخخوت‬
‫بكى وإذا ذكر القبر بكى‪ ،‬وإذا ذكخخر البعخخث والنشخخور بكخخى‪ ،‬وإذا ذكخخر الممخخر‬
‫على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على ال تعالى ذكره شهق شهقة يغشخخى‬
‫عليه منها‪ ،‬وكان إذا قام في صلته ترتعد فرائصه بيخخن يخخدي ربخخه عزوجخخل‪،‬‬
‫وكان إذا ذكر الجنخخة والنخخار اضخخطرب اضخخطراب السخخليم‪ ،‬وسخخأل الخ الجنخخة‬
‫وتعوذ به من النار‪ .‬وكان )عليه السلم( ل يقرء من كتخخاب الخ عزوجخخل )يخخا‬
‫أيها الذين آمنوا( إل قال‪ :‬لبيك اللهخخم لبيخخك‪ ،‬ولخخم يخخر فخخي شخخئ مخخن أحخخواله إل‬
‫ذاكرا ل سبحانه‪ ،‬وكان أصخخدق النخخاس لهجخخة‪ ،‬وأفصخخحهم منطقخخا‪ ،‬ولقخخد قيخخل‬
‫لمعاوية ذات يوم‪ :‬لو أمرت الحسخخن بخخن علخخي بخخن أبخخي طخخالب فصخخعد المنخخبر‬
‫فخطب ليتبين للناس نقصه‪ ،‬فدعاه فقال له‪ :‬اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا‬
‫بها‪ ،‬فقام )عليه السلم( فصعد المنبر فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬أيها الناس‬
‫! من عرفني فقد عرفني‪ ،‬ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبى طالب‪،‬‬
‫وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه وآلخخه( أنخخا ابخخن خيخخر‬
‫خلق ال أنا ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬أنا ابن صخخاحب الفضخخائل‪،‬‬
‫أنا ابن صاحب المعجزات والدلئل‪ ،‬أنا ابن أمير المؤمنين‪ ،‬أنا المخخدفوع عخخن‬
‫حقي‪ ،‬أنا وأخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة أنا ابن الركن والمقخخام أنخخا ابخخن‬
‫مكة ومنى‪ ،‬أنا ابن المشعر وعرفات‪ .‬فقال لخخه معاويخخة‪ :‬يخخا بخخا محمخخد خخخذ فخخي‬
‫نعت الرطب ودع هذا فقال )عليه السلم(‪ :‬الريح‬

‫]‪[332‬‬

‫تنفخه والحرور ينضجه‪ ،‬والبرد يطيبه‪ ،‬ثم عاد )عليه السلم( في كلمه فقال‪ :‬أنا إمام‬
‫خلق ال‪ ،‬وابن محمد رسول ال‪ .‬فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلخخك بمخخا يفتتخخن‬
‫به النخخاس‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا بخخا محمخخد انخخزل فقخخد كفخخى مخخا جخخرى‪ ،‬فنخخزل‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال‬
‫الجزري‪ :‬الفريضة‪ :‬اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها ل تزال ترعد‪ ،‬ومنه‬
‫الحديث‪ :‬فجئ بهما ترعد فرائصهما أي ترجخخف مخخن الخخخوف انتهخخى والسخخليم‬
‫من لدغته العقرب كأنهم تفاءلوا له بالسلمة قوله )عليه السخخلم(‪ :‬تنفخخخه لعخخل‬
‫المعنى تعظمه و المنفخخوح‪ :‬البطيخخن والسخخمين‪ - 2 .‬لخخى‪ :‬الطالقخخاني‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫سعيد الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضخال عخن أبيخه‪ ،‬عخن الرضخا‪ ،‬عخن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬لما حضرت الحسن بن علي بن أبخخى طخخالب الوفخخاة‬
‫بكى فقيل له‪ :‬يا ابن رسول ال أتبكي ومكانك من رسول ال )صلى ال عليخخه‬
‫وآله( الذي أنت به ؟ وقد قال فيك رسول ال )صلى ال عليه وآله( مخخا قخخال ؟‬
‫وقد حججت عشرين حجة ماشيا ؟ وقد قاسمت ربك مالك ثلث مخخرات حخختى‬
‫النعخخل والنعخخل ؟ فقخخال )عليخخه السخخلم(‪ :‬إنمخخا أبكخخي لخصخخلتين‪ :‬لهخخول المطلخخع‬
‫وفراق الحبة ايضاح‪ :‬قخال الجخزري‪ :‬هخول المطلخع‪ ،‬يريخد بخه الموقخف يخوم‬
‫القيامة ]أو[ ما يشرف عليه من أمخخر الخخخرة عقيخخب المخخوت فشخخبهه بخخالمطلع‬
‫الذي يشرف عليه من موضع عال‪ - 3 .‬ب‪ :‬محمد بن الوليد‪ ،‬عخخن ابخخن بكيخخر‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد الخ )عليخخه السخخلم(‪ :‬بلغنخخا أن الحسخخن بخخن علخخي )عليهمخخا‬
‫السلم( حج عشرين حجة ماشيا ؟ قال‪ :‬إن الحسن بن علي )عليهمخخا السخخلم(‬
‫حج ويساق معه المحامل والرحال‪ ،‬الخبر‪ .‬ع‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عخن‬
‫النخعي‪ ،‬عن الحسن بن سعيد‪ ،‬عن المفضل بن يحيى‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن أبخخي‬
‫عبد ال )عليه السلم( مثله‪ - 4 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن ابخخن هاشخخم وسخخهل‪،‬‬
‫عن ابن مرار وعبد الجبار ابن المبارك‪ ،‬عن يخخونس‪ ،‬عمخخن حخدثه‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رجل مر بعثمخخان بخخن عفخخان وهخخو قاعخخد علخخى‬
‫باب المسجد فسأله فأمر له بخمسة دراهم فقال له‬

‫]‪[333‬‬

‫الرجل‪ :‬أرشدني فقال له عثمان‪ :‬دونك الفتية الخخذين تخخرى وأومخخأ بيخخده إلخخى ناحيخخة مخخن‬
‫المسجد فيها الحسن والحسين وعبد الخ بخخن جعفخخر )عليهخخم السخخلم(‪ .‬فمضخخى‬
‫الرجل نحوهم حتى سلم عليهم وسألهم فقال له الحسن )عليه السلم(‪ :‬يخخا هخخذا‬
‫إن المسألة ل تحل إل في إحدى ثلث‪ :‬دم مفجع‪ ،‬أو دين مقرح‪ ،‬أو فقر مدقع‬
‫ففي أيهخا تسخأل ؟ فقخال‪ :‬فخي وجخه مخن هخذه الثلث‪ ،‬فخأمر لخه الحسخن )عليخه‬
‫السلم( بخمسخخين دينخخارا وأمخخر لخخه الحسخخين )عليخخه السخخلم( بتسخخعة وأربعيخخن‬
‫دينارا‪ ،‬وأمر له عبد ال بن جعفر بثمانية وأربعين دينخارا‪ .‬فانصخرف الرجخخل‬
‫فمر بعثمان فقال له‪ :‬ما صنعت ؟ فقخال مخخررت بخك فسخألتك فخأمرت لخخي بمخا‬
‫أمرت‪ ،‬ولم تسألني فيما أسأل‪ ،‬وإن صاحب الوفرة لما سألته قال لي‪ :‬يخخا هخخذا‬
‫فيما تسأل‪ ،‬فإن المسخخألة ل تحخخل إل فخخي إحخخدى ثلث فخخأخبرته بخخالوجه الخخذي‬
‫أسأله من الثلثة‪ ،‬فأعطاني خمسين دينخخارا وأعطخخاني الثخخاني تسخخعة وأربعيخخن‬
‫دينارا وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين دينخخارا فقخخال عثمخخان‪ :‬ومخخن لخخك بمثخخل‬
‫هؤلء الفتية أولئك فطموا العلم فطما وحازوا الخير والحكمة قال الصخخدوق ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬معنخخى قخخوله‪ :‬فطمخخوا العلخخم فطمخخا أي قطعخخوه عخخن غيرهخخم قطعخخا‬
‫وجمعوه لنفسهم جمعا‪ .‬بيان‪ :‬الخخوفرة الشخخعرة إلخخى شخخحمة الذن‪ ،‬ويكمخخن أن‬
‫يقرأ فطموا على بناء المجهول أي فطموا بالعلم على الحذف واليصال‪- 5 .‬‬
‫د‪ :‬حدث أبو يعقوب يوسف بن الجراح‪ ،‬عخن رجخخاله‪ ،‬عخن حذيفخخة بخن اليمخان‬
‫قال‪ :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( في جبل أظنه حرى أو غيره ومعه‬
‫أبخخو بكخخر وعمخخر وعثمخخان وعلخخي )عليخخه السخخلم( وجماعخخة مخخن المهخخاجرين‬
‫والنصار وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحخخدث بخخه إذ أقبخخل الحسخخن بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( وقال‪ :‬إن جبرئيل يهديه وميكائيل يسدده‪ ،‬وهو ولدي والطخخاهر‬
‫من نفسي وضلع من أضلعي هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو‪ .‬فقخخام رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وقمنا معه وهو يقول له‪ :‬أنت تفاحتي وأنخت حبيخبي‬
‫ومهجة‬

‫]‪[334‬‬

‫قلبي وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وهو ل يرفع بصره عنخخه‪ ،‬ثخخم قخخال‪] :‬أمخخا[ إنخخه سخخيكون‬
‫بعدي هاديا مهديا هذا هدية من رب العالمين لخخي ينخخبئ عنخخي ويعخخرف النخخاس‬
‫آثاري ويحيي سنتي‪ ،‬ويتولى أموري في فعله‪ ،‬ينظر ال إليه فيرحمخخه‪ ،‬رحخخم‬
‫ال من عرف له ذلك وبرني فيه وأكرمني فيه‪ .‬فما قطخخع رسخخول ال خ )صخخلى‬
‫ال عليه وآآله( كلمه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له فلما نظر رسخخول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( إليه قال‪ :‬قد جاءكم رجل يكلمكم بكلم غليظ تقشعر‬
‫منه جلودكم‪ ،‬وإنه يسألكم مخن أمخور‪ ،‬إن لكلمخه جفخوة‪ .‬فجخاء العرابخي فلخم‬
‫يسلم وقال‪ :‬أيكم محمد ؟ قلنا‪ :‬وما تريخخد ؟ قخخال رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله(‪ :‬مهل‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد لقد كنت أبغضك ولم أرك والن فقخخد ازددت لخخك‬
‫بغضا‪ .‬قال‪ :‬فتبسم رسول ال )صلى الخ عليخخه وآلخخه( وغضخخبنا لخخذلك وأردنخخا‬
‫بالعرابي إرادة فأومأ إلينا رسول ال أن‪ :‬اسكتوا ! فقال العرابي‪ :‬يا محمخخد‬
‫إنك تزعم أنك نبي وإنك قد كذبت على النبيخخاء ومخا معخخك مخخن برهانخك شخئ‬
‫قال لخخه‪ :‬يخخا أعرابخخي ومخخا يخخدريك ؟ قخخال‪ :‬فخخخبرني ببرهانخخك قخخال‪ :‬إن أحببخخت‬
‫أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني قال‪ :‬أو يتكلم العضو ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬يا حسن قم ! فازدرى العرابي نفسه )‪ (1‬وقال‪ :‬هو ما يأتي ويقيخخم‬
‫صبيا ليكلمني قال‪ :‬إنك ستجده عالما بما تريد فابتدره الحسخخن )عليخه السخلم(‬
‫وقال‪ :‬مهل يا أعرابي‪ .‬ما غبيا سألت وابن غبي بل فقيها إذن وأنخخت الجهخخول‬
‫فإن تك قد جهلت فان عندي * شفاء الجهل ما سخخأل السخخؤل وبحخخرا ل تقسخخمه‬
‫الخخدوالي تراثخخا كخخان أورثخخه الرسخخول لقخخد بسخخطت لسخخانك‪ ،‬وعخخدوت طخخورك‪،‬‬
‫وخادعت نفسك‪ ،‬غير أنك ل تبرح حتى تخخؤمن إنشخخاء الخخ‪ ،‬فتبسخخم العرابخخي‬
‫وقال‪ :‬هيه )‪ (2‬فقال له الحسن )عليه السلم(‪ :‬نعم‬

‫)‪ (1‬أي احتقره العرابي لصغر سنه )عليه السلم(‪ (2) .‬هيه‪ :‬كلمة تقال لشخخئ يطخخرد‬
‫وهي أيضا كلمة استزادة‪.‬‬

‫]‪[335‬‬

‫اجتمعتم في نادي قومك‪ ،‬وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم‪ ،‬فزعمتم أن‬
‫محمدا صنبور )‪ (1‬والعرب قاطبخة تبغضخه‪ ،‬ول طخالب لخه بثخاره‪ ،‬وزعمخت‬
‫أنك قاتله وكان في قومك مؤنته‪ ،‬فحملت نفسك على ذلك‪ ،‬وقخخد أخخخذت قناتخخك‬
‫بيدك تؤمه تريد قتله‪ ،‬فعسر عليك مسلكك‪ ،‬وعمي عليك بصخخرك‪ ،‬وأبيخخت إل‬
‫ذلك فأتيتنا خوفا من أن يشتهر وإنخخك إنمخخا جئت بخيخخر يخخراد بخخك‪ .‬انخخبئك عخخن‬
‫سفرك‪ :‬خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شخخديدة اشخختد منهخخا ظلماؤهخخا‬
‫وأطلت سماؤها‪ ،‬وأعصر سحابها‪ ،‬فبقيت محر نجمخخا كالشخخقر إن تقخخدم نحخخر‬
‫وإن تأخر عقر‪ (2) ،‬ل تسمع لخخواطئ حسخخا ول لنافخخخ نخخار جرسخخا‪ ،‬تراكمخخت‬
‫عليك غيومها‪ ،‬وتوارت عنك نجومها‪ .‬فل تهتدي بنجم طالع‪ ،‬ول بعلم لمخخع‪،‬‬
‫تقطع محجة وتهبخخط لجخة فخخي ديمومخة قفخر بعيخخدة القعخخر‪ ،‬مجحفخة بالسخخفر إذا‬
‫علخخوت مصخخعدا ازددت بعخخدا‪ ،‬الريخخح تخطفخخك‪ ،‬والشخخوك تخبطخخك‪ ،‬فخخي ريخخح‬
‫عاصف‪ ،‬وبرق خاطف‪ ،‬قخد أوحشختك آكامهخا‪ ،‬وقطعتخك سخلمها‪ ،‬فأبصخرت‬
‫فإذا أنت عندنا فقرت عينك‪ ،‬وظهر رينك‪ ،‬وذهب أنينك‪ .‬قال‪ :‬من أين قلت يا‬
‫غلم هذا ؟ كأنك كشفت عن سويد )‪ (3‬قلبي‪ ،‬ولقد كنت كأنك شاهدتني‪ ،‬ومخخا‬
‫خفي عليك شئ من أمري وكأنه علم الغيخب ]‍ف[ قخال لخه‪ :‬مخا السخلم ؟ فقخال‬
‫الحسن )عليه السلم(‪ :‬ال أكبر أشخخهد أن ل إلخخه إل ال خ وحخخده ل شخخريك لخخه‪،‬‬
‫وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬فأسلم وحسن إسلمه‪ ،‬وعلمخه رسخول الخ )صخلى‬
‫ال عليه وآله شيئا من القرآن فقال‪ :‬يا رسول ال أرجخخع إلخخى قخخومي فخخاعرفهم‬
‫ذلخخك( ؟ فخخأذن لخخه‪ ،‬فانصخخرف ورجخخع ومعخخه جماعخخة مخخن قخخومه‪ ،‬فخخدخلوا فخخي‬
‫السلم فكان الناس إذا نظروا إلى‬
‫)‪ (1‬قال الجزرى‪ :‬فيه‪ :‬أن قريشا كانوا يقولون إن محمخخدا صخخنبور‪ .‬أي أبخختر ل عقخخب‬
‫له‪ .‬وأصل الصنبور سعفة تنبت في جذع النخلة ل فخخي الرض وقيخخل‪ :‬هخخي‬
‫النخلة المنفردة التى يدق أسفلها‪ .‬أرادوا أنه إذا قطع انقطع ذكره كما يخخذهب‬
‫أثر الصنبور لنه ل عقب له‪ (2) .‬من كلم لقيط بن زرارة يوم جبلة وكخخان‬
‫على فرس أشقر‪ ،‬يقول‪ :‬إن جريت على طبعخخك فتقخخدمت إلخخى العخخدو قتلخخوك‬
‫وإن أسخخرعت فتخخأخرت منهزمخخا أتخخوك مخخن ورائك فعقخخروك‪ ،‬فخخأثبت وألخخزم‬
‫الوقار‪ .‬راجع مجمع المثال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .140‬سويد‪ :‬بتصغير الخخترخيم‪،‬‬
‫أصله أسيود تصغير أسود‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫الحسن )عليه السلم( قالوا‪ :‬لقد أعطي ما لم يعط أحد من الناس‪ - 6 .‬ما‪ :‬المفيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن محمد بن طاهر‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بخخن يوسخخف عخخن الحسخخن‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عاصم بن عمر‪ ،‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬كتب إلى الحسن بن علي )عليهمخخا السخخلم( قخخوم‬
‫من أصحابه يعزونه عخخن ابنخخة لخخه‪ ،‬فكتخخب إليهخخم‪ :‬أمخخا بعخخد فقخخد بلغنخخي كتخخابكم‬
‫تعزوني بفلنة‪ ،‬فعند ال أحتسبها تسخخليما لقضخخائه‪ ،‬وصخخبرا علخخى بلئه‪ ،‬فخخإن‬
‫أوجعتنا المصائب‪ :‬وفجعتنا النوائب بالحبخة المألوفخة الختي كخانت بنخا حفيخة‪،‬‬
‫والخوان المحبين الذين كان يسر بهم الناظرون‪ ،‬وتقر بهم العيخخون‪ .‬أضخخحوا‬
‫قد اخترمتهم اليام ونزل بهم الحمام‪ ،‬فخلفوا الخلوف‪ ،‬وأودت بهخخم الحتخخوف‪،‬‬
‫فهم صرعى في عساكر المخخوتى‪ ،‬متجخخاورون فخخي غيخخر محلخخة التجخخاور‪ ،‬ول‬
‫صلة بينهم ول تزاور‪ ،‬ول يتلقون عن قرب جوارهم‪ ،‬أجسخخامهم نائيخخة مخخن‬
‫أهلها خالية من أربابها‪ ،‬قد أخشعها إخوانها‪ ،‬فلم أر مثل دارها دارا‪ ،‬ول مثل‬
‫قرارها قرارا في بيوت موحشة‪ ،‬وحلول مضجعة‪ ،‬قد صارت في تلك الديار‬
‫الموحشة‪ ،‬وخرجت عن دار المؤنسة‪ ،‬ففارقتهخخا مخخن غيخخر قلخخى‪ ،‬فاسخختودعتها‬
‫للبلخخى‪ ،‬وكخخانت أمخخة مملوكخخة‪ ،‬سخخلكت سخخبيل مسخخلوكة صخخار إليهخخا الولخخون‪،‬‬
‫وسيصير إليها الخرون والسلم‪ .‬بيان‪ :‬قال الجزري فيه‪ :‬من صام رمضخخان‬
‫إيمانا واحتسابا أي طلبا لوجه ال وثوابه‪ ،‬والحتساب من الحسخخب كالعتخخداد‬
‫من العد‪ ،‬وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه ال احتسخخبه‪ ،‬لن لخخه حينئذ أن يعتخخد‬
‫عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬من مخخات لخخه‬
‫ولد فاحتسبه أي احتسب الجر بصبره على مصيبته انتهى‪ .‬وفجعته المصيبة‬
‫أي أوجعتخخه‪ ،‬وكخخذلك التفجيخخع‪ ،‬والحفخخاوة المبالغخخة فخخي السخخؤال عخخن الرجخخل‬
‫والعنايخخة فخخي أمخخره‪ ،‬واخخخترمهم الخخدهر أي اقتطعهخخم واستأصخخلهم‪ ،‬والحمخخام‬
‫بالكسر قدر الموت‪ .‬وقال الجزري‪ (1) :‬الخلف بالتحريك والسخخكون كخخل مخخن‬
‫يجئ بعد من‬
‫)‪ (1‬في النسخ المطبوعة‪) :‬قال الفيروز آبادى( وهو سهو من النساخ‪.‬‬

‫]‪[337‬‬

‫مضى إل أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر‪ ،‬وفي حديث ابن مسعود ثخخم إنخخه‬
‫تخلف من بعده خلخوف هخي جمخخع خلخف‪ ،‬انتهخخى‪ .‬وأودى بخخه المخوت‪ :‬ذهخخب‪،‬‬
‫والحتوف بالضم جمع الحتخخف‪ ،‬وهخخو المخخوت و )عخخن( فخخي قخخوله )عخخن قخخرب‬
‫جوارهم( لعلها للتعليل أي ل يقع منهم الملقاة الناشية عن قرب الجخخوار‪ ،‬بخخل‬
‫أرواحهم يختزاورون بحسخب درجخاتهم وكمخالتهم‪ .‬قخوله )عليخه السخلم( )قخد‬
‫أخشعها( كذا في أكثر النسخ ول يناسب المقام وفخخي بعضخخها بخخالجيم قخخال فخخي‬
‫النهاية‪ :‬الجشع‪ :‬الجزع لفراق اللف‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬فبكى معاذ جشعا لفخخراق‬
‫رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخه(‪ ،‬ول يبعخخد أن يكخخون تصخخحيف اجتنبهخخا‪،‬‬
‫والحلول بالضم جمع حال من قولهم حخخل بالمكخخان أي نخخزل فيخخه‪ ،‬ومضخخجعة‪،‬‬
‫بفتح الجيم من قولهم أضجعه أي وصع جنبه على الرض‪ ،‬والقلخخى بالكسخخر‪:‬‬
‫البغض‪ - 7 .‬ير‪ :‬ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن رجاله‪ ،‬عن أبي عبد الخخ‬
‫)عليه السلم( يرفع الحديث إلى الحسن بن علي )عليهما السلم( أنه قال‪ :‬إن‬
‫ل مدينتين إحداهما بالمشرق والخرى بالمغرب عليهما سخخوران مخخن حديخخد‪،‬‬
‫وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب‪ ،‬وفيها سخخبعون ألخخف ألخخف لغخخة‪،‬‬
‫يتكلم كل لغة بخلف لغة صاحبه وأنا أعرف جميع اللغخخات‪ ،‬ومخخا فيهمخخا ومخخا‬
‫بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي‪ .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين عن أبيخخه‬
‫بهذا السخخناد مثلخخه‪ .‬قخخب‪ :‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر مثلخخه ) ‪ - 8 .(1‬يخخج‪ :‬روي أن‬
‫الحسن )عليه السلم( وعبد ال بخن العبخاس كانخا علخى مخائدة فجخاءت جخرادة‬
‫ووقعت على المائدة فقال عبد ال للحسن‪ :‬أي شئ مكتوب على جناح الجرادة‬
‫؟ فقال )عليه السلم(‪ :‬مكتوب عليه‪ :‬أنا ال ل إله إل أنخخا ربمخخا أبعخخث الجخخراد‬
‫لقوم جياع ليأكلوه‪ ،‬وربما أبعثها نقمة على قوم فتأكل أطعمتهم‪ ،‬فقام عبخخد الخ‬
‫وقبل رأس الحسن‪ ،‬وقال‪ :‬هذا من مكنون العلم‪ - 9 .‬سن‪ :‬ابخخن محبخخوب‪ ،‬عخخن‬
‫عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬ورواه المفيد في الرشاد ص ‪ 180‬باختصار‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫أتى رجل أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال له‪ :‬جئتك مستشخخيرا إن الحسخخن والحسخخين‬
‫وعبد ال ابن جعفر )عليهم السلم( خطبخخوا إلخخي فقخخال أميخخر المخخؤمنين )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬المستشار مخؤتمن‪ ،‬أمخا الحسخخن فخإنه مطلق للنسخخاء‪ ،‬ولكخن زوجهخا‬
‫الحسخخين‪ ،‬فخخإنه خيخخر لبنتخخك‪ - 10 .‬شخخا‪ :‬روى جماعخخة منهخخم معمخخر‪ ،‬عخخن‬
‫الزهري‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬لم يكن أحخخد أشخخبه برسخخول ال خ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( من الحسن بن علي )عليهما السلم(‪ - 11 .‬قب‪ :‬محمد بن إسحاق‬
‫في كتابه قال‪ :‬ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما‬
‫بلغ الحسن‪ ،‬كان يبسط له على باب داره فإذا خخخرج وجلخخس انقطخخع الطريخخق‪،‬‬
‫فما مر أحد من خلق ال إجلل له‪ ،‬فإذا علم قام ودخل بيته‪ ،‬فمر النخخاس ولقخخد‬
‫رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلخخق الخ أحخخد رآه إل نخخزل ومشخخى حخختى‬
‫رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي‪ .‬أبو السعادات في الفضخخائل أنخخه أمل الشخخيخ‬
‫أبو الفتوح فخخي مدرسخة الناجيخخة‪ :‬إن الحسخن بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( كخخان‬
‫يحضر مجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو ابن سخخبع سخخنين فيسخخمع‬
‫الوحي فيحفظه فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه كلما دخل علي )عليخخه السخخلم(‬
‫وجد عندها علما بالتنزيل فيسألها عن ذلك فقالت‪ :‬من ولخخدك الحسخخن‪ ،‬فتخفخخى‬
‫يوما في الدار‪ ،‬وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيخخه إليهخخا فارتخخج‬
‫عليه‪ ،‬فعجبت أمخخه مخخن ذلخخك فقخخال‪ :‬ل تعجخخبين يخخا أمخخاه فخخإن كخخبيرا يسخخمعني‪،‬‬
‫فاستماعه قد أوقفني‪ ،‬فخرج علي )عليه السلم( فقبله‪ ،‬وفي رواية‪ :‬يا أماه قل‬
‫بياني وكل لساني لعل سيدا يرعاني‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬ارتج على القخخارئ‬
‫على ما لم يسم فاعله إذا لم يقخخدر علخخى القخخراءة كخخأنه أطبخخق عليخخه كمخخا يرتخخج‬
‫الباب وكذلك ارتتج عليه‪ ،‬ول تقل ارتج عليه بالتشديد‪ - 12 .‬قب‪ :‬قيل للحسن‬
‫بن علي )عليهما السلم( إن فيك عظمة‪ ،‬قال‪ :‬بل في عزة قال ال تعالى )ول‬
‫العزة ولرسوله وللمؤمنين( )‪ (1‬وقال واصل بن عطاء‪ :‬كان الحسن بن علي‬
‫)عليهما السلم( عليه سيماء النبياء‬

‫)‪ (1‬المنافقون‪.8 :‬‬

‫]‪[339‬‬

‫وبهاء الملوك‪ - 13 .‬قب‪ :‬أما زهده )عليه السلم( فقد جخخاء فخخي روضخخة الخخواعظين أن‬
‫الحسن بن علي )عليهما السلم( كخخان إذا توضخخأ ارتعخخدت مفاصخخله‪ ،‬واصخخفر‬
‫لونه‪ ،‬فقيل له في ذلك فقال‪ :‬حق على كل من وقف بين يخخدي رب العخخرش أن‬
‫يصفر لونه‪ ،‬وترتعد مفاصله‪ .‬وكان )عليه السلم( إذا بلغ بخخاب المسخخجد رفخخع‬
‫رأسه ويقول‪ :‬إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيئ‪ ،‬فتجاوز عن قبيخخح‬
‫ما عندي بجميل ما عندك‪ ،‬يا كريم‪ .‬الفائق إن الحسن )عليه السخخلم( كخخان إذا‬
‫فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحخخزح‪ ،‬أي وإن أريخد تنحيخخه‬
‫من ذلك باستنطاق ما يهم‪ .‬قال الصادق )عليخه السخلم(‪ :‬إن الحسخن بخن علخي‬
‫)عليهما السلم( حخخج خمسخخة وعشخخرين حجخخة ماشخخيا وقاسخخم الخ تعخخالى مخخاله‬
‫مرتين‪ ،‬وفي خبر‪ :‬قاسم ربه ثلث مرات وحج عشرين حجة على قدميه‪ .‬أبو‬
‫نعيم في حلية الولياء بالسناد عن القاسم بخخن عبخخد الرحمخخن‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( قال الحسن )عليه السلم(‪ :‬إني لسخختحيي مخخن ربخخي أن‬
‫ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشخخرين مخخرة مخخن المدينخخة علخخى رجليخخه‪ ،‬وفخخي‬
‫كتابه بالسناد عن شهاب بن عامر أن الحسن بن علي )عليهما السلم( قاسخخم‬
‫ال تعالى ماله مرتين حتى تصدق بفخخرد نعلخخه وفخخي كتخخابه بالسخخناد عخخن ابخخن‬
‫نجيح أن الحسن بن علي )عليهما السلم( حج ماشيا وقسم ماله نصفين‪ ،‬وفي‬
‫كتابه بالسناد عخن علخي بخن جخذعان قخال‪ :‬خخرج الحسخن بخن علخي )عليهمخا‬
‫السلم( من ماله مرتين وقاسم ال ماله ثلث مرات حتى أن كان ليعطي نعل‬
‫ويمسك نعل ويعطي خفا ويمسك خفا‪ .‬وروى عبد الخ بخخن عمخخر ابخخن عبخخاس‬
‫قال‪ :‬لما أصيب معاوية قال‪ (1) :‬ما آسى على شخخئ إل علخخى أن أحخخج ماشخخيا‬
‫ولقد حج الحسن بن علي )عليهما السلم( خمسخخا وعشخخرين حجخخة ماشخخيا وإن‬
‫النجائب لتقاد معه‪ ،‬وقد قاسم ال مرتين حتى أن كخخان ليعطخخي النعخخل ويمسخخك‬
‫النعل‪ ،‬ويعطى الخف ويمسك الخف‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخ المطبوعة‪) :‬قال معاوية( وهو تصحيف راجع المصدر ج ‪ 4‬ص ‪.14‬‬

‫]‪[340‬‬

‫بيان‪ :‬أسي على مصيبته بالكسر يأسى أسخخى أي حخخزن‪ - 14 .‬قخخب‪ :‬وروي أنخخه دخلخخت‬
‫عليه امرأة جميلة وهو في صلته فأوجز في صلته ثم قال لها‪ :‬ألك حاجخخة ؟‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وما هي ؟ قالت‪ :‬قخم فأصخب منخي فخإني وفخدت ول بعخل لخي‬
‫قال‪ :‬إليك عني ل تحرقيني بالنخخار ونفسخخك‪ ،‬فجعلخخت تخخراوده عخخن نفسخخه وهخخو‬
‫يبكي ويقول‪ :‬ويحك إليك عني واشتد بكاؤه فلما رأت ذلك بكت لبكائه‪ ،‬فخدخل‬
‫الحسين )عليه السلم( ورأهما يبكيان‪ ،‬فجلخخس يبكخخي وجعخخل أصخخحابه يخخأتون‬
‫ويجلسون ويبكون حتى كثر البكاء وعلت الصخخوات فخرجخخت العرابيخخة‪ ،‬و‬
‫قام القوم وترحلوا‪ ،‬ولبث الحسين )عليه السلم( بعد ذلك دهرا ل يسخخأل أخخخاه‬
‫عن ذلك إجلل له‪ .‬فبينما الحسن ذات ليلة نائما إذا استيقظ وهو يبكي فقال له‬
‫الحسين )عليه السلم(‪ :‬ما شأنك ؟ قال‪ :‬رؤيا رأيتها الليلة‪ ،‬قال‪ :‬وما هي قال‪:‬‬
‫ل تخبر أحدا ما دمت حيا قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬رأيت يوسف فجئت أنظر إليه فيمن‬
‫نظر فلما رأيت حسنه بكيت فنظر إلي في الناس فقال‪ :‬ما يبكيك يا أخي بخخأبي‬
‫أنت وأمي فقلت‪ :‬ذكرت يوسف و امرأة العزيز‪ ،‬ومخخا ابتليخخت بخخه مخخن أمرهخخا‬
‫وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك وكنت أتعجب منه‬
‫فقال يوسف‪ :‬فهل تعجبت مما فيه المرأة البدويخة بخالبواء‪ .‬عبخد الرحمخن بخن‬
‫أبي ليلى قال‪ :‬دخل الحسن بن علي )عليهما السلم( الفرات فخخي بخخردة كخخانت‬
‫عليه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬لو نزعت ثوبك فقال لي‪ :‬يخخا أبخخا عبخخد الرحمخخن إن للمخخاء‬
‫سكانا‪ .‬وللحسن بن علي )عليه السلم(‪ :‬ذري كدر اليام إن صفاءها * تخخولى‬
‫بأيخخام السخخرور الخخذواهب وكيخخف يغخخر الخخدهر مخخن كخخان بينخخه * وبيخخن الليخخالي‬
‫محكمات التجخخارب ولخخه )عليخخه السخخلم(‪ :‬قخخل للمقيخخم بغيخخر دار إقامخخة * حخخان‬
‫الرحيل فودع ال حبابا‬
‫]‪[341‬‬

‫إن الذين لقيتهم وصحبتهم * صاروا جميعا في القبور ترابا وله )عليه السلم(‪ :‬يا أهل‬
‫لذات دنيا ل بقاء لها * إن المقام بظل زائل حمق وله )عليه السخخلم(‪ :‬لكسخخرة‬
‫من خسيس الخبز تشبعني * وشربة من قراح الماء تكفيني وطمرة من رقيق‬
‫الثوب تسترني * حيا وإن مت تكفيني لتكفيني ومن سخائه )عليه السلم( مخخا‬
‫روي أنه سأل الحسن بن علي )عليهما السخخلم( رجخخل فأعطخخاه خمسخخين ألخخف‬
‫درهم وخمس مائة دينار‪ ،‬وقال‪ :‬ائت بحمال يحمل لخخك فخخأتى بحمخخال فخخأعطى‬
‫طيلسانه فقال‪ :‬هذا كرى الحمال‪ .‬وجاءه بعض العراب فقال‪ :‬أعطوه ما فخخي‬
‫الخزانة فوجد فيها عشرون ألف دينار فدفعها إلى العرابي فقخخال العرابخخي‪:‬‬
‫يخا مخولي أل تركتنخي أبخوح بحخاجتي وأنشخر مخدحتي‪ .‬فأنشخأ الحسخن )عليخه‬
‫السلم(‪ :‬نحخخن انخخاس نوالنخخا خضخخل * يرتخخع فيخخه الرجخخاء والمخخل تجخخود قبخخل‬
‫السؤال أنفسنا * خوفا على ماء وجه من يسل لخخو علخخم البحخخر فضخخل نائلنخخا *‬
‫لغاض من بعد فيضه خجل )‪ (1‬بيخخان‪ :‬قخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬الخضخخل ككتخخف‬
‫وصاحب‪ :‬كل شئ ند يترشف نداه وقال الجوهري‪ :‬الخضل‪ :‬النبخخات النخخاعم‪،‬‬
‫وقخوله )عليخه السخلم( )خجخل( خخبر مبتخدأ محخذوف‪ - 15 .‬قخب‪ :‬أبخو جعفخر‬
‫المخدائني فخي حخديث طويخل‪ :‬خخرج الحسخن والحسخين و عبخد الخ بخن جعفخر‬
‫حجاجا ففاتهم أثقالهم‪ ،‬فجاعوا وعطشوا فرأوا في بعض الشخخعوب خبخخاء رثخخا‬
‫وعجوزا فاستسقوها فقالت‪ :‬اطلبوا هذه الشويهة‪ ،‬ففعلوا واستطعموها فقخخالت‪:‬‬
‫ليس إل هي فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصخخنع لكخخم طعامخخا فخخذبحها أحخخدهم ثخخم‬
‫شوت لهم من لحمها فأكلوا وقيلوا عندها فلما نهضوا قالوا لها‪ :‬نحن نفر‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة‪ :‬لفاض‪ .‬وهو تصحيف راجع المصدر ج ‪ 4‬ص ‪.16‬‬

‫]‪[342‬‬

‫من قريش نريد هذا الوجه‪ ،‬فإذا انصرفنا وعدنا فالممي بنا فإنا صانعون بخخك خيخخرا ثخخم‬
‫رحلوا‪ .‬فلما جخخاء زوجهخخا وعخخرف الحخخال أو جعهخخا ضخخربا ثخخم مضخخت اليخخام‬
‫فأضرت بها الحال فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصخخر بهخخا الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم( فأمر لها بألف شاة وأعطاهخخا ألخخف دينخخار‪ ،‬وبعخخث معهخخا رسخخول إلخخى‬
‫الحسين )عليه السلم( فأعطاها مثل ذلك ثخخم بعثهخخا إلخخى عبخخد الخ ابخخن جعفخخر‬
‫فأعطاها مثل ذلك‪ .‬البخاري‪ :‬وهب الحسن بن علي )عليه السلم( لرجل ديته‬
‫وسأله )عليه السلم( رجل شيئا فأمر له بأربعمائة درهم فكتب لخخه بأربعمخخائة‬
‫دينار فقيل له في ذلك فأخده‪ ،‬وقال‪ :‬هخخذا سخخخاؤه‪ ،‬وكتخخب عليخخه بأربعخخة آلف‬
‫درهم‪ .‬وسمع )عليه السلم( رجل إلى جنبه في المسجد الحرام يسخخأل ال خ أن‬
‫يرزقه عشرة آلف درهم‪ ،‬فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلف درهم‪.‬‬
‫ودخل عليه جماعة وهو يأكخخل فسخخلموا وقعخخدوا فقخخال )عليخخه السخخلم(‪ :‬هلمخخوا‬
‫فإنما وضع الطعام ليؤكل‪ .‬ودخل الغاضري عليه )عليخخه السخخلم( فقخخال‪ :‬إنخخي‬
‫عصيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬بئس ما عملخخت كيخخف ؟ قخخال‪:‬‬
‫قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل يفلح قوم ملكت عليهخخم امخخرأة وقخخد ملكخخت علخخي‬
‫امرأتي وأمرتني أن أشتري عبدا فاشختريته فخأبق منخي فقخال )عليخه السخلم(‪:‬‬
‫اختر أحد ثلثة إن شخخئت فثمخخن عبخخد فقخخال‪ :‬ههنخخا ول تتجخخاوز ! قخخد اخخخترت‪،‬‬
‫فأعطاه ذلك‪ .‬فضائل العكبري بالسناد‪ ،‬عن أبي إسحاق أن الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)عليه السلم( تزوج جعدة بنت الشعث بن قيس على سنة النخبي )صخلى الخ‬
‫عليه وآله( وأرسل إليها ألف دينار‪ .‬تفسير الثعلبي وحلية أبي نعيم قال محمخخد‬
‫بن سيرين‪ :‬إن الحسن بن علي )عليه السلم( تزوج امخخرأة فبعخخث إليهخخا مخخائة‬
‫جارية مع كل جارية ألف درهم‪ .‬الحسن بن سعيد‪ ،‬عن أبيه قخخال‪ :‬كخخان تحخخت‬
‫الحسن بن علي )عليه السلم( امرأتان تميمية وجعفية فطلقهما جميعا وبعثني‬
‫إليهما‪ ،‬وقال‪ :‬أخبرهما فليعتدا وأخبرني بما تقولن‪ ،‬ومتعهما العشخخرة اللف‬
‫وكل واحدة منهما بكذا وكذا من العسل‬

‫]‪[343‬‬

‫والسمن‪ ،‬فأتيت الجعفية فقلخخت‪ :‬اعتخخدي‪ ،‬فتنفسخخت الصخخعداء ثخخم قخخالت‪ :‬متخخاع قليخخل مخخن‬
‫حبيب مفارق‪ ،‬وأما التميمية فلم تدر ما )اعتدي( حتى قال لها النساء فسكتت‪،‬‬
‫فأخبرته )عليه السلم( بقخخوله الجعفيخخة فنكخخت فخخي الرض ثخخم قخخال‪ :‬لخخو كنخخت‬
‫مراجعا لمرأة لراجعتها‪ .‬وقال أنخخس‪ :‬حيخخت جاريخخة للحسخخن بخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم( بطاقة ريحان فقال لها‪ :‬أنت حرة لوجه الخ فقلخخت لخخه فخخي ذلخخك فقخخال‪:‬‬
‫أدبنا ال تعالى‪ :‬فقال‪) :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها( )‪ (1‬اليخخة وكخخان‬
‫أحسن منها إعتاقها‪ .‬وللحسن بن علي )عليه السلم(‪ :‬إن السخاء علخخى العبخخاد‬
‫فريضخخة * لخ يقخخرأ فخخي كتخخاب محكخخم وعخخد العبخخاد السخخخياء جنخخانه * وأعخخد‬
‫للبخلء نار جهنم من كان لتنخخدى يخخداه بنخخائل * للراغخخبين فليخخس ذاك بمسخخلم‬
‫ومن همته )عليه السلم( ما روي أنخخه قخخدم الشخخام إلخخى عنخخد معاويخخة فأحضخخر‬
‫بارنامجا بحمخخل عظيخخم ووضخخع قبلخخه ثخخم إن الحسخخن )عليخخه السخخلم( لمخخا أراد‬
‫الخخخروج خصخخف خخخادم نعلخخه فأعطخخاه البارنامخخج‪ .‬بيخخان‪) :‬بارنامخخج( معخخرب‬
‫بارنامة أي تفصيل المتعة‪ - 16 .‬قب‪ :‬وقدم معاوية المدينخخة فجلخخس فخخي أول‬
‫يوم يجيز من يدخل عليه من خمسة آلف إلى مائة ألف‪ ،‬فدخل عليخخه الحسخخن‬
‫بن علي )عليه السلم في آخر الناس فقال‪ :‬أبطأت يا أبخخا محمخخد فلعلخخك أردت‬
‫تبخلني عند قريش‪ ،‬فانتظرت يفنى ما عندنا‪ ،‬يا غلم أعط الحسن مثل جميخخع‬
‫ما أعطينا في يومنا هذا‪ ،‬يا أبا محمد وأنا ابن هند فقال الحسن )عليه السلم(‪:‬‬
‫ل حاجة لي فيها يا أبا عبخخد الرحمخخان ورددتهخخا وأنخخا ابخخن فاطمخخة بنخخت محمخخد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬المبرد في الكامل‪ :‬قال مخخروان بخخن الحكخخم‪:‬‬
‫إني مشغوف ببغلة الحسن بن علي )عليهما السلم( فقال لخه ابخن أبخي عختيق‪:‬‬
‫إن دفعتها إليك تقضي لي ثلثين حاجة ؟ قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪.85 :‬‬

‫]‪[344‬‬

‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬إذا اجتمع القوم فإني آخذ في مآثر قريش وأمسخخك عخخن مخخآثر الحسخخن فلمنخخي‬
‫على ذلك‪ .‬فلما حضر القوم أخذ في أولية قريش‪ ،‬فقال مروان‪ :‬أل تذكر أولية‬
‫أبي محمد وله في هذا ما ليس لحد‪ ،‬قال‪ :‬إنما كنخخا فخخي ذكخخر الشخخراف‪ ،‬ولخخو‬
‫كنا في ذكر النبياء لقدمنا ذكره‪ .‬فلما خخرج الحسخخن )عليخخه السخخلم( ليركخخب‪،‬‬
‫اتبعه ابن أبي عتيق‪ ،‬فقال له الحسن و تبسم‪ :‬ألخخك حاجخخة ؟ قخخال‪ :‬نعخخم ركخخوب‬
‫البغلخخة‪ ،‬فنخخزل الحسخخن )عليخخه السخخلم( ودفعهخخا إليخخه‪ .‬إن الكريخخم إذا خخخادعته‬
‫انخدعا‪ .‬ومن حلمه ما روى المبرد وابخخن عائشخخة أن شخخاميا رآه راكبخخا فجعخخل‬
‫يلعنخخه و الحسخخن ل يخخرد فلمخخا فخخرغ أقبخخل الحسخخن )عليخخه السخخلم( فسخخلم عليخخه‬
‫وضحك فقال‪ :‬أيها الشيخ أظنك غريبا‪ ،‬ولعلك شبهت‪ ،‬فلو استعتبتنا أعتبناك‪،‬‬
‫ولو سألتنا أعطيناك‪ ،‬ولو استرشدتنا أرشدناك‪ ،‬ولو استحملتنا أحملنخخاك‪ ،‬وإن‬
‫كنت جائعا أشبعناك‪ ،‬وإن كنت عريانا كسوناك‪ ،‬وإن كنت محتاجخخا أغنينخخاك‪،‬‬
‫وإن كنت طريدا آويناك‪ ،‬وإن كان لك حاجة قضيناها لك‪ ،‬فلو حركت رحلخخك‬
‫إلينا‪ ،‬وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك‪ ،‬لن لنا موضعا رحبا‬
‫وجاها عريضا ومال كثيرا‪ .‬فلما سمع الرجل كلمه‪ ،‬بكى ثم قال‪ :‬أشخخهد أنخخك‬
‫خليفة ال في أرضه‪ ،‬ال أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبخخوك أبغخخض‬
‫خلق ال إلي والن أنت أحب خلق ال إلي وحخخول رحلخخه إليخخه‪ ،‬وكخخان ضخخيفه‬
‫إلى أن ارتحل‪ ،‬وصار معتقخخدا لمحبتهخخم‪ .‬بيخخان‪ :‬تقخخول‪ :‬اسخختعتبته فخخأعتبني أي‬
‫استرضيته فأرضاني‪ - 17 .‬قب‪ :‬المناقب عن أبي إسحاق العدل في خخخبر أن‬
‫مروان بن الحكم خطب يوما فذكر علي بن أبخخي طخخالب )عليخخه السخخلم( فنخخال‬
‫منه والحسن بن علي )عليه السلم( جالس فبلغ ذلك الحسخخين )عليخخه السخخلم(‬
‫فجاء إلى مروان فقال‪ :‬يا بن الزرقاء ! أنت الواقع في علخخي ‪ -‬فخخي كلم لخخه ‪-‬‬
‫ثم دخل على الحسن )عليه السلم( فقال‪ :‬تسمع هذا يسب أباك فل تقول‬

‫]‪[345‬‬

‫له شيئا فقال‪ :‬وما عسيت أن أقول لرجل مسلط‪ ،‬يقول ما شاء‪ ،‬ويفعل ما شخخاء‪ .‬وروى‬
‫أن الحسن )عليه السلم( لم يسمع قط منه كلمخخة فيهخخا مكخخروه إل مخخرة واحخخدة‬
‫فإنه كان بينه وبين عمرو بن عثمان‪ ،‬خصخخومة فخخي أرض‪ ،‬فقخخال لخخه الحسخخن‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ليس لعمرو عندنا إل ما يرغم أنفه‪ .‬دعا أمير المؤمنين )عليخخه‬
‫السلم( محمد بن الحنفيخخة يخوم الجمخل فأعطخاه رمحخه وقخال لخخه‪ :‬اقصخخد بهخخذا‬
‫الرمح قصد الجمخخل‪ ،‬فخخذهب فمنعخخوه بنخخو ضخخبة فلمخخا رجخخع إلخخى والخخده انخختزع‬
‫الحسن رمحه من يده‪ ،‬وقصد قصد الجمل‪ ،‬وطعنه برمحه‪ ،‬ورجع إلى والده‪،‬‬
‫و على رمحه أثر الدم‪ ،‬فتمغر وجه محمد مخخن ذلخخك فقخخال أميخخر المخخؤمنين‪ :‬ل‬
‫تأنف فإنه ابن النبي وأنت ابن علي‪ .‬بيخان‪ :‬تمغخر وجهخه‪ :‬احمخر مخع كخدورة‪،‬‬
‫وأنف منه‪ :‬استنكف‪ - 18 .‬قب‪ :‬طاف الحسن بن علي )عليه السخخلم( بخخالبيت‬
‫فسمع رجل يقول‪ :‬هذا ابن فاطمة الزهراء‪ ،‬فالتفت إليه فقال‪ :‬قل علي بن أبي‬
‫طالب فأبي خير من أمي‪ .‬ونادى عبد الخ بخخن عمخخر الحسخخن بخخن علخخي )عليخخه‬
‫السلم( في أيام صفين وقال‪ :‬إن لي نصخيحة‪ ،‬فلمخخا بخرز إليخه‪ ،‬قخال‪ :‬إن أبخخاك‬
‫بغضة لعنة وقخخد خخاض فخخي دم عثمخان فهخل لخخك أن تخلعخخه نبايعخك‪ ،‬فأسخخمعه‬
‫الحسن )عليه السلم( ما كرهه فقال معاوية‪ :‬إنه ابن أبيخخه‪ - 19 .‬كشخخف‪ :‬قخخال‬
‫كمال الدين ابن طلحة‪ :‬روى أبو الحسن علي بن أحمد الواحخخدي فخخي تفسخخيره‬
‫الوسيط ما يرفعه بسنده أن رجل قال‪ :‬دخلخخت مسخخجد المدينخخة فخخإذا أنخخا برجخخل‬
‫يحدث عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( والناس حوله‪ ،‬فقلت له‪ :‬أخخخبرني‬
‫عن )شاهد ومشهود( )‪ (1‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬أما الشاهد فيوم الجمعخخة وأمخخا المشخخهود‬
‫فيوم عرفة فجزته إلى آخر يحدث فقلت‪ :‬أخبرني عن )شاهد ومشهود( فقخخال‪:‬‬
‫نعم أما الشاهد فيوم الجمعة وأما المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلم كأن‬
‫وجهه الدينار‪ ،‬وهخو يحخدث عخن رسخول الخ )صخلى الخ عليخه وآلخه( فقلخت‪:‬‬
‫أخبرني عن )شاهد ومشهود( فقال‪ :‬نعم أما الشاهد فمحمخخد )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( وأما المشهود فيوم القيامة أما سمعته يقول‪) :‬يا أيها النبي‬

‫)‪ (1‬البروج‪.3 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫إنا أرسلناك شاهدا( )‪ (1‬وقال تعالى‪) :‬ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشخهود( )‬
‫‪ .(2‬فسألت عن الول فقالوا‪ :‬ابن عباس‪ ،‬وسألت عن الثاني فقالوا‪ :‬ابن عمخخر‬
‫وسألت عن الثالث فقالوا‪ :‬الحسن بن علي بن أبى طخخالب وكخخان قخخول الحسخخن‬
‫أحسن‪ .‬ونقل أنه )عليه السلم( اغتسل وخرج من داره في حلة فاخرة‪ ،‬وبخخزة‬
‫طاهرة‪ ،‬و محاسن سافرة‪ ،‬وقسمات ظاهرة‪ ،‬ونفخات ناشرة‪ ،‬ووجهخخه يشخخرق‬
‫حسنا‪ ،‬وشكله قد كمل صورة ومعنى‪ ،‬والقبخال يلخوح مخن أعطخافه‪ ،‬ونضخرة‬
‫النعيم تعرف في أطرافه وقاضي القدر قد حكم أن السخخعادة مخخن أوصخخافه‪ ،‬ثخخم‬
‫ركب بغلة فارهة غير قطوف‪ ،‬وسار مكتنفا من حاشيته وغاشخخيته بصخخفوف‪،‬‬
‫فلو شاهده عبد مناف لرغم بمفاخرته به معاطس انوف‪ ،‬وعده وآباءه وجخخده‬
‫في إحراز خصل الفخخخار يخخوم التفخخاخر بخخالوف‪ .‬فعخخرض لخخه فخخي طريقخخه مخخن‬
‫محاويج اليهود هم في هدم قد أنهكته العلخخة‪ ،‬وارتكبتخخه الذلخخة‪ ،‬وأهلكتخخه القلخخة‪،‬‬
‫وجلده يستر عظامه وضعفه يقيد أقدامه‪ ،‬وضره قد ملك زمامه‪ ،‬وسوء حخخاله‬
‫قد حبب إليه حمامه‪ ،‬وشمس الظهيرة تشوي شخخواه‪ ،‬وأخمصخخه يصخخافح ثخخرى‬
‫ممشاه‪ ،‬وعذاب عرعريه قد عراه‪ ،‬وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه وهو‬
‫حامل جر مملوء ماء على مطخخاه‪ ،‬وحخاله تعطخخف عليخخه القلخخوب القاسخخية عنخخد‬
‫مرآه‪ .‬فاستوقف الحسن )عليه السلم( وقال‪ :‬يا ابن رسول ال‪ :‬أنصفني‪ ،‬فقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬في أي شئ ؟ فقال‪ :‬جدك يقخول‪) :‬الخدنيا سخجن المخؤمن وجنخة‬
‫الكافر( وأنت مؤمن وأنا كافر فما أرى الدنيا إل جنة تتنعم بها‪ ،‬وتسخختلذ بهخخا‪،‬‬
‫وما أراها إل سجنا لي قد أهلكني ضرها‪ ،‬وأتلفني فقرهخخا‪ .‬فلمخخا سخخمع الحسخخن‬
‫عليه السلم كلمه أشرق عليخخه نخخور التأييخخد‪ ،‬واسخختخرج الجخخواب بفهمخخه مخخن‬
‫خزانة علمه‪ ،‬وأوضح لليهودي خطاء ظنه وخطل زعمه‪ ،‬وقال‪ :‬يخخا شخخيخ لخخو‬
‫نظرت إلى ما أعد ال لي وللمؤمنين في الدار الخرة مما ل عين رأت‪ ،‬ول‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .45 :‬هود‪.104 :‬‬

‫]‪[347‬‬

‫أذن سمعت‪ ،‬لعلمت أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا فخخي سخخجن ضخخنك‪ ،‬ولخخو نظخخرت‬
‫إلى ما أعد ال لك ولكل كافر في الدار الخرة من سعير نار الجحيخخم‪ ،‬ونكخخال‬
‫العذاب المقيم‪ ،‬لرأيت أنك قبخخل مصخخيرك إليخخه الن فخخي جنخخة واسخخعة‪ ،‬ونعمخخة‬
‫جامعة‪ .‬بيان‪ :‬سفر الصبح‪ :‬أضاء وأشرق كأسفر‪ ،‬والمرأة كشفت عن وجهها‬
‫فهي سافر‪ ،‬والقسمة بكسخر السخين وفتحهخا‪ :‬الحسخن‪ ،‬والعطخاف‪ :‬الجخوانب‪،‬‬
‫والغاشية‪ :‬السؤال يأتونك والزوار والصدقاء ينتابونك‪ ،‬والهم بالكسر الشخخيخ‬
‫الفاني‪ ،‬والهدم بالكسر‪ :‬الثوب البخخالي أو المرقخخع أو خخخاص بكسخخاء الصخخوف‪،‬‬
‫والجمع أهدام وهدم والشوى‪ :‬اليدان والرجلن والرأس من الدمييخخن‪ :‬والعخخر‬
‫بالضم‪ :‬قروح مثل القوباء تخرج بالبل متفرقة في مشافرها وقوائمها‪ ،‬يسيل‬
‫منهخخا مثخخل المخخاء الصخخفر وبالفتخخح‪ :‬الجخخرب‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون )عرعرتخخه(‬
‫وعرعرة الجبل والسنام وكل شخخئ ‪ -‬بضخخم العينيخخن ‪ -‬رأسخخه‪ .‬الطخخوى بالفتخخح‪:‬‬
‫الجخخوع‪ ،‬ولعخخل المخخراد بخخالطوى ثانيخخا مخخا انطخخوى عليخخه بطنخخه مخخن الحشخخاء‬
‫والمعاء‪ ،‬والمطا‪ .‬الظهر‪ - 20 .‬كشف‪ :‬روى صخخاحب كتخخاب صخخفة الصخخفوة‬
‫بسنده عن علي بن زيد بن جذعان أنه قال‪ :‬حج الحسن )عليه السخلم( خمخس‬
‫عشرة حجة ماشيا وإن الجنائب لتقاد معه‪ .‬ومن كرمه وجوده )عليخخه السخخلم(‬
‫ما رواه سعيد بن عبد العزيز قال‪ :‬إن الحسن سمع رجل يسأل ربه تعخخالى أن‬
‫يرزقه عشرة آلف درهم‪ ،‬فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه‪ .‬ومنهخخا‬
‫أن رجل جاء إليه )عليه السلم( وسأله حاجة فقخخال لخخه‪ :‬يخخا هخخذا حخخق سخخؤالك‬
‫يعظم لدي‪ ،‬ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي‪ ،‬ويدي تعجز عن نيلك بما أنخخت‬
‫أهله‪ ،‬والكثير في ذات ال عزوجل قليل‪ ،‬وما فخخي ملكخخي وفخخاء لشخخكرك‪ ،‬فخخإن‬
‫قبلت الميسور‪ ،‬ورفعت عني مؤنة الحتفال والهتمام بما أتكلفه مخخن واجبخخك‬
‫فعلت‪ .‬فقال‪ :‬يا ابن رسول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أقبخخل القليخخل‪ ،‬وأشخخكر‬
‫العطية‪ ،‬وأعذر على المنع‪ ،‬فدعا الحسن )عليه السلم( بوكيله وجعل يحاسبه‬
‫على نفقاته حتى استقصاها ]‍ف[ قال‪:‬‬

‫]‪[348‬‬

‫هات الفاضل من الثلثمائة ألف درهم‪ ،‬فأحضر خمسين ألفا قال‪ :‬فما فعخخل الخمسخخمائة‬
‫دينار ؟ قال‪] :‬هي[ عندي قال‪ :‬أحضرها فأحضخخرها فخخدفع الخخدراهم والخخدنانير‬
‫إلى الرجل وقال‪ :‬هات مخخن يحملهخخا لخخك فأتخخاه بحمخخالين‪ ،‬فخخدفع الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم( إليه رداءه لكرى الحمالين‪ ،‬فقال مواليه‪ :‬وال خ مخخا عنخخدنا درهخخم فقخخال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬لكني أرجو أن يكون لي عند ال أجر عظيخخم‪ .‬ومنهخخا مخخا رواه‬
‫أبو الحسن المدائني قال‪ :‬خرج الحسن والحسين وعبد ال بخخن جعفخخر )عليهخخم‬
‫السلم( حجاجا ففاتهم أثقالهم‪ ،‬فجاعوا وعطشوا فمروا بعجوز فخخي خبخخاء لهخخا‬
‫فقالوا‪ :‬هل من شراب ؟ فقالت‪ :‬نعخخم‪ ،‬فأنخخاخوا بهخخا وليخخس لهخخا إل شخخويهة فخخي‬
‫كسر الخيمة‪ ،‬فقالت‪ :‬احلبوها‪ ،‬وامتذقوا لبنها‪ ،‬ففعلوا ذلك وقالوا لها‪ :‬هل مخخن‬
‫طعام ؟ قالت‪ :‬ل إل هذه الشاة‪ ،‬فليذبحنها أحدكم حتى أهيئ لكم شخخيئا تخخأكلون‪.‬‬
‫فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ثم هيأت لهم طعامخا فخأكلوا ثخم أقخاموا حختى‬
‫أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لهخخا‪ :‬نحخخن نفخخر مخخن قريخخش نريخخد هخخذا الخخوجه‪ ،‬فخخإذا‬
‫رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون إليك خيرا‪ ،‬ثم ارتحلوا‪ .‬وأقبخخل زوجهخخا‬
‫وأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل‪ ،‬وقال‪ :‬ويحك تذبحين شاتي لقخخوام‬
‫ل تعرفينهم ثم تقولين‪ :‬نفر من قريش‪ ،‬ثم بعد مدة ألجأتهم الحاجة إلى دخخخول‬
‫المدينة‪ ،‬فدخلها وجعل ينقلن البعير إليهخخا ويبيعخخانه ويعيشخخان منخخه‪ ،‬فمخخرت‬
‫العجوز في بعض سكك المدينة فخخإذا الحسخخن )عليخخه السخخلم( علخخى بخخاب داره‬
‫جالس فعرف العجوز وهي له منكرة‪ .‬فبعث غلمه فردهخا فقخال لهخخا‪ :‬يخا أمخخة‬
‫ال تعرفيني ؟ قالت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أنا ضيفك يوم كخخذا‪ ،‬فقخخالت العجخخوز بخخأبي أنخخت‬
‫وأمي‪ ،‬فأمر الحسن )عليه السلم( فاشخترى لهخا مخخن شخاء الصخدقة ألخخف شخاة‬
‫وأمر لها بألف دينار وبعث بها مع غلمه إلى أخيخخه الحسخخين )عليخخه السخخلم(‬
‫فقال‪ :‬بكم وصلك أخي الحسن فقالت‪ :‬بألف شاة وألف دينار‪ ،‬فخخأمر لهخخا بمثخخل‬
‫ذلك‪ ،‬ثم بعث بها مع غلمه إلى عبد ال بن جعفر )عليخخه السخخلم( فقخخال‪ :‬بكخخم‬
‫وصلك الحسن والحسين )عليهما السخخلم( ؟ فقخخالت‪ :‬بخخألفي دينخخار وألفخخي شخخاة‬
‫فأمر لها عبخد الخ بخألفي شخاة وألفخي دينخار‪ ،‬وقخال‪ :‬لخو بخدأت بخي لتعبتهمخا‪،‬‬
‫فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك‪.‬‬

‫]‪[349‬‬

‫قب‪ :‬أبو جعفر المدائني مثله‪ ،‬إل أن فيه‪ :‬فأعطاها عبد ال بن جعفر مثخخل ذلخخك‪- 21 .‬‬
‫كشف‪ :‬قلخت‪ :‬هخذه القصخة مشخهورة وفخي دواويخن جخودهم مسخطورة وعنهخم‬
‫)عليهم السلم( مأثورة‪ ،‬وكنت نقلتها على غير هذه الرواية‪ ،‬وأنه كخخان معهخخم‬
‫رجل آخر من أهل المدينة وأنها أتت عبد ال بن جعفخخر فقخخال‪ :‬ابخخدئي بسخخيدي‬
‫الحسن والحسين فأتت الحسن فخأمر لهخا بمخائة بعيخر وأعطاهخا الحسخين ألخف‬
‫شاة‪ ،‬فعادت إلخخى عبخخد الخ فسخخألها فخخأخبرته فقخخال‪ :‬كفخخاني سخخيداي أمخخر البخخل‬
‫والشاة‪ ،‬وأمر لها بمائة ألف درهم‪ ،‬وقصدت المدني الذي كان معهم فقال لها‪:‬‬
‫أنا ل أجاري أولئك الجواد في مخخدى‪ ،‬ول أبلخخغ عشخخر عشخخيرهم فخخي النخخدى‪،‬‬
‫ولكن اعطيك شيئا من دقيق وزبيب فأخذت وانصرفت‪ .‬رجع الكلم إلى ابخخن‬
‫طلحة رحمخخه الخ قخخال‪ :‬وروى عخخن ابخخن سخخيرين قخخال‪ :‬تخخزوج الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم( امرأة فأرسل إليها بمخخائة جاريخخة مخخع كخخل جاريخخة ألخخف درهخخم وروى‬
‫الحافظ في الحلية عن أبي نجيخخح أن الحسخخن بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( حخخج‬
‫ماشيا وقسم ماله نصفين‪ .‬وعخخن شخخهاب بخخن أبخخي عخخامر أن الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)عليهما السلم( قاسم ال ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله‪ .‬وعخخن علخخي بخخن‬
‫زيد بن جذعان‪ ،‬قال‪ :‬خرج الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسخخم ال خ ثلث‬
‫مرات حتى أنه كان يعطي من ماله نعل ويمسك نعل‪ ،‬ويعطخخي خفخخا ويمسخخك‬
‫خفا‪ .‬وعن قرة بن خالد قال‪ :‬أكلت في بيت محمد بخخن سخخيرين طعامخخا فلمخخا أن‬
‫شبعت أخذت المنديل‪ ،‬ورفعت يدي فقال محمد إن الحسن بخخن علخخي )عليهمخخا‬
‫السلم( قال‪ :‬إن الطعام أهون من أن يقسم فيه‪ .‬وعن الحسخخن بخخن سخخعيد‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه قال‪ :‬متع الحسن بن علي )عليهما السلم( امرأتين بعشخخرين ألفخخا وزقخخاق‬
‫من عسل فقالت إحداهما وأراها الحنفية‪ :‬متاع قليل من حبيب مفارق )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬هكذا نقل الخبر في النسخ المطبوعة والمصدر ج ‪ 6‬ص ‪ .142‬وفيه سقط ظخخاهر‬
‫واختلل فاحش‪ .‬وقد مر صحيح الخبر عن كتاب المنخخاقب تحخخت الرقخخم ‪15‬‬
‫ص ‪ 342‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[350‬‬

‫وأتاه رجل فقال‪ :‬إن فلنا يقع فيك فقال‪ :‬ألقيتني في تعب اريد الن أن أستغفر ال خ لخخي‬
‫وله‪ - 22 .‬د‪ :‬قيل‪ :‬وقف رجل على الحسن بن علي )عليهما السلم( فقال‪ :‬يخخا‬
‫ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منخخك‬
‫إليه‪ ،‬بل إنعاما منه عليك‪ ،‬إل ما أنصفتني من خصمي فخإنه غشخخوم ظلخخوم‪ ،‬ل‬
‫يوقر الشيخ الكبير‪ ،‬ول يرحخخم الطفخخل الصخخغير‪ ،‬وكخخان متكئا فاسخختوى جالسخخا‬
‫وقال له‪ :‬من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ فقال لخخه‪ :‬الفقخخر‪ ،‬فخأطرق )عليخه‬
‫السلم( سخاعة ثخم رفخع رأسخه إلخى خخادمه وقخال لخه‪ :‬أحضخر مخا عنخدك مخن‬
‫موجود‪ ،‬فأحضر خمسة آلف درهم فقال‪ :‬ادفعها إليه‪ ،‬ثم قخخال لخخه‪ :‬بحخخق هخخذه‬
‫القسام التي أقسمت بها علخخي مخختى أتخخاك خصخخمك جخخائرا إل مخخا أتيتنخخي منخخه‬
‫متظلما‪ - 23 .‬فر‪ :‬أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي الجخخارود قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا‬
‫جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( للحسن‪ :‬قخخم‬
‫اليوم خطيبا وقال لمهات أولده‪ :‬قمن فاسمعن خطبة ابنخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬فحمخخد الخ‬
‫تعالى وصلى على النبي )صلى ال عليه وآله( ثم قال ما شاء ال أن يقول ثخخم‬
‫قال‪ :‬إن أمير المؤمنين في باب ومنزل من دخله كخان آمنخا‪ ،‬ومخن خخرج منخه‬
‫كان كافرا‪ ،‬أقول قولي وأستغفر ال العظيم لي ولكخخم‪ ،‬ونخخزل فقخخام علخخي فقبخخل‬
‫رأسه وقال‪ :‬بأبي أنت وامي ثم قخخرأ‪) :‬ذريخخة بعضخخها مخخن بعخخض والخ سخخميع‬
‫عليم( )‪ - 24 (1‬فر‪ :‬أبو جعفر الحسني والحسن بن حباش )‪ (2‬معنعنخخا عخخن‬
‫جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب )عليخخه السخخلم(‬
‫للحسن‪ :‬يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلمك‪ ،‬قال‪ :‬يا أبتاه كيف أخطخخب وأنخخا‬
‫أنظر إلى وجهك أستحيي منك‪ ،‬قال‪ :‬فجمع علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫أمهات أولده ثم توارى عنه‪ ،‬حيث يسمع كلمه‪.‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 34 :‬في النسخة المطبوعة‪) :‬الحسن بخخن عيخخاش( وهخخو تصخخحيف‬
‫ومخخا فخخي الصخخلب هخخو الصخخحيح المطخخابق للمصخخدر ص ‪ ،20‬قخخال الفيخخروز‬
‫آبادى‪ :‬وكغراب حباش الصوري والحسن بن حباش الكوفى محدثان‪.‬‬

‫]‪[351‬‬

‫فقام الحسن )عليه السلم( فقال‪ :‬الحمد ل الواحد بغير تشبيه‪ ،‬الدائم بغير تكوين القخخائم‬
‫بغير كلفة‪ ،‬الخخالق بغيخر منصخبة‪ ،‬الموصخوف بغيخر غايخة‪ ،‬المعخروف بغيخر‬
‫محدودية العزيز لخخم يخخزل قخخديما فخخي القخخدم‪ ،‬ردعخخت القلخخوب لهيبتخخه‪ ،‬وذهلخخت‬
‫العقول لعزته وخضعت الرقاب لقدرته‪ ،‬فليخخس يخطخخر علخخى قلخخب بشخخر مبلخخغ‬
‫جخخبروته‪ ،‬ول يبلخخغ النخخاس كنخخه جللخخه‪ ،‬ول يفصخخح الواصخخفون منهخخم لكنخخه‬
‫عظمته‪ ،‬ول تبلغه العلماء بألبابها‪ ،‬ول أهل التفكر بتدبير أمورها‪ ،‬أعلم خلقخخه‬
‫به الذي بالحد ل يصفه‪ ،‬يدرك البصار ول يخخدركه البصخخار‪ ،‬وهخخو اللطيخخف‬
‫الخبير أما بعد فإن عليا باب من دخله كان مؤمنا‪ ،‬ومن خرج منه كان كخخافرا‬
‫أقول قولي هذا وأستغفر ال العظيم لي ولكم‪ .‬فقام علي بن أبخخي طخخالب )عليخخه‬
‫السلم( وقبل بين عينيه ثم قال‪) :‬ذرية بعضها من بعض وال خ سخخميع عليخخم(‪.‬‬
‫‪ - 25‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن علخخي بخخن أسخخباط عمخخن‬
‫ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬لقخخي الحسخخن بخخن علخخي )عليهمخخا‬
‫السلم( عبد ال بن جعفر فقال‪ :‬يا عبد الخ كيخف يكخخون المخخؤمن مؤمنخا وهخخو‬
‫يسخط قسمه‪ ،‬ويحقر منزلته والحاكم عليه ال‪ ،‬وأنا الضامن لمخخن لخخم يهجخخس‬
‫في قلبه إل الرضا أن يدعو ال فيستجاب له‪ - 26 .‬كا‪ :‬العخخدة‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عخخن ابخخن فضخخال وابخخن محبخخوب‪ ،‬عخخن يخخونس ابخخن يعقخخوب‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬إن ناسخخا بالمدينخخة قخخالوا‪ :‬ليخخس‬
‫للحسن مخخال فبعخخث الحسخخن إلخخى رجخخل بالمدينخخة فاسخختقرض منخخه ألخخف درهخخم‬
‫فأرسل بها إلى المصدق وقال‪ :‬هذه صدقة مالنا فقالوا‪ :‬مخخا بعخخث الحسخخن هخخذه‬
‫من تلقاء نفسه إل وعنده مال‪ - 27 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكيخخر عخخن أبخخي عبخخد الخ )عليخخه السخخلم( قخخال‪ :‬كخخان‬
‫الحسن بن علي )عليهما السلم( يحج ماشيا وتساق معخخه المحامخخل والرحخخال‪.‬‬
‫‪ - 28‬قب‪ :‬كتاب الفنون عن أحمد المؤدب‪ ،‬ونزهة البصار عن ابن مهدي‬

‫]‪[352‬‬

‫أنه مر الحسخخن بخخن علخخي )عليهمخخا السخخلم( علخخى فقخخراء وقخخد وضخخعوا كسخخيرات علخخى‬
‫الرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له‪ :‬هلم يا ابن بنخخت رسخخول الخ‬
‫إلى الغداء قال‪ :‬فنزل وقال‪ :‬إن ال ل يحب المسختكبرين‪ ،‬وجعخخل يأكخل معهخخم‬
‫حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته )عليخخه السخخلم( ثخخم دعخخاهم إلخخى ضخخيافته‬
‫وأطعمهم وكساهم‪ .‬وروى الحاكم في أماليه للحسن )عليه السخخلم(‪ :‬مخخن كخخان‬
‫يباء بجد فإن جدي الرسول )صلى ال عليه وآله( أو كان يبخخاء بخخأم فخخإن أمخخي‬
‫البتول‪ ،‬أو كان يباء بزور فزورنا جبرئيل‪ .‬بيان‪) :‬يباء( بالباء فيما عندنا مخخن‬
‫النسخ ولعلة يباء )‪ (1‬مخن )البخأو( بمعنخى الكخبر والفخخر‪ ،‬يقخال‪ :‬بخأوت علخى‬
‫القوم أبأى بأوا‪ ،‬أو بالنون من نأى بمعنى بعد كناية عن الرفعة‪ ،‬أو من النخخوء‬
‫بمعنى العطاء‪ ،‬أو من المناواة بمعنى المفاخرة‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون نبخخاء مخخن‬
‫النباء بمعنى الخبر على صيغة المبالغة أو نثاء كذلك مخخن النثخخاء )‪- 29 .(2‬‬
‫من بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده عن نجيخخح قخخال‪ :‬رأيخخت الحسخخن ابخخن‬
‫علي )عليهما السلم( يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طخخرح للكلخخب مثلهخخا‬
‫فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال أل أرجم هذا الكلب عن طعامك ؟ قخخال‪ :‬دعخخه إنخخي‬
‫لستحيي من ال عزوجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكخخل ثخخم ل‬
‫أطعمه‪ .‬وذكر الثقة‪ :‬أن مروان بن الحكم عليخخه اللعنخخة شخختم الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)عليهما السلم( فلما فرغ قال الحسخن‪ :‬إنخي والخ ل أمحخو عنخك شخيئا ولكخن‬
‫مهدك ال فلئن كنت صادقا فجزاك ال بصدقك‪ ،‬ولئن كنت كاذبا فجخخزاك ال خ‬
‫بكذبك وال أشد نقمة مني‪ .‬وروي أن غلمخخا لخخه )عليخخه السخخلم( جنخخى جنايخخة‬
‫توجب العقاب فأمر به أن يضرب فقال‪ :‬يا مولي )والعافين عن الناس( قال‪:‬‬
‫عفوت عنك‪ ،‬قال‪ :‬يا مولي )وال يحب المحسنين( قال‪ :‬أنت حر لخخوجه الخخ‪،‬‬
‫ولك ضعف ما كنت أعطيك‪ - 30 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيخخه وعمخخرو‬
‫بن عثمان جميعا‪ ،‬عن هارون‬

‫)‪ (1‬كأنه يريد )يبأ( مجزوم )يبأى(‪ (2) .‬ولكخخن الصخخحيح أنخخه مخخن )بخخاء يبخخاء( بمعنخخى‬
‫تكبر وافتخر‪ ،‬وهو مقلوب من )بأى( كقولهم )راء( في )رأى(‪.‬‬

‫]‪[353‬‬

‫ابن الهجم‪ ،‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سمعت أبا جعفخخر وأبخخا عبخخد الخ )عليهمخخا السخخلم(‬
‫يقولن‪ :‬بينخا الحسخن بخن علخي )عليهمخا السخلم( فخي مجلخس أميخر المخؤمنين‬
‫صلوات ال عليه إذ أقبل قوم فقالوا‪ :‬يا با محمد أردنا أمير المؤمنين قال‪ :‬وما‬
‫حاجتكم ؟ قالوا‪ :‬أردنا أن نسأله عن مسألة قال‪ :‬وما هي تخبرونا بها‪ ،‬فقخخالوا‪:‬‬
‫امرأة جامعها زوجها‪ ،‬فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جاريخخة بكخخر‬
‫فساحقتها فألقت النطفة فيها فحملت‪ ،‬فما تقول في هخخذا ؟ فقخخال الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم(‪ :‬معضلة وأبو الحسن لها وأقخول فخإن أصخبت فمخن الخ ثخم مخن أميخر‬
‫المؤمنين وإن أخطأت فمن نفسي فأرجو أن ل اخطئ إن شاء الخ‪ .‬يعمخخد إلخخى‬
‫المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لن الولد ل يخخخرج منهخخا‬
‫حتى يشق فتذهب عذرتها‪ ،‬ثم ترجم المرأة لنهخخا محصخخنة وينتظخخر بالجاريخخة‬
‫حتى تضع ما في بطنها‪ ،‬ويرد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد‪.‬‬
‫قال‪ :‬فانصرف القوم من عند الحسن فلقوا أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪:‬‬
‫ما قلتم لبي محمد وما قال لكخخم ؟ فخأخبروه فقخال‪ :‬لخو أننخي المسخؤل مخا كخان‬
‫عندي فيها أكخخثر ممخخا قخخال ابنخخي‪ - 31 .‬ج‪ :‬روي أن عمخخرو بخخن العخخاص قخخال‬
‫لمعاوية‪ :‬ابعث إلى الحسن بن علي )عليهما السخخلم( فمخخره أن يصخخعد المنخخبر‬
‫يخطب الناس لعله يحصر‪ ،‬فيكون ذلك مما نعيره بخخه فخخي كخخل محفخخل‪ ،‬فبعخخث‬
‫إليه معاوية فأصعده المنبر‪ ،‬وقد جمع له الناس ورؤساء أهل الشام فحمخخد الخ‬
‫الحسن بن علي صلوات ال عليه وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس من عرفنخخي‬
‫فأنا الذي يعرف‪ ،‬ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ابخخن عخخم‬
‫رسول ال أول المسلمين إسلما‪ ،‬وأمي فاطمخخة بنخخت رسخخول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( وجدي محمد بن عبخخد الخ نخخبي الرحمخخة أنخخا ابخخن البشخخير‪ ،‬أنخخا ابخخن‬
‫النذير‪ ،‬أنا ابن السراج المنير‪ ،‬أنا ابن من بعث رحمة للعخخالمين‪ ،‬أنخخا ابخخن مخخن‬
‫بعث إلى الجن و النس أجمعين‪ .‬فقال معاوية‪ :‬يخخا بخخا محمخخد خخخذ بنخخا )‪ (1‬فخخي‬
‫نعت الرطب ‪ -‬أراد تخجيله ‪ -‬فقال الحسن‪:‬‬

‫)‪ (1‬حدثنا‪ ،‬خ‪.‬‬

‫]‪[354‬‬

‫الريح تنفخه‪ ،‬والحر ينضجه‪ ،‬والليل يخخبرده ويطيبخخه‪ ،‬ثخخم أقبخخل الحسخخن )عليخخه السخخلم(‬
‫فرجع في كلمه الول فقال‪ :‬أنا ابن مستجاب الدعوة‪ ،‬أنا ابن الشفيع المطاع‪،‬‬
‫أنا ابن أول من ينفض عن الرأس التراب‪ ،‬أنا ابن من يقرع باب الجنة‪ :‬فيفتح‬
‫له‪ ،‬أنا ابن من قاتل معه الملئكة وأحل له المغنم‪ ،‬ونصر بالرعب من مسيرة‬
‫شهر‪ .‬فأكثر في هذا النوع من الكلم‪ ،‬ولم يزل بخخه حخختى أظلمخخت الخخدنيا علخخى‬
‫معاوية وعخرف الحسخن )عليخه السخلم( مخن لخم يكخن يعرفخه مخن أهخل الشخام‬
‫وغيرهم‪ ،‬ثم نزل فقال له معاوية‪ :‬أما إنك يا حسن قخخد كنخخت ترجخخو أن تكخخون‬
‫خليفة ولست هناك‪ ،‬فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬أما الخليفة فمخن سخار بسخيرة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعمل بطاعة ال عزوجل ليس الخليفخخة مخخن‬
‫سار بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أما وأبا‪ ،‬ولكن ذلك ملك أصخخاب ملكخخا‬
‫فتمتع منه قليل وكان قد انقطع عنه فاتخم لذته وبقيت عليه تبعته‪ ،‬وكخخان كمخخا‬
‫قال ال تبارك وتعالى‪) :‬وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين( )‪ (1‬فأومخخأ‬
‫بيده إلى معاوية ثم قخخام فانصخخرف‪ ،‬فقخخال معاويخخة لعمخخرو‪ :‬والخ مخخا أردت إل‬
‫شيني حين أمرتني بما أمرتني‪ ،‬وال ما كان يخرى أهخل الشخخام أن أحخخدا مثلخي‬
‫في حسخخب ول غيخخره‪ ،‬حخختى قخخال الحسخخن مخخا قخخال‪ ،‬قخخال عمخخرو‪ :‬هخخذا شخخئ ل‬
‫يستطاع دفنه ول تغييره لشهرته في النخخاس واتضخخاحه‪ ،‬فسخخكت معاويخخة لعنخخه‬
‫ال‪ .‬بيان‪ :‬التخام‪ :‬الثقل الحاصل من كثرة أكل الطعام أي اتخم من لذته‪32 .‬‬
‫‪ -‬قب‪ :‬القاضي النعمان في شرح الخبار بالسناد‪ ،‬عخخن عبخخادة بخخن الصخخامت‬
‫ورواه جماعة‪ ،‬عن غيره أنه سأل أعرابي أبا بكخخر فقخخال‪ :‬إنخخي أصخخبت بيخخض‬
‫نعام فشويته وأكلته وأنا محرم فما يجب علي ؟ فقال لخخه‪ :‬يخخا أعرابخخي أشخخكلت‬
‫علي في قضيتك‪ ،‬فدله على عمر‪ ،‬ودله عمر على عبد الرحمان فلما عجخخزوا‬
‫قالوا‪ :‬عليك بالصلع فقال أمير المخخؤمنين )عليخخه السخخلم(‪ :‬سخخل أي الغلميخخن‬
‫شئت‪ ،‬فقال الحسن‪ :‬يا أعرابي ألك إبل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فاعمخخد إلخخى عخخدد مخخا‬
‫أكلت من البيض نوقا فاضربهن بالفحول‬

‫)‪ (1‬النبياء‪.111 :‬‬

‫]‪[355‬‬

‫فما فضل منها فأهده إلى بيت ال العتيق الذي حججت إليخخه‪ ،‬فقخخال أميخخر المخخؤمنين‪ :‬إن‬
‫من النوق السلوب‪ ،‬ومنها ما يزلخخق‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن يكخخن مخخن النخخوق السخخلوب ومخخا‬
‫يزلق فإن من البيض ما يمرق‪ ،‬قال‪ :‬فسخخمع صخخوت معاشخخو النخخاس‪ :‬إن الخخذي‬
‫فهم هذا الغلم هو الذي فهمها سليمان بن داود‪ .‬بيان‪ :‬السلوب من النوق التي‬
‫القت ولدها بغير تمام‪ ،‬وأزلقت الناقة‪ :‬أسقطت والمراد هنا ما تسخخقط النطفخخة‪،‬‬
‫ومرقت البيضة‪ :‬فسدت‪ .‬أقول‪ :‬قد أورد كثير من قضاياه )عليخخه السخخلم( فخخي‬
‫الفقيه والكافي فخخي كتخخاب الحخخدود وكتخخاب القضخخايا وكتخخاب الخخديات‪ ،‬تركناهخخا‬
‫لوضوح المر وخوف الطناب‪ - 33 .‬قب‪ :‬ابن سخخنان‪ ،‬عخخن رجخخل مخخن أهخخل‬
‫الكوفة أن الحسن بن علي )عليهما السلم( كلم رجل فقال‪ :‬من أي بلد أنخخت ؟‬
‫قال‪ :‬من الكوفة قال‪ :‬لو كنت بالمدينة لريتك منازل جبرئيخخل )عليخخه السخخلم(‬
‫من ديارنا‪ .‬محمد بن سيرين أن عليا )عليه السلم( قال لبنخخه الحسخخن‪ :‬أجمخخع‬
‫الناس فاجتمعوا فأقبل فخطب الناس فحمد ال وأثنى عليه وتشهد ثم قال‪ :‬أيهخخا‬
‫الناس إن ال اختارنا لنفسه‪ ،‬وارتضانا لدينه‪ ،‬واصطفانا علخخى خلقخخه‪ ،‬وأنخخزل‬
‫علينا كتابه ووحيه‪ ،‬وأيم ال ل ينقصنا أحد من حقنا شيئا إل انتقصخخه الخ مخخن‬
‫حقه في عاجخل دنيخاه وآخرتخه‪ ،‬ول يكخون علينخا دولخة إل كخانت لنخا العاقبخة‪،‬‬
‫ولتعلمن نبأه بعد حين‪ .‬ثم نزل فجمع بالناس‪ ،‬وبلغ أبخخاه‪ ،‬فقبخخل بيخخن عينيخخه ثخخم‬
‫قال‪ :‬بأبي وأمي ذرية بعضها من بعض وال سميع عليم‪ .‬العقد عن ابخخن عبخخد‬
‫ربه والندلسي وكتاب المدائني أيضا أنه قال عمرو بن العاص لمعاويخخة‪ :‬لخخو‬
‫أمرت الحسن بن علي يخطب على المنبر‪ ،‬فلعله حصر فيكون ذلك وضعا له‬
‫عند الناس فأمر الحسن بذلك‪ ،‬فلما صخخعد المنخخبر تكلخخم وأحسخخن ثخخم قخخال‪ :‬أيهخخا‬
‫الناس من عرفني فقد عرفني‪ ،‬ومن لم يعرفني فأنا الحسن بخخن علخخي بخخن أبخخى‬
‫طالب أنا ابن أول المسلمين إسلما‪ ،‬وامي فاطمخخة بنخخت رسخخول الخخ‪ ،‬أنخخا ابخخن‬
‫البشير النذير‪ ،‬أنا ابن السراج المنير‪ ،‬أنا ابن من بعث رحمة للعالمين‪ ..‬وفخخي‬
‫رواية ابن‬

‫]‪[356‬‬

‫عبد ربه ‪ -‬لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لبتيها )‪ (1‬لم تجدوا غيري وغيخخر أخخخي‪ ،‬فنخخاداه‬
‫معاوية يا أبا محمد حدثنا بنعت الرطب أراد بذلك يخجله‪ ،‬ويقطع بذلك كلمه‬
‫فقال‪ :‬نعم تلقحه الشمال‪ ،‬وتخرجه الجنوب‪ ،‬وتنضجه الشمس ويطيبه القمر ‪-‬‬
‫وفي رواية المدائني‪ :‬الريح تنفخخخه‪ ،‬والحخخر تنضخخجه والليخخل يخخبرده ويطيبخخه ‪-‬‬
‫وفي رواية المدائني فقال عمرو‪ :‬أبا محمد ! هل تنعت الخرأة قال‪ :‬نعم‪ ،‬تبعخخد‬
‫الممشى في الرض الصحصح حتى تتوارى من القوم‪ ،‬ول تستقبل القبلة ول‬
‫تستدبرها‪ ،‬ول تمسح باللقمة‪ ،‬والرمخخة‪ ،‬يريخخد العظخخم والخخروث ‪ -‬ول تبخخل فخخي‬
‫الماء الراكد‪ .‬توضيح‪ :‬الخرء بالفتح دفع الخروء بالضم‪ ،‬والصحصح المكخخان‬
‫المستوي ول يخفى ما في إدخال الروث في تفسير الرمة من الشتباه‪- 34 .‬‬
‫قب‪ :‬المنهخخال بخخن عمخخرو أن معاويخخة سخخأل الحسخخن )عليخخه السخخلم( أن يصخخعد‬
‫المنبر وينتسب‪ ،‬فصعد فحمد ال وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها ا لناس من عرفنخخي‬
‫فقد عرفني‪ :‬ومن لم يعرفني فسأبين لخخه نفسخخي‪ ،‬بلخخدي مكخخة ومنخخى‪ ،‬وأنخخا ابخخن‬
‫المخخروة والصخخفا‪ ،‬وأنخخا ابخخن النخخبي المصخخطفى‪ ،‬وأنخخا ابخخن مخخن عل الجبخخال‬
‫الرواسي‪ ،‬وأنا ابن من كسا محاسن وجهه الحيا‪ ،‬أنا ابن فاطمة سيدة النسخخاء‪،‬‬
‫أنا ابن قليلت العيوب‪ ،‬نقيات الجيوب ‪ -‬وأذن المؤذن‪ ،‬فقال‪ :‬أشخخهد أن ل إلخخه‬
‫إل ال‪ ،‬أشهد أن محمدا رسول ال ‪ -‬فقخال‪ :‬يخا معاويخة محمخخد أبخي أم أبخخوك ؟‬
‫فإن قلت‪ :‬ليس بأبي فقد كفرت‪ ،‬وإن قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقد أقررت ثم قخخال‪ :‬أصخخبحت‬
‫قريش تفتخر على العرب بأن محمخخدا منهخخا‪ ،‬وأصخخبحت العخخرب تفتخخخر علخخى‬
‫العجم بأن محمدا منها‪ ،‬وأصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمخخدا منهخخا‬
‫يطلبون حقنا ول يردون إلينا حقنا‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬رجل ناصح الجيخخب‬
‫أي أمين انتهى‪ ،‬فقوله )عليه السلم(‪) :‬نقيات الجيوب( كناية عن عفتهن كمخخا‬
‫أن طهارة الذيل في عرف العجم كناية عنها‬

‫)‪ (1‬اللبة‪ :‬الحرة من الرض‪ ،‬يقال‪) :‬ما بين ل تبيها مثخخل فلن( وأصخخله فخخي المدينخخة‬
‫وهى حرتاها المكتنفتان بها‪ ،‬ثم جرى في كل بلدة فيقولون‪) :‬ما بيخخن لبتيهخخا‬
‫مثل فلن( من دون إظهار صاحب الضمير‪(*) .‬‬
‫]‪[357‬‬

‫‪ - 35‬قب‪ :‬كتب ملك الروم إلى معاوية يسخأله عخن ثلث‪ :‬عخخن مكخان بمقخدار السخماء‪،‬‬
‫وعن أول قطرة دم وقعت على الرض‪ ،‬وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة‪،‬‬
‫فلم يعلم ذلك‪ ،‬فاستغاث بالحسن بن علي )عليهما السلم( فقال‪ :‬ظهر الكعبخخة‪،‬‬
‫ودم حوا‪ ،‬وأرض البحر حين ضربه موسى‪ .‬وعنه )عليه السلم( في جخخواب‬
‫ملك الروم‪ :‬مال قبلة له فهي الكعبة‪ ،‬ومال قرابة له فهو الرب تعخخالى‪ .‬وسخخأل‬
‫شامي الحسن بن علي )عليه السلم( فقخخال‪ :‬كخخم بيخخن الحخخق والباطخخل ؟ فقخخال‪:‬‬
‫أربع أصابع‪ :‬فما رأيخت بعينخك فهخو الحخق وقخد تسخمع باذنيخك بخاطل كخثيرا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬كم بين اليمان واليقين ؟ فقال‪ :‬أربع أصابع‪ :‬اليمان ما سمعناه واليقين‬
‫ما رأيناه قال‪ :‬وكم بين السماء والرض ؟ قال‪ :‬دعوة المظلوم‪ ،‬ومد البصخخر‪،‬‬
‫قال‪ :‬كم بيخخن المشخخرق والمغخخرب ؟ قخخال‪ :‬مسخخيرة يخخوم للشخخمس‪ .‬أبخخو المفضخخل‬
‫الشيباني في أماليه وابن الوليد في كتابه بالسناد عن جابر بن عبخخد الخ قخخال‪:‬‬
‫كان الحسن بن علي قد ثقل لسانه‪ ،‬وأبطأ كلمه‪ ،‬فخرج رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في عيخد مخن العيخاد وخخرج معخه بالحسخن بخن علخي فقخال النخبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ال أكبر يفتتح الصلة قال الحسن‪ :‬ال أكبر قال‪ :‬فسر‬
‫بذلك رسول ال فلم يزل رسول ال يكبر والحسن معه يكبر حخختى كخخبر سخخبعا‬
‫فوقف الحسن عند السابعة فوقف رسول ال )صلى ال عليه وآله( عندها‪ ،‬ثخخم‬
‫قام رسول ال إلى الركعة الثانية فكبر الحسن حتى إذا بلغ رسخخول الخ خمخخس‬
‫تكبيرات فوقف الحسن عند الخامسة‪ ،‬ووقف رسول ال عند الخامسة‪ ،‬فصار‬
‫ذلك سنة في تكبير العيدين‪ ،‬وفي رواية أنه كان الحسين )عليه السلم(‪ .‬كتاب‬
‫إبراهيم‪ :‬قال بعض أصحاب الحسن )عليخخه السخخلم( مرفوعخخا‪ :‬الطلخخق للنسخخاء‬
‫إنما يكون سرة المولود متصخخلة بسخخرة أمخخه فتقطخع فيؤلمهخخا‪ .‬أقخخول‪ :‬قخال عبخخد‬
‫الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلغة‪ :‬روى محمد بن حبيب في أماليه‬
‫أن الحسن )عليه السلم( حج خمخخس عشخخرة حجخخة ماشخخيا تقخخاد الجنخخائب معخخه‬
‫وخرج من ماله مرتين‪ ،‬وقاسم ال عزوجل ثلث مرات ماله‪ ،‬حتى أنخخه كخخان‬
‫يعطي نعل‬

‫]‪[358‬‬

‫ويمسك نعل ويعطي خفا ويمسك خفا‪ .‬وروى أيضا أن الحسن )عليخخه السخخلم( أعطخخى‬
‫شاعرا فقال له رجل من جلسائه سبحان ال شخخاعرا يعصخخي الرحمخخن ويقخخول‬
‫البهتان ؟ فقال‪ :‬يا عبد ال إن خير ما بذلت من مالك مخخا وقيخخت بخخه عرضخخك‪،‬‬
‫وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر‪ - 36 .‬د‪ :‬حدث الزبير بن بكار‪ ،‬وابن عون‪،‬‬
‫عن عمير بن إسحاق قال‪ :‬ما تكلم أحد أحب إلى أن ل يسكت من الحسخخن بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( وما سمعت منه كلمة فحش قط وإنخخه كخخان بيخخن الحسخخن‬
‫بن علي وعمخخرو بخخن عثمخخان خصخومة فخي أرض فعخخرض الحسخخين أمخخرا لخخم‬
‫يرضه عمرو‪ ،‬فقال الحسن )عليه السلم(‪ :‬ليس له عنخخدنا إل مخخا أرغخخم أنفخخه‪،‬‬
‫فإن هذه أشد وأفحش كلمة سمعتها منه قط‪ - 37 .‬د‪ :‬قيل‪ :‬طعن أقوام من أهل‬
‫الكوفة في الحسن بن علي )عليهما السلم( فقخخالوا‪ :‬إنخخه عخخي ل يقخخوم بحجخخة‪،‬‬
‫فبلغ ذلك أمير المؤمنين )عليه السلم( فدعا الحسن فقال‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ‬
‫إن أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها ؟ قال‪ :‬وما يقولون يا أمير المؤمنين‬
‫؟ قخال‪ :‬يقولخون‪ :‬إن الحسخن بخن علخي عخي اللسخان ل يقخوم بحجخة‪ ،‬وإن هخذه‬
‫العواد فأخبر الناس فقخخال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين ل أسخختطيع الكلم وأنخخا أنظخخر‬
‫إليك‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السخلم( إنخي متخلخف عنخك فنخاد أن الصخلة‬
‫جامعة‪ ،‬فاجتمع المسلمون فصعد )عليه السلم( المنخخبر فخطخخب خطبخخة بليغخخة‬
‫وجيزة فضج المسلمون بالبكاء ثم قال‪ :‬أيها النخخاس اعقلخخوا عخخن ربكخخم إن ال خ‬
‫عزوجل اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم و آل عمخخران علخخى العخخالمين ذريخخة‬
‫بعضها من بعض وال سميع عليم‪ ،‬فنحن الذرية من آدم والسخخرة مخخن نخخوح‪،‬‬
‫والصفوة من إبراهيم‪ ،‬والسللة من إسماعيل‪ ،‬وآل من محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله( نحن فيكم كالسماء المرفوعة‪ ،‬والرض المدحوة‪ ،‬والشخخمس الضخخاحية‪،‬‬
‫وكالشجرة الزيتونة‪ ،‬ل شرقية ول غربية التي بخخورك زيتهخخا‪ ،‬النخخبي أصخخلها‪،‬‬
‫وعلي فرعها‪ ،‬ونحن وال ثمرة تلك الشجرة‪ ،‬فمن تعلق بغصن من أغصخخانها‬
‫نجا‪ ،‬ومن تخلف عنها فإلى النار هوى‪ ،‬فقام أمير المؤمنين من أقصى النخخاس‬
‫يسحب رداءه من خلفه حتى عل المنبر مع الحسن )عليخخه السخخلم( فقبخخل بيخخن‬
‫عينيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ابن رسخخول الخ أثبخخت علخخى القخخوم حجتخخك وأوجبخخت عليهخخم‬
‫طاعتك‪ ،‬فويل لمن خالفك‪.‬‬

‫]‪[359‬‬

‫‪) - 17‬باب( )خطبة بعد شهادة أبيه صلوات ال عليهما( )وبيعخخة النخخاس لخخه( ‪ - 1‬لخخى‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن النضخخر عخخن‬
‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن حبيب بن عمرو قال‪ :‬لما تخخوفي‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( وكان من الغد‪ ،‬قام الحسن )عليه السلم( خطيبا‬
‫على المنبر فحمد ال و أثنى عليخخه ثخخم قخخال‪ :‬أيهخخا النخخاس فخخي هخخذه الليلخخة نخخزل‬
‫القرآن وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم‪ ،‬و في هخخذه الليلخخة قتخخل يوشخخع بخخن‬
‫نون‪ ،‬وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين وال ل يسبق أبي أحد كان قبلخخه‬
‫من الوصياء إلى الجنة ول من يكون بعده‪ ،‬وإن كان رسول الخ )صخخلى الخ‬
‫عليه وآله( ليبعثه في السرية‪ ،‬فيقاتل جبرئيل عن يمينه‪ ،‬وميكائيل عن يسخخاره‬
‫وما ترك صخخفراء ول بيضخخاء إل سخخبعمائة درهخخم فضخخلت مخخن عطخخائه‪ ،‬كخخان‬
‫يجمعها ليشتري بها خادما لهله‪ - 2 .‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد‬
‫النباري‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الزدي‪ ،‬عن شعيب بن أيخخوب‪ ،‬عخخن معاويخخة‬
‫بن هشام‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن هشام ابن حسان قال‪ :‬سمعت أبا محمد الحسن بخخن‬
‫علي )عليهما السلم( يخطب الناس بعد البيعة له بالمر فقال‪ :‬نحن حزب ال‬
‫الغالبون‪ ،‬وعترة رسوله القربون‪ ،‬وأهخل بيتخه الطيبخون‪ ،‬الطخاهرون‪ ،‬وأحخد‬
‫الثقلين الذين خلفهما رسول ال )صلى ال عليه وآله( في أمته والتخخالي كتخخاب‬
‫ال‪ ،‬فيه تفصيل كل شئ ل يأتيه الباطل من بين يخخديه ول مخخن خلفخخه فخخالمعول‬
‫علينا في تفسيره ل تنظنخخى تخخأويله بخخل نخختيقن حقخخائقه‪ ،‬فأطيعونخخا فخخان طاعتنخخا‬
‫مفروضة إذ كانت بطاعة ال عزوجل ورسوله مقرونخخة‪ ،‬قخخال ال خ عزوجخخل‪:‬‬
‫)يا ‪-‬‬

‫]‪[360‬‬

‫أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم فإن تنخخازعتم فخخي شخخئ‬
‫فردوه إلى ال والرسول )‪) (1‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي المخخر منهخخم‬
‫لعلمه الذين يستنبطونه منهم( )‪ (2‬وأحذركم الصخخغاء لهتخخاف الشخخيطان فخخإنه‬
‫لكم عدو مبين‪ ،‬فتكونوا أولياءه الذين قال لهم‪) :‬ل غالب لكم اليوم مخخن النخخاس‬
‫وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال‪ :‬إني برئ منكم إني‬
‫أرى مخخال تخخرون( )‪ (3‬فتلقخخون إلخخى الرمخخاح وزرا‪ ،‬وإلخخى السخخيوف جخخزرا‪،‬‬
‫وللعمد حطما‪ ،‬وللسهام غرضا‪ ،‬ثم ل ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت مخخن قبخخل‬
‫أو كسبت في إيمانها خيرا‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬التظني إعمال الظن وأصله‬
‫التظنن ابخخدل مخخن إحخخدى النونخخات يخخاء قخخوله )عليخخه السخخلم( )وزراء( الخخوزر‬
‫محركة‪ :‬الجبل المنيع‪ ،‬وكل معقل والملجأ‪ ،‬والمعتصم‪ ،‬والوزر بالكسر‪ :‬الثم‬
‫والثقخخل والكخخارة الكخخبيرة والسخخلح‪ ،‬والحمخخل الثقيخخل‪ ،‬ووزر الرجخخل‪ :‬غلبخخه‬
‫وأوزره‪ :‬أحزره وذهب به كاستوزره‪ ،‬وجعل له وزرا وأوثقه وخبأه كل ذلك‬
‫ذكره الفيروز آبادي والظهر أنه الوزر بالتحريك أي تكونون معاقل للرماح‬
‫تأوي إليكخخم‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون بالكسخخر أي لخخوزركم وإثمكخخم أو الحخخال أنكخخم‬
‫كالحمل الثقيل‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الجزور من البل يقخخع علخخى الخخذكر والنخخثى‬
‫والجمخخع الجخخزر وجخخزر السخخباع‪ :‬اللحخخم الخخذي تخخأكله‪ ،‬يقخخال‪ :‬تركخخوهم جخخزرا‬
‫بالتحريك إذا قتلوهم‪ .‬والجزر أيضا‪ :‬الشاة السمينة وقال الجزري فيخخه‪ :‬أبشخخر‬
‫بجخخزرة سخخمينة أي شخخاة صخخالحة لن تجخخزر أي تذبخخح للكخخل ومنخخه حخخديث‬
‫الضحية فانما هي زجرة أطعمها أهله وتجمع على جزر بالفتح ومنخخه حخخديث‬
‫موسى والسحرة‪ :‬حتى صارت حبالهم للثعبان جزرا وقد تكسر الجيخخم انتهخخى‬
‫والظهر أنه بالتحريك‪ .‬والحطخخم‪ :‬الكسخخر أو خخخاص باليخخابس‪ ،‬وصخخعدة حطخخم‬
‫ككسر ما تكسر من اليبيس‪ ،‬ذكره‬

‫)‪ (1‬و )‪ (2‬النساء‪ 58 :‬و ‪ (3) .83‬النفال‪.48 :‬‬

‫]‪[361‬‬
‫الفيروز آبادي فهو إما بالتحريخخك وإن لخخم يخخرد فخخي هخخذا المقخخام فخخإنه وزن معخخروف أو‬
‫بكسخخر الحخخاء وفتخخح الطخخاء كمخخا ذكخخره الفيخخروز آبخخادي‪ ،‬والعمخخد بالتحريخخك‬
‫وبضمتين جمع العمود أي تحطمكم وتكسركم العمد‪ ،‬ونصب الجميع بالحالية‬
‫إن قرئ فتلقون على بنخاء المجهخول‪ ،‬ويحتمخل التميخز‪ ،‬وبالمفعوليخة إن قخرئ‬
‫على بناء المعلوم‪ - 3 .‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخين‬
‫بن عبيد‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن سلم بن أبي عمرة‪ ،‬عن معروف‪ ،‬عخخن‬
‫أبي الطفيل قال‪ :‬خطب الحسن بن علي )عليهما السلم( بعد وفاة علي )عليخخه‬
‫السلم( وذكر أمير المخؤمنين فقخال‪ :‬خخاتم الوصخخيين ووصخي خخاتم النبيخخاء‪،‬‬
‫وأمير الصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس لقخخد فخخارقكم رجخخل‬
‫ما سبقه الولون‪ ،‬ول تدركه الخرون‪ ،‬لقد كان رسول ال )صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله( يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه‪ ،‬وميكائيل عن يساره فما يرجخخع‬
‫حتى يفتح ال عليه ما ترك ذهبا ول فضة إل شئ على صخخبي لخخه‪ ،‬ومخا تخخرك‬
‫في بيت المال إل سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما‬
‫لم كلثوم‪ .‬ثم قال‪ :‬من عرفني فقد عرفنخخي ومخخن لخخم يعرفنخخي فأنخخا الحسخخن بخخن‬
‫محمد النبي )صلى ال عليه وآله( ثم تلى هذه الية قول يوسف‪) :‬واتبعت ملة‬
‫آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب( )‪ (1‬أنا ابن البشخخير‪ ،‬وأنخخا ابخخن النخخذير‪ ،‬وأنخخا‬
‫ابن الداعي إلى ال‪ ،‬وأنخخا ابخخن السخخراج المنيخخر وأنخخا ابخخن الخخذي أرسخخل رحمخخة‬
‫للعخخالمين‪ ،‬وأنخخا مخخن أهخخل الخخبيت الخخذين أذهخخب ال خ عنهخخم الرجخخس وطهرهخخم‬
‫تطهيرا‪ ،‬وأنا من أهل الخخبيت الخخذين كخخان جبرئيخخل ينخخزل عليهخخم‪ ،‬ومنهخخم كخخان‬
‫يعرج‪ ،‬وأنا من أهل البيت الخخذين افخخترض الخ مخخودتهم ووليتهخخم‪ ،‬فقخخال فيمخخا‬
‫أنزل على محمد )صلى ال عليه وآله(‪) :‬قل ل أسألكم عليخخه أجخخرا إل المخخودة‬
‫في القربى ومن يقترف حسنة( )‪ (2‬واقتراف الحسخخنة مودتنخخا‪ .‬فخخر‪ :‬عخخن أبخخي‬
‫الطفيل مثله‪ - 4 .‬شا‪ :‬كان الحسن )عليه السلم( وصخخي أبيخخه أميخخر المخخؤمنين‬
‫)عليه السلم( على أهله وولده‬

‫)‪ (1‬يوسف‪ (2) .38 :‬الشورى‪.22 :‬‬

‫]‪[362‬‬

‫وأصحابه‪ ،‬ووصاه بالنظر في وقوفه وصخخدقاته‪ ،‬وكتخخب إليخخه عهخخدا مشخخهورا ووصخخية‬
‫ظخخاهرة فخخي معخخالم الخخدين وعيخخون الحكمخخة والداب‪ ،‬وقخخد نقخخل هخخذه الوصخخية‬
‫جمهور العلماء واستبصر بها في دينه ودنياه كخخثير مخخن الفقهخخاء‪ ،‬ولمخخا قبخخض‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه أصخخحاب‬
‫أبيه على حرب من حارب‪ ،‬وسلم من سالم‪ .‬وروى أبو مخنف لوط بن يحيخخى‬
‫قال‪ :‬حدثني أشعث بن سوار‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي وغيخخره‪ ،‬قخخال‪ :‬خطخخب‬
‫الحسن بن علي )عليهمخخا السخخلم( فخخي صخخبيحة الليلخخة الخختي قبخخض فيهخخا أميخخر‬
‫المؤمنين )عليه السلم( فحمد ال وأثنى عليه وصلى على رسول ال )صخخلى‬
‫ال عليه وآله( ثم قال‪ :‬لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الولخخون بعمخخل‪،‬‬
‫ولم يدركه الخرون بعمل لقد كان يجاهخخد مخخع رسخخول ال خ )صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله( فيقيه بنفسه‪ ،‬وكان رسول ال )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( يخخوجهه برايتخخه‪،‬‬
‫فيكنفه جبرئيل عن يمينه‪ ،‬وميكائيل عن شماله‪ ،‬ول يرجع حتى يفتح ال على‬
‫يديه‪ ،‬ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم‪ ،‬والتي قبخخض فيهخخا‬
‫يوشع بن نون ]وصي موسى[‪ ،‬ومخخا خلخخف صخخفراء ول بيضخخاء إل سخخبعمائة‬
‫درهم فضلت عن عطائه‪ ،‬أراد أن يبتاع بهخخا خادمخخا لهلخخه‪ .‬ثخخم خنقتخخه العخخبرة‬
‫فبكى وبكى الناس من حوله معه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن‬
‫الداعي إلى ال باذنه أنا ابن السراج المنير‪ ،‬أنا من أهل بيت أذهب الخ عنهخخم‬
‫الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت فرض ال مودتهم فخخي كتخخابه فقخخال‬
‫تعالى‪) :‬قل ل أسئلكم عليه أجرا إل المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد‬
‫له فيها حسنا( )‪ (1‬فالحسنة مودتنخخا أهخخل الخخبيت ثخخم جلخخس‪ .‬فقخخام عبخخد الخ بخخن‬
‫العباس رحمه ال بين يديه فقال‪ :‬معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصي إمخخامكم‬
‫فبايعوه فاستجاب له الناس فقالوا‪ :‬ما أحبه إلينخخا وأوجخخب حقخخه علينخخا وبخخادروا‬
‫إلى البيعة له بالخلفة‪ ،‬وذلك ]في[ يوم الجمعة الحادي والعشخخرين مخخن شخخهر‬
‫رمضان سنة أربعين من الهجرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الشورى‪.22 :‬‬

‫]‪[363‬‬

‫فرتب العمال‪ ،‬وأمر المراء‪ ،‬وأنفذ عبد ال بن العباس إلى البصرة ونظر في المور‪.‬‬
‫أقول‪ :‬روى هذه الخطبة ابن أبخخي الحديخخد‪ ،‬عخخن أبخخي الفخخرج‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن‬
‫ثابت‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن هبيرة بن مريم‪ ،‬ورأيت أيضا في كتخخاب‬
‫المقاتل لبي الفرج الصفهاني مثله‪ - 5 .‬قب‪ :‬بويع )عليخخه السخخلم( بعخخد أبيخخه‬
‫يوم الجمعة الحخخادي والعشخخرين مخخن شخخهر رمضخخان فخخي سخخنة أربعيخخن وكخخان‬
‫عمره )عليه السخلم( لمخا بويخخع سخخبعا وثلثيخخن سخنة‪ - 6 .‬نخص‪ :‬الحسخين بخخن‬
‫محمد بن سعيد الخزاعي‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن عتبة ابن الضحاك‪ ،‬عن هشخخام‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما قتل أمير المؤمنين )عليخخه السخخلم( رقخخى الحسخخن‬
‫ابن علي )عليهما السلم( المنبر فأراد الكلم فخنقته العخخبرة‪ ،‬فقعخخد سخخاعة ثخخم‬
‫قام فقال‪ :‬الحمد ل الذي كان في أوليته وحدانيا في أزليتخخه‪ ،‬متعظمخخا بخخإلهيته‪،‬‬
‫متكبرا بكبريائه وجبروته‪ ،‬ابتدأ ما ابتدع‪ ،‬وأنشخخأ مخخا خلخخق‪ ،‬علخخى غيخخر مثخخال‬
‫كان سبق مما خلق‪ .‬ربنا اللطيف بلطف ربوبيته‪ ،‬وبعلم خبره فتخخق‪ ،‬وبإحكخخام‬
‫قدرته خلق جميع مخخا خلخق‪ ،‬فل مبخخدل لخلقخه‪ ،‬ول معيخخر لصخخنعه‪ ،‬ول معقخب‬
‫لحكمه‪ ،‬ول راد لمره ول مسختراح عخن دعخوته‪ ،‬خلخق جميخع مخا خلخق‪ ،‬ول‬
‫زوال لملكه‪ ،‬ول انقطاع لمدته فوق كل شئ عل‪ ،‬ومن كل شخخئ دنخخا‪ ،‬فتجلخخى‬
‫لخلقه من غير أن يكون يرى وهو بالمنظر العلى‪ .‬احتجب بنوره‪ ،‬وسما في‬
‫علوه‪ ،‬فاستتر عن خلقه‪ ،‬وبعث إليهم شهيدا عليهم وبعث فيهم النبيين مبشرين‬
‫ومنذرين‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينة‪ ،‬ويحيى من حي عن بينخخة‪ ،‬وليعقخخل العبخخاد‬
‫عن ربهم ما جهلوه‪ ،‬فيعرفوه بربوبيته بعدما أنكروه‪ .‬والحمد ل الخخذي أحسخخن‬
‫الخلفة علينا أهل البيت‪ ،‬وعنده نحتسخب عزانخا فخي خيخر البخاء رسخول الخ‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وعنخخد الخ نحتسخخب عزانخخا فخخي أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬ولقخخد‬
‫أصيب به الشخخرق والغخخرب‪ ،‬والخ مخخا خلخخف درهمخخا ول دينخخارا إل أربعمخخائة‬
‫درهم‪ ،‬أراد أن‬

‫]‪[364‬‬

‫يبتاع لهله خادما‪ ،‬ولقد حدثني حبيخخبي جخخدي رسخخول الخ )صخخلى الخ عليخخه وآلخخه( أن‬
‫المر يملكه اثنا عشخخر إمامخخا مخخن أهخخل بيتخخه وصخخفوته‪ ،‬مخخا منخخا إل مقتخخول أو‬
‫مسموم‪ .‬ثم نزل عن منبره‪ ،‬فدعا بابن ملجم لعنخه الخ فخاتي بخه‪ ،‬قخال‪ :‬يخا ابخن‬
‫رسول ال استبقني أكن لك‪ ،‬وأكفيك أمر عدوك بالشخخام‪ ،‬فعله الحسخخن )عليخخه‬
‫السلم( بسيفه فاستقبل السخخيف بيخخده فقطخخع خنصخخره ثخخم ضخخربه ضخخربة علخخى‬
‫يافوخه فقتله‪ ،‬لعنة ال عليه‪ .‬إلى هنا انتهى الجخخزء الول مخخن المجلخخد العاشخخر‬
‫ويليه الجزء الثاني وأوله باب العلة التي مخخن أجلهخخا صخخالح الحسخخن بخخن علخخي‬
‫)عليهما السلم( معاوية بن أبي سفيان‪.‬‬

‫]‪[365‬‬

‫‪ - 1‬صخخورة فتكوبيخخة مخخن الصخخفحة الولخخى مخخن نسخخخة الصخخل للمجلخخد العاشخخر وهخخي‬
‫الصحيفة الولى من الجزء ‪ 43‬حسب تجزئتنا‪.‬‬

‫]‪[366‬‬

‫‪ - 2‬صورة فتوكوبية من نسخة الصل من الصحيفة التي يبتدء بها هذا الجخخزء وأولخخه‬
‫)فلما كان الغداة( تراه في الهامش بخط يده قدس سره‪.‬‬

‫]‪[367‬‬

‫‪ - 3‬صورة فتوكوبية من صفحة الخاتمة من نسخة الصل للمجلد العاشخخر وهخخى آخخخر‬
‫صحيفة من هذا الجزء‪.‬‬

‫]‪[368‬‬
‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل‪ .‬والصلة والسلم على رسخخول الخخ‪.‬‬
‫وعلى آله الطبيين أمناء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فقد من ال علينا أن وفقنخخا لتصخخحيح هخخذا‬
‫السفر القيم‪ ،‬والتراث الذهبي المخلد‪ ،‬وهخو الجخزء الول مخن المجلخد العاشخر‬
‫من كتاب بحار النوار حسب تجزئة المصنف ‪ -‬رضوان ال عليه ‪ -‬والجزء‬
‫الثالث والربعون حسب تجزئتنا وال أسأل أن يوفقنخخا لتمخخام هخخذا المشخخروع‬
‫المقدس‪ ،‬وله المن والفضل‪ .‬مسلكنا في التصحيح‪ - 1 :‬اعتمدنا علخخى النسخخخة‬
‫المطبوعة المشهورة بكمباني تصحيح الفاضخخل الخخخبير المخخرزا محمخخد القمخخي‬
‫المعخخروف بأربخخاب‪ ،‬فجعلناهخخا أصخخل لطبعتنخخا هخخذه عرضخخا ومقابلخخة‪ .‬وذلخخك‬
‫لصحتها وإتقاتها وقد قال الفاضل المرحوم في ختام هذه الطبعة‪) :‬وبعخخد فلمخخا‬
‫كان المجلد العاشر من كتاب بحار النوار( )مشتمل على مخخا يتعلخخق بخخأحوال‬
‫مولنا سيد الشهداء‪ ،‬وذريعة إلى الفوز( )بالسعادات الخروية‪ ،‬ولهخخذا صخخار‬
‫هذا المجلد من بين مجلدات هذا( )الكتاب أشهرها‪ ،‬وأعمها نفعا‪ ،‬طبعوها بناة‬
‫الخير مرات عديدة( )ولكن لم يتيسر لهم تصحيح الكتاب على ما ينبغي‪ ،‬كما‬
‫هو ظاهر( )للمحصل المراجخع لهخا‪ ،‬وهخخذه المخرة مخخن النطبخاع وإن جخاءت‬
‫آخرا(‬

‫]‪[369‬‬

‫)لكنها فاقت مفاخرا‪ ،‬فبحمد ال سلمت هذه النسخة مخن أغلط لخم تسخلم( )منهخا النسخخ‬
‫السابقة‪ ،‬وفي المثخخل‪ :‬كخخم تخخرك الول للخخخر‪ ،‬وأنخخا( )المستضخخيئ مخخن أنخخوار‬
‫العلماء المحدثين‪ ،‬محمد بن محمد تقي القمي في( )سنة ‪ (.1304‬أقول‪ :‬وذلك‬
‫لنه قخد تيسخر لهخم نسخخ متعخددة‪ ،‬وبخذل العلمخاء جمعخا ومنفخردا جهخدهم فخي‬
‫تصحيحها ومقابلتها وعرضها على النسخ المخطوطة والمطبوعة‪ ،‬ثم أشرف‬
‫عليها الفاضل المؤمى إليه بدقة وإتقان‪ ،‬فصححها وعلق عليهخخا‪ ،‬فلخخو أن هخخذه‬
‫النسخ التي اتيحت لهؤلء المصححين‪ ،‬اتيحت لنا ‪ -‬وأنى وأين ‪ -‬لم يكخخن فخخي‬
‫عرض النسخة عليها ثانيا كثير جدوى‪ .‬ولذلك أغفلنا عن طلب النسخخخ‪ .‬اللهخخم‬
‫إل أن نجد نسخة المصنف ‪ -‬قدس سره ‪ -‬فيكخخون عخخرض النسخخة عليهخخا مخخن‬
‫الواجب الحتم‪ .‬فمن كان من العلماء والفضلء عنده نسخة من تلخخك النسخخخ أو‬
‫عنده خبر عنها‪ ،‬فليراجعنا خدمة للدين وأهله‪ ،‬ونشكره الشخخكر الجزيخخل‪- 2 .‬‬
‫راجعنا سائر النسخ المطبوعخة‪ ،‬وهكخذا مصخادر الكتخاب‪ ،‬عنخدما عخرض لنخا‬
‫أدنى شبهة فخخي سخخقط أو تصخخحيف‪ ،‬وراجعنخخا مخخع ذلخخك كتخخب الرجخخال عنخخدما‬
‫احتمل تبديل في السند‪ .‬ولجل ذلك راجعنخخا كخخثيرا مخخن المصخخادر‪ ،‬وعرضخخنا‬
‫النسخة عليها‪ :‬بين مخخا لخخم يكخخن بينهمخخا اختلف‪ ،‬أو كخخان اختلف يسخخير غيخخر‬
‫مغير للمعنى‪ ،‬أو كان الترجيح لنسخة المصنف ‪ -‬قدس سره ‪ -‬فأضخخربنا عخخن‬
‫اليعاز إلى ذلك فإنه ل طائل تحته‪ .‬وأما إذا كخان الترجيخح لنسخخة المصخدر‪،‬‬
‫أو كان في نسخة الكمباني تصحيف أو سقط‪ ،‬أصلحناه في الصلب‪ ،‬وأوعزنخخا‬
‫إلى ذلك في الذيل‪ ،‬كما يراه المطالع البصير في طخخي الصخخفحات‪ ،‬ومنهخخا مخخا‬
‫في ص ‪ 26‬و ‪ 54‬و ‪ 241‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[370‬‬

‫ولم نكن لنرجح نسخة المصدر‪ ،‬إل حيث ظهر بديهة‪ ،‬وذلك لن المصنف ‪ -‬أعلى ال‬
‫مقامه ‪ -‬قد جمع ال عنده من المصادر الثمينة الغالية‪ ،‬ما ل يجتمع عند أحخخد‪،‬‬
‫فقد كان عنده النسخ المصخخححة مخخن المصخخادر وهخخو ‪ -‬قخخدس سخخره ‪ -‬لخخم يكخخن‬
‫ليعتمد على النسخ المغلوطة‪ ،‬فقد كخخان بعخخض الحخخاديث فخخي نسخخخته سخخقيمة‪،‬‬
‫فنقلها و أشار إلى ذلك مع اليضاح اللزم‪ .‬فخخاللزم علخخى البخخاحثين الثقخخافيين‬
‫أن يعرضوا نسختهم من المصادر عند طبعهخخا وتحقيقهخخا علخخى البحخخار ‪ -‬كمخخا‬
‫فعل عند طبع كتاب المحاسن والختصاص ‪ -‬ل أن يعرضخخوا نسخخخة البحخخار‬
‫على المصادر المتهيئة عندهم مخطوطة كانت أو مطبوعخخة‪ .‬ولجخخل ذلخخك لخخم‬
‫نلتزم بعرض الحاديث كلها على المصادر المطبوعة الموجخخودة ول بتخخذكار‬
‫الختلف بينها وبين نسختنا لعدم الجدوى في ذلك‪ .‬اللهم إل أن نظفر بنسخخخة‬
‫الصل من المصدر‪ ،‬أو بنسخة مطبوعة قد حققت بالدب الصخخحيح وقخخوبلت‬
‫مع النسخ الصلية‪ ،‬بعد كمال الدقة والتقخخان‪ - 3 .‬تخخرى فخخي طخخي الصخخفحات‬
‫كلمات أو جملت جعلناها بين العلمتين ]‪ [.....‬بالدب الصحيح وقوبلت مع‬
‫النسخ الصلية‪ ،‬بعد كمال الدقة والتقان‪ - 3 .‬ترى في طي الصفحات كلمات‬
‫أو جملت جعلناهخخا بيخخن العلمخختين ]‪ [.....‬مخخن دون أن نخخذيلها بكلم يوضخخح‬
‫ذلك‪ ،‬فهي بين طوائف‪ .‬طائفة منها موجودة في هامش النسخة مع رمز ظ أو‬
‫خ فجعلناها بين العلمتين‪ .‬وطائفة منهخخا موجخخودة فخخي المصخخدر ‪ -‬الخخذي كخخان‬
‫عندنا ‪ -‬ساقطة من نسخة الكمباني‪ :‬ل يستقيم المراد بدونها كما في ص ‪181‬‬
‫و ‪ 225‬و ‪ 313‬أو يسخختقيم‪ ،‬كمخخا فخخي ص ‪ 220‬و ‪ 240‬وغيخخر ذلخخك‪ .‬وطائفخخة‬
‫منها غير موجودة في النسخة‪ ،‬ويستدعيها الدب والسياق‪ :‬ل يسختقيم المعنخى‬
‫بدونها كما في ص ‪ 88‬و ‪ ،144‬أو يستقيم كما فخخي ص ‪ 136‬و ‪ ،238‬وغيخخر‬
‫ذلك‪ - 4 .‬حققنا ألفاظ الحديث على كتب اللغة وضبطناها بالشكال ‪ -‬وهكذا‬

‫]‪[371‬‬

‫‪ -‬ز ‪ -‬كل ما ذكره رحمه الخ نخخاقل عخخن المعخخاجم اللغويخخة‪ ،‬فحققناهخخا علخخى المصخخادر‪:‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬الصحاح‪ ،‬النهايخخة‪ ،‬طبعاتهخخا المشخخكولة المطبوعخخة بمصخخر‪.‬‬
‫وكذلك عندما اشتبه حروف الكلمة بين المعجمة والمهملخخة‪ - 5 .‬حققنخخا بعخخض‬
‫السانيد على المصدر وكتب الرجال‪ ،‬أو بعضها على بعض كما في ص ‪13‬‬
‫و ‪ 23‬و ‪ 111‬وغير ذلك‪ .‬هذا مسلكنا في التصحيح والتحقيق‪ ،‬ول زال أدعو‬
‫ال جاهدا مخلصا أن يهديني إلى النهج القويم‪ ،‬ويحملني على الحق الصريح‪،‬‬
‫ويحفظني عخن الخطخاء والخطخل‪ ،‬إنخه علخى صخراط مسختقيم‪ .‬شخوال المكخرم‬
‫‪ 1384‬محمد الباقر البهبودى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like