Professional Documents
Culture Documents
J Alsadat Roia55
J Alsadat Roia55
ن الّر ۪حيمِ
ح ٰم ِ
سِم ال ّٰلِه الّر ْ
ِب ْ
ل علي محمد و آله الطاهرين . ب العالمين و صلي ا ّ لر ّ الحمد ّ
نالدين الحس ۤائي انه قد سألني بعض السادة الج ۤلء فيقول العبد المسكين احمد بن زي اما بعد
العارفين الطالبين للحق و اليقين عن مسئلة جليلة لميتنّبه لها احد و لمتذكر في سؤال و ل
ي اجابته لنه من اهل الحكمة و ت به و حيث وجبت عل ّ جواب فيما وقفت عليه او سمع ُ
ليجوز ان يمنع منها فيكون مظلومًا جعلت سؤاله متنا و الجواب شرحًا كما هي عادتي في
س ۤائر الجوبة قصدًا لكمال البيان ،فاقول و با ّ
ل المستعان .
ل تعالي :في الحديث ان الشيطان لميمكن له في الرؤيا ان يمثل نفسه بصورة قال سلمه ا ّ
النبي ۤاء و الولي ۤاء عليهم السلم و الصلوة ما ِلّمه و سَبُبُه مع ان الولي ۤاء يجيئون في اي
صورة ش ۤاءوا و علي انه يمكن لشياطين الجن و النس في اليقظة ان يّدعوا النبّوة و الولية
كما وقع غير مّرة و لم ليمكن ان يّدعوا ذلك في الرؤيا و رؤيا جناب فاطمة الزهر ۤاء
ل عليها مشهورة و هي بظاهرها منافية لهذه الرواية فكيف التوفيق و الجمع و صلوات ا ّ
ل علي رب العالمين . ق شرحها و ما اجركم ا ّ اللتماس من جنابكم ان تشرحوه ح ّ
ي من الفريقين و لينبغي التوّقف في ن الروايات الّدالة علي هذا المعني متواترة معن ً اقول ا ّ
ص( و ل بصورة احٍد من اوصي ۤائه هذا المعني و هو ان الشيطان ليتصّور بصورة النبي )
عليه و عليهم السلم و ل بصورة احٍد من شيعتهم كالنبي ۤاء و الرسل و الوصي ۤاء و الشهد ۤاء
و الصالحين من المؤمنين من الولين و ا ٰلاخرين و لكن لهذا المعني شرط و هو الذي خفي
علي الكثر و الصل في الرؤيا ان النفس تلتفت بوجهها و هو الخيال الي جهة المرئي
فتنطبع فيه صورته و الصورة هيئتها علي نسبة هيئة المرءاة و كّمها و كيفها من الطول و
العرض و الستقامة و العوجاج و من الكبر و الصغر و من لونها من بياض و سواد و
غير ذلك و الخبار لها او عنها انما هو باعتبار ما هي عليه في حقيقة ما هي منطبعة فيه ل ّ
ن
ل باعتبار صورها لنها هي منشأ الحقيقة الثانية التي يناط بها المو ۤاّد لتناط بها الحكام ا ّ
الحكم و الحقيقة المحكوم عليها من المرئي اّنما هي ما عند الر ۤائي لنه هو صاحب الصورة
التي تكون بها الحقيقة المحكوم عليها فالمحكوم عليه بالخبار عنه اْو له ليس خارجًا عن
الر ۤائي فعلي هذا يظهر لك وجه الشرط المذكور و هو ان تعتِقد في المرئي كما هو عليه فلو
ث تصّور الشيطان له بصورته لنه لميقابل خياله ا ّ
ل اعتقد في زيد المؤمن الصالح اّنه خبي ٌ
جهة ما توّهمه و هو احد مظاهر الشيطان و لميقابل خياله جهة الخير الذي هو حقيقة زيٍد
ل و لو تصّور الشيطان في احد المؤمن فاّنه من مظاهر الوجود الذي هو احد مظاهر ا ّ
ل احترق فقد نقل ان ابليس اللعين لّما تجّلي لموسي رّبه بقدر خرق البرة من نور مظاهر ا ّ
ل لحترق فاذا ذكر النسان زيدًا من حيث اّنه ستر هرب ابليس الي اسفل السافلين و ا ّ ال ّ
ل في عبوديته من الطاعة و اعمال ل و عبد ظهرت عليه آثار ُربوبية ا ّ صالح اي مطيع ّ
ص( علي ل فاذا جري ذكر النبي ) ل و هل يكون للشيطان مدخل في ذكر ا ّ الخير فقد ذكر ا ّ
1
لو ع( او احد من الشيعة من حيث هم شيَعٌة و مطيعون ِل ّٰلِه فقد ذكر ا ّ قلب المؤمن او المام )
ل من اّتبعك من الغاوين الي ذلك الشارة بقوله تعالي ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ا ّ
ن في النبي لظّ يعني ان الغاوين الذين اتبعوا الشيطان له عليهم سلطان و ذلك لو ان رج ً
سوءًا تصّور له الشيطان في صورتهم له ع( او شيعتهم او تصّور ذلك ُ ص( او احد الئمة ) )
صورتهم التي ع( في صورتهم في الصورة التي عنده التي تصّورها من ُ لن معني قولهم )
ن فهي في الحقيقة صورة ظّنه لما قلنا ان الصورة حالها علي هيئة تخّيلها من وهمه و ما يظ ّ
صورة اليهم لنسبة المتصّور لها اليهم فافهم . المرءاة و كّمها و كيفها و نسبت ال ّ
ق لن جميع الصور لهم فيلبسون منها ما ي صورٍة ش ۤاؤا فهو ح ّ ع( يجيئون في ا ّ و اّماانهم )
ن هذه ليست لهم و ل من ش ۤاؤا لكنهم ليلبسون صور الشياطين و الكلب و الخنازير ل ّ
سنخهم و ان كانت بهم و انما يلبسون احسن الصور و اطيبها و الشيطان ليلبس احسن
الصور لّنها ليست له و ل من سنخه فاذا ظهر الشيطان في صورة حسنٍة فهو كظهوِر بعض
صور الحسنة من الوجود و تنزع ن ال ّ الكّفار في الصورة الحسنة و ليست في اصل خلقِتهم فا ّ
ن المؤمن خنا ۪زير فكما ا ّ منهم فليدخلون النار بها و اّنما يدخلون بصورهم الحقيقّية كلبًا و َ
لتعجبه صورة الكافرة الجميلة لّنه يراها قبيحة في نظره كذلك لو ظهر له ابليس في صورة
ل فليظهر له في الرؤيا بصورة اهل الحقّ لّنه ليراه ا ّ
ل حسنة راه قبيحًا لّنه ينظر بنور ا ّ
بصورة اهل الباطل كما قّررنا .
ن اّدعي رتبته فيعرفه المؤمن فاذا اّدعي شيطان في اليقظة انه نبي َاْو ِامام ليظهر بصورة َم ِ
البّتة فيظهر له القبح في العمال و الصفات و ليمكنه ان يظهر الحسن حينئذ في العمال و
ل في الحكمة ان يكشف الصفات لّنه ان اظهر ذلك بحيث تخفي علي المؤمن وجب علي ا ّ
ل عن ذلك علّوا كبيرًا نعم ذلك يخفي علي اولي ۤائه ل لكان مغريًا بالباطل تعالي ا ّ ستره و ا ّ
لّنهم ليعرفون الفرق بين الحق و الباطل و ليعرفون صفة النبي و المام فيكتفون بمجّرد
ل سبحانه يبّين الدعوي اّنما سلطانه علي الذين يتوّلونه و اّلذين ُهْم به مشركون علي ان ا ّ
عواُه لتقوم عليهم الحجة البالغة علي ان الدعَوي في اليقظة َيرجع التعّلق فيها لولي ۤائه بطلن َد ْ
الي نفس المّدعي ل الي صورة الر ۤائي كما في الرؤيا و لهذا تراه في امر الطيف بالعكس
ل يّدعي انه رسول ت رج ً ص( و في امِر اليقظة يقول رأي ُ ل) ت في المنام رسول ا ّ يقول رأي ُ
ص( و لُبّد ان ينكشف ستره كما ذكرنا و ذلك كما نقل في تفسير قوله تعالي و لقد فتّنا ل) ا ّ
ع( سليمن و القينا علي كرسّيه جسدًا ثّم اناب ان صخرًا الجّني تصّور في صورة سليمان )
ع( اذا اراد الجماع نزع الخاتم و اعطاه الجارية فاتي جاريَتُه فاخذ الخاتم منها و كان سليمن )
ع( فانقادت له الجن و النس و اتي حتي يغتسل فلّما اخذ الخاتم قعد علي كرسي سليمن )
ل علي تخت الملك و ل سليمن فضربوه و طردوه و قالوا نبي ا ّ ع( و قال انا نبي ا ّ سليمن )
بقي يدور في مملكته ليجد من يطعمه قرصًا و ذلك الخبيث قاعد و كان يأتي نس ۤاء سليمن
ل يفعل هكذا و كان يضرب ام سليمن ل ماكانت عادة نبي ا ّ ع( في الحيض فقلن يا سبحان ا ّ )
ل بهاو هي تقول كان ابني ابّر الخلق بي فكيف يضربني و هكذا من المور التي كشف ا ّ
ل ملكًا ل حجة و بقي اربعين يومًا ثم لّما كاد يخفي امره امر ا ّ لتكون للناس علي ا ّ ستره لئ ّ
ع( يدور علي فزجره فهرب و رمي الخاتم في البحر فالتقمه حوت صغير و كان سليمن )
ع( فشقها فاذا الخاتم فيها ساحل البحر فرأي صّيادا فسأله شيئًا فاعطاه سمكة فأخذها سليمن )
ل بافعاله ثم لميمهله و قد ع( كيف فضحه ا ّ الخبر ،فاعتبر بمن تشّبه في اليقظة بالنبي ۤاء )
تقدم الفرق بين الرؤيا و اليقظة في اصل اسناد الخبار عنه َاْو َلُه .
ص( و بعلها و ابنيها عليهم ن اباها ) ع( و مختصر معناه اّنها رأت ا ّ و اّما امر رؤيا فاطمة )
السلم خرجوا الي حديقة بعض النصار فذبح لهم عناقًا و طبخ و اجتمعوا عليه فاخذ رسول
ي لقمة فوقع ميتًا و اخذ الحسن لقمة فوقع ميتاً و اخذ ص( منه لقمة فوقع ميتًا و اخذ عل ّ ل) ا ّ
ص( و خرج بهم ل) الحسين لقمة فوقع ميتًا فانتبهت محزونة كاتمة امرها فاتي رسول ا ّ
ع( معهم اجمعين الي الحديقة المعلومة فذبح لهم عناق و طبخ و وضع بين ايديهم و فاطمة )
2
ك فاخبرته ع( فقال لها َما ُيبكي ِل عليه و آله منه لقمة بكت فاطمة ) ل صلي ا ّفلّما اخذ رسول ا ّ
ع( و اتي بذلك الشيطان و قال يا محمد هذا موّكل بالرؤيا برؤياها فاغتم لذلك فنزل جبريل )
ص( العهَد و الميثاق اّنه ليتصّور في ي) و اسمه الّرها فان شئت ان تذبحه فافعل فاعطي النب ّ
ع( و ل في صورة احد من شيعتهم صورته و ل في صورة احد من خلف ۤائه المعصومين )
ل سبحانه لما كان فعله للشي ۤاء اّنما هو علي ما هي عليه اقتضت الحكمة ان يكون نا ّ
فاعلما ّ
ذلك علي الختيار و مقتضي الختيار و القدر ان يجري الصنع علي السباب فاقتضت
الحكمة ان يجري حكم ان الشيطان ليتصّور في صورهم الذي هو شأن المض ۤاء و شرح
العلل و البيان في قوله تعالي ليبّين لكمعلي تقّدم هذه الرؤيا لتكون سببًا لمض ۤاء ان الشيطان
ع( و لميتكلم حتي خيف عليه ليتصّور بصورهم كما في نظ ۤائره مثل صمت الحسين )
ع( حتي ص( فكّبر الحسين ) ل) ص( في الصلوة كّبر فكّبر رسول ا ّ الخرس فلّما كّبر جّده )
فعل سبعًا ليكون ذلك علًة و شرحًا لستحباب التكبيرات الست في الفتتاح للصلوة فاذا
لّنها وجدت للبيان و الشرح اّلذي ت الشارة ظهر َلك ان هذه الرواية لتنافي الروايات ِ عرف َ
هو سّر المض ۤاء للشي ۤاء فجري الوجود علي النظام الّتام و المر المتقن ِاْذ ليس ما جري
ل تلك النجوي بامر الملك الذي هو موكل ع( من اغو ۤاء الشيطان و اّنما اجري ا ّ علي فاطمة )
ع( بامر الملك فهو امر بطاعٍة ن الّرها ملك لنه فعل ذلك لفاطمة ) علي الّرها و لهذا روي ا ّ
و جري ذلك عليها عليها السلم طاعة كما روي الفقه ۤاء ان المرأة الجنبية اذا كان عندها
ي اّنها اذا امرته بالغتسال ثم يغسل الميت فاّنه يطهر ل ذّم ّ
ميت اجنبي و لميكن مماثل ا ّ
لمتثال الّذّمي امر المسلمة في الغتسال و التغسيل فذلك في الحقيقة فعل المسلمة فكذلك فعل
الّرَها بامر الملك فهو في الحقيقة فعل الملك الذي هو باب لوجود هذه المسئلة من الباب
العظم للوجود فافهم .
بقي سؤال و هو ان الشيطان اذا لميتصّور بصورهم و ذلك للعلة السابقة اذ الوجود ليكون
ل علي اكمل نظام و انما تصّور بامر الملك فذلك الشيطان بحكم ا ٰلالة كما مر في تغسيل اّ
الذمي للميت المسلم بامر المسلمة لزم ان تكون رؤيا فاطمة عليها السلم صادقة مطابقة
للواقع و يلزم من ذلك ان يموتوا اذا اكلوا مع انهم لميموتوا .
ن رؤياها صادقة لما قلنا من التعليل و لنها قد طابقت الواقع فانهم اتوا المكان و و الجواب ا ّ
ل انهم لميموتوا و انما لميموتوا ظاهرًا لنقض الرؤيا ظاهرًا لنها اجتمعوا و صار كّلما رأت ا ّ
بصورة صاحب التصّور الباطل و انما ُنِقضت ليكون ذلك باخذ العهد عليه صالحًا لتأسيس
سبب هذه القاعدة و لما كانت الرؤيا صادقًة للعّلة المذكورة وجب ان يكون الموت باطنًا لنه
هو الذي رأته عليها السلم في عالم الخيال و لّما كان ذلك جاريًا علي اهل العصمة عليهم
لو السلم و كان الموت الباطن يطلق علي موت هلك الدين و علي موت النقطاع الي ا ّ
الفن ۤاء في بق ۤائه تعّين ان يكون ذلك الثاني لمتناع الول عليهم بالدليل القطعي فتكون الرؤيا
ت لك الي جميع ما تحتاج اليه من شقوق اجوبة المسئلة فيما صادقًة مطابقة للواقع فقد اشر ُ
ل علي محمد و آله ل رب العالمين و صلي ا ّ يحضرني من العتراضات و الحمد ّ
الطاهرين .
3