You are on page 1of 25

‫االفتتاحية‬

‫نطل عليكم بهذا العدد اجلديد من جملة اكت�شف الإ�سالم والذي نرجو �أن يحوز‬
‫على ر�ضاكم وي�أتي هذا الإ�صدار يف ظل مرحلة جديدة من الأن�شطة والإجنازات‬
‫التي يقوم بها مركز اكت�شف الإ�سالم حيث نتناول تغطية لهذه امل�شاريع‬
‫والفعاليات خالل الفرتة املا�ضية ؛ هذا بالإ�ضافة �إىل العديد من املو�ضوعات‬
‫الهادفة واملقاالت املميزة والدرا�سات املتخ�ص�صة ‪ ،‬كما يحتوى العدد على‬
‫ق�ص�ص م�شوقة لبع�ض املهتدين اجلدد والتي يحر�ص على متابعتها الكثري من‬
‫القراء بجانب تقدمي �شخ�صية دعوية متميزة تتحدث لقراء اكت�شف الإ�سالم‬
‫عن �أ�ساليب الدعوة ومتطلباتها املعا�صرة ‪ ،‬وكذلك تقارير اكت�شف الإ�سالم‬
‫الثابتة من «�أملانيا» ومن «مركز �أحمد الفاحت الإ�سالمي » ولقد حر�صنا يف هذا‬
‫الإ�صدار �أن يكون جاذب ًا لكل �أفراد الأ�سرة امل�سلمة لتعم الفائدة و�إننا �إذ نتطلع‬
‫�أن ينال هذا الإ�صدار اجلديد �إعجابكم ‪ ،‬ونقدم وافر ال�شكر والتقدير لكل من‬
‫�ساهم يف هذه الأعمال املباركة جعلها اهلل يف موازين ح�سناتهم يوم القيامة‬
‫كما نرجو من اهلل العلي القدير �أن يوفقنا و�إياكم خلدمة هذا الدين ‪.‬‬

‫مدير التحرير‬
‫حفل تكرمي املتطوعني الثالث‬ ‫�سعادة د‪ .‬فريد بن يعقوب املفتاح يكرم �أحد الدعاة امل�شاركني يف الدورة العاملية الثانية لتدريب الدعاة‬

‫احلفل اخلتامي للدورة العاملية الثانية لتدريب الدعاة بح�ضور وفود من عدة دول‬ ‫تكرمي �سعادة د‪ .‬فريد بن يعقوب املفتاح من قبل رئي�س مركز اكت�شف الإ�سالم وامل�ست�شار ال�شرعي للمركز‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫جانب من بعثة اكت�شف الإ�سالم للحج للعام ‪ 1430‬هـ‬ ‫زيارة �أع�ضاء مركز الدعوة املاليزي ململكة البحرين‬

‫ا�ستقبال وفد من كبار امل�س�ؤولني يف منظمة الدعوة الإ�سالمية‬ ‫�إ�شهار �إ�سالم جمموعة من املهتدين اجلدد يف م�سجد �سار‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫جانب من فعاليات اليوم املفتوح وا�ستقبال الزوار مبركز الفاحت الإ�سالمي‬ ‫�إحدى فعاليات اكت�شف الإ�سالم اخلا�صة بالرباعم‬

‫�إقبال كبري من زوارمركز �أحمد الفاحت »لليوم املفتوح«‬ ‫تكرمي املتطوعني امل�شاركني يف فعاليات يوم العيد املفتوح مبركز �أحمد الفاحت الإ�سالمي‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫م�شروع مائدة الدعوة « �إفطار �صائم » ‪ 1430‬هـ‬ ‫الأمني املايل للمركز يكرم �أحد الن�شء املتميزين‬

‫دعاة اكت�شف الإ�سالم مبطار البحرين ‪ ..‬وا�ستقبال رواد الفورموال ‪1‬‬ ‫وفد ملجموعة الزاد الدعوية يف زيارة لـ «اكت�شف الإ�سالم»‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫العدد التا�سع‬
‫‪for the State of Lower Saxony.‬‬
‫‪The photograph shows the couple together with me.‬‬

‫اكتشف اإلسالم في ألمانيا‬

‫الداعية الأملاين عبداهلل بوريك ممثل اكت�شف‬ ‫قام‬


‫الإ�سالم ب�أملانيا بتنظيم عدة فعاليات وندوات من‬
‫�أجل تعزيز الرتابط والتوا�صل بني امل�سلمني يف �أملانيا ‪،‬‬
‫‪5. 29th December 2009 - Nikah‬‬ ‫‪Hicham‬‬
‫إ�سالمية‬ ‫‪Al‬واملراكز ال‬ ‫‪Hachoumi‬‬
‫الهيئات‬ ‫‪an Sabrina‬‬
‫للتعاون امل�شرتك بني‬ ‫ودفع ًا‬ ‫‪Rahimi‬‬
‫والثقافية ب�أملانيا ‪ ،‬كما كان له ح�ضور مبجل�س ال�شورى‬
‫‪An Islamic marriage contract was concluded in my presence and‬‬
‫بوالية �سك�سونيا وقد �ساهم الداعية بوريك يف تنظيم‬
‫‪a document issued. The bride’s father and her brother acted as‬‬
‫حفل �إفطار جماعي متت فيه دعوة العديد من‬
‫‪witnesses‬‬ ‫‪and the ceremony took place in the Nienhagen‬‬
‫ال�شخ�صيات العامة ب�أملانيا له والذي يعد حدث ًا مالئم ًا‬ ‫�إحدى الزيارات امليدانية لـ «اكت�شف الإ�سالم» يف امل�ست�شفيات من قبل جلنة رعاية املر�ضى‬
‫‪Mosque near my home town.‬‬
‫للتعريف بالإ�سالم ومبادئه ال�سمحة ‪ .‬كما �ألقى مندوب‬
‫‪The photograph shows (from left to right) the father of the bride,‬‬
‫اكت�شف الإ�سالم حما�ضرة يف جمل�س الأديان بهانوفر‬
‫‪the bridegroom and the bride.‬‬
‫والذي ي�شرتك فيه العديد من الطوائف والديانات وقد‬
‫�أجاب عن �أ�سئلة احل�ضور والتي تركزت حول و�ضع‬
‫الن�صارى يف الدول الإ�سالمية وكذلك دور املر�أة يف‬
‫الإ�سالم‪.‬‬

‫كما �شارك اكت�شف الإ�سالم ب�أملانيا عن طريق الداعية‬


‫بوريك يف ندوة نظمتها وزارة �ش�ؤون املهاجرين يف‬
‫والية �سك�سونيا ‪ ،‬والتي ت�ضمنت العديد من املناق�شات‬
‫اجلماعية حول م�ستقبل امل�سلمني واحلوار الإ�سالمي‬
‫‪6. Circular Letter DISCOVER ISLAM – DEN ISLAM ENTDECKEN‬‬ ‫الن�صراين‪.‬‬ ‫‪No. 30‬‬
‫‪th‬‬
‫‪On 28 December 2009 the regular circular letter DISCOVER ISLAM – DEN ISLAM‬‬
‫‪ENTDECKEN No. 30 was published and sent to more than 300 recipients by Email and‬‬
‫‪ordinary mail.‬‬
‫الربوفي�سور الأمريكي جريارد دارك�س يف ندوة نظمها اكت�شف الإ�سالم‬
‫‪Celle, 31st December 2009 CE - corr. 14th Muharram 1431 H.‬‬
‫‪11‬‬ ‫')‪!"#$%&' () *+,-' ./012 3456‬‬ ‫‪10‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫هدي النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‬
‫يف التعامل مع امل�سلمني اجلدد‬

‫وكان يقول‪ُ ( :‬طو َبى لمِ َنْ هُ ِديَ ِ�إلىَ ْ ِإ‬


‫ال�سْلاَ ِم‪َ ،‬و َكانَ َع ْي ُ�ش ُه َك َفا ًفا‪َ ،‬و َق َن َع ) ‪ .‬الرتمذي(‪ .)2272‬و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني ‪ ،‬وال�صالة وال�سالم على نبينا حممد ‪ ،‬وعلى �آله و�صحابته �أجمعني ‪ ،‬ومن تبعهم ب�إح�سان �إىل يوم الدين ‪،‬‬
‫(ال ْم ُد للِهَّ ِ ا َّل ِذي �أَ ْن َق َذ ُه بي ِمنْ ال َّنا ِر )‪ .‬البخاري(‪ )1268‬و�أبو داود‬
‫وملا �أ�سلم الغالم اليهودي قبل موته خرج النبي �صلى اهلل عليه و�سلم وهو يقول‪ :‬حْ َ‬ ‫�أما بع ـ ـ ــد‪:‬‬
‫(‪ )2691‬واللفظ له‪.‬‬ ‫ف�إن اهلل تعاىل بعث حممد ًا �صلى اهلل عليه و�سلم بالهدى‪ ,‬ودين احلق‪ ،‬ليظهره على الدين كله‪ ،‬وملا كان الداخلون �إىل هذا الدين العظيم‬
‫وفرح ب�إ�سالم حويطب بن عبد العزى‪ ،‬قال حويطب‪ ... ( :‬فخرجت حتى �أتيت ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم بالبطحاء وعنده �أبو بكر‬ ‫يزيدون‪ ،‬وقواف ُل املهتدين عرب التاريخ تتابع؛ كان لزاما على حملة العلم وطلبته تقريب هدي النبي �صلى اهلل عليه و�سلم يف دعوة امل�سلمني‬
‫وعمر‪ ،‬فوقفت على ر�أ�سه‪ ،‬و�س�ألت �أبا ذر‪ :‬كيف يقال �إذا ُ�س ِّل َم عليه؟‬ ‫اجلدد ومعاملتهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬قل‪ :‬ال�سالم عليك �أيها النبي ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬فقلتها‪.‬‬ ‫ف�سرية النبي �صلى اهلل عليه و�سلم �أعظم زاد للداعية‪ ،‬وهديه �أكمل هدي و�أمته‪.‬‬
‫فقال‪ :‬وعليك ال�سالم‪.‬‬ ‫وقد كان لطريقته �صلى اهلل عليه و�سلم يف معاملة امل�سلمني اجلدد �أعظم الأثر يف تثبيتهم على الدين ور�سوخهم فيه‪ ،‬ويف �إ�سالم غريهم‬
‫فقلت‪� :‬أ�شهد �أن ال �إله �إال اهلل‪ ،‬و�أنك ر�سول اهلل‪.‬‬ ‫من الكفار‪.‬‬
‫فقال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪ :‬احلمد هلل الذي هداك‪.‬‬ ‫وقد كان النبي �صلى اهلل عليه و�سلم م�شفق ًا على �أمته راغب ًا يف دخول النا�س �إىل الإ�سالم وثباتهم عليه‪ ,‬حتى خاطبه ربه تبارك وتعاىل بقوله‪:‬‬
‫و�سر ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ب�إ�سالمي )‪ .‬امل�ستدرك على ال�صحيحني للحاكم (‪.)6130‬‬ ‫ُ‬ ‫ال ِد ِيث �أَ َ�سف ًا) �أي‪ :‬فلعلك‬ ‫( َل َع َّل َك َب ِاخ ٌع َن ْف َ�س َك �أَ اَّل َي ُكو ُنوا ُم�ؤْ ِم ِننيَ)‪ ،‬وبقوله �سبحانه‪َ (:‬ف َل َع َّل َك َب ِاخ ٌع َن ْف َ�س َك َع َلى �آ َثا ِر ِه ْم ِ�إنْ مَْل ُي ْ�ؤ ِم ُنوا ِبه ََذا حْ َ‬
‫مهلك نف�سك مما حتر�ص عليهم وحتزن من عدم �إميانهم‪.‬‬
‫وكان �صلى اهلل عليه و�سلم يبتهل بالدعاء �إىل اهلل تعاىل لهداية من يتو�سم فيه اخلري من النا�س ليدخل يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫ي�ص َع َل ْي ُك ْم ‪ِ ،‬بالمْ ُ ْ�ؤ ِم ِن َني َر ُء ٌ‬
‫وف‬ ‫َ‬
‫وقد و�صفه اهلل باحلر�ص على هداية النا�س فقال‪َ ( :‬ل َق ْد َجا َء ُك ْم َر ُ�سو ٌل ِمنْ �أ ْن ُف ِ�س ُك ْم َع ِزي ٌز َع َل ْي ِه َما َع ِن ُّت ْم ‪َ ،‬ح ِر ٌ‬
‫فكان يدعو ملن كان يرجو منه الإنابة‪ ،‬كما �أ�سلم كثري ممن دعا له بالهدى‪.‬‬ ‫(ع ِزي ٌز َع َل ْي ِه َما َع ِن ُّت ْم) �أي‪ :‬ي�شق عليه الأمر الذي ي�شق عليكم ويعنتكم‪.‬‬ ‫َر ِحي ٌم )‪َ .‬‬
‫اب)‪ .‬رواه‬ ‫ا�س �أَنَّ ال َّن ِب َّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َق َال‪( :‬ال َّله َُّم �أَ ِع َّز ْ ِإ‬
‫ال�سْلاَ َم ِب�أَ َح ِّب هَ َذ ْي ِن ال َّر ُج َلينْ ِ ِ�إ َل ْي َك‪ِ :‬ب�أَ ِبي َج ْه ٍل‪� ,‬أَ ْو ِب ُع َم َر ْب ِن الخْ َ َّط ِ‬ ‫َعنْ ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ي�ص َع َل ْي ُك ْم ) فيحب لكم اخلري‪ ،‬وي�سعى جهده يف �إي�صاله �إليكم‪ ،‬ويحر�ص على هدايتكم �إىل الإميان‪ ،‬ويكره لكم ال�شر‪ ،‬وي�سعى جهده‬ ‫(ح ِر ٌ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫اللهَّ‬ ‫اللهَّ‬
‫الرتمذي (‪ )3616‬و�صححه الألباين‪ .‬وكان هذا يف �أول الأمر ثم خ�ص عمر بالدعاء‪ ،‬ف َعنْ َعا ِئ َ�ش َة َقا َلتْ ‪َ :‬ق َال َر ُ�س ُول ِ َ�ص َّلى َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‪( :‬ال َّله َُّم‬ ‫وف َر ِحي ٌم ) فهو �شديد الر�أفة والرحمة بهم‪� ،‬أرحم بهم من والديهم‪.‬‬ ‫يف تنفريكم عنه‪ِ (.‬بالمْ ُ�ؤْ ِم ِن َني َر ُء ٌ‬
‫اب )‪ .‬ابن ماجه (‪ ,)105‬و�صححه يف الألباين يف ال�صحيحة (‪.)3225‬‬ ‫ال�سْلاَ َم ِب ُع َم َر ْب ِن الخْ َ َّط ِ‬ ‫�أَ ِع َّز ْ إِ‬
‫مع �أن كثري ًا من النا�س كان يائ�س ًا من �إ�سالم عمر‪ ،‬حتى قال قائلهم‪ « :‬ال ُي ْ�سلم عمر حتى ُي�سلم حمار اخلطاب»‪ .‬رواه الطرباين يف الكبري(‪)29/25‬‬ ‫وكم ذرفت عينا ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم لأجل هذه الأمة‪.‬‬
‫وهو �صحيح كما يف معجم الزوائد‪ .‬فدعاء النبي �صلى اهلل عليه و�سلم لعمر بن اخلطاب كان له الأثر البالغ يف دخوله الإ�سالم‪ ،‬فقد �أ�سلم عُ مر عقب‬ ‫َعنْ َع ْب ِد اللهَّ ِ ْب ِن َع ْم ِرو �أَنَّ ال َّن ِب َّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َتال َق ْو َل اللهَّ ِ َع َّز َو َج َّل فيِ ِ�إ ْب َر ِاه َيم‪( :‬رَبِّ ِ�إ َّنهُنَّ �أَ�ضْ َل ْلنَ َك ِث ًريا ِمنْ ال َّن ِ‬
‫ا�س َف َمنْ َت ِب َع ِني َف ِ�إ َّن ُه‬
‫دعوة النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪.‬‬ ‫ِم ِّني‪ْ )...‬الآ َي َة‪.‬‬
‫ال ِك ُيم)‪.‬‬ ‫ال�سلاَ م‪�( :‬إِنْ ُت َع ِّذ ْبه ُْم َف�إِ َّنه ُْم ِع َباد َُك َو�إِنْ َت ْغ ِف ْر َله ُْم َف ِ�إ َّن َك �أَ ْنتَ ا ْل َع ِزي ُز حْ َ‬ ‫و َق َال ِع َي�سى َع َل ْي ِه َّ‬
‫وكان من هديه �صلى اهلل عليه و�سلم‪� :‬أن يبعث مع امل�سلمني اجلدد من يعلمهم �أمور دينهم‪ ،‬فلما �أتته ِر ْع ٌل‪َ ،‬و َذ ْك َو ُان‪ ،‬وَعُ َ�ص َّي ُة‪َ ،‬و َب ُنو لحَْ َيانَ ‪,‬‬ ‫َف َر َف َع َي َد ْي ِه َو َق َال‪ :‬ال َّله َُّم �أُ َّم ِتي �أُ َّم ِتي‪َ ،‬و َب َكى‪.‬‬
‫َف َز َع ُموا �أَ َّنه ُْم َق ْد �أَ ْ�س َل ُموا‪َ ،‬و ْا�س َت َمدُّو ُه َع َلى َق ْو ِم ِه ْم ؛ �أَ َمدَّهُ ْم ال َّن ِب ُّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم ِب َ�س ْب ِع َني ِمنْ ْ أ‬
‫الَ ْن َ�صا ِر‪.‬‬ ‫يك؟‪.‬‬ ‫َف َق َال اللهَّ ُ َع َّز َو َج َّل‪َ :‬يا ِجبرْ ِ ي ُل ا ْذهَ ْب ِ�إلىَ محُ َ َّم ٍد ‪َ -‬و َر ُّب َك �أَ ْع َل ُم – َف َ�س ْل ُه‪َ :‬ما ُي ْب ِك َ‬
‫�صلُّونَ ِبال َّل ْي ِل‪ .‬البخاري (‪ ,)2836‬وم�سلم(‪.)3311‬‬ ‫َق َال �أَ َن ٌ�س‪ُ :‬ك َّنا ُن َ�س ِّمي ِه ْم ا ْل ُق َّرا َء‪َ ,‬ي ْح ِط ُبونَ ِبال َّنهَا ِر‪َ ,‬و ُي َ‬ ‫ال�سلاَ م َف َ�س�أَ َل ُه‪َ ،‬ف َ�أخْبرَ َ ُه َر ُ�س ُول اللهَّ ِ َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم بمِ َ ا َق َال‪.‬‬ ‫َف�أَ َتا ُه ِجبرْ ِ ي ُل َع َل ْي ِه َّ‬
‫يك فيِ �أُ َّم ِت َك َو اَل َن ُ�سو ُء َك )‪ .‬م�سلم(‪.)301‬‬ ‫َف َق َال اللهَّ ُ ‪َ :‬يا ِجبرْ ِ ي ُل‪ ،‬ا ْذهَ ْب �إِلىَ محُ َ َّم ٍد َف ُق ْل‪� :‬إِ َّنا َ�س رُْن ِ�ض َ‬
‫وكان �صلى اهلل عليه و�سلم يوا�سيهم ويحث ال�صحابة على تعليمهم‪ :‬فلما جاء عُ مَيرْ ُ بن وَهْ ٍب م�سلم ًا ‪َ ،‬ف ِر َح المْ ُ ْ�س ِل ُمونَ ِح َني هَ دَا ُه اللهَّ ُ ‪َ .‬ف َق َال‬ ‫وكم برقت �أ�سارير وجهه عليه ال�صالة وال�سالم فرح ًا و�سرور ًا ب�إ�شهار رجل لإ�سالمه‪:‬‬
‫َر ُ�س ُول اللهَّ ِ َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‪َ ( :‬ع ِّل ُموا �أَ َخا ُك ُم ا ْل ُق ْر�آنَ ) ‪ .‬الطرباين يف الكبري (‪ )13586‬والبيهقي يف الدالئل (‪.)1009‬‬ ‫َ َّن ِة) البخاري (‪.)6151‬‬ ‫كيف ال وهو القائل‪َ ( :‬وا َّل ِذي َن ْف ُ�س محُ َ َّم ٍد ِب َي ِد ِه ِ�إنيِّ َ ألَ ْر ُجو �أَنْ َت ُكو ُنوا ِن�صْ َف �أَهْ ِل الجْ‬
‫ال َو ْي ِر ِث َق َال‪َ :‬ق ِد ْم َنا َع َلى ال َّن ِب ِّي‬
‫وكان النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ي�أمر من �أ�سلم بتبليغ ما تعلمه �إىل من وراءه من قومه ‪ ،‬ف َعنْ َما ِل ِك ْب ِن حْ ُ‬ ‫وقد فرح �صلى اهلل عليه و�سلم ب�إ�سالم عدي بن حامت وعكرمة بن �أبي جهل ر�ضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪ 12‬مــقـــــاالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َو َن ْحنُ َ�ش َب َب ٌة‪َ ،‬ف َل ِب ْث َنا ِع ْن َد ُه َن ْح ًوا ِمنْ ِع�شْ ِرينَ َل ْي َل ًة‪َ ،‬و َكانَ ال َّن ِب ُّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َر ِحي ًما َر ِفي ًقا ‪َ ,‬ف َظنَّ �أَ َّنا ا�شْ َت ْق َنا �أَهْ َل َنا‪َ ,‬ف َل َّما َر�أَى‬
‫َ�ش ْو َق َنا ِ�إلىَ �أَهَ ا ِلي َنا‪َ ،‬و َ�س�أَ َل َنا َع َّمنْ َت َر ْك َنا فيِ َ �أهْ ِل َنا َف�أَخْبرَْ َناهُ‪.‬‬
‫ال�صلاَ ُة َف ْل ُي�ؤَ ِّذنْ َل ُك ْم �أَ َح ُد ُك ْم‪،‬‬
‫َف َق َال‪َ ( :‬ل ْو َر َج ْع ُت ْم �إِلىَ ِبلاَ ِد ُك ْم َف َع َّل ْم ُت ُموهُ ْم‪ُ ،‬م ُروهُ ْم َف ْل ُي َ�صلُّوا َ�صلاَ َة َك َذا فيِ ِح ِني َك َذا‪َ ،‬و َ�صلاَ َة َك َذا فيِ ِح ِني َك َذا‪َ ،‬و�إِ َذا َح َ�ض َرتْ َّ‬
‫َو ْل َي�ؤُ َّم ُك ْم �أَكْبرَ ُ ُك ْم ) متفق عليه ‪.‬‬
‫م�سلم جديد يرى النور مع اكت�شف الإ�سالم‬ ‫وكان �صلى اهلل عليه و�سلم يعلمهم الأحكام ال�شرعية‪ ,‬وي�أمرهم بالتخل�ص من �أدران اجلاهلية‪.‬‬
‫ال�شْ َج ِع ُّي َعنْ �أَ ِبي ِه َق َال‪َ :‬كانَ ال َّر ُج ُل �إِ َذا �أَ ْ�س َل َم َع َّل َم ُه ال َّن ِب ُّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َّ‬
‫ال�صلاَ َة‪ُ ،‬ث َّم �أَ َم َر ُه �أَنْ َيدْعُ َو ِب َه�ؤُ اَل ِء ا ْل َك ِل َم ِات‪( :‬ال َّله َُّم ْاغ ِف ْر‬ ‫فعن �أَبي َما ِل ٍك َْ أ‬
‫رويال الف فرغ�س‬ ‫يِل‪َ ،‬وا ْر َح ْم ِني‪ ،‬وَاهْ ِدنيِ ‪َ ،‬و َعا ِف ِني‪َ ،‬وا ْر ُز ْق ِني)‪ .‬م�سلم (‪.)2697‬‬
‫فلبيني من جنوب لوزون خريج كلية الفنون اجلميلة يبلغ من العمر ‪ 26‬عام ًا بد�أ رحلته للبحث عن احلقيقة عن‬ ‫َوعنْ عُ َث ْي ِم ْب ِن ُك َل ْي ٍب َعنْ �أَ ِبي ِه َعنْ َج ِّد ِه �أَ َّن ُه َجا َء ِ�إلىَ ال َّن ِب ِّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َف َق َال‪َ :‬ق ْد �أَ ْ�س َل ْمتُ ‪.‬‬
‫ت)‪� .‬أبو داود (‪ )302‬و�صححه الألباين يف ال�صحيحة (‪)2977‬‬ ‫َف َق َال َل ُه ال َّن ِب ُّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‪�( :‬أَ ْل ِق َع ْن َك َ�ش ْع َر ا ْل ُك ْفر َو ْاخ َت نِْ‬
‫طريق �أحد دعاة اكت�شف الإ�سالم الذي دعاه �إىل التجمع الأ�سبوعي للجالية الفلبينية بالرفاع ويف البداية يقول‬
‫واملق�صود بذلك حلق ال�شعر الذي هو �شعار وعالمة خا�صة بالكفار ‪ ،‬وال يعني ذلك �أن كل من �أ�سلم يلزمه حلق �شعره كما بني ذلك �صاحب عون‬
‫رويال كان عندي تردد يف احل�ضور للف�صول الدرا�سية التي ينظمها اكت�شف الإ�سالم لغري امل�سلمني ولكن كانت‬
‫املعبود(‪.)402/1‬‬
‫الرغبة يف معرفة احلق �أقوى ‪ ،‬حيث بد�أت �أوجه الأ�سئلة للأخ جعفر الداعية الفلبيني باملركز ‪ ،‬وا�ستف�سر منه حول‬
‫الإ�سالم وعقيدته �إىل �أن انتهيت �إىل �أن هذا هو الطريق ال�صحيح ‪ ،‬وهذا طريق النور الذي �أح�س�ست به نور يجلي‬ ‫وكان يب�شرهم بغفران ما م�ضى من ذنوبهم حال الكفر‪ ،‬و�أن الإ�سالم يهدم ما كان قبله‪ :‬قال عمرو بن العا�ص ‪َ ( :‬ف َل َّما َج َع َل اللهَّ ُ ْ ِإ‬
‫ال�سْلاَ َم فيِ َق ْل ِبي �أَ َت ْيتُ‬
‫ال�صدور وينقي النفو�س ‪ ،‬و�أن هذه فر�صة للتخل�ص من كل �آثام املا�ضي وبالفعل قد �أعلنت �إ�سالمي وبعدها مبا�شرة‬ ‫ال َّن ِب َّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‪َ ،‬ف ُق ْلتُ ‪ :‬ا ْب ُ�س ْط يمَ ِ ي َن َك َفلْ أُ َبا ِي ْع َك‪.‬‬
‫�شعرت وك�أن اهلل �سبحانه وتعاىل مينحني مكاف�أة كبرية وهي االلتحاق ببعثة اكت�شف الإ�سالم للحج لهذا العام‪.‬‬ ‫َف َب َ�س َط يمَ ِ ي َن ُه‪َ ،‬ف َق َب�ضْ تُ َي ِدي‪.‬‬
‫و�أحب �أن �أذكر لكم �آنه من �آبرز الأ�شياء التي جذبتني للدخول يف الإ�سالم هي التوحيد والإخاء وكذلك ال�صالة ‪،‬‬ ‫َق َال‪َ :‬ما َل َك َيا َع ْم ُرو‪.‬‬
‫ُق ْلتُ ‪� :‬أَ َردْتُ �أَنْ َ�أ�شْترَ ِ َط‪.‬‬
‫كما �أب�شركم ب�أن زوجتي قد �أعلنت �إ�سالمها عرب الهاتف بعدما �أبلغتها عن هذا الدين العظيم‪.‬‬
‫َق َال‪َ :‬ت�شْترَ ِ ُط بمِ َ َاذا‪.‬‬
‫ُق ْلتُ ‪� :‬أَنْ ُي ْغ َف َر يِل‪.‬‬
‫ال�سْلاَ َم َي ْه ِد ُم َما َكانَ َق ْب َل ُه‪َ ،‬و َ�أنَّ ا ْل ِه ْج َر َة َت ْه ِد ُم َما َكانَ َق ْب ِلهَا‪َ ،‬و َ�أنَّ حْ َ‬
‫ال َّج َي ْه ِد ُم َما َكانَ َق ْب َل ُه‪.‬‬ ‫َق َال‪� :‬أَ َما َع ِل ْمتَ �أَنَّ ِْ إ‬
‫رواه م�سلم (‪)121‬‬
‫واملراد �أن الإ�سالم يذهب �أثر املعا�صي التي قارفها حال كفره وما يرتتب عليهما من حقوق اهلل ‪� ،‬أما حق الآدمي فال ت�سقط �إجماع ًا‪.‬‬
‫وكان يت�ألف من �أ�سلم منهم باملال واملعاملة احل�سنة‪ ,‬ليكون ذلك �سبب ًا لثباتهم على الإ�سالم ‪َ ،‬عنْ َ�أ َن�س َق َال‪َ :‬ما ُ�س ِئ َل َر ُ�س ُول اللهَّ ِ َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم‬
‫ال�سْلاَ ِم َ�ش ْي ًئا ِ�إ اَّل �أَ ْع َطاهُ‪.‬‬
‫َع َلى ْ ِإ‬
‫تمَْلُ َما َبينْ َج َب َلينْ ِ » ‪َ ،‬ف َر َج َع ِ�إلىَ َق ْو ِم ِه َف َق َال‪َ :‬يا َق ْو ِم �أَ ْ�س ِل ُموا‪َ ،‬ف ِ�إنَّ محُ َ َّمدًا ُي ْع ِطي َع َطا ًء اَل َي ْخ َ�شى‬ ‫َف َجا َء ُه َر ُج ٌل َف�أَ ْع َطا ُه َغ َن ًما َبينْ َ َج َب َلينْ ِ «�أَيْ َك ِث َرية َك�أَ َّنهَا َ أ‬
‫ا ْل َفا َق َة‪ .‬م�سلم (‪.)4275‬‬
‫فقد كان امل�صطفى �صلى اهلل عليه و�سلم �أكرم اخللق ويعطي عطاء من ال يخاف الفقر‪:‬‬
‫ال�سْلاَ ُم �أَ َح َّب ِ�إ َل ْي ِه ِمنْ ال ُّد ْن َيا َو َما َع َل ْيهَا‪ .‬م�سلم(‪.)4276‬‬
‫َق َال �أَ َن ٌ�س‪�ِ :‬إنْ َكانَ ال َّر ُج ُل َل ُي ْ�س ِل ُم َما ُي ِري ُد ِ�إ اَّل ال ُّد ْن َيا‪َ ,‬ف َما ُي ْ�س ِل ُم َح َّتى َي ُكونَ ِْ إ‬
‫واملراد‪� :‬أنه يظهر الإ�سالم �أوال للدنيا‪ ،‬ال بق�صد �صحيح بقلبه‪ ،‬ثم من بركة النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ,‬ونور الإ�سالم مل يلبث �إال قليال حتى ين�شرح �صدره‬
‫بحقيقة الإميان‪ ،‬ويتمكن من قلبه‪ ،‬فيكون حينئذ �أحب �إليه من الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫وكتبه ‪ :‬حممد �صالح املنجد‬
‫‪15‬‬ ‫رويال �إىل اليمني �إىل جانب‬ ‫ملجلة اكت�شف الإ�سالم‬ ‫‪ 14‬مــقـــــاالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫الداعية جعفر ممالكاي‬ ‫العدد التا�سع‬
‫�شم�س الإ�سالم ت�ضئ ربوع كولومبيا‬
‫ق�ص�ص هداية من بوجوتا‬
‫‪ -‬البحث عن �إجابات منطقية‬
‫ن�ش�أ «�أندري�س �أوالرتي» يف عائلة كاثوليكية حمافظة‪ ،‬ولكن حياته تغريت كليا قبل خم�س �سنوات عندما اعتنق‬
‫الإ�سالم‪.‬‬
‫‪� 20‬شخ�صا يعتنقون الإ�سالم يف العا�صمة الكولومبية « بوجوتا » �شهريا‬
‫لقد اختار لنف�سه ا�سما جديدا وهو «طارق» ويحكي ق�صة �إ�سالمه فيقول‪ «:‬كان عمري ‪ 11‬عاما عندما كنت‬ ‫معظمهم ترعرعوا يف الكني�سة الكاثوليكية‬
‫�أدر�س يف مدر�سة لإعداد الكهنة ومل �أ�شعر �أبدا باالقتناع وال التفاعل مع التعليم الديني الكاثوليكي وال توجيهاته‬ ‫ك�شفت �صحيفة « التيمبو » عن درا�سة �صدرت م�ؤخرا عن مركز الدرا�سات الالهوتية والأديان يف جامعة روزاريو مو�ضوعها‬
‫الروحية»‪.‬‬ ‫«امل�سلمون يف كولومبيا»‪.‬‬
‫وي�ستطرد‪ «:‬مل �أجد �إجابات منطقية لعقيدة اخلطية املوروثة وال �سر الثالوث‪ ،‬ف�إذا كانوا �إلها واحدا فماذا كان‬ ‫وطبقا للدرا�سة ف�إن ‪� 20‬شخ�صا يعتنقون الإ�سالم يف العا�صمة الكولومبية « بوجوتا » �شهريا معظمهم ترعرعوا يف الكني�سة‬
‫و�ضع الأب والروح القد�س �أثناء �صلب ي�سوع؟‪ ،‬وكيف ا�ستقام العامل بدون الرب من يوم اجلمعة �إىل يوم الأحد‬ ‫الكاثوليكية‪ ،‬و�أن امل�سلمني اجلدد ي�شكلون ن�سبة عالية ت�صل �إىل ‪ %45‬من تعداد امل�سلمني يف كولومبيا الذين تقدر الدرا�سة‬
‫الذي يقولون �أنه كان قيامة ي�سوع من بني الأموات؟»‪.‬‬ ‫�أعدادهم بـ ‪� 15‬ألفا ‪.‬‬
‫ويف هذه ال�سن املبكرة قرر «طارق» �أن مي�ضي وقت فراغه يف القراءة عن خمتلف الديانات والعقائد‪ ،‬فتعرف على‬
‫�أفكار �شهود يهوه‪ ،‬والكني�سة ال�سبتية واالجنليكانية‪ ،‬كما قر�أ عن اليهودية والبوذية والهندو�سية‪.‬‬ ‫وطبقا ل�شبكة « وي لف بوجوتا �س ف�إن عددا من املراكز الإ�سالمية يعمل يف كولومبيا‪ ،‬يف ‪� :‬سان �أندري�س‪ ،‬وبوجوتا‪ ،‬وجواخري‪،‬‬
‫ولكن الإ�سالم وحده هو الذي منح قلبه ال�سالم و�أجابه عن الأ�سئلة التي طاملا حريته‪ ،‬وقد ظل يدر�س الإ�سالم‬ ‫ونارينيو‪ ،‬و�سانتا مارتا‪ ،‬كما توجد مدار�س �إ�سالمية يف بوجوتا‪ ،‬وميكاو‪ ،‬ويوجد ثاين �أكرب م�سجد يف قارة �أمريكا الالتينية‬
‫ويتعلم العربية ويقر�أ القر�آن يف املنزل ل�سنوات قبل �أن يعتنق الإ�سالم عن قناعة وحب كاملني‪.‬‬ ‫يف «مياكو» وهو «م�سجد عمر بن اخلطاب» حيث تعي�ش �أكرب جالية م�سلمة يف كولومبيا‪.‬‬
‫ويعد مركز «الدعوة الكولومبية» �أحد املراكز الإ�سالمية الواعدة يف �أمريكا الالتينية‪ ،‬ويقع يف منطقة “دو�س كيربادا�س”‬
‫‪� -‬أنا ولدت من جديد مع الإ�سالم‬ ‫مبدينة «برييرا» ويحكي م�ؤ�س�س املركز «داود عبد الغفور» ـ دفيد جابرييل هرييرا �سابقا ـ �إن فكرة �إن�شاء منارة دعوية‬
‫بهذه اجلملة عربت «بيال» عن اعتناقها للإ�سالم‪ ..‬فقد ن�ش�أت يف بيت كاثوليكي‪ ،‬وعندما بلغت الـ‪ 18‬من عمرها‬ ‫كولومبية رافقته منذ اللحظة التي اعتنق فيها الإ�سالم‪ ،‬حيث كان ي�شرح لعائلته و�أ�صدقائه �سبب دخوله يف الإ�سالم‬
‫�أحلقها �أهلها بف�صول الكني�سة لتتعلم امل�سيحية �إال �أنها مل تكمل هذه الدرا�سة وقررت �أال تلتحق ب�أية م�ؤ�س�سة‬ ‫واختياره له‪ ،‬وقد �أح�س �أنه ملزم بتعريف النا�س بطريق الهداية‪.‬‬
‫دينية‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬احلمد هلل مل مي�ض وقت طويل حتى دخل العديد من �أ�صدقائي وزمالئي يف العمل يف الإ�سالم‪ ،‬بل وعائلتي‬
‫لكنها عندما بد�أت تقر�أ عن الإ�سالم �شعرت ب�أنه ي�صحح املفهوم امل�سيحي عن املر�أة ب�أنها �أ�صل اخلطيئة‪ ،‬ووجدت‬ ‫�أي�ضا»‪.‬‬
‫يف العقيدة الإ�سالمية مالذا روحيا وفكريا كانت متعط�شة �إليه‪.‬‬ ‫ويقول «داود» �إن الهدف من م�شروع الدعوة هو �إن�شاء مركز توعية على املنهج ال�صحيح يف مدينة «برييرا» مع توفري ال�سبل‬
‫لقد اعتنقت الإ�سالم قبل ‪� 5‬سنوات واختارت لنف�سها ا�سما جديدا هو “�سكينة” لأن هذا هوال�شعور الذي غمرها‬ ‫والإمكانيات لن�شر الإ�سالم وتعليم امل�سلمني �أمور دينهم‪.‬‬
‫يف رحاب الإ�سالم‪.‬‬ ‫وي�ستطرد الداعية الكولومبي قائال‪ «:‬عندما �أقول مركز توعية �سليم فالبد �أن �أو�ضح �أن امل�سجد وحده ال يفي بهذا الغر�ض‪،‬‬
‫وتقول «�سكينة»‪«:‬لقد ارتديت احلجاب و�أ�شعر �أنه مينح املر�أة احرتاما كبريا وال �أهتم ب�سخرية �أحد»‪.‬‬ ‫و�إمنا امل�سجد يف �إطار مركز متكامل ي�ضم مكتبة‪ ،‬وغرفة اجتماعات‪ ،‬وف�صول تعليمية‪ ،‬ويحتوي على الو�سائل الدعوية‬
‫وتقول مهند�سة الأغذية «�سكينة» �أن زوجها �أي�ضا اعتنق الإ�سالم ملا �شعر ب�أن القر�آن مينحه كل الأجوبة املقنعة‬ ‫املختلفة مثل‪ :‬الكتب‪ ،‬واملواد ال�صوتية واملرئية»‪.‬‬
‫التى �سعى كثريا للح�صول عليها‪ ،‬و�أنهما يعمالن على تن�شئة طفليهما ن�ش�أة �إ�سالمية �صحيحة‪.‬‬ ‫وي�ؤكد على �أن ال�شعب الكولومبي �أكرث ا�ستعدادا – يف ر�أيه‪ -‬من الأوروبيني لتقبل الإ�سالم‪ ،‬نظرا لكونه حمافظا‬
‫على قيمة الأ�سرة‪ ،‬والإميان بوجود اهلل‪ ،‬وي�ست�شعر �أهمية الدين‪.‬‬
‫ويو�ضح «داود» �أن املركز يدعو �إىل اهلل بالقر�آن وال�سنة والرتكيز على قدرة الإ�سالم على حل م�شكالت املجتمع‪.‬‬
‫ونا�شد امل�سلمني �أن ير�سلوا �إىل املركز الكتب التي ت�ساهم بدور كبري يف تعريف الكولومبيني بالإ�سالم‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪ 16‬من أخبار العالم اإلسالمي‬


‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫احلوار اجلاد ‪. .‬‬
‫نـتـــائــــج و�آثـــار‬
‫ال�شيخ علي مطر‬

‫َكانَ ِ�صدِّ ي ًقا َن ِب ًّيا ‪�ِ ،‬إ ْذ َق َال ِ ألَ ِبي ِه َيا �أَ َب ِت مِ َل َت ْع ُب ُد َما اَل َي ْ�س َم ُع َو اَل‬ ‫�ضوا ِمنْ َح ْو ِل َك ‪�.{...‬آل عمران‪159/‬‬ ‫اَل ْن َف ُّ‬ ‫ولطف و�إحرتام وطالقة وجه وح�سن خلق و�ضبط نف�س ‪ ،‬حاوره‬ ‫احلوار �أوالتحاور مع طرف �آخر ال �شك �أنه نافع وله نتائج‬
‫ُي ْب ِ�ص ُر َو اَل ُي ْغ ِني َع ْن َك َ�ش ْي ًئا ‪َ ،‬يا �أَ َب ِت ِ�إنيِّ َق ْد َجا َءنيِ ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما‬ ‫}‪َ ...‬و َجا ِد ْل ُه ْم ِبا َّل ِتي ِه َي �أَ ْح َ�سنُ ‪.{...‬النحل‪125/‬‬ ‫دون غ�ضب وال انفعال والنرفزة وال رفع �صوت و�صراخ‪،‬وجتنب‬ ‫وفوائد وثمار يانعة طيبة عاجلة و�آجلة ‪�،‬إذا كان الق�صد هلل‬
‫مَْل َي�أْ ِت َك َفا َّت ِب ْع ِني �أَ ْه ِد َك ِ�ص َر ًاطا َ�س ِو ًّيا ‪َ ،‬يا �أَ َب ِت اَل َت ْع ُب ِد َّ‬
‫ال�ش ْي َطانَ‬ ‫} َو ُق ْل ِل ِع َبا ِدي َي ُقو ُلوا ا َّل ِتي ِه َي �أَ ْح َ�سنُ ‪.{...‬الإ�سراء‪53/‬‬ ‫العبو�س والغلظة والفظاظة ‪ ،‬اعط الطرف الآخر فر�صة‬ ‫والغاية منه �إظهار احلق وبيانه والدفاع عنه‪ ،‬و�إقامة احلجة‬
‫اف �أَنْ يمَ َ َّ�س َك‬ ‫ال�ش ْي َطانَ َكانَ ِلل َّر ْح َم ِن َع ِ�ص ًّيا ‪َ ،‬يا �أَ َب ِت �إِنيِّ �أَ َخ ُ‬ ‫�إِنَّ َّ‬ ‫ول َل ُه َق ْو اًل َل ِّي ًنا َل َع َّل ُه َيت ََذ َّك ُر �أَ ْو َيخْ �شى { طه ‪44/‬‬ ‫} َف ُق اَ‬ ‫كافية للكالم و�إبداء ر�أيه وبيان وجهة نظره ‪� ،‬إمنحه حقه يف‬ ‫‪،‬ودح�ض ال�شبهات وردها ‪ ،‬ومناق�شة الآراء والأقوال الفا�سدة‬
‫اب ِمنَ ال َّر ْح َم ِن َف َت ُكونَ ِل َّل�ش ْي َط ِان َو ِل ًّيا ‪َ ،‬ق َال �أَ َر ِاغ ٌب �أَ ْن َت َعنْ‬ ‫ال�س ِّي َئ ُة ا ْد َف ْع ِبا َّل ِتي ِه َي �أَ ْح َ�سنُ َف ِ�إ َذا َع َذ ٌ‬
‫ال َ�س َن ُة َو اَل َّ‬ ‫} َو اَل ت َْ�س َت ِوي حْ َ‬ ‫الإعرتا�ض والنقد و�إبداء ما يف نف�سه ‪،‬وا�ستمع لكالمه جيد ًا‬ ‫املجانبة لل�صواب‪،‬وك�شف احلقائق‪ ،‬والتنبيه على الأخطاء‬
‫�آَ ِل َه ِتي َيا ِ�إ ْب َر ِاه ُيم َلئِنْ مَْل َت ْن َت ِه َ أل ْر ُج َم َّن َك َو ْاه ُجرْنيِ َم ِل ًّيا ‪َ ،‬ق َال‬ ‫ل َحمِ ي ٌم {‪.‬‬ ‫ا َّل ِذي َب ْي َن َك َو َب ْي َن ُه َع َدا َو ٌة َك�أَ َّن ُه َو يِ ٌّ‬ ‫دون مقاطعة ‪،‬مع �ضرورة اختيار الوقت املنا�سب الذي ي�سوده‬ ‫واالنحرافات العقائدية والفكرية وال�سلوكية ‪،‬و تقليل الفجوة‬
‫َ�سلاَ ٌم َع َل ْي َك َ�سَ�أ ْ�س َت ْغ ِف ُر َل َك َر ِّبي �إِ َّن ُه َكانَ ِبي َح ِف ًّيا{‪.‬‬ ‫ف�صلت‪34 /‬‬ ‫الهدوء‪،‬وجتنب وقت الراحة �أوالتعب �أوالتوتر وعلى املحاور �أن‬ ‫والق�ضاء على اجلفوة ‪،‬وردم الهوة‪..‬‬
‫يرجع �إىل الن�صو�ص ال�شرعية و�س�ؤال �أهل العلم واالخت�صا�ص‬ ‫ولنعلم �أن احلوار توا�صل �إن�ساين راقي لذا وجب االهتمام‬
‫وحتاور �إبراهيم اخلليل عليه ال�سالم مع النمرود‪:‬‬ ‫ومن �أمثلة احلوار التي خلد القر�آن الكرمي ذكرها‪:‬‬ ‫�سواء �أكانت امل�س�ألة املختلف فيها دينية �أم تربوية �أم �صحية �أوم‬ ‫به ‪،‬وتفعيله ‪ ،‬فعلى الزوج �أن يحاور زوجته ‪ ،‬وعلى الأب �أن‬
‫قال تعاىل يف �سورة البقرة ‪� }:‬أَ مَْل َت َر ِ�إلىَ ا َّل ِذي َح َّاج ِ�إ ْب َر ِاه َيم فيِ‬ ‫حوار رب العاملني ‪ -‬جل جالله وعظم �سلطانه وتعاىل جمده‬ ‫اقت�صادية �أم �إجتماعية ‪..‬‬ ‫يحاور ابنه وعلى الأم �أن حتاور ابنتها ‪،‬واملعلم يحاور تلميذه‬
‫َر ِّب ِه �أَنْ �آَتَا ُه اللهَّ ُ المْ ُ ْل َك �إِ ْذ َق َال �إِ ْب َر ِاه ُيم َر ِّب َي ا َّل ِذي ُي ْح ِيي وَيمُ ِ يتُ‬
‫وجاهه ‪ -‬مع مالئكته يف �ش�أن �آدم و�إختياره خليفة يف الأر�ض‬ ‫لقول اهلل تعاىل يف �سورة الن�ساء ‪ } :‬ف�إِنْ َت َنا َز ْعت ُْم فيِ َ�ش ْيءٍ‬ ‫‪،‬والداعية يحاور املدعو وامل�س�ؤول يحاور املوظف ‪ ،‬والطبيب‬
‫ال�ش ْم ِ�س ِمنَ‬ ‫َق َال �أَ َنا �أُ ْح ِيي َو�أُ ِميتُ َق َال �إِ ْب َر ِاه ُيم َف ِ�إنَّ اللهَّ َ َي ْ�أ ِتي ِب َّ‬ ‫‪ ،‬قال �سبحانه يف �سورة البقرة ‪َ } :‬و ِ�إ ْذ َق َال َر ُّب َك ِل ْل َملاَ ِئ َك ِة‬ ‫َف ُر ُّدو ُه �إِلىَ اللهَّ ِ َوال َّر ُ�س ِول �إِنْ ُك ْنت ُْم ُت�ؤ ِْم ُنونَ ِباللهَّ ِ َوا ْل َي ْو ِم ْ آ‬
‫الَ ِخ ِر‬ ‫يحاور مري�ضه‪، ..‬نعم لنتحاورعند �أي خالف �أوم�شكلة �أو�سوء‬
‫المْ َ�شْ ِر ِق َف�أْ ِت ِب َها ِمنَ المْ َغ ِْر ِب َف ُبهِ َت ا َّل ِذي َك َف َر َواللهَّ ُ اَل َي ْه ِدي‬ ‫الَ ْر ِ�ض َخ ِلي َف ًة َقا ُلوا �أَتجَْ َع ُل ِفي َها َمنْ ُيف ِْ�س ُد ِفي َها‬ ‫ِ�إنيِّ َج ِاع ٌل فيِ ْ أ‬ ‫َذ ِل َك َخيرْ ٌ َو�أَ ْح َ�سنُ َت ْ�أ ِويلاً {‪.‬‬
‫فهم‪ ،‬لنتحاور للإقناع‪،‬لنتحاورللإ�صالح‪ ،‬لنتحاور لدفع ال�ضرر‬
‫الظالمِ ِ َني {‪.‬‬ ‫ا ْل َق ْو َم َّ‬ ‫َو َي ْ�س ِف ُك الدِّ َما َء َو َن ْحنُ ُن َ�س ِّب ُح ِب َح ْم ِد َك َو ُن َقدِّ ُ�س َل َك َق َال ِ�إنيِّ �أَ ْع َل ُم‬ ‫ولقوله �سبحانه يف �سورة النحل ‪َ }:‬فا�سْ�أَ ُلوا �أَ ْه َل ِّ‬
‫الذ ْك ِر ِ�إنْ ُك ْنت ُْم‬ ‫وجلب امل�صلحة وهكذا‪...‬‬
‫الَ ْ�س َما َء ُك َّل َها ُث َّم َع َر َ�ض ُه ْم َع َلى المْ َلاَ ِئ َك ِة‬
‫َما اَل َت ْع َل ُمونَ ‪َ ،‬و َع َّل َم �آَ َد َم ْ أ‬ ‫اَل َت ْع َل ُمونَ {‪.‬‬
‫حاوره لي�ستنتج ‪ ،‬ليتو�صل للحل وال�صواب ليهتدي للر�أي‬
‫ني ‪َ ،‬قا ُلوا ُ�س ْب َحا َن َك ومن ذلك �أي�ض ًا قوله عز من قائل يف �سورة املجادلة ‪:‬‬ ‫َف َق َال �أَ ْن ِب ُئونيِ ِب�أَ ْ�س َما ِء هَ �ؤُ اَل ِء ِ�إنْ ُك ْنت ُْم َ�صا ِد ِق َ‬ ‫ال�سديد ‪ ،‬قرب له امل�س�ألة ‪ ،‬ناق�شه ا�ستمع له خذ منه ‪،‬ال ت�ستهني‬
‫} َق ْد َ�سمِ َع اللهَّ ُ َق ْو َل ا َّل ِتي تجُ َ ا ِد ُل َك فيِ َز ْو ِج َها َو َت�شْ ت َِكي ِ�إلىَ اللهَّ ِ‬ ‫ال ِك ُيم {‪.‬‬ ‫اَل ِع ْل َم َل َنا ِ�إ اَّل َما َع َّل ْم َت َنا ِ�إ َّن َك �أَ ْن َت ا ْل َع ِل ُيم حْ َ‬ ‫‪ -‬و�إليكم بع�ض �آداب احلوار كما ورد يف القر�آن الكرمي‪:‬‬ ‫�أبد ًا مبوقف الطرف الآخر وال بعلمه وال قدراته و�إمكانياته ‪.‬‬
‫ري {‪.‬‬ ‫َواللهَّ ُ َي ْ�س َم ُع تحَ َ ا ُو َر ُك َما ِ�إنَّ اللهَّ َ َ�سمِ ي ٌع َب ِ�ص ٌ‬ ‫ا�س ُح ْ�س ًنا ‪.{...‬البقرة ‪83/‬‬ ‫وعند احلوار تذكر �إن�سانية الطرف الآخر وم�شاعره و�أحا�سي�سه }‪َ ...‬و ُقو ُلوا ِلل َّن ِ‬
‫حوار نبي اهلل �إبراهيم عليه ال�سالم مع �أبيه ‪:‬‬ ‫‪،‬حاوره دون تع�صب وال ت�سلط وال �أوامر فوقية ‪ ،‬حاوره بلني } َف ِب َما َر ْح َم ٍة ِمنَ اللهَّ ِ ِل ْن َت َل ُه ْم َو َل ْو ُك ْن َت َف ًّظا َغ ِل َ‬
‫يظ ا ْل َق ْل ِب‬
‫قال اهلل تعاىل يف �سورة مرمي ‪َ }:‬و ْاذ ُك ْر فيِ ا ْل ِكت ِ‬
‫َاب �إِ ْب َر ِاه َيم �إِ َّن ُه‬

‫‪19‬‬ ‫‪ 18‬مقــــــاالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫اهلل عليه و�سلم يف �صحيفة الوا�شنطن بو�ست وحينها �أر�سلت‬ ‫قناة �أمريكية فتجد يف براجمها عر�ض ًا ملقطع ملجموعة طالبان‬
‫رد ًا على هذا التطاول لين�شر يف نف�س ال�صفحة فرف�ضوا ذلك‬ ‫وهي تعدم �إمر�أة يف ملعب للكرة هذا امل�شهد كان يتم بثه قبل‬
‫حوار �أجراه ‪ :‬بديع املدين‬
‫‪ ،‬ومن هذه اللحظة مت التحول عندي وتر�سخت عندي قناعة‬ ‫الربنامج ويف فوا�صل الربنامج وبعد الربنامج يعني �آناء الليل‬
‫ب�أنه البد من تدريب الأئمة والدعاة والأطباء وامل�سلمني �إىل‬ ‫و�أطراف النهار ‪...‬‬
‫كيفية عر�ض �أفالم يف امل�ست�شفى يف امل�صنع يف ال�شركة يف كل‬ ‫واخلو�ض يف جمال التعريف بالإ�سالم ؟‬
‫مكان ‪ ،‬وقد حدثت واقعة جعلتني �أعجل برتجمة هذه القناعة‬ ‫غ�سيل مخ تعني ؟‬ ‫�سليمان لـ اكت�شف الإ�سالم ‪:‬‬
‫على �أر�ض الواقع وهي �أنه يف �إحدى املدار�س الأمريكية �أعطى‬ ‫بالت�أكيد هذا غ�سيل مخ رهيب تعر�ض له ال�شعب الأمريكي‬ ‫كنت بف�ضل اهلل �أطلب العلم على امل�شايخ بجانب درا�ستي‬
‫مدر�س �أمريكي طالب ًا م�سلم ًا الفر�صة لكي يحدث زمالءه‬ ‫و�أتى بنتائج �سلبية للغاية علينا يف وقتها‪.‬‬ ‫للهند�سة ثم در�ست علوم الت�سويق وخا�صة ت�سويق �أجهزة‬ ‫الكنائ�س تباع يف �أوروبا‬
‫عن الإ�سالم ملدة ع�شر دقائق فوقف الطالب وبد�أ يتلعثم ويف‬ ‫احلا�سوب وبعدها هاجرت �إىل الواليات املتحدة الأمريكية‬
‫النهاية قال‪� :‬إننا الن�شرب اخلمر وال ن�أكل اخلنزير‪ .‬ومن هذه‬
‫اللحظة بد�أنا لأنه كما ترى من هذا املوقف �أنه �سحب منا‬
‫‪-‬من الت�سويق للإلكرتونيات �إىل حما�رض دويل‬ ‫وعملت يف �شركة خلدمات الإنرتنت ثم تطوعت يف جمال‬ ‫و�صالة اجلمعـــة ت�صلــى‬
‫للتعريف بالإ�سالم‪.‬‬ ‫العمل الإ�سالمي مع بع�ض امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية وهذه‬
‫البيان قال تعاىل « خلق الإن�سان علمه البيان « لهذا البد �أن‬
‫تتمتع بالبيان عالوة على �أن تكون الدعوة على ب�صرية «قل‬
‫‪ -‬يجب �أن نبني اجل�سور �أوالً مع من ندعوه‪.‬‬ ‫املنظمات كانت لها ع�ضوية يف الأمم املتحدة « القطاع غري‬ ‫على ثالث جمموعــــــات‬
‫‪-‬ال يعتنق الإ�سالم يف �أوروبا �إال ال�شخ�ص ال�شجاع‪.‬‬ ‫احلكومي « ‪ ،‬وكنت �أمثل بع�ض هذه امل�ؤ�س�سات يف م�ؤمتر بالأمم‬
‫هذه �سبيلي �أدعو �إىل اهلل على ب�صرية �أنا ومن اتبعني» �أي‬ ‫املتحدة يعقد يف العا�شر واحلادي ع�شر والثاين ع�شر من‬ ‫م ‪ .‬فا�ضل �سليمان هو ع�ضو اجلمعية امل�رصية للأبحاث‬
‫انه على من اتبع الر�سول �أن يعرف كيف يجيب �إذا �سئل عن‬ ‫‪ -‬ن�صيحتي �إىل �شباب الدعوة‪.‬‬
‫�سبتمرب ‪ 2001‬وهذا معناه �أنني كنت يف قلب الأحداث ففي‬ ‫العلمية يف القر�آن الكرمي وال�سنة النبويه ‪ ,‬و حما�رض‬
‫الإ�سالم ‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت �إىل الآن فقد خ َّر ْج َنا وهلل احلمد‬ ‫‪ -‬الفيلم الت�سجيلي هو الورقة الرابحة‪.‬‬ ‫‪� 11‬سبتمرب كنت يف نيويورك ويف اليوم التايل ذهبت ب�صعوبة‬ ‫حمرتف فى التعريف باال�سالم‪ ،‬حيث حا�رض يف العديد‬
‫ما يزيد عن ‪ 8000‬م�سلم وم�سلمة يف ‪ 16‬دولة من خالل‬ ‫‪�-‬أقدر الكت�شف الإ�سالم حر�صه على �أموال الدعوة‬ ‫بالغة �إىل مقر �إقامتي وحينما و�صلت وجدت �شيئ ًا غربي ًا‬ ‫من الدول و لأكرث من ‪� 16‬ألف �شخ�ص يف الكنائ�س‬
‫م�ؤ�س�سة ج�سور للتعريف بالإ�سالم‬ ‫واالهتمام بالتوا�صل بني الدعاة‪.‬‬ ‫للغاية وجدت ن�ساء �أمريكيات غري م�سلمات يرتدين احلجاب‬ ‫واجلامعات‪ ،‬والإدارات احلكومية ‪ ،‬كما حا�رض يف عدد‬
‫‪� 77-‬شخ�ص يعتنقون الإ�سالم على يد د‪� .‬سليمان يف‬ ‫ويتواجدن يف املركز الإ�سالمي التابع لنا وقلن نحن هنا لندافع‬ ‫من الندوات الدولية ؛ و �ألف �سليمان عدة كتب ل�رشح‬
‫كيف يدعو فا�ضل �سليمان �شخ�صا ً للإ�سالم ؟‬ ‫عن امل�سلمات املحجبات يف الأ�سواق ويف ال�شوراع ننزل معهن‬
‫�أوغندا منهم �سبعة ق�ساو�سة‪.‬‬ ‫الإ�سالم ملعتنقي الديانات الأخرى مثل الإيجاز يف �رشح‬
‫يجب �أن نعلم �أو ًال �أنه ال ميكن �أن تدعو �شخ�ص ًا قبل �أن تبني‬ ‫كي ال يتعر�ض �أحد املتطرفني لهن ‪ ،‬وهذا معناه �أن ال�شعب‬ ‫الإ�سالم ‪...‬‬
‫معه ج�سور الثقة ويجب �أن تبني له �أوال الأ�شياء امل�شرتكة « قال‬ ‫الأمريكي كان يدعم امل�سلمني املتواجدين على �أر�ض الواليات‬
‫تعاىل ‪ :‬وال جتادلوا �أهل الكتاب �إال بالتي هي �أح�سن �إال الذين‬ ‫كيف واجهتم هذا الو�ضع اجلديد ؟‬ ‫املتحدة الأمريكية ‪ ،‬ولكن وما �أن مر �شهر واحد حتى انقلب‬ ‫وعلى هام�ش الدورة العاملية الثانية لتدريب الدعاة والتي‬
‫ظلموا منهم وقولوا �آمنا بالذي �أنزل �إلينا و�أنزل �إليكم و�إلهنا‬ ‫يف هذا الوقت كنت �إمام ًا للطالب امل�سلمني يف اجلامعة‬ ‫احلال فنف�س الأ�شخا�ص املدافعني عنا وامل�ساندين لنا بالأم�س‬ ‫نظمها مركز اكت�شف الإ�سالم ‪ ،‬و كان م‪ .‬فا�ضل �سليمان‬
‫و�إلهكم واحد « مبعنى �أنك �إذا دخلت على �شخ�ص غري م�سلم‬ ‫الأمريكية بوا�شنطن وكان يل برنامج هاتفي على القناة ‪30‬‬ ‫�أ�صبحوا يرتابون منا وينظرون لنا نظرة احتكار و�شك ‪.‬‬ ‫حما�ضرها الرئي�س كان لنا معه احلوار التايل ‪:‬‬
‫وقلت له يا هذا عبادتك هذه خط�أ وربنا لي�س هكذا ال هذا خط�أ‬ ‫الأمريكية وكذلك برنامج �إذاعي كل يوم جمعة ثم جرت‬ ‫فما الذي حدث ؟؟‬
‫‪ ،‬فحينما �أمر اهلل مو�سى وهارون �أن يدعوا فرعون‪ ،‬قال لهما‬ ‫الأحداث �إىل �أن مت التطاول على ر�سولنا الكرمي حممد �صلى‬ ‫�أنا �أقول لك ما الذي حدث خالل هذا ال�شهر �إذا �شاهدت �أي‬ ‫كيف كانت بداية فا�ضل �سليمان مع الدعوة �إىل اهلل‬

‫‪21‬‬ ‫‪ 20‬مقابـــــالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫�أمانة وحر�ص وهذا ما مل�سته يف اكت�شف الإ�سالم‪.‬‬ ‫منهم ‪ 1000‬م�شرد �سياحي يف م�صر ) واحلمد هلل ال�شباب‬ ‫يف كتابه احلكيم ‪ «:‬فقوال له قو ًال لينا» فالبد �أن ينفتح القلب‬
‫ما الذي يدفع �شخ�صا ً �أمريكيا ً �أو �أوروبيا ً العتناق‬
‫الأمر الثاين‪ :‬االهتمام مبو�ضوع تفعيل التوا�صل بني الدعاة‬ ‫مقبل على تعلم فنون الدعوة ‪.‬كما �أن�صحهم ب�أن يركزوا يف‬ ‫لك لتلقي الدعوة ‪ ،‬ويجب �أن يكون هناك جر�أه يف املو�ضوع‬
‫الإ�سالم؟‬
‫حول العامل‪ ،‬ف�أنا تعرفت على الداعية عبداهلل حكيم كويك‬ ‫عملهم بجانب ممار�ستهم للدعوة‪ ،‬فال يرتك الطبيب عمله‬
‫يظن النا�س خط�أً �أن الإ�سالم �إذا عر�ض على النا�س جيد ًا‬ ‫قال تعاىل ‪� « :‬إنا �أو �إياكم لعلى هدى �أو يف �ضالل مبني» فهذا‬
‫من خالل اكت�شف الإ�سالم و�سار بيننا تعاون كبري يف جنوب‬ ‫وال املهند�س وال غريهما فهم على ثغور ويجب �أن يظلوا عليها‬ ‫التحدي ت�ستطيع به �أن جتذبه �إىل حتكيم عقله وقبول الأدلة‬
‫�سوف ي�ؤمنون به ‪ ،‬ال ‪ ،‬فهناك خا�صية يف الإ�سالم �أنه �إذا‬
‫�إفريقيا وكل هذا يف ميزان ح�سنات القائمني على اكت�شف‬ ‫ويدعو من خالل مواقعهم ‪.‬‬ ‫‪.‬بعد ذلك ابد�أ يف احلديث عن االختالفات التي بيننا و بينهم‬
‫عر�ض عليك بطريقة جيدة تعجب به فقط ‪ ،‬ثم يبد�أ عقلك‬
‫الإ�سالم وهم كانوا يتابعوننا وي�شجعوننا على هذا التعاون‬ ‫و�أن اهلل واحد ال �شريك له ولي�س كمثله �شىء ومل يلد ومل يولد‪،‬‬
‫يف التدبر �إىل �أن يوقن �أنه احلق ‪ ،‬ولكن ال يعتنقه �إال �شخ�ص‬
‫ومل يقولوا لنا �أين ذكر ا�سمنا على هذا الن�شاط امل�شرتك‪،‬‬ ‫ما هي مالمح اخلطاب الدعوي امل�ؤثر خالل ال�سنوات‬ ‫ثم �أتدرج معه �إىل �أن �أفند له ما �أريد وي�صبح جاهز ًا‬
‫�شجاع حيث �أنه �إذا �أخذ يفكر يف عمله ويف �أ�سرته وو�ضعه‬
‫وهذا هو الإخال�ص ف�أنا �سعيد جد ًا مبنظمة اكت�شف الإ�سالم‬ ‫القادمة ؟‬
‫االجتماعي فهذا ما يرد الإن�سان يف الغرب عن اتخاذ القرار‬
‫وب�أدائها الراقي ‪.‬‬ ‫الدعوة تختلف باختالف الزمان واملكان فق�ضية طباعة كتيبات‬ ‫وملاذا مل حتظ املناظرات نف�س اهتمامك بالتدريب ؟‬
‫‪.‬فال�شجاع يواجه العامل ب�إ�سالمه‪ ،‬فالإ�سالم ال يحتاج �إىل‬
‫ون�سخ �أ�شرطة وتوزيعها ‪ ،‬هذا �أمر عفا عليه الزمن « يف �أوروبا‬ ‫الدعوة لي�ست مناظرات فالدعوة علم وفن وتعامل مع الواقع‬
‫عبقرية للت�أكد من �أنه الدين احلق ولكنه يحتاج ل�شخ�ص‬
‫و�أمريكا على الأقل « الآن الفلم الت�سجيلي هو الورقة الرابحة‬ ‫وال �أنكر �أن املناظرات لها �أثرها الكبري ولكن �أثرها الأكرب يف‬
‫�شجاع يرجع �إىل نقطة البداية ويبد�أ الطريق ال�صحيح ‪.‬‬
‫فال�شخ�ص الأمريكي لن يقر�أ كتاب ًا ي�أخذ منه وقتا وخا�ص ًة‬ ‫تثبيت امل�سلمني على الإ�سالم ‪.‬‬
‫�إذا كان ال مييل �إىل القراءة �أما الفلم في�شاهده اجلميع على‬
‫رحالت �أوغندا التي قمتم بها ‪ .‬ملاذا �أوغندا ؟ وكيف‬
‫مدار ‪ 40‬دقيقة تكون قد �أو�صلت �إليه الفكرة التي تريدها‬ ‫ما هو تقيمك النت�شار الإ�سالم يف �أمريكا و�أوروبا ؟‬
‫كانت الرحلة ؟‬
‫‪.‬ونحن يف م�ؤ�س�سة ج�سور قمنا ب�إنتاج جمموعة من الأفالم‬ ‫�أخي الكرمي الكنائ�س الآن تباع يف �أوروبا و�أمريكا والكنائ�س‬
‫تلقينا ا�ستغاثات ب�أن التن�صري يف �أوغندا على �أ�شده فذهبت‬
‫مثل (ال�ضباب ينق�شع) ووزع بالآالف ثم (الإ�سالم ب�إيجاذ)‬ ‫الآن تخلو من زبائنها يف حني �أن امل�سلمني يقيمون �صالة‬
‫وا�ستك�شفت الأمر وقمنا برتتيب حما�ضرة كبرية حجزنا فيها‬
‫وهو ب‪ 25‬لغة مبا فيها العربية و�أ�سلم عن طريقه ا�سرائليان‬ ‫اجلمعة ثالث مرات يف مكان واحد ل�شدة الزحام فكنا ن�صلي‬
‫ملعب الكرة وح�ضره ‪� 35‬ألف فرد م�سلم وغري م�سلم وهلل‬
‫ووزع منه ‪� 100‬ألف ن�سخة و‪� 35‬ألف ن�سخة مع ال�صحف يف‬ ‫اجلمعة يف ال�ساعة ‪ 11‬ويف ‪ 12‬و�أخرى يف ال�ساعة الواحدة‬
‫احلمد �أ�سلم يف هذا اليوم ‪ 77‬منهم حوايل ‪ 7‬من الق�ساو�سة‬
‫�أمريكا ‪.‬‬ ‫م�صل يف‬
‫وامل�سجد كان الي�سع �إال ‪ 900‬وكان ي�صلي به ‪ِ 5000‬‬
‫وكذلك قمنا بتدريب ‪ 70‬داعية على كيفية الدعوة �إىل الإ�سالم‬
‫ثم متكنا من �شراء قطعة �أر�ض يف كامباال العا�صمة لتكون‬ ‫غالب الأحيان هذا الزخم وهذا الإقبال يقلقهم كثري ًا فكيف‬
‫كيف تقيم جتربة اكت�شف الإ�سالم ؟‬ ‫يوقفون هذا الإقبال ؟ ‪ ..‬بت�شويه �صورة الإ�سالم وامل�سلمني‬
‫مركزا �إ�سالمي ًا لإعداد قوافل الدعاة �إىل �إفريقيا و�أن �أدعو‬
‫�أقولها ب�صراحة ولي�س لأنني يف البحرين فهذه امل�ؤ�س�سة‬ ‫وبح�سب �إح�صائياتهم ف�إن الإ�سالم هو �أ�سرع الديانات انت�شار ًا‬
‫لدعم هذا العمل لكي يحقق الأهداف املرجوة منه ‪ ،‬ويف‬
‫قريبة �إىل قلبي جد ًا و�أول ما عرفتها يف عام ‪2007‬‬ ‫يف العامل وورد هذا على موقع جمل�س الكنائ�س الأمريكي‬
‫العام التايل كررنا نف�س التجربة وهلل احلمد �أ�سلم ‪ 36‬فرد‬
‫من خالل م�ؤمتر اكت�شف الإ�سالم العاملي الأول‬ ‫حيث ذكرت الدرا�سة �أنه يف �سنة ‪ 2025‬ف�إن الإ�سالم �سيزداد‬
‫وهلل احلمد بقدرتنا املادية الب�سيطة ن�سري ملقاومة التن�صري‬
‫والحظت �أمرين �سوف �أخربك بهما ‪:‬‬ ‫انت�شاره بن�سبة ‪� ،%50‬أما الن�صرانية فتزيد بن�سبة ‪ ، %25‬نعم‬
‫ب�إفريقيا و�أنا �أرى �أن �أف�ضل طريقة ملقاومة التتن�صري هي‬
‫الأول الحظت �أن امل�ؤمتر مقام يف فندق جيد‬ ‫فال تظن �أن الن�صرانية ال تنت�شر فهي تنت�شر ولكن لي�س بحجم‬
‫املبادرة لن�شر الدعوة لأن الذي ال ميار�س الدعوة متار�س‬
‫ولكنه لي�س �أفخم الفنادق و�أي�ضا كان مندوبو‬ ‫ما يقدم لها من دعم هائل �أو ت�سهيالت ممتدة ‪ ...‬فاملن�صر‬
‫معه الدعوة‪ ،‬مع حماولة رفع امل�ستوى االقت�صادي والثقايف‬
‫اكت�شف الإ�سالم ي�أخذوننا يف وقت الغذاء‬ ‫يرتك بيته ورفاهيته التي يعي�ش فيها وميكث يف قرية لي�س بها‬
‫للم�سلمني يف �إفريقيا ‪.‬‬
‫م‪ .‬فا�ضل �سليمان يف �إحدى دوراته‬ ‫والع�شاء لتناول الوجبات يف مطاعم خارج‬ ‫مراحي�ض ب�إفريقيا ملدة ثالث �سنوات ‪ ،‬فهو خمل�ص لهدفه‬
‫الفندق مطاعم جيدة ولكنها لي�ست الأفخم‬ ‫الذي يعمل لأجله ومع ذلك فموجات انت�شار الإ�سالم ت�صيبهم‬
‫ما هي ن�صيحتكم لل�شباب املهتم بدعوة غري امل�سلمني؟‬
‫‪ !.‬فقدرت جد ًا هذه املواقف لأن �أموال الدعوة‬ ‫بلطمة تلو الأخرى ‪.‬‬
‫الإقبال على التعلم ومعرفة كيف يتعامل مع غري امل�سلم وكيف‬
‫ال يجب �أن تنفق ببذخ‪ ،‬فيجب �أن تكون هناك‬
‫يدعوه ( للمقدمة ‪ :‬فقد قمنا بتدريب ما يزيد عن ‪ 3000‬فرد‬

‫‪23‬‬ ‫‪ 22‬مقابالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫رابع ًا ‪ :‬يف ال�سالم ال يبد�ؤه بال�سالم ‪ ،‬ولكن يرد ‪ ،‬لقوله �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ :‬اَ‬
‫(ل َت ْب َد ُءوا ا ْل َي ُهو َد َو اَل‬ ‫الواجب على امل�سلم جتاه غري امل�سلم‬
‫َاب َف ُقو ُلوا ‪َ :‬و َع َل ْي ُك ْم ) ‪،‬‬ ‫ال�سلاَ ِم ) ‪ ،‬وقال �صلى اهلل عليه و�سلم ‪�ِ ( :‬إ َذا َ�س َّل َم َع َل ْي ُك ْم �أَ ْه ُل ا ْل ِكت ِ‬
‫ال َّن َ�صا َرى ِب َّ‬ ‫ال�س�ؤال ‪ :‬ما هو الواجب على امل�سلم جتاه غري امل�سلم ‪� ،‬سواء كان ذمي ًا يف بالد امل�سلمني ‪� ،‬أو كان يف بالده‬
‫فامل�سلم ال يبد�أ الكافر ‪ ،‬ولكن متى بد�أ ف�سلم عليك اليهودي �أو الن�صراين �أو غريهما تقول ‪ :‬وعليكم ‪ ،‬كما‬ ‫‪ ،‬وامل�سلم ي�سكن يف بالد ذلك ال�شخ�ص غري امل�سلم ‪ ،‬والواجب الذي �أريد تو�ضيحه هو املعامالت بكل‬
‫قاله النبي عليه ال�صالة وال�سالم ‪.‬هذا من احلقوق املتعلقة بني امل�سلم والكافر ‪.‬‬ ‫�أنواعها ‪ ،‬ابتداء من �إلقاء ال�سالم ‪ ،‬وانتها ًء باالحتفال مع غري امل�سلم يف �أعياده ؟ وهل يجوز اتخاذه �صديق‬
‫ومن ذلك �أي�ض ًا ‪ :‬ح�سن اجلوار ‪� ،‬إذا كان جار ًا حت�سن �إليه وال ت�ؤذيه يف جواره ‪ ،‬وتت�صدق عليه �إذا كان فقري ًا‬ ‫عمل فقط ؟ �أفيدونا �أفادكم اهلل ‪ .‬‬
‫‪ ،‬وتهدي �إليه ‪ ،‬وتن�صح له فيما ينفعه ‪ ،‬لأن هذا مما ي�سبب رغبته يف الإ�سالم ‪ ،‬ودخوله يف الإ�سالم‪.‬‬
‫اجلواب ‪:‬‬
‫و�صي ِني ِجبرْ ِ ُيل ِبالجْ َ ا ِر َحتَّى َظ َن ْنتُ �أَ َّن ُه‬ ‫ولأن اجلار له حق ؛ قال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ‪َ ( :‬ما َز َال ُي ِ‬
‫َ�س ُي َو ِّر ُث ُه ) متفق على �صحته ‪ ،‬و�إذا كان اجلار كافر ًا كان له حق اجلوار ‪ ،‬و�إذا كان قريب ًا وهو كافر له حقان‬ ‫احلمد هلل “ �إن واجب امل�سلم بالن�سبة �إىل غري امل�سلم �أمور متعددة ‪:‬‬
‫‪ :‬حق اجلوار ‪ ،‬حق القرابة ‪ .‬ومن حق اجلار �أن يت�صدق عليه �إن كان فقري ًا من غري الزكاة ‪ ،‬لقوله تعاىل‬ ‫�أو ًال ‪ :‬الدعوة �إىل اهلل ع َّز وج َّل ‪� ،‬أن يدعوه �إىل اهلل ‪ ،‬ويبني له حقيقة الإ�سالم حيث �أمكنه ذلك ‪ ،‬وحيث‬
‫‪ ( :‬اَل َي ْن َها ُك ْم اللهَّ ُ َعنْ ا َّل ِذينَ مَْل ُي َقا ِت ُلو ُك ْم فيِ الدِّ ِين َو مَْل ُيخْ ِر ُجو ُك ْم ِمنْ ِد َيا ِر ُك ْم �أَنْ َتبرَ ُّ وهُ ْم َو ُتق ِْ�س ُطوا ِ�إ َل ْيهِ ْم‬ ‫كانت لديه الب�صرية ‪ ،‬لأن هذا �أعظم �إح�سان و�أكرب �إح�سان يهديه �إىل مواطنه و�إىل من اجتمع به من‬
‫�إِنَّ اللهَّ َ ُي ِح ُّب المْ ُق ِْ�س ِط َني ) املمتحنة‪ ، 8/‬ويف احلديث ال�صحيح عن �أ�سماء بنت �أبي بكر ر�ضي اهلل عنهما �أن‬ ‫اليهود والن�صارى �أو غريهم من امل�شركني ‪ ،‬لقول النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ‪َ ( :‬منْ َد َّل َع َلى َخيرْ ٍ َف َل ُه ِم ْث ُل‬
‫�أمها دخلت عليها وهي م�شركة يف ال�صلح الذي كان بني النبي �صلى اهلل عليه و�سلم وبني �أهل مكة تريد‬ ‫�أَ ْج ِر َف ِاع ِل ِه ) ‪ ،‬وقوله عليه ال�صالة وال�سالم لعلي ر�ضي اهلل عنه ملا بعثه �إىل خيرب و�أمره �أن يدعو اليهود‬
‫امل�ساعدة ‪ ،‬فا�ست�أذنت �أ�سما ُء النبي �صلى اهلل عليه و�سلم يف ذلك هل ت�صلها ؟  فقال النبي �صلى اهلل عليه‬ ‫�إىل الإ�سالم قال ‪َ ( :‬واللهَّ ِ َ ألَنْ َي ْه ِد َي اللهَّ ُ ِب َك َر ُجلاً َخيرْ ٌ َل َك ِمنْ �أَنْ َي ُكونَ َل َك ُح ْم ُر ال َّن َع ِم ) ‪ ،‬وقال �صلى اهلل‬
‫و�سلم ‪�( :‬صليها) ‪.‬‬ ‫ال ْج ِر ِم ْث ُل �أُ ُجو ِر َمنْ َت ِب َع ُه ‪ ،‬اَل َي ْن ُق ُ�ص َذ ِل َك ِمنْ ُ�أ ُجور ِِه ْم َ�ش ْي ًئا‬
‫عليه و�سلم ‪َ ( :‬منْ َد َعا �إِلىَ هُ دً ى َكانَ َل ُه ِمنْ َْ أ‬
‫�أما بالن�سبة الحتفاالتهم ب�أعيادهم ‪ ،‬فامل�سلم ال ي�شاركهم يف احتفاالتهم ب�أعيادهم ‪ ،‬لكن ال ب�أ�س �أن يعزيهم‬ ‫) ‪.‬فدعوته �إىل اهلل وتبليغه الإ�سالم ون�صيحته يف ذلك ‪ ،‬هذا من �أهم املهمات ومن �أف�ضل القربات ‪.‬‬
‫يف ميتهم ويقول لهم ‪ :‬جرب اهلل م�صيبتكم ‪� ،‬أو �أح�سن لك اخللف يف خري ‪� ،‬أو ما �أ�شبه ذلك من الكالم‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬ال يظلمه ‪ ،‬ال يف نف�س ‪ ،‬وال يف مال ‪ ،‬وال يف عر�ض ‪� ،‬إذا كان ذمي ًا �أو م�ست�أمن ًا �أو معاهد ًا ف�إنه ي�ؤدي‬
‫الطيب ‪ ،‬وال يقول ‪ :‬غفر اهلل له ‪ ،‬وال رحمه اهلل �إذا كان امليت كافر ًا ‪ ،‬فال يدعو للميت �إذا كان كافر ًا ‪ ،‬ولكن‬ ‫�إليه حقه ‪ ،‬فال يظلمه يف ماله ال بال�سرقة وال باخليانة وال بالغ�ش ‪ ،‬وال يظلمه يف بدنه بال�ضرب وال بالقتل‬
‫للحي بالهداية والعو�ض ال�صالح ونحو ذلك « انتهى ‪.‬‬ ‫‪ ،‬لأن كونه معاهد ًا �أو ذمي ًا يف البلد �أو م�ست�أمن ًا هذا كله يع�صمه ‪.‬‬
‫�سماحة ال�شيخ عبد العزيز بن باز رحمه اهلل‬
‫ثالث ًا ‪ :‬ال مانع من معاملته يف البيع وال�شراء والت�أجري ونحو ذلك ‪ ،‬فقد �صح عن ر�سول اهلل عليه ال�صالة‬
‫« فتاوى نور على الدرب » (‪. )291 – 289/1‬‬ ‫وال�سالم �أنه ا�شرتى من الكفار عباد الأوثان ‪ ،‬وا�شرتى من اليهود وهذه معاملة ‪ ،‬وتويف عليه ال�صالة‬
‫وال�سالم ودرعه مرهونة عند يهودي يف طعام لأهله عليه ال�صالة وال�سالم ‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪ 24‬فتاوى‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫ب – أن يقدم األبوان القدوة الصالحة ألبنائهم ‪:‬‬
‫يف احلر�ص على ال�صالة يف �أول الوقت‪ ,‬والعناية بال�سنن والنوافل بعد الفرائ�ض‪ ,‬لأن الأطفال مولعون يف‬

‫�إىل كل �أب و�أم‬


‫ال�صغر بتقليد الآباء‪� ,‬إذن فلي�ستغل الآباء هذه امللكة يف غر�س حمبة ال�صالة لدى �أبنائهم‪.‬‬
‫ف�إذا اعتاد الأبناء ر�ؤية الآباء ي�سارعون �إىل ترك �أي عمل على �أهميته وامل�سارعة �إليها بعد كل �أذان ف�سترت�سخ‬
‫يف قلوبهم ال�صغرية �أهمية ال�صالة و�إدراك ف�ضلها‪.‬‬
‫وي�ستحب كذلك �أن ترتبط مواعيد الأ�سرة مبواقيت ال�صالة كاخلروج ل�سفر‪� ,‬أو زيارة قريب فيقول الأب مثال‪:‬‬
‫�سنزور جدتكم بعد �صالة الع�صر �إن �شاء اهلل فرتتبط حياة الطفل فيما بعد بال�صالة حتى يف �شقها الدنيوي‪ .‬‬
‫ف�إذا تراخى الأبوان �أو فرطا يف املحافظة على ال�صالة فال جمال للوم الأبناء �إذا تركوا ال�صالة �أو‬
‫�أعر�ضوا عنها فيما بعد‪.‬‬ ‫قال اهلل تعاىل ‪ } :‬يا �أيها الذين �آمنوا قوا �أنف�سكم و�أهليكم نارا وقودها النا�س واحلجارة عليها مالئكة غالظ‬
‫ويتعلق كذلك مبجال القدوة تعليم الأبناء كيفية الو�ضوء وال�صالة ب�أ�سلوب عملي �إما ب�أدائها وهم ينظرون‬ ‫�شداد ال يع�صون اهلل ما �أمرهم ويفعلون ما ي�ؤمرون{ وقال �صلى اهلل عليه و�سلم مبينا من هو خري النا�س ‪ «:‬خريكم‬
‫�أو مبراقبتهم �أثناء الو�ضوء وال�صالة وتعديل بع�ض �أخطائهم ‪.‬‬ ‫خريكم لأهله » و�أعظم �ألوان اخلري لأفراد الأ�سرة ح�سن الرعاية والت�أديب‪.‬و�إن �أعظم �صور ت�أديب الأبناء تعليمهم‬
‫�أما اخلو�ض النظري يف �أحكام الطهارة وال�صالة فيمكن تركه للمدر�سة‪� ,‬أو تعليمه للطفل عند بلوغ �سن‬ ‫ال�صالة وغر�س حمبتها يف قلوبهم ليقوموا بحقوقها خري قيام ‪.‬فهي ال�شعرية العظيمة التي �سماها الر�سول �صلى اهلل‬
‫املراهقة فهو �أجدى‪.‬‬ ‫عليه و�سلم نورا وجعلها للدين عمادا وهي ال�صلة التي تربط بني العبد وخالقه ‪ ،‬وهي مفتاح اجلنة قال تعاىل‪� }:‬إن‬
‫ال�صالة تنهى عن الفح�شاء واملنكر{ وقد نبه ر�سولنا الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم الأبوين �إىل �ضرورة ربط �صلة‬
‫د ‪-‬مصاحبة األطفال إلى المسجد‪:‬‬ ‫الأبناء باهلل تعاىل يف �سن الطفولة املبكرة لأن ذلك �أدعى �أن ي�شب الأوالد على حمبة اهلل واحلر�ص على ال�صالة‪.‬‬
‫ لأن بيوت اهلل هي مواطن �إن�شاء الرجال العظماء املت�شبعني مبحبة اهلل واحلر�ص على طاعته حتى تتعلق‬ ‫فقال �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ »:‬مروا �أوالدكم بال�صالة وهم �أبناء �سبع وا�ضربوهم عليها وهم �أبناء ع�شر وفرقوا‬
‫قلوبهم ال�صغرية مبحبة بيوت اهلل‪ ,‬وحيث �سيجدون درو�س العلم والإر�شاد والرفقة ال�صاحلة ويرتبون‬ ‫بينهم يف امل�ضاجع »‪.‬‬
‫على معاين الإميان كلما كربت �أعمارهم وازداد وعيهم‪.‬‬
‫أ – التربية اإليمانية هي األساس األول ‪:‬‬
‫هـ – االعتماد على مكافأة األبناء كلما حافظوا على صلواتهم‪:‬‬ ‫فال يتوقع الأبوان التزاما تاما من الأبناء ب�أداء ال�صلوات وقلوبهم فارغة من معاين العقيدة؛ لأن الطفل يف مراحله‬
‫كل طفل يحتاج �إىل التحفيز واملكاف�أة على كل عمل �إيجابي يقوم به‪ -‬بالثناء عليه �أمام �أفراد العائلة‪� ,‬أو‬ ‫املبكرة ال ي�ستطيع �إدراك الغيبيات فيكون دور الأبوين هنا تقريب معاين العقيدة كحقيقة اهلل الواحد ومعنى النبوة‪,‬‬
‫تخ�صي�ص هدية يحبها الطفل لأن قيمة الهدية �ستجعله يدرك قيمة ال�صالة و�أهميتها‪ .‬و�أخريا‬ ‫وحقيقة اليوم الآخر‪ ,‬ون�سبة الدنيا �إىل الآخرة‪.‬‬
‫�إن مما يكلل جتربة الآباء بالنجاح يف تربية الأبناء عموما‪� ,‬أو غر�س حمبة ال�صالة واملحافظة‬ ‫فيعلم الطفل منذ نعومة �أظفاره �أن اهلل هو خالق كل النا�س والأ�شياء املحيطة به‪.‬‬
‫عليها يف قلوبهم جناح الآباء يف الو�صول �إىل قلوب الأبناءبالتعبري لهم عن معاين املحبة الدائمة‬ ‫و�أنه هو الذي يعطي للإن�سان كل النعم فهو الرزاق خللقه واحلري�ص على هدايتهم للخري وهو يحب الأخيار من‬
‫لهم وا�ستغالل جميع الأ�ساليب املنا�سبة لذلك لأن هذه املحبة هي التي �ستجعل الأبناء طوعا يف يد‬ ‫النا�س لذلك بعث للأخيار رجاال �صاحلني يعلمونهم ما فيه �صالح حياتهم ووعد من اتبعهم بب�ساتني وق�صور‪،‬و‬
‫الآباء ك�صفحات بي�ضاء نقية ي�سطرون عليها معاين الإميان واخلري وال�صفاء والعبودية التامة هلل تعاىل ‪.‬‬ ‫نعيم ال ينفذ‪.‬بينما توعد من يع�صيهم بعذاب �شديد‪...‬هذه �صور تقريبية ملعاين العقيدة ي�سهل على الطفل فهمها‪.‬‬
‫امل�صدر ‪ :‬موقع حب الإ�سالم‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 26‬األسرة المسلمة‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫كيف ننقذ �إن�سان من ال�سقوط‬
‫يف الهاوية؟‬
‫احلمد هلل وال�صالة وال�سالم على ر�سول اهلل وبعد‬
‫ت�صور نف�سك يف طريق ممهد يو�صلك �إىل مق�صدك ويف ذات الوقت ترى �شخ�ص ًا �آخر‬
‫مي�شي يف طريق ينتهي بحفرة عميقة الواقع فيها هالك ال حمالة ‪ ...‬فما تتوقع من‬
‫رحمه اهلل‬ ‫الوجيه حممد بن عبداهلل الزامل‬ ‫نف�سك �أن تقوم به ؟؟ الواجب تنبيه هذا ال�شخ�ص وحتذيره من هذه الهاوية املهلكة ‪...‬‬
‫و�أنت تعرف حرمة الإن�سان وكرامته عند اهلل وقوله تعاىل « ومن �أحياها فك�أمنا �أحيا‬
‫رائد من رواد العمل اخلريي‬ ‫النا�س جميعا» ‪ ..‬هذا ت�صرف ميليه عليك دينك و�ضمريك وخلقك و�سم ما �شئت من‬
‫دوافع لهذا التنبيه ‪.‬‬
‫الدكتور عي�سى املطوع‬
‫لقد �ضربت هذا املثل لأقرب للأذهان �أهميةالدعوة �إىل اهلل وخا�صة دعوة غري امل�سلمني‬
‫مبملكة البحرين‬ ‫�إىل الإ�سالم» فكلنا يعلم قوله تعاىل « �إن الدين عند اهلل الإ�سالم وقوله جل وعال « ومن‬
‫يبتغ غري الإ�سالم دين ًا فلن يقبل منه وهو يف الآخرة من اخلا�سرين « وبالتايل ف�إن‬
‫لإ�صرار وبقاء غري امل�سلم على ما هو عليه مع علمه بالإ�سالم يعنى نتيجة واحدة وهي‬
‫لرحيل ال�شخ�صيات العامة والتي لها الأيادي البي�ضاء على‬ ‫احلرمان من دخول اجلنة واخللود يف النار والعياذ باهلل قال تعاىل « �إنه من ي�شرك‬
‫باهلل فقد حرم اهلل عليه اجلنة وم�أواه النار وما للظاملني من �أن�صار « ‪ ،‬وهذا ال�شك‬
‫كل باب من �أبواب اخلري �أثر يف نفو�س اجلميع واملغفور له ب�إذن‬ ‫�أعظم م�صيبة من وقوع �إن�سان يف حفرة مهلكة ولذلك جند حر�ص الر�سول �صلى اهلل‬
‫اهلل تعاىل حممد بن عبداهلل الزامل عرفناه حمبا للخري وداعم ًا‬ ‫عليه و�سلم على دعوة قومه ودعوة النا�س حتى مع �أذاهم له وعداوتهم امل�ستحكمة كما‬
‫قال �صلى اهلل عليه و�سلم « اللهم اهد قومي ف�إنهم ال يعلمون وقال مللك اجلبال عندما‬
‫قوي ًا مل�ؤ�س�ساته ويعد منوذج ًا يحتذى به لرجل الأعمال الذي‬ ‫�أراد �أن يهلك املكذبني امل�ؤذين له فقال « ال لعل اهلل �أن يخرج من �أ�صالبهم من يعبد‬
‫اهلل وال ي�شرك به �شيئ ًا « ‪ ،‬وقال عنه اهلل �سبحانه وتعاىل « فلعلك باخع نف�سك على‬
‫ال ين�سى واجبه اجتاه دينه ووطنه ‪ ،‬ولعل مركز اكت�شف الإ�سالم‬
‫�آثارهم �إن مل ي�ؤمنوا بهذا احلديث �أ�سفا « �أي لعلك من �شدة اهتمامك و�أ�سفك على‬
‫من املراكز التي �أوالها « �أبوعبداهلل » بدعمه رحمه اهلل‬ ‫عدم هدايتهم قاتل نف�سك بهذا الهم ‪.‬‬
‫�أقول كم هم �أولئك الذين نراهم يعي�شون بني �أظهرنا وهم يح�سنون لنا من خدم �أو‬
‫ونحن نقدر له ذلك جعلها اهلل يف ميزان ح�سناته‪.‬‬ ‫مدر�سني �أو �أطباء �أو مهند�سني �أو غريهم من غري امل�سلمني ونحن النكلف �أنف�سنا �أن‬
‫ن�س�أل اهلل العلي القدير �أن يتغمده بوا�سع رحمته �إنه هو‬ ‫ندعوهم ولو ب�إهداء ترجمة ملعاين القر�آن الكرمي �أو كتيب ي�شرح مبادىء الإ�سالم ‪.‬‬
‫ولن�ستح�ضر الأجر والثواب العظيم يف دعوة ه�ؤالء كما قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه‬
‫الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫و�سلم‪ «:‬لأن يهدي اهلل بك رج ًال واحد ًا خري لك من حمر النعم »‪ ،‬ويف رواية « خري لك‬
‫من الدنيا وما فيها « فماذا ننتظر بعد ذلك ؟؟‬
‫�إ�سحاق را�شد الكوهجي‬
‫رئي�س مركز اكت�شف الإ�سالم‬

‫‪28‬‬
‫العدد التا�سع‬
‫الإمام املبارك ‪...‬‬
‫عبداهلل بن املبارك‬

‫اهلل من ف�ضة ‪ ،‬ف�إن ال�صمت عن مع�صية اهلل من ذهب !! ‬ ‫كان ابن املبارك رحمه اهلل يقول ‪ :‬خ�صلتان من كانتا فيه‬ ‫‪� :‬أطلب احللو و حت�ضر يل احلام�ض ؟ هات حلو ًا!!  فم�ضى و‬ ‫العامل الرباين املجاهد ‪ :‬عبد اهلل بن املبارك �أبو عبد الرحمن‬
‫وكان يكرث اجللو�س يف بيته فقيل له ‪� :‬أال ت�ستوح�ش ؟‬ ‫جنا ‪ :‬ال�صدق ‪ ،‬و حب �أ�صحاب حممد �صلى اهلل عليه‬ ‫قطع من �شجرة �أخرى فلما ك�سره وجده �أي�ضا حام�ض ًا ‪ ،‬فا�شتد‬ ‫الرتكي الأب ‪ ،‬اخلوارزمي الأم ‪ ،‬ولد �سنة ثماين ع�شرة بعد املائة‬
‫فقال ‪ :‬كيف �أ�ستوح�ش و �أنا مع النبي �صلى اهلل عليه و‬ ‫و�سلم‪ ...‬وقد كان ين�شد العلم حيث ر�أه و ي�أخذه حيث وجده‬ ‫حرده عليه ‪ ،‬وفعل ذلك ثالثة فذاقه فوجده �أي�ض ًا حام�ض ًا‪،‬‬ ‫وتويف �سنة �إحدى وثمانني ومائة قال الإمام الذهبي ‪ ...‬الإمام‬
‫�سلم ‪ ،‬و �أ�صحابه ؟ وكان يعتزل جمال�س املنكر و اغتياب‬ ‫‪ ،‬ال مينعه من ذلك مانع ‪ ،‬كتب عمن هو فوقه ‪ ،‬و عمن هو‬ ‫فقال له بعد ذلك ‪� :‬أنت ال تعرف احللو من احلام�ض ؟ ‬ ‫�شيخ الإ�سالم عامل زمانه و�أمري الأتقياء يف وقته ‪،‬طلب العلم‬
‫النا�س فقيل له ‪� :‬إذا �صليت معنا مل ال جتل�س معنا ؟‬ ‫مثله ‪ ،‬و جتاوز ذلك حتى كتب العلم عمن هو �أ�صغر منه ‪ ..‬‬ ‫قال ‪ :‬ال ‪ ..‬فقال ‪ :‬و كيف ذلك ؟ فقال ‪ :‬لأين ما �أكلت منه �شيئ ًا‬ ‫وهو ابن ع�شرين �سنة ‪� ،‬سمع من ه�شام بن عروة ‪ ،‬و�إ�سماعيل‬
‫قال ‪� :‬أذهب مع ال�صحابة و التابعني قيل له ‪ :‬و من �أين ال�صحابة‬ ‫وقد روي �أنه مات ابن له فعزاه جمو�سي فقال ‪ :‬ينبغي‬ ‫حتى �أعرفه فقال ‪ :‬ومل مل ت�أكل ؟‬ ‫بن �أبي خالدو�سليمان الأعم�ش ‪ ،‬و�سليمان التيمي ‪ ،‬وحميد‬
‫و التابعون ؟‬ ‫للعاقل �أن يفعل اليوم ما يفعله اجلاهل بعد �أ�سبوع‪ .‬‬ ‫فقال ‪ :‬لأنك مل ت�أذن يل بالأكل منه !‬ ‫الطويل ‪ ،‬ويحيى بن �سعيد الأن�صاري ‪،‬ومو�سى بن عقبة‪ ،‬ومعمر‬
‫قال ‪� :‬أذهب �أنظر يف علمي ف�أدرك �آثارهم و �أعمالهم ‪ ،‬فما‬ ‫فقال ابن املبارك ‪ :‬اكتبوا هذه !!‬ ‫فعجب من ذلك �صاحب الب�ستان ‪ ،‬و عظم �أبو عبد اهلل مبارك يف‬ ‫بن را�شد ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬ومالك بن �أن�س‪ ،‬والثوري ‪ ،‬و�شعبة ‪،‬خلق‬
‫�أ�صنع معكم و �أنتم تغتابون النا�س !‬ ‫وقد بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغ ًا جعل النا�س يعجبون منه ‪،‬‬ ‫عني �سيده ‪ ،‬و زاد قدره عنده وكان ل�صاحب الب�ستان بنت خطبت‬ ‫كثري قال اخلطيب البغدادي‪ :‬كان ابن املبارك من الربانيني يف‬
‫ ‬ ‫فقد قيل له مرة ‪ :‬كم تكتب ؟‬ ‫كثري ًا ‪ ،‬فقال ملبارك ‪ :‬يا مبارك ‪ ،‬من ترى تزوج هذه البنت ؟ ‬ ‫العلم املو�صوفني باحلفظ ومن املذكورين بالزهد (عبد اهلل‬
‫‪ -‬ر�ؤى النا�س يف حقه ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬لعل الكلمة التي �أنتفع بها مل �أكتبها بعد !! ‬ ‫فقال ‪� :‬أهل اجلاهلية كانوا يزوجون للح�سب ‪ ،‬و اليهود للمال ‪،‬‬ ‫بن املبارك ‪ :‬نظرت يف �أمر ال�صحابة و �أمر بن املبارك ‪ ،‬فما‬
‫قال زكريا بن عدي ‪ :‬ر�أيت ابن املبارك يف املنام فقلت ‪ :‬ما فعل‬ ‫وقد عابه قومه على كرثة طلبه للحديث فقالوا ‪� :‬إىل متى ت�سمع‬ ‫و الن�صارى للجمال ‪ ،‬وهذه الأمة للدين‪  .‬ف�أعجبه عقله فذهب‬ ‫ر�أيت لهم عليه ف�ضال �إال ب�صحبتهم النبي �صلى اهلل عليه و‬
‫اهلل بك ؟‬ ‫؟ فقال �إىل املمات !!‬ ‫ف�أخرب بها �أمها و قال لها ‪ :‬ما �أرى لهذه البنت زوج ًا غري مبارك ! ‬ ‫�سلم و غزوهم معه) هذا ما قاله ابن عيينه عن الرجل ال�صالح‬
‫قال ‪ :‬غفر يل برحلتي يف احلديث !‬ ‫و عمل عل جمع �أربعني حديثا ‪ ،‬و ذلك تطبيقا للحديث النبوي‬ ‫فتزوجها فجاءت بعبد اهلل بن املبارك ‪ ،‬فتمت عليه نعمة بركة‬ ‫عبداهلل بن املبارك الذي �سنتحدث عن بع�ض من �سريته فيما‬
‫ور�ؤى الثوري يف املنام فقيل له ما فعل اهلل بك ؟‬ ‫القائل ‪ ( :‬من حفظ على �أمتى �أربعني حديث ًا من �أمر دينها‬ ‫�أبية و�أنبته اهلل نبات ًا �صاحل ًا و رباه على عينه ‪.‬‬ ‫يلي ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬رحمني ‪..‬‬ ‫بعثه اهلل تعاىل يوم القيامة يف زمرة الفقهاء و العلماء)‪ .‬‬
‫فقال له ‪ :‬ما حال عبد اهلل بن املبارك ؟‬ ‫‪ -‬علمه ‪:‬‬ ‫‪ -‬ن�ش�أته ‪:‬‬
‫فقال ‪ :‬هو ممن يلج على ربه كل يوم مرتني ‪ ..‬‬ ‫‪ -‬من �أقواله و حكمه ‪:‬‬ ‫طلب ًا للعلم نادر املثال‬
‫قد اتفقت جميع امل�صادر على �أنه كان اّ‬ ‫ولد ابن املبارك يف ال�سنة ‪ 118‬هـ يف عهد اخلليفة الأموي‬
‫هذا ما ر�آه ال�صاحلون‪ ،‬و ( ر�ؤيا امل�ؤمن جزء من �ست و �أربعني‬ ‫الدنيا �سجن امل�ؤمن ‪ ،‬و �أعظم �أعماله يف ال�سجن ال�صرب و‬ ‫‪ ،‬رحل �إىل جميع الأقطار التي كانت معروفة بالن�شاط العلمي‬ ‫ه�شام بن عبدامللك ‪ ،‬وعا�ش �إىل �سنة ‪181‬هـ حيث تويف يف‬
‫جزء ًا من النبوة ) كما يقول ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و �سلم‬ ‫كظم الغيظ ‪ ،‬ولي�س للم�ؤمن يف الدنيا دولة ‪ ،‬و�إمنا دولته يف‬ ‫يف ع�صره ‪ ..‬وفيه يقول عبد الرحمن بن �أبي حامت ‪� :‬سمعت �أبي‬ ‫خالفة هارون الر�شيد ‪ ..‬يحكى عن مبارك �أبي عبد اهلل �أنه‬
‫‪.‬فرحمة اهلل و ر�ضي عنه ‪،‬وما �أ�صدق قول ال�شاعر فيه ‪ :‬جمال‬ ‫الآخرة !  لي�س من الدنيا �إال قوت اليوم فقط ‪،‬و �سئل رحمه‬ ‫يقول ‪ :‬كان ابن املبارك ربع الدنيا بالرحلة يف طلب احلديث‬ ‫كان يعمل يف ب�ستان ملواله ‪ ،‬و �أن مواله جاءه يوما و قال له ‪� :‬أريد‬
‫ذي الأر�ض كانوا يف احلياة ‪ ،‬وهم ‪ ......‬بعد املمات جمال‬ ‫اهلل عن قول لقمان البنه ‪� ( :‬إن كان الكالم من ف�ضة ف�إن‬ ‫‪ ،‬مل يدع اليمن وال م�صر و ال ال�شام وال اجلزيرة و الب�صرة‬ ‫رمان ًا حلو ًا ‪،‬فم�ضى �إىل بع�ض ال�شجر و �أح�ضر منها رمان ًا ‪،‬‬
‫الكتب و ال�سري‬ ‫ال�صمت من ذهب) ‪ ،‬فقال ‪ :‬معناه لو كان الكالم بطاعة‬ ‫و ال الكوفة ‪ ..‬و قد �شهد له �أحمد بن حمبل بذلك �أي�ض ًا !! ‬ ‫فك�سره ( �صاحب الب�ستان ) فوجده حام�ضا فحرد عليه و قال‬

‫‪31‬‬ ‫‪ 30‬شحصية العدد‬


‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫من كتاب‬
‫�شرح دعاء قنوت الوتر‬ ‫تم استقبالهم من قبل دعاة اكتشف اإلسالم ‪..‬‬
‫أكثر من ‪ 43‬ألف سائح قاموا بزيارة‬
‫لف�ضيلة ال�شيخ العالمة ‪ :‬حممد بن �صالح العثيمني‬ ‫الفاتح خالل ‪2009‬‬
‫لأنك تب�صره يف دين اهلل ـ ع َّز وج َّل ـ ف�إذا عبد اهلل على ب�صرية‬ ‫وبارك لنا فيما �أعطيت وقنا �شر ما ق�ضيت‬
‫كان لك مثل �أجره؛ لأنك �أنت الذي دللته على اخلري‪ ،‬والدال‬ ‫وقولنا‪« :‬وبارك لنا فيما �أعطيت» الربكة هي اخلري الكثري‬
‫على اخلري كفاعله‪.‬‬ ‫الثابت‪ ،‬ويعيد العلماء ذلك �إىل ا�شتقاق هذه الكلمة‪ ،‬ف�إنها من‬
‫الرابع‪� :‬أنَّ يف ن�شر العلم وتعلميه زيادة له‪ ،‬فعلم العامل يزيد �إذا‬ ‫البرِْ كة‪ ،‬بك�سر الباء وهي جممع املاء‪ ،‬فهي �شيء وا�سع ما�ؤه كثري‬
‫ع ّلم النا�س؛ لأنه ا�ستذكار ملا حفظ وانفتاح ملا مل يحفظ‪ ،‬كما‬ ‫ثابت‪ .‬فالبرَ َ َكة هي اخلريات الكثرية الثابتة‪ .‬واملعنى �أي‪� :‬أنزل‬
‫قال القائل‪ :‬يزيد بكرثة الإنفاق منه وينق�ص �إن به ك ًّفا �شددتا‬ ‫يل الربكة فيما �أعطيتني‪.‬‬
‫�أي‪� :‬إذا �أم�سكته ومل تعلمه نق�ص‪.‬‬ ‫«فيما �أعطيت» �أي �أعطيت من املال والولد والعلم وغري ذلك‬
‫«وقنا �شر ما ق�ضيت» اهلل ع َّز وج َّل يق�ضي باخلري ويق�ضي بال�شر‪.‬‬ ‫مما �أعطى اهلل ع َّز وج َّل‪ ،‬فت�س�أل اهلل الربكة فيه؛ لأن اهلل �إذا‬
‫�أما ق�ضا�ؤه باخلري فهو خري حم�ض يف الق�ضاء واملق�ضي‪.‬‬ ‫مل يبارك لك فيما �أعطاك‪ ،‬حرمت خ ًريا كث ًريا‪.‬‬
‫مثال الق�ضاء باخلري‪ :‬الق�ضاء للنا�س بالرزق الوا�سع‪ ،‬والأمن‬ ‫ما�أكرث النا�س الذين عندهم مال كثري لكنهم يف عداد الفقراء؛‬
‫والطم�أنينة‪ ،‬والهداية والن�صر‪� ..‬إلخ‪ .‬هذا خري يف الق�ضاء‬ ‫لأنهم ال ينتفعون مبالهم‪ ،‬يجمعونه وال ينتفعون به‪ .‬وهذا من‬
‫واملق�ضي‪.‬‬ ‫نزع الربكة‪.‬‬
‫الق�ضاء بال�شر‪ :‬خري يف الق�ضاء‪� ،‬شر يف املق�ضي‪.‬‬ ‫كثري من النا�س عنده �أوالد‪ ،‬لكن �أوالده ال ينفعونه ملا فيهم من‬
‫مثال ذلك‪ :‬القحط (امتناع املطر) هذا �شر‪ ،‬لكن ق�ضاء اهلل به‬ ‫عقوق‪ ،‬وه�ؤالء مل ُي َبا َر ْك لهم يف �أوالدهم‪ .‬جتد بع�ض النا�س‬
‫خري‪ ،‬كيف يكون الق�ضاء بالقحط خ ًريا؟ لو قال قائل‪� :‬إن اهلل‬ ‫�أعطاه اهلل عل ًما كث ًريا لكنه مبنزلة الأمي‪ ،‬ال يظهر �أثر العلم‬
‫يق ّدر علينا القحط‪ ،‬واجلدب‪ ،‬فتموت املوا�شي‪ ،‬وتف�سد الزروع‪،‬‬ ‫عليه يف عبادته‪ ،‬وال يف �أخالقه‪ ،‬وال يف �سلوكه‪ ،‬وال يف معاملته‬
‫فما وجه اخلري؟‬ ‫مع النا�س‪ ،‬بل قد ُي ْك ِ�سبه العلم ا�ستكبا ًرا على عباد اهلل‪ ،‬وعل ًّوا‬
‫نقول‪ :‬ا�ستمع �إىل قول اهلل �سبحانه وتعاىل‪َ :‬‬
‫}ظ َه َر ا ْل َف َ�سا ُد‬ ‫عليهم‪ ،‬واحتقا ًرا لهم‪ ،‬وما علم هذا �أن الذي منَّ عليه بالعلم‬
‫‪ -‬جاذبية املكان‬
‫فيِ الْبرَ ِّ َوا ْل َب ْح ِر بمِ َ ا َك َ�س َب ْت �أَ ْي ِدي ال َّن ِ‬
‫ا�س ِل ُي ِذي َق ُه ْم َب ْع َ�ض ا َّل ِذي‬ ‫هو اهلل‪ ،‬جتده مل ينتفع النا�س بعلمه‪ ،‬ال بتدري�س‪ ،‬وال بتوجيه‪،‬‬
‫َعمِ ُلواْ َل َع َّل ُه ْم َي ْر ِج ُعونَ {«الروم ‪ً � ،»14‬إذا لهذا الق�ضاء غاية حميدة‪،‬‬ ‫وال بت�أليف‪ ،‬بل هو منح�صر على نف�سه‪ ،‬وهذا بال �شك حرمان‬ ‫‪ -‬ح�سن اال�ستقبال وكرم ال�ضيافة‬
‫وهي الرجوع �إىل اهلل �سبحانه وتعاىل من مع�صيته �إىل طاعته‪،‬‬ ‫عظيم‪ ،‬مع �أن العلم من �أبرك ما يعطيه اهلل للعبد؛ لأن العلم‬ ‫‪ -‬االبتكار يف طرق الرتحيب والإثراء‬
‫ف�صار املق�ضي �ش ًّرا والق�ضاء خ ًريا‪.‬‬ ‫�إذا ع َّل ْمته غريك ون�شرته بني النا�س‪� ،‬أُ ِجرتَ على ذلك من عدة‬ ‫‪ -‬الإيجابية يف التعامل مع اال�ستف�سارات‬
‫وعلى هذا فـ ـ «ما» هنا ا�سم مو�صول‪ .‬واملعنى‪ِ :‬ق َنا �ش َّر الذي‬ ‫وجوه‪ :‬الأول‪� :‬أن يف ن�شرك للعلم ن�ش ًرا لدين اهلل ـ ع َّز وج َّل ـ‬ ‫‪ -‬تفهم خلفيات الزائر الفكرية‬
‫ق�ضيت‪ ،‬ف�إن اهلل تعاىل يق�ضي بال�ش ِّر حلكمة بالغة حميدة‪،‬‬ ‫فتكون من املجاهدين يف �سبيل اهلل؛ لأنك تفتح القلوب بالعلم‪،‬‬ ‫كل ما تقدم يجعل الزائر ملركز الفاحت الإ�سالمي يخرج بالعديد من االنطباعات الطيبة عن الإ�سالم و�أهله ‪ ،‬فهو �إن مل يعجب بالدين‬
‫ولي�ست (ما) هنا م�صدرية �أي �شر ق�ضائك لكنها ا�سم مو�صول‬ ‫كما يفتح املجاهد البالد بال�سالح والإميان‪.‬‬ ‫الإ�سالمي ويبد�أ يفكر يف اعتناقه فهو على الأقل قد تغريت لديه بع�ض الأفكار املغلوطة حول الإ�سالم وامل�سلمني ‪ ،‬وقد �أثبتت التجربة ذلك‬
‫مبعنى الذي‪ ،‬لأن ق�ضاء اهلل لي�س فيه �شر‪ ،‬ولهذا قال النبي �صلى‬ ‫حفظا ل�شريعة اهلل‬ ‫الثاين‪ :‬من بركة ن�شر العلم وتعليمه �أن فيه ً‬
‫اهلل عليه و�س ّلم فيما �أثنى به على ربه‪« :‬واخلري بيديك وال�شر‬ ‫فقد اعتنق الإ�سالم من خالل هذا امل�شروع املبارك والذي �أطلقه اكت�شف الإ�سالم قبل �أكرث من ‪� 10‬سنوات ‪� 159‬شخ�ص خالل تلك الفرتة ‪،‬‬
‫ع َّز وج َّل‪ ،‬وحماية لها؛ لأنه لوال العلم مل حتفظ ال�شريعة‪.‬‬
‫لي�س �إليك» لهذا ال ين�سب ال�شر �إىل اهلل �سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬من بركة ن�شر العلم‪� ،‬أنك تحُْ ِ�سن �إىل هذا الذي علمته؛‬ ‫كما مت توزع ما يزيد عن ‪� 300‬ألف كتيب حول الإ�سالم وح�ضارته ‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫الإ�سالم دين الفطرة‬
‫قتله اخل�ضر‏‪:‬‏‏‏”‏طبع يوم طبع كاف ًرا‪ ،‬ولو ترك لأرهق �أبويه طغيا ًنا وكف ًرا‏” يعني‏‪:‬‏ طبعه اللهّ يف �أم الكتاب‪� ،‬أي‏‪:‬‏ كتبه و�أثبته كاف ًرا‪،‬‬
‫�أي �أنه �إن عا�ش كفر بالفعل‏‪.‬‬

‫‏‏ ولهذا ملا �سئل ر�سول اللهّ �صلى اهلل عليه و�سلم عمن ميوت من �أطفال امل�شركني وهو �صغري قال‏‪:‬‏‏‏”‏اللهّ �أعلم مبا كانوا عاملني‏” �أي‏ ‏‪:‬‬
‫اللهّ يعلم من ي�ؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا‪ ،‬ثم �إنه قد جاء يف حديث �إ�سناده مقارب عن �أبي هريرة ر�ضي اللهّ عنه عن النبي �صلى‬
‫ر�سول يف َع ْر َ�صة القيامة‪ ،‬فمن �أجابه �أدخله اجلنة‬ ‫اهلل عليه و�سلم قال‏‪:‬‏ ‏‏”‏�إذا كان يوم القيامة ف�إن اللهّ ميتحنهم ويبعث �إليهم اً‬
‫ومن ع�صاه �أدخله النار‏ ‏‏” فهنالك يظهر فيهم ما علمه اللهّ �سبحانه‪ ،‬ويجزيهم على ما ظهر من العلم وهو �إميانهم وكفرهم‪ ،‬ال‬
‫على جمرد العلم‏‪.‬‏‬

‫‏‏ وهذا �أجود ما قيل يف �أطفال امل�شركني‪ ،‬وعليه تتنزل جميع الأحاديث‏‪.‬‬

‫‏‏‏‏ ومثل الفطرة مع احلق‪ ،‬مثل �ضوء العني مع ال�شم�س‪ ،‬وكل ذي عني لو ترك بغري حجاب لر�أى ال�شم�س‪ ،‬واالعتقادات الباطلة‬ ‫ُ�س ِئ َل َعن َقوله �صلى اهلل عليه و�سل ‏م‪:‬‏»كل مولود يولد على الفطرة‏» ما معناه‏؟‏ �أراد فطرة اخللق �أم‬
‫العار�ضة من تهود وتن�صر ومتج�س‪ ،‬مثل حجاب يحول بني الب�صر ور�ؤية ال�شم�س‪ ،‬وكذلك � ً‬
‫أي�ضا كل ذي ح�س �سليم يحب احللو‪� ،‬إال‬ ‫فطرة الإ�سالم‏ ‏؟ ويف قوله‏‪:‬‏‏« ال�شقي من �شقي يف بطن �أمه‏»‏‏ احلديث‏‪.‬‬
‫�أن يعر�ض يف الطبيعة ف�ساد يحرفه حتى يجعل احللو يف فمه م ًرا‏‪.‬‬
‫‪ -‬هل ذلك خا�ص �أو عام‏‪.‬‏‬
‫‏‏وال يلزم من كونهم مولودين على الفطرة �أن يكونوا حني الوالدة معتقدين للإ�سالم بالفعل‪ ،‬ف�إن اللهّ �أخرجنا من بطون �أمهاتنا‬ ‫‪ -‬ويف البهائم والوحو�ش هل يحييها هّ‬
‫الل يوم القيامة �أم ال‏؟‏‬
‫ال نعلم �شي ًئا‪ ،‬ولكن �سالمة القلب وقبوله و�إرادته للحق‪ ،‬الذي هو الإ�سالم‪ ،‬بحيث لو ترك من غري مغري‪ ،‬ملا كان �إال م�سل ًما‏‪.‬‬
‫‏‏ وهذه القوة العلمية العملية التي تقت�ضي بذاتها الإ�سالم ما مل مينعها مانع‪ ،‬هي فطرة اللهّ التي فطر النا�س عليها‏‪.‬‬ ‫املفتي ‪� :‬شيخ الإ�سالم ابن تيمية‬

‫و�أما احلديث املذكور‪ ،‬فقد �صح عن ابن م�سعود �أنه كان يقول‏‪:‬‏ ال�شقي من �شقى يف بطن �أمه‪ ،‬وال�سعيد من وعظ بغريه‏‪.‬‬ ‫الإجابة‪:‬‬
‫‏‏ ويف ال�صحيحني عن عبد اللهّ بن م�سعود قال‏‪:‬‏ حدثنا ر�سول اللهّ �صلى اهلل عليه و�سلم وهو ال�صادق امل�صدوق‏‪:‬‏”�إن �أحدكم يجمع‬
‫يوما نطفة‪ ،‬ثم يكون علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون م�ضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم يبعث �إليه امللك في�ؤمر ب�أربع كلمات‪،‬‬ ‫خلقه يف بطن �أمه �أربعني ً‬ ‫احلمد للهّ ؛ �أما قوله �صلى اهلل عليه و�سلم‏‪:‬‏‏‏”‏كل مولود يولد على الفطرة ف�أبواه يهودانه �أو ين�صرانه �أو ميج�سانه”‏‏‏ ‏‪ :‬فال�صواب �أنها‬
‫فيقال‏‪:‬‏اكتب رزقه و�أجله‪ ،‬وعمله و�شقي �أو �سعيد‏‪.‬‏ ثم ينفخ فيه الروح‏”‏‏‏‪.‬‏‬ ‫فطرة اللهّ التي فطر النا�س عليها‪ ،‬وهي فطرة الإ�سالم‪ ،‬وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال‏‪:‬‏ ‏‏‏}�أَ َل ْ�س َت ِب َر ِّب ُك ْم َقا ُلواْ َب َلى‏{‏‏‬
‫‏«‏الأعراف‏‪:‬‏‪172‬‏»‏ وهي ال�سالمة من االعتقادات الباطلة‪ ،‬والقبول للعقائد ال�صحيحة‏‪.‬‏‬
‫‏‏ وهذا عام يف كل نف�س منفو�سة‪ ،‬قد علم اللهّ �سبحانه بعلمه الذي هو �صفة له ال�شقي من عباده وال�سعيد‪ ،‬وكتب �سبحانه ذلك يف‬
‫اللوح املحفوظ‪ ،‬وي�أمر امللك �أن يكتب حال كل مولود‪ ،‬ما بني خلق ج�سده ونفخ الروح فيه‪� ،‬إىل كتب �أخرى يكتبها اللهّ لي�س هذا‬ ‫‏‏ ف�إن حقيقة الإ�سالم �أن ي�ست�سلم للهّ ‪ ،‬ال لغريه‪ ،‬وهو معنى ال �إله �إال اللهّ ‪ ،‬وقد �ضرب ر�سول اللهّ �صلى اهلل عليه و�سلم مثل ذلك‬
‫مو�ضعها‪ ،‬ومن �أنكر العلم القدمي يف ذلك فهو كافر‏‪.‬‏‬ ‫فقال‏‪:‬‏ ‏‏”‏كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل حت�سون فيها من جدعاء‏؟” بني �أن �سالمة القلب من النق�ص ك�سالمة البدن‪ ،‬و�أن‬
‫‏‏ و�أما البهائم فجميعها يح�شرها اللهّ �سبحانه كما دل عليه الكتاب وال�سنة‏‪.‬‏‬ ‫العيب حادث طارئ‏‪.‬‬
‫اللهّ‬
‫‏‏‏‏ ويف �صحيح م�سلم عن عيا�ض بن حمار قال‏ ‏‪ :‬قال ر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم فيما يروي عن اللهّ‏‪:‬‏‏‏ ‏”�إين خلقت عبادي حنفاء‬
‫اب ِمن � َش ْي ٍء ُث َّم ِ�إ ىَل َرب ِِّهمْ‬ ‫الك َت ِ‬ ‫اح ْي ِه ِإ� َّال أ�ُ مَ ٌم �أَ ْمثَالُ ُكم َّما َف َّر ْط َنا يِف ِ‬ ‫قال تعاىل‏‪:‬‏ ‏}‏‏ َو َما ِمن َد�آ َّب ٍة يِف الأَ ْر ِ�ض َو َال َطا ِئ ٍر َي ِط ُ‬
‫ري ِب َج َن َ‬ ‫فاجتالتهم ال�شياطني وحرم عليهم ما �أحللت لهم‪ ،‬و�أمرتهم �أن ي�شركوا بي ما مل �أنزل به �سلطا ًن ‏ا”‏‏؛ ولهذا ذهب الإمام �أحمد ر�ضي‬
‫{‏«الأنعام‏‪:‬‏‪38‬‏»‏ ‪،‬‬
‫ون ‏‏‬
‫ُيحْ � َش ُر َ‏‬ ‫اللهّ عنه يف امل�شهور عنه‏ ‏‪� :‬إىل �أن الطفل متى مات �أحد �أبويه الكافرين حكم ب�إ�سالمه؛ لزوال املوجب للتغيري عن �أ�صل الفطرة‏‪.‬‏‬
‫{‏«‏التكوير‏ ‏‪5 :‬‏»‏‪،‬‬ ‫وقال تعاىل‏‪:‬‏‏}‏‏ َو ِ�إ َذا ْال ُو ُح ُ‬
‫و�ش ُح ِ�ش َر ْ ‏‬
‫ت ‏‏‬ ‫وقد روى عنه‪ ،‬وعن ابن املبارك‪ ،‬وعنهما‏‪:‬‏ �أنهم قالوا‏‪:‬‏ يولد على ما فطر عليه من �شقاوة و�سعادة‏‪.‬‬
‫{‏«ال�شورى‏‪:‬‏‪29‬‏‏» وحرف‬ ‫الَ ْر ِ�ض َو َما َب َّث ِف ِيه َما ِمن َدا َّب ٍة َوهُ َو َعلَى َج ْم ِع ِهمْ �إِ َذا َي� َشاء قَدِ ٌير ‏‏‬ ‫ات َو ْ أ‬ ‫} َو ِم ْن �آ َيا ِت ِه خَ ْلقُ ال� َّس َما َو ِ‬‫وقال تعاىل‏‪:‬‏‏ ‏‏‬
‫‏ ‏«�إذا»‏ �إمنا يكون ملا ي�أتي ال حمالة‏ ‏‪.‬‬ ‫وهذا القول ال ينافى الأول‪ ،‬ف�إن الطفل يولد �سليما‪ ،‬وقد علم اللهّ �أنه �سيكفر‪ ،‬فالبد �أن ي�صري �إىل ما �سبق له يف �أم الكتاب‪ ،‬كما‬
‫اللهّ‬
‫‏‏ والأحاديث يف ذلك م�شهورة‪ ،‬ف�إن عز وجل يوم القيامة يح�شر البهائم ويقت�ص لبع�ضها من بع�ض‪ ،‬ثم يقول له ‏ا ‏‪ :‬كوين ترا ًبا‪،‬‬ ‫تولد البهيمة جمعاء‪ ،‬وقد علم اللهّ �أنها �ستجدع‏‪.‬‬
‫{‏«النب�أ‏‪:‬‏‪40‬‏‏‏»‪.‬‏‬
‫نت ت َُرا ًبا‏ ‏‏‬ ‫فت�صري ترا ًبا‏‪.‬‏ فيقول الكافر حينئذ‏‪:‬‏‏ ‏‏‬
‫} َيا لَ ْي َت ِني ُك ُ‬ ‫وهذا معنى ما جاء يف �صحيح م�سلم عن ابن عبا�س ر�ضي اللهّ عنهما قال‏‪:‬‏ قال ر�سول اللهّ �صلى اهلل عليه و�سلم يف الغالم الذي‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 34‬مقاالت‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫يف �إح�صائية لـ «اكت�شف الإ�سالم» حول قناته التلفزيونية عرب اليوتيوب‬ ‫الــديــــن الن�صيــحــــــة‬
‫�أكرث من ‪� 370‬ألف زائر لقناة اكت�شف الإ�سالم‬
‫التوبة الن�صوح‪ ،‬ك�أن الذنب ميزق الدين والتوبة تخيطه ‪.‬‬ ‫عن �أبي رقية متيم بن �أو�س الداري ر�ضي اهلل عنه ‪� ،‬أن النبي‬
‫خالل ال�شهور املا�ضية‬ ‫والن�صيحة هلل و�صفه مبا هو له �أه ٌل ‪ ،‬واخل�ضوع له ظاهر ًا‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم قال‪ :‬الدين الن�صيحة ‪ ،‬قلنا ملن ؟ قال‪ :‬هلل‬
‫وباطن ًا ‪ ،‬والرغبة يف حمابه بفعل طاعته ‪ ،‬والرهبة من م�ساخطه‬ ‫ولكتابه ولر�سوله ولأئمة امل�سلمني وعامتهم ‪ .‬رواه م�سلم‬
‫من خالل الإح�صائية التي �أجراها مركز اكت�شف الإ�سالم حول قناته املرئية على موقع اليوتيوب واملعنية بعر�ض العديد من‬
‫برتك مع�صيته‪ ،‬واجلهاد يف رد العا�صني �إليه‪.‬‬ ‫قال الإمام النووي رحمه اهلل‪ :‬هذا حديث عظيم وعليه مدار‬
‫الأفالم التي تتناول الإ�سالم وامل�سلمني فقد ات�ضح من خالل تلك الإح�صائية �أن ن�سبة امل�شاهدة من الرجال بلغت ‪ ، ٪ 74‬ومن‬
‫والن�صيحة لكتاب اهلل ‪ ،‬تعلمه ‪ ،‬وتعليمه‪ ،‬و�إقامة حروفه يف‬ ‫الإ�سالم‬
‫الن�ساء ‪ ٪26‬كما �أظهرت الإح�صائية �أن �أعلى ن�سبة م�شاهدة كانت من ن�صيب الواليات املتحدة الأمريكية وتليها اجنلرتا ثم كندا‬
‫التالوة ‪ ،‬وحتريرها يف الكتابة‪ ،‬وتفهم معانيه ‪ ،‬وحفظ حدوده ‪،‬‬ ‫قال الإمام اخلطابي رحمه اهلل الن�صيحة كلمة جامعة معناها‬
‫و �أوروبا ‪ ،‬بينما احتلت الأفالم التي تتناول حياة الفرد والأ�سرة واملجتمع املرتبة الأوىل حيث جاء فلم تزكية النف�س وعالجها‬
‫وذب حتريف املبطلني عنه ‪.‬‬ ‫والعمل مبا فيه‪َ ،‬‬ ‫‪ :‬حيازة احلظ للمن�صوح له ‪ ،‬قال‪ :‬ويقال هو من وجيز الأ�سماء‬
‫يف ال�صدارة ثم الإعجاز القر�أين ويليه املر�أة امل�سلمة ثم �أ�صول ومقا�صد ال�شريعة الإ�سالمية ‪ ،‬كما �أو�ضحت الدرا�سة �أن تلك‬
‫الأفالم والتي تركز على تناول الإ�سالم حلياة النا�س واملجتمعات وكذلك عالج �أمرا�ض النف�س الب�شرية من خالل تعاليم الدين‬ ‫والن�صيحة لر�سوله تعظيمه ون�صره‪ ،‬حي ًا وميت ًا و�إحياء �سنته‬ ‫‪ ،‬وخمت�صر الكالم ‪ ،‬ولي�س يف كالم العرب كلمة مفردة ي�ستوفى‬
‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫بتعلمها وتعليمها ‪ ،‬واالقتداء به يف �أقواله و�أفعاله ‪ ،‬وحمبته‬ ‫بها العبارة عن معنى هذه الكلمة ‪.‬‬
‫وحمبة �أتباعه‪ .‬والن�صيحة لأئمة امل�سلمني �إعانتهم على ما‬ ‫قال‪ ،‬وقيل‪ :‬الن�صيحة م�أخوذة من ن�صح الرجل ثوبه �إذا خاطه‬
‫وذكرت تلك الدرا�سة �أن من �أ�سباب الإقبال على هذه النوعية من الأفالم �أنها تقدم مواد تتفهم طريقة تفكري املجتمع الغربي‬ ‫ُحمِ لوا القيام به‪ ،‬وتنبيههم عند الغفلة ‪ ،‬و�شد خلتهم عند‬ ‫ف�شبهوا فعل النا�صح فيمايتحراه من �صالح املن�صوح له مبا‬
‫�إ�ضافة �إىل �أن من ي�شارك بها �أو يحا�ضر فيها هو من امل�سلمني الغربيني ‪ ،‬وقد خل�صت الدرا�سة �إىل �أن ن�سبة امل�شاهدة خالل‬ ‫الهفوة ‪ ،‬وجمع الكلمة عليهم ‪ ،‬ورد القلوب النافرة �إليهم ‪ ،‬ومن‬ ‫ي�سده من خلل الثوب ‪ ،‬قال ‪ ،‬وقيل ‪�:‬إنها م�أخوذه من ن�صحت‬
‫ال�شهور القليلة املا�ضية يعد م�ؤ�شر ًا هام ًا على مدى الرغبة لدى املجتمعات الغربية يف معرفة املزيد عن الإ�سالم وامل�سلمني ‪ ،‬و�أن‬ ‫جملة �أئمة امل�سلمني �أئمة االجتهاد ‪ ،‬وتقع الن�صيحة لهم ببث‬ ‫الع�سل �إذا َ�صفيته من ال�شمع ‪� ،‬شبهوا تخلي�ص القول من الغ�ش‬
‫ا�ستخدام هذه الو�سائل احلديثة يف الدعوة يعد من �أهم و�أكرث الو�سائل ت�أثري ًا وحتقيق ًا للهدف املن�شود‪.‬‬ ‫علومهم ‪ ،‬ون�شر مناقبهم ‪ ،‬وحت�سني الظن بهم ‪ .‬والن�صيحة‬ ‫بتخلي�ص الع�سل من اخللط ‪.‬‬
‫لعامة امل�سلمني ال�شفقة عليهم ‪ ،‬وال�سعي فيما يعود نفعه عليهم‬ ‫ومعنى احلديث ‪ :‬عماد الدين وقوامه الن�صيحة كقوله‪ :‬احلج‬
‫‪ ،‬وتعليمهم ما ينفعهم ‪ ،‬وكف وجوه الأذى عنهم ‪ ،‬و�أن يحب لهم‬ ‫عرفة‪� ،‬أي عماده ومعظمه عرفة‪.‬‬
‫ما يحب لنف�سه ‪ ،‬ويكره لهم ما يكره لنف�سه ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬احلافظ ابن حجر الع�سقالين ‪ ،‬الدين الن�صيحة ‪،‬يحتمل‬
‫وقال العالمة ابن رجب‪ :‬وقد �أخرب النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ‪:‬‬ ‫�أن يحمل على املبالغة‪� ،‬أي معظم الدين الن�صيحة ‪ ،‬كما قيل‬
‫�أن الدين الن�صيحة ‪ ،‬فهذا يدل على �أن الن�صيحة ت�شمل خ�صال‬ ‫يف احلديث احلج عرفة‪ .‬ويحتمل �أن يحمل على ظاهره لأن كل‬
‫الإ�سالم والإميان والإح�سان التي ذكرت يف حديث جربيل عليه‬ ‫عمل مل يرد به عامله الإخال�ص فلي�س من الدين ‪ ،‬وقال املازري‪:‬‬
‫ال�سالم و�سمي ذلك كله دين ًا ‪.‬‬ ‫الن�صيحة م�شتقة من ن�صحت الع�سل �إذا �ص َقيته‪ ،‬يقال‪ :‬ن�صح‬
‫و�صلى اهلل و�سلم على نبيه حممد وعلى �آله و�صحبه �أجمعني‪.‬‬ ‫ال�شئ �إذا خل�ص ‪ ،‬ون�صح له القول �إذا �أخل�صه له‪.‬‬
‫وكتبه عمر مهند املهداوي‬ ‫�أو م�شتقة من الن�صح وهي اخلياطة باملن�صحة وهي الإبرة ‪،‬‬
‫مركز اكت�شف الإ�سالم‬ ‫واملعنى �أنه يلم �شعث �أخيه من ن�صح كما تلم املن�صحة ‪ ،‬ومنه‬

‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫اكتشف اإلسالم مع الجاليات‬ ‫اكتشف اإلسالم مع الجاليات‬

‫توزيع بع�ض الهدايا على امل�شاركني يف فعاليات اجلالية الهندية‬ ‫�إحدى املحا�ضرات للجالية الأثيوبية‬

‫�أحد الدعاة ي�شرح كيفية �أداء ال�صالة ملجموعة من املهتدين اجلدد‬ ‫بع�ض رحالت اجلالية النيبالية‬

‫‪39‬‬ ‫خميم اكت�شف الإ�سالم الطبي للجاليات‬ ‫م�شروع الطاولة الدعوية للجاليات‬ ‫‪38‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫اكتشف اإلسالم مع الجاليات‬

‫املدونة الإلكرتونية؟‬
‫ّ‬ ‫ما هي‬
‫�إعداد ‪ :‬ح�سن ال�سعيدي‬

‫ترتاوح بني اليوميات واخلواطر والتعبري‬ ‫ع ّرف موقع املو�سوعة احلرة على الإنرتنت‬

‫جديد الأخبار‬ ‫امل�سرت�سل عن الأفكار والإنتاج الأدبي‬


‫واملو�ضوعات املتخ�ص�صة يف جمال التقنية‬
‫والإنرتنت وغريها‪ .‬وبينما يخ�ص�ص بع�ض‬
‫«ويكبيديا» املدونة ب�أنها تطبيق من‬
‫تطبيقات االنرتنت‪ ،‬تعمل من خالل نظام‬
‫لإدارة املحتوى‪ ،‬مو�ضح ًا �أن كلمة مدونة‬
‫مل يكمل ماركو كاال�سان من مقدونيا ‪� 9‬سنوات و�إال وقد ح�صل‬ ‫الـ«بلوغرز» مدوناتهم للكتابة يف مو�ضوع‬ ‫الإكرتونية هي التعريب الأكرث قبو ًال لكلمة‬
‫على �أربع �شهادات من مايكرو�سوفت وهي ‪MCP – MCDST‬‬ ‫واحد‪ ،‬مييل �آخرون اىل تناول مو�ضوعات‬ ‫(‪ )blog‬الإجنليزية التي هي نحت من‬
‫‪ – MCSA – MCSE‬وهو يخطط الآن للح�صول على �شهادته‬ ‫�شتى يحاولون اجلمع بينها يف �صفحاتهم‬ ‫كلمتي (‪ )Web log‬مبعنى «�سجل ال�شبكة‬
‫اخلام�سة‪.‬‬ ‫الرقمية‪ .‬كذلك توجد مدونات تقت�صر‬ ‫العنكبوتية»‪.‬‬
‫على �شخ�ص واحد‪ ،‬و�أخرى جماعية‬
‫ي�شارك فيها العديد من الكتاب‪ ،‬و مدونات‬ ‫وي�شرح املدونة الرقمية ب�أنها عبارة عن‬ ‫تنظيم بع�ض امل�سابقات للجاليات‬
‫تعتمد �أ�سا�س ًا على ال�صور (‪)photoblog‬‬ ‫�صفحة «ويب» تدخل �إليها ن�صو�ص م�ؤرخة‬
‫بالت�أكيد �سمع بع�ضنا عن خدمة كا�ش‪-‬يو التي تعترب البديل‬ ‫والتعليق عليها‪.‬‬ ‫ومرتبة ترتيب ًا زمني ًا ت�صاعدي ًا‪ ،‬ت�صاحبها‬
‫العربي خلدمة باي‪-‬بال‪ ،‬فقد قام كا�ش يو م�ؤخر ًا ب�إطالق �إمكانية‬ ‫�آلية لأر�شفة املدخالت القدمية‪ .‬ويكون‬
‫الدخول �إىل ح�سابك و�إدارة �أموالك عن طريق هاتفك النقال‬ ‫وي�شري املوقع �إىل م�ساهمة احلرب على‬ ‫لكل مدخل منها عنوان دائم ال يتغري منذ‬
‫وذلك عرب الدخول �إىل العنوان التايل من موقعهم‪:‬‬ ‫العراق يف ذيوع �صيت املدونات الإلكرتونية‬ ‫حلظة ن�شره‪ ،‬بحيث يتمكن القارئ من‬
‫(‪ ) http://m.cashu.com ‬حيث تعترب كا�ش يو �أول خدمة عربية‬ ‫وانت�شارها يف �شكل كبري‪� .‬إذ ظهرت يف عام‬ ‫الرجوع �إىل ن�ص معني يف وقت الحق‪،‬‬
‫ت�ضيف لك هذه الإمكانية‪.‬‬ ‫‪ 2002‬جمموعة من البلوغز امل�ؤيدة للحرب‬ ‫عندما ال يعود متاح ًا يف ال�صفحة الأوىل‬
‫من �أ�شهرها مدونة «�إن �ستابوندت»‪ .‬ويف‬ ‫للمدونة‪.‬‬
‫العام ‪ 2003‬ظهرت مدونات رقمية �أُخرى‬
‫لتعرب عن �أراء املناوئني للحرب يف الغرب‪،‬‬ ‫ويورد املوقع عينه «�إن هذه الآلية‬
‫بد�أ �أ�سرع كمبيوتر يف �أوروبا عمله يف مدينة يولي�ش الأملانية حيث‬ ‫للن�شر على الويب تعزل امل�ستخدم عن‬
‫ي�ستطيع الكمبيوتر العمالق «يوجينه» �إجراء �ألف تريليون عملية‬ ‫ومن �ضمنهم م�شاهري ال�سيا�سة الأمريكية‬
‫من �أمثال هوارد دين‪ .‬وحينها‪ ،‬لفتت‬ ‫التعقيدات التقنية املرتبطة عادة بهذا‬
‫ح�سابية يف الثانية‪.‬‬ ‫النوع من الن�شر‪ .‬كما تتيح لكل �شخ�ص‬
‫ظاهرة البلوغرز نظر جمالت �شهرية‬
‫كمجلة «فورب�س» فخ�ص�صت مقاالت‬ ‫�أن ين�شر كتاباته ب�سهولة بالغة‪ ،‬ويتيح‬
‫كثرية عنها‪ .‬كما لعب اعتماد «معهد �آدام‬ ‫موفرو اخلدمة �آليات �أ�شبه بواجهات‬
‫ميونيخ ‪� -‬أزاحت �شركة نتجري للأجهزة الإليكرتونية ال�ستار م�ؤخرا‬ ‫�سميث الربيطاين» ل�صفحات البلوغز‬ ‫الربيد الإلكرتوين على الويب‪ ،‬مبا ي�سمح‬
‫عن جهاز جديد ي�سمح ببث م�شهد ل�شا�شة �سطح املكتب اخلا�ص‬ ‫لأي �شخ�ص �أن يحتفظ مبدونة ين�شر‬ ‫درو�س علمية لدعاة اكت�شف الإ�سالم‬
‫كو�سيلة يف التوثيق‪ ،‬دور ًا يف ت�أ�صيل تلك‬
‫بالكمبيوتر املحمول ال�سلكيا ليظهر على �أجهزة التليفزيون ذات‬ ‫الظاهرة واعطاها م�صداقية كبرية‪.‬‬ ‫من خاللها ما يريد مبجرد ملء مناذج‬
‫ال�شا�شات �شديدة الو�ضوح‪.‬‬ ‫و�ضغط �أزرار»‪.‬‬
‫ويحمل اجلهاز اجلديد ا�سم « بو�ش ‪ 2‬تي‪.‬يف » وميكن ا�ستخدامه‬ ‫ويف غمار تلك احلرب‪ ،‬ظهرت مدونات‬
‫مع الكمبيوترات املحمولة التي تعمل بتقنية «وايرلي�س دي�سبالي»‬ ‫وي�ضيف املوقع‪« :‬من وجهة نظر علم �إلكرتونية كتبها عراقيون‪ ،‬بع�ضهم يعي�ش‬
‫�أي «العر�ض الال�سلكي» من �شركة �إنتل �أو الكمبيوترات التي تعمل‬ ‫اجتماع الإنرتنت‪ ،‬ينظر �إىل التدوين يف العراق‪ ،‬كتب عن حياته يف الأيام‬
‫بوا�سطة املعاجلات التي طرحتها ال�شركة عام ‪ 2010‬وحتمل ا�سم‬ ‫الرقمي باعتباره و�سيلة الن�شر للعامة �أدت الأخرية �أثناء االجتياح الأمريكي لبالده‪.‬‬
‫«�إنتل كور»‪.‬‬ ‫�إىل زيادة دور �شبكة الإنرتنت باعتبارها‬
‫ومبجرد ت�شغيل اجلهاز اجلديد ‪ ،‬ميكن حتويل تليفزيون غرفة‬ ‫و�سيلة للتعبري والتوا�صل �أكرث من �أي وقت واحلال �أن بع�ض هذه املدونات اكت�سب‬
‫املعي�شة �إىل �شا�شة كمبيوتر �ضخمة امل�ساحة‪.‬‬ ‫وع َّد قرا�ؤها باملاليني‪.‬‬ ‫م�ضى‪� ،‬إ�ضافة �إىل كون ذلك النوع من �شهرة وا�سعة‪ُ .‬‬
‫ومن املقرر طرح جهاز البث الال�سلكي يف الواليات املتحدة �أوال‬ ‫التدوين و�سيلة للن�شر والدعاية والرتويج وطبع �أحدها وهو «�أين رائد؟»‬
‫على �أن يطرح بعد ذلك يف باقي �أ�سواق العامل‪ .‬ومل تعلن ال�شركة‬ ‫للم�شاريع واحلمالت املختلفة»‪ .‬ويرى (‪ )?Where is Raed‬املكتوب يف غالبيته‬
‫حتى الآن �سعر اجلهاز اجلدي‬ ‫�أن التدوين الرقمي‪� ،‬إىل جانب الربيد العظمى بالإنكليزية‪ ،‬يف كتاب ورقي‪.‬‬
‫الإلكرتوين‪ ،‬من �أهم اخلدمات التي وظهرت بلوغز كتبها جنود غربيون يف‬
‫العراق‪ ،‬مما �شكل مفهوم ًا حديث ًا وحتدي ًا‬ ‫�أعطتهما الإنرتنت للجمهور حتى الآن‪.‬‬
‫لدور املرا�سل احلربي‪.‬‬
‫وي�ؤكد �أن املو�ضوعات التي يتناولها‬
‫‪41‬‬ ‫الحاسوب‬ ‫نا�شرو املد ّونات الإلكرتونية ال�شخ�صية‬ ‫ملهتد جديد‬
‫داعية من اجلالية الفلبينية يلقن ال�شهادة ٍ‬ ‫‪40‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫ارتفاع ضغط الدم‬
‫هل �أنت من الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع يف �ضغط‬ ‫تناول الغذاء الصحي يقضي على‬
‫الدم؟ هل تريد تخفيف خطر الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‬ ‫عدد كبير من األمراض الخطيرة‬
‫وخا�صة �إذا كان �أحد من �أفراد العائلة يعاين منها‪ .‬ف�إن‬
‫حت�سني نوعية الطعام واتباع نظام غذائي �صحي خفيف‬
‫ي�ساعد على حماربة الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب وال�شرايني‬
‫من الضروري اتباع نظام غذائي صحي متنوع‬
‫ففي درا�سة جرت قدم العلماء نظاما غذائيا للأ�شخا�ص‬
‫ومتوازن يشمل معظم المواد الغذائية‬
‫يحتوي على �أربعة ح�ص�ص من الفواكه يوميا و�أربعة‬
‫األساسية لصحة الجسم‬
‫ح�ص�ص من اخل�ضار يوميا والقليل جدا من الدهنيات‪2 ،‬‬
‫ د‪ .‬صبحي العيد *‬
‫�إىل ‪ 3‬ح�ص�ص من احلليب وم�شتقاته يوميا ‪ ،‬ويف�ضل تناول‬
‫قليل �أو خايل الد�سم‪ ،‬ثالث �أو �أكرث ح�ص�ص من ال�سمك‬
‫�أ�سبوعيا‪� ،‬أربعة ح�ص�ص �أ�سبوعيا من املك�سرات والبذور‬
‫غري اململحة‪ ،‬ح�صتني من احلبوب �أ�سبوعيا‪ ،‬وال �أكرث‬ ‫ حلياة �أف�ضل و�صحة �سليمة بعيدة عن الأمرا�ض وامل�شاكل‪ .‬يفيد العلماء والأطباء بان تناول غذاء �صحي متنوع ومتوازن ي�ساعد‬
‫من ح�صتني من اللحم الأحمر يف الأ�سبوع‪� .‬أما املجموعة‬ ‫على حماربة خطر الإ�صابة بهذه الأمرا�ض ويخفف امل�شاكل ال�صحية التي قد يعاين منها ال�شخ�ص‪.‬‬
‫من الضروري اتباع نظام غذائي صحي‬ ‫الثانية فخففوا من الوحدات احلرارية والدهنيات‬
‫متنوع ومتوازن يحتوي على الكثير من‬ ‫امل�شبعة ‪.‬واعتمدت املجموعتان على عدم تناول امل�شروبات‬ ‫ هل داء السكري في طريقه إليك؟‬
‫الفيتامينات واألمالح المعدنية المفيدة‬ ‫والأطعمة التي حتتوي على الكافيني ومار�سوا التمارين‬ ‫هل يعاين �أحد من �أفراد عائلتك من داء ال�سكري؟ هل تخ�شى زيادة خطر �إ�صابتك بداء ال�سكر؟ عند التفكري يف اتباع نظام‬
‫للصحة والمحاربة ألمراض وحاالت صحية‬ ‫الريا�ضية ملدة ثالثني دقيقة معظم الأيام‪ .‬وبعد ‪� 12‬أ�سبوعا‬ ‫غذائي �صحي يجب عليك �أي�ضا درا�سة كمية الوحدات احلرارية التي يحتاج �إليها ج�سمك ف�إن يف زيادة تناول الوحدات احلرارية‬
‫عديدة‬ ‫خ�سر كل الأ�شخا�ص نف�س الوزن (‪� 5‬إىل ‪ %6‬من وزنهم )‬ ‫ت�ؤدي �إىل زيادة يف والوزن ويف �أغلب الأحيان �إىل الإ�صابة بال�سمنة ‪� .‬أ�شارت درا�سات عديدة �إىل �أن معظم الأ�شخا�ص الذين‬
‫ولكن الأ�شخا�ص الذين قدمت لهم احل�ص�ص املحددة من‬ ‫يعانون من داء ال�سكري يعانون �أي�ضا من ال�سمنة وعدم ممار�سة التمارين الريا�ضية‪ .‬وبينت النتائج ب�أن ثلث الأ�شخا�ص الذين‬
‫الأطعمة ‪�-‬أي املجموعة الأوىل‪ -‬لوحظ انخفا�ض جيد يف �ضغط الدم حوايل ‪ %6‬مقارنة مع �أ�شخا�ص املجموعة الثانية ( حوايل‬ ‫جرت الدرا�سة حولهم يعانون من ال�سمنة والثلثني الآخرين يعانون من زيادة يف الوزن‪ .‬وي�ضيف العلماء ب�أن تناول كمية جيدة من‬
‫‪ %1‬من انخفا�ض يف معدل �ضغط الدم )‪ .‬وي�ضيف العلماء ب�أن املجموعة الأوىل كانت تتناول �أطعمة غنية بالبوتا�سيوم والكال�سيوم‬ ‫الفيتامني د (‪ )D‬يوميا ي�ساعد على حماربة الإ�صابة بداء ال�سكري من النوع الثاين‪ .‬هذا ما �أ�شارت �إليه الدرا�سات ملدة ‪�20‬سنة‬
‫بكمية �أكرب من املجموعة الثانية واجلدير بالذكر هنا ب�أن هذين املعدنني يلعبان دورا مهما يف تخفي�ض معدل �ضغط الدم يف‬ ‫ب�أن الن�ساء اللواتي يح�صلن على الفيتامني د (‪ )D‬بكمية جيدة هم اقل عر�ضة للإ�صابة بداء ال�سكري من النوع الثاين مبعدل‬
‫اجل�سم‪.‬‬ ‫‪%20‬مقارنة مع الن�ساء اللواتي مل يح�صلن على كمية جيدة من الفيتامني د (‪)D‬؟ جند الفيتامني د (‪ )D‬يف احلليب وم�شتقاته‬
‫ ‬ ‫والأ�سماك والبي�ض ونح�صل عليه عند التعر�ض �إىل �أ�شعة ال�شم�س‪.‬‬
‫الطعام والحاالت النفسية‬
‫معظم الأ�شخا�ص الذين يعانون من حاالت نف�سية يلج�ؤون �إىل الإفراط يف تناول طعام من دون تنبه �إىل النوعية والكمية التي‬ ‫ محاربة اإلكثار من تناول الطعام‬
‫يتناولونها‪ .‬ي�شري هنا اخلرباء �إىل �أنه على ه�ؤالء الأ�شخا�ص اللجوء �إىل ممار�سة عادات �أخرى غري التهام الطعام وح�سب‪ ،‬ميكن‬ ‫�أ�شارت الدرا�سات ب�أنه لتفادي كرثة تناول الأطعمة اللذيذة واملطيبات خا�صة يف املنا�سبات ف�إن �شرب كوب من ع�صري البندورة‬
‫�أن ميار�سوا ريا�ضة امل�شي يف الهواء الطلق‪� ،‬أو ال�سباحة �أو الرق�ص �أو غريها من التمارين الريا�ضية اخلفيفة التي ميكن ممار�ستها‬ ‫(الطماطم) مع الفليفلة احلمراء احلارة ي�ساعد على تخفيف تناول الطعام‪ .‬جرت درا�سة كبرية حول الن�ساء والرجال‪ ،‬جمموعة‬
‫يوميا �أو ثالث مرات يف الأ�سبوع‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك يجب اختيار الأطعمة املغذية واملفيدة واالبتعاد عن الأطعمة الد�سمة واحللويات‬ ‫منهم كانوا ي�شربون ع�صري الطماطم مع الفليفلة احلمراء احلارة قبل ن�صف �ساعة من وجبة الطعام واملجموعة الثانية مل تتناول‬
‫التي حتتوي على الكثري من الوحدات احلرارية والقليل من العنا�صر الغذائية‪.‬‬ ‫هذا ال�شراب‪ .‬ف�أظهرت النتائج ب�أن الأ�شخا�ص الذين �شربوا �شراب البندورة والفليفلة احلمراء احلارة تناولوا كمية طعام بن�سبة‬
‫‪� 10‬إىل ‪� %16‬أقل من الأ�شخا�ص الذين مل يتناولوا هذا ال�شراب‪.‬‬
‫و�أخريا من ال�ضروري اتباع نظام غذائي �صحي متنوع ومتوازن يحتوي على الكثري من الفيتامينات والأمالح املعدنية املفيدة‬ ‫تلعب الفليفلة احلمراء احلارة دورا هاما يف حث الأع�صاب يف الفم واملعدة التي ت�ساعد على ن�شر ر�سالة ال�شبع بالرغم من تناول‬
‫لل�صحة واملحاربة لأمرا�ض وحاالت �صحية عديدة‬ ‫كمية قليلة من الطعام‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك يلعب هذا ال�شراب دور الأدوية املخففة للوزن‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ 42‬الصحة والحياة‬


‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫ال�صـــــــالة الـمـــــــردودة‬

‫ذات يوم ‪ ،‬خرج النبي �صلى اهلل عليه و�سلم على �صحابته ‪ ،‬فقال لهم ‪� « :‬أيها النا�س ‪� ،‬إياكم و�شرك ال�سرائر‬
‫وال�سرائر ‪ :‬نية الإن�سان‪ ،‬وما ي�سره من �أمره» ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا ر�سول اهلل ‪ ،‬وما �شرك ال�سرائر ؟ ‪.‬‬
‫فقال عليه ال�صالة وال�سالم ‪« :‬يقوم الرجل في�صلي فيزين �صالته جاهد ًا ملا يرى من نظر النا�س �إليه ‪ ،‬فذلك‬
‫�شرك ال�سرائر»‪.‬‬
‫فالر�سول �صلى اهلل عيه و�سلم يحذر من �أن ٌيح�سن �صالته �إذا علم �أن النا�س ينظرون �إليه ‪ .‬ف�إذا مل يعلم �أحد ًا‬
‫ينظر�إليه �أ�ساءها ‪ .‬ف�إن الواجب �أن ٌيح�سن الإن�سان �صالته ابتغاء مر�ضات اهلل ‪ ،‬وال يح�سنها لريائي بح�سنها‬
‫النا�س‪ ،‬وقد روى ‪ « :‬من �أح�سن ال�صالة حيث يراه النا�س ‪ ،‬و�أ�ساءها حيث يخلو ‪ ،‬فتلك ا�ستهانة ا�ستهان بها ربه –‬
‫مـ�س ــابـق ــة الـع ـ ــدد‬ ‫تبارك وتعاىل» ‪.‬‬

‫�س‪: 1‬اجتمع لقتال امل�سلني ما مل يجتمع لقتالهم من قبل‪ ،‬وتكاتف امل�شركون بقبائلهم على امل�سلمني ‪ ،‬ونق�ضت يهود‬
‫عهدها مع النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬فجاء الكفار من �أعلى املدينة ومن �أ�سفلها‪ ،‬وحا�صر امل�شركون املدينة‪،‬‬ ‫عــفـــــــــو خــيــــــر الــنــــــا�س‬
‫لكن اهلل ن�صر جنده ف�أر�سل عليهم الريح والربد حتى ما تقوم بهم نار وال تطمئن لهم قدر وال ي�ستم�سك بناء‪..‬‬
‫ما ا�سم هذه الغزوة؟‬ ‫يف غزوة ذات الرقاع �أتى امل�سلمو ن �إىل �شجرة كبرية ‪ ،‬فرتكوها لر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم لي�ستظل بها ‪،‬‬
‫فعلق الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم �سيفه عليها ‪ ،‬ونام حتتها ‪.‬‬
‫ �س‪� : 2‬صالة ن�ؤديها طلب ًا ل�سقيا املاء من اهلل تعاىل عند ح�صول اجلدب‪ ،‬وانقطاع املطر ‪ ،‬ما ا�سم هذه ال�صالة ؟‬ ‫فجاء رجل من امل�شركني و�أخذ ال�سيف ‪ ،‬فا�ستيقظ النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ،‬فوجه امل�شرك ال�سيف نحو ر�سول‬
‫اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ،‬وقال له ‪ :‬تخافني ؟‬
‫فقال له النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ « :‬ال » ‪ .‬فقال الرجل ‪ :‬فمن مينعك مني ؟ ‪ .‬فقال له الر�سول �صلى اهلل عليه‬
‫الفائزين يف م�سابقة العدد املا�ضي‬
‫و�سلم ‪ « :‬اهلل »‬
‫ف�سقط ال�سيف من يد الرجل ‪ ،‬ف�أخذه الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ،‬وقال للرجل‪ « :‬من مينعك مني ؟ » ‪.‬فقال‬
‫الرجل ‪ :‬كن خري �آخذ ‪ .‬فقال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ « :‬ت�شهد ال �إله �إال اهلل و�أين ر�سول اهلل » ‪ .‬قال الرجل ‪:‬‬
‫ال ‪ ،‬ولكني �أعاهدك �أال �أقاتلك ‪ ،‬وال �أكون مع قوم يقاتلونك ‪ .‬فعفا عنه الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ‪.‬‬
‫فذهب الرجل �إىل قومه ‪ ،‬وقال لهم ‪ :‬جئتكم من عند خري النا�س‪.‬‬
‫‪ .‬فقد كان النبي �صلى اهلل عليه و�سلم �أكرث النا�س حبا للعفو عند املقدرة ‪ ،‬و�أحر�صهم على الإح�سان �إىل من �أ�ساء‬
‫عن الجْ ِاه ِلني ‪.‬‬
‫عر�ض ِ‬ ‫عرف و�أَ ِ‬
‫خذ ا ْلع ْفو و�أْمر ِبا ْل ِ‬
‫�إليه ‪ ،‬فقد قال له اهلل تعاىل ‪ِ :‬‬
‫دعاء عبداهلل �صالح‬ ‫حممد عبداهلل �صالح‬ ‫ح�سن طه ح�سن القلداري‬

‫‪45‬‬ ‫‪ 44‬الداعية الصغير‬


‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫اجلهل بالإ�سـالم ‪..‬‬
‫بقلم‬ ‫وم�آذن �سوي�سرا الأربع ‪..‬‬
‫بـديـــــــع الـمـدنـــــي‬

‫من م�شروعاتنا الدعوية‬ ‫�أظهرت بع�ض ا�ستطالعات الر�أي التي �أجريت م�ؤخر ًا بالواليات املتحدة الأمريكية حول الإ�سالم �أن غالبية ال�شعب‬
‫الأمريكي لي�س لديهم معلومات وافية عن الإ�سالم ‪ ،‬و�أن ‪ % 53‬ممن �شملهم اال�ستطالع تنظر �إىل الإ�سالم نظرة �سلبية ؛‬
‫مشروع األفالم الوثائقية لـ «اكتشف اإلسالم» ‪،‬‬ ‫بينما يعرتف‪� %43‬أن لديهم حكم ًا م�سبق ًا على امل�سلمني‪ ،‬وهي ن�سبة تفوق �ضعفي ما عليه الن�صارى واليهود والبوذيني ‪،‬‬
‫يوزع ‪ 24‬ألف نسخة خالل األشهر الثالثة الماضية‬ ‫و�أورد اال�ستطالع �أن امل�سلمني �أكرث الطوائف الدينية تعر�ض ًا للتفرقة يف الواليات املتحدة ‪ ،‬وب�س�ؤال عن معرفتهم بالإ�سالم‬
‫قال ‪� %63‬إنهم يعرفون القليل جد ًا عنه �أو �أنهم على جهل تام به ‪ ،‬وخ ُل�صت الدرا�سة �إىل �أن احلاجة �أ�صبحت ملحة‬
‫لتعريف الآخرين بالإ�سالم وتعاليمه “ واملت�أمل لهذه الدرا�سة يعي ما يلزمنا كم�سلمني القيام به و بكل ما هو متاح‬
‫قام مركز اكت�شف الإ�سالم بتوزيع عدد ‪� 24‬ألف ن�سخة من �سل�سلة �أفالمه الوثائقية التي تهدف �إىل التعريف‬
‫لتو�صيل ر�سالة الإ�سالم �إىل العامل �أجمع‪ ،‬واطالع املراكز واجلمعيات الإ�سالمية بهذا الدور يتطلب بذل املزيد من اجلهد‬
‫بالإ�سالم و�إبراز مدى �سماحته ‪ ،‬وقد مت توزيع تلك الأفالم على فئات خمتلفة من املجتمع الأمريكي واجلدير‬ ‫وتبقى جهودهم حمدودة يف ظل احلمالت املنظمة التي تهدف احلد من انت�شار الإ�سالم وتعمل على ت�شويهه م�ستغل ًة هذا‬
‫بالذكر �أن هذا العمل ال�ضخم يتطلب ت�ضافر اجلهود من �أجل ا�ستكمال العمل به ‪ ،‬ولعل دعم مثل هكذا‬ ‫اجلهل بالإ�سالم والذي ظهر من خالل ا�ستطالعات عدة ‪ ،‬ولكن بف�ضل اهلل ت�أتي النتائج على العك�س متام ًا فالإ�سالم‬
‫م�شروعات تعد من اخلري الدائم الذي يعود على داعمي هذا امل�شروع يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫ينت�شر يف �شتى البقاع والأم�صار وبدون دعوة قوية �أو مدعمة ‪ ،‬فكيف به يف حال وجدت �آليات لدعم وم�ساندة من يقوم‬
‫بالتعريف بالإ�سالم ؟‬
‫كما يتقدم مركز اكت�شف الإ�سالم بخال�ص ال�شكر لكل من �ساهم يف تنفيذ هذا امل�شروع وخا�صة معايل‬
‫الدكتورة فاطمة بنت حممد البلو�شي وزيرة التنمية االجتماعية والتي �ساندت هذا امل�شروع من خالل‬ ‫م�آذن �سوي�سرا الأربع‬
‫ويف قراءة للأحداث اجلارية يف �سوي�سرا و اجلدل حول حظر امل�آذن يت�ضح �أن �أ�سباب هذا احلظر ال تعود للم�آذن وال‬
‫برنامج الدعم املوجه للمنظمات الأهلية‪.‬‬
‫حتى امل�ساجد ؛ و�إمنا هو �إقبال املواطنني من �أبناء �سوي�سرا على اعتناق الإ�سالم الأمر الذي دفع اليمني لبث �شعور الربية‬
‫كما ندعو كل حمبي اخلري للم�ساهمة يف تنفيذ باقي مراحل هذا امل�شروع املبارك والذي ن�أمل �أن ينت�شر يف‬ ‫جتاه امل�سلمني وهو ما ُعرف حديث ًا بـ « اال�سالموفوبيا» يف بلد ي�شكل فيها الإ�سالم الديانة الثانية ممث ًال بحوايل ‪400‬‬
‫كل بقاع العامل‪.‬‬ ‫�ألف م�سلم من �إجمايل عدد ال�سكان والبالغ ‪ 7.8‬مليون ن�سمة ‪ ،‬ويعلق الكاتب جوناثان فريدالند يف مقال له ب�صحيفة‬
‫الغارديان «» �أعتقد �أن حظر امل�آذن ب�سوي�سرا �سي�ؤدي �إىل نتيجة واحدة مل يكن يتوقعها الواقفون وراء احلظر وهي �أن‬
‫مرتادي امل�ساجد من امل�سلمني �سيزداد عددهم وهذه ردة فعل النا�س عندما ي�شعرون �أنهم مهددون ‪ ،‬ويذكر �أن �سوي�سرا‬
‫كامل ًة اليوجد بها �سوى �أربع م�آذن فقط !!‬

‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫العدد التا�سع‬ ‫العدد التا�سع‬
‫مقاصد الشريعة اإلسالمية ‪..‬‬
‫وحرية القول واالعتقاد‬
‫خالد محمد عبدالسالم‬

‫تعد حرية القول واالعتقاد من مقا�صد ال�شريعةالإ�سالمية التي حكمها الإ�سالم ب�ضوابط‬
‫و�شروط فكما قال ال�شيخ حممد الطاهر بن عا�شور ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬يف كتابه مقا�صد ال�شريعة‬
‫الإ�سالمية ‪� :‬إن حرية االعتقادات �أ�س�سها الإ�سالم ب�إبطال املعتقدات ال�ضالة التي �أكره دعاة ال�ضاللة �أتباعهم‬
‫ومريديهم على اعتقادها بدون فهم وال هدى وال كتاب منري وبالدعاء �إىل �إقامة الرباهني على العقيدة احلقة »‪،‬‬
‫و�أي�ض ًا الأمر بح�سن جمادلة املخالفني وردهم �إىل احلق باحلكمة واملوعظة احل�سنة ثم بنفي الإكراه يف الدين‬
‫‪ ...‬و�أ�ضاف‪ :‬ولوال �أن من �أ�صول ال�شريعة حرية االعتقاد ما كان عقاب الزنديق الذي ي�سر الكفر ويظهر الإميان‬
‫غري مقبول التوبة �إذ ال عذر له فيه ‪.‬‬
‫وانتقل رحمه اهلل �إىل حرية الأقوال مو�ضحاً �أن حرية الأقول هي الت�صريح بالر�أي واالعتقاد يف منطقة‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ون �إِلىَ الخْ َ يرْ ِ َو َي�أ ُمرُ َ‬
‫ون‬ ‫الإذن ال�شرعي حيث �أمر اهلل ببع�ضها يف قوله جل وعال « َو ْل َتكُن ِّمنك ُْم �أ َّمةٌ َي ْد ُع َ‬
‫ُ‬
‫ون » �آل عمران – ‪ « – 104‬وقوله �صلى اهلل عليه و�سلم «‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن المْ ُنكَ ِر َو�أ ْول َِـئكَ ُه ُم المْ ُفْ ِل ُح َ‬
‫ِبالمْ َْعر ِ‬
‫ُ‬
‫َم ْن َر�أَى ِم ْنك ُْم ُم ْنكَ ًرا َفل ُْي َغيرِّ ْ ُه ِب َي ِد ِه‪َ ،‬ف�إ ِْن لمَ ْ َي ْ�س َت ِط ْع َف ِب ِل َ�س ِان ِه‪َ ،‬ف إِ� ْن لمَ ْ َي ْ�س َت ِط ْع َف ِب َق ْل ِب ِه‪َ ،‬وذ َِلكَ َ�أ ْ‬
‫�ض َعفُ‬
‫ِميا ن » ‪َ -‬ر َوا ُه ُم ْ�س ِل ٌم و�أو�ضح �أن من حرية القول حرية العلم والتعلم والت�أليف ولقد ظهرت هذه احلرية يف‬ ‫ال َ‬
‫ْإ‬
‫�أجمل مظهر يف القرون الثالثة الأوىل من تاريخ الإ�سالم �إذ ن�شر العلماء فتواهم ومذاهبهم ‪،‬واحتج كل فريق‬
‫لر�أيه ‪ ،‬ومل يكن ذلك موجب ًا ملناو�أة وال حلزازات وقد قال �صلى اهلل عليه و�سلم « ن�رض اهلل امراً �سمع مقالتي‬
‫فوعاها ‪ ،‬ف�أداها كما �سمعها ‪ ،‬فرب حامل فقه �إىل من هو �أفقه منه ‪ ،‬ورب حامل فقه �إىل من لي�س‬
‫بفقيه » – �سنن �أبو داوود ‪ -‬و�أ�شار رحمه اهلل �إىل �أن هذا املقام ات�ضح يف واقعة الإمام مالك حني قال له جعفر‬
‫اخلليفة �إين عزمت �أن �أكتب « املوطا » ن�سخ ًا ثم �أبعث �إىل كل م�صر من الأم�صار ن�سخة ‪،‬و�آمرهم �أن يعملوا مبا‬
‫فيه وال يتعدوها �إىل غريها « فقال الإمام » ال تفعل يا �أمري امل�ؤمنني ف�إن النا�س قد �سبقت لهم �أقاويل ‪،‬و�سمعوا‬
‫�أحاديث و�أخذ كل قوم مبا �سبق �إليهم من اختالف �أ�صحاب ر�سول اهلل وغريهم ‪ ،‬و�إن ردهم عن ذلك �شديد‬
‫فدع النا�س وما هم عليه ‪ ،‬ويختتم رحمه اهلل كالمه حول حرية القول ب�أنه لوال اعتبار حرية الأقوال ملا كانت‬
‫الإقرارات والعقود وااللتزامات و�صيغ الطالق والو�صايا م�ؤثرة �آثارها ولذلك ي�سلب عنها الت�أثري متى حتقق �أنها‬
‫�صدرت يف حالة الإكراه ‪ ,‬رحم اهلل ال�شيخ رحمة وا�سعة �إنه ويل ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫العدد التا�سع‬

You might also like