You are on page 1of 39

‫موقع قصة السلم‬

‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫المقاطعة‬

‫د‪ .‬راغب السرجاني‬

‫المقاطـعة‬

‫بين يدي الكتاب‬

‫‪1‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ب وُقدرِتك على الخلق‬


‫اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفُعنا وزدنا علما‪ ،‬اللهم بعلمك الغي ُ‬
‫أحينا ما علمت الحياَة خيًرا لنا‪ ،‬وتوفنا إذا علمت الوفاة خيًرا لنا‪ ،‬اللهم إنا نسألك خشيَتك في الغيب‬
‫والشهادة ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب‪ ،‬ونسألك القصد في الغنى والفقر ونسألك نعيًما‬
‫ن ل تنقطع ونسألك الرضا بعد القضاء‪ ،‬ونسألك َبْرَد العيش بعد الموت‪،‬‬
‫ل ينفد‪ ،‬ونسألك قرَة عي ٍ‬
‫ق إلى لقاِئك‪ ،‬في غير ضراء مضرة ول فتنة مضلة‪.‬‬
‫ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشو َ‬

‫اللهم زّينا بزينة اليمان واجعلنا هداة مهتدين وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم والحمد ل رب العالمين ثم أما بعد‪،‬‬

‫في هذه اليام العصيبة التي تمر بالمة السلمية ‪ ،‬سواء في فلسطين أو في غيرها من‬
‫القطار السلمية الجريحة – وما أكثرها – يتساءل كثير من المسلمين الغيورين على دينهم‬
‫والغيورين على أمتهم‪ :‬ماذا نفعل؟ هل من وسيلة إيجابية فعالة نستطيع أن نقوم بها لمساعدة‬
‫إخواننا في هذه البلد؟ ثم هل من سبيل إلى قيام؟ وكنت قد تناولت في كتاب سابق بعنوان‬
‫"فلسطين لن تضيع‪ ..‬كيف؟!" بعضًا من الواجبات اليجابية التي تساعد في مثل هذه الظروف‪.‬‬

‫كانت هذه الواجبات هي‪:‬‬


‫حا وتحريكها بين الناس بسرعة‪.‬‬
‫الواجب الول‪ : :‬فهم القضية فهًما صحي ً‬
‫الواجب الثاني‪ :‬قتل الهزيمة النفسية وبث المل في عودة اليقظة للمة السلمية‪.‬‬
‫الواجب الثالث‪ :‬الجهاد بالمال ‪ ،‬وتحفيُز الناس عليه‪.‬‬
‫الواجب الرابع‪ :‬المقاطعة القتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي‬
‫أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود بسفور‪.‬‬
‫الواجب الخامس‪ :‬الدعاء المستفيض اللحوح ل عز وجل‪.‬‬
‫الواجب السادس‪ :‬إصلح النفس والمجتمع‪.‬‬
‫وكنت قد شرحت المقصود من هذه الواجبات باستثناء واجب المقاطعة ‪ ،‬فقد آثرت أن أفرد‬
‫له كتابًا خاصًا ‪ ،‬وذلك لهميته ‪ ،‬وكثرة الشبهات المثارة حوله‪ .‬وقد حاولت في هذا الكتاب أن‬
‫أوضح الخلفية التاريخية لسلح المقاطعة ‪ ،‬والفوائد المتحققة من استخدامه ‪ ،‬والردود – قدر‬
‫المستطاع – على ما أثير حوله من شبهات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫وال أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه ‪ ،‬وأن يجعله نافعًا لصاحبه ولعامة المسلمين‪.‬‬

‫خلفية لبد منها‬

‫‪3‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ث مر عليه أكثُر‬
‫قبل الحديث عن المقاطعة وأبعادها المختلفة أود أن أقدم لهذه الوسيلة بحد ٍ‬
‫من أربعِة عشر قرًنا من الزمان‪ ..‬لكنه بأبعاده كِلها مازال حًيا إلى الساعة‪..‬‬

‫في السنة السابعة من بعثة الحبيب محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبعد دعوة كريمة من سيد‬
‫ش الكافرين‪ ..‬وبعد إجابٍة غالُبها‬
‫الخلق محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومقاومة لئيمة من صناديد قري ٍ‬
‫من ضعفاء القوم‪ ،‬وصٍد غالُبه من كبراء القوم‪ ..‬بعد هذه السنوات السبع من الدعوة والمقاومة ‪،‬‬
‫والجابة والصد ‪ ،‬والثبات والتعذيب ‪ ،‬واليقين والشك‪ ..‬بعد سبع سنين‪ ..‬اجتمع زعماء الكفر‬
‫وحلفاؤهم وتآمروا على المسلمين ومن عاون المسلمين ولو لم يكن مسلًما‪ ..‬فصنفوا الناس صنفين‪:‬‬
‫الصنف الول هو القبائل المارقة والصنف الثاني هو القبائل الصديقة‪ ..‬أما المارقون فهم‬
‫المسلمون ومن انحاز لهم‪ ..‬وأما الصدقاء فهم من رضي بالكفار زعماء وحلفاء‪ ..‬ومن غريب‬
‫المر أن بني عبد المطلب وبني هاشم انحازوا للمسلمين مع كونهم مازالوا كافرين‪ ..‬انحازوا حميًة‬
‫ضا أن زعماء الكفر وحلفاءهم قد‬
‫وقبلية لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ..‬ومن غريب المر أي ً‬
‫ضا مع كونهم على نفس ملتهم ‪ ،‬لكنها حرب‬
‫اعتبروا بني هاشم وبني عبد المطلب مارقين أي ً‬
‫صريحة على السلم ‪ ،‬وعلى كل من ساعده ‪ ،‬ليس فيها اعتبار لعرق ول لملة ول للون‪..‬‬
‫ع أديان‪..‬‬
‫ع بكل وضوح صرا ُ‬
‫الصرا ُ‬

‫ماذا قرر التحالف الثم أن يفعل مع المارقين عن حكم الجاهلية القابلين بحكم ال‪ ..‬اجتمعوا‬
‫وقرروا أن ل يناكحوهم ‪ ،‬ول يبايعوهم ‪ ،‬ول يجالسوهم ‪ ،‬ول يخالطوهم ‪ ،‬ول يدخلوا بيوتهم ‪ ،‬ول‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم حًيا أو ميًتا‪..‬‬
‫يكلموهم ‪ ،‬وذلك حتى يسلموا إليهم رسو َ‬

‫وكتبوا بذلك وثيقة وأقسموا باللت والعزى وأشباِههما أن ل يخالفوا وثيقتهم‪ ..‬إذن منظمُة‬
‫المِم المتحدة‪ ..‬أقصد‪ ..‬منظمة القبائل المتحدة في زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأت أنه‬
‫من العدل والنصاف‪ ،‬وللحفاظ على الحرية والحضارة والمدنية في مكة‪ ..‬رأت أن تحاصر‬
‫ن وزعيمهم محمد صلى ال عليه وسلم‪ ..‬هناك في شعب أبي طالب‪.‬‬
‫جماعَة المسلمي َ‬

‫وبالفعل ثم الميثاق وعلقت الصحيفة الظالمة في جوف الكعبة المشرفة مع تغطية إعلمية‬
‫واسعة داخل مكة وخارجها وذلك لتسهيل عملية قتل البناء والخوة‪ ..‬لبد من إقناع الجميع أننا ما‬
‫قتلنا أهلنا في الشعب إل للحفاظ على النظام العام في مكة ‪ ،‬وللحفاظ على السلم في الِمنطقة‬
‫بأسرها‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫واشتد الحصار على المسلمين وقطعت عنهم كل المداد والمؤن‪ ..‬لكن بفضل ال لم ُيقصف‬
‫ص رحمة في‬
‫ب أبي طالب بالرماح ‪ ،‬ولم يخترق مجاُله الجوي بالسهام‪ ..‬فمازال هنا ك بصي ُ‬
‫شع ُ‬
‫قلوب الكافرين‪..‬‬

‫ل مكة إل ابتدروه بالشراء ‪ ،‬حتى بلغ الجهُد‬


‫كان المشركون ل يتركون طعاًما ول بيًعا يدخ ُ‬
‫بالمسلمين ‪ ،‬وحتى بدءوا يأكلون أوراق الشجر ويأكلون الجلود‪ ..‬وحتى كان ُيسمع من وراء‬
‫ت النساء والصبيان يتضاغون من الجوع‪..‬‬
‫الشعب أصوا ُ‬

‫ت كاملة‪ ..‬حتى أذن ال أن يفك ‪ ،‬بنخوة خمسٍة من‬


‫استمر الحصار الليم الظالم ثلث سنوا ٍ‬
‫ب الصحيفة في باطن‬
‫الكافرين ‪ ،‬وبوحي عجيب لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أظهر له غي َ‬
‫الكعبة‪ .‬الحدث كبير ‪ ،‬والدروس ل تحصى ‪ ،‬وليس المجال مناسبًا لشرح كامل أبعاده ‪ ،‬لكن‬
‫ب قديٌم جدًا ‪ ،‬استخدمه‬
‫ب المقاطعة – أسلو ٌ‬
‫ب الحصار – أو أسلو َ‬
‫الشاهُد من الحدث أن أسلو َ‬
‫المشركون ليضغطوا على المسلمين كي ينزلوا على رغباتهم‪.‬‬

‫ب المقاطعة مع المسلمين من أربعة عشر قرًنا ‪ ،‬ومازال ُيستخدم معنا إلى‬


‫اسُتخدم أسلو ُ‬
‫ل ضميًرا‪..‬‬
‫الن ‪ ،‬ولكن بصورٍة أشَد ظلًما ‪ ،‬وأكثر فتًكا ‪ ،‬وأق َ‬

‫رأيناه في العراق ‪ ،‬وفي ليبيا ‪ ،‬وفي السودان ‪ ،‬وفي إيران ‪ ،‬وفي البوسنة ‪ ،‬وفي كوسفو ‪،‬‬
‫وفي كشمير ‪ ،‬وفي أفغانستان ‪ ،‬وبالطبع نراه في صورة قاسية في حبيبتنا فلسطين‪ ..‬رأيناه يعكس‬
‫ل‪ ..‬عانينا – وال – من جاهليِة اليوِم‬
‫ق باط ً‬
‫حا لحضارة مزيفة‪ ..‬قلبت الباطل حًقا والح َ‬
‫وجًها قبي ً‬
‫ل‪..‬‬
‫أضعاف أضعاف ما عانيناه من جاهلية المس‪ ..‬انظروا ماذا حدث في العراق مث ً‬

‫إحصائية سنة ‪ 1998‬بعد ثمانيِة أعوام من الحصار‪:‬‬

‫مليون ونصف مليون ماتوا من جراء الحصار والقصف‪ ..‬أكثُر من نصفهم من الطفال‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ق‪ ..‬حرام؟ حراٌم ما تفعلوه في أهلنا!‪..‬‬


‫من رفع صوته وقال لظالمي العرا ِ‬

‫ل هذا مع حيوان أو حتى نبات!‪..‬‬


‫في شرع السلم حراٌم أن يفع َ‬

‫حراٌم أن نحبس هرة‪..‬‬

‫ي كلًبا‪..‬‬
‫حراٌم أل نسق َ‬

‫حراٌم أن نقطع شجرة‪..‬‬

‫حراٌم أن َنْعُقـَر نخلة‪..‬‬

‫حراٌم في شرعنا‪ ..‬لكن في شرعهم فضائل!!‪..‬‬

‫‪ -‬ل تستحيان أمريكا وإنجلترا من حملِتهُم الجوية وقنابلهم العنقودية‪..‬‬


‫‪ -‬ل تستحيان من مليون طفل عراقي يعانون من سوء تغذية مزمن‪..‬‬
‫‪ -‬ل تستحيان من أن ربَع أطفا ِ‬
‫ل العراق ل يذهبون إلى المدارس ‪ ،‬لنقص الكتب ‪ ،‬وللفقر ‪،‬‬
‫وللعمل‪..‬‬
‫‪ -‬ل تستحيان من وفاة خمسِة آلف طفل ك َ‬
‫ل شهر لنقص اللبان والتطعيمات‪..‬‬
‫‪ -‬ل تستحيان من يورانيوم يبقى في تربة العراق مليار سنة ‪ -‬إن كان في عمر الرض بقية‬
‫‪ -‬يصيب بالورام الخبيثة ‪ ،‬ويشوه الجنة في بطون المهات‪..‬‬
‫‪ -‬ل يستحيان‪ ..‬وإذا لم تستح فاصنع ما شئت!‪.‬‬

‫وماذا نفعل؟!‪ ..‬ماذا نفعل نحن؟ نحن المسلمون؟ نحن المليار وثلث مليار نحن الذين حملنا‬
‫المانة‪ ..‬نحن الذين بايعوا محمًدا على الجهاد ما بقينا أبًدا‪..‬‬

‫ماذا نفعل؟‪..‬‬

‫ق والبوسنة وكوسفو‬
‫أتراه مناسًبا يا أخي بعد ما رأيت ما يحدث في فلسطين والعرا ِ‬
‫وأفغانستان والسودان وليبيا‪ ..‬أتراه مناسًبا أن يمر المر دون وقفٍة وتعليق؟‬
‫‪6‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫أتراه مناسًبا أن نستمر في علقاتنا معهم كشعب – ول أتكلم عن الحكومات – نحن‬


‫كشعب‪ ،‬وكأمة ‪ ،‬وكجيل شاهد بعينه وسمع بإذنه‪ .‬أتراه مناسًبا أن نستمر في معاملتنا معهم وكأن‬
‫شيًئا لم يكن؟‪..‬‬

‫أتراه مناسًبا أن نبيَع لهم ونشتري منهم وهم ل يرتوون إل بدمائنا؟‬

‫ب ألعابهم ‪ ،‬ول‬
‫س ملبسهم ‪ ،‬ونلع َ‬
‫ب شربهم ‪ ،‬ونلب َ‬
‫ل أكلهم ‪ ،‬ونشر َ‬
‫أتراه مناسًبا أن نأك َ‬
‫ك في قلوبنا شيء‪..‬؟‬
‫يتحر ُ‬

‫ل ال صلى ال عليه وسلم والمسلمين في شعب أبي طالب؟‬


‫أرأيت كيف ُفك حصاُر رسو ِ‬
‫فّكه خمسٌة من كفار قريش‪ ..‬لشيٍء دخل في قلوبهم على كفرهم برغم أنوفهم‪ ..‬هذا الشيء هو‪:‬‬
‫النخوة‪ - ..‬فقط النخوة – فهم ليسوا من قبيلة بني هاشم ول من قبيلة بني عبد المطلب‪ ..‬لكن‬
‫تحركت النخوُة والرجولُة والنجدُة والحميُة في قلوبهم‪ ..‬تحركت في قلوبهم الكافرة‪ ..‬تحركت في‬
‫قلوبهم الجاهلية‪ ..‬فأين قلوب المسلمين؟ أين قلوب المؤمنين الصادقين؟‬

‫ب الخائفين من إلٍه يرُقُبهم ‪ ،‬ويحصي عليهم‬


‫أين قلوب الملهوفين على إخوانهم؟ أين قلو ُ‬
‫أعمالهم؟‬

‫ك بها حصاَرهم عن إخواننا‪ ..‬لضعف قوتنا وقلِة حليتنا وهواننا على‬


‫إن لم يكن لنا طاقٌة َنُف ُ‬
‫ل من أن نحارَبهم بسلحهم‪ ..‬ولكن بضوابطنا الشرعية‬
‫الناس‪ ..‬إن لم يكن لنا طاقة بذاك ‪ ،‬فليس أق َ‬
‫كمسلمين‪..‬‬

‫ليس أقَل من أن نحارَبهم عن طريق المقاطعة ‪..‬‬

‫المقاطعة لمنتجات اليهود ‪ ،‬ومن عاونهم ‪ ،‬وأعلن ذلك دون حياء‪..‬‬

‫المقاطعة لسرائيل وأمريكا وإنجلترا‪ ..‬ومن حذا حذوهم وسار على طريقتهم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ومن عجب أن يتردد بعض المسلمين!!‬

‫أل تقاطعون قوًما قتلوا أبناءكم وإخوانكم وعشيرتكم؟!‬

‫أل تقاطعون قوًما خربوا دياركم؟!‬

‫أل تقاطعون قوًما جرفوا أرضكم؟!‬

‫ل أخوَتك ‪ ،‬ومازال يقتل‪ ..‬وليست‬


‫ل قت َ‬
‫ي من قات ٍ‬
‫قاطعوهم‪ ..‬فإنه لمن المرارة أن تشتر َ‬
‫أفغانستان منا ببعيد‪..‬‬

‫ل في فلسطين ‪ ،‬أو في‬


‫ل للقتال‪ ..‬فإنه لو فتح باب لقتا ٍ‬
‫مع العلم أنني ل أضع المقاطعة بدي ً‬
‫أي بلد إسلمي محتل ‪ ،‬فإن القتال أوجب‪ ..‬لكن إن أغلق باب المقاتلة‪ ،‬فباب المقاطعة مفتوح‪..‬‬
‫ومن الصعب جًدا أن يغلق‪.‬‬

‫وإن كنا ننادي بالمقاطعة‪ ..‬فإننا كمسلمين متمسكين بديننا وأخلقنا‪ ..‬فإننا ل نقاطع إل‬
‫بضوابطنا الشرعية‪ ..‬نحن ل ُنجر إلى أقذار السياسة الغربية والعلمانية‪ ..‬نحن نحارب بأسلوبنا‬
‫ن وسنة‪ ..‬ل نخالف ربنا‪ ..‬وإن خالفه الخرون‪..‬‬
‫الذي ُيقره قرآ ٌ‬

‫كيف تكون المقاطعُة بالضوابط الشرعية السلمية؟‬

‫نحن المسلمون في شرعنا ل نقتل المدنيين ‪ ،‬ول نحرض على قتلهم ‪ ،‬ول نروعهم‪ ..‬بل ل‬
‫نسعد بقتلهم‪ ..‬نحن في مقاطعتنا ل نقاطع بطريقة أبي جهل ‪ ،‬أو بطريقة بوش وكلينتون ‪ ،‬ومن‬
‫تبعهم بإساءةٍإلى يوم الدين‪.‬‬

‫نحن ل نستخدم المقاطعة إل لجلب مصلحة هي أعلى من مصلحة أخرى ‪ ،‬أو لدفع ضرر‬
‫هو أكبر من ضرر آخر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫نحن ل نستخدم المقاطعة في مصادرة ما ل يجوز لنا أن نصادره‪ ..‬ل نجمد أرصدة أحد‬
‫ول نسطو على أموال أحد‪.‬‬

‫نحن ل نستخدم المقاطعة لتدمير ما ل يجوز لنا تدميُره‪ ..‬فنحن المسلمون ضد حرق‬
‫ممتلكات الغير المدنية ‪ ،‬سواء كان ذلك في بلدنا أو بلد غيرنا ‪ ،‬وسواء كانت البلد الخرى‬
‫محاربة لنا أو غير محاربة لنا‪ ..‬هكذا‪ ..‬كما أمرنا ال أن نحافظ على مساجدنا أمرنا أن نحافظ على‬
‫كنائسهم ومعابدهم‪ ..‬وكما أمرنا ال أن نحافظ على أموالنا أمرنا أن نحافظ على أموالهم‪.‬‬

‫ي سلعة مسلمة أو وطنية وأخرى‬


‫المقاطعة بالضوابط الشرعية تعني أنه إذا عرضت عل ّ‬
‫من دولة تعلن العداء السافر لنا أخذت السلعة المسلمة أو الوطنية لقوي من اقتصاد بلدي‪،‬‬
‫وتجنبت السلعة الخرى إضعاًفا لقتصاد دولة معادية‪ ..‬أما إن كانت الدولُة معاهدًة أو غير‬
‫محاربة جاز الشراء منها ‪ ،‬وإن كان من الفضل أن ننفع المسلمين‪.‬‬

‫المقاطعة بالضوابط الشرعية تعني أنني فقط قاطعت الشراء لكن مازالت السلعةُ سلعته‪..‬‬
‫ما صادرتها‪ ..‬وما أتلفتها‪ ..‬لكن فقط قاطعتها‪.‬‬

‫ل ال صلى ال عليه وسلم في المدينة المنورة بعد‬


‫ف رسو ِ‬
‫من المفيد أن تدرس موق َ‬
‫الهجرة‪ ..‬كان صلى ال عليه وسلم يعلُم أنه سيحاصر يوًما ما في المدينة ‪ ،‬وستجتمع عليه قريش‪،‬‬
‫وحلفاؤها من القبائل العربية‪ ،‬وسيغدر اليهود كعادتهم‪ ..‬ماذا فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم؟‬
‫ق السلمي‪ ،‬بديل عن السوق‬
‫ن الماء بشراء بئر رومة‪ ،‬وأنشأ السو َ‬
‫لقد جهز نفسه لهذا اليوم‪ ،‬فأم ّ‬
‫ق بني قينقاع اليهودي ‪ ،‬وشجع التجار والزراع والصناع على العمل‬
‫الجنبي ‪ ،‬وقاطعوا بذلك سو َ‬
‫حتى يكفوا حاجة المدينة‪.‬‬

‫ل مجال هنا لقول أن تجار اليهود قد أوذوا‪ ..‬فإن التجارة عرض وطلب‪ ..‬والمشتري مخير‬
‫بإرادته أن يشتري ممن يشاء‪ ..‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم لم يصادر بئر رومة ‪ ،‬ولم يصادر‬
‫سوق بني قينقاع‪ ..‬بل اشترى البئر بالمال‪ ..‬وأقام السوق البديل‪ ..‬والناس جميًعا مخيرون‪ ..‬ول‬
‫‪9‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ل من اليهودي‪ ..‬فحولوا تعاملهم‬


‫شك‪ ..‬أن الصحابة كانوا راغبين في تدعيم السوق السلمي بد ً‬
‫معه‪..‬‬

‫واليهود في المدينة ل ُيجبرون على الشراء من أسواق المسلمين‪ ..‬لهم أن يبتاعوا من حيث‬
‫يشاءون‪ ..‬بل قد يتعاملون فقط فيما بينهم‪ ..‬وهذا مقبول في عرف العالم أجمع‪ ..‬وكذلك في شرعنا‬
‫ف ومقبول‪..‬‬
‫معرو ٌ‬

‫والمسلمون أن احتاجوا لبضاعة ليست في سوق المسلمين كانوا يشترونها من اليهود‬


‫بثمنها‪ ..‬ل يبخسون أحًدا حقه‪..‬‬

‫إذن المقاطعة القتصادية لمنتجات اليهود ومن عاونهم أمر مشروع ‪ ،‬بل محمود‬
‫طنا الشرعية ‪ ،‬وحدوِدنا‬
‫ومندوب ‪ ،‬بل لعله واجب ‪ ،‬لكن ل يخرجنا عداؤنا لغيرنا عن ضواب ِ‬
‫الخلقية‪.‬‬

‫"ول يجرمنكم شنئان قوم )أي عداوة قوم( على أل تعدلوا‪ ..‬اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا‬
‫ال إن ال خبيٌر بما تعملون"‪.‬‬

‫كانت هذه خلفية لبد منها ‪ ،‬ولننتقل إلى الحديث عن جدوى المقاطعة‪.‬‬

‫فوائد المقاطعة‬

‫‪10‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫سؤال‪ ،‬ل شك أنه خاطٌر على أذهانكم‪:‬‬

‫ت عملقٍة‬
‫ن أن نحدث أثًرا في شركا ٍ‬
‫أترانا لو عذبنا أنفسنا بمقاطعة طويلٍة محكمٍة‪..‬هل يمك ُ‬
‫جبارة‪ ..‬مثل هذه الشركات الغربية‪ ..‬هذه الشركات التي تنتشر فروعها في مشارق الرض‬
‫ومغاربها‪ ..‬هذه الشركات متعددُة الجنسية‪ ..‬هذه الشركات التي يساوي اقتصاُدها اقتصاَد بع ِ‬
‫ض‬
‫الدول في العالم الذي يطلقون عليه عالًما ثالًثا‪..‬‬

‫ل ُمَبدد؟‬
‫ب فائدة؟ أم أنه مجهوٌد ضائع وعم ٌ‬
‫أفي هذا العذا ِ‬

‫رويًدا رويًدا يا أخي‪ ..‬أعطني عقلك وقلبك‪ ..‬ولنتفكر ولنتدبر‪ ..‬أعلم أن في قلوبكم بع َ‬
‫ض‬
‫ت مثيرة‪ ..‬وجدال ٌ‬
‫ت‬ ‫ض الشبهات‪ ..‬وإنكم تسمعون من هنا وهناك‪..‬حوارا ٌ‬
‫الشكوك‪ ..‬وفي أذهانكم بع َ‬
‫ل المرء يتشتت‪..‬‬
‫محيرة‪ ..‬وعق ُ‬

‫عددت لكم من فوائد المقاطعِة عشرة‪ ،‬ومن الشبهات حولها خمسة‪ ،‬ومن فنونها وطرائقها‬
‫ل حائًرا في أذهانكم ول شًكا ولو‬
‫خمسةٌأخرى فتلك عشرون كاملة‪ ..‬أسأل ال أل يجعل بعدها سؤا ً‬
‫طا في عقولكم‪..‬‬
‫بسي ً‬

‫وأبدأ بالفوائد – أفادنا ال وإياكم منها‪:‬‬

‫فأما الفائدة الولى فهي‪:‬‬

‫الخسارة القتصادية الحتمية لهذه الشركات ‪ ،‬وإن كانت في ظننا بسيطة لكن في الواقع‬
‫هي ليست بسيطة ‪ ،‬ولنقم سويًا بحسبة سريعة ‪..‬‬

‫ي ضخٌم هائل‪ ..‬العالم السلمي مليار وثلث مليار مسلم ‪..‬‬


‫ق استهلك ٌ‬
‫العالم السلمي سو ٌ‬
‫‪1300‬مليون مسلم في أكثر من ‪60‬دولة‪ ..‬فلنفترض أن نصف مليون رجل فقط في كل دولة‬
‫سيقتنعون بفكرة المقاطعة‪..‬‬

‫‪11‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫هذا معناه أن ‪ 1/2‬مليون × ‪60‬دولة = ‪30‬مليون رجل‪ ..‬ومتوسط عائلة الرجل خمسة‬
‫أفراد )هو وزوجته وثلثة أولد(‪ ..‬أعلم أنه من المؤكد أن هناك شباب لم يتزوج بعد ‪ ،‬لكن من‬
‫المؤكد أيضًا أن هناك رجال عندهم ‪ 5‬و ‪ 6‬و ‪ 10‬من الولد‪..‬‬

‫إذن المحصلة هي ‪30‬مليون رجل×خمسة أفراد= ‪150‬مليون رجل وامرأة وطفل‪ ..‬أي‬
‫‪150‬مليون مشتري سيقاطعون المنتجات اليهودية والمريكية‪..‬‬

‫أليست هذه خسارة محققة؟!‬

‫هذا لو اكتفى الرجل المسلم المقتنع بأسرته الصغيرة‪ ..‬فما بالك لو أقنع أباه وأمه‪ ،‬وأخاه‬
‫ل على أقل تقدير!! هذا يعني أن حوالي‬
‫وأخته‪ ،‬وأصدقاءه ‪ ..‬بذلك سيصبح المقاطعون الضعف مث ً‬
‫‪ 300‬مليون مشتري سيقاطعون‪ ..‬وهو ما يمثل حوالي ‪ %23‬فقط من المة السلمية‪..‬‬

‫الرقم مهول وخطير ومبهر‪ ..‬لكنه ليس ببعيد‪ ..‬المهم هو النصف مليون الول في كل قطر‬
‫إسلمي‪ ..‬بل إن المهم هو الخمسة آلف رجل الوائل ‪ ،‬والذي سيدعو كل واحد منهم مائة إلى‬
‫المقاطعة‪ .‬تتعجبون من دعوة مائة؟؟ وما مائة؟!! الرجل منا يقابل أكثر من مائة كل يوم ‪ ..‬ادع‬
‫مائًة على مدار السبوع أ والشهر أو حتى السنة‪..‬‬

‫ل عن المقاطعة‪..‬‬
‫اكتب مقا ً‬ ‫‪-‬‬

‫ألق كلمة في ندوة‪ ..‬في مسجد‪ ..‬في مدرج جامعة‪ ..‬في فترة راحة في‬ ‫‪-‬‬
‫مصنع‪..‬‬

‫سا خاطب تلمذتك‪ ..‬إن كنت طبيًبا خاطب مرضاك‪ ..‬إن كنت‬
‫إن كنت مدر ً‬ ‫‪-‬‬
‫سا خاطب‬
‫سائًقا خاطب زبائنك إن كنت تاجًرا خاطب عملءك‪ ..‬إن كنت مهند ً‬
‫عمالك‪..‬‬

‫طا عن المقاطعة أو كتاًبا عن المقاطعة‪..‬‬


‫وزع شري ً‬ ‫‪-‬‬

‫ادع متحدثًا إلى صالون ثقافي في بيتك‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫وسيمر الوقت ويصبح الرجل رجلين‪ ،‬والرجلن أربعة‪ ،‬والربعُة مائة‪ ،‬والمائُة نص َ‬
‫ف‬
‫مليون رجل‪ ..‬ول تنسى أن أول الغيث‪ ..‬قطرة!‪..‬‬

‫‪12‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫نعم كان المر في بدايته صعًبا‪ ..‬لكن لما حمله رجال‪ ..‬تحول الصعب إلى سهل ‪ ،‬بل‬
‫تحول المستحيل إلى ممكن ‪ ..‬المهم ابدأ الن ‪ ،‬ونل شرف السبق‪ ..‬ادع غيرك ‪ ،‬ول تنتظر أن‬
‫يدعوك أحد‪..‬‬

‫"ل يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل‪ ،‬أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد‬
‫ل وعد ال الحسنى"‪..‬‬
‫وقاتلوا وك ً‬

‫خزانات هذه الشركات سوف تقل‪..‬‬


‫إذًا اتفقنا أن الحصيلة المادية التي ستدخل ِ‬

‫ماذا سيحدث لو حدث هذا التداعي في الرباح؟ سيحدث شيئان رئيسيان‪:‬‬

‫‪ :‬ستقل الضرائب المدفوعة للحكومة المريكية نتيجة قلة الرباح‪ ..‬ومن المعروف أن‬ ‫أوًل‬
‫جزًءا كبيًرا من حصيلة الضرائب في أمريكا يوجه لمساعدة إسرائيل مباشرة‪) ..‬إسرائيل هي أكثر‬
‫دول العالم تلقًيا للمعونات المريكية(‪..‬‬

‫‪ :‬بعض هذه الشركات تفرض على نفسها أو ُيفرض عليها أن تعطي نسبة من أرباحها‬ ‫ثانًيا‬
‫عا لسرائيل ‪ ،‬فإذا قلت الرباح ستقل النسبة ‪ %5) ..‬من مليون ‪ ،‬غير ‪ %5‬من ‪10‬مليون ‪،‬‬
‫تبر ً‬
‫غير ‪ %5‬من ‪100‬مليون(‪..‬‬

‫إذًا بالمقاطعة ستقل حتًما الحصيلة المادية المتجهة إلى إسرائيل‪ ..‬نعم من الممكن أن‬
‫تضحي أمريكا بنفسها من أجل الحفاظ على إعانة إسرائيل‪ ..‬لكن هذا بالتأكيد سيكون في حدود‪..‬‬

‫خلصة القول أننا تستطيع أن تقول أنك ‪ -‬أنت بذاتك ‪ -‬إن قاطعت‪ ..‬فسوف تحرم إسرائيل‬
‫من بعض الرصاصات التي قد تنطلق إلى صدور أهلك في فلسطين‪..‬‬

‫وإذا اجتمع مسلمو شارع أو شارعين ‪ ،‬أو مدينة أو مدينتين ‪ ،‬فقد يحرمون اليهود من‬
‫دبابة‪..‬‬

‫وإذا قاطعت دولة أو دولتين فقد ُيحرم اليهود من سرب طائرات‪..‬‬

‫وبمقاطعة المة ستحرم إسرائيل حتًما مما هو أعظم من ذلك‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ومع كل هذا التحليل فإني أعلم أن البعض مازال يشك أن يحدث خسارة فعلية في هذه‬
‫الشركات ‪ ،‬وبالتبعية لسرائيل‪ ..‬يعتقدون إننا ليست لنا طاقة‪ ..‬رواسب الهزيمة النفسية التي‬
‫أصابت المسلمين في هذا الزمان ‪ ..‬ويبدو أن المسلمين هم الوحيدون في الرض الذين ل يدركون‬
‫مدى قوِتهم‪ ..‬ولكن إذا كنا نحن ل ندرك قوتنا فهم يدركون‪ ..‬وإذا كنا نحن ل نقدر طاقتنا فهم‬
‫يقدرون‪..‬‬

‫أضرب أمثلة على ذلك‪:‬‬

‫شركة مستلزمات رياضية أمريكية مشهورة كتب لفظ الجللة على أحذيتها‬ ‫‪-‬‬
‫الرياضية المسوقة بأمريكا‪ ..‬وفجع المسلمون هناك بذلك‪ ..‬ولوحوا ‪ -‬مجرد تلويح‬
‫‪ -‬أنهم سيقاطعون الشركة‪ ..‬ماذا كان رد فعل الشركة العملقة؟ مع العلم أن‬
‫ضا أن‬
‫المسلمين في أمريكا ‪8‬مليون فقط ‪ ،‬وليسوا مليار وثلث مليار ‪ ،‬ومع العلم أي ً‬
‫المسلمين في أمريكا ليسوا مجتمعين في هيئة واحدة يسمعون لها ويطيعون ‪..‬‬
‫انظروا ماذا فعلت الشركة العملقة‪..‬‬

‫ح في أكثر من صحيفة أمريكية‪.‬‬


‫اعتذاٌر صري ٌ‬ ‫‪-1‬‬

‫ب للمنتج بكامله من السوق مع التضحية بالخسارة المادية‬


‫سح ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫الملموسة‪.‬‬

‫عا للمراكز السلمية‪.‬‬


‫ي لموال ضخمٍة تبر ً‬
‫ض سخ ٌ‬
‫عر ٌ‬ ‫‪-3‬‬

‫انظر إلى فزع الشركة العملقة من مجرد التلويح بمقاطعة‪ ..‬ومن فئة محدودة جًدا من‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫‪ -‬مثال آخر‪..‬‬

‫ل لما تصاعدت فكرة المقاطعة ‪ ،‬وذلك في أوائل أيام‬


‫كلنا شاهدنا ما حدث في مصر مث ً‬
‫النتفاضة الفلسطينية ‪ ..‬ماذا حدث من هذه الشركات الجبارة؟!‬

‫‪14‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫إعلنات في كل مكان في الصحف والمجلت والتليفزيون والنترنت‬ ‫‪-‬‬


‫وعلى واجهات المحلت أن هذه الشركات تدار بأيدي مصرية مائة بالمائة‪ ،‬وكأنها‬
‫ما جاءت لهذه البلد إل رأفة بأهلها وخدمة لشعبها‪..‬‬

‫إعلنات مكثفة أنها ل تساعد إسرائيل‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫تخفيضات ل مثيل لها على المنتجات‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫هدايا لكل المشترين‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫ت للمستشفيات وللفقراء والمساكين وأبناء السبيل‪.‬‬


‫تبرعا ٌ‬ ‫‪-‬‬

‫ونتساءل‪ ..‬لماذا هذا العطف المفاجئ؟!‪..‬‬

‫ولماذا هذه المشاعر النبيلة الفياضة التي اكتشفوها في قلوبهم؟!‬

‫كيف انقلب الجشع إلى رحمة؟!‬

‫وكيف تحول الطمع إلى زهد؟!‬

‫وكيف تغير الشح إلى كرم؟!‬

‫ألن هذه الشعوب البسيطة الفقيرة المسلمة قد قررت أن تقاطع؟! لو كانت الشركة فع ً‬
‫ل‬
‫جبارة وعملقة ‪ ،‬لماذا تهتم بمقاطعة بلد ل يمثل في سوقها إل القليل؟‬

‫ثم لماذا التضخيم المفزع لقوة الغرب؟ رأينا مؤخًرا بعد حوادث سقوط‬ ‫‪-‬‬
‫ت ما كان يدخل في حسابات أحد‬
‫الطائرات في أمريكا كيف تداعت وانهارت شركا ٌ‬
‫أنها تتأثر بإحداث عارضة ‪ ،‬ولو كانت جسيمة‪..‬‬
‫شركات الطيران المريكية تسرح أكثر من ‪ 120‬ألف عامل‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫شركة بوينج من أضخم تصنيع الطائرات في العالم تسرح ‪30‬ألف‬ ‫‪o‬‬
‫عامل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫شركة رولز رويس لتصنيع محركات الطائرات )وهي ثاني شركة‬ ‫‪o‬‬
‫في العالم( تقلل إنتاجها إلى النصف وتسرح آلف العمال‪.‬‬
‫إفلس شركة ساس السويسرية للطيران‪ ،‬وشركة سابينا البلجيكية‬ ‫‪o‬‬
‫في الطريق‪.‬‬
‫شركة يابانية واسترالية أغلقت أبوابها‪..‬‬ ‫‪o‬‬
‫هذا غير ما حدث لشركات السياحة والفنادق والمحلت التجارية‬ ‫‪o‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫س لها في شهر أو‬
‫ألهذه الدرجة تكون هذه الشركات من الضعف بحيث أن مقاطعة النا ِ‬
‫شهرين يؤدي إلى كل هذه التداعيات؟!‬

‫ولماذا قاطعها الناس؟ أليس خوًفا على حياتهم؟‬

‫ضا نقاطع الشركات اليهودية والمريكية خوًفا على حياة أهلنا في فلسطين ‪ ،‬وخوًفا‬
‫نحن أي ً‬
‫على حياتنا في المستقبل‪ ..‬من أدراك أنه لو قاطع المسلمون في جدية ستأتي شركة عملقة للمياه‬
‫ل وتسرح عمالها ‪ ،‬أو تأتي شركة جبارة للمطاعم وتغلق أبوابها‪ ..‬وقد شاهد المصريون‬
‫الغازية مث ً‬
‫بأعينهم كيف أغلق سوبر ماركت غربي هائل أبوابه بعد أسابيع قليلة من المقاطعة ‪ ،‬وذلك مع كل‬
‫العروض التي قدمها للناس ‪ ،‬ومع كل التخفيضات التي كان الشعب في أشد الحاجة إليها‪..‬‬

‫هذا نشاهده رأي العين‪ ..‬المهم‪ ،‬البداية‪..‬‬

‫إذا كانت هذه هي الفائدة الولى‪ ..‬وهي الخسارة المادية الملموسة والتي ستؤدي حتمًا إلى‬
‫إنقاص دخل إسرائيل‪.‬‬

‫الفـائـدة الثانية‪:‬‬

‫خسارة هذه الشركات ستؤدي إلى تغيير القرار السياسي في أمريكا من التحيز السافر‬
‫لسرائيل إلى غيره‪..‬‬

‫‪16‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫في هذه البلد يصل مغيرو السياسة وأصحاب القرار إلى مراكزهم في الكونجرس‬
‫والرئاسة عن طريق النتخابات الحرة‪ ..‬والتي تتأثر بدورها بجماعات الضغط هناك‪ ..‬ومن أكبر‬
‫جماعات الضغط في أمريكا جمعية رجال العمال ‪ ،‬والمكونة من أصحاب الشركات التي نفكر‬
‫نحن بمقاطعتها‪ ..‬ول شك أن هذه الشركات إذا لحظت تناقصًا مستمرًا في أرباحها ‪ ،‬فإنها‬
‫"ستضغط" على الحكومة المريكية لتغير من قراراتها‪.‬‬

‫إذًا الخسارة القتصادية تؤثر على القرار السياسي بوضوح ‪ ،‬وبالذات في هذه البلد‬
‫الرأسمالية‪ ..‬الشركات اليهودية ذاُتها قد تبيع إسرائيل إذا خسرت‪ ..‬المال مقدم على كل شيء‬
‫عندهم‪ ..‬ولعلكم تعرفون أن كثيرًا من العلميات الفدائية الفلسطينية تتم بتسهيلت من اليهود ذاِتهم‬
‫في نظير المال!!‪ ..‬ولعلكم تعرفون أيضًا أن معظم السلح الذي يشتريه المجاهدون الفلسطينيون‬
‫يكون عن طريق اليهود!!‬

‫ظا على المصالح ‪ ،‬ولبد أن يعلم الغرب أنه ‪ -‬وإن كان له‬
‫إذًا عندهم يغيرون القرار حفا ً‬
‫ح أخرى ‪ -‬أكثر حيوية ‪ -‬في بلد المسلمين‪.‬‬
‫ح حيويٌة في إسرائيل ‪ -‬فإن له مصال َ‬
‫مصال ُ‬

‫الفائـدة الثالثة‪:‬‬

‫هذه المقاطعة ستؤدي إلى استخدام البدائل الوطنية مما سيؤدي إلى انتعاشها ‪ ،‬وبذلك‬
‫يتقوى اقتصاد المة على ممتلكاتها ‪ ،‬وليس على ممتلكات الغير‪..‬‬

‫وهذه قضيٌة محوريٌة وأمٌر مصيري‪ ..‬هي ليست قضية جانبيًة أبًدا‪ ..‬والمة التي ل تملك‬
‫احتياجاتها ل تملك قرارها‪..‬‬

‫القضية ليست فقط خسارة للشركات اليهودية والمريكية‪ ..‬القضية قضية بناء أمة‪ ..‬وحياة‬
‫ل؟!‪ ..‬هم ل يملكون مناهج أفضل من‬
‫أمة‪ ..‬ما الفارق بين أمة السلم والصين أو اليابان مث ً‬
‫منهجنا ‪ ،‬ول شعبًا أفضل من شعبنا‪ ..‬والعقل السلمي يتفوق كثيًرا على عقولهم إذا توافقت‬
‫الظروف‪ ..‬لماذا ل نخلق الظروف التي تمكن أمتنا من التفوق؟!‬

‫‪17‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫بداية الصين واليابان كدول صناعية لم تكن بعيدة عن بدايتنا‪ ..‬بدأت الصناعات الصغيرة‬
‫ل جودة من المنتجات‬
‫ت أق ِ‬
‫المحلية ‪ ،‬وُقلل من الستيراد ‪ ،‬واعتمد الشعب في بادئ أمره على منتجا ٍ‬
‫الغربية ‪ ،‬ثم مرت اليام وتحسن النتاج ‪ ،‬ثم تفوق‪..‬‬

‫السيارات اليابانية من ثلثين سنة كانت ل تسوق إل في بلد العالم الثالث‪ ..‬أما الن‪..‬‬
‫السيارة اليابانية هي السيارة رقم واحد في أمريكا‪..‬‬

‫والحقيقة أن هذه النقطة تحتاج منا إلى وقفة وتعليق‪..‬‬

‫عن أي شيء يبحث المستهلك؟ إنه يبحث عن الجودة المناسبة والسعر المناسب‪ ..‬ول شك‬
‫أن المنتجات المستوردة كثيًرا ما تكون أكثر جودًة وأقل سعًرا‪ ..‬أما حسن الجودة فمفهوم ‪ ،‬للتقنية‬
‫العالية ‪ ،‬ولدقة النظام ‪ ،‬ولضخامة المصانع ‪ ،‬وللكفاءة المهارية ‪ ..‬لكن كيف يكون السعر أقل من‬
‫المنتج المحلي؟ كيف يأتي المنتج من آخر بلد الدنيا إلى بلدنا ثم نجده أرخص من منتجنا الُمصنع‬
‫في بلدنا؟! وليست منتجات الصين منا ببعيد!!‬

‫لماذا هذا السعر المنخفض؟!‬

‫‪-‬‬
‫الواقع إنه لعوامل عديدة منها رخص اليدي العاملة ‪ ،‬ول أعتقد أن اليدي العاملة‬
‫في بلدنا مكلفة جًدا‪..‬‬

‫‪-‬‬
‫ل ليبيعوا أكثر ‪ ،‬وهو مبدأ تجاري معروف ‪ ،‬ويستخدم‬
‫ومنها أنهم يكسبون قلي ً‬
‫ضا كثيًرا في بلدنا‪..‬‬
‫أي ً‬

‫‪-‬‬
‫ومنها أيضًا النتاج بكميات كبيرة جًدا تغطي التكلفة والرباح‪ ..‬وهذا ما ل يستطيع‬
‫المصنع المحلي أن يفعله خشية كساد السلعة‪..‬‬

‫‪18‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫وهنا يبرز دور المقاطعة‪ ..‬فلو قاطعنا المنتجات المستوردة ‪ ،‬فإن هذا سيشجع المصنع‬
‫المحلي على مضاعفة النتاج ‪ ،‬وبالتالي تخفيض السعِر إلى أدناه‪ ..‬أما وهو يعلم أنه لن يبيع إل‬
‫ت محدودة فإنه قد يوفر في التكاليف على حساب الجودة ‪ ،‬ويصبح المر دائرة ل نخرج منها‬
‫وحدا ٍ‬
‫أبًدا‪..‬‬

‫ومع ذلك فأنا أدرك أن الموضوع ليس بهذه البساطة‪ ..‬ليست النتيجة المباشرة للمقاطعة أن‬
‫يتم إصلح القتصاد المسلم ‪ ،‬ويتغير الحال‪ ..‬ولكن هناك بعض النقاط الهامة التي لبد من الشارة‬
‫إليها على عجالة‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫هناك الهزيمة النفسية التي يعاني منها كثير من أفراد المة السلمية ‪ ،‬والتي‬
‫تؤدي إلى أن كثيًرا من المسلمين ل يعتقدون في إمكانية إنتاج منتج محلي ينافس‬
‫صا‬
‫المنتج الغربي‪ ..‬أذكر صديًقا مصرًيا كان معي في أمريكا‪ ..‬ذهب ليشتري قمي ً‬
‫صا أعجبه ‪ ،‬ولما عاد إلى المنزل‬
‫من أحد المحلت الفخمة هناك‪ ،‬وانتقى قمي ً‬
‫اكتشف أن القميص صنع في مصر!!‪ ..‬اتصل بي بسرعة وهو حزين جًدا‪ ..‬يشعر‬
‫ضحك عليه!‪ ..‬سبحان ال!‪ ..‬وعلى قدر سعادتي بأن المنتج المصري ينافس‬
‫أنه قد ُ‬
‫المريكي والغربي في أمريكا ‪ ،‬على قدر حزني من الهزيمة النفسية القاسية التي‬
‫يعاني منها صاحبي‪ ..‬نحن نحتاج إلى ثقٍة بال ‪ ،‬وثقٍة بالنفس ‪ ،‬وثقٍة بالوطن ‪ ،‬وثقٍة‬
‫بأهلنا وعمالنا‪ ..‬يتبعها ثقٌة في المنتج إن شاء ال‪..‬‬

‫‪-‬‬
‫نقطة أخرى هامة‪ :‬إنه ليس معنى ذلك أن المنتج المحلي سيكون سريًعا على قدم‬
‫المساواة مع المنتج الغربي ‪ ،‬وفي كل التخصصات‪ ..‬أبًدا‪ ..‬لبد أن يعرف‬
‫المستهلكون المسلمون أنهم إذا أرادوا أمًة قويًة اقتصادًيا وسياسًيا‪ ..‬فلبد أن‬
‫يصبروا في البداية‪ ..‬ويقبلوا بما هو أضعف نسبًيا إلى أن يتحسن‪ ..‬لبد من‬
‫تضحية‪ ..‬وستكون تضحيٌة مأجورٌة إن شاء ال‪..‬‬
‫‪19‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫‪-‬‬
‫ضا نقطة أخرى في قضية استخدام البدائل الوطنية‪ ..‬وهي كلمٌة أوجهها إلى‬
‫ثم أي ً‬
‫المستثمرين وأصحاب الشركات والمصانع المحلية‪ ..‬أنت على ثغرة عظيمة‪..‬‬
‫حك‬
‫وأنت لها وأهلها‪ ..‬فراقب ربك في عملك‪ ..‬يرتفع أجرك في الخرة ويكثُر رب ُ‬
‫في الدنيا‪..‬‬

‫ثم بعض النصائح السريعة للمستثمرين المسلمين‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫أتمنى أن يتجه أصحاب رؤوس المال ولو كان صغيًرا إلى إنتاج ما يفيد المة‪:‬‬

‫‪o‬‬
‫ل من اللبان والشيبسي والمصاصة أشكال وألوان فلنتجه إلى أنتاج مستلزمات‬
‫بد ً‬
‫المستشفيات وآلت الزراعة والسماد واللكترونيات والورق‪..‬‬

‫‪o‬‬
‫ل من زراعة أنواع مختلفة من الفواكه‪ ..‬كنتالوب وفراولة ومانجو وكاكا‪..‬‬
‫بد ً‬
‫فلنزرع أرز وذرة وبطاطس وقطن وكتان‪..‬‬

‫‪o‬‬
‫ل من المضاربة في البورصة في شركات تنتج أفلمًا ومسلسلت ‪ ،‬أو شركات‬
‫بد ً‬
‫تنتج خمورًا ‪ ،‬أو بنوك ربوية ‪ ،‬فلنضع أموالنا في شركات بترول وحديد وأسمنت‬
‫وأدوية ودقيق‪..‬‬

‫‪o‬‬
‫ل من عمل مشروع قهوة أو كافتريا أو صالة بلياردو فلنبدأ مشروع استصلح‬
‫بد ً‬
‫أراضي ‪ ،‬أو مزرعة سمكية ‪ ،‬أو مدرسة متميزة وجادة‪..‬‬

‫‪20‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫‪o‬‬
‫ل من الستيراد من إسرائيل أو أمريكا أو الحرص على أخذ توكيل أمريكاني ‪،‬‬
‫بد ً‬
‫هيا نستورد من ماليزيا أو إندونيسيا أو تركيا أو سوريا أو مصر أو الجزائر‬
‫وستجد ما تريده إن شاء ال‪..‬‬

‫‪-‬‬
‫كلمة أخرى للمستثمرين وأصحاب الشركات المحلية الذين يقفون على ثغرة عظيمة‪..‬‬

‫‪o‬‬
‫أتمنى أن تهتم بإتقان العمل وجودة الصناعة ‪ ،‬حتى ل تفتن المسلمين ‪ ،‬فيتوجهوا‬
‫للشرق والغرب‪.‬‬

‫‪o‬‬
‫أتمنى أن نخفض من السعر قدر المستطاع ‪ ،‬وسيزيد الربح إن شاء ال‪.‬‬

‫‪o‬‬
‫أتمنى أن نحسن معاملة العمال في شركاتنا ‪ ،‬وتعطي حوافز مجزية على كثرة‬
‫النتاج ‪ ،‬وتبتسم في وجه العمال البسطاء ‪ ،‬وفي وجه العملء المشترين ‪ ،‬فبعض‬
‫الناس يلحظون فرًقا في المعاملة الحسنة في الشركات الجنبية والمعاملة الجافة‬
‫في بعض الشركات المحلية‪.‬‬

‫خلصة هذه النقطة أننا نريد مقاطعة للمنتج المريكي ‪ ،‬مقرونًة بتحسين وتجويد وشراء‬
‫للمنتج المحلي‪ ..‬وعلى المسلمين أن يصبروا في البداية ‪ ،‬وطريق اللف ميل يبدأ بخطوة‪.‬‬

‫الفائــدة الرابعـة‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫إذا حدث حصار اقتصادي على البلد في أي وقت ماذا سيكون موقفنا؟ وهذا وارد لتفه‬
‫السباب ‪ ،‬ودوام الحال من المحال‪ ..‬أهل العراق كانوا يتمتعون بمال وفير ‪ ،‬وخير كثير ‪ ،‬ثم ما‬
‫بين طرفة عين وانتباهتها يغير ال من حال إلى حال‪ ..‬وكذلك ليبيا كانت لها علقات بكل بلد‬
‫العالم ‪ ،‬ثم سقطت طائرة في منطقة "لوكربي" في اسكتلندا ‪ ،‬واتهم في إسقاطها رجلن من ليبيا ‪،‬‬
‫فحوصرت ليبيا اقتصادًيا ‪ ،‬وُفرضت عليها عقوبات‪ ..‬فمن يدري ؟! ماذا سيحدث في العالم غدًا ‪،‬‬
‫ويتخذونه ذريعة لحصار أي قطر إسلمي؟‪.‬‬

‫أليس من الحكمة أل نعتمد على المنتجات الغربية التي ستقطع لو حوصرت البلد‬
‫المسلمة؟‪ ..‬ماذا سيحدث لو سحبت هذه الشركات نفسها فجأة من السوق المحلي؟‪..‬‬

‫محل غربي كبير )سوبر ماركت( دخل السوق المصري بثقل كبير ‪ ،‬وفتح فروع كثيرة‬
‫جًدا ‪ ،‬وضخمة جًدا ‪ ،‬ورخص السعار بشكل لفت للنظار‪ ..‬ماذا كانت النتيجة؟‪ ..‬معظم‬
‫المحلت المحلية المجاورة أغلقت أبوابها‪ ..‬ولم تستطع أن تبيع شيًئا ‪ ،‬والمستثمر الجنبي على‬
‫استعداد أن يخسر في البداية ‪ -‬وخسارة كبيرة ‪ -‬في سبيل أن تغلق مصنعك أو محلك ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫يتحكم هو في السوق‪..‬‬

‫والخطر من هذا ‪ ،‬هو ماذا يحدث لو فتح محل مثل هذا ‪ ،‬وأغلق كل المتاجر الوطنية‬
‫المجاورة ‪ ،‬ثم انسحب فجأة من السوق إذا حدث حصار اقتصادي على البلد؟‬

‫كارثة محققة!!‪..‬‬

‫أنا أتخيل لو أنه حدث حصار اقتصادي على مصر في هذه الظروف ‪ ،‬ستغلق المستشفيات‬
‫‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬أبوابها‪ ..‬ل ترابيزات عمليات‪ ..‬ل كشافات إضاءة للعمليات‪ ..‬ل خيوط‪ ..‬ل‬
‫أدوات جراحية‪ ..‬ل قساطر‪..‬ل مشارط ‪ ..‬لماذا هذا العتماد المشين والمهين وغير الحكيم على‬
‫الغرب والشرق؟!‬

‫لماذا ل يحاول المسلمون أن يتعاونوا ويتكافلوا ويتبادلوا الخبرات فيما بينهم؟‬

‫باكستان لها تجربة عظيمة في إنتاج الدوات الجراحية ‪ ..‬لماذا ل يتعلم‬ ‫•‬
‫العالم السلمي منها بل ويستورد منها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫الجزائر لها تجربة رائدة في صناعة القناطر والسدود على النهار فليتعلم‬ ‫•‬
‫منها المسلمون ويستوردوا منها )مع العلم أن طاقتها النتاجية تكفي لسد احتياجات‬
‫‪ %60‬من البلد العربية ‪ ،‬بل ويمكن لهم أن يسدوا حاجة الدول العربية بكاملها ‪،‬‬
‫ويتجاوزوها إلى البلد السلمية ‪ ،‬لو ساهمت معهم بعض رؤوس المال‬
‫السلمية‪ ..‬لماذا ل يستثمر الممولون المسلمون أموالهم في مثل هذه المشاريع ‪،‬‬
‫ل من وضعها في البنوك المريكية والوروبية؟!‬
‫بد ً‬

‫مصر لديها تجارب كبيرة في صناعات الورق والنسيج والحديد وغيره‬ ‫•‬
‫‪..‬لماذا ل يستفيد العالم السلمي من هذه الخبرات؟‬

‫إذًا المقاطعة تجهزنا ليوم نحاصر فيه ‪ ..‬تجهزنا تجهيًزا إيجابًيا اختيارًيا ‪ ،‬وفي ظروف‬
‫أفضل جدًا من وقت الحصار الحقيقي‪ ..‬والحصار كما رأينا في سيرة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم سياسية قديمة غير مستبعدة في أي زمان‪ ..‬وليس من الحكمة أبدًا افتراض عدم حدوثه‪.‬‬

‫الفائـدة الخامسة‪:‬‬

‫ضا إلى معرفة‬


‫المقاطعة ستؤدي إلى التذكر المستمر للعدو الحقيقي للمسلمين ‪ ،‬وستؤدي أي ً‬
‫ووضوح وتذكر الصديق ‪ ،‬وبذلك يتميز الحق والباطل ‪ ،‬ويتميز العدو والصديق‪..‬‬

‫الناس من عادتها أن تنسى مع مرور الوقت وتغير الظروف‪ ..‬قد يبتسم الظالم في وجهك‬
‫حا ‪ ،‬ويفتح لك صدره متودًدا ‪ ،‬ومع ذلك هو مستمر في ظلمه ‪ ،‬فينسى‬
‫يوًما ‪ ،‬ويمد إليك يده مصاف ً‬
‫الناس الظلم لختفائه خلف البتسامة والتودد!!‪..‬‬

‫حا ومعاهًدا ومبتسًما ‪ ،‬والجميع يعلم‬


‫ل يده مصاف ً‬
‫ل عندما مد مناحم بيجن مث ً‬
‫حدث ذلك مث ً‬
‫ب مجزرة دير ياسين ‪ ،‬ومازال يقبع بجيوشه في بلٍد مغتصبٍة ‪ ،‬ظالًما المليين دون‬
‫أنه صاح ُ‬
‫اكتراث‪ ..‬نسي الناس ذلك ‪ ،‬ونظروا إليه على أنه رجل السلم ‪ ،‬ثم ما لبث أن مرت اليام وأخذ‬
‫المجرم السفاح جائزة نوبل للسلم ‪ ،‬وصدق المسلمون الكذوبة!!‬

‫‪23‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫استمرار المقاطعة يجعلنا في حالة استنفار دائم ‪ ..‬فل ننسى عدونا مهما تغير الزمان ‪ ،‬أو‬
‫تغيرت الظروف‪ ..‬استمرار المقاطعة يعيننا على تربية أبناؤنا بطريقة يعرفون فيها عدوهم‪..‬ول‬
‫يخفى على عاقل أي فائدة هذه‪.‬‬

‫الفـائـدة السادسة‪:‬‬

‫أن هذه المقاطعة ستقضي على النبهار المسيطر على الناس من كل ما هو يهودي أو‬
‫أمريكي أو غربي أو مستورد‪ ..‬لقد سيطرت حالٌة من النبهار على الناس شملت البضائع وغير‬
‫البضائع‪ ..‬بل شملت الشخاص وشملت الفكار‪ ..‬فالرجل المريكاني في نظر كثير من الناس أبعُد‬
‫ف دماء ‪ ،‬بل وأكثر اعطًفا وحناًنا!!‪..‬‬
‫ع خطوة ‪ ،‬وأخ ُ‬
‫ل ‪ ،‬وأسر ُ‬
‫نظًرا ‪ ،‬وأقوى شكيمة ‪ ،‬وأذكى عق ً‬

‫استمرار المقاطعة سيقضي كثيًرا على هذا النبهار المخيف‪ ،‬وستعلم المة أنها تستطيع أن‬
‫تعيش بدون أمريكا ‪ ،‬بل وبدون الغرب جميًعا‪ ،‬هذا إذا ما أرادت المة أن تعيش‪..‬‬

‫الفـائـدة السابعة‪:‬‬

‫حا من النجاحات نتيجة‬


‫المقاطعة سترفع معنويات الشعوب المسلمة عندما ترى نجا ً‬
‫للمقاطعة‪:‬‬

‫حا أجنبًيا ضخًما بفروع متعددة ‪ ،‬وأعداد هائلة من العمال ‪،‬‬


‫عندما ترى صر ً‬ ‫‪-‬‬
‫ح الكبيَر يغلق أبوابه نتيجة‬
‫وأموال ل تحصى ‪ ،‬وقدرات ل تنتهي‪ ..‬عندما ترى هذا الصر َ‬
‫المقاطعة ‪ ،‬معلنا فشله الذريع في كسر إرادة الشعب البي الفاهم الواعي‪ ..‬هذا وال هو‬
‫النجاح بعينه‪..‬‬

‫عندما تمر على محلت المريكان للطعمة فتجدها خاوية على عروشها ‪ ،‬وقد‬ ‫‪-‬‬
‫ازدحمت المحلت المحلية بالرواد‪ ..‬أليس هذا انتصاًرا؟!‪..‬‬

‫عندما تشاهد تكالًبا من محلت الغرب على اكتساب الزبائن عن طريق الخصم‬ ‫‪-‬‬
‫ضا من الناس مع حاجتهم أحياًنا ‪ ،‬ومع‬
‫والهدايا والمسابقات والحفلت ‪ ،‬ثم تجد أعرا ً‬

‫‪24‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫رغبتهم أحياًنا أخرى‪ ..‬لكنهم ُيعرضون مقاطعة لهم ‪ ،‬وبعًدا عنهم‪ ..‬عندما تشاهد هذا‪ ..‬اعلم‬
‫أن الشعب قد نجح بالفعل‪..‬‬

‫عندما تقرأ عن محل أطعمة أمريكي شهير يخسر حوالي ‪ %35‬خمسة وثلثين‬ ‫‪-‬‬
‫بالمائة من دخله المعتاد في الشرق الوسط ‪ ،‬وذلك في السابيع الولى للنتفاضة ‪ ،‬فاعلم‬
‫س جيد لنجاح المة‪..‬‬
‫أن هذا مقيا ٌ‬

‫عا من النتصار ‪ ،‬وسترى لوًنا من‬


‫وهكذا بالمقاطعة وملحظة النتائج ستعيش المة نو ً‬
‫النجاح هي في أشد الحاجة إليه‪..‬‬

‫الفـائدة الثامنة‪:‬‬

‫استمرار المقاطعة سيحدث حالة من الرعب عند أعداء المسلمين مقابلة لحالة الشعور‬
‫بالفخر والنصر عند المسلمين‪..‬‬

‫سيشعر أعداء المسلمين بالهزيمة في مجال من المجالت ‪ ،‬وسيشعرون بالهلع عندما‬


‫يشاهدون وحدة الصف المسلم في كل القطار السلمية ‪ ،‬وسيشعرون بالصغار عندما يلحظون‬
‫قوة إرادة المة في مقاطعتها لهم مع احتياجها إليهم ‪ ،‬وسيشعرون بالذل الواضح أمام عزة السلم‬
‫والمسلمين‪..‬‬

‫هذه كُلها بوادُر نصر‪ ..‬والهزيمة النفسية لعدونا من أشد أنواع الهزائم ‪ ،‬وصدق رسولنا‬
‫الكريم صلى ال عليه وسلم إذ قال‪" :‬نصرت بالرعب مسيرة شهر"‪..‬‬

‫الفـائدة التاسعـة‪:‬‬

‫ل فكرة‬
‫المقاطعة تربية عظيمة للنفس بأن تحرمها من شيٍء اعتادت عليه‪ ،‬وذلك مث ُ‬
‫الصيام‪ ..‬أنت في نهار رمضان تمنع نفسك عن الطعام والشراب ‪ ،‬وهما في الصل من المور‬
‫الحلل‪ ..‬فإن استطعت ذلك فأنت على تجنب الحرام أقدر‪ ..‬هذا نوع من التربية‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه كان ل يأكل السكَر مع رغبته فيه‪ ..‬وليس السكر بحرام‪..‬‬
‫لكنه يربي نفسه‪" ..‬اخشوشنوا فإن النعمة ل تدوم"‪..‬‬

‫نريد أن ُنعّود أنفسنا على كسر الروتين اليومي في حياتنا ‪ ،‬وعلى التغلب على شهواتنا ‪،‬‬
‫وعلى النتصار على أنفسنا ‪ ،‬وعلى تغليب المصلحة العامة للمة على المصلحة الخاصة‬
‫للفراد‪..‬‬

‫ووال ‪..‬لو خرجنا من المقاطعة بهذا الدرس العظيم‪ ..‬درس التربية‪ ..‬لكان هذا مكسًبا ل‬
‫يقارن بما قبله من المكاسب‪..‬‬

‫الفـائـدة العاشـرة‪:‬‬

‫وأختم بها الفوائد‪ ..‬وأنا أعتبر أن أهم فوائد المقاطعة هي هذه الفائدة العاشرة‪ ..‬وهي أننا مع‬
‫إخلص النوايا في نصرة السلم والمسلمين ‪ ،‬وفي مساعدة إخواننا في فلسطين ‪ ،‬وفي تقوية‬
‫اقتصاد المسلمين ‪ ،‬وفي تربية المة المسلمة ‪ ،‬مع إخلص النوايا في كل هذه المور ‪ ،‬فإننا نرجو‬
‫ل وكرًما‪..‬‬
‫ضا ورحمًة وفض ً‬
‫من ال ثواًبا ‪ ،‬ونسأله عوًنا ‪ ،‬ونتوقع منه نصًرا ‪ ،‬وننتظر منه ر ً‬

‫هذا كله بالضافة إلى الفتوى التي أصدرها كثير من الفقهاء "بتحريم" شراء المنتجات‬
‫اليهودية والمريكية ‪ ،‬وبالذات في هذه الظروف‪ .‬وأيضًا "تحريم" إبراز رموز هذه المحلت أو‬
‫العلن عنها‪ ،‬ومن هؤلء الفقهاء الدكتور العالم الفاضل يوسف القرضاوي‪..‬‬

‫ت المقاطعة تكون هي المرجحة لكفتنا يوم القيامة‪" ..‬يوم‬


‫يا أخي – ما أدراك – لعل حسنا ِ‬
‫ل ينفع مال ول بنون ‪ ،‬إل من أتى ال بقلب سليم"‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ضا‪ ..‬أرى أن المقاطعة تعتبر من السلحة‬


‫لهذه السباب مجتمعة وقد يكون لغيرها أي ً‬
‫الحتمية التي يجب على المسلمين جميًعا أن يتحدوا في القيام بها‪ ..‬نسأل ال أن يعيننا عليها ‪ ،‬وأن‬
‫يتقبلها منا ‪ ،‬وأن يجعلها في ميزان حسناتنا أجمعين‪..‬‬

‫شبهات وردود حول المقاطعة‬

‫يثير هذه الشبهات طوائف مختلفة من الناس‪:‬‬

‫فمنهم من يستفيد ذاتيًا من الشركات المريكية أو الصهيونية ‪ ،‬ولذا فهو‬ ‫•‬


‫يدافع عن مصالحه‪..‬‬

‫ومنهم المسلم الذي يجهل حقائق المور ‪ ،‬وفوائد المقاطعة ‪ ،‬فهو ينكرها‬ ‫•‬
‫ل ‪ ،‬ولو شرحت له أبعادها لقاطع‪..‬‬
‫جه ً‬

‫ومنهم المسلم المتكاسل المترف الذي ل يقوى على مفارقة روتين حياته‬ ‫•‬
‫اليومي‪..‬‬

‫ومنهم المسلم المهزوم نفسيًا ‪ ،‬والذي يشعر أنه ل أمل في حرب هؤلء‪..‬‬ ‫•‬

‫ومنهم العدو الحاقد الذي يسرب إشاعاته إلى أمتنا بغية تحطيمها وإبادتها‪..‬‬ ‫•‬

‫وقد يكون منهم المسلم المتحمس الواعي الذي يقاطع بحمية ‪ ،‬ثم مع مرور‬ ‫•‬
‫الوقت يفتر أو ينسى‪.‬‬

‫كل هذه الطوائف – وقد يكون هناك غيرها – تساهم في محاولة سحب سلح المقاطعة‬
‫الهام والستراتيجي من أيدي المسلمين‪ .‬ولذا وجب علينا أن نبحث عن هذه الشبهات ‪ ،‬ونرد عليها‬
‫تباعًا ‪ ،‬حتى نحافظ على فعالية هذا السلح الخطير‪..‬‬

‫‪27‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫عددت لكم من هذه الشبهات خمسة‪:‬‬

‫الشبهة الولى ‪:‬‬

‫تقول أن اليدي العاملة في هذه المحلت وطنية ‪ ، %100‬وغلق المحلت سيؤدي إلى‬
‫تشريد اللف أو المليين على نطاق أمة المسلمين‪ ..‬كما سيؤدي إلى خسارة رأس المال‬
‫الوطني صاحب التوكيل‪..‬‬

‫وللرد على هذا نقول‪:‬‬

‫‪-1‬نحن جميًعا متفقون أن الشركة الجنبية ما جاءت إلى البلد المسلمة ‪ ،‬بحدها وحديدها ‪،‬‬
‫ت حًبا في مصلحة البلد أو تأثًرا‬
‫وما لها ورجالها وأفكارها ‪ ،‬إل بغية الربح وجمع المال‪ ..‬ولم تأ ِ‬
‫بحال الفقراء‪ ..‬كما أنها لم تعط توكيلت للمسلمين رأفة بحال المستثمرين منهم!!‬

‫إذًا متفقون أن عملنا في شركاتهم ســيؤدي حتًمــا إلــى قــوتهم ‪ ،‬وزيــادة أمــوالهم ‪ ،‬وتوســيع‬
‫أعمالهم ‪ ،‬وتثبيت دعائمهم‪..‬‬

‫وهذا – في الحقيقة ‪ -‬ل ينبغي لنا فعله ‪ ،‬إذا كنا مستيقنين بعدائهم ‪ ،‬أو بمساعدتهم‬
‫لعدائنا ‪ ،‬وبالذات في أوقات الحروب والزمات‪ ..‬حتى لو كانت خسارُتنا حتمية‪..‬‬

‫‪-2‬أين كان يعمل هؤلء المسلمون قبل أن تفتح الشركة الجنبية أبوابها لهم؟؟ ألم يكن‬
‫ل في محل الكباب الوطني؟‪..‬‬
‫العامل الذي يعمل الن في محل الدجاج أو البيتزا المريكاني عام ً‬
‫والعامل الذي يبيع في السوبر ماركت الغربي ألم يكن يبيع في السوبر ماركت الوطني؟‪ ..‬والعامل‬
‫الذي يعمل في محطة بنزين غربية )ومعظم رأس مالهم يهودي( ألم يكن يعمل في محطة بنزين‬
‫وطنية؟‪ ..‬وهكذا‪..‬‬

‫‪28‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫‪-3‬الخسارة المتوقعة للعمال في فارق المرتبات ‪ ،‬ولرؤوس المال في الرباح خسارٌة‬


‫ب وكيد وتدبير من قبل أعدائنا ‪ ،‬ل لفلسطين فقط ‪،‬‬
‫مقبولة‪ ..‬فنحن في حالة مواجهة لمؤامرٍة وحر ٍ‬
‫ولكن لعموم أمة المسلمين‪..‬‬

‫إذا اعتدى عدو على بلدك‪ ..‬هل تقاتُله لترَده ‪ ،‬أم تقول أن القتال فيه خسارة سلح ‪،‬‬
‫وخسارة مال وخسارة معمار ‪ ،‬بل وخسارة نفس‪ ..‬إنك تقاتله‪ ..‬والخسائر تصبح ل قيمة لها إذا‬
‫قورنت برد العدوان‪..‬‬

‫ضا فالخسائر المتوقعة مقبولة ‪ ،‬لنها نوع من رد العدوان على القتصاد المسلم‬
‫وهكذا أي ً‬
‫والشعوب المسلمة‪ ..‬ثم إن هذه الخسارة مؤقتة ‪ ،‬ولو تحسن النتاج المحلي وزاد ‪ ،‬لعاد الوضع‬
‫أفضل مما كان عليه من قبل‪.‬‬

‫‪ -4‬نحن المسلمون نختلف عن غيرنا من البشر في أننا نعتقد تماًما أن الرزق مضمون من‬
‫رب العالمين‪" ..‬وفي السماء رزقكم وما توعدون"‪ ..‬ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها‬
‫وأجلها ‪ ،‬فاتقوا ال وأجملوا في الطلب ‪ ،‬فالنسان المسلم يقتنع بأنه لن يقل رزقه الذي قسمه ال له‬
‫بانتقاله من مكان إلى آخر‪ ..‬فإن قيل بأن هذا أخذ بأسباب الرزق ‪ ،‬فإننا نقول اللهم ل تجعل رزقنا‬
‫أجوًرا من أعداءنا‪ ..‬فليس من جمال الطلب أبًدا أن أطلب رزقي من قاتل إخواني‪..‬‬

‫‪-5‬صاحب رأس المال الوطني عندما يشاهد ُبعد الناس عن المنتج اليهودي أو المريكي‬
‫سيفكر ألف مرة قبل أن يأخذ توكًيل من شركة يهودية أو أمريكية ‪ ،‬وبذلك مع مرور الوقت سيجد‬
‫ل المناسبة ‪ ،‬وستدور الدورة من جديد ‪ ،‬ولكن لصالح المسلمين‪.‬‬
‫أصحاب رؤوس الموال البدائ َ‬

‫‪-6‬أل يشعر المسلمون بالنفة والغيظ والهم والنكد لنهم يعملون في مصانع وشركات تؤيد‬
‫اليهوَد ‪ ،‬سواء عن طريق الضرائب أو المساعدات المباشرة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫لقد كان المصريون في السابق يأنفون من العمل في مصانع وشركات وثكنات النجليز‬
‫لنهم محتلون للبلد‪ ..‬كذلك كان يفعل الليبيون مع الطليان ‪ ،‬والجزائريون مع الفرنسيين‪ ..‬فما الذي‬
‫تغير؟ هل تغيرت الظروف أم تغيرت النفوس؟!‬

‫أليس لراحة النفس بالعمل في شركات المسلمين ثمن؟!‬

‫ن لهذه الراحِة النفسية هو فارق المرتب فإنه ثمن زهيد‪ ..‬حق‬


‫وال ‪ ،‬أرى أنه لو كان الثم ُ‬
‫زهيد‪..‬‬

‫‪ -7‬اعتبر فارق المرتب هذا صدقة على المجاهدين ‪ ،‬وإسهاًما في قضية فلسطين ‪ ،‬وإنفاًقا‬
‫في سبيل ال ‪ ،‬وما نقص مال من صدقة‪ ..‬وستعوض من طريق آخر‪ ..‬أو ُيسد عنك باب إنفاق ‪..‬‬
‫هذا ما ل يشك فيه مؤمن‪..‬‬

‫الشبهة الثانية‪:‬‬

‫إننا بهذه المقاطعة نستعدي الشعب المريكي علينا ‪ ،‬فالشعب شيء والحكومة شيء‬
‫آخر‪.‬‬

‫وعلى هذه الشبهة نرد ونقول‪:‬‬

‫‪ -1‬المقاومة حق مشروع ل يختلف عليه اثنان‪ ..‬نحن ندافع عن اقتصادنا وعن بلدنا وعن‬
‫إخواننا ‪ ،‬وليس من المعقول أبًدا أن أطلب ُوَد قاتلي ‪ ،‬وأن أسعى إلى رضا ذابحي‪..‬‬

‫إذا كان هناك اقتصاٌد سيعاني من أجل اقتصاد آخر ‪ ،‬فإنه من واجبنا أن نهتم باقتصادنا‬
‫وإخواننا ‪ ،‬ولو كان على حساب اقتصادهم ‪ ،‬دون ظلم لهم أو عدوان‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫أمريكا نفسها لما رأت السيارات اليابانية تغزو السوق المريكي ‪ ،‬وتؤدي إلى كساد‬
‫السيارات المريكية رفعت الجمارك عليها ‪ ،‬لتجبر الناس على شراء المنتج الوطني‪..‬‬

‫‪ -2‬لماذا الفصل بين الحكومة والشعب؟‪ ..‬من أين أتت الحكومة؟! ألم تأت من الشعب؟‬
‫ومن الذي صعد بالرئيس المريكي والكونجرس المريكي أصحاب القرارات الظالمة إلى كرسي‬
‫الحكم؟ أليس الشعب المريكي؟ ومن الذي يوافق على الظلم المريكي في الستفتاءات المتكررة؟‬
‫أليس الشعب المريكي؟!‪..‬‬

‫عاصرت مظاهرة في نيويورك قامت بها هيلري كلينتون عضو الكونجرس عن دائرة‬
‫نيويورك ‪ ،‬ومعها عدد كبير من الشعب المريكي ‪ ،‬تطالب بوقف الرهاب الفلسطيني ‪ ،‬وتنادي‬
‫أن يفك الفلسطينيون الحصار عن اليهود!! وسبحان ال‪ ..‬شر البلية ما يضحك!!‬

‫‪ -3‬الحكومة المريكية نفسها أتت بكثير من الشركات المريكية ‪ ،‬وفرضتها على كثير من‬
‫دول المسلمين ‪ ،‬للتجارة أو للعمار أو للتوظيف‪ ..‬وكثير من هذه الشركات كانت تتجه إلى إفلس‬
‫مؤكد ‪ ،‬لول تدخل الحكومة المريكية بفرضها على بلد المسلمين‪ ..‬لن نجاح هذه الشركات في‬
‫النهاية هو نجاح للحكومة المريكية ‪ ،‬وقوة هذه الشركات في النهاية هي قوة للحكومة المريكية‪..‬‬
‫وبالذات الشركات العملقة التي توزع في أنحاء الرض ‪ ،‬بما فيها بلد المسلمين‪ ..‬فتستطيع أن‬
‫تعتبرها – بل مبالغة – جزًءا رئيسًيا من الحكومة‪.‬‬

‫الشبهة الثالثة‪:‬‬

‫أن هذه الشركات ستنعش القتصاد المسلم بإنفاقها الموال الغزيرة داخل بلدنا ‪،‬‬
‫وبإقامتها للمشروعات العملقة‪.‬‬

‫وعلى هذه الشبهة نرد ونقول‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ل داخــل البلــد وتخــرج خاليــة ؟ أم أنهــا‬


‫‪ -1‬هل ســتنفق هــذه الشــركات ‪10‬مليــون دولر مث ً‬
‫ستخرج بأضعاف ما دخلت به؟!‬

‫‪ -2‬هذا إنعاش مؤقت لنه يقوم على شفا جرف هار‪ ..‬وإل فكيف تكون البنية الساسية في‬
‫القتصاد مملوكة لفريق ل يستغرب عداؤه ‪ ،‬ول ُيتوقع استمرار ولئه‪..‬‬

‫‪ -3‬ما أدراك أن وراء المور أمور‪ ..‬وأن هذه الشركات أو المصانع أو الهيئات تهدف في‬
‫النهاية إلى إضعاف ‪ ،‬أو إهلك القتصاد المسلم‪ ..‬بطريقة نعلمها أو ل نعلمها‪.‬‬

‫وليس ببعيد ما فعله خبراء الزراعة اليهود الذين استخدموا أسمدة أدت إلى إنتاج أنواع‬
‫عظيمة من الفاكهة والخضراوات عاًما أو عامين ‪ ،‬ثم أدت بعد ذلك إلى بوار الرض‪ ..‬ومثل‬
‫شركات السمنت التي ل تستطيع أن تقيم مصانعها في بلدها خشية التلوث ‪ ،‬فتأتي بالمصانع إلى‬
‫بلدنا‪ ..‬وعلى نفسها جنت براقش!!‬

‫الشبهة الرابعة‪:‬‬

‫إن هناك أشياء ل تصنع من الصل في بلدنا ول في بلد المسلمين‪ ..‬ولبد من استيرادها‬
‫من الغرب‪..‬‬

‫وعلى هذه الشبهة نرد ونقول‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫في حالة الضطرار الكيد فإننا نأخذ حكم المضطر في ذلك ‪ ،‬إلى أن يفتح ال‬ ‫‪-1‬‬
‫علينا بتصنيع ما نحتاج إليه ‪ ..‬مع ملحظة أن الضطرار يجب أن يكون اضطرارًا‬
‫حقيقيًا وليس نوعًا من الترف‪.‬‬

‫العالم به بدائل أخرى وإن لم تكن مسلمة ‪ ،‬لكنها من دول ل تعلن العداء السافر‬ ‫‪-2‬‬
‫للمسلمين ‪ ،‬فل مانع من الستعانة المؤقتة بها‪.‬‬

‫لبد أن يسعى المسلمون لعدم استيراد المنتج ‪ ،‬ولكن لستيراد تكنولوجيا‬ ‫‪-3‬‬
‫التصنيع ‪ ،‬بحيث يستطيع المسلمون مع مرور الوقت أن يكملوا احتياجاتهم ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫يصنعون تكنولوجيا التصنيع ‪ ،‬وليس هذا بمستحيل‪.‬‬

‫على العقول المسلمة المهاجرة إلى بلد الغرب أن تعود إلى بلد المسلمين‪ ..‬فليس‬ ‫‪-4‬‬
‫من المعقول أن يبقى علماء الذرة يعلون من شأن الطاقة النووية المريكية ‪ ،‬ويبقى علماء‬
‫الكيمياء والفيزياء يعلون من شأن المعامل المريكية ‪ ،‬ويبقى علماء الطب يعالجون‬
‫المريكان ويتركون المسلمين في مرضهم‪..‬‬

‫الشبهة الخامسة‪:‬‬

‫إن بعض الناس يقولون أنهم ل يستطيعون أن يعيشوا بدون بعض المنتجات الغربية‪..‬‬

‫وعلى هذه الشبهة نرد ونقول‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫اعتبر تخليك عن هذه الشياء هو جهاد في سبيل ال‪ ..‬نعم‪ ..‬استحضر فيه النية‬ ‫‪-1‬‬
‫وستؤجر أن شاء ال‪ ..‬وهو اختبار‪ ..‬والجر على قدر المشقة‪ ..‬واعلم أنك إن كنت ل‬
‫تحب الشيء الذي تقاطعه فليس هذا باختبار‪ ..‬بل الختبار أن تقاطع ما تحب ‪ ،‬بل ما‬
‫تغلغل حبه في قلبك ‪ ،‬رغبة فيما هو أعظم‪ ..‬وهو الجر‪.‬‬

‫أحيانًا يسيطر العلم على أفكارنا بحيث تتخيل الحياة صعبة بدون شيء معين‪..‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عندما ترى إعلن المياه الغازية تشعر أنه لن تستقيم لك حياة ‪ ،‬ولن يصلح لك حال ‪ ،‬ولن‬
‫تقوى لك عزيمة ‪ ،‬إل بكوب المياه الغازية!!‪..‬‬

‫وال ‪ ،‬كوب عصير القصب أو التمر هندي أو الكركديه أفيد مائة مرة من المياه‬
‫الغازية‪ .‬ودائمًا ما ينصح الطباء الناس بتجنب المياه الغازية ‪ ،‬وبالذات مرضى القولون‬
‫العصبي ومرضى المعدة من قرحة أو التهابات أو خلفه ‪ ،‬وأيضًا بعض الطباء يربطون‬
‫هذه المشروبات بزيادة معدل تكوين الحصوات في الكليتين‪..‬‬

‫مع الحذر أنه ليس المقصود أن نقاطع المشروب الغازي المريكي ثم نستبدله‬
‫بمشروب وطني تنتجه شركة من شركات الخمور الوطنية ‪ -‬حتى بفرض أنه خالي من‬
‫الكحول ‪ -‬فهو في النهاية تقوية لشركة من شركات الخمور ‪ ،‬ولعن ال من صنع الخمور‬
‫أو باعها‪..‬‬

‫وفي النهاية إذا لم يستطع أحد الفراد أن يقاطع منتجًا بعينه‪ ..‬فقدر ال وما شاء‬ ‫‪-3‬‬
‫فعل!‪ ..‬يستعمله ولكن يقاطع المنتجات الخرى المريكية واليهودية‪ ..‬وما ل يدرك جله ‪،‬‬
‫ل يترك كله‪..‬‬

‫‪34‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫فن المقاطعة‬

‫نريد أن نصل في النهاية إلى ما اسميه بفن المقاطعة أو البداع في المقاطعة أو التطور في‬
‫المقاطعة‪ ..‬وأعرض ذلك تحت خمسة عناوين ‪ ،‬والمر مفتوح لعامة المسلمين الغيورين على‬
‫أمتهم ‪ ،‬ليسهموا بإسهاماتهم ‪ ،‬ويدلوا بدلوهم ‪ ،‬وجزا ال خيرًا كل من ساهم في تفعيل سلح‬
‫المقاطعة الخطير‪..‬‬

‫)‪ (1‬المقاطعة المتخصصة‪:‬‬

‫بمعنى أنه بالضافة إلى عمل قوائم للمنتجات اليهودية والمريكية ‪ ،‬والتي يقاطعها‬
‫كل الناس ‪ ،‬يجب عمل قوائم أخرى تخصيصية أخرى توزع على أصحاب التخصص‬
‫الواحد‪ ،‬ول داعي لشغل بقية المة بها‪..‬‬

‫ل الدوية‪ :‬من المعروف أن عامة المة ل يصفون لنفسهم الدوية ‪ ،‬فليس‬


‫مث ً‬
‫هناك داعي أن يعرف الناس جميًعا مصادر الدوية ‪ ،‬لكن من المهم جًدا أن يعرف ذلك‬
‫الطباء والمستشفيات والصيدليات ‪ ،‬فتوزع قوائم بالدوية على هذه الطائفة فقط من‬
‫الناس‪ .‬بل أنه من الممكن زيادة التخصص داخل طوائف الطباء المختلفة ‪ ،‬فالدوية التي‬
‫يستعملها طبيب القلب غير الدوية التي يستعملها طبيب العيون غير التي يستعملها الجراح‬
‫فإذا قام طبيب من كل مجموعة بعمل قوائم للدوية التي يحتاج إليها تخصصه ‪ ،‬ووزعها‬

‫‪35‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫ل لتفكيرهم ‪ ،‬وادعى‬
‫على زملئه في التخصص ‪ ،‬سيكون ذلك أكثر فائدٍة لهم ‪ ،‬وأقل شغ ً‬
‫لستجابتهم‪ ..‬وهكذا المهندسون ‪ ،‬وهكذا الزراعيون ‪ ،‬وهكذا الكيميائيون‪..‬‬

‫ضة‪:‬‬
‫)‪ (2‬المقاطعة الُمعو َ‬

‫ضا في فن المقاطعة أن ترشد بوضوح إلى البديل‪ ..‬اسميها )المقاطعــة المعوضــة(‪..‬‬


‫أي ً‬
‫لبد أن نبحث عن البديل الوطني ‪ ،‬وندل عليه ‪ ،‬ونعرف الناس به‪ ..‬من المهم أن نثير ذلــك‬
‫ل واحــد منــا البــدائل لقــاربه وأصــحابه وزملئه فــي العمــل ‪،‬‬
‫ب كـ ُ‬
‫فــي مجالســنا ‪ ،‬أو يكتـ َ‬
‫وهكذا ‪ ،‬حتى نسهل على الناس المقاطعة‪..‬‬

‫)‪ (3‬المقاطعة المتطورة‪:‬‬

‫أيضًا في فن المقاطعة البحث عن التطورات في السوق والهتمام بها ونشرها‪:‬‬

‫قد تشتري شركة يهودية أو أمريكية شركة أخرى ‪ ،‬فننبه إلى ذلك كما حدث عندما‬ ‫‪-‬‬
‫اشترت مؤخًرا شركة بطاطس أمريكية شركة أخرى وطنية‪..‬‬

‫قد تغلق شركة أمريكية أبوابها نتيجة المقاطعة ‪ ،‬فيشار إلى ذلك لتحميس الناس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قد تتبرع أحد المحلت المريكية لسرائيل مباشرة ‪ ،‬فينشر ذلك حتى يشجع الناس‬ ‫‪-‬‬
‫على المقاطعة ‪ ،‬كما حدث من شركة كبيرة للدوية ‪ ،‬فقــد تــبرعت لنشــاء المســتوطنات ‪..‬‬
‫وكما حدث من مطعم أمريكي مشهور أنه تبرع بدخل يوم السبت لسرائيل ‪ ،‬وكما تبرعت‬
‫شركة مياه غازية مشهورة بمبالغ ضخمة بالضافة إلى دعاية سافرة لسرائيل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫)‪ (4‬المقاطعة المستمرة‪:‬‬

‫ضا في فن المقاطعة الحديث عنها بصفة مستمرة ‪ ،‬والتذكير بها دائمًا ‪ ،‬ففي عادة‬
‫أي ً‬
‫سا جدًا لشيء ‪ ،‬لكن ينساه مع مرور‬
‫الناس أن تنسى ‪ ،‬وكثيًرا ما يكون المرء متحم ً‬

‫‪36‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫الوقت ‪ ،‬فإن أعيد التذكير به عاد حماسه ‪ ،‬وبالذات إذا أشير إلى حال المسلمين في‬
‫فلسطين ‪ ،‬وكيف يفعل بهم اليهود وأعوانهم‪..‬‬

‫)‪ (5‬المقاطعة المبتكرة‪:‬‬

‫من المؤكد أن هناك ابتكارات كثيرة في هذا الفن ‪ ،‬وليس المجال يتسع لشرح هذه‬
‫المور ‪ ،‬لكن من المؤكد أن عقول المسلمين ل تنضب عن الفكار الحسنة والذكية‪ ..‬مثل‬
‫استخدام النترنت ‪ ،‬أو رسائل المحمول ‪ ،‬أو العلن في الفضائيات ‪ ،‬أو غير ذلك من‬
‫البتكارات ‪ ،‬وال ولي التوفيق‪.‬‬

‫إخواني في ال‪ ..‬من قلبي – وال – أقولها لكم‪:‬‬

‫المقاطعة سلح هام جًدا وفعال جًدا ومؤثر جًدا‪ ..‬ول يجب أبًدا أن يتهاون فيه‬
‫المؤمنون‪ ..‬وسيؤتي ثماره إن شاء ال طيبًة حسنًة ‪ ،‬في الدنيا والخرة‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫وختاًما‪....‬‬

‫كلمة أخيرة‪..‬‬
‫أخي المقاطع في سبيل ال‪..‬‬

‫ل شك أنك ستتألم من مقاطعتك‪ ..‬ل شك في ذلك‪ ..‬بل هو ألٌم كبير‪ ..‬وليس هذا بمستغرب‪..‬‬
‫فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر‪..‬‬
‫اعلم أنك إن كنت تألم ‪ ،‬فألمك بأجر‪ ..‬أما هم فيألمون ‪ ،‬وعليهم الوزر‪" ..‬إن تكونوا تألمون‬
‫فإنهم يألمون كما تألمون ‪ ،‬وترجون من ال ما ل يرجون"‪..‬‬
‫ق وأفغانستان‪ ..‬تذكر أنهم حرموا دون‬
‫تذكر إخوانك المحاصرين في فلسطين والعرا ِ‬
‫أرادتهم ‪ ،‬من أشياء قاطعتها أنت بإرادتك‪..‬‬
‫ل دون أشياٍء‪ ،‬ادخل الناس في روعك أن الحياة بغيرها‬
‫تذكر آباءك وأجدادك‪ ،‬عاشوا طوي ً‬
‫ل تستقيم ‪ ،‬وكذبوا‪..‬‬
‫تذكر عدوا يقتل بيد ويبيع بالخرى‪ ..‬كيف تشتري منه؟!‪..‬‬
‫ت في رصيدك‪ ..‬ل تضيعها‪..‬‬
‫ل نحاسب فيه‪ ..‬مقاطعتك حسنا ٌ‬
‫تذكر يوًما عصيًبا طوي ً‬
‫تذكر أن حرمانك من أشياٍء بسيطٍة في الدنيا ‪ ،‬قد يورث جنًة ل حرمان فيها‪..‬‬
‫حا بطاعتك ‪ ،‬مؤيًدا لخطواتك‪ ..‬تذكر أنه يحب‬
‫تذكر إلهًا ناظًرا إليك ‪ ،‬مراقًبا لعمالك ‪ ،‬فر ً‬
‫الصابرين ‪ ،‬ويحب المجاهدين ‪ ،‬ويحب المتقين ‪ ،‬فكن منهم‪..‬‬

‫‪38‬‬
‫المقاطعة‬
‫موقع قصة السلم‬
‫‪www.IslamStory.com‬‬

‫فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى ال‪ ..‬إن ال بصير بالعباد‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫المقاطعة‬

You might also like