You are on page 1of 8

‫بحث في الدعوى البولصية‬

‫األستاذ أحمد رمزي بك‬


‫هي دعوى يطلب بها إبطال بعض التصرفات ويسميها بعضهم بالدعوى‬
‫البوليسية وما هي في شيء من البوليس أو البوليسية وإنما يقال لها الدعوى‬
‫البولسية نسبة إلى بولس القاضي الروماني في روما الذي كان أول من أدخلها‬
‫في أحد ])‪ Digeste [(1‬في الشرع الرسمي ولها الباب الثامن كله من كتاب‬
‫‪.‬أجزائه وكانت موجودة من قبله‬
‫وكذلك يسميها بعضهم دعوى إبطال التصرفات كأن ال دعوى سواها مع أن‬
‫التصرفات قد تبطل بأسباب أخرى فهي إحدى دعاوى إبطال التصرفات وليست‬
‫‪.‬دعوى إبطال التصرفات‬
‫وقد كان انتقل هذا الخطأ وذاك إلى مجلة المحاماة في بعض عهودها فنوجه‬
‫‪.‬النظر إليه ابتغاء تصحيحه‬
‫وهذه الدعوى مشتقة من مبدأ أورده الشارع المصري في المادة (‪ )555‬من‬
‫القانون األهلي وأورده من قبله الشارع الفرنسي في المادة (‪ )2093‬ومن قبله‬
‫ويسميه ‪ son patrimoine‬الشارع الروماني وهو أن ملك المدين أي‬
‫بعضهم الذمة الدائنة رهن بوفاء ديونه عامة‪ ،‬ونص المادة (‪ )555‬هو (يجوز‬
‫للدائنين العاديين أن يستوفوا ديونهم من جميع أموال مدينهم لكن مع مراعاة‬
‫‪.‬اإلجراءات المقررة في القانون)‬
‫والدعوى البولسية محلها المادة (‪ )143‬من القانون األهلي ونصها (للدائنين‬
‫في جميع األحوال الحق في طلب إبطال األفعال الصادرة من مدينهم بقصد‬
‫إضرارا‬
‫ً‬ ‫ضررهم وفي طلب إبطال ما حصل منهم من التبرعات وترك الحقوق‬
‫بهم) ونصها في النسخة الفرنسية للقانون األهلي وهي أوضح بيا ًنا من النص‬
‫‪:‬العربي هو‬
‫‪Les créanciers pourront toujours faire annuler les‬‬
‫‪actes faits en fraude de leurs droits, et les donations‬‬
‫‪et renonciations consenties à leur préjudice.‬‬
‫ضا أو ره ًنا أو بي ًعا الخ‬
‫ويشترط إلبطال التصرفات بهذه الدعوى سواء كانت قر ً‬
‫‪ fraude.‬وقصد اإلضرار ‪ préjudice‬أو ترك حق شرطان هما الضرر‬
‫والدائن الذي يطلب إبطال التصرف يجب أن يثبت أسبقية دينه على التصرف‬
‫وإعسار المدين بسببه وقصد اإلضرار‪ ،‬والضرر الذي يلحق الدائنين من بعض‬
‫تصرفات المدين مفهوم‪ ،‬والمراد بقصد اإلضرار سوء النية وتعمد إلحاق الضرر‬
‫بالدائنين وهو شرط يجب تحققه عند المدين وقد فسره علماء القانون‬
‫الفرنسيون في شرح المادة (‪ )1167‬من القانون الفرنسي المقابلة للمادة (‬
‫‪ )143‬من القانون األهلي بأنه تصرف المدين مع علمه بسوء حالته المالية ذلك‬
‫التصرف الذي يسئ إلى دائنيه (انظر الفقرة (‪ )657‬بالجزء األول من شرح‬
‫االلتزامات لبودرى وقال) وقد حكمت محكمة جرجا بأن سوء النية مفروض في‬
‫المدين لعلمه بعسره وحقيقة حالته (رقم (‪ )126‬مجلة قضائية وحكم محكمة‬
‫ثان)‬
‫‪.‬السنبالوين محاماة سنة ‪ 14‬ص (‪ )214‬قسم ٍ‬
‫ويقول بودرى وفال إن هذا الشرط الزم حتى في حالة التصرف بال مقابل‬
‫والنزول عن التمسك بالحقوق‪( W‬الفقرة (‪ )658‬من الكتاب المذكور) ويرتكن‬
‫المؤلفان في ضرورة لزوم هذا الشرط عند طلب إبطال التبرعات وتصرفات ترك‬
‫الحقوق‪ W‬على نص المادة (‪ )1167‬فإنها تقول‬
‫‪ils (les créanciers) peuvent aussi, en leur nom‬‬
‫‪personnel, attaquer les actes faits par leur débiteur‬‬
‫‪en fraude de leurs droits.‬‬
‫ضا أن يطعنوا باسمهم الخاص في‬ ‫وترجمتها ( أنهم – أي الدائنون ‪ -‬يمكنهم أي ً‬
‫األعمال التي أتاها مدينهم بقصد اإلضرار بحقوقهم) وقولها (باسمهم الخاص)‬
‫أي أن الدائنين غير محتاجين الستعمال اسم المدين في رفع الدعوى ألنه‬
‫‪.‬بأعماله أصبح ال يمثلهم فهم يرفعون الدعوى باسمهم‬
‫وهذا النص فيما يختص بقصد اإلضرار وهو الشرط الثاني من شروط الدعوى‬
‫يختلف عن نص القانون المصري الذي فرق من هذه الناحية بين التصرفات‬
‫التي بمقابل وغيرها إذ يلوح لنا بحسب النص المصري في النسخة الفرنسية‬
‫أنه يكفي شرط الضرر إلبطال التبرعات وترك الحقوق‪ W‬ولو كان المتبرع حسن‬
‫النية‪ ،‬وبذلك حكمت محكمة شبين الكوم (محاماة سنة ‪ 12‬ص (‪ )646‬ومحكمة‬
‫النقض المصرية في ‪ 27‬مايو سنة ‪ )1937‬وسنذكر خالصة حكمها في أواخر‬
‫‪.‬هذا المقال‬
‫ومن أمثلة ترك الحقوق نزول المدين عن حقه في التمسك بالتقادم الذي أفاد‬
‫صا من دين فإذا كان استفاد مل ًكا بوضع اليد المدة الطويلة أو‬
‫منه مل ًكا أو خال ً‬
‫إضرارا‬
‫ً‬ ‫برئت ذمته من دين فال يجوز له أن ينزل عن التمسك بشيء مما أفاد‬
‫‪.‬بالدائنين‪ ،‬ولكن للمدين أن ينزل عن الحقوق التابعة ألحواله الشخصية‬
‫ومما ال يحتاج إلى بيان أنه إذا بقى لدى المدين حين التصرف ما يفي بالدين فال‬
‫محل للدعوى البولسية النعدام الضرر (محكمة االستئناف بمصر في ‪ 8‬ديسمبر‬
‫سنة ‪ 1937‬محاماة سنة ‪ 18‬ص (‪ ))738‬وكذا لو حصلت من المدين تصرفات‬
‫‪.‬أخرى بعد ذلك أدت إلى إعساره أو إصابته خسارة من أي سبب‬
‫وكذلك ينعدم الضرر إذا كان التصرف ساب ًقا لدين الدائن‪ ،‬ومع ذلك حكمت بعض‬
‫المحاكم األوروبية بأن التصرفات الحاصلة بقصد الهرب من قضاء ديون‬
‫ضا علم‬‫مستقبلة إطال ًقا يحق ألرباب الديون طلب إبطالها وهذا يقتضي أي ً‬
‫المتصرف له وسوء قصده أي علمه بحالة اإلعسار التي فيها المتصرف أو‬
‫‪.‬زيادة إعساره بالتصرف الجديد‬
‫واآلن نسأل بماذا يحكم القاضي إذا كان المدين سيء النية أي يعلم حالته المالية‬
‫وكان المتصرف له بمقابل حسن النية؟‬
‫والجواب أنه ال شك في صحة التصرف ألن من حصل له التصرف لم يقصد‬
‫إضرار الدائنين فلم يشترك في الشرط الذي اشترطته المادة‪ ،‬سواء ذلك في‬
‫القانون المصري والقانون الفرنسي (انظر مثالً الفقرة (‪ )152‬وما بعدها من‬
‫تعليقات دالوز على المادة (‪( )1167‬وحكم محكمة االستئناف محاماة سنة ‪11‬‬
‫ص (‪ )267‬وحكم محكمة مصر مجموعة رسمية سنة ‪ 29‬ص (‪ )201‬وحكم‬
‫ثان)‬
‫‪.‬محكمة دمياط محاماة سنة ‪ 15‬ص (‪ )375‬قسم ٍ‬
‫وكذلك أكثر الشراح الفرنسيين والمحاكم الفرنسية على أن الذي حصل له‬
‫التصرف إذا كان سيء النية فال يؤثر هذا في التصرف الحاصل منه إلى منه‬
‫يكون حسن النية‪ ،‬واألقلية تقول بإبطال التصرف (‪ 164‬وما بعدها من تعليقات‬
‫‪.‬دالوز على المادة (‪))1167‬‬
‫وال شك أن لكل دائن أن يعمل للحصول على حقه ويحفظه فإذا اشترى دائن‬
‫شي ًئا من مدينه استيفاء لدينه أو أخذ منه ره ًنا أو حصل على اختصاص بعقاره‬
‫صح التصرف وإن كان يعلم بإعسار المدين وأنه مدين آلخرين ألنه لم يفعل ذلك‬
‫(بقصد ضرر) الدائنين كما تقول المادة بل حف ًظا لحقوقه هو‪ ،‬وعلى ذلك إجماع‬
‫الشراح والمحاكم ونذكر من العلماء أو بري ورو جزء رابع ص (‪)140‬‬
‫ولوران جزء (‪ )16‬فقرة (‪ )480‬و (‪ )481‬وبودرى جزء أول التزامات فقرة (‬
‫‪ )663‬وشبراخيت محاماة سنة ‪ 12‬ص (‪ )663‬ومحكمة االستئناف شرائع سنة‬
‫‪.‬ثانية ص (‪)244‬‬
‫ويجب إثبات سوء النية على من يدعيه وفي حالة الشك ينفذ التصرف (تعليقات‬
‫دالوز ‪ 229‬وما بعدها على المادة المذكورة)‪ ،‬ويقبل إلثبات سوء النية كل‬
‫الطرق القانونية شأنه شأن كل عمل يقصد به مخالفة القانون (‪ )232‬وما بعدها‬
‫‪).‬ما تعليقات دالوز المذكورة‬
‫واستعمال الدعوى البوليسية من حقوق جميع الدائنين ال فرق بين الممتازين‬
‫منهم وغير الممتازين (الفقرة (‪ )683‬من الجزء األول لشرح بودرى وفال)‬
‫ونص المادة يشمل جميع الدائنين الذين يصيبهم ضرر‪ ،‬وطلب اإلبطال بها يكون‬
‫برفعها والدفع بها في دعوى مرفوعة مثلها في ذلك مثل الدعوى الصورية‬
‫إلبطال العقد الصوري‪ ،‬كما يجوز أن ترفع أي دعوى منهما أو يدفع بها قبل‬
‫حلول الدين لوجود المصلحة منها ولو كان الدين لم يحل‪ ،‬على أن إحدى دوائر‬
‫محكمة االستئناف بمصر حكمت بأن الدعوى البولسية ال تأتي بصفة دفع‬
‫ثان)‬
‫‪(.‬محاماة سنة ‪ 14‬ص (‪ )340‬قسم ٍ‬
‫ودعوى ‪ L’action paulienne‬ويجب التفريق بين الدعوى البولسية‬
‫فالتصرف في ‪ l’action en déclaration de simulation‬الصورية‬
‫الحالة األولى حقيقي وفي الثانية ال وجود له انظر تعليقنا في هذا العدد على‬
‫حكم االستئناف رقم (‪ )38‬وأقوال المؤلفين في باب دعوى الصورية لوجود‬
‫فروق عدة بين الدعويين منها أنه ال يشترط إلبطال التصرف الصوري أن يكون‬
‫دين الدائن ساب ًق ا للتصرف الصوري كما أن من اشترى بنية سليمة من أحد‬
‫المتعاقدين الصوريين يبطل عقده وله الرجوع على من باع له (محكمة‬
‫‪.‬االستئناف مجموعة رسمية سنة ‪ 18‬ص(‪))75‬‬
‫والذي ذكرناه فيما تقدم عن دعوى البولسية ال يمس ما جاء في قانون التجارة‬
‫تاجرا‬
‫ً‬ ‫‪.‬من أحكام التفليس إذا كان المدين الذي تصرف‬
‫والرأي الذي يؤيده علماء كثيرون في فرنسا مثل بودرى وبالنيول وجارو في‬
‫ويعارضهم فيه آخرون كثيرون أن حكم اإلبطال ‪ De la déconfiture‬كتاب‬
‫ال يستفيد منه غير الدائن الذي طلبه وف ًقا للمادة (‪ )1351‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي التي تشترط وحدة الخصوم في األحكام لتكون حجة فيما بينهم وهي‬
‫التي تقابل المادة (‪ )232‬من القانون المدني األهلي فال يستفيد من حكم اإلبطال‬
‫الدائنون الذين لم يكونوا خصو ًما في الدعوى على قاعدة أن المدين يمثلهم في‬
‫الدعوى فإن هذا المدين نفسه ال يستطيع أن يتمسك بحكم البطالن على من لم‬
‫يطلبه من دائنيه فكيف يستطيع هؤالء الدائنون وهم يتلقون‪ W‬حقهم عنه أن يجدوا‬
‫‪.‬هذا الحق وهو منه محروم‬
‫وتجد في الجزء األول من شرح بودرى لاللتزامات بالفقرة (‪ )716‬وما يليها‬
‫ض ا على الشراح الذي يخالفونه في هذا الرأي وقد علل كل رأيه بغير‬ ‫ر ًدا مستفي ً‬
‫‪.‬ما علل اآلخرون فليرجع إلى هذا الجدل الفقهي من أراد‬
‫ونتيجة لما تقدم أن ال يبطل من التصرفات إال ما يفي بدين الدائن الذي في‬
‫‪.‬الدعوى دون سواه‬
‫وقد حكمت محكمة النقض واإلبرام بباريس في ‪ 4‬ديسمبر سنة ‪ 1923‬بأن‬
‫إضرارا بالدائنين عمالً بحكم المادة‬
‫ً‬ ‫األحكام الصادرة بإبطال التصرفات الحاصلة‬
‫(‪( )1167‬وهي تقابل المادة (‪ )143‬أهلي) ال تفيد إال الدائنين الذين رفعوا‬
‫الدعوى وحصلوا على الحكم دون الدائنين اآلخرين بنا ًء على قاعدة أن األحكام‬
‫ال تنفع وال تضر إال الخصوم الذين كانوا في الدعوى (محاماة سنة خامسة ص‬
‫‪))291(.‬‬
‫وحكمت محكمة االستئناف بمصر بأنه (من المقرر قضاء أن دعوى بطالن‬
‫التصرفات الضارة بالدائن ال يستفيد منها إال من رفعها وبالنسبة لدينه فقط ال‬
‫بالنسبة لباقي الديون‪ ،‬وذلك مع عدم اإلخالل بحق الدائنين الذين يكونون قد‬
‫صا قبل دين اآلخرين‬ ‫احتفظوا على حقوقهم التسجيل) وكان بعضهم أخذ اختصا ً‬
‫ثم قالت المحكمة (وبذلك تكون أركان دعوى بطالن التصرفات وهي أسبقية‬
‫الدين وسوء نية المشتري وإعسار المدين متوافرة ويتعين إلغاء الحكم‬
‫المستأنف وبطالن العقد المصدق عليه بتاريخ ‪ 11‬فبراير سنة ‪ 1933‬وما‬
‫‪.‬ترتب عليه من التسجيالت (محاماة (ن ‪ 16‬ص ‪)904‬‬
‫بأن المادة (‪ ()143‬وحكمت محكمة النقض واإلبرام في ‪ 27‬مايو سنة ‪1937‬‬
‫من القانون‪ W‬المدني تدل داللة واضحة على أن المشرع المصري قصد أن يفرق‬
‫بين تصرفات المدين في أمواله بمقابل وبين التبرعات الصادرة منه فذكر‬
‫تصرفات المدين في أول األمر بعبارة عامة واشترط إلبطالها أن تكون صادرة‬
‫‪ en fraude de ses droits‬بقصد إلحاق الضرر الدائن أي بطريق الغش‬
‫ثم أتى بعد ذلك على ذكر التبرعات فلم يشترط إلبطالها إال ثبوت الضرر الناتج‬
‫عنها‪ ،‬وغش المدين المتصرف وحده في المعاوضات ال يكفي للحكم بإبطال‬
‫تصرفه بل يجب إثبات تواطئه مع المتصرف له على اإلضرار بالدائن ألن الغش‬
‫من الجانبين من األركان الواجب قيام الدعوى البولسية عليها‪ ،‬فالحكم الذي ال‬
‫يأبه بعدم حصول التواطؤ بين المتعاقدين يكون حك ًما مخال ًفا للقانون متعي ًنا‬
‫‪).‬محاماة سنة ‪18‬ص(‪) ()21‬نقضه‬
‫وحكمت محكمة االستئناف المختلطة في ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ 1928‬بوجوب توفر‬
‫شرطين الضرر وأن يكون الضرر معلو ًما لكل من المدين وشريكه المشتري‬
‫‪.‬فهذا هو الغش (محاماة سنة تاسعة ص (‪))909‬‬
‫وحكمت محكمة أسيوط الكلية في ‪ 28‬مارس سنة ‪ 1932‬بأنه (يكفي إلبطال‬
‫الوقف الحاصل من المدين أن يكون الوقف أضر بالدائن ويراد بالضرر إيجاد‬
‫حالة إعسار لدى المدين من جراء تصرفه أو زيادة إعساره‪ ،‬وبما أن الوقف فيه‬
‫معنى التبرع فال يسوغ التبرع بمال تعلقت به حقوق للغير‪ ،‬يدل عليه أن المادة‬
‫‪ )53(.‬الخاصة بإبطاله واردة بالقانون المدني تحت باب الهبة‬
‫وبأنه يكفي إلبطال التبرعات وترك الحقوق‪ W‬والوقف نوع منها حصول ضرر‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لما عداها فيجب عالوة على الضرر توفر ركن التدليس) وقد جاء في‬
‫ضا أن التفصيل الوارد في المادة (‪ )143‬من القانون المدني األهلي لم‬ ‫الحكم أي ً‬
‫يرد في المادة (‪ )1167‬من القانون الفرنسي فكان خالف بين الفقهاء‬
‫‪.‬الفرنسيين في وجوب التدليس إلبطال التبرعات أو االكتفاء بالضرر‬
‫وحكمت محكمة االستئناف المختلطة في ‪ 9‬إبريل سنة ‪ 1929‬بأنه ال يجوز رفع‬
‫الدعوى البولسية إلبطال الوقف إذا لم يثبت بصورة ال تحتمل الشك أن هذا‬
‫اإليقاف كان هو السبب المباشر إلعسار المدين واإلضرار بالدائن (محاماة سنة‬
‫‪.‬عاشرة ص (‪))109‬‬
‫وحكمت محكمة االستئناف المختلطة في ‪ 16‬يونيه سنة ‪ 1932‬بأن الترتيب‬
‫الطبيعي يحتم في حالة الطعن على عقد بالدعوى البولسية والدعوى الصورية‬
‫أن يبدأ باألخيرة أوالً‪ ،‬إذ أن العقد الحقيقي الصحيح يمكن اعتباره باطالً وغير‬
‫إضرارا بحقوق دائني المدين الذي صدر منه‬ ‫ً‬ ‫نافذ على الغير إذا كان حاصالً‬
‫‪.‬العقد وأما العقد الصوري فمعدوم (محاماة سنة ‪13‬ص(‪))232‬‬
‫وحكمت محكمة النقض واإلبرام في ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪( 1937‬بأن الدعوى‬
‫البولسية هي وسيلة لتمكين الدائن من أن يستد بدينه من العين المطلوب إبطال‬
‫‪.‬التصرف فيها في مواجهة المتصرف له‬
‫فمن يطلب تثبيت ملكية لعين ما ال يجوز له قانو ًنا أن يطلب بطالن تصرف حصل‬
‫من بائعه للغير في هذه العين نفسها بحجة تواطؤ هذا البائع مع المشتري الثاني‬
‫على اإلضرار به لمنافاة الدعويين إحداهما لألخرى‪ ،‬وأنه ال مانع قانو ًنا من‬
‫الجمع بين دعوى طلب تثبيت الملكية وطلب بطالن تصرف آخر صادر في العين‬
‫المطلوب تثبيت ملكيتها بدعوى الصورية المطلقة فإن الذي يقصد من هذه‬
‫الصورية هو اعتبار المطعون عليه بالصورية منعد ًما ال أثر له ليتمكن الطاعن‪W‬‬
‫‪.‬عليه من تحقيق أثر العقد الصادر له هو (محاماة سنة ‪ 18‬ص (‪))594‬‬
‫وحكمت محكمة النقض واإلبرام في ‪ 16‬إبريل سنة ‪ 1936‬بأنه (إذا كانت‬
‫محكمة االستئناف قد استخلصت من وقائع الدعوى ما استدلت منه على إعسار‬
‫المتصرف المدين وسوء نيته هو والمتصرف له وتواطئهما على اإلضرار‬
‫بالدائن ثم طابقت بين ما استخلصته من ذلك وبين المعاني القانونية ألركان‬
‫الدعوى البولسية وهي كون دين رافع الدعوى ساب ًقا على التصرف المطلوب‬
‫إبطاله وكون هذا التصرف أعسر المدين وكون المدين والمتصرف له سيء‬
‫النية متواطئين على اإلضرار بالدائن ثم قضت بعد ذلك بإبطال التصرف فذلك‬
‫‪.‬حسبها ليكون حكمها سدي ًدا مستوفي األسباب (محاماة سنة ‪17‬ص(‪))80‬‬
‫ضا في ‪ 7‬مايو سنة ‪ 1936‬بأنه (إذا كانت الدعوى ‪ -‬كما كيفها‬ ‫وحكمت أي ً‬
‫المدعي في طلبه االحتياطي ووافقته المحكمة على التكييف ‪ -‬ليست دعوى‬
‫ثان بل هي دعوى دائن بسيط يطلب‬ ‫مشتر أول وعقد مشتر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مفاضلة بين عقد‬
‫إبطال تصرفات مدينه الضارة بحقوقه فال شأن ألحكام قانون التسجيل في ذلك‬
‫‪.‬الصدد (محاماة سنة ‪ 17‬ص (‪))162‬‬
‫وحكمت محكمة االستئناف بمصر في ‪ 27‬يناير سنة ‪ 1900‬بأنه إذا دفع‬
‫المتصرف (المدين) أو المتصرف له مبلغ الدين وجب على الدائن قبوله ونفذ‬
‫‪.‬العقد (الحقوق سنة ‪ 15‬ص(‪))44‬‬
‫هذا بحث نظري عملي م ًعا نرجو أن يكون قد أحاط بما أردنا من جالء‪ W‬قواعد‬
‫‪.‬الدعوى البولسية وأحكام المحاكم فيها‬
‫أحمد رمزي المحامي‬
‫________________________________________‬
‫هو مجموعة أحكام مشاهير القضاة الرومان وقد جمعت بأمر اإلمبراطور ])‪[(1‬‬
‫‪Justinien‬‬

You might also like