You are on page 1of 1

‫واما زوجتي االولى‪ ،‬وما ادراك ما الزوجة االولى‪ ،‬فهي الشريكة الوفية في حياتي‪ ،‬بل وهي التي لها

اسهامات‬
‫عظيمة في االهتمام بأموري ورعاية شؤوني‪ ،‬اضافة الى حرصها على (البيت) ورعايتها له‪ ،‬ويؤسفني ان اقول‬
‫لكم انني ال احبها على الرغم من انها تحبني من االعماق‪ ،‬وما اسوأ العشرة التي تقوم على حب من طرف‬
‫واحد!! هذه محصلة ما فهمته من قصة معبرة وهادفة بعنوان «الزوجات االربع» يتناقلها الناس عبر االنترنت‬
‫ووصلتني ـ باالنجليزية على الـ«‪ »Power Point‬ـ عبر الصديق الموحد في العقيدة والزواج الدكتور ناصر‬
‫المهوس (اسأل اهلل له الثبات على هذا التوحيد)!! تقول القصة بأن تاجرا كان له زوجات اربع (وكل منا له هذه‬
‫الزوجات) وكان حالهن كحال (زوجاتي) االنف ذكرهن فلما دنت وفاته بعد مرض ألم به قال لزوجته الرابعة‪:‬‬
‫أنتِ أشد من أحببت‪ ..‬ألبستك أحسن المالبس وأغلى الحلي وغمرتك برعايتي‪ ،‬وانا اآلن اموت فهل ترافقيني؟‬
‫فردت عليه بسرعة‪ :‬ال يمكن!! ثم ولت مدبرة‪ ..‬كانت اجابتها مثل سكين حادة غرزت في فؤاده!! فتوجه‬
‫المسكين بسؤاله الى الزوجة الثالثة وقال لها‪ :‬احببتك طيلة حياتي وأنا اآلن اغادر هذه الحياة‪ ،‬فهل ترافقيني‬
‫وتؤنسين وحشتي؟ فأجابته‪ :‬الحياة في الدنيا حلوة ويؤسفني ان تعرف بأنني سأتزوج غيرك عندما تموت!! قال‬
‫للثانية بعد ان ذكرها بالمساعدات التي كانت تقدمها له بطيبة نفس‪ :‬هذا وقت الحاجة اليك والى مساعدتك‪ ،‬فهل‬
‫اشرف بذهابك معي؟ فردت عليه‪ :‬آسفة‪ ،‬انا ال استطيع مساعدتك هذه المرة!! فقط استطيع ان آخذك الى‬
‫المقبرة‪ .‬جاءت اجابتها مثل الرصاصة الملتهبة تخترق احشاءه‪.‬‬

‫فجأة سمع صوتا من بعيد‪ :‬سأغادر معك وسأتبعك الى اي مكان تقصده!! نظر الى مصدر الصوت واذا بها‬
‫زوجته االولى التي بدت هزيلة شاحبة كما لو بقيت اياما بدون طعام‪ .‬حينها اطلق زفرة ندم قائال‪ :‬كان عليّ ان‬
‫ارعاك واهتم بك في حياتي‪.‬‬

‫يختتم العرض باالشارة الى ان كل واحد منا له اربع زوجات‪ :‬الزوجة الرابعة اجسامنا‪ ،‬فمهما اعتنينا بها فلن‬
‫تغادر معنا‪ .‬الزوجة الثالثة‪ :‬اموالنا وممتلكاتنا فعندما نموت فستؤول الى غيرنا‪ .‬الزوجة الثانية‪ :‬اقاربنا‬
‫واصدقاؤنا فمهما قويت عالقتهم بنا فأقصى نقطة يمكن ان يرافقونا اليها‪ :‬القبر‪ .‬الزوجة االولى‪ :‬وهي التي ال‬
‫يمكن ألحد رؤيتها وهي الروح‪ ،‬وهي التي نالت اكبر نصيب من اإلهمال في غمرة التلذذ واالستمتاع في هذه‬
‫الحياة‪ ،‬أليس من العقل العناية بها ورعايتها بالخير والعمل الصالح وهي التي سترافقنا الى احلك المواقف‬
‫واقساها؟‬

You might also like