You are on page 1of 127

‫الحلقة السابعة من سلسلة آؿ البيت والصحابة رضواف اهلل‬

‫عليهم‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫علي بن أبي طالب َ‬
‫ّ‬
‫الجزء األوؿ‬
‫الـ عليكم ورحمةُ اهلل وبركاتُو‬
‫الس ُ‬
‫ِ‬
‫من ُشروِر أنفسنا ْ‬
‫ومن‬ ‫ونستغفره ‪ ،‬ونعوذُ باهلل ْ‬
‫ُ‬ ‫إف الحم َد هلل ‪ ،‬نحم ُده ونستعينُو‬
‫فلن تج َد لو وليّاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن يُضللْو ْ‬
‫سيٍّئات أعمالنا ‪َ ،‬م ْن يهده اهلل فهو المهتدي َ‬
‫يك لو وأشه ُد أف محمداً عب ُده‬
‫ُمرشداً وأشه ُد أ ْف ال إلوَ إال اهلل وح َده ال شر َ‬
‫ورسولُو ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫آؿ ِ‬
‫بيت‬ ‫بأحاديث ٍ‬
‫سابقة تكلمنا فيها عن ِ‬ ‫صل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فإف حديثَنا في ىذه الليلة مت ٌ‬
‫أىل ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬
‫وصحبو ‪ ،‬ثم انطلقنا إلى تراجم ِ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وبدأنا بسيرةِ ٍّ ِ‬ ‫ِ‬
‫تبارؾ‬
‫رضي اهلل َ‬‫الص ٍّديق َ‬ ‫وأصحاب ٍّ‬
‫النبي صلى‬
‫بيت ٍّ‬‫آؿ ِ‬ ‫من ِ‬ ‫وتعالى عنو وأرضاه ‪ ،‬وفي ىذه الل ِ‬
‫يلة نأخ ُذ سيرةَ ٍ‬
‫رجل ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫بيت ٍّ‬‫أىل ِ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪ ،‬بل نأخ ُذ سيرَة أفضل ِ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫بعد ِ‬
‫رسوؿ اهلل‬
‫إف حديثَنا عن العالِم الرباني ‪ ..‬إف حديثَنا عن الزاىد ‪ ..‬إف حديثَنا عن العالِم‬
‫اإلماـ‬

‫تبارؾ وتعالى عنو وأرضاه ‪.‬‬


‫رضي اهلل َ‬
‫علي بن أبي طالب َ‬
‫ّ‬
‫علي رضي اهلل عنو وأرضاه ىو وأخوه جعفر وأخوه عقيل يُعتبروف أوؿ ٍ‬
‫رجاؿ‬ ‫ّ َ‬
‫من غي ِر بني ىاشم‬
‫من بني ىاشم ‪ُّ ،‬أمهم ىاشمية ‪ ،‬فبنُو ىاشم كانوا يتزوجوف ْ‬
‫ْ‬
‫بنت أسد‬
‫عمو فاطمةَ َ‬
‫بنت ٍّ‬
‫غير بني ىاشم ‪ ،‬حتى تزوج أبو طالب َ‬
‫زوجوف َ‬
‫و يُ ٍّ‬
‫ىاشمي يتزوج ىاشمية‬
‫ّ‬ ‫فكا َف أوؿ‬
‫فهو أبو طالب بن عبد المطلب بن ىاشم ‪ ،‬وىي فاطمة بنت أسد بن ىاشم‬
‫بعض ِ‬
‫أىل‬ ‫ذكر ُ‬ ‫فتزوجها أبو طالب ‪ ،‬فأنجبت لو عقيالً وجعفر وعليّاً ‪ ،‬وقد َ‬
‫ٍ‬
‫سنوات ‪ ،‬فعقيل ىو األكبر ‪ ،‬ثم‬ ‫كل ٍ‬
‫واحد منهم واآلخر عشر‬ ‫السير أف بين ٍّ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫سنوات ‪ ..‬واهلل تعالى‬ ‫علي بعشر‬ ‫ٍ‬
‫جاءَ بعده جعفر بعشر سنوات ‪ ،‬ثم جاءَ بعده ّ‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫وأمو‬
‫ىاشمي ُّ‬ ‫علي بن أبي طالب ‪ ،‬وىو‬ ‫لكن على ٍّ ٍ‬
‫ٌّ‬ ‫كل حاؿ إف حديثَنا ىو عن ّ‬ ‫ْ‬
‫رضي اهلل عنو وعن ٍّأمو‬
‫حيث ّأمو َ‬
‫ومن ُ‬
‫حيث أبوه ْ‬
‫من ُ‬‫رؼ ْ‬
‫فجمع الش َ‬
‫َ‬ ‫ىاشمية ‪،‬‬
‫أسلمت وىي فاطمة بنت أسد رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وذلك أف أمو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم منذ‬
‫بيت ٍّ‬‫علي رضي اهلل عنو بأنو تربى في ِ‬
‫تميز ٌّ َ‬
‫ِ‬
‫نعومة أظفاره ‪.‬‬
‫النبي صل ََى اهلل عليو وسلم ؛ إ ْذ رباه في‬ ‫أحسن إلى ٍّ‬ ‫َ‬ ‫وذلك أف أبا طالب قد‬
‫حمل في بط ِن ٍّأمو‬
‫والنبي ٌ‬
‫ُّ‬ ‫النبي عبد اهلل تُػ ُوفٍّ َي‬
‫صغره ‪ ،‬كما ىو معلوـ أف وال َد ٍّ‬
‫ادسة من عُمرهِ‬
‫فاعتنت بو ُّأمو ‪ ،‬وفي الس ِ‬ ‫ْ‬ ‫فول َد يتيماً صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬
‫ْ ُ‬
‫جده عبد المطلب ‪ ،‬ولما‬ ‫وسالمو عليو ‪ ،‬فاعتنى بو ُّ‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫تُػ ُوفٍّػيَ ْ‬
‫ت ُّأمو‬
‫النبي‬
‫عمو أبو طالب ‪ ،‬فنشأ ُّ‬ ‫من عُ ُمرهِ تُػ ُوفٍّ َي عب ُد المطلب ‪ ،‬فكفلَو ُّ‬
‫بل َغ الثامنةَ ْ‬
‫عمو أبي طالب حتى بل َغ ِسن ٍّ‬
‫الر ِ‬
‫جاؿ ‪.‬‬ ‫ف ٍّ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم في َكنَ ِ‬
‫بنت خويلد ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك يسر اهلل لو وتزوج ‪ ،‬تزوج خديجةَ َ‬
‫عمو العباس‬ ‫وفي ٍ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم مع ٍّ‬
‫جلس ُّ‬‫َ‬ ‫األياـ‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫يوـ‬
‫أنت ترى حالةَ أبي طالب ‪.‬‬
‫عم ‪َ ،‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬لو يا ّ‬
‫َ‬
‫حيث إف أبا طالب كا َف فقيراً ‪-‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫بعض‬
‫نعرض عليو أ ْف نأخ َذ َ‬
‫َ‬ ‫أنت ترى حالةَ أبي طالب ‪ ،‬فما رأيك أ ْف‬
‫قاؿ ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ولدهِ ِ‬
‫نكفيو ُم ْؤنتهم ؟؟‬
‫أي ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فقاؿ العباس ‪ :‬ن ْع َم الر ُ‬
‫َ‬
‫وعمو العباس إلى أبي طالب‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ّ‬
‫فذىب ُّ‬
‫َ‬
‫لك ونكفيك ُم ْؤنتو ‪.‬‬
‫دؾ نكفلُو َ‬ ‫بعض ول َ‬ ‫ِ‬
‫فقاال لو ‪ :‬أعطنا َ‬
‫قاؿ ‪ :‬إ ْف تركتم لي عقيالً فخذوا َم ْن شئتم ‪.‬‬
‫فسكت أبو طالب قليالً ثم َ‬
‫َ‬
‫المهم دعوا عقيالً ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فقاؿ العباس ‪ :‬فإني آخ ٌذ جعفراً ‪.‬‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬فإني آخ ٌذ عليّاً ‪.‬‬
‫وقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫الخامسة من عُمرهِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ْ ُ‬ ‫يب َ‬‫صغير قر ٌ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عليّاً وىو ٌ‬
‫فأخ َذ ُّ‬
‫ٍ‬
‫كواحد‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم فكا َف‬
‫بيت ٍّ‬‫علي في ِ‬ ‫أو الس ِ‬
‫ادسة ‪ ،‬فتربى ٌّ‬
‫من أوالده ‪.‬‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫ث ُّ‬ ‫من عُمرهِ بُِع َ‬
‫وقيل العاشرةَ ْ‬
‫َ‬
‫علي الثامنةَ من عُمرهِ‬
‫ْ‬ ‫عندما بل َغ ٌّ‬
‫اإلسالـ على الن ِ‬
‫اس‬ ‫َ‬ ‫عرض‬
‫وسالمو عليو َ‬‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫عليو وسلم ‪ ..‬لما بُِع َ‬
‫ث‬
‫ضوُ مقتصراً على الخاصة ‪ ،‬وىذه الفترةُ‬
‫تبارؾ وتعالى وكا َف َع ْر ُ‬
‫يدعوىم إلى اهلل َ‬
‫يعرض‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫فصار ُّ‬ ‫تسمى فترة النبوة قبل فترةِ ٍّ ِ‬
‫ُ‬ ‫الرسالة ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫اإلسالـ على الخاصة ‪.‬‬
‫َ‬
‫علي بن أبي طالب‬
‫اإلسالـ ّ‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عليو‬
‫عرض ُّ‬‫ممن َ‬
‫فكا َف ْ‬
‫‪.‬‬
‫تستعجل‬
‫ْ‬ ‫لكن ال‬
‫اإلسالـ و ْ‬
‫َ‬ ‫أعرض عليك ىذا‬
‫ُ‬ ‫علي ‪،‬‬
‫وقاؿ ‪ :‬يا ُّ‬
‫النبي َ‬‫جاءَه ُّ‬
‫حتى تستشير أباؾ ‪.‬‬
‫يتابع النبي صلى اهلل عليو‬
‫األمر فأذ َف لو أ ْف َ‬
‫وعرض عليو َ‬ ‫َ‬ ‫فَ ُذكِ َر أف عليّاً أتى أباه‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫علي َ‬ ‫أسلم ٌّ‬
‫وسلم ‪ ،‬عندىا َ‬
‫الصغار الذين‬
‫من ٍّ‬ ‫الصبياف ( يعني َ‬‫من ٍّ‬
‫أسلم َ‬
‫علي ىو أوؿ َم ْن َ‬ ‫ولذلك يُقاؿ عن ّ‬
‫لم يبلغوا الحلم ) ‪.‬‬
‫اس كلٍّهم ‪ ،‬بل َ‬
‫من‬ ‫من الن ِ‬
‫أسلم َ‬
‫رضي اهلل عنها ىي أوؿ َم ْن َ‬
‫كانت خديجةُ َ‬ ‫و ْ‬
‫وتابع النبي صلى اهلل عليو‬
‫َ‬ ‫أسلم‬
‫رضي اهلل عنها ‪ ..‬أوؿ َم ْن َ‬
‫والجن َ‬
‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫اإلنس‬
‫وسلم خديجة ‪.‬‬
‫الر ِ‬
‫جاؿ ‪.‬‬ ‫من ٍّ‬
‫أسلم َ‬
‫أسلم أبو بكر فكا َف أوؿ َم ْن َ‬
‫ثم َ‬
‫من الموالي ‪.‬‬‫أسلم َ‬
‫بن حارثة وكا َف أوؿ َم ْن َ‬
‫وأسلم زيد ُ‬
‫َ‬
‫من العبيد ‪.‬‬
‫أسلم َ‬
‫بن رباح فكا َف أوؿ َم ْن َ‬
‫وأسلم بالؿ ُ‬
‫َ‬
‫وعلي وبالؿ و زيد " ىؤالء أوؿ َم ْن‬
‫فكا َف ىؤالء الخمسة " خديجة و أبو بكر ّ‬
‫وتابع النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫أسلم َ‬
‫َ‬
‫يكن لو ذاؾ األثر‬ ‫علي رضي اهلل عنو من الط ٍّ ِ ِ‬
‫بيعي لصغَر سنٍّو لم ْ‬ ‫َ‬ ‫أسلم ٌّ َ‬ ‫بعدما َ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫في الدعوة إلى اهلل في مكة ‪ ،‬ولكنو كا َف ُمتابعاً ٍّ‬
‫وقت ىجرةِ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يُحبُّو حبّاً شديداً ‪ ،‬حتى جاءَ ُ‬
‫وكا َف ُّ‬
‫من البِعثة ( يعني‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وذلك بعد ثالث عشرة سنة َ‬ ‫ٍّ‬
‫من عُ ُمره ) أ ُِذ َف لو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم الثالثة والخمسين ْ‬
‫عندما بل َغ ُّ‬
‫بالهجرةِ ‪.‬‬
‫من عُمرهِ ؛ فناداه ُّ‬
‫النبي‬ ‫ناىز الواحد والعشرين ْ‬
‫ِ‬
‫الوقت قد َ‬ ‫علي في ذلك‬ ‫وكا َف ٌّ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم‬
‫مهاجر ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫علي إف اهلل قد أذ َف لي بالهجرةِ فإني‬
‫وقاؿ لو ‪ :‬يا ّ‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ؟؟‬
‫الصحبة يا َ‬
‫فقاؿ ‪ُّ :‬‬
‫َ‬
‫أصاحبُك في الهجرة ؟؟‬
‫أمانات قريش تردُّىا إليهم ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولكن ىذه‬
‫قاؿ ‪ :‬ال ‪ْ ..‬‬
‫َ‬
‫النبي الكريم صلى اهلل عليو وسلم كيف أف قريشاً‬ ‫يدؿ على أ ِ‬
‫خالؽ ىذا ٍّ‬ ‫وىذا ُّ‬
‫وآذت َم ْن‬
‫ْ‬ ‫والشعر وغير ذلك‬ ‫ِ‬
‫والكهانة ٍّ‬ ‫والسحر‬ ‫ِ‬
‫والكذب ٍّ‬ ‫اتهمتو بالجنوف‬
‫وسالمو عليو ‪ ،‬ومع ىذا ال‬ ‫صلوات ربٍّي‬ ‫ِ‬
‫أصحابو ‪ ،‬بل آذتو ىو‬ ‫من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫آذت ْ‬
‫ْ‬
‫علي بن أبي طالب‬‫يهاجر حتى ير ّد األمانات إلى أىلها ‪ ،‬فأعطى األمانات إلى ّ‬
‫ُ‬
‫‪.‬‬
‫أنت حتى تر ّد األمانات إلى أىلها "‪.‬‬
‫قاؿ ‪ " :‬تبقى َ‬
‫َ‬
‫*‪ -‬ىذه األولى ‪..‬‬

‫مهاجر ليالً وىم قد أرادوا قتلي ؛ فأري ُدؾ‬


‫ٌ‬ ‫علي ‪ ،‬إني‬
‫قاؿ ‪ " :‬يا ّ‬ ‫*‪ -‬والثانية ‪َ ..‬‬
‫أ ْف تناـ في فِراشي حتى يظن القوـ أني في ِ‬
‫الفراش وأخرج ليال "‪.‬‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬
‫أفعل ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ُ :‬‬‫َ‬
‫يناـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقبل أ ْف َ‬‫يستلم األمانات ليردىا إلى أىلها ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫قبل أ ْف‬
‫علي األمرين ‪َ ..‬‬
‫فقبل ٌّ‬
‫َ‬
‫النبي‬ ‫ِ‬ ‫في فِر ِ‬
‫لبس على قريش في ىجرة ٍّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم حتى يُ َ‬ ‫اش ٍّ‬
‫األمر كذلك ‪.‬‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬و كا َف ُ‬
‫رضي اهلل عنو في‬
‫علي َ‬ ‫وسالمو عليو ‪ ،‬وظل ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫النبي مهاجراً‬
‫وخرج ُّ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫من ُكوة الباب وجدوا َم ْن يظنُّوف أنو ّ‬ ‫فراشو ‪ ،‬فكانوا كلما نظروا ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم شوطاً في‬ ‫قطع ُّ‬ ‫عليو وسلم ‪ ،‬وظلُّوا كذلك حتى َ‬
‫علي بن أبي‬ ‫ىو‬ ‫إذا‬ ‫و‬ ‫و‬‫ل‬
‫َ‬ ‫قت‬ ‫يدوف‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫عليو‬ ‫دخلوا‬ ‫اس‬‫الن‬ ‫أصبح‬ ‫ا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫رحلتو‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫طالب !!‬
‫قالوا ‪ :‬أين صاحبُك ؟؟!!‬
‫قاؿ ‪ :‬ال أدري ‪.‬‬
‫َ‬
‫من‬
‫غ ْ‬ ‫األمانات إلى أىلِها حتى إذا فر َ‬
‫ِ‬ ‫رضي اهلل عنو في مكة ُّ‬
‫يرد‬ ‫علي َ‬ ‫جلس ٌّ‬
‫ثم َ‬
‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫نبي‬
‫ىاجر ال ُّ‬
‫حيث َ‬ ‫وىاجر ُ‬
‫َ‬ ‫ذلك كلٍّو َ‬
‫تبع النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وصل المدينةَ ‪.‬‬
‫علي ‪َ ..‬‬ ‫ىاجر ٌّ‬
‫َ‬
‫من الهجرةِ ناداه ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وزوجو ابنتَو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي السنة الثانية َ‬
‫فاطمةَ ‪.‬‬
‫علي ذلك ‪ ..‬لماذا ال‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنهما عرضا على ّ‬ ‫وقد ذُك َر أف أبا بكر وعمر َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم فاطمة رضوا ُف اهلل عليها ؟؟!!‬
‫عمك بنت ٍّ‬ ‫تتزوج ابنةَ ٍّ‬
‫ماؿ عندي ‪.‬‬
‫ولكن ال َ‬
‫رضي اهلل عنو ‪ْ :‬‬‫فقاؿ َ‬
‫َ‬
‫فاقدـ ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫مهرؾ علي‪..‬‬
‫رضي اهلل عنو ‪ُ :‬‬
‫فقاؿ لو عثما ُف َ‬
‫َ‬
‫النبي‬
‫بنت ٍّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وطلب ي َد فاطمة ِ‬
‫علي إلى ٍّ‬
‫وفعالً تقدـ ٌّ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ِ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم سيٍّدة نساء العالمين ‪ ..‬خير بنات ٍّ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫وسلم ‪ ،‬فزوجو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بنت ٍّ‬
‫علي سيٍّدةَ نساء العالمين ‪ ..‬تزوج َ‬ ‫تزوج ٌّ‬
‫بعة ٍ‬
‫أوالد ؛ ذكرين و أنثيين " الحسن ثم‬ ‫فأكرـ اهلل ىذه األسرةَ المباركةَ بأر ِ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل‬
‫لعلي َ‬
‫الحسين ثم أـ كلثوـ ثم زينب " أربعة أوالد أنجبتهم فاطمةُ ّ‬
‫من فاطمة ‪.‬‬
‫علي ْ‬
‫المبارؾ زواج ّ‬
‫ُ‬ ‫واج‬
‫تبارؾ وتعالى عنهما ‪ ،‬واستمر ىذا الز ُ‬
‫َ‬
‫ولدت‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لما‬
‫أنجبت حسناً ‪ ،‬فجاءَ ُّ‬
‫ْ‬ ‫أنجبت أوؿ ما‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫فاطمةُ فأخ َذه ُّ‬
‫قاؿ ‪ :‬ما أسميتموه ؟؟‬
‫َ‬
‫علي ‪ :‬أسميتُو أسداً ‪.‬‬
‫فقاؿ ٌّ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬بل ىو حسن ‪.‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬أسميتُو حربا ‪.‬‬ ‫وفي ٍ‬
‫رواية أنو َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬بل ىو حسن ‪.‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫النبي حسناً ‪.‬‬
‫ال أسد وال حرب ‪ ،‬حسن ‪ ..‬فسماه ُّ‬
‫يكن أبو طالب‬ ‫ِ‬
‫اسمو أسداً ‪ ،‬أوؿ ما ُول َد لم ْ‬
‫رضي اهلل عنو كا َف ُ‬
‫وذلك أف عليّاً َ‬
‫بنت أسد على اسم أبيها‬ ‫موجوداً فسمتو ُّأمو فاطمةُ ُ‬
‫فقالت ‪ :‬أسد ‪.‬‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬أين ولدي ؟؟‬
‫فلما جاءَ أبو طالب َ‬
‫قالت ‪ :‬ىذا ول ُدؾ ‪.‬‬
‫ْ‬
‫قالت ‪ :‬سميتو‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫أسميتو ؟؟‬ ‫اؿ ‪ :‬وماذا‬
‫قَ‬
‫قالت ‪ :‬أسداً على اسم أبي ‪.‬‬
‫ْ‬
‫علي ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬بل ىو ّ‬
‫َ‬
‫يقاتل مرحباً‬
‫رضي اهلل عنو سيأتينا إ ْف شاءَ اهلل تعالى عندما ُ‬
‫علي َ‬
‫ولذلك ّ‬
‫يقوؿ ‪:‬‬
‫اليهودي ُ‬
‫ّ‬
‫أنا الذي سمتني أمي حيدرة‬
‫يعني ‪ :‬أسد ‪..‬حيدرة ىو األسد‬
‫النبي‬
‫ولدت فاطمةُ الحسين جاءَ ُّ‬
‫ْ‬ ‫النبي حسناً ‪ ،‬فلما‬
‫من ىذا فسماه ُّ‬
‫فالشاى ُد ْ‬
‫علي‬
‫صلى اهلل عليو وسلم إلى ّ‬
‫قاؿ ‪ :‬ما أسميتَو ؟‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬أسد ‪.‬‬
‫َ‬
‫وفي رواية ‪ :‬حرب ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬ال ‪ ،‬بل ىو حسين " ‪.‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فسماه حسيناً‬
‫فهذاف الحسن والحسين ىما أوؿ حفيدين أو ِسبطين ٍّ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو‬
‫ِ‬
‫لكن لم‬
‫بن الربيع ْ‬
‫ينب تزوجها أبو العاص ُ‬ ‫وسلم م ِن ابنتو فاطمة ‪ ،‬وذلك أف ز َ‬
‫نجب لو ‪ ،‬ثم تزوج‬
‫نجب لو إال متأخٍّرة ‪ ،‬وكذلك رقية تزوجها عثما ُف فلم تُ ْ‬
‫تُ ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من الهجرة أو في آخر السنة الثانية َ‬
‫بعدىا أـ كلثوـ في السنة الثالثة َ‬
‫ومات ‪.‬‬
‫فأنجبت لو ولداً َ‬
‫ْ‬ ‫الهجرةِ‬
‫علي ‪ ،‬وىؤالء يُنسبوف‬ ‫صارت ْ ِ‬
‫من ظهر ّ‬ ‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ذرية ٍّ‬ ‫لكن ٍّ‬
‫النبي‬
‫إلى ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫بنت ٍّ‬ ‫النبي ‪ ..‬أنا ابن ِ‬
‫ُ‬ ‫ط ٍّ‬ ‫النبي ‪ ..‬أنا ِسب ُ‬
‫فيقاؿ ‪ :‬حسن ابن ٍّ‬
‫ُ‬
‫وجو األرض ؛ وىي التي‬ ‫وسلم ‪ ،‬وإلى اليوـ ىذه تُعتبر أشرؼ أسرةٍ على ِ‬
‫ُ‬
‫حيث األـ ‪.‬‬
‫من ُ‬ ‫حيث ِ‬
‫األب إلى فاطمة ْ‬ ‫من ُ‬ ‫علي بن أبي طالب ْ‬ ‫تنتسب إلى ّ‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم العشر سنوات التي‬ ‫رضي اهلل عنو مع ٍّ‬ ‫علي َ‬
‫عاش ٌّ‬
‫َ‬
‫أحداث كثيرةٌ‬
‫ٌ‬ ‫وقعت‬
‫ْ‬ ‫خالؿ ىذه الفترةِ وىي العشر سنوات‬ ‫ِ‬
‫المدينة ‪َ ،‬‬ ‫كانت في‬
‫ْ‬
‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫النبي‬
‫رضي اهلل عنو ومكانتو عند ٍّ‬ ‫علي َ‬ ‫فضل ٍّ‬‫ظهر فيها ُ‬
‫جداً َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬
‫من ِ‬
‫خالؿ‬ ‫رضي اهلل عنو سنتكلم عنو ْ‬
‫علي بن أبي طالب َ‬
‫عندما نتكلم عن ّ‬
‫مباحث ‪:‬‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬
‫مكانتو عند ٍّ‬ ‫*‪ -‬المبحث األوؿ ‪ :‬سنتكلم عن‬
‫علي‬
‫وفضائل ّ‬
‫ُ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪،‬‬
‫علي َ‬‫*‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬سنتكلم عن فضائل ّ‬
‫تنقسم إلى ِ‬
‫ثالثة أقساـ إلى ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫*‪ -‬فضائل خاصة بو ‪.‬‬
‫آؿ ِ‬
‫البيت ‪.‬‬ ‫*‪ -‬فضائل مشتركة مع ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫*‪ -‬فضائل مشتركة مع‬
‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو سواء في زم ِن ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل‬ ‫علي َ‬‫ثم نتكلم بعد ذلك عن حياة ٍّ‬
‫من‬ ‫النبي إلى ِ‬ ‫ومواقفو أو بعد وفاةِ‬
‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو في أربعين َ‬
‫َ‬ ‫وفاتو‬ ‫ٍّ‬ ‫عليو وسلم‬
‫الهجرة ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫من ّ‬‫علي َ‬
‫أوالً مكانة ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وىو‬ ‫من ِ‬
‫أقرب الناس إلى ٍّ‬ ‫رضي اهلل عنو ْ‬
‫علي َ‬ ‫كا َف ٌّ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم بعد العباس ‪.‬‬
‫أقرب الناس نسباً ٍّ‬
‫ُ‬
‫عمو‬
‫ابن ٍّ‬
‫علي ُ‬
‫علي ‪ّ ،‬‬
‫من ّ‬ ‫أقرب ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو ُ‬
‫عم ٍّ‬ ‫اس ُّ‬
‫فالعب ُ‬
‫من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ىو وجعفر وعبد اهلل بن العباس والفضل بن العباس ىؤالء في درجة واحدة ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ؛ يلتقوف مع ٍّ‬
‫حيث القرابة مع ٍّ‬
‫ُ‬
‫وسلم في عبد المطلب ‪ ،‬أقرب منو فاطمة حيث إنها بِنتُو مع زينب و ّأـ كلثوـ‬
‫حيث إنهما ِسبطا ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ورقية ‪ ،‬أقرب منو الحسن والحسين ُ‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫من العباس‬ ‫آؿ ِ‬ ‫حيث ِ‬
‫أفضل َ‬
‫ُ‬ ‫البيت بشكل عاـ ىو أفضلُهم ‪ ،‬ىو‬ ‫من ُ‬‫لكن ْ‬
‫ْ‬
‫أفضل‬
‫ُ‬ ‫من عقيل ؛ حتى الحسن والحسين ىو‬
‫وأفضل ْ‬
‫ُ‬ ‫من جعفر ‪،‬‬
‫وأفضل ْ‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫بيت ٍّ‬‫آؿ ِ‬
‫تبارؾ تعالى عليهم ‪ ،‬فهو أفضل ِ‬
‫رضي اهلل َ‬
‫ُ‬ ‫منهم َ‬
‫وسلم‬
‫النبي عنده‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ومكانةُ ٍّ‬ ‫مكانتُو عند ٍّ‬
‫من‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لذلك األمر ْ‬ ‫خالؿ إبراز ٍّ‬‫من ِ‬ ‫فتظهر ْ‬ ‫أما مكانتُو‬
‫ُ‬
‫للنبي صلى‬‫النبي عنده فكا َف محبّاً ٍّ‬ ‫ِ‬
‫فضائلو ‪ ،‬وأما مكانةُ ٍّ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫سنذكره ْ‬
‫ُ‬ ‫خالؿ ما‬
‫مثل ىذا‬ ‫يمكن أ ْف نص َفو بكلماتنا ىذه القصيرة في ِ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ال‬ ‫اهلل عليو وسلم‬
‫ِ‬
‫الوقت القصي ِر ‪.‬‬
‫النبي‬
‫قتل ٍّ‬ ‫ُّ‬
‫أحد كيف إنو لما قص َد المشركوف َ‬ ‫أمر أال وىو في ُ‬ ‫يدلنا على ذلك ٌ‬
‫النبي ؛ وكذا‬
‫رضي اهلل عنو مدافعاً عن ٍّ‬
‫علي َ‬ ‫وقف ٌّ‬‫صلى اهلل عليو وسلم كيف َ‬
‫نذكر اآل َف‬ ‫ِ‬
‫ولكن ُ‬‫األمر في ُحنين ‪ ،‬وىذا سيأتي في وقتو إ ْف شاءَ اهلل تعالى ‪ْ ،‬‬
‫مسألةً واحد ًة في الحديبية ‪.‬‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى العُمرة في السنة السادسة َ‬
‫خرج ُّ‬
‫*‪ -‬لما َ‬
‫ْح‬
‫الصل ِ‬
‫كاتب ُّ‬
‫صلح الحديبية ‪ ،‬فكا َف ُ‬
‫حدث ُ‬ ‫َ‬ ‫الهجرةِ ثم منعتو قريش ؛ وكا َف أ ْف‬
‫النبي صلى‬
‫ْح بين ٍّ‬
‫الصل َ‬
‫كتب ُّ‬
‫رضي اهلل عنو ‪ ،‬ىو الذي َ‬
‫علي بن أبي طالب َ‬
‫ىو ّ‬
‫من قبل قريش ‪.‬‬
‫اهلل عليو وسلم وبين سهيل بن عمرو ْ‬
‫حدثت حادثةٌ ‪..‬‬
‫ْ‬
‫اكتب باسم اهلل الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫لعلي ‪ْ :‬‬
‫النبي ّ‬
‫قاؿ ُّ‬
‫وبما أنو َ‬
‫الصلح )‬
‫( يكتبوف اآلف ُّ‬
‫يكتب آباؤؾ باسمك اللهم ‪ ،‬ال‬
‫ُ‬ ‫اكتب كما كا َف‬
‫أعترض ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ سهيل ‪:‬‬
‫َ‬
‫نعرؼ الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫ُ‬
‫باسمك‬
‫َ‬ ‫واكتب‬
‫ْ‬ ‫امحها‬
‫قاؿ ‪ُ :‬‬
‫علي َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى ّ‬
‫فالتفت ُّ‬
‫َ‬
‫اللهم ‪.‬‬
‫يف الد ِ‬
‫ٍّماء ‪.‬‬ ‫ْح حتى يتوقف نز ُ‬
‫الصل ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يري ُد أ ْف يتم ىذا ُّ‬
‫ُّ‬
‫اكتب باسمك اللهم ‪.‬‬
‫فقاؿ ‪ْ :‬‬
‫َ‬
‫باسمك اللهم ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فكتب‬
‫َ‬
‫صالح عليو محمد‬
‫َ‬ ‫علي ‪ ،‬ىذا ما‬
‫اكتب يا ّ‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪:‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫بن عمرو ‪.‬‬ ‫بن ِ‬
‫سهيل َ‬
‫َ‬ ‫رسوؿ اهلل‬
‫عبد اهلل ُ‬ ‫ُ‬
‫فقاؿ سهيل بن عمرو ‪ :‬أعترض ‪.‬‬
‫َ‬
‫تعترض على ماذا ؟‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األسفل كأني‬ ‫عت في‬
‫رسوؿ اهلل وأنا وق ُ‬
‫كتبت َ‬‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إذا َ‬
‫تكتب َ‬
‫ْ‬ ‫قاؿ ‪ :‬ال‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ‪،‬‬
‫تكتب َ‬ ‫ْ‬ ‫رسوؿ اهلل‪ ..‬ال‬
‫لك رسوؿ اهلل ؛ وأنا ال أؤمن بك أنك ُ‬ ‫أقِ ُّر َ‬
‫سهيل ب ِن‬
‫عبد اهلل وبين ِ‬ ‫اسمك واسم أبيك ‪ ..‬صلْح بين محمد ب ِن ِ‬ ‫َ‬ ‫اكتب‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫أوافق أنك ُ‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬ألني ال ُ‬
‫تكتب َ‬
‫ْ‬ ‫عمرو ‪ ،‬ال‬
‫أسلم بعد ذلك ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫سلم بع ُد ‪ ،‬ىو َ‬ ‫ألف سهيالً كا َف كافراً في ذلك الوقت ‪ ،‬لم يُ ْ‬
‫أسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يكن قد َ‬ ‫ولكن في ىذه المرحلة لم ْ‬
‫ْ‬
‫رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫تكتب َ‬ ‫ْ‬ ‫واسم أبيك وال‬
‫اسمك َ‬‫اكتب َ‬‫فقاؿ ‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫امح َ‬‫علي ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬نعم ‪ ..‬يا ّ‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫فقاؿ ‪ :‬ال أمحوىا ‪...‬‬
‫َ‬
‫ألنو يرى أف ىذا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وكيف لسهيل بن عمرو أ ْف‬
‫مثل ىذا األم ِر ؟؟!!‬
‫يعترض على ِ‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ال أمحوىا ‪..‬‬
‫َ‬
‫امحها‪..‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ُ :‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ال أمحوىا ‪..‬‬
‫َ‬
‫صدر‬
‫يقبل أ ْف يُ َ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ولكنو ال ُ‬
‫يقوؿ ىذا عناداً ٍّ‬
‫ىو ال ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫أوامره أو شروطَو على ٍّ‬
‫بن عمرو َ‬ ‫سهيل ُ‬
‫ُ‬
‫قاؿ ‪ :‬ال أمحوىا ‪..‬‬
‫َ‬
‫يكتب وال يدري أيُّها رسوؿ اهلل في‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي عليو ٍّأم ٌّي ال يقرأ وال‬
‫ُ‬ ‫والنبي‬
‫ُّ‬
‫المكتوب ‪.‬‬
‫ضع يدي عليها ‪.‬‬
‫علي ‪ْ ،‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬يا ّ‬
‫َ‬
‫أين ىي رسوؿ اهلل في ىذا الكالـ الذي كتبتَو ؟؟‬
‫أين كلمةُ رسوؿ اهلل ؟؟‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عليها فمحاىا بيدهِ صلى اهلل عليو وسلم‬
‫فوضع ي َد ٍّ‬
‫َ‬
‫علي مع أف النبي‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في ِ‬
‫قلب‬ ‫ٍّ‬ ‫‪ ..‬ىذا يدلُّنا على ِ‬
‫مكانة‬
‫ّ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم‬
‫امحها‬
‫يقوؿ لو ‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫يقوؿ ‪ :‬ال أمحوىا ‪.‬‬
‫وىو ُ‬
‫ولكن كما قلنا محبةً في النبي صلى اهلل عليو وسلم وإقراراً وتصديقاً‬
‫ال عناداً ْ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫بأنو ُ‬

‫علي‬
‫فضائل ّ‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪..‬كما قلنا إف‬
‫جل َ‬‫فضائل ىذا الر ِ‬
‫ِ‬ ‫نأتي للكالـ عن‬
‫رضي اهلل عنو يمكن أ ْف نقسمها إلى ِ‬
‫ثالثة أقساـ ‪ ،‬إلى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫يسع‬
‫ولكن ال ُ‬
‫ْ‬ ‫*‪ -‬فضائل خاصة ‪ ..‬ىذه الفضائل الخاصة لها أمثلة كثيرة‬
‫سنختار ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫المجاؿ لذك ِرىا كلٍّها وإنما‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً في خيبر ‪،‬‬ ‫أفضل ىذه األموِر ما َ‬
‫ذكر ُّ‬ ‫من ِ‬ ‫*‪ْ -‬‬
‫يستطع أ ْف‬
‫ْ‬ ‫من الزَم ِن ‪ ،‬ولم‬
‫حاصر خيبر فترًة َ‬
‫َ‬ ‫النبي إلى خيبر ‪ ،‬ثم‬
‫خرج ُّ‬‫إ ْذ َ‬
‫اؿ محاصراً لهم‬
‫يفتحها صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ىو ما ز َ‬
‫َ‬
‫يحب اهلل ورسولَو ويحبُّو اهلل ورسولُو "‬
‫فقاؿ ‪ " :‬ألعطين الرايةَ غداً رجالً ُّ‬
‫َ‬
‫جل أنو صادؽ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم تزكية لهذا الر ِ‬
‫من ٍّ‬‫الكلمات َ‬
‫ُ‬ ‫ىذه‬
‫وحيث إنو ولي من ِ‬
‫أولياء اهلل يحبُّو اهلل‬ ‫ُ‬ ‫يحب اهلل ورسولَو ‪،‬‬
‫بحيث إنو ُّ‬
‫ُ‬ ‫االيماف‬
‫ٌّ ْ‬
‫أثبت لو األمرين ‪ :‬إيماناً صادقاً‬
‫ويحبُّو رسولُو ‪ ،‬فهو صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫ِ‬
‫رسولو ‪.‬‬ ‫تبارؾ وتعاؿ وعند‬
‫ومكانةً عند اهلل َ‬

‫برز‬ ‫واحد من الص ِ‬


‫حابة يُ ُ‬ ‫كل ٍ‬ ‫أصبح ُّ‬ ‫النبي الغداةَ ‪ ،‬أي الفجر ‪..‬‬
‫فلما صلى ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يقوؿ أنا ىنا ‪ ،‬لعلٍّي أنا المقصود ‪.‬‬
‫نفسو ‪ ،‬يري ُد أ ْف َ‬
‫َ‬
‫برز‬ ‫كل ٍ‬
‫واحد يُ ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ينظر في وجوه الص ِ‬
‫حابة ‪ُّ ،‬‬ ‫فصار ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يقوؿ أنا ‪.‬‬
‫نفسو ُ‬
‫َ‬
‫يت اإلمارَة إال في ذلك اليوـ‬
‫عمر ‪ :‬واهلل ما تمن ُ‬
‫قاؿ ُ‬
‫حتى َ‬
‫علي ؟؟!!‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬أين ّ‬
‫قاؿ ُّ‬
‫عندىا َ‬
‫ما أرى عليّاً بين الن ِ‬
‫اس ؟؟؟!!‬
‫ما صلى معنا الفجر ؟؟!!‬
‫علي ؟؟!!‬
‫أين ّ‬
‫فقالوا ‪ :‬يشكو عينيو ‪ ،‬وذلك أنو قد أصابَو رم ٌد في عينيو ‪.‬‬
‫فقاؿ ‪َ :‬علَي بو ‪.‬‬
‫َ‬
‫بعلي ‪.‬‬
‫نادوه ‪...‬فأتي ّ‬
‫ُ‬
‫وصلْح الحديبية‬
‫صلْح الحديبية بشهرين فقط ‪ ..‬في محرـ ‪ُ ،‬‬ ‫وىذه خيبر بعد ُ‬
‫فتح خيبر ‪ ،‬و في آخر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كا َف في ذي القعدة ‪ ،‬في بداية السنة السابعة كا َف ُ‬
‫صلْح الحديبية ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنة السادسة كا َف ُ‬
‫بعلي ‪.‬‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪َ :‬علَي ّ‬‫َ‬
‫فوقف بين يدي‬
‫َ‬ ‫يستطيع أ ْف يرى ‪ ..‬يقودونو ) ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فأتي بو أرمد يُقاد ( يعني ال‬
‫فأبصر‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في عينيو‬
‫فتفل ُّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪َ ،‬‬ ‫ٍّ‬
‫من األياـ ‪ ،‬ثم أعطاه الرايةَ صلى‬ ‫ٍ‬
‫يكن أرمداً في يوـ َ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪ ..‬كأنو لم ْ‬ ‫َ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫قاؿ ُّ‬‫علي الرايةَ فَ ِرحاً بها بعد أ ْف بُػلٍّ َغ بما َ‬
‫فأخ َذ ٌّ‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬واهلل ألقاتلنهم حتى يَكونوا ِمثلَنا‪.‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬يا َ‬ ‫فأخ َذ الرايةَ ‪َ ..‬‬
‫من ُحمر النػ َعم‪".‬‬
‫لئن يهدي اهلل بك رجالً واحداً خير لك ْ‬ ‫علي ‪ْ ،‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬يا ّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الوقت ‪.‬‬ ‫كانت عزيزةً على ِ‬
‫العرب في ذلك‬ ‫ُح ُمر النػ َعم ىي اإلبل الحمراء ‪ ،‬و ْ‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫علي َ‬
‫فأخ َذ الرايةَ ٌّ‬
‫رضي اهلل‬ ‫ِ‬
‫علي َ‬
‫ؤجلُو إلى حديثنا عن شجاعة ّ‬
‫حدث في خيبر ‪ ..‬فهذا نُ ٍّ‬
‫َ‬ ‫أما ماذا‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫عنو وأرضاه ‪ ..‬المهم نري ُد اآل َف ىنا مكانتو عند ٍّ‬
‫يحب اهلل ورسولَو ويحبُّو اهلل‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لو بأنو ُّ‬
‫وشهادة ٍّ‬
‫ورسولُو ‪.‬‬

‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى تبوؾ وترؾ عليّاً في‬
‫خرج ُّ‬‫*‪ -‬الحادثة الثانية ‪َ :‬‬
‫النبي ‪ ..‬أقارب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو ليرعى شؤوف أىلو في المدينة ‪ ..‬أزواج ّ‬
‫المدينة َ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫علي َ‬ ‫من أقاربو ‪ ..‬يرعى شؤونهن جميعاً ٌّ‬
‫النبي ْ‬
‫النبي ‪..‬نساء ّ‬‫ّ‬
‫وأرضاه ‪.‬‬
‫بعض المنافقين وقالوا ما‬
‫وخرج النب ُّي صلى اهلل عليو وسلم إلى تبوؾ ‪ ،‬فتكلم ُ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عليّاً إال استثقاالً لو‪ ..‬يعني ال يري ُده معو ‪..‬‬
‫ترؾ ُّ‬‫َ‬
‫يقاؿ لو مثل ىذا‬
‫فتضايق أ ْف َ‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنو‬
‫الكالـ عليّاً َ‬
‫ُ‬ ‫مستثقلو ‪ ،‬فبل َغ‬
‫فتبع النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى خارج المدينة ‪.‬‬
‫الكالـ َ‬
‫ٍّ‬
‫المتأخرين حتى ينطلقوا ‪،‬‬ ‫خارج المدينة ينتظروف‬
‫عسكر َ‬
‫َ‬ ‫الجيش‬
‫َ‬ ‫ألف ىذا‬
‫فأدرؾ النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫علي إلى خارج المدينة ‪َ ،‬‬
‫فلح َقهم ٌّ‬
‫والصبية ؟؟!!‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬تترُكني مع النٍّساء ٍّ‬
‫قاؿ ‪ :‬يا َ‬
‫َ‬
‫الشجاع المقاتل الحريص ‪ ..‬تترُكني مع النٍّساء‬‫الفارس المغوار ُّ‬
‫ُ‬ ‫يعني وأنا‬
‫والصبية ؟؟!!!‬
‫ٍّ‬
‫علي ‪َ ،‬أما ترضى أ ْف‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم تطييباً ِ‬
‫لقلبو‬ ‫فقاؿ لو ُّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫من موسى إال أنو ال نبي بعدي ؟؟‬ ‫ِ‬
‫تكو َف مني بمنزلة ىاروف ْ‬
‫ِ‬
‫ميقات ربٍّو أبقى ىاروف‬ ‫خرج إلى‬
‫وسالمو عليو لما َ‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫أي إف موسى‬
‫وسالمو‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫أخاه ‪ ،‬ولم يكن في ِ‬
‫إبقائو لهاروف منقصة على ىاروف‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫علي ليس في ىذا منقصة عليك ‪ ،‬ولك ِن‬ ‫عليو ‪ ..‬وكذلك أنا عندما أبقيك يا ّ‬
‫انتبو ال نبي بعدي ‪.‬‬
‫كترؾ موسى لهاروف‬ ‫ترؾ علياً وشبو ترَكو لو ِ‬
‫البعض أف النبي إذا َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يظن‬
‫ألنو قد ُّ‬
‫النبي إلى ىذا‬
‫نبي ‪ ..‬فنبو ُّ‬‫نبي كما أف ىاروف ٌّ‬ ‫بعض الغُالةِ أف عليّاً ٌّ‬
‫يظن ُ‬ ‫قد ُّ‬
‫قاؿ ‪ " :‬إال أنو ال نبي بعدي "‬
‫وسالمو عليو ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬
‫أحب علياً رضي اهلل عنو ٍ‬
‫لثالث‬ ‫اؿ ُّ ّ َ‬ ‫يقوؿ سعد بن أبي وقاص ‪ :‬ما أز ُ‬ ‫وفي ىذا ُ‬
‫وذكر منها لما أعطى الرايةَ في‬ ‫سمعتهن ْ ِ‬
‫من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪َ ،‬‬
‫يحب اهلل ورسولَو ويحبُّو اهلل‬
‫النبي ‪ " :‬ألعطين الرايةَ غداً رجالً ُّ‬‫قاؿ ُّ‬ ‫خيبر َ‬
‫علي ‪ ،‬أال ترضى‬
‫لعلي ‪ " :‬يا ّ‬
‫قاؿ ّ‬ ‫خرج إلى تبوؾ َ‬‫وذكر منها أنو لما َ‬
‫ورسولُو " ‪َ ،‬‬
‫من موسى إال أنو ال نبي بعدي " ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أ ْف تكو َف مني بمنزلة ىاروف ْ‬
‫علي‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عن ّ‬ ‫يقوؿ ُّ‬
‫من موسى" ىكذا ُ‬ ‫" بمنزلة ىاروف ْ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬
‫َ‬
‫يذىب‬
‫َ‬ ‫بن الوليد أ ْف‬
‫أمر خال َد َ‬
‫*‪ -‬أما الثالثة ‪ ..‬فإف النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫لكن لم يُسلموا ‪ ،‬فبع َد ذلك‬
‫بن الوليد ْ‬ ‫أىل اليمن خال ُد ُ‬
‫حاصر َ‬
‫َ‬ ‫إلى اليمن ‪،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫فأرسل إلى ٍّ‬
‫َ‬ ‫بن الوليد ‪،‬‬
‫ظهر عليهم خال ُد ُ‬
‫َ‬
‫س الغنيمةَ‬‫يخم ُ‬
‫فأرسل لنا َم ْن ٍّ‬
‫ْ‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬قد ظهرنا على ِ‬
‫أىل اليمن‬ ‫فقاؿ ‪ :‬يا َ‬‫َ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬
‫خمسة أقساـ ‪ ..‬أخماس ‪..‬‬ ‫ألف الغنيمةَ إذا غُنِ َم ْ‬
‫ت في الفتوحات تُقسم إلى‬
‫شارؾ ‪ ..‬المقاتلين ‪..‬‬
‫فتح ‪ ..‬الذي َ‬
‫أربعة أخماس تُػ َوزع على الجيش الذي َ‬
‫المجاىدين ‪ ،‬تُقسم عليهم أربعةُ أخماس ‪ ،‬يعني ثمانوف في المئة ‪ ،‬ويبقى‬
‫يقوؿ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو الذي ُ‬ ‫يرجع إلى ٍّ‬ ‫الخمس ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخمس ‪ ،‬وىذا‬
‫تبارؾ وتعالى فيو ‪ " :‬وا ْعلَموا أَنما غَنِ ْمتُم ِم ْن َشي ٍء فَأَف لِل ِو ُخمسوُ ولِلر ُس ِ‬
‫وؿ‬ ‫اهلل َ‬
‫َُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫يل ‪ " )41( ...‬سورة األنفاؿ‪.‬‬ ‫ساكِي ِن َوابْ ِن السبِ ِ‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ى‬‫ام‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ْي‬‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ى‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ولِ ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫تذىب إلى ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫فهذه الغنيمةُ وىي الخمس ‪ -‬العشروف بالمئة ‪-‬‬
‫ِ‬
‫خمسة أخماس ‪ ..‬هلل‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم على‬ ‫ويقسمها ُّ‬ ‫عليو وسلم ‪،‬‬
‫ُ‬
‫والرسوؿ ‪ ..‬لذي القربى ‪ ..‬اليتامى ‪ ..‬المساكين ‪ ..‬ابن السبيل ‪.‬‬
‫ىكذا تُقسم الغنيمةُ ‪.‬‬
‫س الغنيمةَ ‪.‬‬
‫يخم ُ‬
‫أرسل لنا َم ْن ٍّ‬
‫قاؿ ‪ْ :‬‬
‫فخالد بن الوليد َ‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عليّاً َ‬
‫فأرسل ُّ‬
‫َ‬
‫الغنائم كلُّها فقسمها ٌّ‬
‫علي خمسة‬ ‫علي إليهم فخمس الغنيمةَ ‪ ،‬و ج ِم َع ِ‬
‫ت‬ ‫فجاءَ ٌّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أخماس ‪ ،‬ثم أربعة أخماس وزعها على الجنود الذين شاركوا في القتاؿ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو ليرده إلى ٍّ‬
‫علي َ‬
‫و ُخ ُمس أخذه ٌّ‬
‫حدث بعد ذلك ؟؟‬
‫َ‬ ‫ماذا‬
‫س الذي للرسوؿ صلى اهلل عليو‬
‫عزؿ ال ُخ ُم َ‬
‫حدث بعد ذلك أف عليّاً بعد أ ْف َ‬
‫َ‬
‫جامعها )‬
‫رضي اهلل عنو ( أي َ‬‫علي َ‬ ‫فدخل عليها ٌّ‬
‫َ‬ ‫من الخمس‬
‫وسلم أخ َذ جاريو َ‬
‫من ىذا‬ ‫فتضايق بػريْ َدةُ بن ِ‬
‫بن الوليد وآخروف تضايقوا ْ‬ ‫الحصيب وخال ُد ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َُ‬
‫التصرؼ ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫النبي‬
‫س تذىب بو إلى ٍّ‬ ‫ِ‬
‫يعني كأنهم يقولوف في أنفسهم المفروض أف ىذا ال ُخ ُم َ‬
‫يقسمو وليس أنت ‪ ..‬ليس لك الح ّق‬ ‫والنبي ىو الذي ٍّ‬
‫ُّ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬
‫أ ْف تتصرؼ في ال ُخ ُمس ‪.‬‬
‫من اليم ِن إلى ٍّ‬
‫النبي مباشرةً يشتكي عليّاً‬ ‫خرج َ‬
‫رضي اهلل عنو َ‬
‫المهم ‪ ..‬بُريدة َ‬
‫اؿ‬
‫وعلي ما ز َ‬
‫ٌّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬‫فدخل بُريدةُ على ٍّ‬
‫َ‬ ‫على ىذا ِ‬
‫الفعل ‪،‬‬
‫أمر عليًّا أ ْف ال‬
‫والنبي َ‬
‫ُّ‬ ‫من الهجرةِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫في اليم ِن ‪ ،‬كا َف ذلك في السنة العاشرة َ‬
‫المدينة وإنما الوع ُد في مكة ‪ ،‬ألف النبي يري ُد الحج ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يرجع إلى‬
‫َ‬
‫من اليم ِن ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫علي َ‬ ‫ّ‬ ‫يا‬ ‫تخرج‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫َ‬ ‫المدينة‬ ‫من‬
‫الحج َ‬
‫أخرج إلى ٍّ‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ ‪ :‬أنا‬
‫َ‬
‫والوع ُد في مكة ‪.‬‬
‫ِ‬
‫المدينة يشتكي عليّاً‬ ‫النبي في‬
‫رجع إلى ٍّ‬
‫فبُريدةُ مباشرةً َ‬
‫فعل كيت وكيت ‪.‬‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إف عليّاً َ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬يا َ‬ ‫فقاؿ ٍّ‬‫َ‬
‫يقبل ىذه‬
‫يسمع ‪ ..‬ما رد عليو ‪..‬كأنو لم ْ‬ ‫ُ‬ ‫فالنبي صلى اهلل عليو وسلم كأنو ال‬
‫ُّ‬
‫الشكوى ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫رجع إلى ٍّ‬
‫فبريدةُ َ‬
‫فعل كيت وكيت ‪.‬‬‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إف عليّاً َ‬
‫قاؿ ‪ :‬يا َ‬ ‫َ‬
‫أتبغض عليّاً ؟؟؟‬
‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لبريدة ‪ :‬يا بريدةُ‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫من ذلك " ‪.‬‬
‫س أكثر ْ‬ ‫قاؿ ‪ " :‬فأحبو ‪ ..‬فإف لو في ال ُخ ُم ِ‬
‫َ‬
‫من ذلك ‪.‬‬
‫فعلي لو أكثر ْ‬
‫من الخمس ّ‬
‫يعني إذا أنت متضايق أنو اخذ وصيفةً َ‬
‫فعلي مواله "‬
‫كنت مواله ّ‬
‫من ذلك ‪َ ..‬م ْن ُ‬
‫" فإف لو في ال ُخ ُمس أكثر ْ‬
‫من ذلك اليوـ ‪.‬‬
‫أحب عليّاً ْ‬
‫لت ُّ‬
‫يقوؿ بُريدة ‪ :‬فما ز ُ‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫وقدره عند ٍّ‬
‫عرؼ مكانتو َ‬
‫ألنو َ‬

‫اس أ ْف‬
‫فأمر الن َ‬
‫من اليمن إلى مكة شرفها اهلل َ‬
‫خرج اآلف َ‬
‫رضي اهلل عنو َ‬
‫علي َ‬‫ٌّ‬
‫من اإلبل يسيروف بها‬
‫يستعجلوا بالخروج إلى مكة وأعطاىم مجموعةً َ‬
‫اإلبل ‪ ،‬تمشوف على األرض ‪ِ ،‬ر ْجلِي ‪..‬اإلبل ال تركبوىا‬
‫وقاؿ لهم ‪ :‬ال تركبوا َ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫الحج ‪.‬‬
‫ألف ىذه اإلبل ستكو ُف َى ْدياً في ّ‬
‫وأمر‬
‫تبعهم َ‬‫أمرىم أ ْف ينطلقوا وتأخر ىو قليالً ثم َ‬
‫فنهاىم أ ْف يركبوىا ‪ ،‬ثم َ‬
‫المسؤوؿ‬
‫ُ‬ ‫اإلبل ‪ِ ،‬أذ َف لهم‬
‫علي وإذا قد ركبوا َ‬‫لحق بهم ٌّ‬ ‫عليهم رجالً ‪ ..‬فلما َ‬
‫اإلبل ‪.‬‬
‫أ ْف يركبوا َ‬
‫ِ‬
‫بالمسؤوؿ وعاتبَو على ىذا‬ ‫أمسك‬ ‫كوب على ِ‬
‫اإلبل‬ ‫الر ِ‬‫أثر ُّ‬
‫َ‬ ‫علي ورأى َ‬
‫فلما أتى ٌّ‬
‫كوب ِ‬
‫اإلبل ‪ ،‬فلماذا تأذ ُف لهم ؟؟‬ ‫قلت لك ال تأذ ْف لهم بر ِ‬
‫قاؿ ‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫الفعل ‪َ ،‬‬
‫رضي اهلل عنو ‪...‬‬
‫وبدأ يعنٍّفو َ‬
‫اس ‪ ،‬ما ىذه ٍّ‬
‫الشدة ؟‬ ‫بعض الن ِ‬
‫فتضايق ُ‬
‫َ‬
‫ما ىذه ِ‬
‫الغلْظةُ ؟‬
‫النبي‬
‫وصل إلى مكة ‪ ،‬التقوا مع ٍّ‬
‫فانتظروا النبي صلى اهلل عليو وسلم عندما َ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬فجاءَ أبو سعيد الخدري يشتكي إلى ٍّ‬
‫عليو وسلم‬
‫فعل كيت وكيت ‪..‬‬ ‫ِ‬
‫علي شديداً علينا‪ ..‬كا َف فيو غ ْلظَة علينا‪َ ..‬‬
‫قاؿ ‪ :‬كا َف ٌّ‬
‫َ‬
‫كوب ِ‬
‫اإلبل ‪.‬‬ ‫من ر ِ‬ ‫منعنا ْ‬
‫َ‬
‫من لِباس بعض األردية ‪.‬‬
‫منعهم َ‬
‫ٍ‬
‫وفي رواية ‪ :‬أنو َ‬
‫فعل كذا وكذا ‪.‬‬
‫فقاؿ ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫أحسن "‬
‫َ‬ ‫علمت أف عليّاً قد‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪ " :‬قد‬
‫النبي إال أ ْف َ‬
‫من ٍّ‬ ‫فما كا َف َ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وبين مكانتو عنده َ‬
‫دافع عنو ُّ‬
‫أيضاً َ‬
‫وأرضاه ‪.‬‬
‫ِ‬
‫المدينة وىو في الطر ِيق‬ ‫ورجع إلى‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم الحج َ‬
‫فلما أتم ُّ‬
‫من‬ ‫وقف في ٍ‬
‫الج ْح َفة ‪ ،‬وىذه الجحفة تبع ُد عن مكة قريب ْ‬
‫قاؿ لو ُ‬
‫مكاف يُ ُ‬ ‫َ‬
‫مئتين وستين كيلو ‪.‬‬

‫من مئة وسبعين كيلو ‪ ،‬يعني تقريباً في الوسط أو‬ ‫ِ‬


‫وتبع ُد عن المدينة قريب ْ‬
‫الر ِ‬
‫حلة‬‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في ىذه ٍّ‬ ‫ِ‬
‫من عادة ٍّ‬ ‫أقرب إلى المدينة ‪ ،‬وكا َف ْ‬
‫فكانت عادتُهم يمشوف‬
‫ْ‬ ‫من سبعة إلى تسعة أياـ ‪-‬‬ ‫الرحلة مدتها تقريباً ْ‬
‫‪ -‬وىذه ٍّ‬
‫يل ويرتاحوف في النها ِر ‪.‬‬
‫في الل ِ‬
‫من ذي الحجة ‪ ،‬ألف النبي‬ ‫ٍ‬
‫من األياـ وىو تقريباً في الثامن عشر ْ‬‫في يوـ َ‬
‫من ذي الحجة ‪ ،‬في‬ ‫الحج في الثالث عشر ْ‬‫من ٍّ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم انتهى َ‬
‫قاـ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى الجحفة ‪ ،‬في ىذا اليوـ َ‬ ‫وصل ُّ‬‫الثامن عشر َ‬
‫أىل‬ ‫اد أ ْف ينبٍّو إلى ِ‬
‫مكانة ِ‬ ‫وخطب في الن ِ‬
‫اس ‪ ،‬ثم أر َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بيتو صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وأمر‬
‫كتاب اهلل ‪َ ،‬‬
‫ذكر َ‬ ‫تارؾ فيكم ثقلين أحدىما كتاب اهلل " ‪ ،‬ثم َ‬‫قاؿ ‪ " :‬إني ٌ‬‫ف َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والمحافظة عليو ‪ ،‬وذكر بو‬ ‫مس ِ‬
‫ك بو‬ ‫بالت ُّ‬
‫ُ‬
‫أىل بيتي ‪ٍّ ،‬‬
‫أذكركم‬ ‫أىل بيتي ‪ٍّ ،‬‬
‫أذكركم اهلل َ‬ ‫قاؿ ‪ " :‬وأىل بيتي ‪ٍّ ،‬‬
‫أذكركم اهلل َ‬ ‫ثم َ‬
‫أىل بيتي "‪.‬‬
‫اهلل َ‬
‫فعلي مواله " ‪.‬‬
‫كنت موالهُ ٌّ‬
‫قاؿ ‪َ " :‬م ْن ُ‬
‫ثم َ‬
‫يعني يا َم ِن اشتكيتُم عليّاً سواء بُريده َ‬
‫وم ْن كا َف معو في المدينة أو أبو سعيد‬
‫علي عندي وعند اهلل " َم ْن‬
‫وم ْن كا َف معو في مكة ؛ أري ُدكم أ ْف تعرفوا مكانةَ ٍّ‬
‫َ‬
‫فعلي مواله "‬
‫كنت موالهُ ٌّ‬
‫ُ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وعند‬ ‫علي عند ِ‬‫علي وقَ ْد َر ٍّ‬
‫اس مكانةَ ٍّ‬
‫فعرؼ الن ُ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ِ‬
‫والمكانة عند ٍّ‬ ‫ِ‬
‫بالفضل‬ ‫أقروا لو‬
‫أقروا لو بذلك ‪ ..‬أي ُّ‬
‫ذلك ُّ‬
‫ورؤيتهم لو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حساب في كالمهم ومنطقهم ُ‬ ‫ألف‬
‫وسلم ‪ ،‬وصاروا يحسبوف لو َ‬
‫علي الخاصة ‪.‬‬ ‫من األموِر ‪ ،‬ىذه ُ‬
‫بعض فضائل ّ‬ ‫وغير ذلك َ‬

‫أىل ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬
‫فضائلو العامة مع ِ‬ ‫* ‪ -‬نأتي إلى‬

‫فعلي مواله "‬


‫كنت موالهُ ٌّ‬
‫بي صلى اهلل عليو وسلم ‪َ " :‬م ْن ُ‬
‫*‪ -‬أوالً ‪ :‬قوؿ الن ّ‬
‫أىل ِ‬
‫البيت في ذلك الوقت‬ ‫أس ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫رؤوس ِ‬
‫علي ر َ‬
‫يكن ٌّ‬
‫أىل البيت إ ْف لم ْ‬ ‫وعلي ْ‬
‫ٌّ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬
‫َ‬
‫من‬ ‫تقوؿ ُّأمنا عائشة رضي اهلل عنها وعن أبيها أنو في ٍ‬
‫يوـ‬ ‫*‪ -‬الحادثة الثانية‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم علي البيت ( في بيت عائشة ) فدعا‬
‫دخل ُّ‬‫األياـ َ‬
‫النبي صلى‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وكا َف على ٍّ‬
‫عليّاً وفاطمةَ ‪ ،‬فجاؤوا إلى ٍّ‬
‫فجعل عليّاً‬
‫َ‬ ‫من َشعر ‪ -‬كِساء مثل البشت ‪..‬عباءه ‪-‬‬‫اهلل عليو وسلم كساء ْ‬
‫فدخل في‬ ‫الحسن‬ ‫جاء‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫بالك ِ‬
‫ساء‬ ‫الك ِ‬
‫ساء معو ( غطاىما ِ‬ ‫وفاطمةَ داخل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والحسين في‬ ‫الحسن‬ ‫ِ‬
‫الكساء ‪ -‬وكا َف‬ ‫ودخل في‬ ‫الحسين‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الكساء ‪ ،‬ثم جاءَ‬
‫النبي‬
‫فأدار ُّ‬ ‫ِ‬
‫ذلك الوقت يمكن الحسن ‪5‬سنوات والحسين ‪4‬سنوات ‪َ -‬‬
‫علي وفاطمة والحسن والحسين ) ‪.‬‬ ‫الكساءَ عليهم ( على ّ‬
‫صلوات ربٍّي‬ ‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إليو بالكساء ‪ ،‬ثم قرأ‬ ‫يعني ضمهم ُّ‬
‫الر ْجس أ َْىل الْبػ ْي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َويُطَ ٍّه َرُك ْم‬ ‫ب َع ْن ُك ُم ٍّ َ َ َ‬ ‫وسالمو عليو "‪ ....‬إِن َما يُ ِري ُد اللوُ ليُ ْذى َ‬
‫ُ‬
‫تَطْ ِه ًيرا (‪ " )33‬سورة األحزاب ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بهذا‬
‫أكرمهم ُّ‬
‫فكانت ىذه كرامة لهؤالء األربعة إ ْذ َ‬
‫ْ‬
‫مستجاب صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ٌ‬ ‫النبي‬
‫ومعلوـ أف دعاءَ ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫الدعاء الطيب المبارؾ ‪،‬‬
‫فأكرمهم بهذا ُّ‬
‫الدعاء‬ ‫َ‬
‫وطهرىم‬
‫الرجس ٍّ‬
‫ذىب عنهم ٍّ‬
‫قاؿ ‪ " :‬اللهم ىؤالء أىل بيتي ‪ ،‬اللهم أ ْ‬
‫ثم َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ىذه حادثة ‪.‬‬
‫طلب ُّ‬‫األمر كما َ‬
‫تطهيراً " ‪ ،‬وكا َف ُ‬

‫من نجراف‬
‫*‪ -‬الحادثة الثالثة ‪ :‬وىي أف النبي صلى اهلل عليو وسلم جاءَه وف ٌد ْ‬
‫( نصارى ) ‪ ،‬وصاروا يناقشوف النبي صلى اهلل عليو وسلم في موضوع عيسى‬
‫آؿ عمراف وتكلم‬ ‫من سورةِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫فأنزؿ اهلل جل وعال آيات ْ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ‪َ ،‬‬
‫وحا‬
‫آد َـ َونُ ً‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َم ْن ىو عيسى ‪ ":‬إِف اللوَ ْ‬
‫اصطََفى َ‬ ‫وبين ُّ‬
‫ذكر قصة عيسى كاملةً‬ ‫ِ‬ ‫آؿ إِبػر ِاىيم و َ ِ‬
‫ين(‪ " )33‬حتى َ‬ ‫آؿ ع ْم َرا َف َعلَى ال َْعالَم َ‬ ‫َو َ ْ َ َ َ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫أىل نجراف ‪..‬عاندوا النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫فعان َد ُ‬
‫صحيح وال نقبلُو ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫الكالـ ُ‬
‫َ‬ ‫قالوا ‪ :‬إف ىذا‬
‫ثالثة ‪ ،‬فبين لهم أنو عب ٌد‬ ‫ثالث ٍ‬ ‫ابن اهلل وأنو ُ‬ ‫ألنهم يعتقدوف في عيسى أنو ُ‬
‫تبارؾ وتعالى قولَو جل وعال ‪":‬‬ ‫فأنزؿ اهلل َ‬ ‫رسوؿ ‪ ..‬عندىا عارضوا وعاندوا َ‬ ‫ٌ‬
‫ك فِ ِيو‪ ( ..‬أي في عيسى )‬ ‫فَ َم ْن َحاج َ‬
‫ك فِ ِيو ِم ْن بَػ ْع ِد َما َجاءَ َؾ ِم َن ال ِْعل ِْم فَػ ُق ْل تَػ َعالَ ْوا نَ ْدعُ أَبْػنَاءَنَا َوأَبْػنَاءَ ُك ْم‬ ‫" فَ َم ْن َحاج َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُك ْم ثُم نَػ ْبتَ ِه ْل فَػنَ ْج َع ْل لَ ْعنَةَ اللو َعلَى الْ َكاذب َ‬
‫ين‬ ‫سنَا َوأَنْػ ُف َ‬
‫ساءَ ُك ْم َوأَنْػ ُف َ‬
‫ساءَنَا َون َ‬
‫َون َ‬
‫(‪")61‬سورة آؿ عمراف‬
‫نبتهل ‪.‬‬
‫أىل نجراف ‪ :‬نعم ُ‬
‫فقاؿ ُ‬
‫َ‬
‫رؼ‬
‫اس إليو ويأتي الط ُ‬ ‫رؼ ِ‬
‫بأقرب الن ِ‬ ‫والمباىلةُ ىي المالعنةُ ‪ ،‬يعني يأتي ىذا الط ُ‬
‫قوؿ ‪:‬‬ ‫اس إليو ثم يجتمعوف في ٍ‬
‫مكاف ويبدأ الطرؼ األوؿ ي ُ‬ ‫الثاني ِ‬
‫بأقرب الن ِ‬
‫باطل فاللهم أظه ِر الحق ْ‬
‫وأنزؿ‬ ‫الحق معي وىذا الرجل على ٍ‬ ‫اللهم إ ْف كا َف ُّ‬
‫عذابَك وسخطَك اآلف عليو ‪.‬‬
‫كنت مبطالً كاذباً ْ‬
‫فأنزؿ عذابَك علي ‪.‬‬ ‫و إ ْف كا َف ُّ‬
‫الحق معو و ُ‬
‫صاحبو ويدعو على ِ‬
‫نفسو ‪ ،‬ويأتي اآلخر يفعل الشيءَ ذاتو ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ىكذا يدعو على‬
‫ىذه تسمى المباىلة ‪.‬‬
‫عندىا قالوا ‪ :‬نعم نباىلُك ‪.‬‬
‫بعلي وفاطمة‬
‫من الصباح وإذا بو أتى ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫فجاءَ ُّ‬
‫يقوؿ ‪ :‬ىؤالء أقرب الناس إلي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫والحسن والحسين ‪ ،‬كأنو ُ‬
‫فأتى بهؤالء األربعة ‪ ،‬فلما رأى وف ُد نجراف أف النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫الخوؼ في قلوبهم‬ ‫وقع‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫عازـ على المباىلة َ‬
‫ٌ‬
‫أرسل معنا رجالً أميناً يعلٍّمنا َ‬
‫أمور ديننا‬ ‫ولكن ْ‬‫فقالوا ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬ال نباىلُك ‪ْ ..‬‬
‫‪.‬‬
‫عامر بن الجراح ‪ ،‬ولم‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم معهم أبا عبيدة َ‬
‫فأرسل ُّ‬
‫َ‬
‫يباىلوا النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫قاؿ اهلل لو ‪... " :‬‬ ‫من ىذا ىو أف النبي صلى اهلل عليو وسلم لما َ‬ ‫والشاى ُد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُك ْم ثُم‬ ‫سنَا َوأَنْػ ُف َ‬‫ساءَ ُك ْم َوأَنْػ ُف َ‬ ‫فَػ ُق ْل تَػ َعالَ ْوا نَ ْدعُ أَبْػنَاءَنَا َوأَبْػنَاءَ ُك ْم َون َ‬
‫ساءَنَا َون َ‬
‫رضي اهلل‬ ‫ِ‬
‫بعلي وفاطمة والحسن والحسين ) َ‬ ‫نَػ ْبتَه ْل‪ " ...‬أتى بهؤالء األربعة ( ّ‬
‫تبارؾ وتعالى عنهم وأرضاىم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وأـ كلثوـ وزينب ) ؟؟؟‬ ‫ِ ِ‬
‫قائل ‪ :‬لماذا لم يأت ببناتو األخريات ( رقية ّ‬ ‫يقوؿ ٌ‬ ‫قد ُ‬
‫النبي كلٍّهم تُػ ُوفُّوا في‬ ‫النبي وأبناء ٍّ‬ ‫الوقت كن قد تُوفٍّين ‪ ،‬ألف بنات ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫في ىذا‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ت بعد ٍّ‬ ‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬وىي تُػ ُوفٍّػيَ ْ‬ ‫ِ‬
‫حياتو ما عدا فاطمة َ‬
‫وسلم بستة أشهر ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنها صبرىا في‬
‫رفع درجات فاطمة َ‬ ‫أىل العلم ‪ :‬مما َ‬‫يقوؿ ُ‬
‫ولذلك ُ‬
‫ورضي عنها ‪.‬‬ ‫وسالمو عليو‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫ليت ِ‬
‫بموت أبيها‬ ‫ابتالئها ألنها ابتُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظهر مكانتهم ‪.‬‬
‫النبي بهؤالء األربعة ليُ َ‬
‫من ىذا أتى ُّ‬ ‫فالشاى ُد ْ‬
‫النبي‬
‫بن أبي وقاص ‪ :‬ولما جاءَ وف ُد نجراف للمباىلة أتى ُّ‬ ‫يقوؿ سع ُد ُ‬
‫ولذلك ُ‬
‫بعلي وفاطمة والحسن والحسين ‪.‬‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ..‬إ ْذ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫فأوقع ىذا حبّاً لعلي في ِ‬
‫قلوب‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫قدره ومكانتَو عند ٍّ‬
‫عرفوا َ‬

‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬


‫أصحاب ٍّ‬ ‫يدخل فيها مع‬ ‫الفضائل العامة التي‬ ‫* أما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فمنها ‪:‬‬

‫جبل ِحراء‬ ‫ِ‬


‫*‪ -‬اف النبي صلى اهلل عليو وسلم كا َف يوماً على حراء ‪ ،‬فاىتز ُ‬
‫اثبت ِحراء ‪ ،‬فإنما عليك نبي أو ِ‬
‫ص ٍّديق‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ْ " :‬‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫أو شهيد " ‪ ،‬وكا َف على جبل ِحراء في ذلك الوقت الرسوؿ صلى اهلل عليو‬
‫وعلي وسعد وأبو عبيدة عامر بن الجراح‬
‫وسلم وأبو بكر وعمر وعثماف ّ‬
‫النبي أنهم إما نبي أو ِ‬
‫صدٍّيق أو شهيد ‪.‬‬ ‫فحكم عليهم ُّ‬ ‫وطلحة بن عبيد اهلل ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫اثبت أحد فإنما عليك نبي ِ‬
‫وص ٍّديق وشهيداف " ‪ ،‬وىذا‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫وفي حديث آخر ‪ُ ْ " :‬‬
‫الكالـ كا َف في الرسوؿ و أبي بكر وعمر وعثماف ‪.‬‬
‫ُ‬
‫حديث آخر وإنما ىذا على حراء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ىذا‬

‫من الفضائل العامة‬


‫كذلك َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫سمعت َ‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫رضي اهلل عنو َ‬
‫*‪ -‬حديث سعيد بن زيد َ‬
‫يقوؿ ‪ " :‬عشرة في الجنة ‪ ،‬أبو بكر في الجنة ‪ ،‬وعمر في الجنة ‪،‬‬
‫عليو وسلم ُ‬
‫وعلي في الجنة ‪ ،‬وعثماف في الجنة ‪ ،‬وطلحة في الجنة ‪ ،‬وعبد الرحمن بن‬
‫ّ‬
‫عوؼ في الجنة ‪ ،‬وسعد بن مالك في الجنة ‪ -‬الذي ىو سعد بن أبي‬
‫وقاص‪ -‬وأبو عبيدة في الجنة والزبير في الجنة "‬
‫ثم قاؿ‪ :‬وإ ْف شئتم سميت لكم العاشر ‪.‬‬
‫قالوا ‪َ :‬م ْن يا سعيد؟‬
‫قاؿ ‪ :‬صاحبُكم ‪.‬‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬وسعيد بن زيد في الجنة "‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫يعني ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫خير‬
‫فهؤالء العشرة المبشروف في الجنة ىم ُ‬
‫وسلم‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ىؤالء‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫من‬
‫على اإلطالؽ ‪ ..‬أفضل عشرة ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وأخبر عنهم ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫العشرة الذين ذُكروا في حديث واحد َ‬
‫من ِ‬
‫أىل الجنة ‪.‬‬ ‫أنهم ْ‬
‫جاءت في‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم التي‬
‫جمعت مع ىذا أحاديث ٍّ‬
‫َ‬ ‫ثم إذا‬
‫حابة عامة كقولو ‪ " :‬خير الناس قرني "‬ ‫فضائل الص ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ذىبت‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬النُّجوـ أمنةٌ للسماء فإذا‬
‫أو قوؿ ٍّ‬
‫ذىبت أتى أصحابي ما‬
‫ُ‬ ‫ُّجوـ أتى السماءَ ما تُوعد ‪ ،‬و أنا أمنةٌ ألصحابي فإذا‬
‫الن ُ‬
‫ذىب أصحابي أتى أمتي ما تُوع ُد "‪.‬‬
‫يُوعدوف ‪ ،‬و أصحابي أمنةٌ ألمتي فإذا َ‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪...‬‬


‫علي َ‬ ‫ىذا ٌّ‬
‫بقي إلى‬ ‫ِ‬
‫ونؤجل ما َ‬
‫الجلسة ‪ٍّ -‬‬ ‫رضي اهلل عنو في ىذه‬ ‫علي َ‬ ‫كالمنا عن ٍّ‬
‫ونختم َ‬‫ُ‬
‫رضي اهلل عنو وىي ُكنية " أبو‬
‫علي َ‬‫نية طيٍّ ٍبة كا َف يحبُّها ٌّ‬
‫القادمة ‪ -‬ب ُك ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجلسة‬
‫علي فلم‬ ‫تراب " ‪ ،‬وذلك أف النبي صلى اهلل عليو وسلم دخل يوماً إلى ِ‬
‫بيت‬
‫ّ‬
‫يجده في ِ‬
‫البيت وج َد فاطمةَ‬
‫علي ؟؟‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬أين ّ‬
‫َ‬
‫زوجك ؟؟‬
‫أين ُ‬
‫وخرج ‪.‬‬
‫َ‬ ‫غضب علي‬
‫َ‬ ‫فقالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫النبي صلى‬
‫فسكت ُّ‬
‫َ‬ ‫خرج ‪،‬‬
‫حصل بيننا احتكاؾ ‪ -‬بين الزوج وزوجتو ‪ -‬ثم َ‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫النبي صلى‬
‫فسكت ُّ‬
‫َ‬ ‫يحصل بين األزواج ‪،‬‬‫ُ‬ ‫طبيعي‬
‫ّ‬ ‫اهلل عليو وسلم ألف ىذا أمر‬
‫ِ‬
‫المسجد وقد‬ ‫علي ‪ ،‬فوج َد عليّاً نائماً في‬
‫يبحث عن ّ‬ ‫ُ‬ ‫خرج‬
‫اهلل عليو وسلم ثم َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫اب ‪ ..‬فجاءَ ُّ‬ ‫وناـ على التُّر ِ‬
‫جمع تراباً وجعلَو وسادةً َ‬
‫َ‬
‫يُوقظُو‬
‫فقاؿ لو ‪ " :‬قم أبا التراب ‪ ،‬قم أبا التراب "‪.‬‬
‫َ‬
‫أغضب ابنتو ‪،‬‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو قد‬
‫يعني انظر كيف يتلطف معو ُّ‬
‫وسالمو عليو‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫يعرؼ كيف يتصرؼ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫لكن ّ‬
‫من اآلباء اليوـ ‪.‬‬
‫‪ ،‬ليس كما حاؿ كثير َ‬
‫فالمهم ‪...‬‬
‫يقوؿ لو ‪ " :‬قم أبا التراب ‪ ،‬قم أبا التراب "‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫ّ‬
‫أحب الكنى إلي ألف النبي صلى اهلل‬
‫فكانت ىذه ّ‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪:‬‬
‫علي َ‬
‫يقوؿ ٌّ‬
‫ُ‬
‫عليو وسلم ىو الذي لقبني بها ‪.‬‬
‫كا َف ىذا أحب ألقاب علي إليو ألف النبي ىو الذي لقبو ِ‬
‫بقولو ‪ " :‬قم أبا تراب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬قم أبا تراب " ‪.‬‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪ ،‬واهلل أعلى و أعلم‬


‫علي َ‬
‫ىذه نبذةٌ مختصرةٌ معتصرةٌ عن ٍّ‬
‫وبارؾ على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬
‫‪ ،‬وصلى اهلل وسلم َ‬

‫انتهت الحلقة السابعة‬


‫لتحميل رابط المادة مرئي ‪gp3‬‬

‫***************************‬
‫الحلقة الثامنة من سلسلة آؿ البيت والصحابة‬
‫علي بن أبي طالب رضي اهلل عنو وأرضاه‬
‫ّ‬
‫الجزء الثاني‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫الـ‬
‫ولي الصالحين ‪ ،‬والصالةُ والس ُ‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬الحم ُد هلل ّ‬
‫الحم ُد هلل ٍّ‬
‫المبعوث رحمةً للعالمين ؛ نبيٍّنا ِ‬
‫وإمامنا وحبيبِنا وسيٍّدنا وقُػرِة عينِنا‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫وصحابتو أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬ ‫عبد اهلل وعلى ِ‬
‫آلو‬ ‫محمد ب ِن ِ‬
‫من أُ ْس ِد اهلل‬ ‫ماـ من أئمة اإل ِ ٍ‬
‫سالـ وأسد ْ‬ ‫اؿ حديثُنا موصوالً عن إ ٍ ْ‬‫فما ز َ‬
‫بتوؿ ‪ ،‬أبي‬ ‫زوج ال ِ‬ ‫ص ْه ِر الر ِ‬
‫سوؿ ‪ِ ،‬‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪ ..‬إف كالمنا عن ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تبارؾ وتعالى عنو وأرضاه ‪ ..‬ىذا‬‫رضي اهلل َ‬ ‫علي بن أبي طالب َ‬‫السبطين ّ‬ ‫ٍّ‬
‫امات ٍ‬
‫كثيرة ‪.‬‬ ‫تبارؾ وتعالى بكر ٍ‬
‫كرمو اهلل َ‬
‫الرجل الذي أ َ‬
‫من ىذه الكرامات ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬‫عم ِ‬ ‫ابن ٍّ‬
‫*‪ -‬أنو ُ‬
‫*‪ -‬وزوج سيٍّدة ِ‬
‫نساء العالمين ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ىل الجن ِة ‪.‬‬ ‫*‪ -‬وأبو َسيٍّ َد ْي ِ‬
‫شباب أ ِ‬
‫الص ِ‬
‫بية ‪.‬‬ ‫من ٍّ‬ ‫سلم َ‬
‫*‪ -‬ىو أوؿ َم ْن أ َ‬
‫من موض ٍع ‪.‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بالجن ِ‬
‫كثر ْ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫*‪ -‬بشره ُّ‬
‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫وسالمو عليو في َى ْديِ ِو لما حج‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫*‪ -‬أشرَكو‬
‫أكمل‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫اإلبل‬ ‫من‬ ‫ين‬ ‫ت‬
‫ٍّ‬ ‫وس‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫الث‬‫ث‬ ‫يفة‬ ‫وسالمو عليو ؛ فنحر نبيُّنا ِ‬
‫بيده الشر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في اله ْدي ‪.‬‬
‫علي المئةَ ‪ ،‬وكا َف مشتركاً مع ٍّ‬
‫ٌّ‬

‫الص ْل ِح في‬
‫كاتب ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫*‪ -‬تشرؼ بأ ْف جعلَو ُّ‬
‫ِ‬
‫الحديبية ‪.‬‬
‫ِ‬
‫القرآف الكر ِيم ‪.‬‬ ‫*‪ -‬ىو أح ُد أشه ِر ُرَو ِاة‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫*‪ -‬وأح ُد أشهر ُرَواةِ ُسن ِة المصطفى‬

‫يحب اهلل‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم على المأل أف عليّاً ُّ‬‫خبر ُّ‬ ‫*‪ -‬أ َ‬
‫وأعلن على المأل أف اهلل ورسولَو‬ ‫والص ْد ِؽ ‪،‬‬ ‫ورسولَو فشه َد لو باإل ِ‬
‫يماف ٍّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بالوالية ‪.‬‬ ‫يحبانو فشه َد لو‬

‫لنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬ال يحبُّك‬


‫قاؿ عنو ا ُّ‬
‫*‪ -‬ىذا الرجل الذي َ‬
‫ضك إال منافق " ‪.‬‬
‫إال مؤمن وال يُبغ ُ‬

‫تبارؾ وتعالى ‪َ " :‬ى َذ ِ‬


‫اف‬ ‫قوؿ اهلل َ‬ ‫عمو واب ِن ٍّ‬
‫عمو ُ‬ ‫نزؿ فيو وفي ٍّ‬ ‫*‪َ -‬‬
‫ص ُموا فِي َربٍّ ِه ْم ‪ " )19(....‬سورة الحج ‪ ،‬وذلك في بدر‬ ‫َخ ْ ِ‬
‫ص َماف ا ْختَ َ‬
‫اؿ‪..‬‬
‫بن عتبة وطلبوا النٍّز َ‬
‫بن ربيعة والولي ُد ُ‬
‫بن ربيعة وشيبةُ ُ‬
‫خرج عتبةُ ُ‬
‫لما َ‬
‫طلبوا المبارزَة ‪.‬‬
‫من األنصار ‪.‬‬
‫وآخر َ‬
‫ومعوذ ُ‬
‫فخرج إليهم معاذٌ ٍّ‬
‫َ‬
‫فقالوا ‪َ :‬م ْن أنتم ؟؟‬
‫فعرفوا بأ ِ‬
‫نفسهم ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬أَ ْك َفاء كِ َراـ ولكننا نري ُد بَنِي ٍّ‬
‫عمنا ‪.‬‬
‫عمو‬
‫ابن ٍّ‬‫مر َ‬ ‫فخرج ‪ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عمو الحمزَة‬ ‫مر ُّ‬ ‫فأ َ‬
‫فتنازؿ الثالثةُ‬ ‫فخرج ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحارث‬ ‫بن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عمو عُبيد َة َ‬
‫ابن ٍّ‬ ‫مر َ‬ ‫فخرج ‪ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬ ‫عليّاً‬
‫علي وحمزةُ وعُبيدة على كفار‬ ‫وظهر ٌّ‬ ‫ً‬‫ا‬‫يش‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫اهلل‬ ‫فهزـ‬ ‫؛‬ ‫مقابل الث ِ‬
‫الثة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ُموا‬ ‫اف َخ ْ ِ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪َ " :‬ى َذ ِ‬
‫ص َماف ا ْختَ َ‬ ‫قوؿ اهلل َ‬ ‫فنزؿ فيهم ُ‬ ‫قريش ‪َ ،‬‬
‫فِي َربٍّ ِه ْم‪ " )19(....‬سورة الحج‬
‫تبارؾ وتعالى ‪َ " :‬وِم َن الن ِ‬
‫اس َم ْن يَ ْش ِري‬ ‫قوؿ اهلل َ‬‫نزؿ ُ‬ ‫*‪ -‬وفيو وفي ِ‬
‫أمثالو َ‬
‫لت ىذهِ اآليةُ‬ ‫ض ِاة الل ِو ‪ " )207(....‬سورة البقرة ‪ ،‬نز ْ‬ ‫اء َم ْر َ‬ ‫ِ‬
‫نَػ ْف َسوُ ابْتغَ َ‬
‫ص ُد ُؽ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪ ،‬وتَ ْ‬ ‫سبيل اهلل َ‬ ‫الماؿ في ِ‬
‫وترؾ َ‬ ‫ىاجر َ‬ ‫صهيب لما َ‬ ‫في ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫اش ٍّ‬ ‫بات في فر ِ‬ ‫رضي اهلل تعالى عنو لما َ‬ ‫علي َ‬ ‫على ٍّ‬
‫ص َرِة ىذا ٍّ‬
‫الدي ِن‬ ‫سبيل نُ ْ‬‫كل ذلك في ِ‬ ‫لقتل قريش لو ‪ ،‬و ّ‬ ‫متعرضاً ِ‬ ‫وسلم ٍّ‬
‫وسالمو عليو‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫والدفاع عن نبيٍّو المصطفى‬ ‫ٍّ‬

‫ض َي اللوُ َع ِن‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪ " :‬لََق ْد ر ِ‬ ‫قوؿ اهلل َ‬ ‫ِ‬


‫صحابو ُ‬ ‫نزؿ فيو وفي أ‬ ‫*‪َ -‬‬
‫َ‬
‫ت الش َج َرِة فَػ َعلِ َم َما فِي قُػلُوبِ ِه ْم فَأَنْ َػز َؿ‬
‫ك تَ ْح َ‬‫ين إِ ْذ يُػبَايِعُونَ َ‬‫ِِ‬
‫ال ُْم ْؤمن َ‬
‫الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم َوأَثَابَػ ُه ْم فَػ ْت ًحا قَ ِريبًا ‪ " )118(....‬سورة الفتح ‪ ،‬وكا َف‬
‫أح َد أولئك ‪.‬‬
‫وؿ الل ِو‬‫تبارؾ وتعالى ‪ُ " :‬م َحم ٌد َر ُس ُ‬ ‫نزؿ فيو وفي أصحا ِبو قو ُؿ اهلل َ‬ ‫*‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َم َعوُ أَشداءُ َعلَى الْ ُكفا ِر ُر َح َماءُ بَػ ْيػنَػ ُه ْم تَػ َر ُ‬
‫اى ْم ُرك ًعا ُسج ًدا يَػ ْبتَػغُو َف‬ ‫َوالذ َ‬
‫السج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضوانًا ِسيم ِ‬ ‫فَ ْ ِ ِ‬
‫ود‬ ‫اى ْم في ُو ُجوى ِه ْم م ْن أَثَ ِر ُّ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ضال م َن اللو َوِر ْ َ‬
‫‪ " )29(....‬سورة الفتح‬

‫تبارؾ وتعالى ‪َ ":‬والسابِ ُقو َف األَولُو َف ِم َن‬ ‫قوؿ اهلل َ‬ ‫نزؿ فيو وفي أ ِ‬
‫مثالو ُ‬ ‫*‪َ -‬‬
‫ٍ‬
‫اف ر ِ‬ ‫صا ِر وال ِذين اتػبَػعُ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا‬‫ض َي اللوُ َع ْنػ ُه ْم َوَر ُ‬ ‫وى ْم بِإ ْح َس َ‬ ‫ال ُْم َهاج ِر َ‬
‫ين َواألَنْ َ َ َ‬
‫َع ْنوُ ‪" )100(...‬سورة التوبة‬
‫تبارؾ وتعالى رضاهُ عنو جل وعال ‪.‬‬ ‫علن اهلل َ‬‫رجل قد أ َ‬ ‫فهذا ٌ‬

‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫*‪ -‬في ٍ‬


‫رضي اهلل عنهما إلى ٍّ‬
‫َ‬ ‫وفاطمة‬ ‫علي‬
‫ٌّ‬ ‫جاء‬
‫َ‬ ‫يوـ‬
‫من البحرين‬
‫جاءه َس ْب ٌي َ‬
‫وسلم وقد سمعا بأف النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫التي ىي اإلحساء اآلف ؛ فجاءا يطلباف خادماً ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬أ َو ال أدلُّكما على خي ٍر لكما‬ ‫فقاؿ لهما ُّ‬
‫َ‬
‫اشكما فسبٍّحا ثالثاً وثالثين ‪ ،‬واحمدا ثالثاً‬ ‫خادـ ؟ إذا أويتُما إلى فر ِ‬
‫من ٍ‬ ‫ْ‬
‫وثالثين ‪ ،‬وكبٍّرا أربعاً وثالثين " ‪.‬‬
‫من ٍ‬
‫خادـ ‪.‬‬ ‫خير لكما ْ‬ ‫فذلك ٌ‬
‫من ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى‬ ‫رضي اهلل عنو ‪ :‬فما تركتُها من ُذ سمعتُها ْ‬ ‫علي َ‬ ‫يقوؿ ٌّ‬
‫ُ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫فقاؿ لو قائل ‪ :‬وال يوـ ِ‬
‫ص ٍّفين ؟؟!!‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫يوـ الهرير؟؟!!‬
‫وال َ‬
‫حيث القتاؿ اشتد ‪ ..‬وال في ذلك اليوـ ؟؟!!‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫فقاؿ لو ‪ :‬وال في ذلك ِ‬
‫اليوـ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫رضي‬ ‫ِ‬
‫لي َ‬‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عُد ع ٌّ‬
‫صحاب ٍّ‬ ‫*‪ -‬إذا عُد علماءُ أ‬
‫اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬

‫ليهم الفتوى ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ترجع إ ُ‬
‫من السبعة الذين ُ‬
‫*‪ -‬وكا َف َ‬

‫النبي صلى اهلل عليو وسلم قاضياً إلى اليم ِن وىو ُ‬


‫صغير‬ ‫*‪ -‬أرسلَو ُّ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ر‬‫العش‬ ‫تجاوز‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالكاد‬ ‫الس ٍّن ؛‬
‫ٍّ‬
‫َ‬
‫يثبت لساني وال‬
‫قواـ قد ال ُ‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إنك ترسلُني إلى أ ٍ‬
‫فقاؿ ‪ :‬يا َ‬‫َ‬
‫تظهر ُحجتي ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقاؿ ‪" :‬‬ ‫ِ‬
‫صدره َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ي َده الشريفةَ على‬
‫فوضع ُّ‬
‫َ‬
‫ت جنانَو " ‪.‬‬ ‫اللهم ٍّ‬
‫سدد لسانَو وثبٍّ ْ‬
‫مر ‪.‬‬
‫شكل عليو أ ٌ‬
‫فما أ َ‬
‫وقعت قضيةٌ ‪ ،‬أربعة جعلوا كميناً ( حفرة ) ليصيدوا‬
‫ْ‬ ‫لما كا َف في اليم ِن‬
‫الحفرة ‪ ،‬ففرحوا ِ‬
‫بصيدىم األسد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ط في‬ ‫جاء األس ُد وسق َ‬
‫أسداً ‪ ،‬ثم َ‬
‫ضهم‬‫يدفع بع َ‬ ‫ِ‬
‫ضهم ُ‬ ‫وصار بع ُ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفرة‬ ‫ثم صاروا يتضاحكوف وىو حوؿ‬
‫ِ‬
‫بصاحبو حتى ال يسقط‬ ‫مسك‬
‫ط أح ُدىم ‪ ،‬فأ َ‬ ‫اح ‪ ،‬فسق َ‬ ‫من ِ‬
‫باب المز ِ‬ ‫ْ‬
‫ط األربعةُ في‬ ‫مسك بالث ِ‬
‫الث فالراب ِع ‪ ،‬فسق َ‬ ‫ط معو صاحبُو ‪ ،‬فأ َ‬ ‫فسق َ‬
‫هم األس ُد جميعاً ‪.‬‬ ‫اس ينظروف غير ٍّ‬ ‫ِ‬
‫مصدقين حتى قتلَ ُ‬ ‫الحفرة والن ُ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫علي َ‬ ‫ىم األس ُد ‪ ..‬فذىبوا إلى ٍّ‬ ‫صاد ُ‬
‫بعد أ ْف صادوا األس َد َ‬
‫حدث ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وأرضاه وذكروا لو ما‬
‫ثلث‬
‫الدية ‪ ،‬وأما الثاني فلو ُ‬ ‫بع ٍّ‬‫رضي اهلل عنو ‪ :‬أما األوؿ فلو ر ُ‬
‫فقاؿ َ‬‫َ‬
‫ابع فلو ٍّ‬
‫الديةُ كاملةً ‪.‬‬ ‫الدية ‪ ،‬وأما الر ُ‬ ‫نصف ٍّ‬
‫الث فلو ُ‬ ‫ٍّ‬
‫الدية ‪ ،‬وأما الث ُ‬
‫قالوا ‪ :‬ما ىذا ؟؟؟!!‬
‫قاؿ ‪ :‬ىكذا ُحكمي ‪..‬إ ْف رضيتم فهو ذاؾ وإال فاذىبوا إلى ِ‬
‫رسوؿ اهلل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫المدينة ‪.‬‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم في‬
‫ضهم ‪ :‬بل نذىب إلى ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫فقاؿ بع ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وذىبوا إلى ٍّ‬
‫حدث ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فقالوا لو ما‬
‫رضي اهلل‬
‫علي َ‬
‫الحكم ما َح َك َم بو ٌّ‬
‫ُ‬ ‫وسالمو عليو ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ‬
‫َ‬
‫عنو ‪.‬‬
‫من كالمي أنا –‬
‫النبي وإنما ْ‬ ‫وذلك أف األوؿ – ىذا ليس ْ‬
‫من كالـ ٍّ‬
‫بحكم أف أصحابو تسببوا في ِ‬
‫قتلو ‪ ،‬ولكن‬ ‫ِ‬ ‫وذلك أف األوؿ لو ديةٌ‬
‫َ‬
‫دفع لو‬ ‫فت‬
‫ُ‬ ‫؛‬ ‫معو‬ ‫و‬‫صاحب‬ ‫جر‬ ‫ألنو‬ ‫تسببو بقتلِهم أكثر من تسبُّبهم ِ‬
‫بقتلو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ثالث ديات للذين تسبب في قتلِهم ؛ فلذلك لو‬ ‫يدفع َ‬‫الدٍّيةُ وىو ُ‬
‫الربع ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫لمن قتلَهما ‪.‬‬ ‫وأما الثاني فإنو تسبب ِ‬
‫بقتل رجلين فلو الثُّلث والثُّلثاف ْ‬
‫ٍّصف ولذاؾ‬ ‫بقتل ٍ‬
‫واحد فعليو الن ُ‬ ‫نصف الد ِ‬
‫ٍّية ألنو تسبب ِ‬ ‫والثالث يأخ ُذ َ‬
‫النٍّصف ‪.‬‬
‫بقتل ٍ‬
‫أحد ولذلك يأخ ُذ الدٍّيةَ كاملةً‬ ‫ابع فلم يتسبب تسبُّباً مباشراً ِ‬‫وأما الر ُ‬
‫بيت ِ‬ ‫‪ ،‬سواء قلنا الدٍّية من ِ‬
‫وأىل ىذا ِ‬
‫وأىل‬ ‫أىل ىذا ِ‬ ‫من ِ‬‫الماؿ ِأـ الدٍّية ْ‬ ‫ْ‬
‫ىذا وأىل ذاؾ ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫علي‬
‫ٍّ‬ ‫تدؿ على ِعل ِ‬
‫ْم‬ ‫حاؿ القضيةُ ُّ‬‫كل ٍ‬ ‫على ٍّ‬
‫َ‬
‫اس على المنب ِر وقد‬ ‫يقوؿ للن ِ‬ ‫ِ‬
‫خالفتو كا َف ُ‬ ‫ِ‬
‫الكوفة إباف‬ ‫ولما كا َف في‬
‫اشتهر عنو ذلك ‪َ :‬سلُوني قبل أ ْف تفقدوني فإف لدي ِع ْلماً َج ّماً ‪.‬‬
‫أستطرد في ىذا حتى أستطيع أ ْف‬ ‫أستطيع أ ْف‬ ‫علي ‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْم ٍّ‬‫فهذا عل ُ‬
‫ِ‬
‫جوانبو األخرى ‪.‬‬ ‫أتكلم في‬

‫رضي اهلل عنو‬ ‫*‪ -‬أما عبادتُو ‪ ..‬فهذا ضرار بن َ ِ‬


‫علي َ‬ ‫خادـ ٍّ‬
‫ضم َرة ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫علي ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالفة معاويةَ ‪ ،‬فسألَو معاويةُ عن عبادة ٍّ‬ ‫ذىب إلى معاويةَ في‬
‫َ‬
‫ويستأنس‬ ‫تها‬‫ر‬‫وزى‬ ‫نيا‬ ‫ُّ‬
‫الد‬ ‫من‬ ‫يستوحش‬ ‫ف‬ ‫كا‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ضِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بن َ َ‬
‫م‬ ‫فقاؿ ضر ُار ُ‬
‫َ‬
‫تململ‬ ‫يتململ‬ ‫ابو قابضاً على ِ‬
‫لحيتو ‪،‬‬ ‫يل وظُْلمتِ ِو ‪ ،‬يميل في محر ِ‬ ‫بالل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نقوؿ‬
‫فاؤؿ كما ُ‬ ‫باب الت ِ‬
‫من ِ‬ ‫السليم ( السليم ىو اللديغ ‪ ،‬يُ َس ُّمونو سليماً ْ‬
‫لمن كا َف أعور يقولوف ‪:‬كريم عين ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫عندنا في الكويت ‪:‬كريم عين ‪ْ ،‬‬
‫اس بها ‪ ،‬فكانوا يقولوف للديغ‬ ‫ِ‬
‫من الكلمات التي يتفاءؿ الن ُ‬ ‫غير ذلك َ‬
‫سليم ) ‪.‬‬
‫للدنيا أَ بِي‬ ‫بكاء الحزي ِن ‪ُ ،‬‬
‫يقوؿ ُّ‬ ‫تململ الس ِ‬
‫ليم ‪ ،‬ويبكي َ‬ ‫َ‬ ‫يتململ‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫ك ثالثاً (‬ ‫قت؟ ىيهات ىيهات ‪ ..‬غٍُّري غيري ‪ ،‬أبنتُ ِ‬ ‫تغر ِ‬
‫رت أ ْـ إلي تشو ِ‬
‫من قلة الزاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حقير ‪ ..‬آه ْ‬
‫ومجلسك ٌ‬
‫ُ‬ ‫قصير‬
‫أي طلقتك ثالثاً ) ‪ ،‬فعمرؾ ٌ‬
‫وبُػ ْع ِد السفر ‪.‬‬
‫وقاؿ ‪ :‬كذا واهلل كا َف‬ ‫كست دموعُ معاويةَ على ِ‬
‫لحيتو َ‬ ‫ضرار ‪ :‬فو ْ‬‫يقوؿ ِ‬
‫ُ‬
‫أبو الحسن ‪.‬‬
‫لت دموعُ معاويةَ على ِ‬
‫لحيتو‬ ‫كست ‪ :‬أي نز ْ‬
‫فو ْ‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪ ..‬ففي يوـ أحد وجدوا فيو ِست‬
‫*‪ -‬أما شجاعتُو َ‬
‫دافع عن رس ِ‬
‫وؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫عشرَة طعنةً وىو يُ ُ‬

‫بن عبد ُو ّد‬ ‫عمرو‬ ‫برز‬


‫َ‬ ‫لما‬ ‫ِ‬
‫الخندؽ‬ ‫*‪ -‬وأما في يوـ األحزاب في ِ‬
‫غزة‬
‫ُ‬
‫ٍّزاؿ‬
‫وطلب الن َ‬
‫َ‬ ‫العامري‬
‫ّ‬
‫يقوؿ ‪:‬‬
‫بن عبد ُو ّد ىذا ُ‬
‫وكا َف عمرو ُ‬
‫من النٍّداء ( يعني بُح صوتي وأنا أنادي )‬ ‫بححت َ‬‫ُ‬ ‫ولق ْد‬
‫من مبارز ؟؟‬ ‫ِ‬
‫من النٍّداء لجمعهم ىل ْ‬ ‫بححت َ‬‫ُ‬ ‫ولقد‬
‫ِ‬
‫المناجز‬ ‫موقف ال َق ْر ِف‬
‫َ‬ ‫المشجع‬
‫ّ‬ ‫ووقفت إ ْذ َجبُ َن‬
‫ُ‬
‫متسرعاً قِبَ َل الهزاىز ( الهزاىز يعني المعاؾ)‬
‫ولذا فإني لم ألو ٍّ‬
‫يقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫متسرعاً قِبَ َل الهزاىز‬
‫ولذا فإني لم ألو ٍّ‬
‫من خي ِر الغرائز‬
‫إف الشجاعةَ في الفتى والجود ْ‬

‫ِ‬
‫أصحابو‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إلى‬
‫فالتفت ُّ‬
‫َ‬
‫يقوـ لو ؟؟‬
‫فقاؿ ‪َ :‬م ْن ُ‬
‫َ‬
‫يقوـ لهذا الر ِ‬
‫جل ؟؟‬ ‫َم ْن ُ‬

‫تجز‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه وىو ير ُ‬ ‫علي َ‬‫فقاـ إليو ٌّ‬ ‫َ‬
‫ويقوؿ لعمر ِو ب ِن ِ‬
‫عبد ُو ّد ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫مجيب صوتِك غير عاجز‬ ‫ُ‬ ‫تاؾ‬
‫ال تعجلن فقد أ َ‬
‫كل فائز‬ ‫منجي‬ ‫ؽ‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫والص‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫وبصيرة‬ ‫في ني ٍة‬
‫ّ‬
‫أقيم عليك نائحةَ الجنائز‬ ‫إني ألرجو أ ْف َ‬
‫نجالء يبقى ِذ ْك ُرىا عند الهزاىز‬ ‫من ضر ٍ‬
‫بة‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪ ،‬فلما رآه عمرو بن عبد ُو ّد و‬


‫علي َ‬
‫فخرج إليو ٌّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫رأى سنو الصغير ؛ وذلك أف عليّاً لم يتجاوِز السادسةَ والعشرين ْ‬
‫من‬
‫ِ‬
‫عمره ‪.‬‬

‫كهوؿ قريش‬
‫ارجع ‪ ..‬أين ُ‬
‫ابن أخي ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬يا َ‬
‫فلما رآه عمرو بن عبد ُو ّد َ‬
‫أحب أ ْف أقتلَك ‪.‬‬
‫؟؟ فإني ال ُّ‬
‫كنت أسمعُك تقوؿ كثيراً ‪ :‬ما خيرني‬
‫علي ‪ :‬يا عمرو ‪ ،‬قد ُ‬ ‫فقاؿ لو ٌّ‬
‫َ‬
‫اخترت أحدىما ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫رجل بين أمري ِن إال‬
‫ٌ‬
‫قاؿ ‪ :‬ىو كذلك ‪.‬‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬فإني أخيٍّرؾ ‪.‬‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬بين ماذا و ماذا ؟؟؟‬ ‫َ‬
‫تدخل في دي ِن اهلل ‪ ،‬وأ ْف تشه َد أ ْف ال إلوَ إال اهلل وأف‬
‫َ‬ ‫قاؿ ‪ :‬أخيٍّرؾ بأ ْف‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫محمداً ُ‬
‫قاؿ‪ :‬ال حاجةَ لي فيها ‪ ..‬الثانية ؟‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬أ ْف تقاتلَني ‪.‬‬
‫َ‬
‫ابن أخي ‪ ،‬إني واهلل ال أري ُد أ ْف أقتلَك ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬يا َ‬
‫َ‬
‫فو اهلل إني أري ُد أ ْف أقتلَك ‪.‬‬
‫علي ‪ :‬أما أنا َ‬
‫فقاؿ لو ٌّ‬
‫َ‬
‫علي‬
‫علي فتنازال وتصاوال ‪ ،‬فقتلو ٌّ‬
‫وأقبل إلى ٍّ‬
‫بن عبد ُو ّد َ‬
‫فحمي عمرو ُ‬
‫َ‬
‫من‬
‫وانكسر المشركوف ْ‬
‫َ‬ ‫وفرح المسلموف بذلك اليوـ ‪،‬‬
‫رضي اهلل عنو ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫قريش ‪.‬‬

‫النبي صلى‬
‫وحاصر ُّ‬ ‫علي قد أصابو الرم ُد في ِ‬
‫عينيو ‪،‬‬ ‫*‪ -‬وفي خيبر كا َف ٌّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من الزمن ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫خيبر مد ًة َ‬
‫اهلل عليو وسلم َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬ألعطين الرايةَ غداً رجالً يفتح اهلل على ِ‬
‫يديو "‪.‬‬ ‫َ‬
‫نفسو ويحدٍّث أصحابَو ليتني‬
‫اس يدوكونها ‪ ،‬أي كلٌّ يحدٍّث َ‬
‫فبات الن ُ‬
‫َ‬
‫جل‬
‫أخبر أف ىذا الر َ‬
‫أكوف ذلك الرجل ‪ ،‬ألف النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫ٍ‬
‫عجيب‬ ‫أخبر عنو بخب ٍر‬ ‫ِ‬
‫" يفتح اهلل على يديو " ‪ ،‬ثم َ‬
‫ِ‬
‫باإليماف‬ ‫يحب اهلل ورسولَو ويحبُّو اهلل ورسولُو " ‪ ،‬فشه َد لو‬
‫فقاؿ ‪ُّ " :‬‬
‫َ‬
‫كل ٍ‬
‫أحد‬ ‫ِ‬
‫والوالية ‪ ،‬فتمناىا ُّ‬
‫قاؿ عمر ‪ :‬واهلل ما تمنيت اإلمارَة إال في ذلك ِ‬
‫اليوـ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حتى َ ُ‬
‫أقبل إليو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم الغدا َة ( أي الفجر ) َ‬
‫فلما صلى ُّ‬
‫ينظر في‬
‫النبي ُ‬
‫فصار ُّ‬
‫يقوؿ أنا ذاؾ الرجل ‪َ ،‬‬
‫أسو كأنو ُ‬
‫يرفع ر َ‬
‫اس ‪ ،‬كلٌّ ُ‬
‫الن ُ‬
‫الن ِ‬
‫اس‬
‫علي ؟؟‬
‫قاؿ ‪ :‬أين ٌّ‬
‫ثم َ‬
‫قالوا ‪ :‬يشكو عينيو ‪ ..‬أصابَو الرَم ُد ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬ائتوني بو ‪..‬‬ ‫َ‬
‫النبي‬
‫ف بين يدي ٍّ‬ ‫من الرَم ِد ‪ ،‬فلما أوقِ َ‬
‫قاد ) ال يرى َ‬ ‫فجيء بو يُسا ُؽ ( يُ ُ‬
‫وسالمو عليو في‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫تفل تفلةً مباركةً‬
‫صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫ب بع َدىا بأذى في عينيو حتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْ‬ ‫فشفي ‪ ،‬حتى أنو ذُك َر أنو لم يُ َ‬
‫َ‬ ‫عينيو‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬
‫مات َ‬‫َ‬
‫فخرج‬
‫َ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪،‬‬ ‫يغزو في ِ‬
‫سبيل اهلل َ‬ ‫وأمره أ ْف َ‬
‫النبي الرايةَ َ‬
‫فأعطاه ُّ‬
‫ِ‬
‫فرساف يهود‬ ‫من‬ ‫خرج إلى الن ِ‬
‫اس ‪ -‬وىو ْ‬ ‫اليهودي قد َ‬
‫ّ‬ ‫علي وإذا مرحب‬
‫ٌّ‬
‫يقوؿ ‪:‬‬
‫اس وىو ُ‬ ‫خرج إلى الن ِ‬
‫‪ -‬قد َ‬
‫مرحب‬
‫ُ‬ ‫خيبر أني‬
‫علمت ُ‬
‫ْ‬ ‫قد‬
‫ب‬
‫بطل مجر ُ‬
‫السالح ٌ‬
‫شاكي ٍّ‬
‫ب‬ ‫إذا أ ِ‬
‫الحروب تله ُ‬
‫ُ‬ ‫قبلت‬

‫فخرج إليو ‪ ،‬ثم‬


‫َ‬ ‫فخرج إليو محمد بن األكوع أخو سلمةَ بن األكوع ‪،‬‬
‫َ‬
‫ابن سلمةَ‬ ‫و‬‫ب‬‫ر‬‫فض‬ ‫‪،‬‬ ‫سلمة‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫فوقعت في ِ‬
‫د‬ ‫ْ‬ ‫فضرب مرحب‬ ‫تصاوال ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫رضي اهلل عنو‬ ‫و‬‫نفس‬ ‫فقتل‬ ‫كبتو ِ‬
‫نفسو‬ ‫ولكنو لم يصبو و ر ّد السيف على ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫وأرضاه ‪.‬‬
‫عادىا مرة ثانية ‪:‬‬
‫فخر مرحب ‪ ..‬وأ َ‬
‫اد ُ‬‫فز َ‬
‫مرحب‬
‫ُ‬ ‫خيبر أني‬
‫علمت ُ‬‫ْ‬ ‫قد‬
‫ب‬
‫بطل مجر ُ‬
‫السالح ٌ‬ ‫شاكي ٍّ‬
‫ب‬ ‫إذا أ ِ‬
‫الحروب تله ُ‬
‫ُ‬ ‫قبلت‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬


‫علي َ‬
‫خرج إليو ٌّ‬
‫فخرج إليو األس ُد ؛ َ‬
‫َ‬
‫يقوؿ ‪:‬‬
‫وىو ُ‬
‫أنا الذي سمتني أ ٍّمي حيدرة‬
‫غابات كر ِيو المنظرة‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كليث‬
‫كيل السندرة‬ ‫ِ‬
‫يهم بالصاع َ‬ ‫أوف ُ‬
‫وعلي كذلك ُّأمو سمتو أسداً لما ُولِ َد على ِ‬
‫اسم أبيها ‪ ،‬سمتو أسداً ‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫قالت ‪ :‬سميتُو أسداً ‪.‬‬
‫جاء أبو طالب ْ‬
‫فلما َ‬
‫علي ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬بل ىو ٌّ‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪:‬‬
‫ينس أف أمو سمتو أسداً ‪ ،‬ولذلك َ‬
‫فعلي لم َ‬
‫ٌّ‬
‫أنا الذي سمتني أ ٍّمي حيدرة‬
‫( و حيدرة ىو األسد )‬
‫غابات كر ِيو المنظرة‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كليث‬
‫كيل السندرة‬
‫أوفيهم بالصاع َ‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬


‫لي َ‬‫فتصاوال وقتلَو ع ٌّ‬

‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬ ‫اهلل‬ ‫خلق‬ ‫من ِ‬


‫أعلم ِ‬ ‫و‬‫ت‬
‫َ‬ ‫وجد‬ ‫نظرت إلى ِ‬
‫علمو‬ ‫َ‬ ‫*‪ -‬إ ْف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪.‬‬
‫من العُباد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نظرت إلى عبادتو وجدتَو َ‬
‫َ‬ ‫*‪ -‬وإ ْف‬
‫قوؿ عمر ب ِن ِ‬
‫عبد العزيز ‪ ":‬ما في‬ ‫الزىد تج ُد َ َ‬ ‫نظرت إلى ُّ‬
‫َ‬ ‫*‪ -‬وإذا‬
‫علي " ‪.‬‬
‫من ّ‬ ‫الن ِ‬
‫اس أزىد ْ‬

‫ماف ‪.‬‬ ‫رت إلى ِح َك ِم ِو التي يُطل ُقها َ‬


‫لقلت عنو ىذا حكيم الز ِ‬ ‫*‪ -‬وإذا نظ َ‬
‫مما نُِقل عنو من ِ‬
‫الح َك ِم‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫اني ‪ ،‬ومتعلٍّم على‬


‫عالم رب ٌّ‬
‫اس ثالثةٌ ‪ٌ :‬‬
‫رضي اهلل عنو ‪ :‬الن ُ‬
‫قاؿ َ‬
‫*‪ -‬أنو َ‬
‫يح ‪.‬‬
‫كل ر ٍ‬‫ناعق يميلوف مع ٍّ‬ ‫ىمج ِرعاع أتباع ٍّ‬
‫كل ٍ‬ ‫ِ‬
‫سبيل نجاة ‪ ،‬و ٌ‬
‫قاؿ ‪:‬كفى ِ‬
‫بالعلم شرفاً أ ْف يدعيَو َم ْن‬ ‫رضي اهلل عنو أنو َ‬ ‫وجاء عنو َ‬
‫*‪َ -‬‬
‫ب إليو ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال يُحسنُو ‪ ،‬و يفرح بو إذا نُس َ‬
‫العلم ‪ ..‬فدؿ ىذا على أف‬ ‫قيل إنو عالم ‪ ،‬ويدعي َ‬ ‫يفرح إذا َ‬
‫اس ُ‬ ‫كل الن ِ‬‫ُّ‬
‫شرؼ ‪.‬‬
‫العلم ٌ‬ ‫َ‬
‫يقوؿ ‪ :‬كفى ِ‬
‫بالعلم شرفاً أ ْف يدعيَو َم ْن ال يُحسنُو ‪ ،‬و يفرح بو إذا‬ ‫ُ‬
‫ب إليو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نُس َ‬
‫ب‬ ‫ضعةً أ ْف يتبرأ منو من ىو فيو ويغضب إذا نُ ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫بالجهل َ َ‬ ‫قاؿ ‪ :‬وكفى‬‫َ‬
‫إليو ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ابتداء ‪ ،‬أما ما كا َف عن مسالة فحياءٌ‬ ‫ً‬ ‫قاؿ ‪ :‬السخاءُ ما كا َف‬
‫*‪ -‬ومما َ‬
‫كرـ ‪.‬‬
‫و ٌ‬
‫من عفوي ‪ ،‬أو‬ ‫أعظم ْ‬
‫ذنب َ‬ ‫من اهلل أ ْف يكو َف ٌ‬ ‫قاؿ ‪ :‬إني ألستحيي َ‬‫*‪ -‬و َ‬
‫يسدىا‬‫من حلمي ‪ ،‬أو عورةٌ ال يواريها ستري ‪ ،‬أو َخلةٌ ال ُّ‬ ‫أعظم ْ‬
‫جهل َ‬ ‫ٌ‬
‫جودي ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬ ‫كثير‬ ‫ذلك‬ ‫من ِ‬
‫أمثاؿ‬ ‫ولو ْ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬

‫*‪ -‬من ِ‬
‫شعره‬ ‫ْ‬
‫رضي اهلل عنو ‪:‬‬
‫قاؿ َ‬
‫أنو َ‬
‫حيب‬
‫در الر ُ‬
‫القلوب ***وضا َؽ بها الص ُ‬
‫ُ‬ ‫اشتملت على ِ‬
‫اليأس‬ ‫ْ‬ ‫إذا‬
‫الخطوب‬
‫ُ‬ ‫رست في أماكنِها‬
‫ت *** و أ ْ‬ ‫وأوطن ِ‬
‫ت المكارهُ واطمأن ْ‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫النكشاؼ ُّ‬
‫الض ٍّر وجهاً *** وال أغنى بحيلتو األر ُ‬ ‫ولم َتر‬
‫المستجيب‬ ‫يب‬ ‫تاؾ على قُ ٍ‬
‫ُ‬ ‫يمن بو القر ُ‬
‫غيث *** ُّ‬‫منك ٌ‬ ‫نوط َ‬ ‫أ َ‬
‫يب‬ ‫تناىت *** فموص ٌ‬ ‫ِ‬
‫ج القر ُ‬‫وؿ بها الفر ُ‬ ‫ْ‬ ‫الحادثات إذا‬ ‫كل‬
‫و ُّ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬
‫َ‬

‫ومن ِ‬
‫شعره كذلك‬ ‫ْ‬
‫قاؿ ‪:‬‬
‫أنو َ‬
‫ِ‬
‫الجميل‬ ‫الجليل *** و دا ِو َج َ‬
‫واؾ بالصب ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحدث‬ ‫فاصبر على‬ ‫أال‬
‫ْ‬
‫يسرت في الدى ِر الط ِ‬
‫ويل‬ ‫عسرت يوماً *** فقد أ َ‬ ‫َ‬ ‫ع إذا أ‬ ‫وال تجز ْ‬
‫ِ‬
‫بالجميل‬ ‫يك ظَن ٍ‬
‫سوء *** فإف اهلل أولى‬ ‫وال تظُنن برأ َ‬
‫كل قِ ِ‬
‫يل‬ ‫الص ْد ُؽ ّ‬
‫وقوؿ اهلل ٍّ‬
‫سار *** ُ‬ ‫فإف العُ ْس َر يتبعُو يَ ٌ‬
‫ِ‬
‫العقوؿ‬ ‫الرز ُؽ عند ذوي‬
‫تجر رزقاً *** لكا َف ٍّ‬
‫العقوؿ ُّ‬
‫َ‬ ‫فلو أف‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫علي َ‬
‫رضي عنو ‪ٌّ ،‬‬
‫رحمو اهلل و َ‬

‫جعل ُّ‬
‫الشورى في‬ ‫ِ‬
‫المجوسي َ‬
‫ّ‬ ‫عمر ‪ ،‬لما طعنَو أبو لؤلؤة‬
‫يب ُ‬ ‫*‪ -‬لماُ ص َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫من‬ ‫ِ ٍ‬
‫ستة ْ‬
‫وقاؿ ‪ :‬يختاروف منهم رجالً ‪.‬‬
‫َ‬
‫علي وعثماف وعبد الرحمن بن عوؼ‬ ‫(‬ ‫وىم‬ ‫تة‬ ‫الس‬
‫ٍّ‬ ‫فاجتمع ِ‬
‫ىؤالء‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫والزبير وسعد بن أبي وقاص )‬
‫وطلحة ُّ‬
‫ِ‬
‫للخالفة ‪.‬‬ ‫فقاؿ ‪ٍّ :‬‬
‫أرشح عليّاً‬ ‫بير َ‬‫الز ُ‬
‫فأما ُّ‬
‫ِ‬
‫للخالفة ‪.‬‬ ‫أرشح عثما َف‬ ‫فقاؿ ‪ٍّ :‬‬
‫وأما طلحةُ َ‬
‫بير ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الز ُ‬
‫لنفسو وال ُّ‬ ‫األمر‬
‫يطلب طلحةُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ولم‬
‫من األم ِر ‪.‬‬
‫فخارج َ‬
‫ٌ‬ ‫فقاؿ ‪ :‬أما أنا‬
‫وأما سع ٌد َ‬
‫األمر إليو ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ولم ٍّ‬
‫وصار ُ‬ ‫بن عوؼ َ‬ ‫فجاء عب ُد الرحمن ُ‬ ‫َ‬ ‫يرشح أحداً ‪..‬‬
‫الزبير وصوت‬ ‫أصوات ( صوتو وصوت ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫لعلي ثالثة‬
‫صار ٍّ‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫علي‬ ‫اختار‬ ‫ِ‬
‫إف‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عبد الرحمن بن عوؼ ) ‪.‬‬
‫أصوات (صوتو وصوت‬ ‫ٍ‬ ‫صار كذلك لعثما َف ثالثة‬ ‫ِ‬
‫اختار عثما َف َ‬
‫وإف َ‬
‫طلحة وصوت عبد الرحمن بن عوؼ ) ‪.‬‬
‫بن عوؼ ‪ :‬أمهلوني ثالثةَ ٍ‬
‫أياـ ‪.‬‬ ‫فقاؿ عب ُد الرحمن ُ‬
‫َ‬
‫بن عفاف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واستشار الناس في ىذه ِ‬
‫اختار عثما َف َ‬‫األياـ الثالثة حتى َ‬ ‫َ َ‬
‫وصار عثما ُف خليفةَ المسلمين اثنتي عشرَة سنةً ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فتمت البيعةُ لعثما َف ‪َ ،‬‬

‫بن عفاف‬ ‫عاع وقتلوا عثما َف َ‬ ‫الر ِ‬‫الهمج ٍّ‬


‫ِ‬ ‫من‬
‫قاـ جماعةٌ َ‬
‫بعد ىذه المدة َ‬
‫الزبير يدعونو إلى ِ‬
‫البيعة‬ ‫اس إلى ُّ‬ ‫فذىب الن ُ‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪،‬‬
‫َ‬
‫فرفض ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فرفض ‪ ،‬وذىبوا إلى طلحةَ‬ ‫َ‬ ‫علي‬
‫فرفض ‪ ،‬وذىبوا إلى ٍّ‬
‫َ‬
‫األمر ِج ٌّد ‪ ،‬وأنو ال‬
‫رضي اهلل عنو فوج َد أف َ‬ ‫علي َ‬ ‫ثم أعادوا الكرة إلى ٍّ‬
‫ممن‬
‫رجل ْ‬ ‫استلمها ( أي الخالفة ) ٌ‬ ‫األمر أح ٌد منهم وإال َ‬
‫يستلم َ‬
‫َ‬ ‫بُد أ ْف‬
‫األمر وال يُ ْح ِس ُن إدارتَو ‪.‬‬
‫يستحق ذلك َ‬‫ُّ‬ ‫ال‬
‫ولده محمد ‪،‬‬‫رواية ِ‬
‫وقاؿ كما في ِ‬‫قبل باألمر ‪َ ،‬‬ ‫علي ذلك َ‬‫فلما رأى ٌّ‬
‫ضي اهلل عنو وعن أبيو ‪.‬‬ ‫علي ب ِن أبي طالب ر َ‬ ‫بن ّ‬‫يقوؿ محمد ُ‬
‫ُ‬
‫وأغلق بابَو عليو‬ ‫علي دار عثما َف وقد قُتِل ‪ ،‬فدخل إلى ِ‬
‫داره‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يقوؿ ‪ :‬أتى ٌّ َ‬‫ُ‬
‫الباب ‪.‬‬
‫اس فضربوا عليو َ‬ ‫‪ ،‬فأتاه الن ُ‬
‫نعلم أحداً‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫خليفة‬ ‫من‬ ‫جل قد قُتِ َل وال بُد للن ِ‬
‫ُ‬ ‫اس ْ‬ ‫فقالوا ‪ :‬إف ىذا الر َ‬
‫أح ّق بها منك ‪.‬‬
‫من أمير وخير‬
‫علي ‪ :‬ال تريدوني ‪ ،‬فإني لكم وزير خير لي ْ‬
‫فقاؿ لهم ٌّ‬
‫َ‬
‫من أمير ‪.‬‬
‫لكم ْ‬
‫من أمي ٍر ‪.‬‬
‫أكو ُف وزيراً خيراً ْ‬
‫نعلم أحداً أح ّق بها منك ‪.‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬ال واهلل ال ُ‬
‫قاؿ ‪ :‬فإ ْف أبيتم َعلَي فإف بيعتي ال تكو ُف ِس ّراً ‪..‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬بيني وبينكم ىكذا ال –‬
‫امتنع ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شاء َ‬ ‫وم ْن َ‬ ‫بايعني َ‬
‫شاء َ‬‫فم ْن َ‬‫أخرج إلى المسجد َ‬‫ُ‬ ‫ولكني‬
‫اس وتمت لو البيعةُ ‪.‬‬ ‫الن‬ ‫ومعو‬ ‫عنو‬ ‫اهلل‬ ‫رضي‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫فخرج إلى‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫قيل لو إف أناساً ال‬


‫تبارؾ وتعالى لما َ‬
‫اإلماـ أحم ُد رحمو اهلل َ‬ ‫ُ‬ ‫يقوؿ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخلفاء ‪.‬‬ ‫ابع‬
‫بعلي ‪ ،‬أي ال يقولوف إف عليّاً ر َ‬ ‫يُربٍّعوف ٍّ‬
‫أضل من حما ِر ِ‬
‫أىلو ‪.‬‬ ‫بعلي فهو ُّ ْ‬ ‫فقاؿ رحمو اهلل ‪َ :‬م ْن لم يُربٍّ ْع ٍّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تم ِ‬
‫رضي اهلل عنو في آخ ِر السنة الخامسة والثالثين َ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫لعلي‬
‫ٍّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫البيع‬ ‫ت‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫ة‬‫الحج ِ‬
‫حيث قُتِل عثما ُف في ذي ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الهجرة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬ ‫تم ِ‬
‫لعلي َ‬
‫ت البيعةُ ٍّ‬

‫الحسن‬
‫ُ‬ ‫البصري ‪ -‬وكا َف‬
‫ٍّ‬ ‫كنت عند الحس ِن‬
‫بن أبي جميلة ‪ُ :‬‬ ‫يقوؿ عوؼ ُ‬‫ُ‬
‫النبي‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫رضي اهلل عنو ‪ -‬فذكروا‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫عثما‬ ‫ِ‬
‫مقتل‬ ‫يوـ‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫في‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫البصري )‬
‫ّ‬ ‫حضر عند الحسن‬
‫ممن َ‬
‫رجل ْ‬
‫ابن َج ْو َشن الغطفاني ( ٌ‬
‫فقاؿ ُ‬
‫َ‬
‫الحسن البصري ألف أبا سعيد ُكنيةُ‬
‫َ‬ ‫يخاطب‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪ :‬يا أبا سعيد (‬
‫َ‬
‫البصري )‬
‫ٍّ‬ ‫الحس ِن‬
‫ي بأبي موسى اتٍّباعو عليّاً !!!‬
‫قاؿ ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ ،‬إنما ُزٍّر َ‬
‫َ‬
‫اس عابوا على أبي‬
‫البصري ‪ :‬الن ُ‬
‫ٍّ‬ ‫يقوؿ للحسن‬
‫ابن جوشن الغطفاني ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫استشهاد‬ ‫بن أبي طالب ‪ ..‬يعني بعد‬ ‫بع علي َ‬
‫األشعري ألنو ات َ‬
‫ٍّ‬ ‫موسى‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫عثما َف َ‬
‫فم ْن يُػتبع ؟؟!!‬
‫وقاؿ ‪َ :‬‬
‫البصري َ‬
‫ُّ‬ ‫الحسن‬
‫ُ‬ ‫فغضب‬
‫َ‬
‫اس إلى خي ِرىم فبايعوه‪..‬‬ ‫ِ‬
‫أمير المؤمنين مظلوماً فعم َد الن ُ‬
‫قُت َل ُ‬
‫فم ْن يُػتبع ؟؟!!‬
‫َ‬
‫فم ْن يُػتبع ؟؟؟!!‬
‫َ‬
‫فم ْن يُػتبع ؟؟!!‬
‫َ‬
‫‪ .‬وىذا األثر أخرجو اإلماـ أحمد بإ ٍ‬
‫سناد‬ ‫تبارؾ وتعالى‬
‫يكررىا مراراً رحمو اهلل َ‬
‫ٍّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تم ِ‬
‫رضي اهلل عنو في آخ ِر السنة الخامسة والثالثين َ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫لعلي‬
‫ٍّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫البيع‬ ‫ت‬
‫رضي اهلل عنو‬ ‫علي‬ ‫ِ‬
‫خالفة‬ ‫ة‬ ‫مد‬ ‫أف‬ ‫وتعالى‬ ‫تبارؾ‬
‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫ر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الهجرة‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫قصيرة ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سنوات ‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫عمر‬ ‫ِ‬
‫خالفة‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ومد‬ ‫‪،‬‬ ‫وأشهر‬ ‫سنتاف‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫بك‬ ‫أبي‬ ‫ِ‬
‫خالفة‬ ‫فمدةُ‬
‫َ ُ‬
‫ٍ‬
‫سنوات‬ ‫بع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علي أر ُ‬
‫خالفة ٍّ‬ ‫خالفة عثما َف اثنتا عشرَة سنةً ‪ ،‬ومدةُ‬ ‫ومدةُ‬
‫ِ‬
‫خالفتو ‪.‬‬ ‫وتسعةُ أشهر ‪ ،‬ىذه مدةُ‬
‫بدأت‬
‫حروب ‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقعت لو ثالثةُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫القصيرة‬ ‫خالؿ ىذه المدةِ‬
‫وقدر اهلل أنو َ‬
‫من‬
‫ست وثالثين ‪ ،‬في بدايتها تقريباً ‪ ،‬يعني أشهر ْ‬ ‫ِ‬
‫الجمل سنةَ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫بحرب‬
‫بير وأـ المؤمنين عائشةَ ومعهم آخروف‬ ‫والز َ‬
‫بدايتها ‪ ،‬وذلك أف طلحةَ ُّ‬
‫ِ‬
‫اس عليو وقتلوه‬ ‫من األم ِر الذي َ‬
‫وقع لعثما َف ‪ ،‬وكيف تجرأ الن ُ‬ ‫صد ُموا َ‬‫ُ‬
‫لقتل ِ‬
‫قتلة عثما َف ‪،‬‬ ‫اس ِ‬ ‫وىو خليفةُ المسلمين ‪ ،‬فعزموا على جم ِع الن ِ‬
‫رضي اهلل‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫علي في‬
‫من مكة إلى البصرة ‪ ،‬وكا َف ٌّ‬
‫َ‬ ‫وفعالً خرجوا ْ‬
‫بن ياسر وابنَو الحسن ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أرسل عمار َ‬
‫َ‬ ‫هم‬‫بخروج‬ ‫سمع‬
‫عنو ‪ ،‬فلما َ‬
‫والزبير وجيش‬‫الجيش الذي فيو طلحة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫القتاؿ بين‬
‫وقع ُ‬ ‫المهم أنو َ‬
‫والزبير ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لجيش طلحةَ ُّ‬ ‫صر‬
‫خرج على عثماف ‪ ،‬وكا َف الن ُ‬
‫البصرة ممن َ‬
‫يقبل بهذا ‪ ،‬وذلك‬ ‫رضي اهلل عنو كونو خليفة المسلمين لم ْ‬ ‫ولكن عليّاً َ‬
‫ينتقم آلخر‬ ‫ٍ‬
‫ألخر ‪ ،‬وىذا ُ‬ ‫سينتقم َ‬
‫ُ‬ ‫إنساف‬ ‫كل‬
‫األمر سيكو ُف فوضى ‪ّ ،‬‬
‫أف َ‬
‫الحسن ابنَو‬
‫َ‬ ‫العمل غير حس ٍن ‪ ،‬فلذلك َ‬
‫أمر‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬النيةُ حسنةٌ ولكنو رأى أف‬
‫القتاؿ َشب ‪.‬‬
‫القتاؿ ‪ ،‬ولكن َ‬
‫بن ياسر أ ْف يمنعا ىذا َ‬‫وعمار َ‬
‫ِ‬
‫الكوفة ‪ ،‬ثم جهز جيشاً لقتالهم إ ْف‬ ‫ِ‬
‫المدينة إلى‬ ‫من‬
‫علي َ‬
‫خرج ٌّ‬
‫عندىا َ‬
‫لم يرجعوا ‪.‬‬
‫أي ٍ‬
‫أساس تتصرفوف ىذا‬ ‫قاؿ ‪ :‬ترجعوف ‪ ،‬أنا الخليفةُ ‪ ،‬فعلى ٍّ‬
‫َ‬
‫التصرؼ ؟؟‬
‫ُّ‬
‫فقاؿ ‪ :‬ترجعوف ‪..‬‬
‫َ‬
‫علي نفري ِن ‪ ،‬وىما المقداد بن عمرو ( الذي ىو المقداد بن‬
‫فأرسل ٌّ‬
‫َ‬
‫والزبير ‪ ،‬فتحدثوا‬‫األسود ) والقعقاع بن عمرو ‪ ،‬أرسلَهما إلى طلحةَ ُّ‬
‫وعلي ينظر في أم ِر ِ‬
‫قتلة عثما َف وأ ْف ينتظروا‬ ‫واتفقوا على أ ْف يرجعوا ٌّ ُ‬
‫قليالً ‪.‬‬
‫تبارؾ وتعالى أف قتلةَ عثما َف‬‫ولكن قدر اهلل َ‬ ‫اتفقوا على أ ْف يرجعوا ْ‬
‫يرضوا بهذا االتٍّ ِ‬
‫فاؽ ‪ ،‬ألف ىذا االتٍّفا َؽ اتٍّفا ٌؽ‬ ‫أتباعهم ومحبٍّيهم لم َ‬
‫َ‬
‫ىجم‬
‫علي َ‬ ‫جيش ٍّ‬ ‫بير ليالً ‪ ،‬فظنُّوا أف َ‬ ‫والز َ‬
‫جيش طلحةَ ُّ‬
‫عليهم ‪ ،‬فهاجموا َ‬
‫ت‬‫بداية الفجر ‪ ،‬ثم ىجم أولئك عليهم وشب ِ‬ ‫عليهم فهجموا عليهم في ِ‬
‫َ‬
‫المعركةُ ‪.‬‬
‫كة ألنها لم‬ ‫الزبير في تلك المعر ِ‬ ‫ِ‬
‫يشارؾ طلحةُ ولم يشارؾ ُّ ُ‬‫ْ‬ ‫ولذلك لم‬
‫قتاؿ‬
‫جاءت رغماً عنهم ؛ ألنهم ما أرادوا َ‬ ‫ْ‬ ‫تكن معركة مقصودة وإنما‬ ‫ْ‬
‫من‬ ‫وثالثين‬ ‫ست‬
‫ٍّ‬ ‫اد قتالَهم ابتداء ‪ ،‬وىذه في ِ‬
‫سنة‬ ‫علي أر َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫علي وال ّ‬ ‫ٍّ‬
‫ِ‬
‫الهجرة ‪.‬‬
‫رضي اهلل‬ ‫ا‬
‫ً‬‫ر‬ ‫غد‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫طلح‬ ‫ل‬ ‫الزبير غدراً وقُتِ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫انتهت ىذه المعركةُ ‪ ،‬قُتِ‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بعض أفر ِاد ذلك‬
‫ولكن قتلَهما ُ‬ ‫رضي اهلل عنو ْ‬ ‫علي َ‬ ‫عنهما ‪ ،‬لم يقتلْهما ٌّ‬
‫ِ‬
‫الجيش ‪.‬‬
‫الزبير ‪ -‬جاءه من ِ‬
‫ظهره وىو خارج‬ ‫قاتل ُّ‬
‫َ ْ‬ ‫ابن ُجرموز ‪ -‬وىو ُ‬ ‫حتى إف َ‬
‫ودخل بو على‬ ‫و‬‫ف‬‫َ‬ ‫سي‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫أخ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬‫ل‬
‫َ‬ ‫فقت‬ ‫القتاؿ لم يقاتل ‪ ،‬فطعنو في ِ‬
‫ظهره‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رضي اهلل عنو‬ ‫علي َ‬ ‫ٍّ‬
‫بير ‪.‬‬ ‫الز َ‬
‫قتلت ُّ‬
‫قاؿ ‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫علي رضي اهلل عنو ونظر إلى الس ِ‬
‫يف‬ ‫َ‬ ‫فغضب ٌّ َ‬ ‫َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪..‬‬ ‫يف عن ِ‬ ‫وقاؿ ‪ :‬لطالما فرج ىذا الس ُ‬ ‫َ‬
‫قاتل اب ِن‬
‫بشر َ‬‫يقوؿ ‪ٍّ " :‬‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ُ‬ ‫سمعت َ‬‫ُ‬ ‫لقد‬
‫صفيةَ بالنار "‬
‫النبي صلى اهلل‬ ‫ال تفرح بقتلِ‬
‫رجل مبشر بالجنة ‪ ..‬ابن عمة ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ىذا‬ ‫‪..‬‬ ‫لو‬ ‫ك‬ ‫ْ‬
‫وتابع النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫أسلم َ‬ ‫عليو وسلم ‪ ..‬خامس خمسة ؛ َ‬
‫وتفرح ِ‬
‫بقتلو ؟؟!!!‬

‫ِ‬ ‫ثم في ِ‬
‫كانت معركةُ ص ٍّفين ‪ ،‬وذلك لما َ‬
‫امتنع معاويةُ‬ ‫سنة سب ٍع وثالثين ْ‬
‫أحببت‬ ‫ولكن‬ ‫عن ِ‬
‫ُ‬ ‫لعلي ‪ ،‬وليس ىذا مجاؿ تفصيل ىذه األمور ْ‬ ‫البيعة ٍّ‬
‫األمور ‪.‬‬ ‫علي لم تهدأ‬ ‫ِ‬
‫خالفة ٍّ‬ ‫خالؿ‬
‫أذكر أنو َ‬
‫ُ‬ ‫أ ْف َ‬
‫ْح‬ ‫ل‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫وصار‬ ‫القتاؿ‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫توق‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫وثالثين‬ ‫ع‬‫ٍ‬ ‫سب‬ ‫ص ٍّفين في ِ‬
‫سنة‬ ‫فكانت ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ويرجع معاويةُ‬
‫َ‬ ‫علي‬
‫يرجع ٌّ‬
‫وصارت قضية التحكيم ‪ ،‬واتفقوا على أ ْف َ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫ِ ِ‬
‫القتاؿ بينهما ‪ ،‬وكا َف ىذا في نهاية سنة سب ٍع وثالثين َ‬
‫ويقف ُ‬
‫‪.‬‬

‫علي وغضبوا عليو‬


‫الخوارج على ٍّ‬ ‫خرج‬ ‫ِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫في سنة ثماف وثالثين َ‬
‫كفرت باهلل ‪.‬‬
‫وقالوا لو ‪َ :‬‬
‫وم ْن لم‬ ‫ِ‬
‫وعلي موجو ٌد ‪ :‬ال ُح ْك َم إال هلل ‪َ ،‬‬
‫المسجد ٌّ‬ ‫وصاروا يصيحوف في‬
‫ىم الكافروف ‪.‬‬ ‫أنزؿ اهلل فأولئك ُ‬
‫يحكم بما َ‬
‫ْ‬
‫صارت مثالً ‪ :‬كلمةُ‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنو كلمتَو المشهورَة التي‬
‫علي َ‬
‫فقاؿ ٌّ‬
‫َ‬
‫حق أ ِري َد بها ٌ‬
‫باطل ‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫علي َ‬
‫جمعهم ٌّ‬
‫ثم بعد ذلك َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ماذا تريدوف ؟‬
‫َ‬
‫تبارؾ وتعالى ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بكتاب اهلل َ‬ ‫احكم‬
‫ْ‬ ‫قالوا ‪:‬‬
‫وضع ي َده على ِ‬
‫كتاب اهلل‬ ‫أمامهم ثم َ‬
‫ووضعو َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بكتاب اهلل‬ ‫فأتى‬
‫كتاب اهلل ‪.‬‬
‫وقاؿ ‪ :‬تكلم يا َ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫بكتاب اهلل ‪..‬بما أوتينا َ‬ ‫كتاب ال يتكلم ‪ ..‬نحن نتكلم‬
‫قالوا ‪ :‬إنو ٌ‬
‫ِ‬
‫العل ِْم ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬
‫اس َ‬‫بن العب ِ‬
‫وناظرىم عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫كفر ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إف عليّاً قد َ‬
‫قاؿ ‪ :‬بماذا ؟؟؟؟‬
‫َ‬
‫الجمل لم يَ ْسبِهم ‪ ..‬ما أخ َذىم َس ْبياً ‪ ،‬فكيف‬
‫ِ‬ ‫أىل‬
‫قاتل َ‬
‫قالوا ‪ :‬لما َ‬
‫اضهم ؟؟‬
‫يستحل أموالَهم وأعر َ‬
‫ُّ‬ ‫دماءىم وال‬
‫يستحل َ‬
‫ُّ‬
‫قاؿ ‪ :‬والثانية ؟‬
‫َ‬
‫قالوا ‪ :‬كفر ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬بماذا ؟‬
‫َ‬
‫أمير المؤمنين معاويةَ‬
‫علي ُ‬
‫صالح عليو ٌّ‬‫َ‬ ‫كتب ىذا ما‬
‫ْح َ‬ ‫الصل ِ‬
‫قالوا ‪ :‬في ُّ‬
‫أمير المؤمنين ‪ ،‬أنا ما بايعتُك‬
‫تكتب َ‬‫ْ‬ ‫فقاؿ معاويةُ ‪ :‬ال‬
‫بن أبي سفياف ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫أمير‬
‫علي بن أبي طالب ‪ ،‬فمحا َ‬ ‫أمير المؤمنين ‪ ،‬ولك ِن ْ‬
‫اكتب ّ‬ ‫أنك ُ‬
‫أمير الكافرين ‪.‬‬
‫أمير المؤمنين فهو ُ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬فإ ْف لم يك ْن َ‬
‫قاؿ ‪ :‬والثالثة ؟‬
‫َ‬
‫والحكم‬
‫ُ‬ ‫جاؿ‬
‫الر َ‬ ‫جاؿ وال ُح ْك َم إال هلل ‪ ،‬كيف ٍّ‬
‫يحكم ٍّ‬ ‫الر َ‬
‫قالوا ‪ :‬حكم ٍّ‬
‫هلل ؟؟‬
‫خرجت من ىذه الث ِ‬
‫الثة أترجعوف ؟؟‬ ‫ابن عباس ‪ :‬أرأيتم إ ْف‬
‫ُ ْ‬ ‫فقاؿ لهم ُ‬
‫َ‬
‫يعني عن رأيكم‬
‫قالوا ‪ :‬وما لنا ال نرجع ؟!‬
‫فم ْن منكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجمل ولم يَ ْسبهم ‪َ ،‬‬ ‫أىل‬
‫قاتل َ‬‫قا َؿ ‪ :‬أما األولى ‪ ،‬فقولُكم َ‬
‫ِ‬
‫نصيبو ؟‬ ‫يري ُد عائشةَ في‬
‫ِ‬
‫الجمل ‪-‬‬ ‫كانت مع ِ‬
‫أىل‬ ‫‪ -‬ألنها ْ‬
‫ين ِم ْن أَنْػ ُف ِس ِه ْم‬‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يقوؿ ‪ " :‬النب ُّي أ َْولَى بال ُْم ْؤمن َ‬
‫تبارؾ وتعالى ُ‬
‫فإف اهلل َ‬
‫أمو‬ ‫فم ْن منكم يسبي‬ ‫َوأَ ْزَو ُ‬
‫اجوُ أُم َهاتُػ ُه ْم‪ " )6(....‬سورة األحزاب ‪َ ،‬‬
‫؟؟!!‬
‫بأـ لكم فقد كفرتم ‪ ،‬وإ ْف قلتم إنها أمكم وتريدوف‬
‫ليست ٍّ‬
‫ْ‬ ‫فإ ْف قلتم إنها‬
‫أ ْف تسبوىا فقد كفرتم ‪.‬‬
‫فسكتوا‬
‫من ىذه ؟؟‬
‫خرجت ْ‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫خرجت ‪.‬‬
‫َ‬ ‫قالوا ‪:‬‬
‫يكن أم َير‬ ‫ِ‬
‫اسمو عن إمرة المؤمنين فإ ْف لم ْ‬ ‫قاؿ ‪ :‬وأما قولُكم محا َ‬‫َ‬
‫أمير الكافرين ‪ ..‬فإف النبي صلى اهلل عليو وسلم في‬ ‫المؤمنين فهو ُ‬
‫صالح عليو‬ ‫كتب ‪ :‬ىذا ما‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بن عمرو َ‬ ‫سهيل َ‬
‫َ‬ ‫صالح‬
‫َ‬ ‫لما‬ ‫الحديبية‬ ‫ْح‬
‫صل ِ‬‫ُ‬
‫بن عمرو ‪.‬‬
‫سهيل َ‬
‫َ‬ ‫رسوؿ اهلل‬
‫محمد ُ‬
‫رسوؿ اهلل ما‬
‫نؤمن أنك ُ‬‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬فلو كنا ُ‬‫تكتب َ‬ ‫ْ‬ ‫فقاؿ لو سهيل ‪ :‬ال‬
‫َ‬
‫اؿ‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬فهل ز َ‬
‫واسم أبيك ‪ ،‬فمحا َ‬ ‫اسمك َ‬ ‫قاتلناؾ ‪ ،‬ولك ِن اكتب َ‬
‫رسوؿ اهلل ؟؟؟!!‬
‫عنو أنو ُ‬
‫اؿ فقد كفرتم‬
‫فإ ْف قلتم ز َ‬
‫فسكتوا ‪..‬‬
‫من ىذه ؟؟؟‬
‫خرجت ْ‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫خرجت ‪.‬‬
‫َ‬ ‫قالوا ‪:‬‬
‫تقوؿ في الث ِ‬
‫الثة ؟؟‬ ‫قالوا ‪ :‬فما ُ‬
‫جاؿ وال ُح ْك َم إال هلل‬ ‫الر َ‬
‫حكم ٍّ‬
‫يقوؿ ‪َ " :‬وإِ ْف ِخ ْفتُ ْم ِش َقا َؽ بَػ ْينِ ِه َما فَابْػ َعثُوا‬ ‫رؾ وتعالى ُ‬ ‫قاؿ ‪ :‬فإف اهلل تبا َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح َكما ِمن أ َْىلِ ِو وح َكما ِمن أ َْىلِ‬
‫الحا يُػ َوفٍّ ِق اللوُ‬‫ً‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ََ ً ْ‬ ‫َ ً ْ‬
‫ض َعي ِن أال‬ ‫جاؿ في بِ ْ‬ ‫الر َ‬ ‫بَػ ْيػنَػ ُه َما‪ ")35(....‬سورة النساء ‪ ،‬اهلل حكم ٍّ‬
‫دماء أمة محمد صلى اهلل عليو وسلم ؟؟!!‬ ‫جاؿ في ِ‬ ‫الر َ‬ ‫ٍّ‬
‫يحكم ٍّ‬
‫فسكتوا ‪.‬‬
‫من ىذه ؟؟‬
‫خرجت ْ‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫خرجت‬
‫َ‬ ‫قالوا ‪:‬‬
‫بقي منهم ألفاف على‬ ‫و‬ ‫وكانوا ِستةَ آالؼ ‪ ،‬فرجع منهم أربعةُ ٍ‬
‫آالؼ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رأيِهم‬
‫ولكن إياكم‬
‫وقاؿ ‪ :‬عيشوا كيف شئتم ْ‬
‫رضي اهلل عنو َ‬
‫علي َ‬
‫عندىا ترَكهم ٌّ‬
‫أ ْف تُؤذوا المسلمين ‪.‬‬
‫دماء َم ْن يُخال ُفهم ‪ ،‬فجاؤوا‬
‫ولكنهم لم يصبروا ‪ ،‬إ ْذ كانوا يستبيحوف َ‬
‫كانت معو زوجتُو‬
‫رضي اهلل عنو و ْ‬‫حابي َ‬
‫بن خباب الص ّ‬ ‫يوماً فلقوا عب َد اهلل َ‬
‫وىي ُمتِمة ( متمة يعني في شه ِرىا التاسع ) ‪.‬‬
‫أنت صاحب ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬لو َ‬
‫ُ‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫من ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬حدٍّثنا حديثاً سمعتَو ْ‬
‫يقوؿ ‪ " :‬ستكو ُف بعدي‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫سمعت َ‬‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫من‬
‫خير َ‬
‫والقائم ٌ‬
‫ُ‬ ‫من ِ‬
‫القائم ‪،‬‬ ‫خير َ‬
‫فتنةٌ ‪ -‬وىو يقص ُدىم ‪ -‬القاع ُد فيها ٌ‬
‫من الساعي "‬
‫خير َ‬
‫الماشي ‪ ،‬والماشي ٌ‬
‫قالوا ‪ :‬لعلك تقص ُدنا ؟؟‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫ورموه في البح ِر ‪.‬‬
‫فقتلوه ثم قتلوا زوجتَو وبقروا بطنَها وأخذوا الجنين َ‬
‫فأرسل إليهم َم ِن‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنو أنهم فعلوا ذلك‬
‫علي َ‬‫الخبر إلى ٍّ‬
‫بل َغ ُ‬
‫وبقر بطنَها ؟؟؟‬‫وقتل زوجتَو َ‬ ‫الذي قتلَو َ‬
‫علي ‪ :‬كلُّنا قتلناه ‪.‬‬‫فأرسلوا إلى ّ‬
‫شئت ‪ ..‬كلُّنا قتلَو ‪.‬‬
‫افعل ما َ‬ ‫يعني كأنهم يقولوف ْ‬
‫علي جيشاً وغزاىم رضي اهلل عنو وأرضاه في معر ِ‬
‫كة النػ ْه َرَواف ‪،‬‬ ‫فجهز ٌّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أقل ‪.‬‬ ‫أو‬ ‫سبعة‬ ‫إال‬ ‫علي‬
‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫جيش‬ ‫من‬ ‫قتل‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫وقدر اهلل أف في ىذه المعر ِ‬
‫كة‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قاؿ لو ذو الثُّ َدية أو ذو الثُّػ ْن ُد َوة ‪ ،‬وكا َف على‬ ‫رجل يُ ُ‬ ‫ِ‬
‫ممن قُت َل ٌ‬
‫وكا َف ْ‬
‫أخبر عليّاً في‬ ‫قد‬ ‫م‬ ‫وسل‬ ‫عليو‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫النبي‬
‫ُّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫دي‬ ‫الث‬ ‫مثل‬ ‫ذر ِ‬
‫اعو‬
‫َ‬
‫ىل اإلسالـ‬ ‫ِ‬
‫تخرج على المسلمين يقتلوف أ َ‬ ‫ُ‬ ‫حياتو ‪ " :‬أف طائفةً‬
‫ىل الكفر " ‪.‬‬ ‫ويتركوف أ َ‬
‫قاؿ لو ذو الثُّ َدية "‬‫رجل يُ ُ‬
‫بالحق فيهم ٌ‬
‫ٍّ‬ ‫قاؿ ‪ " :‬تقتلُهم أَ ْولَى الطائفتين‬
‫َ‬
‫ثدي في يدهِ أو ثُػ ْن ُد َوٍة‬
‫رجل لو ٌ‬‫علي ‪ :‬ابحثوا عن ٍ‬
‫قاؿ ٌّ‬
‫القتاؿ َ‬ ‫فلما انتهى ُ‬
‫في ِ‬
‫يده ‪.‬‬
‫جل فلما رآه سج َد هلل شكراً‬ ‫فصاروا يبحثوف في القتلى حتى وجدوا الر َ‬
‫الحق ‪.‬‬
‫أنو على ٍّ‬
‫ث‬‫رضي اهلل عنها بما َح َد َ‬
‫ت عائشةُ َ‬ ‫أُ ْخبِ َر ْ‬
‫علي ؟؟‬
‫صنع ٌّ‬‫فقالت ‪ :‬فماذا َ‬ ‫ْ‬
‫قاؿ صد َؽ اهلل ورسولُو ثم سج َد ‪.‬‬ ‫قالوا ‪َ :‬‬
‫قالت ‪ :‬ىكذا كا َف واهلل أبو الحسن ولكنهم كانوا يكذبوف عليو ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬‫يعني يزيدوف عليو كالماً لم يَػ ُقلْوُ َ‬

‫ثماف وثالثين ‪ ،‬ثم في ِ‬


‫سنة تس ٍع وثالثين‬ ‫كانت ىذه المعركةُ في ِ‬
‫سنة ٍ‬ ‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خرج ثالثةٌ َ‬
‫من الهجرة َ‬ ‫مور قليالً ‪ ،‬وفي سنة األربعين َ‬‫ىدأت األ ُ‬
‫الخوارج ُح ْزناً على قتالىم في النهرواف ‪.‬‬
‫ومن‬ ‫فقالوا ‪ :‬نري ُد أ ْف نريح المسلمين من ٍ‬
‫ومن معاوية ْ‬ ‫علي ْ‬
‫ّ‬ ‫"‬ ‫من‬
‫ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ثالثة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عمرو بن العاص " ‪.‬‬
‫ْجم ‪ -‬وىو أشقى الثالثة ‪ : -‬أنا أكفيكم عليّاً‬ ‫فقاؿ عب ُد الرحمن بن مل ِ‬
‫َ‬
‫ُُ‬
‫‪.‬‬
‫وقاؿ اآلخر ‪ :‬أنا أكفيكم معاوية ‪.‬‬
‫َ‬
‫وقاؿ الثالث ‪ :‬أنا أكفيكم عمرو بن العاص ‪.‬‬
‫َ‬
‫خارج‬ ‫فجاء عب ُد الرحمن بن مل ِ‬
‫رضي اهلل عنو وىو ٌ‬
‫َ‬ ‫لعلي‬
‫ٍّ‬ ‫د‬ ‫وترص‬ ‫م‬ ‫ْج‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لصالة‬ ‫خارج‬
‫من رمضاف وىو ٌ‬ ‫لصالة الفج ِر وذلك في التاسع عشر ْ‬
‫رضي اهلل عنو‬ ‫الفج ِر ومعو خنجر مسموـ ‪ ،‬فجاء وطعنو في ِ‬
‫ظهره‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رضي اهلل عنو ‪.‬‬ ‫كانت ىذه الطعنةُ سبب ِ‬
‫وفاتو‬ ‫وأرضاه ‪ ،‬و ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫الغداة ( صالة‬ ‫ِ‬
‫ولصالة‬ ‫تقوؿ ‪ :‬ما لي‬
‫علي أ ُّـ كلثوـ ُ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ابن‬ ‫و ِ‬
‫كانت‬
‫ّ‬
‫الغداة ىي الفجر )‬
‫ِ‬
‫الغداة (‬ ‫الغداة ‪ ،‬قُتِل زوجي عمر في ِ‬
‫صالة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولصالة‬ ‫تقوؿ ‪ " :‬ما لي‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ِ‬
‫الغداة‬ ‫عمر بن الخطاب ) ‪ ،‬وقُتِل أبي في ِ‬
‫صالة‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫من‬
‫أوالده َ‬
‫خاؼ عليو ُ‬ ‫رضي اهلل عنو لما قُتِ َل َ‬ ‫نعلم أف عليّاً َ‬
‫بقي أ ْف َ‬
‫َ‬
‫قتلو ألنهم ال يرقبوف في مؤم ٍن ّإالً وال ِذمة ‪ ،‬خافوا‬ ‫الخوارج حتى بعد ِ‬
‫قبره فحفروا تسعةَ قبوٍر توىيماً في أيٍّها يُ ْدفَ ُن ‪ ،‬ثم ُدفِ َن في‬ ‫أ ْف ينبشوا َ‬
‫قب ٍر ال يُػ ْعلَ ُم ‪.‬‬
‫علي الذي في العراؽ مثالً أو ىذا ‪...‬‬ ‫قبر ٍّ‬
‫يقوؿ لكم ىذا ُ‬
‫ولذلك َم ْن ُ‬
‫قبره ‪ ،‬أ ْخ ِف َي‬
‫من ىذا شيءٌ أبداً‪ ..‬ال يُػ ْعلَ ُم ُ‬
‫يثبت ْ‬
‫الخ ‪ ،‬كلّو كذب ‪ ،‬لم ْ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫الخوارج لو َ‬
‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫نبش‬ ‫قبره خوفاً عليو ْ‬
‫ُ‬

‫النبي‬
‫قاؿ فيو ُّ‬ ‫قوـ و قالهُ آخروف كما َ‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو غَال فيو ٌ‬
‫بعد موتو َ‬
‫ِ‬
‫الحديث الذي فيو ضعف لكنو مشتهر أنو‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم في‬
‫ومبغض ٍ‬
‫قاؿ "‬ ‫ٌ‬ ‫محب ٍ‬
‫غاؿ ‪،‬‬ ‫يهلك فيك اثناف ‪ٌّ :‬‬
‫لعلي ‪ُ " :‬‬‫قاؿ ٍّ‬
‫َ‬
‫أؿ ويُعب ُد‬
‫علي ‪ ،‬حتى جعلوه إلهاً مع اهلل يُ ْس ُ‬
‫غاؿ ‪ :‬يغلو في ٍّ‬‫محب ٍ‬
‫ٌّ‬
‫بيده الجنة والنار ‪ ،‬والكوف ِ‬
‫بيده‬ ‫ميت ‪ِ ،‬‬
‫من دوف اهلل ‪ ،‬ويُحيي ويُ ُ‬
‫ويُدعى ْ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫من األمور السخيفة التي اد َعوىا فيو َ‬
‫‪ ،‬وغير ذلك َ‬
‫وأرضاه ‪.‬‬
‫وآخروف قلَوه ‪ :‬أي أبغضوه ‪ ،‬فأولئك ىلكى وأولئك ىلكى ‪.‬‬

‫وسالمو عليو ‪ " :‬أشقى‬ ‫صلوات ربٍّي‬ ‫قاؿ‬ ‫ٍ‬


‫حديث آخر أنو َ‬ ‫جاء في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقد َ‬
‫علي ‪.‬‬
‫رضي اهلل عن ّ‬‫علي " ‪َ ،‬‬ ‫الن ِ‬
‫اس رجالف ‪ :‬عاقر الناقة وقاتل ّ‬

‫رضي اهلل عنو ‪ " :‬ال‬ ‫ونختم ِ‬


‫لعلي َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ٍّ‬
‫بقوؿ ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ضك إال مناف ٌق " ‪.‬‬
‫مؤمن وال يُبغ ُ‬
‫يحبُّك إال ٌ‬
‫يحشرنا‬
‫َ‬ ‫تبارؾ وتعالى أ ْف‬
‫ونسأؿ اهلل َ‬
‫ُ‬ ‫فنُش ِه ُد اهلل َ‬
‫تبارؾ تعالى حبّو ‪،‬‬
‫ص ْد ٍؽ عند ٍ‬
‫مليك مقتد ٍر ‪ ،‬واهلل‬ ‫عدف ‪ ،‬في ِ‬
‫مقعد ِ‬ ‫جنات ٍ‬
‫وإياكم معو في ِ‬
‫وبارؾ على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬
‫أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم َ‬

‫لتحميل المادة مرئي ‪gp3‬‬


‫انتهت الحلقة الثامنة‬
‫************************************‬
‫الحلقة التاسعة من سلسلة آؿ البيت والصحابة‬
‫عائشة بنت الصديق رضي اهلل عنها‬

‫السالـ عليكم ورحمة اهلل وبركاتو‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫إلو األولين واآلخرين ‪ ،‬الحم ُد هلل‬‫رب العالمين ‪ ،‬الحم ُد هلل ِ‬ ‫الحم ُد هلل ٍّ‬
‫ِ‬
‫المبعوث رحمةً للعالمين‬ ‫الـ على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخلق أجمعين ‪ ،‬والصالةُ والس ُ‬ ‫خالق‬
‫نبيٍّنا ِ‬
‫وإمامنا وحبيبِنا وقُػرِة عينِنا نبيٍّنا محمد ب ِن عبد اهلل وعلى ِ‬
‫آلو‬
‫ِ‬
‫وصحابتو أجمعين ‪ ،‬أما بع ُد ‪:‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ِ‬
‫وآؿ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫اؿ حديثُنا متواصالً عن‬
‫فما ز َ‬
‫من‬ ‫ٍ‬
‫وأشخاص‬ ‫آؿ ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫أشخاص‬ ‫عن‬ ‫م‬‫سنتكل‬ ‫أننا‬ ‫نا‬‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫ِ‬
‫بيتو‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اليوـ عن شخصي ٍة‬
‫النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم ‪ ،‬وحديثُنا َ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬
‫الصحبةَ واآلؿ ‪ ،‬أي ىي ‪-‬‬
‫جمعت ُّ‬‫ِ‬ ‫من ىذه الشخصيات ‪ ،‬شخصي ٍة‬ ‫ْ‬
‫آؿ ِ‬
‫بيتو‬ ‫ومن ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ْ‬ ‫أصحاب ٍّ‬ ‫من‬
‫ىذه الشخصية ‪ْ -‬‬
‫‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم أنهم ينقسموف‬ ‫بيت ٍّ‬ ‫آلؿ ِ‬‫قد ذكرنا في تعر ِيفنا ِ‬
‫ْ‬
‫الى قسمين ‪:‬‬
‫ىناؾ آؿ البيت باألصالة ‪ ،‬وىناؾ آؿ البيت بالتبعية‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫فهم الذين يجمعُهم مع ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آؿ البيت باألصالة ُ‬
‫أما ُ‬
‫النبي صلى اهلل‬ ‫نسب ‪ ،‬أي يلتقوف معو في ىاشم ‪ ،‬يلتقوف مع ٍّ‬ ‫وسلم ٌ‬
‫بأنفسهم ‪،‬‬ ‫باألصالة ‪ِ ،‬‬‫ِ‬ ‫النبي‬ ‫آؿ ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫بيت ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫فهؤالء‬ ‫عليو وسلم في ىاشم‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫بيت ٍّ‬ ‫آؿ ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أناس يكونوف ْ‬ ‫بدوف واسطة ‪ ،‬وىناؾ ٌ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫أزواج ٍّ‬ ‫ىن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫بواسطة ‪ ،‬التبعي ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬ ‫وسلم‬
‫ُ‬
‫آؿ‬‫من ِ‬ ‫بالنبي صلى اهلل عليو وسلم لم يكن ْ‬ ‫قبل زواجهن ٍّ‬ ‫حيث إنهن َ‬ ‫ُ‬
‫بيتو كما‬‫آؿ ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ص ْر َف ْ‬ ‫البيت ‪ ،‬فلما تزوجهن ُّ‬
‫كتابو العزي ِز ‪َ " :‬وقَػ ْر َف فِي بُػيُوتِ ُكن َوَال تَػبَػر ْج َن‬
‫قاؿ اهلل تبارؾ وتعالى في ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَػبػ ُّرج ال ِ ِ ِ‬
‫ين الزَكا َة َوأَط ْع َن اللوَ َوَر ُسولَوُ‬ ‫ْجاىلية ْاألُولَى َوأَق ْم َن الص َال َة وآت َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت َويُطَ ٍّه َرُك ْم تَطْ ِه ًيرا (‪)33‬‬ ‫إِنما ي ِري ُد اللوُ لِي ْذ ِىب َع ْن ُكم ال ٍّر ْجس أ َْىل الْبػ ْي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫" سورة االحزاب ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬بل أفضل‬ ‫أزواج ٍّ‬ ‫من ِ‬ ‫ٍ‬
‫فحديثُنا عن زوجة ْ‬
‫رضي‬ ‫عائشة‬ ‫وىي‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وأحبهن إلى ِ‬
‫قلبو‬ ‫أزواج ٍّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫اهلل تبارؾ وتعالى عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫بخصائص‬
‫َ‬ ‫فضائل ِعدة وخصها اهلل جل وعال‬ ‫َ‬ ‫جمعت‬
‫ْ‬ ‫ىذه المرأةُ التي‬
‫زت بها عن غيرىا ‪.‬‬ ‫تمي ْ‬
‫خالؼ‬ ‫أذكر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنها ُ‬ ‫أخوض في الحديث عن عائشةَ َ‬ ‫َ‬ ‫وقبل أ ْف‬
‫َ‬
‫أىل العلم في فضلِها ىي أـ خديجة ‪.‬‬
‫أفضل ‪ :‬خديجة ْأـ عائشة ؟‬
‫ُ‬ ‫أيُّهما‬
‫تختص‬
‫ُّ‬ ‫ىذه مسألةٌ ال يترتب عليها شيءٌ وإنما ىي مسألةٌ علميةٌ‬
‫من عائشةَ‬
‫أفضل ْ‬
‫ُ‬ ‫من أىل العلم إلى أف خديجةَ‬
‫كثير ْ‬
‫فذىب ٌ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالفضل ‪،‬‬
‫أفضل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ذىب آخروف إلى أف عائشةَ‬
‫‪،‬و َ‬
‫أمر وإنما ىي علميةٌ بحتةٌ ‪.‬‬
‫قلت ىذه المسألةُ ال يترتب عليها ٌ‬
‫وكما ُ‬
‫يجمع بين‬
‫َ‬ ‫ابن تيميةَ رحمو اهلل تبارؾ وتعالى أ ْف‬
‫شيخ اإلسالـ ُ‬
‫وحاوؿ ُ‬
‫َ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬إ ْذ‬
‫أفضل ٍّ‬
‫َ‬ ‫كانت‬
‫فقاؿ ‪ :‬خديجةُ ْ‬ ‫القولين َ‬
‫ونفع اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كا َف في بداية الدعوة بل قبل الدعوة كا َف محتاجاً إليها ‪َ ،‬‬
‫ونفع اهلل األُمةَ‬ ‫ِ‬ ‫تبارؾ وتعالى نبيو بمالها وعقلِها ِ‬
‫وثقل وزنها في قومها ‪َ ،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لقلنا خديجة‬
‫انتفاع ٍّ‬
‫نظرنا إلى ِ‬
‫بعائشةَ ‪ ،‬فلو ْ‬
‫من عائشةَ ‪ ،‬وإذا نظرنا‬
‫انتفع ْ‬
‫من خديجةَ أكثر مما َ‬‫النبي ْ‬
‫انتفع ُّ‬
‫أفضل ‪َ ،‬‬
‫انتفعت من عائشةَ أكثر م ِن ِ‬
‫انتفاعها‬ ‫حاؿ األم ِة لوجدنا أف األمةَ‬
‫إلى ِ‬
‫ْ ْ‬
‫شيخ اإلسالـ اب ِن تيميةَ رحمو اهلل تبارؾ‬
‫من ِ‬‫ب ْ‬
‫جمع طيٍّ ٌ‬
‫بخديجةَ ‪ ،‬وىذا ٌ‬
‫وتعالى ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يميٍّز خديجةَ على‬
‫من ٍّ‬ ‫حديث َ‬
‫ٌ‬ ‫قد يكو ُف‬
‫يل‬
‫عائشةَ ؛ وىو قولُو صلى اهلل عليو وسلم لعائشةَ يوماً ‪ " :‬ىذا جبير ُ‬
‫يقر ِ‬
‫ئك السالـ "‬
‫ئك السالـ "‬‫" ىذا جبريل يقر ِ‬
‫عليك وعلى جبريل السالـ ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنها ‪َ :‬‬
‫فقالت عائشةُ َ‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬إف اهلل يقر ِ‬
‫ئك‬ ‫قاؿ لها ُّ‬
‫ولكن خديجةَ َ‬
‫السالـ "‬
‫فقالت ‪ :‬إف اهلل ىو السالـ ‪ ،‬وعليك السالـ ‪.‬‬
‫ْ‬
‫من‬
‫الـ لعائشةَ ْ‬
‫جاء الس ُ‬
‫من اهلل بينما َ‬
‫الـ لخديجةَ َ‬
‫جاء الس ُ‬
‫فيقوؿ ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫جبريل ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ىذا يميٍّز خديجةَ على عائشةَ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫كفضل‬ ‫قاؿ ‪ " :‬فضل عائشةَ على الن ِ‬
‫ٍّساء‬ ‫وآخروف قالوا ولكن النبي َ‬
‫ُ‬
‫الثر ِ‬
‫يد على سائ ِر الط ِ‬
‫عاـ " ‪.‬‬
‫ٍّساء كلهن ‪.‬‬
‫فتعم عائشةُ الن َ‬
‫عاـ كلو ُّ‬
‫فقالوا ‪ :‬فعم الط َ‬
‫مهم أف خديجةَ في‬
‫األمر ال يترتب عليو شيءٌ ‪ ،‬ال ّ‬
‫لكن كما قلنا ىذا ُ‬
‫ْ‬
‫الجنة وعائشةَ في الجنة ‪ ،‬وىذا يكفيهما شرفاً وفضالً ؛ أنهما في الدنيا‬
‫خير البش ِر صلى اهلل عليو وآلو‬ ‫هما‬ ‫زوج‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة‬ ‫خير البش ِر وفي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تزوجتا َ‬
‫وسلم ‪ ،‬وىن معو في الفردوس األعلى ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫من ِ‬
‫ابن حزـ رحمو اهلل تبارؾ وتعالى خالفاً‬
‫ذكره ُ‬
‫قيل وقد َ‬
‫جميل ما َ‬ ‫بل ْ‬
‫أىل ِ‬
‫العل ِْم قالوا ‪:‬‬ ‫جماىير ِ‬ ‫أىل ِ‬
‫العلم ‪ ،‬وذلك أف‬ ‫جماىير ِ‬ ‫ذىب إليو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لما َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم أبو بكر ثم عمر ثم‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫أفضل‬ ‫إف‬
‫َ‬
‫علي ثم بقية العشرة ثم أصحاب بدر ثم أصحاب بيعة‬ ‫عثماف ثم ّ‬
‫الرضواف ‪ ،‬والمهاجروف أفضل من األنصار ‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫فقاؿ ‪ :‬نساءُ ٍّ‬ ‫ابن حزـ رحمو اهلل تبارؾ وتعالى تفرد ٍ‬
‫بقوؿ َ‬
‫من‬
‫وعلي وغيرىم َ‬
‫من أبي بكر وعمر وعثماف ّ‬ ‫أفضل ْ‬
‫ُ‬ ‫عليو وسلم‬
‫الص ِ‬
‫حابة ‪.‬‬
‫القوؿ ؟‬
‫قلت ىذا َ‬
‫بم ؟ يعني لماذا َ‬
‫فقيل لو ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخرة‬ ‫النبي في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفضل بالمنز ِلة في‬
‫زوجات ٍّ‬ ‫اآلخرة ‪ ،‬أين منزلةُ‬ ‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫أليس ُّ‬ ‫و‬ ‫؟‬ ‫النبي في أعلى الد ِ‬
‫رجات‬ ‫؟ ألَ ْس َن مع ٍّ‬
‫َ‬
‫وعلي ؟!‬
‫من أبي بكر وعمر وعثماف ّ‬ ‫وسلم أعلى درجةً ْ‬
‫قيل ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫النبي صلى‬
‫وعلي أـ مع ٍّ‬
‫قاؿ ‪ :‬زوجاتُو يكن مع أبي بكر وعمر وعثماف ّ‬
‫َ‬
‫اهلل عليو وسلم ؟‬
‫النبي ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬مع ٍّ‬
‫َ‬
‫أفضل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪ :‬إذاً ىن‬
‫َ‬
‫المهم كلُّهم ْ‬
‫من‬ ‫ُّ‬ ‫األمر ال يترتب عليو شيءٌ ‪ ،‬وإنما‬
‫لكن كما قلنا ىذا ُ‬
‫ْ‬
‫أىل الجن ِة ‪.‬‬
‫اسأؿ اهلل أ ْف يجعلَنا وإياكم من ِ‬ ‫ِ‬
‫أىل الجنة ُ‬
‫الصد ِ‬
‫ٍّيق ‪ ،‬عن‬ ‫بنت ٍّ‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيقة ِ‬ ‫طيب ‪ ..‬حديثُنا إذاً عن عائشةَ ‪ ،‬عن ٍّ‬
‫من‬ ‫يب صلى اهلل عليو وسلم ِ‬
‫وإلفو القر ِ‬ ‫ِ‬
‫حبيبة الحب ِ‬
‫يب ؛ عائشة المبرأة ْ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫سبع سماوات َ‬
‫بن عثما َف ب ِن‬
‫الصدٍّيق ‪ ،‬وأبو بكر ىو عبد اهلل ُ‬
‫بنت أبي بكر ٍّ‬
‫عائشةُ ُ‬
‫من كنانة ‪،‬‬
‫القرشي ‪ ،‬فإذاً ىي قرشيةٌ ‪ ،‬و ُّأمها ْ‬
‫ّ‬ ‫التيمي‬
‫ّ‬ ‫عمرو ب ِن عامر‬
‫رضي اهلل عنها‬
‫بنت عامر الكنانية ‪ ،‬ىي ُّأـ عائشةَ َ‬
‫وىي ُّأـ ُروماف ُ‬
‫وأرضاىا ‪.‬‬
‫بنت عبد ِ‬
‫العزى‬ ‫من أبيها ‪ ،‬فأسماءُ ُّأمها قُتيلة ُ‬
‫أخت عائشةَ ْ‬
‫أسماءُ ُ‬
‫تختلف عن أسماء ‪ ،‬وأسماء كانت‬
‫ُ‬ ‫من كنانة‬
‫فأمها ْ‬
‫القرشية ‪ ،‬أما عائشةُ ُّ‬
‫ٍ‬
‫سنوات ‪.‬‬ ‫من عائشةَ بعش ِر‬
‫أكبر ْ‬
‫رضي اهلل عنها تميزت وخصها اهلل تبارؾ وتعالى‬ ‫الشاى ُد أف عائشةَ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬
‫وغير نساء ٍّ‬ ‫النبي َ‬
‫نساء ٍّ‬
‫فاقت بها َ‬
‫بخصائص ْ‬
‫َ‬
‫فضائل أو ِ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخصائص نتكلم عن‬ ‫وقبل أ ْف نتكلم عن ىذه‬
‫‪َ ،‬‬
‫فضائل عائشةَ في ِ‬
‫مثل‬ ‫ِ‬ ‫جميع‬
‫َ‬ ‫نذكر‬
‫يمكن أبداً أ ْف َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فضائل عائشةَ ألننا ال‬
‫ِ‬
‫الوقت الضيٍّ ِق ‪.‬‬ ‫ىذا‬
‫رضي اهلل عنها أف النبي صلى اهلل عليو وسلم ُسئِ َل‬ ‫من ِ‬
‫فضل عائشةَ َ‬ ‫*‪ْ -‬‬
‫إليك ؟‬
‫اس َ‬‫أحب الن ِ‬
‫رسوؿ اهلل َم ْن ُّ‬
‫فقاؿ ‪ :‬يا َ‬‫بن العاص َ‬
‫جاءه عمرو ُ‬
‫َ‬
‫اس كلهم ‪.‬‬‫الناس ‪َ ..‬عم الن َ‬
‫إليك ؟‬
‫اس َ‬ ‫أحب الن ِ‬
‫َم ْن ُّ‬
‫قاؿ ‪ :‬عائشة ‪.‬‬‫َ‬
‫الر ِ‬
‫جاؿ ؟‬ ‫قاؿ ‪ِ :‬‬
‫وم َن ٍّ‬ ‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬أبوىا ‪.‬‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ثم َم ْن ؟‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬عمر ‪.‬‬
‫َ‬
‫بن العاص ‪.‬‬
‫يقوؿ عمرو ُ‬ ‫ُّ‬
‫فسكت ‪ُ ،‬‬ ‫يقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫يء‬ ‫ِ‬
‫الفضل الش َ‬ ‫من‬ ‫ألف النبي كا َف قد أمره على ٍ‬
‫جيش فظن أف لو َ‬
‫ُّ‬
‫فسكت‬ ‫يقوؿ ‪:‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ُ ،‬‬
‫يذكره ُّ‬
‫العظيم فتوقع أ ْف َ‬
‫َ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫بع َد َ‬
‫من ىذا أف النبي صلى اهلل عليو وسلم لما ُسئِ َل عن ٍّ‬
‫أحب‬ ‫والشاى ُد ْ‬
‫قاؿ ‪" :‬‬
‫وسالمو عليو ‪َ -‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫يحب إال طيٍّباً‬ ‫الن ِ‬
‫اس إليو ‪ -‬وال ُّ‬
‫عائشة " ‪.‬‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫فبين منزلتَها ومكانتَها عنده‬
‫فضل عائشةَ‬
‫قاؿ عنها ‪ُ " :‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم أنو َ‬‫جاء عن ٍّ‬
‫*‪َ -‬‬
‫نسميو نحن‬ ‫كفضل الثر ِ‬
‫يد على سائ ِر الطعاـ " ‪ ،‬والثري ُد ما ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫على الن ِ‬
‫ٍّساء‬
‫اآلف في أيامنا ىذه (بالتشريب) الذي يكو ُف خبزاً ولحماً ‪ ،‬وكا َف في‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫قاؿ ُّ‬ ‫عاـ عندىم كما َ‬ ‫أطيب الط ِ‬
‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫ذلك الوقت ْ‬
‫من ُحم ِر‬
‫لك ْ‬ ‫خير َ‬
‫بك رجالً ٌ‬ ‫لعلي في حديث ‪ " :‬ألف يهدي اهلل َ‬ ‫وسلم ٍّ‬
‫ِ‬
‫الوقت‬ ‫مر النػ َع ِم وىي ُ‬
‫اإلبل الحمراءُ في ذلك‬ ‫فكانت ُح ُ‬
‫ْ‬ ‫النػ َعم " ‪،‬‬
‫اس ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األمواؿ إلى الن ِ‬ ‫كانت أحب‬‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫ذكر ُّ‬ ‫وىنا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫بح‬ ‫فذكر الفضل بالت ِ‬
‫شبيو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الوقت وىو‬ ‫عاـ في ذلك‬‫بأفضل الط ِ‬
‫ِ‬ ‫وسلم فضل عائشةَ على الن ِ‬
‫ٍّساء‬ ‫َ‬
‫الثريد ‪.‬‬
‫فقاؿ لها ‪ " :‬يا عائشةُ إني‬
‫النبي يوماً َ‬
‫جاءىا ُّ‬
‫رضي اهلل عنها َ‬
‫*‪ -‬عائشةُ َ‬
‫ألعلم متى ترضين عني ومتى تغضبين مني " ‪.‬‬
‫ُ‬
‫رسوؿ اهلل ؟!‬
‫تعلم ذلك يا َ‬
‫قالت ‪َ :‬أو ُ‬
‫ْ‬
‫كنت راضيةً أو ِ‬
‫كنت غضبى ‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬نعم أعلم إذا ِ‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ؟‬
‫قالت ‪ :‬وكيف ذلك يا َ‬
‫ْ‬
‫ورب محمد ‪ ،‬وإذا ِ‬
‫كنت غضبى‬ ‫قاؿ ‪ " :‬إذا ِ‬
‫كنت راضيةً عني تقولين ‪ّ :‬‬ ‫َ‬
‫ورب إبراىيم "‪.‬‬
‫تقولين ّ‬
‫رب إبراىيم سبحانو وتعالى ‪.‬‬
‫مع أف رب محمد ىو ُّ‬
‫أىجر إال اس َمك فقط ‪.‬‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬واهلل ال ُ‬
‫صدقت يا َ‬
‫َ‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫بالعلم ‪ ،‬حتى نُِق َل‬
‫بالعلم ‪ ،‬ميزىا اهلل ِ‬
‫*‪ -‬عائشةُ رضي اهلل عنها تميزت ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الجانب ‪،‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ٌ‬
‫أقواؿ كثيرةٌ في ىذا‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫عن‬
‫أكثر امر ٍأة ْ‬
‫روت‬ ‫نعلم أف َ‬
‫األقواؿ يكفيننا أ ْف َ‬
‫َ‬ ‫نذكر ىذه‬
‫وقبل أ ْف َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬إ ْذ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عائشةُ َ‬‫أحاديث عن ٍّ‬
‫َ‬
‫وألفي‬
‫من مئتي حديث ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم قريباً ْ‬
‫روت عن ٍّ‬ ‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫روت عن ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫حديث ْ‬ ‫ٍ‬
‫حديث ‪ ،‬يعني ألفين ومئتي‬
‫وقيل إف أنساً روى‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪َ ،‬‬
‫‪ ،‬وىي ثاني راوية عن ٍّ‬
‫أك َثر منها ‪.‬‬
‫األلف في روايتِهم‬
‫َ‬ ‫ذكر السبعةُ الذين ىم تجاوزوا‬ ‫على ٍّ ٍ‬
‫كل حاؿ عندما يُ ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىم أبو ىريرَة ‪ ،‬وعائشة ‪ ،‬وعبد اهلل بن‬
‫عن ٍّ‬
‫عمر ‪ ،‬وأنس ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وجابر ‪ ،‬وأبو سعيد الخدري ‪ ،‬ىؤالء‬
‫األلف في روايتِهم يذكروف عائشةَ إما الثانية أو الثالثة‬
‫َ‬ ‫الذين تجاوزوا‬
‫بين ىؤالء ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حديث ‪.‬‬ ‫روت ثالثمئة‬ ‫الر ِ‬
‫واية ُّأـ سلمةَ ‪ْ ،‬‬ ‫أقرب امر ٍأة إلى عائشةَ في ٍّ‬
‫ُ‬
‫روين‬ ‫ِ‬
‫علم جمي ِع أمهات المؤمنين وما َ‬ ‫أىل العلم ‪ :‬لو ُجم َع ُ‬
‫قاؿ ُ‬
‫ولذلك َ‬
‫النبي‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ال يأتي نصف ما روتْو عائشةُ عن ٍّ‬ ‫عن ٍّ‬
‫من ذلك ‪.‬‬‫صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬بل وال أقل ْ‬
‫علم عائشةَ إلى‬ ‫ِ‬
‫ىري رحمو اهلل تبارؾ وتعالى ‪ :‬لو ُجم َع ُ‬
‫الز ُّ‬
‫قاؿ ُّ‬
‫حتى َ‬
‫رضي‬ ‫‪،‬‬ ‫أفضل‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫عائش‬ ‫علم‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫لكا‬ ‫وعلم جمي ِع الن ِ‬
‫ٍّساء‬ ‫علم جمي ِع أزواجو ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫وكا َف أبو موسى األشعري ‪ -‬وىو من ِ‬
‫أصحاب ٍّ‬ ‫فقهاء‬ ‫ْ‬
‫يقوؿ ‪ :‬ما أشكل علينا أصحاب ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫عليو وسلم ‪ُ -‬‬
‫َ‬
‫ط فسألنا عائشةَ عنو إال وجدنا عندىا ِعلْماً ‪.‬‬
‫حديث ق ّ‬
‫ٌ‬ ‫عليو وسلم‬
‫من كبار التابعين‪-‬‬
‫أيت المشيخةَ ‪ -‬ومسروؽ ْ‬
‫ويقوؿ مسروؽ ‪ :‬ر ُ‬
‫ُ‬
‫أصحاب ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫أيت المشيخةَ ْ‬
‫يقوؿ ‪ :‬ر ُ‬
‫ُ‬
‫األكابر يسألونها في الفر ِ‬
‫ائض ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫يعني في أحكاـ المواريث ‪َ ،‬‬
‫وأحسن‬
‫َ‬ ‫وأعلم الن ِ‬
‫اس‬ ‫َ‬ ‫كانت عائشةُ أفقوَ الن ِ‬
‫اس‬ ‫بن رباح ‪ْ :‬‬
‫ويقوؿ عطاءُ ُ‬
‫ُ‬
‫الن ِ‬
‫اس رأياً في العامة ‪.‬‬
‫أعلم‬
‫أيت أحداً َ‬‫ابن أسماء ‪ :‬ما ر ُ‬‫يقوؿ ُ‬ ‫ابن أختِها ‪ُ ،‬‬‫ويقوؿ عنها عروةٌ ُ‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫عائش‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫شع‬ ‫وال‬ ‫ب‬
‫ٍّ‬ ‫بفقو وال ِ‬
‫ط‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬‫علم عائشةَ َ‬ ‫فهذا ُ‬
‫من‬
‫نعود ونتكلم عن خصائص عائشةَ فإننا نج ُد أف ْ‬ ‫ولذلك عندما ُ‬
‫ِ‬
‫خصائصها‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلطالؽ‬ ‫على‬ ‫*‪ -‬أنها أعلم النٍّ ِ‬
‫ساء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لنسائو ‪ ،‬ليلة ألـ سلمة ‪ ..‬ليلة‬ ‫يقسم‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬ ‫كا َف ُّ‬
‫ألـ حبيبة ‪ ..‬ليلة لصفية ‪ ..‬ليلة لجويرية ‪..‬ليلة لميمونة‪..‬لزينب بنت‬
‫من أزواج‬ ‫ٍ‬
‫لكل واحدة ْ‬
‫يقسم ٍّ‬‫خزيمة ‪..‬لزينب بنت جحش‪...‬الخ ‪ ،‬كا َف ُ‬
‫نبي صلى اهلل عليو وسلم ليلةً ‪.‬‬
‫ال ٍّ‬
‫يخصها ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫يقسم لها ليلتين ‪،‬‬
‫عائشة رضي اهلل عنها كا َف ُ‬
‫طيب ‪..‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ؟؟‬ ‫ِ‬
‫ىل ىذه تفرقةٌ م َن ٍّ‬
‫وسالمو عليو ؟؟‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫أو ظلم منو‬
‫بنت زمعة ّأـ المؤمنين بلغَها أو أحست أف النبي صلى‬ ‫ال‪ ..‬ولكن سود َة َ‬
‫فأتت النبي صلى اهلل عليو وسلم‬‫اهلل عليو وسلم يمكن أ ْف يفارقَها ِ‬
‫ُ‬
‫ب ليلتي لعائشةَ ‪ ،‬وأري ُد أ ْف‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إني أري ُد أ ْف أ ََى َ‬
‫وقالت ‪ :‬يا َ‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫فقبل منها ُّ‬ ‫ِ‬
‫أكو َف زوجتَك في اآلخرة ‪ ،‬في الجنة ‪َ ،‬‬
‫ويقسم لسائ ِر‬
‫ُ‬ ‫يقسم لعائشةَ ليلتين‬
‫وجعل ليلتَها لعائشةَ ‪ ،‬فكا َف ُ‬ ‫َ‬ ‫وسلم‬
‫ِ‬
‫أزواجو ليلةً ليلة ‪.‬‬
‫اس يعلموف أف النبي صلى اهلل عليو‬‫كانت متميٍّزًة ‪ ،‬ولذلك كا َف الن ُ‬
‫ْ‬
‫وسلم يكو ُف أش ّد فرحاً وأش ّد سعاد ًة إذا كا َف في ِ‬
‫ليلة عائشة ‪ ،‬فماذا‬
‫اس ؟‬
‫كا َف يصنع الن ُ‬
‫من ٍ‬
‫طعاـ‬ ‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم الهدايا ْ‬
‫يوـ عائشةَ يُهدوف ٍّ‬
‫إذا كا َف ُ‬
‫ِ‬
‫الوقت الطعاـ ‪.‬‬ ‫وغالب ىداياىم في ذلك‬ ‫أو غي ِره‬
‫ُ‬
‫للنبي صلى اهلل‬
‫يوـ إال ويهدي ٍّ‬
‫يمر ٌ‬
‫يعني سعد بن عبادة كمثاؿ ‪ /‬ما كا َف ُّ‬
‫يوـ عائشةَ يختلف الهدية تكو ُف أفضل ‪.‬‬‫عليو وسلم ‪ ،‬لكن في ِ‬
‫ْ‬
‫باقي الص ِ‬
‫حابة م َن األنصا ِر والمهاجرين يحرصوف على أ ْف يُهدوا ٍّ‬
‫للنبي‬
‫يوـ عائشةَ ‪ ،‬ألنهم يعلموف أنو اآلف أسعد ‪.‬‬‫صلى اهلل عليو وسلم في ِ‬
‫نساء النبي صلى اهلل عليو وسلم شعرف بذلك ‪ ،‬أنو يهدى للنبي في ِ‬
‫يوـ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٍّ‬
‫اجتمعن ‪،‬‬
‫َ‬ ‫عائشةَ أكثر مما يُهدى لو في سائ ِر أيامهن ‪ ،‬فحزف لذلك ف‬
‫وأـ حبيبة وصفية وحفصة وميمونة‪...‬الخ ‪،‬‬
‫وأـ سلمة ّ‬
‫اجتمعت سودةُ ّ‬
‫ْ‬
‫األمر ‪.‬‬
‫يناقشن ىذا َ‬
‫َ‬ ‫اجتمعت أمهات المؤمنين‬
‫ْ‬
‫لماذا يهدي الناس للنبي صلى اهلل عليو وسلم في ِ‬
‫يوـ عائشةَ أكثر مما‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫ُ‬
‫يُهدوف لو في أيامنا نحن ‪.‬‬
‫والحل ؟‬
‫ّ‬ ‫طيب‬
‫وتقوؿ لو ‪ُ :‬م ِر‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬ ‫تذىب ٍّ‬‫ُ‬ ‫فاختر َف أـ سلمةَ أنها‬
‫نشعر‬ ‫نحن‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫ة‬ ‫عائش‬ ‫يوـ وليس في ِ‬
‫يوـ‬ ‫الناس أ ْف يهدوا لك في كل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫جاء في يومك ‪ ،‬فلما‬ ‫قلن يعني كلٍّميو إذا َ‬ ‫بالتمييز بيننا وبين عائشة ‪َ ،‬‬
‫كا َف في يوـ ٍّأـ سلمةَ زارىا النبي صلى اهلل عليو وسلم في ِ‬
‫يومها أو‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫العدؿ في‬
‫رسوؿ اهلل إف نساءؾ ينشدنك َ‬ ‫فقالت لو ‪ :‬يا َ‬
‫ْ‬ ‫أتاىا في ِ‬
‫يومها‬
‫ابنة أبي قحافة ‪.‬‬‫ِ‬
‫فسكت‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫عائش‬ ‫يوـ‬ ‫وف‬ ‫يخص‬
‫ُّ‬ ‫وال‬ ‫فَم ِر الناس أ ْف يهدوا لك في كل ٍ‬
‫يوـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ولم ير ّد عليها شيئاً ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫يسمعن النتيجةَ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫بأـ سلمةَ حتى‬
‫يلتقين ٍّ‬
‫َ‬ ‫وطبعاً باقي النٍّساء ينتظر َف متى‬
‫لك ؟ ماذا ِ‬
‫قلت لو‬ ‫قاؿ ِ‬
‫من الغد و ُزْر َف أـ سلمةَ ‪...‬ىا ماذا َ‬ ‫ِ‬
‫فلما ج ْئ َن َ‬
‫؟‬
‫قلت لو كذا كذا ‪.‬‬
‫قالت ‪ُ :‬‬
‫ْ‬
‫قاؿ ِ‬
‫لك ؟‬ ‫قلن ‪ :‬ماذا َ‬
‫َ‬
‫سكت ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشيء ‪،‬‬ ‫قالت ‪ :‬ما رد علي‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫جاء دورؾ ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫قالوا ‪ :‬طيب إذا كاف في يومك ‪ -‬يعني المرة القادمة إذا َ‬
‫ؤاؿ مرة ثانيةً‬
‫الس َ‬
‫أعيدي عليو ُّ‬
‫طرحت عليو المسألةَ مرة ثانيةً ‪ ،‬فلم ير ّد‬
‫ْ‬ ‫يومها‬
‫فقالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فلما كا َف ُ‬
‫ْ‬
‫عليها صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫قاؿ ِ‬
‫لك ؟‬ ‫من الغد ‪... ،‬ىا‪ ..‬ماذا َ‬
‫فاجتمعن معها َ‬
‫َ‬
‫سكت ‪.‬‬
‫َ‬ ‫قالت ‪ :‬ما رد علي شيئاً ‪..‬‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫بنت ٍّ‬ ‫فماذا صنعن ؟ ذىبن إلى فاطمةَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طبيعي‬ ‫أمر‬ ‫ِ‬
‫ٌّ‬ ‫ىذه غيرةُ النٍّساء ‪ ..‬وىذا ٌ‬
‫فذىبن إلى فاطمةَ فذكر َف لها ذلك ‪.‬‬
‫َ‬
‫قالت ‪ :‬نعم أكلٍّمو ‪.‬‬
‫ْ‬
‫يوـ عائشةَ ‪ ،‬وىو مع عائشةَ في ِ‬
‫الف َر ِ‬
‫اش ‪.‬‬ ‫فذىبت إليو في ِ‬
‫ْ‬
‫العدؿ في ِ‬
‫ابنة‬ ‫أبت إف نساءؾ ينشدنك َ‬ ‫رسوؿ اهلل أو يا ِ‬
‫فقالت لو ‪ :‬يا َ‬
‫ْ‬
‫أبي قحافة ‪ ،‬فَم ِر الناس أ ْف يهدوا لك في كل ٍ‬
‫يوـ ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ؟‬ ‫قاؿ لها ُّ‬
‫فماذا َ‬
‫أحب ؟‬
‫قاؿ ‪ :‬يا فاطمةُ أتحبٍّين ما ُّ‬
‫َ‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬فأحبٍّي ىذه ‪.‬‬
‫َ‬
‫أحبٍّي ىذه المرأة ‪.‬‬
‫النبي ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنها إلى نساء ٍّ‬
‫فخرجت فاطمةُ َ‬
‫ْ‬
‫لك ؟‬‫قاؿ ِ‬
‫قلن ‪ :‬ماذا َ‬
‫َ‬
‫قاؿ لي كيت وكيت ‪.‬‬
‫قالت ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫صنعت شيئاً ‪.‬‬ ‫قلن ‪ :‬ما‬
‫َ‬
‫فأرسلن زينب بنت جحش ‪.‬‬
‫َ‬
‫كانت تُساميني في المنز ِلة ‪ ،‬يعني كا َف ُّ‬
‫النبي‬ ‫تقوؿ عائشةُ ‪ :‬وىي التي ْ‬
‫ُ‬
‫أيضاً يحبُّها كثيراً ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫بنت عمة ٍّ‬
‫وىي ُ‬
‫فأرسلن زينب بنت جحش ‪.‬‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ومعو‬
‫بنت جحش على ٍّ‬ ‫ينب ُ‬
‫فدخلت ز ُ‬
‫ْ‬
‫عائشة ‪.‬‬
‫العدؿ في ِ‬
‫ابنة أبي قحافة ‪،‬‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬إف نساءؾ ينشدنك َ‬‫فقالت ‪ :‬يا َ‬
‫ْ‬
‫فَم ِر الناس يهدوف لك في كل ٍ‬
‫يوـ ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫تقوؿ عائشةُ ‪ :‬ثم تكلمت علي ‪ -‬يعني مستني بكالـ ‪ -‬بين يدي‬‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ٍّ‬
‫ساكت‬
‫ٌ‬ ‫والنبي‬
‫ُّ‬ ‫تقوؿ ‪ :‬وأنا ساكتةٌ‬
‫ُ‬
‫النبي ىل يأذ ُف لي أ ْف أرد ‪ ..‬أدافع عن نفسي أو‬ ‫ُّ‬
‫فالتفت إلى ٍّ‬ ‫تقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫شيء ‪.‬‬
‫ففهمت أنو أذ َف لي ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫النبي فتبسم‬ ‫ُّ‬
‫فالتفت إلى ٍّ‬ ‫تقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫فرددت عليها حتى أسكتُّها ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫قالت وماذا ردت عليها ‪ ،‬المهم أنها أسكت ْتها‪..‬تقوؿ‬
‫تذكر ماذا ْ‬
‫لكن لم ْ‬
‫ْ‬
‫فرددت عليها حتى أسكتُّها ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ..‬لزينب ‪ :‬إنها ابنةُ أبي قحافة ‪.‬‬
‫فقاؿ لها ُّ‬
‫َ‬
‫يعني ما تقدرين عليها ‪ ..‬إنها ابنةُ أبي قحافة‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا‬
‫ينب َ‬
‫فخرجت ز ُ‬
‫ْ‬
‫يقسم لها ليلتين ‪ ،‬فكا َف‬
‫فالقص ُد أف النبي صلى اهلل عليو وسلم كا َف ُ‬
‫يضر‬ ‫يحب سائر ِ‬
‫نسائو صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وىذا ال ُّ‬ ‫يحبُّها أكثر مما ُّ َ‬
‫‪.‬‬
‫تضر ‪.‬‬
‫يضر ‪ ،‬المحبة القلبية ال ُّ‬
‫يعني إذا كا َف فيكم أحد معدٍّد ما ّ‬
‫القلب فإف اإلنسا َف ال يمل ُكو ‪ ،‬ولذلك‬
‫ُ‬ ‫المهم العدؿ في المعاملة أما‬
‫ضعف ‪ -‬أف النبي صلى اهلل عليو‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الحديث ‪ -‬وإ ْف كا َف فيو‬ ‫جاء في‬
‫َ‬
‫أملك فال تؤاخذني فيما ال‬
‫يقوؿ ‪ " :‬اللهم ىذا قسمي فيما ُ‬ ‫وسلم ُ‬
‫أملك "وىو القلب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫من خصوصياتها‬
‫رضي اهلل عنها ْ‬
‫عائشةُ َ‬
‫جت بطر ٍ‬
‫يقة أخرى‬ ‫يزوجهن آباؤىن بينما عائشةُ تزو ْ‬
‫ٍّساء كن ٍّ‬
‫*‪ -‬أف الن َ‬
‫ٍ‬
‫مختلفة‬
‫ثالث ٍ‬
‫لياؿ ‪،‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬أُ ِريْػتُ ِ‬
‫ك في المناـ َ‬ ‫يقوؿ لها ُّ‬
‫ُ‬
‫من حرير‬
‫من حرير ‪ ،‬قماش ْ‬
‫من حرير ‪ -‬يعني قطعة ْ‬
‫يأتني جبريل بسرقة ْ‬
‫النبي‬
‫يقوؿ ُّ‬ ‫فأكشف فإذا ِ‬
‫أنت " ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيقوؿ لي ىذه زوجتُك في ُّ‬
‫الدنيا ‪،‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪ ":‬ثم جاءني الثانية و جاءني الثالثة " ثالث‬
‫فقلت‬
‫يقة ‪ُ -‬‬‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بهذه الطر ِ‬
‫مرات في المناـ يراىا ُّ‬
‫من اهلل ‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫من اهلل يُ ْمضو " ‪ ،‬يعني يقع ىذا األمر إ ْف كا َف َ‬
‫يكن ىذا َ‬
‫إ ْف ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عائشةَ‬
‫أوقعو اهلل تبارؾ وتعالى وتزوج ُّ‬
‫وفعالً َ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫َ‬
‫قلنا إف النبي تزوج نساء كثير ٍ‬
‫ات ‪ ،‬يعني لو حاولنا أ ْف نعد أمهات‬ ‫ً‬
‫النبي صلى اهلل عليو و‬
‫متزوجة قبل أ ْف يتزوجها ُّ‬
‫كانت ٍّ‬
‫المؤمنين خديجة ْ‬
‫سلم ‪ّ ..‬أـ حبيبة كذلك ‪..‬صفية كذلك ‪ ..‬جويرية كذلك ‪..‬حفصة‬
‫ينب‪..‬كل أزواج‬
‫ُّ‬ ‫كذلك ‪ّ ..‬أـ سلمة كذلك ‪..‬ميمونة كذلك ‪..‬زينب ‪ ..‬ز‬
‫النبي إال عائشة ىي الوحيدة‬
‫قبل ٍّ‬ ‫جن َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كن تزو َ‬‫ٍّ‬
‫ضي اهلل عنها ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫التي تزوجها ُّ ِ‬
‫النبي ب ْكراً ‪ ،‬لم يتزوج ب ْكراً غير عائشة ر َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬‫رجل غير ِ‬ ‫لع على ٍ‬ ‫أي لم تط ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬لِ ِشد ِة ِ‬
‫عدلو صلى اهلل عليو‬ ‫مرض ُّ‬ ‫*‪ -‬لما َ‬
‫يض يكو ُف ليلةً عند ٍ‬
‫فالنة ‪ ..‬ليلة عند األخرى ‪..‬وليلة‬ ‫وسلم وىو مر ٌ‬
‫المرض أحس ِ‬
‫ت النٍّساءُ أف‬ ‫ُ‬ ‫يتناوبن عليو ‪ ،‬ولما اشتد بو‬ ‫عند‪ ..‬وىكذا ‪،‬‬
‫َ‬
‫مكاف ٍ‬
‫واحد ‪.‬‬ ‫النبي يري ُد أ ْف يبقى في ٍ‬
‫ٍ‬
‫واحدة لها حجرةٌ ‪ ،‬حجرات‬ ‫كل‬
‫النبي ّ‬ ‫ألف الت ُّنقل ىذا يُؤذيو ألف َ‬
‫أزواج ٍّ‬
‫‪.‬‬
‫فبقي في‬ ‫ِ‬
‫النبي نساءه أ ْف يمرض في بيت عائشةَ فأذف لو ‪َ ،‬‬
‫فاستأذ َف ُّ‬
‫بيتها اثني عشر يوماً صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬قضى ىذه األياـ كلها في‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بيت عائشةَ‬
‫ُ‬
‫فدخل عليها‬
‫َ‬ ‫كانت عائشةُ عنده‬
‫*‪ -‬وقبيل أ ْف يتوفاه اهلل تبارؾ وتعالى ْ‬
‫أخوىا عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وكا َف معو سواؾ ‪.‬‬
‫نظره ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنها ‪ :‬فأبده رسوؿ اهلل َ‬
‫تقوؿ عائشةُ َ‬
‫ُ‬
‫السواؾ‬
‫ينظر إلى ٍّ‬
‫صار ُ‬‫يعني َ‬
‫فقلت لو ‪ :‬تري ُده ؟‬
‫فعلمت أنو يري ُده ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تقوؿ عائشةُ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫السواؾ ؟‬‫تري ُد ٍّ‬
‫فأشار بر ِ‬
‫أسو أ ْف نعم‬ ‫َ‬
‫من عبد الرحمن ثم قضمتُو ولينتُو ‪.‬‬ ‫تقوؿ ‪ :‬فأخذتُو ْ‬
‫ُ‬
‫أي بأسنانها ‪ ،‬بريقها ‪ ،‬قضم ْتو ثم لين ْتو ثم أعط ْتو النبي صلى اهلل عليو‬
‫يستاؾ‬
‫ُ‬ ‫فاستاؾ بو أحسن ما‬
‫َ‬ ‫وسلم‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ريقي ‪.‬‬
‫يق ٍّ‬ ‫لقي ر َ‬
‫فآخر ما َ‬
‫تقوؿ ‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫صلوات‬
‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم قبيل ِ‬
‫وفاتو‬ ‫يعني التقى ري ُقها بر ِيق ٍّ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ربي‬
‫*‪ -‬ولما توفاه اهلل كا َف على صد ِرىا ‪.‬‬
‫تقوؿ ‪ :‬تُػ ُوفٍّ َي رس ُ‬
‫وؿ اهلل وىو بين سحري ونحري ‪..‬بين سحري ونحري‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫مات على صد ِرىا‬‫َ‬
‫بيت امر ٍأة أخرى ‪ ،‬فكا َف في‬
‫*‪ -‬ثم كذلك ُدفِن في بيتِها ‪ ،‬ما ُدفِن في ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسوؿ اهلل‬
‫‪..‬كل يوـ عندىا ُ‬ ‫وتعالى‬ ‫تبارؾ‬ ‫اهلل‬ ‫اىا‬‫توف‬ ‫حتى‬ ‫عندىا‬ ‫كل ٍ‬
‫يوـ‬
‫ّ‬ ‫ٍّ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫جاءت يوماً إلى ٍّ‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنها‬
‫*‪ -‬عائشةُ َ‬
‫تقوؿ ‪ :‬وكنا خرجنا في سف ٍر ‪.‬‬
‫الس ٍّن ‪ُ ،‬‬
‫وىي صغيرةٌ في ٍّ‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬يا عائشةُ تُسابقينني ؟‬
‫َ‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫متأخري ِن ‪.‬‬
‫الجيش وظَل ىو وعائشة ٍّ‬
‫ُ‬ ‫الجيش أ ْف يتقدـ ‪ ،‬فتقدـ‬
‫َ‬ ‫فأمر‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬نتسابق اآلف ‪.‬‬
‫َ‬
‫فتسابق معها صلى اهلل عليو وسلم فسبقتو ‪.‬‬
‫َ‬
‫ْت قليالً جاءني‬ ‫ٍ‬
‫سنوات لما ثَػ ُقل ُ‬ ‫تقوؿ ‪ :‬ثم بعد‬
‫ُ‬
‫وقاؿ لي ‪ :‬تسابقينني ؟‬
‫َ‬
‫فقلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬فسابقتُو فسب َقني ‪.‬‬
‫ُ‬
‫فقاؿ لي ‪ :‬ىذه بتلك ‪.‬‬
‫َ‬
‫النبي لها ‪ ..‬يعني ىي عائشة تُػ ُوفٍّ َي ُّ‬
‫النبي ولها ثماني‬ ‫تصور اآلف َس ْبق ٍّ‬
‫عشرة سنة وىو ثالث وستين ‪ ،‬يعني كا َف سبقها في الثانية فهو ستين‬
‫وىي خمس عشرة سنة ومع ذلك سب َقها صلى اهلل عليو وآلو وسلم ‪.‬‬
‫ظهر ُودىا‬
‫المهم أف النبي صلى اهلل عليو وسلم كا َف يُداريها ويحبُّها ويُ ُ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫من غيرىا َ‬
‫أكثر ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم مع‬
‫سافر ُّ‬
‫يمم ‪َ ،‬‬ ‫*‪ -‬في فضلِها نز ْ‬
‫لت آيةُ الت ُّ‬
‫رجع في الطر ِيق صلى اهلل عليو وسلم جلسوا ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أصحابو في غزوة ولما َ‬
‫واب وىم‬
‫ألنهم كانوا يسيروف في الليل ويرتاحوف في النهار لترتاح الد ُّ‬
‫يرتاحوف ‪ ،‬فكانوا دائماً يسيروف في الليل ويرتاحوف في النهار ‪.‬‬
‫أثناء سف ِرىم ارتاحوا في النها ِر ثم لما جاؤوا ينطلقوف‬ ‫األياـ‬ ‫من‬ ‫في ٍ‬
‫يوـ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فجاءت‬
‫ْ‬ ‫فقدت ِع ْق َدىا‬
‫ْ‬ ‫من المغرب وإذا عائشةُ‬ ‫في آخ ِر العص ِر قريب َ‬
‫فقدت ِع ْق ِدي ‪.‬‬‫ُ‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ْ‬ ‫إلى ٍّ‬
‫يسافر ‪ ،‬تبحثوف عن ِع ْق ِدىا ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قاؿ ‪ :‬ما أحد‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫عائش‬ ‫فأوقف الناس كلهم ليبحثوا عن ِع ْق ِ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وناـ على فَ ِخ ِذ‬‫فجاء َ‬ ‫متعب َ‬ ‫جاء وىو ٌ‬ ‫فالنبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬‫ُّ‬
‫رضي اهلل عنها‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫عائش‬ ‫عائشةَ رضي اهلل عنها ‪ ،‬والناس يبحثوف عن ِع ْق ِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫الس ٍّن ( يعني‬
‫الصدٍّيق ‪ -‬أبوىا ‪ -‬وىي صغيرةٌ في ٍّ‬
‫فجاء أبو بكر ٍّ‬
‫تقوؿ ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫على ما نقوؿ نحن في التعش ) يعني ثالثة عشرة سنة ‪ ،‬أربعة عشرة‬
‫الصدٍّيق ‪.‬‬
‫فجاءىا أبوىا أبو بكر ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سنة ‪ ،‬ىكذا في س ٍّن صغيرة ‪َ ،‬‬
‫اس ِ‬
‫ألجل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسوؿ اهلل وحبست الن َ‬
‫حبست َ‬ ‫فقاؿ لي ‪ :‬يا بُػنَػية ‪،‬‬
‫تقوؿ ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫ِع ْق ٍد ؟؟!!‬
‫ينغزني في بطني ‪ ،‬في خاصرتي ‪ ..‬يضربني بأصبعو ‪.‬‬
‫تقوؿ ‪ :‬وكا َف ُ‬
‫ُ‬
‫سوؿ صلى اهلل‬
‫في خاصرتها ضرب‪ ..‬ما يقدر يصرخ ‪ ،‬ما يقدر ألف الر َ‬
‫نائم بجانبو‬
‫عليو وسلم ٌ‬
‫ألجل ِع ْق ٍد!! فيضرب‬
‫رسوؿ اهلل ِ‬
‫حبست َ‬ ‫ِ‬ ‫فيقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫سوؿ على فَ ِخ ِذي ‪ ،‬صلى‬
‫أستطيع أ ْف أتكلم ألف الر َ‬
‫ُ‬ ‫ولكن ال‬
‫تقوؿ ‪ :‬ألم ْ‬
‫ُ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫الماء ‪.‬‬
‫اس َ‬ ‫تقوؿ ‪ :‬و فَػ َق َد الن ُ‬
‫ُ‬
‫يمم ‪.‬‬ ‫آيات الت ُّ‬
‫النبي ُ‬ ‫لت على ٍّ‬ ‫تقوؿ ‪ :‬وبينما نحن كذلك نز ْ‬ ‫ُ‬
‫آؿ أبي بكر‬ ‫ليست ىذه بأوؿ بركاتِكم يا َ‬ ‫ْ‬ ‫األشعري ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فقاؿ أبو موسى‬ ‫َ‬
‫الصدٍّيق‬‫ٍّ‬
‫لت ىذه اآلية ‪ ،‬آية التيمم ‪ ،‬قوؿ اهلل تبارؾ وتعالى ‪ ":‬يَا أَيُّػ َها‬ ‫يعني نز ْ‬
‫وى ُك ْم َوأَيْ ِديَ ُك ْم إِلَى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين آ ََمنُوا إِ َذا قُ ْمتُ ْم إِلَى الص َالة فَا ْغسلُوا ُو ُج َ‬ ‫الذ َ‬
‫الْمرافِ ِق وامسحوا بِرء ِ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْعبَػ ْي ِن َوإِ ْف ُك ْنتُ ْم ُجنُبًا‬ ‫ََ َ ْ َ ُ ُُ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن الْغَائِ ِط أ َْو‬ ‫اء أ َ‬‫ضى أَ ْو َعلَى َس َف ٍر أ َْو َج َ‬ ‫فَاطه ُروا َوإِ ْف ُك ْنتُ ْم َم ْر َ‬
‫ص ِعي ًدا طَيٍّبًا‪ " )6(...‬سورة‬ ‫اء فَػتَػيَم ُموا َ‬
‫ِ‬
‫اء فَػلَ ْم تَج ُدوا َم ً‬
‫ٍّس َ‬ ‫َال َم ْستُ ُم الن َ‬
‫النبي‬
‫تيمم ٍّ‬ ‫لت في ُّ‬ ‫وقيل آية النٍّساء التي نز ْ‬ ‫لت ىذه اآليةُ ‪َ ،‬‬ ‫المائدة فنز ْ‬
‫سبب عائشةَ‬ ‫يمم في ِ‬ ‫لت آيةُ الت ُّ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬المهم أنها نز ْ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫َ‬
‫يقوؿ أبو موسى األشعري ‪ :‬ليس ىذا بأوؿ فضلِكم يا َ‬
‫آؿ‬ ‫ولذلك كا َف ُ‬
‫أبي بكر ‪.‬‬
‫ىر‬
‫تصوـ الد َ‬
‫كانت ُ‬‫كانت صوامةً ‪ْ ،‬‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ْ‬
‫*‪ -‬عائشةُ َ‬
‫كلو ما تفطر إال في ِ‬
‫العيد ‪ ..‬في يومي العيد فقط عيد الفطر وعيد‬ ‫ُ‬
‫وـ ‪ ،‬وىذا كا َف ىدياً لكثي ٍر َ‬
‫من‬ ‫تسرد الص َ‬
‫األضحى وتصوـ الدىر كلو‪ُ ..‬‬
‫وـ ‪.‬‬
‫ف رحمهم اهلل تبارؾ وتعالى كانوا يسردوف الص َ‬ ‫السلَ ِ‬
‫أفضل‬
‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪" :‬‬
‫حديث ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫يغيب عنو‬
‫ضهم ُ‬ ‫وكا َف بع ُ‬
‫ضهم كا َف يتأوؿ‬ ‫الص ِ‬
‫ويفطر يوماً " ‪ ،‬وبع ُ‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫وم‬ ‫ي‬ ‫يصوـ‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫‪،‬‬ ‫داوود‬ ‫صوـ‬
‫ُ‬ ‫وـ‬
‫يوـ ‪ ،‬لكن الشاىد أف‬ ‫بهذه المسألة لمن كاف ال يستطيع أ ْف يصوـ كل ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫تفطر إال في يوـ الفطر‬
‫وـ فال ُ‬ ‫تسرد الص َ‬
‫كانت ُ‬ ‫رضي اهلل عنها ْ‬
‫عائشةَ َ‬
‫صومها فقط ‪ ،‬وإال‬‫ويوـ األضحى فقط وأياـ التشريق األياـ المنهي عن ِ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫وـ َ‬ ‫تسرد الص َ‬
‫كانت ُ‬ ‫ْ‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬احفظي‬‫بشاة َ‬‫النبي يوماً ٍ‬ ‫جاءىا ُّ‬ ‫ِ‬
‫كانت كثيرَة النػ َف َقة ‪َ ..‬‬
‫*‪ -‬و ْ‬
‫ىذه الشاة ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬ما‬ ‫أصحابو فلما رجع إلى ِ‬
‫البيت َ‬ ‫ِ‬ ‫خرج إلى‬
‫َ‬ ‫أعطاىا الشاة ‪ ..‬ثم َ‬
‫بقي في الش ِاة ‪.‬‬‫َ‬
‫مت ىذا في ِ‬
‫بيت أبي بك ٍر‬ ‫ألنو قد علمها النػ َف َقةَ وتعل ْ‬
‫من الش ِاة ؟‬ ‫بقي َ‬‫قاؿ ‪ :‬ما َ‬ ‫َ‬
‫اع ‪.‬‬ ‫ذىبت كلُّها إال ٍّ‬
‫الذر َ‬ ‫ْ‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫اع صلى اهلل عليو وسلم فأبق ْتو لو صلى اهلل‬ ‫يحب ٍّ‬
‫الذر َ‬ ‫سوؿ كا َف ُّ‬
‫ألف الر َ‬
‫قت بالش ِاة كلٍّها ‪.‬‬ ‫عليو وسلم وتصد ْ‬
‫بقيت كلُّها إال ٍّ‬
‫الذراع ‪.‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬بل ْ‬
‫فقاؿ لها ُّ‬
‫َ‬
‫بقي ‪ ،‬أي عند اهلل جل وعال ‪ ..‬احتسبي‬ ‫ِ‬
‫يعني ما تصدقت بو ىو الذي َ‬
‫األجر فيو ‪.‬‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫من ِ‬ ‫تنس ىذه الكلمةَ ْ‬ ‫لم َ‬
‫ت لها‬ ‫ت عائشةُ بمئة ألف دينار ‪..‬أُ ْع ِطيَ ْ‬ ‫*‪ -‬ولذلك في ِ‬
‫عهد معاويةَ أُتِيَ ْ‬
‫نفسو قبل ما يؤذٍّف‬ ‫قت بها في اليوـ ِ‬ ‫ألمواؿ تصد ْ‬ ‫‪ ،‬فلما وصل ْتها ىذه ا ُ‬
‫ِ‬
‫بالماؿ كلٍّو ‪.‬‬ ‫قت‬
‫من العصر تصد ْ‬ ‫المغرب ‪َ ..‬‬
‫العصر إال الماؿ كلّو نف َذ‬ ‫ُ‬ ‫الضحى ‪ ..‬ما أذف عليها‬ ‫ِ‬
‫لنفرض الماَؿ وصلَها ُّ‬
‫‪.‬‬
‫فقالت لها خادمتُها بريرة ‪ :‬يا أـ المؤمنين لو ِ‬
‫أبقيت ديناراً نشتري بو‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لفطرؾ ‪.‬‬ ‫لحماً‬
‫أنت صائمةٌ ما عندؾ شيء تأكلينو للفطور‬ ‫يعني ِ‬
‫ِ‬
‫لفطرؾ‬ ‫لنشتري بو لحماً‬ ‫لو ِ‬
‫أبقيت ديناراً‬
‫َ‬
‫قالت لها ُّأـ المؤمنين ؟‬
‫فماذا ْ‬
‫لفعلت‬
‫ُ‬ ‫قالت ‪ :‬لو ذكرتِني‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالماؿ كلٍّو‬ ‫قت‬
‫ولكن ما ذكرتني ‪ ..‬فتصد ْ‬
‫أخفيت ديناراً ْ‬
‫ُ‬ ‫كنت‬
‫ما ذكرتني ُ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫َ‬
‫ابن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الزبير ‪ُ ،‬‬
‫بن ُّ‬
‫فغضب عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬ ‫عظيمة‬ ‫بصدقة‬ ‫ت يوماً‬
‫*‪ -‬وتصدق ْ‬
‫بأـ ِ‬
‫عبد اهلل مع أنو ما‬ ‫كانت تكنى ٍّ‬ ‫أختِها ‪ ،‬و ْ‬
‫كانت تحبُّو كثيراً ‪ ،‬بل ْ‬
‫يقاؿ لها ‪:‬‬
‫الزبير ‪ُ ،‬‬ ‫لكن تكنى بعبد اهلل ب ِن ُّ‬
‫رضي اهلل عنها ْ‬
‫عندىا عياؿ َ‬
‫كانت تحبُّو كثيراً ‪.‬‬
‫ّأـ عبد اهلل ‪ ،‬و ْ‬
‫ٍ‬
‫عظيمة‬ ‫ٍ‬
‫بصدقة‬ ‫قت يوماً‬
‫فتصد ْ‬
‫فعلت ذلك ؟!‬
‫قاؿ‪ :‬أو ْ‬
‫قيل لو ‪َ ،‬‬
‫الزبير لما َ‬
‫بن ُّ‬
‫فغضب عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َح ُج َرف عليها ‪ ..‬ألحجرف عليها ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬أل ْ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫الكالـ عائشةَ َ‬
‫ُ‬ ‫فبل َغ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫الكبيرة التي تصدق ِ‬ ‫الزبير غضب لهذه الص ِ‬
‫دقة‬ ‫بن ُّ‬
‫َ‬ ‫قالوا ‪ :‬إف عب َد اهلل َ‬
‫بها وقاؿ ‪ :‬ألحجرف عليها ‪.‬‬
‫قاؿ ذلك ؟!‬
‫قاؿ ذلك ؟! َأو َ‬
‫قالت ‪َ :‬أو َ‬
‫ْ‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫الموت ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قالت ‪ :‬واهلل ال أكلٍّمو أبداً حتى ٍّ‬
‫يفرؽ بيني وبينو‬ ‫ْ‬
‫وأمو‬
‫الكالـ ‪ ،‬أنا خالتُو ُّ‬
‫َ‬ ‫يقوؿ عني ىذا‬
‫كيف ُ‬‫َ‬
‫يقوؿ عني ىذا الكالـ ؟! واهلل ال كلمتو أبداً حتى‬
‫ّأـ المؤمنين وخالتو ُ‬
‫الموت بيني وبينو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يفرؽ‬
‫ٍّ‬
‫يروح لها ما تكلٍّمو‬
‫الزبير حز َف كثيراً ‪ُ ..‬‬
‫بن ُّ‬
‫فلما بل َغ ىذا الشيء عب َد اهلل َ‬
‫يحاوؿ ما تكلٍّمو ‪ ..‬يدز واسطات ما فيو فائدة ‪ ..‬أبداً ما تر ّد عليو‬
‫ُ‬ ‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫يوـ عمل معها حيلةً وىو أنو استأذ َف ِ‬
‫الم ْس َور بن َم ْخ َرَمة وعبد‬ ‫جاء ٌ َ‬ ‫حتى َ‬
‫فقاؿ لهما ‪ :‬استئذنا على عائشةَ وأدخالني‬
‫الرحمن بن يزيد بن األسود َ‬
‫معكما ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬كيف ‪ ،‬ىي ال تأذ ُف لك ؟!!‬
‫بن‬ ‫ر‬‫و‬ ‫س‬ ‫والم‬ ‫فق معهما على ٍ‬
‫حيلة ‪ ،‬فجاء عب ُد الرحمن بن يزيد ِ‬ ‫فات َ‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫مسألة ‪،‬‬ ‫َم ْخ َرَمة فاستأذنا على عائشةَ ‪ ،‬يريداف أ ْف يدخال يسأالنها في‬
‫أحدىما ‪ ،‬يعني تحت البشت‪...‬‬ ‫الزبير تحت ِ‬
‫عباءة ِ‬ ‫بن ُّ‬
‫ودخل عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫ودخل تحت البشت ‪ ،‬فاستأذنا‬
‫َ‬ ‫يعني يلبس عباءة (بشت)‬
‫قالوا ‪ :‬ندخل ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم ادخال ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ندخل كلُّنا ؟‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫ألف معهما آخر ‪.‬‬
‫أندخل كلُّنا ؟‬
‫ُ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم كلُّكم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫تظن ىذاف ‪ ..‬يعني ىذين اثنين سيدخالف‬
‫ىي ُّ‬
‫فقالت ‪ :‬نعم كلُّكم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫حجاب سات ٍر بينها وبينهما أو بينهم ألف‬ ‫من وراء‬
‫فدخلوا عليها وىي ْ‬
‫ودخل عليها‬
‫َ‬ ‫الحجاب‬
‫َ‬ ‫معهم ثالث عبد اهلل بن الزبير ‪ ،‬فاختر َؽ‬
‫نفسها ألنها‬
‫تملك َ‬
‫فبكت ولم ْ‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنو وعنها ‪،‬‬
‫واحتضنَها وبكى َ‬
‫تسامحو‬
‫َ‬ ‫تغفر لو وأ ْف‬
‫وطلب منها أ ْف َ‬
‫َ‬ ‫وبكت‬
‫ْ‬ ‫كانت تحبُّو كثيراً ‪ ،‬فبكى‬
‫ْ‬
‫وكذا ‪ ..‬ثم تكلم ِ‬
‫الم ْس َور وعبد الرحمن بن يزيد يعني يطلباف منها أ ْف‬
‫يحل‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬ال ُّ‬‫حديث ٍّ‬
‫َ‬ ‫تسامح ‪ ،‬وذكرا لها‬
‫َ‬
‫لمسلم أ ْف يهجر أخاه فوؽ ٍ‬
‫ثالث " ‪ ،‬المهم ما زاال معها ما زاال معها‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫حلفت أال‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬ثم بعد ذلك ‪ -‬ألنها‬
‫رضيت عنو َ‬
‫ْ‬ ‫حتى‬
‫اشترت أربعين عبداً‬
‫ْ‬ ‫أعتقت أربعين نفساً ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫تكلٍّمو ‪ -‬بعد ذلك‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫وأعتقتهم لتكفر عن يمينها َ‬
‫نساءه ‪ " :‬يَا أَيُّػ َها النبِ ُّي قُ ْل‬ ‫أمر اهلل نبيو أ ْف يخيٍّر َ‬ ‫*‪ -‬خير اهلل أو َ‬
‫ِألَ ْزو ِ‬
‫الدنْػيَا َوِزينَتَػ َها فَػتَػ َعالَْي َن أ َُمتٍّػ ْع ُكن‬ ‫ك إِ ْف ُك ْنتُن تُ ِر ْد َف ال َ‬
‫ْحيَا َة ُّ‬ ‫اج َ‬ ‫َ‬
‫احا َج ِم ًيال (‪َ )28‬وإِ ْف ُك ْنتُن تُ ِر ْد َف اللوَ َوَر ُسولَوُ َوالد َار‬ ‫ُس ٍّر ْح ُكن َس َر ً‬
‫َوأ َ‬
‫يما(‪" )29‬سورة‬ ‫ِ‬ ‫َخرَة فَِإف اللو أَعد لِلْمح ِسن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ًرا َعظ ً‬ ‫ات م ْن ُكن أ ْ‬ ‫َ َ ُْ َ‬ ‫ْاآل َ‬
‫نساءه وقرأَ عليهن ىاتين اآليتين "‪...‬إِ ْف ُك ْنتُن‬ ‫النبي َ‬ ‫فجمع ُّ‬ ‫َ‬ ‫االحزاب ‪،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫اشتكين إلى ٍّ‬ ‫َ‬ ‫الدنْػيَا َوِزينَتَػ َها‪ "...‬ألنو‬ ‫تُ ِر ْد َف ال َ‬
‫ْحيَا َة ُّ‬
‫ِ‬
‫العيش ‪.‬‬ ‫شظف‬
‫َ‬ ‫وسلم‬
‫تقوؿ ؟‬ ‫ألف عائشةَ ماذا ُ‬
‫بيت ِ‬
‫رسوؿ‬ ‫الهالؿ ال يػوقَ ُد في ِ‬ ‫الهالؿ ثم‬ ‫الهالؿ ثم‬ ‫يمر‬
‫قالت ‪ :‬كا َف ُّ‬
‫ُ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫نار ‪.‬‬
‫اهلل ٌ‬
‫طعامكم ؟‬
‫ابن أختها ‪ :‬فماذا كا َف ُ‬
‫قاؿ لها عروةُ ُ‬
‫حتى َ‬
‫قالت ‪ :‬األسوداف التمر و الماء ‪.‬‬
‫ْ‬
‫يمر‬
‫وماء فقط ‪ُّ ...‬‬
‫يأكل تمراً ً‬
‫ُ‬ ‫بيت الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ىذا ُ‬
‫الهالؿ يعني تسعين يوماً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الهالؿ ثم‬
‫ُ‬ ‫الهالؿ ثم‬
‫ُ‬
‫أبداً ما فيو ‪..‬األسوداف التمر والماء ‪.‬‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫يفتح لهن ْ‬ ‫من الماؿ أو َ‬ ‫طلبن منو أ ْف يعطيهن َ‬ ‫النبي َ‬ ‫فبعض نساء ٍّ‬ ‫ُ‬
‫الدنيا وكذا‪...‬‬ ‫أمور ُّ‬
‫ك إِ ْف ُك ْنتُن تُ ِر ْد َف‬
‫اج َ‬‫تبارؾ وتعالى ‪ " :‬يا أَيُّػ َها النبِ ُّي قُل ِألَ ْزو ِ‬ ‫فأنزؿ اهلل َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫احا َج ِم ًيال "‬ ‫الدنْػيَا َوِزينَتَػ َها فَػتَػ َعالَْي َن أ َُمتٍّػ ْع ُكن َوأ َ‬
‫ُس ٍّر ْح ُكن َس َر ً‬ ‫ْحيَا َة ُّ‬
‫ال َ‬
‫وع ْش َن ىذه الحيا َة ُّ‬
‫الدنيا ‪.‬‬ ‫أطلقكن ِ‬
‫َعد لِلْم ْح ِسنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫" َوإِ ْف ُك ْنتُن تُ ِر ْد َف اللوَ َوَر ُسولَوُ َوالد َار ْاآلَخ َرَة فَِإف اللوَ أ َ ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وقرأ عليهن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما " فجمعهن ُّ‬ ‫َج ًرا َعظ ً‬ ‫م ْن ُكن أ ْ‬
‫وقاؿ ‪ :‬اختر َف ىذا أو ىذا ‪ ..‬الحياة الدنيا أو الدار اآلخرة ؟‬ ‫َ‬
‫ثم نادى عائشةَ ألنو كا َف يحبُّها‬
‫ِ‬
‫والديك ‪ ..‬ال تتعجلي استشيري‬ ‫وقاؿ ‪ " :‬ال تتعجلي استشيري‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والديك "‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم تُػ ُوفٍّ َي ُ‬
‫وعمرىا‬ ‫كانت صغيرًة ‪ُّ ،‬‬
‫ألنو كما قلنا ْ‬
‫ثماني عشرة سنةً‬
‫فقاؿ ‪ :‬استشيري أبويك ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪..‬أختار اهلل‬
‫ُ‬ ‫أختارؾ‬
‫غيرؾ؟!! فإني ُ‬
‫أختار َ‬
‫رسوؿ اهلل َأو ُ‬
‫فقالت ‪ :‬يا َ‬
‫ْ‬
‫ورسولَو والدار اآلخرَة ‪.‬‬
‫صغَ ِر ِسنٍّها ‪ ،‬ىي أوؿ واحدة‬ ‫*‪ -‬فهي أوؿ م ِن اختار من الن ِ‬
‫ٍّساء على ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اختارت اهلل ورسولَو والد َار اآلخرَة‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬
‫في نساء ٍّ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬حادثةٌ مريرةٌ‬ ‫ِ‬
‫وقعت لها حادثةٌ في حياة ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫*‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫سافر في‬ ‫ِ‬
‫حيث إف النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬ ‫اإلفك ‪ُ ،‬‬ ‫وىي حادثةُ‬
‫وقعت قِصةٌ طويلةٌ ال َ‬
‫مجاؿ اآلف‬ ‫ْ‬ ‫غزوة بني المصطلق وفي العودة ‪..‬‬ ‫ِ‬
‫ذىبت تقضي‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنها ‪،‬‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫عائش‬ ‫رت‬
‫ْ‬ ‫تأخ‬ ‫ولكن‬ ‫ها‬‫لذك ِر تفاصيلِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ىودجها على جملِها ولم‬
‫كبت في ِ‬
‫الجيش يظنونها قد ر ْ‬
‫ُ‬ ‫فانطلق‬
‫َ‬ ‫حاجتَها‬
‫تكن كذلك ‪.‬‬
‫ْ‬
‫رضي اهلل‬ ‫ىا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫وح‬ ‫بقيت‬
‫ْ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫اس‬‫الن‬ ‫فسافر‬ ‫‪،‬‬ ‫ىا‬ ‫تبحث عن ِع ْق ِ‬
‫د‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫كان ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المعطٍّل في الفجر ‪.‬‬
‫بن َ‬ ‫وجاء صفوا ُف ُ‬
‫عنها ‪َ ،‬‬
‫تاح في النهار ‪ ،‬فكا َف مرتاحاً‬ ‫يسير في الليل وير ُ‬
‫قلنا إف النبي كا َف ُ‬
‫ينطلق ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اد أ ْف‬
‫النبي أر َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬قبيل المغرب ُّ‬ ‫ُّ‬
‫تبحث عن ِع ْق ِدىا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ذىبت‬
‫ْ‬ ‫عائشةُ‬
‫التيمم وىذه المرة ‪،‬ولكن‬
‫لت آيةُ ُّ‬‫ضاع ِع ْق ُدىا ‪ ،‬مرة عندما نز ْ‬
‫مرتين َ‬
‫فقدت ِ‬
‫الع ْق َد‬ ‫ِ‬ ‫ىذه المرة ِع ْق ُد أسماء أختها كا َف عندىا ‪ ،‬فالمهم أنها‬
‫وجدت أحداً وكا َف‬
‫ْ‬ ‫رجعت ما‬
‫ْ‬ ‫الجيش ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فانطلق‬
‫َ‬ ‫تبحث عنو‬
‫ُ‬ ‫فصارت‬
‫ْ‬
‫دخل عليها ‪.‬‬
‫الليل قد َ‬
‫ُ‬
‫تنتظر أنهم يفقدونها ثم يرجعوف إليها ‪ ،‬ىم ال يقفوف‬
‫ُ‬ ‫فظلت في مكانها‬
‫طواؿ الليل إلى الفجر تقريباً ‪.‬‬
‫‪ ،‬يسيروف َ‬
‫نامت ‪ ،‬وفي الفجر صفواف بن‬‫رضي اهلل عنها ثم ْ‬‫فانتظرت في مكانها َ‬
‫ْ‬
‫واد م ْن‬
‫نفس الطريق فوج َد الس َ‬ ‫المعطٍّل قدر اهلل أنو متأخٍّر َ‬
‫فجاء في ِ‬ ‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬فنوخ‬ ‫عائشة‬ ‫المؤمنين‬ ‫أـ‬
‫ُّ‬ ‫ىي‬ ‫فإذا‬ ‫اقترب‬ ‫ا‬‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بعيد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يقوده مشياً على األقداـ‬
‫وسار ُ‬ ‫ِ‬
‫الجمل َ‬ ‫كبت على‬
‫جملَو ( أناخو) ‪ ،‬ثم ر ْ‬
‫ِ‬
‫الجمل حتى ‪ -‬ألنو قلنا إنهم يمشوف في‬ ‫‪ ،‬ىو يمشي وىي على‬
‫ِ‬
‫أصحابو ‪..‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم مع‬
‫وقف ُّ‬ ‫الليل وفي النهار‪َ -‬‬
‫فقدوا عائشةَ ‪.‬‬
‫وصل إليهم في ُّ‬
‫الضحى وإذا معو ُّأـ‬ ‫بن َ ٍّ‬
‫المعطل َ‬ ‫فجاء صفوا ُف ُ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫المؤمنين عائشة َ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫من المنافقين وج َدىا فرصةً للطعن في ٍّ‬
‫اس َ‬‫فبعض الن ِ‬
‫ُ‬
‫أبي بن َسلوؿ وغيره قالوا ‪ :‬ما‬
‫بن ّ‬‫الخبيث عب ُد اهلل ُ‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ‬
‫عليو وسلم َ‬
‫وفجرت بو ‪ ..‬والعياذُ باهلل‬
‫ْ‬ ‫فجر بها‬
‫جاء معها ‪ -‬أي صفواف ‪ -‬إال وقد َ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫الخبر بين الناس ‪ -‬والعياذُ باهلل‬
‫انتشر ىذا ُ‬‫بالزنا ‪ ،‬المهم َ‬
‫اتهمها ٍّ‬
‫يعني َ‬
‫من الطيٍّبيين‬
‫الخبر َ‬
‫نقل ىذا َ‬‫وممن َ‬‫الخبر ‪ْ ،‬‬
‫يتناقل َ‬
‫ُ‬ ‫بعض الن ِ‬
‫اس‬ ‫فصار ُ‬‫‪َ -‬‬
‫حابة ىؤالء الصحابة الثالث ( ِم ْسطَح بن أثاثة ابن خالة‬
‫ثالثة من الص ِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫أبي بكر الصديق ‪ ،‬والثاني حساف بن ثابت شاعر ٍّ‬
‫وسلم ‪ ،‬والثالث امرأة وىي َح ْمنَة بنت َج ْحش أخت زينب بنت َج ْحش‬
‫اس يتكلموف فتكلموا ‪.‬‬
‫ّأـ المؤمنين ) ‪ ،‬ىؤالء الثالث سمعوا الن َ‬
‫الزنا مع صفواف ‪.‬‬
‫وقع منها ٍّ‬
‫قالوا ‪ :‬إف عائشةَ َ‬
‫قذؼ ‪.‬‬
‫فهذا ٌ‬
‫فالنبي صلى اهلل عليو وسلم ظل شهراً كامالً ال يتكلم مع الن ِ‬
‫اس في ىذا‬ ‫ُّ‬
‫الموضوع ‪.‬‬
‫وسالمو عليو أنو اتُّ ِه َم في‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربي‬
‫ُ‬ ‫يعني مصيبة عظيمة حلت بو‬
‫من السماء ‪ ،‬وسمى‬ ‫ِ‬
‫أنزؿ اهلل برا َءتها َ‬
‫عرضو صلى اهلل عليو وسلم حتى َ‬
‫ين َجاءُوا‬ ‫الحديث الذي ِدير والذي تُ ُكلٍّم فيو إفكاً فقاؿ ‪ " :‬إِف ال ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صبَةٌ ِم ْن ُك ْم ال تَ ْح َسبُوهُ َش ًّرا لَ ُك ْم بَ ْل ُى َو َخ ْيػ ٌر لَ ُك ْم ‪)(11 ....‬‬ ‫بِا ِإلفْ ِ‬
‫ك عُ ْ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫"سورة النور وبرأ اهلل عائشةَ َ‬
‫يقاؿ لها ماذا ؟‬
‫رضي اهلل عنها ُ‬
‫ت عائشةُ َ‬ ‫ولذلك إذا ُم ِد َح ْ‬
‫من فوؽ سبع سماوات ‪ ،‬أي اف اهلل برأىا سبحانو وتعالى ‪.‬‬ ‫المبرأة ْ‬
‫ِ‬
‫اإلفك‬ ‫من ىذا‬ ‫شاى ُد األم ِر أنو بعد أ ْف بُػ ٍّرئَ ْ‬
‫رضي اهلل عنها ْ‬
‫ت عائشةُ َ‬
‫يعتذر حساف بن ثابت ألف النبي‬
‫فجاء ُ‬
‫وكا َف حساف ممن تكلم فيها ‪َ ،‬‬
‫لت البراءةُ نادى حساف بن ثابت ِ‬
‫وم ْسطَح‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم بعدما نز ِ‬
‫َ‬
‫بن أثاثة وحمنة بنت جحش وجل َدىم َحد القذؼ ثمانين ‪..‬ثمانين‬
‫رضي‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫عائش‬ ‫المؤمنين‬ ‫ألـ‬
‫ٍّ‬ ‫هم‬‫‪..‬ثمانين ‪ ،‬كل واحد ثمانين جلد ًة لقذفِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫اهلل عنها ‪.‬‬
‫قاؿ‬
‫رضي اهلل عنها مما َ‬
‫يعتذر لعائشةَ َ‬
‫بن ثابت أ ْف َ‬
‫اد حساف ُ‬
‫ثم أر َ‬
‫فقاؿ لها ‪:‬‬
‫َ‬
‫ذات ِ‬
‫غوائل‬ ‫لك اهلل حرًة *** ِمن المحص ِ‬
‫نات غي ِر ِ‬ ‫أيتك وليغفر ِ‬ ‫ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الغوافل‬ ‫يبة *** وتصبح غَرثَى من ِ‬
‫لحوـ‬ ‫حصا ٌف رَزا ٌف ال تُػز ُّف بر ٍ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أنت‬
‫لست كذلك ‪َ ،‬‬ ‫كذلك‪..‬أنت َ‬
‫َ‬ ‫لست‬
‫فقالت لو عائشةُ ‪ :‬ولكنك َ‬ ‫ْ‬
‫لست كذلك يا حساف ‪.‬‬
‫مت في ‪ ..‬ولكنك َ‬ ‫تكل َ‬
‫فقاؿ لها ‪:‬‬
‫َ‬
‫بك الدىر بل قيل امر ٍئ متم ِ‬
‫اح ِل‬ ‫بالئق *** ِ‬
‫ليس ٍ‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قيل َ‬ ‫وإف الذي قد َ‬
‫وء ِ‬
‫وباطل‬ ‫كل س ٍ‬ ‫مهذبةٌ قد طَيب اهلل ِ‬
‫من ٍّ ُ‬
‫يمها *** وطهرىا ْ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫رفعت سوطي إلي أناملي‬
‫كم *** فال ْ‬ ‫كنت أىجوكم كما بلغو ُ‬
‫فإ ْف ُ‬
‫ِ‬
‫المحافل‬ ‫آلؿ ِ‬
‫رسوؿ اهلل َزيْ ِن‬ ‫صرتي *** ِ‬
‫ييت ونُ ْ َ‬
‫ماح ُ‬
‫وودٍّي َ‬
‫كيف ُ‬
‫و َ‬
‫فرضيت وسامحتو وانتهى ىذا‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنها‬
‫فاعتذر حساف لعائشةَ َ‬
‫َ‬
‫األمر ‪.‬‬
‫ُ‬

‫من العمر اثنتا عشرة‬ ‫كانت ىذه الحادثةُ قد أ ِ‬


‫يبت بها عائشةُ ولها َ‬
‫ُص ْ‬ ‫و ْ‬
‫سنة أو ثالث عشرة سنة ‪.‬‬
‫من الهجرة وكا َف‬
‫مرضت ُّأمنا ُّأـ المؤمنين عائشة سنة سب ٍع وستين َ‬
‫ْ‬
‫بن عبد الرحمن ب ِن أبي بكر ٍّ‬
‫الصدٍّيق ‪.‬‬ ‫ابن أخيها عب ُد اهلل ُ‬
‫عندىا ُ‬
‫يزورىا‬
‫بن عباس يستأذ ُف عليها يري ُد أ ْف َ‬ ‫فجاء عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫بن عباس يستأذ ُف عليك ‪.‬‬ ‫ابن أخيها ‪ :‬ىذا عب ُد اهلل ُ‬‫فقاؿ لها ُ‬
‫َ‬
‫قالت ‪ :‬دعني ِم ِن اب ِن عباس ‪ ،‬فالذي أنا فيو‪...‬‬‫ْ‬
‫ات الموت ‪.‬‬ ‫بنفسها في سكر ِ‬ ‫يعني مشغولة ِ‬
‫قالت ‪ :‬دعني ِم ِن اب ِن عباس‬
‫ْ‬
‫من‬
‫بن عباس ْ‬
‫بن عبد الرحمن ‪ :‬يا عمتي ‪ ،‬عب ُد اهلل ُ‬
‫فقاؿ لها عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫صالح المؤمنين يدعو لك وير ِ‬
‫اؾ ‪.‬‬
‫شئت أ ْف تأذ َف لو فأذ ْف لو ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬إ ْف َ‬
‫ْ‬
‫رضي اهلل عنهما‬
‫بن عباس َ‬
‫فدخل عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫بن عباس ‪ :‬أبشري ‪.‬‬
‫فقاؿ لها عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫قالت ‪ :‬بماذا ؟‬
‫ْ‬
‫من‬
‫وح َ‬ ‫الر ُ‬‫تخرج ُّ‬
‫َ‬ ‫فقاؿ ‪ :‬ما بينك وبين أ ْف تلقي محمداً واألحبة إال أ ْف‬ ‫َ‬
‫الدنيا وزوجتُو في الجنة صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫الجسد ‪ .‬ألنها زوجتُو في ُّ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬
‫بينك وبين أ ْف تلقي األحبة محمداً وحزبو واألحبة إال أ ْف‬ ‫فقاؿ ‪ :‬ما ِ‬ ‫َ‬
‫يكن‬ ‫نساء ِ‬ ‫كنت أحب ِ‬ ‫ِ‬
‫الجسد ‪ ،‬و ِ‬
‫رسوؿ اهلل إليو ‪ ،‬ولم ْ‬ ‫من‬
‫وح َ‬‫الر ُ‬
‫تخرج ُّ‬
‫َ‬
‫يحب إال طيٍّباً ‪.‬‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ُّ‬ ‫ُ‬
‫السنة أف اإلنساف إذا دخل على اإلنساف وىو في سكر ِ‬
‫ات‬ ‫من ُّ‬
‫َ‬ ‫وىذه َ‬
‫جاء في‬ ‫ِ‬
‫يحس َن ظنو باهلل تبارؾ وتعالى ألنو َ‬ ‫خاطره وأ ْف ٍّ‬ ‫الموت أ ْف يطيٍّب َ‬
‫الحديث ‪ ":‬ال يموتن أح ُدكم إال وىو يُ ْح ِس ُن الظن باهلل جل وعال "‬ ‫ِ‬
‫س ُن ظنها باهلل جل وعال‬ ‫ابن عباس يُ َح ٍّ‬ ‫فالشاى ُد أف َ‬
‫اس‬
‫وأصبح الن ُ‬‫َ‬ ‫رسوؿ اهلل‬
‫فأصبح ُ‬‫َ‬ ‫وسقطت قالدتُك ليلةَ األبواء‬ ‫ْ‬ ‫قاؿ ‪:‬‬
‫ثم َ‬
‫فوؽ سب ِع‬ ‫وأنزؿ اهلل براءتك من ِ‬ ‫يمم ‪َ ،‬‬ ‫فأنزؿ اهلل آيةَ الت ُّ‬
‫ليس معهم ماء ‪َ ،‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫مساجد اهلل‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫فأصبح ليس مسج ٌد ْ‬ ‫َ‬ ‫األمين ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الروح‬
‫جاء بها ُّ‬‫سموات َ‬
‫اآليات في بر ِ‬
‫اءتك ‪.‬‬ ‫وآناء النهار ‪ ،‬أي تُقرأ ىذه‬
‫ُ‬ ‫آناء الليل َ‬ ‫إال يُتلى فيو َ‬
‫كنت‬
‫لوددت أني ُ‬ ‫ُ‬ ‫منك يا ابن عباس ‪ ،‬والذي نفسي ِ‬
‫بيده‬ ‫قالت ‪ :‬دعني َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫نسياً َم ْن ِسيّاً ‪.‬‬
‫تبارؾ وتعالى ‪.‬‬‫من ربٍّو َ‬ ‫ِ‬
‫اإلنساف‬ ‫وىذا من ِ‬
‫خوؼ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬وصلى عليها أبو‬ ‫وتُػ ُوفٍّػيَ ْ‬


‫ت ُّأمنا ُّأـ المؤمنين عائشةُ َ‬
‫ونزؿ معها في قب ِرىا خمسةٌ ‪:‬‬ ‫المدينة ‪ ،‬ثم ُدفِنَ ْ‬
‫ت في البقي ِع ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ىريرَة في‬
‫عبد اهلل بن الزبير وعروة بن الزبير وىما ابنا أختها ‪ ،‬وعبد اهلل وعبد‬
‫الرحمن ابنا القاسم أخيها ‪ ،‬وعبد اهلل بن عبد الرحمن ابن أخيها أيضاً ‪،‬‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪ ،‬وىذه‬ ‫ِ‬
‫ىؤالء الخمسة نزلوا معها في قبرىا َ‬
‫رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫حكايتُنا عن ٍّأمنا ٍّأـ المؤمنين عائشة َ‬
‫يحشرنا وإياكم معها ‪ ،‬واهلل أعلى و أعلم ‪،‬‬
‫َ‬ ‫تبارؾ وتعالى أ ْف‬
‫أسأؿ اهلل َ‬
‫ُ‬
‫وبارؾ على نبٍّينا محمد ‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم َ‬

‫إلستماع المادة‪mp3‬‬
‫انتهت الحلقة التاسعة‬

‫********************************************‬
‫الحلقة العاشرة من سلسلة آؿ البيت والصحابة‬
‫فاطمة سيٍّدة نساء العالمين رضواف اهلل عليها‬

‫الـ عليكم ورحمةُ اهلل وبركاتُو‬


‫الس ُ‬
‫ولي‬ ‫ِ‬
‫رب العالمين ‪ ،‬الحم ُد هلل ّ‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ ،‬الحم ُد هلل ٍّ‬
‫ِ‬
‫المبعوث رحمةً للعالمين ‪ ،‬نبيٍّنا‬ ‫الـ على‬
‫الصالحين ‪ ،‬والصالةُ والس ُ‬
‫ِ‬
‫وصحابتو‬ ‫عبد اهلل وعلى ِ‬
‫آلو‬ ‫وإ ِ‬
‫مامنا وحبيبِنا وقُػرِة عينِنا محمد ب ِن ِ‬
‫أجمعين ‪.‬‬
‫النبي‬
‫بيت ٍّ‬ ‫ات من آ ِؿ ِ‬ ‫اؿ حديثُنا متصالً في الكالـ عن شخصي ٍ‬ ‫ما ز َ‬
‫ْ‬
‫يلة ع ِن امر ٍأة يُ ُ‬
‫قاؿ‬ ‫وصحبو ‪ ،‬وحديثُنا في ىذه الل ِ‬
‫ِ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ىل الجنة ‪ ،‬ىي‬ ‫نساء العالمين وسيٍّدة ِ‬
‫نساء أ ِ‬ ‫لها أـ أبيها ‪ ،‬ىي سيٍّدة ِ‬
‫ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪" :‬‬‫يقوؿ لها ُّ‬
‫البضعة النبوية ‪ ،‬ىي التي كا َف ُ‬
‫ؤذيك ويريبني ما ر ِ‬
‫ابك " ‪.‬‬ ‫يؤذيني ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إف حديثَنا عن‬
‫فاطمةَ ِ‬
‫بنت محمد صلى اهلل عليو وسلم‬
‫من أ ِ‬ ‫ىي أصغر ِ‬
‫قواؿ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم على المشهوِر ْ‬ ‫بنات ٍّ‬ ‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم من خديجة بستة أ ٍ‬
‫والد ‪،‬‬ ‫العلم ‪ُ ،‬رِز َؽ ُّ‬
‫ىل ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ْ‬
‫وقيل إف‬
‫زينب وىي الكبرى ‪ ،‬ثم رقية ‪ ،‬ثم أ ّـ كلثوـ ‪ ،‬ثم فاطمة ‪َ ،‬‬
‫ورِز َؽ بالقاسم أيضاً ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فاطمةَ توءـ لعبد اهلل ‪ُ ،‬‬
‫من خديجة ( زينب و رقية و أـ كلثوـ و فاطمة و القاسم و‬ ‫وىؤالء ْ‬
‫عبد اهلل )‬
‫ورِز َؽ ْ‬
‫من ماريةَ بإبراىيم ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ذريةُ‬
‫انقطعت ٍّ‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬ ‫وفاطمةُ ىي أصغر ِ‬
‫بنات ٍّ‬ ‫ُ‬
‫من فاطمةَ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم إال ْ‬
‫ٍّ‬
‫نجبت لو‬
‫بن عفاف فأ ْ‬
‫تبارؾ وتعالى أف رقيةَ تزوجها عثما ُف ُ‬
‫*‪ -‬فقدر اهلل َ‬
‫فانقطع نسلُها ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ماتت رقيةُ‬
‫ومات صغيراً ‪ ،‬ثم ْ‬
‫عب َد اهلل َ‬
‫بذر ٍية‬
‫*‪ -‬وأما أ ّـ كلثوـ فتزوجها أيضاً عثما ُف ولكنها لم تُػ ْرَز ْؽ منو ٍّ‬
‫يت في الس ِنة‬ ‫اسعة ‪ ،‬ورقية توفٍّ ْ‬‫ت أيضاً أـ كلثوـ في الس ِنة الت ِ‬
‫ّ‬ ‫وتُػ ُوفٍّػيَ ْ‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫مات‬
‫نجبت لو عليّاً و َ‬
‫بن الربيع ‪ ،‬و أ ْ‬‫*‪ -‬أما زينب فتزوجها أبو العاص ُ‬
‫علي بن أبي طالب بعد ِ‬
‫وفاة فاطمةَ‬ ‫نجبت لو أمامةَ وتزوجها ُّ ُ‬
‫صغيراً ‪ ،‬و أ ْ‬
‫انقطع نسلُها ‪.‬‬
‫ولكنها أيضاً َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُّ‬
‫الذكور عبد اهلل والقاسم‬ ‫والد ُّ‬‫*‪ -‬وأما أ ُ‬
‫الحلم وماتوا صغاراً ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وإبراىيم فلم يبلغوا‬
‫نجبت‬
‫علي فأ ْ‬
‫ذريتُها ‪ ،‬إ ْذ تزوجها ٌّ‬
‫بقيت ٍّ‬
‫*‪ -‬وفاطمةُ ىي الوحيدةُ التي ْ‬
‫الحسين ‪ ،‬ثم‬ ‫نجبت لو الحسن وىو البِ ْكر ‪ ،‬وأ ِ‬
‫نجبت‬ ‫لو أربعةَ أ ٍ‬
‫والد ‪ ،‬أ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وانقطع‬
‫َ‬ ‫بن جعفر‬
‫نجبت زينب وأـ كلثوـ ‪ ،‬أما زينب فتزوجها عب ُد اهلل ُ‬
‫أ ْ‬
‫نجبت لو رقية‬
‫بن الخطاب وأ ْ‬
‫عمر ُ‬
‫نسلُها ‪ ،‬وكذلك أ ّـ كلثوـ تزوجها ُ‬
‫وانقطع نسلُهما ‪...‬‬
‫َ‬ ‫وزيداً‬
‫ذريتهما إلى ِ‬
‫يومنا ىذا ‪.‬‬ ‫فبقيت ٍّ ُ‬
‫ْ‬ ‫والحسين‬
‫ُ‬ ‫الحسن‬
‫ُ‬ ‫أما‬
‫فحديثُنا اليوـ عن‬

‫النبي صلى اهلل عليو و ِ‬


‫آلو وسلم‬ ‫بنت ٍّ‬‫أ ٍّـ الحسن ‪ ،‬عن فاطمةَ ِ‬
‫ِ‬
‫برسوؿ اهلل‬ ‫يت أحداً أشبوَ‬
‫قالت عنها عائشةُ ‪ " :‬ما رأ ُ‬
‫*‪ -‬فاطمة التي ْ‬
‫مشت لم‬
‫ْ‬ ‫كانت إذا‬
‫من فاطمةَ ‪ْ ،‬‬
‫صلى اهلل عليو وسلم كالماً وحديثاً ْ‬
‫خطيء مشيةَ ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى عليو وسلم " ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫تُ‬

‫قامت لو‬
‫دخل على فاطمةَ ْ‬
‫سوؿ صلى اهلل عليو وسلم إذا َ‬
‫*‪ -‬كا َف الر ُ‬
‫دخلت‬
‫ْ‬ ‫كانت فاطمةُ إذا‬
‫لت بين عينيو ثم أجلس ْتو في مكانها ‪ ،‬و ْ‬
‫وقب ْ‬
‫جلسها‬
‫قاـ إليها ثم قبل بين عينها وأ َ‬
‫نبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫على ال ٍّ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫في ِ‬
‫مكانو‬
‫ُ‬

‫فدخلت عليو‬
‫ْ‬ ‫صلوات ربٍّي وسالمو عليو في ِ‬
‫بيت عائشةَ‬ ‫ُ‬ ‫*‪ -‬كا َف يوماً‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كساءٌ ( عباءة ‪..‬‬ ‫وعلي ؛ وكا َف على ٍّ‬ ‫فاطمةُ ّ‬
‫الكساء ‪ ،‬فاطمة عن ِ‬
‫يمينو‬ ‫ِ‬ ‫بشت ) فنادى فاطمةَ وعليّاً فأدخلَهما في‬
‫ِ‬
‫الكساء ‪ ،‬ثم‬ ‫والحسين فدخال في‬ ‫الحسن‬ ‫جاء‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعلي عن شمالو ‪ ،‬ثم َ‬ ‫ّ‬
‫قوؿ اهلل‬ ‫الكساء وقرأ عليهم َ‬‫ِ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بهذا‬ ‫هم ُّ‬‫عم ُ‬
‫الر ْجس أ َْىل الْبػ ْي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ب َع ْن ُك ُم ٍّ َ َ َ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪.... " :‬إِن َما يُ ِري ُد اللوُ ليُ ْذى َ‬
‫َ‬
‫َويُطَ ٍّه َرُك ْم تَطْ ِه ًيرا(‪ " )33‬سورة األحزاب ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬ ‫من نصارى نجراف إلى ٍّ‬ ‫من نجراف ْ‬ ‫أناس ْ‬
‫جاء ٌ‬‫*‪َ -‬‬
‫النبي صلى اهلل‬‫اسعة ‪ ،‬جاؤوا إلى ٍّ‬ ‫الوفود ‪ ،‬آخر الس ِنة الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلم في ِ‬
‫عاـ‬
‫ِ‬
‫القرآف منو‬ ‫يم وموقف‬‫عليو وسلم وسألوه أسئلةً كثيرًة حوؿ عيسى ب ِن مر َ‬
‫آدـ ونُوحا و َ ِ ِ‬
‫يم‬
‫آؿ إبْػ َراى َ‬ ‫اصطََفى َ َ َ ً َ‬ ‫قوؿ اهلل تعالى ‪ " :‬إِف اللوَ ْ‬ ‫فنزؿ فيهم ُ‬‫‪َ ،‬‬
‫ين(‪... )33‬اآليات " في سورة آؿ عمراف التي‬ ‫ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫آؿ ع ْم َرا َف َعلَى ال َْعالَم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫من عيسى ب ِن مر َ‬
‫يم‬ ‫وموقف القرآف ْ‬
‫َ‬ ‫موقف اإلسالـ‬ ‫َ‬ ‫تبيٍّن‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬
‫فأنزؿ اهلل‬
‫الباطل َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫وأصروا على ما ىم عليو َ‬ ‫عندىا عاندوا وكابروا ُّ‬
‫اء َؾ‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫د‬‫ك فِ ِيو ( أي في عيسى ) ِمن بػع ِ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪ " :‬فَ َم ْن َحاج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء ُك ْم َوأَنْػ ُف َسنَا‬
‫اءنَا َون َس َ‬ ‫م َن الْعل ِْم فَػ ُق ْل تَػ َعالَ ْوا نَ ْدعُ أَبْػنَ َ‬
‫اءنَا َوأَبْػنَ َ‬
‫اء ُك ْم َون َس َ‬
‫ين(‪ " )61‬سورة آؿ‬ ‫وأَنْػ ُفس ُكم ثُم نَػبتَ ِهل فَػنَجعل لَ ْعنَةَ الل ِو َعلَى الْ َك ِ‬
‫اذبِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ ْ َْ ْ‬
‫أىل نجراف ىذه اآليات‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم على ِ‬ ‫عمراف ‪ ،‬فقرأ ُّ‬
‫ِ‬
‫المباىلة‬ ‫عوىم إلى‬ ‫يأمره أ ْف يُباىلَهم أو أ ْف يد َ‬ ‫تبارؾ وتعالى ُ‬ ‫وأف اهلل َ‬
‫فوافقوا ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬نباىلُك والموع ُد غداً ‪.‬‬
‫ِ‬
‫للمباىلة ‪.‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬‫فاستعد ُّ‬
‫بأحب الن ِ‬
‫اس إليو‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫إنساف‬ ‫كل‬
‫والمباىلةُ ‪ :‬المالعنةُ ‪ ،‬وىو أ ْف يأتي ُّ‬
‫يحضر وتحضر معو نساؤه‬
‫َ‬ ‫وأقربِهم إليو ‪ ،‬أبناءنا ‪ ،‬نساءنا ‪ ،‬أنفسنا ‪ ،‬أ ْف‬
‫ذريتو ‪.‬‬
‫وتحضر معو ٍّ‬
‫وعلي والحسن‬ ‫فاطمة‬ ‫ومعو‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم من ِ‬
‫الغد‬ ‫فجاء ُّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والحسين‬
‫وقاؿ ‪ " :‬اللهم ىؤالء أىل بيتي ‪" ..‬‬
‫َ‬
‫أىل نجراف أف‬‫وسالمو عليو ‪ ،‬ولما رأى ُ‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫باىل بهم‬
‫جاء يُ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المباىلة خافوا ثم أتوا النبي‬ ‫عازـ على ىذه‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ٌ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وقالوا ‪ :‬ماذا غير المباىلة ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬إال ىي ‪.‬‬
‫َ‬
‫أرسل َم ْن يعلٍّمنا الد َ‬
‫ٍّين ‪ ،‬ونري ُده‬ ‫ولكن ْ‬ ‫فقالوا ‪ :‬إذاً نحن نسلٍّ ُم بما َ‬
‫قلت ْ‬
‫أ ْف يكو َف أميناً ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬ألرسلَن معكم رجالً أميناً ح ّق أمين‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫"‬
‫يقاؿ عن أبي عبيدة‬
‫فأرسل معهم أبا عبيدة عامر بن الجراح ‪ ،‬ولذلك ُ‬
‫َ‬
‫أمين ىذه األمة ‪.‬‬
‫إنو ُ‬
‫ص ْلبِ ِو ٍّ‬
‫وذريتو‬ ‫من ُ‬‫اس إليو ْ‬‫بأحب الن ِ‬
‫ٍّ‬ ‫خرج‬
‫فالنبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬ ‫ُّ‬
‫ليباىل بهم ‪ ،‬وكما‬ ‫وعلي والحسن والحسين‬ ‫خرج بفاطمةَ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وأقاربو ‪َ ،‬‬
‫اآلخر‬ ‫يخرج‬ ‫ثم‬ ‫إليو‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫الن‬ ‫يخرج ِ‬
‫بأقرب‬ ‫جل‬ ‫الر‬ ‫أف‬ ‫ِ‬
‫المباىلة‬ ‫قلت في‬‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اس إليو‬ ‫ِ‬
‫بأقرب الن ِ‬
‫كنت‬ ‫ِ‬
‫الباطل و ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫واحد منهما ‪ " :‬اللهم إ ْف كا َف فال ٌف على‬ ‫يقوؿ ُّ‬
‫ثم ُ‬
‫وأنزؿ غضبَك وعذابَك عليو ‪ ،‬وإ ْف كا َف ُّ‬
‫الحق‬ ‫الحق اللهم فالع ْنو ْ‬
‫على ٍّ‬
‫كنت مبطالً فالعنٍّي ْ‬
‫وأنزؿ عذابَك علي‪ ...‬وىكذا "‬ ‫معو و ُ‬
‫صاحبو ويدعو على ِ‬
‫نفسو ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫القوؿ ‪ ،‬يدعو على‬
‫يقوؿ ىذا َ‬ ‫طرؼ ُ‬ ‫كل ٍ‬‫ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم على‬
‫عزـ ٍّ‬ ‫ولكنهم ذلُّوا وخافوا لما رأوا َ‬
‫ِ‬
‫المباىلة ‪.‬‬

‫من النٍّساء "‬


‫وسالمو عليو عنها ‪ " :‬حسبُك َ‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫قاؿ‬
‫*‪َ -‬‬
‫رواية ‪ " :‬حسبك من ِ‬
‫نساء ُّ‬
‫الدنيا أربع ‪ :‬فاطمة وخديجة وآسيا‬ ‫وفي ٍ‬
‫ُ ْ‬
‫امرأة فرعوف ومريم بنت عمراف "‬
‫ساء أربع ‪ ..‬فقدـ ىؤالء الن ِ‬
‫ٍّساء على غيرىن‬ ‫حسبك من النٍّ ِ‬
‫ُ َ‬

‫رضي اهلل عنها ‪ " :‬سيٍّدة نساء أىل الجنة‬


‫قاؿ عن فاطمةَ َ‬
‫*‪ -‬ولذلك َ‬
‫"‪.‬‬

‫بت‬ ‫مرضو في ِ‬
‫بيت عائشةَ فقربها إليو ‪ ،‬فلما اقتر ْ‬ ‫دخلت عليو في ِ‬ ‫ْ‬ ‫*‪-‬‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪ ،‬فلما‬ ‫فبكت‬
‫ْ‬ ‫)‬ ‫ا‬
‫ً‬‫ر‬ ‫منو سارىا ( أي كلمها ِ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بكاءىا أشار إليها ِ‬
‫أف اقتربي ‪ ،‬ثم سارىا‬ ‫رأى ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫وسالمو عليو و َ‬‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فضحكت‬
‫ْ‬ ‫الثانية‬
‫لك ؟؟‬‫قاؿ ِ‬
‫فقالت لها عائشةُ ‪ :‬ماذا َ‬ ‫ْ‬
‫بحقي ِ‬
‫عليك ؟‬ ‫سألتُك ٍّ‬
‫قاؿ ِ‬
‫لك ؟‬ ‫أبيك ‪ ،‬ماذا َ‬‫أنا زوجةُ ِ‬
‫ِ‬
‫فضحكت !!‬ ‫ِ‬
‫بكيت‬
‫من بكاء ‪.‬‬
‫أسرع ضحكاً ْ‬
‫أيت َ‬‫قالت ‪ :‬ما ر ُ‬ ‫ِ‬
‫األقواؿ ْ‬ ‫حتى إنها في ِ‬
‫بعض‬
‫يستمر ضاحكاً‬
‫ُّ‬ ‫ضحك‬
‫َ‬ ‫يستمر باكياً ‪ ،‬إذا‬
‫ُّ‬ ‫يعني العادة اإلنساف إذا بكى‬
‫السرعة !!‬
‫‪ ،‬أما أ ْف يبكي ثم يضحك بهذه ُّ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫بت عائشةُ َ‬
‫استغر ْ‬
‫أضحكك وما الذي ِ‬
‫أبكاؾ ؟؟؟‬ ‫ِ‬ ‫فقالت ‪ :‬ما الذي‬
‫ْ‬
‫كنت ألفشي ِسر ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫فقالت فاطمةُ ‪ :‬ما ُ‬
‫ْ‬
‫‪.‬‬
‫لجهر بو ‪ ،‬كونو‬
‫أقوؿ ىذا َ‬
‫اد أ ْف َ‬
‫أي إف النبي صلى اهلل عليو وسلم لو أر َ‬
‫اس‬
‫يسمعو الن ُ‬
‫أسر إلي يعني أنو ال يري ُد أ ْف َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫فسكتت عائشةُ َ‬
‫ْ‬
‫رضي اهلل‬
‫دعت عائشةُ فاطمةَ َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ْ‬‫فلما توفٍّي ُّ‬
‫عنهما ‪.‬‬
‫فقالت لها ‪ :‬أسالُك اآلف بعد أ ْف توفٍّي ُ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫فأضحكك ؟؟‬ ‫لك‬ ‫ِ‬
‫فأبكاؾ ثم قالو ِ‬ ‫ما الذي قالو ِ‬
‫لك‬
‫قالت ‪ :‬أما اآلف فنعم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫أخبرؾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬ ‫يعني بعد وفاة ٍّ‬
‫كل ٍ‬
‫سنة مرة‬ ‫عارضني القرآ َف في ٍّ‬
‫يل كا َف يُ ُ‬
‫فقاؿ ‪ " :‬إف جبر َ‬
‫سارني األولى َ‬
‫عارضني القرآ َف مرتين " ‪.‬‬
‫وفي ىذا العاـ َ‬
‫اب أجلي ‪،‬‬‫ظن ىذا إال القتر ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬وال أ ُّ‬
‫قاؿ ُّ‬‫َ‬
‫سلف ِ‬
‫لك " ‪.‬‬ ‫فاتقي اهلل واصبري فأنا خير ٍ‬
‫ُ‬
‫فبكيت‬
‫ُ‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫سيموت قريباً‬
‫ُ‬ ‫نفسو وأنو‬
‫ألف النبي صلى اهلل عليو وسلم ينعي لها َ‬
‫فبكت ‪.‬‬
‫ْ‬
‫قالت ‪ :‬فلم رأى بكائي سارني الثانية‬
‫ْ‬
‫ىل الجنة وأوؿ أىلي‬ ‫يسرؾ أ ْف تكوني سيٍّد َة ِ‬
‫نساء أ ِ‬ ‫وقاؿ لي ‪ " :‬أال ُّ‬
‫َ‬
‫لحوقاً بي ؟ "‬
‫فضحكت ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬‫من ىذا الخبر َ‬ ‫أي ْ‬
‫علي ب ِن أبي طالب اب ِن عمها ‪،‬‬
‫من ٍّ‬ ‫رضي اهلل عنها ْ‬
‫جت فاطمةُ َ‬ ‫*‪ -‬تزو ْ‬
‫بنت‬ ‫تبارؾ وتعالى أنو في ٍ‬
‫علي أ ْف يتزوج َ‬
‫اد ٌّ‬ ‫من األياـ أر َ‬
‫َ‬ ‫يوـ‬ ‫ثم قدر اهلل َ‬
‫وعلمت فاطمةُ‬
‫ْ‬ ‫وفاة أبي جهل ‪ -‬فتقدـ إليهم ‪،‬‬ ‫أبي جهل ‪ -‬طبعاً بعد ِ‬
‫فذىبت إلى‬
‫ْ‬ ‫رضي اهلل عنها أف علياً قد تقدـ للزواج م ِن ِ‬
‫ابنة أبي جهل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم تشتكي ‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫تغضب لبناتِك ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اس يقولوف انك ال‬
‫يارسوؿ اهلل ‪ ،‬إف الن َ‬
‫َ‬ ‫وقالت ‪:‬‬
‫ْ‬
‫غضب لبناتي ‪.‬‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬وما ذاؾ ؟ لماذا ال أ ُ‬
‫َ‬
‫اد أ ْف يتزوج ابنةَ أبي جهل ‪.‬‬
‫بن أبي طالب أر َ‬
‫قالت ‪ :‬إف ا َ‬
‫ْ‬
‫المنبر ؛ ثم ذك َر أبا العاص بن الربيع‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫فصع َد ُّ‬
‫ج زينب ‪ ،‬و أثنى‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬إ ْذ إنو زو ُ‬
‫وذكر مصاىرتَو ٍّ‬
‫َ‬
‫عليو ‪.‬‬
‫آؿ عمرو اب ِن ىشاـ جاؤوا‬‫وقاؿ ‪ " :‬إنو وع َدني فوفى ‪ ،‬وإف َ‬
‫َ‬
‫لعلي ب ِن أبي طالب ‪ ،‬أال إني ال‬
‫يستأذنونني في أ ْف يُنكحوا ابنتَهم ٍّ‬
‫نبي‬
‫بنت ٍّ‬
‫تجتمع ُ‬‫ُ‬ ‫ولكن ال‬
‫حرـ حالالً ‪ْ ،‬‬ ‫حل حراماً وال أ ٍّ‬
‫أرضى ‪ ،‬إني ال أ ُّ‬
‫فتن‬ ‫رجل ٍ‬ ‫عدو اهلل عند ٍ‬ ‫اهلل مع ِ‬
‫خاؼ على فاطمةَ أ ْف تُ َ‬‫واحد ‪ ،‬إني أ ُ‬ ‫بنت ٍّ‬
‫في دينها ‪ ،‬فاطمةُ بضعةٌ مني ‪ ،‬يريبُني ما رابها ويُؤذيني ما آذاىا ‪ ،‬إال‬
‫ابن أبي طالب أ ْف يطلٍّق فاطمةَ "‬
‫أ ْف يريد ُ‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫من ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫المتشدد َ‬ ‫الموقف‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنو ىذا‬
‫علي َ‬‫فلما رأى ٌّ‬
‫عليو وسلم تجاه ىذا النكاح توقف ولم يقدـ على الزواج م ِن ِ‬
‫ابنة أبي‬ ‫ُ ْ‬
‫تبارؾ وتعالى ثم بعد‬ ‫ِ‬
‫زوجتو فاطمةَ حتى توفاىا اهلل َ‬ ‫جهل ‪ ،‬وظل على‬
‫ذلك تزوج غير ِ‬
‫بنت أبي جهل طبعاً ‪.‬‬ ‫َ‬

‫خمس عشرَة سنة‬


‫َ‬ ‫بنت‬
‫قيل إف عليّاً تزوجها وىي ُ‬
‫رضي اهلل عنها َ‬
‫فاطمةُ َ‬
‫والحسين وأـ كلثوـ‬
‫َ‬ ‫الحسن‬
‫َ‬ ‫لعلي‬
‫نجبت ٍّ‬
‫بقليل ‪ ،‬فأ ْ‬‫من ذلك ٍ‬ ‫وقيل أكبر ْ‬
‫َ‬
‫طواؿ‬
‫رضي اهلل عنو َ‬‫علي َ‬
‫رضي اهلل عنها مع ٍّ‬
‫وزينب ‪ ،‬وظلت فاطمةُ َ‬
‫جاء‬ ‫ياـ‬‫األ‬ ‫من‬ ‫حاجة وفق ٍر ولكنهما كانا صابرين ‪ ،‬وفي ٍ‬
‫يوـ‬ ‫حياتها في ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من البحرين التي ىي اإلحساء اآلف‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ٌ‬
‫ماؿ َ‬
‫النبي صلى‬
‫اس ‪ ،‬فذىبا إلى ٍّ‬‫سمع الن ُ‬
‫وسمعت فاطمةُ كما َ‬
‫ْ‬ ‫علي‬
‫وسمع ٌّ‬
‫َ‬
‫جاء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫من السبي الذي َ‬‫يخدـ في البيت َ‬
‫اهلل عليو وسلم يسأالنو خادماً ُ‬
‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫العمل في ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬ ‫قت من ِ‬
‫كثرة‬
‫َ‬ ‫رضي اهلل عنها قد تشق ْ ْ‬
‫و يدا فاطمةَ َ‬
‫الطحن في الرحى وكنس البيت وتنظيفو وغير ذلك ‪.‬‬
‫فسأال النبي صلى اهلل عليو وسلم خادماً ‪.‬‬
‫وسالمو عليو ‪ " :‬أال أدلّكما على خي ٍر لكما ْ‬
‫من‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ لهما‬
‫َ‬
‫خادـ ؟ "‬
‫قاال ‪ :‬بلى ‪.‬‬
‫قبل أ ْف تناما ثالثاً وثالثين ‪ ،‬وتحمداف اهلل ثالثاً‬
‫قاؿ ‪ " :‬تسبٍّحاف اهلل َ‬
‫َ‬
‫من خادـ " ‪.‬‬‫خير لكما ْ‬
‫وثالثين ‪ ،‬وتكبٍّراف أربعاً وثالثين ‪ ،‬فذلك ٌ‬
‫النبي صلى‬
‫مرىما بو ُّ‬
‫فقبال ورجعا إلى بيتهما قريرا العين ‪ ،‬والتزما ما أ َ‬
‫اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫وفاة فاطمةَ في آخ ِر ِ‬
‫حياتو لما كا َف في‬ ‫حتى إف علياً رضي اهلل عنو بعد ِ‬
‫ّ َ‬
‫الحديث‬ ‫ذكر ىذا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الكوفة َ‬
‫وقاؿ ‪ :‬فما تركتُها ليلةً ‪.‬‬
‫َ‬
‫أي ىذه األذكار ما تركتُها وال ليلة واحدة ‪.‬‬
‫ص ٍّفين ؟!!‬ ‫ِ‬
‫الكوفة ‪ :‬وال يوـ ِ‬ ‫من أ ِ‬
‫ىل‬ ‫رجل ْ‬
‫فقاؿ لو ٌ‬‫َ‬
‫ص ٍّفين كا َف يوماً شديداً والفكر في القتاؿ ‪..‬‬ ‫يكذب علياً ‪ ..‬يوـ ِ‬
‫وكأنو ٍّ‬
‫ّ‬
‫أكيد نسيتَو ‪ ،‬ال تبالغ بقولك إنك ما تركتَو يوماً ‪.‬‬
‫اؽ ‪ ،‬ال واهلل وال ليلة‬‫علي قائالً ‪ :‬تبّاً لكم أىل العر ِ‬
‫فالتفت إليو ٌّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ص ٍّفين ‪.‬‬
‫تكذبني ‪ ،‬ال واهلل وال ليلة ِ‬
‫ص ٍّفين ‪.‬‬ ‫يقة كأنك ٍّ‬ ‫يعني ال تتكلم بهذه الطر ِ‬
‫علي رضي اهلل عنو على ىذا ٍّ‬
‫الذكر ‪.‬‬ ‫واستمر ٌّ َ‬
‫ص ِر‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنها لها خصائص ‪ ،‬يعني أمور تميزت بها على ق َ‬
‫فاطمةُ َ‬
‫حياتها ‪ ،‬توفٍّيت بعد ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بستة أشهر ‪ ،‬والمشهور‬
‫وقيل‬ ‫ٍّ‬
‫رضي اهلل عنها ‪َ ،‬‬
‫عمرىا خمس وعشروف سنةً عندما توفيت َ‬ ‫أف َ‬
‫قل‬
‫قيل ثماف وعشروف سنةً ‪ ،‬وأ ّ‬
‫وقيل أكبر ‪ ،‬وأكثر ما َ‬
‫من ذلك ‪َ ،‬‬ ‫أصغر ْ‬
‫قيل ثالث وعشروف سنةً ‪ ،‬والمشهور خمس وعشروف سنةً أو قريب‬ ‫ما َ‬
‫كل ٍ‬
‫حاؿ سواء قلنا خمساً وعشرين سنةً‬ ‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬على ٍّ‬
‫م ْن ذلك َ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪ ،‬ولذلك لم تروي‬
‫أو ثماف وعشرين سنةً صغيرة َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫حديثاً كثيراً عن ٍّ‬
‫روت‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا إال انها ْ‬
‫الس ٍّن الصغير لفاطمةَ َ‬
‫ومع ىذا ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ولها خصائص‬
‫عن ٍّ‬
‫رضي اهلل عنها‬
‫من خصائص فاطمةَ َ‬
‫ْ‬

‫كرمكم عند اهلل أتقاكم " ‪ ،‬ىذه‬ ‫*‪ -‬أنها سيٍّدةُ ِ‬


‫نساء أ ِ‬
‫ىل الجنة " إف أ َ‬
‫الس ٍّن ‪ -‬ثماف وعشروف سنةً على أكبر تقدير أو خمس‬
‫الصغيرةُ في ٍّ‬
‫قل تقدير ‪-‬‬
‫وعشروف سنةً على المشهور أو ثالث وعشروف سنةً على أ ٍّ‬
‫ىذه المرأةُ رضي اهلل عنها " سيٍّدة ِ‬
‫نساء أ ِ‬
‫ىل الجنة " ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫خصائصها‬ ‫من‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو ْ‬
‫خبر عنها ُّ‬
‫وكذلك أ َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬حسبك من النٍّ ِ‬
‫ساء أربع ‪ :‬فاطمة بنت محمد وخديجة‬ ‫*‪ -‬أنو َ‬
‫ُ َ‬
‫بنت خويلد وآسيا امرأة فرعوف ومريم بنت عمراف " ‪.‬‬
‫من خصائص فاطمة‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم مع أنها أصغرىن إال‬ ‫*‪ -‬أنها أفضل ِ‬
‫بنات ٍّ‬ ‫ُ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬ ‫إنها أفضلهن بالتقوى التي ْ ِ‬
‫وقرت قلبها َ‬

‫صيبت بو ‪،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم التي أ ْ‬ ‫*‪ -‬ىي الوحيدة من أ ِ‬
‫والد ٍّ‬ ‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ماتوا في ِ‬
‫حياتو ( زينب وأ ّـ كلثوـ‬ ‫كل أ ِ‬
‫والد ٍّ‬ ‫ُّ‬
‫والنبي صلى اهلل‬
‫ُّ‬ ‫كل ىؤالء ماتوا‬
‫ورقية وإبراىيم والقاسم وعبد اهلل ) ‪ّ ،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬‫صيب بهم ُّ‬
‫حي ‪ ،‬ىؤالء كلّهم أ َ‬‫عليو وسلم ٌّ‬
‫بي صلى اهلل عليو‬ ‫وتألم لفراقِهم ‪ ،‬لكن الوحيدة التي تألمت لفر ِ‬
‫اؽ الن ٍّ‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫وأصيبت بو ىي فاطمة َ‬
‫ْ‬ ‫وسلم‬
‫قاؿ لها ‪ ":‬اتقي اهلل واصبري‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫ولذلك بين لها ُّ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫خير سلف لك "‪َ ،‬‬ ‫فأنا ُ‬

‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫يرجع عن‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم اليوـ ُ‬
‫ينتسب إلى ٍّ‬
‫ُ‬ ‫*‪ -‬أف كل َم ْن‬
‫من طر ِيق ىذه‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ْ‬
‫ذرية ٍّ‬
‫فكل ٍّ‬
‫طريق فاطمة ‪ُّ ،‬‬
‫رضي اهلل عنها أرضاىا ‪.‬‬ ‫المر ِ‬
‫أة‬
‫َ‬

‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫يت‬
‫قالت عائشةُ ‪ ":‬ما رأ ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كما ْ‬‫*‪َ -‬شبَػ ُهها ب ٍّ‬
‫كانت‬
‫من فاطمةَ ‪ ،‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم حديثاً وكالماً ْ‬ ‫أشبوَ‬
‫مشت ال تخطئ مشيةَ ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم " ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إذا‬
‫ُ‬

‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫يقوـ لها ويقبٍّل بين‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫دخلت على ٍّ‬
‫ْ‬ ‫*‪ -‬أنها إذا‬
‫عينيها ويجلسها في ِ‬
‫مكانو ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لحوقاً بو ‪ ،‬إ ْذ توفٍّيت‬
‫بيت ٍّ‬‫آؿ ِ‬ ‫*‪ -‬أنها أو ُؿ ِ‬
‫وقيل بستة‬ ‫شهر‬ ‫أ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم قيل بأر ِ‬
‫بعة‬ ‫بعد ِ‬
‫وفاة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫أشهر ‪.‬‬

‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫صنِ َع لها ٌ‬
‫نعش ‪ ،‬وذلك كما سيأتينا في الكالـ عن‬ ‫*‪ -‬أنها أوؿ َم ْن ُ‬
‫نعش حتى ال يرى تفاصيل ِ‬
‫جسمها ‪.‬‬ ‫صنع لها ٌ‬
‫ُ‬ ‫طلبت أ ْف يُ َ‬
‫ْ‬ ‫وفاتها ؛‬
‫من خصائصها‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫سرقت‬ ‫يضرب بها المثاؿ ‪ ،‬لما‬ ‫*‪ -‬أف النبي صلى اهلل عليو وسلم كا َف‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫من بني مخزوـ وشفعوا أسامةَ فيها عند ٍّ‬
‫امرأةٌ ْ‬
‫لقطعت ي َدىا " ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سرقت‬
‫ْ‬ ‫بنت محمد‬
‫ايم اهلل لو أف فاطمةَ َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬و ُ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫ظم مكانها عند ٍّ‬ ‫ذكرىا مثاالً إال ِلع ِ‬
‫وما َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬يا عباس بن‬
‫تبارؾ وتعالى َ‬ ‫وفي أوؿ الد ِ‬
‫عوة لما دعا إلى اهلل َ‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬يا فاطمة بنت محمد "‬ ‫عبد المطلب ‪ ،‬يا صفية عمة ِ‬‫ِ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫دوف ِ‬
‫بناتو‬ ‫فخصها من ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يدعو إلى اهلل‬‫*‪ -‬في أوؿ الدعوةِ لما بدأ ُّ‬
‫ص َوِر إيذائِهم لو‬
‫ومن ُ‬
‫جل وعال آذاهُ كفار قريش ‪ْ ،‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫بن أبي ُم َع ْيط إلى ٍّ‬
‫الخبيث عقبةُ ُ‬
‫ُ‬ ‫جاء‬
‫أنو َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫وىو ساج ٌد فألقى بسلى البعير بين كتفي ٍّ‬
‫( وسلى البعير ىي المشيمة)‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫كانت يوماً في ناديها وكا َف ُّ‬
‫وذلك أف قريشاً ْ‬
‫يصلٍّي عند الكعبة ‪.‬‬
‫كانت‬
‫يقوـ إلى سلى ىذه الجزور ( وىي ناقةٌ ْ‬
‫فقاؿ كفار قريش ‪ :‬أيُّكم ُ‬
‫َ‬
‫بحت ) وأخرجوا سالىا ( أي المشيمة ) ‪.‬‬
‫قد ذُ ْ‬
‫يقوـ إلى سلى جزور بني فالف فيلقيو بين كتفي‬
‫فقاؿ الكفار ‪ :‬أيُّكم ُ‬
‫َ‬
‫محمد وىو ساج ٌد ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬أنا أفعلُها ‪.‬‬
‫بن أبي ُم َع ْيط و َ‬
‫فقاـ أشقاىم عقبةُ ُ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو‬
‫ووضعو بين كتفي ٍّ‬
‫َ‬ ‫فقاـ وأخذ السلى‬
‫َ‬
‫والنبي ظل ساجداً‬
‫ُّ‬ ‫الس ٍّن‬
‫فجاءت فاطمةُ وىي جاريةٌ حديثةُ ٍّ‬
‫ْ‬ ‫ساج ٌد ‪،‬‬
‫فجاءت‬
‫ْ‬ ‫وسالمو عليو ‪،‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫والسلى على ِ‬
‫رقبتو بين كتفيو‬
‫ُ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ثم‬ ‫فاطمةُ رضي اهلل عنها وحمل ْتو عن ِ‬
‫َ‬
‫ت إلى قريش وسبتهم على ىذا ِ‬
‫الفعل الشني ِع بأبيها ورسولها‬ ‫التفت ْ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬‫ُ‬ ‫ات ربٍّي‬
‫صلو ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم اقتصاديّاً‬ ‫ِ‬
‫عمدت قريش على محاصرة ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫ثم‬
‫تابع‬ ‫والبيع ٍّ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن َ‬
‫اء مع بني ىاشم َ‬ ‫والشر َ‬ ‫َ‬ ‫والحديث‬
‫َ‬ ‫واج بل‬
‫فمنعت الز َ‬
‫وخرجت معو‬
‫ْ‬ ‫ب أبي طالب‬ ‫فخرج إلى ِش ْع ِ‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬
‫والدىم كلّهم ‪.‬‬
‫وخرج معو أ ُ‬
‫َ‬ ‫فاطمةُ‬

‫دخل عليها عب ُدىا‬ ‫لما‬ ‫ف‬ ‫كا‬


‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالحياء‬ ‫رت‬
‫رضي اهلل عنها اشتُه ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فاطمةُ َ‬
‫قدمها‬
‫قدمها وإذا غطت َ‬‫ت ُ‬ ‫قصير إذا غطت رأ َسها انكشف ْ‬
‫ٌ‬ ‫وثوبُها‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫تفعل ؟ فهوف عليها ُّ‬‫فاحتارت ماذا ُ‬
‫ْ‬ ‫انكشف رأ ُسها ‪،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وموالؾ " ‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ " :‬إنما ىو عب ُدؾ‬‫عليو وسلم َ‬
‫ضعف‬
‫ٌ‬ ‫والحديث فيو‬
‫ُ‬ ‫وجاء أف النبي صلى اهلل عليو وسلم سألها يوماً ‪-‬‬
‫َ‬
‫خير للنٍّساء ؟‬ ‫فقاؿ لها ‪ " :‬أ ُّ ٍ‬
‫ي شيء فيو ٌ‬ ‫‪َ -‬‬
‫جاؿ ‪.‬‬
‫الر ُ‬
‫جاؿ وأال يراىا ٍّ‬
‫الر َ‬
‫فقالت ‪ :‬أال ترى ٍّ‬
‫ْ‬
‫رضي اهلل‬ ‫ها‬ ‫نفس‬ ‫ِ‬
‫وحفاظها على ِ‬ ‫ترىا‬ ‫جاؿ األجانب ‪ ،‬وىذا من ِ‬
‫س‬ ‫الر َ‬
‫تعني ٍّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عنها وأرضاىا ‪.‬‬

‫رسل‬ ‫أ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫وسل‬ ‫عليو‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫النبي‬
‫ُّ‬ ‫ىاجر‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫بقيت في‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وسالمو‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فهاجرت تَػبَعاً لو‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫إليها ُّ‬
‫عليو ‪.‬‬
‫بكت‬
‫زع ْ‬ ‫جاءت النبي صلى اهلل عليو وسلم قُبيل ِ‬
‫وفاتو وىو في الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫لما‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫الع َر َؽ يتصبب ْ‬
‫وقالت لما رأت َ‬
‫ْ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬
‫عند ٍّ‬
‫جبي ِن ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ب أبتاه ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬وا َك ْر َ‬
‫ْ‬
‫من ىذا األلم الذي يج ُده ‪ ،‬وذلك أف‬
‫كرب شدي ٌد ْ‬
‫يعني إف أبي أصابَو ٌ‬
‫وعك كرجلي ِن صلى اهلل عليو وسلم‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كا َف يُ ُ‬
‫ليرفع اهلل درجتَو ‪.‬‬
‫َ‬
‫ب أبتاه ‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬وا َك ْر َ‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬ال َكرب على أ ِ‬
‫بيك بعد‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪َ ،‬‬‫فالتفت ُّ‬
‫َ‬
‫ْ َ‬
‫بيك بعد اليوـ " ‪.‬‬‫اليوـ ‪ ،‬ال َكرب على أ ِ‬
‫ْ َ‬
‫وسالمو عليو‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫مات‬
‫ولما َ‬
‫رضي اهلل عنها ‪:‬‬
‫قالت فاطمةُ َ‬ ‫ْ‬
‫جاب ربّاً دعاه‬
‫يا أبتاه ‪ ،‬أ َ‬
‫ِ‬
‫الفردوس مثواه‬ ‫يا أبتاه ‪ ،‬جنةُ‬
‫يل ننعاه ‪.‬‬
‫يا أبتاه ‪ ،‬إلى جبر َ‬
‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫آلو وسلم ‪ ،‬ثم ُدفِ َن‬
‫بالنبي صلى اهلل عليو و ِ‬
‫صيبت ٍّ‬
‫فأ ْ‬
‫ِ‬
‫بقدومو‬ ‫أنارت‬
‫كانت ْ‬
‫ظلمت المدينةُ بعد أ ْف ْ‬ ‫وسالمو عليو ‪ ،‬فلما ُدفِن وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫بن مالك‬ ‫نس َ‬‫لقيت أ َ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم ْ‬
‫رسوؿ اهلل ؟‬
‫مات ُ‬ ‫فقالت لو ‪ :‬يا أنس ‪َ ،‬‬‫ْ‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬إي واهلل ‪.‬‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل ؟‬
‫ت ‪ :‬دفنتم َ‬
‫قال ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫اب على ِ‬
‫رسوؿ اهلل ؟؟‬ ‫تم التُّر َ‬
‫قالت ‪َ :‬حثَػ ْو ُ‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫اب على ِ‬
‫رسوؿ اهلل ؟؟!!‬ ‫نفوسكم أ ْف تحثُوا التُّر َ‬
‫طابت ُ‬
‫قالت ‪ :‬كيف ْ‬
‫ْ‬
‫اب !!!‬ ‫ٍ‬ ‫كنتم في ُّ‬
‫الدنيا تمنعوف عنو كل شيء ‪ ،‬اآل َف تحثوف عليو التر َ‬
‫اب على ِ‬
‫رسوؿ اهلل ؟؟!!‬ ‫نفوسكم أ ْف تحثوا التُّر َ‬
‫طابت ُ‬
‫كيف ْ‬
‫ستطع أ ْف أجيبَها ‪.‬‬
‫وبكيت ولم أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫فبكت‬
‫ْ‬ ‫يقوؿ أنس ‪:‬‬
‫ُ‬

‫قيل إنها لم تُػ َر ضاحكةً‬ ‫حتى‬ ‫م‬‫وسل‬ ‫عليو‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫برسوؿ‬ ‫صيبت‬
‫أ ْ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وظلت مريضةً حتى توفاىا اهلل‬ ‫ِ‬
‫بعد وفاة ٍّ‬
‫جل وعال ‪.‬‬
‫خرجت فاطمةُ إلى أبي بكر‬
‫ْ‬ ‫وفاة ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫بعد ِ‬
‫من ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫ِ‬
‫تطلب ميراثَها ْ‬
‫ُ‬ ‫بالخالفة‬ ‫ويع‬
‫وىو قد بُ َ‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫يقوؿ ‪ ":‬ال‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫سمعت َ‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ لها أبو بكر ‪:‬‬
‫َ‬
‫ث ما تركناه صدقة " ‪.‬‬
‫نُػ ْوَر ُ‬
‫المرض‬
‫ُ‬ ‫رضي اهلل عنها وظلت في بيتها ‪ ،‬وكا َف قد أصابَها‬
‫فرجعت َ‬
‫ْ‬
‫وظلت ىكذا حتى توفاىا اهلل جل وعال ‪.‬‬
‫بنت عُ َم ْيس‬
‫تمرضها دائماً ( و أسماءُ ُ‬
‫بنت عُ َم ْيس ٍّ‬
‫كانت عندىا أسماءُ ُ‬
‫ْ‬
‫فكانت فاطمةُ‬
‫ْ‬ ‫تمرض فاطمةَ ‪،‬‬ ‫الص ٍّديق ) ‪ْ ،‬‬
‫كانت ٍّ‬ ‫ىي زوجةُ أبي بكر ٍّ‬
‫جاؿ إلى قب ِرىا ؟؟؟!!‬
‫الر ُ‬‫يشغل بالَها إذا توفٍّيت كيف سيحملُها ٍّ‬
‫ُ‬
‫تفصل جس َدىا ؟؟؟!!‬ ‫ِ‬
‫العباءة التي قد ٍّ‬ ‫وكيف تغطى بهذه‬
‫رضي اهلل‬ ‫ها‬‫فكانت تشتكي إلى أسماء خوفَها من ذلك ‪ ،‬لشدة حيائِ‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫عنها ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحبشة شيئاً قد أعجبني ‪.‬‬ ‫أيت في‬
‫فقالت لها أسماءُ ‪ :‬قد ر ُ‬
‫ْ‬
‫زوجها األوؿ جعفر بن أبي‬ ‫ِ‬
‫الحبشة مع ِ‬ ‫ىاجرت إلى‬
‫ْ‬ ‫كانت أسماءُ قد‬
‫و ْ‬
‫طالب ‪.‬‬
‫فقالت لها ‪ :‬وماذا ِ‬
‫رأيت ؟؟‬ ‫ْ‬
‫الحبشة يضعوف للن ِ‬
‫ٍّساء نعشاً ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اس في‬
‫قالت ‪ :‬كا َف الن ُ‬
‫ْ‬
‫جسمها ‪ ،‬يغطٍّيها ْ‬
‫من‬ ‫عبارة عن صندوؽ تُوضع فيو المرأةُ فال يُرى ُ‬
‫أعالىا ‪ ،‬فال تُػرى تفاصيل ِ‬
‫جسمها ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ِف ِيو لي ؟؟‬
‫قالت ‪ِ :‬‬
‫ْ‬
‫فوصف ْتو لها ‪.‬‬
‫ت فاصنعي بي ىكذا ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬ما أحسنَو ! فإذا ِم ُّ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫صنِ َع لها ٌ‬
‫نعش ىي‬ ‫البر ‪ :‬أوؿ امرأة في اإلسالـ ُ‬‫ابن عبد ّ‬
‫يقوؿ ُ‬
‫ولذلك ُ‬
‫بنت محمد صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫فاطمةُ ُ‬
‫بن‬
‫وعلي ُ‬
‫بنت عُ َم ْيس ُّ‬
‫رضي اهلل عنها غسلتها أسماءُ ُ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫فاطم‬ ‫يت‬‫فلما توفٍّ‬
‫َ‬
‫قاؿ لو دار عقيل بن أبي‬ ‫ت في البقيع في ٍ‬
‫مكاف يُ ُ‬ ‫أبي طالب ‪ ،‬ثم ُدفِنَ ْ‬
‫كانت لعقيل بن أبي طالب في السابق ‪،‬‬
‫طالب ‪ ،‬يعني ىذه الدار ْ‬
‫رضي اهلل عنها وأرضاىا ‪.‬‬
‫فنت ىناؾ َ‬‫ف ُد ْ‬
‫رضي اهلل عنها ‪..‬‬
‫ذىبت ىذه النٍّسمةُ الطيٍّبةُ ‪ ،‬نسمة فاطمة َ‬
‫ْ‬ ‫وىكذا‬
‫أىل الجنة ‪ ..‬نسمة سيٍّدة ِ‬
‫نساء العالمين ‪ ..‬البضعة‬ ‫نسمة سيٍّدة ِ‬
‫نساء ِ‬
‫ورضي عنها ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وسالمو على أبيها‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫النبوية‬
‫وبارؾ على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬
‫واهلل أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم َ‬

‫لتحميل المادة مرئي‪3gp‬‬


‫انتهت الحلقة العاشرة‬
‫*************************************‬

‫الحلقة الحادية عشرة واألخيرة من سلسلة آؿ البيت والصحابة‬


‫علي بن أبي طالب رضواف اهلل عليهما‬
‫الحسن بن ّ‬
‫مالك ِ‬
‫يوـ ٍّ‬
‫الدين ‪ ،‬الحم ُد هلل إلو‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬الرحمن الرحيم ‪ِ ،‬‬
‫الحم ُد هلل ّ‬
‫األولين و ِ‬
‫اآلخرين ‪ ،‬الحم ُد هلل حتى يرضى ‪ ،‬والحم ُد هلل إذا رضي ‪ ،‬والحم ُد‬
‫ِ‬
‫المبعوث رحمةً للعالمين ؛ إمامنا ونبيٍّنا‬ ‫الـ على‬
‫الرضى ‪ ،‬والصالةُ والس ُ‬‫هلل بعد ٍّ‬
‫ِ‬
‫وصحابتو أجمعين ‪ ،‬أما‬ ‫وسيٍّدنا وقدوتنا وقرة عيننا محمد بن عبد اهلل وعلى ِ‬
‫آلو‬
‫بعد ‪:‬‬

‫كتابو العزي ِز واصفاً النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫قاؿ في ِ‬ ‫فإف اهلل تبارؾ وتعالى َ‬
‫َشداءُ َعلَى الْ ُكفا ِر ُر َح َماءُ بَػ ْيػنَػ ُه ْم‬ ‫وؿ الل ِو وال ِذين معوُ أ ِ‬ ‫وأصحابو ‪ُ " :‬م َحم ٌد َر ُس ُ‬
‫َ َ ََ‬
‫وى ِه ْم ِم ْن أَثَ ِر‬ ‫ضوانًا ِسيماىم فِي وج ِ‬
‫َ ُْ ُُ‬ ‫ضال ِم َن الل ِو َوِر َْ‬ ‫اى ْم ُرك ًعا ُسج ًدا يَػ ْبتَػغُو َف فَ ْ‬‫تَػ َر ُ‬
‫آزَرهُ‬
‫ج َشطْأَهُ فَ َ‬ ‫ك َمثَػلُ ُه ْم فِي التػ ْوَراةِ َوَمثَػلُ ُه ْم فِي ا ِإلنْ ِج ِ‬
‫يل َك َز ْر ٍع أَ ْخ َر َ‬ ‫ود ذَلِ َ‬
‫السج ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫اع لِيَ ِغي َ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ين‬
‫ار َو َع َد اللوُ الذ َ‬ ‫ظ ب ِه ُم الْ ُكف َ‬ ‫الزر َ‬
‫ب ُّ‬ ‫استَػ َوى َعلَى ُسوقو يُػ ْعج ُ‬ ‫ظ فَ ْ‬ ‫استَػغْلَ َ‬
‫فَ ْ‬
‫يما (‪ " )29‬سورة الفتح ‪.‬‬ ‫ظ‬‫ات ِم ْنػهم مغْ ِفرةً وأَجرا َع ِ‬ ‫آمنُوا و َع ِملُوا الصالِح ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ْ َ َ َ ًْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اس قَػ ْرنِي ثم الذين‬ ‫خير الن ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في أصحابو ‪ُ " :‬‬ ‫وقاؿ ُّ‬ ‫َ‬
‫يَػلُونهم ثم الذين يَػلُونهم " ‪.‬‬
‫نفق‬
‫وسالمو عليو ‪ " :‬ال تسبُّوا أصحابي ‪ ،‬فلو أف أح َدكم أ َ‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫وقاؿ‬
‫َ‬
‫حدىم وال نصي َفو " ‪.‬‬ ‫مثل أح ٍد ذىباً ما بل َغ مد أ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫وسالمو عليو ‪ ... " :‬إِن َما‬ ‫صلوات ربٍّي‬‫ُ‬ ‫النبي‬
‫بيت ٍّ‬ ‫آؿ ِ‬ ‫وقاؿ سبحانو وتعالى عن ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫الر ْجس أ َْىل الْبػ ْي ِ‬
‫ت َويُطَ ٍّه َرُك ْم تَطْ ِه ًيرا (‪" )33‬سورة‬ ‫ي ِري ُد اللو لِي ْذ ِ‬
‫ب َع ْن ُك ُم ٍّ َ َ َ‬ ‫ى‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫األحزاب ‪.‬‬
‫ىل بيتي ‪،‬‬ ‫بيتو ‪ ":‬أ ٍّ‬ ‫وقاؿ صلى اهلل عليو وسلم م َذ ٍّكراً الناس بآ ِؿ ِ‬
‫ذكركم اهللَ أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ىل بيتي " ‪.‬‬ ‫ىل بيتي ‪ ،‬أ ٍّ‬
‫ذكركم اهللَ أ َ‬ ‫أ ٍّ‬
‫ذكركم اهللَ أ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وآيات‬ ‫أصحاب ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫وردت في ِ‬
‫فضل‬ ‫ْ‬ ‫آيات وأحاديث‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬فكيف باهلل‬ ‫بيت ٍّ‬ ‫آؿ ِ‬ ‫فضل ِ‬
‫وردت في ِ‬ ‫ْ‬ ‫وأحاديث‬
‫وجمع لو مع ذلك‬ ‫الص ِ‬
‫حبة‬ ‫شرؼ ُّ‬ ‫جمع اهلل َ‬ ‫جمع اهلل لو الشرفين ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عليكم َم ْن َ‬
‫شرؼ القر ِ‬
‫ابة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو و‬‫قاؿ ُّ‬ ‫تبارؾ وتعالى على ِع ْل ٍم كما َ‬ ‫اختارىم اهلل َ‬
‫ناس َ‬ ‫إنهم أ ٌ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من ولد إسماعيل ‪ ،‬و اصطفى قريشاً ْ‬ ‫آلو وسلم ‪ " :‬إف اهلل اصطفى كنانةَ ْ‬
‫من بني ىاشم " ‪.‬‬ ‫من قريش ‪ ،‬واصطفاني ْ‬ ‫كنانة ‪ ،‬واصطفى بني ىاشم ْ‬
‫من عبادهِ َم ْن يراه أىالً لذلك‬ ‫تبارؾ وتعالى ْ‬ ‫فهو إذاً اصطفاءٌ ‪ ،‬يصطفي اهلل َ‬
‫صطفاء سبحانو وتعالى ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اال‬
‫ؼ القر ِ‬
‫ابة‬ ‫الص ِ‬
‫حبة و َش َر َ‬ ‫ؼ ُّ‬ ‫جمعت َش َر َ‬
‫ْ‬ ‫يلة عن شخصي ٍة‬ ‫إف حديثَنا في ىذه الل ِ‬
‫و أ ي قر ٍ‬
‫ابة ؟!‬ ‫ّ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ..‬ليس ٍّ‬ ‫أقرب القرا ِبة إلى ٍّ‬
‫بل أخيو ‪.‬‬ ‫بلو و قِ ِ‬‫وسلم ذُ ٍّرية إال من قِ ِ‬
‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫تبارؾ وتعالى رز َؽ نبينا محمداً صلى اهلل عليو و آلو وسلم سبعةً َ‬ ‫إف اهلل َ‬
‫بارؾ وتعالى‬
‫الذكور فقدر اهلل ت َ‬ ‫من اإلناث ‪ ،‬أما ُّ‬ ‫من ُّ‬ ‫ِ‬
‫الذكور و أربعة َ‬ ‫الولد ‪ ،‬ثالثة َ‬
‫جن جميعاً‬
‫ناث فتزو َ‬
‫الحلم ‪ ،‬وأما اإل ُ‬
‫قبل ُ‬
‫أنهم جميعهم ماتوا َ‬
‫بن‬
‫*‪ -‬الكبرى زينب بنت النب ٍّي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وتزوجها أبو العاص ُ‬
‫نجبت لو أمامةَ ‪ ،‬و أمامةُ ىذه‬
‫ومات صغيراً ‪ ،‬وأ ْ‬‫نجبت لو عليّاً َ‬
‫الربيع ‪ ،‬فأ ْ‬
‫فانقطع‬
‫َ‬ ‫نسل أمامةَ‬
‫وانقطع ُ‬
‫َ‬ ‫بن أبي طالب بعد وفاةِ خالتِها فاطمة ‪،‬‬
‫علي ُ‬
‫تزوجها ُّ‬
‫نسل زينب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنها‬
‫يت َ‬ ‫جب لعثما َف ‪ ،‬وتوفٍّ ْ‬
‫*‪ -‬ثم رقية ‪ ،‬وتزوجها عثما ُف ‪ ،‬ولم تن ْ‬
‫نسل رقية ‪.‬‬
‫انقطع ُ‬
‫ف َ‬
‫ومات صغيراً‬
‫أنجبت لو عب َد اهلل َ‬
‫*‪ -‬ثم بعد رقية أ ّـ كلثوـ ‪ ،‬وتزوجها عثما ُف ‪ ،‬و ْ‬
‫انقطع نسلُها ‪.‬‬
‫نجبت لو زينب ‪ ،‬و أيضاً َ‬
‫‪ ،‬وأ ْ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬ ‫*‪ -‬ثم بعد ذلك فاطمة ‪ ،‬وىي رابعةُ ِ‬
‫بنات ٍّ‬
‫نجبت لو أربعةً من ِ‬
‫الولد ‪ ،‬ذكراف و أنثياف ‪،‬‬ ‫بن أبي طالب ‪ ،‬وأ ْ‬
‫َ‬ ‫علي ُ‬
‫وتزوجها ُّ‬
‫أما الذكراف فهما الحسن والحسين ‪ ،‬و أما األنثياف فهما أ ّـ كلثوـ وزينب ‪.‬‬
‫وانقطع‬
‫َ‬ ‫بن الخطاب ‪ ،‬وأنجبت لو زيداً ورقية ‪،‬‬ ‫عمر ُ‬
‫أما أ ّـ كلثوـ فتزوجها ُ‬
‫علي ب ِن أبي طالب‬
‫نسل أ ٍّـ كلثوـ بنت ّ‬
‫وانقطع ُ‬‫َ‬ ‫وماتت أ ّـ كلثوـ ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫نسلُهما ‪،‬‬
‫بنت فاطمة ‪.‬‬
‫وانقطع‬
‫َ‬ ‫بن جعفر ب ِن أبي طالب ‪،‬‬‫بنت فاطمةَ فتزوجها عب ُد اهلل ُ‬ ‫وأما زينب ُ‬
‫صلوات ربٍّي وسالمو عليو إال م ِن ِ‬
‫ابنتو‬ ‫نسل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫للنبي ٌ‬
‫يبق ٍّ‬‫نسلُها كذلك ‪ ،‬فلم َ‬
‫رضي اهلل عنهما‬
‫بل الحسن والحسين َ‬ ‫من قِ ِ‬
‫نسل إال ْ‬
‫يكن لفاطمةَ ٌ‬ ‫فاطمة ‪ ،‬ولم ْ‬
‫‪.‬‬
‫يقوؿ َج ٍّدي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫يستطيع أ ْف َ‬
‫ُ‬ ‫وذريتهما َم ْن‬
‫فهذاف ىما ٍّ‬
‫ينتسب إلى‬ ‫شرؼ لإل ِ‬
‫نساف أ ْف‬ ‫ي ٍ‬
‫شرؼ ‪ ،‬نعم واهلل إنو ٌ‬ ‫شرؼ و أ ُّ‬
‫وسلم ‪ ،‬وىو ٌ‬
‫َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫ىذا الر ِ‬
‫جل‬

‫النبي صلى‬
‫انتسب إلى ٍّ‬
‫َ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪َ " :‬م ِن‬
‫ماـ مالك رحمو اهلل َ‬ ‫قاؿ اإل ُ‬‫حتى َ‬
‫وس ِج َن و ُش ٍّه َر بو ؛ ألنو آذى َ‬
‫رسوؿ اهلل‬ ‫ب ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫يكن كذلك ُ‬‫اهلل عليو وسلم ولم ْ‬
‫ليس منو " ‪ .‬إلى ىذه الدرجة ‪.‬‬ ‫وىو‬ ‫إليو‬ ‫ِ‬
‫النتسابو‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم‬
‫َ‬
‫فحديثُنا إذاً عن‬

‫تبارؾ وتعالى عنهما‬


‫رضي اهلل َ‬
‫علي َ‬
‫الحسن بن ّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫خبر ُّ‬ ‫يقوؿ َج ٍّدي رسوؿ اهلل ‪ ..‬عن ٍ‬
‫رجل أ َ‬ ‫رجل ُ‬ ‫حديثُنا عن ٍ‬
‫علي بن أبي‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫د‬ ‫محم‬ ‫بو‬‫أ‬ ‫إنو‬ ‫‪..‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وسلم أنو سيٍّ ٌد من ساد ِ‬
‫ات‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫طالب بن عبد المطلب بن ىاشم ‪.‬‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ِ‬
‫الخلق بأف َجده ُ‬ ‫ؼ على‬ ‫جل الذي يَ ْش ُر ُ‬
‫ىذا الر ُ‬
‫رضي اهلل عنهم وأرضاىم‬
‫علي ‪ ،‬و َجدتو خديجة ‪َ ،‬‬
‫وأف أمو فاطمةُ ‪ ،‬وأف أباه ٌّ‬
‫أجمعين ‪.‬‬
‫عيد ‪ ..‬إف حديثَنا عن ر ِ‬
‫يحانة ِ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫هيد الس ِ‬ ‫إف حديثَنا عن الش ِ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه‬ ‫د‬ ‫محم‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫عن‬ ‫م‬ ‫سنتكل‬ ‫نا‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪..‬‬ ‫عليو وسلم و ِ‬
‫حبيبو‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫علي ‪ ،‬كا َف أشبوَ الن ِ‬
‫اس َخ ْلقاً‬ ‫بن ّ‬
‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫علي وكا َف‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫يت‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫قد‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫عنو‬ ‫اهلل‬ ‫رضي‬ ‫اؿ أنس بن ٍ‬
‫مالك‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حتى ق َ ُ ُ‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم " ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أشبوَ الن ِ‬
‫اس‬
‫ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وإذا‬
‫علي يوماً بعد وفاة ٍّ‬ ‫وكا َف أبو بك ٍر مع ٍّ‬
‫بية ‪ ،‬فجاءَه أبو بك ٍر ثم أخ َذه وضمو إليو‬ ‫الص ِ‬
‫يلعب مع ٍّ‬ ‫علي ُ‬ ‫بن ٍّ‬
‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫يضحك ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫علي‬
‫بعلي " و ٌّ‬
‫ليس شبيهاً ّ‬
‫بالنبي ‪َ ...‬‬
‫قاؿ مرتجزاً ‪ " :‬بأبي شبيوٌ ّ‬
‫ثم َ‬

‫ِ‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫رضي اهلل عنو أشبوَ الن ِ‬
‫اس‬ ‫الحسن َ‬
‫ُ‬ ‫فكا َف‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬ ‫حتى قيل إف الحسن والحسين كانا ي ِ‬
‫شبهاف َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحسين فيشبوُ النبي‬ ‫سو إلى ِ‬
‫بطنو ‪ ،‬وأما‬ ‫أما الحسن فكا َف يشبوُ النبي من رأ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من أسفل ‪.‬‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ْ‬
‫ِ‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫اس ُمطْلَقاً‬ ‫كل ٍ‬
‫حاؿ ىو أشبوُ الن ِ‬ ‫فالحسن على ٍّ‬
‫ُ‬
‫في ِخ ْل َق ِتو ‪.‬‬

‫رضي اهلل عنو تزوج‬ ‫علي‬


‫ٌّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫كا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ولِ َد الحسن في الس ِنة الث ِ‬
‫الثة من الهجرةِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تبارؾ وتعالى بالحس ِن ‪،‬‬ ‫من الهجرةِ ‪ ،‬ثم رزقَهما اهلل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاطمةَ في السنة الثانية َ‬
‫الحسن ‪ ،‬فأو ُؿ ما أنجب ْتو‬ ‫نجبت فاطمةُ‬ ‫ِ‬
‫المبارؾ ‪ ،‬فأ ْ‬ ‫اج‬
‫وىو باكورةُ ىذا الزو ِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫رضي اهلل عنو سماه حرباً ‪ ،‬فلما جاءَ ُّ‬ ‫قيل إف عليّاً َ‬
‫َ‬
‫ليراهُ‬
‫فقاؿ ‪ " :‬أعطوني ولدي ألراه "‬‫َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬ماذا أسميتوه ؟ "‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ثم َ‬
‫فأخ َذه ُّ‬
‫رضي اهلل عنو ‪ :‬أسميتُو حرباً ‪.‬‬
‫علي َ‬
‫فقاؿ ٌّ‬
‫َ‬
‫سن " ‪.‬‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬بل ىو َح َ‬
‫فقاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم بهذا االسم الكريم الذي دؿ عليو ُخلُ ُقوُ‬ ‫فسماه ُّ‬
‫ِ‬
‫الفعل ‪..‬‬‫س ُن ِ‬ ‫س ُن ال ُخلُ ِق ‪َ ..‬ح َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪ ..‬فهو َح َ‬ ‫ودؿ عليو ف ْعلُوُ َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫كل ٍ‬
‫شيء‬ ‫س ٌن في ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫س ُن اإليماف ‪َ ..‬ح َ‬
‫َح َ‬
‫وسالمو‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ثم حنكو‪ ،‬أي أخ َذ تمرةً‬ ‫سماه ُّ‬
‫صبعو فمررىا في فم الحس ِن‬ ‫عليو ثم مضغَها و أخرج طعامتَها ‪ ،‬ثم أخ َذىا بأ ِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في َم ْن يُػ ْولَ ُد‬ ‫يتطعمها ‪ ،‬وىذه ُسنةٌ كا َف يصنعُها ُّ‬
‫للمسلمين أنو كا َف يحنٍّكو بالتم ِر ‪.‬‬
‫بالنبي صلى اهلل عليو‬ ‫خاص ٍّ‬ ‫حنيك ىل ىو ٌّ‬ ‫واختلف أىل ِ‬
‫الع ْل ِم في ىذا الت ِ‬
‫َ ُ‬
‫صالح ؟؟‬
‫كل ٍ‬ ‫وسلم أو أنو يحنٍّك ُّ‬
‫بالنبي‬ ‫ِ‬
‫خاص ٍّ‬ ‫األمر ٌّ‬
‫اليوـ ول ٌد ىل يُ ْش َرعُ تحني ُكو ْأـ أف ىذا َ‬
‫أي إنو إذا ُول َد َ‬
‫المو عليو ؟؟؟‬
‫صلوات ربٍّي وس ُ‬
‫ُ‬ ‫مبارؾ‬
‫شخص ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ؛ ألنو‬
‫بالنبي صلى اهلل عليو‬
‫خاص ٍّ‬ ‫تبارؾ وتعالى ‪ -‬أف ىذا ٌّ‬ ‫ْم عند اهلل َ‬ ‫ِ‬
‫واألظهر ‪ -‬والعل ُ‬
‫ُ‬
‫وسلم‬
‫النبي‬
‫والدىم إلى ٍّ‬‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كانوا يأتوف بأ ِ‬ ‫صحاب ٍّ‬ ‫ولذلك أ‬
‫ُ‬
‫بنص ِ‬
‫كتاب اهلل و‬ ‫مبارؾ ٍّ‬
‫رجل ٌ‬ ‫نو‬ ‫أل‬ ‫‪،‬‬ ‫كهم‬ ‫ن‬
‫ٍّ‬ ‫ليح‬ ‫وا‬‫د‬‫ُ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم إذا ولِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُسن ِة نبيٍّو صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫فالقص ُد أف النبي صلى اهلل عليو وسلم سماه ثم حنكو صلى اهلل عليو وسلم‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫قاـ ُّ‬‫يذبح عن الحس ِن ‪ ،‬بل َ‬
‫لعلي أ ْف َ‬
‫وعق عنو ‪ ،‬ولم يأذ ْف ٍّ‬
‫َ‬
‫ذبح عنو‬ ‫ذبح عن الحس ِن كبشاً ‪ ،‬وىذا ٌ‬
‫جائز ‪ ،‬وذلك أف الذ َك َر يُ ُ‬ ‫وسلم و َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عن‬
‫فذبح ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بكبش واحد ‪َ ،‬‬ ‫ويجوز أ ْف يكتفي‬
‫ُ‬ ‫كبشاف‬
‫تبارؾ وتعالى عنهما ‪.‬‬
‫رضي اهلل َ‬ ‫ٍ‬
‫بكبش َ‬ ‫ٍ‬
‫بكبش وعن الحسي ِن‬ ‫الحس ِن‬

‫بالنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وبالتالي كا َف وسيماً‬


‫الحسن كما قلنا شبيهاً ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫كا َف‬
‫جميالً ‪ ،‬وكا َف َديٍّناً َوِرعاً جواداً رضوا ُف اهلل َ‬
‫تبارؾ وتعالى عليو ‪.‬‬

‫سمعك‬ ‫س ِن ‪ :‬يا بني ‪ ،‬إني أح ُّ‬


‫ب أ ْف أ َ‬ ‫للح َ‬
‫يقوؿ َ‬
‫بن أبي طالب يوماً ُ‬
‫علي ُ‬
‫وكا َف ُّ‬
‫تخطب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫اؾ ‪.‬‬‫حيث أر َ‬
‫أخطب ُ‬ ‫َ‬ ‫الحسن ‪ :‬يا أبتي ‪ ،‬إني أستحيي أ ْف‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ‬
‫َ‬
‫اؾ وأخطب ال أستطيع ‪ ..‬احتراماً أل ِ‬
‫بيو ‪.‬‬ ‫يعني أر َ‬
‫ُ‬
‫الحسن‬
‫ُ‬ ‫فقاـ‬
‫الحسن ‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫بحيث ال يراهُ‬
‫ُ‬ ‫خلف الن ِ‬
‫اس‬ ‫وجلس َ‬ ‫َ‬ ‫علي يوماً‬
‫فجاءَ ٌّ‬
‫وخطب خطبةً بليغةً فصيحةً ‪ ،‬فلما قضى‬ ‫َ‬
‫ض واللو س ِم ِ‬ ‫قاؿ علي رضي اهلل عنو ‪ " :‬ذُ ٍّريةً بػع ُ ِ‬
‫يم (‪)34‬‬ ‫ض َها م ْن بَػ ْع ٍ َ ُ َ ٌ‬
‫يع َعل ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ ٌّ َ‬
‫"سورة آؿ عمراف ‪.‬‬
‫من ٍ‬
‫بعض ‪...‬‬ ‫ضها ْ‬‫ذرية بع ُ‬
‫إي واهلل الذي ال إلوَ إال ىو ٍّ‬
‫ليس َج ُّده رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ؟؟‬
‫أ َ‬
‫تبارؾ وتعالى عنو ؟؟‬
‫رضي اهلل َ‬
‫علي بن أبي طالب َ‬
‫ليس أبوه ّ‬
‫أ َ‬
‫بلى إنو كذلك ‪.‬‬

‫تبارؾ وتعالى عنهما كا َف من أ ِ‬


‫كرـ ال َخ ْل ِق‬ ‫رضي اهلل َ‬
‫ْ‬ ‫علي َ‬
‫الحسن بن ّ‬

‫تبارؾ وتعالى‬ ‫من األياـ َمر على ٍ‬


‫رجل يدعو ويسأؿ اهلل َ‬ ‫ٍ‬
‫*‪ -‬في يوـ َ‬
‫يقوؿ ‪ :‬اللهم إني أسألُك عشرَة آ ِ‬
‫الؼ درىم ‪.‬‬ ‫فإذا ىذا الرجل ُ‬
‫محتاج إلى ىذا ِ‬
‫الماؿ‬ ‫ٌ‬ ‫لعلو‬
‫فقاؿ ‪ :‬اللهم إني أسألُك عشرةَ آ ِ‬
‫الؼ درىم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫بيتو وأتى بعشرةِ آ ِ‬
‫الؼ درىم وأعطاىا إياه‬ ‫فذىب الحسن رضي اهلل عنو إلى ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫استجابةً منو لدعا ِء ىذا الر ُج ِل لربٍّو َ‬
‫تبارؾ وتعالى ‪.‬‬

‫ات ‪.‬‬‫ثالث مر ٍ‬
‫قاسم اهلل مالَو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه أنو َ‬ ‫*‪ -‬و م ْن كرمو َ‬
‫يجعل مالَو قِسمين ‪ ،‬نصف بالنٍّصف ‪ ،‬ثم‬ ‫ثم‬ ‫ياـ‬ ‫األ‬ ‫من‬ ‫يعني يأتي في ٍ‬
‫يوـ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫بمالو كلٍّو مرتين في ِ‬
‫حياتو ‪،‬‬ ‫ات ‪ ،‬وتصدؽ ِ‬ ‫ث مر ٍ‬ ‫ِ‬
‫بنصفو ‪ ،‬فعلَها ثال َ‬ ‫يتصدؽ‬
‫ضي اهلل‬ ‫مالو كلٍّو في ِ‬ ‫تخلص من ِ‬
‫تبارؾ وتعالى ‪ ،‬ثم رزقَو اهلل وىكذا ر َ‬
‫سبيل اهلل َ‬ ‫ْ‬
‫تبارؾ وتعالى عنو وأرضاه ‪.‬‬
‫َ‬
‫قبل أ ْف نتكلم‬ ‫فضل الحس ِن َ‬
‫رضي اهلل عنو ‪ ،‬و َ‬ ‫وردت أحاديث ونصوص في ِ‬
‫ْ‬
‫صوص الخاص ِة بو‬
‫عن ىذه النُّ ِ‬
‫صوص العامة ‪ِ ،‬م ْن ذلك ‪:‬‬
‫نتكلم عن النُّ ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫صلُّو َف َعلَى النب ٍّي يَا أَيُّػ َها الذ َ‬
‫ين‬ ‫*‪ -‬قوؿ اهلل تبارؾ وتعالى ‪ " :‬إِف اللوَ َوَمالئ َكتَوُ يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما (‪" )56‬سورة األحزاب ‪.‬‬ ‫صلُّوا َعلَْيو َو َسلٍّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫آمنُوا َ‬
‫َ‬
‫النبي‬
‫نبي صلى اهلل عليو وسلم ىذه اآلية جاؤوا إلى ٍّ‬ ‫صحاب ال ٍّ‬
‫ُ‬ ‫سمع أ‬
‫لما َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬
‫فكيف نصلٍّي عليك ؟‬ ‫َ‬ ‫رسوؿ اهلل عرفْنا كيف نسلٍّم عليك‬ ‫فقالوا ‪ :‬يا َ‬
‫ص ٍّل على محمد وعلى ِ‬
‫آؿ‬ ‫فقاؿ لهم صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬قولوا اللهم َ‬ ‫َ‬
‫بارؾ على محمد وعلى آ ِؿ محمد‬
‫يت على آ ِؿ إبراىيم ‪ ،‬اللهم ْ‬
‫محمد كما صل َ‬
‫كت على آ ِؿ إبراىيم " ‪.‬‬
‫كما بار َ‬
‫من آ ِؿ محمد بال َش ّ‬
‫ك‬ ‫والحسن ْ‬
‫ُ‬

‫الحسن يأخ ُذ تمرةً‬


‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً في الطر ِيق فرأى‬
‫*‪ -‬وكا َف ُّ‬
‫دقة فأخ َذىا منو‬‫من الص ِ‬
‫َ‬
‫وقاؿ ‪ " :‬كِ ْخ كِ ْخ " ‪.‬‬
‫َ‬
‫تحل لمحمد وال ِ‬
‫آلؿ محمد " ‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ " :‬إنها ال ُّ‬
‫ثم َ‬
‫وسالمو على محمد‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫أخص آ ِؿ محمد‬
‫من ٍّ‬ ‫فهو ْ‬
‫ىل بيتي ‪،‬‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً ‪ " :‬أ ٍّ‬
‫ذكركم اهلل أ َ‬ ‫قاؿ ُّ‬‫*‪ -‬لما َ‬
‫ذكركم اهلل أىل بيتي " ‪ ،‬الحسن من رؤوس آ ِؿ ِ‬
‫بيت‬ ‫ىل بيتي ‪ ،‬أ ٍّ‬ ‫أ ٍّ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ذكركم اهلل أ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫ٍّ‬

‫تارؾ فيكم ثَػ َقلَي ِن أح ُدىما‬


‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬إني ٌ‬
‫قاؿ ُّ‬‫*‪ -‬بل َ‬
‫وقاؿ ‪ " :‬آؿ بيتي " ‪.‬‬
‫ذكر الثقل الثاني َ‬‫كتاب اهلل " ثم َ‬
‫ِ‬
‫والعناية بو‬ ‫ِ‬
‫برعايتو‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫أمر ُّ‬ ‫من ذلك الثّقل الذي َ‬‫فهو ْ‬
‫ِ‬
‫وح ْف ِظ ِو و احتر ِ‬
‫امو ومحبت ِو ‪.‬‬
‫تبارؾ وتعالى عنو وأرضاه‬
‫رضي اهلل َ‬‫علي َ‬
‫بن ٍّ‬ ‫الحسن ُ‬
‫ُ‬ ‫ىذا ىو‬

‫رضي اهلل عنها‬ ‫ِ‬


‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً في بيت عائشةَ َ‬
‫*‪ -‬كا َف ُّ‬
‫الحسن ‪ ،‬ثم جاءَ‬
‫ُ‬ ‫علي ‪ ،‬ثم جاءَ‬
‫خلت عليو فاطمةُ ‪ ،‬فدعا عليّاً ‪ ،‬فجاءَ ٌّ‬‫فد ْ‬
‫صلوات‬
‫ُ‬ ‫بكساء ‪ ،‬أي غطاىم بعباءَتو ( بشتو ) غطاىم‬ ‫ٍ‬ ‫الحسين ‪ ،‬ثم جللهم‬
‫ُ‬
‫علي وفاطمة والحسن والحسين )‬ ‫وسالمو عليو ( ّ‬‫ُ‬ ‫ربٍّي‬
‫وطهرىم‬
‫س ٍّ‬ ‫ج‬ ‫الر‬
‫ٍّ‬ ‫عنهم‬ ‫ذىب‬ ‫أ‬ ‫هم‬ ‫الل‬ ‫‪،‬‬ ‫بيتي‬ ‫ىل‬ ‫أ‬ ‫قاؿ ‪ " :‬اللهم ِ‬
‫ىؤالء‬ ‫ثم َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫تطهيراً " ‪.‬‬
‫تبارؾ وتعالى ‪" :‬‬
‫قوؿ اهلل َ‬ ‫وسالمو عليو ‪ ،‬وقرأ عليهم َ‬ ‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫فدعا لهم‬
‫الر ْجس أ َْىل الْبػ ْي ِ‬
‫ت َويُطَ ٍّه َرُك ْم تَطْ ِه ًيرا (‪)33‬‬ ‫‪ ...‬إِنما ي ِري ُد اللو لِي ْذ ِ‬
‫ب َع ْن ُك ُم ٍّ َ َ َ‬ ‫ى‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫"سورة األحزاب ‪.‬‬

‫النبي‬ ‫*‪ -‬في ٍ‬


‫من نجرا َف ‪ -‬وكانوا نصارى ‪ -‬جاؤوا إلى ٍّ‬
‫من األياـ جاءَ وف ٌد ْ‬
‫َ‬ ‫يوـ‬
‫تبارؾ وتعالى ‪ " :‬إِف‬
‫قوؿ اهلل َ‬
‫فنزؿ ُ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم وناظروه في عيسى َ‬
‫ين(‪" )33‬‬ ‫ِ‬ ‫آؿ إِبػر ِاىيم و َ ِ‬
‫آؿ ع ْم َرا َف َعلَى ال َْعالَم َ‬ ‫وحا َو َ ْ َ َ َ‬‫آد َـ َونُ ً‬
‫اصطََفى َ‬
‫اللوَ ْ‬
‫سورة آؿ عمراف‬
‫النبي صلى اهلل‬
‫عليهم ُّ‬
‫ُ‬ ‫تبارؾ وتعالى العقيد َة في عيسى ‪ ،‬فقرأ‬
‫ذكر اهلل َ‬
‫ثم َ‬
‫وم ْن يكو ُف عند المسلمين‬
‫عليو وسلم ىذه اآليات ‪ ،‬وعرفوا ما ىو عيسى َ‬
‫ولكنهم عاندوا و أبَوا أ ْف يتبعوا النبي محمداً صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫ك فِ ِيو ِم ْن بَػ ْع ِد‬‫تبارؾ وتعالى قولَو جل وعال ‪ " :‬فَ َم ْن َحاج َ‬ ‫نزؿ اهلل َ‬ ‫عندىا أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما ج ِ ِ‬
‫اء ُك ْم‬
‫اءنَا َون َس َ‬ ‫اء ُك ْم َون َس َ‬ ‫اء َؾ م َن الْعل ِْم فَػ ُق ْل تَػ َعالَ ْوا نَ ْدعُ أَبْػنَ َ‬
‫اءنَا َوأَبْػنَ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ين(‪" )61‬‬ ‫وأَنْػ ُفسنَا وأَنْػ ُفس ُكم ثُم نَػبتَ ِهل فَػنَجعل لَ ْعنَةَ الل ِو َعلَى الْ َك ِ‬
‫اذبِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ ْ َْ ْ‬
‫سورة آؿ عمراف‬
‫ِ‬
‫المباىلة ‪ ،‬فوافقوا‬ ‫فدعاىم إلى‬
‫فقاؿ ‪ :‬الموعد غداً ‪.‬‬
‫َ‬
‫والحسن‬ ‫علي وفاطمةُ‬‫وسالمو عليو ومعو ٌّ‬ ‫صلوات ربٍّي‬ ‫النبي من ٍ‬
‫غد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فجاءَ ُّ ْ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫باىل بهم‬
‫والحسين ليُ َ‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وفي فِ ْعلِ ِو‬ ‫عيني ٍّ‬ ‫الجد في ٍّ‬ ‫فلما رأى نصارى نجراف ِ‬
‫أبَوا المباىلةَ ‪.‬‬
‫رسل معنا َم ْن يعلٍّمنا ‪.‬‬
‫ولكن أ ْ‬ ‫وقالوا ‪ :‬ال نباىلُك ْ‬
‫رضي اهلل‬ ‫بن الجراح َ‬ ‫عامر َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم أبا عبيدةَ َ‬ ‫معهم ُّ‬
‫رسل ُ‬‫فأ َ‬
‫عنو ‪.‬‬

‫من‬
‫جاءت فيهما معاً ‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫نصوص‬
‫ٌ‬ ‫فضائل ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اجتمعت فيهما‬
‫ْ‬ ‫الحسن والحسين‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫قاؿ ‪ " :‬الحسن والحسين سيٍّدا ِ‬
‫شباب‬ ‫*‪ -‬إف النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬
‫أى ِل الجنة " ‪.‬‬
‫من ىذا ؟؟‬
‫عظم ْ‬ ‫ي ٍ‬
‫فضل أ ُ‬ ‫أ ُّ‬
‫" سيٍّدا ِ‬
‫شباب أ ِ‬
‫ىل الجنة "‬
‫يم سيٍّد ‪ ..‬و سيٍّدا‬
‫ظ الكر َ‬‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ىذا اللف َ‬
‫طلق عليهما ُّ‬
‫فيُ ُ‬
‫تبارؾ وتعالى عنهما ‪.‬‬
‫رضي اهلل َ‬ ‫ِ‬
‫شباب أ ِ‬
‫ىل الجنة جميعاً َ‬
‫مر‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ال ال‪ ..‬ليس األ ُ‬‫جل أنهما ابنا ّ‬‫وليس ىذا أل ِ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫قلبو ِ ِ‬ ‫كذلك بل " إف أكرمكم عند اهلل أتقاكم " ‪ ،‬لما وقَػر في ِ‬
‫وقلب أخيو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫تبارؾ‬
‫كة عند اهلل َ‬ ‫رجة المبار ِ‬
‫بحيث ارتفع إلى ىذه الد ِ‬ ‫التقوى واإليماف ٍّ‬
‫والدين‬
‫ُ َ‬
‫وتعالى ‪.‬‬

‫رجل يسألُو‬ ‫ِ‬


‫بن عمر يوماً في المدينة فجاءَه ٌ‬ ‫*‪ -‬كا َف عب ُد اهلل ُ‬
‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫للذ ِ‬
‫باب في‬ ‫ِ‬
‫المحرـ ُّ‬ ‫وؿ في قَػ ْت ِل‬
‫فقاؿ لو ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬ماذا تق ُ‬
‫َ‬
‫؟؟‬
‫ِ‬
‫المسجد ؟؟‬ ‫باب خاصةً إذا كا َف في‬ ‫الذ َ‬‫للم ْح ِرِـ أ ْف يقتل ُّ‬
‫يجوز ُ‬‫يعني ىل ُ‬
‫َ‬
‫بن عُ َم َر ‪ِ :‬م ْن أين أ َ‬
‫نت ؟؟‬ ‫فقاؿ لو عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫نت ؟‬ ‫ي ِ‬
‫البالد أ َ‬ ‫من أ ٍّ‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬من العر ِ‬
‫اؽ ‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫اؽ تقتلوف ابن ِ‬
‫بنت ِ‬
‫رسوؿ اهلل‬ ‫عجبت لكم أىل العر ِ‬ ‫بن عُ َم َر ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فقاؿ عب ُد اهلل ُ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو وتسألوف عن ِ‬
‫قتل‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم ( يعني الحسين ) َ‬
‫ِ‬
‫المسجد ؟؟!!‬ ‫باب في‬‫الذ ِ‬
‫ُّ‬
‫يقوؿ عن الحسن والحسين ‪" :‬‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ُ‬
‫سمعت َ‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫من ُّ‬
‫الدنيا "‬ ‫ىما ريحانتي َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم عن‬
‫يخبر ُّ‬ ‫من ُّ‬
‫الدنيا " ‪ ،‬ىكذا ُ‬ ‫" ىما ريحانتي َ‬
‫الحسن والحسين ‪.‬‬

‫ِ‬
‫بكلمات اهلل‬ ‫وسالمو عليو للحسن والحسين ‪ " :‬أعوذُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫يقوؿ‬
‫*‪ُ -‬‬
‫ُ‬
‫كل عي ٍن المة " ‪.‬‬
‫ومن ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫كل شيطاف وىامة ْ‬
‫من ٍّ‬
‫التامة ْ‬
‫يعوذُ بهما الحسن والحسين‬
‫يعوذىما‬
‫سماعيل وإسحا َؽ " ‪ ،‬فكا َف ٍّ‬
‫َ‬ ‫اىيم إ‬
‫يعوذ إبر ُ‬
‫يقوؿ ‪ " :‬بهذا كا َف ٍّ‬
‫ثم ُ‬
‫إسماعيل وإسحا َؽ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اىيم‬
‫يعوذ بو إبر ُ‬
‫وسالمو عليو بما ٍّ‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬
‫ضهما‬
‫وم ْن أبغ َ‬
‫وقاؿ لهما يوماً ‪ " :‬اللهم إني أحبُّهما ‪َ ،‬م ْن أحبهما أحبني ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫ضني " ‪ ،‬ىكذا يُعلنُها‬
‫أبغ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫ىذاف ىما ريحانتا ٍّ‬

‫ورد فيو خاصة ‪.‬‬‫الحسن وما َ‬


‫ُ‬ ‫أما‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم وىو يصلٍّي‬ ‫ٍ‬
‫من األياـ إلى ٍّ‬
‫الحسن في يوـ َ‬
‫ُ‬ ‫فقد جاءَ‬
‫اس ‪ ،‬وىي صالةُ العصر ‪.‬‬‫بالن ِ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم في الصالةِ َ‬
‫فأطاؿ‬ ‫بن أوس ‪ :‬سج َد ُّ‬
‫يقوؿ شداد ُ‬
‫ُ‬
‫أمر !!!‬
‫أصاب النبي صلى اهلل عليو وسلم ٌ‬
‫َ‬ ‫خشيت أ ْف يكو َف قد‬
‫ُ‬ ‫جود حتى‬
‫الس َ‬
‫ُّ‬
‫أطاؿ كثيراً في ىذه السجدةِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ساج ٌد وإذا‬
‫فرفعت رأسي ألرى ‪ ،‬فإذا ُّ‬
‫ُ‬ ‫يقوؿ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫فسجدت واطمأف قلبي‬
‫ُ‬ ‫اكب ‪،‬‬ ‫الحسن على ظه ِر ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ر ٌ‬ ‫ُ‬
‫أنو ال يوج ُد إال الخير ‪.‬‬
‫وسالمو عليو الصالةَ سألَو أصحابُو ألنهم لم‬
‫ُ‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫النبي‬
‫فلما قضى ُّ‬
‫رؤوسهم ولم َيروا شيئاً‬
‫يرفعوا َ‬
‫جود !!!‬
‫الس َ‬‫طلت ُّ‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬أ َ‬
‫فقالوا ‪ :‬يا َ‬
‫فكرىت أ ْف أُ ْع ِجلَو حتى‬
‫ُ‬ ‫فقاؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪ ":‬إف ابني ارتحلَني‬
‫َ‬
‫يقضي حاجتَو "‬
‫الس ِ‬
‫جود ‪.‬‬ ‫من ُّ‬
‫أسو َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ر َ‬
‫رفع ُّ‬‫ونزؿ َ‬
‫فلما قضى َ‬

‫الشيخ يكلم أحد الحضور ‪ :‬يعني اآلف أبو معاذ لو أنك‬


‫السجود وعلم الناس ‪ ،‬ماذا يصنعوف‬
‫طلت ُّ‬
‫فعلتها ‪ ،‬صليت وارتحلك ابنك ‪ ،‬وأ َ‬
‫؟؟‬
‫شكوى إلى األوقاؼ مباشرة ‪..‬ألف ىذا نظر الناس ‪.‬‬
‫يقوؿ ‪ " :‬إف ابني ارتحلَني‬ ‫لك ِن انظروا فِ ْقوَ ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ُ ،‬‬
‫فكرىت أ ْف أُ ْع ِجلَو حتى يقضي حاجتَو " ‪.‬‬
‫ُ‬
‫النبي صلى اهلل عليو‬
‫قاـ ُّ‬ ‫ونزؿ عن ظه ِر ٍّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم َ‬ ‫حتى اكتفى َ‬
‫رضي اهلل عنو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم لهذا الغالـ َ‬
‫دليل محبة ٍّ‬
‫وسلم ‪ ،‬وىذا ُ‬
‫وصلى اهلل على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬

‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬


‫قاؿ لو ُّ‬
‫تبارؾ وتعالى عنو َ‬
‫رضي اهلل َ‬
‫علي َ‬
‫بن ٍّ‬
‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫يوماً ىو وأسامة ‪ " :‬اللهم إني أحبُّهما فأحبهما وأحب َم ْن يحبُّهما " ‪.‬‬
‫اللهم إنا نُشه ُدؾ على حبٍّهما ‪..‬‬
‫اللهم إنا نُشه ُدؾ على حبٍّهما ‪..‬‬
‫اللهم إف نُشه ُدؾ على حبٍّهما ‪..‬‬

‫وقاؿ لو يوماً خاصة ‪ " :‬اللهم إني أحبُّو فأحبو وأحب َم ْن يحبُّو " ‪.‬‬
‫َ‬
‫علي ‪.‬‬
‫بن ّ‬‫الحسن َ‬
‫َ‬ ‫يعني‬
‫ِ‬
‫سادات بني تميم ‪،‬‬ ‫من‬
‫النبي يوماً جالساً ومعو األقرع بن حابس ‪ ،‬سيٍّ ٌد ْ‬
‫وكا َف ُّ‬
‫فاستنكر‬
‫َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم أخ َذه وقبلو ‪،‬‬
‫الحسن ‪ ،‬فلما رآه ُّ‬
‫ُ‬ ‫فجاءَ‬
‫بن حابس‬‫األقرعُ ُ‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ :‬أتقبٍّلوف أوال َدكم ؟؟‬
‫فقاؿ ٍّ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ " :‬نعم " ‪.‬‬
‫قاؿ ُّ‬
‫َ‬
‫لت أحداً منهم ‪.‬‬ ‫فقاؿ األقرعُ ‪ :‬إف لي عشرةً من ِ‬
‫الولد ما قب ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫لت أحداً منهم ‪.‬‬ ‫رواية ‪ :‬إنو قد ظهر الشعر في ِ‬
‫وجوىهم ما قب ُ‬ ‫وفي ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ؟؟‬
‫قاؿ لو ُّ‬ ‫فماذا َ‬
‫من قلبِك ‪َ ،‬م ْن ال يرحم ال‬
‫نزع الرحمةَ ْ‬
‫أصنع لك إ ْف كا َف اهلل َ‬
‫قاؿ ‪ " :‬وماذا ُ‬
‫َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫يُرحم " ‪ ،‬ىكذا يقولُها ُّ‬

‫علي (‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫يحمل‬ ‫وىو‬ ‫المنبر‬ ‫م‬ ‫وسل‬ ‫عليو‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫النبي‬ ‫د‬ ‫صع‬ ‫وفي ٍ‬
‫يوـ‬
‫َ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫والحسن كا َف صغيراً ‪ ،‬توفٍّي ا ُّ‬
‫سنوات‬ ‫لنبي صلى اهلل عليو وسلم وللحس ِن ُ‬
‫سبع‬ ‫ُ‬
‫)‪.‬‬
‫صلح بو بين فئتين‬
‫اس ‪ " :‬إف ابني ىذا سيٍّد ‪ ،‬ولعل اهلل أ ْف يُ َ‬ ‫قاؿ للن ِ‬
‫ثم َ‬
‫من المسلمين " ‪.‬‬
‫عظيمتين َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم كما سيأتي ذكره إ ْف شاءَ اهلل‬
‫قت نبوءةُ ٍّ‬
‫وقد تحق ْ‬
‫تبارؾ و تعالى ‪.‬‬

‫النبي صلى اهلل عليو وسلم‬


‫من ٍّ‬ ‫الحديث َ‬
‫َ‬ ‫سمع ىذا‬
‫رضي اهلل عنو لما َ‬
‫أبو ىريرة َ‬
‫من الناس فمر‬ ‫ٍ‬ ‫عهد ٍ‬‫‪ ،‬وذلك بعد ٍ‬
‫طويل كا َف أبو ىريرَة جالساً مع جماعة َ‬
‫الـ ‪،‬‬
‫الحسن عليهم ورد الس َ‬
‫ُ‬
‫الـ عليكم ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬الس ُ‬
‫َ‬
‫يسمع‬
‫ْ‬ ‫الـ ألنو لم‬
‫الـ ولم ير ّد أبو ىريرَة الس َ‬
‫فردُّوا عليو الس َ‬
‫علي‬
‫بن ّ‬‫الحسن ُ‬
‫ُ‬ ‫رجل ألبي ىريرةَ ‪ :‬سلم‬
‫قاؿ ٌ‬ ‫جاوزىم ) َ‬ ‫الحسن ( َ‬
‫ُ‬ ‫فلما تحرؾ‬
‫ولم تر ّد عليو السالـ !!!‬
‫قاؿ ‪ :‬أين ىو ؟‬
‫َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ذاؾ ىو ‪.‬‬
‫َ‬
‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫الـ يا سيٍّدي ‪ ،‬فقد‬
‫وعليك الس ُ‬
‫َ‬ ‫قاؿ ‪" :‬‬
‫فذىب إليو أبو ىريرةَ ‪ ،‬ف َ‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وىو على المنب ِر ُ‬
‫يقوؿ ‪ " :‬إف ابني ىذا سيٍّد ‪،‬‬ ‫َ‬
‫من المسلمين " ‪.‬‬
‫صلح بو بين فئتين عظيمتين َ‬
‫ولعل اهلل أ ْف يُ َ‬
‫الـ عليك يا سيٍّدي ‪.‬‬
‫يقوؿ ‪ :‬الس ُ‬
‫ُ‬

‫اكشف لي عن ُسرتك ‪.‬‬


‫ْ‬ ‫فقاؿ لو ‪ :‬يا أبا محمد‬
‫وجاءَه يوماً أبو ىريرةَ َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ولماذا ؟‬
‫َ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم يقبٍّل ُسرتك فأري ُد أ ْف أقبٍّل‬
‫أيت َ‬ ‫قاؿ ‪ :‬قد ر ُ‬‫َ‬
‫الحسن عن ُسر ِتو ‪ ،‬فقبل‬
‫ُ‬ ‫فكشف لو‬
‫َ‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪،‬‬
‫ُمقبل ُ‬
‫تبارؾ وتعالى عنهم أجمعين ‪.‬‬ ‫رضي اهلل َ‬
‫علي َ‬ ‫أبو ىريرةَ ُسرةَ الحس ِن ب ِن ّ‬
‫ذكرىا‬
‫كل ىذه األحاديث التي أ ً‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً ‪ -‬و ُّ‬
‫ورآه ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يوماً و رأى الحسين ( الحسن و‬
‫صحيحةٌ ‪ -‬رآه ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫الحسين صغيراف ) فرآىما ُّ‬
‫علي " ‪.‬‬ ‫يشير للحس ِن ‪ -‬مني وحسين ْ‬
‫من ّ‬ ‫فقاؿ ‪ :‬ىذا ‪ُ -‬‬ ‫َ‬
‫أقرب إلى‬
‫الحسن َ‬
‫ُ‬ ‫بعلي ‪ ،‬وىكذا كانا ‪ ،‬فكا َف‬
‫يعني ىذا أشبوُ بي وحسين أشبوُ ّ‬
‫تبارؾ‬
‫رضي اهلل َ‬
‫علي َ‬
‫أقرب إلى ٍّ‬
‫الحسين َ‬‫ُ‬ ‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وكا َف‬
‫ٍّ‬
‫وتعالى عنهم وصلى اهلل على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬

‫لي‬ ‫ع‬ ‫عن‬ ‫ر‬ ‫أما عبادتُو رضي اهلل عنو وأرضاه فكا َف كما ذُكِر ‪ ،‬ذُكِر ىذا عنو وذُكِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بن‬
‫علي ُ‬
‫الحسن وفعلَو ُّ‬
‫ُ‬ ‫فعل ىذا‬
‫بن الحسين ‪ ،‬و أيّاً كا َف فال يُستعبد أ ْف يكو َف َ‬
‫الحسين ‪.‬‬
‫يقوؿ ‪ :‬كا َف إذا توضأ يتغير لونُو !!!‬
‫ُ‬
‫لك ؟؟؟!!‬
‫فيقولوف لو ‪ :‬ما َ‬
‫يدخل على ذي العرش أ ْف يتغير لونُو ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اد أ ْف‬
‫لمن أر َ‬
‫حق ْ‬‫يقوؿ ‪ٌّ :‬‬
‫ف ُ‬
‫اد أ ْف يدخ َل على ذي العرش أ ْف يتغير لونُو ‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫حق على َم ْن أر َ‬
‫قاـ أح ُدكم يصلٍّي فإنما يُناجي‬
‫يقوؿ ‪ " :‬إذا َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ُ‬ ‫ولذلك ُّ‬
‫فلينظر أح ُدكم َم ْن يُناجي " ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ربو ‪،‬‬
‫لك ؟!!‬ ‫علي ب ِن الحسين أنو كا َف ُ‬
‫يقوؿ لما تغير لونُو وقالوا لو ‪ :‬ما َ‬ ‫وجاءَ عن ٍّ‬
‫قاؿ ‪ :‬أال تدروف َم ْن سأناجي ؟؟؟ إني سأناجي اهلل سبحانو وتعالى ‪.‬‬
‫َ‬
‫تبارؾ‬ ‫رب ِ‬
‫العزة َ‬ ‫ويقف بين يدي ٍّ‬‫الخوؼ والرىبةَ والحب عندما يأتي ُ‬
‫َ‬ ‫فيستشعر‬
‫قسمت الصال َة بيني وبين عبدي نصفين‬
‫ُ‬ ‫قاؿ اهلل جل وعال ‪" :‬‬
‫وتعالى ‪ ،‬كما َ‬
‫ولعبدي ما سأؿ‬
‫ين "‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬‫ْح ْم ُد لِل ِو َر ٍّ‬
‫قاؿ العب ُد ‪ " :‬ال َ‬
‫فإذا َ‬
‫قاؿ اهلل تعالى ‪ :‬حمدني عبدي ‪.‬‬ ‫َ‬
‫يم "‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ " :‬الر ْح َم ِن الرِح ِ‬ ‫وإذا َ‬
‫قاؿ اهلل تعالى ‪ :‬أثنى علي عبدي ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ك يَػ ْوِـ الدٍّي ِن " ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ " :‬مالِ ِ‬
‫َ‬ ‫وإذا َ‬
‫قاؿ ‪ :‬مجدني عبدي ‪...‬و ىكذا‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عالقةٌ بين العبد و بين ربٍّو في الصالة ‪ ،‬بخالؼ صالة كثي ٍر َ‬
‫من المسلمين ‪،‬‬
‫تبارؾ وتعالى والمناجاة التي كا َف ُّ‬
‫يلتذ‬ ‫الوقوؼ بين يدي اهلل َ‬
‫َ‬ ‫ال يستشعروف ىذا‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫بها ُّ‬
‫دخل الصالةَ ألنو‬
‫تاح إذا َ‬ ‫أرحنا بها " ‪ ،‬كا َف ير ُ‬
‫يقوؿ لبالؿ ‪ْ " :‬‬
‫ولذلك كا َف ُ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫يشعر بهذه المناجاةِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫يجلس في مصاله إلى أ ْف تُ ْش ِر َؽ‬


‫ُ‬ ‫الفجر‬
‫َ‬ ‫علي إذا صلى‬
‫بن ّ‬‫الحسن ُ‬
‫ُ‬ ‫كا َف‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم يسلٍّم‬ ‫أزواج ٍّ‬ ‫الشمس ثم بعد ذلك يذىب إلى ِ‬
‫بيوت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫زوجات‬
‫ُ‬ ‫هات المؤمنين و‬
‫للنبي صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬ألنهن أم ُ‬
‫عليهن إكراماً ٍّ‬
‫وسالمو عليو ‪.‬‬ ‫صلوات ربٍّي‬
‫ُ‬ ‫جدٍّهِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫علي ذكروا أنو حج خمساً وعشرين مرة ‪ ،‬وذُكِ َر أنو حجها ماشياً‬
‫بن ّ‬‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫على ِ‬
‫قدميو‬
‫َ‬
‫فتنازؿ عن ىذا كلٍّو في ِ‬
‫سبيل‬ ‫َ‬ ‫أما ُز ْى ُده فقد كا َف خليفةً للمسلمين وأميراً لهم‬
‫الحسن عن‬ ‫تنازؿ فيو‬
‫العاـ الذي َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫جم ِع كلمة المسلمين ‪ ،‬ولذلك ُس ٍّم َي ُ‬
‫شمل األمة بعد أ ْف كا َف قد تفرؽ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الخالفة بعاـ الجماعة ‪ ،‬ألنو لم َ‬

‫سالمت‬
‫ُ‬ ‫كانت جماجم ِ‬
‫العرب بيدي ‪ ،‬يُسالموف َم ْن‬ ‫قاؿ يوماً ‪ْ :‬‬ ‫علي َ‬
‫بن ٍّ‬
‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫بت ‪ ،‬فتركتُها اتٍّقاء ِ‬
‫وجو اهلل ‪.‬‬ ‫ويحاربوف َم ْن حار ُ‬
‫َ‬
‫كرسي ويقاتل وكذا ‪ ،‬أبداً ‪ ..‬ترَكو‬
‫ألجل ّ‬ ‫يتقرب إلى اهلل تعالى بهذا ‪ ،‬ال يتنازع ِ‬
‫تبارؾ وتعالى ‪.‬‬ ‫كلو ِ‬
‫لوجو اهلل َ‬

‫ومن ُزىدهِ قولُو ‪:‬‬


‫ْ‬
‫اح ِ‬
‫الماء تكفيني‬ ‫من قَػ َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خسيس الخبز تُشبعُني*** وشربةٌ ْ‬ ‫من‬
‫لَكسرةٌ ْ‬
‫ت تكيفي لتكفيني‬ ‫تسترني **حيّاً ‪ ،‬وإ ْف ِم ُّ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫دقيق الثوب ُ‬ ‫و طَرةٌ ْ‬
‫أي تكفيني لتكو َف كفناً لي‬

‫رضي اهلل عنو ‪:‬‬


‫ويقوؿ َ‬
‫ُ‬
‫ات ُدنيا ال بقاءَ لها ** إف اغتراراً بِ ِظ ٍّل ز ٍ‬
‫ائل ُح ْم ُق‬ ‫يا أىل لذ ِ‬
‫َ‬
‫ائل ال شك أنو أحمق ‪.‬‬ ‫يغتر بِ ِظ ٍّل ز ٍ‬
‫نعم ‪ ..‬الذي ّ‬
‫جماعة م َن الفقر ِاء وإذا ىم يأكلوف‬ ‫ٍ‬ ‫رضي اهلل عنو مر على‬‫علي َ‬
‫بن ّ‬ ‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫الحسن سلم عليهم ‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫من الخب ِز لفق ِرىم وحاجتِهم ‪ ،‬فلما مر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كسراً َ‬
‫فقالوا لو ‪ :‬تفضل معنا ‪.‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫من ىذه الخبيزات ‪..‬‬
‫وأكل منهم ْ‬ ‫وجلس معهم متواضعاً هلل جل وعال ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫فجاءَ‬
‫ضوا أ ْكلَهم ‪.‬‬
‫سر ‪ ،‬فلما ق َ‬ ‫ِ‬
‫من ىذه الك َ‬
‫ْ‬
‫قاؿ ‪ :‬اآلف أنا ادعوكم فتفضلوا معي ‪.‬‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬
‫وأكرمهم َ‬
‫َ‬ ‫فأدخلَهم بيتَو‬

‫أطفاؿ صغا ٍر ٍ‬
‫صبية مر عليهم وىم‬ ‫وجاء ىذا الفعل كذلك عن الحس ِن مع ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يأكلوف ‪.‬‬
‫فقالوا لو ‪ :‬تفضل ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو‬ ‫هم‬ ‫أطعم‬ ‫ثم‬ ‫فجلس معهم وأكل معهم ثم دعاىم إلى ِ‬
‫بيتو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأرضاه ‪.‬‬

‫أىل الشاـ ‪ ،‬وكا َف في ِ‬


‫أىل الشاـ نواصب ‪،‬‬ ‫من ِ‬‫رجل ْ‬
‫علي جاءَه ٌ‬
‫بن ّ‬‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنو ‪..‬فمر‬
‫بن أبي طالب َ‬
‫واصب ىم َم ْن كانوا يُبغضوف علي َ‬
‫والن ُ‬
‫الحسن ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ودخل‬
‫َ‬ ‫نور ‪،‬‬
‫مسفر ‪ ،‬وفيو ٌ‬
‫وجهو ٌ‬
‫امي ‪ :‬فلما رأيتُو و إذا ُ‬
‫اصبي الش ُّ‬
‫يقوؿ ىذا الن ُّ‬
‫ُ‬
‫إلى قلبي ‪.‬‬
‫فقلت ‪َ :‬م ْن ىذا ؟؟‬
‫ُ‬
‫علي ‪.‬‬
‫بن ّ‬‫الحسن ُ‬
‫ُ‬ ‫قالوا ‪ :‬ىذا‬
‫لعلي ‪.‬‬
‫رت بُغضي ٍّ‬
‫يقوؿ ‪ :‬فتذك ُ‬
‫ُ‬
‫لعلي ‪.‬‬
‫سبتت عليّاً و سبتتُو لبُغضي ٍّ‬
‫ُ‬ ‫يقوؿ ‪ :‬فجئتُو و‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫سكت‬ ‫ولم ير ّد علي ‪ ،‬فلما‬
‫أىل ىذه ِ‬
‫البالد ؟‬ ‫من ِ‬ ‫لست ْ‬‫يب َ‬ ‫الحسن ‪ :‬كأنك غر ٌ‬
‫ُ‬ ‫قاؿ لي‬
‫َ‬
‫لست من ىذه ِ‬
‫البالد ‪.‬‬ ‫جل ‪ :‬نعم ‪ ..‬أنا ُ ْ‬ ‫قاؿ الر ُ‬ ‫َ‬
‫من أين ؟؟‬ ‫قاؿ ‪ْ :‬‬‫َ‬
‫من الشاـ ‪.‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬أنا َ‬‫َ‬
‫احتجت إلى ٍ‬
‫طعاـ‬ ‫َ‬ ‫لناؾ ‪ ،‬و ِ‬
‫إف‬ ‫منزؿ أنز َ‬ ‫احتجت إلى ٍ‬‫َ‬ ‫قاؿ الحسن ‪ِ :‬‬
‫إف‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫لك ‪.‬‬
‫كانت لك حاجةٌ قضيناىا َ‬ ‫أطعمناؾ ‪ ،‬و إ ْف ْ‬
‫َ‬
‫مثل ىذا الكالـ !!!‬ ‫وقاؿ لو َ‬ ‫ىذا بع َد أ ْف سبو َ‬
‫من ٍ‬
‫بعض ‪.‬‬ ‫ضها ْ‬ ‫ذرية بع ُ‬
‫علي ‪ٍّ :‬‬ ‫قاؿ ٌّ‬‫ولكن كما َ‬‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫فانصرفت عنو وما على ِ‬
‫أحب إلي منو ‪ ( ،‬أي َ‬ ‫األرض ُّ‬ ‫وجو‬ ‫ُ‬ ‫جل ‪:‬‬
‫قاؿ الر ُ‬
‫َ‬
‫الحس ِن ب ِن ّ‬
‫علي )‬
‫ك َوبَػ ْيػنَوُ َع َد َاوةٌ َكأَنوُ َولِ ٌّى‬ ‫ضو " ‪ ...‬فَِإ َذا ٱل ِذى بَػ ْيػنَ َ‬‫كظم غي َ‬ ‫ِ‬
‫بهذه الكلمات ‪َ ..‬‬
‫الحسن فكا َف لو ما‬ ‫يم(‪ " )34‬سورة فصلت ‪ ،‬مصداؽ اآلية تماماً طبقها‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َحم ٌ‬
‫تبارؾ وتعالى عن ذلك ‪.‬‬ ‫خبر اهلل َ‬
‫أ َ‬

‫تبارؾ وتعالى عنو وأرضاه تولى الخالفةَ بعد‬


‫رضي اهلل َ‬ ‫علي َ‬ ‫بن ٍّ‬ ‫الحسن ُ‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪ ،‬وذلك في رمضا َف سنةَ أربعين َ‬ ‫َ‬ ‫علي‬
‫ٍّ‬ ‫استشهاد‬
‫علي وتمت لو البيعةُ ‪ ،‬وكا َف‬ ‫والع ْق ِد‬ ‫ِ‬
‫بن ٍّ‬
‫الحسن َ‬
‫َ‬ ‫الحل َ‬
‫أىل ٍّ‬ ‫اس ُ‬ ‫بايع الن ُ‬
‫الهجرة ‪َ ،‬‬
‫رضي اهلل عنهما في‬
‫علي و معاويةُ َ‬ ‫وحرب ٌ‬
‫وقتاؿ بين ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫خصاـ‬
‫ٌ‬ ‫وقع‬
‫قبل ذلك َ‬
‫تعاؿ‬
‫قاؿ ‪َ :‬‬ ‫رسل إلى معاويةَ ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ص ٍّ‬
‫علي أ َ‬‫ّ‬ ‫بن‬
‫ُ‬ ‫الحسن‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ة‬‫الخالف‬ ‫استلم‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ين‬‫ف‬
‫وقاؿ ‪ :‬ىذه الخالفةُ‬
‫الحسن مع معاويةَ َ‬‫ُ‬ ‫فتصالح‬
‫َ‬ ‫الخالؼ ؟‬
‫ُ‬ ‫نتصالح ‪ ،‬إلى متى‬
‫تجتمع كلمةُ المسلمين ‪ ،‬أنا ال أري ُد الخالفةَ ‪ ،‬لك الخالفةُ يا‬
‫َ‬ ‫المهم أ ْف‬
‫ّ‬ ‫لك ‪،‬‬
‫معاويةُ وتجتمع كلمةُ المسلمين ‪ ،‬ىذا أىم ٍ‬
‫شيء ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفعالً كا َف ىذا بعد ِستة أشهر فقط م ِن‬
‫وجمع اهللُ‬
‫َ‬ ‫وتنازؿ‬
‫َ‬ ‫للخالفة ‪،‬‬ ‫استالمو‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم " إف ابني ىذا سيٍّد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسلمين مصداقاً لنبوءة ٍّ‬
‫أخبر‬
‫من المسلمين " ‪ ،‬وكا َف كما َ‬ ‫صلح بو بين فئتين عظيمتين َ‬ ‫ولعل اهلل أ ْف يُ َ‬
‫النبي صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫علي طعاماً وقد ُج ِع َل فيو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بن ٍّ‬ ‫الحسن ُ‬
‫ُ‬ ‫أكل‬
‫من الهجرة َ‬ ‫وفي سنة تس ٍع وأربعين َ‬
‫بالس ٍّم يسري في‬‫شعر ُّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫أكل‬ ‫ما‬ ‫ظ‬‫َ‬ ‫لف‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الخالء‬ ‫فذىب بو إلى‬ ‫ُس ٌّم ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحسين‬ ‫فعاده أخوه‬
‫فمرض َ‬ ‫جسدهِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫السم ؟‬
‫سقاؾ ُّ‬
‫فقاؿ لو ‪َ :‬م ْن َ‬‫َ‬
‫من ذلك ؟؟‬ ‫قاؿ ‪ :‬وماذا تري ُد ْ‬‫َ‬
‫أتري ُد أ ْف تقتلَو ؟؟‬
‫الحسين ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬
‫فقاؿ ‪ :‬ىذا بيني وبينو عند اهلل سبحانو وتعالى ‪.‬‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه سنةَ تس ٍع وأربعين ‪ ،‬وكا َف لو‬ ‫ٍّ‬
‫ثم توفي شهيداً سعيداً سيٍّداً َ‬
‫ِ‬
‫المدينة سعي ُد‬ ‫ت وأربعوف سنةً عندما توفٍّي ‪ ،‬وصلى عليو والي‬ ‫من العمر ِس ّ‬
‫َ‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫العاص ‪ِ ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫ودف َن في البقيع َ‬ ‫بن‬
‫ُ‬
‫اليوـ‬ ‫وبعد ِ‬
‫موتو كا َف أبو ىريرة يم ُّر على الن ِ‬
‫مات َ‬ ‫اس ‪َ ،‬‬ ‫ويقوؿ ‪ :‬يا أيُّها الن ُ‬
‫اس ُ‬
‫سيٍّ ُد المسلمين فاب ُكوا ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ‪.‬‬ ‫وكا َف يبكي َ‬
‫ذىبت ىذه النٍّسمةُ الطيبةُ المباركةُ إلى بارئِها إلى جنات النعيم ِ‬
‫برفقة‬ ‫ْ‬ ‫وىكذا‬
‫َجدٍّهِ محمد صلى اهلل عليو وسلم‬
‫واهلل أعلى وأعلم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبيٍّنا محمد ‪.‬‬
‫لتحميل المادة مرئي‪3gp‬‬
‫انتهت الحلقة األخيرة من سلسلة آؿ البيت والصحابة رذواف اهلل‬
‫عليهم‬

‫جم جفريغ الدروس بىاسطة األخىات‬


‫فاعلة خير و وازك و عبق‬
‫شبكة المىهج جحث إشراف الشيخ ‪://‬‬
‫عثمان به محمد الخميس حفظه هللا‬

You might also like