You are on page 1of 38

‫نهاية العظماء‬

‫النبي علية الصالة والسالم‬

‫أبو بكر‬ ‫الخطاب عمر بن‬ ‫عفان عثمان بن‬ ‫طالبابيعلي بن‬

‫بن جبل معاذ‬ ‫بن رباح بالل‬ ‫الغفاري أبو ذر‬ ‫الدرداء أبو‬
‫الفارسي سلمان‬ ‫مسعود عبدهلل بن‬ ‫بن علي الحسن‬ ‫عبدهلل بن عمر‬
‫بن العاص عمر‬ ‫االمام الشافعي‬ ‫الربيع سعد بن‬ ‫عبدهلل بن مبارك‬
‫عبادة ابن الصامت‬ ‫محمد بن سيرين‬ ‫الحسن البصري‬ ‫الخليفة المأمون‬
‫الفضيل بن عياض‬ ‫الخليفة المعتصم‬ ‫هارون الرشيد‬ ‫عبد الملك بن مروان‬
‫هشام بن عبد الملك‬ ‫عمر بن عبد العزيز‬
‫بن ابي سفيان معاوية‬ ‫ابو موسى االشعري‬
‫أبو بكر الصديق‬
‫لما احتضر أبو بكر الصديق رضي هللا عنه وأرضاه حين وفاته قال ‪ :‬و جاءت سكرة‬
‫الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ‪.‬‬
‫و قال لعائشة ‪:‬‬
‫انظروا ثوبي هذين ‪ ,‬فاغسلوهما و كفنوني فيهما ‪ ,‬فإن الحي أولى بالجديد من الميت ‪.‬‬
‫و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي هللا عنه قائال ‪:‬‬
‫إني أوصيك بوصية ‪ ,‬إن أنت قبلت عني ‪ :‬إن هلل عز و جل حقا بالليل ال يقبله بالنهار ‪,‬‬
‫و إن هلل حقا بالنهار ال يقبله بالليل ‪ ,‬و إنه ال يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ‪ ,‬و إنما‬
‫ثقلت موازين من ثقلت موازينه في اآلخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ‪ ,‬و ثقلت ذلك‬
‫عليهم ‪ ,‬و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيال ‪ ,‬و إنما خفت موازين من خفت‬
‫موازينه في اآلخرة باتباعهم الباطل ‪ ,‬و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع‬
‫فيه الباطل أن يكون خفيفا‪.‬‬
‫عمر بن الخطاب‬
‫ولما طعن عمر‬
‫‪ ..‬جاء عبدهللا بن عباس ‪ ,‬فقال ‪ : ..‬يا أمير المؤمنين ‪ ,‬أسلمت حين كفر الناس ‪ ,‬و جاهدت مع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم حين خذله الناس ‪ ,‬و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ‪ ,‬و‬
‫توفي رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و هو عنك راض ‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬أعد مقالتك فأعاد عليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬المغرور من غررتموه ‪ ,‬و هللا لو أن لي ما طلعت عليه‬
‫الشمس أو غربت الفتديت به من هول المطلع ‪.‬‬
‫و قال عبدهللا بن عمر ‪ :‬كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ضع رأسي على األرض ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ما عليك كان على األرض أو كان على فخذي ؟!‬
‫فقال ‪ :‬ال أم لك ‪ ,‬ضعه على األرض فقال عبدهللا ‪ :‬فوضعته على األرض ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل‬
‫عثمان بن عفان‬
‫أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته ‪:‬‬
‫ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ‪.‬‬
‫اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي ‪.‬‬
‫ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفال ‪ .‬ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها‬
‫هذه وصية عثمان‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫عثمان بن عفان يشهد أن ال إله إال هللا و حده ال شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة‬
‫حق ‪ .‬و أن هللا يبعث من في القبور ليوم ال ريب فيه إن هللا ال يخلف الميعاد ‪ .‬عليها يحيا و عليها‬
‫يموت و عليها يبعث إن شاء هللا ‪.‬‬
‫علي بن أبي طالب‬

‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬


‫بعد أن طعن علي رضي هللا عنه‬
‫قال ‪  :‬ما فعل بضاربي ؟‬
‫قالو ‪ :‬أخذناه‬
‫قال ‪ :‬أطعموه من طعامي ‪ ,‬و اسقوه من شرابي ‪ ,‬فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ‪ ,‬و إن أنا مت‬
‫فاضربوه ضربة واحدة ال تزيدوه عليها ‪.‬‬
‫ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال ‪ :‬ال تغالي في الكفن فإني سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم يقول ‪ :‬التغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا‬
‫و أوصى ‪ :‬إمشوا بي بين المشيتين ال تسرعوا بي ‪ ,‬و ال تبطئوا ‪ ,‬فإن كان خيرا عجلتموني إليه ‪,‬‬
‫و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم‬
‫معاذ بن جبل‬

‫معاذ بن جبل رضي هللا عنه و أرضاه‬


‫الصحابي الجليل معاذ بن جبل ‪ ..‬حين حضرته الوفاة ‪..‬‬
‫و جاءت ساعة اإلحتضار ‪ ..‬نادى ربه ‪ ...‬قائال ‪: ..‬‬
‫يا رب إنني كنت أخافك ‪ ,‬و أنا اليوم أرجوك ‪ ..‬اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري‬
‫األنهار ‪ ,‬و ال لغرس األشجار ‪ ..‬و إنما لظمأ الهواجر ‪ ,‬و مكابدة الساعات ‪ ,‬و مزاحمة العلماء‬
‫بالركب عند حلق العلم ‪.‬‬
‫ثم فاضت روحه بعد أن قال ‪:‬ال إله إال هللا ‪...‬‬
‫روى الترمذي أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ : ..‬نعم الرجل معاذ بن جبل‬
‫و روى البخاري أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ :‬أرحم الناس بأمتي أبوبكر ‪ ....‬إلى أن‬
‫قال ‪ ...‬و أعلمهم بالحالل و الحرام معاذ‬
‫بالل بن رباح‬

‫بالل بن رباح رضي هللا عنه و أرضاه‬


‫حينما أتى بالال الموت ‪ ..‬قالت زوجته ‪ :‬وا حزناه ‪..‬‬
‫فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت ‪ ..‬و قال ‪ :‬ال‬
‫تقولي واحزناه ‪ ,‬و قولي وا فرحاه‬
‫ثم قال ‪  :‬غدا نلقى األحبة ‪..‬محمدا و صحبه ‪.‬‬
‫أبو ذر الغفاري‬
‫أبو ذر الغفاري رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫لما حضرت أبا ذر الوفاة ‪ ..‬بكت زوجته ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫قالت ‪ :‬و كيف ال أبكي و أنت تموت بأرض فالة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ‪...‬‬
‫فقال لها ‪ :‬ال تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى هللا عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم ‪:‬ليموتن رجل منكم بفالة من األرض‬
‫يشهده عصابة من المؤمنين‬
‫و ليس من أولئك النفر أحد إال و مات في قرية و جماعة ‪ ,‬و أنا الذي أموت بفالة ‪ ,‬و هللا ما كذبت و ال كذبت فانظري الطريق‬
‫قالت ‪:‬أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق‬
‫فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا ‪ :‬ما لك يا أمة هللا ؟‬
‫قالت ‪ :‬امرؤ من المسلمين تكفونه ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬من هو ؟‬
‫قالت ‪ :‬أبو ذر‬
‫قالوا ‪ :‬صاحب رسول هللا‬
‫ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث‬
‫و قال ‪ :‬أنشدكم باهلل ‪ ,‬ال يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا‬
‫فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من األنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى‬
‫و صلى عليه عبدهللا بن مسعود‬
‫فكان في ذلك القوم‬
‫رضي هللا عنهم أجمعين‪.‬‬
‫أبوالدرداء‬

‫الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي هللا عنه و أرضاه‬


‫لما جاء أبا الدرداء الموت ‪ ...‬قال ‪:‬‬
‫أال رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟‬
‫أال رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟‬
‫أال رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟‬
‫ثم قبض رحمه هللا‪.‬‬
‫سلمان الفارسي‬
‫سلمان الفارسي رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫بكى سلمان الفارسي عند موته ‪ ,‬فقيل له ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫فقال ‪ :‬عهد إلينا رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ‪,‬‬
‫و حولي هذه األزواد ‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !‬
‫اإلجانة ‪ :‬إناء يجمع فيه الماء‬
‫الجفنة ‪ :‬القصعة يوضع فيها الماء و الطعام‬
‫المطهرة ‪ :‬إناء يتطهر فيه‬
‫عبدهللا بن مسعود‬
‫الصحابي الجليل عبدهللا بن مسعود رضي هللا عنه‬
‫لما حضر عبدهللا بن مسعود الموت دعا إبنه فقال ‪ :‬يا عبدالر‪k‬حمن بن‬
‫عبدهللا بن مسعود ‪ ,‬إني أوصيك بخمس خصال ‪ ,‬فإحفظهن عني ‪:‬‬
‫أظهر‪ k‬اليأس للناس ‪ ,‬فإن ذلك غنى فاضل ‪.‬‬
‫و دع مطلب الحاجات إلى الناس ‪ ,‬فإن ذلك فقر‪ k‬حاضر‪. k‬‬
‫و دع ما تعتذر منه من األمور ‪ ,‬و ال تعمل به ‪.‬‬
‫و إن إستطعت أال يأتي عليك يوم إال و أنت خير منك باألمس ‪ ,‬فافعل ‪.‬‬
‫و إذا صليت صالة فصل صالة مودع ‪ ,‬كأنك ال تصلي بعدها‬
‫الحسن بن علي‬

‫الحسن بن علي سبط رسول هللا و سيد شباب أهل الجنة رضي‬
‫هللا عنه‬
‫لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي هللا عنهما ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ‪ ,‬فأخرج فقال ‪:‬‬
‫اللهم إني أحتسب نفسي عندك ‪ ,‬فإني لم أصب بمثلها !‬
‫معاوية بن أبي سفيان‬

‫الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه‬


‫قال معاوية رضي هللا عنه عند موته لمن حوله ‪ :‬أجلسوني ‪..‬‬
‫فأجلسوه ‪ ..‬فجلس يذكر هللا ‪ , ..‬ثم بكى ‪ ..‬و قال ‪:‬‬
‫اآلن يا معاوية ‪ ..‬جئت تذكر ربك بعد االنحطام و االنهدام ‪ ,..‬أما كان هذا و غض‬
‫الشباب نضير ريان ؟!‬
‫ثم بكى و قال ‪:‬‬
‫يا رب ‪ ,‬يا رب ‪ ,‬ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي ‪ ..‬اللهم أقل العثرة و اغفر‬
‫الزلة ‪ ..‬و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و ال وثق بأحد سواك ‪...‬‬
‫ثم فاضت رضي هللا عنه‪.‬‬
‫عمرو بن العاص‬
‫الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي هللا عنه‬
‫حينما حضر عمرو بن العاص الموت ‪ ..‬بكى طويال ‪ ..‬و حول وجهه إلى الجدار ‪ ,‬فقال له إبنه ‪:‬ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول هللا ‪....‬‬
‫فأقبل عمرو رضي هللا عنه إليهم بوجهه و قال ‪ :‬إن أفضل ما نعد ‪ ...‬شهادة أن ال إله إال هللا ‪ ,‬و أن محمدا رسول هللا ‪..‬‬
‫إني كنت على أطباق ثالث ‪..‬‬
‫لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم مني ‪ ,‬و ال أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ‪ ,‬فلو مت على تلك‬
‫الحال لكنت من أهل النار‪.....‬‬
‫فلما جعل هللا اإلسالم في قلبي ‪ ,‬أتيت النبي صلى هللا عليه و سلم فقلت ‪ :‬إبسط يمينك فألبايعنك ‪ ,‬فبسط يمينه ‪ ,‬قال ‪ :‬فقضبت يدي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما لك يا عمرو ؟‬
‫قلت ‪ :‬أردت أن أشترط‬
‫فقال ‪ :‬تشترط ماذا ؟‬
‫قلت ‪ :‬أن يغفر لي ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أما علمت أن اإلسالم يهدم ما كان قبله ‪ ,‬و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ‪ ,‬و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟‬
‫و ما كان أحد أحب إلي من رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و ال أحلى في عيني منه ‪ ,‬و ما كنت أطيق أن أمأل عيني منه إجالال له ‪ ,‬و لو قيل‬
‫لي صفه لما إستطعت أن أصفه ‪ ,‬ألني لم أكن أمأل عيني منه ‪,‬‬
‫و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ‪,‬‬
‫ثم ولينا أشياء ‪ ,‬ما أدري ما حالي فيها ؟‬
‫فإذا أنا مت فال تصحبني نائحة و ال نار ‪ ,‬فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها ‪,‬‬
‫حتى أستأنس بكم ‪ ,‬و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟‬
‫أبو موسى األشعري‬
‫‪ ‬‬
‫الصحابي الجليل أبو موسى األشعري‬
‫لما حضرت أبا موسى ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬الوفاة ‪ ,‬دعا فتيانه ‪ ,‬و قال لهم ‪:‬‬
‫إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ‪...‬‬
‫ففعلوا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اجلسوا بي ‪ ,‬فو الذي نفسي بيده إنها إلحدى المنزلتين ‪ ,‬إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين‬
‫ذراعا ‪ ,‬و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ‪ ,‬فألنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي ‪ ,‬و إلى ما أعد هللا عز و جل‬
‫في الجنة مني اليوم إلى أهلي ‪ ,‬و ليصيبني من روحها و ريحانها‬ ‫منزلي‬ ‫لي فيها من النعيم ‪ ,‬ثم ألنا أهدى إلى‬
‫حتى أبعث ‪.‬‬
‫و إن كانت األخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضالعي ‪ ,‬حتى يكون أضيق من كذا و كذا ‪ ,‬و ليفتحن لي‬
‫باب من أبواب جهنم ‪ ,‬فألنظرن إ‪k‬لى مقعدي و إلى ما أعد هللا عز و جل فيها من السالسل و األغالل و القرناء ‪ ,‬ثم‬
‫ألنا إلى مقعدي من جهنم ألهدى مني اليوم إلى منزلي ‪ ,‬ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث‬
‫سعد بن ا‪m‬لربيع‬

‫سعد بن الربيع رضي هللا عنه‬


‫لما إنتهت غزوة أحد ‪ ..‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن‬
‫الربيع ؟‬
‫فدار رجل من الصحابة بين القتلى ‪ ..‬فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه ‪ ..‬فناداه ‪: ..‬‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫فقال ‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم بعثني ألنظر ماذا فعلت ؟‬
‫فقال سعد ‪:‬‬
‫إقرأ على رسول هللا صلى هللا عليه و سلم مني السالم و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي‬
‫عشرة طعنة و أنفذت في ‪ ,‬فأنا هالك ال محالة ‪ ,‬و إقرأ على قومي من السالم و قل لهم ‪ ..‬يا‬
‫قوم ‪ ..‬ال عذر لكم إن خلص إلى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و فيكم عين تطرف ‪...‬‬
‫عبدهللا بن عمر‬
‫عبدهللا بن عمر رضي هللا عنهما‬
‫قال عبدهللا بن عمر قبل أن تفيض روحه ‪:‬‬
‫ما آسى من الدنيا على شيء إال على ثالثة ‪:‬‬
‫ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة األقدام بالقيام هلل عز و‬
‫جل ‪,‬‬
‫و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت‬
‫و لعله يقصد الحجاج و من معه‪.‬‬
‫عبادة بن الصامت‬
‫عبادة بن الصامت رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخرجوا فراشي إلى الصحن‬
‫ثم قال ‪:‬‬
‫اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي‬
‫فجمعوا له ‪ ....‬فقال ‪:‬‬
‫ن يومي هذا ال أراه إال آخر يوم يأتي علي من الدنيا ‪ ،‬و أول ليلة من اآلخرة ‪ ،‬و إنه ال أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو‬
‫بلساني شيء ‪ ،‬و هو والذي نفس عبادة بيده ‪ ،‬القصاص يوم القيامة ‪ ،‬و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إال‬
‫اقتص مني قبل أن تخرج نفسي ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬بل كنت والدا و كنت مؤدبا ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬اللهم اشهد ‪ ...‬أما اآلن فاحفظوا وصيتي ‪...‬‬
‫حرج على كل إنسان منكم أن يبكي ‪ ،‬فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ‪ ،‬ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي‬
‫ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ‪ ،‬فإن هللا عز و جل قال ‪ :‬و استعينوا بالصبر و الصالة و إنها لكبيرة إال على الخاشعين ‪ ...‬ثم‬
‫أسرعوا بي إلى حفرتي ‪ ،‬و ال تتبعوني بنار ‪.‬‬
‫اإلمام الشافعي‬
‫اإلمام الشافعي رضي هللا عنه‬
‫دخل المزني على اإلمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه‬
‫فقال له ‪:‬كيف أصبحت يا أبا عبدهللا ؟!‬
‫فقال الشافعي ‪:‬‬
‫أصبحت من الدنيا راحال‪ ,‬و لإلخوان مفارقا ‪ ,‬و لسوء عملي مالقيا ‪ ,‬و لكأس المنية شاربا ‪ ,‬و‬
‫على هللا واردا ‪ ,‬و ال أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ‪ ,‬أم إلى النار فأعزيها ‪ ,‬ثم أنشأ‬
‫يقول ‪:‬‬
‫و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي‬
‫جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما‬
‫تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه‬
‫بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما‬
‫فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل‬
‫تجـود‪ m‬و تعـفـو منــة و تكـرمـا‬
‫الحسن البصري‬

‫الحسن البصري رضي هللا عنه و أرضاه‬


‫حينما حضرت الحسن البصري المنية‬
‫حرك يديه و قال ‪:‬‬
‫هذه منزلة صبر و إستسالم‬
‫عبدهللا بن المبارك‬

‫عبدهللا بن المبارك‬
‫العالم العابد الزاهد المجاهد عبدهللا بن المبارك ‪ ,‬حينما جاءته الوفاة‬
‫إشتدت عليه سكر‪m‬ات الموت‬
‫ثم أفاق ‪ ..‬و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائال ‪:‬‬
‫لمثل هذا فليعمل العاملون ‪ ....‬ال إله إال هللا ‪....‬‬
‫ثم فاضت روحه‪.‬‬
‫الفضيل بن عياض‬

‫الفضيل بن عياض‬
‫العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين‬
‫لما حضرته الوفاة ‪ ,‬غشي عليه ‪ ,‬ثم أفاق و قال ‪:‬‬
‫وا بعد سفراه ‪...‬‬
‫وا قلة زاداه ‪!...‬‬
‫محمد بن سيرين‬

‫اإلمام العالم محمد بن سيرين‬


‫روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة ‪ ,‬بكى ‪ ,‬فقيل له ‪:‬‬
‫ما يبكيك ؟‬
‫فقال ‪ :‬أبكي لتفريطي في األيام الخالية و قلة عملي للجنة‬
‫العالية و ما ينجيني من النار الحامية‪.‬‬
‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي هللا عنه‬
‫لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك‬
‫حاضرا ‪:‬‬
‫يا بني ‪ ,‬إني قد تركت لكم خيرا كثيرا ال تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إال رأو لكم حقا‬
‫‪.‬‬
‫يا بني ‪ ,‬إني قد خيرت بين أمرين ‪ ,‬إما أن تستغنوا و أدخل النار ‪ ,‬أو تفتقروا و أدخل الجنة ‪,‬‬
‫فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي ‪ ,‬قوموا عصمكم هللا ‪ ...‬قوموا رزقكم هللا ‪...‬‬
‫قوموا عني ‪ ,‬فإني أرى خلقا ما يزدادون إال كثرة ‪ ,‬ما هم بجن و ال إنس ‪..‬‬
‫قال مسلمة ‪ :‬فقمنا و تركناه ‪ ,‬و تنحينا عنه ‪ ,‬و سمعنا قائال يقول ‪ :‬تلك الدار اآلخرة نجعلها‬
‫للذين ال يريدون علوا في األرض و ال فسادا و العاقبة للمتقين‬
‫ثم خفت الصوت ‪ ,‬فقمنا فدخلنا ‪ ,‬فإذا هو ميت مغمض مسجى‬
‫الخليفة المأمون‬

‫الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه هللا‬


‫حينما حضر المأمون الموت قال ‪:‬‬
‫أنزلوني من على السرير‪.‬‬
‫فأنزلوه على األرض ‪...‬‬
‫فوضع خده على التراب و قال ‪:‬‬
‫يا من ال يزول ملكه ‪ ...‬إرحم من قد زال م‪m‬لكه ‪...‬‬
‫عبدالملك من مروان‬
‫أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه هللا‬
‫يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال ‪ :‬ارفعوني على‬
‫شرف ‪ ,‬ففعل ذلك ‪ ,‬فتنسم الروح ‪ ,‬ثم قال ‪:‬‬
‫يا دنيا ما أطيبك !‬
‫إن طويلك لقصير ‪...‬‬
‫و إن كثيرك لحقير‪... m‬‬
‫و إن كنا منك لفي غرور‪! ... m‬‬
‫هشام بن عبدالملك‬

‫هشام بن عبدالملك رحمه هللا‬


‫لما أحتضر هشام بن عبدالملك ‪ ,‬نظر إلى أهله يبكون‬
‫حوله فقال ‪ :‬جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء ‪,‬‬
‫ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل ‪ ,‬ما أعظم مصيبة‬
‫هشام إن لم يرحمه هللا ‪.‬‬
‫الخليفة المعتصم‬

‫أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه هللا‬


‫قال المعتصم عن‪m‬د موته ‪:‬‬
‫لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ‪! ...‬‬
‫هارون الرشيد‬
‫أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحم‪m‬ه هللا‬

‫لما مرض هارون الرشيد و يئس األطباء من شفائه ‪ ...‬و أحس‬


‫بدنو أجله ‪ ..‬قال ‪ :‬أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ‪..‬فقال ‪:‬‬
‫احفروا لي قبرا ‪...‬‬
‫فحفروا له‪ ... m‬فنظر إلى القبر و قال ‪:‬‬
‫ما أغنى عني مالية ‪ ...‬هلك عني سلطانية ‪...‬‬
‫النبي عليه أفضل الصالة و أزكى السالم ‪...‬‬

‫اللحظات األخيرة على فر‪m‬اش موت النبي عليه أفضل الصالة و أزكى‬
‫السالم ‪...‬‬
‫في يوم اإلثنين الثاني عشر من ربيع األول للسنة الحادية عشرة‬
‫للهجرة‬
‫كان المرض قد أشتد برسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و سرت أنباء‬
‫مر‪m‬ضه بين أصحابه ‪ ،‬و بلغ منهم القلق مبلغه ‪ ،‬و كان رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ‪ ،‬حين أعجزه‬
‫المرض عن الحضور إلى الصالة ‪.‬‬
‫و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ‪ ،‬لم يفاجئهم و هم يصلون إال‬
‫رسول هللا و هو يكشف ستر حجرة عائشة ‪ ،‬و نظر إليهم و هم في صفوف‬
‫الصالة ‪ ،‬فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫يريد أن يخرج للصالة ‪ ،‬فأراد أن يعود ليصل الصفوف ‪ ،‬و هم المسلمون أن‬
‫يفتتنوا في صالتهم ‪ ،‬فرحا برسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫فأشار إليهم رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و أومأ إلى أبي بكر ليكمل‬
‫الصالة ‪ ،‬فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ‪ .......‬و عاد رسول هللا إلى حجرته‬
‫‪ ،‬و فرح الناس بذلك أشد الفرح ‪ ،‬و ظن الناس أن رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم قد أفاق من وجعه ‪ ،‬و إستبشروا بذلك خيرا ‪...‬‬
‫و جاء الضحى ‪ ..‬و عاد الوجع لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فدعا‬
‫فاطمة ‪ ..‬فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا ‪ ..‬فبكت لذلك ‪، ..‬‬
‫فأخبر‪m‬ها أنها أول من يتبعه من أهله ‪ ،‬فضحكت ‪...‬‬
‫و إشتد الكرب بر‪m‬سول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ..‬و بلغ منه مبلغه ‪...‬‬
‫فقالت فاطمة ‪ :‬واكرباه ‪ ...‬فرد عليها ر‪m‬سول هللا قائال ‪ :‬ال كرب على‬
‫أبيك بعد اليوم‬
‫و أوصى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش‬
‫موته ‪ :‬الصالة الصالة ‪ ..‬و ما ملكت أيمانكم ‪ ......‬الصالة الصالة و ما ملكت‬
‫أيمانكم ‪ ....‬و كرر ذلك مرارا ‪......‬‬
‫و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ‪ ،‬فنظر إليه رسول هللا ‪ ،‬قالت‬
‫عائشة ‪ :‬آخذه لك ‪ ..‬؟ ‪ ،‬فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فإشتد عليه ‪ ...‬فقالت عائشة ‪:‬‬
‫ألينه لك ‪ ...‬فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فلينته له ‪...‬‬
‫و جعل رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ‪ ،‬فيمسح‬
‫بالماء وجهه و هو يقول ‪ :‬ال إله إال هللا ‪ ...‬إن للموت لسكرات ‪...‬‬
‫و في النهاية ‪ ...‬شخص بصر رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ...‬و تحركت‬
‫شفتاه قائال ‪ .... :‬مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و‬
‫الصالحين ‪ ،‬اللهم إغفر لي و إرحمني ‪ ...‬و ألحقني بالرفيق األعلى اللهم الرفيق‬
‫األعلى‬
‫اللهم الرفيق األعلى‬
‫اللهم الرفيق األعلى‬
‫و فاضت روح خير خلق هللا ‪ ..‬فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها ‪ ..‬فاضت روح‬
‫من أرسله هللا رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما‪.‬‬
‫فاحسن القول والعمل واجعله خالصا لوجه‪ m‬هللا اهلل‬
‫وجزاكم هللا خيرا على التلطف بالقراءة‬
‫وال تنسوني من دعوة صادقة بظهر الغيب‬
‫وال تبخلوا على اخوانكم بار‪m‬سالها اليهم‬
‫لعلها توقظ نائما وتنبه غافالً‬
‫العمل من جمع غيري‬
‫ونشر‬
‫محمد‬
‫‪rff7@hotmail.com‬‬
‫لتكون دائما ً معنا أضغط على المربع‬

You might also like