Professional Documents
Culture Documents
فقه الصلاة
فقه الصلاة
الحكام الشرعية
أمر ال تعالى عن القرآن و المحافظة عن الصلة لنها تنهي عن الفحشاء و المنكر .
أمر ال تعالى عباده بذكره في جميع الحوال مع المحافظة على الصلوات .
بيان الرسول )ص( أن هو أول ما يحاسب به المرء أول القيامة هو الصلة .
ل ،والتي يقترن وجوبها بإقامة الحكم اللهي في من جملة المهام الخطيرة التي تقع على عاتق المؤمنين والخيرة من عباد ا ّ
أية بقعة من بقاع الرض ،هي إقامة الصلة التي منحها القرآن شأنًا خاصًا وجعل لها مكان الصدارة ،فقال) :الذين إن
مّكناهم في الرض أقاموا الصلة (..ولو لم يكن لقامة الصلة أهمية أساسية ولو لم ينظر إليها كعمود راسخ من أجل تحقيق
الهداف الكبرى للنظام السلمي ،لما كانت قد حظيت بكل هذا التأكيد.
والحقيقة أن الصلة بما لها من دور تربوي جسيم وتأثير عميق في تحقيق الطمأنينة والسكينة في قلوب المؤمنين ،وغرس
روح التوكل والتقوى والخلص في قلب المصلي ،وإشاعة جو زاخر بالنفحات القدسية والمعنوية من حوله ،وتنزيهه
والخرين عن ارتكاب المعاصي ،إضافة إلى ما تنطوي عليه ألفاظها وأذكارها من معان ودروس في المعرفة ،فهي أكبر
من مجرد فريضة فردية ،بل لها دور حاسم في إدارة شؤون الفرد والمجتمع.
والتأكيدات البليغة التي وردت بشأن أداء هذه الفريضة ،والمهمة التي ألقيت على عاتق البوين في تعويد أولدهما منذ
الصغر على النس بها ،أعطتها صفة ل تضاهيها فيها جميع الفرائض الخرى .ويعود السبب في هذا إلى الدور الستثنائي
للصلة في تهذيب الحوافز الروحية لدى النسان وتمهيد الجواء اليجابية التي تمّكنه من تحمل العباء الثقيلة لواجباته في
المجتمع.
وفي ضوء كل هذه البعاد يجب حقًا اعتبار الصلة كأفضل العمال.
ي على خير العمل» الوارد في نداء الصلة ُيعتبر بحق كلمًا فياضًا بالحكمة. وشعار «ح ّ
الصلة هي التي تنفخ في روح النسان دواعي اليثار ونكران الذات والتوكل والتعّبد ،باعتبارها السند الحتمي للواجبات
حم تلك الميادين بكل بسالة.
الخطيرة والمهام العسيرة كالجهاد والنهي عن المنكر والزكاة ،وتدفعه لتق ّ
عندما يقع هجوم من العداء تصبح لفريضة الجهاد أهمية استثنائية ،أو حينما تواجه بعض الشرائح الجتماعية ضغوطًا
معاشية تصبح فريضة الزكاة والنفاق شاملة للجميع ،وربما تؤدي الجهود المحمومة للعداء في ميادين الثقافة والخلق
إلى أن تتخذ فريضة المر بالمعروف والنهي عن المنكر صيغة شمولية ،في كل هذه الظروف ل تضعف الصلة عن
كونها (خير العمل) ول تهبط من هذه المرتبة بل تزداد أهمية بسبب ما تضفيه من دعم روحي ومعنوي لجميع ألوان الجهاد
حم المخاطر.واليثار وتق ّ
لقد بات النسان والنسانية اليوم يرزح تحت وطأة الحياة اللية وضغوطها ،وذلك لهيمنة الماكينة على المجتمعات البشرية
كافة .حتى صار كل واحد من بني النسان يجد نفسه مرغمًا على برمجة نمط حياته الفردية والجتماعية مع اليقاع الثقيل
والممل للماكينة والحياة اللية .ومن الطبيعي أن سجايا الرأفة والشفقة واليثار والتضحية وغيرها من القيم الخلقية
الخرى تفقد تأثيرها في خضم صخب هذا اليقاع وتغدو باهتة ل روح فيها ،وُتهدم وُتسحق في ظل مثل هذه الوضاع أسس
السرة ،وعلقات اللفة والمحبة فيها.
وقد استشعر معالم هذا الخطر وحّذر منه قبل عشرات السنين الحريصون وذوو النظرة الثاقبة حتى في قلب الحضارة
الصناعية واللية ،ولكن مّما يؤسف له أن مليين الناس وخاصة من الشباب أصحاب النفوس الرقيقة والكثر عرضة
للضرر ل زالوا يعيشون هذا البلء الكبير مجردين من كل وسيلة دفاع ومجابهة.
هذا هو السبب الذي يجعل العلقة المعنوية مع الرب الرحيم والكريم لجميع بني النسان اليوم أكثر أهمية من أي وقت
مضى .وتبرز الصلة هنا كأفضل وأجدى أداة لتأمين هذه الحاجة .البشرية اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى للصلة
الخالصة والكاملة.
وفي الختام أوصي بالنقاط التالية:
1على المطلعين على المعارف السلمية بيان شأن الصلة وجوهرها ومحتواها وتأثيرها العميق في النفس بأساليب بليغة
ومعبرة ،ل سّيما المتخصصون في حقل الفن إذ يمكنهم تسخير وسيلة الفن المؤثرة لنجاز هذه الغاية.
2على الباء والمهات تعليم هذه الفريضة مظهرًا وجوهرًا لولدهم ،وإذا كان ل بد لهم من الستعانة بالخرين فعليهم
بقراءة الكتب الجميلة المبسطة في هذا المجال لطفالهم.
3على معلمي المدارس المسارعة إلى الصلة قبل الخرين عند حلول وقتها ،وحث الفتيان ذكورًا وإناثًا على الحضور في
مصليات المدارس.
4يجب على المسؤولين التربويين في المدارس أن يجعلوا الصلة في مقدمة برامجهم التربوية.
5أن يجعل مسؤولو القطاع الرياضي في البلد جو الرياضة مفعمًا بذكر وإقامة الصلة.
وعند تعيينهم لوقات المسابقات الرياضية ُيفترض أن تكون الجواء مهّيأة من حيث الزمان والمكان لقامة الصلة في
وقتها.
6على المسؤولين عن حركة وسائط النقل كالطائرة والقطار وغيرهما أن يضعوا نصب أعينهم حين البرمجة لحركة هذه
الوسائط توفير الظرف الزماني والمكاني الذي يتيح للمسافر أداء الصلة في وقتها.
7يجب على أئمة الجماعة المحترمين أن يجعلوا المساجد نشطة وقادرة على استقطاب الناس على الدوام ،وأن تتضمن
برامجهم تعليم مفهوم وجوهر الصلة بشكل حديث وجذاب.
8على مؤلفي كتب المعارف الخاصة بالمدارس العدادية والجامعات أن يجعلوا الصلة من ضمن المواضيع التي تتناولها
تلك الكتب بالدراسة ،وأن يقّدموا في هذا الصدد بحوثًا علمية وعميقة.
9على الشباب العزاء أن يخصصوا دقائق من وقتهم لداء الصلة ،ويجب أن يؤّدوها بانتباه وحضور قلب قدر
الستطاعة ،ليؤمّنوا لنفوسهم وأرواحهم موجبات الذكر والخشوع والسكينة.
10على الجميع أن يقّدموا الصلة ،لما فيها من شفاء للروح وسكينة ونورانية ،على جميع العمال الخرى ،وأن ل يحرموا
أنفسهم منها مهما كانت الظروف .ول يفّرطوا تحت ذريعة كثرة المشاغل والمشاكل بهذا الحضور المبارك بين يدي الخالق
الرحيم والكريم والعزيز.
إن صلة المسلم مع الجماعة تفضل على صلته وحده بسبع وعشرين درجة ،فأعظم به من فضل ،والخطا التي يمشيها
المسلم لصلة الجماعة تحتسب له عند ال أجرا وثوابا فل يخطو خطوة إل رفعت له بها درجة وحطت عنه بها سيئة كما
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى ال عليه وسلم" :صلة الرجل في جماعة تزيد على صلته في بيته وصلته في سوقه
بضعا وعشرين درجة ،وذلك أن أحدهم إذا توضأ ،فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ل ينهزه )ل تنهضه وتقيمه( إل الصلة،
ل يريد إل الصلة ،فلم يخط خطوة إل رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ،حتى يدخل المسجد ،فإذا دخل المسجد كان
في الصلة ما كانت الصلة هي تحبسه ،والملئكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون :اللهم
ارحمه ،اللهم اغفر له ،اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه " رواه مسلم.
وقال صلى ال عليه وسلم" :أل أدلكم على ما يمحو ال به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا :بلى يا رسول ال قال :اسباغ
الوضوء على المكاره ،وكثرة الخطا إلى المساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة ،فذلكم الرباط" رواه مسلم.
قال صلى ال عليه وسلم" :من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ،ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى
الليل كله" رواه مسلم.
وقال النبي صلى ال عليه وسلم" :بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" رواه الترمذي وأبو داود
وابن ماجه والطبراني والحاكم وغيرهم.