You are on page 1of 9

‫اإلحتباس الحراري‬

‫هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيالن الطاقة‬
‫الحرارية من البيئة و إليها‪ .‬وعادة ما يطلق هذا االسم على ظاهرة ارتفاع‬
‫درجات حرارة األرض عن معدلها الطبيعي‪ .‬و قد ازداد المعدل العالمي‬
‫لدرجة حرارة الهواء عند سطح األرض ب‪ C° 0.18 ± 0.74‬خالل المائة‬
‫عام المنتهية سنة ‪ . 2005‬وحسب اللجنة الدولية لتغير المناخ(‪ )IPCC‬فان‬
‫"أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف‬
‫القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات اإلحتباس‬
‫الحراري(غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها‬
‫البشر‪.‬‬
‫يتفق العلماء المؤيدون لهذه الظاهرة على ضرورة العمل للحد من ارتفاع‬
‫درجات الحرارة قبل فوات األوان وذلك من خالل معالجة األسباب المؤدية‬
‫لالرتفاع واتخاذ االجراءات‪ l‬الرسمية في شأنها على مستوى العالم بأكمله‪،‬‬
‫ألن مزيدًا من الغازات المسببة لالحتباس الحراري على مستوى العالم‬
‫يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة‪.‬‬
‫تعتبر الواليات المتحدة األمريكية أكبر منتج النبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫الناتجة عن اإلنسان ‪.‬‬
‫ولنبين أهمية المناخ وتأرجحه أنه قد أصبح ظاهرة بيئية محيرة‪ .‬فلما‬
‫إنخفضت درجة الحرارة نصف درجة مئوية عن معدلها لمدة قرنين منذ عام‬
‫‪ 1570‬م مرت أوروبا بعصر جليدي جعل الفالحين يهجون من أراضيهم‬
‫ويعانون من المجاعة لقلة المحاصيل‪ .‬وطالت فوق األرض فترات الصقيع‪.‬‬
‫والعكس لو زادت درجة الحرارة زيادة طفيفة عن متوسطها تجعل الدفء‬
‫يطول وفترات الصقيع والبرد تقل مما يجعل النباتات تنمو والمحاصيل‪l‬‬
‫تتضاعف والحشرات المعمرة تسعي وتنتشر‪ .‬وهذه المعادلة المناخية نجدها‬
‫تعتمد علي ارتفاع أو إنخفاض متوسط الحرارة فوق كوكبنا‪.‬‬
‫والحظ العلماء‪ l‬أن ارتفاع درجة الحرارة الصغرى ليال سببها كثافة الغيوم‬
‫بالسماء ألنها تحتفظ تحتها بالحرارة المنبعثة من سطح األرض وال تسربها‬
‫لألجواء العليا أو الفضاء‪ .‬وهذا مايطلق عليه ظاهرة االحتباس الحراري أو‬
‫مايقال بالدفيئة لألرض أو ظاهرة البيوت الزجاجبة‪ .‬مما يجعل حرارة‬
‫النهار أبرد‪ .‬ألن هذه السحب تعكس ضوء الشمس بكميات كبيرة والتجعله‬
‫ينفذ منها لألرض كأنها حجب للشمس أو ستر لحرارتها‪ .‬وفي األيام‬
‫المطيرة نجد أن التربة تزداد رطوبة‪ .‬ورغم كثرة الغيوم وكثافتها بالسماء‬
‫إال أن درجة الحرارة الترتفع ألن طاقة أشعة الشمس تستنفد في عملية‬
‫التبخير والتجفيف للتربة‪.‬‬
‫ودرجة حرارة األرض تعتمد علي طبيعتها وخصائص سطحها سواء‬
‫لوجود الجليد في القطبين أو فوق قمم الجبال‪ l‬أو الرطوبة بالتربة والمياه‬
‫بالمحيطات التي لوالها ألرتفعت حرارة األرض‪ .‬ألن المياه تمتص معظم‬
‫حرارة الشمس الواقعة علي األرض‪ .‬وإال أصبحت اليابسة فوقها جحيما‬
‫اليطاق مما يهلك الحرث والنسل‪ .‬كما أن الرياح والعواصف في مساراتها‬
‫تؤثر علي المناخ اإلقليمي أو العالمي من خالل المطبات والمنخفضات‬
‫الجوية‪ .‬لهذا نجد أن المناخ العالمي يعتمد علي منظومة معقدة من اآلليات‬
‫والعوامل والمتغيرات في الجو المحيط أو فوق سطح األرض‪.‬‬
‫فاألرض كما يقول علماء المناخ بدون الجو المحيط بها سينخفض درجة‬
‫حرارتها إلي –‪15‬درجة مئوية بدال من كونها حاليا‪ l‬متوسط حرارتها ‪+‬‬
‫‪15‬درجة مئوية‪ .‬ألن الجو المحيط بها يلعب دورا رئيسيا في تنظيم معدالت‬
‫الحرارة فوقها‪ .‬ألن جزءا من هذه الحرارة الوافدة من الشمس يرتد للفضاء‪l‬‬
‫ومعظمها يحتفظ به في األجواء السفلي من الغالف المحيط‪ .‬ألن هذه الطبقة‬
‫الدنيا من الجو تحتوي علي بخار ماء وغازات ثاني اكسيد الكربون والميثان‬
‫وغيرها وكلها تمتص األشعة تحت الحمراء‪ .‬فتسخن هذه الطبقة السفلي من‬
‫الجو المحيط لتشع حرارتها مرة ثانية فوق سطح األرض‪ .‬وهذه الظاهرة‬
‫يطلق عليها االحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة أو الصوبة الزجاجية‬
‫الحرارية‪ .‬ومع ارتفاع الحرارة فوق سطح األرض أو بالجو المحيط بها‬
‫تجعل مياه البحار والمحيطات والتربة تتبخر‪ .‬ولو كان الجو جافا أو دافئا‬
‫فيمكنه استيعاب كميات بخار ماء أكثر مما يزيد رطوبة الجو‪ .‬وكلما زادت‬
‫نسبة بخار الماء بالجو المحيط زادت ظاهرة االحتباس الحراري‪ .‬ألن بخار‬
‫الماء يحتفظ بالحرارة‪ .‬ثم يشعها لألرض‪.‬‬
‫ولقد وجد أن اإلشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم‬
‫والسيما وأن فريقا من علماء المناخ األلمان بمعهد ماكس بالنك بهايدلبرج‬
‫في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش‬
‫ليترز) التي يصدرها االتحاد الجيوفيزيائي األمريكي‪ .‬وقد جاء بها أنهم‬
‫عثروا على أدلة علي العالقة ما بين هذه األشعة والتغيرات المناخية فوق‬
‫األرض‪ .‬فلقد إكتشفوا كتال من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من‬
‫الغالف الجوي تولدت عن اإلشعاع الفضائي‪ .‬وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور‬
‫األشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في‬
‫العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض اآلخر يساهم‬
‫في إضفاء البرودة عليه‪ .‬ورغم هذا لم يتم التعرف إلى اآلن وبشكل كامل‬
‫على عمل هذه الغيوم‪ .‬إال أن كميات اإلشعاعات الكونية القادمة نحو‬
‫األرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس‪ .‬والبعض يقول أن النجوم لها‬
‫تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق األرض‪ .‬ويرى بعض العلماء أن‬
‫جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة األرض في القرن‬
‫العشرين‪ ،‬ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس‪ ،‬وليس‬
‫فقط فيما يسمى باالحتباس الحراري الناجم عن اإلفراط في استخدام‬
‫المحروقات‪.‬‬
‫وقد قام الفريق األلماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات‪.‬‬
‫فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت ألول مرة في الطبقات العليا من‬
‫الغالف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة‪ .‬ومن خالل مراقبتهم‬
‫وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب‬
‫تأثيرها على الطبقات األيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في‬
‫الطبقات العليا من الغالف الجوي‪ .‬مما يؤيد النظرة القائلة بأن األشعة‬
‫الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على‬
‫حجب الضوء‪.‬‬
‫وفي مركز (تيندال لألبحاث‪ l‬حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست‬
‫أنجليا في بريطانيا إكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن‬
‫للغيوم تأثيرا قويا في اختراق األشعة للغالف الجوي لألرض‪ .‬ألن الغيوم‬
‫تمنع بعض إشعاعات الموجات‪ l‬القصيرة الوافدة نحو األرض‪ ،‬كما تمتص‬
‫إشعاعات أرضية من نوع الموجات‪ l‬الطويلة الصادرة عن األرض مما‬
‫يسفر عن حجب هذه األشعة القصيرة وإمتصاص األشعة الطويلة برودة‬
‫وزيادة حرارة الغالف الجوي على التوالي‪ .‬فقد يكون تأثير السحب كبيرا‬
‫لكن لم يظهر حتي اآلن دليل يؤيد صحة ذلك‪ .‬ألن السحب المنخفضة تميل‬
‫إلى البرودة‪ ،‬بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة‪ .‬لهذا السحب‬
‫العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما‬
‫هو معروف‪.‬‬
‫لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص األشعة تحت الحمراء‪ .‬ألن‬
‫الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم‬
‫المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من األشعة تحت الحمراء للفضاء‬
‫الخارجي‪ .‬لكن ما يزيد األمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع‬
‫تغير المناخ‪ ،‬كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط األمور‬
‫في ما يتعلق بتأثير ظاهرة االحتباس الحراري على الغيوم‪.‬‬
‫ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح األرض يبدو أنها‬
‫بدأت في االرتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغالف‬
‫الجوي على ما هي عليه‪ .‬لكن هذا البحث‪ l‬الذي نشر حول تأثير اإلشعاعات‬
‫الكونية يفترض أن هذه اإلشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في‬
‫الغطاء الخارجي‪ l‬للسحب‪ .‬و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة‪.‬‬
‫وأن االختالف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات‬
‫التي سببها اإلنسان على المناخ ‪.‬ألن الشواهد علي هذا مازالت‪ l‬ضعيفة‪ .‬فهذا‬
‫التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من األسفل نحو‬
‫الغالف الجوي‪.‬ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء‬
‫السحب يمكن أن تفسر هذا االختالف‪ ،‬فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليال عن‬
‫أسباب االختالفات‪ l‬الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي‪ .‬لكن‬
‫الدراسة األخيرة رجحت أن تكون األشعاعات الكونية‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة‬
‫الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير األشعة‬
‫الكونية علي المناخ فوق كوبنا ‪.‬‬
‫وفي جبال الهيماليا وجد ‪ 20‬بحيرة جليدية في نيبال و ‪ 24‬بحيرة جليدية في‬
‫بوتان قد غمرت بالمياه الذائبة فوق قمة جبال الهيماليا الجليدية مما يهدد‬
‫المزروعات والممتلكات بالغرق والفيضانات لهذه البحيرات لمدة عشر‬
‫سنوات قادمة‪ .‬وبرجح العلماء أن سبب هذا إمتالء هذه البحيرات بمياه‬
‫الجليد الذائب‪ .‬وحسب برنامج البيئة العالمي وجد أن نيبال قد زاد معدل‬
‫حرارتها ‪ 1‬درجة مئوية وأن الغطاء الجليدي فوق بوتان يتراجع ‪40– 30‬‬
‫مترا في السنة‪ .‬وهذه الفيضانات‪ l‬لمياه الجليد جعلت سلطات بوتان ونيبال‬
‫تقيم السدود لدرأ أخطار هذه الفيضانات‪.‬‬

‫مع بداية الثورة الصناعية ‪،‬في حوالي العام ‪ ، 1850‬بدأ يرتفع تركيز‬ ‫‪‬‬
‫ثاني أكسيد الكربون الجوي ‪ ،‬نجم عن هذا االرتفاع وبشكل كبير عن‬
‫إحراق الوقود األحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة‬
‫فرعية ‪ ،‬قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في‬
‫الجو ‪ ،‬إال أنه في واقع األمر يمكن الرتفاع منسوب ثاني أكسيد‬
‫الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي‬
‫أكثر من مساعدتها ‪.‬‬
‫يحتجز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى في الجو بعض حرارة‬ ‫‪‬‬
‫كوكب األرض ‪ ،‬وهذا يجعل األرض أكثر سخونة ‪ ،‬وقد يؤدي هذا‬
‫االحتباس الحراري إلى خفض الهطول على األرض ‪ ،‬فتتصحر‬
‫مناطق وقد ال تعود مالئمة لمعظم النباتات ‪.‬‬
‫كذلك يتفاعل ثاني أكسيد الكربون في الجو مع الماء فتنتج هطول‬ ‫‪‬‬
‫حمضية ‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى هالك النباتات‪l‬‬

‫أنقسام العلماء حول الظاهرة‬

‫‪ ‬يوجد فريق يري أن غازات الدفيئة هي السبب وراء ظاهرة‬


‫االحتباس الحراري‪ l،‬وأن وراء زيادة نسب الغازات‪ l‬الدفيئة زيادة في‬
‫نسب التلوث الجوي الناشئة عن ملوثات طبيعية (كالبراكين وحرائق‬
‫الغابات والملوثات العضوية) وملوثات صناعية ناتجة عن نشاطات‬
‫اإلنسان من استخدام للطاقة (بترول وفحم وغاز طبيعي) وعن‬
‫الغازات السامة المنبعثة من المصانع وقطع األخشاب وإزالة‬
‫الغابات‪ l،‬وهذا يؤدي إلى زيادة انبعاث غازات الدفيئة‪.‬‬
‫وبما أننا غير قادرون على التدخل في الملوثات الطبيعية‪ ،‬فعلينا أن نحد من‬
‫الملوثات التي نتسبب فيها‪.‬‬

‫يوجد فريق يعارض هذه الظاهرة‪ ،‬فيرون أن هناك العديد من‬ ‫‪‬‬
‫األسباب التي تدعو إلى عدم التأكد من تسبب زيادة ظاهرة االحتباس‬
‫الحراري في ارتفاع درجة الحرارة على سطح األرض‪ ،‬حيث يرون‬
‫أن هناك دورات الرتفاع وانخفاض درجة حرارة سطح األرض‪ ،‬و‬
‫أن مناخ األرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة وفترت باردة مستشهدين‬
‫بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن ‪ 17‬و ‪18‬‬
‫في أوروبا‪ .‬كما يؤكدون هذا الرأي ببداية وجود ارتفاع في درجة‬
‫حرارة األرض ‪ ،‬والتي بدأت من عام ‪ 1900‬واستمرت حتى‬
‫منتصف األربعينيات ‪ ،‬ثم بدأت في االنخفاض في الفترة بين منتصف‬
‫األربعينيات و منتصف السبعينيات ‪ ،‬حتى إنهم تنبأوا بقرب حدوث‬
‫عصر جليدي آخر‪ ،‬ثم بدأت درجة حرارة األرض في االرتفاع مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬وبدأ مع الثمانينيات فكرة تسبب زيادة ظاهرة االحتباس‬
‫الحراري في ارتفاع درجة حرارة األرض‪.‬‬
‫ويؤكد رأيهم قصور برامج الحاسوب التي تستخدم للتنبؤ باحتماالت‬
‫التغيرات المناخية المستقبلية في مضاهاة نظام المناخ للكرة األرضية‪ ،‬ألنهم‬
‫يرون أن هذا النظام (المناخي) معقد و ما يؤثر به مؤثرات شديدة التعقيد‪،‬‬
‫تفوق قدرات أسرع وأذكى أجهزة الحواسيب و قدرات العلماء مازالت‬
‫ضئيلة مما يصعب (أو يستحيل) معه التنبؤ الصحيح بالتغيرات المناخية‬
‫طويلة األمد‪ .‬و يريح هذا التفسير كثيرا من الشركات الملوثة مما يجعلها‬
‫دائما ترجع إلى مثل هذه األعمال العلمية لتتهرب من مسؤوليتها أو من‬
‫ذنبها في ارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬

‫ما بين المؤيدين والمعارضين ظهر رأي ثالث هو أن السبب الرئيسي‬ ‫‪‬‬
‫في زيادة درجة حرارة األرض هو الرياح الشمسية؛ حيث تؤدي تلك‬
‫الرياح الشمسية بمساعدة المجال المغناطيسي للشمس إلى الحد من‬
‫كمية األشعة الكونية التي تخترق الغالف الجوي لألرض ‪ ،‬و التي‬
‫تحتوي على جزيئات عالية الطاقة تقوم باالصطدام بجزيئات الهواء؛‬
‫لتنتج جزيئات جديدة تعد النواة ألنواع معينة من السحب التي تساعد‬
‫على تبريد سطح األرض ‪ ،‬وبالتالي فإن وجود هذا النشاط الشمسي‬
‫يعني نقص كمية األشعة الكونية‪ ،‬أي نقص السحب التي تساعد على‬
‫تبريد سطح األرض وبالتالي ارتفاع درجة حرارة سطح األرض‪.‬‬
‫ويرى هذا الفريق أن هذا الرأي أكثر منطقية وأبسط تبريرًا الرتفاع درجة‬
‫حرارة األرض‪ ،‬وأنه عند انخفاض هذا النشاط الشمسي المؤقت ستعود‬
‫درجة حرارة األرض إلى طبيعتها‪ ،‬بالتالي يرون ضرورة توفير المبالغ‬
‫الطائلة التي تُنفق على البحث عن وسائل لتخفيض نسب انبعاث ثاني أكسيد‬
‫الكربون؛ حيث إنهم مهما قاموا بتخفيض نسبه فلن يغير هذا من األمر‬
‫شي ًءا مادام النشاط الشمسي مستم •‪ًًّl‬را ؛ حيث أن اإلنسان مهما زاد نشاطه‬
‫على سطح هذا الكوكب فلن يكون ذا تأثير على النظام الكوني الضخم الذي‬
‫يتضمن النظام المناخي لألرض؛ لذلك من األفضل استخدام تلك األموال في‬
‫تنقية هواء المدن المزدحمة من الغازات‪ l‬السامة‪ ،‬أو تنقية مياه الشرب‬
‫لشعوب العالم الثالث‪l.‬‬

‫ظواهر مرتبطه باإلحتباس الحراري‬

‫ارتفاع مستوى المياه في البحار من ‪ 0.7-0.3‬قدم خالل القرن‬ ‫‪‬‬


‫الماضي‪.‬‬
‫ارتفعت درجة الحرارة ما بين ‪ 0.8 – 0.4‬درجة مئوية خالل القرن‬ ‫‪‬‬
‫الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة لألمم‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال األسترالية في الذوبان بشكل‬ ‫‪‬‬
‫ملحوظ‪.‬‬
‫مواسم الشتاء إزدادت خالل الثالثة عقود األخيرة دفئا ً عما كانت‬ ‫‪‬‬
‫عليه من قبل وقصرت فتراته ‪ ،‬فالربيع يأتي مبكرا ً عن مواعيده‪.‬‬
‫التيارات المائية داخل المحيطات غيرت مجراها ما أثر علي التوازن‬ ‫‪‬‬
‫الحراري الذي كان موجودا ً و يستدل العلماء‪ l‬على ذلك بظهور‬
‫أعاصير في أماكن لم تكن تظهر بها من قبل‪.‬‬
‫يربط بعض العلماء التلوث الحاصل بتغير في عدد حيوانات‬ ‫‪‬‬
‫البالنكتون في البحار نتيجة زيادة حموضة البحار نتيجة إلمتصاصها‬
‫ثاني أوكسيد الكربون و يفسرون أن التلوث الذي يحدثه اإلنسان هو‬
‫شبيه بمفعول الفراشة أي أنها مجرد الشعلة التي تعطي الدفعة األولى‬
‫لهذه العملية و البالنكتون يقوم بالباقي‪.‬‬
‫[عدل] الظواهر المتوقعة نتيجة اإلحتباس الحراري‬
‫‪ .1‬أن أجزا ًءا كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى‬
‫سطح البحر‬
‫‪ .2‬غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية‬
‫‪ .3‬إزدياد الفياضانات‬
‫‪ .4‬حدوث موجات جفاف و تصحر مساحات‪ l‬كبيرة من األرض‬
‫‪ .5‬زيادة عدد و شدة العواصف و األعاصير‬
‫انشار األمراض المعدية في العالم‬ ‫‪.6‬‬
‫إنقراض العديد من الكائنات الحية‬ ‫‪.7‬‬
‫حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل‪l‬‬ ‫‪.8‬‬
‫احتماالت متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس‬ ‫‪.9‬‬
‫زيادة حرائق الغابات‬ ‫‪.10‬‬

‫[عدل] الطاقة الحيوية والبيئة‬


‫من المالحظ حاليا أن األنواع األخرى من الطاقة المتجددة تتفوق على‬
‫الوقود الحيوي من حيث أثر محايدة‪; ‬االحفوري]] في إنتاجه‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ناتج احتراق الوقود الحيوي من ثاني أوكسيد الكربون فضال عن الغازات‬
‫الغير بيئية األخرى‪ .‬الكربون الناتج عن الوقود الحيوي ال يتمثل فقط بنواتج‬
‫االحتراق و إنما يضاف إليه ما هو صادر عن النبات‪ l‬خالل دورة نموه‪ .‬لكن‬
‫الجانب االيجابي من الموضوع هو أن النبات يستهلك ثاني أوكسيد الكربون‬
‫في عمليات التركيب الضوئي ومن هنا أتى ما يسمى بتعديل الكربون أو‬
‫"محايدة الكربون"‪ .‬ومن الواضح أيضا أن قطع األشجار في الغابات‪ l‬التي‬
‫نمت منذ مئات أو آالف السنين‪ ،‬الستخدامها كوقود حيوي‪ ،‬دون أن يتم‬
‫استبدالها لن يساهم في االثر المحايد للكربون‪ .‬ولكن يعتقد الكثير أن السبيل‬
‫إلى الحد من زيادة كمية ثاني أوكسيد الكربون في الغالف الجوي هو‬
‫استخدام الوقود الحيوي الستبدال مصادر الطاقة غير المتجددة‪.‬‬
‫'فقراء العالم يواجهون خطرالموت غرقا ً‬
‫يتركز الباحثون في مجال البيئة على العديد من الظواهر العلمية التي يمكن‬
‫االعتماد عليها إلطالق تنبؤات مرجحة الحدوث فيما يتعلق بالكثير من‬
‫المشكالت البيئية‪ ,‬فالفيضانات التي اجتاحت‪ l‬مناطق شاسعة من العالم في‬
‫السنوات القليلة الماضية‪ ,‬تؤكد ان العالم يقف على شفير الهاوية‪ ,‬و أن‬
‫مساحات‪ l‬شاسعة من كوكبنا ستكون عرضة الرتفاع منسوب البحر‪.‬‬
‫ويقول باحثون فنلنديون ان الكرة األرضية ستفقد الكثير من األراضي‬
‫الصالحة للزراعة‪ ,‬و خاضة في الدول اآلسيوية التي تعاني من المجاعات‪ l‬و‬
‫األمراض و التخلف ‪ ،‬و ذلك الن منسوب البحر مع نهاية القرن الحالي‬
‫سيرتفع بمعدل يتراوح بين نصف متر و متر واحد‪ ,‬و قد لقيت هذه الدراسة‬
‫أصداء واسعة في أوساط الجمعيات البيئية العالمية‪ .‬و تكمن أهمية الدراسة‬
‫في ان واضعيها عمدوا إلى تحديد االرتفاع التدريجي في منسوب مياه البحر‬
‫من عقد إلى آخر‪ ,‬لكن الباحثين انفسهم لم يحددوا ما إذا كانت االجراءات‪l‬‬
‫التي قد تتخذ على نطاق عالمي سيكون لها تأثير ايجابي في الظاهرة‪ ,‬أم أن‬
‫الضرر الذي يعانيه الكوكب منذ عقود طويلة بعد اكتشاف النفط‪ .‬وتعتبر‬
‫مشكله من مشاكل المناخ و من المهم حلها‬
‫[عدل] االحتباس الحراري وغاز األوزون‬
‫في المناقشات العامة يحدث أن يُربط بين االحتباس الحراري وثقب‬
‫األوزون أي تحلل طبقة األوزون الواقية من األشعة الشمسية فوق‬
‫البنفسجية ‪ .‬ولكننا في الحقيقة هنا نجد تأثيرين مختلفين ‪.‬‬
‫فبعض الحسابات‪ l‬النظرية تبين زيادة في االحتباس الحراري مصحوبا‬
‫بزيادة في تحلل األوزون ‪ .‬ولكن ما هو أكيد هو أن غازات‬
‫الكلوروفلوركاربون من الغازات‪ l‬التي تزيد من تحلل غاز األوزون وبالتالي‬
‫زيادة اتساع ثقب األوزون ‪ ،‬تعمل في نفس الوقت على رفع درجة حرارة‬
‫األرض ‪ ،‬ولكن تأثيرها في رفع درجة الحرارة قليل‬

You might also like