You are on page 1of 3

‫المرتفع السيبيري‬

‫كتلة ضخمة من الهواء البارد والبارد جدا والتي تتجمع فوق منطقة سيبيريا‬
‫–شمال شرق اوراسيا‪ -‬عموما ‪ ..‬والهواء البارد كما نعلم هو ذو ضغط‬
‫مرتفع ‪ ..‬لذلك يسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها ‪ ..‬ولتشكله‬
‫فوق مناطق قارية في عمق اليابسة فإن السمة الرئيسية له هي البرودة‬
‫الشديدة والجفاف‪2.‬‬
‫يتشكل هذا المرتفع نتيجة التبريد السطحي الشديد فوق تلك المناطق القارية‬
‫‪-‬البعيدة عن اية مؤثرات بحرية‪ .. -‬فموقع تلك المناطق في اقصى شمال‬
‫الكرة االرضية يجعل من تأثير االشعاع الشمسي ضعيفا جدا‪.‬‬
‫والمرتفع السيبيري هو أقوى مرتفع –نصف دائم‪ -‬في النصف الشمالي‬
‫للكرة االرضية ‪ ..‬حيث ترتفع قيم الضغط في المناطق التي يؤثر عليها بشكل‬
‫كبير وتنخفض الحرارة بشكل هائل ‪ ..‬وهذا واضح من خالل تسجيل أدنى‬
‫درجة حرارة في النصف الشمالي من الكرة االرضية ومقدارها ‪C° 67.8−‬‬
‫في منطقة "فرخويانسك" بتاريخ ‪ .. 15/01/1885‬كما سجل في مناطقه‬
‫أعلى ضغط جوي بمقدار ‪ mb 1083.8‬في منطقة "اجاتا" بتاريخ‬
‫‪.31/12/1968‬‬
‫وبالرغم من االمتداد االفقي الضخم والهائل لهذا المرتفع ‪ ..‬إال ان امتداده‬
‫الرأسي ضحل ‪ ..‬فنادرا ما يتجاوز تأثيره ارتفاع ‪ 3000‬م ‪ ..‬فكما قلنا فهو‬
‫ناتج عن التبريد السطحي ‪ ..‬والهواء‪ 2‬البارد ذو كثافة أعلى فبالتالي ال‬
‫يستطيع مواصلة حركته لألعلى‪.‬‬
‫يبدأ تشكله مع تقدم االيام في صيف سيبيريا القصير حين تعاود الشمس‬
‫رحلتها نحو الجنوب ‪ ..‬ويمكن القول بأنه يبدأ بالتشكل مع نهاية شهر آب‬
‫‪-‬اغسطس ‪ -‬ويضعف مع نهاية شهر آذار ‪ -‬مارس ‪ .. -‬ليختفي نتيجة‬
‫التسخين السريع لألراضي القارية ليحل محله ضغط جوي منخفض صيفا‪.‬‬
‫المرتفع السيبيري مسؤول عن موجات البرد القارس والجاف في مناطق‬
‫واسعة من اوروبا واسيا وقد يعبر تأثيره المحيط المتجمد الشمالي ليؤثر‬
‫على كندا والواليات المتحدة‪.‬‬

‫التأثير على شرق المتوسط‪-:‬‬


‫يصل إلى بالد الشام و العراق وشمال شبه الجزيرة العربية تأثير المرتفع‬
‫السيبيري ابتداء من شهر تشرين الثاني –نوفمبر‪ -‬وخصوصا في النصف‬
‫االخير ‪ ،‬وهو يعمل كحاجز ونظام صد يمنع حركة المنخفضات الجوية باتجاه‬
‫الشرق ‪ ،‬ويحرفها اما باتجاه الشمال الشرقي أو يبقيها في وسط المتوسط ‪..‬‬
‫حيث يسود الهدوء وتكون السماء صافية ‪ ..‬و تسود رياح شرقية و شمالية‬
‫شرقية جافة شديدة البرودة‪.‬‬

‫وخير مثال قريب على تأثير المرتفع السيبيري هو موسم ‪2007/2008‬‬


‫حيث تميز هذا الموسم بقوة المرتفع السيبيري وامتداده الكبير وسيطرته‬
‫على أجواء المنطقة لفترات طويلة ‪ ..‬نتج عن ذلك موجات متتالية من‬
‫الصقيع ‪ ..‬كان أقساها في الفترة ما بين نهاية كانون اول ‪ 2007‬والثلث‬
‫الثاني من كانون ثاني ‪ .. 2008‬وصلت فيها درجات الحرارة الصغرى‬
‫مستويات قياسية ‪ ..‬لتتدنى عن ‪ 10-‬درجات في مرتفعات الشراه ولتصل‬
‫إلى ما دون ‪ 15-‬في شمال وشرق سوريا ‪ ..‬وانتهت بحالة عدم استقرار‬
‫‪ 22/1/2008‬النادرة والتي تسببت بثلوج مفاجئة على االردن وجنوب‬
‫سوريا‪.‬‬

You might also like