You are on page 1of 24

‫األزمة المالية العالمية‬

‫(أسبابها وتداعياتها وتأثيراتها على‬


‫االقتصاد)‬

‫اعداد‪ :‬د‪.‬على عبدهللا شاهين‬


‫استاذ المحاسبة المشارك –كلية التجارة –الجامعة االسالمية‬
‫مساعد نائب الرئيس للشؤون االدارية والمالية‬

‫‪1‬‬
‫• يواجه العالم اليوم أزمة مالية خطيرة مصدرها قلب النظام الراسمالى‬
‫نفسه وهى الواليات المتحدة االمريكية أكبر دول العالم إقتصاديا ً ‪.‬‬
‫• كشفت عن هشاشة االنظمة المالية ومعاناتها من مواطن ضعف صارخة‬
‫تمثلت أهم مظاهرها في إنهيار بنوك دولية عمالقة في ظل إقتصاد يعاني‬
‫اصال من عجز في ميزانه التجاري إلى جانب العجز في الميزانية‬
‫• السياسات الخاطئة للواليات المتحدة االمريكية خالل السنوات الماضية‬
‫التى شهد العالم خاللها طغيان هذه الدولة والظلم العالمى الذى مارسته‬
‫ضد البشرية‪ ،‬الدور االكبر فى ارتفاع حجم اإلنفاق العسكري الذى تسبب‬
‫بدوره فى إرتفاع حجم الديون الحكومية والتي قدرت حسب المصادر‬
‫األمريكية بنحو ‪11‬تريليون دوالر وهي تشكل ما يزيد عن ‪ % 65‬من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪ ،‬كما قدره خبراء اخرون بواقع ‪ 380‬الف‬
‫دوالر فى الدقيقة الواحدة‬

‫‪2‬‬
‫• بلغت الديون الفر‪Q‬دية ‪ 9.2‬تريليون دوالر‪ Q‬تشكل الديون‬
‫العقارية منها نحو ‪ 6.6‬تريليون دوالر ‪ ،‬كما بلغت ديون‬
‫الشركات قرابة ‪ 18.4‬تريليون دوالر وبذلك فإن المجموع‬
‫الكلي للديون يعادل ‪ 39‬تريليون دوالر أي ما يعادل ‪3‬‬
‫أضعاف الناتج المحلي اإلجمالي ‪ ،‬كما بلغت البطالة نحو ‪% 5‬‬
‫ووصل التضخم إلى ما نسبته ‪. % 4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ - 1‬يثورالسؤال اآلن ما هي األسباب االقتصادية ور‪Q‬اء هذه‬
‫األزمة ؟‬
‫• هناك جذوراقتصادية لهذه المشكلة ‪ ،‬تعود الى زيادة‬
‫في حجم القروض العقارية الممنوحة برهونات عقارية من‬
‫قبل المؤسسات المالية األمريكية بمعدل فائدة متغيرة‬
‫(تزداد كلما رفع البنك المركزى اسعار‪ Q‬الفائدة ) ودون‬
‫وجود ضمانات كافية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كانت نسبة الفائدة في حينها متدنية مما شجع على زيادة وتطور هذه‬ ‫•‬
‫القروض فمنها ما تم منحة لغرض السكن أولغرض اإلستثمار طويل‬
‫األجل أو المضاربة المرهونة ‪.‬‬
‫قامت المصارف بتحويل القروض الممنوحة إلى سندات متداولة في‬ ‫•‬
‫األسواق المالية ( التسنييد ) من خالل البيع لشركات التوريق ‪.‬‬
‫تم ذلك باستحدام اجراءات و أدوات وتقنيات مالية معقدة تمثلت فى قيام‬ ‫•‬
‫البنوك ببيع الديون عاى شكل سندات الى مستثمرين اخرين الذين قاموا‬
‫بدورهم برهن السندات لدى البنوك مقابل حصولهم على ديون جديدة‬
‫لشراء المزيد من تلك السندات‪ ،‬وتكررت تلك العمليات (اى استخدام‬
‫الديون للحصول على المزبد من الديون) ‪.،‬‬
‫توسعت الهوة بين اإلقتصاد الحقيقي واإلقتصاد المالي ‪،‬‬ ‫•‬

‫‪5‬‬
‫• فى خطوة من البنوك لتعزيز مركز‪ Q‬السندات ‪ ،‬تم التامين‬
‫عليها من قبل شركات التامين المشهور‪Q‬ةعلى ان يقوم حامل‬
‫السند بدفع رسوم التامين عليها للحماية من افالس البنك‬
‫او صاحب البيت مما شجع على اقتناء المزيد من تلك‬
‫السندات ‪.‬‬
‫• رغم هذه العمليات المعقدة وبسبب هبوط قيمة هذه‬
‫العقارات بد ًءا من عام ‪ 2007‬اصبحت قيمتها اقل من قيمة‬
‫السندات المتداولة والصادر‪Q‬ة بشانها ‪.‬‬
‫• لم يعد في مقدور‪ Q‬األفر‪Q‬اد سداد ديونهم حتى بعد بيع‬
‫عقاراتهم المرهونة فأصبحوا مكبلين باإللتزامات المالية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫نتيجة لتضرر المصارف الدائنة من عدم السداد هبطت قيمة أسهمها في‬ ‫•‬
‫البورصة وأعلنت عدة شركات عقارية وشركات تامين إفالسها‪.‬‬
‫سيطر على أذهان المستثمرين حالة من عدم الثقة مما دفع في إتجاه‬ ‫•‬
‫قيام المودعين بسحب ودائعهم مما إنعكس سلبا ً على سيولة البنوك‬
‫على الرغم من تدخالت البنوك المركزية والتي جاوزت ال ‪ 500‬مليار‬
‫دوالر ‪ ،‬كما اصيبت األسواق المالية بالشلل التام ‪.‬‬
‫توالت الخسائر اإلقتصادية الناتجة عن العجوزات ومنيت كثير من‬ ‫•‬
‫األسواق بالخسائر وأصبح العامل النفسي مرتبط بالثقة في القطاع‬
‫المالي برمته ‪.‬‬
‫فقد المستثمر الثقة في األسواق ولم يعد يصدق جدوى األدوات المالية‬ ‫•‬
‫الحديثة والمتمثلة في عملية ( تسنييد الدبون ) كما فقد القدرة على‬
‫تقييم الدين بشكل حقيقي وكامل ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 2‬لماذا إنفجرت األزمة اآلن ‪-:‬‬
‫• حاالت العجز تعود إلي اكثر من سنة ماضية حيث قامت البنوك‬
‫بشطب ما يزيد عن ‪ 500‬مليار دوالر من أصولها ‪ ،‬إال أن خسائر‬
‫إئتمانية جديدة ظهرت مما أشعل مخاوف المستثمرين من جديد ‪.‬‬
‫• إزدادت المخاوف توهجا ً بعد إفالس ( بنك ليمان برذر ) الذي شكل‬
‫صدمة كبيرة للمستثمرين الذين كانوا على ثقة بأن الحكومة‬
‫األمريكية ستقوم بدعم البنوك الكبرى ومنعها من اإلفالس ‪،‬وهو‬
‫االمر الذى لم يحدث ‪.‬‬
‫• تقدر ديون البنك بنحو ‪613‬مليار دوالرمنها ‪160‬مليار دوالر‬
‫لعمالء خارج الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬
‫• هبطت اسهم البنك الى مانسبته ‪%90‬من قيمتها‪ ،‬حيث قدرت خسائر‬
‫البنك بنحو ‪ 7‬مليار دوالر‪ .‬وفقدت القروض القدرة على السداد‪.‬‬
‫• هذا البنك اسسه اصال يهود المان وكان فى كل مرة يفلت من‬
‫المشكالت‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬هل من الممكن أن تنتهي األزمة ‪-:‬‬
‫• من الصعب التنبؤ بما ستأتي به األيام خاصة مع وجود تأثيرات‬
‫سلبية متراكمة كان من أبرزها التأثير على اإلقتصاد الحقيقي‪.‬‬
‫• سوف تمتد األزمة إلى بنوك أخرى مما قد تضطر معه البنوك إلى‬
‫بيع أصولها بأثمان بخسة ‪.‬‬
‫• لو فكرت الحكومات في وضع حل لهذه األزمة فإن تكلفة األمر‬
‫ستبلغ حسب خبراء اقتصاديين نحو ‪ 64‬تريليون دوالر ‪.‬‬
‫• هناك جذور ألزمة أخرى قائمة تابعة لألولى وهي مشكلة االديون‬
‫على بطاقات اإلئتمان ( فيزا كارد‪،‬ماستر كارد ‪،‬امريكان‬
‫اكسبريس ) والتى تقدر بنحو ‪ 940‬مليار دوالر وديون االقراض‬
‫الطالبى بنحو ‪ 85‬مليار دوالر ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫• إن قرار الحكومة األمريكية تخصيص مبلغ ‪ 700‬مليار لضخها في‬
‫القطاع المصرفي قد ال تغطي الديون المتعثرة ( ال يغطي سوى ‪% 6‬‬
‫من الديون المثعترة حسب خبراء إقتصاديون) فهى خطوة غير‬
‫كافية لمعالجة األزمة وهو ما يفسره إستمرار هبوط المؤشر العام‬
‫في البورصات وتذبذبه هبوطا وصعودا بفعل عوامل الطلب والعرض‬
‫غير المستقرة‪.‬‬
‫• إن محاولة البنك المركزي إستخدام أهم أدواته وهو تقليص سعر‬
‫الفائدة بهدف تشجيع البنوك على اإلقتراض فيما بينها وتنشيط أداء‬
‫البورصة لن تكون كافية للخروج من االزمة‪. .‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -4‬لماذا اصبحت األزمة المالية االمريكية ازمة عالمية " لماذا‬
‫تنهار أسعار األسهم ‪ ،‬لماذا يطال هذا األنهيار أنشطة غير عقارية‬
‫للوقوف على ذلك ال بد من التعرف على العوامل التالية ‪-:‬‬
‫• العامل األول ‪ -:‬من المعلوم أن الواليات المتحدة األمريكية هي‬
‫أكبر بلد مستورد في العالم حيث تبلغ وارداتها السلعية نحو‬
‫‪ 1919‬مليار دوالر أي ما نسبته ‪ % 15.5‬من الواردات العالمية‬
‫وبالتالي فإن األزمة اإلقتصادية وظهور بوادر الكساد اإلقتصادي‬
‫في أمريكيا سوف ينعكس على صادرات دول العالم األخرى ‪.‬‬
‫• العامل الثاني ‪ -:‬من المعلوم أيضا ً أن أصحاب رؤوس األموال‬
‫المستثمرة تتواجد إستثماراتهم في أسواق مالية متعددة في العالم ‪،‬‬
‫فإذا ما تعرضت أسهمهم في دولة ما للخسارة فانهم يسحبون‬
‫أموالهم المستثمرة الى دولة أخرى لتعويض الخسارة أو تفاديها ‪.‬‬
‫•‬
‫‪11‬‬
‫• العامل الثالث ‪ -:‬يتعلق بالمخاوف من تقلبات سعر‪ Q‬صرف‬
‫الدوالر‪ Q‬السلبية مقابل العمالت الرئيسية وهذه التقلبات لها‬
‫شواهد كثيرة وهى تعني إقتصاديا ً حدوث خسارة في‬
‫اإلستثمارات بعملة الدوالر سواء كانت في الواليات المتحدة‬
‫نفسها أو خارجها ‪ ،‬خاصة في الدول التي تعتمد على سعر‬
‫صرف ثابت للدوالر ‪،‬‬
‫• وعلى ذلك فإن حدوث أزمة مالية في أمريكا سوف يقود إلى‬
‫سحب اإلستثمارات من الدولة المر‪Q‬تبطة بالدوالر‪ ( Q‬بسعر‬
‫صرف ثابت ) لتتوطن في دول أخرى ذات عمالت معومة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -5‬االثار العالمية المتوقعة لألزمة ‪-:‬‬
‫من المتوقع ان ينتج عن هذه االزمة المشكالت العالمية التالية‪:‬‬
‫• حدوث خسائر في أصول البنوك خاصة المتعلقة بالقروض‬
‫واإلستثمارات وسندات الرهن العقاري وإنخفاض أسعار األسهم ‪.‬‬
‫• تباطؤء معدالت النمو مما يؤدى الى قلة الطلب على النفط مما يؤدى‬
‫انخفاض سعره ‪.‬‬
‫• إنخفاض قيمة العملة المحلية إذا كانت مرتبطة بالدوالر ‪.‬‬
‫• حدوث إنكماش وكساد خطير في المستقبل ‪.‬‬
‫• التركيز نحو إنقاذ الصناعية المالية في العالم مما يؤدى الى خفض‬
‫مستوى المساعدات اإلنسانية للدول النامية ‪.‬‬
‫• إرتفاع معدالت البطالة ‪.‬‬
‫• زيادة أسعار المواد األولية بسبب تأثرها باألزمة العقارية ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -6‬ما كشفت عنه االزمة بشان النظام الرأسمالى‬
‫• أظهرت االزمة وجود خلل في النظام الرأسمالى العالمى حيث كان سابقا يقوم‬
‫على أساس الرأسمالية التجارية ثم تحول إلى الرأسمالية الصناعية ثم تحول‬
‫االن إلى الرأسمالية المالية‪.‬‬
‫• تراجع دور مؤسسات االقتصاد الحقيقى و أصبحت البنوك و المؤسسات المالية‬
‫الضخمة و أسواق األسهم و السندات الدور االكبر في زبادة الثروات ‪ ،‬حيث‬
‫قدر حجم اإلنتاج العالمى من السلع والخدمات ب ‪ 48‬تريليون دوالر ‪ ،‬أما‬
‫حجم األموال المتداولة في األسواق المالية فيبلغ ‪ 144‬تريليون دوالر ‪.‬‬
‫• انفصال النظام المالى والنقدى عن النظام االنتاجى ‪.‬‬
‫• غياب اليات الرقابة عن المؤسسات المالية ‪.‬‬
‫• هزت هذه األزمة أقدس أقداس الفكر الرأسمالى وهو عدم تدخل الدولة في‬
‫النشاط االقتصادى ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ – 7‬مشكلة النظام المالى الدولى‪:‬‬
‫هناك مشكلة اخرى هى مشكلة النظام المالي الدولى ‪،‬ال بد من التعرف‬
‫أوالعلى طبيعة هذا النظام واليات ارتباطه بالدوالر ‪:‬‬
‫• قبل عام ‪ 1914‬كان النظام النقدي الدولى يقوم على‬
‫الذهب ( النظام الذهبي ) وكانت أسعار صرف العمالت‬
‫تجاه بعضها البعض تتحدد إنطالقا ً من المحتوى الذهبي‬
‫لكل منها ‪ ،‬وبذلك كان للذهب دورا بار‪Q‬زا في التنظيم الذاتي‬
‫لألوضاع اإلقتصادية للبلدان وبالتالي في تقييد حجم النقود‬
‫وتثبيت االستقرار‪ Q‬في قيمة العمالت ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫– الفترة من عام ‪ -1914‬عام ‪ 1929‬وعلى أثر األزمة اإلقتصادية‬
‫العالمية مع قيام الحرب العالمية األولى اضطربت األوضاع‬
‫اإلقتصادية النقدية والمالية فى العالم وحدثت تغيرات عالمية‬
‫كبيرة ولم تعد الظروف مالئمة لقاعدة الذهب ‪،‬وكانت النتيجة ان‬
‫تخلت معظم الدول عن قاعدة الذهب المتداول‬
‫• في عام ‪ 1944‬تم إنشاء صندوق النقد الدولي بموجب إتفاقية‬
‫برتيون وودز وظهر نظام نقدي جديد عرف باسم ( نظام الصرف‬
‫بالذهب ) يقوم على أساس الدوالر األمريكي القابل لإلبدال‬
‫بالذهب بسعر ‪ $ 35‬لكل أونصة ذهب أي بواقع ‪ $ 1‬لكل‬
‫‪0.888671‬غم ذهب ‪ ،‬ووفقا ً لذلك فان البنك المركزي في‬
‫أمريكيا بكون ملتزما بتحويل الدوالرات إلى ذهب على هذا‬
‫األساس وطبقا ً للسعر المعلن عنه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫– مكنت اإلمكانات الهائلة للواليات المتحدة األمريكية في التجارة‬
‫الدولية واإلمكانات المادية المتوفرة لها لالضطالع بهذا الدور‪،‬‬
‫وأخذ البنك المركزى االمريكى على عاتقه المحافظة على سعر‬
‫صرف عملته مقابل العمالت االخرى شراء ً وبيعا ً بنفس السعر‬
‫المعلن عنه‬

‫– لذلك قامت الدول بإستعمال الدوالر في إحتياطاتها الرسمية جنبا ً‬


‫إلى جنب مع الذهب وبذلك تكون إتفاقية بريتون وودز قد أضفت‬
‫ميزة فريدة على الدوالر وجعلت منه العملة الوحيدة التي تكون‬
‫لها سعرا تعادليا مقابل الذهب ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫– استغلت أمريكا مركزها المؤثر في التجارة العالمية والسيما‬
‫احتياطياتها من الذهب مما جعلها في الحقيقة منافسا ً لصندوق النقد‬
‫الدولي وجعل دور الصندوق تكميالً لها‪.‬‬
‫– أصبح الدوالر يشكل عنصراً هاما ً من عناصر السيولة الدولية‬
‫بجانب الذهب ‪ ،‬و تحتفظ به معظم الدول ‪.‬وبذلك وبشكل طبيعى‬
‫اصبحت مهمة الدفاع عن الدوالر وأسعار صرفه وتحقيق اإلستقرار‬
‫فيه موكول إلى دول أخرى وبشكل خاص المجموعة اإلقتصادية‬
‫األوروبية ‪ ،‬و بالتالى بقيت الواليات المتحدة تتصرف عند تقلب‬
‫اسعار صرف عملتها من موقع الالمباالة ‪.‬‬
‫– منذ عام ‪ 1971‬وبسبب العجز الذى لحق بميزان المدفوعات‬
‫األمريكي والتناقص الكبير في اإلحتياطي االمريكى من الذهب بسبب‬
‫عملية استبداله تم وقف قابلية ابدال الدوالر بالذهب ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫– بدأ الدوالر يتعرض لتقلبات حادة في قيمته وبذلك ظهر نظاما ً‬
‫دوليا جديداً يقوم على تعويم العمالت‪.‬‬
‫– باتباع اسلوب تعويم العمالت بدأ اإلضطراب يدخل في النظام‬
‫النقدي الدولي وبدأت التقلبات تحدث في كثير من العمالت ومن‬
‫بينها الدوالر نفسه ‪،‬وما نتج عنه من إعادة توزيع الدخول‬
‫والثروات على المستوى الدولى لصالح الدول الغنية‪.‬‬
‫– رغم ذلك ال زالت العديد من الدول تحتفظ بالدوالر كعملة رئيسية‬
‫ضمن إحتياطاتها الرسمية إعتماداً على المركز الكبير الذي تحتله‬
‫الواليات المتحدة األمريكية في اإلقتصاد العالمي ‪.‬‬
‫• إن المنطق الذي تتعامل معه أمريكيا هو أن مسئولية‬
‫إنتعاش اإلقتصاد األمر‪Q‬يكي يجب أن تتحمله جميع الدول‬
‫وبشكل خاص الدول األوروبية ألنه حسب المنظور‪ Q‬االمريكى‬
‫فان إنعاش هذا اإلقتصاد سيؤدي حتما ً إلى إنعاش‬
‫إقتصاديات تلك الدول مما يعني أن تكون هذه الدول دوال‬
‫‪19‬‬
‫مساندة لإلجر‪Q‬اءات األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -8‬اثر األزمة على االقتصاد الفلسطينى ‪:‬‬
‫• الشك أن أعباء وخسائر هذه األزمة ونتائجها السلبية‬
‫تنتقل إلى دول العالم الثالث من خالل‬
‫العالقات االقتصادية و المصرفية الدولية التى وفرتها القنوات‬
‫و األساليب المختلفة وهى مؤسسات العولمة كصندوق‬
‫النقد الدولى والبنك الدولى اللذان يساهمان في تبنى‬
‫السياسات المالية والنقدية األمريكية ‪.‬‬
‫• االسواق المالية العربية بشكل عام ليست محصنة من‬
‫االزمة وتداعياتها فالعولمة االقتصادية جعلت االسواق فى‬
‫العالم سريعة التاثر بما يحدث ‪،‬وبالتالى ال يمكن القول‬
‫بوجود حدود جغرافية معينة لهذه األزمة ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫• من المتوقع ان يشهد السوق المالى الفلسطينى تذبذبات فى اسعار االسهم السباب‬
‫تعود الى خوف المستثمرين من االنعكاسات المحتملة لالزمة على استثماراتهم اال‬
‫ان ذلك سيكون فى حدود ضيقة بسبب ضعف االرتباط بين السوق الفلسطينى‬
‫والعالم سواء من حيث االستثمار او اسواق المال‪.‬‬

‫من المتوقع ان تلقى االزمة بظاللها على تحوبالت الفلسطينيين المقيمين فى‬ ‫•‬
‫الخارح‪.‬‬
‫من المتوقع تقليص الدعم المالى الدورى للسلطة والمجتمع الفلسطينى مما‬ ‫•‬
‫ينعكس على‬
‫الموازنة و حدوث تراجع ملموس فى االقتصاد بسبب المصاعب المالية الدولية‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫من المتوقع ان يلحق الضرر بتجارة التصدير وقطاعات اخرى نتيجة الركود‬ ‫•‬
‫االقتصادى ‪.‬‬
‫ان التبعية االقتصاديةالكاملة لالقتصاد الفلسطينى باالقتصاد االسرائيلى‬ ‫•‬
‫سيجعل االقتصاد الفلسطينى تحت رحمة ما يحدث لالقتصاد االسرائيلى ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫• بالنسبة للجهاز المصرفى الفلسطينى فمن المعلوم أن جزءا من‬
‫موارد الجهاز المصرفي الفلسطينى توظف في الخارج على شكل‬
‫ودائع قصيرة االجل أوراق دين مالية و شهادات إيداع و التى تشكل‬
‫قرابة ‪ %50‬من تلك الموارد‪.‬‬
‫• من المتوفع عدم وجود تداعيات مباشرة لهذه األزمة على الجهاز‬
‫المصرفي الفلسطينى بسبب طبيعة التوظيفات في مجاالت ذات سيولة‬
‫عالية‪:‬‬
‫• لكن األمر يتوقف على أوضاع وقيمة الجهات الموظفة لديها تلك‬
‫األموال وقدرتها على الصمود في مواجهة االزمة‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -9‬المخرج من األزمة المالية الدولية‪:‬‬
‫• للخروج من االزمة البد من اعادة الثقة فى االسواق المالية اوال من‬
‫خالل تدخل الحكومات والبنوك المركزية لضمان توفر السيولة‬
‫للجهاز المصرفى ‪،‬ثم العمل على مستوى دولى لحل االزمة‪.‬‬
‫• حيث أن األزمة قد كشفت عن الترابط بين االقتصاد العالمي ككل فإنه‬
‫للخروج منها البد من تكاثف الجهود الدولية إلعادة النظر في النظام‬
‫النقدي الدولي الحالى بما يعطي جميع الدول الحرية االقتصادية و‬
‫السياسية الكاملة في اختيار ربط عمالتها بسلة عمالت يتم االتفاق‬
‫عليها دوليا (أو بوحدة حقوق السحب الخاصة) ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫• اصالح اليات العمل فى مؤسسات صندوق النقد الدولي والبنك‬
‫الدولى بعد إصالح أسس ومقومات إنشائه للحد من الهيمنة‬
‫األمر‪Q‬يكية عليه‪.‬‬
‫• معاجة قضايا الرقابة المالية على المؤسسات المالية من خالل‬
‫ادارة واشر‪Q‬اف هيئات رقابية دولية مستقلة تتمتع بالشفافية‬
‫التامة ‪.‬‬
‫• إيجاد إدارة أفضل للسيولة الدولية ووقف االعتماد على عملة‬
‫الدوالر وذلك باعتماد وحدة حقوق السحب الخاصة لتكوين‬
‫االحتياطات الدولية‪.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like